افتتاحية صحيفة الأخبار:
مرفأ طرابلس «مشرّع» أمام استيراد الأسلحة؟
في بلاد تقيم على فالق فراغ سياسي وانهيار مالي – اقتصادي، لا يمكن إخراج أي حادثة من سياق السير بخطى متسارعة نحو أشكال جديدة من الفوضى، على مختلف الأصعدة، ومرشّحة لأن تتضاعف يومياً، خصوصاً بعدما أصبحت الدولة «خارج الخدمة». أول من أمس، اشتعلت شاحنة محمّلة بالزّيوت في بلدة بسبينا – البترون بسبب ماس كهربائي، ولدى عمل فرق الدفاع المدني على إطفائها، «تبيّن أنّها كانت تحمل 304 مسدّسات مهرّبة ومُخفاة فوق المحرّك مع كميّة من المماشط، وأوقفت مديرية المخابرات عدداً من الأشخاص المشتبه في تورّطهم في عمليّة التّهريب» بحسب بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش أمس، مشيرة إلى أن الشاحنة «وصلت على متن باخرة إلى مرفأ طرابلس، وعمل الجيش على تفتيش الشّاحنات الأخرى الّتي وصلت معها، ولم يُعثَر على أي أسلحة أو ممنوعات داخلها».وفي بيان لاحق، أعلنت مديرية التوجيه أن «مديرية المخابرات ضبطت في مرفأ طرابلس شاحنة تحمل 400 مسدس حربي مهرّب وأوقفت سائقها»، وأن «المتابعة جارية لمعرفة وجهتها وتوقيف بقية المتورّطين».
ووفق الرواية الأمنية، فإن الأسلحة المضبوطة، وهي عبارة عن مسدسات حربية تركية الصنع، «تُستخدم في التجارة وليس في أعمال إرهابية منظّمة»، و«شهدت طفرة في السوق اللبنانية منذ 4 أو 5 سنوات بسبب رخص ثمنها مقارنة بالأسلحة الأميركية والأوروبية الصنع». وبحسب المعلومات، فإن الشحنة التي صودرت أمس «تعود لتاجر سلاح فلسطيني عبر تاجر صديق له من منطقة طرابلس»، وإن الباخرة التي أتت الشاحنة على متنها من تركيا «تدور شبهات سابقة حول تهريبها بضائع وحتى مواد مخدّرة، ويملكها شخص من آل يوسف تربطه علاقات وطيدة بمسؤولين أمنيين يؤمّنون له الحماية».
وفيما أكّدت المصادر أن «السلاح المصادر هُرّب إلى لبنان للتجارة»، غير أن الكشف عن شحنات بشكل متكرر يحيل الى مشكلة أخرى كبيرة تتمثّل بالتفلّت الذي يشهده مرفأ طرابلس. ولفتت إلى أن «نسبة استيراد البضائع عبر مرفأ طرابلس زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بذريعة انفجار مرفأ بيروت، بينما الحقيقة أن الدافع الأبرز لذلك هو التساهل والتسيّب اللذان يشهدهما هذا المرفأ، ويساهم فيهما عناصر الأجهزة الأمنية المعنيون بالكشف عمّا يدخل عبره، بعدما بات بالنسبة إليهم باباً للترزّق». وأشارت المصادر إلى أن «صدفة الحريق وحدها كشفت عن حمولة شاحنة البترون، فيما عشرات الشاحنات تدخل عبر المرفأ يومياً، من دون التأكد مما في داخلها بسبب الفساد الأمني والإداري في المرفأ».
ونبّهت المصادر إلى أن «الخطورة تكمن في أن كميات كبيرة من السلاح تدخل إلى البلد من دون أن تُعرف وجهتها. والتأكيد أن استيرادها لأغراض تجارية، لا يعني عدم دخول أسلحة بهدف القيام بأعمال أمنية منظّمة أو تخريبية. وبالتالي فإن المعالجة، تبدأ من ضبط المعابر والمرافق التي يحصل عبرها التهريب».
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
طهران تستعد ليوم الوداع الكبير وفاء للأخلاق والتفاني في أداء الرئيس والوزير بلينكن أمام الكونغرس: إدارة بايدن قدمت ما لم تحلم به «إسرائيل» بسخاء غير مسبوق
دول العالم تستعد لصدور مذكرات توقيف نتنياهو وغالانت.. والنرويج أول المنفذين
غصت شوارع تبريز ثم ساحات المقامات في قم وتستعد طهران اليوم، ليوم الوداع الكبير، حيث تحتشد الجموع للمشاركة في تشييع الرئيس السيد إبراهيم رئيسي والوزير حسين أمير عبد اللهيان وعدد من الشخصيات القيادية والمرافقين، الذين قضوا في حادثة سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقلهم، والتي لا تزال موضع تحقيق لكشف ملابساتها.
الشعب الإيراني الذي خرج بملايينه لوداع الرئيس والوزير سوف يتوّج وفاءه لهما اليوم، في ظل إجماع على ميزتي الأخلاق والتفاني في أداء الرئيس والوزير، ما جعلهما نموذجين لا ينسيان لرجل الدولة، وبحثاً عن هذه الميزات سوف يتوجه الإيرانيون الى صناديق الاقتراع بعد أقل من 40 يوماً في 28 حزيران المقبل لانتخاب رئيس جديد، حيث يفترض أن تظهر الترشيحات بعد الثامن من الشهر المقبل.
في تطورات المنطقة، حيث الحرب بكل ضراوتها مستمرّة خصوصاً على جبهتي غزة وجنوب لبنان، قدم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، مؤكداً أن التزام ادارة الرئيس جو بايدن الى جانب «إسرائيل» حتى القضاء على حركة حماس أعلى مرتبة من انتقاداتها لحكومة بنيامين نتنياهو حول الأداء خلال الحرب او غياب الرؤية لما بعدها، معدّداً المحطات والمواقف الحرجة التي تحملتها إدارة بايدن ترجمة لمبدأ الالتزام بـ»إسرائيل» فوق كل شيء، عارضاً لسخاء المساهمات في المال والسلاح والذخيرة والمعلومات والأنشطة الدبلوماسية التي قدمتها كل الأجهزة الأميركية لكيان الاحتلال بتوجيه من الرئيس بايدن، ليخلص إلى أنه لا توجد إدارة أميركية قدّمت لكيان الاحتلال ما قدمته إدارة بايدن، بل إن ادارة بايدن قدّمت ما لم تكن تحلم به «إسرائيل»، مجيباً عن أسئلة الأعضاء ومنها ماذا لو توافرت لواشنطن معلومات عن مكان وجود قائد حماس في غزة يحيى السنوار، فقال لن نتردّد بإبلاغ «إسرائيل» بذلك.
بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو الحدث هو مذكرات التوقيف المنتظرة من المحكمة الجنائية الدولية، التي حاول المدعي العام مراعاة الكيان وتلطيف وقع طلباته بطلب إصدار مثلها بحق قادة المقاومة، وباستثناء وزراء وقادة عسكريين وأمنيين من كيان الاحتلال من طلبات التوقيف، لكن ردة فعل نتنياهو وحكومته مستمرة باتهام المحكمة والمدعي العام بالعداء للسامية وإعلان الاستعداد لخوض المواجهة ضد المحكمة على كل الصعد، خصوصاً عبر الاستقواء بالمساندة الأميركية التي لم تتأخر، لكن في دول العالم بدأ الاستعداد للتعامل مع المذكرات عند صدورها، وكانت النرويج أولى الدول التي أعلنت أنها سوف تلتزم بالمذكرات وسوف تقوم بتوقيف نتنياهو وغالانت إذا عبرا الأراضي النرويجية.
بدأ الحديث عن احتمال قيام المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، بزيارة إلى بيروت في وقت قريب للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تجديد المساعي للوصول إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، ويأتي ذلك، وسط مواصلة سفراء الخماسيّة اتصالاتهم، حيث اجتمعوا يوم الاثنين في السفارة المصرية وبحثوا في البيان الذي صدر عن السفارة الأميركية عقب اجتماعهم الأربعاء الماضي. وبحسب معلومات «البناء» يتجه السفراء الى التمني على القوى السياسية المنضوية في المعارضة الذهاب إلى جلسة تشاور برئاسة الرئيس نبيه بري، ربطاً بالتمني أيضاً على حركة أمل وحزب الله القبول بالذهاب إلى الخيار الثالث.
وتعتبر مصادر دبلوماسية أن هناك مساعي تجري من ان فصل ملف الانتخابات الرئاسية عن ملف الجنوب وملف غزة، وفصل تطبيق القرار الدولي 1701 عن ملف غزة، مشدّدة في حديث لـ»البناء» على أهمية انتخاب الرئيس، ونافية أي كلام عن طرح الخماسية أسماء لرئاسة الجمهورية أو تحديد مهل لعملية الانتخاب، جازمة أن البيان لم يأت على أي مهلة إنما أورد ضمن سطوره كلاماً للكتل النيابية عن مهلة أيار وضرورة انتخاب رئيس اليوم قبل الغد.
وزار وفد من تكتل الاعتدال الوطني السفارة المصرية. وبعد اللقاء، قال السفير المصري في لبنان علاء موسى: «الاجتماع مع كتلة الاعتدال الوطني تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار». ورأت مصادر التكتل لـ»البناء» ان الاجتماع لم يحمل اي جديد يذكر سوى إعطاء الكتلة قوة دفع لإعادة تحريك لقاءاتها مع المكونات السياسية.
في موازاة ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني، حيث تمّ البحث في المستجدات السياسية والشؤون التشريعية. وتزور السفيرة الأميركية ليزا جونسون قبيل مغادرتها الى واشنطن رئيس مجلس النواب في الأيام المقبلة في زيارة ستسبق زيارة السفراء الخمسة مجتمعين عين التينة.
وبعد لقائه رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ثمّن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الدور التي تقوم به قطر، خصوصاً السعي المستمرّ والمبادرات لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى دورها ضمن اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية.
وقال جنبلاط خلال لقائه الجالية اللبنانية في قطر «قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني وهذا مهم جداً، من أجل وحدة لبنان والأمن اللبناني، والبعض منّا في لبنان في خضم هذه المستجدات يُحطّم بالمؤسسات وهذا غير مُفيد. فهناك مؤسسات فاعلة في المخابرات اللبنانية وفي الأمن العام والمعلومات وعلينا تثبيتها وتدعيمها من أجل سلامة المواطن ثُمّ تتحسن الظروف». وعن الانتخابات الرئاسية، قال جنبلاط: «لا بُد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الأمور وننتخب رئيساً أيّاً كان وفق الحوار والتسويّة».
هذا وأفادت المعلومات، بأن «قطر تجاوبت فوراً مع طلب قائد الجيش العماد جوزف عون بتمديد المساعدة القطرية المتمثلة بالمئة دولار للعسكريين وبتأمين المحروقات لـ 6 أشهر».
وفي سياق متصل بالوضع في الجنوب، تشير أوساط سياسية لـ»البناء» على أن الاتفاق شبه منجز حيال ترتيبات الجنوب بعد انتهاء الحرب، وتقوم على إعادة تموضع الحزب، والاستغناء عن استخدام مصطلح الانسحاب الى شمال الليطاني، بالتوازي مع انتشار نحو 10000 جندي من الجيش في الجنوب وفق القرار 1701، مع إشارة المصادر إلى أن انتشار الجيش سيكون على مراحل حيث من المرجّح أن يبدأ بعد انتهاء الحرب انتشار نحو 3000 جندي.
وميدانياً تستمرّ المواجهات في الجنوب. إذ استهدفت غارات إسرائيلية بلدة الجبين، وبلدة يارون، وعيتا الشعب، وتعرّضت منطقة وطى الخيام لقصف إسرائيلي بالقذائف الفوسفورية كما تعرّضت بلدة حولا لعمليات قصف. كما انفجرت مسيّرة صغيرة أطلقها الجيش الإسرائيلي نحو منزل في بلدة الناقورة كان استهدفه يوم أول أمس. في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف «نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن، في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بصاروخ موجّه، وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى اشتعال النيران فيها». وأشار الحزب أيضاً إلى أنه «بعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب، وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع، استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية، وضرب تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية». كما استهدف الحزب موقع زبدين، وتلة الكرنتينا، والمرج والمالكية.
من جهة أخرى أكّد موقع «القناة 12» الإسرائيلية أنه «برزت في الفترة الأخيرة زيادة في استخدام الطائرات من دون طيار من جانب حزب الله»، مشددًا على أن «قدرة فتكه ارتفعت». وقال الموقع إنه «وفقًا لتحقيق نفذه مركز «علما» – المختص في أبحاث التحديات الأمنية التي تواجهها «إسرائيل» في الشمال – فقد وقعت خلال شهر (آذار 2024) أربع وعشرون حادثة دخول طائرات من دون طيار»، مردفًا: «في نيسان ارتفع العدد إلى 42 حادثة، وفي شهر أيار حوالى 20 حادثة.
وعشية مؤتمر بروكسيل للنازحين السوريين في 28 الحالي، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية. وبحث رئيس المجلس أيضاً المستجدات السياسية لا سيما ملف النزوح السوري وشؤوناً تشريعية خلال لقائه النائب سيمون أبي رميا الذي قال بعد اللقاء: «الاجتماع تركز على موضوع النزوح السوري ودور المجلس النيابي في هذا الموضوع. أنا كنت قد اقترحت على الرئيس بري واليوم أكدت على هذا الاقتراح ان يقوم نواب لبنان بدورهم على مختلف الصعد، ومن خلال التوصية التي حصلت للحكومة في جلسة المناقشة مؤخراً.»
واجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في السراي وعرض معه المستجدات الأمنية في البلاد والإجراءات التي تنفذها وزارة الداخلية. ثم اجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا واطلع منه على عمل المديرية، إضافة الى الأوضاع الأمنية.
وعثر داخل شاحنة آتية من تركيا وصلت عبر مرفأ طرابلس محمّلة بالحديد أثناء تفتيشها في حرم المرفأ على كمية من الأسلحة مخبّأة داخلها، وفرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً واسعاً عليها. وتتحدّث أوساط مطلعة عن العثور على 400 مسدس تركيّ مخبأ في الشاحنة.
ولا تزال الشاحنة في حرم المرفأ. وأشارت المعلومات إلى أنه تم توقيف السائق، وأحيل إلى القضاء المختص، كما عملت العناصر الأمنية على تفتيش ست شاحنات مماثلة مقبلة من تركيا.
بالتزامن، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: ضبطت مديرية المخابرات في مرفأ طرابلس شاحنة تحمل 400 مسدس حربي مهرّب ومخفيّ داخلها، وأوقفت سائقها.
سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص، وتجري المتابعة لمعرفة وجهتها وتوقيف بقية المتورطين.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
ماذا ينتظر لبنان… إذا سقطت “المبادرة الدولية”؟
قبل أسابيع ضجّ الإعلام والأوساط السياسية في لبنان بتهديدات تحمل طابع التهويل بصيف ساخن اطلقها مسؤولون #إسرائيليون في سياق الحرب الكلامية المتبادلة بين إسرائيل و”الحزب” بمواكبة الحرب المتدحرجة في الجنوب وعبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
والحال أن تلك التهديدات لم ولن تكتسب أي صدقية لكونها تندرج في شكل فاقع في اطار تهويلي درجت عليه إسرائيل طوال الأشهر الثمانية الماضية من المواجهات الدائرة من دون أن يعني ذلك اسقاط احتمال اتساع الحرب في ظرف ما، ولهذا حديث اخر.
المهم الذي يعني اللبنانيين راهناً، هو أن لبنان يقف عند مشارف الصيف وهو في عراء مخيف من الضمانات التي تكفل له مروراً آمنا بالحدود الدنيا، ليس في ما يتصل بالاستقرار العام وتجنب غدرات الحرب فقط، بل ربما صار الأمن الداخلي والاجتماعي أشد خطورة من أي تطور قتالي محتمل بدليل المناخ الحاصل في الأيام الأخيرة عبر الاهتزازات الجوالة إن في ظاهرة تكاثر الحوادث المتعلقة بالنازحين السوريين وإن في “ثورة الدراجين” عقب انطلاق خطة أمنية لضبط المخالفات وإن في تسلل عمليات تهريب لشاحنات سورية وسواها تحمل أسلحة من تركيا.
سيطرح ملف الأمن الاجتماعي و”الاستقرار” على الغارب ليس فقط من زاوية الاهتراء الذي يتعاظم تدريجاً متحدياً سلطة الجيش والقوى والأجهزة الأمنية اللبنانية بل أيضاً من زاوية الخطورة العالية التي تطبع هذا الصيف المقبل وسط تقديرات متشائمة يأمل اللبنانيون في أن يحصل ما يحبطها ويخففها ويبددها. فالمؤشرات الاقتصادية والسياحية قاتمة ولا تشجع على توقعات متفائلة بإمكانات كبيرة لتبديلها. ولا داعي للخوض بمقارنات بين هذه المؤشرات السياحية والحجوزات للسياح واللبنانيين المنتشرين هذه السنة مع السنوات السابقة لأنها متفاوتة للغاية سلبا.
ولذا تتمركز الآمال ولو واهية عند نقطة مركزية حصرية هي الحاجة الكبرى الى اختراق سياسي ووطني ومعنوي كبير وهي نجاح المجموعة الدولية العربية الخماسية في دفع القوى اللبنانية إلى إنهاء الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية بعد طول فراغ تمدد منذ 18 شهراً وينذر في حال استمرار الأزمة بمزيد من اغراق لبنان بتداعيات مخيفة أمنياً واقتصادياً واجتماعيا.
ويبدو أن الفترة القصيرة المقبلة ستكون كفيلة ببلورة مصير “الفرصة الأخيرة” التي فتحها بيان السفراء الخمسة والذي شكل خريطة طريق تفصيلية “لتحرير” الاستحقاق من التعطيل والتوظيف والارتهان للدوافع الخارجية والمحلية التي تملي على المعطلين المضي في تعريض لبنان لإفلاس وانهيار تامين شموليين هذه المرة اذا مر الصيف بكل اثار وتداعيات الكوارث الماثلة التي تتربص بلبنان واللبنانيين.
شاحنات السلاح!
في ظاهرة ضبط شحنات السلاح “المتدفق” من تركيا التي برزت بشكل نافر أخيراً فرض الجيش اللبناني أمس طوقاً أمنياً واسعاً حول شاحنة وصلت عبر مرفأ طرابلس محملة بالحديد عثر اثناء تفتيشها في حرم المرفأ على كمية من الاسلحة مخبأة داخلها. وتكتمت المخابرات حول الكمية والنوعية والشاحنة الآتية من تركيا فيما تحدثت اوساط مطلعة عن العثور على 400 مسدس تركي مخبأة في الشاحنة التي احتجزت في حرم المرفأ وسط طوق امني. وأشارت المعلومات الى توقيف السائق، وأحالته الى القضاء المختص كما عملت العناصر الأمنية على تفتيش ست شاحنات مماثلة قادمة من تركيا.
وكانت مخابرات الجيش قد أوقفت اول من امس شاحنة تركية في البترون وعثرت في داخلها على 300 مسدس تركي وفي انتظار جلاء التحقيقات تثار شكوك واسعة عما اذا كانت عمليات تهريب السلاح يقف خلفها تجار أسلحة او جهات منظمة.
تحرك السفراء
أما في الشهد السياسي، فعادت الى الواجهة تحركات سفراء المجموعة الخماسية في ظل البيان الذي صدر عنهم الأسبوع الماضي. وليس بعيداً من هذا السياق زارت امس السفيرة الأميركية ليزا جونسون ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة وتناول اللقاء آخر التطورات في لبنان والمنطقة وتحرك السفراء الخمسة حيال الازمة الرئاسية.
كذلك زار وفد من “تكتل الاعتدال الوطني” السفارة المصرية حيث عرض مع السفير المصري في لبنان علاء موسى مصير مبادرة التكتل في ظل البيان الذي أصدره السفراء الخمسة. وقال السفير المصري إن “الاجتماع اليوم مع كتلة الإعتدال الوطني تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار”. وأضاف: “كان اللقاء مهماً لأننا قيمنا المرحلة الماضية”، لافتاً إلى “أن الإطار الزمني شيء مهم جداً في عالمنا العربي ليضع ضغطاً، وهذا الضغط يمكن أن يستغل بشكل إيجابي لإنجاز أمور عدة”. واكد “أن على الخماسية أن تعمل بكل حماس لإحداث خرق ما في الملف الرئاسي”، مشيراً إلى “أننا توافقنا مع #كتلة الاعتدال على أن يواصلوا تحركهم في الفترة المقبلة استفادةً من بيان الخماسية الأخير وما تلقيناه من ردود إيجابية من القوى السياسية”.
وفي التحركات البارزة المتصلة بالوضع اللبناني استقبل رئيس مجلس الوزراء ال#قطري ووزير الخارجية الشيخ #محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه النائب تيمور جنبلاط في حضور سفيرة لبنان لدى دولة قطر فرح بري. وتناول البحث مجمل أوضاع المنطقة، خصوصاً الوضع على الساحة الفلسطينية لا سيما الحرب على غزة والجنوب اللبناني إضافة إلى الأوضاع اللبنانية، حيث “ثمّن جنبلاط الدور التي تقوم به دولة قطر، خصوصاً السعي المستمر والمبادرات لوقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى دورها ضمن #اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة الرئاسية”.
وخلال لقائه الجالية اللبنانية في قطر، نوّه جنبلاط بالدور القطري قائلاً إن “قطر كانت وستبقى داعمة للبنان، وخاصة للقوى الأمنية والجيش اللبناني وهذا مهم جداً، من أجل وحدة لبنان والأمن اللبناني، والبعض منا في لبنان في خضم هذه المستجدات يُحطّم بالمؤسسات وهذا غير مُفيد، فهناك مؤسسات فاعلة في المخابرات اللبنانية وفي الأمن العام والمعلومات وعلينا تثبيتها وتدعيمها من اجل سلامة المواطن ثُمّ تتحسن الظروف”.
وعن الانتخابات الرئاسية، قال جنبلاط: “لا بُد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الامور وننتخب رئيساً أيّاً كان وفق الحوار والتسويّة”. وقال: “نصيحة نتعلق بالطائف، نتعلّق باتفاق الدوحة، وعندما تتحسن الظروف نرى إن كان هناك إمكانية لتحسين بعض من الطائف أو تطبيق ما تبقى منه، خاصة في ما يتعلق باللامركزية الإدارية، مؤكداً انه من أنصار اللامركزية، لكنَه ليسَ من أنصار الفيديرالية، ولا التقسيم.
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تهدّد “بقوة نيران هائلة” في الحرب ضد “الحزب”
سلاح العصابات التركي يفضح الأمن: قَبضْنا على الشاحنة وفرّ التاجر!
عندما اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس بوزير الداخلية بسام المولوي، لم يبحثا خصيصاً في فضيحة الأسلحة التركية التي وصلت الى مرفأ طرابلس، إذ اكتفى المكتب الاعلامي لميقاتي بأنّ البحث تناول «آخر المستجدات الأمنية في البلاد والإجراءات التي تنفذها وزارة الداخلية»، علماً أنّ مرفأ طرابلس الذي يتصدّر أنباء الفضيحة هو المرفق الحدودي الكبير لعاصمة الشمال التي ينتسب اليها كل من ميقاتي ومولوي في تذكرة الهوية.
ولم يقتصر هذا التجاهل الرهيب على رأس الهرم في السلطة التنفيذية، إنما بلغ أيضاً مستويات أمنية عدة، أدّت الى طرح تساؤلات حفلت بها التعليقات النيابية التي تمحورت على غياب الموقف الرسمي من تبيان حقيقة الأسلحة التركية التي انكشف سرّها صدفة أول من أمس في البترون، وتكرّر المشهد أمس في مرفأ طرابلس.
ما هو جديد المعطيات الأمنية المتصلة بشحنات السلاح التركي، وسط معلومات أنّ هناك شحنات كثيرة وصلت من تركيا الى لبنان في الأعوام الماضية؟ بحسب معلومات «نداء الوطن»، ضبطت مخابرات الجيش شاحنة أسلحة جديدة أمس، بعد عبورها نقطة الجمارك في مرفأ طرابلس. وهي لم تخضع للتفتيش، كما لم تعبر «السكانر» تبعاً لقاعدة معتمدة في المرفأ، وتقضي بعدم اخضاع الشاحنات المحملة بالزيوت والآتية من تركيا للتفتيش أو لـ»السكانر»! وهذا ما حصل، فخرجت الشاحنة وفتشتها المخابرات ليتبيّن أنّها تنقل 400 مسدس تركي.
وعُلم أيضاً أنّ الشاحنة تعود إلى تاجر هو غير التاجر الذي ضبطت بضاعته في البترون، والتي تبيّن أنّ وجهتها كانت مدينة صيدا، كما وضّبت البضائع في الشاحنتين بطريقة مختلفة. وقد تمّ توقيف السائقين وتتواصل التحقيقات لمعرفة التجار.
ومساء أمس صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان فيه: «ضبطت مديرية المخابرات في مرفأ طرابلس شاحنة تحمل 400 مسدس حربي مهرّب ومخفي داخلها، وأوقفت سائقها. سُلمت المضبوطات، وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص، وتجرى المتابعة لمعرفة وجهتها وتوقيف بقية المتورطين».
وذكرت «وكالة فرانس برس» أنّ شاحنة الأسلحة التركية التي ضبطت قبل يومين تعود لأحد قاطني مخيم المية والمية للاجئين الفلسطينيين في الجنوب، وفق ما صرّح به مصدر قضائي بارز، والذي قال إنّ «الأجهزة الأمنية ضبطت شاحنة نقل في منطقة البترون تحتوي على 500 مسدس حربي من طراز ريتاي»، لافتاً الى أنها وصلت الى لبنان على متن باخرة آتية من تركيا.
وأشارت الوكالة الى ما حدث في آب الماضي، حيث قتل عنصر من «الحزب» ومواطن من أبناء بلدة الكحالة قرب بيروت، جراء تبادل إطلاق نار أعقب انقلاب شاحنة تابعة لـ»الحزب» كانت محمّلة بالذخائر لدى مرورها في المكان.
فهل يحين الوقت لإماطة اللثام عن عالم عصابات السلاح التركي، بدلاً من الاكتفاء بالقول «ضبطنا الشاحنة»؟ وأنّ البحث جارٍ عن «التاجر»؟
وفي سياق أمني متصل بجبهة الجنوب، شنّ الطيران الإسرائيلي أمس عدة غارات على مواقع، فيما استهدف «الحزب» تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لـ»الحزب» على الساحل الجنوبي في غارة جوية شنّها مساء أول من أمس على منطقة صور، ويدعى قاسم سقلاوي.
وفي الإطار نفسه، ذكرت «القناة 13» العبرية أنه أقيم حفل تأسيس الكتيبة 139 من تشكيل الدفاع الجوي بقيادة قائد سلاح الجو العقيد تومر بار، وبمشاركة قائد تشكيل الدفاع الجوي العميد جلعاد بيران وقائد الكتيبة وقادة التشكيل السابقين والحاليين. وتحدث في الحفل قائد سلاح الجو، فقال: «سنعرف كيف نوسّع ونكثّف الهجوم إذا احتجنا إلى ذلك، بقوة نيران هائلة». وأضاف: «نعمل على مهاجمة «الحزب»، جنباً إلى جنب مع القيادة الشمالية. سيكون هجوماً بنطاق كبير من النيران، ما سيزيل التهديدات، ويمكّن من تغيير الوضع الأمني في الشمال. نحن مستعدون لهذا».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تدخل المسيرات المفخخة إلى معركة جنوب لبنان
أعلنت عن اغتيال مسؤول بالوحدة الصاروخية لـ«الحزب»
أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن تنفيذ عملية اغتيال جديدة لمسؤول في «الحزب» يتولى قيادة وحدة صاروخية في منطقة ساحل جنوب لبنان، بموازاة تبادل متواصل للقصف، لا يزال محصوراً بالأهداف العسكرية، وبدا لافتاً خلاله استخدام إسرائيل لمسيرة متفجرة للمرة الأولى، استهدفت منزلاً كان سبق أن استُهدف في غارة جوية الاثنين.
وبعد إعلان «الحزب» عن مقتل 7 من عناصره يوم الاثنين، من ضمنهم اثنان قتلا في سوريا، ومقاتل استهدفته مسيرة إسرائيلية ليل الاثنين، خلال تنقله على متن دراجة نارية في منطقة المنصوري، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لاستهداف الدراجة، وقال إن المستهدف هو قيادي في الوحدة الصاروخية في الحزب.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن الجيش نفّذ ليل الاثنين غارة جوية في منطقة صور، هاجم فيها قاسم سقلاوي، قائلاً إنه «قائد الوحدة الصاروخية في منطقة الشاطئ في (الحزب)».
وأضاف أدرعي أن سقلاوي «كان مسؤولاً عن التخطيط والتنفيذ لعمليات إطلاق قذائف صاروخية نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث عمل على تنفيذ وتخطيط عمليات إطلاق قذائف صاروخية، وأخرى مضادة للدروع نحو إسرائيل من منطقة الشاطئ في لبنان»، في إشارة إلى منطقة الساحل الجنوبي.
ونعى الحزب سقلاوي ليل الاثنين، وقال إنه يتحدر من بلدة دير قانون راس العين، وهي منطقة قريبة لموقع استهدافه.
وبدا لافتاً أن الجيش الإسرائيلي أدخل المسيرات الصغيرة الانتحارية في معركة جنوب لبنان، حيث تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن انفجار مسيرة صغيرة أطلقها الجيش الإسرائيلي على منزل في بلدة الناقورة، كان استهدفه يوم الاثنين، علماً أن المنزل تعرض لغارة جوية الاثنين، أسفرت عن مقتل عنصرين في «الحزب»، حسبما قالت مصادر ميدانية.
في المقابل، أعلن «الحزب» أنه استهدف «نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ موجّه، وأصابها إصابة مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها»، وذلك بعد أن أفاد الجيش الإسرائيلي بـ«اشتعال النيران في منطقة مزارع شبعا، إثر إطلاق صاروخين مضادين للدروع».
وفي عملية أخرى، قال الحزب، في بيان منفصل، إنه «بعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع فجر الثلاثاء، استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية».
كما أعلن عن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية.
وحلّقت المقاتلات الإسرائيلية على علو متوسط فوق جبل الريحان، وذلك بعد ساعات على غارات نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي في منتصف الليل، استهدفت أطراف بلدتي بيت ليف ورامية، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والأحراج. كما أطلق الجيش القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق في المنطقة الحدودية قبالة بلدتي الناقورة وعلما الشعب.
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : المبادرات الرئاسية “زيزفون يُزهر ولا يثمر” .. وجنبلاط: لرئيس بحوار أو تسوية
لم يحجب الانشغال بالحدث الإيراني الكبير الاهتمام بالملف الرئاسي، ولو على وقع الحراك السلحفاتي للمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية من جهة، وإصرار تكتل «الاعتدال الوطني» على استكمال ما بدأه. لكن كل المعطيات تؤكّد انّ الاستحقاق الرئاسي ما زال في سبات عميق. لكن الاهتمام العربي والدولي بلبنان ما زال مستمراً، للمساعدة على توفير الحلول. وفي هذا الإطار، تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، »تمّ خلاله التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتأكيد أولويات العمل في سبيل تحقيق واستدامة الأمن والاستقرار في المنطقة»، حسب مصادر رسمية.
علمت «الجمهورية» من مصادر سياسية بارزة، انّ محاولات فرنسية تجري حالياً لترتيب زيارة عاجلة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان لتحريك المياه الراكدة وإعطاء دفع لمهمّة المجموعة الخماسية التي بدأت تترنح.
وقالت هذه المصادر، انّ «تحرّك المجموعة الخماسية على مستوى السفراء الخمسة تمّ تعليقه حالياً، ولن نشهد في الفترة المقبلة اجتماعات لجميع الأعضاء لا بين بعضهم البعض ولا مع كتل أو شخصيات، لأنّ بيانهم الختامي الذي صدر عنهم كان بمثابة خلاصة لعملهم الجماعي، أما ما يحصل حالياً فهو اجتماعات فردية، بمبادرة من البعض منهم بالتنسيق والتفاهم مع أعضاء المجموعة الخمسة، حتى لا يبرز الصدام في ما بينهم اكثر.
«الخماسية» و«الاعتدال»
وفي هذا الإطار، زار أمس وفد من تكتل «الاعتدال الوطني» السفير المصري في لبنان علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء: «الإجتماع اليوم (أمس ) مع كتلة «الإعتدال الوطني» تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة، وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار».
وقالت مصادر تتبعت الاجتماع لـ«الجمهورية»، انّه تخللته «جوجلة» للمعطيات المتوافرة لدى المجموعة الخماسية وتكتل «الاعتدال الوطني» لتحريك المسار الرئاسي. واستوضح الوفد من السفير بعض النقاط التي وردت في بيان السفراء الخمسة بعد اجتماعهم الاخير في مقر السفارة الاميركية، خصوصاً لجهة تحديد البيان مهلة نهاية ايار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وحسب المعلومات، اوضح السفير موسى انّ تضمين البيان هذه الفقرة جاء بناءً على تمني إحدى الكتل الأساسية، لكنه لم يسمِّها. وأسهب موسى في شرح الاجواء الإقليمية الساخنة، مشيراً الى احتمال كبير لتوسيع الحرب في المنطقة نتيجة تمسّك رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بتنفيذ وعوده بإعادة اللاجئين في شمال فلسطين الى مستوطناتهم القريبة من الحدود اللبنانية.
وكشف موسى عن قرب انعقاد قمة اميركية ـ فرنسية سيكون لبنان من ضمن مواضيع البحث خلالها، ما يُحتّم مسارعة القوى السياسية اللبنانية الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً وانّ الادارة الاميركية ستنشغل ابتداءً من حزيران المقبل بإنتخاباتها الرئاسية.
لكن السفير موسى لاحظ وجود «ليونة ومرونة» لدى بعض الكتل النيابية، وتمنّى على تكتل «الاعتدال» معاودة اتصالاته بهذه الكتل لتحريك الجمود في الملف الرئاسي.
ولاحظ اعضاء التكتل انّ السفراء الخمسة يقومون بجولات فردية على بعض القوى اللبنانية «الصديقة» لتليين المواقف بحكم «المونة» عليها. وخلصوا الى انّ الرهان على ايجابيات ما زال قائماً قبل دخول المنطقة في محظور توسع الحرب وانصراف الدول المعنية الى الاهتمام بشؤونها الملحّة.
وبعد اللقاء، قال السفير المصري في لبنان علاء موسى: «الإجتماع مع كتلة «الإعتدال الوطني» تناول آخر التطورات في ملف الرئاسة، وعلينا أن نبتعد عن نقاش من يرأس الحوار والتركيز على هدف الحوار. وكان اللقاء مهمّاً لأننا قيّمنا المرحلة الماضية»، لافتًا إلى أنّ «الإطار الزمني شيء مهمّ جداً في عالمنا العربي ليضع ضغطاً، وهذا الضغط يمكن أن يُستغل إيجاباً لإنجاز أمور عدة». وأكّد أنّ «على الخماسية أن تعمل بكل حماسة لإحداث خرق ما في الملف الرئاسي»، مشيراً إلى «اننا توافقنا مع كتلة الاعتدال على أن تواصل تحرّكها في الفترة المقبلة استفادةً من بيان الخماسية الأخير وما تلقيناه من ردود إيجابية من القوى السياسية».
مواقف
وفي المواقف، أبدى تكتل «لبنان القوي» بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، قلقه من «استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وما يتسبّب به من تحلّل للسلطة ولمؤسسات الدولة». وقال إنّ «بقاء الوضع في دائرة المراوحة يجعل من لبنان دولة مكشوفة، في ظل تصاعد المخاطر المتأتية من الحرب الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين في غزة وضدّ اللبنانيين في الجنوب». واعتبر أنّ «حركة اللجنة الخماسية الهادفة الى تحقيق الإنجاز الرئاسي في لبنان تبقى بلا نتيجة إذا لم يبادر النواب اللبنانيون الى ملاقاتها، إما بالإتفاق المسبق على اسم الرئيس أو بالذهاب الى الإنتخاب عملاً بالدستور وصولاً الى تحقيق انتخاب الرئيس مهما كانت النتيجة».
جنبلاط يستذكر
وفي الدوحة، حيث التقى رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استذكر الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «اتفاق الدوحة في أيار 2008، حيث أكّد على إتفاق الطائف، وهذا أمر مهمّ جداً». وقال خلال لقاء مع الجالية اللبنانية في قطر: «نصيحة، نتعلق بالطائف، نتعلق باتفاق الدوحة، وعندما تتحسن الظروف، نرى إن كانت هناك إمكانية لتحسين بعض من الطائف أو تطبيق ما تبقّى منه، خصوصاً في ما يتعلق باللامركزية الإدارية». وأكّد أنّه من «أنصار اللامركزية، لكنه ليس من أنصار الفيدرالية، ولا التقسيم».
واضاف: «لا بدّ من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظّم الامور وننتخب رئيساً أياً كان، وفق الحوار والتسوية».
ورداً على سؤال السفيرة اللبنانية في الدوحة فرح بري له «إلى أين؟»، اجاب جنبلاط : «سؤال صعب الإجابة عنه بدقّة اليوم، لكن فلنتابع جميعاً الجهود المضنية الجبارة التي يقوم بها الرئيس نبيه بري في ما يتعلق بمحاولة فصل المسارات بين لبنان وغزة، تفادياً لمزيد من الدمار والخراب والتهجير والاغتيالات في جنوب لبنان، لأنّ البعض في لبنان كأنّه نسي انّ هناك جنوباً للبنان، وإلى أين ستذهب القيادة الإسرائيلية، إلى مزيد من الحروب». وقال: «انّ الحرب ليست إلّا في بداياتها ستستمر إلى آخر العام وربما تتجاوزه، وحتى إلى ما بعد الانتخابات الأميركية»، مشيراً إلى أنّ «رؤساء أميركا وغير أميركا لا يبالون لا بفلسطين ولا بجنوب لبنان، حسابات ضيّقة أميركية حول الإنتخابات المحلية، لذا علينا ان نزيد من التضامن والوحدة، ونتمنى أن تتكلّل جهود الرئيس بري والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بالنجاح ضمن الظروف الممكنة».
النزوح والديبلوماسية النيابية
إلى ذلك، وعشية مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين المقرر في 28 من الجاري، إلتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية.
وبحث بري في المستجدات السياسية، لا سيما منها ملف النزوح السوري وشؤوناً تشريعية مع رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية عضو كتلة «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا، الذي قال: «تكلمنا بأمور كثيرة منها الملف الرئاسي وملف الجنوب الى كل الملفات الساخنة حالياً، ولكن الإجتماع تركّز على موضوع النزوح السوري ودور المجلس النيابي في هذا الموضوع، انا كنت قد إقترحت على دولة الرئيس، واكّدت الاقتراح، ان يقوم نواب لبنان بدورهم على مختلف الصعد، ومن خلال التوصية التي وجّهت للحكومة في جلسة المناقشة الاخيرة. لكن هناك اقتراحاً آخر أيضاً من ضمن إطار ما يسمّى الديبلوماسية البرلمانية، ان يدعو دولة الرئيس رؤساء لجان الصداقة النيابية في لبنان والذين يمثلون لبنان في العلاقة مع البرلمانات الاوروبية، الى عقد إجتماع مع دول الإتحاد الاوروبي بالاضافة الى الولايات المتحدة الاميركية وروسيا لما لهما من تأثير على مجريات الامور، ومن خلال هذا اللقاء نحدّد ورقة عمل موحّدة مع ملف موحّد حول مقاربة لبنان الموحّدة لملف النزوح السوري، ويذهب رؤساء اللجان في جولات الى كل هذه العواصم في الإتحاد الأوروبي للتواصل مع زملائنا ونظرائنا في هذه المجالس النيابية الأوروبية، ونضعهم في صورة الخطر الداهم على لبنان كياناً وهوية وأرضاً، وعلى اساسه نشكّل معهم قوة ضغط على حكوماتهم من اجل اخذ المصلحة الوطنية في هذا الموضوع في الاعتبار».
واكّد ابي رميا انّ «الرئيس بري أبدى كل تجاوب. وسيحصل تواصل بيني وبين رئيس لجنة الشؤون الخارجية الزميل فادي علامة لتحضير هذا الاجتماع ونبدأ العمل ليكون لنا كنواب دور اساسي في المحافل الدولية الذين هم ايضاً لديهم قرارفي شأن هذا الموضوع».
غارات إسرائيلية
على الجبهة الجنوبية تواصلت المواجهات بين المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي. فبعد الظهر تعرّضت منطقة وطى الخيام لقصف اسرائيلي بالقذائف الفوسفورية، فيما انفجرت مسيّرة صغيرة اطلقها الجيش الاسرائيلي على منزل في بلدة الناقورة كان استهدفه امس الاول.
وفي الموازاة، أغار الطيران الاسرائيلي على الجبين وكفركلا ووادي عصافير في مدينة الخيام، وانفجر صاروخ اعتراضي إسرائيلي فوق ميس الجبل. وبالتزامن، قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة حولا ـ وادي الدلافة.
وأعلن «الحزب» انّه استهدف «نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ موجّه وأصابها إصابة مباشرة، ما أدّى إلى اشتعال النيران فيها». واشار ايضاً الى انّه «وبعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع وعند الثانية والنصف من فجر امس، استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية».
وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان انّها استهدفت »تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في تلة الكرنتينا وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
واستمر الجيش الاسرائيلي في اطلاق القنابل المضيئة من مساء امس الاول وحتى صباح امس، فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق في القطاعين الغربي والاوسط وصولاً الى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع تحليق للطيران الاستطلاعي فوق القرى الحدودية في قضاء صور والساحل البحري وصولاً الى مجرى نهر الليطاني.
وكان الطيران الحربي اغار على أطراف بلدتي بيت ليف ورامية، ما أدّى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والاحراج. فيما اطلق الجيش الاسرائيلي القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الازرق قبالة بلدتي الناقورة وعلما الشعب.
وعاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط يوماً صعباً أمس، حيث أغار الطيران الحربي الاسرائيلي مرات عدة على الناقورة والمنصوري، ادّت الى سقوط عدد من الشهداء.
في غضون ذلك، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن قائد سلاح الجو الاسرائيلي: «سنوسع الهجوم على «الحزب» ونكثفه بقوة نارية هائلة إذا لزم الأمر». واضاف: «قادرون على تنفيذ ضربة جوية هائلة ضدّ الحزب في لبنان».
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
المخاوف الجنوبية تخفِّض شروط الكتل للقبول «برئيس كيفما كان»
المساعدة القطرية للجيش مستمرة.. وجعجع للمساواة بين «التحرير» وخروج الجيش السوري!
رفعت اسرائيل من وتيرة تهديداتها للبنان والحزب على لسان رئيس الاركان وقائد سلاح الجو، لجهة الجهوزية وتوسيع الهجمات ضد القرى الجنوبية، او ما تدَّعيه قوات «الاحتلال الاسرائيلي» «بمواقع الحزب» في وقت احدث فيه قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أرقاً سياسياً ويومياً لدى كيانات دولة الاحتلال، في ضوء تصريحات قادة ودول في العالم مرحبة، وداعية للالتزام بمذكرة توقيف بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت عندما تصدر المذكرة.
واول الغيث ما اعلنه وزير خارجية النروج من ان بلاد ستعتقل نتنياهو اذا زارها.
وبالاضافة الى الانشغالات الجنوبية، وترقب مرحلة ما بعد رحيل فريق الرئيس ابراهيم رئيسي، عاد الاهتمام بالملف الرئاسي، من باب إنهاء الشغور في مرحلة بالغة التعقيد على المستويات كافة، سواء مواجهة تداعيات العدوان او المرشح للاستمرار، من زاوية النائب السابق وليد جنبلاط الذي اعتبر ان الحرب ليست الا في بداياتها، وستستمر الى آخر العام، وربما تتجاوزه الى ما بعد الانتخابات الاميركية..
ومن المثير للاهتمام تواقيع مطالب كل من جنبلاط والنائب جبران باسيل لجهة «التوافق على انتخاب اي كان وفقاً للحوار والتسوية» (بتعبير جنبلاطي) او تسليم التيار الوطني الحر بـ«تحقيق انتخاب الرئيس مهما كانت النتيجة».
الحراك الرئاسي
رئاسياً، تولَّت كتلة الاعتدال الوطني، تنظيم صلة الانطلاق بين لجنة السفراء والرئاسة الثانية، فبعد ان زار وفد من كتلة الاعتدال السفارة المصرية، والاجتماع مع السفير علاء موسى، انتقل النائب وليد البعريني الى عين التينة، ونقل الاجواء الى الرئيس نبيه بري.
وبرزت حسب معلومات «اللواء» عقدة من يتولى ادارة الحوار، او المشاورات ومن يحضر من الكتل، فضلاً عن جدول الاعمال.
جنبلاط من قطر للتعاون بين الخماسية والكتل
ومن قطر، دعا النائب السابق وليد جنبلاط الى «توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الامور، وننتخب رئيساً أياً كان وفق الحوار والتسوية».
وكان رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استقبل جنبلاط، برفقة نجله النائب تيمور جنبلاط وعقيلته نور جنبلاط وامين السر باللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن، بحضور سفيرة لبنان في قطر فرح بري.
ورشح في بيروت ان جنبلاط ابلغ رئيس الوزراء القطري ان فريقاً واحداً ليس بإمكانه ايصال رئيساً للجمهورية، وبالتالي لا بد من رئيس توافقي، فالازمة الراهنة لا تحل الا على هذا النحو.
قلق التيار
وابدى تكتل لبنان القوي قلقه من استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وما يتسبب به من تحلل للسلطة ولمؤسسات الدولة.
وفي خطوة تنمُّ عن ليونة اعتبر التكتل ان «حركة اللجنة الخماسية الهادفة الى تحقيق الانجاز الرئاسي تبقى من دون نتيجة اذا لم يبادر النواب اللبنانيون الى ملاقاتها، إما بالاتفاق المسبق على اسم الرئيس أو بالذهاب الى الانتخاب عملاً بالدستور وصولاً الى تحقيق انتخاب الرئيس مهما كانت النتيجة.
جعجع وعيد المقاومة والتحرير
وفي موقف، يمكن التوقف عنده اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع معارضته ما جاء في مذكرة الاقفال في مناسبة «عيد المقاومة والتحرير» لا سيما لجهة تخصيص الحصة الاولى من الاثنين 27/5/2024 في جميع المدارس والمعاهد والجامعات لشرح اهمية المناسبة، اي «عيد المقاومة والتحرير».
ووصف جعجع في تصريح له الطلب بأنه «تدخل في البرامج التربوية»، مطالباً تخصيص حصة تتعلق بالمناسبة الوطنية المتمثلة بخروج الجيش السوري.
واعتبر انه في الحالتين «يجب الاتفاق على مضمون هذه الحصص بهدف تنشئة الاجيال تنشئة وطنية صحيحة عمادها الدولة فحسب، كسلطة قرار والجيش كمنفذ حصري لهذا القرار في حماية السيادة والدفاع عن لبنان».
وبنى جعجع مطالعته هذه على ما وصفه ببديهية إيراد مناسبة خروج الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي ضمن الأعياد الوطنية، فإنه من البديهي أيضا إيراد مناسبة خروج الجيش السوري من قلب لبنان ضمن الأعياد الوطنية، فالاحتلال هو احتلال سواء كان من عدو أم من «شقيق»، خصوصا ان النظام السوري، ومن خلال جيشه، كان يضع يده كاملة على الدولة ومؤسساتها ويهيمن على معظم التراب اللبناني، وليس من الجائز مواصلة التعاطي باستنساب مع قضايا تتعلّق بسيادة لبنان.
دبلوماسياً، تلقَّى الرئيس نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البو السعيدي، تم خلاله التشاور في قضايا مشتركة، واستدامة الامن والاستقرار في المنطقة.
وكان ميقاتي اجتمع مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وجرى البحث في موضوع ملاحقة المخالفات المتعلقة بالنازحين، ومصير العلاقة مع ممثل المفوضية السامية للاجئين بعد سحب كتاب التدخل.
المساعدة للجيش
وفي تطور من شأنه ان يدعم استمرار الاستقرار، ابلغ سفير قطر في بيروت الشيخ مسعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ان المساعدة القطرية المالية للجيش مستمرة، فضلاً عن تزويده بالمحروقات لغاية نهاية السنة الجارية.
ضبط 400 مسدس
وفي تطور امني بالغ الخطورة، كشفت قيادة الجيش ان «مديرية المخابرات ضبطت في مرفأ طرابلس شاحنة تحمل 400 مسدس حربي مهرب ومخفي داخلها، واوقفت السائق».
الوعيد الإسرائيلي
وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان جيشه على جهوزية عالية على الحدود مع لبنان، وعلينا القيام بردود افعال قوية.
وتوعد قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال تومر بار الحزب «بقصف يزيل التهديدات، ويخلق واقعاً جديداً».
ونقلت عنه القناة 14 الاسرائيلية:«اذا تطلَّب الامر، نعلم كيف نوسع الهجمة ضد الحزب».
الوضع الميداني
ميدانياً، تعرضت منطقة وطى الخيام الى القصف بالقذائف الفوسفورية، وليل أمس، اغار الطيران الحربي المعادي على مارون الراس.
كما سقط صاروخ اسرائيلي مساء في المنطقة المفتوحة بين حلتا وكفرشوبا.
وردت المقاومة الاسلامية باستهداف تجمع لجنود العدو في تلة الكرنتينا بقذائف المدفعية.
وتجددت التوترات بين اليونيفيل والاهالي، وافيد عن اعتراض شبان سيارة لـ«اليونيفيل» قرب مفرق عين الدلبة في الضاحية الجنوبية، باعتبار هذه المنطقة خارج عمل قوات اليونيفيل.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
اللجنة الخماسية لم تحدد جدولا جديدا لتحركها… جنبلاط من الدوحة: لانتخاب الرئيس بالتوافق والحوار – محمد بلوط
وفد رسمي برئاسة بري للمشاركة في مراسم وداع رئيسي اليوم وكلمة لنصرالله الجمعة
تشهد طهران اليوم مراسم مهيبة لتشييع ووداع الرئيس الايراني الراحل السيد ابراهيم رئيسي ورفاقه الذين قضوا في حادث المروحية المفجع وسط اجواء من الحزن لفت البلاد التي شهدت مشاركة شعبية واسعة في التشييع الذي جرى امس في تبريز قبل نقل الجثامين الى طهران.
في هذا الوقت تواصلت الاجراءات الدستورية في اطار ضمان ديمومة الاستقرار السياسي في البلاد. وكان مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي طمأن الايرانيين الى انه لن يكون هناك خلل في ادارة شؤون البلاد، وكلف نائب الرئيس محمد مخبر باعمال الرئاسة وفق ما ينص الدستور.
واجتمع مجلس خبراء القيادة الايرانية امس وانتخب موحدي كرماني رئيسا له باغلبية ٥٥ صوتا.
ومن المقرر ان تجري انتخابات الرئيس الايراني الجديد في 28 حزيران المقبل.
بري على راس وفد في طهران
ومن المقرر ان يشارك في المراسم الرسمية لوداع الرئيس الايراني الراحل ورفاقه اليوم في طهران وفود رسمية اجنبية وعربية واسلامية.
وعلمت « الديار» انه من المنتظر ان يشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري على راس وفد رسمي لبناني رفيع في هذا الوداع اليوم ويقدم التعازي للقيادة الايرانية.
كلمة لنصرالله الجمعة
وبسبب هذا الحدث المفجع علم ان الحزب قرر اقامة احتفال تكريمي للرئيس الايراني الراحل ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ورفاقهما بعد غد الجمعة يتحدث خلاله السيد نصرالله.
واعلنت السفارة الايرانية في لبنان عن تقبل التعازي بالشهداء اليوم وغدا بين الرابعة بعد الظهر والسابعة مساء.
الملف الرئاسي: لا جدول بعد لتحرك اللجنة الخماسية
على صعيد اخر علمت «الديار» من مصدر مطلع ان اللجنة الخماسية بعد بيانها الاخير لم تضع جدولا محددا لتحركها في المرحلة المقبلة، وان تحركها ربما يقتصر في الوقت الراهن على اتصالات ولقاءات يجريها بعض السفراء الاعضاء في اطار متابعة الوضع المتعلق بالملف الرئاسي والجهود المبذولة لاحداث خرق جدي في معالجة عقدة انعقاد التشاور بين الكتل النيابية تمهيدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وحول اللقاء المحتمل للجنة مع الرئيس بري قالت مصادر عين التينة للديار امس انه لم يحدد موعد لمثل هذا اللقاء حتى الان.
والمعلوم ان السفيرة الاميركية ليزا جونسون ستقضي فترة في الولايات المتحدة الاميركية، كما ان بعض السفراء الاعضاء ومنهم السفير السعودي وليد البخاري يتوقع ان يغادر الى المملكة في موسم الحج وعطلة عيد الاضحى الذي يصادف في منتصف حزيران المقبل.
مرجع بارز: فكرة التشاور تنتظر الترجمة
ونقلت مصادر مطلعة لـ»الديار» عن مرجع بارز قوله عن الاجواء بعد بيان اللجنة الخماسية «ان الثابت حتى الان هو ان فكرة التشاور قائمة، لكن لا يوجد بعد شيء عملي لعقد هذا التشاور ولم تتبلور ترجمة هذه الفكرة».
وحرص المرجع على عدم الدخول في تفاصيل ما ستؤول اليه الامور في ما يتعلق بتوفير عناصر الحوار او التشاور بانتظار حراك اللجنة ومواقف الاطراف السياسية لا سيما التي ابدت معارضتها وتحفظها على هذا الموضوع.
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ»الديار» فان الحراك المتعلق بالملف الرئاسي عند النقطة التي سبقت اجتماع اللجنة الخماسية الاخير في عوكر، وان العقد التي حالت دون احراز تقدم في شأن الحوار او التشاور ما زالت قائمة ولم يطرأ اي جديد في شأنها.
والمعلوم ان الخلاف مستمر حول من يدعو ومن يترأس التشاور، بالاضافة الى اصرار المعارضة على عقد جلسة انتخاب مفتوحة بينما اكد الرئيس بري استعداده على عقد جلسات متتالية بدورات متتالية ايضا من اجل انتخاب الرئيس.
اجواء لقاء كتلة الاعتدال مع السفير المصري
وامس اجتمعت كتلة الاعتدال الوطني النيابية مع السفير المصري علاء موسى في السفارة لاكثر من ساعة، واطلعت منه على شرح مسهب حول بيان اللجنة الخماسية، واستفسرت منه عن بعض النقاط.
وقالت مصادر في الكتلة لـ»الديار» انه جرى التركيز على سبل تدوير الزوايا للحصول على توافق بين الكتل من اجل انعقاد التشاور الموسع، مشيرة الى ان هناك افكارا عديدة مطروعة لتذليل العقبات في هذا الشأن. واوضحت ان الكتلة بصدد اجراء اتصالات ولقاءات مع الكتل في الايام المقبلة، مؤكدة على اهمية الاجتماع مع الرئيس بري ودوره الاساسي في هذا المجال.
واوضح السفير موسى بعد لقاء الكتلة ان تحديد اللجنة الخماسية لمهلة نهاية ايار تعكس رغبة النواب والكتل، معتبرا انه يمكن استغلال عامل الوقت بشكل ايجابي.
وشدد على ان اي جهد من قبل الاطراف اللبنانية ومنها ما تقوم به كتلة الاعتدال الوطني هو جيد ومهم، داعيا الى التركيز على هدف الحوار او التشاور للتغلب على التفاصيل من اجل الوصول الى الهدف من هذه الجهود وهو انتخاب رئيس للجمهورية. ودعا الى الابتعاد في الوقت الحاضر عن التركيز على مسألة من سيدعو او يرأس التشاور.
وعلمت « الديار» من مصادر مطلعة ان كتلة الاعتدال ستجري مشاورات تمهيدية مع الكتل النيابية، وهناك افكار مطروحة لاجراء مشاورات جانبية مماثلة تسبق مرحلة حسم الية عقد جلسة التشاور الموسعة.
وفي ظل هذه الاجواء قال مصدر نيابي مطلع لـ»الديار» ان الحديث عن هذه الافكار والسيناريوهات يعني ان الجهود المبذولة اكان من اللجنة او كتلة الاعتدال تحتاج الى فترة غير قصيرة ولا تتوافق حكما بالمهلة التي حددتها اللجنة، لافتا ان الاجواء في الدول الخمس لا تؤشر الى معطيات ملموسة تساعد او تشجع على التفاؤل بمخرج قريب.
لودريان متردد في زيارة بيروت
وكشف نقلا عن مصادر ديبلوماسية ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يخف مؤخرا تردده في القيام بزيارة لبيروت رغم رغبته في استئناف تحركه شخصيا باتجاه لبنان، وارجع هذا التردد الى انه لم تحصل حتى الان نقلة جدية في شان ملف الرئاسة يمكن البناء عليها لزيارة لبنان.
جنبلاط من الدوحة: لانتخاب الرئيس وفق الحوار
وفي جو متصل، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط امس رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني في الدوحة بحضور عقيلته نورا ورئيس الحزب نجله تيمور والنائب هادي ابو الحسن وسفيرة لبنان في قطر فرح بري.
وجرى البحث في التطورات لا سيما الحرب على غزة والجنوب اللبناني، وفي ملف رئاسة الجمهورية.
وثمن جنبلاط الدور الذي تلعبه قطر في اطار مبادرتها لوقف النار ولمساعدة لبنان لتجاوز ازمته.
وكان جنبلاط خلال لقائه الجالية اللبنانية في السفارة قال « ان الحرب ليست الا في بدايتها وستستمر الى اخر العام وربما تتجاوز ذلك الى ما بعد الانتخابات الاميركية».
وتمنى «ان تتكلل جهود الرئيس بري والمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين بالنجاح في الظروف الممكنة».
وعن رئاسة الجمهورية قال» لا بد من توافق القوى السياسية بمساعدة اللجنة الخماسية كي تنظم الامور وننتخب رئيسا ايا كان وفق الحوار والتسوية».
مفاوضات غزة مجمدة والتصعيد مرشح للاستمرار
على صعيد اخر، يبقى الوضع في الجنوب في دائرة التصعيد والمواجهات بين الحزب والعدو الاسرائيلي في ظل انسداد افاق المفاوضات في شأن الحرب في غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية امس ان هذه المفاوضات تشهد جمودا في الوقت الراهن، لكنه اضاف ان حالة الجمود الراهنة في الوساطة لا تمنعنا من استمرار التواصل مع الاطراف المعنية.
وعكست وسائل اعلام العدو اجواء رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو واصراره على المضي في الحرب، وقالت اذاعة جيش العدو» انه بسبب الوضع السياسي فان نتنياهو غير قادر على مناقشة سبل الدفع نحو اتفاق».
ورفض نتنياهو طلب الوزيرين غالانت وغانتس عقد اجتماع لمناقشة صفقة تبادل الاسرى بعد وصولها الى طريق مسدود.
وفي موقف يعكس الدعم الاميركي القوي للكيان الاسرائيلي، قال الرئيس الاميركي جو بايدن امس تعليقا على قرار المحكمة الجنائية الدولية « ان طلب المدعي العام للمحكمة باصدار اوامر اعتقال بحق قادة اسرائيليين يعتبر امرا مشينا، وسنقف دائما بجانب اسرائيل في وجه التهديدات الامنية».
من جهة ثانية كشفت اذاعة جيش العدو امس عن صفقة بشان غزة تقدم بها مستشار الامن القومي الاميركي جاك سوليفان لإسرائيل خلال زيارته الاخيرة لتل ابيب والسعودية تشمل التطبيع مع السعودية وغطاء امني اميركي ودعما لتحالف يضدم دول المنطقة بمواجهة ايران.
كما تشمل الصفقة استثمارات بمليارات الدولارات في قطاع غزة وبتأثير اسرائيلي على ان توافق اسرائيل على انهاء حرب غزة، وان تعلن الحكومة الاسرائيلية انها تعمل لخلق افق سياسي لحل الدولتين.
واضافت الاذاعة ان نتنياهو لم يرفض الاقتراح الاميركي لكنه لم يعبر عن قبوله به.
وفي الرياض نقلت وسائل الاعلام عن مصدر سعودي انه لن يكون هناك تطبيع مع اسرائيل من دون ضمانات حقيقية لحل الدولتين. وقال «لن يكون هناك سلام مع السعودية بدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لذلك لا يوجد تطبيع مع الحكومة الاسرائيلية الحالية».
وعلى الصعيد الميداني في الجنوب نفذ الحزب سلسلة عمليات ضد عدد من مواقع وتجمعات جنود العدو مستخدما المدفعية والصواريخ ومنها مواقع: المالكية، المرج، محيط الراهب، ورويسة القرن.
واغار طيران العدو على كفركلا والجبين ووادي العصافير في الخيام. وقصف بالمدفعية بعض المناطق.
********************
افتتاحية صحيفة الشرق
معارك ضارية في جباليا ورفح وتل الزعتر.. والقسام تعلن قتل 5 جنود
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من الغارات الجوية التي استهدفت فيها مناطق تقع في وسط مدينة رفح، بما يشير إلى وجود خطط لتوسيع رقعة التوغل البري في المدينة، حتى احتلالها بالكامل، في وقت سجلت فيه عمليات النزوح زيادة عن الأيام الماضية، مع يقين السكان بأن العملية ستتسع في الوقت القريب، في وقت واصلت فيه تلك القوات أيضا توسيع رقعة الاجتياح البري لمناطق شمالي القطاع.
وتواصلت عمليات القصف العنيف لمناطق شرق رفح، علاوة عن غارات أخرى تستهدف باقي مناطق المدينة، في سياق العملية العسكرية البرية التي دخلت أسبوعها الثالث.
وأدت غارة جوية استهدفت أحد أحياء مخيم يبنا وسط مدينة رفح، إلى استشهاد خمسة مواطنين، بينهم أطفال، وإصابة آخرين بجراح، وعادت تلك الطائرات الحربية واستهدفت المخيم بعدة غارات أخرى، أوقعت إصابات في صفوف السكان وخلفت دمارا كبيرا.
كما سقط شهيدان في قصف منزل آخر يقع قرب مدرسة رابعة العدوية وسط المدينة، وقد أدت الغارة إلى تدمير المنزل.
وأعلن الاحتلال في ذات الوقت عن شن 70 غارة جوية على أنحاء قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقد اعتادت قوات الاحتلال قبل بدء أي عملية برية، أو توسيع رقعة التوغل، أن تقوم بقصف جوي عنيف على المناطق التي تريد دفع دباباتها وجنودها إليها.
وفي هذا السياق، قال الوزير الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، إن احتلال قطاع غزة بشكل كامل والسيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه “ليس كافيا”، وقال “الأهم هو تشجيع الفلسطينيين على الهجرة”.
وميدانيا، فقد تواصلت عملية الاجتياح البري الواسعة لمخيم جباليا شمال القطاع، وذلك من خلال وصول دبابات الاحتلال لأحياء جديدة في المخيم، حيث باتت حاليا تتواجد في منطقة رياض الصالحين، وعزبة ملين، وشارع العجارمة، حتى منطقة أبراج الشيخ زايد، وكذلك في بلوكات 1، 2، 3، 4 و5.
واستهدفت قوات الاحتلال بغارة جوية محيط مستشفى اليمن السعيد بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وتستخدم قوات جيش الاحتلال كثافة النيران في توسيع رقعة الاجتياح، حيث يتعرض المخيم لقصف جوي عنيف جدا، أدى خلال الساعات الـ 34 الماضية، لتدمير أحياء سكنية بشكل كامل.
وفي المقابل، تمكنت المقاومة التي خاضت معارك ضارية في جباليا من تدمير عدد من الدبابات وقتل 5 جنود للاحتلال.
وفي مدينة غزة، استمر الاستهداف المدفعي لحي الزيتون الذي يعاني من دمار كبير، بسبب الاجتياح الأخير الذي انتهى قبل أيام.
واستمرت الاستهدافات الإسرائيلية لمناطق الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، وللمناطق المجاورة للممر الأمني الفاصل بين شمال وجنوب القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال المنطقة الشمالية لمخيمي النصيرات والبريج بسلسلة غارات جوية، كما ترافق ذلك مع إطلاق المدفعية العديد من القذائف، ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قضى شهيد وأصيب آخرون بجراح بينها خطرة، جراء قصف صاروخي استهدف منزلين لعائلتي أبو عامر وأبو طير شرق المدينة.
واستهدفت أيضا زوارق الاحتلال الحربية بنيران رشاشاتها الثقيلة منطقة بحر مدينة خان يونس التي يكثر فيها النازحون.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن قوات الاحتلال ارتكبت خمس مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، أدت إلى استشهاد 85 مواطنا، وإصابة 200 آخرين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :