افتتاحية صحيفة الأخبار:
هوكشتين يكبّر حجره: الخط الأزرق هو الـحدود!
مرّ الخطاب المقتضب الذي ألقاه المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة إلى المنطقة عاموس هوكشتين في العشاء السنوي لـ«مجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان» (American Task Force on Lebanon) من دون أن يلقى الاهتمام الرسمي المطلوب، رغم خطورته.مساء الثلاثاء الماضي، وأمام أعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن وشخصيات من «ATFL»، قال هوكشتين كلاماً خطيراً حيال رؤيته لـ«الحل» في جنوب لبنان، حين طرح «تطبيق 1701 عبر تحويل الخط الأزرق إلى خط حدودي». ولم يقف هوكشتين عند هذا الحدّ، بل أضاف فكرةً تمسّ مباشرةً بالسيادة اللبنانية وتنسف مساراً تاريخياً من الوقائع المدوّنة والاتفاقيات الدولية، حين طرح أنه «يجب علينا أن نضع حدوداً (بين لبنان وفلسطين المحتلة) للمرّة الأولى، إذا كان بإمكاننا فعل ذلك في البحر فباستطاعتنا فعل ذلك في البرّ».
اللافت، أن البحث عن فيديو الكلمة الكاملة لهوكشتين لم يعد متوفّراً على الموقع الإلكتروني لـ«ATFL»، بل جزء بسيط وعام من كلمته من ضمن فيديو طويل عن وقائع العشاء.
عملياً، كشف هوكشتين، حامل الجنسية الإسرائيلية إلى جانب جنسيته الأميركية والذي سبق أن خدم في جيش الاحتلال، إمّا عن جهله بالوقائع في جنوب لبنان وتفاصيل الحدود الجنوبية، أو عن تعمّده تفجير ملف دبلوماسي وسياسي وعسكري يضيف إلى الحرب المندلعة في الجنوب أسباباً أخرى، غير ارتباطها بالمعركة في غزّة.
وإذا كان هوكشتين، عضو الحزب الديموقراطي وحامل سرّ الرئيس الأميركي جو بايدن، يبحث عن تحقيق إنجازات وهميّة تُسَجَّل لرئيسه قبيل الانتخابات بعد إخفاقات غزّة وانتفاضة الجامعات الأميركية، فإنه بذلك التوصيف غير الدقيق قد أبعد الحلول لا قرّبها. عملياً، نسف المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة أساس السجال حول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة حالياً، حين اقترح تحويل الخط الأزرق إلى خط حدودي، إذ إن الخط الأزرق هو مجرد خط انسحاب سجّلته الأمم المتحدة وتشوبه شوائب كثيرة كخط انسحاب أصلاً، حيث لا تزال إسرائيل تحتل عليه 13 نقطة، بالإضافة إلى احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر.
أما المسألة الثانية، فهي اعتبار الترسيم البحري منتهياً بين لبنان وفلسطين المحتلّة، رغم أن الملفّ ناقص، انطلاقاً من مطالبة لبنان بانسحاب الجيش الإسرائيلي من نقطة «ب 1» والتي تحدّد الحدود البحرية. وما تجاوز البحث في خط الطفافات، إلّا دليل غير معلن على أن «الاتفاق» الحدودي البحري بحد ذاته غير مُنجز، خصوصاً أن ملف التنقيب عن الغاز في الجانب اللبناني لا يزال عالقاً، والعودة إلى التوتر في المنطقة البحرية واردة في أي لحظة.
والمسألة الأهم، «تكبير الحجر» باعتبار هوكشتين نفسه أنه يجد حدوداً بين لبنان وفلسطين المحتلّة. فالحدود موجودة أصلاً بين لبنان وفلسطين، ومحدّدة منذ اتفاقية بوليه ـ نيوكومب الموقّعة عام 1923، ثم مرّةً ثانية في اتفاقية «الهدنة» بين لبنان وإسرائيل، الموقّعة في 23 آذار من عام 1949. وفات هوكشتين أن حقل «كاريش» نفسه يقع في مقابل المياه الدولية التابعة لـ«دولة فلسطين» المعلنة في قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947، والتي حدّدت حدودها الشمالية بناءً على الحدود الدولية المعترف بها بين لبنان وفلسطين. وهي غير «دولة فلسطين» التي يعد بها بايدن الفلسطينيين زوراً على أنقاض غزّة والضّفة الغربية.
البحث عن «نصر حدودي» في جنوب لبنان بهذه الأفكار، يعيد البحث إلى أصل فكرة «الحل الشامل» التي يبحث الأميركيون دائماً عنها. فهل تستطيع الولايات المتحدة، أو هل ترغب، في إجبار إسرائيل على وضع حدود دولية في دستورها؟ أم أنه يحقّ لـ«الدولة اليهودية الوحيدة» كما أسماها بايدن أن تتوسّع وأن يرضخ الآخرون لقوتها كما يتوهّم هوكشتين بطرحه الأخير؟ وكيف يمكن الوصول إلى «الحلّ الشامل» (بحسب المفهوم الأميركي)، إذا كان الرئيس دونالد ترامب قد أيّد «السيادة» الإسرائيلية المزعومة على الجولان السوري المحتلّ ولم يتخذ بايدن أي خطوة معاكسة على عكس كل القرارات الدولية، فيما يحيّد هوكشتين البحث في الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا؟
الأجدر، الآن، قبل البحث عن أي اتفاق حدودي في الصراع الوجودي، إيقاف المذبحة بحق الفلسطينيين، على الأقل لتحقيق ما وعد به هوكشتين في كلمته بـ«استعادة الاستقرار على الخط الأزرق».
بيان الخماسية «مُخيِّب»
«مخيّب للتوقّعات»، هكذا وصفت مصادر بارزة بيان اللجنة الخماسية الذي أصدرته الخميس الماضي، ودعا الكتل السياسية إلى «مشاورات محدودة النطاق والمدة لتحديد مرشح أو قائمة قصيرة من مرشحي الرئاسة ثم الذهاب فوراً إلى جلسة انتخابية بجولات متعددة لانتخاب الرئيس الجديد»، محدّداً مهلة لإنجاز هذه المشاورات في نهاية أيار الجاري. ولفتت المصادر إلى أن البيان «عبارة عن تجميعة من الآراء التي سمعها السفراء خلال اجتماعاتهم بالكتل السياسية مع توصية بالالتزام ببيان الدوحة»، مشيرة إلى أن «الملف الرئاسي أصبح أكثر تعقيداً، بسبب تمسك الأطراف بمواقفها بشأن الحوار بين رافض ومؤيّد، والخلاف حول الجهة التي ستدعو إلى الحوار فضلاً عن شكل الجلسات، مفتوحة أم متتالية». وفيما كثرت التحليلات حول مدى تأثير الحدث الإيراني الأخير على مجريات الأحداث في المنطقة ومن بينها لبنان، أكّدت المصادر أن «الملفات في لبنان ستبقى مجمّدة وربما ستتعثّر أكثر بانتظار ما ستؤول إليه التطورات»، نافية ما أشيع عن تحرك ستشهده الأيام المقبلة لسفراء الخماسية، إذ إن «السفيرة الأميركية ليزا جونسون غادرت لبنان في إجازة»، ولا شيء يؤكد ما تردّد عن زيارة سيقوم بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان بين نهاية أيار وأول حزيران، مع ترسّخ القناعة الخارجية بعدم جدوى أي تحرك قبل انتهاء الحرب في غزة. وهي الخلاصة التي وصلَ إليها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين قبل فترة عندما أبلغ متصلين به بأن لا زيارة قريبة له إلى لبنان «فلا شيء قابلٌ للبحث حالياً». أما عن مبادرات العواصم الأخرى، خصوصاً ما يقوم به القطريون على صعيد دعوة مسؤولين لبنانيين للتباحث معهم في ملف الأزمة اللبنانية وتحديداً الرئاسية، فقالت مصادر مطّلعة إن لا تعويل على الحراك القطري ولا الزيارات التي تحصل إلى الدوحة، والجميع سلّم بأن المفاوض الأساسي هو الأميركي. وكشفت أن عدداً من الشخصيات التي تمّت دعوتها لزيارة قطر غير متحمّسة للذهاب من بينها رئيس القوات سمير جعجع.
***************************
افتتاحية صحيفة البناء:
إيران تنعى رئيسها ووزير خارجيتها وتبدأ التحقيق وتنتخب رئيساً في 28 حزيران مدّعي الجنائية الدولية يطلب توقيف نتنياهو وغالانت وهنية والسنوار وضيف
حماس استنكرت مساواة الضحية بالجلاد.. ونتنياهو يعتبر أنه وجيشه فوق القانون
تبدأ اليوم إيران من تبريز مراسم وداع رئيسها السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان وعدد من القادة والمرافقين الذين كانوا على متن الطائرة المروحيّة التي تعرضت لحادث أودى بحياتهم، بينما أمر رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري لجنة برئاسة الفريق علي عبدالله بالتحقيق في حادث سقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس والوفد المرافق.
سياسياً تلقت إيران التعازي من أعدائها وحلفائها وأصدقائها وخصومها، وكان اللافت أبعد من حجم الانفتاح العربي، وخصوصاً الخليجي في التعزية بالرئيس ووزير الخارجية انضمام الولايات المتحدة إلى المعزين، كما قال بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
دستورياً، أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات محسن سلامي أنه بعد مراجعة مجلس صيانة الدستور تم تحديد موعد 28 حزيران المقبل لإجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة لاختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، بينما تتولّى لجنة تضم رئيس السلطة التشريعية ورئيس السلطة القضائية ونائب الرئيس الذي يقوم بأعمال الرئاسة بالوكالة بعد تصديق المرشد الإمام علي الخامنئي على توليه المهمة وفقاً للمادة 131 من الدستور.
في المنطقة، بينما تتواصل عمليات المقاومة في جبهتي غزة وشمال فلسطين، وتتحوّل إلى حرب استنزاف حقيقية ضد جيش الاحتلال، طلب مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، باعتبارهما مسؤولين عن جرائم متمادية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، قتلاً وتدميراً وتجويعاً، وأضاف إليهما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائدين في حماس يحيى السنوار ومحمد ضيف باعتبارهم مسؤولين عن عملية طوفان الأقصى، بخلاف ما فعل يوم طلب إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متجاهلاً مسؤولية الحكومة الأوكرانية عن سنوات التنكيل والقتل بحق الأوكرانيين من أصول روسية في شرق أوكرانيا، وبينما استنكرت حماس مساواة المحكمة الضحية بالجلاد، اعتبر نتنياهو أنه وجيشه فوق القانون، متهماً المحكمة بالنازية ومعاداة السامية، وقد سارع الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن الى مساندة نتنياهو بإدانة موقف المحكمة بملاحقة قادة الكيان.
وأبرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى آية الله العظمى الإمام القائد السيد علي الخامنئي، معزيًا باستشهاد رئيس الجهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه الذين كانوا معه.
وقال السيد نصرالله: “إننا نشارككم كل مشاعر ومعاني فقد هؤلاء القادة الكرام في هذه المرحلة الحساسة وأنتم تقودون الأمة الإسلامية في صراعها المرير مع قوى الاستكبار والهيمنة والاحتلال الأميركي والصهيوني لمقدساتنا وبلادنا وشعوبنا”. وتابع “لنا ولجميع المظلومين والمقاومين ومجاهدي طريق الحق كل العزاء، والأمل بوجودكم المبارك وقيادتكم الحكيمة والمسددة والشجاعة”.
وأضاف السيد نصرالله: “أسأل الله تعالى أن يمد في عمركم الشريف وأن يعين قلبكم الطاهر على تحمل ألم هذا الفقد لهؤلاء القادة الأوفياء والمخلصين وأن يمنّ على عائلاتهم الكريمة والشريفة وعلى شعبنا الإيراني العزيز والكبير وعلى جميع المسؤولين المحترمين في الجمهورية الإسلامية بالصبر والسلوان وعظيم الأجر وقرب الفرج والنصر، إن شاء الله، وأن يتغمد هؤلاء الشهداء الأخيار جميعًا بواسع رحمته ويجمعهم مع ساداتنا رسول الله وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين”.
ويتحدّث السيد نصر الله يوم الجمعة المُقبل الخامسة عصرًا، في احتفالٍ تكريمي يقيمه حزب الله للشهداء الإيرانيين (الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه) في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشار حزب الله في بيان الى “أنّنا عرفنا الرّئيس عن قرب منذ زمن طويل، فكان لنا أخًا كبيرًا وسندًا قويًّا ومدافعًا صلبًا عن قضايانا وقضايا الأمّة وفي مقدّمها القدس وفلسطين، وحاميًا لحركات المقاومة ومجاهديها في جميع مواقع المسؤوليّة الّتي تولّاها، كما كان خادمًا مخلصًا وصادقًا لشعب إيران العزيز ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة الشّامخ، وعضدًا وفيًّا للإمام القائد؛ كما كان أملًا كبيرًا لكلّ المضّطهدين والمظلومين”، وشدّد على أنّ “عبداللهيان كان في جميع مواقع المسؤوليّة وآخرها في وزارة الخارجيّة، الوزير الحاضر النّشيط والمضحّي وحامل الرّاية في جميع المحافل السّياسيّة والدّبلوماسيّة في العالم، والمحبّ لحركات المقاومة والمتّفاني في نصرتها ودعمها”.
من جهته، أبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي معزياً باستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان ورفقائهما.
وشدّد حردان على أنّ الألم كبير والخسارة فادحة، فالرئيس الشهيد الدكتور إبراهيم رئيسي، من الرؤساء والقادة، الذين تحفظ لهم أمتنا مواقفهم النبيلة والحاسمة في دعم قوى المقاومة في بلادنا، لا سيما في فلسطين ولبنان والعراق، والوقوف بحزم إلى جانب سورية في مواجهتها الإرهاب والاحتلال. وقد آثر منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” التأكيد على مساندة أبناء شعبنا في فلسطين بمواجهة حرب الإبادة الصهيونية، وهو النهج الذي اختطته بلاده منذ انتصار الثورة.
وشدّد على أن “ثقتنا بأن إيران قادرة على استيعاب هذا الحدث العظيم، وتجاوز تداعياته بما بُنيت عليه من نظام مؤسسي ديمقراطي يُؤَمّن استمرار نهجها الداعم لقضية أمتنا، لا سيما المسألة الفلسطينية منها”.
على المستوى الرسمي وفيما أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان “الحداد الرسمي ثلاثة أيام”، بعث رئيس المجلس النيابي نبيه بري برسالة الى القيادة الإيرانية، وأشار فيها إلى أنّ “هذا المصاب الجلل الذي أصاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وثورتها، أصابنا في لبنان أيضًا. وباسمي الشخصي وباسم المجلس النيابي وباسم الشعب اللبناني، نتقدم منكم ومن الشعب الإيراني بأسمى آيات العزاء، سائلين المولى بأن يلهمكم وذويهم عظيم الصبر والسلوان، وأن يسكن شهداء هذه الحادثة الأليمة وسائر الشهداء الفسيح من جنانه، الى جوار الأولياء والصدّيقين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يمنحكم الصحة والسداد في قيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية وثورتها؛ نحو المزيد من المنعة والقوة والاقتدار إنه سميع مجيب”.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان، “وقوفها الى جانب حكومة إيران وشعبها في هذا المصاب الأليم، وتتقدم منهم ومن عائلات الضحايا بأحر التعازي وأسمى مشاعر المواساة سائلة للضحايا الرحمة، وللإيرانيين عمومًا الصبر والسلوان”.
من جهته، لفت رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في تصريح، إلى أنّ “فاجعة كبيرة حلّت على إيران وهزّت العالم باستشهاد رئيسي وعبداللهيان والوفد المرافق. كلّ العزاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً حكومةً وشعباً، ونسأل الله تجاوزهم لهذه المحنة الكبيرة”. واعتبر “التيار الوطني الحر” في بيان، أن “التيار الوطني الحر لا ينسى وقفات إيران مع لبنان في ايّامه الصعبة وفي صراعه مع “إسرائيل”، يتمنى لإيران دوام الاستقرار والأمان والاستمرارية في مؤسساتها الدستورية، ودوام علاقات الصداقة بين لبنان وإيران لما فيه خير البلدين ومصالحهما”.
ميدانياً، أعلن حزب الله أنه “ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة استهدف مقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل ما أدّى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من جنود العدو واشتعال النيران فيه”. واستهدف أيضاً “موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة”. واستهدف “ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة”.
في المقابل شنّ طيران العدو الحربي غارة على بلدة العديسة في محيط “البانوراما”. وشنّ غارة على حولا أيضاً. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدتي راشيا الفخار وكفرشوبا – قضاء حاصبيا، كما استهدف القصف وادي هونين وأطراف مركبا.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال تأبيني أن “جبهة المقاومة جبهة قوية متماسكة تعرف ماذا تريد، تحسب وتدقق وتخطط وتحقق الهدف”. ولفت الى أن “مقاومتنا لم تعد مقاومة مجموعة من الشبان المتحمسين أو الغيورين فقط، المقاومة اليوم هي شبان ووجدان وشيبة ونساء وصبية وفتية، وكل مجتمعنا أصبح اليوم مقاومًا وبهذه المقاومة انتصرنا على مدى كل السنوات الماضية، وبهذه المقاومة سنحقق نصرًا كبيرًا عزيزًا على هذا العدو، بإذن الله تعالى”. وأضاف صفي الدين: “إذا كنا نريد أن ندافع عن بلدنا يجب أن نحمي مقاومتنا وسلاحنا وبلداتنا وقضايانا وأن نعمل على استعادة حقوقنا، وبالتالي هناك مظلوم … نعم نفترق في هذا المفهوم عن بعض الناس في لبنان أو في المنطقة، وهذا ليس جديدًا على السياسة اللبنانية، وليس جديدًا على السياسات العربية، دائمًا كان هناك مَن يعتبر أن قضية فلسطين أو القدس لا تهمّه، ليست أولوية، لا تعنيه، ليست مرتبطة لا بوطنه ولا بمستقبله وبأولوياته ولا ببرامج حياته”.
على صعيد أزمة النزوح، وبعد تكثيف الدولة اللبنانية ضغوطها محصنة بتوصيات المجلس النيابي الأخيرة، سحبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الـ»unhcr»، الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة 17 أيار 2024، وذلك بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب.
وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب استقبل ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون. وقال بوحبيب بعد اللقاء “استدعيت اليوم فريسون، وأبلغته بـ”سحب الرسالة التي وجههتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة”، وطالبه بـ” ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والإدارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الإلزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والأعراف الديبلوماسية”، وبـ”عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الأراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية”، وبـ”التزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً”. ولم يفت بوحبيب التلويح بأنه و”في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من إجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة”.
وعلمت “البناء” أن وزارة الخارجية لوّحت بوقف التعامل مع المفوضية واعتبار رئيسها في لبنان غير مرغوب به بحال لم يسحب الكتاب.
ورجحت مصادر وزارية أن تبدأ الحكومة باتخاذ إجراءات جديدة لضبط النزوح انطلاقاً من التوصيات التسع التي أقرّها مجلس النواب، لا سيما تقييد مفوضية الشؤون وإطلاق يد الأجهزة الأمنية والقضائية بتطبيق القوانين على النازحين السوريين. كاشفة لـ”البناء” عن جلسة سيعقدها مجلس الوزراء خلال الأيام المقبلة لوضع تصوّر لتطبيق التوصيات النيابية وفق الإمكانات المتاحة. كما لفتت الى أن الحكومة ستكلّف بعض الوزراء ومراجع أمنية التوجه إلى سورية لبدء التنسيق المباشر مع الدولة السورية على كافة المستويات لمناقشة كيفية تطبيق خطة الحكومة لإعادة النازحين الى سورية.
ومساء أمس، أشار ايفو فريسون الى أن “رسالتنا الرئيسية ستكون في المقام الأول إلى المجتمع الدولي للحفاظ على تمويل المساعدات الإنسانية في سورية والتعافي المبكر في مناطق العودة حتى يتسنى لنا باعتبارنا جهات فاعلة في تقديم المساعدات”. وأكد أنه “لدينا مسؤولية جماعية في السعي الى ايجاد الحلول لكي يتمكن المزيد من السوريين من التفكير في العودة، وفي هذه الأثناء ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واللبنانيين الضعفاء واللاجئين هنا لتفادي هذه الظروف حيث لا يرى الناس مخرجًا سوى اللجوء الى البحر”. وأوضح أن “السوريين يريدون العودة، لكنهم يجدون أن ذلك لا يزال صعبًا للغاية في الوقت الحالي بسبب العوائق التي يواجهونها”، لافتاً الى أن “المفوضية والمنظمات الأخرى موجودون بالفعل في سورية وهناك عمل يحصل هناك بالفعل. فالفكرة السائدة بأنه يتم توفير كل شيء هنا ولا يتم توفير أي شيء على الجانب الآخر من الحدود خاطئة”. وأضاف “على أساس سنوي تحصل المفوضية على ما يقارب تسعة إلى عشرة آلاف فرصة لإعادة توطين اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلد ثالث أتمنى لو كان بإمكاني فعل المزيد بشأن ذلك مع فريقنا، لكن الأمر يعتمد على الدول الأعضاء”.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
بعد العصابات والتسيّب… تهريب أسلحة! “ليّ ذراع” بين الحكومة ومفوضية اللاجئين
لم تكن جولة التصعيد الميداني الحاد في الجنوب اللبناني أمس، وعلى وقع تتبع العالم لتطورات مقتل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم #رئيسي ووزير الخارجية الإيراني الراحل حسين امير عبد اللهيان ورفاقهما، سوى انعكاس ثابت لعدم تأثر هذه “الحرب” أسوة بالحرب الأم في غزة التي استولدتها، باي حدث مهما كانت طبيعته ولو كان مسرحه إيران وأحد اكبر مسؤوليها بالذات.
غير أن لبنان الرسمي الذي أعطى الانطباع على مستوى “الترابط” في علاقات بعض فئاته ومكوناته بايران بإعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام على الرئيس الإيراني بدا امام مفارقة لا تخلو من سخرية اذ راحت تتردد أصوات “الإشادة” من جانب قوى وشخصيات وجهات حليفة لإيران بإعلان طهران الفوري الالتزام بما تنص عليه القوانين والأنظمة في ايران لجهة تعيين ومن ثم انتخاب خليفة للرئيس الراحل، في حين أن هذه الجهات والشخصيات تنتمي الى معسكر يعطل الاستحقاق الرئاسي في لبنان منذ 18 شهراً ويمضي في هذا النهج التعطيلي.
وفي أي حال لم يحجب هذا الحدث الأولويات الداخلية الضاغطة، لا من الجانب المتصل بتسلسل تداعيات ملف النازحين السوريين التي تتكشف كل يوم عن تطورات واحداث جديدة، ولا من الجانب المتفجر على الجبهة الجنوبية حاملاً معه كل يوم مزيداً من الدم والدمار والخشية من انفجار شمولي.
وعلم أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عيّن الهولندية جينين هينسي بلاسخارت منسقة خاصة جديدة له في لبنان بديلاً من يوانا فرونتيسكا التي انتهت مهمتها.
ولعله كان ينقص ملف النازحين السوريين أن تثبت على الأرض تكرارا حقيقة “التسلح” بعد التسيب الذي انفجرت تداعياته على اثر جرائم قتل ارتكبتها عصابات مسلحة من النازحين السوريين مع حادث توقيف شاحنة سورية كبيرة بعدما اشتعلت فيها النار امام شركة كهرباء لبنان في بسبينا قضاء البترون وكانت المفاجأة ان الشاحنة محملة بالسلاح، ووضعت قوى من الجيش وقوى الأمن الداخلي يدها عليها.وتبين ان الشاحنة محملة بالأسلحة دخلت عن طريق التهريب عبر طرابلس.
تفاقم ملف النازحين اتخذ بعداً متدحرجا مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين في السابع والعشرين من أيار الحالي حتى أن “الصدام” الذي حصل بين السلطة الرسمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عزي الى تصاعد التوتر بين الجانبين على وقع الارتفاع المطرد في حرارة المواقف السياسية الداخلية من ملف النازحين السوريين في الآونة الأخيرة.
ولكن “الاشتباك” الأخير بين السلطة والمفوضية انتهى أمس الى “ليّ ذراع” المفوضية التي بناء على طلب وزير الخارجية والمغتربين، أعلنت سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي. وأوضحت المفوضية أن الكتاب الذي تم توجيهه إلى وزارة الداخلية والبلديات الأسبوع الماضي “قد تم إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين وبما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئون”. وشدّدت على “التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفّافاً في لبنان وأنها ستواصل دعوتها لزيادة المساعدات المقدَّمة إلى لبنان وتعبئة الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحّة للفئات الأكثر ضعفاً، كما تستمر المفوضية بالتأكيد على أهمية قيام المجتمع الدولي بإعطاء الأولوية للحلول الدائمة للاجئين للمساعدة في تخفيف الضغوط في لبنان”. وجدّدت “التزامها بالتعاون في شكل بنّاء مع الحكومة اللبنانية”.
وحصل هذا التطور عقب “استدعاء” وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون وابلاغه بـسحب الرسالة التي وجهتها المفوضية الى وزير الداخلية والبلديات واعتبارها بحكم الملغاة وطالبه “بـضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين لجهة كونها الممر الالزامي لكل مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات، والمعاهدات، والاعراف الديبلوماسية وبعدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية وبالتزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003، وتطبيقها نصاً وروحاً”.
الاعتداء على الصيفي
وفي جانب امني اخر أعلن المكتب السياسي الكتائبي امس بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل “وبعد الوقوف على آخر المعلومات حول الاعتداء على بيت الكتائب المركزي والتطورات في البلاد، أن بعض الجهات المغرضة دأب على تذكير الجميع بأن هناك من يستطيع أن يستقوي على اللبنانيين بالترهيب، وأن يحاول إسكات صوت من يتجرأ على قول “لا” ويرفض كل محاولات الإخضاع”، وقال: “في هذا الإطار، يضع المكتب السياسي الاعتداء على بيت الكتائب المركزي ليل اول من أمس”. ولفت إلى أن “حزب الكتائب اللبنانية، الذي لم تثنه مرة عمليات الترهيب، كان وسيبقى رأس حربة في مواجهة محاولات خطف البلد وإسكات الأصوات الرافضة لوضع اليد على المؤسسات ومصير اللبنانيين، لن يغير في مواقفه ولن يمتنع عن المجاهرة بالحقيقة مهما تكررت هذه الممارسات الجبانة”.
التصعيد جنوباً
اما في الجنوب، فشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتين على حي سكني وسط #الناقورة واطلقت عدداً من الصواريخ ودمرت الغارات هذه منزلين، وألحقت أضراراً بمنازل أخرى. ثم اغارت مسيّرة على محيط وجود فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية وأفيد عن اصابة أحد المدنيين نقلته كشافة الرسالة الاسلامية الى أحد مستشفيات المنطقة. واستهدف الجيش الاسرائيلي أيضا اطراف الناقورة بالقذائف المدفعية. واغار الطيران الحربي ال#إسرائيلي مستهدفاً بلدة ميس الجبل. ومساء استهدفت مسيرة اسرائيلية دراجة على طريق المنصوري وأفادت معلومات أن سائقها قتل.
وقد افيد لاحقاً عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في الغارتين الاسرائيليتين على بلدتي ميس الجبل والناقورة. ونعى “الحزب” ثلاثة من عناصره هم عباس مهدي من بلدة الناقورة ورائف عبد النبي مليجي من بلدة الناقورة أيضا وحسين علي حسين من بلدة بدنايل.
واعلن الحزب انه رد على الاعتداءات الإسرائيلية باستهداف مقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل ما أدى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من الجنود وإشتعال النيران فيه واستهدف أيضا موقع الراهب كما استهدف بالصواريخ الموجهة مركزاً للجيش الإسرائيلي على المدخل الشرقي لقرية الغجر “وأصاب بشكل مباشر مكان استقرار وتجمع ضباط العدو وأوقعهم جميعاً بين قتيل وجريح، وقد شوهدت عملية نقل الإصابات من المكان”. واستهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا ومواقع المرج والمالكية وراميا.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
11 قتيلاً في غارات إسرائيل على الجنوب وسوريا
“حليب السباع” يُطوّع مفوّضية اللاجئين.. و6 شاحنات أسلحة تركية إلى بيروت
حزمت الدولة أمرها فكانت لها الكلمة في التعامل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الـUNHCR. فبناءً على طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الذي يبدو أنه شرب «حليب سباع» أخيراً، سحبت المفوضية أمس الكتاب المثير للجدل الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي .
وكان بو حبيب استدعى ممثل المفوضية ايفو فرايسن وأبلغه بوجوب «سحب الرسالة» واعتبارها بـ»حكم الملغاة»، وبـ»ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والإدارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين». وشدّد على «عدم التدخّل في الصلاحيات السيادية للبنان». وطالب بـ»تسليم «داتا» النازحين كاملة من دون إبطاء، في مهلة أقصاها نهاية الشهر الحالي، الى المديرية العامة للأمن العام». ونبّه بو حبيب فرايسن الى أنّه «في حال عدم التقيّد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرّة الى إعادة النظر في تعاملها مع المفوضية».
ومن شأن سيادي يتعلق بملف النازحين السوريين، الى شأن سيادي يتعلق بالأمن، إذ انكشفت صدفةً أمس حمولة أسلحة كانت متجهة من الشمال نحو بيروت. فإثر اندلاع حريق بشاحنة للنقل الخارجي على أوتوستراد البترون قرب محطة الكهرباء، وفي أثناء قيام فرق الإطفاء في الدفاع المدني باخماد الحريق، تبيّن أنّ الشاحنة تحمل أسلحة. وعلى الفور حضرت فرق الأجهزة الأمنية والعسكرية، وضربت طوقاً أمنياً في المحلة وباشرت التحقيقات لإتخاذ الإجراءات اللازمة.
وعلمت «نداء الوطن» ان التحقيقات كشفت ان الشاحنة التي يقودها سوري كانت ضمن قافلة تضم 6 شاحنات انطلقت من مرفأ طرابلس ضمن عملية تهريب وتحمل أسلحة فردية، وقد وضّبت بطريقة محترفة لكي لا يتم الكشف عنها. ويتم البحث وملاحقة شخص لبناني يرجح انه أساسي في العملية، وتتابع مخابرات الجيش تحقيقاتها لمعرفة الجهة التي تقف وراء مصدر السلاح ووجهته.
وفي سياق متصل بالأمن، صعّدت أمس اسرائيل المواجهات في لبنان وسوريا، ما أدى الى مصرع 11 آخرهم سقط مساء في غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية عند مفترق بلدة المنصوري قرب الناقورة.
وقبل ذلك قتل أربعة مقاتلين من «الحزب» جراء ضربات إسرائيلية طاولت بلدتي ميس الجبل والناقورة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من «الحزب» .
وفي سياق متصل، قتل ستة مقاتلين على الأقل من مجموعات موالية لطهران الاثنين جراء ضربات اسرائيلية على وسط سوريا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وذكر المرصد أنّ الضربات استهدفت مقراً لـ»الحزب» في منطقة القصير في محافظة حمص قرب الحدود مع لبنان، ما أسفر عن ستة قتلى، لم يتمكن من تحديد جنسياتهم بعد، بينما طالت ضربة أخرى مقراً تستخدمه مجموعات موالية لطهران جنوب مدينة حمص.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الخماسية» حذّرت من تعطيل انتخاب الرئيس اللبناني… وتوسعة إسرائيل للحرب
كونه الممر لإعادة تكوين السلطة لئلا يبقى البلد مكشوفاً
بيروت: محمد شقير
تبقى تهيئة الظروف السياسية أمام ترجمة ما تضمنته خريطة الطريق التي رسمها سفراء «الخماسية» لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، عالقة على الجهود التي يتولاها السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في تنقلّه ما بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والقيادات في المعارضة، في محاولة للتوصل إلى صيغة مركّبة لا تشكل تحدياً لأحد، يراد منها التوفيق بين التشاور والحوار لإخراج آلية الانتخاب من التباين، تمهيداً لإعادة فتح أبواب البرلمان على نحو يؤدي إلى انتخاب الرئيس، بخلاف الجلسات النيابية السابقة التي اصطدمت بحائط مسدود، وكانت وراء التمديد للشغور الرئاسي الذي مضى عليه أكثر من سنة و7 أشهر.
فسفراء «الخماسية»: الأميركية ليزا جونسون، والسعودي وليد البخاري، والمصري علاء موسى، والقطري عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، إضافة إلى الفرنسي ماغرو، رفضوا، في بيانهم الذي أصدروه، الاستسلام لفقدان الثقة بين المعارضة ومحور الممانعة، الذي يعطل انتخاب الرئيس، وأصروا على حشر المعنيين بانتخابه في الزاوية، محذّرين إياهم من التمادي في تعطيلهم الذي يمنع إعادة تكوين السلطة بوصفه شرطاً لانتظام المؤسسات الدستورية لوقف تدحرج البلد نحو الانهيار الشامل.
قبل حلول الصيف
ويقول سفير في «الخماسية»، فضّل عدم ذكر اسمه، إنه وزملاءه في اللجنة ليسوا بحاجة لتبرئة ذمّتهم أمام المجتمع الدولي والرأي العام اللبناني بإصدار البيان في ختام اجتماعهم بدعوة من السفيرة جونسون، التي غادرت إلى واشنطن لحضور المؤتمر السنوي لسفراء الولايات المتحدة في الخارج، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن البيان جاء معطوفاً على ما لديهم من معطيات بأن البلد لم يعد يحتمل استمرار تعطيل انتخاب الرئيس، بوصفه ممراً إلزامياً لإعادة تكوين السلطة، تحسُّباً لمواجهة التحديات التي تنتظره، وأبرزها عدم وجود ضمانات بجنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب في جنوب لبنان.
وينقل عدد من النواب والوزراء عنه دعوته لهم إلى عدم إسقاط توسعة الحرب من حساباتهم، رغم الضغوط الدولية التي تمارسها الولايات المتحدة وفرنسا على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. ويقول هذا السفير المشار إليه سابقاً، إن مسؤولين في البلدين نصحوا القيادات اللبنانية بضرورة تدبير أمورهم قبل حلول الصيف، وهو الموعد الذي حدده وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ويلفت السفير نفسه إلى أن هناك ضرورة لإعادة تكوين السلطة بانتخاب الرئيس، وتشكيل حكومة فاعلة؛ لأن القيام بهذه الخطوة يرفع من منسوب الضغط والتدخل الدوليين لدى إسرائيل للجم تدحرجها نحو توسعة الحرب، إفساحاً في المجال أمام لبنان ليعيد ترتيب أوضاعه بما يسمح له بالدخول في مفاوضات برعاية دولية لتطبيق القرار 1701.
تحذير من «الاستخفاف» اللبناني بالنصائح
ويحذّر السفير نفسه من إهدار الوقت، ومن استخفاف المَعْنِيِّين بانتخاب الرئيس بالنصائح التي أُسديت لهم من قِبَل أكثر من جهة دولية وإقليمية، بوجوب وقف تعطيلهم انتخاب الرئيس. ويؤكد أن تحذير «الخماسية» من لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب لا ينطلق من فراغ، وإنما من معطيات كانت نقطة تقاطع بين الموفدين الغربيين الذين يتهافتون لزيارتها بغية إثناء نتنياهو وفريق حربه عن توسعة الحرب.
ويسأل السفير العضو في «الخماسية»: ما الجدوى من الربط بين جبهتي غزة وجنوب لبنان؟ وكيف سيكون الوضع في البلد في حال استمرت الحرب على الجبهة الغزاوية ولم تؤدِّ الوساطات إلى وقف إطلاق النار؟ وهل يتحمل لبنان التمديد للفراغ في رئاسة الجمهورية؟ وماذا سيقول «الحزب» للبنانيين؟ وهل سيصمد في موقفه بعدم الفصل بين مساندته غزة وانتخاب الرئيس، خصوصاً أنه يُخشى من أن يؤدي ترحيل انتخابه إلى التمديد للفراغ الرئاسي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي إلى ربيع عام 2025؟
ويؤكد السفير أن بيان «الخماسية» هو لسان حال جميع الدول الأعضاء فيها، ويشكل نقطة تلاقٍ حول التحذير من قيام إسرائيل بتوسعة الحرب، ويقول إن دعوتهم لانتخاب الرئيس بحلول نهاية الشهر الحالي جاءت بناءً على إلحاح عدد من الكتل النيابية التي سبق للسفراء أن تواصلوا معها.
إنذار من «الخماسية»
ويعترف السفير نفسه بأن «الخماسية» أرادت من إصدار بيانها توجيه إنذار للكتل النيابية على طريقتها، لعلها تبادر للانخراط في إعادة خلط الأوراق لإخراج انتخاب الرئيس من التأزم الذي يحاصره، وإن كان ينأى بنفسه عن البوح برد فعل الدول الأعضاء في «الخماسية»، في حال عدم التفات المعنيين إليه بجدية، أو لم يتعاملوا معه على أنه ينطوي على ما يشكله الوضع من خطورة على البلد تستدعي تضافر الجهود لإنقاذه اليوم قبل الغد، خصوصاً أن الجنوب يدخل حالياً في حرب حقيقية لن يوقفها التقيُّد بقواعد الاشتباك التي أصبحت من الماضي.
لذلك يبقى السؤال: ماذا سيقول الناخبون الكبار المَعنيون بانتخاب الرئيس للجنة «الخماسية»؟ وهل لدى البعض ما يبرّر تعطيلهم انتخابه وعدم اكتراثهم للتحذيرات من توسعة الحرب، خصوصاً أن بلدهم أصبح مكشوفاً، ويفتقد شبكة الأمان بغياب إعادة تكوين السلطة، بينما هم لا يعيرون اهتمامهم للنصائح الدولية التي تأتي، وتتولى حكومة تصريف الأعمال إدارة الأزمة بحدودها الدنيا وبإمكانات متواضعة، ولم تعد قادرة على التأثير في مجريات المواجهة جنوباً ما دامت قد أوكلت، كما يقول السفير نفسه، لسواها خوض المفاوضات الرامية إلى تهدئة الوضع، وتحضير الأجواء لتطبيق القرار 1701 الذي يبدو أنه بعيد المنال، على الأقل في المدى المنظور، مع أن هناك ضرورة لحشر إسرائيل وتقديمها للمجتمع الدولي على أنها تعطّل تطبيقه؟
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الأنظار على بيان الخماسية ومشاورات للتوافق على مرشح أو مرشحين وجلسة انتخاب فورية
إنشغل العالم كله برصد تداعيات الحدث الإيراني الذي تجلّى في مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الايرانية حسن امير عبد اللهيان وعدد من مرافقيهما، في تحطّم مروحية كانت تقلهم في طريق عودتهم من زيارة الى اذربيجان.
امّا الحدث الابرز في المقابل، فتجلّى في اعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بأنّ المحكمة تطلب إصدار اوامر اعتقال بحق رئيس وزراء اسرائيل ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت والقياديين في “حركة ح” يحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وهو الأمر الذي استفزّ “حركة ح” التي استنكرت مساواة الضحية بالجلاد، فيما ندّدت اسرائيل بذلك، ووصفتها مستوياتها السياسية بـ»جريمة ذات أبعاد تاريخية» و»فضيحة تُعادل هجوم السابع من تشرين الاول». واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائي كاتسانه فتح ما سمّاها «غرفة حرب خاصة» لمواجهة تحرك المحكمة الجنائية.
رصد المشهد الإيراني
ومع الاعلان الرسمي صباح أمس عن وفاة جميع ركاب المروحية، بعد العثور على جثثهم في مكان سقوطها، اعلن المرشد الايراني الحداد لخمسة ايام، وأجرت ايران انتقالاً سريعاً في السلطة عبر تولية النائب الاول للرئيس الايراني محمد مخبر مهام الرئاسة وتعيين علي باقري وزيراً للخارجية خلفاً لعبداللهيان، مع بدء التحضيرات لاجراء انتخابات رئاسية خلال خمسين يوما.
وفيما تتوالى التعازي بالرئيس الايراني ومرافقيه من قادة عرب وأجانب ومستويات سياسية ورسمية لبنانية، اعلن لبنان الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام لثلاثة ايام، في وقت بقيت فيه العوامل المناخية هي الفرضية الاقوى التي أدت الى تحطّم المروحية، فيما كان اللافت للانتباه في هذا السياق تكرار اسرائيل بأنّ لا علاقة لها بهذا الحادث، بالتزامن مع تحليلات وتقارير أوردها الاعلام الاسرائيلي، اشارت الى مظاهر الابتهاج في اسرائيل، وذهبت الى افتراض انّ رحيل رئيسي من شأنه أن يهزّ المؤسسة السياسية في إيران، فوراً وأيضاً خلال الصراع على خلافة خامنئي في المستقبل، كما انّ رحيل عبد اللهيان سيكون له تأثير كبير. الا انّ الخلاصة التي انتهت اليها تلك التقارير تفيد بأنه «إذا أمِل أحد أن تحطم المروحية الغامض سيؤدي إلى إنهاء الحرب النازفة قريباً منا، فإنّ هذا تقدير متفائل جداً، مع الاشارة الى أن «النجاح الإستراتيجي الذي حققته إيران والمنظمات الموالية لها في الحرب الحالية أنشأت إحباطاً بالغاً في إسرائيل».
ورجّحت تلك التقارير الاسرائيلية «ان التطورات في إيران ستجري بوتيرة مختلفة عن التطورات من حولنا. وفي السيناريو الإيجابي، في المرحلة الأولى، من الجائز أن النظام في طهران سيكون الآن منشغلاً أكثر بنفسه وربما يمارس ضغطاً أقل على «الحزب» كي يحافظ على جبهة عسكرية نَشِطة ضد الجيش الإسرائيلي».
المشهد الداخلي
داخلياً، شكّل الحدث الايراني مادة المتابعة الرئيسية على كل المستويات، بالتوازي مع رصد تطورات الميدان في غزة وامتداداتها الى حدود لبنان الجنوبية. فيما حافظت سائر الملفات الداخلية على انكفائها بعيداً عن حلبة المقاربات الجدية. وكل الانظار باتت مسلّطة الى الخطوة التالية للبيان الأخير لسفراء دول اللجنة الخماسية، والحراك المنتظر من قبل السفراء لتسويق مندرجاته التي تؤكد على دخول الاطراف في لبنان في مشاورات تُفضي الى التوافق على مرشح او مرشحين يليه انعقاد مجلس النواب في جلسة انتخاب فورية.
واذا كان قد أُريد من بيان سفراء دول «الخماسية» ان يشكّل قوة دفع بالملف الرئاسي الى الأمام، الا انّ وقائع المشهد السياسي توحي وكأنّ بيان السفراء قد مرّ مروراً عابراً على طول المشهد السياسي، من دون أن يحرّك ساكناً لدى رافضي منطق الحوار والتوافق.
وكشفت مصادر مواكبة لحراك السفراء لـ»الجمهورية» ان الايام القليلة المقبلة ستشهد حراكا مكثفا للجنة، سواء عبر سفرائها مجتمعين، او بصورة منفردة، ارتكازاً على مضمون «البيان الحواري» الذي صدر في نهاية اجتماعهم في السفارة الاميركية، ولهدف انجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن فترة زمنية أقصاها الشهرين المقبلين»، ونقلت عن احد السفراء قوله: انّ دول الخماسية تشدّ في هذا الاتجاه. وعلى هذا الاساس سيكون حراكنا المقبل اكثر زخماً وفاعلية، لتوسيع مساحة الالتقاء بين الاطراف في لبنان، على اولوية التشاور فيما بينهم لحسم ملف الرئاسة في القريب العاجل، وقناعتنا الأكيدة ان لا سبيل امام اللبنانيين سوى التوافق، وانتخاب رئيس يحظى بأوسع احتضان سياسي له، يستمد منه القدرة على قيادة لبنان خارج أزمته الراهنة».
أين مكان الحوار؟
وبمعزل عن الترحيب بدعوة اللجنة الخماسية الى حوار او نقاش بين المكونات اللبنانية، او تجاهلها، فإنّ الحوار الذي تنشده، وعلى ما تؤكد مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، دونه صعوبات كبرى. أولاً، على مبدأ الحوار حيث لا اجماع عليه، خصوصاً ان قوى سياسية مسيحية وازِنة ترفضه. وثانياً، إن تم التوافق على مبدأ الحوار، فإن العقدة الاساس هي مكان الحوار، ومَن يديره.
تضيف المصادر: مجلس النواب هو المكان الأكثر ترجيحا لعقد الحوار فيه، ومعنى ذلك أن انعقاد الحوار او النقاش في المجلس، سيكون بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري. فيما بعض الاطراف ترفض ادارة بري للحوار على اعتبار انّه طرف في الاشتباك الرئاسي. ما يعني انّ كرة إدارة الحوار تعود إلى ملعب اللجنة الخماسية، لتحديد شكله والمشاركين فيه ومكان انعقاده. علماً ان اللجنة الخماسية لم تُوحِ من قريب او بعيد باستعدادها لأن ترعى او تدير حواراً مباشراً بين اللبنانيين.
ورداً على سؤال، استبعدت المصادر إدارة اللجنة الخماسية للحوار، خصوصاً انّ اعضاءها يَشدّ كلّ منهم في اتجاه مرشّح معين.
ولدى سؤالها اذا أخفقَ انعقاد الحوار في الداخل اللبناني، فما هي فرص انعقاده خارج لبنان في واحدة من دول الخماسية ؟جزمت المصادر بأن هذا الامر ليس مطروحا، اضافة الى انّ الهَم الرئاسي اللبناني لا يعدو اكثر من ملف ثانوي بَتّه بيد اللبنانيين وحدهم، وكثيرون ممّن زاروا تلك الدول وغيرها قيل لهم بصورة مباشرة وغير مباشرة، ان لا اولوية لتلك الدول تتقدم على اولوية مواكبة تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة.
بري: إعادة الأموال
على صعيد سياسي آخر، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان أرنستو راميريز ريغو والممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما، أنّ المدخل لإعادة الثقة بالقطاع المصرفي والنظام المالي العام في لبنان يكون بضمان إعادة الودائع كاملة لأصحابها، مهما تطلّب ذلك من وقت.
الإشتباك الديبلوماسي
في جانب سياسي آخر، تفاعل الاشتباك الديبلوماسي بين الحكومة اللبنانية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث استدعى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب ممثل المفوضية ايفو فرايسن، وأبلغه ضرورة سحب الرسالة التي وجّههتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، التي تطالب بوقف الاجراءات بحق اللاجئين، واعتبارها بحكم المُلغاة. وفي وقت لاحق قامت المفوضية بسحب الرسالة.
وشدد بوحبيب على فرايسن «ضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين. وكذلك عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية. وتسليم داتا النازحين كاملة من دون إبطاء، في مهلة أقصاها نهاية الشهر الحالي، الى المديرية العامة للأمن العام، وفقاً لمذكرة التفاهم الموقعة في ٨ آب ٢٠٢٣، مع وزارة الخارجية والمغتربين. وفي حال عدم التقيّد بما ورد والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوةً بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة».
كذلك اكد بوحبيب، خلال لقائه المنسقة الخاصة للامم المتحدة يوانا فرونتيسكا، على ضرورة مراعاة اصول التخاطب مع مؤسسات الدولة واجهزتها واحترام القوانين اللبنانية والقرارات السيادية الهادفة الى تنظيم مسألة النزوح السوري.
ساحة توتر
جنوباً، بقيت المنطقة الحدودية ساحة توتر متصاعد بوتيرة متواصلة، تكثفت خلالها الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق والبلدات الجنوبية القريبة من خط الحدود، حيث سجلت امس سلسلة غارات نفذها الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي، طالَت بلدتي ميس الجبل والناقورة حيث أُفيد عن سقوط شهداء وجرحى، والمنطقة الواقعة بين بلدتي القليلة والمعلية في منطقة صور. وترافقَ ذلك مع قصف مدفعي طالَ سهل الخيام، وبلدة الخيام بالقذائف الفوسفورية، ومركزاً للجيش اللبناني عند اطراف بلدة علما الشعب، اطراف الناقورة، اطراف حولا، العديسة، وقرى منطقة العرقوب.
في المقابل اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت بالصواريخ الموجهة مركزاً للجيش الاسرائيلي على المدخل الشرقي لقرية الغجر، وموقع الراهب، وثكنة زبدين في مزارع شبعا، ومقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان، وثكنة راميم بصواريخ بركان، وموقع المالكية وانتشاراً لجنود العدو في محيطه، وموقع المرج، وموقع راميا بالاسلحة المناسبة، وموقع جل العلام بالاسلحة الصاروخية، وموقع المطلة.
ونعى “الحزب” الشهيد حسين علي علي حسن «ابو علي الكرار» مواليد 1989 من بلدة بدنايل، والشهيد رائف عبد النبي مليجي «ربيع» مواليد 1957 من بلدة الناقورة، والشهيد عباس مهدي مهدي «ابو الفضل» من بلدة الناقورة، والشهيد محمد عباس عباس من بلدة باريش، والشهيد ميلاد عدنان الحجيري مواليد 1993 من مدينة بعلبك،
على صعيد أمني آخر، اعترض اهالي بلدة بريقع في قضاء النبطية، بعد ظهر امس، دورية تابعة لقوات اليونيفيل مؤلفة من سيارتين، ومنعوها من إكمال سيرها في الشارع الرئيسي للبلدة، وهي المرة الاولى التي تدخل فيها دورية لليونيفيل بلدة غير خاضعة لمنطقة انتشارها ضمن القرار 1701. واستمر الوضع على هذه الحال لبعض الوقت، حيث جرى التواصل مع مخابرات الجيش اللبناني في النبطية، التي ارسلت دورية رافقت دورية اليونيفيل الى خارج البلدة.
الموقف الإسرائيلي
وفيما اعلن في اسرائيل انه بسبب الوضع الامني الذي فرضه «الحزب» تمّ افتتاح اول مخيم للنازحين من الشمال تحت اسم مخيم الجليل للنازحين، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إقامة «حلقة دراسية في قيادة المنطقة الشمالية» قبل شهر من اندلاع الحرب، «عنيت بالتحضير للحرب التي قد تندلع مقابل الحزب في لبنان».
ونقلت قناة «كان» الإسرائيلية أنّ «قائد اللواء 300 قدّر أنه إذا بدأ «الحزب» بهجوم، فهو سينجح في اختراق خطوط الدفاع». وبحسب تقدير قائد اللواء، فإنّ «الحزب» سينجح في هذه الحال في السيطرة على قواعد ومستوطنات، ولن يكون بمقدور القوات الإسرائيلية وقف الهجوم».
وقال قائد اللواء، في الحلقة الدراسية، بحسب «كان»: «إنه سيتطلب وصول قوة خاصة لإنقاذ القوات إلى حين وصول الجيش الكبير»، كما أنّ تقديرات «الجيش» كانت بأنه في حال حصل هجوم مفاجئ، لـ»الحزب»، فإن القوات عند الحدود الشمالية لن تستطيع صَد ذلك الهجوم».
ونقلت القناة «14» الإسرائيلية، عن رئيس مجلس «مروم هغليل» في الجليل الأعلى، عميت سوفر، قوله: «نحن في واقع لا يطاق، البلدات مُخلاة بلا أفق، سكانها محتجزون في الفنادق، وهناك بلدات محاذية للسياج سكّانها داخل الملاجئ منذ سبعة أشهر، وكلّ يوم تتلقّى البلدات في خطّ المواجهة القذائف»، محذراً من أنّ «التهديد الاقتصاديّ سيقضي علينا».
وقال سوفر: «في ازدياد الهجمات، الأسبوع الفائت، على جبل ميرون، أصيبت بشكل مباشر بلدة كِرِم بن زمران، التي كان من المفترض إخلاؤها لكن لم يتم ذلك»، مضيفاً «لقد نفذ صبرنا تماماً، نشعر أنّ أحداً لا يسمعنا من المسؤولين». وشدد على أنّ ما يحصل في الشمال حرب حقيقية ومعقدة جداً.
وبعد أن أشار إلى أنّ ما يقارب من 20% إلى 30% من المنازل في مستوطنة «أفيفيم» باتت محطّمة أو محترقة تماماً، شدّد على أنه «لن يكون هناك أمن في الشمال من دون إبعاد قوّة الرضوان».
وأكّد أنّه «من دون ذلك لن يكون هناك استيطان في الشمال، وبالتالي ستكون الحكومة في ورطة».
وفي السياق كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية لم تُنفّذ أيّ سيناريو لحماية المستوطنين في حال اندلع أي قتال في الساحة الشمالية (عند الحدود مع لبنان)، كما أنّها «لم تُخصص موارد للاستعداد للسيناريو».
وقالت المصادر إنّ «إسرائيل» لن تستطيع توفير استجابة ناجعة للمستوطنين من الحدود الشمالية إلى خطّ حيفا، لا سيما أنّهم سيبحثون عن ملجأ من الصليات الصاروخية التي سيطلقها «الحزب» من الشمال نحو «إسرائيل».
وفي الوقت الذي أكّد فيه العقيد احتياط في «جيش» الاحتلال، كوبي ماروم، أنّ هناك مأزقاً استراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لـ»الحزب» على صعيد الوعي، أقرّ في حديث مع «القناة 12» الإسرائيلية بأنّ «نيران الجيش لا تنجح في تحقيق الإنجاز الاستراتيجي»، مُتسائلاً عن أنه «عى الرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية للحزب»؟
وأشار الى تفكّك «المجتمعات» في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس «يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية. ان إسرائيل أمام هذا الواقع قد خسرت الشمال».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«المفوضيَّة» تسحب كتاب النازحين وتمتثل للقانون
صندوق النقد يطالب برّي بتشريع الإصلاحات.. وكرّ وفرّ بين الاغتيالات وقصف المواقع
فرض الحدث الإيراني نفسه على الوسط اللبناني، فأعلن الرئيس نجيب ميقاتي الحداد لثلاثة ايام. وارسل الرئيس نبيه بري وقيادة “الحزب” ومسؤولين سياسيين وروحيين برقيات تعزية ومواساة للمرشد الايراني السيد علي خامنئي، كما جرت الاحوال مع عواصم عربية واسلامية ودولية.
ومع ذلك، بقي الحدث الجنوبي في الصدارة.. مع اشتداد الغارات المعادية من قبل «دولة الاحتلال» على المناطق والقرى الجنوبية من الناقورة الى ميس الجبل وحولا، الامر الذي دفع بالمقاومة الى الرد بصواريخ بركان، فاستهدفت الفرقة 91 في ثكنة برانيت وموقع الراهب، وموقع للجيش الاسرائيلي عند المدخل الشمالي لقرية الغجر..
بري وقوانين إصلاح المصارف
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التشاور بين التيار الوطني الحر و”الحزب” لم يصل بعد إلى نقطة الالتقاء حول الملف الرئاسي أو التفاهم على خطة مستقبلية في هذا الصدد ،وأشارت إلى ان التوافق في بعض الاستحقاقات لم ينسحب بعد على الرئاسة، مع العلم أن هناك اتصالات تتم وإن أي تراجع من الثنائي الشيعي عن دعم النائب السابق سليمان فرنجية قد يدفع إلى إعادة التفاهم على واقع جديد خصوصا أن لدى التيار مرشحين يمكن أن يطرحهم في الوقت المناسب، وبعض الأسماء تحظى بموافقة الثنائي إذا عمل عليها.
إلى ذلك، أكدت المصادر ان اللجنة الخماسية لم تعط أية إشارة بشأن مشاوراتها المستقبلية أو حتى أي موعد نهائي لحراكها في سياق التأكيد على بيانها السابق.
إلى ذلك، جدد الرئيس نبيه بري امام رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان رنستو راميريز ريغو والممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما ان المدخل لاعادة الثقة بالقطاع المصرفي وبالنظام المالي العام يكون بضمان اعادة الودائع كاملة لاصحابها مهما تطلَّب ذلك من وقت.
يشار الى ان وفد البعثة اثار مع بري انجاز التشريعات المطلوبة، حول اصلاحات الوضع المالي، عبر قانون السرية المصرفية وهيكلة المصارف.
سحب كتاب المفوضية
وسحبت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الـUNHCR الكتاب الذي وجهته الى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي، بناءً لطلب وزير الداخلية.
ولفتت الى انها تواصل التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفافاً في لبنان، وقالت سنواصل دعوتنا لزيادة المساعدات المقدمة الى لبنان، وجددت التزامها بالتعاون بشكل بناء مع الحكومة اللبنانية.
وأتت خطوة سحب الكتاب بعد اجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع ممثل المفوضية ايفو فرايسين ومطالبته بسحب الكتاب واعتباره بحكم الملغى.
ونبه بو حبيب فرايسين ان التخاطب يكون عبر وزارة الخارجية، ولا يجوز تجاوز الصلاحيات المنوطة بالوزارة وعدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان والتزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للامن العام 2003، ويستلم داتا النازحين كاملة، واعتبار لبنان ليس بلد لجوء بل بلد عبور، محذراً من اعادة النظر بالتعامل مع المفوضية اذا استمرت التجاوزات.
وفي الاجراءات على الارض، اقفلت شعبة الامن القومي في المديرية العامة للامن العام 270 محلاً في جبل لبنان يديرها سوريون.
وازالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كمبات مخيمات النازحين على ضفاف نهر الليطاني، بما فيها الحمامات التي زرعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. كما جرى تفكيك مجمع الواحة في بلدة ددة الكورة والمخيم الملاصق له باشراف محافظ الشمال رمزي نهرا.
واوضح فرايسين لـ(L.B.C.I) ان ليس لدى المفوضية مخطط الى دمج او تجنيس اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكداً ان هدفنا تطوير الظروف المناسبة في سوريا مما يسمح بعودة اعداد اكبر من السوريين.
وفي تعميم جديد اصدره للمحافظين، طالب الوزير بسام مولوي بمنع النازحين السوريين من استثمار الاراضي الزراعية وخلق تنافس مع المستثمر اللبناني.
جعجع: بري شيخ المعطِّلين
وعشية دورة الاتصالات التي تزمع اللجنة الخماسية المباشرة بها، تحدث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن اتصالات تجري من تحت الطاولة، بين جبران باسيل و”الحزب” ممكن ان تؤدي الى اتفاق على رئيس خنفشاري، معلناً السعي لمنع وصول هذا المرشح الذي سيتفق عليه باسيل مع “الحزب”.
وعن النصيحة التي يوجّهها الى اللجنة الخماسيّة، قال رئيس «القوات»: «أعضاء اللجنة الخماسية صادقون، وإذا أرادوا الوصول الى نتيجة، فعليهم الذهاب الى صلب المشكلة، وهي عدم دعوة بري الى جلسة بدوراتٍ متعدّدة، لا بل هو يكتفي للأسف بجلسات فولكوريّة لأنّنا نعلم جميعاً بأنّ لا أحد يملك قدرةً على إيصال رئيس من الدورة الأولى، ولكنّ الأمر سيكون متاحاً في الدورتين الثانية أو الثالثة. وبالتالي عليهم أن يدركوا مكمن الداء، وهو تعطيل الرئيس بري للانتخابات الرئاسيّة».
وسئل: «الرئيس بري هو إذاً «شيخ المعطّلين» لا «شيخ المهضومين»؟ فيردّ: «واحدة لا تلغي الأخرى».
وفي كلام اتهامي غير مسبوق اكد رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب سجيع عطية ان «السياسيين بمعظمهم يسرقون الكهرباء، والاملاك البحرية، وقطاع الكهرباء هو باب رزق للمفايا التي تسيطر على كل شيء في لبنان، اذ تبلغ قيمة الفيول للقطاع الخاص ومولدات الكهرباء وما شابه 2 مليار دولار في السنة.
العسكريون لتدارك انهيار الأمن
معيشياً، وعلى ابواب نهاية الشهر، واستحقاق الرواتب للموظفين ومعاشات التقاعد للمتقاعدين طالبت لجان الرتباء والافراد المتقاعدين العسكريين في بيان، رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل والنواب ورئيس الحكومة والوزراء، بـ«وضع خطة لإعادة دراسة سلسلة الرتب والرواتب على اساس سعر الصرف للدولار للموظفين في القطاع العام جمعاء مدنيين وعسكريين في الخدمة الفعلية والتقاعد».
وسألت: «هل يجوز ان تفوق رواتب القطاع الخاص الـ 1200 دولار وهذا حق له، والقطاع العام رواتبه ما بين 240 و400 دولار؟ هل هذا عدل وقانون وشرع؟ يا زعماء الأمة ألا تقرأون على مداخل قصور العدل بأن العدل أساس الملك؟».
وحذر من تدمير الامن والاجهزة الامنية مع فرار عسكريين من جميع الرتب بسبب انهيار الرواتب، فضلاً عن التعويضات المذلة لنهاية الخدمة.
وفي احتفال تكريمي يقيمه “الحزب” للرئيس ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امين عبد اللهيان، يتحدث السيد نصر الله عند الخامسة من بعد ظهر الجمعة في 24 الجاري.
الوضع الميداني
ميدانياً، شن العدو الاسرائيلي سلسلة غارات ادت الى سقوط 5 شهداء وعدد من الجرحى، وردت المقاومة بصواريخ بركان زلزلت المواقع الاسرائيلية.
وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية المعادية غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة واطلقت عددا من الصواريخ قبل ظهر امس ودمرت الغارات هذه منزلين، وألحقت أضرارًا بمنازل أخرى.
ثم اغارت مسيّرة على محيط تواجد فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية وافيد عن اصابة أحد المدنيين نقلته كشافة الرسالة الاسلامية الى أحد مستشفيات المنطقة.
واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا اطراف الناقورة (حامول) بالقذائف المدفعية.واغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفاً بلدة ميس الجبل.
ومساءً، شنّ العدو الاسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة العديسة، وكذلك قصفت بلدة عيتا الشعب بصاروخين.
ورد “الحزب” بشن 11 عملية قصف ضد مواقع اسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات.
«اليونيفيل» في بريقع
وفي تطور، يثير اكثر من علامة استهفام، ما الذي يدفع بدورية لليونيفيل بالمرور ببلدة غرب النبطية، وتبعد عن مجرى الليطاني ما لا يقل عن 20 كلم، وفي منطقة لا تخضع لعمليات اليونيفيل، الامر الذي ادى بأهالي بلدة بريقع بمنع دورية تابعة لليونيفيل من اكمال سيرها في شوارع البلدة.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» دون استراتيجيّة… فشل في كسر «توازن الردع»
طهران تستوعب المأساة داخلياً… ولا تعديل في العلاقة مع قوى المقاومة
الحكومة تسجّل «نقطة» على مفوضيّة النازحين… فهل تتسلّم «الداتا»؟! – ابراهيم ناصرالدين
تصدّر مصرع الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي مع وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان وعدد من القادة الايرانيين، المشهد خلال الساعات القليلة الماضية، وفيما نأت «اسرائيل» بنفسها عن المسؤولية، ونفت واشنطن وجود عمل «شرير». وقد بدأت التحقيقات في مكان سقوط المروحية لمعرفة الاسباب الكامنة وراء الحادثة. ونجحت طهران داخليا في استيعاب المأساة بسلاسة دستورية تمنع الفراغ في مراكز القرار.
اما على الصعيد الخارجي، فمن غير المتوقع حصول اي تغيير في الاستراتيجية الإيرانية أو دورها في المنطقة، فالحرس الثوري الايراني يشرف على تلك السياسة باشراف مكتب المرشد الأعلى السيد علي خامنئي والمجلس الاعلى للامن القومي، ولهذا نصحت مصادر ديبلوماسية من يراهن على عكس ذلك، بعدم تضييع الوقت في رهانات واهية، لانه لن يحصل أي تحول في سياسة الدولة الايرانية التي تحكمها المؤسسات، خصوصا تجاه المقاومة في المنطقة، وخصوصا لبنان وفلسطين.
وتضامن لبنان مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة بإعلان «الحداد الرسمي ثلاثة أيام»، في حين ابرق الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى القيادة الايرانية معزين. وقد نعى “الحزب” رئيسي، وكذلك السيد نصرالله. ووفقاً للدستور، تولى نائبه الأول محمد مخبر المقرب من المرشد علي خامنئي مهام قيادة البلاد بعد موافقة المرشد، على ان يكون مسؤولا عن ترتيب انتخابات الرئاسة خلال 50 يوماً، فيما تم تعيين علي باقري كني، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً بالوكالة خلفاً لعبد اللهيان.
توتر مع «المفوضية»؟
في هذا الوقت، ارتفع نسق التوتر بين الحكومة اللبنانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس، بعد استدعاء مديرها في بيروت ايفو فريسون الى وزارة الخارجية، اضطرت بعدها المفوضية الى سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة، واتهمت فيه لبنان بالتعامل غير الانساني مع النازحين السوريين ، من خلال اجراءات اقفال المحال غير الشرعية.
ويبقى المحك الفعلي للعلاقة ومستقبلها مهلة نهاية الشهر الجاري لتسليم كامل «الداتا» للامن العام، تحت تهديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب باجراءات سلبية تجاه المفوضية!
“الحزب” يسيطر ميدانيا
جنوبا، لا يزال الميدان محكوما باستراتيجية “الحزب”، التي لم يجد المستوى العسكري «الاسرائيلي» حلا لها حتى الآن، حيث ان توازن الردع تحقق بشكل كامل مع العدو الإسرائيلي. وفيما اقرت مصادر عسكرية «اسرائيلية» بسيطرة الحزب ميدانيا من خلال التحكم بايقاع المواجهة، توقعت في تسريبات لوسائل اعلام «اسرائيلية»، ان ينجح الحزب في اي حرب شاملة بالدخول الى المستوطنات والسيطرة على مواقع عسكرية خلال ساعات، ما دفع الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة بجيش الاحتلال الجنرال عاموس يدلين، الى التأكيد انه في حال عدم التوصل الى اتفاقٍ سياسي، فيتحتَّم على «إسرائيل» أن تقوم بتجنيد الولايات المُتحدّة، من أجل عملية عسكريّة ضدّ “الحزب”، شريطة أن تنتهي الحرب بتفوّق استراتيجي إسرائيلي.
السلاح الاكثر فعالية
ونقل موقع «والاه» الاسرائيلي عن مصادر امنية «اسرائيلية»، تأكيدها ان “الحزب” يحاول منذ السابع من تشرين الاول الماضي البحث عن أسلوب العمل الأكثر فعالية ضدّ «إسرائيل»، وبسرعة كبيرة جدا عثر عليه، وهو تفعيل طائرات مسيّرة مسلحة بمواد ناسفة. ولفت المصدر الى ان “الحزب” استخدام هذه الطائرات بطريقة منهجيّة، في البداية اختبر أساليب الرد «الإسرائيليّة»، ومدى دقة المنظومات في التشخيص والاعتراض، وبعد ذلك حاول فهم أوقات رد سلاح الجو أثناء الإطلاق وتفعيل الطائرات المسيّرة نحو مديات مختلفة، وبدأ في مرحلة متقدمة جدا باستهداف تشكيلات الرصد والرقابة التابعة للجيش في المدى القريب والبعيد، وإصابة وحدة الرقابة في جبل ميرون هي جزء من معركة الحزب.
نقطة الضعف «الاسرائيلية»
ووفقا للمصدر، استخدم “الحزب” مئات الطائرات المسيّرة باتّجاه «إسرائيل»، عدد كبير جدا منها اخترق وانفجر وأصاب البنى التحتية وقوات الجيش ومنازل المستوطنين، واليوم يمكن القول إنّ “الحزب” شخّص ضعف الجيش «الإسرائيليّ» في الدفاع، وهجماته على تشكيلات الكشف والإنذار ليست عرضية. وبعد ذلك مباشرة، حصلت الإصابة في المنشأة العسكرية التي يتم من خلالها تفعيل بالون الرصد (طل شمايم)، يدور الحديث عن خطوة أخرى هدفها تعمية سلاح الجو في الحماية من تهديدات تصل من لبنان ومن سورية، وكذلك من مناطق أخرى أبعد.
«المأزق» الاستراتيجي
بدورها، اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت ان «إسرائيل « تعيش مأزقا استراتيجيا خطرا جدا في الشمال، بعد ان صعد “الحزب” هجماته واستهداف الأهداف الاستراتيجية ، وادخال الوسائل الجديدة في المعركة، مثل الطائرات المُسيّرة التي تطلق الصواريخ. ونقلت عن مصادر رفيعة جدا بالمؤسسة الأمنيّة في «تل أبيب»، تأكيدها ان ردود “الحزب” على عمليات الجيش «الإسرائيلي» تصاعدت أيضا، بينما يمتنع عن الدخول في حرب شاملة، فيما خياره كان وما يزال استنزاف «اسرائيل» لفترة طويلة.
نصرالله يخيّر «اسرائيل»!
وقال المصدر» لكي نفهم إلى أين نتّجه، يجب أنْ نعود إلى خطاب السيد نصر الله الأخيرالذي قال: أمامكم خياران، إمّا قبول عرض “حركة ح” بالتوصل إلى اتفاق والانسحاب من غزة، وبالتالي الاعتراف بالهزيمة الكبرى، أو الاستمرار في حرب الاستنزاف التي ستقضي على «إسرائيل» وتُغرقها في الهاوية.
«المستنقع» اللبناني
ولفت المصدر الامني الى أنّ المأزق الاستراتيجي «لإسرائيل» تفاقم بسبب العلاقات السيّئة في قيادتها وبوجود حكومة متنازعة ومنقسمة، بالكاد يمكن القيام بأيّ نشاط في غزة بهذه الطريقة، لذا فإنّ إرسال الجيش إلى عُمق المستنقع اللبناني في الوقت نفسه، والقول للجمهور إنّ الأمور ستكون على ما يرام، لا يبدو سيناريو معقولًا الآن.
رقابة عسكرية مشددة
بدوره، لفت موقع «حداشوت بزمان الاسرائيلي» الى ان «إسرائيل» عادت إلى العهد الحجريّ، وهي لا تختلِف البتّة عمّا يجري في كوريا الشماليّة، في كلّ ما يتعلّق بتصرفات الرقابة العسكريّة التي تتحكّم بوسائل الإعلام، وتمنعها من نشر المواد التي قد تؤدّي الى ضررٍ على الصعيد الأمني، لافتًا إلى أنّ الرقابة العسكريّة تقوم بمنع نشر الفيديوهات التي يوزعها “الحزب” على وسائل الإعلام المُختلفة، عن عملياته الهجوميّة ضدّ شمال «إسرائيل»، لإخفاء الأضرار التي يسببها القصف.
حرب الاستنزاف
ووفقا للموقع، فان “الحزب” لو أراد لكان قد صعّد في الشمال، ولكن في هذه الفترة بالذات فإنّ حرب الاستنزاف التي يخوضها ضدّ الجيش «الإسرائيليّ» باتت مربحةً بالنسبة له وكافيةً، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التصعيد من قبل “الحزب” سيستغرق دقائق معدوداتٍ وبشكلٍ ناجحٍ، وأنّ الطائرات دون طيّارٍ التي يستخدمها الحزب، قادرة على إصابة أيّ هدفٍ في الشمال.
سر نجاح مسيرات “الحزب”؟
وتساءل الموقع: لماذا الطائرات دون طيّار التي يستخدمها “الحزب” تُحقق النجاحات؟ ولماذا هذه المُسيّرات خطرة إلى هذا الحدّ وبالغة الدقّة ومحددة؟ وردّ بالقول إنّ مُسيّرات “الحزب” الدقيقة لا تُفعّل عبر منظومة «جي بي اس» كما كان يعتقد الجيش «الإسرائيليّ»، بل إنّ الطائرات دون طيّار التي توجد بحوزة “الحزب”، يتّم تفعيلها عن بُعد بواسطة جهاز التحكّم، كما أنّها مزودّة بكاميراتٍ. لذا فإنّ “الحزب” يصيب الأهداف المرسومة مسبقًا، وهي حساسة ومهمّة جدًا، مثل القبّة الحديديّة ومنظومة الدفاع في سلاح الجوّ والمنطاد الجويّ، وأهداف أخرى ذات قيمة أمنيّة كبيرة.
نتانياهو يتخبط
وفي سياق متصل، سلطت «يديعوت احرنوت» الضوء على حالة الضياع التي يمر بها نتانياهو، وقالت «في المداولات الأولى في «كابنيت» الحرب، كان نتنياهو القديم والمعروف لا يزال معنا. فقد امتنع عن تأييد اقتراح غالانت والجيش لهجوم في لبنان في 11 تشرين الاول، ثم عاد وحذر من دخول بري عظيم المخاطر إلى غزة. وفي لحظة ما، انقلب إزاء غزة، ولبنان لا يزال خارج المجال حتى الآن، فهو يسعى لدحرجة الجيش «الإسرائيلي» لبقاء دائم في القطاع بداية كجيش محتل وبعد ذلك كحكم عسكري. أما سكان الشمال الذين نزحوا عن بيوتهم فلينتظروا، ولينتظر السعوديون. بالنسبة اليه غزة أولاً!
كيف تنتهي الحرب؟
وبرأي الصحيفة، فان قرار المحكمة الجنائية، والقرار المتوقع من محكمة العدل الدولية «لإسرائيل» لوقف الحرب ستليهما محطة جديدة في مجلس الأمن. وقرار مجلس الأمن سيفرض على «إسرائيل» الطاعة . وقالت «لسنا إيران ولسنا روسيا، العقوبات ستدفعنا إلى الانهيار. ستكون «إسرائيل» متعلقة بـ «فيتو» أميركي ولهذا ثمن. ولهذا يجب وقف الحرب قبل ضرب «الرأس في الحائط».
الوضع الميداني
ميدانيا، شنّت الطائرات الحربية المعادية غارة بين الشعيتية والمالكية، وكذلك غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة ، واطلقت عددا من الصواريخ ، ودمرت الغارات منزلين، وألحقت أضرارا بمنازل أخرى. ثم اغارت مسيّرة على محيط وجود فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية، وافيد عن اصابة أحد المدنيين.
واستهدف جيش العدو ايضا اطراف الناقورة بالقذائف المدفعية. واغار الطيران الحربي المعادي مستهدفاً بلدة ميس الجبل. وسقط 4 شهداء وعدد من الجرحى في الغارتين «الاسرائيليتين» على بلدتي ميس الجبل والناقورة. وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدة العديسة في محيط «البانوراما». كما شن غارة على حولا ايضا. واستهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي راشيا الفخار وكفرشوبا – قضاء حاصبيا، كما استهدف القصف وادي هونين واطراف مركبا.
وقد نعى “الحزب” الشهداء على طريق القدس: عباس مهدي مهدي، رائف عبد النبي مليجي، حسين علي علي حسين ومحمد جواد. واعلن انه ورداً على الاعتداءات «الاسرائيلية» على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة، استهدف مقر الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل، ما أدى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من جنود العدو وإشتعال النيران فيه . كما استهدف ايضا موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة. واستهدف ايضا ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة، حيث اندلعت النيران بالموقع. كما شن عملية بالاسلحة الصاروخية على موقع جل العلام.
اعتراض قوة «لليونيفيل»
وفي سياق متصل، اعترض أهالي بلدة بريقع – قضاء النبطية، بعد ظهر امس دورية تابعة لقوة «اليونيفيل»، مؤلفة من سيارتي رباعية الدفع، من اكمال سيرها في الشارع الرئيسي للبلدة، وهي المرة الاولى التي تدخل فيها دورية لليونيفيل بلدات غير خاضعة لمناطق انتشارها ضمن القرار 1701
وتم التواصل مع دورية لمخابرات الجيش من مكتب النبطية، التي حضرت وواكبت دورية اليونيفيل الى خارج المنطقة.
«مفوضية النازحين ترضخ!
في ملف النزوح السوري، رضخت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لطلب حكومة تصريف الاعمال، وسحبت الكتاب الذي كانت وجّهته إلى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي، واوضحت المفوضية أن الكتاب الذي تم توجيهه إلى وزارة الداخلية والبلديات قد تم إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين، وبما يتمشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئون.
لماذا تحركت «المفوضية»؟
ووفقا لمصادر مطلعة، تلقت المفوضية نحو 1022 شكوى من السوريين نتيجة الاجراءات المتخذة حيالهم على كامل الاراضي اللبنانية لجهة اقفال المحال التجارية، وخصوصا في الشمال بعد قرارات الاخلاء للمجمعات والعقارات، وقرارات منع التجول، وهو ما اعتبرته المفوضية يتعارض مع حقوق الانسان!
هل تسلم «الداتا»؟
وبعد تبلغ وزير الداخلية بسام المولوي الكتاب ابلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي واتفق على اتخاذ موقف صارم، فكلف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ابلاغ المفوضية بالموقف «الحاسم». لكن هل يتوقع ان ترضخ المفوضية لطلب تسليم «الداتا»؟ يبقى هذا السؤال دون اجابات واضحة حتى الآن، وتبقى رهنا بجدية الموقف اللبناني في اتخاذ اجراءات عملية ضد المفوضية؟!
«دفتر الشروط»!
وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب استدعى ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ايفو فريسون، وابلغه بما يشبه «دفتر شروط» لبناني ، يبدأ بسحب الرسالة التي وجهتها المفوضية لوزير الداخلية والبلديات، واعتبارها بحكم الملغاة»،وهذا ما حصل. وطالبه «بضرورة احترام أصول التخاطب مع الوزارات والادارات اللبنانية المختصة، وعدم تجاوز الصلاحيات المنوطة قانوناً بوزارة الخارجية والمغتربين، لجهة كونها الممر الالزامي لكافة مراسلات المفوضية وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات والاعراف الديبلوماسية»، وبـ «عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الاراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات، المتوافقة أصلاً مع كل التشريعات الدولية»، وبـ «التزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للأمن العام لعام 2003 والصادرة في الجريدة الرسمية، وتطبيقها نصاً وروحاً».
ولم يفت بوحبيب مطالبته بتسليم كامل «الداتا» حول النازحين الى الامن العام قبل نهاية الجاري، ولوح بانه في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات ضد المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة.
حراك جديد «للخماسية»
رئاسيا، لا جديد يمكن البناء عليه، وفق مصادر مطلعة، بانتظار عودة حراك سفراء «اللجنة الخامسية» على القوى السياسية، ثم اللقاء المرتقب مع الرئيس نبيه بري، دون ان تكون الآمال كبيرة بحصول اختراق قريب في الاستحقاق، في ضوء الاحداث المتسارعة في المنطقة وانجلاء الموقف في الحرب الدائرة في غزة والجنوب، اضافة الى عدم وجود مناخات داخلية تساعد على انضاج الملف. وهو امر لمسه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في زيارته قبل ساعات الى الدوحة.
وقد عقد سفراء «الخماسية» امس اجتماعا تقييميا في السفارة المصرية، تمهيدا لجولة جديدة من اللقاءات، وتم الاتفاق على لقاء يعقد اليوم بين السفير المصري وكتلة «الاعتدال الوطني» لاعادة تفعيل المبادرة الرئاسية. وفي هذا السياق، اعتبر وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس بري بانه» شيخ المعطلين»، مستبعدا انتخاب رئيس بعد أسبوعين، اضاف «ننتظر زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، لأنّه يتابع الملف من مختلف جوانبه».
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اسرائيل تغرق في وحشيتها .. و «الجنائية الدولية » تطارد نتنياهو وغالانت والسنوار
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وأضاف أن الأدلة خلصت إلى أن مسؤولين إسرائيليين حرموا بشكل ممنهج فلسطينيين من أساسيات الحياة، وأن نتانياهو وغالانت متواطئان في التسبب في المعاناة وتجويع المدنيين في غزة.
وأشار إلى أنه “استنادا إلى الأدلة التي جمعها مكتبي وفحصها، لدي أسباب معقولة للاعتقاد أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع في إسرائيلي يوآف غالانت، يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت على أراضي دولة فلسطين اعتبارا من الثامن تشرين الاول أكتوبر 2023 على الأقل”.
وتشمل الجرائم، وفق المدعي العام، “تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد، وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة، والإبادة أو القتل العمد، والاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعالا لا إنسانية أخرى”.
وفي المقابل، قال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من رئيس “حركة ح” في غزة، يحيى السنوار، والقائد العسكري للقسام محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل، حسب تعبيره.
وفي ردود الفعل داخل إسرائيل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول قريب من نتانياهو قوله إن إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين “وصمة عار على مستوى عالمي”، وان تل ابيب قررت انشاء “غرفة حرب” لمواجهة تحرك المحكمة. أما الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، فوصف طلب المدعي اعتقال المسؤوليْن الإسرائيليين بأنه “في حد ذاته جريمة ذات أبعاد تاريخية”.
وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير نتانياهو وغالانت بتجاهل المدعي العام “المعادي للسامية” وبتصعيد الهجوم ضد “حركة ح”.
ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إعلان المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت بأنه “كارثة”.
ووصف نتانياهو طلب المدعي العام بالفضيحة “ولن يوقفونا” ولا تأثير كذلك على قرار الحرب.
وفي الجانب الفلسطيني، قال سامي أبو زهري القيادي في “حركة ح” لرويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية (يحيى السينوار ومحمد الضيف واسماعيل هنية) “مساواة بين الضحية والجلاد”.
وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في “حرب الإبادة”.
وطلب باسم “حركة ح” بإلغاء قرارات الجنائية التي تطالب باعتقال قادة “حركة ح” الثلاثة.
من جهته، هدد السيناتور الاميركي ليندسي غراهام المحكمة بفرض عقوبات صارمة عليها باعتبار قرار المدعي العام مشين وصفعة على وجه السلطة القضائية المستقلة في اسرائيل.
ووصف الرئيس جو بايدن قرار الجنائية الدولية بحق نتانياهو وغانتس بـ”الشائن”. ورأى وزير خارجيته انتوني بلينكن بأنه يقوض الجهود لوقف النار بغزة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :