افتتاحية صحيفة الأخبار:
هل إسرائيل جاهزة فعلاً لحرب واسعة ضد لبنان؟
لا حاجة إلى ذكر الأسباب الموجبة التي قد تدفع العدوّ الى خيار مجنون كشنّ حرب واسعة ضد لبنان. درجة الحافزية عالية جداً عند العسكريين والسياسيين. وحتى المستوطنون، الذين يلمسون عجز جيشهم عن إعادتهم الى المستعمرات، يعتقدون بأن جيشهم قادر على سحق حزب الله.ثمة أسباب كثيرة تعزّز نظرية الحرب عند العدوّ. أولها فشل الحملة على غزة، وانعكاساته الكبيرة على موقع إسرائيل في المنطقة، وأن إسرائيل ستكون أمام أيام صعبة في ظلّ وجود «عدوّ لئيم» مثل حزب الله الذي تحمّله مسؤولية كبيرة عما جرى في غزة، وفي كل فلسطين المحتلة. وفوق ذلك، توجد على طاولة أصحاب القرار في تل أبيب طلبات متواصلة من «عرب إسرائيل» تدعوها الى توجيه ضربة قاضية إلى الحزب، إذ إن هؤلاء (وبينهم للأسف قسم من مجانين لبنان) يرون في انتهاء الحرب وبقاء حزب الله على قوته كارثة لهم، وخسارة أكبر في لبنان وسوريا والعراق، وربما في بلدان جديدة ستنضمّ الى مسيرة المقاومة في المنطقة.
لكن السؤال الأهم: هل إسرائيل في وضع داخلي وعسكري وإقليمي ودولي يمكّنها من خوض معركة كهذه؟
منذ عملية «طوفان الأقصى» المجيدة، كانت الفضيحة مدوّية في منظومة التقدير الاستخباراتي والاستراتيجي في الكيان، بسبب فشل استخباراتي يتجاوز العجز عن الوصول الى معلومات صحيحة، ليصيب منطق التفكير وتحكّم العقل الاستعلائي بقادة العدوّ وأجهزته. والجهات التي غاب عنها هذا التقدير، هي نفسها التي عادت وكررت الخطأ نفسه، عندما قرّر جيش الاحتلال قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، بناءً على تقدير بأن إيران ستبتلع الضربة ولن تردّ. وهي الجهات نفسها التي قالت إن «خطر» الحوثيين يخشاه «الضعفاء من العرب الموجودين حول اليمن»، وفاتهم أن الولايات المتحدة، نفسها، تقف اليوم عاجزة أمام حفنة من المسيّرات والصواريخ اليمنية. وجهات التقدير نفسها هي من تقول اليوم إن الجيش قادر على إنجاز المهمة في لبنان.
ما حصل في غزة كان عبارة عن عملية نارية انتقامية ليس فيها أيّ عمل مهني بالمعنى التقليدي للمعارك العسكرية. وهي عملية لم تكن لتحصل من دون دعم كامل من الولايات المتحدة والغرب، وكل الذخائر التي استخدمت ما كانت لتصل إلى إسرائيل لولا فتح الغرب مخازنه، إذ ليست لدى إسرائيل القدرة على إنتاج نصف ما استهلكته من قوة نارية في القطاع. بهذا المعنى، فإن السؤال مشروع حول حجم مخزون العدوّ الذي يقول إنه يحتاج الى ضعفه في مواجهة لبنان، فهل تتّكل إسرائيل على تدخّل أميركي أكبر؟
أمر آخر، هو أن العدوّ الذي يعتمد على مفهوم الردع كوسيلة أساسية في مواجهة أعدائه، يجد صعوبة في التعامل مع قدرة الردع في مواجهة حماس في غزة، وحزب الله أيضاً. وفي حالة لبنان، يعرف العدوّ قبل غيره أن حزب الله هو من بدأ المعركة، وهو من يختار توقيت عملياته والأهداف، وفي كل مرة يحاول فيها العدوّ الرد بسقف أعلى بقصد ردع الحزب، يأتيه الردّ بسقف أعلى مما كان يتوقع. وخلاصة هذا التسابق أن فكرة التصعيد الى أبعد الحدود، لردع المقاومة، لم تعد مجدية في المعركة القائمة. حتى الرد على عملية أمس، لن يكون له معنى في حال بقي ضمن قواعد المواجهة بين عسكريين. وبمعزل عن طبيعة الرد، فإن برامج عمل المقاومة ستفرض رفعاً للسقف في مواجهة العدو، وضمن القواعد نفسها.
أما لجوء العدو الى إطلاق حملة جوية كبيرة تستهدف قصف آلاف الأهداف التي خزنتها استخباراته العسكرية، فيتطلّب، عملياً، تدمير عدد هائل من المنشآت المدنية. وهو يدرك أنه سيكون مسؤولاً عن إطلاق الرصاصة الأولى في حرب كبيرة، ولن يجد في العالم من يبرّر له حملته، وسيجعل إسرائيل في موقف أكثر ضعفاً ضمن نادي المساعي الديبلوماسية العالمية، فيما هي تقف اليوم في الجانب المنبوذ عالمياً.
يبقى الأمر الأخير، المتعلق بالحرب نفسها. نعرف جميعاً أن العدو يتعامل مع لبنان وحزب الله بشكل مختلف عن غزة وحماس. وتبيّن بوضوح أنه ركّز جهده العسكري والأمني والسياسي خلال العقد الأخير على جبهته الشمالية. وإذا كان العدو أكثر استعداداً للتعامل مع حزب الله، فإن مواجهات الأشهر الثمانية الماضية قدّمت صورة عما يعرفه عن المقاومة. صحيح أن الغارات لم تضرب أهدافاً بإمكان العدو الوصول إليها، بشرياً أو عسكرياً، لكنه يعرف جيداً أن المقاومة في لبنان بادرت، سريعاً، الى خطط بديلة للانتشار والتموضع والتخزين في ضوء ما تقوم به إسرائيل في غزة. بمعنى آخر، فإن غياب عنصر المفاجأة من جانب العدو، وحرب الاستنزاف القائمة منذ ثمانية أشهر، والاستعداد الواضح من جانب المقاومة لاحتمال الحرب الكبيرة، كل ذلك يجعل بنك الأهداف أقلّ قيمة. ومع ذلك، لن يكون بمقدور العدو سوى اللجوء الى القوة النارية للتعويض عن عجزه العسكري.
وفوق ذلك، لمست المقاومة في لبنان حجم ونوعية جهوزية الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال. وتكفي مراجعة تعامل العدو مع مشكلة إيواء المستوطنين الذين أُبعدوا عن مستعمرات الشمال، وكيفية تعامل أجهزته المدنية مع آثار المعارك، وما قام به في مواجهة «حفلة النيران» قبل يومين، إضافة الى الانتكاسات الكبيرة والمتفاقمة في الوضع الاقتصادي… إذ إن كل ذلك يقود الى نتيجة واضحة، هي أن العدو لا يمكنه أن يعد شعبه بأيّ نوع من الأمان في حال اندلاع المواجهة الكبيرة.
أما عسكرياً، فإن جيش الاحتلال الذي يريد شن حملة على لبنان غير قادر حتى اللحظة على تحشيد قواته بالطريقة التي تعوّد عليها. يعرف الجميع أن جيش العدو ينتشر بطريقة سرية جداً، ويتحرك بصعوبة بالغة في عمق يصل الى نحو عشرة كيلومترات بعيداً عن حدود لبنان، وهو يعمد الى عمليات تمويه أكبر في مواقع أبعد من ذلك، إضافة الى أن معظم مواقعه عند الحافة الأمامية خالية إلا من بعض جنود يمضون معظم أوقاتهم في غرف محصّنة. وفي العملية التي نفّذها مقاومون قبل أيام باتجاه موقع راميا الحدودي، لم تطلق نيران من الموقع، وهذا له تفسيرات عسكرية كبيرة.
من جهة ثانية، فإن العدو الذي يلجأ الى منظومة خاصة من الدفاع الجوي لمواجهة صواريخ حزب الله ومسيّراته، لا يملك حلاً سحرياً غير مشاريع القبب الحديدية على أنواعها. ومع أن هذا السلاح يحتاج أيضاً الى تغذية كبيرة من جانب الغرب والأميركيين على وجه التحديد، فإن عمليات المقاومة في لبنان أظهرت أنه عاجز عن القيام بوظيفته، بل أكثر من ذلك، نجحت المقاومة في تعطيل عدد غير قليل من منظومات الدفاع الجوي، سواء تلك الخاصة بمنظومة الرادارات والاستشعار، أو منظومة الصواريخ المضادة. وأظهرت المقاومة في لبنان قدرة خاصة على العمل بحرية كبيرة في الأجواء الفلسطينية، وهي لم تستخدم حتى اللحظة سوى جيل «عتيق» من المسيّرات الحربية. وبالتالي، يجب أن يحسم العدو جوابه حول كيفية توفير القدرة على مواجهة أشكال جديدة من القصف التي قد تضطرّ المقاومة الى استخدامها في حالة الحرب الواسعة. ونتحدث هنا عن نوعية مختلفة من الصواريخ العادية أو الباليستية أو الموجّهة، وعن أجيال جديدة من المسيّرات المسلّحة القادرة على تنفيذ عدة مهام في وقت واحد. أضف إلى ذلك أن جيش الاحتلال تعرّف، ولو جزئياً، على بعض قدرات منظومة الدفاع الجوي لدى المقاومة. وبمعزل عما إذا كان قد بات يعرف نوعية الصواريخ المستخدمة في إسقاط مسيّراته الكبيرة، والتي يجري تعريفها عسكرياً بأنها طائرة حربية مقاتلة غير مأهولة، فإنه لا يملك جواباً شافياً عمّا يمكن أن تملكه المقاومة من أسلحة أكثر فعالية في مواجهة كل أنواع الطائرات الإسرائيلية، ولا سيما الحربية منها.
يبقى العمل البري. وفي هذا الجانب، ثمّة أساطير سبق لحزب الله أن حطّمها، وأجهزت عليها المقاومة في غزة. واستعدادات المقاومة لمواجهة برية هي أكبر بكثير ممّا يتوقّع كثيرون، وربّما سيجد العدو نفسه أنه أمام جيل جديد من المقاتلين الذين يعيشون هذه الأيام ساعات «ملل» طويلة نتيجة عدم حاجة الحرب الى قدراتهم. أما المفاجآت التي أعدّتها المقاومة، فهي حقيقية، وربما تكون أكبر بكثير ممّا يتخيل العدوّ وكل الحاقدين.
عملياً، ليس هناك من سبب لجنون إسرائيلي، سوى تكرار حماقات قادته في غزة. ومتى قرّر العدوّ الحرب، فهذا يعني أنه سيرفع الصوت منذ الساعات الأولى طالباً حضور الجيش الأميركي بكل قوته الى منطقتنا، ولهذا الجيش، إن حضر، «عدّة شغل» باتت جاهزة للاستخدام متى لزم الأمر!
*********************
افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن لتطويق حماس باتصالاته وموظفيه لتجنيب الكيان التزاماً بوقف الحرب
هنية: منفتحون على كل مسعى لإنهاء الحرب والانسحاب الكامل وتبادل منصف
نتنياهو «لعملية قوية» في جنوب لبنان.. والمقاومة تردّ بعملية قوية في شمال فلسطين
بصورة يومية يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاته بكل من الرئيس المصري وأمير قطر، ثم يوفد مدير مخابراته وليام بيرنز الى الدوحة، ومستشاره بريت ماكغورك الى القاهرة، ويوجه وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي بالمثابرة على إصدار البيانات، والعنوان واحد وهو ملاحقة حركة حماس ومحاصرتها إعلامياً وسياسياً، تحت شعار أن هناك عرضاً ممتازاً لا يجب تفويته وعليها إعلان القبول به، وصولاً للقول إنه لا يختلف عن العرض الذي قبلت به حماس من قبل. وبايدن يعلم أن الفارق جوهريّ، بين العرض السابق الذي يقوم على إلزام حكومة الكيان بالتوقيع على نص يتضمن التزاماً صريحاً بوقف نهائي للحرب، ونص يجنّب الكيان هذا الالتزام، والاستعاضة عنه بكلام يقال هنا وهناك من مسؤولين أميركيين لن يبقوا في سدة المسؤولية بعد شهور تحمل الانتخابات بختامها رئيساً يقول إن ما تعهد به بايدن ذهب مع بايدن، وقد سبق لدونالد ترامب أن فعلها مع ما هو أخطر من مجرد تصريحات رئيس، وقد كان أمامه اتفاق موقع ومُصدَّق عليه من مجلس الأمن الدولي، ولم يحل ذلك بينه وبين إعلان الانسحاب منه.
المقاومة من جهتها تؤكد انفتاحها على أي مسعى جدي لإنهاء الحرب، لكنها تؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن نصاً صريحاً على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة. وفي هذا السياق قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان: «الحركة وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق يقوم على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى»، مؤكداً أن «حماس تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة».
على جبهة الحدود اللبنانية، تدور حرب كاملة وتشتعل الغابات شمال فلسطين، على إيقاع اشتعال الحرب، وبعد اجتماع مجلس الحرب أول أمس، وصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى مستعمرة كريات شمونة، وتحدّث من هناك عن استعداد لعملية قوية في جنوب لبنان، بينما كانت المقاومة تنفذ عملية قوية جداً في شمال فلسطين، حيث استهدفت تجمعاً لجنود وآليات جيش الاحتلال في بلدة حرفيش ما أسفر عن سقوط قتيلين و24 جريحاً جراح ثلاثة منهم خطرة، كما قالت وسائل إعلام الكيان، فيما كانت الخارجية الأميركية تصدر بياناً تقول فيه «إن تصعيداً في لبنان سيعرّض أمن إسرائيل للخطر»، ولفتت إلى «أن التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة سيقود إلى تهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية». واستطردت «لا نريد تصعيد الصراع على حدود لبنان و«إسرائيل» لتجنب سقوط المزيد من الضحايا من الجانبين». وأشارت إلى «أننا نسعى للوصول إلى حل دبلوماسي بين «إسرائيل» ولبنان».
كان الحدث أمس في السفارة الأميركية في عوكر التي تعرض محيطها لإطلاق نار، لكن سرعان ما تمكنت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الأميركية وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. وأودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. كما أفيد أن مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت م.ج. للاشتباه في تورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وأتت عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه. وفي السياق، فإن مطلق النار الذي يدعى قيس فراج سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات إلى والده بعد توقيف شقيقه. وأفيد أن مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر. وتم توقيف الشيخ جحة أمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس فراج كان يتلقى تعليماً دينياً من قبله. وأفادت المعطيات أيضاً أن مطلق النار على السفارة الأميركية قيس فراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
وكانت قيادة الجيش قالت في بيان توضيحيّ صباحاً «تعرّضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتمّ توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة». وأضاف بيان الجيش: تُجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
وفي بيان صادر عنها بعد الظهر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنها تعرّضت اليوم لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وأضافت أنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة. وأشارت الى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرّة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع «إسرائيل» وسورية ومخيمات اللاجئين وتجنّب التظاهرات وأيّ تجمّعات. وأعلنت أنّها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية اليوم، لكنها تعتزم فتح أبوابها اليوم.
وقال وزير الداخلية بسام مولوي إن مهاجم السفارة نقل الأغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبة من منطقة مجدل عنجر وإنه دخل الى مدخل أحد الأبنية وارتدى ما كان بحوزته.
في المواكبة الرسمية للحدث، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح اليوم. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيّين أنّ الوضع مستتب وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين. كما أجرى رئيس الحكومة اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
واستكمل اللقاء الديمقراطي جولته على المسؤولين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما خصّ الملف الرئاسي. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله بعد اجتماع وفد «اللقاء» مع «تكتل الاعتدال»: التسوية مطلوبة ليس على قاعدة أن ينكسر أحد، فالمهمّ أن يربح لبنان والمطلوب تكوين رأي داخلي وإيجاد رأي عام وطني يدفع باتجاه حلّ. تابع: يجب ألا يبقى الملفّ الرئاسي مرتبطاً بملفّ غزة وسنؤسّس لأرضية مشتركة في كثير من الملفات، لأنّنا نتشابه في الانفتاح على جميع الأفرقاء. بعدها، زار وفد «اشتراكي» «كتلة تجدد». وقال النائب ميشال معوض بعد اللقاء «إننا منفتحون على شخص الرئيس إنما يجب أن يمثل الدولة اللبنانية في حين إن في لبنان كلّ يريد رئيسًا على قياسه خصوصًا من يحاول أن يسيطر على البلد».
الى ذلك استقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني النائب علي حسن خليل وجرى استعراض آخر التطورات في لبنان ومستجدّات الأوضاع في المنطقة.
كما عقد النائب خليل لقاء مطولاً مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي جرى خلاله عرض الأوضاع في جنوب لبنان وتطورات الوضع الداخلي اللبناني، حيث أبدى الخليفي حرص قطر الدائم على مساعدة لبنان في المجالات كافة.
والتقى النائب خليل أيضاً عدداً من المسؤولين القطريين.
وعلى وقع هذه التهديدات الإسرائيلية، يستمرّ التصعيد الإسرائيلي حيث القى جيش العدو القنابل الحارقة على بلدة عيتا الشعب – البستان مما أدى الى اندلاع النيران بالاحراش المتاخمة لها. كما تعرّضت اطراف بلدة الوزاني قضاء مرجعيون ظهراً، لقصف مدفعي إسرائيلي. وتعرضت أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي. وسجل قصف فوسفوري على خلة البلوط بين بلدتي حولا ومركبا بهدف إشعال النيران في الأحراش. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف 3 منشآت عسكرية تابعة لـ»حزب الله» في العديسة وبليدا ومركبا ومنصتي إطلاق في منطقتي زبقين وعيتا الشعب. في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف «صباح اليوم تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة بالأسلحة الصاروخية». كما استهدف «منصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه وأصابها إصابة مباشرة ما أدّى الى تدميرها». أيضاً، أعلن أنه «وبعد رصد وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن مجاهدو المقاومة فجراً لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع واستهدفها بقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة».
أفادت وسائل إعلام العدو، عن «سقوط قتيلين على الأقل و24 جريحاً منهم 8 بحالة خطيرة، جرّاء الهجوم بالطيران المسيّر على تجمع لجنود إسرائيليين قرب «حُرفيش» في الشمال».
وأعلن الناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي في حديث لقناة «الجزيرة» بان الوضع على الخط الحدودي بين لبنان وإسرائيل يثير القلق، وهناك احتمال بتوسع التوتر بشكل أكبر في المنطقة الحدودية.
واشار تيننتي الى ان «لدينا قنوات اتصال مع السلطات اللبنانية والجيش الإسرائيلي لتجنب أي نزاع واسع»، وشدد على ان توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط بل للمنطقة كلها.
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
“تحريك” تنظيم د مشبوه… ونتنياهو يُصعّد التهويل بالحرب
إذا كان “هجوم تنظيم د ” الفاشل على مقر السفارة الأميركية في عوكر صباح أمس رسم شبهة تحريك أو توظيف ما لفلول خلايا هذا التنظيم الأصولي ربما لغايات تتصل برسالة إقليمية الى واشنطن أو لمقاصد أخرى تبرز خطر تفشي هذه الظاهرة بين صفوف النازحين السوريين واستغلالها وتوظيفها من أي جهة خارجية أو داخلية تتربص شراً بلبنان، فإن ما لا يمكن تجاهله هو التزامن المتعمد بين تحريك “تنظيم د” وتصاعد التهديد والوعيد الإسرائيلي الى ذروته بشن عملية كبيرة في لبنان.
والواقع أن السلطة اللبنانية الرسمية بدت آخر من يأبه للآثار المعنوية والأمنية والسياسية التي تترتب على تعرض لبنان لدفق من التهديدات الإسرائيلية اليومية في الفترة الأخيرة، وكانّها تكتفي بتنظيرات الأقربين والأبعدين التي لا تزال تستخف بتهديدات إسرائيلية جامحة من جهة، ونصائح وتحذيرات ديبلوماسية خارجية من جدية خطر الحرب من جهة أخرى. وإذ يبدو واضحاً أن السلطة تلتزم سياسة طمر الرؤوس في الرمال لأنها لا تقوى على مواجهة “الحزب” الذي “يدير” الحرب مع إسرائيل وتداعياتها أحادياً ومنفرداً، فإن المعطيات المتجمعة في الأيام الأخيرة باتت تنذر بتشريع لبنان على المجهول الأخطر سواء قرنت إسرائيل تهديداتها بترجمة ميدانية أم ظل الوضع على تصعيده المتدحرج ضمن الميدان المباشر بين جنوب الليطاني وشمال إسرائيل مع تفلتات ظرفية تحكمها تطورات الميدان.
لذا وإن أُدرجت احدث التهديدات التي اطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو امس بعملية “قوية” في لبنان ضمن مأزقه السياسي الداخلي فإن ذلك لا يقلل من الدلالات الخطيرة لهذا الانتقال بسقف التهديدات للبنان من وزراء وجنرالات وسياسيين متطرفين إلى رئيس الوزراء واضعاً لبنان في مرتبة الأولية الميدانية التي توازي غزة.
فخلال قيامه بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان، أمس، هدّد نتنياهو بأنّ “إسرائيل مستعدة لـتحرك قوي للغاية” في الجبهة الشمالية. وقال خلال زيارة إلى مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية: “نحن جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية في الشمال. وبهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن للمنطقة الشمالية”. وأضاف: “لدينا هدف بسيط في الشمال (الحدود مع لبنان) هو إعادة السكان”، في إشارة إلى عشرات آلاف الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم قرب الحدود اللبنانية بعد شن حرب على قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. واضاف في حديث مع جنود إسرائيليين في منطقة جبل الشيخ قرب الحدود اللبنانية: “من أجل القيام بذلك، يجب علينا استعادة الأمن، وهذا سيتحقق. لن نتهاون في هذا الأمر، سنحقق هدفنا بإحدى طريقتين: عسكرياً إذا لزم الأمر، ودبلوماسياً إن أمكن”. وخاطب نتنياهو “الحزب” قائلاً: “عليه أن يفهم أننا سنعيد الأمن، آمل بأن يتم فهم هذه الرسالة هناك”.
تزامن ذلك مع كشف إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ الحكومة قررت استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادًا لأي تصعيد على جبهة لبنان، مشيرة إلى أن الحكومة سمحت بزيادة عدد المجندين الاحتياط من 300 ألف إلى 350 ألفًا. ويأتي ذلك في غمرة التصعيد المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب”، حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي ينتظر قرارًا من الحكومة “لجعل المواجهة مع “الحزب” في لبنان ساحة لحرب رئيسية”، تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى “ساحة معارك ثانوية”. بدورها، اشارت القناة 14 الإسرائيلية الى “أن التقدير في إسرائيل هو أن حرباً مع “الحزب” قد تندلع في الأسابيع المقبلة”.
ومساء أمس سجل تطور ميداني جديد تمثل في هجوم لـ”الحزب” بالمسيّرات على مستوطنة الكوش. وإذ تحدث الإعلام الإسرائيلي عن انفجار مسيّرة سقطت في منطقة حرفيش وتسببت بـ11 جريحاً أصدر “الحزب” بياناً اعلن فيه أنه “شن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع مستحدث جنوب مستوطنة الكوش استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده”.
تنظيم د … أو أكثر؟
أما محاولة الاعتداء على السفارة الأميركية في عوكر، فشكلت تطوراً امنياً لافتاً في ظل الغموض الذي ساد المعلومات أول الأمر عن عدد الذين تورطوا في اطلاق النار على السفارة، ومن ثم تبين أن مسلحاً واحداً أطلق النار وتمكّن الجيش اللبناني من اطلاق النار عليه وتوقيفه. وتحدثت المعلومات عن أن 4 مهاجمين شاركوا في الاعتداء أحدهم قاد السيارة التي أقلّتهم للمكان و3 أطلقوا النيران. وقال مصدر قضائي أن مطلق النار على السفارة الأميركية قال إنه فعل ذلك “نصرة لـ”غزة”. وأفيد أن سترته كانت تحمل شعار “تنظيم د” وأن العبارات المدوّنة على جعبة وملابس منفذ الهجوم هي: “الدولة الإسلامية، الذئاب المنفردة، لا غالب إلا الله”.
على الاثر، أفيد أن مديرية أمن الدولة في #البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، تمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة وهو من الجنسية السورية وأودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. وأفادت المعلومات الأمنية أنه تم العثور على عبوات متفجرة ومواد لصناعة قنبلة في منزل قتادة الفراج أخ مُطلق النار على السفارة الأميركية.
وتأتي عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدّة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه.
وتبين لاحقاً أن مطلق النار على السفارة يدعى قيس فراج، سوري الجنسية، ويقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات الى والده بعد توقيف شقيقه.
وذكر أن مديرية المخابرات في البقاع تسلمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه في الحادث، بعدما لجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وتم توقيف الشيخ مالك جحة إمام مسجد أبو بكر الصديق في مجدل عنجر، وقيس الفراج كان يتلقى تعليماً دينياً منه. وأفيد أيضاً أن مطلق النار على السفارة الاميركية قيس الفراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
وأعلنت قيادة الجيش مساء أمس أنها في إطار ملاحقة المتورطين في الاعتداء المسلح على السفارة الأميركية في منطقة عوكر، دهمت دورية من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش عددًا من المنازل في بلدتَي الصويري ومجدل عنجر – البقاع الغربي وأوقفت السوري (ع.ج.) والمواطن (ا.ز.) للاشتباه بعلاقتهما بالسوري (ق.ف.) مطلق النار على السفارة، و3 من أفراد عائلته.
وكانت السفارة الأميركية في لبنان أعلنت أنها “تعرضت لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة وأنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة”. وأشارت إلى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا ومخيمات اللاجئين وتجنب التظاهرات وأي تجمعات. وأعلنت أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية يوم أمس، لكنها تعتزم فتح أبوابها اليوم.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أَمنٌ فالتٌ أم حلقة في استهداف الأميركيين؟
رصاص عوكر… تطرُّف سوري وراء المهاجم
تعرضت السفارة الأميركية في عوكر أمس لهجوم مسلح هو الثاني خلال أقل من عام، لكنه حمل هذه المرة بصمات تتصل بتداعيات حرب غزة. وكشف الهجوم في الوقت نفسه عن تنامي خطر التطرف الوافد مجدداً من سوريا. وفي المقابل، جاء التحرك السريع للأجهزة الأمنية في محيط السفارة في جبل لبنان، وفي البقاع الشرقي من حيث وفد المهاجم، ليسلط الضوء على أهمية تنمية المناعة الأمنية وسط فلتان يأخذ لبنان الى متاهات حروب يختلط فيها حابل الإقليمي بنابل الدولي، ولا سيما في النزاعات التي تتصل بدور الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم.
وفي التفاصيل، أعلن الجيش أنّ شخصاً سوري الجنسية، أطلق النار صباح أمس على السفارة الأميركية، قبل إطلاق النار عليه وتوقيفه. وأفاد مصدر قضائي أنّ مطلق النار الذي أصيب بجروح خطرة، قال إنه «نفّذ العملية نصرة لغزة».
وعلمت «نداء الوطن» من مصدر رسمي أنّ «منفّذ العملية الإرهابية، هو نازح سوري مسجّل لدى اللجنة الدولية لشؤون النازحين، ويدعى قيس محمد عوض أمين الفراج، ويقيم مع أهله وأقاربه بين مجدل عنجر والصويري في البقاع الأوسط، وأصيب بجروح بالغة وأخضع في المستشفى العسكري لعملية جراحية حيث بُذل جهد طبي استثنائي لابقائه على قيد الحياة، وتعتبر حالته مستقرة».
وأوضح المصدر «أنه بناءً على المعطيات التي توافرت للجيش والأجهزة الأمنية، تمكنت مديرية المخابرات من توقيف خمسة من أفراد عائلته، كما أوقف أمن الدولة شقيقه، والأهم أنّ المخابرات أوقفت الموجّه الديني الذي كان يُعدّ الفراج ويتلقى عنده الدروس الدينية والأفكار المتطرفة».
وكشف المصدر عن أنّ «الفرّاج انتقل من مجدل عنجر بوسيلة نقل عادية (فان) وبثيابه المدنية ومعه حقيبة وضع فيها العتاد العسكري، ولدى وصوله الى بيروت ذهب الى أحد الأحراج القريبة من مكان تنفيذ العملية حيث عمد الى تبديل ملابسه وارتداء الجعبة العسكرية وتركيب السلاح الحربي، ثم انتقل الى محيط السفارة ليطلق عليها النار. وحاولت القوى العسكرية والأمنية في البداية تحييده للقبض عليه من دون إصابته، إلا أنّ كثافة الرصاص الذي أطلقه جعلها تطلق النار عليه من دون أن تكون الإصابة قاتلة».
وقال المصدر «إنّ التحقيقات في مديرية المخابرات متواصلة مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، فيما تستمر عمليات الملاحقة والدهم والتوقيف وصولاً الى جلاء الحقيقة».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«اليونيفيل»: احتمال كبير لتصعيد أوسع بين «الحزب» وإسرائيل
حرب الحرائق مستمرة… و17 بلدة لبنانية قصفت بالفسفور الأبيض
تستمر «حرب الحرائق» بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة في جنوب لبنان بالقذائف الحارقة والفسفورية؛ ما تسبب في اندلاع النيران في الأحراج، في وقت تحدث فيه أندريا تينينتي، المتحدث باسم «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)» عن «احتمال كبير أن يحدث تصعيد وسوء فهم قد يؤدي إلى صراع أوسع».
وقالت «هيومن رايتس ووتش» في بيان لها إن «استخدام الفسفور الأبيض من إسرائيل على نطاق واسع في جنوب لبنان يعرض المدنيين لخطر جسيم ويساهم في تهجيرهم». وأشارت إلى أنها تحققت من «استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ خمس منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة».
وأوضحت أن «الفسفور الأبيض مادة كيميائية مستخدمة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وتسبب آثارها الحارقة الوفاة أو الإصابات القاسية التي تؤدي إلى معاناة مدى الحياة، ويمكنها إشعال النار في المنازل والمناطق الزراعية وغيرها من الأعيان المدنية. بموجب القانون الإنساني الدولي، استخدام الفسفور الأبيض المتفجر في المناطق المأهولة بالسكان هو عشوائي بشكل غير قانوني، ولا يفي بالمتطلبات القانونية لاتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين».
وعدّت أن «استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض على نطاق واسع في جنوب لبنان يُبرز الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الأسلحة الحارقة. (البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية) هو الصك الوحيد الملزم قانوناً والمخصص تحديداً للأسلحة الحارقة. لبنان طرف في (البروتوكول الثالث)، لكن إسرائيل ليست طرفاً فيه».
وعمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق؛ ما أدى إلى اشتعال النار في ما تبقّى من أشجار معمّرة، خصوصاً في أحراج الناقورة وعلما الشعب، إضافة إلى الأحراج في بلدات عيتا الشعب وعيترون ومارون الراس، وأدى القصف بالقذائف الفسفورية إلى اشتعال الحرائق بين بلدتي حولا ومركبا.
وسياسة الحرائق نفسها اتبعها «الحزب» في عملياته الأخيرة؛ حيث أدى قصفه إلى اندلاع حرائق كبيرة في شمال إسرائيل بحقول وغابات امتدت على مساحة 22 ألف دونم.
في موازاة ذلك، أعلن «الحزب» عن تنفيذه عدداً من العمليات، وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة»، كما استهدف «منصة (القبة الحديدية) في ثكنة (راموت نفتالي) بصاروخ موجّه»، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية. وأعلن أيضاً أنه «وبعد رصد وترقب لقوات العدو الإسرائيلي في موقع المالكية، كمن فجراً لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع، واستهدفها بقذائف المدفعية»، إضافة إلى استهدافه بـ«مُحلّقة انقضاضية مكان استقرار وتموضع جنود العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي».
من جهته، كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر منصة «إكس» أنه «خلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية لسلاح الجو منصتين صاروخيتين لـ(الحزب) في منطقتيْ زبقين وعيتا الشعب»، مشيراً كذلك إلى «استهداف 3 مبانٍ عسكرية لـ(الحزب) في العديسة وبليدا ومركبا».
في موازاة ذلك، عبر آندريا تينينتي، المتحدث باسم «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، عن قلقه من التصعيد بين «الحزب» وإسرائيل.
وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «التحدي الرئيسي في الوقت الحالي هو تبادل إطلاق النار المستمر منذ 8 أشهر، وهناك احتمال كبير، بعد كل هذه الأشهر من تبادل إطلاق النار، أن يحدث تصعيد أكبر وسوء فهم قد يؤدي إلى صراع أوسع».
وعبّر عن قلقه «بشأن هذه الأوضاع، وفي نفس الوقت نبذل قصارى جهدنا لخفض التوتر، كما يعمل المجتمع الدولي حالياً بجدية لإيجاد حلول».
وأضاف: «لطالما قلت إنه لا حل عسكرياً للصراع؛ بل يجب أن يكون الحل سياسياً ودبلوماسياً فقط، ونحن مستعدون لتنفيذ أي حل يتمكن المجتمع الدولي من التوصل إليه بموافقة الأطراف». ورأى أن «قرار مجلس الأمن (1701) يواجه تحديات كبيرة»، آملاً «العودة إلى العمل على تنفيذ هذا القرار»، مؤكداً: «يبقى التحدي الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي هو وقف الأعمال العدائية المستمرة».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجهود الرئاسية في الحلقة المفرغة.. إسرائيل تهدّد وواشنطن لا تريد الحرب
المشهد اللبناني يغلي في خاصرتيه الرئاسية والجنوبية؛ تعاني الأولى من التهابات سياسية مزمنة، عطّلت سلسلة المبادرات الداخلية والخارجية التي تلاحقت لإنضاج طبخة البحص الرئاسية، ودارت وما تزال في حلقة مفرغة، فيما تشهد الخاصرة الثانية تورّماً أمنياً متزايداً على امتداد الحدود الجنوبية، عزّز المخاوف من بلوغها حدّ الانفجار الكبير، وأطلق العنان لتحذيرات من الانزلاق في منحدر تلوح في أفقه احتمالات وسيناريوهات غير محمودة.
على انّ التطور البارز الذي تصدّر واجهة الأحداث، كان الحادث الأمني المريب الذي تجلّى في الاعتداء المسلح على السفارة الاميركية في عوكر، خلّف موجة استنكارات واسعة، وتساؤلات حول الجهة التي تقف خلفه، والغاية منه في هذا التوقيت بالذات؟
حادث السفارة
وفيما اعلنت السفارة الاميركية في بيانها انّه «بفضل ردّ الفعل السريع للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وفريقنا الأمني في السفارة، اصبحت منشآتنا وفريقنا آمنين، والتحقيقات جارية»، قال مستشار الأمن القومي الأميركي تعليقاً على الهجوم: «نعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية للتأكّد مما حدث ولضمان عدم وجود تهديد وسنفعل ما يتعيّن فعله لحماية شعبنا».
وفي وقت لاحق أصدرت السفارة الاميركية بياناً اشارت فيه الى انّها تخطط لتعود الى العمل اعتباراً من اليوم الخميس، دعت فيه مواطني الولايات المتحدة الى تجنّب السفر الى منطقة الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، ومنطقة الحدود اللبنانية- السورية، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جميع انحاء لبنان، وايضاً تجنّب التظاهرات وتوخّي الحذر».
وقد تقاطعت المعلومات الأمنية حول انّ منفذي الاعتداء ثلاثة مسلحين قُتل احدهم ويدعى قيس فراج سوري الجنسية ويقيم في بلدة الصويري البقاعية، وجرح آخر وتمّ توقيفه فيما البحث جارٍ عن الثالث. كما انّ الجيش والقوى الامنية قامت بعمليات دهم لعدد من منازل مشتبه بتورطهم في الاعتداء، بين بلدتي مجدل عنجر والصويري، وتمّ توقيف شقيق احد المشاركين.
وقال الجيش اللبناني في بيان، انّ «السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر تعرّضت لإطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتمّ توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة». واشار البيان إلى انّ وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة اجرت عمليات تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة».
وفي بيان آخر، اعلن الجيش اللبناني انّه «ضمن إطار ملاحقة المتورطين في الاعتداء المسلح على السفارة الأميركية في منطقة عوكر، دهمت دورية من مديرية المخابرات ووحدة من الجيش عددًا من المنازل في بلدتَي الصويري ومجدل عنجر في البقاع الغربي وأوقفت السوري (ع.ج.) والمواطن (ا.ز.) للاشتباه بعلاقتهما بالسوري (ق.ف.) مطلق النار على السفارة، و3 من أفراد عائلته. وأفيد انّ الجيش اوقف سائق «الفان» الذي اقلّ مطلق النار من الكولا الى عوكر.
واشار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الى أنّ «التحقيق بالهجوم على السفارة الأميركية مستمر ويتمّ توقيف أي شخص له صلة».
وكشف مولوي أنّ «مهاجم السفارة الأميركية نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وقد اجتاز حواجز عدة وهذا «مستغرب»، مشدّداً على «أنّنا نبحث عن الجهات التي تقف خلف الهجوم».
الحراك الرئاسي
رئاسياً، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّه كما استعان سفراء اللجنة الخماسية بمبادرة «تكتل الاعتدال» واتكأوا عليها كقاعدة افترضوا انّها قد تفتح باباً لحوار رئاسي يفضي الى انتخاب رئيس بالتوافق في ما بين الاطراف المختلفة، استعان الفرنسيون بالصديق «الاشتراكي»، حيث طلب الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط القيام بمسعى مساعد لاختراق حاجز التعطيل، فاستجاب الأخير برغم إدراكه بصعوبة هذه المهمّة، واطلق تحرّكاً بقيادة ابنه النائب تيمور جنبلاط.
وإذا كانت هذه الاستجابة السريعة من قبل جنبلاط، وعلى ما تقول مصادر المعلومات، تشكّل رافداً لجهود اللجنة الخماسية ولمهمّة لودريان الذي أكّد صراحة «أنّه لا يرى باباً لانتخاب رئيس الجمهورية سوى بالتوافق، إلّا أنّ آلية هذا التوافق ما زالت ضائعة»، فإنّها في الوقت ذاته، تأتي تأكيداً على المنحى الحواري التوافقي الذي يؤكّد عليه جنبلاط ويتقاطع فيه مع مبادرة الرئيس نبيه بري، كسبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ الحركة الجنبلاطية، التي رمت الى تغليب منطق الحوار او التشاور، والتعجيل في الحسم الايجابي للملف الرئاسي، لا تلوح في أفقها بوادر خرق ايجابي، وخصوصاً انّ حجر التعطيل، وكما تبّدى من هذه الحركة، ما زال مزروعاً في الطريق، وحائلًا دون تلاقي الاطراف على طاولة التوافق على رئيس. وعند هذه النقطة انتهى لقاء وفد «اللقاء الديموقراطي» مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب.
وقالت المصادر، انّ جعجع لم يبد تجاوباً مع المبادرة الجنبلاطية، بل كان متمسكاً بموقفه لناحية رفض الحوار او التشاور والتوافق المسبق على رئيس، وكذلك رفض ما تُسمّى اعرافاً تضرب الدستور، واعاد في الوقت ذاته، التأكيد على انّ الحل الرئاسي كما تراه «القوات»، يكون بالدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة، يُصار خلالها الى إجراء مشاورات جانبية. واما بالنسبة الى رئيس الجمهورية، فإنّ «القوات» تريد رئيساً ليس من الممانعة ولا تابعاً لها، وبمعنى اوضح؛ رئيس ضدّ فريق الممانعة.
تقييم «اشتراكي»
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ التقييم «الاشتراكي» لحركة اللقاءات التي أجراها وفد «اللقاء الديموقراطي» خلال اليومين الماضيين، تجنّب الحديث عن سلبيات علنية، الّا انّه المح اليها بعدم نفيه وجود نقاط خلافية، ينبغي ان تنتفي امام الحاجة الملحّة للبلد لانتخاب رئيس الجمهورية واعادة انتظام الحياة السياسية فيه، في ظرف هو الأقسى في تاريخ لبنان».
بري يؤيّد
وفيما اكّد «الحزب» انّه مع كل حوار او تشاور يرأسه الرئيس نبيه بري، اكّدت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» انّ «الرئيس بري المتمسك بمبادرته، يؤكّد انّه مع كل مسعى يؤسس للتلاقي والتوافق، وعلى هذا الاساس عبّر في مناسبات عديدة عن استعداده لتقديم كل ما يلزم من تسهيلات تخدم الوصول الى هذه الغاية، ومن هنا كان تجاوبه الى ابعد الحدود مع اللجنة الخماسية، وكذلك تجاوبه مع المنحى الحواري الذي اكّد عليه لودريان، وبين هذا وذاك تشجيعه لـ«تكتل الاعتدال»، وضمن هذا السياق، قارب المبادرة بإيجابية وترحيب، آملا أن تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة منها. الّا انّه في الوقت نفسه، يعتبر انّ العقدة الأساس تبقى لدى رافضي التوافق، الذين كما هو واضح يريدون ابقاء الوضع على ما هو عليه، ولا يريدون للاستحقاق الرئاسي ان يُنجز».
مضيعة للوقت
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما اكّد عليه مسؤول كبير لـ»الجمهورية»، من أنّ كل الحراكات سواءً كانت من الداخل او الخارج، تبقى مضيعة للوقت، بوجود طرف مصرّ على الهروب من التوافق، ويعتقد وهماً، انّ في استطاعته ان يعدّل الميزان الداخلي لمصلحته ويفرض رئيساً خلافياً. متحّديا ذلك توجّه الشريحة الواسعة من اللبنانيين التي تتوق الى رئيس يوحّد اللبنانيين، وهو ما شدّد عليه وفد «اللقاء الديموقراطي» في لقاءاته. وإن دلّ هذا الإمعان في التعطيل وتحدّي التوافق والاستسلام لوهم العظمة على شيء، فعلى إصرار هذا الفريق على تعميق الأزمة وإبقاء الدولة على شللها».
واكّد المسؤول عينه أنّ رفض التوافق ليس بريئاً، فهو تعطيل للتعطيل لا اكثر ولا أقل، ولكن هذا الوضع يستحيل ان يستمر الى ما لا نهاية، حيث انّ الجميع، وفي مقدّمهم هؤلاء، سيخضعون في نهاية الامر لمنطق التوافق».
ورداً على سؤال حول انّ الحوار الرئاسي والتوافق على رئيس للجمهورية يجافيان الدستور، قال المسؤول عينه: «هذه التفسيرات السياسية والهمايونية للدستور، هي التي تضرب الدستور الذي ينص على وجوب الوفاق الوطني في كل شيء، وخصوصاً في بناء المؤسسات الدستورية كلها، حيث حدّد آليات هذا الوفاق، ومنها آلية انتخاب رئيس الجمهورية، حيث أنّ الدستور أوجب لانعقاد جلسة الانتخاب وانتخاب رئيس الجمهورية اكثرية ثلثي اعضاء المجلس النيابي اي 86 نائباً، وهذا النصاب يعبّر عن اوسع توافق، حيث انّه يجمع أكثرية القوى الوازنة في البلد. ثم كيف يتمّ توفيره بين قوى مختلفة لكل منها توجّهاتها السياسية التي تتقاطع او لا تتقاطع مع القوى الاخرى، هل يتوفر هكذا عفواً، أم انّه يتوفر بالتواصل والتوافق عليه. ثم يجب الّا ننسى انّ هذا التوافق ليس وليد اللحظة الراهنة بل هو عرف معتمد، ما يعني أنّه حتى يتمّ توفير هذا النصاب والتوافق يجب الالتزام بالعرف المعتمد اقلّه منذ سريان اتفاق الطائف، وتحت سقف هذا التوافق نجري الانتخابات الرئاسية».
الغليان الحدودي
ميدانياً، يتقلّب الوضع في المنطقة الجنوبية على صفيح المواجهات الساخنة على امتداد خط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، والتهديدات الاسرائيلية المتلاحقة بشن عدوان واسع على ما تسمّيها جيهة الشمال.
وفي موازاة الاجواء التي تنذر بتفاقم التصعيد، اعلنت واشنطن رفضها للحرب، واكّدت على الحل الديبلوماسي.
ونقلت قناة «كان» عن مسؤول اميركي كبير قوله انّ الولايات المتحدة الاميركية دعت اسرائيل الى عدم التصعيد مع «الحزب» قبل إتمام صفقة محتملة مع «حركة ح».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ماثيو ميلر قد اشار في ايجاز صحافي الى «شعور بالقلق من رسائل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بأنّهم مستعدون للهجوم على «الحزب»، وتصعيد التوتر في المنطقة» وقال: «لا ندعم الحرب الشاملة مع «الحزب»، وتصاعد التوتر في هذا الصراع أمر يقلقنا، وكنا نسعى لإبقائه تحت السيطرة منذ تشرين الأول». واضاف: «لا أحد يرغب بأجواء صراع على مستوى إقليمي في حين يتمّ السعي لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة»، معتبراً أنّ «التوتر بين إسرائيل ولبنان الذي يتصاعد بين الحين والآخر، لا يمكن حلّه من خلال الصراع، وإنما يجب حل المشاكل بالطرق الديبلوماسية فقط».
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إحباط هجوم مفاجئ على السفارة في عوكر.. وغليان ميداني في الجنوب
اعتقال المهاجم وتوقيفات في عنجر والصويري.. واجتماعات الدوحة ترفد الحراك الجنبلاطي
من ضربة مستعمرة حرميتش في الجليل الغربي التي أدت إلى قتل جنديين اسرائيليين وجرح 24 بعضهم جروحهم خطيرة بقصف مركب من سيّارة وصاروخ، ومن مسافة لا تتجاوز «3 كلم»، إلى الاستهداف الغامض للسفارة الاميركية في عوكر، حيث تمكنت وحدات الجيش اللبناني من اعتقال المهاجم، وهو من الجنسية السورية (يقال ان لديه اتجاهاتتنظيم د)، واطلاق حملة أمنية واسعة لتوقيف المشبوهين بعدما تكثفت الملاحقات في عنجر، حيث أتى المهاجم، ويدعى قيس فراج ليهاجم السفارة باطلاق النار، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني، فيعتقل المسلح الجريح وينقله إلى المستشفى.
والحدثان يدخلان في صميم اشارات عن احتدام الوضع الأمني وربما العسكري، في ضوء التلاعب الاسرائيلي، وعدم التعامل الجدّي مع فرصة إنهاء الحرب، لتحقيق استرخاء عسكري – أمني، أن ما يمكن وصفه «باستراحة محارب» قد تكون مفتوحة على وقف نار مستديم أو هدنة دائمة.
واعتبرت الخارجية الاميركية أن «التوصل إلى وقف النار في غزة سيقود إلى تهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية «مشيرة إلى أن واشنطن لا تريد تصعيد الصراع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية معتبرة أن أي تصعيد في لبنان سيعرض أمن اسرائيل للخطر.
رئاسياً، سجلت محطة اللقاء الديمقراطي عند «كتلة الاعتدال» صاحبة المبادرة التي استندت إليها اللجنة الخماسية في ما مضى «تشاوراً أو حواراً ثم تسمية عدد محدود من الاشخاص والذهاب إلى جلسات الانتخاب، خطوة باتجاه السعي إلى تخفيض السقوف المرتفعة والبحث عن المشتركات.
أكدت أوساط نيابية معارضة لـ «اللواء» أنه على الرغم من أن مسعى الحزب التقدمي الإشتراكي هو مسعى مشكور إلا ان الأشكالية لا تزال هي نفسها لجهة رفض قوى الممانعة أي طرح يستبعد مرشحه للرئاسة، ما يعني أن المبادرات تصطدم بهذا الفيتو الموضوع، ولفتت إلى ان هم الحزب في مكان آخر ، وبالتالي لن يقول أية كلمة قبل جلاء المشهد في غزة .
وأوضحت هذه الأوساط أن الحزب الاشتراكي تحرك في السابق من دون أن يتمكن من أن يجد التجاوب المطلوب من قبل هذه القوى التي تتشدد أكثر فأكثر مع الوقت بشأن طرح شروطها، معلنة أن فكرة التشاور أو الحوار يصعب بتها من دون ربطها بجلسة الإنتخاب وجلسات انتخاب متتالية .
فقد زار النائب تيمور جنبلاط كتلة الاعتدال على رأس وفد نيابي قوامه: وائل أبو فاعور، وهادي بو الحسن وبلال عبد الله، الذي أوضح أن اللقاء والاعتدال يشابهان بالايمان بمشروع الدولة، في حين كشف النائب وليد البعريني عن السعي إلى خطة لإحداث تعاون ايجابي في ملف الرئاسة.
كما زار جنبلاط كتلة تجدد وطالب النائب ميشال معوض برئيس يعمل للدولة اللبنانية.
بالموازاة كشف النقاب عن جدية في التحرك العائد للجنة الخماسية، في (الرياض وقطر)، من أجل احداث خرق جدي في جدار الازمة.
وفي هذا الاطار استقبل رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حاتم آل الثاني المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وجرى البحث في تطورات الاتصالات الرئاسية، واستعداد الرئيس بري لرعاية الحوار، ثم تحديد موعد لجلسات لانتخاب الرئيس بدورات متعددة.
نار على السفارة في عوكر
أمنياً، انشغلت القوى العسكرية والامنية والاوساط الرسمية والسياسية والدبلوماسية بحادث اطلاق النار على مقر السفارة الاميركية في عوكر.. التي أعلنت أنها «تعرضت أمس لعملية اطلاق نار من أسلحة «خفيفة» مشيرة إلى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية، معلنة عن إعادة فتح أبوابها اليوم.
وتابع الرئيس نجيب ميقاتي نتائج الملاحقات والتوقيفات، من السيطرة على الوضع، عبر اتصالات مباشرة مع وزير الدفاع موريس سليم والداخلية بسام المولوي، كما اتصل بالسفارة للإطمئنان على وضع العاملين والموظفين هناك.
ودانت وزارة الخارجية الاعتداء، مؤكدة التزام لبنان بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لاتفاقية فيينا.
وكشف وزير الداخلية بسام مولوي أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وإجتاز حواجز عدة، معرباً عن استغرابه..
ولاحقاً، أوضح مكتب مولوي أنه لم يرد على لسانه أن مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر إلى عوكر، وما ذكره أن المهاجم نقل الاغراض التي كانت بحوزته داخل حقيبته في منطقة مجدل عنجر، وأنه دخل إلى مدخل أحد الابنية، وارتدى ما كان بحوزته.
وكشف الجيش اللبناني هوية المهاجم الذي جرى توقيفه، ونقله إلى أحد المستشفيات، في حين سعت وحدات الجيش إلى «عملية تفتيش للبقعة المحيطة».
وقال مصدر قضائي أن مطلق النار فعل ذلك «نصرة لـ غزة». حسبما أفاد، وان سترته كانت تحمل شعار «تنظيم د».
على الاثر، قامت مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، وتمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات.
واشارت معلومات ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر، بعد أن التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة.وتم توقيف الشيخ مالك جحة إمام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا على يديه.
عملية حرميش
ميدانياً، أدت عمية حرميش (في مستوطنة الكوش) بالجليل الغربي مقابل بلدة عيتا، والتي نفذها الحزب إلى مقتل جنديين وإصابة 24 آخرين بجروح مختلفة إلى احداث تأزم جديد داخل «حكومة الاحتلال»..
وعاود رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته فقال من كريات شمونة التي وصلها على متن مروحية حربية، موجهاً تحية لضباطه وفرق الاطفاء.
وعاود بنيامين نتنياهو رئيس مجلس الكابنيت المأزوم رفع وتيرة التهديد فتحدث عن جهوزية لشن عملية مكثفة للغاية ضد لبنان، وزعم أنه «بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الامن للمنطقة الشمالية».
وطالب سيموترتش (وزير المال الاسرائيلي) نتنياهو بالذهاب «إلى الحرب مع “الحزب”، واخضعه ودمره وتحريك الشريط الامني من الجليل إلى جنوب لبنان.
واعتبر الناطق باسم اليونيفيل أن توسع النزاع سيكون كارثة ليس للبنان فقط، بل للمنطقة كلها.
واستهدف الجيش الاسرائيلي مساء، أطراف بلدة الجبين وشيحين، كما قصف منزلاً في بلدة محيبيب، وطال القصف بلدة مارون الراس.
وسجلت غارة اسرائيلية على بلدة الضهيرة، فأطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا.
ونشرت «معاريف» أن “الحزب” يرسل من وقت لآخر رسائل نصية إلى هواتف رؤساء السلطات المحلية على الحدود، ومنها: نحن نطلق النار على المنازل التي يوجد فيها جنود، ولكن إذا أصرت حكومتكم على القتال في غزة، فسيتم تدمير المنازل، ولا مجال للعودة إليها.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
الحوار مستحيل بين الثنائي والقوات؟ واجواء ودية بين بري وميقاتي وباسيل
قتيلان و11 جريحا بهجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مستعمرة الكوش – رضوان الذيب
استفاق اللبنانيون على صدمة جديدة زادتهم احباطا وخفضت منسوب الامل عندهم في الوصول الى حلول قريبة لمشكلاتهم المستعصية، مع انتشار خبر الهجوم على السفارة الاميركية في عوكر وعودة النشاط الارهابي بالتزامن مع الحوادث الامنية المتنقلة. كل ذلك يحصل وسط شلل عام في البلاد وفراغ في الرئاسة الاولى والمؤسسات، وازمة اقتصادية خطرة تتناول معيشة اللبنانبين وودائعهم جراء تعثر مصارفهم، بالاضافة الى عدم وجود فرص العمل مع مشاهد يومية لمئات الشباب امام السفارات بحثا عن لقمة الحلال في بلاد الله الواسعة، هذه الاوضاع المأسوية تتطلب المعالجة السريعة والمبادرة فورا الى انتخاب رئيس للجمهورية لوقف النزيف وعودة لبنان الى ما كان عليه، والامل موجود بوحدة اللبنانيين.
ووسط هذه العتمة، تبقى بقعة الضوء الوحيدة من جنوب لبنان وغزة وبطولات المقاومين وانجازاتهم في مواجهة الجيش الاسرائيلي.
الهجوم على السفارة الاميركية
السؤال الاساسي: كيف تم تجاوز الاجراءات الامنية حول السفارة الاميركية في عوكر؟ كيف يمكن لمسلح ان يتجاوز كل الحواجز والكاميرات وهو حامل سلاحه الحربي بشكل علني من نوع «كلاشنكوف» مع جَعبته العسكرية الملأى بـ «ممشاط» الذخيرة الحية وشعارات تنظيم د، ويصل إلى بعد ٣٠ مترا من المدخل الخارجي للسفارة، ويفتح النار بشكل عشوائي وبدائي لمدة عشر دقائق من الساعة ٨،٣٥ حتى ٨،٤٥، دون اي رد عليه، قبل ان يشتبك مع العناصر المولجة بأمن السفارة وعناصر الجيش اللبناني، وقد طلبت عناصر الجيش من منفذ العملية الاستسلام، فرفض وواصل اطلاق النار، فتم الرد عليه فاصيب في بطنه ونقل بسرعة الى احد المستشفيات لانقاذ حياته ومعرفة خلفيات الهجوم الذي نفذه، واعترف بعد نقله من قبل الجيش، ان اسمه قيس عوض الفراج من مجدل عنجر، وانه نفذ عمليته انتقاما للمجازر ضدالفلسطينيين.
وفي المعلومات المؤكدة، ان منفذ العملية مقيم في بلدة الصويري في البقاع الغربي، وهو من التابعية السورية ومسجل في مفوضية اللاجئين. وعلى اثر الحادث، نفذ الجيش سلسلة مداهمات في الصويري ومجدل عنجر وبر الياس وعدد من القرى البقاعية، واعتقل شقيق الجاني قتادة الفراج وامام مسجد ابو بكر الصديق في مجدل عنجر مالك الحجة، سوري الجنسية وهو المرشد الديني لمنفذ العملية، وحاول الحجة الاحتماء بمفتي البقاع الذي طلب منه تسليم نفسه، كما اعتقل والد المنفذ واشقاؤه وشقيقاته وسائق الفان و١٠ اشخاص بينهم تاجر سلاح من مجدل عنجر. وتبين من التحقيقات ان لاعلاقة للموقوفين بالعملية على السفارة الاميركية رغم ان الجيش صادر مواد متفجرة واسلحة رشاشة من منزل شقيق منفذ العملية.
وفي المعلومات ان العملية نفذها شخص واحد، ويطلق عليها في العلم العسكري للمنظمات الارهابية «الذئاب المنفردة»، وقد استقل المنفذ احد الباصات من مجدل عنجر الى عوكر صباح امس، وعند وصوله الى مكان قريب من السفارة غادر الباص وسلك احد الطرق الفرعية بين الابنية التي تصل الى المدخل الخارجي للسفارة الاميركية، وقطع مسافات طويلة نسبيا وبشكل عادي قبل الوصول الى هدفه، دون اي حماية من احد خلافا لما ورد عن وجود شريكين له في العملية، علما، ان العناصر العسكرية المولجة حماية السفارة، موثوق بهم ومعروفون ومدربون بشكل جيد، وولاءهم مضمون ومحسوم وينسقون بشكل دائم مع ضباط حرس السفارة ولهم امتيازات خاصة وحرية في اتخاذ القرارات؟ لكن تبقى هناك أسئلة عديدة وكثيرة؟ علما ان المنفذ كانت تحوم حوله شبهات امنية لجهة علاقاته بالمنظمات الارهابية.
بعد الحادثة، فرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة وقام بحملة تمشيط واسعة شاركت فيها مروحية للجيش، وبعد ساعات تم تخفيف الاجراءات، فيما شكر بيان السفارة القوى الامنية اللبنانية مشيرا الى ان السفارة تعرضت لاطلاق نار خفيف، ادى الى اصابة احد حراس السفارة طوني امين ومواطن مدني.
وفي المعلومات، ان التحقيقات تتركز حول الهدف من الهجوم، هل هو عملية إرهابية؟ هل تقف وراءه خلية ارهابية منظمة؟ هل جاء القرار باعادة العمل للخلايا النائمة او ان العملية جاءت نصرة لغزة وادانة للانحياز الاميركي؟
تصريح مولوي
وكان لافتا تصريح وزير الداخلية بسام مولوي عن الهجوم على السفارة وتوقيف اي شخص له صلة بالحادث. وكشف ان مهاجم السفارة نقل متفجرات من مجدل عنجر الى عوكر واجتاز حواجز عديدة (٩ حواجز)، وهذا امر مستغرب، واننا نبحث عن الجهات التي تقف خلف الهجوم.
من جهة أخرى، كشف مصدر وزاري للديار ان ما اورده وزير الداخلية حول وجود متفجرات بحوزة مهاجم السفارة الاميركية، غير دقيق وفقا للتحقيقات، سائلا عن الجهة التي أعطت معاليه معلومات مغلوطة عن التحقيق، خصوصا ان التحقيقات محصورة بمديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
حراك الاشتراكي
هل اكتشف وفد اللقاء الديموقراطي النيابي برئاسة تيمور جنبلاط بعد زيارته الى سمير جعجع، وغازي العريضي الاشتراكي الى الرئيس بري والحاج حسين خليل بتكليف من وليد جنبلاط، ان الحوار مستحيل في هذه المرحلة بين الثنائي والقوات اللبنانية بعد ان لمسا عمق الشروط والشروط المضادة بين الطرفين، واكتشفا ان جوهر الخلاف ابعد من الرئاسة واساسه «اي لبنان نريد»؟ وفي المعلومات، ان العريضي سمع موقفا صريحا لا يخضع للمساومة من بري والحاج حسين خليل، عنوانه الحوار برئاسة بري وفي المجلس النيابي، وموعد الحوار والدعوة له يحددهما رئيس المجلس، ونقطة على السطر، هذا الموقف ابلغ ايضا لهوكشتاين والسفيرة الاميركية ولودريان والبخاري ورئيسي المخابرات المصرية والقطرية وكانوا متفهمين لوجهة نظر الرئيس بري، وان المشكلة عند الدكتور سمير جعجع الذي ابلغ لودريان رفضه الحوار او التشاور، فيما سمع وفد اللقاء الديموقراطي من جعجع رفضا قاطعا للحوار، واعتبار اي دعوة له من قبل بري وبرئاسته مخالفة للدستور وبدعة جديدة، مجددا التاكيد، ان لاحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية منتقدا ما يجري في الجنوب، لكن التباين ظهر بين القوات والاشتراكي خلال اللقاء حول دعوة بري للحوار المدعومة من الاشتراكي.
تواصل بين بري وميقاتي وباسيل
اما اللقاء بين تيمور جنبلاط وجبران باسيل فكان وديا جدا حسب المعلومات، واوحى رئيس التيار انه لا يتعامل سلبيا مع دعوة الرئيس بري للحوار، ولماذا التشكيك فيها وبنيات الرئيس بري مسبقا؟ وعلم ان النائب غسان عطالله يقوم بنقل الرسائل بين بري وباسيل، لكن باسيل جدد رفضه لسليمان فرنجية امام وفد اللقاء الديموقراطي وضرورة الوصول الى رئيس توافقي يحظى بدعم كل المكونات السياسية، وكانت وجهات النظر متطابقة مع اللقاء الديموقراطي. وعلم ان اتصالات جرت مؤخرا بين ميقاتي وباسيل عبر أصدقاء مشتركين، ورغم جدار عدم الثقة فان ميقاتي اعطى توجيهاته بعدم الهجوم الاعلامي على باسيل وضرورة فتح صفحة جديدة معه، وترجم التقارب امس بزيارة وزير الدفاع موريس سليم الى السرايا الحكومي.
وفي المعلومات، ان حراك الاشتراكي لن يفتح اي كوة في الجدار السميك حتى الان لكن الاشتراكي لن يتراجع، مع العلم ان مبادرة كتلة الاعتدال بدات «بالذبول»، وان نوابا فاعلين فيها بدؤوا يتعرضون لاطلاق نار داخلي وعربي، والرسائل وصلت وكانت واضحة وفهمت جيدا؟
الخرق الرئاسي الخارجي
وفي مقابل الاستعصاء الداخلي، فان المراهنين على خرق رئاسي خلال قمة النورماندي بين بايدن وماكرون واهمون جدا، والمراهنون على توافق اميركي فرنسي شبيه بتوافق ٢٠٠٤ وولادة الـ ١٥٥٩ وخروج سوريا من لبنان واهمون ايضا جراء اختلاف الظروف والمعطيات، فبايدن مع كل صوت انتخابي يفتح له أبواب البيت الابيض. وفي معلومات مؤكدة، ان الاتصالات الأميركية السورية استؤنفت على المستوى الرفيع بدعم سعودي، وتتركز على اطلاق الصحافي الاميركي اوستن تايسن المعتقل في دمشق منذ ٥ سنوات بالإضافة إلى معلومات يريدها الاميركيون عن ٥ مواطنين اميركيين اختفوا في سوريا بينهم قس اميركي، ويريد بايدن انجاز الامر قبل الانتخابات مقابل وعود سخية ترجمت منذ فترة بتجميد القانون الذي يفرض عقوبات على كل دولة تنفتح على سوريا، كما وافق الاتحاد الأوروبي على تمديد تقديم المساعدات للنازحين داخل سوريا لسنة واحدة.
في المقابل، فان واشنطن لها اجندتها اللبنانية المختلفة جذريا عن التوجهات الفرنسية، وتدرك استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل وقف النار في غزة والجنوب، وتريد اصوات اللبنانيين الشيعة في ميشغن قبل اي شيء اخر. اما طهران، فاكد دبلوماسي إيراني خلال لقاء مع إعلاميين في بيروت، ان واشنطن حاولت في مسقط فتح ملفات المنطقة مع إيران وتحديدا لبنان، وكان الجواب الإيراني بالرفض القاطع، والتأكيد على ان هذا الملف شان داخلي لبناني، والقرار للسيد نصرالله.
هذه الوقائع تؤكد استحالة حصول اي خرق رئاسي في المدى المنظور وفي عهد المجلس النيابي الحالي نتيجة التوازنات بين القوى، فالثنائي بحاجة الى جبران باسيل ووليد جنبلاط كي يصل سليمان فرنجية إلى بعبدا، وهذا متعذر حتى الان.
«اسرائيل» قصفت ١٧ بلدة جنوبية بالفوسفور الابيض
اتهمت منظمة هيومن رايس ووتش، «اسرائيل» باستخدام الفوسفور الابيض المتفجر جوا ٥ مرات بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية في جنوب لبنان، كما استخدمت القوات الإسرائيلية الفوسفور الابيض في ١٧ بلدة، واكدت المنظمة، ان استخدام اسرائيل للفوسفور الابيض على نطاق واسع يبرر الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الاسلحة الخارقة.
بالمقابل، واصل نتنياهو من كريات شمونة تهديداته واعلان جهوزيته لعملية قوية جدا وشاملة في الشمال، مؤكدا انه سيعيد الأمن الى الشمال بطريقة او اخرى، ومن يظن انه سيؤذينا وسنجلس مكتوفي الأيدي فقد أخطأ خطأ كبيرا.
وفي المقابل، اكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم استعداد الحزب لمواجهة اي هجوم اسرائيلي، مؤكدا ان الحزب لم يستخدم الا الجزء البسيط من قواته وصواريخه.
عملية نوعية للمقاومة
وبينما كان نتنياهو يطلق تهديداته من نهاريا، نفذ رجال المقاومة الاسلامية عملية نوعية عبر هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على تجمع مستحدث جنوب مستعمرة الكوش استهدف اماكن تموضع استقرار ضباط العدو وجنوده واصابوهم اصابة مباشرة واوقعوهم بين قتيل وجريح، واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بسقوط ١١ جنديا، بينهم قتيلان.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
10 إصابات بسقوط مسيّرة مفخخة بالجليل .. واعتداء مشبوه على السفارة الأميركية
لم يكن ينقص جبل الازمات اللبنانية، الذي يبدأ بالحرب جنوبا ولا ينتهي بالشغور الرئاسي، مرورا بالواقع الحياتي المعيشي الاقتصادي المزري، الا عمليات امنية في الداخل ضد السفارات الاجنبية، كي تكتمل فصول الفوضى في البلاد. فهل سيُحرّك التطور الامني الخطير، الذي سُجل امس وتصدّت له سريعا المؤسسة العسكرية، الضمائرَ ليسرّع عملية تحصين الساحة اللبنانية، بانتخاب رئيس للجمهورية؟ ومَن يقف خلف مهاجمة السفارة الاميركية؟ هل هي فعلا خلايا نائمة لـ”تنظيم د”؟ ام ثمة طابور خامس او غيره، حاول إخفاء هويته والتلطي خلف التنظيم؟
الحدث في عوكر
عنوان الحدث أمس كان السفارة الاميركية في عوكر. باكرا صباحا، استفاقت المنطقة على اطلاق نار في محيط السفارة. وأكد مسؤول أمني لبناني لـ”أسوشييتدبرس” ان 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم أحدهم قاد السيارة التي أقلّتهم للمكان و3 أطلقوا النيران، وقد اصاب الجيش أحدَهم وأوقفه”. وقال مصدر قضائي لـ”أ ف ب”: مطلق النار على السفارة الأميركية ببيروت قال إنه فعل ذلك “نصرة لـ غزة”، وافيد ان سترته كانت تحمل شعار “تنظيم د”.
توقيفات
على الاثر، افيد أن مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات، وفي عملية خاطفة ونوعية في بلدة مجدل عنجر، تمكنت من توقيف شقيق مطلق النار على السفارة الاميركية وهو من الجنسية السورية، بناء لإشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات. واودع السلطات المختصة وبوشرت التحقيقات. كما افيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت م.ج للاشتباه في تورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة، بعدما التجأ إلى إحدى الجهات النافذة في المنطقة. وأتت عملية التسليم هذه بعد مداهمات عدة في بلدة مجدل عنجر نفذتها مديرية أمن الدولة في البقاع بالتنسيق مع مديرية المخابرات من دون التمكن من العثور عليه. في معطيات صحافية، افيد ان مطلق النار يدعى قيس فراج سوري الجنسية يقيم في بلدة الصويري واستمع فرع المعلومات الى والده بعد توقيف شقيقه. وافيد ان مديرية المخابرات في البقاع تسلّمت الشيخ مالك جحة للاشتباه بتورطه بحادثة إطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر. وتم توقيف الشيخ جحة امام مسجد أبو بكر الصديق بمجدل عنجر وقيس الفراج كان يتلقى تعليما دينيا من قبله. وافادت المعطيات ايضا ان مطلق النار على السفارة الاميركية قيس الفراج مسجل في مفوضية اللاجئين.
قيادة الجيش
وقالت قيادة الجيش في بيان توضيحي صباحا “تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، فردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة. تجري المتابعة لتحديد ملابسات الحادثة”. وأضاف بيان الجيش: تُـجري وحدات الجيش المنتشرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر عملية تفتيش للبقعة المحيطة، وتعمل على تنفيذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ أمن المنطقة.
تجنب الحدود
بدورها، وفي بيان صادر عنها بعد الظهر، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أنها تعرضت أمس لعملية إطلاق نار من أسلحة خفيفة. وأضافت أنه بفضل التدخل السريع للجيش وفريق أمن السفارة، لم يتم تسجيل أي إصابات بين موظفي السفارة. وأشارت الى أن التحقيقات جارية والاتصالات مستمرة مع السلطات اللبنانية بشأن أي جديد. وأوصت مواطنيها بتجنب السفر إلى حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا ومخيمات اللاجئين وتجنب التظاهرات وأي تجمعات. وأعلنت أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور لبقية اليوم، لكنها تعتزم فتح أبوابها غداً (اليوم).
الوضع مستتب
في المواكبة الرسمية للحدث، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موضوع إطلاق النار على السفارة الأميركيّة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم صباح امس. كما أجرى سلسلة اتّصالات مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة. وتبلّغ رئيس الحكومة من المعنيّين أنّ الوضع مستتب، وأن التحقيقات المكثّفة بوشرت لجلاء ملابسات الحادث وتوقيف جميع المتورطين. كما أجرى رئيس الحكومة اتّصالاً بالمعنيّين في السفارة للاطمئنان عن الوضع وعن العاملين في السفارة، نظراً لوجود السفيرة ليزا جونسون خارج لبنان.
حماية المقرات
وبعد الحادثة، توالت المواقف المستنكرة للاعتداء. في السياق، دان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، الاعتداء، مضيفاً “أجريت عدة إتصالات هاتفية لمتابعة الحادثة والوقوف على تفاصيلها مع الأطراف المعنية”. وأكد بوحبيب إلتزام لبنان بحماية مقرات البعثات الديبلوماسية العاملة في بيروت وفقاً لإلتزاماته واتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية.
الاشتراكي للتسوية
وسط هذه الاجواء المُقلقة، استكمل اللقاء الديمقراطي جولته على المسؤولين في محاولة لتقريب وجهات النظر في ما خصّ الملف الرئاسي. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله بعد اجتماع وفد “اللقاء” مع “تكتل الاعتدال”: شعرنا أنّنا نتكلم لغة واحدة خارج الاصطفافات ووضعنا خارطة طريق قابلة للحياة تخفّض السقوف المرتفعة. بعدها، زار وفد “اشتراكي” “كتلة تجدد”. وقال النائب ميشال معوض بعد اللقاء “اننا منفتحون على شخص الرئيس إنما يجب أن يمثل الدولة اللبنانية في حين ان في لبنان كلّ يريد رئيسًا على قياسه خصوصًا من يحاول أن يسيطر على البلد”.
تهديدات وقصف
عسكريا، التهديدات الاسرائيلية بالحرب الاقوى، مستمرة. امس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي للغاية في الجبهة الشمالية.. بدورها، اشارت “القناة 14” الإسرائيلية الى ان التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع “الحزب” قد تندلع في الأسابيع المقبلة.
10 إصابات بسقوط مسيّرة بالجليل الغربي
إسرائيل تتجهز لاستدعاء 50 ألف جندي وتتوعد بـ”عملية قوية جداً” بلبنان
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية – الأربعاء- أن الجيش ينتظر قرارا من الحكومة لجعل المواجهة مع “الحزب” في لبنان “ساحة لحرب رئيسية” تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى “ساحة معارك ثانوية”.
وفي هذا السياق، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الحكومة ستسمح باستدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان.
بدورها، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع “الحزب” قد تندلع في الأسابيع المقبلة.
يأتي ذلك في وقت يشهد شمال إسرائيل منذ الأحد حرائق غابات أشعلها سقوط صواريخ ومسيّرات أطلقها “الحزب”، ضمن قصف يومي متبادل مع جيش الاحتلال منذ 8 تشرين الأول الماضي.
وحسب هيئة البث فإن “المؤسسة الأمنية والقيادة العليا للجيش ترى أنه على المستوى السياسي (الحكومة) أن يتخذ الآن قرارا لتغيير الواقع الذي لا يطاق في المناطق الحدودية من شمالي إسرائيل”.
وأوضحت أن “هذا يعني تحويل الجبهة الشمالية إلى ساحة المواجهة الرئيسية، بينما يصبح قطاع غزة ساحة معارك ثانوية، في وقت لا يزال فيه 124 مختطفا (إسرائيليا) محتجزين لدى حركة ح بين أحياء وأموات”.
وتواصل القيادة العسكرية الإسرائيلية -وفق هيئة البث- “الاستعداد لحرب واسعة النطاق تشمل عملية برية لتطهير المنطقة على الجانب الآخر من الحدود” في إشارة إلى عناصر وأسلحة “الحزب”. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي لبنانية بالجنوب.
وتابعت الهيئة “هذا النشاط يمكن أن يكلفنا حياة جنود، لكن بدون تحرك واسع على الحدود اللبنانية، لن يتمكن عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم (في تشرين الأول الماضي) من العودة إلى منازلهم” في بلدات شمالي إسرائيل.
وأضافت أن “القيادة الأمنية لا تحدد مواعيد ضرورية لهذه العملية، لكن أحد الاعتبارات الرئيسية لوضع الجدول الزمني هو افتتاح العام الدراسي القادم مطلع أيلول (المقبل)”.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن مجلس الحرب ناقش “طبيعة الرد وطرق العمل المحتملة بعد النيران الكثيفة التي أطلقها “الحزب” على المناطق الإسرائيلية المحاذية للحدود الشمالية”. وشددت الهيئة على أنه “يسود اعتقاد في إسرائيل بأن فرص التوصل إلى اتفاق مع لبنان ضئيلة”.
عملية “قوية جدا”
في السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قوله إنهم جاهزون لعملية قوية جدا في الشمال.
وقال نتانياهو “من يعتقد أنه يستطيع إيذاءنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ فادحا. نحن مستعدون للقيام بعمل قوي جدا في الشمال. وبطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن إلى الشمال”.
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي إن إسرائيل تقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار في الشمال، وإن الجيش جاهز ومستعد للهجوم.
وأضاف هاليفي -خلال جولة تقييمية على الحدود الشمالية- أن “الحزب” صعّد من حدة هجماته ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة، وأن الجيش على استعداد للانتقال من حال الدفاع إلى الهجوم.
“الحزب” يتوعد
في المقابل، قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب إن حزبه جاهز لخوض الحرب مع إسرائيل إذا أرادت شن حرب شاملة على لبنان.
وأضاف قاسم أن أي توسع إسرائيلي في الحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل.
وفي السياق، افادت “القناة 12” الاسرائيلية بوقوع 10 اصابات احداها حرجة جراء سقوط طائرة مسيرة مفخخة داخل ملعب كرة قدم في بلدة حرفيش بالجليل الغربي شمال فلسطين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :