افتتاحية صحيفة الأخبار:
حزب الله أبلغ لودريان رفضه أيّ حوار لا يقوده بري: متمسّكون بترشيح فرنجية أكثر من أي وقت مضى
مقابل سعيه إلى الإيحاء وليس القول صراحة بأن اللجنة الخماسية تريد خياراً رئاسياً جديداً، فإن المُوفد الفرنسي جان إيف – لودريان بدا واضحاً في مهمته، وهي الاستجابة لطرف الفريق المعارض لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية. فهو تحدّث بصراحة عن أن بلاده تتشارك مع السعودية (سمّاها مباشرة) ومع الآخرين (لم يسمّهم) في أنه بات من الصعب السير في انتخاب فرنجية أو حتى جهاد أزعور، وأنه صار ضرورياً البحث عن ما أسماه الخيار الثالث.لكن الخلاصة التي وصل إليها مشاركون في الاجتماعات مع الموفد الرئاسي الفرنسي، أن الرجل يستهدف فرض آلية من الحوارات الداخلية التمهيدية للانتخابات الرئاسية. وهو دعا إلى اعتماد خيار اللقاءات الثنائية أو الثلاثية برعاية فرنسا، معتبراً أن الحوار الوطني مرفوض من قبل جهات لبنانية كثيرة، علماً أن المداولات أظهرت أن «القوات اللبنانية» هي فقط من يرفض الحوار العام. لكنّ لودريان خصّ حزب الله بالحوار حول هذه النقطة، إضافة إلى البند الخاص بترشيح فرنجية. وقد سمع من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة كلاماً واضحاً لخّصه مصدر معنيّ بالآتي:
أولاً: إن الثنائي (أمل وحزب الله) لا يربط مصير الرئاسة بملف الحرب مع إسرائيل على الإطلاق، وإنه في حال رُفعت الفيتوات الخارجية وتُرك اللبنانيون يتحاورون، سوف يصلون إلى نتيجة.
ثانياً: إن الحزب لا يزال يدعم ترشيح فرنجية، وهو متمسك به اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولا يعتقد بوجود أي سبب لسحب هذا الترشيح أو دعم خيار آخر.
ثالثاً: إن الحزب لن يشارك في أي حوار لا يدعو إليه الرئيس نبيه بري ويكون برئاسته، وإن المشاورات الثنائية جارية أصلاً ولكنها لا تعني الحوار الوطني العام المنشود.
وفي هذا السياق، شرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس موقف الحزب قائلاً إن «لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخاب الرئيس في لبنان»، متسائلاً «هل يوجد سبيل غير الحوار والتشاور للوصول إلى نتيجة». وأكّد أننا «منذ البداية قلنا إننا لا نريد أن نوظف ما يجري في الجنوب بالشأن الداخلي لكن ثمة من يعيش في الوهم» ، مشيراً إلى أن «ما عطّل الانتخابات قبل طوفان الأقصى هو الخلافات الداخلية ووجود فيتوات خارجية، وأن هناك كتلاً نيابية مستعدة لانتخاب مرشح بعينه في حال لمست بصدق أن الخارج ليست لديه تدخلات أو مواقف».
فوجئ الفرنسيون بموقف جعجع الرافض لكل أشكال الحوار والتشاور والحلول
وبينما ظهر أن الدور الفرنسي أصبحَ محكوماً بالسقف السعودي والأميركي أيضاً، فإن الانطباع الذي ساد عقب مهمة لودريان هو أن مهمة الرجل صارت في حكم المنتهية مع إحباط محاولته استدراج جميع القوى السياسية إلى حوار تحت عنوان «تشاور». ويُمكن الجزم، وفقاً للمعطيات المتوافرة، أن وقع هذه الزيارة بالنسبة إلى الموفد الفرنسي كان مختلفاً عن السابق حيث لمسَ من غالبية الأطراف «ليونة» تحديداً تجاه موضوع الحوار، وإن اختلفت الآراء حول مبدأ المرشح الثالث. لكن ما لفت لودريان أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع كان أشد المعارضين لفكرة الحوار. وهو رافض لكل المبادرات. وتنقل أوساط مطّلعة عن لودريان عدة ملاحظات سجّلها في لقاءاته مع القوى السياسية، ستكون مضمون تقريره الذي سيحمله معه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبرزها:
أولاً، موقف حزب الله كان صريحاً وواضحاً في مواقفه والأهم تأكيده عدم الربط بين الرئاسة والحرب على غزة. وهو موقف فاجأ لودريان واعتبره إيجابياً بعد أن سادَ مناخ يوحي بغير ذلك تماماً طيلة الأشهر الماضية.
ثانياً، التعاون اللفظي في عين التينة، حيث تعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري بليونة في ما يتعلق بالتسميات فلم يرفض فكرة التشاور كما سمّاها لودريان، على أن لا يكون محدوداً زمنياً ومن ثم الانتقال إلى جلسة بدورات متتالية لكنها ليست مفتوحة.
ثالثاً، تأكيد فرنجية أنه ماضٍ في ترشيحه مهما حصل، حتى بعد أن أبلغه لودريان بصراحة سلبية الموقف الخارجي من ترشّحه.
رابعاً، بدت بعض قوى المعارضة مثل حزب «الكتائب»، أكثر تراخياً في التعامل مع فكرة الحوار أو التشاور كما أراد لودريان أن يسميها. وإن كانَ هذا التراخي مشروطاً بعقد جلسة مفتوحة أياً كانت نتيجة الحوار.
خامساً، «التصعيد الشامل» الذي يُصر عليه جعجع. فهو لا يريد بأي شكل من الأشكال لا حواراً ولا تشاوراً، مُوحياً وكأنه لا يريد انتخابات رئاسية بحجة أن ذلك لن يُفضي إلى أي اختراق لأن كل فريق سيبقى على تمسكه بخياره. ويتقاطع هذا الجو، مع تسريبات أخيرة تحدّثت عن دور سلبي لجعجع ساهم في تأخير وثيقة بكركي إلى العلن، إذ نقِل عن مصدر كنسي أن جعجع «بدأ بإطلاق النار على الوثيقة بوصفها طبخة بحص أكثر من مرة»، وأن «المقربين منه أوحوا برفضهم لها، ما يؤكد أنه مرتبط بأجندة تريد منع أي حل»، مذكّراً بقول جعجع: «إننا لا نريد رئيساً إلا إذا كان يستفزّ حزب الله».
ولمّا أنهى لودريان جولته بتحذيرات واضحة من أن «لبنان السياسي سيكون مهدَّداً بالزوال ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب»، زار السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل فور عودته من إيطاليا، وعقد معه لقاء مطوّلاً، ووضع ماغرو باسيل في أجواء الزيارة.
وأظهرت حصيلة تقييم القوى الداخلية لزيارته أن «الجولة السادسة للموفد الفرنسي قطعت أن يكون لبلاده دور أساسي وجوهري، في إيجاد حل للأزمة الرئاسية، وقد حاولت باريس أكثر من مرة منذ انفجار مرفأ بيروت، ولم تنجح». ولفتت بعض الأوساط المتابعة الانتباه إلى المقابلة التي أجراها المسؤول الأميركي المكلّف بالملف اللبناني «عاموس هوكشتين» أول من أمس، وذلك بعد يوم واحد من انتهاء زيارة لودريان، معلناً أنّ «اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل، قد يخفف من الصراع المحتدم والدامي بين البلدين». وما كان بارزاً في كلام هوكشتين هو أن الاتفاق تضمّن ملفات اقتصادية، حيث تحدّث عن مرحلة ثانية «تشمل حزمة اقتصادية، مثلاً لدينا حل لأزمة الكهرباء، وقد وضعنا حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفّر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة». وقد فسّرت بعض الأوساط إطلالة هوكشتين باعتبارها إعلاناً لإنهاء أي دور غير الدور الأميركي في لبنان، والتأكيد على أن الاتفاق الذي يعمل عليه مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة هو عبارة عن سلّة متكاملة تشمل كل الملفات.
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن يطلق مبادرة لاتفاق غزة وينسبها للكيان… وحماس إيجابية وتأكيد الثوابت
نصرالله: الأميركي شريك في معاناة الكهرباء وسبب تعطيل ملف النفط والغاز
المؤتمر القومي العربي من بيروت استضاف قادة محور المقاومة لـ طوفان الأمة
الحدث كان من واشنطن، حيث اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ما وصفه بمقترحات إسرائيلية لاتفاق ينهي الحرب في غزة، يقوم على نسبة كبيرة من بنود العرض التفاوضي الذي قدمه الوسطاء وعلى رأسهم وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات الأميركية، وقبلته حركة حماس قبل شهر، ورفضه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لكن المبادرة التي تبناها بايدن الى حد وصفها بالفرصة التي لا يجب تفويتها، سواء في مخاطبته لقيادة كيان الاحتلال أو لقيادة حركة حماس، بما يؤكد ان المبادرة أميركية جرت مناقشتها والحصول على تبنيها، من قطر من جهة، ومع قادة في الكيان ليس بينهم نتنياهو من جهة أخرى، يرجح أنهم قادة الجيش والمؤسسات الأمنية وربما وزير الحرب يوآف غالانت.
المبادرة تضمنت تعديلات تقوم على عدم البت بحتمية التوصل عبر التفاوض إلى التوافق على شروط التهدئة المستدامة، لكنها تعدو في هذه الحالة الى تطبيق المراحل اللاحقة من الاتفاق، بما في ذلك استكمال تبادل الأسرى، وتمديد وقف الأعمال الحربية، مع ضمانة أميركية لحماس بأن هذا الاتفاق هو إعلان نهاية الحرب، وأن طلباتها بفك الحصار والانسحاب الشامل سوف يتم تحقيقها، وان إعادة الإعمار حلقة مركزية في الاتفاق، وضمانة موازية للكيان بأن حماس لن تستطيع العودة إلى شن هجوم شبيه بما جرى في 7 أكتوبر، ولن تعود إلى إمساك السلطة في غزة، وأن الاتفاق يفتح طريق التطبيع مع السعودية، وبدا بوضوح من نص كلام بايدن أن تعقيدات موافقة الكيان هي العقبة أمام مبادرة بايدن. وقد دعا الرأي العام في الكيان لتلقف هذه الفرصة، مؤكدا أن أوهام النصر التي يتحدث عنها بعض قادة الكيان سوف تعني خسارة كبرى، محذراً من عزلة متنامية يواجهها الكيان، ومن قادة يعرضونه للخطر.
حركة حماس سارعت الى اعلان النظر بإيجابية لمبادرة بايدن، مؤكدة انفتاحها على مناقشة أي أفكار تؤدي الى تحقيق الوقف النهائي للحرب وتحرير الأسرى وانسحاب الاحتلال وفك الحصار وإعادة الإعمار؛ بينما كانت المواقف الصادرة في الكيان سواء من نتنياهو أو من المناخات القريبة منه تعبر عن رفض مبادرة بايدن، رغم الحرص على عدم الإشارة المباشرة إلى بايدن ومبادرته، بينما نقلت وسائل الإعلام في الكيان عن مسؤول كبير هو عادة نتنياهو كلاماً يتهم بايدن بالضعف والجهل بالواقع.
في لبنان تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة تأبين العلامة الشيخ علي كوراني، فتوقف أمام جبهة الجنوب وقال إنها تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية، لافتًا إلى أن «الأميركي شريك في صنع كل معاناة الكهرباء في لبنان، كما كانت له اليد الطولى في تعطيل موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية». وشدد على أن «هذه معركة ستحدّد مصيرنا جميعًا، ويجب أن نكون فيها جميعًا، ونحن موجودون فيها إن شاء الله في جنوب لبنان»، وأضاف «هذه الجبهة جبهة إسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ومصير لبنان ومصير المنطقة بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي يغرق فيها بعض اللبنانيين». وتابع «جبهة جنوب لبنان جبهة ضاغطة وقوية ومؤثرة على العدو الصهيوني، وقادة الكيان أتوا إلى الشمال ليفاخروا بإبعاد المقاومة إلى كيلومترات بعيدة وجاء الرد بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع (موقع راميا) ولو أرادوا الدخول إلى الموقع لدخلوا».
وفي بيروت انعقد المؤتمر القومي العربي برئاسة أمينه العام المرشح السابق للرئاسة في مصر حمدين صباحي، وكان المؤتمر إعلاناً عن ملاقاة طوفان الأقصى بـ»طوفان الأمة»، استضاف في جلسته الافتتاحية قادة محور المقاومة، حيث كانت كلمة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كما كانت كلمات لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ونائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، وكلمة المقاومة الإسلامية في العراق ألقاها الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو ألاء الولائي إضافة الى كلمة لأنصار الله.
رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الحفل التكريمي الذي أقامه الحزب للعلامة الشيخ علي كوراني، في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن استمرار نتنياهو في إصراره على حربه من الواضح أنه يأخذ الأمور إلى الأسوأ على الكيان، مذكرًا بأن رئيس البنك المركزي الصهيوني تحدّث عن كارثة، كما أن قادة الجيش ومسؤولين كبارًا في الشأن العسكري في الكيان تحدثوا عن الأزمات والكوارث.
ولفت السيد نصرالله إلى أن «عضو مجلس الحرب الصهيوني غادي آيزنكوت يقول، إن فرقة كاملة (الفرقة تتألف من عدة ألوية) للجيش الصهيوني تخوض معارك ضد كتيبة كنّا أعلنّا عن تفكيكها في جباليا وأن القتال صعب»، وأضاف: «بالتزامن مع معركة رفح يضطرون للدخول إلى جباليا بفرقة كاملة من الجيش «الإسرائيلي». وقال السيد نصر الله «إن هذه المعركة كما ينظر إليها نتنياهو والمتطرفون في الكيان على أنها معركة وجود، يجب أن ننظر إليها على أنها معركة وجود ومصير».
كما أن هذه المعركة وفق السيد نصرالله تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية، لافتًا إلى أن «الأميركي شريك في صنع كل معاناة الكهرباء في لبنان، كما كانت له اليد الطولى في تعطيل موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية». وشدّد على أن «هذه معركة ستحدّد مصيرنا جميعًا، ويجب أن نكون فيها جميعًا، ونحن موجودون فيها إن شاء الله في جنوب لبنان»، وأضاف «هذه الجبهة جبهة إسناد وجزء من المعركة التي تصنع مصير فلسطين ومصير لبنان ومصير المنطقة بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي يغرق فيها بعض اللبنانيين». وتابع «جبهة جنوب لبنان جبهة ضاغطة وقوية ومؤثرة على العدو الصهيوني، وقادة الكيان أتوا إلى الشمال ليفاخروا بإبعاد المقاومة إلى كيلومترات بعيدة، وجاء الرد بعملية على قرب أمتار قليلة من الموقع (موقع راميا) ولو أرادوا الدخول إلى الموقع لدخلوا».
الأمين العام لحزب الله أضاف «لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسّمة، وهناك أماكن يحتلها العدو يجب أن يخرج منها»، وتابع «نعتبر أننا أكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في لبنان ولم نتحدّث بهذا المنطق، وترى في المقابل من يقول إن أغلبية الشعب اللبناني ترفض الإسناد والدعم لغزة!»، مؤكدًا: «ليس صحيحًا أن رفض الجبهة هو موقف أغلبية الشعب اللبناني».
وحول ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، أوضح إلى أن هناك من يقول بأن سبب عرقلة الانتخابات الرئاسية هي جبهة إسناد غزة، مؤكدًا أن هذا غير صحيح، وأن الذي عطّل الانتخابات قبل بدء طوفان الأقصى هي الخلافات الداخلية والتدخل الخارجي الذي يقدّم نفسه بعنوان مساعد. وشدّد على أن لا علاقة للمعركة في الجنوب وغزة بانتخابات الرئاسة في لبنان، ولا ربط بين الملفين، مؤكدًا أن نتائج معركة الجنوب أعلى وأكبر من المكاسب الداخلية والسياسية، كما كان التحرير في عام 2000 والانتصار في عام 2006.
وقال «ننتمي إلى جبهة المقاومة التي أصبحت الآن أوسع من أيّ زمن مضى، وهذه الجبهة أفقها أفق مشرق ونحن أمام مستقبل واضح». كما أكد السيد نصرالله أن «جبهة المقاومة اليوم أوسع وأشمل وأكبر من أي وقت مضى، وأن جبهة العدو باعتراف مسؤولين صهاينة يقولون «إننا نمر في حالة سيئة لم يمر مثلها منذ 79 عامًا».
ووفق قراءة محللين في الشؤون السياسية والعسكرية لكلام السيد نصرالله، فإن الحرب في غزة دخلت مرحلة جديدة بالغة الخطورة وقد تكون حاسمة وتمتدّ لأشهر وربما أكثر، ولم يعد أمام المقاومة في غزة إلا الصمود والاستمرار بالقتال حتى الرمق الأخير، وما على جبهات الإسناد إلا الاستمرار بالقتال ورفع وتيرة التصعيد تدريجياً»، وأوضح الخبراء لـ»البناء» أنه وطالما أن السيد نصرالله وصف الحرب الدائرة بأنها مصيرية ووجودية للكيان الإسرائيلي كما لمحور المقاومة، فإن جبهات محور المقاومة لم تعد تزِن وتدوزن عملياتها العسكرية على إيقاع ضرورات الجبهة الغزاويّة فحسب، بل لإسقاط المخططات الأميركية الإسرائيلية في غزة وفلسطين والمنطقة، لأن نتائج الحرب في غزة ستقرّر مصير حركات وشعوب ودول المنطقة لا سيما لبنان وسورية والعراق واليمن، ولذا اتخذ هذا المحور القرار الحاسم بخوض هذه الحرب المفتوحة وفق ما تفرضه مقتضيات الميدان وتطوّراته، لا سيما إذا ثبُت أن الإدارة الأميركية قررت المغامرة والمقامرة والوقوف مع كيان الاحتلال في هذه الحرب حتى النهاية لكسب تأييد أصوات اليهود الأميركيين ودعم اللوبيات الصهيونية العالمية في الانتخابات المقبلة. وهناك مؤشرات على ذلك تظهر في الدعم الأميركي المطلق لكيان الاحتلال في مجازر رفح واستمرار التسليح والدعم الدولي إضافة الى الضربات الأميركية البريطانية المكثفة على اليمن.
وكانت المقاومة نفذت سلسلة عمليات نوعية، فاستهدفت ثكنة «برانيت» بصواريخ بركان ثقيلة ما أدّى إلى احتراقها وتدمير جزء منها، في حين استهدفت موقع البغدادي بصواريخ بركان ثقيلة أيضًا.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية مشاهد من استهداف مقر الفرقة 91 في «ثكنة برانيت» عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.
إلى ذلك، أعلنت المقاومة عن استهدافها مستوطنة «راموت نفتالي» بصلية صاروخية. وشنّت هجومًا جويًا بمسيّرات انقضاضيّة استهدفت منصات القبة الحديدية في مربض الزاعورة وأطقمها وأماكن استقرارهم وعملهم وأصابت أهدافها بدقة، مما أدى إلى تضررها واشتعال النيران فيها.
هذا، واستهدف مجاهدو المقاومة مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة «شوميرا» (قرية طربيخا) بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، في حين استهدفوا موقع »معيان باروخ» بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعيّة وأصابوه إصابة مباشرة. كما قصف المقاومون موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
ورداً على الاعتداء الذي طال الدفاع المدني في بلدة الناقورة وسيارة الإسعاف التابعة له والمسعفين فيها والذي أدى إلى استشهاد وجرح الطاقم، قصف حزب الله مستعمرات جعتون وعين يعقوب ويحيعام بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وأعلن جهاز «الإسعاف الإسرائيلي»، عن «نقل 4 إصابات جراء القصف الصاروخي الأخير من لبنان على الجليل الغربي». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن «اندلاع حريق قرب الطريق السريع (89) في الجليل الغربي جراء سقوط عدد من الصواريخ».
في المقابل وسّع العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، واستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة إسعاف تابعة للهيئة الصحية في بلدة الناقورة، ما ادى الى استشهاد مسعف وجرح آخر، كانا يعملان على إطفاء الحرائق المشتعلة نتيجة القصف الإسرائيلي على أطراف الناقورة، اللبونة وحامول لحظة استهداف مسيّرة لسيّارتهم.
وزعم المتحدّث باسم جيش الإحتلال افيخاي ادرعي: «أن طائرات حربية أغارت الليلة الماضية على أربعة مباني عسكرية لحزب الله في عيترون ومركبا جنوب لبنان».
وتقدّمت بعثة لبنان الدّائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بناءً على توجيهات وزارة الخارجية والمغتربين، بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي، تتناول استهداف «إسرائيل» سيّارةً كان يستقلّها مواطن لبناني، ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة طلّاب كانوا على متن حافلة مدرسيّة، تعرّضت لأضرار لدى نقلها الطلّاب إلى مدرسة شوكين، جرّاء الغارة أثناء مرورها على طريق شوكين – كفردجال؛ الواقعة جنوب غربي مدينة النبطية.
في غضون ذلك، وغداة مغادرة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبنان خالي الوفاض، كشف عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله عن «تحرك متجدّد لتكتل اللقاء الديمقراطي بحثًا عن مخارج لإنهاء الفراغ الرئاسي». ولفت الى أن «التكتل سيطلق مبادرة في جولة على مختلف الافرقاء بهدف بناء قنوات تواصل بين الجميع، لبلورة الحل الرئاسي والخروج بموقف موحّد». وشدّد على أن «المشكلة السياسية في لبنان تفرض الذهاب الى المزيد من الانتظار في هذا الشأن في ظل العناد الداخلي القائم»، معربًا عن «الخشية من استمرار هذا الواقع إلى ما بعد الانتخابات الاميركية في انتظار انتهاء الحرب في غزة».
وأشارت مصادر مواكبة للحراك الرئاسي وتطور المشهد السياسي لـ»البناء» إلى أن «لا تغير في الواقع الداخلي في لبنان، لا على الجبهة الجنوبية المرشحة للمزيد من التصعيد ولا الملف الرئاسي المعلق على الصراع السياسي الداخلي والحرب في الجنوب والمنطقة، وبطبيعة الحال للملفات والاستحقاقات السياسية والاقتصادية والمالية والكهربائية الأخرى». ولفتت المصادر الى أنه اضافة الى الأسباب الداخلية للأزمة الرئاسية فإن التدخلات الخارجية لا سيما الأميركية عبر حلفائها في لبنان من كتل متعددة، تحول دون إنجاز الملف الرئاسي من خلال الضغط على هذه الكتل وخاصة النواب الرماديين لعدم التصويت لأي مرشح يدعمه فريق المقاومة». وتربط المصادر ما بين التعطيل الأميركي للاستحقاق الرئاسي وبين الضغوط على المقاومة لجرّها للتفاوض على ملفات عدة والمقايضة بينها وبين ضمانات تتصل بأمن «إسرائيل» ومن ضمنها تهدئة الجبهة وفصلها عن ما يجري في غزة. وفي هذا الإطار تندرج تصريحات مبعوث الرئاسة الأميركي اموس هوكشتاين التي حملت إغراءات مالية وكهربائية ونفطية للبنان مقابل أثمان مطلوب من حزب الله تسديدها لم يفصح هوكشتاين عنها.
على صعيد آخر، أعلنت قيادة الجيش أنه و»على أثر تعرّض منطقتَي جبل البداوي ووادي النحلة – الشمال مؤخرًا لسلسلة من الأعمال المهدِّدة للأمن والسلم الأهلي، وأبرزها إطلاق النار على آلية عسكرية عائدة لأحد ضباط المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، باشرت مديرية المخابرات في الجيش عمليات تَقَصٍّ ومتابعة أمنية».
ولفتت الى أنّه «تنفيذًا لإشارة مدعي عام التمييز، أوقفت المديرية 8 مواطنين، تَبيَّنَ بالتحقيق معهم أنهم من مؤيّدي تنظيم داعش الإرهابي، واعترفوا بقيامهم بأعمال سرقة من أجل تمويل مخططاتهم الإرهابية، بالإضافة إلى إطلاق النار على محال تجارية واستهداف الآلية العسكرية المذكورة، إلى جانب تصوير أحد مراكز الجيش اللبناني بهدف استهدافه. كما ضبطت المديرية أسلحة وأعتدة استخدمتْها المجموعة في أعمالها».
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
بعد لودريان تحرّك اشتراكي… وباريس لا تزال ترى فرصة
لم تكد تمر 24 ساعة على مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان وسط كم مثير من التقديرات بعدم تحقيقه أي تقدم في جهوده الآيلة الى استعجال إنهاء الأزمة الرئاسية حتى برز تطور داخلي لا يمكن عزله عن الأجواء التي تركتها زيارة لودريان. هذا التطور تمثل في كشف عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله عن “تحرك متجدّد لتكتل اللقاء الديموقراطي بحثاً عن مخارج لإنهاء الفراغ الرئاسي، معلناً أن “التكتل سيطلق مبادرة في جولة على مختلف الأفرقاء بهدف بناء قنوات تواصل بين الجميع، لبلورة الحل الرئاسي والخروج بموقف موحد”.
وبدا واضحاً وفق المعطيات المتوافرة أن اللقاء الديموقراطي قرر التحرك مجدداً، وهو الذي سبق له أن قام بتحرك مماثل قبل أكثر من سنة، بدفع وتحفيز من لودريان نفسه الذي يتردد أنه طلب من “الكتلة الجنبلاطية” القيام بتحرك جديد لكونها تتمتع بموقع مستقل وعلى اتصال وعلاقات جيدة مع جميع الأفرقاء ولاقى التكتل ذلك باستجابة سريعة عل وعسى…
هذا التطور واكبته أجواء فرنسية ليست بالقتامة الغالبة محلياً في بيروت . إذ نقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصادر ديبلوماسية فرنسية أنها ترى بعد كل ما يقال عن زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت لا تزال هناك فرصة لنجاح مساعيه لانتخاب الرئاسة على ضوء ما سيجري من جهود إضافية من اللجنة الخماسية من أجل هذا الموضوع وقبل تموز أو آب لأن بعد هذه الفترة ستبدأ الحملة الانتخابية الأميركية ويصعب المجال بعد ذلك. وتعول المصادر على تضافر الجهود الأميركية في إقناع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من أجل التقدم نحو الانتخاب. كما أن فرنسا تعتمد على علاقة الثقة بينها وبين المملكة السعودية للتقدم معها على هذا الصعيد. وترى المصادر أن الإدارة الأميركية مهتمة بموضوع انتخاب الرئيس اللبناني وتدفع من أجله لأن إدارة الرئيس بايدن تعتبر أن لبنان بحاجة الى رئيس إذا أرادت إنجاح الحل الديبلوماسي بين لبنان وإسرائيل حول جنوب لبنان. لذا تعول المصادر على محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضيفه الأميركي في فرنسا يوم 8 حزيران حيث من المتوقع أن يتطرقا الى موضوع انتخاب رئيس لبناني وأيضاُ الى عدم التصعيد في الجنوب.
ولفتت هذه المصادر الى أن المحادثات التي أجراها لودريان مع نائب “الحزب” محمد رعد تركت انطباعاً ملفتاً، إذ إن محمد رعد لم يلفظ اسم مرشح الحزب سليمان فرنجية وقال إن الحزب يؤيد انتخاب رئيس، فقال له لودريان إنه إذا كان هذا موقف الحزب فسيبلغه الى جميع محاوريه علماً أن كثيرين يقولون إن هذه الاقوال لـ”الحزب” ليست صحيحة لكنها بالنسبة لفرنسا هي كلمة الحزب للمبعوث الفرنسي. وأضافت المصادر أن لودريان يدرك أن التوافق على التفاصيل بالغ التعقيد. وتعتقد أن “الحزب” غير راغب بسحب مرشحه طالما لم يحصل على مرشح يعطيه ضمانات وأن موقف بري برفض فتح البرلمان لانتخاب رئيس هو لأن الثنائي الشيعي غير متأكد من فوز مرشحه. فالثنائي الشيعي فهم أن مرشحه لن يفوز وأن الحل الوحيد أمامه هو إيجاد مرشح تسوية ومن اجل ذلك يجب أن يقوم الثنائي الشيعي بالتشاور والتفاوض للتوصل الى توافق ولكن الثنائي يبدو غير مستعجل للقيام بذلك.
وسألت “النهار” المصادر إذا كان للحزب مصلحة أن يكون هناك رئيس في لبنان فأجابت أن هذا السؤال ينطبق أيضاً على البعض في القوى المسيحية إاذا كان من مصلحتها أن يكون هناك رئيس يتحمل مسؤولية الوضع اللبناني الحالي فمثلاً لو كان هناك رئيس ماذا سيفعل اذا كان ضد الحرب فهناك عدد من المسؤولين في لبنان الذين لا يرون مصلحة في انتخاب رئيس في لبنان حالياً في رأي المصادر. لكن الأهم وضع كل الأطراف أمام مسؤوليتهم لأن الجميع يقول للودريان أنه يؤيد انتخابات بأسرع وقت فعليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية وينفذوا ما يقولون.
اما بالنسبة الى الوضع في الجنوب، فوضع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب عندما التقاه في الخارجية الفرنسية مساء الأربعاء في صورة محادثاته حول الجنوب مع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز الذي التقاه منذ أسبوع.
وكانت فرنسا أجرت اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية حول لبنان قبل ذلك. وأعربت المصادر عن انطباعاتها بان الإسرائيليين ليسوا ضد حل ديبلوماسي للجنوب ولو أن البعض في الحكومة يريد حرب. فما تقوله إسرائيل لفرنسا أن هناك إمكانية للقبول بحل ديبلوماسي وأنها منفتحة للجهود الفرنسية حول لبنان. وتقول المصادر إن اللبنانيين يشعرون بنوع من ارتياح كون البعض في الإدارة الإسرائيلية يحبذ حلاً ديبلوماسيا ولكن ما قاله سيجورني لبوحبيب أنه ينبغي الحذر لأن كل الإدارة الإسرائيلية ليست بهذا الرأي فمازال هناك في الإدارة الإسرائيلية الذين “يريدون حل المشكلة”بشكل مختلف وباريس تأخذ هذه التهديدات الإسرائيلية بجدية وتحذر اللبنانيين من ذلك وتعتبر ان هناك اتجاها لدى “الحزب” للاعتقاد بان إسرائيل منهمكة في حربها في غزة وانها في راي الحزب ردت بشكل ضعيف على الهجوم الإيراني ما تعتبره باريس خطأ في تحليل الحزب لذا نبه سيجورني بوحبيب من خطورة الاعتقاد ان إسرائيل لن تقوم بعملية عسكرية على لبنان.
وأمس تحدث السيد نصر الله في الاحتفال التأبيني للعلامة الشيخ علي كوراني فاعتبر أن “هذه المعركة تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية وجبهة لبنان هي جبهة قوية وضاغطة على العدو الاسرائيلي
ولمّح نصرالله الى المنطق العددي في مواجهة خصوم الحزب فقال: “في لبنان توجد مغالطة من قبل البعض الذي يقول إن الشعب اللبناني لا يوافق على هذه المعركة ولكن هذا غير صحيح .على الجميع ان يعرف حجمه ومن يمثل فليس صحيحا ان أغلبية الشعب اللبناني ترفض جبهة الإسناد لغزة نحن نعتبر أننا اكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في لبنان ولم نتحدث بهذا المنطق . يجب على كل طرف ان يعرف حجمه وما يمثل قبل الحديث باسم كل الشعب اللبناني ومواقفه”.
وقال “البعض يتحدث ان الحزب يربط ملف الرئاسة في لبنان بمعركة غزة وهذه مغالطة . من يعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية هو وجود خلافات داخلية وفيتوات خارجية ونحن ندين كل الفيتوات الخارجية والتدخلات بالملف الرئاسي اللبناني”.
ونفى وجود “علاقة للمعركة بالجنوب وغزة بملف الرئاسة اللبنانية”. وأضاف “نحن حريصون في لبنان ان تصل الملفات الداخلية الى نهايتها الجيدة والمطلوبة وندعو للحوار ونحن في جبهتنا المساندة لغزة نتحمل المسؤولية”.
وعلى الصعيد الميداني استهدفت امس مسيرة اسرائيلية سيارة اسعاف تابعة للهيئة الصحية في بلدة الناقورة، ما ادى الى مقتل مسعف وجرح آخر، كانا يعملان على إطفاء الحرائق المشتعلة نتيجة القصف الإسرائيلي على أطراف الناقورة، كما استهدفت مسيرة اسرائيلية دراجة نارية قرب الساحة العامة لبلدة يارون، وافيد عن وقوع إصابات. ورد “الحزب” بسلسلة رشقات صاروخية استهدفت المواقع الإسرائيلي .
***********************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله “يتمرجل” على الداخل وعينه على صفقة مع واشنطن
الرئيس الأميركي يتعهّد بالمساعدة في صياغة حلّ على الحدود اللبنانية
في تطور يتصل بجبهة الجنوب، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ بلاده «ستساعد في صياغة حل على الحدود اللبنانية» . وأتى كلام بايدن غداة إشارة مستشاره لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى أنّ اتفاقاً على الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل. ففي مقابلة مع مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي، قال: «البداية ستكون السماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم، وأنّ جزءاً من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب القوات وتجهيزها. أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان».
ولفت هوكشتاين إلى «أنّ المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل»، ورأى أنه إذا استقرت السياسة والاقتصاد في لبنان، فقد يساعد ذلك في الحدّ من نفوذ إيران هناك. وقال: «إنّ قدرة القوى الخارجية مهما كانت عاقبتها على التأثير على لبنان ستتضاءل بشكل كبير».
وفي سياق متصل، بدا كأنّ هناك حواراً غير مباشر جرى في الـ 48 ساعة الماضية بين نصرالله ووسيط بايدن. مثلاً ما له علاقه بملف الكهرباء، فهوكشتاين قال: «شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، لا تعمل إلا بضع ساعات في اليوم، ما يلحق ضرراً هائلاً باقتصاده. لدينا حل لذلك، لقد جمعنا حزمة يمكن أن توجد حلاً من شأنه أن يوفّر 12 ساعة من الكهرباء خلال فترة قصيرة».
وعلّق نصرالله على ما طرحه هوكشتاين من دون أن يسميه، فقال: إنّ «كل معاناة الكهرباء في لبنان، الأميركي شريك في صنعها، وعطّل في موضوع حقول النفط في المياه اللبنانية». لكن نصرالله لم يقل إنه يرفض ما يقترحه هوكشتاين.
وكان نصرالله خصص في إطلالته التلفزيونية أمس قسطاً وافراً من الهجوم على معارضي قرار «الحزب» في زجّ الجنوب في أتون المواجهات المدمرة مع إسرئيل. ووصل به الأمر الى الدعوة الى «العدّ» لمعرفة من هم الذي يؤيدون مغامرته، ومن يقفون ضده. وأضاف:» أننا أكبر قاعدة شعبية في لبنان وأكبر حزب في لبنان!».
وقال مصدر واسع الاطلاع عن كثب على أجواء سفراء اللجنة الخماسية لـ»نداء الوطن» إنّ «هناك شبه اقتناع لدى معظم سفراء «الخماسية» بأنّ فريقاً أساسياً في لبنان يفضّل عقد الصفقة على كل الملفات العالقة من الجنوب الى الرئاسة مع الجانب الأميركي وبضمانات عربية، وتحديداً سعودية، لعله يحقّق مكاسب في السياسة وحتى في الاقتصاد».
وكشف المصدر عن أنّ سفراء «الخماسية» يحضّرون لمسار عملي وفاعل في انتظار الاتفاق على وقف إطلاق نار في غزة، وهذا المسار سيكون موازياً لمسار هوكشتاين المتعلّق بالحدود البرية، وبالتالي فإنّ جميع دول «الخماسية» يسلّمون ضمناً «بأنّ الربط بين الرئاسة وغزة قائم ولا امكانية لفكه، ومن هنا تحذير لودريان عن زوال لبنان السياسي، لأنه من غير المعلوم أمد الحرب في غزة، ومن غير المعلوم ما ينتظر لبنان عبر جبهة الجنوب من مفاجآت غير سارّة».
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الفيتوات والاعتراضات تطيح الوساطات .. ودفعٌ لحل جنوبي قبل التمديد لليونيفيل
النتيجة الساطعة لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ليست عودته إلى بلاده حاملاً في جعبته فشلاً سادساً في فتح باب القصر الجمهوري في بعبدا امام رئيس جديد للبلاد، بقدر ما هي انتكاسة موصوفة لفرنسا، وجهودها المتتالية منذ بدء الأزمة الرئاسية، سواءً الأحادية الجانب بسلسلة المبادرات التي طرحتها، او عبر شراكتها في اللجنة الخماسية، لإحداث خرق ايجابي في ملف معقّد لطالما اكّد الرئيس ايمانويل ماكرون انّه يضعه في صدارة اولوياته. وهذه الانتكاسة لا تبدو منعزلة عن الانتكاسة التي مُني بها المسعى الفرنسي في ما خصّ ما سُمّي بالحل السياسي لمنطقة حدود لبنان الجنوبية.
على انّ هذه النتيجة السلبية، تتموضع في موازاة ما يبدو انّه انكفاء غير معلن للجنة الخماسية عن الملف الرئاسي، بعدما قدّمت اللجنة خلاصة مساعيها في بيان بدا «ختامياً»، حدّدت فيه مسار الحل الرئاسي، وألقت كرة التشاور والتوافق في ملعب مكونات سياسية لم تتلقفها، بل خذلت اللجنة الخماسية بإدمانها المتعمّد منذ بداية الأزمة الرئاسية، على تعميق الإنقسام الداخلي، وتعطيل فرص إنهاء الوضع الشاذ في رئاسة الجمهورية.
ترحيل مديد!
السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة هذا الفشل: ماذا بعد؟
في تقييم مستويات سياسية معنية بالملف الرئاسي والحراكات التي احاطت به، تتبدّى حقيقة أنّ «الأفق الرئاسي بات مسدوداً بالكامل، لا بل أنّ الفشل الأخير في جذب اطراف الانقسام الرئاسي إلى حلبة التوافق، أعاد هذا الملف الى ما قبل نقطة الصفر، ما يعني والحالة هذه، ترحيلاً تلقائياً لانتخابات رئاسة الجمهورية، ولفترة مديدة؛ على الأقل أشهراً إلى الأمام، في انتظار أن تحصل معجزة تغلب منطق التعطيل وتُخضع الجميع لمنطق التوافق».
في سياق هذا الجو «المعوكر»، يقول مسؤول كبير لـ»الجمهورية»، انّه أخرج نفسه من دائرة الرهان على ايجابيات في المدى المنظور. وبات يحضّر نفسه لفترة طويلة من المراوحة السلبية، وخصوصاً انّ المسار التعطيلي الذي يسلكه الملف الرئاسي يقترب من أن يؤدي به إلى الغرق لفترة طويلة، في كوما الاستحقاقات الخارجية، التي تشكّل في نظر العالم محطات مفصلية، وفي مقدّمها الانتخابات الرئاسية الاميركية، فيما يبدو الاستحقاق الرئاسي في موازاة هذه الاستحقاقات مجرد أمر ثانوي ليس موجوداً حتى على هامش الاهتمامات».
سقط الوهم
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو انّ سيل التساؤلات لم يتوقف حول الحكمة من زيارة جديدة للودريان الى بيروت، معروفة نتائجها سلفاً، برغم تجنيد بعض المنصات السياسية والاعلامية لاختلاق ايجابيات وضخّ ما بدا انّه وهمٌ – سقط في نهاية الأمر- أوحى وكأنّ قطار الانفراج الرئاسي قد انطلق.
ضمن هذا السياق، تكشف مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» عن «أنّ زيارة لودريان الى بيروت لم تكن مقرّرة اساساً. وعندما قرّرها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وصلت اشارات الى بيروت تؤكّد خلوّ جعبة لودريان من أي طرح نوعي، وانّ الغاية الأساس هي اعداد تقرير حول الملف الرئاسي (وهو ما اشار اليه لودريان في محادثاته)، لتغذية ملف الرئيس الفرنسي الذي سيحمله معه الى لقائه المقرّر بعد ايام قليلة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، بصورة الواقع اللبناني. علماً، والكلام للمصادر عينها، انّ هذه الصورة في حوزة باريس بتفاصيلها، إن عبر مواكبتها المباشرة، او عبر شراكتها في اللجنة الخماسية، ولا تحتاج بالنسبة اليها، الى تجميع جديد.
وبحسب المصادر عينها، فإنّها جهات سياسية لبنانية، انطلقت من قراءة الفشل المسبق لزيارة لودريان قبل حصولها، وخصوصاً انّه لا يحمل ما من شأنه ان يفتح مساراً لانفراج رئاسي، ووجّهت إلى الجانب الفرنسي نصيحة مفادها انّ لودريان بزيارته في الوقت الراهن الى بيروت، لم يحقق شيئاً، فالأجدى لو يتمّ تأجيلها الى ما بعد حصول لقاء ماكرون – بايدن، التي يُقال انّها ستتناول الملف اللبناني، فعندها يمكن أن يأتي الى بيروت لأي مهمّة، مدعماً بما قد يصدر عن الرئيسين الفرنسي والاميركي حول لبنان.
سنة على الأقل
إزاء ما استجد، يؤكّد مرجع مسؤول لـ»الجمهورية» رداً على سؤال حول مصير انتخابات رئاسة الجمهورية: «ما من شك انّ فشل مهمّة لودريان يشكّل خسارة معنوية للفرنسيين، واما خسارتنا نحن فمسلسل متواصل. فالملف الرئاسي كان قبل الزيارة، وما زال بعد الزيارة، ثابتاً خارج مسار الحل والتوافق. هناك تعطيل واضح، وهناك «فيتوات» من قبل دول «الخماسية» على مرشحين معيّنين. هي تنفي ذلك في العلن، اما في داخل الغرف المغلقة وفي الممارسة فتؤكّد على ذلك بصراحة مطلقة، ولودريان تحرّك في مهّمته الأخيرة تحت سقف هذه الفيتوات، في اتجاه ما سمّاه «تشاوراً» يؤدي الى ما وصفه امام بعض النواب «الخيار الثالث».
يُشار هنا الى انّ لودريان، ووفق معلومات موثوقة، عقد لقاء وصف بغير المريح مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، حاول فيه إقناع فرنجية بالانسحاب من المعركة الرئاسية، وهو الأمر الذي رفضه فرنجية مؤكّداً مضيه فيها. كما انّ «الحزب» قطع الطريق على أي خيار ثالث، بتأكيد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد امام لودريان، اولاً على ما مفاده أن لا رابط على الاطلاق بين الملف الرئاسي والملف الجنوبي، حيث أننا مع اجراء الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد وتحت سقف التوافق. وثانياً على أننا، إزاء ما نراه في غزة، بتنا أكثر تمسكاً واصراراً على دعم المرشح الذي ندعمه. وخصوصاً انّ المرحلة المقبلة تتطلّب رئيساً للجمهورية لا يجامل الاسرائيليين، ولا من يدعم الاسرائيليين».
لودريان طوى صفحته
في هذا الواقع المعقّد والمضبوط على إيقاع التعطيل ورفض التوافق، وفق ما يؤكّد مصدر رسمي رفيع لـ»الجمهورية»، من الطبيعي جداً الّا تنفع كل الحراكات التي حصلت في فتح المسار الرئاسي، وخصوصاً انّها جميعها تحركت – ومن ضمنها مهمة لودريان- ضمن مسار يلبّي فقط ما ترمي اليه اطراف رافضة للتوافق على رئيس للجمهورية. ومن هنا، وبناءً على النتيجة التي شهدناها جميعاً، أجزم بأنّ لودريان في زيارته الأخيرة طوى صفحته، لا عودة جديدة له الى بيروت، ومعلوماتي نقلاً عن أحد سفراء اللجنة الخماسية، أنّ جدول اعمال اللجنة، بات خالياً من أيّ حراك او لقاءات جديدة مع الأطراف اللبنانيين، يعني عملياً أنّ اللجنة جمّدت مسعاها من دون ان تعلن عن ذلك. ويعني ذلك ايضاً انّ الملف الرئاسي بات متروكاً في مهبّ التعطيل ورفض التوافق، لفترة غير محدّدة بسقف زمني، يعني تعطيلاً مفتوحاً، لا شيء يمنع، والحالة هذه، أن يمتد الى سنة على الاقل، وربما الى ما بعد نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي».
بري: طريق الحل معروف
واللافت في هذا السياق، انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتجنّب مقاربة الالتباسات التي رافقت زيارة لودريان، وما نُقل عنه حول «الخيار الثالث»، بل يشير الى انّ اجواء اللقاء بينه وبين لودريان كانت جيدة. (لم يطرح لودريان اي شيء متصل بـ»الخيار الثالث» خلال لقائه بالرئيس بري).
ورداً على سؤال، أعاد بري التأكيد عبر «الجمهورية» انّ طريق الحل الرئاسي معروف، وهو محدّد في المبادرة التي اطلقتها لجمع الأطراف على طاولة حوار او نقاش او اي مرادف لهما للتوافق على مرشح او مرشحين، لفترة سقفها اسبوع، ويمكن ان نتوافق في يوم واحد، ومن ثم النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في جلسات بدورات متتالية.
ويشير بري الى انّ الدعوة الى اجتماع الاطراف يمكن ان تحصل اليوم قبل الغد، إذا ما لاحظ قبولاً منها للجلوس على الطاولة، هذا الامر سيحصل في نهاية المطاف، وخصوصاً ان لا طريق لحسم الأزمة الرئاسية سوى بالجلوس على طاولة التوافق.
للتهدئة قبل آب
في الجانب الآخر من الأزمة الداخلية، علمت «الجمهورية» انّ مستويات رسمية تلقّت اشارات خارجية تفيد بسعي لدى بعض الدول لإعادة تحريك ملف الحل السياسي لمنطقة الحدود الجنوبية في المستقبل القريب.
وأذا كانت الدول المعنية ببلوغ هذا الحل، وتحديداً الولايات المتحدة الاميركية، باتت مقتنعة باستحالة بلوغه قبل توقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الّا انّ مصادر المعلومات تلفت الى انّ الهدف الاساس من هذا التحريك، هو بلوغ هذا الحل إن امكن ذلك، او حسم بعض الاجراءات المرتبطة به، وذلك استباقاً للاستحقاق الأممي في شهر آب المقبل، على اعتبار انّ هذا الشهر هو شهر التمديد السنوي لعمل قوات «اليونيفيل» في الجنوب.
معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» اكّدت انّ لودريان أثار في لقائه ملف الحل السياسي لمنطقة الجنوب، حيث قال ما مفاده: «صحيح انّ إمكانية الوصول الى هذا الحل صعبة قبل وقف حرب غزة، ولقد وَصَلنا جوابكم على ورقة الحل الفرنسية، ولكن مع ذلك فعلى الأقل، يجب ان نفكر في وضع آليات معيّنة لهذا الحل، لأننا امام استحقاق في شهر آب».
يُشار هنا الى أنّ التباساً وإرباكاً حصلا في التمديد السابق، حينما عدّل مجلس الامن الدولي مهام «اليونيفيل» وأجاز لها القيام بدوريات دون الحاجة الى تنسيق مع الجيش اللبناني.
الوضع الميداني
ميدانياً، على الوتيرة ذاتها من التصعيد، عاشت امس، المنطقة الجنوبية الممتدة من الناقورة الى جبل الشيخ، في ظل تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق والبلدات اللبنانية. فيما تقدّم لبنان بشكوى الى مجلس الامن ضدّ اسرائيل لاستهدافها سيارة وحافلة مدرسية في شوكين – كفردجال.
وافيد امس عن سلسلة من الغارات الجوية استهدفت عدداً من البلدات القريبة من الحدود، وكذلك استهدفت المؤسسات الصحية، ما ادّى الى اصابات بين افرادها بين شهيد وجريح، حيث نعى «الحزب» المسعف الشهيد حيدر محمود جهير «أمير» من بلدة الناقورة. وتزامنت الاعتداءات الجوية، مع قصف مدفعي عنيف طال العديد من البلدات الحدودية، ولاسيما طير حرفا، علما الشعب، الضهيرة، يارون، وقرى وبلدات العرقوب والقطاع الشرقي.
وفي موازاة ذلك، اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية ردّت على تلك الاعتداءات بسلسلة عمليات استهدفت موقع البغدادي بصواريخ «بركان»، وثكنة برانيت (مقر الفرقة 91) بصواريخ «بركان»، ومستوطنة راموت نفتالي بصلية صاروخية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شوميرا (طربيخا اللبنانية). كما شنّت هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية استهدفت منصات القبة الحديدية في مربض الزاعورة واطقمها واماكن استقرارهم وعملهم، وموقع زبدين في مزارع شبعا، ومواقع الرمتا والسماقة وجل العلام، ومستوطنات جعتون وعين يعقوب ويحيعام، بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
ولاحظ الإعلام الاسرائيلي انّ رشقات الصواريخ تكثفت من لبنان في اتجاه المواقع الاسرائيلية والمستوطنات بعد خطاب السيد نصرالله بعد ظهر امس.
نصرالله
الى ذلك، قال السيد نصرالله في كلمة القاها في تأبين الشيخ علي كوراني:» هذه المعركة هي معركة مصير لنا جميعاً، ونحن موجودون فيها». اضاف: «ان انتصار اسرائيل في هذه المعركة سيترك آثاراً كبيرة وخطيرة جداً على كل شعوب وبلدان المنطقة، اما هزيمتها فستكون لها الكثير من الآثار العظيمة في مختلف المجالات على كل المنطقة»، وقال: «هذه المعركة تعني مستقبل لبنان وسيادته ومياهه وثرواته في البحر التي يُمنع حتى الآن على اللبنانيين الاستفادة منها».
وفي الملف الرئاسي قال انّه لا توجد اي علاقة بين المعركة في الجنوب وغزة وبين انتخاب رئيس الجمهورية. وسأل «هل يوجد سبيل غير سبيل الحوار والتشاور للوصول الى نتيجة؟».
وإذ اكّد انّ المعركة في الجنوب ليست هي ما يعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية، قال: «الذي عطّل انتخابات الرئاسة مدة سنة قبل «طوفان الاقصى» هي الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية».
لن يعودوا
إلى ذلك، كشف الإعلام الاسرائيلي النقاب عن دراسة اعدّها «مركز المعرفة» في الكلية الأكاديمية الإسرائيلية «تل حاي»، أظهرت أنّ نحو 40% ممن أُخلوا من المستوطنات الشمالية يفكّرون في عدم العودة، حتى في نهاية الحرب.
ووجدت الدراسة، التي شملت 2000 مستوطن في الجليل، ونشرت نتائجها صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية، أنّ الوضع مشابه في صفوف الذين أُخلوا بصورة مستقلة، حيث يفكّر 38% منهم بعدم العودة أيضاً.
وعرضت الدراسة أيضاً ما وصفته بـ»معطياتٍ مثيرةً للقلق» تتعلّق بالوضع الاقتصادي لمستوطني الشمال، وهو «عامل حاسم في اتخاذ قرار بشأن البقاء في الشمال بعد انتهاء الحرب»، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وفي هذا الإطار، بيّنت الدراسة أنّ 73% من المستوطنين العاملين لحسابهم الخاص، و39% من الموظفين بأجر، يؤكّدون وجود «وضع اقتصادي أسوأ مما كان عليه قبل 7 تشرين الأول.
وأفاد 47% من العاملين لحسابهم الخاص بحصول «مستوى عالٍ من الضرر، إذ انخفض دخلهم بأكثر من نصف إجمالي المبيعات السنوية.
وكشفت الدراسة أيضاً أنّ نحو ثلث العاملين لحسابهم الخاص، وقرابة خُمس الموظفين بأجر، يفكّرون في نقل عملهم من الشمال «بصورة دائمة».
وأكّدت «ماكور ريشون» أنّ «واقع الحياة القاسي» بالنسبة لمستوطني الشمال هو السبب الرئيسي لمعطيات الدراسة، حيث أُطلقت آلاف القذائف الصاروخية والمضادة للدروع والمسيّرات من «الحزب» في لبنان على مستوطنات الجليل الأعلى، منذ بداية الحرب.
وأكّدت الصحيفة أنّ إطلاق الصواريخ يومياً أضرّ بشعور الكثيرين من مستوطني الجليل بالأمن، إلى جانب ما ألحقه من أضرار بالغة في منازل ومبانٍ وبنية تحتية.
ولدى تعليقها على النتائج، أكّدت رئيسة «مركز المعرفة» في كلية «تل حاي»، أيالا كوهِن، أنّ مستوطني الشمال يعيشون «حالةً من عدم اليقين من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يستخدم تكتيكات جديدة ويكشف عن أسلحته بـ«التقسيط»
شكوى لبنانية جديدة ضد إسرائيل في مجلس الأمن
بيروت: بولا أسطيح
بموازاة التصعيد العسكري في رفح، تواصل التصعيد على جبهة جنوب لبنان، إذ كثّف «الحزب» عملياته، بينما أُفيد عن استهداف إسرائيل سيارة إسعاف، ما أدى إلى مقتل مسعف وجرح آخر.
وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني التابعة لـ«الهيئة الصحية الإسلامية» العاملة في جنوب لبنان، استهداف أحد طواقمها الإسعافية في غارة شنتها مسيرة معادية على سيارة لها في الناقورة، ما أدى إلى مقتل مسعف وجرح آخر.
ويأتي ذلك بُعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت 4 مجمعات عسكرية لـ«الحزب» في منطقتي عيترون ومركبا في جنوب لبنان، وإطلاق المدفعية الإسرائيلية قذيفتين على بلدة الوزاني في اتجاه البساتين، وقصف بلدة الناقورة.
عمليات مكثفة
في المقابل، كثّف الحزب عملياته، فأعلن عن شن هجوم جوي بمسيرات انقضاضيّة استهدفت منصات القبة الحديدية في مربض الزاعورة وأطقمها وأماكن استقرارهم وعملهم، ما أدى إلى تضررها واشتعال النيران فيها. كذلك استهدف الحزب مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة شوميرا وقرية طربيخا، وكذلك ثكنة برانيت (مقر الفرقة 91) بصواريخ «بركان» الثقيلة. كما استخدم الحزب هذه الصواريخ لاستهداف موقع البغدادي، إضافة إلى قصف مستوطنة راموت نفتالي وموقع معيان بـ«صلية صاروخية».
تصعيد تدريجي
واعتبر رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن استهداف إسرائيل سيارات الإسعاف والمراكز الطبية في جنوب لبنان «ليس بالجديد، فمنذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى اليوم، استهدف العدو الإسرائيلي أكثر من مرة مراكز طبية وسيارات إسعاف، كما استهدف مؤخراً مدخل مستشفى بنت جبيل، وهذا المسار يندرج في إطار العمل على تهجير السكان وتدمير البلدات والقرى والرد على تصعيد عمليات (الحزب)».
وتحدث جابر لـ«الشرق الأوسط» عن «تطور نوعي في العمليات التي يقوم بها (الحزب). فهو حين يستهدف القبة الحديدية قبل إطلاق الصواريخ يعطلها ويسمح للصواريخ بالوصول إلى أهدافها». وأضاف: «بات واضحاً أن الحزب يعتمد سياسة الرد على التصعيد بتصعيد تدريجي، ويستخدم أسلحة وتكتيكاً جديداً اكتسبه بالخبرة منذ 7 أشهر، إضافة إلى أن مصلحته تقتضي اليوم أن يكشف عن أسلحته بالتقسيط وليس دفعة واحدة».
جبهة لبنان قوية وضاغطة
وفي خطاب له مساء الجمعة، أكد نصر الله أن «المعركة في الجنوب تعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة اللبنانية»، مشدداً على أن «جبهة لبنان هي جبهة قوية وضاغطة على العدو الإسرائيلي». وقال: «خلال الأيام الأخيرة، اضطر نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان للحضور إلى الشمال للقول للمستوطنين إنه يبعد المقاومين لكيلومترات عدة، لكن المقاومة ردت عليه سريعاً لتقول إن المقاومين ما زالوا على الحدود».
وتحدث نصر الله عن «مغالطة من قبل البعض الذي يقول إن الشعب اللبناني لا يوافق على هذه المعركة، ولكن هذا غير صحيح»، وأضاف: «أقول لهذا البعض: ماذا تعتبر كل هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا من (الحزب) و(حركة أمل) و(الحزب القومي) و(الجماعة الإسلامية) وعوائلهم؟ أليس كل هؤلاء والبيئة الحاضنة من الشعب اللبناني ومَن يؤيد هذه الجبهة الجنوبية المساندة لغزة هم من كل الطوائف في لبنان؟!».
واعتبر نصر الله أنه «يجب على كل طرف أن يعرف حجمه وما يمثل قبل الحديث باسم كل الشعب اللبناني ومواقفه».
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين عن تقدم بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشكوى إلى مجلس الأمن بشأن استهداف إسرائيل سيارة كان يستقلّها مواطن لبناني، ما أدى إلى مقتله وإصابة ثلاثة طلاب كانوا على متن حافلة مدرسية تقلهم إلى مدرسة شوكين، أثناء مرورها على طريق شوكين – كفردجال الواقعة جنوب غربي مدينة النبطية.
وطلب لبنان من مجلس الأمن «إجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الطفل، وتجنب القتال وسط المدنيين»، كما طالبه بـ«إدانة استهداف إسرائيل المباشر والمتعمد والمتكرر للمدنيين، والعمل على ضمان عدم إفلاتها من العقاب على هذه الجرائم».
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
البيت الأبيض لحلٍّ يعيد المستوطنين.. ومخاوف من اقتحام “الحزب” مستوطنات الشمال
نصر الله يربط فشل انتخاب الرئيس بالخلافات و«الفيتوات».. والتهافت لدفع الميكانيك يكشف تآكل الدولة
دخل الرئيس الأميركي جو بايدن على خط توفير ما وصفه بـ «صياغة حل على الحدود اللبنانية تسمح بعودة سكان المناطق المهددة شمال اسرائيل بالعودة الى بيوتهم».
ويأتي هذا الموقف، حرصاً على وضع السكان شمال اسرائيل، في وقت تلتهب فيه المشاجرات بينه وبين المرشح الجمهوري المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب.
امَّا محلياً، فبعد اخفاق مهمة الوسطاء الفرنسيين جنوبا وفي ملف الرئاسة، وتصاعد المجابهة بين اسرائيل و”الحزب”، وسط تقارير صحفية اسرائيلية تتحدث عن ان اخلاء مستوطنات الشمال المحاذية للبنان، لم يتم بسبب الاطلاق المكثف للصواريخ والطائرات من دون طيار باتجاه المستوطنات الاسرائيلية، بل بسبب تواجد آلاف المقاتلين التابعين للحزب، والذين يتمركزون على بُعد عشرات الى مئات الامتار من الحدود، وبحوزتهم الاسلحة المختلفة ومئات الدراجات النارية، وخشية من تكرار ما حصل في غلاف غزة في 7ت1 (2023).
وفي موقف هو الاول من نوعه، يساق على لسانه، اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان بلاده ستساعد في صياغة حل على الحدود اللبنانية تسمح بعودة سكان المناطق المهددة شمال اسرائيل الى بيوتهم.
«عض أصابع»
في الملفات الداخلية، استمر «عض الاصابع» بين رموز مسيحية في 14 آذار و”الحزب”.
وحسبما نقل عن جهات في المعارضة، فإن هذا الفريق يسعى لمنع فريق 8 آذار، وخاصة “الحزب” من فرض خياراته بالكامل على البلاد، بدءاً من الاستحقاق الرئاسي، الى سائر الاستحقاقات الاخرى.
و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع مغادرة الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، فإن ملف رئاسة الجمهورية يدخل فترة جديدة من الجمود حيث انه لن يشهد حماسة لتحريكه في ظل انعدام الرغبة في أي تنازل عن المطالب التي باتت معلومة لدى فريقي المعارضة والممانعة. ورأت ان الدعوة للحوار أو التشاور بقيت عالقة وليس متوقعا لها أن يتم ترتيبها، مشيرة إلى أن المعطيات التي توافرت لدى لودريان دفعته إلى حزم أمره بعدم تكرار أية محاولة لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة.
وقالت أنه ليس مستبعدا أن تبقى الأمور في المراوحة لفترة طويلة من الوقت في حين أن الحراك المحلي سيقتصر على أصحاب المبادرات دون سواهم وقد يترك الأمر للداخل لترتيب أموره بعدما ثبت أن العقدة داخلية إلى أبعد حدود.
نصر الله: معركة الجنوب أكبر من المكاسب
وقال السيد نصر الله في حفل تكريمي للشيخ علي كوراني ان نتائج معركة الجنوب اعلى واكبر من المكاسب الداخلية والسياسية كما كان التحرير عام 2000 والانتصار في عام 2006.
واعتبر ما يجري في الجنوب يعني مستقبل لبنان والثروة والسيادة، مشيرا ان لا ترسيم للحدود البرية في لبنان، وهناك تطبيق للحدود المرسمة، وهناك اماكن يحتلها العدو ويجب ان يخرج منها.
واعتبر السيد نصر الله ان الذي عطَّل الانتخابات الرئاسية هو الخلافات الداخلية والفيتوات الخارجية ولا علاقة لما يجري في الجنوب بالانتخابات الرئاسية.
واتهم نصر الله اميركا بالشراكة في معاناة الكهرباء في لبنان، وهم الذين يعرقلون ملف بالاستفادة من الثروة البحرية.
وفي خطوة كشفت تآكل مؤسسات الدولة وعجز الاجراءات المتخذة في مصالح الميكانيك ومكاتب شركات تحويل الاموال، في مختلف المناطق، ضغطا وزحمة شديدين، نتيجة تهافت المواطنين لدفع رسوم الميكانيك لعام 2024، ما اثر على باقي الخدمات التي تقدمها تلك المكاتب، مما ادى الى تعطل الـ «System» بفعل الضغط عليه.
شكاوى
في نيويورك، تقدمت بعثة لبنان في الامم المتحدة بشكوى امام مجلس الامن الدولي ضد استهداف اسرائيل سيارة كان يستقلها مواطن لبناني مما ادى الى استشهاده واصابة ثلاثة تلامذة كانوا على متن الحافلة المدرسية في منطقة النبطية.
الحزب يرد على القصف على القرى الآمنة
ميدانياً، اعلن “الحزب” مساء امس قصف مستعمرات جعتون وعين يعقوب ويحيام الاسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
ولفت الى ان عملية القصف جاءت رداً على الاعتداء الذي طاول الدفاع المدني في الناقورة وسيارة الاسعاف التابعة له، مما ادى الى استشهاد وجرح افراد الطاقم الصحي.
وحسب مصادر معنية، فإن المستوطنات المستهدفة، لم تستهدف من قبل، وهي المرة الاولى من 8 ت1 (2023).
كما اعلن “الحزب”، شن هجوم ناري مركز،ومن مسافة قصيرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والاسلحة المباشرة، ضد موقع راميا الاسرائيلي المحاذي للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
كما استهدف الحزب موقع الرمتا في تلال كفرشوبا بالاسلحة الصاروخية المباشرة.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان “الحزب” وسَّع خط النار واطلاق نحو 100 صاروخ على المستوطنات التي لم يتم اخلاؤها في الجليل الاعلى، وسمعت صفارات الانذار في مناطق جديدة تسمع للمرة الاولى منذ بدء الحرب في المنطقة.
وتحدثت هيئة البث الاسرائيلية عن 4 اصابات من جراء اطلاق صواريخ بركان على مستعمرات الجليل الغربي.
وذكرت القناة الاسرائيلية ان الدفاعات الجوية اعترضت 6 صواريخ اطلقت من جنوب لبنان باتجاه البقيعة بالجليل الاعلى.
وتعرضت عكا لقصف من صواريخ بركان، فيما وصلت الى هناك مسيَّرات للحزب.
وقصفت الطائرات الاسرائيلية 4 مجمعات عسكرية تابعة للحزب في منطقتي عيترون ومركبا. وليلاً استهدفت مسيَّرة معادية بلدة عدلون، على الخط الساحلي بين صور وبيروت.
وافادت المعلومات عن استهداف منزل من طابقين في عدلون وسقوط شهداء وجرحى ممن كانوا في البناء.
كما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي ليلا على بلدات طيرحرفا والجبين ومروحين.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
مصدر ديبلوماسي: واشنطن اكتفت ببيان «الخماسيّة»…. وجمّدت الإنتخابات الرئاسيّة
لودريان أصلح علاقة فرنسا مع “الحزب” لحفظ مصالحها الإقتصاديّة – نور نعمة
بات واضحا ان جل ما تريده الولايات المتحدة الاميركية في المرحلة الراهنة في لبنان، هو الاكتفاء بوضع خارطة طريق للحل الرئاسي، دون ان يطرأ أي تغيير في النظام اللبناني، وفقا لمصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى. وهذا ما قامت به «اللجنة الخماسية» في اجتماعها الاخير بعد ان اعلنت في بيان ان التشاور بين النواب ضروري بما انهم المسؤولون عن انتخاب رئيس، ويليه انعقاد مجلس النواب لفتح دورات متتالية حتى فوز المرشح الذي يحصل على اكثرية الاصوات، وليس انتخاب رئيس من خلال حوارات جانبية.
وبمعنى آخر، تبنت «اللجنة الخماسية» موقف بكركي الرافض لاي عرف جديد في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، كما تطابق ذلك مع الموقف الاميركي الحالي، وهو التأكيد على ان عملية انتخاب الرئيس الجديد يجب ان تتم في البرلمان اللبناني وليس من خارجه.
وعليه، ورغم كل الحراك الديبلوماسي القطري والفرنسي، فضلا الى جهود «الخماسية» لاحداث خرق في جدار الرئاسة الاولى، لن يكون للبنانيين رئيس للجمهورية هذا العام، وفق ما تشير اليه الوقائع، نتيجة الانقسام الداخلي والقرار الاميركي بتجميد الانتخابات الرئاسية اللبنانية حتى اشعار آخر.
«الاسرائيليون» يُريدون العودة الى طاولة المفاوضات
على صعيد الحرب في غزة، ابلغ «الاسرائيليون» المصريين انهم يريدون العودة الى طاولة المفاوضات، لكن “حركة ح” رفضت التفاوض طالما تواصل «اسرائيل» ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين. واشترطت “حركة ح” استئناف المفاوضات عند حصول وقف اطلاق نار فوري في رفح، وفي كامل قطاع غزة.
وفي هذا الاطار، اضحى واضحا الانقسام الداخلي في «اسرائيل»، حيث هناك فريق يريد مواصلة الحرب مهما كانت الاثمان والعواقب، وفريق اخر يريد المفاوضات وايجاد الحلول لهذه الحرب الدائرة منذ سبعة اشهر حتى اليوم.
اما عن قرار «اسرائيل- نتنياهو» واميركا في تصفية “حركة ح” نهائيا من القطاع، يتبين يوما بعد يوم ان هذا الهدف غير واقعي وبعيد المنال، اذ ان وزير الامن القومي «الاسرائيلي» صرح ان بلاده تحتاج الى سبعة اشهر اضافية لمواجهة “حركة ح” وباقي الفصائل الفلسطينية، وهذا تأكيد صارخ بأن “حركة ح” لا تزال قوية ميدانيا وشعبيا في غزة.
ذلك ان كتائب القسام، وبعد سبعة اشهر منذ عملية طوفان الاقصى، لا تزال تضرب جيش العدو الاسرائيلي شمال غزة، وتقاتل ايضا في جباليا وفي رفح، في حين ان جيش الاحتلال ورغم حصوله على اكثر الاسلحة المتطورة من الولايات المتحدة الاميركية، لم يتمكن حتى هذه اللحظة من احكام سيطرته بالكامل على منطقة في غزة. والحال ان جيش الاحتلال ما ان يعلن انه تفوق على كتائب القسام وسرايا القدس في مدينة ما في غزة، وانه الحق الهزيمة بهم، حتى يتفاجأ بعملية ينفذها مقاتلو القسام تؤدي الى قتلى وجرحى في صفوف هذا الجيش.
وعليه، واهم من يعتقد ان الدولة العبرية قادرة على القضاء على “حركة ح”، فالوقائع الميدانية تثبت ان “حركة ح” عصية على الالغاء.
تحصين علاقة فرنسا مع “الحزب”
وبالعودة الى الداخل اللبناني، قالت مصادر مطلعة للديار ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ظاهرها كان البحث في الملف الرئاسي، انما اولوية الزيارة وهدفها هو حفاظ فرنسا على مصالحها الاقتصادية في لبنان، وتحديدا مع وزارة الاشغال والنقل التي اعطت لفرنسا تنفيذ مشاريع عدة ،ابرزها مشروع ترميم مرفأ بيروت وتوسيع المنطقة الحرة، كما مشروع بناء مرفأ على الشاطئ الجنوبي لصيانة البواخر المعنية بعمليات تنقيب الغاز والنفط في البلوكات، التي تم فرزها بعد ترسيم الحدود البحرية اللبنانية.
ولفتت هذه المصادر ان باريس على يقين انها لا يمكن ان تضمن مصالحها الاقتصادية في لبنان، الا اذا كانت على علاقة جيدة مع “الحزب”. واضافت المصادر المطلعة ان لقاء لودريان مع النائب محمد رعد يصب في خانة تبريد الاجواء بين فرنسا و”الحزب”، التي توترت نتيجة المبادرة الفرنسية حيال جبهة الجنوب، ومطالبة عناصر الحزب بالتراجع 10 كلم، الامر الذي خلق «نقزة» عند “الحزب”، ذلك ان المقاومة اعتبرت ان فرنسا تبنت الموقف الاميركي، وبالتالي لم تعد وسيطا بل طرفا في الصراع الدائر في المنطقة.
هذا التوتر انعكس ايضا بين عناصر الكتيبة الفرنسية ومقاتلي “الحزب”، وتظهر ذلك بتراجع التواصل بين المسؤول في الكتيبة الفرنسية المعني بملف التعاطي مع «ميدانيين» للحزب، حيث بلغ ادنى مستوياته.
ويذكر ان اوساطا مقربة من المقاومة كانت قد اعربت عن امتعاضها من «شركة توتال إنرجيز» الفرنسية في وقت سابق، لاعلانها عن خلو بلوك رقم 9 من الغاز، متهمة اياها بالرضوخ للضغط الاميركي وخدمة مصالح «اسرائيل» في هذا المجال.
وبناء على هذه المعطيات، اراد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال لقائه النائب محمد رعد التأكيد ان فرنسا ليست عدائية تجاه “الحزب”، وتوضيح وجهة النظر الفرنسية حيال عدة مسائل. ومن جهته، تلقف النائب رعد اللقاء بايجابية، معربا عن ارتياحه للنقاش الذي دار مع الموفد الفرنسي.
«القوات»: بعد بيان «الخماسية» يجب تطبيق الدستور في الاستحقاق الرئاسي
الى ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» للديار ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، هدفها تأكيد ما جاء في بيان «اللجنة الخماسية» في نقطتين اساسيتين: النقطة الاولى هي المشاورات المحدودة النطاق، والنقطة الثانية الجلسة المفتوحة بدورات متتالية. ولفتت المصادر الى ان الموقف الدولي يصطف مع الفريق الذي يريد تطبيق الدستور، مضيفة ان موقف «الخماسية» وموقف لودريان يتطابقان مع موقف المعارضة، لجهة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ورفض منطق طاولة الحوار المخالفة للدستور اللبناني.
واثنت المصادر على جهد «الخماسية» ولودريان من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، كما اعتبرت ان مرحلة ما بعد بيان «الخماسية» وزيارة لودريان يجب ان تكون لجهة الذهاب قدما نحو التزام الافرقاء بما تعهدوا به. وهنا، تشير المصادر الى ان على الرئيس بري الالتزام بالمشاورات المحدودة النطاق، دون ان يكون هو من يدعو اليها او يترأسها.
مصادر مقربة من «الوطني الحر»: الغرب لا يُريد عودة النازحين لسوريا كي لا يعترف بانتصار الاسد
ورداً على ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية في مقابلة ،ان احزابا تدعي الحفاظ على المسيحيين غير انها خاضت حروبا قتلت المسيحيين وهجرتهم،اكدت مصادر مقربة من «التيار الوطني الحر» ان الجنرال ميشال عون عندما كان قائدا للجيش اللبناني لم يقتل لبنانيين مدنيين مسيحيين، بل خاض حربا لبسط الشرعية على المناطق التي سيطرت عليها الميليشيات آنذاك، التي كانت تفرض خوة على الناس، واستباحت مرافق الدولة لمصلحتها الخاصة. وتابعت المصادر ان الجنرال ميشال عون ينطلق دوما من هذه المقولة : «لا دم على ضميرنا، لا عمالة علينا، ولا عمولة في جيابنا».
وعن القرار الاوروبي ومن ورائه القرار الاميركي بابقاء النازحين السوريين في لبنان، اعتبرت مصادر التيار ان الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية لا تريد ارجاع النازحين السوريين الى بلدهم، لان هذا الامر يعد انتصارا واعترافا بالنظام السوري برئاسة بشار الاسد، في حين ان الغرب عمل على اسقاط الاسد وتخريب سوريا خلال 13 سنة، الا ان النظام السوري صمد وانتصر مفشلا خطط الغرب الخبيثة.
واضافت المصادر بان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية تسعى الى استخدام ورقة النازحين السوريين، ورقة ضغط على الصعيد الامني او السياسي او الاقتصادي، بهدف فرض املاءاتهم على لبنان.
اما على صعيد الحرب الدائرة في غزة، قالت المصادر المقربة من الوطني الحر للديار ان «اسرائيل» خسرت الحرب بوجه “حركة ح”، وما تقوم به من مجازر بحق المدنيين في غزة هو تعويض لفشلها العسكري في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ولذلك تنتقم من الفلسطينيين العزل. وتابعت ان الكيان الصهيوني يقول انه يحتاج لسبعة اشهر اضافية في القتال ضد “حركة ح”، الا انه يغرق يوما بعد يوم في غزة، ويتخبط بفشله عسكريا وميدانيا، اضافة الى ان ما لم يستطع فعله خلال السبعة اشهر السابقة، لن يتمكن من تحقيقه لا اليوم ولا بعد عدة اشهر.
********************
افتتاحية صحيفة الشرق
حركة ح تؤكّد مطالبها بالمفاوضات وخسائر جديدة للاحتلال
في سياق الحرب الدامية التي تشنها قوات الاحتلال، شهدت مناطق عدة في قطاع غزة، خصوصاً وسط القطاع وفي مدينة رفح التي تشهد توغلا بريا كبيرا، مجازر دموية خطيرة، راح ضحيتها عشرات الضحايا بينهم أطفال.
وبالرغم من تراجع قوات الاحتلال من محاور شمال غزة كافة ولا سيما بيت لاهيا وتل الزعتر ومخيم جباليا للاجئين، إلا أن تلك القوات شنت العديد من الغارات في محيط المخيم، وسط تحذيرات للسكان بعدم العودة في هذا الوقت خشية وجود مخلفات لجيش الاحتلال، أو عودة دخول الدبابات الإسرائيلية من جديد للمنطقة.
ومع استمرار عودة بعض السكان إلى منطقة جباليا، ظهرت مشاهد جديدة للدمار الكبير الذي خلفته قوات جيش الاحتلال خلال فترة الهجوم البري.
ووفق مصادر محلية فإن جيش الاحتلال تعمد تدمير أكثر من 1000 منزل في منطقة المخيم.
وفي السياق، شنت قوات الاحتلال العديد من الغارات الجوية على مناطق عدة في مدينة غزة، تركز معظمها على المناطق الجنوبية والشرقية من المدينة. وأسفرت غارة جوية استهدفت منزلا لعائلة البيك في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، عن سقوط عدد من الضحايا.
وأطلقت طائرات الاحتلال المروحية نيرانها باتجاه المناطق الجنوبية لمدينة غزة، كما قصفت المدفعية حدود حي الزيتون، كما شنت غارة جوية استهدفت أحد منازل الحي. وكذلك جددت مدفعية الاحتلال عمليات إطلاق قنابل دخانية في محيط الكلية الجامعية جنوبي مدينة غزة.
وأسفر قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي التفاح بمدينة غزة عن وقوع ثلاث إصابات في صفوف المواطنين.
وفي وسط قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر عدة باستهدافها منازل المواطنين، ما اسفر عن سقوط شهداء بينهم أطفال.
وفي مخيم النصيرات المجاور سقط عدد من الشهداء، جراء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا في منطقة المخيم الجديد شمال غرب المخيم.
واستشهد أيضا ثلاثة مواطنين، بعد استهداف الطيران الإسرائيلي سيارة كانوا يستقلونها في مخيم النصيرات، وقد جرى نقلهم إلى مشفى العودة في المخيم.
كما تجددت عمليات القصف المدفعي لحدود مخيم البريج الشرقية والمناطق الشمالية لمخيم النصيرات، وأسفرت عملية القصف المدفعي الإسرائيلي لمخيم البريج عن وقوع إصابات عدة في صفوف السكان.
التوغل في رفح
وفي مدينة رفح، أبقت فوات الاحتلال على وتيرة هجماتها المرتفعة، واستهدفت بشكل مكثف مناطق غرب المدينة، رغم عدم تصنيفها وفق جيش الاحتلال على أنها مناطق عمليات عسكرية، كباقي مناطق المدينة المحتلة بالدبابات.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الجمعة، من تبعات الكارثة الإنسانية جراء اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء إثر إغلاق الجيش الإسرائيلي لمعابر القطاع .
عمليات مقاومة ومقتل جنود
وفي السياق، نفذت كتائب القسام عمليات مسلحة، استهدفت في إحداها ثلاث دبابات إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذائف «الياسين 105»، خلال توغلها في منطقة مخيم يبنا بمدينة رفح، وأخرى في محيط مسجد دار السلام جنوب المدينة.
وقالت إن ناشطيها استهدفوا دبابة أخرى، في منطقة تقع على أطراف مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
كما أعلنت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، قوات الاحتلال في منطقة محور “نتساريم” بقذائف الهاون.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف تجمّع لجنود الاحتلال بقذائف الهاون، خلال تواجدهم شرق رفح.
واعترف الاحتلال امس بسقوط قتيلين في صفوفه وكان قد فقد 10 عسكريين خلال عشرين يوما من المعارك.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :