افتتاحية صحيفة الأخبار:
تكتيكات جديدة وتفوق استخباري: المقاومة تفرض معادلات اليوم التالي لبنانياً
تشهد جبهة الجنوب اللبناني تصعيداً بوتيرة ومستوى غير مسبوقيْن، ما يشير إلى انعطافة في المواجهة، مع تسجيل زيادة كمية ونوعية في عمليات حزب الله الابتدائية والردية، مقابل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مع بدء الهجوم البري للعدو شرق مدينة رفح.وبرز في الأسبوعين الأخيرين تطور ميداني ذو أبعاد مختلفة، مع إدخال حزب الله على خط المواجهة تكتيكات ووسائل قتالية مغايرة نسبياً لما كانت عليه العمليات في الأشهر الأخيرة، مع تفعيل مضاعف لسلاح الاستخبارات الذي وصل إلى مستويات متقدّمة جداً، لناحية الجمع والمسح المعلوماتي، ما سمح له بتوجيه ضربات نوعية ودقيقة «منها ما يُعلن عنه ومنها ما لا يُعلن»، وفقاً لتعبيرات وسائل إعلام العدو التي بدأت تتملّص، وإن تلميحاً، من تأثير الرقابة العسكرية في منع نشر الكثير مما يحدث على الجبهة مع لبنان. ولذلك، لم تكن العملية النوعية بإسقاط منطاد تجسسي فوق مستعمرة أدميت، بعد تحديد مكان إدارته والتحكّم به، «فلتة شوط»، بل ضمن مسار تصاعدي في انتقاء الأهداف، واستكمالاً لإعماء العين الإسرائيلية عبر التركيز اليومي على التجهيزات التجسسية واللوجستية.
وفي هذا السياق أيضاً، جاء الاستخدام المكثّف للمُسيّرات في عمليات نوعية استهدفت تجهيزات القبة الحديدية والباتريوت في يفتاح ورموت نفتالي وكفرجلعادي وبيت هلل، واستخدام الصواريخ البصرية (ألماس) ضد التجهيزات خلف المواقع المعادية. كما كان لافتاً في الفترة الأخيرة مسار موازٍ بالرد المباشر والفوري على غارات العدو على المنازل المدنية باستهداف مبانٍ في المستوطنات المقابلة. فبعد استهداف الخيام وكفركلا، ردّ حزب الله بقصف مبانٍ في مستوطنة المطلة، وبعد استهداف ميس الجبل استهدف مستوطنة المنارة، وبعد الاعتداء على يارون ومارون الرأس ردّ بقصف مبانٍ في مستوطنة أفيفيم، وعند الاعتداء على قرى في القطاع الغربي ردّ باستهداف مستوطنتي برانيت وشتولا.
عبر هذه الردود المتصاعدة، وإن ضمن قواعد الاشتباك الحالية، ومع تأكيد حزب الله أولاً أن الجبهة اللبنانية عامل إسناد للفلسطينيين في ظل الحرب على غزة، إلا أنه في ما يتصل بالساحة اللبنانية وأبعادها، يؤسّس لمعادلات ميدانية سيكون لها تأثيرها الخاص والمانع للعدو، خصوصاً في ما يتعلق بـ«شهيته» المفتوحة وطموحاته الواسعة حول الترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية التي يسعى إليها بجهود شركائه في أوروبا وأميركا، في المرحلة التي تلي الحرب.
حتى الآن، وهو ما بات واضحاً، أسقط حزب الله الرهانات على إمكان ردعه بالمواجهة وإخضاعه بالتهديد لشروط العدو ومطالباته، وأفهم تل أبيب وصانع القرار فيها، عملياً، أنه على استعداد للذهاب بعيداً في حال قرّرت توسيع المواجهة الحالية إلى ما هو أسوأ، وصولاً إلى المواجهة الشاملة، علماً أن قرار الحرب نفسه لا يزال، حتى الآن، قراراً ابتدائياً من جهة إسرائيل، وردياً دفاعياً من جهة حزب الله، وهي معادلة قابلة للفحص والتدقيق تباعاً وفقاً للمتغيّرات.
واقترن الأداء العملي الميداني على الجبهة، بمواقف صدرت عن حزب الله، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أول من أمس، الذي همّش ما يُحكى عن مبادرات وأكّد على الربط الذي لن ينفك بين جبهتَي لبنان وغزة، أياً كانت السيناريوهات والفرضيات التي ستتجه إليها الجبهتان، وهو ما يبدّد رهانات قد تُطرح على طاولة التقدير والقرار في تل أبيب.
في التقديرات حول ما سيلي، وتحديداً في المدى المباشر، قد يكون الواقع الميداني مرشحاً لمزيد من التصعيد، يُرجح أن لا يقتصر على الحدود، وإن كان سيُحافظ في المدى المنظور على قواعد الاشتباك الكلية بين الجانبين، من دون استبعاد احتمال كسرها أو تجاوزها. وإذا كان الطرفان قد أثبتا حتى الآن إمكانية منع تطور المواجهة المحدودة نحو الأسوأ، فلن يكون الأمر كذلك في ظل التقديرات بتنامي التصعيد والضغوط، ما يعزّز بالتالي مخاوف الإدارة الأميركية، وقد يستدعي تدخلاً أكثر تأثيراً منها للحؤول دون ما كانت تحذّر تل أبيب منه: استمرار الحرب في قطاع غزة، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع على الجبهة اللبنانية.
ولم يستطع العدو وإعلامه القفز فوق محصّلة أيام الارتقاء العملياتي من قبل حزب الله في الفترة الأخيرة، من خلال عمليات استهداف نوعية حقّقت إصابات مباشرة في منصات الباتريوت والآليات والتجهيزات التجسسية مع تسجيل إصابات «مؤكدة» في الأرواح. وقد لفت المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن حزب الله «زاد في الأسابيع الأخيرة معدل إطلاق النار، ونفّذ هجمات أكثر فتكاً وعالية الجودة، وأطلق النار على نطاقات أوسع»، مشيراً إلى أن ربع القتلى على الجبهة الشمالية سقطوا الشهر الماضي بينما انخفض العدد عند حزب الله. وخلص مراسل القناة 14 العبرية في الشمال إلى أن «المعركة الدفاعية التي خاضها الجيش الإسرائيلي طوال الأشهر السبعة على الحدود الشمالية لم تكن ناجحة على الإطلاق، إذ وسّع حزب الله عملياته بدقّة وعلى نطاق أوسع في الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيين».
ميدانياً، واصل حزب الله أمس العمليات النوعية ضد مواقع جيش العدو وتجهيزاته الفنية والتجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. فبعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، استهدف مقاتلو الحزب بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دُمرت وأُفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتمّ تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح. وعلّقت صحيفة «معاريف» العبرية على العملية، بأن «الضرر الذي لحق ببالون المراقبة التابع للجيش الإسرائيلي اليوم هو استمرار لجهود حزب الله لتدمير أصول المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي، ولكنه أيضاً استمرار لاتجاه التصعيد الذي اتّبعه حزب الله في الأيام الأخيرة».
واستهدف حزب الله أمس مبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرتي المالكية وأفيفيم، ومقر قيادة اللواء 801 في ثكنة معاليه غولاني بالأسلحة الصاروخية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «إسرائيل تعيش مأساةً حقيقية في جبهة الشمال»، وأنّه «لأوّل مرّة في تاريخ إسرائيل، تتخلى حكومة يمين كاملة عن منطقتين (حزام أمني داخلي في الشمال وحزام أمني داخلي في الجنوب)»، و«للمرة الأولى منذ تأسيس إسرائيل يتمّ إخلاء منطقة كاملة (الشمال) مع السماح بإجراء حرب داخلها».
ودعت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، دفنا لئيل، حكومة نتنياهو إلى تغيير سلّم أولوياتها والالتفات إلى الشمال، «لأنّها إذا لم تعالج الجبهة الشمالية فإنّ الأوضاع ستسير بسرعة إلى الوراء، وهذا أمر سيّئ بالنسبة إلى إسرائيل».
*********************
افتتاحية صحيفة البناء:
بلينكن على وقع التقدم الروسي في خاركيف يطمئن زيلينسكي إلى أن الأموال مقبلة
غزة تصرف النظر عن المسار التفاوضي وتحتكم للميدان: 50 آلية و50 إصابة
جبهة لبنان تسجل في عيون الكيان نقلة نوعية بالدقة والثقة والتخطيط ونيّة التصعيد
حطّ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في كييف ليلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بينما الأنباء الواردة من الجبهة تحمل كل لحظة تطوراً جديداً لصالح القوات الروسية، وكان لافتاً الكلام الذي قاله بلينكن علناً عن الثقة بالنصر على روسيا، وعدم تخلي الغرب عن الحكومة الأوكرانية، وأن الأموال التي قرّرتها إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا مقبلة. بينما القيادة الأوكرانية تشكو البطء في تدفق الأسلحة والذخائر وتراجع عدد القوات القادرة على القتال، في ظل اندفاعات روسية مكثفة تدعمها كثافة نارية غير مسبوقة.
في غزة تراجع اهتمام قوى المقاومة بالكلام السياسيّ، سواء ما يصدر عن الوسطاء أو ما يُقال في واشنطن وتل أبيب. وباتت القناعة الراسخة لدى قوى المقاومة بعد جولة التفاوض الأخيرة، أن مسار التفاوض لا يستحق هذه الدرجة من الاهتمام، طالما أن الأميركي الذي يُمسك بملف التفاوض على درجة من الوقاحة في التنصل من نصوص أشرف عليها، لمجرد أن المقاومة قبلتها ورفضتها حكومة الاحتلال. وتجلّت قمة الوقاحة في كلام مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان عن أن اتفاقاً يوقف إطلاق النار لا يزال ممكناً بمجرد أن تطلق حماس سراح الأسرى، وكأن لا مفاوضات جرت خلال شهور وانتهت بعرض قبلته حماس ورفضته حكومة الاحتلال.
المقاومة تتصرّف هذه الأيام وفق قاعدة أن الكلمة للميدان وللميدان فقط، وأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تهتم لمصير الأسرى، وأن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو أن ينزف الاحتلال حتى يصبح عاجزاً عن مواصلة الحرب، ولذلك تبدو المقاومة وقد وضعت تسعيرة يوميّة للحرب، 50 آليّة و50 إصابة كل يوم، وهي بالأمس حققت هذا الرقم، بعدما حققت أول أمس رقماً قريباً منه.
في جبهة لبنان تكثر التعليقات داخل الكيان التي تتحدّث عن تفوّق استراتيجيّ وتكتيكيّ للمقاومة، وجاءت العمليّة المركبة لإسقاط منطاد التجسس وتدمير قاعدته وجهاز التحكم به، لتثير موجة من الذهول حول قدرات حزب الله وتفوّقه الاستخباريّ والتكتيكيّ، ويتحدّث المحللون والمعلقون عن زيادة منسوب الثقة والدقة والتخطيط ونية التصعيد والروح الهجوميّة لدى المقاومة. وهو ما يظهر من الخط البياني للعمليات ونتائجها في جدول الخسائر النوعيّة والعتاد والخسائر البشرية.
تنعقد الجلسة النيابية اليوم في ساحة النجمة للبحث في مسألة النزوح السوري في لبنان وإصدار توصية الى الحكومة في شأن الهبة الأوروبية من جهة، وكيفية التعاطي مع هذا النزوح من جهة ثانية، وسوف يستمع المجلس إلى شرح رئيس الحكومة لملف النزوح وكيفية معالجته وهبة المليار دولار. وعقد أمس، بعيداً من الإعلام، لقاء تشاوري في مجلس النواب عشية الجلسة المخصّصة غداً لمناقشة موضوع الهبة الأوروبية، بهدف وضع تصوّر موحّد لإطار مسودة القرار أو التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وتم الاتفاق، بحسب ما علمت «البناء» على تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الملف، التنسيق مع سورية أمنياً وسياسياً، تطبيق القوانين اللبنانية والاتفاقيات الموقعة مع سورية لجهة اتخاذ القرارات التي تنظم وجود النازحين وترحل السجناء السوريين، الدفع نحو رفع الحصار المفروض عن سورية من خلال قانون قيصر، إعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلادهم، تسليم مفوضية اللاجئين الحكومة اللبنانية الداتا كاملة، زيادة المساعدات الأوروبية والدولية للبنان.
وفيما سيكون للتيار الوطني الحر موقف واضح من ملف النزوح في كلمة رئيسه النائب جبران باسيل أمام مجلس النواب اليوم، اعتبر عضو تكتل «لبنان القويّ» النائب سليم عون أن نجاح جلسة مجلس النواب يكمن في وحدة الموقف الذي لا بديل لنا منه». وشدّد على أننا «نحتاج إلى موقف حازم لبدء الخطوة الأولى في حل أزمة النزوح، فيكون الموقف اللبنانيّ الموحّد رسالة الى كل دول العالم». ولفت إلى أن «القرار السياسي الحقيقي بعودة النازحين ليس بيد الأوروبيين بل بيد الولايات المتحدة الأميركية التي عليها الكفّ عن وضع الموانع والعقوبات لتسهيل عودة السوريين الى بلادهم».
وبينما يتّجه النائب جميل السيد إلى مناقشة تفعيل الاتفاقية الموقعة مع المفوضية العليا لشؤون النازحين، يفترض أن يتوحّد النواب السنة في جلسة اليوم حول وجهة نظر واحدة من ملف النزوح بعدما كان تكتل «التوافق الوطني»، أبدى ملاحظاته حول ملف النازحين ووضع خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة، وتواصل مع مختلف الكتل السنية في هذا الشأن.
وأمل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أن تشكّل الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والمخصّصة لبحث ملف النزوح السوري، مدخلاً حقيقياً لمقاربة الكتل النيابية لموضوع النزوح بما تقتضيه المصلحة الوطنية.
وخلال اجتماع مع «هيئة متابعة عودة النازحين» في «القومي»، قال حردان: كنا أول المبادرين للتنبيه من تداعيات النزوح السوري على الواقع اللبناني، وأكدنا بأن أزمة النزوح تطال اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء، لأن لبنان في الأساس يعاني من مشكلات كبيرة في ما يتعلق بالبنية التحتية والقدرة الاستيعابية والخدمية لناحية تأمين المياه والكهرباء والطبابة والتعليم، إضافة إلى ما يعانيه من بطالة ومديونيّة كبيرة وانكماش اقتصادي.
وتابع قائلاً: ما هو مؤسف أن بنود خطتنا لم تلق آذاناً صاغية من الحكومة اللبنانية وقتذاك، في حين كان موضوع النزوح يتفاقم لوقوعه بين مطرقة بعض القوى السياسية اللبنانية التي كانت تشجع على النزوح، وبين سندان القوى الخارجيّة، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، التي تدعم هذا الاتجاه. وكلنا يذكر ما صدر عن مؤتمر بروكسل في نيسان 2018 لجهة ممانعة القوى الخارجيّة لعودة النازحين إلى بيوتهم ووضعه شروطاً سياسية تعجيزية للبنان وسورية.
ورأى حردان أن جلسة الأربعاء النيابية اليوم التي ستُعقد بعد طلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال، وعلى جدول أعمالها توحيد المقاربات في التعامل مع ملف النزوح السوري، تُحقق الغرض منها، في حال توفرت إرادة سياسية لدى مختلف الكتل النيابية بوجوب المعالجات الجادة، لا المزايدة وتسجيل النقاط فقط.
إن خلوَّ المقاربات من تأثيرات الخارج وضغوطه، يحقق توافقاً على الخطوات والإجراءات المطلوبة في هذا الصدد، وما نأمله تضمين التوصية إلى الحكومة اللبنانية بموقف موحّد بهذا الخصوص ومواكبة الحكومة لترجمته ودعمها.
ولفت حردان إلى أن الموقف اللبناني الموحّد تجاه موضوع النازحين، لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة، إذا لم يقترن بإجراءات عملية ضاغطة، ليس على النازحين الذين يرزحون تحت عبء ثقيل، بل الضغط على القوى الخارجيّة التي تعمل على تأبيد النزوح، ولتحقيق أهدافها من وراء الاستثمار في النزوح على مدى عقد ونيّف.
واعتبر حردان أن كل الخيارات يجب أن تكون متاحة، فلبنان ليس حرس حدود في شرق المتوسط للدول الأوروبية، وعدم القدرة على تلبية مقتضيات النازحين يضعه أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية، تحتم عليه عدم وضع قيود على أي نازح في اختيار الوجهة التي يريدها.
وأردف حردان: في الثامن والعشرين من هذا الشهر ينعقد مؤتمر بروكسل المخصّص للبحث في ملف النزوح السوري، ولبنان مدعوّ إلى هذا المؤتمر، لذلك على الوفد اللبناني أن يضع خياراته على الطاولة، وأن يقف موقفاً حازماً ويُصرّ على أن يبحث المؤتمر ملف النازحين لا ان يتحول الى منصة للهجوم على الدولة السورية. وهنا نؤكد أيضاً على ضرورة رفع الصوت رفضاً لقانون قيصر الذي يعمق الأزمة، ومطالبة المجتمع الدولي بإنهاء هذا الحصار القسري الظالم المفروض على سورية.
وختم حردان قائلاً: نحن نتطلّع الى أن لا تشوب الإجماع اللبناني أي نتوءات، وأن تشمل الخيارات خطوات جادة باتجاه سورية وأن تبادر الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع نظيرتها السورية، وأن يشمل هذا التنسيق كل المؤسسات والأجهزة المعنية بهذا الملف، خصوصاً أن سورية أعلنت مراراً وتكراراً أنها مستعدة لبحث كل الحلول والمعالجات.
إلى ذلك، عقد الرئيس نجيب ميقاتي – الذي يتوجّه الى البحرين اليوم للمشاركة في القمة العربية سلسلة اجتماعات ولقاءات في السراي، فاستقبل سفير إيطاليا الجديد في لبنان فابريتسيو مارتشيلي الذي أعلن بعد اللقاء «بحثنا الأوضاع في لبنان، ورحّب بي الرئيس ميقاتي في لبنان، وتطرّقنا الى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى لبنان في شهر آذار الماضي، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، إضافة إلى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف… كما استقبل رئيس الحكومة وفداً من الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين برئاسة المنسق العام النقيب مارون خولي.
وعلى هامش مشاركته في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، تمهيداً للقمة العربية المقررة غداً الخميس، في المنامة، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بوحبيب في البحرين، نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد. وأثنى بو حبيب على «تأييد الحكومة السورية قرار عودة النازحين»، مشدداً على «ضرورة حشد الدعم الدولي لفصل أي حل سياسي عن مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إضافة الى ضرورة إطلاق فوري وفعال لمشاريع تأهيل البنى التحتية الأساسية في القرى السورية المهدّمة دعماً لهذه العودة». كما التقى بوحبيب نظيره المغربي الوزير ناصر بوريطا.
كذلك، اجتمع بو حبيب مع نظيره اليمني الوزير شايع محسن الزنداني، وأكد بو حبيب «تمسك لبنان بالقانون الدولي والشرعية الدولية، بما فيه القرارات الأممية المتعلقة بلبنان والمنطقة»، وقال: «حان الوقت لتطبيق الحل السياسي العادل وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وفقاً لمبادرة السلام العربية الصادرة في قمة بيروت لعام 2002». وأشار إلى أنها «السبيل الوحيد التي ستخمد نار الحرب والدمار».
وكرر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضيرِ للقمة العربية الثالثة والثلاثين، وقوفه الى جانب الشعب اللبناني.
ودعا بن فرحان كافة الأطراف اللبنانية لتغليب المصلحة العامة عبر تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تقود إلى تجاوز أزماته.
وزار وفد من تكتل الحمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، وتمّ خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سورية».
وباشرت منذ صباح أمس، المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الأمن العام الحدوديين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعيّة، شملت فقط لنحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا سجلوا أسماءهم لدى مراكز العام العام لتأمين عودتهم الى بلادهم. وأكد المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أن «هذه القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصلاً مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ، ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي».
على صعيد آخر، تتجه الأنظار الى اللقاء الذي يُعقد اليوم لسفراء الخماسية الدولية في عوكر، حيث سيؤسس لحركة جديدة يقوم بها السفراء سيستهلونها من عين التينة وتجدر الإشارة الى أنّ هذا «الاجتماع هو الأول الذي تستضيفه السفيرة الأميركية ليزا جونسون وهو منطقي بتوقيته ومقرّه». ولفت، سفير مصر في لبنان علاء موسى إلى أنّه «يجب إعطاء الملف الرئاسي أولوية»، مشيرًا إلى أنّ «اللجنة الخماسيّة ملتزمة بتحريكه ونبحث بكيفية تحريك الزوايا لإحداث خرق ما».
وجالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي على المسؤولين. بداية استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ميلاني والوفد المرافق، بحضور سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولوم، حيث جرى عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وقطاع غزة إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. بعدها توجّهت الدبلوماسية الكندية الى السراي حيث استقبلها الرئيس ميقاتي.. واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة Joly بحضور السفيرة الكندية في لبنان، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وستزور ايضاً قائد «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو وأحد المشاريع الإنمائية التي تمولها كندا في بيروت.
ميدانياً، تواصل القصف الإسرائيلي جنوباً. فشن الطيران الإسرائيلي المسيّر مساء أمس غارة على طريق عام صور – الحوش مستهدفاً سيارة في المنطقة ما أدى الى سقوط شهدين، واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية حي القندولي – غرب بلدة ميس الجبل. وتعرّضت أطراف بلدة زبقين لقصف مدفعي إسرائيلي. وشن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت الأطراف الجنوبية لبلدتي راشيا الفخار وكفرحمام. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على ساحة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وأدت إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على نقله إلى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. وتسببت أيضاً بتدمير منزل تدميراً كاملاً، وبأضرار فادحة بعشرات المنازل المحيطة بالمنزل المستهدف، فضلاً عن احتراق سيارتين عملت عناصر الدفاع المدني على إخماد النيران التي اشتعلت فيهما. واستهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف علما الشعب – الضهيرة، فالتهمت النيران الأحراج والأشجار المحيطة.
وأعلن حزب الله انه «وبعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسيّ الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم به، استهدف بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دُمّرت وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح».
واستهدف الحزب ايضاً «مباني يستخدمها جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي المالكية وافيفيم بالأسلحة المناسبة».
************************
افتتاحية صحيفة النهار
جنبلاط لـ”النهار” عشيّة الجلسة: ليُكمل لبنان ملفّه
تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة النيابية التي سيطرح فيها ملف #النزوح السوري من باب مناقشة #الهبة الأوروبية وما ستفضي اليه لجهة اصدار توصية ترسم معالم موقف وطني عام يفترض ان يبلور موقفاً لبنانياً حازماً برسم الخارج والداخل سواء بسواء في ملف النازحين.
وعشية هذه الجلسة كان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد #جنبلاط موقف عبر عنه عبر “النهار” برز فيه تشديده على أولوية امتلاك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبل ان يحاور #الحكومة السورية وقبيل مؤتمر بروكسيل. ومن المقرر ان يتوجه جنبلاط يوم الاحد المقبل الى الدوحة بدعوة من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وتشمل زيارته لقاء مع الجالية اللبنانية بتنظيم من السفيرة اللبنانية في قطر فرح بري ولقاءات اخرى. وفي ظل غياب الافق بالنسبة الى اي تقدم راهنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية على رغم جهود اللجنة الخماسية التي تضم سفراء خمسة دول اساسية هي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية وقطر التي تجتمع اليوم لدى السفيرة الأميركية ليزا جونسون والحاجة الى فصل الرئاسة عن غزة لعدم الصلة اطلاقا بين الاثنين، كما غياب الافق بالنسبة الى اي تهدئة في الجنوب في ظل استمرار الحرب على غزة ، ولان موضوع الجنوب “اكبر منا” ويتصل بالقرار #1701، يولي جنبلاط موضوع النازحين المرتبة الاولى من الاهتمام. ويقول لـ”النهار” بوجوب “ان يمتلك لبنان ملفا متكاملا في موضوع النازحين قبيل مؤتمر بروكسيل للنازحين السوريين او كما طلبنا في ورقة الحزب قبل محاورة الحكومة اللبنانية الحكومة السورية”. اذ يرى “ان التركيز راهنا في الداخل هو على ما يمكن القيام به ولا سيما موضوع النازحين السوريين. واخر اجتماع مع “الحزب” حصل بناء على طلب الحزب وزيارة الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا وكان الموضوع يتعلق بالنازحين السوريين بعد الضجة الكبيرة على اثر مقتل المسؤول في القوات اللبنانية #باسكال سليمان. والحديث كان ان تقارب الامور بالواقعية فالنازحون موجودون. لنعد الى جملة امور. هناك اسئلة اولا، لماذا توقف تسجيل النازحين السوريين في 2015، وثانيا يجب القيام بفرز بين العامل السوري التاريخي الموجود في لبنان ومن عشرات السنين والذي لا يمكن الاقتصاد اللبناني ان يستغني عنه في قطاعات معينة في الزراعة والبناء”. وهناك في رأي جنبلاط “السوريون الذي يتمتعون باوضاع مريحة ولا يمكن اعتبارهم من اللاجئين وهناك من تهجر نتيجة الحرب. هل يمكن انشاء مخيمات كما طرحنا في ورقتنا؟”. لا يعتقد جنبلاط ذلك “لان الامر متأخر جدا. وهناك حاجة الى توضيح المقصود بدعم النازحين ودعم البيئة الحاضنة. وثمة حاجة الى القيام باحصاء ولا سيما للولادات الجديدة بالاشتراك مع مفوضية شؤون اللاجئين” .
ويكرر جنبلاط “وجوب ان نبدأ بانفسنا على رغم ان تجربة الاردن مع الحكومة السورية مرتين في هذا الاطار من دون نتائج تذكر ولكن نحتاج الى سرعة البت بهذا الموضوع وان نوفر عناصر مقومات ورقة موحدة مع جميع القوى الأساسية”.
الاستعدادات للجلسة
وفي سياق التحضيرات للجلسة النيابية، عُقد امس لقاء تشاوري في مجلس النواب بهدف وضع تصور موحد لاطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجيه، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم. وفي معلومات “النهار” ان ممثلي الكتل خرجوا بمجموعة قواسم مشتركة حيال التعامل مع ملف النازحين وتوصلوا الى مسودة توصية ملزمة تتألف من تسعة بنود ولاقت تأييدا من الرئيس نبيه بري.
وفي غضون ذلك، تفاعلت مسألة تخفيض مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسيل بعدما عدل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن المشاركة فيه وكلف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بتمثيل لبنان، وردت اوساط حكومية على ما اثير في هذا السياق فقالت ان رئيس الحكومة قرر يوم الجمعة الفائت عدم المشاركة في المؤتمر بعدما تبلغ من سفيرة الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال في اجتماع عقده معها ان الاجتماع سيكون على مستوى ممثلي الدول، ولن تكون هناك مشاركة لرؤساء الدول او رؤساء الحكومات. وقد قرر الرئيس ميقاتي، بعد التشاور، ان يرأس الوفد اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، نطرا للاهمية القصوى التي يمثلها ملف النازحين بالنسبة للبنان. وقد اطلع رئيس الحكومة رئيس مجلس النواب نبيه بري على قراره بعدم المشاركة خلال الاجتماع التشاوري الذي عقداه السبت . واكدت الاوساط الحكومية ان لا علاقة لقرار رئيس الحكومة العدول عن المشاركة في المؤتمر بأي اعتبار خارجي، وان المسألة مرتبطة فقط بحجم تمثيل الدول فيه .
ومن المقرر أن يغادر ميقاتي بعد انتهاء الجلسة النيابية العامة اليوم الى البحرين لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية .
وفي السياق استغربت الاوساط الحكومية “عدم التدقيق في العديد من الاخبار، كمثل القول ان تواصلا مباشرا حصل للمرة الأولى بين رئيس الحكومة والحكومة السوريّة وقالت ان هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق وهناك تواصل مستمر بين الحكومتين اللبنانية والسورية وكان رئيس الحكومة كشف بنفسه في حديث تلفزيوني بعد انتهاء زيارة رئيس قبرص ورئيسة المفوضية الاوروبية، انه اجرى اتصالا بنظيره السوري وتشاورا في الملفات الثنائية بين البلدين.
وسط هذه الأجواء باشرت صباح امس المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الامن العام الحدوديين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعية، شملت فقط نحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا سجلوا اسماءهم لدى مراكز العام العام لتأمين عودتهم الى بلادهم. واكد المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري أن “هذه القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصل مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الفلتان في بيروت والضواحي يسبق الخطة الأمنية
أول عودة للنازحين “تجليطة” حكومية وعون ينضمّ لنصرالله في انقسام البرلمان
عشية التئام مجلس النواب لإصدار توصية تحض الحكومة على ترحيل نحو مليون و400 الف نازح سوري يقيمون بطريقة غير شرعية في لبنان، «تمخّضت» خطة الحكومة أمس لإعادة هؤلاء عن عودة 225 نازحاً فقط. كما انضم الرئيس السابق ميشال عون الى ركب السيد نصرالله في ملف النازحين، فتجاوزه في الدفاع عن نظام بشار الأسد قائلاً:» سوريا التي بدأت تسلك درب التعافي على جميع الصعد، يسعون لإفراغها من شعبها»!
وفي ظل هاتين المفارقتين، ما هو المرتجى من جلسة البرلمان اليوم؟
تجيب عن هذا السؤال أوساط نيابية واكبت أمس المشاورات التي شهدتها ساحة النجمة، فقالت لـ»نداء الوطن» إنّ «الفريق اللبناني الذي يريد إعادة النازحين الى سوريا، يعتبر أنّ المدخل هو في قيام الحكومة بواسطة الأجهزة الأمنية والبلديات بترحيل كل من هو غير شرعي يقيم على أراضيه. ويعتبر أنّ قرار الترحيل هو قرار سيادي لبناني، على أن تشرف الحكومة على تنفيذه. وهناك اتجاه لطرح مشروع توصية تتضمّن حض الحكومة على مواصلة اجراءاتها بحزم لترحيل أكثر من مليون نازح سوري غير شرعي من لبنان».
وتضيف: «هناك فريق لبناني آخر يتعامل مع هذا الملف على قاعدة المقايضة والمتاجرة بما يخدم فريق الممانعة. ومنذ 10 أعوام عندما كان يجري طرح ملف اللجوء، كان هناك من يقول باستمرار: «عليكم أن تتفاوضوا مع النظام السوري». والسؤال لهذا الفريق: انتم حلفاء النظام فلماذا لا تتحدثون معه عن هذا الأمر؟ ولماذا يريد هذا النظام ثمناً لعودة شعبه الى أرضه. علماً أنه بات واضحاً أنّ النظام السوري لا يريد عودة السوريين الى بلادهم إلا مقابل ثمن هو رفع «عقوبات قيصر» الأميركية عنه، وأن تفتح صناديق الخليج له، وأن يستعيد شرعيته الدولية، إذ لا تكفيه استعادة شرعيته العربية، وهذا ما سعى اليه نصرالله في إطلالته الأخيرة».
وتابعت: «هناك الفريق الدولي، وتحديداً الأميركي والأوروبي، الذي يريد بقاء القديم على قدمه في انتظار حل الأزمة السورية وهو ما يرفضه الفريق السيادي اللبناني ممثلاً غالبية الشعب اللبناني. فالحرب السورية انتهت منذ أعوام، ونظّم نظام الأسد انتخابات رئاسية منذ عامَين، وهو في صدد تنظيم انتخابات نيابية قريباً، ما يعني أنّ سوريا الخاضعة للنظام بخير».
وخلصت الأوساط النيابية الى القول: «من المؤمل أن تخرج جلسة البرلمان اليوم بتوصية واضحة تطالب الحكومة بترحيل النازحين المقيمين في لبنان بطريقة غير شرعية»، علماً أنّ سبب انعقاد الجلسة هو هبة المليار يورو التي أعلنت المفوضية الأوروبية تقديمها الى لبنان وأثارت جدلاً لم يهدأ بعد.
وتحدثت المعلومات، فقالت إنّ الورقة الأولية للتوصيات النيابية الى الحكومة، تلحظ 9 نقاط، وهي تؤكد على «أنّ لبنان ليس بلد لجوء، وتطلب من الحكومة التواصل مع كل الجهات المعنية بالنزوح، ومنها مفوضية اللاجئين الدولية والحكومة السورية». كما تطالب الورقة بـ»معالجة أزمة النزوح في مهلة أقصاها سنة وتطلب تحويل المساعدات للنازحين في سوريا».
بالنسبة الى خطة الحكومة لإعادة النازحين السوريين، فقد استؤنفت أمس بعد توقّف لنحو عام ونصف العام. ففي منطقة عرسال في شرق لبنان، تجمّعت منذ ساعات الصباح الأولى حافلات وشاحنات صغيرة، يحمل بعضها لوحات تسجيل لبنانية وأخرى سورية، قبل بدء انطلاقها تدريجاً الى الأراضي السورية بإشراف الأمن العام اللبناني. وحمل لاجئون معهم حاجياتهم من أمتعة شخصية ومقتنيات وحتى دواجن وحيوانات، وفق مصور لوكالة «فرانس برس».
وأعلن الأمن العام عن تنظيم إعادة نحو 225 لاجئاً عبر معبرين حدوديين في عرسال وبلدة القاع، كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، في إطار «تأمين العودة الطوعية» التي بدأها الأمن العام منذ 2017.
وفي المنامة، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش مشاركته في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، تمهيداً للقمة العربية المقررة غداً.
وأثنى بو حبيب على «تأييد الحكومة السورية قرار عودة النازحين». وشدّد على «ضرورة حشد الدعم الدولي لفصل أي حل سياسي عن مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إضافة الى ضرورة إطلاق فوري وفعّال لمشاريع تأهيل البنى التحتية الأساسية في القرى السورية المهدمة دعماً لهذه العودة».
ومن ملف النازحين الى قضية الفلتان الأمني، خصوصاً في بيروت. فبعدما صرّح وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي قبل أيام أنّ هناك خطة أمنية في العاصمة وضواحيها على وشك الانطلاق، تعرض مسؤول الحزب «التقدمي الإشتراكي» في منطقة كركول الدروز شادي جمال، لإطلاق النار بالقرب من محطة وقود. وعلم أنّ مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على المسؤول الأشتراكي ما أدى الى سقوط ثلاثة جرحى، فيما نُقل المسؤول الى مستشفى الجامعة الأميركية للعلاج.
وتحدثت المعلومات عن أن سبب الحادث أن المسؤول الحزبي أوقف شخصاً يُشتبه في تنفيذه سرقات في المنطقة، وسلّمه الى الأجهزة الأمنية، وعلى الأثر وصل مسلحون على متن دراجات نارية من الضاحية الجنوبية لبيروت وأمطروه مع من كان الى جانبه بوابل من الرصاصات من رشاش حربي.
وفي وقت لاحق، شجب الحزب الإشتراكي «التصرفات الخارجة عن الأصول من قبل بعض عناصره أمام المستشفى». وأكد «احترامه هذا الصرح وتقديره لدوره الطبي والإنساني تجاه كل المواطنين». وشدد على «أهمية احترام المؤسسات الخاصة والعامة».
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
اتصالات ولقاءات تسبق «جلسة النزوح» النيابية… وتوصية مرتقبة من البرلمان
اجتماع للمجلس الأربعاء للبحث في معالجة اللجوء السوري
تكثفت الاتصالات واللقاءات قبل ساعات من موعد الجلسة النيابية، الأربعاء، المخصصة لمناقشة الهبة التي قدمتها المفوضية الأوروبية إلى لبنان، وعقد في هذا الإطار جلسة مطولة جمعت ممثلي الكتل النيابية بهدف وضع تصور موحد لإطار مسودة القرار أو التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات في السرايا الحكومي، حيث استقبل سفير إيطاليا الجديد فابريتسيو مارتشيلي الذي قال بعد اللقاء: «بحثنا الأوضاع في لبنان، وتطرقنا إلى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى لبنان في شهر مارس (آذار) الماضي، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، إضافة إلى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف».
مع العلم، أن ميقاتي تراجع عن المشاركة شخصياً في مؤتمر بروكسل المخصص لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي سيعقد في 27 مايو (أيار) الحالي، وتغيب عنه دمشق، على أن يترأس وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الوفد اللبناني.
وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتهي إليه جلسة البرلمان، الأربعاء، في ظل الإجماع الذي تلقاه قضية النازحين في لبنان والمطالبة بالعمل على عودتهم إلى سوريا، برز موقف السيد نصرالله، قبل ساعات من موعد الجلسة، الذي دعا خلاله إلى «فتح البحر» أمام اللاجئين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم إلى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك.
وأملت مصادر في حزب «القوات اللبنانية» ألا ينعكس موقف أمين عام «الحزب» على التوصية التي يفترض أن تصدر عن البرلمان، الأربعاء، لافتة إلى أن موقف نصرالله معروف، وهو محاولة إسداء خدمة للنظام السوري واستغلال القضية مقابل ثمن رفع العقوبات عن النظام السوري وإعادة الشرعية له. وفيما بات واضحاً أن محور الجلسة لن يكون الهبة الأوروبية التي يتلقاها لبنان منذ سنوات، إنما كيفية معالجة قضية الوجود السوري، تؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب من البرلمان أن يصدر توصية واضحة للحكومة بضرورة استكمال إجراءاتها لترحيل كل سوري غير شرعي، وأن يسبق ذلك اجتماع بروكسل؛ لأن غياب الوضوح في هذا الملف يعني مواصلة الدوران في الحلقة المفرغة».
وفي هذا الإطار، رأى عضو تكتل «التيار الوطني الحر» النائب سليم عون أن نجاح جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الهبة الأوروبية يكمن في وحدة الموقف الذي لا بديل لنا عنه»، وشدد في حديث إذاعي على أننا «نحتاج إلى موقف حازم لبدء الخطوة الأولى في حل أزمة النزوح، فيكون الموقف اللبناني الموحد رسالة إلى كل دول العالم».
وبالنسبة إلى موقف نصرالله من فتح البحر أمام النازحين، أوضح أنه «لا يمكن أن يتخذ قرار مماثل علناً، لكن على لبنان غض النظر عن النزوح عبر البحر لفترة وجيزة، عندها ترتفع الصرخة عالمياً، ويلقى لبنان آذاناً مصغية».
في المقابل، وفيما رأى النائب فيصل كرامي أن قضية النازحين «أصبحت تشكل عاملاً للاستغلال السياسي والمذهبي لدى بعض الأفرقاء في لبنان»، أكد أنه سيشارك في «الجلسة النيابية المخصّصة لبحث ملف النزوح السوري»، آملاً الخروج منه «بورقة موّحدة وطنية حول هذا الملف».
في موازاة ذلك، استكمل حزب «القوات اللبنانية» جولته حول المسؤولين والمعنيين في قضية النازحين، والتقى وفد منه سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا». وتم خلال اللقاء شرح وجهة نظر حزب «القوات اللبنانية» والخطوات الميدانية التي بدأ في اتخاذها بما بخص الوجود السوري غير الشرعي في لبنان عبر حث البلديات على «تطبيق القوانين والتعاميم الرسمية ذات الصلة». وكان جهاز العلاقات الخارجية القوات، رأى في بيان أن «على «منظمة العفو الدولية» مساعدة لبنان في ملف السوريين بدل اتهامه جزافاً بما لم يرتكبه.
وكانت قد أبدت ثماني منظمات من المجتمع المدني، بينها «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش»، في بيان مشترك، خشيتها من أن تؤدي مساعدة الاتحاد الأوروبي إلى «العودة القسرية للاجئين، ما يجعل لبنان والاتحاد الأوروبي متواطئين في انتهاكات مبدأ القانون الدولي العرفي بشأن عدم الإعادة القسرية، الذي يُلزم الدول بعدم إعادة الأشخاص قسراً إلى دول يتعرضون فيها لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
جلسة اليوم إطار عمل يعيد كرة النزوح الى الحكومة
ينتظر أن تدشّن الجلسة النيابية اليوم المخصصة للبحث في ملف النزوح السوري في ضوء هِبة المليار يورو التي سيقدمها الاتحاد الأوروبي للبنان، موقفاً لبنانياً موحداً من هذا الملف يحدد مصير هذه الهبة من جهة وتحمله الحكومة إلى مؤتمر بروكسل المقرر انعقاده حول سوريا أواخر الشهر الجاري من جهة ثانية. ومن المنتظر أن يرقى هذا الموقف ـ التوصية الذي سيوجّه الى الحكومة إلى مرتبة إطار عمل عليها ان تستكمله لإعادة النازحين بعيداً عن أي مساومات على حساب المصالح الوطنية العامة.
وفيما لم يسجّل اي تطور ملموس على مستوى الملف الرئاسي يعقد سفراء اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية اجتماعًا تقييميًا اليوم في مقر السفارة الأميركية في عوكر، للبحث في هذا الملف والخطوات المطلوبة في شأنه. في وقت أكّد وزير الخارجيّة السعوديّة الامير فيصل بن فرحان «وقوف بلاده باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق». داعياً الأفرقاء اللبنانيين إلى «تغليب المصلحة العامة عبر تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تقود إلى تجاوز أزماته».
عشيّة جلسة مجلس النواب التي ستُشرِّح اليوم أزمة النزوح السوري من كل جوانبها تكثفت الاتصالات التي انطلقت من توافق نادر يمكن وصفه بـ«التاريخي» نسبةً الى الانقسام السياسي المستمر في البلد منذ سنوات، وأفضَت إلى توافق على مسودة صيغة يفترض ان تصدر اليوم عن مجلس النواب.
وقال مصدر سياسي بارز واكبَ الاتصالات وشارك في اللقاء النيابي التشاوري الذي انعقد أمس في ساحة النجمة، لـ«الجمهورية»: «هناك إمكانية للتفاهم على صيغة تُجمع عليها الكتل ومكونات المجلس، وهي نتاج المشاورات المكوكية التي حصلت خلال اليومين الماضيين مع كافة الافرقاء، وقد تمّت صياغة الأفكار التي جرى نقاشها والتداول بها ووضعت في التصرف وتوزّعت على الجميع لتكون قاعدة نقاش ننطلق منها اليوم». وأوضح المصدر «ان هذه الصيغة هي إطار عمل سيصدر على شكل توصية للحكومة». واشار إلى انّ «ما سيقوم به المجلس لا علاقة له بخطة وهذا الأمر ليس من مهماته إنما من مهمات الحكومة، ونكون بهذا قد قدّمنا لها الدعم والمساعدة لتكمل المهمة وتضع خطة عمل جدية تنطلق من معالجات واجراءات تنفيذية».
وختم المصدر: «المجلس تلقّف طابة النزوح من الحكومة بإيجابية واليوم يعيدها اليها».
لقاء تشاوري
وعشيّة الجلسة النيابية انعقد أمس لقاء تشاوري في مجلس النواب بعيداً من الاعلام لوضع تصور موحّد لإطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة للمجلس النيابي حول ملف النزوح السوري. وقد ضَم اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وقالت مصادرنيابية متابعة لـ«الجمهورية»: انّ التوصية النيابية التي ستصدرعن جلسة اليوم ستكون مُلزمة للحكومة، وستعرضها امام مؤتمر بروكسل على انها تمثّل الموقف اللبناني الرسمي، وملخّصها «انّ لبنان بلد عبور لا لجوء، وان ظروف لبنان الاقتصادية والخدماتية والمعيشية والامنية لم تعد تتحمل مزيداً من الاعباء الناجمة عن وجود نحو مليوني نازح سوري، وان الوضع تجاوز الخطوط الحمر. وعلى الحكومة ان تضع خطة عملية مبرمجة وفق مراحل زمنية لإعادة النازحين لا تمتد لأكثر من سنة، والتواصل مع كل الجهات المعنية بالنزوح ومنها مفوضية اللاجئين والحكومة السورية لتساهم في العودة ودفع المساعدات للنازحين في سوريا». امّا الهبة المالية الاوروبية فلم تعد موضوع بحث وصارت وراءنا.
كذلك عقدت مجموعة من الكتل النيابية اجتماعات امس، ومنها اجتماع للمجلس السياسي لـ«التيار الوطني الحر» و«اللقاء النيابي المستقل» و«التكتل الوطني»، وصدرت عنها مواقف متقاربة مع مسودة التوصية الي ستصدر عن جلسة اليوم، لكنّ النائب فريد الخازن قال بعد اجتماع «التكتل الوطني» ان «الهبة الاوروبية مرفوضة شكلاً ومضموناً».
ولعل المواقف الحاسمة برفض الاقتراحات الاوروبية، والتي ستتجلى بموقف واحد اليوم في الجلسة النيابية العامة عبر توصية ملزمة للحكومة، سيكون انعكاسها إيجابياً ويترك تأثيره على الموقف الاوروبي خلال مؤتمر بروكسل الثامن في 27 الشهر الحالي الذي سيُعقد تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، لكن لن تكون فيه كلمة للسلطات السورية المعنية قبل غيرها بموضوع النازحين، بل بحسب موقع الاتحاد الاوروبي ستكون الكلمة لمعارضي النظام السوري ما يسمّى «المجتمع المدني» الذي تشارك شخصيات كثيرة منه في المؤتمر.
قافلة النازحين
في غضون ذلك أنجزت امس رحلة العودة الاولى للنازحين السوريين، بعد انقطاع لأشهر طويلة من وادي حميد في عرسال، حيث انطلق النازحون عند السابعة صباحًا في اتجاه معبر الزمراني على الحدود اللبنانية ـ السورية نحو قراهم مصطحبين معهم آلياتهم المدنية وجرّاراتهم الزراعية ومواشيهم في سيارات وشاحنات مستأجرة من عرسال.
رافقَ القافلة الطوعية، التي ضمت 228 سورياً من اصل 330 سجلوا اسماءهم ثم امتنعَ الباقون، دوريتان من الامن القومي واستقصاء الأمن العام نحو الحدود اللبنانية السورية بإشراف العميد جمال الجاروش وقائد القوى المنفذة العقيد غياث زعيتر، وبالتنسيق مع الأمن السوري الذي يتولى أمن القافلة داخل الأراضي السورية، نحو قرى القلمون الغربي وقرى ريف دمشق ودمشق العاصمة. وقد غادروا من بلدتي عرسال والقاع. ويفترض ان يتم تنظيم قوافل عودة تباعاً بعد تسجيل نحو ألفي نازح أسمائهم على قوائم الامن العام ووزارة المهجرين.
وقد وصلت القافلة الاولى ظهراً الى سوريا عبر معبري الزمراني في ريف دمشق، وجوسيه في ريف حمص، وتم تقديم الخدمات الصحية للعائدين واللقاحات اللازمة للأطفال. واعلنت المديرية العامة للأمن العام مساء انّ هذه العملية تمت بالتنسيق مع السلطات الأمنية السورية وفي حضور مراقبين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وذكّرت المديرية «الرعايا السوريين في لبنان، المسجلين على لوائح المفوضية أو المخالفين لنظام الإقامة، الراغبين بالعودة إلى سوريا التقدّم من مراكز الأمن العام لتسجيل أسمائهم».
إسقاط منطاد
بعد ايام على تراجع اعتداءاته على قرى الجنوب نتيجة ضربات المقاومة، عاد العدو الاسرائيلي الى التصعيد، فأغار طيرانه الحربي فجر أمس على بلدة كفركلا مُستخدماً صواريخ ثقيلة تسمّى صواريخ «شارون الزلزالية»، التي ألحقت دماراً كبيراً فيها. كذلك اغار لمرتين على بلدة الخيام. فيما اغار الطيران المسيّر صباحاً على سيارة في بلدة ميس الجبل ما أدى الى ارتقاء شهيد نَعَته «المقاومة الاسلامية»، هو حسين عباس عيسى (مواليد عام 1968) من بلدة ميس الجبل.
واستهدف الطيران الحربي الأطراف الجنوبية لبلدتي راشيا الفخار وكفرحمام. فيما تعرضت اطراف بلدة زبقين لقصف مدفعي. ولاحقاً أغار الطيران على بلدة يارون فسقط جريح نقله الدفاع المدني الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. وتسببت الغارة ايضا بتدمير منزل تدميراً كلياً وإلحاق اضرار جسيمة بعشرات المنازل المحيطة به، فضلاً عن احتراق سيارتين.
واستهدف القصف المدفعي بالقذائف الفوسفورية اطراف علما الشعب – الضهيرة، والتهمت النيران الاحراج والاشجار المحيطة. وبعد الظهر اغار الطيران الحربي مجدداً على كفركلا، فيما تعرضت اطراف كفرشوبا ومزارع شبعا لقصف مدفعي.
واعلنت «المقاومة الاسلامية» أمس انه «وبعد تَتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان ادارته والتحكم به، استهدف المجاهدون بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بنَحو مُتتالٍ، وهي قاعدة إطلاقه التي دمّرت وأفلتَ منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بكاملها، وطاقم إدارته الذي أصيب مباشرة ووقع أفراده بين قتيل وجريح».
ولاحقاً، أفاد الجيش الإسرائيلي عن سقوط قتيل مدني وإصابة 5 جنود في صفوفه إثر إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من لبنان في اتجاه منطقة أدميت في الجليل الغربي.
وقال في بيان: «تم خلال اليوم (أمس) رصد عمليات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من لبنان في اتجاه منطقة أدميت في الجليل الغربي. ونتيجة لذلك، أصيب جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي بجروح متوسطة و4 جنود غَيره بجروح طفيفة، وتم نقل الجنود إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي، وإبلاغ عائلاتهم».
وليلاً، استهدفت مسيّرة بثلاثة صواريخ سيارة على طريق عام صور – الحوش، قرب سوبرماركت رمال الأصلي والمستشفى الإيطالي ما أدّى إلى اشتعالها وسقوط ثلاثة شهداء كانوا في داخلها.
الى ذلك، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية «إن الضرر الذي لحق ببالون المراقبة التابع للجيش الإسرائيلي اليوم هو استمرار لجهود «الحزب» لتدمير أصول المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي، ولكنه أيضا استمرار لاتجاه «الحزب» التصعيدي في الأيام الأخيرة». واشارت الى أنّ «الجيش الإسرائيلي رصد مؤخراً محاولات من جانب «الحزب» لتعمية قدرات المراقبة لديه». وأضافت: «بدأ الأمر بضرب طائرات من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي في المطلة والسيطرة عليها من بعيد، ثم أطلق «الحزب» في مناسبات عدة عددا كبيرا من الصواريخ على جبل ميرون. ومن بين أمور أخرى، استهدف الحزب هوائيات الرادار الخاصة بوحدة المراقبة الجوية التابعة للقوات الجوية. وفي الوقت نفسه عمل على تدمير أنظمة المراقبة في عدد كبير من المواقع على طول الخط الحدودي».
كما اعلنت انها استهدفت «عدة مَبانٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في مستعمرة المالكية بالأسلحة المناسبة». فيما اشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية الى «اندلاع حرائق في المالكية نتيجة إطلاق صواريخ من لبنان».
وفي اطار الرد ايضاً على استهداف المدنيين والمنازل خصوصا في بلدة يارون، اعلنت «المقاومة الإسلامية» انها استهدفت «عدة مَبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة «أفيفيم». فيما اكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انه «نتيجة عمليات الإطلاق التي تم تنفيذها في اتجاه الجليل الغربي، تضرر بالون مراقبة تابع للجيش الإسرائيلي وسقط في الأراضي اللبنانية». وفعلاً، فقد سقط المنطاد التجسسي بين بلدتي رميش وعين ابل، وعمل بعض الاهالي على تفكيكه.
وفيما قصفت المقاومة موقع العدو في السماقة في مرتفعات كفرشوبا. اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد الظهر عن «إطلاق 10 صواريخ في اتجاه منطقة هار دوف» (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة).
وفي تطور آخر، استهدفت »المقاومة الإسلامية» بعد الظهر مقر قيادة اللواء 801 في ثكنة «معاليه غولان» بالأسلحة الصاروخية. وذكرت وسائل اعلام عبرية انه تم اطلاق صفارات الإنذار في شمال الجولان.
وطلبَ ما يسمّى «المجلس الإقليمي (ميتا آشر) في الجليل الغربي» من المستوطنين «عدم الحضور الى المستوطنات الأمامية في الجليل الغربي نظراً لوقوع حدث أمني». كذلك اعلنت بلدية مستعمرة كريات شمونه انه «بسبب الخوف من إطلاق صواريخ على المدينة، يجب الدخول إلى الملاجئ فوراً».
وذكرت قناة 12 العبرية ان سكان الشمال ورؤساء المستوطنات نظّموا أمس «وقفة احتجاجية عند مفترق كابري وطالبوا الحكومة «بالاستيقاظ قائلين: يجب أن لا نخسر الشمال». واشارت الى «ان المئات من سكان الشمال توجهوا إلى التقاطعات قرب مستوطنات خط النزاع وانضَمّوا إلى رؤساء المستوطنات التي تم إخلاؤها، احتجاجاً على عدم وجود خطة للشمال وانعدام الأمن وعدم وجود موازنة وانهيار القطاع».
ونقلت القناة عما يسمّى «رئيس منتدى خط النزاع» قوله: «7 أشهر يهجّر فيها سكان الشمال من منازلهم، وليس لديهم أي فكرة متى سيعودون».
وزيرة الخارجية الكندية
وفي اطار الحركة الدولية باتجاه لبنان أمضَت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي يومها في بيروت، فالتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، ثم غادرت لاستكمال جولتها على تركيا واليونان.
وقالت مصادر اطلعت على اجواء الزيارة لـ«الجمهورية» ان جولي قدمت عرضا مفصّلا لمواقف حكومتها مما يجري في المنطقة من أحداث متوجّسة من تطورات العدوان الاسرائيلي على غزة، الذي طال أمده وتوسّعت تردداته في أكثر من منطقة. وأبدت قلقها من ضيق الآفاق المؤدية امام الحلول، وعبّرت عن مخاوفها من امكان توسع نطاق الحرب في لبنان وما قد يتكبده من خسائر لا يتحمّلها، فيما هو يواجه أكثر من ازمة عَصيّة على الحل».
ولفتت جولي إلى «ان بلادها تخشى على ما يسميه العالم «اليوم التالي» في ظل فقدان أي مشروع يمكن ان تقود اليه المبادرات المتعددة لأنها، على كثافتها وتنوعها، لم تتمكن بعد من رسم أي اطار لما يمكن ان يستند إليه أي اتفاق لوقف النار. ففي ظل فقدان اي امل في الحل السياسي لن يكون هناك أي ضمان لوقف نار شامل ومُستدام في المنطقة، فكل التطورات باتت مرتبطة بأحداث غزة من اليمن الى لبنان ومنه الى مختلف الساحات التي تفاعلت مع احداثها».
وكشف احد الذين شاركوا في لقاءات جولي لـ«الجمهورية» انها عبّرت عن تفهمها للوضع في المنطقة ورؤيتها للوضع في لبنان بمختلف جوانبه. وتمنت أن تنجح المساعي المبذولة لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية لأنّّ لبنان في حاجة لاستعادة كل سلطاته الدستورية، ليكون حاضرا في المرحلة المقبلة للمشاركة في ما سيُرسم لمستقبل المنطقة بعد الأحداث الكبرى التي شهدتها.
وعبّرت جولي عن فهمها لما يريده اللبنانيون في المغتربات وخصوصا في محيطها الكندي، فهي على علاقة جيدة مع أركان الجالية اللبنانية وتُشاطِرهم القلق على مصير بلادهم، مشددة على ان برامج الدعم التي تقدمها كندا في أكثر من مجال انساني واجتماعي وانمائي ما زالت قائمة، وسيتم تزخيمها بناء لرغبة الكنديين المتحدرين من أصول لبنانية، فهم إلى جانب احتفاظهم بجنسيتهم اللبنانية، مواطنون كنديون أكفياء وحاضرون في مختلف المجالات ويمارسون واجباتهم، وهم على اقتناع بأنهم ينالون كامل حقوقهم. وما يأملونه ويريدونه هو ان يتعافى لبنان سريعاً وان يكون له رئيس يُعيد بناء السلطة مجدداً».
ميقاتي الى المنامة
على صعيد آخر يتوجه ميقاتي مساء اليوم الى المنامة للمشاركة في القمة العربية الدورية الثالثة والثلاثين المقررة غداً، وسيرافقه وزيرا الزراعة عباس الحاج حسن والإعلام زياد المكاري، ومن المقرر ان ينضم اليهما وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ليشكلوا الوفد اللبناني الرسمي الى القمة.
ولفتت مصادر معنية إلى ان برنامج لقاءات ميقاتي في المنامة ما زال في طور التحضير وقد لا يتسع الوقت للقاءات كثيرة، لأنّ القمة ستُعقد ليوم واحد ولن يكون الوقت متاحاً للقاءات طويلة، وهي ستتقرّر في اللحظات الأخيرة.
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تفاهم على توصية مُلزمة للحكومة.. ودمشق تنتقد المشاركة في بروكسيل
الرياض تجدِّد دعم لبنان وإجراء الإصلاحات.. والتزوير يطال خاتميّ برّي وميقاتي
يحمل الرئيس نجيب ميقاتي معه الى مؤتمر القمة العربية في المنامة بعد الجلسة النيابية، ما يمكن وصفه «بتعويم نيابي» لحكومة تصريف الاعمال، وتفويضاً باجراء الاتصالات مع الحكومة السورية، حيث سيُعقد اجتماع لبناني – سوري على مستوى رئيسي حكومتي البلدين.. من اجل التفاهم على آلية تطبيقية لعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة، وبطريقة طوعية، كما حدث بالنسبة لدفعة من 330 نازحاً، نظم لهم الامن العام اللبناني عودة طوعية بالتنسيق مع القيادة السورية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التوصية التي عمل عليها عدد من النواب قبيل جلسة الهبة الأوروبية في مجلس النواب تهدف إلى تجنيب المجلس أي شرخ حيال ملف النزوح السوري، وقالت إن جلسة اليوم والتي سبقتها مواقف مرتفعة السقف من ملف الهبة توصي الحكومة بسلسلة نقاط تستعجل معالجة النزوح ولاسيما العودة الطوعية وإجراء مباحثات مع الجانب السوري وتطبيق إجراءات اتخذت سابقا من ترحيل السوريين غير الشرعيين وغير ذلك، معلنة أن الحكومة قد تجتمع من أجل التأكيد على ما صدر.
واوضحت المصادر أن رفض الهبة أو القبول بها أمر لن يكون بهذه السهولة، ولذلك قد يكون الموقف مدروسا لأن لبنان لا يريد تعريض علاقاته الأوروبية إلى الخطر وفي الوقت نفسه لا يمكن القبول ببقاء النازحين على أرضه.
وفي الكلمة الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، اكد وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان «المملكة العربية السعودية تقف الى جانب الشعب اللبناني»، داعياً الاطراف اللبنانية لتغليب المصلحة العامة عبر تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية تؤدي الى تجاوز الازمات.
لقاءات في المنامة
وكشف النقاب قبل الجلسة عن اتصال هاتفي تم بين الرئيس ميقاتي ونظيره السوري حسين عرنوس، جرى التطرُّق خلاله الى ملف التنسيق بين بيروت ودمشق حول الملف، على ان يُعقد لقاء بين ميقاتي وعرنوس في البحرين غداً على هامش القمة العربية.
وتحضيراً للاجتماع على مستوى رئيسي حكومة البلدين لبنان وسوريا، اجتمع في المنامة، وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد.
يشار الى ان بو حبيب رد على رسالة المقداد لجهة اعتباره ان مؤتمر بروكسل منصة للهجوم على سوريا.
وجاء في رد بو حبيب ان مشاركة لبنان في المؤتمر تنطلق من قناعة بعدم جواز تغييب الدول المعنية بالازمات او المتأثرة بها عن الاجتماعات المخصصة لهذه الازمات، واشار الى ان لبنان سيطالب بدعوة سوريا الى المشاركة في المؤتمر.
التوصية بالنقاط
واجتمع ممثلو الكتل النيابية من دون مشاركة النواب التغيريين، لإنتاج مسودة توصية، شرطها الاول ان تكون ملزمة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي.
وشارك في اللقاء النواب: جورج عطا الله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجية، احمد الخير، هادي ابو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
وحسب المعلومات تتألف التوصية من 10 نقاط:
1- تشكيل لجنة وزارية برئاسة ميقاتي للتواصل مع الحكومة السورية والجهات المانحة لتسهيل عودة النازحين الى سوريا، والضغط على UNHCR (مفوضية اللاجئين) لاعطاء الداتا كاملاً للسلطات اللبنانية.
2- ضبط الحدود البرية.
3- تطبيق القوانين اللبناني بما يخص تسليم المساجين السوريين الى بلدهم..
4- تطبيق القوانين المرتبطة بمن لا تنطبق عليه شروط الاقامة القانوني واعادتهم الى بلدهم سورياً او الى اي بلد آخر..
وفي بروكسيل، سيبلغ لبنان المؤتمر حول «مستقبل سوريا» الذي يعقد في 28 الجاري بتطبيق التوصية التي تنص على تطبيق القانون وترحيل السوريين استناداً الى مذكرة التفاهم الموقعة مع المفوضية السامية.
الملف الرئاسي واجتماع الخماسية
وبانتظار هدوء العاصفة التي نجمت عن هبة المليار يورو الاوروبية، يتوقع ان يعود الملف الرئاسي الى التداول من جديد.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان هذه العودة لن تطول على الرغم من ان لا جديد مبلوراً بعد..
وتتجه الانظار الى اجتماع سفراء اللجنة الخماسية الدولية – العربية في مقر السفارة الاميركية في عوكر، للبحث في استئناف التحركات، بدءاً من عين التينة، واخراج الملف من «البراد» لانتخاب رئيس يتمكن من مواكبة التسوية المنتظرة للوضع على سكة الحل.
السفيرة الكندية
دبلوماسياً، التقت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، على ان تزور اليوم قائد اليونيفيل الجنرال ارولدو لاثارو، بالاضافة الى مشروع تمويله الحكومة الكندية في بيروت.
وزار وفد من تكتل الحمهورية القوية وجهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري «ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا. فبالنسبة للقوات مسار عودة السوريين إلى بلدهم بدأ ولن يتوقف».
العودة الطوعية
إذاً، باشرت منذ صباح أمس المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الامن العام الحدويين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعية لنحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا قد سجلوا اسماءهم لدى مراكز الأمن العام لتأمين عودتهم الى بلادهم.
وقد شكلت العودة، مع استئناف رحلات العودة الطوعية الى سوريا، بداية اساسية في عملية متواصلة ومستدامة لتمكين السوريين الموجودين في لبنان بصورة شرعية وغير شرعية بالعودة الى بلادهم، في وقت «تحرص المديرية العامة للامن العام على تأمين عودة آمنة لهم» كما افادنا الضابط المسؤول عن متابعة هذه العملية في عرسال».
وعند سؤالنا لبعض السوريين المغادرين طوعا، اعرب معظمهم عن «ارتياحهم لهذه الخطوة شاكرين للامن العام رعايته لهم بالعودة الى وطنهم بأمان». (راجع ص 4)
تزوير أختام الرؤساء
قضائياً، وفي تطور وصف بالخطير، كُشف امس، عن تزوير اختام تعود للرئيس بري واخرى للرئيس ميقاتي ووزراء.
وحسب ما ذكرت محطة الـ«L.B.C.I» ان المراد من التزوير تسجيل املاك عامة كأملاك خاصة عن طريق بيعها تزويراً.
الوضع الميداني
ميدانياً، كان التطور الابرز استهداف المقاومة منطاداً للتجسس (من نوع سكاي ستار 330) ودمرت قادعة اطلاقه، واصابت آلية التحكم به ودمرتها، واستهدفت طاقم ادارته..
وحسب المقاومة فالمنطاد مجهز بمناظير للرصد الليلي، ويعمل في جميع احوال الطقس والرياح.
ومساء امس اغار الطيران المعادي على اطراف بلدة عيتا الشعب.
وكان العدو نفذ فجر أمس عدواناً على بلدة كفركلا.. وحلق الطيران المعادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري، وفوق الخط الازرق المتاخم للحدود الدولية.
واعترفت مصادر اعلامية اسرائيلية بمقتل 14 جندياً و10 مدنيين منذ بدء العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
وليلاً استهدفت مسيرة اسرائيلية بـ3 صواريخ سيارة على طريق عام صور – الحوش قرب تعاونية رمال، وكان داخلها شخصان.
وذكرت معلومات اولية عن سقوط شهيدين.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
اسرائيل تُدمر وتُحرق الجنوب اللبناني والمقاومة تلحق خسائر كبيرة بالكيان الصهويني
قصف قاعدة تجسسية وإحراقها بالصواريخ
توصيات جاهزة تصدر اليوم عن جلسة المزايدات البرلمانية – بولا مراد
في الوقت الذي تصعّد فيه «اسرائيل» منذ اكثر من 24 ساعة عمليات تدمير واحراق القرى والبلدات والاحراج جنوبا، تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة التي يعقدها مجلس النواب اللبناني للنقاش بهبة المليار يورو وملف النزوح السوري. فرغم التفاهم المسبق الذي حصل بين الكتل الاساسية يوم أمس الثلاثاء على مجموعة توصيات ستصدر عن الجلسة، فانه يُتوقع ان تتحول حلبة مزايدات وتبادل اتهامات، بخاصة انه سيتم نقلها مباشرة على الهواء.
ترحيل خلال عام؟
وبحسب معلومات «الديار» فانه سيصدر عنها حوالى ٩ توصيات، ابرزها تشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تتولى التنسيق مع المجتمع الدولي والحكومة السورية لضمان ترحيل القسم الأكبر من النازحين السوريين خلال فترة عام، على ان تُقدم اللجنة تقريرا كل ٣ أشهر للمجلس، كما يندرج في اطار التوصيات المرتقبة، العمل مع الدول المعنية على مقاربة جديدة لقانون قيصر لا تمنع تقديم الحوافز اللازمة للنازحين العائدين الى بلدهم والتشدد في تطبيق القوانين اللبنانية المرتبطة بالتصدي للوجود السوري غير الشرعي، وبخاصة لجهة العمالة.
وأشار مصدر نيابي شارك في صياغة التوصيات الى انها ستشكل ارضية وطنية يتم الانطلاق منها والبناء عليها، سواء خلال القمة العربية المرتقبة خلال ساعات او خلال مؤتمر بروكسل المقرر الاسبوع المقبل. وأضاف المصدر لـ «الديار»: «صحيح ان هناك تفاهما وطنيا في مقاربة الملف، لكن ذلك لن يحول دون تبادل الاتهامات خلال جلسة اليوم في اطار تسجيل النقاط السياسية».
قوافل العودة انطلقت مجددا
وكانت المديرية العامة للأمن العام استأنفت يوم أمس الثلاثاء عمليات العودة الطوعية للسوريين الموجودين في لبنان التي باشرتها منذ العام 2019، وأعلنت في بيان قيامها بتنظيم عودة لرعايا سوريين عبر مركزي الأمن العام الحدوديين في عرسال والقاع، ضمّت 225 شخصاً، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأمنية في الجانب السوري، وبوجود مراقبين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وذكّرت المديرية الرعايا السوريين في لبنان، المسجلين على لوائح المفوضية أو المخالفين لنظام الإقامة، الراغبين بالعودة إلى سوريا التقدم من مراكز الأمن العام لتسجيل أسمائهم.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية- سانا، عن وصول دفعة جديدة من النازحين السوريين العائدين من لبنان إلى البلاد عبر معبر جوسيه بريف حمص.
ولفتت «سانا» إلى أنّه تم عند المعبر تقديم الخدمات الصحية لهم واللقاحات اللازمة للأطفال.
وقال مصدر أمني لـ «الديار» ان «الامن العام اللبناني يواصل التصدي للمخالفات السورية، سواء لجهة الاقامة او العمالة في مختلف المناطق اللبنانية. وهو سيفعّل، الى جانب الاجهزة الامنية الاخرى، عملياته بناء على التوصيات التي ستصدر عن مجلس النواب وعما سيصدر عن مؤتمر بروكسل».
العدو يُدمّر ويُحرق
في هذا الوقت، وفي اطار عملياته الانتقامية من المقاومة التي نفذت في الـ ٤٨ ساعة الماضية عمليات عسكرية نوعية، صعّد العدو الاسرائيلي اعتداءاته متقصدا تدمير القرى الحدودية واحراق الاحراج.
وأعلنت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن ليل الاثنين-الثلاثاء، غارتين على بلدة الخيام، وغارة عنيفة بأربعة صواريخ استهدفت بلدة كفركلا، استخدم خلالها صواريخ ثقيلة تسمى صواريخ «شارون» الزلزالية، أحدثت دماراً كبيراً في البلدة. واستهدف القصف الثلاثاء ساحة بلدة يارون، ما أدى الى اصابة مواطن بجروح متوسطة كما الى تدمير منزل تدميرا كاملا والحاق الاضرار الفادحة بعشرات المنازل المحيطة، فضلا عن احتراق سيارتين.
واستخدم العدو القذائف الفوسفورية لقصف الاحراج في محيط بلدة علما الشعب- الضهيرة، ما أدى الى تضرر مساحات حرجية كبيرة بعد التهام النيران الاحراج والاشجار.
بالمقابل، أقرّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بسقوط منطاد مراقبة للجيش داخل الأراضي اللبنانية بصواريخ أطلقها «الحزب». ولفت إلى أنّه «لا توجد خشية من تسرب معلومات جراء سقوط المنطاد».
وكان الإعلام الحربي في «الحزب» أعلن في بيان، أنّه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وبعد تتبع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو الاسرائيلي فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان ادارته والتحكم به، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دمرت وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح».
وقالت مصادر مطلعة ان التصريحات الاخيرة للسيد نصرالله وقوله إن سكان المناطق الشمالية في «إسرائيل، لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، خلقت ضغطا شعبيا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي الذي قرر الانتقام بتكثيف قصفه للقرى والبلدات اللبنانية الحدودية، وبخاصة ان المئات اجتازوا مفرقا في منطقة الجليل الأعلى بشمال «إسرائيل» امس ورفعوا شعارات تطالب بعودتهم الى منازلهم.
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
وتيرة المعارك تتصاعد في غزة.. وبري يضبط جلسة النزوح اليوم
على وقع مطالبة السيد نصرالله اول من امس الدولةَ اللبنانية بفتح البحر امام السوريين للتوجه الى اوروبا، ومجلسَ النواب اللبناني برفع الصوت لفك الحصار الاقتصادي عن دمشق، وفي وقت عدل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن التوجه شخصيا الى مؤتمر بروكسل وذلك لعدم استفزاز سوريا التي طالبت الخارجيةَ اللبنانية بعدم اعطاء شرعية للمؤتمر الذي أُبعد عنه النظام، تنعقد الجلسة النيابية اليوم في ساحة النجمة للبحث في مسألة الوجود السوري في لبنان واصدار توصية الى الحكومة في شأن الهبة الاوروبية من جهة وكيفية التعاطي مع هذا الوجود من جهة ثانية. وقد اثارت هذه المعطيات مخاوف لدى اوساطٍ معارضة من ان تكون المعالجةُ الجدية للتحدي الوجودي، سقطت باكرا، حتى قبل الجلسة، في ظل دَفعٍ واضح مِن الحزب لاستخدام الملف لخدمة سوريا، و”حرصٍ” رسمي على مراعاة دمشق!
مسودة القرار
على اي حال، عُقد أمس بعيدا من الاعلام، لقاء تشاوري في مجلس النواب عشية الجلسة المخصصة اليوم لمناقشة موضوع الهبة الاوروبية، بهدف وضع تصور موحد لاطار مسودة القرار او التوصية التي ستصدر عن الهيئة العامة حول ملف النزوح السوري. وشارك في اللقاء النواب: جورج عطالله، حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، جورج عدوان، علي حسن خليل، طوني فرنجيه، أحمد الخير، هادي أبو الحسن، نعمة افرام، عدنان طرابلسي، طه ناجي، جميل السيد وقاسم هاشم.
الى ذلك، عقد الرئيس ميقاتي – الذي يتوجه الى البحرين اليوم للمشاركة في القمة العربية حيث من غير المستبعد ان يلتقي الوفدَ السوري غداة تواصلٍ بينه وبين نظيره السوري – سلسلة اجتماعات ولقاءات في السراي، فاستقبل سفير إيطاليا الجديد في لبنان فابريتسيو مارتشيلي الذي أعلن بعد اللقاء “بحثنا الأوضاع في لبنان، ورحب بي الرئيس ميقاتي في لبنان، وتطرقنا الى زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى لبنان في شهر آذار الماضي، كما عرضنا مسألة النازحين السوريين في لبنان والمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بشأن هذا الموضوع، اضافة الى الإجراءات التي سيتخذها لبنان في هذا الملف… كما استقبل رئيس الحكومة وفدا من الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين برئاسة المنسق العام النقيب مارون خولي.
بدأ ولن يتوقف
في المقابل، زار وفد من تكتل “الحمهورية القوية” وجهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، في مقر سفارة الاتحاد في بيروت. وتم خلال اللقاء عرض ملف النزوح السوري “ومخاطره الداهمة بشكل مفصل من قبل الوفد، وضرورة عودة السوريين إلى مناطق آمنة باتت متوافرة سواء الخاضعة للنظام أو تحت سيطرة المعارضة، كما ضرورة توفير المساعدة لهؤلاء داخل سوريا.
بيد اميركا
في الموازاة، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون في حديث اذاعي أن نجاح جلسة مجلس النواب غدا المخصصة لمناقشة الهبة الأوروبية يكمن في وحدة الموقف الذي لا بديل لنا منه”. وشدد على أننا “نحتاج الى موقف حازم لبدء الخطوة الأولى في حل أزمة النزوح، فيكون الموقف اللبناني الموحد رسالة الى كل دول العالم”. ولفت إلى أن “القرار السياسي الحقيقي بعودة النازحين ليس بيد الأوروبيين بل بيد الولايات المتحدة الأميركية التي عليها الكف عن وضع الموانع والعقوبات لتسهيل عودة السوريين الى بلادهم”.
عودة 330!
على الارض، باشرت امس المديرية العامة للأمن العام عبر معبري الامن العام الحدوديين في الزمراني – عرسال والقاع، تنظيم عودة طوعية، شملت فقط نحو 330 شخصًا من السوريين الموجودين في لبنان كانوا قد سجلوا اسماءهم لدى مراكز الأمن العام لتأمين عودتهم الى بلادهم. واكد المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري أن “هذه القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصل مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي”.
الخماسي
على صعيد آخر، تتجه الانظار الى اللقاء الذي يُعقد غدا لسفراء الخماسية الدولية في عوكر، حيث سيؤسس لحركة جديدة يقوم بها السفراء سيستهلونها من عين التينة، لمحاولة إخراج الملف الرئاسي من الثلاجة. ويستعجل الخماسي الانتخاب وفق ما تقول مصادر مطلعة لـ”المركزية” ليواكب الرئيسُ العتيد التسوية المنتظرة للوضع على الحدود الجنوبية.
وزيرة خارجية كندا
على صعيد آخر، جالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي أمس على المسؤولين. بداية استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ميلاني والوفد المرافق، بحضور سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولوم، حيث جرى عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة اضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين. بعدها توجهت الديبلوماسية الكندية الى السراي حيث استقبلها الرئيس ميقاتي.. واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة جولي في حضور السفيرة الكندية في لبنان، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وستزور ايضا قائد “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لاثارو وأحد المشاريع الإنمائية التي تمولها كندا في بيروت.
عشرات الشهداء في 8 مجازر جديدة برفح وجباليا …
القسام تقصف عسقلان وتقتل 7 جنود وتلاحق الدبابات في الأزقة
في اليوم الـ221 من العدوان الإسرائيلي على غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة بقصف منازل المدنيين في مخيم النصيرات الجديد (وسط) وخان يونس ورفح (جنوب) وبيت لاهيا ومخيم جباليا والأحياء الغربية والشرقية لمدينة غزة (شمال) القطاع، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 35 ألفا و173 شهيدا و79 ألفا و61 مصابا منذ 7 تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي: “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 82 شهيدا و234 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية”. في المقابل، أعلنت كتائب القسام قصف عسقلان مجددا برشقة صاروخية، واستهداف دبابة وناقلة جند إسرائيلية بعبوتي “شواظ” شرق رفح، وقصف قوات الاحتلال المتوغلة داخل معبرها الحدودي، في وقت خاضت فيه فصائل المقاومة اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في المدينة وحي الزيتون بغزة ومخيم جباليا.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، عن سلسلة من العمليات قتلت خلالها جنودا إسرائيليين ودمرت آليات في جباليا وشرق رفح بشمال وجنوب قطاع غزة. كما أعلنت كتائب القسام قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة جباليا. وفي المحور نفسه، استهدف مقاتلوها جرافة عسكرية وقصفوها بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وقد بثت كتائب القسام صورا قالت إنها لالتحام مقاتليها مع جنود الاحتلال وآلياته شرق مخيم جباليا.
وبثّت كتائب القسام (حركة ح) مشاهد تظهر استهداف جنود وآليات إسرائيلية في أزقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
ويظهر الفيديو قيام مقاتلي القسام باستهداف 10 دبابات ميركافا إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” ما أدى لاشتعال النيران فيها، بالإضافة إلى استهداف مبان تتحصن داخلها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقذائف “تي بي جي” المضادة للتحصينات.
في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إصابة عدد من الجنود بجروح خلال اشتباكات في جباليا.
وحضر مخيم جباليا بقوة في كل عدوان أو حرب إسرائيلية، وقدم الشهيد الأول في انتفاضة الحجارة حاتم أبو سيسي، وكان لكتائبه دور بارز في معركة طوفان الأقصى.
من جهتها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي تحصن في أحد المباني، واستهدفوا قوة إسرائيلية متحصنة داخل شقة سكنية بقنابل مضادة للأفراد في مخيم جباليا.
وأضافت السرايا أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية كبيرة خاصة لكمين محكم ومركب والإجهاز عليها من نقطة صفر بالأسلحة المناسبة والعبوات الهندسية شديدة الانفجار وقذائف مضادة للأفراد، كما استهدفوا جرافة عسكرية بعبوة متفجرة في مخيم جباليا أيضا.
وفي جنوب القطاع، أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح شرق رفح.
وقالت القسام إن مروحيات هبطت لإجلاء الجنود القتلى والجرحى في منطقة حي السلام، شرق رفح.
كما أعلنت استهداف 7 دبابات ميركافا إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” وعبوات “شواظ” في محيط معبر رفح وشرق المدينة، وفي جباليا شمالي القطاع.
كذلك أعلن الجناح العسكري لحركة ح أن مقاتليه استهدفوا 4 آليات إسرائيلية بين ناقلات جند وجرافات بعبوات “شواظ” وقذائف “الياسين 105” شرق مدينة رفح، وفي جباليا شمالا.
وكانت كتائب القسام قد قالت إن مقاتليها فجّروا فتحة نفق فُخِّخت مسبقًا بقوة هندسية إسرائيلية حاولت الدخول لفتحة النفق وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في محيط محطة القدس شرق رفح.
وأضافت أن مقاتليها فجّروا أيضا منزلا مفخخا مسبقا في قوة إسرائيلية خاصة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح بالمنطقة نفسها.
وكان الجيش الاسرئيلي قد أعلن ايضا عن إصابة ٩٥ من جنوده خلال أسبوع معطمهم يعاني من جروح خطرة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 22 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 15 جنديا أصيبوا خلال المعارك الدائرة في داخل قطاع غزة و7 أصيبوا في مواقع أخرى أبرزها الجبهة الشمالية عند الحدود مع لبنان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :