افتتاحية صحيفة الأخبار:
وقائع زيارة لودريان: المشكلة عند جعجع والسعودية
لم يكُن ثمة نافذة، ولو صغيرة، بأن تؤول المشاورات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي إلى مخرج من الأزمة الرئاسية. فأغلبية المعنيين قدّروا مسبقاً بأن الظروف غير ناضجة، ورغم النصيحة التي سمعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الوزير السابق وليد جنبلاط خلال زيارته باريس قبل حوالي شهر بعدم جدوى زيارة لبنان ولا دعوة القوى السياسية الى حوار في العاصمة الفرنسية، كان هناك إصرار فرنسي على الزيارة التي عاد منها لودريان بخلاصات سيرفعها إلى الإليزيه، لتكون موضع بحث بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيزور فرنسا في 8 الشهر الجاري.في بيروت، شكّلت اللقاءات مع القوى السياسية مفاجأة للودريان، كما وصفها لدى من تحدث معهم. أولى المفاجآت كانت في عين التينة حيث لمسَ الموفد الفرنسي من رئيس المجلس ليونة في ما يتعلق بمبدأ الحوار. إذ قال بري إنه «لا خلاف على التسمية. اختاروا الصيغة التي تشاؤونها. حوار أو تشاور أو نقاش»، فردّ لودريان «نريده تشاوراً»، سائلاً عن «مدى ميل الثنائي الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سحب اسمه من بورصة الترشيحات». فأجاب بري: «لا نتحدث عن سحب مرشحين ولا نضع شروطاً على أحد، فلنذهب الى التشاور، وقد نتفق على أكثر من اسم ونذهب بها الى جلسة ونرى النتيجة». ووجدَ لودريان في كلام بري إيجابية، وخصوصاً بعدما أكد الأخير أنه سيعلِن ذلك بتصريح رسمي يثبت الموقف قبل مغادرة ضيفه، وهو ما حصل.
وفي اللقاء مع حزب الله، سمع لودريان أكثر مما كانَ يتصور في ما يتعلق بنقطتين أساسيتين: تأكيد حزب الله أن لا ربط بالمطلق بين الحرب في غزة وجنوب لبنان وبين ملف الرئاسة، ورغبته في انتخاب رئيس قبل نهاية تموز، ما دفع لودريان الى التساؤل عن هذا التاريخ.
هذه الإيجابية لم تبدّدها لقاءات لودريان مع فريق المعارضة. ففي زيارات سابقة، اصطدم بسلبية مفرطة لم يلمسها هذه المرة. وهو لفت إلى أن لقاءيه مع النائبين سامي الجميل وميشال معوض يُبنى عليهما، «وكان موقفهما مقبولاً. صحيح أنهما وضعا شروطاً للحوار، لكنهما لم يُبديا تشنجاً»، ما يشير إلى أن موقفيهما يحتاجان الى شيء من الـ«ركلجة».
إذاً أين تكمن المشكلة؟ قالها لودريان بصراحة ووضوح: سمير جعجع هو العائق. وصف الموفد الفرنسي اجتماعه في معراب بأنه «الأكثر سلبية. لا يريد جعجع حواراً ولا تشاوراً ولا أي شيء. لا يريد أن يفعل شيئاً. يؤكد على رفض الحوار ويتحدث بسلبية كبيرة عن بري، ويرفض القبول بأي دور يقوم به رئيس المجلس». وكشف لودريان أيضاً أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون «زارت معراب بعيداً من الإعلام، وكان الجو سلبياً إلى أبعد الحدود».
غادر لودريان لبنان ولم ينقطِع الاتصال. في أكثر من مرة، أرسل المسؤول الفرنسي بأن «باريس سعت للوصول الى اتفاق قبل مجيء الرئيس الأميركي الى فرنسا»، مؤكداً أن «الأمور معقدة جداً في غزة والمنطقة، ولا أحد يضمن مسار الأحداث». لكن لودريان، وفقَ ما أشارت مصادر مطلعة، خصّ بري برسالة تطلب «إيجاد صيغة للحل مع جعجع باعتباره العقبة الوحيدة أمام الحوار»، فكان جواب بري واضحاً: «كيف هي علاقتكم بالمملكة العربية السعودية؟ اذهبوا إليها واطلبوا منها التدخل لدى حلفائها». هذه الجملة سبقَ أن قالها بري خلال اجتماع سابق له مع سفراء اللجنة الخماسية. آنذاك، لمّح إلى أن من بين السفراء الموجودين من لديه «مَوْنة» على معراب «فليستفِد منها لتحقيق تقدم»، علماً أن هناك شبه اقتناع بدور سلبي تؤديه الرياض في الملف الرئاسي ومعلومات تتقاطع حول أنها «تقف وراء تعنّت جعجع»، ومردّ ذلك تخوف المملكة من تفاهم إيراني – أميركي – قطري يُخرجها من «مولد التسوية بلا حمّص»!
الرسالة نفسها وجّهها لودريان إلى جنبلاط، طالباً منه «المساعدة بحكم العلاقة التي تجمعه بعدد من القوى السياسية». كلّف جنبلاط وزير الأشغال السابق غازي العريضي بداية التنسيق مع بري وحزب الله. فزارَ عين التينة أولاً، حيث وضعه بري في أجواء الاتفاق مع لودريان. ثم الضاحية الجنوبية التي سمِع فيها كلاماً حول موقف الحزب من الحرب في غزة وتداعياتها، والتأكيد على تكليف الرئيس بري بالملف الداخلي والالتزام الكامل بما يُتّفق عليه مع رئيس المجلس.
وبعد جولة من الاتصالات، تقرر أن ينطلق «اللقاء الديموقراطي» النيابي في مسعاه لإيجاد مساحة مشتركة بين القوى السياسية. ولهذه الغاية، أعدّ الحزب الاشتراكي برنامجاً للقاءاته بالكتل النيابية، وعلمت «الأخبار» أن اللقاءات مهّد لها العريضي أمس بعيداً من الإعلام باجتماع مع قيادة الحزب، بصفته مكلفاً متابعة العلاقة معه، وهو على تواصل مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، ولو أن الآمال المعلّقة على هذه المبادرة ليست كبيرة!
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو: بايدن غير دقيق… وبن غفير: نتنياهو يُخفي شيئاً ولا حكومة إذا ثبت ذلك
لبيد: الشمال يحترق ومعه قوة الردع… وسموتريتش يدعو لإحراق بيروت لإشغالها
اليمن يستهدف إيلات بصاروخ فلسطين… والمقاومة العراقيّة ضربت هدفاً في حيفا
يكشف تلعثم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وانتقاؤه للكلمات في تعامله مع مشروع الصفقة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، حجم المأزق الذي يواجهه كيان الاحتلال ومعه حكومة نتنياهو، لأن الحرب التي حظيت بكامل الدعم والمساندة من واشنطن على كل صعيد أصيبت بفشل ذريع بعد انكشاف محدودية ما تستطيعه في ضوء معركة رفح، التي وصفت قبل بدئها بأنها سوف تكون المعركة الفاصلة للقضاء على المقاومة. وجاءت النتائج تقول إن المقاومة تزداد حضوراً وقوة وقدرة على تدمير جيش الاحتلال، بحيث جاءت صفقة بايدن تعبيراً عن تشاور بين واشنطن وتل أبيب على مدى أسابيع، كما قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، وهو ما أنكره نتنياهو بتشكيكه بدقة ما عرضه بايدن من عناوين الصفقة التي اقترحتها حكومته، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لم تتلق بعد موافقة صريحة من تل أبيب بقبول الصفقة.
تلعثم نتنياهو ناتج عن صعوبة الاعتراف بالفشل، والتراجع عن الشعارات، حيث مواصلة الحرب حتى النصر المطلق هي الهدف، والالتزام بالتوقف عن الحرب يعني الاستسلام، من جهة، ومن جهة مقابلة الخشية من انفراط مبكر للحكومة بسبب تهديد زعماء اليمن الديني بمغادرتها وتفكيكها، إذا تضمّنت الصفقة وقف الحرب، قبل أن ينضج الاتفاق النهائي، الذي دونه الكثير من التفاصيل التفاوضية، علماً أن بايدن حاول أن يأخذ عن نتنياهو مسؤولية التعهد بوقف الحرب لتخفيف الكلفة عليه، لكن كما يقول ايتمار بن غفير، يبدو أن ذلك كان بتفاهم بين بايدن ونتنياهو مؤكداً ما قاله كيربي، ويروي بن غفير حكاية سعيه للاطلاع على مسودة العرض الذي أرسله نتنياهو لبايدن، واستنتاجه أن نتنياهو يُخفي شيئاً، ولذلك يحجب مسودة الصفقة ويمنع الاطلاع عليها رغم تكرار الوعود المعاكسة، ويخلص بن غفير للقول إذا ثبتت الشكوك حول التزام نتنياهو بوقف الحرب فإن الحكومة الحالية سيتم تفكيكها.
الوضع العسكري كان يواكب هذه التطورات بمزيد من تصعيد قوى المقاومة لضرباتها، خصوصاً على جبهة لبنان، وبينما كان اليمن يعلن استهداف ايلات (ام الرشراش) بصاروخ جديد يحمل اسم فلسطين ويصيب أهدافه، وكانت المقاومة الاسلامية في العراق تعلن إصابة هدف حيوي في حيفا، كانت المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن جملة من الاستهدافات النوعية في شمال فلسطين المحتلة، بدءاً بشن هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية في فرقة الجليل (ناحل غيرشوم شرق ديشون) مستهدفة المبنى القيادي فيه وأماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده وأصابت أهدافها بدقة، وكذلك استهداف مرابض المدفعية في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، واستهداف تجمع لجنود الاحتلال في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة. وشنّ هجوم جوي بمسيّرات انقضاضيّة على هدف جنوب ليمان، حيث وصلت المسيّرات وانفجرت على الأرض رغم محاولة العدو الإسرائيلي اعتراضها بصواريخ القبّة الحديديّة التي سقط بعضها في نهاريا وأحدث أضرارًا فيها. واستهداف انتشار لجنود العدو الإسرائيلي في حرش عداثر بالأسلحة الصاروخية اضافة لعدد من العمليات الأخرى، لكن الحدث كان احتراق عشرات المناطق في شمال فلسطين المحتلة، ما حدا بزعيم المعارضة في الكيان القول إن الشمال يحترق وتحترق معه قوة الردع الاسرائيلية، بينما تشارك بن غفير وحليفه بتسلئيل سموتريتش بأن على جيش الاحتلال إحراق لبنان وبيروت حتى ينشغل اللبنانيون بأنفسهم.
وخطفت زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيرانية بالإنابة علي باقري كني الى بيروت، الأضواء السياسية وتكتسب أهميتها لكونها الزيارة الإيرانية الأولى بعد حادثة سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية واستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ولوحظ الحضور الإعلامي الحاشد لمواكبة وتغطية الزيارة لا سيما خلال المؤتمر الصحافي للوزير الإيراني في السفارة الإيرانية في بيروت.
كما عكست مواقف كني وفق مصادر سياسية لـ”البناء” “عدة أمور: الأول حرصاً إيرانياً على حصول الزيارة التي كان مقرراً أن يكون عبداللهيان هو الزائر وفي التوقيت نفسه، الثاني التأكيد على استمرار وثبات السياسة الإيرانية الخارجية نفسها تجاه لبنان وأن لا تغير في مقاربة وتعاطي طهران مع لبنان في كافة الملفات والاستحقاقات، والثالث الحضور الدبلوماسي الإيراني في بيروت ما يؤكد مدى الاهتمام الإيراني بلبنان وتعزيز العلاقات الثنائية ودعم المقاومة اللبنانية التي تخوض مواجهات بطولية لإسناد غزة والدفاع عن لبنان، إذ سُئِل الدبلوماسي الإيراني حول أنها الزيارة الأولى للبنان فقال إن هذه الزيارة أخوية للشعب اللبناني وللمقاومة، وأكد على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأعطى أهمية للجبهة اللبنانية كجبهة الإسناد الأساسية في محور المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وكان المسؤول الإيراني بدأ جولته على المسؤولين من وزارة الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وأعلن بعد اللقاء، أن “هناك تطابقًا في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة”، مضيفًا: باقري أكد حرص إيران على استقرار لبنان. وقال بو حبيب: “أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701، كاشفًا عن “أننا تداولنا في ضرورة وقف حرب غزة، فالجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين تقوّض فرص السلام في المنطقة”.
وعقد بوحبيب مع باقري كني اجتماعاً مطولاً أعقبه اجتماع موسّع في حضور الوفد المرافق وكبار موظفي الوزارة. من جانبه، أكد باقري في المؤتمر الصحافي المشترك مع بوحبيب أن “الهدف الرئيسي للزيارة هو للتعبير عن شكري وتقديري للشعب اللبناني والحكومة على مشاركتهم في مراسم تشييع الرئيس الإيراني”. وأضاف باقري: نتشاور دائمًا مع لبنان بشأن التطوّرات في المنطقة”، لافتاً إلى أن “ايران لم توفّر جهدًا لدعم الاستقرار في لبنان وتأمين رفاهية الشعب”. وختم: “المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة، وتطرّقنا مع بو حبيب إلى تطوّرات غزة ورفح”، لافتاً إلى أننا “اتفقنا على مبادرة تتمثّل في عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي”.
بعدها، زار باقري كني والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة “إسرائيل” عدوانها على قطاع غزة ولبنان اضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. ايضا استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الخارجية الإيراني بالإنابة والوفد الإيراني المرافق. وتمّ خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الجنوب والمنطقة.
ومن المفترض أن يكون الوزير كني زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أمس.
في غضون ذلك، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها وفي وتيرة العمليات والاستهدافات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، على وقع تهديدات وزراء التيار الديني المتطرف بنقل المعركة الى لبنان وضرب بيروت، بهدف إحراج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجره الى حرب شاملة مع حزب الله للإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي قد يوافق نتنياهو عليه ما سيوقع الخلاف بينه وبين وزراء التيار الديني المتشدّد ويؤدي الى سقوط الحكومة.
وفيما دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى “ضرب عاصمة الإرهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا”، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي عن وزير “التربية” الإسرائيلي حاييم بيتون دعوته إلى “شن حملة في الشمال وطرد حزب الله وسكان جنوب لبنان لما بعد الليطاني”.
وفي تفاصيل المشهد الميداني، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة بين بلدة الخرايب والزرارية وكوثرية الرز بأربعة صواريخ مما أدى الى استشهاد مواطن. وشن طيران العدو 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان، وغارة على جبل أبو راشد، خراج بلدة ميدون قرب السريرة في منطقة جزين. ونفذت طائرة مسيّرة غارة مستهدفة دراجة نارية في بلدة الناقورة، وعلى الفور توجّهت سيارات الإسعاف لتفقد المكان المستهدف. وأدت الغارة الى استشهاد مواطن وإصابة آخر. ونفذ طيران العدو غارات وهمية في الجنوب وأطلق جدار الصوت فوق منطقة الزهراني، حيث تحطّم الزجاج في مجمع نبيه بري للمعوقين في الصرفند. كما وتحطّم الزجاج في بعض الأبنية في بلدات الخرايب والزرارية وارزي وغيرهم مخلفاً وراءه بالونات حرارية مسبباً الذعر عند المواطنين .
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أنه و”بعد تعقّب ومراقبة لقوّات العدو الإسرائيلي في جبل عداثر، وعند رصد آليّة عسكريّة فيه، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلاميّة صباح اليوم، بالصواريخ الموجّهة وأصابوها إصابةً مباشرةً؛ ممّا أدّى إلى تدميرها واشتعال النّيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح”. أيضاً، أعلن حزب الله انه استهدف “جنود العدو في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وأنه حقّق إصابة مباشرة، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بقذائف المدفعية”. وقال إعلام إسرائيلي: أسقطت طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله بعد الظهر قنبلة في منطقة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان.
وأعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن إجلاء مستوطنين صهاينة من منازلهم في “كريات شمونة” بعد اتساع رقعة الحرائق، جراء إطلاق صواريخ من الجبهة اللبنانية، مشيرةً إلى أنَّه يعمل على إخماد الحريق 14 فريق إطفاء منذ أكثر من 5 ساعات بالجليل الأعلى و”كريات شمونة”. وأكَّدت الصحيفة أنَّ خللًا أصاب نظام الاتصالات في “كريات شمونة” بعد تضرُّر البنية التحتية للاتصالات جرَّاء الحريق الكبير المندلع في المنطقة بسبب صواريخ حزب الله.
وقال عضو فرقة الطوارئ في كيبوتس “كفار جلعادي” ومديرة منظمة “1701” “الإسرائيلية”: “نحن في وضع لا يمكن تصوره حيث تسمح دولة “إسرائيل” بإحراق الجليل، سلسلة جبال راميم، الغابة الخضراء التي اعتاد ملايين الإسرائيليين رؤيتها، تشتعل فيها النيران ولا أحد يهتم، حزب الله يردع دولة “إسرائيل»».
وزفَّت المقاومة ثُلَّةً من مجاهديها الشهداء على طريق القدس، حسين أحمد ناصر الدين “سراج” من بلدة العباسية في جنوب لبنان، وعلي حسين صبرا “أبو حسين أيمن” من مدينة بيروت وسكان بلدة البابلية في جنوب لبنان، ومحمد شوقي شقير “جهاد” من بلدة الغازية في جنوب لبنان.
في المواقف، لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال تأبيني، الى أنه “توجد 4 أمور ضرورية من أجل ردع العدو، أولاً، إعداد القوة وهذا ما فعلناه لأنك بغير القوة لا يمكنك هزيمة العدو، ثانياً، المقاومة بأن تتحرك في الميدان لتواجه وتدافع من أجل أن تحمي أهلك وبلدك ومشروعك، ثالثاً، الاستعداد للأسقف العالية بالتصعيد حتى ولو أدت إلى حرب شاملة ليفهم العدو أنَّه لا يستطيع تهديدنا بالتصعيد لأنَّنا حاضرون لذلك، وهذا ما يردعه عن التصعيد، رابعاً، عدم الخوف من الموت فالموت بيد الله تعالى “فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”، إذاً لن يقدِّم العدو أجلاً ولن يؤخر التراخي عنه أجلاً، هذه العناوين الأربعة هي التي أعطت القوة والقدرة للمقاومة”.
وأشار قاسم إلى أن “تثبت المقاومة يوماً بعد يوم أنَّها وقوتها على الأرض هي التي تستعيد الحقوق، لا يمكن أن نستردّ حقوقنا من خلال الأمم المتحدة ولا يمكن أن تعود فلسطين من خلال المجتمع الدولي ولا يمكن أن تسترد الأرض ويتوقف الاحتلال من خلال مجلس الأمن، الطريق الوحيد للتحرير هو المقاومة المسلحة. وهذا ما أثبتته التجربة وهذا ما نؤمن به. يحرص الغرب وأميركا عادة أن يجعلونا ضعفاء، لماذا يعملون دوماً في منطقتنا كي لا نتسلح؟ حتى عندما يريد الجيش اللبناني أن يتسلح ويطلب الأسلحة يقولون هذا السلاح مسموح وهذا السلاح ممنوع، ولماذا هذا السلاح ممنوع؟ لأنَّه يمكن أن يضرب طائرة إسرائيلية ويمكن أن يصل إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية. إذاً هم لا يوافقون على تسلح فيه قدرة، أمَّا المقاومة فتجاوزت هذا الأمر لأنَّها لم تستأذن أحداً وليست بحاجة لأحد. الحمد لله الذي وفقنا أن مقاومتنا اليوم هي مقاومة مبدئية وواقعية وشجاعة وحكيمة، لذلك يوفقها الله تعالى توفيقاً بعد توفيق”.
بدوره، رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال حفل تكريمي لأحد عناصره في بلدة الصرفند، الى أن “ما حققته حرب غزة أنها كشفت العدو الصهيوني أمام الغرب ورآه على حقيقته وبوضوح وأحرِج من صورته الحقيقية”. ولفت إلى أن “العدو الصهيوني أراد أن يقضي على قضية فلسطين، فإذا بها تتألق وتصبح القضية الأولى في العالم”، معتبراً أن “العدو الصهيوني خرج ليقول إنه يملك الردّع الذاتي فإذا بالأحداث تثبت بأن هذا العدو لا يستطيع أن يحمي نفسه ويحتاج إلى دول كبرى تأتي إليه من أجل أن تدعمه وتوفر له الحماية”. وأضاف “العدو فشل في حربه العدوانية وفشل في تحقيق أهدافه والمقاومة وأهلها في لبنان وفلسطين سيخرجون منتصرين”.
الى ذلك، لم يُسجل الملف الرئاسي أي جديد مع جمود حراك اللجنة الخماسية ومغادرة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بيروت من دون تحقيق أي تقدم، لتملأ الفراغ القاتل جولة كتلة اللقاء الديمقراطي على القوى السياسية لتسويق مبادرتها الرئاسية، وكذلك المشاورات “الفردية” التي تجريها القيادة القطرية مع المسؤولين اللبنانيين في الدوحة، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ”البناء” أن لا انفراج رئاسياً في المدى المنظور، بانتظار نضوج الظروف الداخلية والخارجية لعقد تسوية تفتح الباب أمام إنجاز الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان. وأفيد أن النائب علي حسن خليل يزور العاصمة القطريّة الدوحة، موفداً من الرئيس بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر. ويصل خليل إلى الدوحة بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب القوات اللبنانيّة.
ولفت السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الى ان زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للبنان أتت بالتنسيق والتفاعل مع ما تقوم به اللجنة الخماسية من نشاط. وقال في حديث تلفزيوني: انطباع لودريان إيجابي وهو ارتاح نسبياً لما سمعه من القوى السياسية إذ يعتبر أنه يمكن البناء على هذه المواقف لإحداث تقدمٍ بالملف الرئاسي. وتابع “المشاورات أمر طبيعي للوصول الى نتيجة ووجهة نظر “القوات” أن ترؤس رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المشاورات هو سابقة”. أضاف: “العمل السياسي مستمرّ وعلينا كلجنة خماسية تجاوز العقبات ونحن نتفاعل مع ما يأتينا من القوى السياسية”.
************************
افتتاحية صحيفة النهار
إنطلاقة جنبلاطية اليوم… على وقع تهديد إسرائيلي
مع أن السخونة في المشهد السياسي الداخلي تبقى اقل خطورة من تصاعد المخاوف من السخونة المتصاعدة على جبهة الحدود اللبنانية- الإسرائيلية المنذرة بتفاقم ميداني متدحرج يوما بعد يوم، فان الأيام القليلة المقبلة تبدو بمثابة فترة تجريبية جديدة، وداخلية هذه المرة بعد الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان، لتحريك القعر الجامد للازمة الرئاسية التي استعصت على كل الوساطات والمبادرات والتحركات. ذلك أنه عشية اقتراب مرور سنة كاملة على آخر الجلسات النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من حزيران (يونيو) الماضي، تنطلق اليوم مبادرة تحرك جديدة لتكتل “اللقاء الديموقراطي” و#الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب #تيمور جنبلاط وسط شكوك ثابتة في إمكان نجاح أي وساطة ما دامت الوقائع والشروط السياسية التي تحكم قبضتها على الازمة لا تبدو قابلة لاي تبديل في الآفاق القريبة المدى. ولم يكن أدل على “المشقة” التي حمل “اللقاء الديموقراطي” (الجنبلاطي) نفسه إياها بعد تجربة سابقة قام بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في مطالع الأزمة وطرح عبرها ثلاثة مرشحين من الفئة الثالثة من أن أجواء احتدام سياسي لاحت بقوة من خلال سجال لم يخلُ من حدة بين عين التينة ومعراب واكتسب دلالات تصعيدية إضافية في افق الازمة.
وفي المعطيات التي توافرت لـ”النهار” عن طبيعة الأفكار والاتجاهات التي سيشرع “اللقاء الديموقراطي” في تحركه على أساسها في اجتماعاته مع الأحزاب والتكتلات السياسية، فهي تستند الى تأكيد أهمية التوصل إلى تسوية لانتخاب رئيس وفاقيّ سريعاً مع تداول بعض الأفكار التي يعتبرها “اللقاء” جيّدة لأيّ انعقاد لقاء تشاوريّ أو تحاوريّ لاحق. وسيشدد “اللقاء” على أنه من الضروريّ بحث سبل انتخاب رئيس سريعاً على أن تتمحور الخطوة التي يمكن الانطلاق منها بحسب التحضيرات التي يأخذها “اللقاء الديموقراطي” على عاتقه، حول الاتفاق على السبل التشاورية أو الحوارية التي لا يزال يراهن على إمكان التوصّل إليها. وفيما يطرح فكرة الرئيس غير الاستفزازيّ القادر على تولّي زمام السلطة مع تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، فإنّه سيطرح في اجتماعاته ضرورة الاتفاق بين الكتل النيابية لأنّه من غير الممكن انتخاب رئيس يلغي فريقاً سياسيّاً أو يضعف فريقاً آخر.
وسوف يبدأ وفد من “التكتل” برئاسة تيمور جنبلاط اليوم بجولته بمحطة أولى في معراب حيث يلتقي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير #جعجع وبعض نواب الكتلة القواتية، ثم ينتقل الى لقاء ثانٍ مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على أن تتحدد مواعيد الجولة على الكتل الأخرى تباعاً.
بين بري وجعجع
في غضون ذلك، احتدمت السجالات الكلامية والإعلامية الجارية منذ فترة بين عين التينة ومعراب إذ رد جعجع على حديث لرئيس مجلس النواب #نبيه بري اتهمه فيه بعرقلة الحوار ورئاسة الجمهورية والعودة إلى مشروع الفيدرالية. واعتبر جعجع أنه “لا يمكن للرئيس بري أن يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية”. وسأل: “بربكم أي مادة في الدستور اللبناني تنص على أنه قبل كل انتخابات رئاسية يدعو رئيس المجلس الى طاولة حوار تحضرها الكتل للتشاور في انتخابات رئاسة الجمهورية؟ بري أسقط عن وجهه القناع هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عنها. لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري إنما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل”.
ورد على اتهام بري له بموضوع الفيدرالية قائلاً “إن من يقيم تقسيماً كاملاً وليس فقط فيدرالية، هو محور الممانعة وبالدليل القاطع. من لديه جيش رديف وأمن رديف ومؤسسات رديفة ويسيطر على مؤسسات الدولة، وينشئ معابر خاصة به، ومن يتخذ قرار الحرب بمعزل عن رأي اللبنانيين وحتى عن الحكومة التي يملك الأكثرية فيها هو من يقسّم لبنان. إن كنا نأخذ في الاعتبار الوضع الدقيق في البلاد ، فليسمح لنا الرئيس بري، هذا قول لا يصح الا على محوره الممانع”.
يشار الى أن النائب علي حسن خليل وصل أمس إلى العاصمة القطريّة الدوحة، موفداً من بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر وذلك بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب “القوات اللبنانيّة”.
وقام أمس وزير الخارجية ال#إيراني بالإنابة علي باقري كني بأول زيارة خارجية له بعد تعيينه إلى بيروت حيث قال في جولته على المسؤولين أن “الهدف الرئيسي للزيارة هو للتعبير عن شكري وتقديري للشعب اللبناني والحكومة على مشاركتهم في مراسم تشييع الرئيس الإيراني”. واكد “أننا نتشاور دائمًا مع لبنان بشأن التطوّرات في المنطقة”، لافتاً إلى أن “ايران لم توفّر جهدًا لدعم الاستقرار في لبنان وتأمين رفاهية الشعب”.
وقال: “المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة، وتطرقنا إلى تطوّرات غزة ورفح”، لافتاً إلى أننا “اتفقنا على مبادرة تتمثّل في عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي”.
وسط هذه الأجواء لم تتبدل صورة التصعيد المتدحرج في الجنوب في ظل وتيرة العمليات والاستهدافات بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب” حيث أشعلت الغارات الإسرائيلية التي تكثفت بشكل لافت أمس مناطق حدودية واسعة امتداداً إلى تخوم البقاع الغربي. وفي جديد التهديدات الإسرائيلية للبنان، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أنه “لا بد من ضرب عاصمة الإرهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا”. وأضاف، “قلت لنتنياهو إننا نقف إلى جانبك لتحقيق الحسم وسنقف ضدك إذا اخترت الاستسلام”.
ومن جهته دعا رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إلى شنّ “ضربةٍ إستباقيّة ضدّ الحزب في لبنان”، مشيراً إلى أنّه على “إسرائيل أَخْذ المبادرة واتّخاذ قرارٍ للتحرُّك باتّجاه الحزب”.وقال ليبرمان إنّ “الحرائق في كلّ اتّجاهٍ، بالمنطقة الشماليّة الإسرائيليّة المُحاذية للبنان”، مضيفاً، “هناك 180 منزلاً في مُستوطنة المطلّة تعرّض لأضرارٍ مباشرة… لقد تمَّ تدميرُ كلّ شيءٍ. حتّى الأرصفة التي نمشي عليها تمّ تدميرُها بسبب دباباتنا”.وقال إنّ “إيران تُحَضّرُ لشنّ هجومٍ ضدّ إسرائيل خلال عامَين… هذا الهجومُ سيكونُ مُنسَّقاً من إيران نفسها ومن لبنان، بواسطة “الحزب” ومن قطاع غزّة عبر “حركة ح “، ومن سوريا بواسطة جماعات موالية لإيران، ومن اليمن بواسطة قوات الحوثي”.
واستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة بين بلدة الخرايب والزرارية وكوثرية الرز بأربعة #صواريخ ما أدى الى سقوط قتيل. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان. كما شن غارة على جبل ابو راشد، في خراج بلدة ميدون قرب السريرة في منطقة جزين. واستهدفت مسيرة دراجة نارية في بلدة الناقورة ما أدى الى سقوط قتيل واصابة شخص اخر. وتسبب القصف المدفعي التي تتعرض له بلدة علما الشعب لجهتها الشرقية إلى اشتعال النيران في المنطقة. واندلع حريق في حقول القمح في سهل مرجعيون قبالة المطلة جراء إلقاء الجيش الاسرائيلي القنابل الحارقة، كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف بقذائف الهاون.
في المقابل، أعلن “الحزب” استهدافه لآليّة عسكريّة، في جبل عداِثر بالصواريخ الموجّهة ما أدّى إلى تدميرها واشتعال النّيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح كما إستهدف جنوداً في خلّة وردة، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع المالكية. واشار إعلام إسرائيلي الى اسقاط مسيّرة تابعة لـ “الحزب” قنبلة في منطقة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان. وحلق طيران حربي إسرائيلي مساء فوق الزهراني فيما أغار لاحقا على الكفور قرب النبطية.
**************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
سموتريتش يدعو إلى ضرب بيروت وليبرمان إلى استهداف «الحزب»
باقري يرفض “هدنة بايدن” فاتحاً الباب على إشعال الجنوب
أعلن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري من بيروت أمس، رفض طهران الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن للتهدئة في غزة، والتي تشمل جبهة الجنوب. وقال باقري: «إذا كان الأميركيون صادقين، فبدل تقديم خطة لوقف الحرب في غزة عليهم قطع المساعدات عن الكيان الإسرائيلي».
وجاء موقف المسؤول الإيراني وسط احتدام المواجهات على الجبهة الجنوبية، ومتزامناً مع تهديدات عالية النبرة ضد لبنان، ولا سيما بيروت وردت على لسان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان.
غير أنّ المسؤول الإيراني في مؤتمر صحافي عقده في سفارة بلاده، بدا واثقاً من أنّ «إسرائيل» التي تتخبط في مستنقع غزة، «تبحث الآن عن مخرج، وليس في مقدورها إلحاق ضرر بلبنان، ولن تتورط في مواجهة مع المقاومة اللبنانية القوية».
كما بدا باقري باستخدامه لبنان منصة للتدخل في السيادة اللبنانية، يسير على خطى أسلافه، وآخرهم حسين أمير عبداللهيان الذي قضى بتحطم طائرة مروحية مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الشهر الفائت.
وأعلن باقري أنه اختار لبنان كأول محطة خارجية له، لأنه «مهد المقاومة» ضدّ إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، أكّد الوزير الايراني حصول مفاوضات سرية بين بلاده والولايات المتحدة في سلطنة عمان. وأضاف: «طالما واصلنا محادثاتنا مع الأطراف التي كنا نجري محادثات معها، وهذه المحادثات لم تتوقف».
وشملت محادثات باقري في بداية الزيارة المسؤولين الرسميين، ثم قادة القوى الفلسطينية الحليفة لإيران في لبنان، وهما حركتا «ح» و»الجهاد الاسلامي»، وتوّجها بلقاء السيد نصرالله. وسينتقل اليوم الى دمشق لاكمال زيارته الخارجية الأولى.
وبالتزامن، نعى «الحزب» أمس اثنين من مقاتليه قضيا بضربات إسرائيلية استهدفت سيارة ودراجة نارية قرب بلدة الزرارية وبلدة الناقورة في الجنوب، فيما تشهد الحدود في الأيام الأخيرة ارتفاعاً في منسوب التصعيد عبر الحدود بين «الحزب» وإسرائيل. وأعلن «الحزب» أنه شنَّ «هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية» على موقع عسكري في شمال إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ إحدى طائراته «أصابت وقضت» على علي حسين صبرا الذي قالت إسرائيل إنه «ساهم في جهود تعزيز وحدة الدفاع الجوية لـ»الحزب» في منطقة صور الحدودية».
وفي إسرائيل نقلت القناة 13 العبرية عن وزير المالية الإسرائيلي قوله: «الوضع في الشمال يتدهور، يجب أن ننقل الشريط الأمني من أراضي إسرائيل في الجليل إلى جنوب لبنان، بما في ذلك الدخول البري واحتلال الأراضي وإخراج إرهابيي «الحزب» ومئات الآلاف من اللبنانيين الذين يختبئ بينهم «الحزب» الى ما وراء نهر الليطاني، إلى جانب هجوم مميت على جميع البنى التحتية في لبنان وتدمير مركز ثقل «الحزب» وإلحاق أضرار جسيمة بعاصمة الإرهاب في بيروت. يجب أن نحدث وضعاً يكون فيه لبنان مشغولاً في السنوات العشرين المقبلة بجهود استعادة ما تبقى منه بعد الضربة التي حلّت به، وليس في قيادة الإرهاب ضد دولة إسرائيل».
بدوره، دعا ليبرمان إلى شنّ «ضربةٍ إستباقيّة ضدّ «الحزب»، وقال إنّ على «إسرائيل المبادرة واتّخاذ قرارٍ للتحرُّك ضد الحزب». وأضاف في حديثٍ إذاعي: «هناك 180 منزلاً في مُستوطنة المطلّة تعرّضت لأضرارٍ مباشرة. لقد تمَّ تدميرُ كلّ شيءٍ. حتّى الأرصفة التي نمشي عليها دمرتها دباباتنا». وأشار الى أنّ إيران «تُحَضّرُ لشنّ هجومٍ ضدّ إسرائيل خلال عامَين، وأنّ كلّ ما نراه الآن من «الحزب» هو مجرَّد تجربة قبل ذاك الهجوم».
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحل الرئاسي المستحيل داخلياً يعزز الرهان على الخارج .. والتصعيد يسابق الهدنة
بعدما نحّى فشل الوساطات الملف الرئاسي على رفّ الإنتظار، وحكم على الواقع اللبناني بالدخول في فترة تعايش اضافية مع الفراغ والتعطيل، يبقى سؤال يجول في أذهان اللبنانيين: هل أقفل باب الوساطات الخارجية نهائياً، ام انّ ثمة محاولة جديدة قد تتبدّى في المدى المنظور، لإعادة إدراج هذا الملف كبند متقدّم في أجندات الاهتمامات والاولويات الخارجية؛ العربية والدولية؟
وعلى المقلب الآخر من الوجع اللبناني، سؤال يفرض نفسه في موازاة التصاعد الملحوظ في العمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية: هل أنّ هذا التصعيد يشكّل آخر سكرات الحرب في ظلّ ما تبدو انّها خطوات أميركية متسارعة لفرض هدنة في الحرب الدائرة في قطاع غزة المستمرة منذ ثمانية أشهر، تتمدّد تلقائياً الى جبهة الحدود الجنوبية؟ ام أنّه يؤشر إلى بداية تدحرج نحو مواجهات اقسى وأوسع وأخطر؟
وفي موازاة هذين الأمرين، برزت امس زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيرانية بالإنابة علي باقري كني إلى بيروت، حيث اكّد «استمرار طهران في دعمها للبنان في مواجهة الخطر الاسرائيلي واعتداءاته المتمادية»، وشدّد على أنّ «المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة».
إلى البراد!
رئاسياً، لا مجال للتبصير، او المجازفة في افتراضات غير واقعية إزاء ملف بالغ التعقيد، وملبّد بتناقضات دلّت التجربة إلى أنّها أقوى من كلّ المبادرات والوساطات، والمحاولات سواءً الداخليّة او الخارجيّة، لكسرها.
المسلّم به في مختلف الأوساط السياسية، هو انّ المسار الطبيعي للملف الرئاسي ربطاً بالفشل غير المحسوب في فتح المسار الرئاسي، او التفشيل المتعمّد لهذا المسار، او ما سُمّي سوء إدارة الوساطات، التي أكّدت جميعها استحالة بلوغ حل رئاسي توافقي، هو التوجّه تلقائياً نحو غرفة التجميد في البراد السياسي.
وإذا كانت قوى التعطيل، قد تناقضت في رؤاها وتوجّهاتها وحساباتها، على مدى مسلسل الفشل المتتالي منذ 18 شهراً على المسار الرئاسي، الّا انّها غداة الزيارة الفارغة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان، تبدو مجمعة على افتراض إقامة مديدة للملف الرئاسي في غرفة التجميد، من دون أن تغفل في الوقت نفسه، تقاذف مسؤولية إفشال المبادرات والوساطات، سواءً بصورة علنيّة ومباشرة او في المجالس الداخلية والغرف المغلقة.
الحل من الخارج!
القراءات السياسية للمشهد الداخلي المعطّل بتناقضاته وارتهاناته، تؤكّد أنّه ينعى احتمال حسم الملف الرئاسي في المدى المنظور، وخصوصاً أنّ انتخابات رئاسة الجمهورية خاضعة لمعادلة ما يُسمّى «توازن التعطيل» ضمن خريطة مجلسية وسياسية عقيمة، يستحيل معها الرهان على تنازلات او تراجعات لمصلحة بلد منكوب، وسلوك الطريق الأقرب إلى تأمين نصاب انعقاد مجلس النواب وانتخاب الرئيس، عبر الانخراط في مسار التوافق، الذي أجمع على ضرورته كل الوسطاء. وضمن هذا الاطار يأتي تكثيف الحضور القطري على الخط الرئاسي، عبر سلسلة لقاءات يجريها مع الأطراف السياسيين، وآخر ما سُجّل في هذا الإطار زيارة وفد «تكتل الجمهورية القوية»، وكذلك زيارة للمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وإذا كانت صورة الداخل تبدو في مجملها مقفلة رئاسياً، الّا انّ ثمة مَن ما زال يرى في أفقها نافذة امل مفتوحة. ويؤكّد ذلك مصدر مسؤول معني بحركة الوساطات بقوله لـ»الجمهورية»، انّه لا يزال يراهن على حل رئاسي مساعد من الخارج.
وعندما يُسأل: أي خارج؟ يقول: «صحيح أنّ هناك شعوراً شبه عام، بتصدّع المسعى الخارجي سواءً عبر اللجنة الخماسيّة أو عبر الموفد الفرنسي، والبعض تأثر بهذا الفشل الى حدّ أنّه سلّم بسقوط المبادرات، وبانسداد الأفق الرئاسي لانعدام سبيل التوافق الداخلي على انتخاب رئيس للجمهورية. ولكن في اعتقادي انّ باب الحل الرئاسي لم يُغلق رغم فشل زيارة لودريان، وثمّة معطيات جدّية تؤكّد استمرار حركة الوساطات والمبادرات».
وبناءً على ذلك، يضيف المصدر المسؤول: «انا شخصياً، ما زلت أعلّق الملف الرئاسي على احتمال حصول خرق في أي لحظة، ربطاً بحركة المساعي الخارجية التي وإنْ كانت تبدو انّها أُصيبت بشيء من التعثّر، فإنّه لم يُعلن عن وقفها او تجميدها او تعليقها رسمياً، ما يعني والحالة هذه، انّها ما زالت قائمة. وكذلك ينبغي الّا نُخرج من حسباننا إمكان بروز ظروف أقوى من التعطيل، قد تنشأ في وقت ما، وتفرض تحريك الملف الرئاسي إلى وجهته التوافقية، كرهاً او طوعاً. وما اتمناه شخصيّاً هو أن نذهب طوعاً الى انتخاب رئيس الجمهورية كنتيجة طبيعيّة لجلوس المكونات السياسية على طاولة توافق لا مفرّ منه».
المعارضة: لا أفق
على أنّه في موازاة هذه النظرة إلى نافذة الأمل، لا ترى مصادر معارضة افقاً لأي مخرج رئاسي، طالما انّ «الحزب» قابض على البلد، ويسعى الى التحكّم برئاسة الجمهورية وتطويبها لمرشح الممانعة».
واكّدت المصادر لـ»الجمهورية»: «لا يمكن ان نستسلم لـ»الحزب»، ومحاولاته الاطاحة بالدستور عبر فرض أعراف معينة كالبدع التي يحاولون فرضها مثل الحوار الذي يطرحونه برئاسة رئيس مجلس النواب لفرض خياراتهم وتحكيم البلد برئيس من الممانعة». وقالت: «اننا لا يمكن ان نمشي بحسب دستور الممانعة»، مشيرة في هذا السياق إلى ما اعلنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لناحية «رفض إعطاء رئيس المجلس صلاحيات ليست له»، معتبرةً انّ «الحل واضح وبسيط، يكون عبر مبادرة رئيس المجلس من دون إبطاء او مماطلة الى الدعوة فوراً الى جلسة انتخاب رئيس لا أكثر ولا أقل».
نسف الطائف
في المقابل، أكّدت مصادر على صلة وثيقة بثنائي حركة «أمل» و»الحزب» لـ»الجمهورية»، انّ عقدة رئاسة الجمهورية، واضحة للعيان؛ هناك فريق حدّد هدفه منذ بداية ازمة الشغور الرئاسي عبر انتهاج مسار التعطيل لسبب وحيد وهو انّه لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، كما لا يريد استعادة الدولة». في اشارة إلى حزب «القوات اللبنانية» ومن يماشيه في موقفه، من دون ان تسميهم. علماً انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري قال صراحة عبر «الجمهورية»، انّ «رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لا يريد الحوار ولا انتخاب رئيس، في محاولة منه للدفع نحو الفيدرالية، مع الأسف ما زال الرجل يعيش في حالات حتماً».
واعتبرت المصادر، انّ سياسة اللف والدوران التي نشهدها من هؤلاء لا أفق لها سوى ترسيخ التعطيل لا اكثر ولا اقل. هؤلاء وبناءً على حساباتهم السياسية يعطّلون انتخاب رئيس الجمهورية انسجاماً مع مشروعهم السياسي الذي يقضي بالانقلاب على اتفاق الطائف. انّهم يريدون ان ينتخبوا رئيساً بالأكثرية التي يعتقدون انّهم يملكونها، لكن من دون وفاق وطني. ونحن من جهتنا، ورغم كل ذلك لن نحيد عن مناداتنا ومطالبتنا بانتخاب رئيس للجمهورية تحت سقف الوفاق الوطني، وبالتوافق بين المكونات السياسية.
الفرنسيون مستمرون
إلى ذلك، نُقل عن أحد سفراء «اللجنة الخماسية» قوله، انّ مهمّة اللجنة، وخلافاً لما تمّ تداوله، ما زالت قائمة التزاماً منها بمساعدة اللبنانيين على إتمام استحقاقهم الدستوري.
ورداً على سؤال، لم يحدّد السفير المذكور موعداً لحراك جديد للجنة. واكتفى بالقول: «مهمتنا محدّدة بمساعدة اللبنانيين، ونحن نريد أن يساعد اللبنانيون أنفسهم ويتشاركوا في اختيار رئيس بالتوافق في ما بينهم. واللجنة ما زالت تعوّل على تجاوب الاطراف مع مساعيها لإخراج لبنان من هذه الأزمة».
في السياق ذاته، اكّدت معلومات موثوقة من العاصمة الفرنسية، أنّ باريس ممتعضة من النتائج السلبية التي انتهت اليها مهمّة لودريان إلى بيروت. ولودريان نفسه عبّر عن ضيق واضح مما وصفه «تعنت» بعض الاطراف، واصرارها على انتهاج سياسات تعطّل إمكانات الحل.
وقالت مصادر المعلومات لـ»الجمهورية: «إنّ الفرنسيين، وعلى الرغم النتائج السلبية لمهمّة لودريان، يتجنّبون الحديث عن إخفاق هذه المهمّة، بل يقاربون زيارته الاخيرة الى بيروت بكونها لم تحرز التقدّم المطلوب، وتبعاً لذلك لم يغلقوا الباب على استمرار مسعاهم واحتمال إحداث خرق رئاسي في المدى المنظور.
اللافت في هذا السياق، انّ المصادر عينها أبقت زيارة لودريان إلى بيروت في خانة الممكنة والمرجحة ربطاً بحركة المساعي التي تقودها باريس، ونسبت إلى مسؤول فرنسي كبير قوله: «انّ باريس لن توقف مساعيها تجاه لبنان، وليست بصدد إخراجه من دائرة اولوياتها، التزاماً بما اكّد عليه الرئيس ايمانويل ماكرون، وأبلغه بكل وضوح لعدد من المسؤولين اللبنانيين (بينهم الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد وجنبلاط) أنّ فرنسا لن تتخلّى عن لبنان، وستستمر في الجهود والمحاولات لخلق فرص إنضاج حل يؤمّن مصلحة لبنان واخراجه من ازمته، سواءً على مستوى رئاسة الجمهورية وما يستتبعها من تشكيل حكومة جديدة وسلّة خطوات واصلاحات، او ما يتعلق بالحل السياسي لمنطقة الحدود الجنوبية لترسيخ الأمن والاستقرار فيها وتجنيب لبنان خطر تصعيد المواجهات والانزلاق نحو حرب واسعة.
وفي هذا السياق، قال السفير المصري علاء موسى: «زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للبنان أتت بالتنسيق والتفاعل مع ما تقوم به اللجنة الخماسية من نشاط. وإنطباع لودريان إيجابي وهو ارتاح نسبياً لما سمعه من القوى السياسية. إذ يعتبر أنّه يمكن البناء على هذه المواقف لإحداث تقدّمٍ بالملف الرئاسي».
وتابع: «المشاورات أمر طبيعي للوصول الى نتيجة، ووجهة نظر «القوات» إن ترأّس رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المشاورات هو سابقة». أضاف: «العمل السياسي مستمرّ وعلينا كلجنة خماسية تجاوز العقبات ونحن نتفاعل مع ما يأتينا من القوى السياسية».
تشكيك حزبي
في موازاة ذلك، يتبدّى تشكّك مصادر حزبية مسؤولة بنجاح اي وساطات او مبادرات، إن كانت كسابقاتها سريعة الذوبان في بحر التعطيل والتناقضات، وستتكرّر بذات المضمون والاسلوب.
وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: إنّ أي مبادرة خارجية للحل الرئاسي ينبغي أن تكون نتاج إعادة للنظر في ما سبقها، ولتتجنّب التعثر وتتمكن من السريان ينبغي أن تنظر بعينين اثنتين الى الحل الرئاسي، وليس بعين طرف لبناني معيّن دون غيره. وهذا يوجب ان تقترن بما يلي:
اولًا، بإجماع حولها على حل رئاسي يحظى بتوافق اللبنانيين عليه، وخصوصاً من دول اللجنة الخماسية، التي تفرمل مهمّتها «فيتوات» من داخلها على بعض المرشحين، ما يعني ضرورة رفع هذه «الفيتوات» قبل أي مبادرة. لأنّ النتيجة معلومة سلفاً بأنّ مثل هذه المبادرات لن تسري بأي شكل من الأشكال، والدليل فشل كل المبادرات السابقة التي تعنونت بالتوافق، واما مضمونها فلم يكن حيادياً، وركّزت على خيارات جديدة وسحب مرشحين رئيسيين من المعركة الرئاسية.
ثانياً، بجهد مباشر تجاه حلفائهم لإقناعهم بضرورة سلوك التوافق كمسار الزامي لإنجاز الانتخابات الرئاسية. ونحن ندرك أنّ في إمكان أصحاب المبادرات أن يمارسوا ضغوطاً مباشرة وجدّية في هذا الاتجاه، إن ارادوا ذلك فعلاً. وخصوصاً انّ القاصي والداني يدركان انّ منطق التعطيل الداخلي يحظى بغطاء قوى خارجية.
ثالثاً، بالالتزام الأكيد بالهدف الذي تعلنه باريس وسائر دول اللجنة الخماسية لناحية مساعدة اللبنانيين على اختيار رئيسهم، ما يعني الدفع الجدّي والموضوعي نحو التوافق، والخماسية كما هو معلوم اكّدت على ذلك، وكذلك لودريان، وهذا التوافق محدّدة آليته في مبادرة رئيس مجلس النواب.
ماذا بعد التصعيد؟
جنوباً، بالتوازي مع الدفع الاميركي نحو هدنة في قطاع غزة، تشهد الجبهة الجنوبية ارتفاعاً في وتيرة التصعيد والمواجهات.
بعض المراقبين أدرجوا التصعيد المتزايد في سياق تمهيدي لسيناريوهات حربية اكثر شدّة وقسوة واتساعاً، فيما نُقل عن ديبلوماسيين غربيين ترجيحهم اقتراب المنطقة من هدنة اميركية ضمن فترة قصيرة. حيث انّ الاميركيين باتوا اكثر استعجالاً على وقف الحرب، قبل الدخول الاميركي في كوما الانتخابات الرئاسية، وعلى هذا الاساس وكتأكيد على الجدّية الاميركية هذه المرّة، وضعت واشنطن ثقلها في هذه العملية، وظهّرت ذلك بتولّي الرئيس الاميركي جو بايدن شخصياً الاعلان عن مشروع التسوية.
وفي اعتقاد هؤلاء الديبلوماسيين، انّ معالم هذه الهدنة او التسوية يفترض ان تتبدّى في وقت قريب، فواشنطن على ما هو واضح مستعجلة، ولم تطرح مشروع تسوية ليفشل، الّا انّ هؤلاء الديبلوماسيين لا يزالون يبدون حذراً واضحاً من موقف حركة «ح» ازاء هذا المشروع، وكذلك حيال الموقف الاسرائيلي الذي لم يبد بعد موافقة نهائية على المشروع الاميركي.
المواجهات
وكانت جبهة الجنوب قد شهدت امس، يوماً من المواجهات العنيفة، حيث سُجّلت سلسلة غارات جوية، على العديد من المناطق، ولاسيما في عيتا الشعب، وحانين والناقورة، وصولاً الى جبل الريحان وعرمتى وكسارة العروش في اقليم التفاح، ومنطقة ابو راشد وميدون في البقاع الغربي وكذلك غارات للطيران المعادي المسيّر، حيث استهدفت مسيّرة دراجة نارية في بلدة الناقورة، ومسيّرة ثانية استهدفت سيارة في الزرارية. وترافق ذلك مع قصف مدفعي عنيف طال الاطراف الشرقية لعلما الشعب، كفر كلا، سهل الخيام.
في المقابل اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت آلية عسكرية اسرائيلية في جبل عداثر وتدميرها. وانتشاراً لفوج العدو في حرش شتولا، ومرابض مدفعية العدو في الزاعورة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، والتجهيزات التجسسية في موقع المالكية، وتجمعاً لجنود العدو في خلة وردة، ونفّذت هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية على موقع المطلة، ورداً على الاغتيال الذي نفّذه العدو في الزرارية، نفّذت المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسّيرات الانقضاضية على المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية (ناحل غيرشون شرق ديشون)، مستهدفة المبنى القيادي فيه واماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، واصابت اهدافها بدقّة ما ادّى الى اندلاع النيران فيها وأوقعت جنود العدو بين قتيل وجريح.
وكانت المقاومة قد شنّت امس الاول الاحد، هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية على هدف جنوبي ليمان، حيث وصلت الى اهدافها وانفجرت على الارض رغم محاولة العدو اعتراضها بصواريخ القبة الحديدية التي سقط بعضها في نهاريا.
ونعى «الحزب» الشهيد حسين احمد ناصر الدين «سراج» من بلدة العباسية، والشهيد علي حسين صبرا «ابو حسين أيمن» من مدينة بيروت وسكان بلدة االبابلية.
خطر المسيّرات
إلى ذلك، اشار تقرير لمعهد «علما» الى زيادة هجمات «الحزب» على الشمال، حيث انّ شهر ايار كان الأسوأ من ناحية زيادة النيران من لبنان، حيث نفّذ «الحزب» 325 هجوماً بارتفاع نحو 100 هجوم عن شهر نيسان، حيث شن «الحزب» 238 هجوماً.
وذكر الإعلام الاسرائيلي، أنّه «لا توجد نقطة في الشمال لا يستطيع «الحزب» أن يضربها بدقّة بالطائرات بدون طيار ويستطيع «الحزب» أن يضرب بسهولة مصانع الدفاع، والقواعد العسكرية، ومخازن الوقود وحتى مجمعات رافائيل المحمية بمجموعة متنوعة من الدفاعات».
واعترفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية بسقوط مسيّرة أطلقها «الحزب» في مدينة نهاريا لأول مرّة منذ بداية الحرب. فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ الجيش يواجه تحدّياً كبيراً في اعتراض طائرات «الحزب» المسيّرة، إذ أطلق يوم الأحد صواريخ إعتراضية على الطائرات من دون طيار لكنها فشلت في اعتراضها.
تهديد
ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله «انّه لا بدّ من ضرب عاصمة الارهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا». وعن الوزير الاسرائيلي حاييم بيتون «دعوته الى شنّ حملة في الشمال وطرد «الحزب» وسكان جنوب لبنان لما بعد الليطاني»
وبحسب تقرير لموقع «واينت» الاسرائيلي فإنّ «لواء غولاني «تدرّب على مناورة مع قتال هجومي يبدأ في الأراضي الإسرائيلية، وهناك توافق آراء في الجيش الإسرائيلي على أنّه فقط خطوة مبادرة ضدّ حزب ستكسر الجمود الخطير، لكن المستوى السياسي لم يتخذ قراراً بعد». وتابع: «إنّ النيران المتزايدة من لبنان ترفع من مستوى التوتر».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
باقري كني من بيروت: العلاقات مع السعودية تسير في الطريق الصحيح
وزير الخارجية الإيراني بالوكالة ربط «الاستقرار والثبات» في المنطقة بـ«المقاومة»
قال وزير خارجية إيران بالوكالة علي باقري كني، اليوم (الاثنين) إن العلاقات السعودية الإيرانية تسير في الطريق الصحيح.وأضاف كني في مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت أن بلاده اتخذت «خطوات جادة» من أجل تعاون شامل مع السعودية. وأضاف أن السعودية وإيران «لديهما إرادة جادة لخلق منطقة مستقرة في هذه الفترة الحرجة والظروف الراهنة الحساسة».
وتطرق كني إلى الحرب في قطاع غزة وقال إن إسرائيل «تبحث الآن عن مخرج من غزة وليس بمقدورها إلحاق ضرر بلبنان».
واستهلَّ كني جولاته الخارجية، بعد تسلم منصبه، بزيارة بيروت التي أعلن منها أن العلاقة الوثيقة بين إيران ولبنان «مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة»، وأن «المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة».
وتطرق كني إلى الحرب في قطاع غزة وقال إن إسرائيل «تبحث الآن عن مخرج من غزة وليس بمقدورها إلحاق ضرر بلبنان».
وحط باقري كني في بيروت في أول زيارة له منذ مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية شمال غربي إيران الشهر الماضي. والتقى في بيروت مسؤولين لبنانيين، في مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري.
تأتي هذه الزيارة «بهدف بحث العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما آخر التطورات في فلسطين»، حسبما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية.
وزارة الخارجية
واستهل باقري كني لقاءاته، بزيارة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، الذي أعلن أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة»، مضيفاً: «باقري أكد حرص إيران على استقرار لبنان».
وقال بوحبيب: «أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701»، كاشفاً عن «أننا تداولنا في ضرورة وقف حرب غزة، فالجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين تقوّض فرص السلام في المنطقة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال بوحبيب: «تداولنا بشأن الوضع جنوباً، وأكدت موقف لبنان الرافض للحرب كما أثبتت الأحداث منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ولتاريخه»، لافتاً إلى أنه شرح لنظيره الإيراني «التصور اللبناني لإيجاد حلول مستدامة تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجنوب من خلال سلة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن 1701». وتابع: «تطرقنا أيضاً إلى وضع غزة والأفكار والمبادرات الأخيرة حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع وتبادل الأسرى».
كما قال بوحبيب إنه «كان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة، والجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين، مما يقوّض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. وشدد على حرص بلاده على استقرار لبنان».
باقري كني
بدوره، قال باقري كني إن إيران «تهدف إلى دعم الاستقرار والأمان والأمن والتقدم في لبنان ولم تألُ جهداً إلا وبذلته من أجل تعزير تقدم الشعب اللبناني ورفاهيته». وتابع: «إن العلاقة الوثيقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة، كما أن المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة».
ولفت إلى أنه ناقش مع بوحبيب «الأحداث في غزة خصوصاً في رفح، وكنا متفقين على وجوب أن تتبنى دول المنطقة خصوصاً الدول الإسلامية حركة مشتركة لغرض التصدي للعدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني بخاصة في رفح»، مشيراً إلى «أننا توافقنا على مبادرة تتمثل في عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بوصفه مقترحاً مشتركاً يمكّننا من اتخاذ خطوة حازمة جماعية في هذا الصدد».
وزار باقري كني رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث «جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان إضافةً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين»، حسبما أفادت رئاسة مجلس النواب.
كما استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، باقري كني، في أول زيارة له إلى لبنان.
وينتقل باقري كني إلى دمشق، بعد زيارة لبنان، لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين.
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ضغط جبهة الجنوب يضاعف المخاطر.. ونيران المسيَّرات تحرق المستعمرات
وفدان لبرّي و«القوات» في قطر.. والتحرُّك الجنبلاطي يصطدم برفض جعجع
تحوَّلت جبهة «الاسناد الناري في الجنوب» إلى جبهة ضغط صاروخي ومدفعي، اشعل الجليل الاعلى بالحرائق، وطرح اسئلة مخيفة داخل «الكيان المحتل» وخارجه، لجهة المسار على هذه الجبهة مع البلبلة والخداع لدى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وطريقه البالغ التطرف الذي ذهب عبر تصريحات متلاحقة لوزرائه إلى الدفع باتجاه موجة جديدة من التطرف، عبر اقتراحات تدفع المنطقة إلى اشتعال كبير خلافاً لما يسعى إليه الرئيس جو بايدن المنشغل بتقديم الاقتراحات في معركة التغلب على غريمه دونالد ترامب في مواجهة تشرين الرئاسية .
ولم يتوانَ وزير المال المتطرف بتسلئيل سموتريش من الدعوة لضرب العاصمة بيروت.
وسبقه إلى المطالبة بتوسيع العدوان على لبنان وزير التربية حاييم بيتون الذي دعا لاجتياح الجنوب وتهجير الجنوبيين إلى ما بعد الليطاني، وطرد “الحزب” من المنطقة.
وسط ذلك، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن فرق قيادة المنطقة الشمالية عند الحدود مع لبنان أنهت استعداداتها لسيناريو قتالي ضد “الحزب”.
باقري إذا كان لدى اسرائيل عقلانية لا تتورط مع “الحزب”
بالمقابل، قال وزير الخارجية الايراني بالوكالة باقري كني أنه إذا كان لدى اسرائيل عقلانية فلن تتورط بحرب مع “الحزب”، واعتبر ان المسار السياسي سيكون وارداً في غزة بعد وقف النار.
وتحدث باقري في مقر السفارة في بيروت، بعد لقاءات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب مقاتي والوزير عبد الله بو حبيب.
جولة جنبلاط
رئاسياً، يبدأ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط حراكاً رئاسياً جديداً، بدءاً من اللقاء مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وعند الثانية بعد ظهر اليوم، يزور النائب جنبلاط ميرنا شالوحي ، حيث سيلتقي رئيس التيار الوطني جبران باسيل قبيل اجتماع تكتل لبنان القوي، حيث سيكون لباسيل مواقف قديمة جديدة من الاستحقاق والحرب في الجنوب.
لاحظت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن المسعى الذي يقوم به الحزب التقدمي الأشتراكي مرحب به من بعض القوى طالما أنه لا يتناقض والمبدأ الذي يقوم على التشاور ، على أن ما سبقته من مواقف وردات فعل قد تعيق الطرح الذي يبقى اساسه إنجاز التسوية .
ورأت هذه المصادر أن المسعى لا يزال في بداياته وقد يعول عليه من أجل فتح المجال أمام مناقشة خيار التشاور ما قد يؤدي إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية .
وأوضحت أن الخيار الثالث لا يزال الانسب والذي قد يتفاعل مع مسعى الإشتراكي الذي يخوض بحثاً مع القوى بشأن إمكانية قيام أي تفاهم على إنهاء الشغور أولا وأخيرا.
وإلى الدوحة، أوفد الرئيس نبيه بري معاونه النائب علي حسن خليل لإجراء مشاورات في إطار اللقاءات التي تجريها قطر مع المسؤولين والكتل النيابية اللبنانية حول الاستحقاق الرئاسي، والخروج من الازمة الراهنة.
كما توجه إلى قطر وفد من القوات اللبنانية قوامه النائبان بيار بو عاصي وملحم الرياشي وجوزف جبيلي (عضو الهيئة التنفيذية).
والتقى الوفد وزير الدولة للشؤون الخارجية صالح الخليفي، على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
جعجع حملة على بري
وسط هذه الحركة جدد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملته على الرئيس بري معتبراً أن الرئيس بري أسقط عنه القناع، «ولا يحلمن أحد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشداً أعلى».
وجاء رد جعجع في معرض تحميل الرئيس بري رئيس القوات مسؤولية العرقلة والسعي إلى الفيدرالية، معتبراً هذا خطأ، وبري رئيساً للمجلس وليس رئيساً لكتل الكتلة.
وتابع:« صحيح ان المجلس النيابي مؤسسة لها رئيس، لكن لا يمكن للرئيس ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية، طبعاً هو رئيس ونتعاطى معه على هذا الاساس انطلاقاً من طبيعتنا الجمهورية، ولو أنه فاز بالكاد بصوت، واننا أخصام في السياسة. وسأل: بربكم اي مادة في الدستور اللبناني تنص على ان «قبل كل انتخابات رئاسية يدعو رئيس المجلس الى طاولة حوار تحضرها الكتل للتشاور في انتخابات رئاسة الجمهورية»؟ بري اليوم اسقط عن وجهه القناع. هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عنها. لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري انما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل».
باسيل: لا حاجة للخماسية
واعتبر باسيل في حوار الـ (.l.b.c ) أننا لم نكن بحاجة إلى اللجنة الخماسية للتشاور والتوصل إلى انتخاب رئيس، وأنا مع التوافق، وليس الانتخاب، لأنه عبر الانتخاب سيحارب الرئيس، مؤكداً: أنا مع التوافق ضد الفراغ، واصفاً اللقاء مع السفير الفرنسي بأنه كان جيداً، ومن الواضح أن هناك فهماً للوضع اللبناني.
وكشف باسيل أن قطر طرحت اسم اللواء الياس البيسري للرئاسة الاولى، مطالباً بتعزيز صلاحيات الرئيس، معتبراً أن وثيقة بكركي غير كافية، ويجب أن يكون لديها صدى وطنياً، وتنطلق من الواقع.. رافضاً أن يبقى مجلس النواب معلقاً، ويجب ألا يصبح التشاور قبل الانتخاب عرفاً.
وأشار إلى أننا نحن «غير مسؤولين عن تحرير فلسطين، ومن بدّل موقفه حيال وثيقة تفاهم 2006 هو “الحزب” نتيجة سياسات اقليمية موضحاً أن لبنان لا يقسم، وإذا تحدثنا عن لا مركزية، فهذه ليست خيانة.
وأعرب باسيل عن خشيته من الانزلاق إلى حرب شاملة ، ولا يمكن للحزب أن يطمئن بأن لديه قوة ردع كافية بوجه اسرائيل، موضحاً أن اللبنانيين و”الحزب” لا يريدون الحرب.
ووصف باسيل علاقته بالرئيس بري بأنها أحسن، مشيراً الى ان آخر لقاء مع السيد نصر الله كان في صيف 2022.
بلبلة في لجنة المال
ولم تكتمل جلسة لجنة المال والموازنة، التي اجتمعت برئاسة رئيسها النائب ابراهيم كنعان، وانقضت بقرار منه على خلفية اعتراض تكتل الجمهورية القوية» على إحالة مشاريع أو مراسيم حكومية في ظل حكومة تصريف اعمال.
وفي تصريح عقب الجلسة، قال النائب كنعان:«جرت مناقشة عامة في بداية الجلسة، دخل فيها النقاش حول دستورية إحالة مشروع القانون إلى مجلس النواب من قبل حكومة تصريف الاعمال. وقد اعترض عدد من الزملاء النواب على هذا الموضوع، لناحية صلاحية الحكومة بإحالة مشاريع قوانين غير موقعة من كل الوزراء، في غياب رئيس الجمهورية بينما اعتبر قسم آخر من النواب، ان الاعتراض في غير محله، وأن مناقشة مشروع القانون جائزة دستورياً».
فياض: حصار سوريا سبب معاناة لبنان
من دمشق، اعتبر وزير الطاقة والمياه وليد فياض أن جزءاً كبيراُ مما يعانيه لبنان اليوم هو نتيجة للحصار الدائر المفروض على سوريا».
واتفق فياض مع نظيره السوري حسين مخلوف أن تطبيق اتفاقيتي نهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي، وتبادل الخبرات من البيانات والمعلومات المائية من خلال الاجتماعات الفنية المشتركة مع الاتفاق بلقاء فياض مع رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس.
إضراب هيئة السير
أعلن مستخدمو هيئة ادارة السير والآليات والمركبات التوقف القسري عن العمل، وإعلان الاضراب التحذيري هذا الاسبوع لحين تحقيق المطالب العالقة لجهة صرف الرواتب والمنح، ومطالبة الدولة بصيغة يستحصل خلالها المستخدم على نسبة ثابتة «عادلة»، مما تجنيه الهيئة من بدلات الخدمات.
بلاسخارت تنتقد الجمود السياسي
أممياً، أشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة الجديدة في لبنان جينين هينيس -بلاسخارت بعد لقائها الوزير بو حبيب الى ان «بينما يواجه لبنان تحديات على مستويات عديدة، فإن التطورات عبر الخط الازرق تثير القلق بشكل خاص. ناقشنا اليوم ضرورة عودة الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 لضمان الأمن المتبادل والمستدام. وسأكون في الأشهر القادمة على تواصل وثيق مع الطرفين المعنيين بالقرار 1701 وزملائنا من اليونيفيل وشركاء دوليين آخرين للمساعدة في تحفيز الزخم نحو تحقيق هذا الهدف». وتابعت «لقد ناقشنا أيضاً الجمود السياسي الطويل الأمد في لبنان والحاجة إلى انتخاب رئيس جديد وإلى مؤسسات دولة فاعلة لقيادة البلاد للخروج من الأزمة والتحرك نحو التعافي المستدام.
وقفة مع مستشفيات الجنوب
وسجلت في بيروت وقفة مع مستشفيات الجنوب، نظمتها وزارة الصحة، سجلت بها كلمات لنواب وأطباء ومدير عام مستشفى صلاح عبدو ، ود. محمد سليمان، الذي تعرض لاعتداء كبير، بالاضافة إلى استهداف سيارات الاسعاف والمؤسسات الصحية.
الوضع الميداني
أعلن “الحزب” مساء أمس استهداف مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو في مستعمة شلومي، رداً على استهداف القرى الجنوبية وآخرها بلدة الناقورة.
وقصف “الحزب” انتشاراً لجنود الاحتلال في حرش شتولا بقذائف المدفعية.
وطالت الطائرات الانقضاضية موقع المطلة، والزاعورة بهضبة الجولان وموقع المالكية وخلة وردة وجبل عداري مقابل بلدة رميش واشتعال النيران في مساحات كبيرة في اصبع الجليل من كريات شمونة إلى راميم، والتي امتدت إلى المنازل.
وتعرضت كفركلا لسقوط عدد من قذائف الهاون المعادية، كما سقطت قذيفة أدت إلى حريق في سهل الخيام.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
هل يجهض سجال بري ــ جعجع مبادرة الدوحة «التشاورية»؟
سموتريتش يفقد اعصابه ويهدد بقصف بيروت وطهران تحذر!
غارة بسرب من المسيرات والنيران تحرق مستوطنات الشمال – ابراهيم ناصرالدين
سرب من الطائرات يضرب مقر قيادة الجبهة الشرقية في قيادة الجليل الذي يحترق بنيران “الحزب”. هكذا اختصر اعلام العدو امس المشهد على طول الجبهة الشمالية التي فقد الجيش الاسرائيلي السيطرة عليها، واندلعت فيها النيران من «كريات شمونا» الى «راميم» وعاشت عشر ساعات من الحرائق. وفيما حذر وزير الخارجية الايرانية علي باقري كني من بيروت «اسرائيل» من الدخول في حرب شاملة مع لبنان وقال اذا كانت تملك اي «عقلانية» فلن تتورط في حرب مع “الحزب”، فقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اعصابه وطالب بضرب ما اسماه عاصمة الإرهاب بيروت كي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضربات الجيش الاسرائيلي»، وفيما طلب من نتانياهو عدم الاستسلام، نصحته صحيفة «هآرتس» بان يستمع للرئيس الأميركي، الذي هو صديق حقيقي «لاسرائيل» وأثبت ذلك من اليوم الأول بعد 7 أكتوبر. وإلا فستبقى بلا شيء، بلا نصر على “حركة ح “، مع جبهة شمالية مشتعلة، واقتصاد في حالة انهيار، وهبوط حر في مكانتها في العالم، وأوامر «لاهاي». وقالت لم يتبقَ الكثير من الفرص للقيام بالأمر الصحيح ولوضع حد للكابوس الذي بدأ قبل ثمانية أشهر. لقد وضع بايدن على الطاولة فرصة كهذه وملزمون باستغلالها.
وفيما قد تكون ساعات الانتظار طويلة ودموية قبل ان تنتهي مناورات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي يحاول جاهدا التملص من التزاماته مع واشنطن بشان وقف النار في غزة، وانعكاس التطورات هناك على الجبهة اللبنانية، تحاول قطر ملء الفراغ الرئاسي، وخيبة الامل الفرنسية، بحراك استطلاعي يخلو من اي خطة لعقد «دوحة 2»، لكنه يشجع على حوارات ثنائية. وعلم في هذا السياق ان المسؤولين القطريين يحاولون احداث خرق في جدار العلاقة بين القوات اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عبرتشاورثنائي يلامس الحوار، وهو امر يجري بحثه مع وفد القوات الموجود في الدوحة، وكذلك النائب علي حسن خليل. وقد طرحت اوساط دبلوماسية علامات استفهام حول توقيت «السجال الكلامي» والسقف العالي بين جعجع وبري خلال الساعات القليلة الماضية، لكنها لم تصل الى حد نعي المبادرة القطرية؟!
1000صاروخ خلال ايار؟
في هذا الوقت، اعلنت القناة 12 الاسرائيلية ان “الحزب” اطلق 1000 صاروخ على المستوطنات خلال شهر ايار. واكد مركز الأبحاث الإسرائيليّ «عالما» أنّ “الحزب” ضاعف هجماته على المواقع الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة بالمسيرات الهجومية والانقضاضية خلال هذا الشهر، عمّا كانت عليه في الشهر السابق، مسجلًا أيضًا اشتدادًا في هذه الهجمات. وجاء في تقرير أصدره المركز المتخصص في رصد الجبهة الشمالية مع لبنان، أنّ “الحزب” شنّ الشهر الماضي 325 هجومًا استخدم فيها قذائف مضادة للمدرعات وطائرات مُسيّرة، وبمعدل 10 هجمات يوميًا، مقابل 238 هجومًا في نيسان، وبلغ عدد هجمات “الحزب” وفقًا للتقرير؛ 1964 منذ بداية الحرب على غزة. علما ان “الحزب” اعلن عن تجاوز عملياته ال2000.
«البركان» المدمر
إلى ذلك، ذكر موقع «يو نت» العبريّ أنّه إلى جانب مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة المضادة للدروع التي وصل مداها إلى 8-12 كيلومترًا وأصابت المستوطنات الشمالية والمنشآت الأساسية لوحدة المراقبة الجوية في ميرون، استخدم “الحزب” للمرة الأولى منذ بداية الصراع العسكري معه قذائف (بركان) الصاروخية الثقيلة الوزن، وهدفها تسوية شوارع كاملة بالأرض وإحداث الكثير من الدمار في مواقع الجيش الإسرائيلي. وأضاف الموقع انه على الرغم أنّ هذه الصواريخ ليست سلاحًا دقيقًا، إلّا أنّ استخدامها أثبت فعاليته من حيث الأضرار المادية والتأثير النفسي، وذلك بسبب أبعاد الدمار غير العادية التي تُحدثها كل قذيفة صاروخية كهذه.
5 % من قدرات المقاومة؟1
ونقل الموقع عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنّ “الحزب” يستخدم خمسة في المئة فقط من ترسانة أسلحته خلال هذه الأشهر من المعركة، كميدان اختبار ضد الجيش الإسرائيلي استعدادًا لمعركة حقيقية وواسعة، ويحاول كل يوم تجاوز أنظمة الدفاع الجوي وتعلم الدروس، في زوايا إطلاق مختلفة، وفي كمية الإطلاق المركزة، وفي كمية المتفجرات التي تختلف باختلاف كل سلاح يتم إطلاقه.
فقدان السيطرة في الشمال
من جهتها، اشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى إن غياب التقدم في الجنوب ينعكس على تفاقم الوضع في الشمال. الولايات المتحدة تعول على وقف إطلاق النار في غزة كنقطة انطلاق لاتصالات كثيفة تؤدي إلى وقف إطلاق النار لفترة طويلة بين «إسرائيل» “الحزب”. ولكن في غضون ذلك، ما زالت النار مشتعلة في الشمال والجيش يفقد السيطرة هناك. والمواجهة مع “الحزب”، كما يشعر بها مواطنو «إسرائيل»، تشمل أضراراً كبيرة ومنهجية لمواقع الجيش والمستوطنات على طول الحدود مع لبنان نتيجة إطلاق الصواريخ ومضادات الدروع والمسيرات. وبالنسبة لكثير من الإسرائيليين، فإن الدولة أهملت وتخلت عن الحدود الشمالية وتركتها للحزب: ليس لأنه تم إخلاء 60 ألف مواطن، بل لأن “الحزب” يستمر في قصف العمق الإسرائيلي (مؤخراً، تسمع صافرات الإنذار في عكا أيضاً، إضافة إلى الجليل الأعلى والجليل الغربي وهضبة الجولان). ولا يبدو أن ما يفعله الجيش قد يردع “الحزب”.
لا قدرة على الحرب
من جهتها، سخرت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية من المسؤولين الاسرائيليين الذين يطالبون باحتلال جنوب لبنان وهزيمة “الحزب”، وقالت ان عليهم ان يأخذوا التداعيات الآتية في الحسبان: العبء على القوات النظامية والاحتياط، التي تآكلت بعد القتال الطويل، والحاجة إلى كمية كبيرة من السلاح الدقيق لتنفيذ خطط الجيش الإسرائيلي، والأضرار المتوقعة على الجبهة الداخلية، بما في ذلك منطقة حيفا والكريوت و»غوش دان». وخلصت الصحيفة الى القول «نحن قريبون من فقدان السيطرة على الوضع على طول الحدود».
عبء قوات الاحتياط
واشارت الى انه حتى بدون حرب شاملة في الشمال، هناك مسألة العبء الآن على وحدات الاحتياط، التي أصبحت قضية حاسمة في إدارة الحرب. الحكومة وهيئة الأركان غير مدركة تماماً حجم الصعوبات، وتتعامل مع جنود الاحتياط كمورد لا ينفد. عملياً، الجنود الذين تم استدعاؤهم للجبهة للمرة الثالثة بإنذار قصير، باتوا يشعرون ببدء نفاد التسامح سواء في البيت أم في مكان العمل، فضلاً عن الثمن النفسي المرتبط بالخدمة الطويلة والخطرة.
فضيحة في «الكابينت»
اما الفضيحة فما حصل في جلسة «الكابينت الموسع» قبل ايام حيث، طرح الوزراء مطالب مثيرة للاستغراب، طلب أحدهم قتل السنوار؛ وآخر طلب البقاء في محور فيلادلفيا وباقي القطاع إلى الأبد؛ وثالث تساءل لم لا نحتل جنوب لبنان؟ ورابع اقترح تصفية الحوثيين في اليمن، وخامس شن حرب ضد إيران. في النهاية، تبين أن الجميع يتفقون على أمر واحد: لا حاجة الى زيادة ميزانية الدفاع. هذا كابنت غير جدي، صبياني، هواشي وفي أطرافه خطر ومسيحاني. تقول «يديعوت»و لا يمكن الاعتماد عليه، ولقد تعلمنا من الماضي، ان «إسرائيل» لن تدفع أثماناً باهظة لتشتري الهدوء. وإذا ما أعطى اتفاق مع “حركة ح ” علاوة هدوء في الشمال أيضاً، ربما سيقتنع المستوى السياسي بالقول «نعم» للاتفاق مع لبنان.
تصعيد ميداني
ميدانيا، التصعيد سيد الموقف حيث استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة بين بلدة الخرايب والزرارية وكوثرية الرز بأربعة صواريخ مما ادى الى سقوط شهيد. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان. كما شن غارة على جبل ابو راشد، خراج بلدة ميدون قرب السريرة في منطقة جزين. ونفذت طائرة مسيرة غارة مستهدفة دراجة نارية في بلدة الناقورة، وادت الغارة الى سقوط شهيد واصابة شخص اخر. كما تسبب القصف المدفعي الذي تتعرض له بلدة علما الشعب لجهتها الشرقية باشتعال النيران في المنطقة. واندلع حريق في حقول القمح في سهل مرجعيون قبالة المطلة جراء إلقاء الجيش الاسرائيلي القنابل الحارقة، كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الإسرائيلي. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي، غارات وهمية في الجنوب وأطلق جدار الصوت فوق منطقة الزهراني حيث تحطم الزجاج في مجمع نبيه بري للمعوقين في الصرفند. كما تحطم الزجاج في بعض الأبنية في بلدات الخرايب والزرارية وارزي.
سرب المسيرات
في المقابل، وفي مشهد غير مسبوق، شن “الحزب” عبر سرب من المسيرات هجوما على مقر قيادة الجبهة الشرقية في قيادة الجليل، كما اكد انه وبعد تعقّب ومراقبة لقوّات العدو الإسرائيلي في جبل عداثر، وعند رصد لآليّة عسكريّة فيه، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلاميّة صباح امس، بالصواريخ الموجّهة وأصابوها إصابةً مباشرةً؛ ممّا أدّى إلى تدميرها واشتعال النّيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح». ايضا، اعلن “الحزب” انه استهدف «جنود العدو في خلّة وردة بالأسلحة الصاروخية وانه حقّق إصابة مباشرة، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع المالكية بقذائف المدفعية «. واعلن ايضا استهداف قوات العدو بالقذائف المدفعية في حرش شتولا وذكر الإعلام الاسرائيلي، ان طائرة مسيّرة تابعة للحزب اسقطت قنبلة في منطقة المطلة وعادت إلى جنوب لبنان. في هذا الوقت، نعت المقاومة في بيان بمزيد من الفخر والاعتزاز، الشهيد المجاهد حسين أحمد ناصر الدين «سراج» مواليد عام 1980 من بلدة العباسية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس… وكذلك الشهيد المجاهد علي حسين صبرا «أبو حسين أيمن» مواليد عام ١٩٧٥ من مدينة بيروت وسكان بلدة البابلية في جنوب لبنان، كما نعى الحزب الشهيد المجاهد محمد شوقي شقير «جهاد» مواليد عام 1996 من بلدة الغازية في جنوب لبنان.
التحذيرات الايرانية
داخليا، كان الحدث زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيرانية بالانابة علي باقري كني الى بيروت، وهي الاولى بعد تسلّمه مهامه بعد مقتل وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان، كني كرر التاكيد ان المقاومة هي اساس ثبات واستقرار المنطقة. واعلن بعد لقاء وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ان هناك تطابقًا في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة، مضيفًا: حرص إيران على استقرار لبنان. كما حذر «اسرائيل» من اي حرب شاملة على لبنان. من جهته اكد بو حبيب موقف لبنان الرافض للحرب، وشرح تصوّره للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701. واكد باقري ان ايران لم توفّر جهدًا لدعم الاستقرار في لبنان وتأمين رفاهية الشعب. واشار الى ان المقاومة هي أساس الثبات والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى ان بلاده تنسق مع السعودية وقال «اتفقنا على مبادرة تتمثّل في عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي». بعدها ، زار باقري كني والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
الرئاسة في قطر
رئاسيا، تبدا كتلة اللقاء الديموقراطي تحركها الرئاسي وتزور معراب اليوم للتشاور، وفيما اعلن عن وصول النائب علي حسن خليل الى العاصمة القطريّة الدوحة امس ، موفداً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر، بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب القوات اللبنانيّة، اكدت مصادر مطلعة ان الدوحة تعمل على احداث اختراق في جدار الازمة الرئاسية من خلال طرح مبادرة تقوم على تحضير الاجواء لحوار مباشر بين «عين التينة» و «معراب» لمحاولة جسر الهوة بين الطرفين ازاء الدعوة المسبقة الى الحوار قبل الجلسات الرئاسية.
ماذا تريد الدوحة؟
والتقى وفد من القوات اللبنانية يضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي والدكتور جوزيف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية في القوات، امس وزير الدولة لشؤون الخارجية صالح الخليفي، ومن المتوقع أن يلتقي الوفد القواتي اليوم رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ووفقا للمعلومات، لا مبادرة قطرية، ولا تمهيد لدوحة 2، لكن ثمة رهان قطري على «»براغماتية» جعجع من خلال اغرائه بتقدم صفوف المعارضة للحوار باسمها بعيدا عن «ابتزاز» التيار الوطني الحر، وتأمل في ايجاد قواسم مشتركة تمهد الطريق لتفاهمات حول المرحلة المقبلة، خصوصا ان الرئيس بري لا يقفل «الابواب» امام اي حوار او تشاور ثنائي اذا كان سيؤدي الى «كسر الجليد» مع الطرف الآخر. وفي هذا السياق، ثمة علامات استفهام كبيرة لدى المسؤولين القطريين ازاء توقيت السجال العالي السقف بين بري وجعجع، لكنها لا تعتبر انه يقفل الباب امام احتمال نجاح مبادرتها، كما يقول مصدر دبلوماسي، يرى ان هذا الاشتباك الكلامي قد يكون فرصة لاقناع الطرفين لضرورة الجلوس الى الطاولة. والساعات المقبلة ستكون حاسمة في هذا الاطار.
سجال بري -جعجع
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رد على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حمله مسؤولية عرقلة الحوار ورئاسة الجمهورية والسعي الى الفدرلة، من خلال قوله انه لا يزال عالقا في «حالات حتما»، فقال ان «حديث بري اسقط عنه القناع، ولا يحلمَنّ احد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشد اعلى». وعن مقولة بري ان «المكان الطبيعي لأي تشاور هو مجلس النواب وان المجلس مؤسسة لها رئيس والرئيس ايا كان اسمه هو المعني بأن يترأس جلسة التشاور بين الكتل»، قال جعجع انه لا يمكن للرئيس بري ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية…هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عليها . لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري انما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل. ويستحيل ان نصل الى وقت يكون في لبنان مرشد اعلى للجمهورية.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
تصعيد كبير في رفح والجنوب وسمورتيش يهدد بيروت
دعا رئيس حزب الصهيونية الدينية، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش أمس الاثنين إلى إقامة منطقة عازلة من جديد والشروع في حرب في لبنان، قائلاً إن «الوضع في الشمال يتدهور، ويجب أن ننقل المنطقة العازلة من داخل إسرائيل في الجليل إلى جنوب لبنان، بما في ذلك الدخول البري واحتلال الأراضي وإبعاد إرهابيي “الحزب” ومئات آلاف اللبنانيين الذين يختبئ “الحزب” بينهم إلى ما بعد نهر الليطاني، بالتزامن مع هجوم مدمّر على كل البنى التحتية في لبنان، وتدمير مراكز ثقل “الحزب”، وإلحاق أضرار جسيمة بعاصمة الإرهاب بيروت».
وتابع سموتريتش «علينا أن نخلق وضعاً يكون فيه لبنان منشغلاً في السنوات العشرين المقبلة بجهود إعادة بناء ما يتبقى منه بعد الضربة التي نوجهها إليه، وليس بقيادة الإرهاب ضد دولة إسرائيل»، وذلك بعدما قال في وقت سابق «إننا ذاهبون إلى الحرب، فهذا أمر لا مفر منه»، مرجعاً ذلك إلى تزايد القصف من جهة لبنان.
ميدانيا، ولليوم الـ241 من العدوان الإسرائيلي على غزة تعرضت مناطق عدة في القطاع لقصف دام، خصوصا رفح جنوبا، وسط استمرار المعارك بين المقاومة والاحتلال الذي يؤكد تصميمه على استمرار الحرب رغم الدعوات لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في القطاع أنه وصل إلى المستشفيات 40 شهيدا و150 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية حتى صباح الاثنين، ليبلغ إجمالي الضحايا منذ بدء الحرب 36 ألفا 479 شهيدا بالإضافة إلى 82 ألفا و777 مصابا، إضافة إلى آلاف المفقودين.
في السياق قالت كتائب القسام الجناح العسكري ل”حركة ح ” إنها فجرت حقل ألغام في قوة صهيونية متمركزة داخل موقع كتيبة الشهيد محمد أبو شمالة، في رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضافت أن العملية أوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح، وأنها وقعت في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
كما أعلنت كتائب القسام أنها قصفت بقذائف الهاون حشدا لقوات الاحتلال خلف الكلية الجامعية في حي الصبرة بمدينة غزة.
وقبل ذلك، أعلنت القسام قصفها مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم بمنظومة صواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114 ملليمترا، مؤكدة استهدافها دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” بمحيط الكلية الجامعية جنوب حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
وأضافت أن مقاتليها استهدفوا جرافتين عسكريتين من نوع “دي 9” بقذيفتي “تاندوم” في شارع بوابة صلاح الدين بمدينة رفح جنوبي القطاع، وجرافة عسكرية أخرى بقذيفة “الياسين 105” قرب جمعية الأمل في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وبدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في حين أفادت صحيفة هآرتس نقلا عن الجيش الإسرائيلي بإصابة 46 جنديا في معارك قطاع غزة منذ الخميس، مشيرة إلى أن 4 منهم حالتهم خطيرة.
وأضافت سرايا القدس -في وقت سابق- أنها قصفت بقذائف الهاون تمركزا لجنود الاحتلال في محيط منطقة العبد جبر بمخيم يبنا جنوب مدينة رفح، كما استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفتين من نوع “آر بي جي” جنوب مدرسة خولة برفح، مؤكدة اشتعال النيران في الدبابة.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 46 جنديا في المعارك بقطاع غزة منذ الخميس الماضي حالة 4 منهم خطيرة.
وأضاف أن عملياته تتواصل وسط قطاع غزة وفي رفح جنوبي القطاع، وأن قواته عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة وقضت على من وصفتهم بالمقاتلين في المنطقة، وفككت قاذفة تستخدم لإطلاق الصواريخ.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :