افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 27 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 27 نيسان 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هوكشتين إلى بيروت لـ«حفظ قواعد الاشتباك»؟

 

قالت مصادر مطّلعة إن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن عاموس هوكشتين، الذي وصل إلى تل أبيب أمس، قد يزور بيروت لـ«البحث في إمكانية احتواء الأوضاع على الحدود مع لبنان بعدما شهدت تصعيداً كبيراً في الفترة الأخيرة». وفيما تردّد أن هوكشتين قدّم مقترحاً جديداً خلال لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للتوصل الى حل دبلوماسي ينهي التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل، قالت المصادر إن المبعوث الأميركي «يسعى إلى محاولة إعادة الجميع إلى قواعد الاشتباك في ظل القناعة الأميركية بأن الهدوء في لبنان لن يتحقق قبل التوصل إلى اتفاق كبير يشمل غزة». وذكرت صحيفة «هآرتس» أن «واشنطن رسمت خطوطاً لتحقيق بداية اتفاق حول وقف إطلاق النار وتحرير المختطفين في قطاع غزّة». وأضافت أن الفرضية هي أنه «ابتداء من اللحظة التي يتحقق فيها الهدوء في الجنوب (جنوب فلسطين المحتلة)، فإن هوكشتين سيجترح حلاً ما، والهدوء سيعود إلى الشمال (على الحدود مع لبنان)، على الأقل لوقت ما».إلى ذلك، حذّرت وسائل إعلام إسرائيلية من أن الأحداث في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان تحوّلت إلى حرب استنزاف، و«يحاول حزب الله طوال الوقت إيجاد نوع من كسر للتوازن». فيما شكّلت عمليّتا المقاومة فجر أمس، باستهداف قوة معادية أثناء دخولها إلى موقع المالكية، والكمين المركّب ضد قافلة مؤلّلة قرب ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، «حدثاً صعباً» جديداً لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي فتح، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تحقيقاً، إذ كان يفترض أن القوة الهندسية في رويسات العلم، تعمل في الظلام حتى لا تكون عُرضة للصواريخ. وأوضحت قناة 12 العبرية أن القتيل الإسرائيلي الذي سقط في العملية «كان يقود الشاحنة من دون أضواء عندما انطلق في مهمة ليلية لنقل سواتر إسمنتية إلى خط المواقع الإسرائيلية في جبل دوف (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة) وهي منطقة تُعتبر صعبة الدفاع ضد النيران القادمة من لبنان، ويتحقق الجيش الإسرائيلي من كيفية التعرف إليه ومما إذا كانت القافلة قد تمّت مراقبتها من نقطة عبر الحدود».القناعة الأميركية مستمرة بأن الهدوء في لبنان لن يتحقق قبل اتفاق كبير يشمل غزة

 

وفي السياق، قال رئيس المجلس المحلي في المطلة، دافيد أزولاي: «إننا نفقد كل يوم بيتاً أو بنى تحتية، وحزب الله يقوم بهذا بشكل منهجي ومتعمّد»، معتبراً أن الحزب «انتصر عندما أبعدنا».


ميدانياً أيضاً، أعلن حزب الله أمس، قصف موقع حبوشيت ومقر ‏قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا، رداً على اغتيال الشهيدين مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف اللذين نعتهما قوات الفجر، الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية، إثر استهدافهما على طريق ‏السريرة في البقاع الغربي. كذلك استهدف حزب الله موقع الرمثا ‏في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.‏ ‏

****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

القمع يفشل في إجهاض اعتصام جامعة كولومبيا ويفجّر انتفاضة في كل الجامعات/
مسعى مصريّ تفاوضيّ بمباركة وتشجيع أميركيين وتل أبيب تصفها بـ آخر فرصة/
جبهة الجنوب تربك الحسابات الإسرائيلية مع تصعيد المقاومة وإنجازاته الميدانية

 

يجدّد اليمن ضرباته ويستعدّ العراق لتحمل مسؤولياته، وتبقى جبهة لبنان المشتعلة والذاهبة إلى مزيد من التصعيد شوكة يصعب ابتلاعها أو كسرها، وغزة الصامدة المقاتلة تترقب ماذا سيفعل الاحتلال بتهديداته بمعركة رفح، وهي ثابتة على ثوابتها، لا حلّ تفاوضياً لا ينتهي بثلاثيّة الانسحاب الشامل للاحتلال ووقف النار النهائي وفك الحصار. وفي هذا المناخ تشتعل الجامعات الأميركيّة بالحراك التضامني مع طلاب جامعة كولومبيا وتعمّ الاعتصامات في خيم تشبه خيام النازحين في غزة وتطلق صرخة مدوّية قالها طلاب جامعة كولومبيا الأميركية، لا نقبل أن نصبح نحن القضية، فالقضية هي غزة وفلسطين.


الأميركيّ الذي وفر لحكومة بنيامين نتنياهو وحكومة فلاديمير زيلينسكي مقوّمات خوض المزيد من الحروب، يدرك أن تغيير موازين القوى فوق طاقة حلفائه، ويدرك أنه سوف يقاتل بهم حتى آخر أوكراني وآخر مستوطن في الكيان، لكنه عاجز عن بذل الدماء الأميركية في أي حرب، وأن قدرة حلفائه على مواصلة تحمل الاستنزاف لها سقوف، بينما الذين يقاتلونهم فهم جاهزون للقتال الى ما لا نهاية، سواء كان المعنيّ هو روسيا أم قوى المقاومة، ولذلك تجمع واشنطن توفير مقوّمات القتال والحرب للكيان، وتنشط مساعي التفاوض لتضمن سير العمليات العسكرية والتفاوضية معاً أملاً بأن تنتج تسوية في منتصف الطريق لا تمثل هزيمة بائنة لكيان الاحتلال، وفي هذا السياق جاء الحديث عن تشجيع ومباركة أميركيّتين لمسعى مصريّ وصفته أوساط حكومة الكيان بأنه آخر فرصة، لكن كما يبدو، فإن المسعى الذي يدعو لهدنة سنة لا يتضمّن وقفاً نهائيّاً للحرب ولا انسحاباً كاملاً من غزة، ويصعب أن يلقى قبول قوى المقاومة.
على الحدود اللبنانيّة يحمل كل يوم المزيد من الإنجازات الإبداعيّة للمقاومة ويثبت أنها تُمسِك زمام المبادرة بطريقة مُدهِشة للأصدقاء وتسبب القلق للاحتلال، وعبثاً تجري محاولات تصنيع المبادرات لوقف النار على هذه الجبهة دون إنهاء العدوان على غزة، والمقاومة تكرّر جوابها، أولاً غزة ثم لبنان.

 

وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها مع تصعيد تدريجيّ سيتسع نطاقه الجغرافي وأنواع العمليات والأسلحة المستخدمة في الأيام والأسابيع المقبلة، وفق ما تشير مصادر ميدانية ومحللون عسكريون لـ»البناء»، إذ أن كل المؤشرات في الساحة الغزاوية وفي الإقليمية وعلى الساحة الدولية وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية لا سيما إقرار الكونغرس الأميركي قانون الدعم المالي والتسليحي لكيان الاحتلال، تشير الى أن الحرب دخلت مرحلة جديدة لا تسمح بتراجع أي طرف، لا محور المقاومة ولا المحور الأميركي الغربي الإسرائيلي، وتدل التطورات الأميركية على أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر «إسرائيل» كيانها ومركز مصالحها في المنطقة ولا يمكن التخلي عنه وأي هزيمة يتعرّض لها تشكل هزيمة للولايات المتحدة ما يؤثر على نفوذها في المنطقة. لذلك يحذّر الخبراء من مفاجآت عسكرية ستشهدها مختلف الساحات ستترك تداعيات كبرى وستضع المنطقة على حافة الحرب الشاملة. ويرجّح الخبراء أن يطول أمد الحرب لأشهر إضافيّة وربما للعام المقبل إذا لم يحصل أي متغيرات كبيرة في الإقليم أو داخل الولايات المتحدة أو على الصعيد الدولي. ويجزم الخبراء أن الجبهة الجنوبية لن تشهد التهدئة ولا الهدن، بل ستبقى مشتعلة رغم كل الضغوط الخارجية حتى توقف الحرب في غزة.
وأضاف حزب الله الى سجل عملياته، عملية نوعية جديدة، وأعلن في بيان أن «المقاومة الإسلامية نفذت مكمناً مركباً من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وعند وصولها إلى نقطة المكمن عند الساعة (23:10) من ليل يوم الخميس 25/4/2024 تمّ استهدافها بالأسلحة الموجهة والمدفعية والصاروخية مما أدى إلى تدمير آليتين، وقد عمل العدو على إيجاد ساتر دخاني لسحب الخسائر».


ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد لعملية الكمين المركّب ضد قافلة عسكرية إسرائيلية قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. واستهدفت المقاومة موقع الرمثا ‏في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية ‏وأصابته إصابة مباشرة، وموقع حبوشيت ومقر ‏قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏
في المقابل استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة على طريق ميدون – السريرة في البقاع الغربي، ما أدّى إلى سقوط شهيدين في الغارة. وأعلن جيش العدو، في بلاغ، «القضاء على القيادي في الجماعة الإسلامية في لبنان مصعب خلف في غارة جوية»، زاعمًا أنّه «نفّذ عددًا كبيرًا من الهجمات ضدّ إسرائيل».


على الصعيد الدبلوماسي، وعشية زيارتي وزيري خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه اليوم والبحرين عبداللطيف بن راشد الزياني الأحد المقبل، لفتت أوساط دبلوماسية وفق مصادر إعلامية إلى أن وتيرة الاتصالات تسارعت في شكل ملحوظ في الأيام الأخيرة لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان، مشيرة الى أن المبادرة الفرنسية قائمة لم تتغير، على الرغم من كثرة الوساطات والوسطاء نسبة للأهمية التي توليها فرنسا للبنان والتي قد تترجم بزيارة للرئيس ايمانويل ماكرون، متحدّثة عن تقدم طفيف في هذا الإطار. وشددت على أنها في الوقت نفسه لا تهمل الملف الرئاسي الا أن الرئاسة باتت جزءاً من التسوية السياسية الشاملة في لبنان.
غير أن مصدراً سياسياً مطلعاً أوضح لـ»البناء» أن «الوساطات الدولية تتمحور حول هدف واحد وهو ضمان أمن «إسرائيل» وتهدئة الجبهة الشمالية مع لبنان والضغط على حزب الله لوقف عملياته العسكرية، لتخفيف مأزق الحكومة الإسرائيلية وتخفيف الضغط على الجيش الإسرائيلي من الشمال للتفرغ الى جبهات غزة ورفح والضفة الغربية»، ملاحظاً أن «المقترح الفرنسي المعدل هو بمثابة فخ للبنان، أي تريد «إسرائيل» مقايضة وقف عملياتها العسكرية ضد لبنان مقابل وقف حزب الله عملياته العسكرية ضدها، وتكون هي الرابحة في هذا العرض لأنها تتخلّص من مأزق الجبهة الشمالية، وتتهرّب من استعادة حقوق لبنان في أرضه المحتلة والنقاط الـ13 ويفقد لبنان ورقة الجبهة الجنوبية للضغط على القوى الغربية لاستعادة حقوقه السيادية في أرضه وتسريع استخراج النفط والغاز من البلوكات اللبنانية». وشدّد المصدر على أن الحكومة اللبنانية لن تمارس أي ضغوط على حزب الله لفرض شروط العدو على لبنان تحقق المصلحة الإسرائيلية وتتجاهل الحقوق اللبنانية.


وحضر الملف الحدوديّ على طاولة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، وأوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مستهل الجلسة أنّه «رغم كل الاعتداءات التدميرية التي يقاسيها أهلنا في الجنوب منذ أكثر من مئتي يوم بسبب العدوان الإسرائيلي، وارتفاع أعداد الشهداء والضحايا، وحرق المحاصيل والمجازر البيئية، لا تزال همجية القتل تتعاظم جرائمها وكأننا أضحينا ساحة مشرّعة للاعتداء»، مضيفًا «نحن نقدر عاليا الجهود التي يقوم بها اصدقاء لبنان من رؤساء ومرجعيات دولية لإيجاد حلول للوضع اللبناني».
وقال: «في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان ردّ عليها، وخلاصة الردّ أننا لا نريد أن تكون هناك أي مسألة مطروحة خارج إطار تنفيذ القرار 1701 واستعداد لبنان لتنفيذه، ويجري حاليًا العمل على إعادة النظر بالورقة الفرنسية وستسلم للبنان قريبًا.
وشدّد على أنّ «في ملف النازحين السوريين، هناك زخماً لمعالجة هذا الموضوع بطريقة تؤكد احترامنا لحقوق الإنسان، وهدفنا حتمًا ليس تعريض أحد للخطر بل حماية وطننا وتطبيق القوانين المرعية الإجراء على جميع المقيمين على الاراضي اللبنانية كافة. وكل من تتوافر فيه شروط الإقامة على الأراضي اللبنانية، تقدم له تسهيلات بكل دراية، وهناك تعاون مع المؤسسات الدوليّة في هذا الإطار وتعاون مع سورية وفق ما تقتضيه القوانين المرعية».
وحذّر ميقاتي من «خطر الإمعان بإطلاق توصيفات وتحذيرات لعرقلة عودة النازحين طوعًا وإعادة المحكومين والنازحين غير الشرعيين منهم إلى سورية، بحجة عدم وجود مناطق آمنة، فنسأل المجتمع الدولي عن مخاطر تحوُّل لبنان إلى مناطق آمنة للنازحين، وغير آمنة للبنانيين؟ وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين، من منطلق وطنيّ حفظاً للاستقلالية الكيانية للوطن».
ولفت إلى «أنني قمت بزيارة الى باريس واجتمعت بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبحثنا الوضع في الجنوب وملف النازحين السوريين وانتخابات الرئاسة ومساعدة الجيش. وكانت أجواء الاجتماع إيجابية وهناك تفهم لما طرحناه، وسيعقد قريباً مؤتمر لدعم الجيش بدعوة من إيطاليا وفرنسا».


وإذ علمت «البناء» أن ضغوطاً أميركية – أوروبية شبه يوميّة على لبنان لعرقلة أي مسعى لبناني مع سورية للتنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين السوريين، دعا وزير المهجّرين عصام شرف الدين إلى فتح الحدود البحريّة على مصراعيها لتكون وسيلة ضغط لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم. وقال: «هناك عرقلات دوليّة معروفة في ملفّ النازحين ونحن كوزارة لدينا خطّة ترحيل بالنسبة للنازحين». من جهته، حضر وزير الزراعة عباس الحاج حسن الى الجلسة ومعه سلّة «أكيدنيا» وفواكه طازجة من الجنوب ومناطق لبنانيّة أخرى.
وأعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، خلال تلاوته مقرّرات جلسة مجلس الوزراء، أنّ «الحكومة اللبنانية اعتمدت تقرير المنظمة الهولندية للبحث العلمي «TNO» المتعلق بالتحقيق في عملية اغتيال الصحافي الشهيد المصور عصام عبدالله، ويمكن للدولة اللبنانية ولأهل عصام رفع دعوى والاستفادة من هذا التحقيق الذي ستضمّه الحكومة اللبنانية للشكوى التي ستقدمها في مجلس الأمن». وكشف أنّه «تمّت الموافقة على طلب وزارة الأشغال العامة والنقل بالحصول على الاعتمادات اللازمة لاستكمال مشروع إنشاء الأوتوستراد الساحلي الجنوبيّ من موازنة وزارة الأشغال».


وحول المساعدة للجيش اللبناني بقيمة 7 ملايين دولار، قال مكاري: «أرسل قائد الجيش العماد جوزاف عون الكتاب لأخذ علم مجلس الوزراء به، وسنأخذ مزيداً من الوقت لدرسه وإيجاد تخريجة له»، موضحًا أنّ «وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم قرّر عدم المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، وهذا امر يعود له».

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار


تجدد الوساطتين الفرنسية والأميركية على وقع التصعيد

على غرار نمط “تقليدي” خبره اللبنانيون في حقبات الحرب او في أزمان “النصف حرب نصف سلم” حيث كانت جبهات القتال والمعارك تحتدم بعنف عشية زيارات وجولات الموفدين الأجانب ولا سيما منهم الاميركيين، ارتسمت امس لوحة نارية عنيفة للمواجهات المتبادلة بين #إسرائيل و”الحزب” تخللتها هجمات مركزة للحزب على أهداف عسكرية موجعة للاسرائيليين، فيما توغل الطيران المسير الإسرائيلي في عمليات الاغتيال فطاول عمقا خطيرا في البقاع الغربي مستهدفا قياديين في “الجماعة الإسلامية”. والواقع انه بدا صعبا عزل هذا التصعيد عن تزامنه عشية محاولة متقدمة جديدة للديبلوماسية الفرنسية تستهدف خصوصا تبريد الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل عبر الجولة الجديدة التي يستهلها اليوم من بيروت وزير الخارجية الفرنسي #ستيفان سيجورنيه والتي تقوده بعد بيروت الى المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وهي جولة يفترض ان يتظهر خلالها مآل الخطة الفرنسية التي قدمت الى كل من لبنان وإسرائيل بهدف إعادة التهدئة ووقف المواجهات في الجنوب على أساس ألية مقترحة من ثلاث مراحل لاعادة التزام تنفيذ #القرار 1701.

 

والعامل اللافت الاخر برز في ما كشف ليلا من أنّ كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ آموس هوكشتاين موجود في إسرائيل. وأوضحت المعلومات أنّ هوكشتاين تحدّث مع المسؤولين الإسرائيليين في شأن المسار، الذي سيؤدي إلى حلّ ديبلوماسيّ ينهي إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية .


 

واما سيجورنيه فيسعى لتهدئة الاوضاع على #الحدود الجنوبية ومنع انفجارها بشكل واسع وفق ما تهدد إسرائيل وسط تصاعد القلق الفرنسي من هذا الاحتمال على ما بات يعبر عنه المسؤولون الفرنسيون علنا وباستمرار. وشهدت وتيرة الاتصالات الديبلوماسية أخيرا كثافة لافتة لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان، وسط عودة التركيز على المبادرة الفرنسية على رغم كثرة الوساطات والوسطاء نسبة للأهمية التي توليها فرنسا للبنان، الامر الذي برز في كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جوانب من زيارته لباريس امام مجلس الوزراء الذي عقد جلسة امس.

 

وفي اطار المعلومات الرسمية عن الجلسة، تناول ميقاتي الوضع في الجنوب لافتا الى انه “على رغم كل الاعتداءات التدميرية التي يقاسيها اهلنا في الجنوب منذ اكثر من مئتي يوم بسبب العدوان الاسرائيلي ، وارتفاع اعداد شهداء والضحايا ، وحرق المحاصيل والمجازر البيئية ، لا تزال همجية القتل تتعاظم جرائمها وكأننا أضحينا ساحة مشرعة للإعتداء . ونحن نقدر عاليا الجهود التي يقوم بها اصدقاء لبنان من رؤساء ومرجعيات دولية لإيجاد حلول للوضع اللبناني” .

 

وتناول الملف الرئاسي مجددا فقال” نحن كحكومة لا نزال نعمل بإيمان وعناد وبشق النفس ، بعيدا عن ترف السلطة والمزايدات السياسية ،للدفع في اتجاه الإسراع بإنتخاب رئيس الجمهورية، ونؤكد ان قيامنا بواجباتنا الوطنية والدستورية في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة ، حيث المواطنون بأمس الحاجة لتامين الخدمات الضرورية لا سيما الصحية والامنية ، هو مسؤولية وطنية واخلاقية لن نتقاعس عن القيام بها”. ووجه الشكر لسفراء المجموعة الخماسية “على جهودهم ومحبتهم للبنان .ولكن علينا ان نكون جميعا على مستوى محبة هذا الوطن”.


 

واوضح انه قام بزيارة الى باريس واجتمع بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، “وبحثنا الوضع في الجنوب وملف النازحين السوريين وانتخابات الرئاسة ومساعدة الجيش. وكانت اجواء الاجتماع ايجابية وهناك تفهم لما طرحناه، وسيعقد قريبا مؤتمر لدعم الجيش بدعوة من ايطاليا وفرنسا “. واضاف: “في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان رد عليها ، وخلاصة الرد أننا لا نريد أن تكون هناك اي مسألة مطروحة خارج اطار تنفيذ القرار 1701 واستعداد لبنان لتنفيذه ، ويجري حاليا العمل على اعادة النظر بالورقة الفرنسية وستسلم للبنان قريبا لكي ننظر بها وباذن الله تكون الامور تسلك المنحى الايجابي لبسط الامن والامان وهذا ما نريده”.

 

وسيكون ملف تنفيذ القرار 1701 المحور الوحيد لاجتماع معراب الموسع اليوم لقوى المعارضة والنواب المستقلين الذين سيشاركون فيه . وقد أوضح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن اللقاء سيركز على تطبيق القرار 1701 كما صدر عن الأمم المتحدة بشكل كامل والخطوات الواجب اتخاذها في هذا المجال . وأشار الى ان “المشاركين هم داعمو القرار 1701 في ظل التفلت على الحدود اللبنانية والمطالبون ببسط السلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية لإعلاء صوت مجموعة كبيرة من اللبنانيين أمام الرأي العام اللبناني والدولي”. وأضاف: “ان اللقاء يعطي إشارة واضحة عن نية المشاركين بطرح أفكار لتفادي عدم الاستقرار وتوسع الدمار والتهجير والاغتيالات في لبنان”.وشدد على أن لقاء معراب لن يتطرق الى الموضوع الرئاسي وملف النزوح السوري مضيفا أن “مشاورات تحصل لتشكيل جبهة قد تكون شبيهة بجبهة 14 آذار ولكن بعيدا من لقاء معراب يوم غد”.


 

التصعيد الميداني

وشهدت الجبهة الجنوبية منذ منتصف ليل الخميس حماوة ميدانية كبيرة فيما استهدفت مسيّرة اسرائيلية عصرا سيارة على طريق ميدون – سريرة في البقاع الغربي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إن “سلاح الجو نفذ عملية اغتيال في البقاع في العمق اللبناني” فيما اعلن الجيش الإسرائيلي انه اغتال مصعب خلف القيادي في “الجماعة الإسلامية” في لبنان والمتهم بالقيام بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل”. وأفادت مصادر في “الجماعة الإسلامية” ان المستهدفين في السيارة هما مصعب وبلال خلف وهما من القياديين في “قوات الفجر” الجناح المسلح للجماعة علما انهما أبناء عم من بلدة ببنين العكارية . وقد نعتهما “الجماعة” ليلا .

 

كما اعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مبان عسكرية ل”الحزب” في طير حرفا وعيتا الشعب . واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على وسط بلدة كفركلا، وسبق ذلك غارات للطيران المسير الاسرائيلي على سيارة على طريق بلدتي الضهيرة والزلوطية، في وقت قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدتي يارين والجبين. كما اغار الطيران مستهدفا على التوالي بلدات طيرحرفا، وعيتا الشعب وحانين. واستهدفت الغارتان على بلدتي طيرحرفا وعيتا الشعب منزلين، وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف، حيث تم اجلاء جريح جراء الغارة .


 

كما تعرضت أطراف بلدة شبعا و#كفرشوبا وحلتا خلال ساعات الفجر وصباحا لاكثر من 150 قذيفة اسرائيلية. سبق ذلك سلسلة غارات للطيران الإسرائيلي ادت الى تدمير منزل في شبعا ومنزلين في كفرشوبا واضرار في اكثر من 35 منزلًا.

 

وجاء ذلك عقب عملية نوعية ل “الحزب” الذي اعلن انه “نصب مكمناً مركباً من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وعند وصولها إلى نقطة المكمن تم استهدافها بالأسلحة الموجهة والمدفعية والصاروخية مما أدى إلى تدمير آليتين، وقد عمل العدو على إيجاد ساتر دخاني لسحب الخسائر”.

 

كا أصدر بياناً آخر اعلن فيه انه “بعد رصدٍ دقيقٍ ‏ومتابعة لتحركات قوات العدو الإسرائيلي على الحدود وأثناء دخول قوة منها إلى أول موقع ‏المالكية تمّ استهدافها من قبل المقاومة ‏الإسلامية بنيران المدفعية وقد أُصيبت بشكلٍ مباشر”.‏ كما اطلق الحزب ليلا دفعات من الصواريخ قدرت بأكثر من ستين صاروخا على مواقع عسكرية إسرائيلية ردا على غارتي مفيدون وكفركلا. 

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

سيجورنيه اليوم في بيروت بلا ورقة مسبوقاً بتصعيد في الجنوب

ميقاتي “ينتفض” على ربط لبنان بغزة وفرنجية الأول بين المرفوضين أميركياً

 

وسط سباق محموم بين المساعي الديبلوماسية والتصعيد الميداني، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وعشية وصوله كشفت الخارجية الفرنسية عن «حصول تقدّم في المحادثات في شأن اقتراح باريس لخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل». وقالت الوزارة في تصريح: «اقتراحاتنا لخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل تعكس قلقاً بالغاً إزاء الوضع الاقليمي».


 

وفي موازاة المساعي الفرنسية، أطل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمواقف غير مسبوقة تتعلق بجبهة الجنوب. فخلال اجتماع بينه وبين لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، دعا الى «فصل ساحة الجنوب عن حرب غزة وتحييدها، لأنّ الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الخراب والدمار».

 

وأشار إلى أنّ فرنسا والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين «سيعاودان طرح وقف جبهة الإسناد لغزة من الجنوب، خصوصاً أنّه لا يبدو أنّ هذه الحرب ستتوقف قريباً».

 

والتطور الجديد في موقف رئيس الحكومة، قابله موقف «الحزب» الذي سارع الى إبلاغه «أنّ مسألة الفصل بين جبهة الجنوب وحرب غزة غير واردة، ولو من باب النقاش».

 

وفي موازاة ذلك، بدت رياح الاستحقاق الرئاسي تجري أيضاً بما لا تشتهي سفن «الحزب». ووفق معلومات «نداء الوطن» من مصادر نيابية، أنّ شخصيات لبنانية زارت واشنطن أخيراً سمعت على لسان المسؤولين الأميركيين الذين التقتهم أنّ الإدارة الأميركية غير معنية بمن سيختاره اللبنانيون رئيساً للجمهورية، لكنها ستفصح عن موقفها من المرشحين الذين لا ترغب في وصول أحدهم الى قصر بعبدا. وبحسب هذه المعلومات، فإنّ رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية هو «الأول بين المرفوضين أميركياً». وتضيف المعلومات أنّ الرفض لفرنجية ليس ناجماً عن اعتبارات شخصية، وانما نتيجة علاقات زعيم «المردة» الوثيقة بطرفين لا تريد الولايات المتحدة أن يحققا مكاسب في الاستحقاق الرئاسي، هما «الحزب» ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وتزامنت هذه المعلومات الرئاسية مع المحادثات التي أجراها في العاصمة الأميركية الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وذكرت أنه التقى هوكشتاين، وأرسيا تفاهماً على ضرورة الذهاب الى «الخيار الثالث» في الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

 

وعلى صعيد متصل، توقعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن يصل هوكشتاين الأسبوع المقبل إلى المنطقة. وأشارت إلى أنّ «واشنطن رسمت خطوطًا لتحقيق بداية اتفاق حول وقف إطلاق النار وتحرير مختطفين في قطاع غزّة».

 

وبحسب الصحيفة، فإنه «ابتداء من اللحظة التي يتحقق فيها الهدوء في جنوب غزة، فإنّ هوكشتاين سيجترح حلًا ما والهدوء سيعود إلى شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان «.

 

بالعودة الى زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت اليوم، فقد استبقها ميقاتي بالقول خلال جلسة مجلس الوزراء أمس: «في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان ردّ عليها، وخلاصة الردّ أننا لا نريد أن تكون هناك أي مسألة مطروحة خارج إطار تنفيذ القرار 1701». وأوضح أنه «يجرى حالياً العمل على إعادة النظر في الورقة الفرنسية وسيتسلمها لبنان قريباً لكي ننظر فيها». وما عناه ميقاتي هو أنّ سيجورنيه لن يأتي بالورقة الفرنسية الجديدة. وعلم أنّ موفداً فرنسياً آخر سيصل الى لبنان قريباً حاملاً هذه الورقة. ولفتت أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» الى أنّ لبنان تبلغ قرار إسرائيل بدخول آخر معاقل «حركة ح» في رفح، والذي «سيأخذ طريقه الى التنفيذ خلال أسبوعين». وهذا يعزز موقف ميقاتي المستجد الداعي الى فصل جبهة الجنوب عن حرب غزة.

 

على الصعيد الميداني، قتل أمس شخصان جراء استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق ميدون في البقاع الغربي. وعلم أنّ القتيليّن هما مصعب وبلال خلف، والأول من قياديي «قوات الفجر» الجناح العسكري لـ»الجماعة الاسلامية» في لبنان.

 

كذلك أغار الطيران الإسرائيلي بصاروخين على منزل وسط بلدة كفركلا، ما أدى إلى تدميره بالكامل وسقوط عنصرين لـ»الحزب».

 

وفي المقابل، قُتل عربي إسرائيلي يدعى شريف سواعد من سكان وادي سلامة، بقذيفة مضادة للدروع أطلقها «الحزب» في اتجاه مزارع شبعا ليلة الخميس، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي الذي قال « إنّ سواعد، وهو سائق شاحنة، كان ينفذ أعمال بنية تحتية في المنطقة التي استهدفتها القذيفة».

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية: حراكات الحوار تَنتكِس.. واستراحة موقّتة لـ”الخماسية”.. وباريس تتحرك لحلّ عاجل

السباق قائم في غزّة بين محاولات حثيثة لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات لبلوغ هدنة عسكرية، يرجّح انها ستمتد من غزة الى جنوب لبنان، بين التحضيرات الاسرائيلية المتسارعة لاجتياح رفح، برغم المخاوف التي يُبديها جنرالات اسرائيليون من «أن هذا الاجتياح لن يحقق اهدافه، وسيورّط اسرائيل اكثر». وكذلك الاعلام الاسرائيلي الذي اعتبر «انّ اجتياح رفح لن يقوّض حركة «ح»، وحديث بنيامين نتنياهو عن النصر الأكيد نكتة منقطعة عن الواقع».

 

أما في لبنان، فيبدو انّ الملف الرئاسي قد حَطّ بعيداً عن متناول الحلول، ولم يبق في أجندة المتابعات سوى زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى بيروت، في سياق مهمة جديدة لحلّ عاجل، عنوانها الرئيسي تبريد الجبهة الجنوبية وإبعاد شبح الحرب عن لبنان.

واذا كان هدف زيارة وزير الخارجية الفرنسية قد تحدد مسبقاً بطرح ورقة فرنسية للحل، معدّلة عن الورقة الفرنسية السابقة التي قدمها سيجرونيه في شباط الماضي. وعلى ما اكد مرجع كبير لـ«الجمهورية» فإنّنا «لم نطّلِع رسمياً بعد على النص الحرفي للورقة الفرنسية المعدلة، ومن هنا لا يمكن التعليق عليها لا سلبا ولا ايجابا، بل انها ستسلّم رسميا إلى الجانب اللبناني، قبل اللقاءات المقرّرة للوزير الفرنسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن يُبحث مضمونها معه خلال هذه اللقاءات، وبالتالي يُبنى على الشيء مقتضاه».

مقاربات حذرة

 

وبرغم عدم وضوح صورة الورقة الفرنسية، فإنها تخضع في الداخل اللبناني لمقاربات حذرة، سواء لناحية توقيتها، أو لناحية مضمونها الذي تسرّبت منه بعض العناوين المرتبطة بفَصل المَسار الرئاسي عن المسار العسكري، وفصل المسار العسكري في جنوب لبنان عن مسار الحرب الدائرة في قطاع غزة، والاساس فيها القرار 1701 تبعاً لخطوات معينة من الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتطبيقه واشاعة الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود».

 

فمن حيث التوقيت، إنّ مصادر سياسيّة لاحظت عبر «الجمهورية» تزامنها مع عودة الحديث عن مفاوضات مكثفة لبلوغ هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة على اساس تسوية لتبادل اسرى اسرائيليين وفلسطينيين، حيث أنّ الفرنسيّين قد يكونون شَعروا بقرب بلوغ هدنة تجرّ الى هدنات، فسارعوا الى رَمي طرح موازٍ على مائدة البحث لبلوغ حل سياسي على جبهة لبنان يقوده الفرنسيون».

 

الا ان احتمال بلوغ الهدنة في غزة، وكما تضيف المصادر عينها، «ما زال ضعيفاً حتى الآن، ما يعني أن الطرح الفرنسي الجديد سواء أكان مُنسّقاً مع الاميركيين ام لا، او كان مضمونه مُراعياً لمصالح كل الاطراف، فإنه لا يتمتع بقدرة تسويقه، لسبب جوهري، هو الموقف الذي عبّرت عنه المستويات السياسية الرسمية في لبنان، وكذلك «الحزب»، برفض أي بحث في حل سياسي للمنطقة الجنوبية طالما ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ما يزال قائماً. وقبل كل ذلك ينبغي أن نجيب عن السؤال التالي: «لنفرض ان هذه الهدنة في غزة قد حصلت، هل يبيع الاميركيون الحل السياسي في جنوب لبنان للفرنسيين»؟

ميقاتي

 

وموضوع الورقة الفرنسية طرحه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس، حيث قال في مداخلته في مستهلّ الجلسة: «في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان رَد عليها، وخلاصة الرد أننا لا نريد أن تكون هناك أي مسألة مطروحة خارج إطار تنفيذ القرار 1701 واستعداد لبنان لتنفيذه. ويجري حاليًا العمل على اعادة النظر بالورقة الفرنسية وستُسلّم للبنان قريبًا لكي ننظر بها، وبإذن الله تسلك الامور المنحى الايجابي لبسط الامن والامان وهذا ما نريده.

 

الرئاسة تجميد

 

واذا كانت بعض المستويات السياسية قد جزمت، قبل ظهور مضمون الورقة الفرنسيّة إلى العلن، بأنّها تَلحظ الملف الرئاسي بصورة مباشرة، مع تأكيد مسؤولية اللبنانيين في التوافق على خيار رئاسي والتعجيل في انجاز الانتخابات الرئاسية. الّا انّ معنيين بحراكات السعي لحل رئاسي، لاحظوا تَزامن الدخول الفرنسي المتجَدّد على الخط الرئاسي، مع الخلاصة الفاشلة التي انتهت اليها حراكات «اللجنة الخماسية»، بإعلان سفرائها انهم بعد جولة اللقاءات التي أجروها قرروا ان يقوموا بجولة جديدة من اللقاءات، يعني عود على بدء».

 

وردا على سؤال حول هذا الأمر، قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: الموقف الفرنسي واضح لناحية تأكيد الرئيس ايمانويل ماكرون بأنّ لبنان يشكل أولوية بالنسبة اليه، وترجمة لذلك سَعت باريس عبر مبادرات متتالية لحل رئاسي وتكمل مساعيها عبر اللجنة الخماسية. ومن هنا لستُ أتّفق مع القائلين انّ باريس تُزاحم «الخماسية» التي هي عضو فيها، ودخولها على الخط الرئاسي هو لالتقاط الملف الرئاسي من جديد بعد فشل «الخماسية»، بل أؤكد وفقاً لما أبلغنا به من قبل سفراء اللجنة بأنّ مهمتها لم تنته، حيث أكدوا متابعتهم لهذه المهمة لتمكين اللبنانيين من التوصّل الى حل رئاسي. اما بالنسبة لما يُقال عن طرح فرنسي حول رئاسة الجمهورية، فلا نستطيع ان نقول شيئاً حياله كوننا لم نطّلع على مضمون الورقة بعد. ولكن لنذهب الى الأبعد مدى، ولنفترض انّ الورقة الفرنسية تتضمن بندا رئاسيا، هنا يجب ان نعتبره رافدا لجهود «الخماسية» وليس أكثر من ذلك».

 

تجميد موقّت!

 

اما على أرض الواقع الرئاسي، فإنّ هذا الملف ينتظر الحراك المقبل لسفراء الخماسية، بعد الاستراحة التقييمية التي دخلوا بها للقاءات الاستطلاعية التي أجروها مع مختلف القيادات السياسية والروحية والكتل النيابية. وفُهِم من أحد سفراء «الخماسية» بأنّ حراكهم دخل في تجميدٍ مؤقّت قصير المدى، حيث انه أبلغ إلى «الجمهورية» قوله إنّ لقاءاتهم ستستأنف في المدى القريب، ولكن من دون أن يلزم نفسه بحركة ما خلال الشهر المقبل».

 

وعلى الخط الموازي، بَدا أنّ مبادرة تكتل الاعتدال الوطني قد أصيبت بانتكاسة، حيث يؤكد مواكبون لحراكه الذي تقاطع مع ما تسعى إليه اللجنة «الخماسية» لدفع الاطراف المعنية بالملف الرئاسي الى حوارٍ يُفضي الى توافق على رئيس للجمهورية، أن التكتل لم يتمكن من تسويق مبادرته، وخصوصاً طرحه الأخير لحل الخلاف القائم على مَن يدعو الى جلسة الحوار او التشاور، بأن يُبادر هو إلى الدعوة إلى هذه الجلسة. مع الاشارة هنا الى أنّ هذا الطرح قوبِل من قبل مستويات سياسية مسؤولة بسلسلة من الاسئلة: بأيّ صفة ستدعو كتلة نيابية سائر الكتل النيابية الى حوار او تشاور؟ ومَن سيُدير الحوار او التشاور؟ واين ستعقد جلسة الحوار او التشاور؟ وكيف يمكن لطرحٍ من هذا النوع أن يسري، فيما هو يتجاوز موقع رئيس مجلس النواب ودوره؟

 

المعارضة لتحرير الرئاسة

 

الى ذلك، أكدت مصادر معارضة لـ«الجمهورية» الاولوية بالنسبة القوى السيادية هو تحرير رئاسة الجمهورية من يد «الحزب»، ومواجهة محاولته إخضاع لبنان لمحور الممانعة بدءاً من رئاسة الجمهورية».

كما أكدت «الانفتاح على النقاش في خيار رئاسي جديد، وهو ما شَدّدت عليه المعارضة امام سفراء اللجنة الخماسية، باعتباره المخرج الوحيد لأزمة الرئاسة التي يصر «الحزب» على تعميقها، بل يخطفها منذ سنة ونصف لمصلحة مرشّح ينفّذ سياساته، ويُلحقه بمحور فارسي يعرّض لبنان لمخاطر كبرى، ويلحق الضرر الفادح بمصالح لبنان وعلاقاته مع المجتمع الدولي ومحيطه العربي».

 

واتهمت المصادر الحزب بفرض حصار على لبنان، إن في الملف الرئاسي او في رعايته المباشرة او غير المباشرة لحالة الفوضى على امتداد البلد، او في إمعانه في اللعب بمصير لبنان ومحاولة جرّه الى حرب مع اسرائيل تُرتّب آثاراً تدميرية على لبنان». وقالت: انّ ربط ملف جنوب لبنان بالحرب في غزة هو إمعان، ليس فقط في إغراق لبنان في الرهانات والسياسات الايرانية، بل في محاولة اسقاط لبنان بالكامل».

 

وأيّدت المصادر المبادرات الدولية الرامية الى حل سياسي في منطقة الجنوب، داعية الى ممارسة الضغط على «الحزب» لإلزامه بالاستجابة لمبادرات الحلول، وقالت: ان الحل الذي يؤمّن الهدوء والاستقرار في المنطقة الجنوبية يتمثل بتطبيق القرار 1701، وانسحاب «الحزب» من المنطقة، وإنهاء المظاهر العسكرية والمسلحة، ونشر الجيش اللبناني كجهة معنية من دون غيرها، بحفظ الأمن الى جانب قوات اليونيفيل.

 

وأعربت المصادر عن مخاوفها ممّا سَمّتها «جدية التهديدات الاسرائيلية بعملٍ عسكري ضد لبنان، فيما «الحزب» في المقابل يدفن رأسه في الرمال ويتلطّى بمقولة التهويل».

 

الحزب: فرنجية فقط

 

في المقابل، وفيما يؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنّ باب رئاسة الجمهورية مفتاحه الوحيد الحوار والتوافق، لخّصت مصادر مطلعة على موقف «الحزب» لـ«الجمهورية، ما سَمّتها ثوابت الحزب حول الملف الرئاسي كما يلي:

 

اولاً، انّ الحزب مع حوار رئاسي يترأسه الرئيس نبيه بري، من دون شروط او التزامات او قيود مسبقة. وان الحزب سيمارس حقه الديموقراطي بالكامل في ما يتعلق بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، سواء بحضورها او عدمه.

 

ثانياً، لا توجد مشكلة لـ«الحزب» في تعدد المرشحين، فهذا التعدد ليس هو سبب تعطيل انتخاب الرئيس، بل ان السبب هو أنّ البلد يتلاشى، وثمة فريق يدفع الى ذلك، واتخذ قرارا علنيا بالمواجهة مع الحزب. فهذا الجو لا يساعد على انتخاب رئيس للجمهورية لأنّ الدستور يقول إن الرئيس يجب ان يتم اختياره وانتخابه بالتوافق. والدليل على ذلك، ان الدستور حَدّد 86 نائباً على الاقل لكي يكونوا موجودين في الجلسة حضورا وانتخابا، اي انه حدّد اللعبة الديموقراطية داخل التوافق وتحت سقف التوافق.

ثالثاً، سليمان فرنجية مرشح الحزب، وكما هو معلوم بمجرد ان أعلن فرنجية ترشيحه بادرَ الحزب الى إعلان التزامه بتأييده، لأنه يريد رئيساً يستطيع ان ينهض بالبلد، ويدوّر الزوايا بين كل المكونات اللبنانية، وليس نازلاً عليهم بـ«الباراشوت»، أو مستورداً من متجر سياسي أو من أي مؤسسة دولية مالية او غير مالية. ولأنّ الحزب يريد رئيسا يُعايش الناس ومُدركاً لهمومها، ولشؤون كل طائفة وكل مذهب، ومدركاً للخطوط الحمر التي لا يقاربها. رئيساً يجمع ويلمّ الشمل، يعرف ما هي الامور التي تجمع، وما هي الامور التي تستفِزّ هذه الفئة او تلك، والى جانب ذلك يمتلك قدرة على التواصل والتعاون الاقليمي والدولي، كل هذه المواصفات يراها «الحزب» في سليمان فرنجية.

 

رابعاً، على رغم التزام الحزب بفرنجية، أبدى استعداده امام كل الاطراف لبلوغ تفاهم، وطلب الى الآخرين أن يحددوا مرشحهم، وقال لهم تعالوا لنتفاهم على طاولة الحوار. لكنهم لا يريدون الحوار بالمطلق، ومع ذلك يطلبون من الحزب أن يتخلى عن فرنجية، مع علمهم الأكيد بأنّ هذا الأمر لن يحصل.

 

خامساً، إن «الحزب» على كافة مستوياته يؤكد عدم الثقة بالمجتمع الدولي الذي يرعى اسرائيل وجرائمها منذ بداية الحرب على غزة، والمضي في المواجهة ضد العدو الاسرائيلي، حتى وَقف عدوانه على قطاع غزة، وبمعزل عمّا تُسمّى مبادرات الحل التي تطرح، والتي تقاطعت جميعها عند تغليب مصلحة اسرائيل، او إن كانت هناك مبادرات من المجتمع الدولي الحليف لإسرائيل، تراعي مصلحة لبنان، والحزب يشكّك بذلك، فلا مجال لأي بحث في أي اطار حل سياسي يعني المنطقة الجنوبية قبل وقف العدوان».

 

الوضع الميداني

 

أمنيّاً، يوم ساخن جديد عاشته المنطقة الحدودية، حيث كثّف الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق والبلدات الجنوبية، فشَن طيرانه الحربي سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات كفركلا، عيتا الشعب لجهة رميش، طير حرفا، حانين، حولا. وقام بغارة مسيّرة على سيارة مدنية على طريق ميدون في البقاع الغربي حيث أفيد عن سقوط شهيدين. وترافق ذلك مع قصف مدفعي طالَ شبعا، كفر شوبا، راشيا الفخار، الضهيرة، علما الشعب، وقصف بدبابة ميركافا على سيارة «بيك آب» في الزلوطية ويارين، الجبين، طير حرفا، تلمة حمامص، باب الثنية، حلتا. واعلن الحزب الرّد على عملية الاغتيال في البقاع الغربي باستهداف الجولان وموقع حبوشيت ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

 

وأعلن الجيش الاسرائيلي اغتيال القيادي مصعب خلف، المسؤول في الجماعة الاسلامية في لبنان. ويقول انه كان وراء عدة عمليات إطلاق صواريخ بالمشاركة مع “حركة ح” في لبنان.

 

في المقابل أعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت عند السادسة والدقيقة العاشرة مساء امس، موقع الرمثا في تلال كفر شوبا بالاسلحة الصاروخية واصابته بشكل مباشر. كما افيد في الوقت نفسه عن استهداف موقع المالكية. واعلن مقتل سائق شاحنة عسكرية في مزارع شبعا منتصف الليلة (قبل) الماضية جرّاء إصابته بصاروخ مضاد للدروع أطلقه «الحزب» من لبنان، وذلك خلال تأديته عملاً لمصلحة «الجيش»، ليل الخميس – الجمعة. واسم القتيل شريف سواعد من سكان وادي سلامة وينتمي الى عائلة بدوية ساهمت في أمن اسرائيل».

 

وتحت بند «سُمح بالنشر»، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ القتيل سائق شاحنة، وكان يعمل على إقامة ساتِر عند الحدود الشمالية، مضيفةً أنّ انتشال جثة القتيل تمّ بعملية معقدة من قبل «الجيش»، بسبب استمرار إطلاق النيران من «الحزب» لساعات. وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإنّ جيش الاحتلال يحقق في كيفية انكشاف الشاحنة في مزارع شبعا المحتلة، إذ إنّها كانت تسير من دون أضواء، كي لا تكشفها مراقبة «الحزب». وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان الجيش فتح تحقيقا بحادثة «هار دوف» (مزارع شبعا)، حيث كان من المفترض ان القوة الهندسية تعمل في الظلام حتى لا تكون عرضة لصواريخ «الحزب».

 

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت انه: بسبب الإعلان غير المحترم من قِبل الجيش «الإسرائيلي»، اعتقد الكثيرون أن مجموعة عرب اقتحموا منطقة عسكرية في جبل دوف (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة) وتعرّضوا لنيران «الحزب»، فيما قالت صحيفة معاريف ان شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي هي اليوم منظمة مُمزّقة، حيث ينشغل كبار مسؤوليها بالتحضير للتحقيقات، ويحاولون نقل المسؤولية عن انفسهم والقائها على عاتق الآخرين». واشار الاعلام الاسرائيلي الى أن هذا هو القتيل الـ20 الذي يسقط بنيران «الحزب»، منذ بدء الحرب في تشرين الأول الماضي. وبعد العملية، اعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية قصفت لاحقاً مواقع لـ«الحزب» في شبعا، كفر شوبا وعين التينة ومبنى عسكرياً تابعاً للحزب في منطقة مركبا.

في السياق ذاته، قال رئيس المجلس المحلي في مستعمرة المطلة دافيد أزولاي: لا يُعقل أن نفقد كل يوم بيتاً أو بنى تحتية، و«الحزب» يقوم بهذا بشكل مَنهجي ومتعمّد في إيلام سكان الشمال وتعميق الحزام الأمني، «الحزب» انتصر عندما أبعدنا».


 

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية «إن»الحزب» يحاول أن يخلق طوال الوقت نوعاً من كسرٍ للتوازن يجعل إسرائيل تتراجع خطوة إلى الوراء كل مرة». واشارت الى أن الوضع في الشمال تحوّل إلى حرب استنزاف مع أثمانٍ باهظة جداً في جانبنا»

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

الدبلوماسية الأميركية والفرنسية ترمي بثقلها لمنع «الحرب الشاملة»

الرواتب تفعِّل وزارة المال.. ووزير يدعو لإغراق البحر الأوروبي بالنازحين

 

بصرف النظر عن فعالية الدور الفرنسي، فإن وصول وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه الى بيروت اليوم، في اطار جولة تقوده الى المملكة العربية السعودية، وربما الى دول أخرى واسرائيل، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الحشد المعادي في تل أبيب للسير بواحدة من أخطر مؤامرات الحرب الرعناء التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة وهذه الحرب تدخل اليوم الرابع بعد المائتين، فضلا عن ترقب الانعكاسات على المستوى اللبناني، سواء في ما خصَّ حرب الجنوب الآخذ بالاتساع، أو النظر في إمكانية تطبيق القرار 1701، الذي كشف الرئيس نجيب ميقاتي ان «إعادة نظر تجري بالورقة الفرنسية، وستسلم اليوم، على الأرجح، إذا أنجزت للوزير الفرنسي، في محاولة لبسط الامن والأمان في الجنوب.

على أن الأخطر، ما نقله مسؤول سياسي لـ «اللواء» عن قيادي عسكري رفيع في «محور الممانعة» وفيه يقترب من الحزم بأن اجتياح رفح سيكون بمثابة الفتيل الذي سيشعل الحرب الشاملة بين اسرائيل و”الحزب”.

وحسب القيادي العسكري، فالمعادلة تصبح على النحو التالي: جبهة الجنوب لمساندة جبهتي «غزة ورفح».

دبلوماسياً، قبيل وصوله الى بيروت، اجتمع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب مع سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، وتطرق البحث للزيارة وجدول الاعمال والمواعيد.

في السياق، نُقل عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله أن المسعى في بيروت وتل ابيب يهدف الى الحصول على تعهد من طرفي الاشتباك اسرائيل و”الحزب” بعدم خرق القرار 1701، لإعادة الهدوء والاستقرار الى الحدود ما بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.

وفي السياق، تحدثت المعلومات عن ان كبير الوسطاء الاميركيين آموس هوكشتاين، يجري في تل ابيب محادثات من اجل التوصل الى مسار دبلوماسي ينهي اطلاق النار عبر الحدود بين اسرائيل ولبنان.

وعليه، وبانتظار الحسم الاقليمي، إمَّا توسع الحرب او بالسير باتجاه «هدنة طويلة» فإن الملف الرئاسي مقبل على تراجع، وأي نشاطاً على هذا الصعيد، لن يكون إلا نشاط صورياً فقط.

نبرة ضد النزوح السوري

وسط ذلك، علت النبرة اعتراضاً على بقاء النزوح السوري من دون معالجة، لجهة الوصول به إلى نتيجة هو نتيجة طبيعية لسلسلة احداث، وإلى أن الضغط المحلي في هذا الملف لن يتوقف، كما أن مسألة الهجرة غير الشرعية أو المسماة بقوارب الهروب من الشمال تشكل إحدى أبرز مخاوف المسؤولين الأوروبيين.

أما بشأن لقاء المعارضة في معراب، فإن المصادر أوضحت أنه مفتوح على كل الملفات، وهو في الأصل  يرتدي أهمية من حيث الشكل والمضمون، لاسيما أنه يعمل على رص صفوف قيادات المعارضة التي تتوجس من سلسلة مواضيع فضلا عن أنها تعيد  التأكيد على مبدأ السيادة ورفض منطق الدويلة.

وتوقعت أن يصدر عن الاجتماع سلسلة توصيات في سياق استعداد المعارضة للسير في مواجهة خيارات تقويض الدولة.

وكان الرئيس ميقاتي قال في مجلس الوزراء، حول ملف النزوح السوري، هناك زحم لمعالجة هذا الموضوع، وهدف لبنان حماية البلد وتطبيق القوانين، ملمحاً الى تعاون اممي ومع سوريا.

وحذر ميقاتي من خطر الإمعان بإطلاق توصيفات وتحذيرات لعرقلة عودة النازحين طوعاً وإعادة المحكومين والنازحين غير الشرعيين منهم إلى سوريا، بحجة عدم وجود مناطق آمنة، فنسأل المجتمع الدولي عن مخاطر تحوُّل لبنان إلى مناطق آمنة للنازحين، وغير آمنة للبنانيين ؟ وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين، من منطلق وطني حفظاً للاستقلالية الكيانية للوطن.

مشددا الى أن مؤتمر لدعم الجيش بدعوة فرنسية – ايطالية، سيعقد قريباً.

وحضر في الجلسة، الى جانب (الأكي دنيا) الخاصة بالوزير عباس الحاج حسن (بقاعي ووزير للزراعة) موضوع الاشتباك بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون حول المساعدة للجيش اللبناني بقيمة 7 مليون يورو، وكتاب تحول الى مجلس الوزراء، في ضوء رفض سليم رفع الكتاب، حيث اتفق على عدم الخوض في هذا الموضوع، على ان يعالج لاحقا في ضوء الاتصالات.

وفي سياق النازحين دعا وزير المهجرين عصام شرف الدين الى اغراق البحر المتوسط باتجاه اوروبا بالنازحين، بفتح الحدود البحري على مصراعيها لتكون وسيلة ضغط لاعادة النازحين الى بلدهم، كاشفا عن عرقلات دولية لعودتهم.

الرواتب في موعدها

كما حضرت في الجلسة اجور الاساتذة حول الرواتب ومعاشات التقاعد، والخشية من تأخيرها عن الاول من أيار، في ضوء اشتباك الصلاحيات في دوائر المالية.

واوضح وزير المال يوسف خليل ان صلاحية التوقيع بالنسبة للموظفة الجديدة رنا كرم حسمت من قبل ديوان المحاسبة، وأنه بعد اصلاح الاعطال الالكترونية، العمل سائر لانجاز الملفات والتحويلات من دون تأخير.

وبعد الضجة المتعاظمة من خطر تأخير الرواتب ومعاشات التقاعد في الاول من ايار (عيد العمال) حسم وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل، بعد جلسة مجلس الوزراء، الموقف واعلن ان لا تأخير في رواتب موظفي القطاع العام والعسكريين، وسيعمل موظفو الوزارة اليوم السبت، وغدا الاحد من اجل تأمين الرواتب.

رؤية منصوري للنهوض

وكشف حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري انه رسم علاقات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والخزانة الاميركية، مبنية على تفاهم كامل لحفظ الوضع المالي اللبناني.

معتبرا انه لا يمكن النهوض بالاقتصاد من دون قطاع مصرفي سليم، وعلى الدولة وضع القوانين اللازمة لذلك، مشددا على المحاسبة بالقضاء، واعادة اموال المودعين لبناء الاقتصاد عبر قطاع مصرفي سليم واعادة هيكلية مؤسسات الدولة.

ونبه حراك العسكريين المتقاعدين من مغبة عدم الالتزام بتعديل سلسلة الرتب والرواتب، ومنح التعليم الخاصة بالعسكريين، غامزاً من قناة تأخير الرواتب، داعياً العسكريين لأن يكونوا على اعلى الجهوزية لأن الوضع اصبح لا يحتمل بظل الاهمال الكبير.

إعادة النظر بالامتحانات

الى ذلك من المرجح ان يعيد وزير التربية عباس حلبي النظر بقرار اقرار الامتحانات الرسمي، وعدم استثناء الجنوب منها، وهو ابلغ رغبة الرئيس نبيه بري بواسطة النائب في كتلة التنمية والتحرير اشرف بيضون، فتجمد القرار، ويتجه الحلبي لاعادة النظر به.

الوضع الميداني

ميدانيا، توسعت الغارات المعادية باتجاه البقاع الغربي مساء، وقبله مزارع شبعا ومنطقة العرقوب، بعد صباح تعرضت فيه اطراف بلدات طيرحرفا وعيتا الشعب ويارين والجبين وحانين للقصف المركز.

وبعد الظهر، استهدف عدوان جوي سيارة على طريق ميدون- السريرة بمسيرة معادية.

وكانت المقاومة سددت ضربة قوية لجيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف قافلة مؤللة اسرائيلية قرب رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

ونعت الجماعة الاسلامية اثنين من قيادييها بالضربة على البقاع الغربي، هما بلال محمد خلف ومصعب سعيد خلف.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

وزير الخارجية الفرنسي يعرض ورقة معدلة حول تخفيف التصعيد جنوباً

 القيادي بحركة ح خليل الحية: اذا تم حل الدولتين نتحول لحزب سياسي ونسلم سلاحنا – نور نعمة

 

بعد زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش الجنرال جوزاف عون لباريس، يصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الى بيروت اليوم لبحث نقطتين. النقطة الاولى هي تطبيق القرار 1701 وامكانية تهدئة الجبهة الجنوبية. والنقطة الثانية هي موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان حيث تعتبر فرنسا ان هذا الامر اصبح اكثر من ضروري. وفي هذا السياق، سيطرح سيجورني ورقة معدلة بموضوع “الحزب” خلال لقائه مع المسؤولين اللبنانيين. ذلك ان فرنسا عملت جاهدة منذ البداية على تهدئة الوضع في الجنوب وهي اوضحت ان حكومة الحرب «الاسرائيلية» وضعت مسارين في كيفية مواجهة “الحزب”. المسار الاول هو اعتماد الديبلوماسية خيارا لابعاد “الحزب” الى ما وراء نهر الليطاني، وذلك عبر حركة الموفدين الدوليين الى لبنان وابرزهم الموفد الفرنسي. اما المسار الثاني فهو خوض حرب ضد “الحزب” لفرض حل ديبلوماسي يلزم الاخير بتطبيق القرار 1701 والتراجع الى وراء الليطاني، وهذا ما لا تريده فرنسا ان يحصل.

 

وتعقيبا على ذلك، كشف مصدر الديبلوماسي للديار ان وزير الخارجية الفرنسي سيعرض الورقة الفرنسية التي تاتي استكمالا للجهود القطرية والتركية لحصول هدنة في غزة مقابل تسليم الفصائل الفلسطينية سلاحها في غزة، اي ان يصبح القطاع منزوع السلاح وانخراط حركة ح في دولة فلسطينية بحدود 1967. وفي هذا المجال، قال القيادي في حركة ح خليل الحية ان الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع «إسرائيل». وذكر الحية، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، أن حركة ح مستعدة لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي اذا اقيمت دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرارات الدولية على حدود «اسرائيل» ما قبل عام 1967.

 

وعليه، يأتي الوزير الفرنسي سيجورني الى لبنان لمعرفة موقف “الحزب” من القرار 1701 اذا التزمت «اسرائيل» بتنفيذ هذا القرار والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتطبيق كامل بنود 1701، فماذا سيكون موقف “الحزب” اذا حصل ذلك؟

 

في هذا النطاق، تقول اوساط مقربة من “الحزب” ان الاخير لن يعطي اي اجوبة لوزير الخارجية الفرنسي او لاي كان قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ومن بعدها لكل حادث حديث.

تقرير استخباراتي «اسرائيلي»: “الحزب” يمتلك مصنعين مهمين ولديه اكتفاء ذاتي

 

نشر تقرير استخبراتي «اسرائيلي» ان “الحزب” بات يمتلك القدرة العسكرية على تصنيع المسيرات والصواريخ في معملين له، وبالتالي اصبح لديه اكتفاء ذاتي وليس بحاجة الى الخارج.

 

من جهته، كان السيد نصرالله قد تكلم في احدى اطلالته على قدرة “الحزب” في تصنيع كل الاسلحة التي تصل اليه من ايران او من سوريا او من جهات اخرى.

 

ولفتت اوساط مقربة من المقاومة، ان “الحزب” انشأ هذين المصنعين تحسبا لاي ظرف يستجد عليه، اي لو قطعت كل المواصلات وفرض عليه حصار بري وجوي وبحري فهو قادر على تصنيع اسلحته وخوض حرب ضد العدو الاسرائيلي.

الداخل اللبناني: تشكيلات جديدة

 

على صعيد اخر، وفي الداخل اللبناني، علمت الديار ان احد الاجهزة الامنية سيشهد تشكيلات كبيرة تشمل مواقع قيادية حساسة، نتيجة الامر الواقع الذي تفرضه احالة عدد من القادة الضباط الى التقاعد في الشهرين المقبلين، حيث باتت الاسماء البديلة شبه محسومة.

التمديد للمجالس البلدية والاختيارية

 

بدوره، قال مسؤول رفيع في القوات اللبنانية للديار ان من يقول ان معارضة القوات للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية هي فولكلورية فقط فهو يريد تغطية من قام بالتمديد. واضاف ان القوات دعت الى حصول الانتخابات البلدية والاختيارية في اوقاتها الدستورية لان البلديات اليوم باتت المرفق الوحيد الذي يلبي الناس واحتياجاتها وشؤونها في ظل الشغور الرئاسي والانهيار الاقتصادي وضعف مؤسسات الدولة.

 

فضلا عن ذلك، شدد المسؤول الرفيع في القوات اللبنانية ان اي استحقاق له طابع انتخابي يجب ان يحصل ضمن توقيته ولذلك هذا التمديد للمجالس البلدية والاختيارية هو غير دستوري كما ان هذا التمديد يضرب مفهوم تداول السلطة والمسار الديموقراطي في البلاد.

 

اما عن عدم الاقدام على الترشيحات، فهذا الامر يعود لقناعة وانطباع راسخ عند الناس ان الفريق الذي يريد التمديد سيحقق هدفه لاعتبارات ذاتية، ولكن لو فعلا هناك نية جدية بحصول الانتخابات البلدية لكان لبنان شهد عشرات ومئات الترشيحات.

 

وحول الفرق بين التمديد لقائد الجيش والتمديد للمجالس البلدية، اكد المسؤول الرفيع في القوات ان هناك فرقا كبيرا حيث لا يجوز التلاعب في هيكلية المؤسسة العسكرية، مشيرا الى انه غير صحيح ان بامكان ان يحل «شخص» مكان «شخص اخر» في الجيش، بخاصة وسط الحرب التي تدار جنوبا. واوضح ان رئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يعين قائد جديد للجيش، ولكن ما دام هناك شغور رئاسي، قررنا اعتماد خيار التمديد.

 

وعن التمديد للبلديات، قال المسؤول القواتي ان معظمها محلول او مشلول، وبالتالي ما حصل هو جريمة موصوفة يتحملها الفريق الذي مدد خاصة في كل هذه الاوضاع الصعبة التي يمر بها المواطن اللبناني المسكين.

مصادر مقربة من الوطني الحر لـ «الديار»: «معارضة القوات للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية فولكلورية»

 

من جهتها، رأت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر ان القوات اللبنانية كذبت على نفسها وعلى الناس بادعائها معارضة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية. ذلك ان القوات لم تعلن عن مرشح واحد لرئيس بلدية ولم تضع لائحة مرشحين لبلدة معينة، وفي الوقت ذاته اختارت ان تكون في موقف المعارض للتمديد من باب «عارض تعرف». واشارت هذه المصادر ان معارضة القوات لتمديد للمجالس البلدية والاختيارية وتمسكها بضرورة حصول انتخابات ليس الا استعراضا فولكلوريا امام الناس.

 

وفي سياق متصل، سلطت المصادر المقربة من الوطني الحر على الازدواجية في قرارات القوات اللبنانية على حد قولها، حيث ان القوات أيدت التمديد لقائد الجيش الجنرال جوزاف عون لعدم حصول فراغ في المؤسسة العسكرية. وهنا كشفت هذه المصادر ان من يكون لديه اعلى رتبة يصبح هو قائد الجيش ضمن آلية الامرة بالرتبة، ولذلك لا يحصل فراغ في قيادة الجيش. فلماذا التمديد لقائد الجيش الجنرال عون دستوري؟ اما التمديد للمجالس البلدية فهو غير دستوري ويضرب الحياة الديموقراطية.

 

اضف الى ذلك، قالت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان الجنوب يعيش حربا، وبالتالي هناك قرى وبلدات لا يمكنها اجراء انتخابات بلدية واختيارية جديدة في الظرف الراهن، فضلا عن ان المال غير متوافر لاتمام هذه الانتخابات حاليا في لبنان.

 

وعلى صعيد اخر، وحول ما يحصل في التيار الوطني الحر من استقالة عدد من القياديين المؤسسين واقصاء البعض الاخر ابرزهم النائب الياس بو صعب، اعتبرت المصادر مقربة من التيار الوطني الحر انه ليس تيارا ايديولوجيا ولا عقائديا، وبالتالي من انضم وينضم اليه يعود لتلاقي افكارهم وانزعاجهم من ظروف معينة فيأتون الى التيار مع وجود هامش كبير من الحرية. وعليه، ليس كل التياريين مجبرون على التزام كل القرارات التي تصدر عن رئاسة التيار الوطني الحر.

 

اما اليوم، فهناك توجه جديد داخلي في التيار الوطني الحر حيث رئيس التيار يشدد على تطبيق التعليمات والقرارات الصادرة من قبل كل التياريين وكل الشخصيات التي تكون تحت المظلة العونية. واهم مثال على اعتماد الوطني الحر نهجا جديدا في ادارة تياره، هو اقصاء النائب الياس بو صعب الذي كانت له مواقف مناهضة لمواقف التيار الوطني الحر.

الاصوات المعارضة لفتح جبهة الجنوب

 

في هذا السياق ، قالت نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع في لبنان رندلى جبور لـ«ا لديار» انه لا يمكن اعتبار لبنان جزيرة معزولة عما يجري حوله وحاليا هو العدوان الاسرائيلي على غزة حيث ان هناك قولا ينص على ان «الجغرافيا ثابتة ولا تتغير ولها انعكاسات» على البلد. وفي هذا النطاق، لفتت الى احدى الانعكاسات من الحقيقة الجغرافية جنوب لبنان، وهي وجود لاجئين فلسطينيين في مخيمات عديدة في لبنان والمحاولات لتوطينهم في وطننا لم تتوقف يوما، ولذلك “الحزب” يفتح جبهة الجنوب اسنادا لغزة وحماية للبنان عبر ردع المؤامرات التي تحاك للوطن.

 

وتساءلت جبور: «لماذا وافق البعض على تدخل “الحزب” في سوريا واليوم يعارض اسناده لغزة؟» واشارت الى ان الامرين متشابهين، حتى ان القتال الذي قام به “الحزب” في سوريا اكبر واوسع من الذي يحصل اليوم جنوبا. وتابعت انه كان لا بد للمقاومة ان تذهب الى سوريا لتحارب الاصوليين والارهابيين، وهي بهذه العمليات جنبت لبنان وصول الارهابيين الى اراضيه، كما انها حمت جميع اللبنانيين، سواء المدركين او غير المدركين لخطورة التنظيمات التكفيرية والاصولية.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

مشروع مصري يعمل للهدنة في غزة .. وفرنسا لتطبيق ال 1701  

 

الوزير الفرنسي يعمل على خطوات تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية ومنع انفجارها بشكل واسع وفق ما تهدد اسرائيل، وهو يسعى بحسب ما اشارت مصادر ديبلوماسية في باريس لـ”المركزية” الى انتزاع ضمانة من اسرائيل و”الحزب” بالتزام عدم خرق القرار 1701 بما يعيد الهدوء الى جانبي الحدود. واكدت ان وتيرة الاتصالات تسارعت في شكل ملحوظ في الايام الاخيرة لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان، مشيرة الى ان المبادرة الفرنسية قائمة ولم تتغير، على رغم كثرة الوساطات والوسطاء نسبة للأهمية التي توليها فرنسا للبنان، متحدثة عن تقدم طفيف في هذا الاطار. وشددت على انها في الوقت نفسه لا تهمل الملف الرئاسي الا ان الرئاسة باتت جزءا من التسوية السياسية الشاملة في لبنان.

 

وعشية وصول سيجورنيه، بحث وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب مع السفير الفرنسي هيرفي ماغرو التحضيرات للزيارة والعلاقات الثنائية.

 

“اكيدنيا” وفتح الحدود

 

وفي انتظار ما ستحمله الزيارات واللقاء من تطورات، وقبيل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في الرابعة بعد الظهر التي تناقش الى جدول اعمالها، بندي تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31-5-2025 وتحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني، بعدما اقرهما مجلس النواب امس، دعا وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى فتح الحدود البحرية على مصراعيها لتكون وسيلة ضغط لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم. وقال: “هناك عرقلات دوليّة معروفة في ملفّ النازحين ونحن كوزارة لدينا خطّة ترحيل بالنسبة للنازحين”. من جهته، حضر وزير الزراعة عباس الحاج حسن الى الجلسة ومعه سلّة “أكيدنيا” وفواكه طازجة من الجنوب ومناطق لبنانية أخرى.

 

جبهة معارضة

 

وعشية اجتماع معراب لقوى المعارضة قبل ظهر اليوم، أوضح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “اللقاء سيركز على تطبيق القرار 1701 كما صدر عن الأمم المتحدة بشكل كامل والخطوات الواجب اتخاذها في هذا المجال”. وأشار الى ان “المشاركين هم داعمو القرار 1701 في ظل التفلت على الحدود اللبنانية والمطالبون ببسط السلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية لإعلاء صوت مجموعة كبيرة من اللبنانيين أمام الرأي العام اللبناني والدولي”. وأضاف: “ان اللقاء يعطي إشارة واضحة عن نية المشاركين بطرح أفكار لتفادي عدم الاستقرار وتوسع الدمار والتهجير والاغتيالات في لبنان”. وختم حاصباني كاشفا أن “لقاء معراب لن يتطرق الى الموضوع الرئاسي وملف النزوح السوري”، مضيفا أن “مشاورات تحصل لتشكيل جبهة قد تكون شبيهة بجبهة 14 آذار ولكن بعيدا من لقاء يوم غد”.

 

“القوات” تأسف

 

وليس بعيداً، أسفت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” “شديد الأسف لما ورد في التقرير الأخير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” لجهة الخلط المقصود وغير البريء بين تسليط الضوء على ترحيل لاجئين سوريين نشطاء في المعارضة يؤدي ترحيلهم إلى اضطهادهم واعتقالهم، وبين ان 99% من اللاجئين لا تنطبق عليهم صفة النشطاء”.

 

أسس الهيكلة

 

اقتصادياً، شدد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذي اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمام وفد الهيئة الادارية لجمعية الإعلاميين الاقتصاديين، على “ضرورة وضع أسس هيكلة القطاع المصرفي لأنه لا يمكن النهوض بالاقتصاد من دون قطاع مصرفي سليم”، مشيراً إلى أن “تحقيق هذا الامر لا يعود إلى مصرف لبنان، بل على الدولة ان تضع القوانين اللازمة”. وإذ أكد انه لن يسمح بأن تكون لقرارات مصرف لبنان أي خلفية سياسية، أوضح أن “تأخر بعض المصارف في تطبيق التعميم 166 ربما يعود إلى عدم إنجاز البت بالطلبات”، داعياً المواطنين إلى التصريح عن أي تأخير لتتم معالجته. أما استمرار العمل بسعر صرف على أساس ١٥ ألف ليرة في المصارف، فأكد منصوري أن “لا علاقة للبنك المركزي بهذا السعر، بعدما أعلن سعر الصرف الرسمي على كل منصّاته وتعاملاته”.

 

الامتحانات الرسمية

 

في مجال آخر، لم يخرج الإجتماع الذي عقد في وزارة التربية حول الإمتحانات الرسمية بأي قرار، وأُرجئ البحث إلى الأسبوع المقبل حيث سيعقد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي مؤتمراً صحافياً. وكان الوزير الحلبي قد قال في حديث لـ”اذاعة لبنان”، لدى سؤاله عن الاجتماع اليوم “موضوع الجنوب جرح نازف بالنسبة إلى المعلمين والتلامذة والاهالي الذين يعانون هناك نتيجة اعتداءات العدو الاسرائيلي… ولا نستطيع إطلاقا بأن نفكر لا بامتحان ولا بأي قضية تربوية أو وطنية أخرى بمعزل عما يجري هناك”. ولفت الى اننا “منذ مدة اعلنا انه طالما الوضع في الجنوب على هذه الحال وبلا أفق لنهاية معاناة التلامذة هناك، سنأخذ في الاعتبار مقدار التحصيل الذي وصل اليه الطلاب”. وأكد أن “ما من داع للمواد الاختيارية في الامتحانات طالما ان السنة الدراسية كانت عادية”، موضحا ان “خيار المواد الاختيارية اتخذ في الأعوام السابقة لانها لم تكن أعوامًا دراسية طبيعية، لكن هذه السنة كل شيء كان طبيعيا في التعليمين الرسمي والخاص والجامعة اللبنانية وسائر مؤسسات التعليم”. وأشار الى ان “صرخة الطلاب مسموعة في وزارة التربية ولا يمكن اهمالها، وخصوصا انها تترافق مع الكثير من المناشدات التي تصله”، واعدا الطلاب بأنه سيضع الأمر قيد التداول مجددا مع اركان العائلة التربوية لبحث ما يمكن فعله في هذا الصدد.

 

الوزير الفرنسي يعمل على خطوات تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية ومنع انفجارها بشكل واسع وفق ما تهدد اسرائيل، وهو يسعى بحسب ما اشارت مصادر ديبلوماسية في باريس لـ”المركزية” الى انتزاع ضمانة من اسرائيل و “الحزب” بالتزام عدم خرق القرار 1701 بما يعيد الهدوء الى جانبي الحدود. واكدت ان وتيرة الاتصالات تسارعت في شكل ملحوظ في الايام الاخيرة لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان، مشيرة الى ان المبادرة الفرنسية قائمة ولم تتغير، على رغم كثرة الوساطات والوسطاء نسبة للأهمية التي توليها فرنسا للبنان، متحدثة عن تقدم طفيف في هذا الاطار. وشددت على انها في الوقت نفسه لا تهمل الملف الرئاسي الا ان الرئاسة باتت جزءا من التسوية السياسية الشاملة في لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram