كان يُفترض أن تكون زيارة وفد سفراء مجموعة الدول الخمس، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر لعين التينة آخر محطة في الجولات المكوكية التي قام بها هؤلاء في إطار استطلاع آراء القوى السياسية والكتل النيابي حيال استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، على نحو يكون اللقاء مع رئيس المجلس نبيه بري، الذي منه بدأت الجولات، تتويجاً لتصوّر وآلية تسهيل عملية الانتخاب. لكن ما كشفه التصريح المسهب للسفير المصري علاء موسى بعد اللقاء عن جولة جديدة للسفراء على الكتل النيابية لمزيد من التشاور، يشير إلى أن الأمور لا تزال تدور في مربعها الأول، وأن كل الكلام عن دينامية جديدة في الحراك الدولي لم يبلغ بعد مرحلة تحقيق خرق من شأنه أن يفتح ثغرة في جدار الأزمة.
رغم الجهود الديبلوماسية المبذولة، لا تزال هذه الجهود تصطدم بمواقف الأفرقاء عينها، إن في موضوع الحوار وآلياته والجدوى منه، أو في موضوع الاتفاق على خيار ثالث لمرشح من خارج الاصطفافات الحادة بين تقاطعي المعارضة والممانعة، وهذا ما دفع خماسية السفراء التي غابت عنها السفيرة الأميركية بسبب السفر، إلى إطلاق جولة جديدة من المشاورات، بعد لقائها بري الذي خصصته، وفق المعلومات المتوافرة، من أجل استيضاحه بعض النقاط والاستفسارات التي لديها حول مبادرته الحوارية. وبدا واضحاً من تلك الاستيضاحات اهتمام السفراء بالمبادرة وبإمكان إطلاقها قريباً. لذلك تمحورت الأسئلة وفق مصادر عين التينة، حول الآلية ومدة الحوار، وهل يكون لأيام متتالية تصل إلى أسبوع، أم يختصر بأيام محددة. كما تناولت الاسئلة آلية الجلسات المفتوحة بعدة دورات. وفُهم أن أسئلة السفراء جاءت نتيجة استيضاحات طُلبت منهم من بعض القوى غير المقتنعة بجدوى الحوار وآليته، وإعلانها رفضها المشاركة فيه، ما لم تتضح فعلاً آليته وأهدافه، بحيث لا يكون فخاً تقع فيه هذه القوى، على حدّ تعبيرها.
يُذكر أن السفيرة الأميركية ليزا جونسون كانت قد زارت بري قبل سفرها لإبلاغه اعتذارها عن المشاركة ولتضعه في صورة المشاورات الجارية.
بناءً على ذلك، يُنتظر أن تشكل الجولة المقبلة للسفراء مناسبة لهم للإجابة عن الأسئلة التي سبق أن طُرحت عليهم ليبنوا على الشيء مقتضاه، بحيث تمهّد للخطوة الثانية التي ستتمثل بالدعوة إلى الحوار.
وبحسب المصادر، فإن الحديث مع بري ركز في الدرجة الأولى على الحوار ولم يدخل في الأسماء أو الخيارات المطروحة، على قاعدة أن لا شروط مسبقة، ويملك كل فريق أن يتوجّه إلى الحوار وفي جعبته اسم مرشحه ومواصفاته ليصار إلى البحث في كل الاقتراحات والأفكار المطروحة.
هل هذا يقود إلى خلاصة بأن ثمة خرقاً يمكن أن يشهده الملف الرئاسي في المقبل من الأيام، أم أن الحراك لا يزال يدور في مكانه، ولا يعدو كونه ملئاً لوقت ضائع في انتظار بلورة المشهد الإقليمي؟
على هذا التساؤل ترد المصادر بالقول إنه لا يمكن وصف الحركة الديبلوماسية بأنها تهدف فقط لملء الوقت، خصوصاً أن هناك جهوداً جدية تُبذل لمساعدة لبنان على تسهيل التقريب في وجهات النظر والتباينات وصولاً إلى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها. ولذلك يمكن وصف الاجتماع بالإيجابي، وأن ثمة تقدّماً وإن كان لا يزال بطيئاً، إلا أنه يمكن التعويل عليه إذا صدقت النيّات والرغبات في إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم إضاعة المزيد من الوقت في انتظار الإقليم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :