افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 9 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 9 نيسان 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

بكركي أمام استحقاق وأد فتنة جعجع

التعبئة العمياء في الأوساط السياسية والحزبية والشعبية لفريق القوات اللبنانية، تهدّد بانفجار أهلي حقيقي ما لم تبادر القيادات المرجعية في الشارع المسيحي إلى خطوات عملية تضع حداً لخطاب التحريض المنفلت، خصوصاً أن بيان "القوات" الذي صدر بعد الإعلان أمس عن مقتل المخطوف باسكال سليمان، وتصريحات النواب القواتيين، أظهرت نية الاستمرار في الاستغلال السياسي لحادثة تشير معطيات التحقيق إلى أن خلفيتها جنائية، حتى ولو كان الضحية مسؤولاً حزبياً.والقلق على السلم العام مردّه ليس فقط إلى سلوك أنصار القوات على الأرض ليل أمس وأول من أمس، وتعرّضهم للأبرياء على الطرقات في أكثر من منطقة، بل إن قيادة القوات تعتبر ما حصل مناسبة لتحريض على مزيد من الانقسام الداخلي على خلفية طائفية، مع سعي محموم إلى تكرار تجارب الماضي غير البعيد والتي أدّت إلى خراب الهيكل مرات كثيرة. وتحسن هنا الإشارة إلى ما قاله سمير جعجع صراحة في مقابلة تلفزيونية أخيراً بأن "المسيحيين بخير طالما أنهم في مواجهة الشيعة"!
وفيما تسارعت الاتصالات بين الأقطاب المسيحيين ليلاً لاحتواء الموقف، بدا لافتاً أن البطريركية المارونية، بشخص البطريرك بشارة الراعي، معنية بلعب دور مزدوج، أحدهما يتعلق بالضغط على الجيش اللبناني للتصرف بحزم مع قاطعي الطرقات وعدم تكرار تجارب تظاهرات 17 تشرين، والثاني الحديث المباشر مع القوى السياسية المعنية، خصوصاً القوات اللبنانية، بأن الدفع نحو صدام أهلي لا يؤمّن الأمن والسلام للمسيحيين ولا لبقية اللبنانيين. علماً أن الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية مع قيادة الجيش أظهرت حرصه على "القيام بكل ما يلزم لمنع أي صدام أهلي مهما كانت الكلفة".
وكانت لافتة أمس صراحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اتهامه فريق القوات بالوقوف خلف مشروع فتنة وحرب أهلية في لبنان، بعد مشاورات على أكثر من صعيد سياسي وأمني وعسكري مع الجهات المعنية في الدولة، للقيام بخطوات تحتوي الأزمة وتمنع توسعها، سيما أن الجميع يعيش مناخات مضطربة ربطاً بما يجري في المنطقة، خصوصاً أن قائد القوات سمير جعجع يواصل رهانه على ضربة إسرائيلية قال مراراً إنها "حاصلة حتماً في نيسان الحالي" ستقضي على حزب الله.
وفي انتظار انكشاف كامل تفاصيل التحقيقات الجارية مع الموقوفين لدى استخبارات الجيش اللبناني، فإن ما رشح من معطيات أكّد أن المجرمين هم أعضاء في عصابات ناشطة في أكثر من منطقة لبنانية، تستغل الفوضى العامة للتحرك بين المناطق اللبنانية وعلى جانبي الحدود مع سوريا. كما أكّدت معطيات جهات التحقيق أن المشتبه في تورطهم بالجريمة لا معرفة مسبقة لهم بالضحية ولا تعامل مسبقاً لهم معه.
وبحسب التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش، أثناء مغادرة باسكال سليمان من واجب عزاء في بلدة الخاربة، اعترضت طريق سليمان لدى عودته من تقديم عزاء في بلدة الخاربة سيارة "هيونداي أكسنت" بيضاء تقل أربعة مسلّحين، وأنزلوه من سيارته وضربه أحدهم بـ"كعب" مسدس لدى محاولته مقاومتهم، ما أدى إلى وفاته على الفور. عندها وضعوه في صندوق السيارة، وتوجّهوا إلى القلمون حيث أنزلوا أحدهم في فندق في القلمون ليتولى لاحقاً ركن سيارة الهيونداي التي يستخدمونها في عمليات السطو على الكورنيش البحري، فيما توجّه الثلاثة الباقون إلى سوريا عبر دير عمار وجرود الضنية - الهرمل، وبعدما قطعوا الحدود تخلّصوا من الجثة.
وأفادت التحقيقات بأن العصابة هي واحدة من عصابات كثيرة تنشط في مناطق المتن وكسروان وجبيل لسرقة السيارات ونقلها إلى رؤوس عصابات محترفة على الجانب الآخر من الحدود، ويتولى هؤلاء الاتصال بأصحابها وطلب أموال مقابل إرجاعها. كذلك تبيّن أن الرأس المدبر للخاطفين هو السوري بلال محمد دلو الذي اعتدى بالضرب على الضحية. كما أكدوا أنهم لم يكونوا يعرفون الضحية وأنهم استهدفوه كونه كان وحيداً في السيارة.
وعلمت "الأخبار" أنّ الفرع التقني في استخبارات الجيش عمل على تتبع داتا الاتصالات بعد العثور على هاتف سليمان أول من أمس، وتمكن من رصد رقم هاتف في منطقى القلمون كان ناشطاً في المنطقة التي اختطف فيها الضحية، ما قادهم الى توقيف أحد أفراد العصابة الذي أعطى أسماء شركائه. كما أن المدعو أحمد ن. الذي يعمل في التهريب عبر أحد المعابر تواصل مع استخبارات الجيش فور تفاقم القضية، وأفاد بمعلومات حول أسماء الخاطفين الذين دفعوا له لتمرير السيارة إلى الداخل السوري. وبعد التواصل مع الأمن السوري أُوقف الثلاثة واعترفوا بأن باسكال "مات معنا ورمينا جثَته على الطريق". وأشارت المصادر إلى أن الموقوفين الأربعة، إضافة إلى اثنين آخرين تم توقيفهم، أصحاب سوابق في سرقة السيارات بقوة السلاح وتهريبها إلى سوريا.
وفور ورود الخبر عن العثور على جثة سليمان، سيطر التوتر على منطقة جبيل حيث نصب مناصرو القوات اللبنانية خياماً على الأوتوستراد واعترضوا السيارات التي تحمل لوحات سورية والمارة من السوريين. وانتشرت فيديوات عن عمليات ضرب وسحل لشبان سوريين في زوق مصبح وبرج حمود والدورة وغيرها. وأفيد عن انتشار مناصري القوات في عدد المناطق كزحلة وعاريا وقطعهم للطرقات.
وعزّز الجيش وحداته التي كان قد نشرها منذ أول من أمس في المناطق المصنّفة "خطوط تماس" بين البلدات الجبيلية المسيحية والإسلامية، وكذلك على الطريق الفاصل بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، تحسباً لأي تشنجات. وقالت مصادر أمنية إن القيادة أعطت تعليماتها باستيعاب حالة الغضب في صفوف مناصري القوات في أي مكان يتم فيه تنظيم تحركات احتجاجية، وسط "توجّه لتفادي الاحتكاك غير المحبّذ في مثل هذه الحالة مع الناس".
ويعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي صباح اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل سليمان، على أن يتوّجه كل من مولوي وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الصرح البطريركي لوضع الراعي في أجواء التطوّرات.

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

لبنان يرقص على حبال الشائعات والفتنة في اختطاف ثم مقتل مسؤول قواتي
نصرالله: ذعر الرد الإيراني حرك التفاوض… وتحذير للداخل من المغامرات
الولائي: المقاومة سند تفاوضي للحكومة العراقي… وتحذير للنصرة وداعش

 

بين تفاؤل امتدّ من الصباح حتى أول الليل لتحل مكانه تأكيدات مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان، انجلت الصورة الحقيقيّة لحادثة اختطافه من عصابة مكوّنة من لبنانيين وسوريين بهدف السرقة وسرقة السيارات، كما نقلت وسائل الإعلام عن المصادر الأمنية، لكن بقي السؤال كبيراً حول كيف نقلت وسائل الإعلام ذاتها عن المصادر الأمنية ذاتها معلومات مؤكدة عن العثور على سليمان حيا وتحريره من خاطفيه، ثم بعد ساعات نقلت الوسائل ذاتها عن المصادر ذاتها تأكيد مقتله والسعي لاسترداد جثته، ليدخل لبنان في صدمة وذهول وإحباط، رغم جلاء صورة الجهة الخاطفة وسقوط الاتهامات الباطلة التي أطلقت ليل أول أمس بحق حزب الله تصريحاً وتلميحاً، لكن لبنان بقي يرقص على حبال الشائعات والفتن، وبدأ بلداً هشّاً، يمكن لخبر غير مؤكد أن يأخذه إلى الحرب الأهلية، وهو ما توقف أمامه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما كان الخبر المؤكد يقول بالعثور على سليمان حيا، متوجها لحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب، بالتحذير من خطورة المغامرات التي تستسهل إشعال الفتن في البلد، وتوجيه الاتهامات بلا سند، وبقي كلام نصرالله صالحا لجهة سقوط الاتهام الذي طال حزب الله رغم تأكيد مقتل سليمان.
السيد نصرالله الذي تحدّث في حفل تأبيني للشهيد العميد في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، تناول المشهد الإقليمي بعد إعلان إيران عزمها الرد على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، معتبرا أن قرار الرد والثأر لدماء الشهداء والسيادة الايرانية، خلق مناخا جديدا في المنطقة، فحرّك الموقف الأميركي نحو السعي لتزخيم المسار التفاوضي والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للانضمام بإيجابية للمفاوضات واتخاذ خطوات من نوع تسهيل دخول المساعدات الإنسانية الى غزة، وسحب القوات منها، وفتح طريق عودة النازحين الى منازلهم، إضافة الى العنوانين الرئيسيين وقف النار وتبادل الأسرى، لكن السيد نصرالله بقي متحفظا حول مدى الجدية الأميركية بفرض إنهاء الحرب، وبالتالي الجدية الإسرائيلية في تقديم ما يتيح نجاح التفاوض، داعياً الى مراقبة المشهد ومتابعة التطورات.
في سياق مواكبة المشهد المرتبط بحرب غزة وموقف محور المقاومة كانت إطلالة للأمين العام لكتائب سيد الشهداء الحاج ابو ألاء الولائي من إفطار رمضاني في بيروت تحدث خلاله الولائي عبر الشاشة، مؤكدا انه اذا اندلعت المواجهة الكبرى في المنطقة فعلى الأميركيين التيقن من أن قواتهم في العراق هي مجموعة أسرى لدى المقاومة العراقية مع وقف التنفيذ، وقال الولائي إن المقاومة العراقية لا تُحرج الحكومة وليست عبئاً عليها ولا مصدر توهين لها وإضعاف لصورتها، بل هي سند تفاوضيّ لها في مواجهة الأميركي لفرض سحب قواته من العراق. وختم الولائي بتوجيه تحذير جبهة النصرة وتنظيم داعش، من خطورة التحرك على إيقاع الزمن الإسرائيلي، مؤكداً أن المقاومة سوف تهزمهم كما فعلت في المرة السابقة.

وأكَّد السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال التكريمي لمناسبة استشهاد القائد الجهادي الكبير اللواء محمد رضا زاهدي في مجمع سيد الشهداء (ع) في بيروت، أنّ الأميركي و»الإسرائيلي» والعالم كلّه سلّم بالردّ الإيراني على الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق. وهذا حق طبيعي لإيران ومن الطبيعي أن تقوم الجمهورية الإيرانية بهذا الرد.
ولفت السيد نصر الله إلى أنَّ العدو أعلن أن هدف الاستهدافات هو إخراج المستشارين الإيرانيين من سورية، مؤكدًا أنَّه «لم يتمكن من ذلك رغم الدماء التي سالت لأجل إخراجهم وأنهم باقون لمساندة المقاومة في فلسطين ولبنان ودعم سورية».
وعن العدوان الصهيوني على غزة، قال إن «إسرائيل» تخوض أطول حروبها في المنطقة وهم يقولون إنه «بعد 6 أشهر على الحرب لم نعد أكثر من نصف المخطوفين ولم ندخل رفح ولا تزال صفارات الإنذار في غلاف غزة ويُعلن عن مقتل ضباط وجنود جدد». وأضاف أن كلام «الإسرائيليين» أنفسهم يحكي عن هزيمة «إسرائيل»، وفي آخر استطلاع أجرته صحيفة «معاريف» حول رأي المستوطنين بخصوص نتائج الحرب تبين أن 62% منهم غير راضين و29% راضون و9% لا يعلمون. وتابع الأمين العام لحزب الله أنَّ «نتنياهو منفصل عن الواقع ويقول أمس الأحد إن «إسرائيل» حقّقت نصرًا في حين كل العالم يقول له أنت خسرت. وأردف: «غالانت كان في غلاف غزة ويقول إن حماس هُزمت، ولكن بعد ساعات بدأت معاناتهم في خان يونس وأُخرجوا قواتهم منها مذلولة».
ولفت إلى أنَّ «الرئيس الأميركي جو بايدن زعم أنّه ضغط على نتنياهو بسبب مقتل عمال إغاثة وطالبه باتخاذ إجراءات فقام رئيس أركانه بعزل رئيس هيئة أركان لواء ناحال ووبّخ قائد المنطقة الجنوبية وقائدًا في لواء ناحال. وهذا في العرف العسكري أمر كبير». وأوضح أن الاتصال الأخير بين بايدن ونتنياهو بيَّن ما كنا نقوله بأن أميركا تستطيع الضغط على «إسرائيل» لأن الإدارة الأميركية أدركت فشله، لافتًا الى أن من جملة الاعتراضات على نتنياهو داخل الكيان أنه بدون أميركا لا ذخيرة لدينا، ولا نستطيع خوض حربٍ لا في غزة ولا في لبنان. وبيّن أنه عندما يُعلن وقف إطلاق النار في غزة يعني هزيمة مدوية تاريخية لـ»إسرائيل». وهذه الهزيمة هي شخصية لنتنياهو وحزب «الليكود» وبن غفير وسموتريتش لأنهم سيذهبون للتحقيق بسبب فشلهم، مؤكدًا أن نتنياهو سيحاول عرقلة المفاوضات من تحت الطاولة لأن وقف إطلاق النار سيعني انتهاءه. وأوضح أن أحد أهم شروط حماس بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية وعن محور المقاومة انسحاب جيش العدو من قطاع غزة وفتح شمالخ على جنوبه، لافتًا إلى أن العدو قد يكون رضخ وخرج من غزة قبل أن يصبح المطلب في المفاوضات ملزمًا.
وحول إسقاط المقاومة الإسلامية في لبنان طائرة هرمز 900، قال السيد نصرالله: «أسقطنا طائرة هرمز 900 وهي فخر الصناعة «الإسرائيلية» وضُربت قيمتها العسكرية والتجارية ولا نريد إظهار الصاروخ الذي أصابها». وأضاف أن «العدو اعتبر أنَّ إسقاط الطائرة هو تجاوز للخطوط الحمر ونحن نقول له من قال إننا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟»، مشددًا على أن أهمية العملية هو «أنَّنا أسقطنا طائرة هرمز في الخطوط الأمامية وهو يقرأ ما للمقاومة من قدرات في الدفاع الجوي».
وفي سياق ذلك، أشارت مصادر مطلعة على الموقف الإيراني لـ»البناء» الى أن القرار الإيراني حاسم في الرد على العدوان الاسرائيلي ولا يخضع للمساومات، وقرار الرد انتقل من القيادة العليا في الجمهورية الاسلامية الإيرانية الى المستوى الميداني الذي سيحدد الأهداف وحجم الرد ما سيجعل العدو الإسرائيلي يندم، مؤكدة أن «إيران لن تسمح باستهداف أمنها القومي والداخلي لا في إيران ولا في خارجها، وأي هدف لمراكزها الدبلوماسية في العالم التي تعتبر أرضاً ايرانية سندافع عنه بكل قوة». مشددة على إصرار ايران على الاستمرار بدعم حركات المقاومة في المنطقة ضد العدو الإسرائيلي مهما عظمت التضحيات، وأن ايران مستعدة لأي احتمال.
وتطرّق السيد نصرالله الى حادثة اختطاف منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان وأوضح أنَّ كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبي القوات والكتائب تُظهر أنّهم ليسوا أهل حق وحقيقة وأنّهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهليّة. وبيّن أن في هذا البلد مَن يمنع الحرب والفتنة يُتّهم وفي أولهم نحن الثنائيّ لأننا نُقتل في الطيونة ونسكت عن حقنا حفاظًا على السلم الأهلي وكالأمس نُتّهم ونسكت. كما شدّد على أنهم «حاولوا ترويع أهالي جبيل وكسروان وأرسلوا رسائل تهديد، وهذه خطوة خطيرة جدًا جدًا حتى ينقطع النفس، وعليهم أن يفهموا خطورتها، وحمى الله لبنان من شرّ الحقد والفتن والتآمر».
وكانت الساحة الداخلية انشغلت بقضية خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، وبعدما كانت الآمال منشدة الى تحريره وهو على قيد الحياة، كشف النقاب مساء أمس عن مصيره، حيث تمّ العثور عليه جثة في الداخل السوري، وعملت استخبارات الجيش على استعادة الجثة بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني، وتربط المعلومات العملية بعصابة سرقة سيارات.
ومساء أمس، حسمت قيادة الجيش اللبناني مصير سليمان وأشارت في بيان، الى أنه متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سورية. وأوضح البيان بأن قيادة الجيش تتابع التنسيق مع السلطات السورية لتسلّم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.
واشارت معطيات صحافية الى أن مخابرات الجيش عثرت في طرابلس على السيارة التي استخدمت من قبل خاطفي سليمان. وكشفت التحقيقات الأولية ان اللوحة التي استخدمت على السيارة أجنبية، بينما السيّارة مسروقة. وكانت مخابرات الجيش كثفت البحث عن شخص سوري ثالث متورّط في عمليّة الخطف، وتشير التحقيقات حتى الآن الى أنّ الخاطفين يشكّلون عصابة لسرقة السيّارات.
ولفت وزير الدفاع موريس سليم، الى أن «مديرية المخابرات في الجيش تمكّنت من اعتقال معظم مرتكبي الجريمة البشعة والتحقيق جار معهم بإشراف القضاء المختص تمهيداً لإنزال أشدّ العقوبات في حقهم». مضيفاً «دماء باسكال سليمان لن تذهب هدراً وأن العدالة ستأخذ مجراها في ضوء التحقيقات الجارية والتي ستكشف كل التفاصيل المحيطة بالجريمة وجميع المشاركين فيها».
من جهته، تابع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي التحقيقات وكان على تنسيق مستمرّ مع مخابرات الجيش. ويعقد اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي اليوم لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل المواطن باسكال سليمان.
وعلى الرغم من كشف حقيقة وملابسات الحادثة ودوافعها وخلفيّاتها الشخصية والمالية، إلا أن حزب القوات استمرّ في استغلال الحادثة سياسياً، وأعلن أمس أن «ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسيّة حتى إثبات العكس». وطلب من جميع مناصري القوات ترك الساحات وفتح الطرقات.
وكان حشد من القواتيين أقفلوا أوتوستراد جبيل قبل الظهر، وشُلّت الحركة في المدينة، تلبية لدعوة الى الاضراب وجهتها القوات اللبنانية. والتزمت كل المحال التجارية في جبيل وضواحيها بالدعوة إلى الإقفال احتجاجاً على الخطف.
ولاقت الجريمة ردود فعل سياسية مستنكرة، إذ أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفق بيان لمكتبه الإعلامي «هذا العمل الإجرامي، دعا الجميع في هذه الظروف العصيبة الى «ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات».
على الصعيد الميداني، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على القرى الجنوبية، وقصف سهل مرجعيون وأطراف ميس الجبل بالمدفعية المركزة. واستهدفت غارة إسرائيلية جوية حي المسلخ – فوق الشاليهات في بلدة الخيام. وترافقت الغارة مع قصف مدفعيّ استهدف المكان نفسه. في المقابل، أعلن حزب الله أنه «شنّ هجوماً جويّاً بمسيرة انقضاضيّة على موقع رأس الناقورة البحريّ وأصابت هدفها ‏بدقة».
على صعيد آخر، أكد رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والأخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط». وشدّدا على «أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدّمها لبنان وقبرص». وبنتيجة المحادثات تمّ التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الأوروبيّ لوضع «إطار عمليّ» مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانيّة المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريّين حوافز للعودة الى بلدهم.
إلا أن أوساطاً سياسيّة توقفت عند مواقف الرئيس القبرصي، مستخلصة منه أن لا إرادة أوروبيّة ودوليّة لحل ملف النازحين، بل تقديم المزيد من المساعدات الماليّة لحكومات الدول المضيفة للنازحين، مثل لبنان لدعم بقائهم فيه. وحذّرت الأوساط عبر «البناء» من مشروع دوليّ جدّي لإبقاء النازحين في لبنان ودمجهم في المجتمع اللبناني تحت عنوان الحاجة الاقتصاديّة. علماً أن مصادر نيابية لبنانية زارت بروكسل منذ أيام، نقلت لـ»البناء» أن الدولة القبرصيّة استشعرت خطراً جدياً على أمنها بعد تزايد الهجرة غير الشرعية للنازحين عبر البحر اللبناني الى قبرص، ولذلك زار الرئيس القبرصي لبنان للبحث في سبل تقديم الدعم المالي للمؤسسات الأمنية والعسكرية لتشديد الرقابة البحرية لمنع تسرّب النازحين. إلا أن مصادر أمنية حذرت من موجات نزوح واسعة في الفترة المقبلة عند استقرار الطقس، مشيرة لـ»البناء» الى أن الجيش اللبناني لن يكون حرس حدود للشواطئ الأوروبية وهو يقوم بواجبه في منع تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، لكنه لا يمكن ضبط كل الحدود في ظل الأوضاع والظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة في لبنان.
ورأى مصدر مطلع على الملف لـ»البناء» أن كلام الرئيس القبرصي على أن هناك مناطق آمنة في سورية يمكن ترحيل النازحين إليها، تهرباً من المسؤولية ورمي الكرة إلى الملعب السوري واللبناني. داعياً الحكومة اللبنانية إلى استخدام ورقة الحدود للضغط على القرار الأوروبي كما فعلت تركيا، وإلى رفع الصوت وتقديم خطة عملية لحل أزمة النزوح وطرحها على مؤتمر بروكسل للنازحين الذي سينعقد الشهر المقبل.
من جانبه، قال الرئيس القبرصي: «إن زيارتي للبنان هي الأولى بعد تولي رئاسة الجمهوربة، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة من جراء الأعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل السورية أو عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية الى دولة قبرص».
وأضاف: «إن قبرص تتفهّم الأوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة الى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم الا عبر عودتهم الى أراضيهم، خصوصاً ان هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سورية، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سورية وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب امن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط».
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الرئيس القبرصي والوفد المرافق، بحضور سفيرة قبرص لدى لبنان والمولوي وحجل حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة إضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. كما عقد قائد الجيش العماد جوزيف عون اجتماعاً مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، جرى خلاله البحث في التعاون الأمني بين البلدين.
رئاسياً، أعلن بري أن الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد. وقال بري في حديث للصحافيين: «اللقاء مع الرئيس القبرصي كان جيداً وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر».

******************************

افتتاحية صحيفة النهار


قتل باسكال سليمان هل يدفع لتطهير المناطق الحدودية؟

هل كانت التضحية برب عائلة وتحريك نذر الفتنة الطائفية وايقاظ شبح الحرب الاهلية امور ضرورية امام الدولة المستسلمة لقوى الامر الواقع، ليتم التداول، قبل قرار متوقع اليوم، بتصفية كل المطلوبين وتطهير المناطق الحدودية منهم بشكل جدي، بعدما تعاظم شرهم، وباتوا يشكلون خطرا وجوديا على #لبنان، اضافة الى خطرهم الامني المتمادي؟.

 

وملف النازحين السوريين، حضر امس ايضا، مع الرئيس القبرصي الذي زار لبنان ليوم واحد، وبحث مع رئيسي الحكومة والمجلس، في وقف #النزوح السوري الى بلاده من دون اي تطرّق إلى #الترسيم البحري.

 

وقال الرئيس #نجيب ميقاتي لرئيس قبرص: “إذا كان يدخل إليكم عشرون الفاً فإنهم يتدفقون الينا بمئات الآلاف، والدول الداعمة لهم ترفض عودتهم ودعمهم في أرضهم”.

 

واكد الاخير في محادثاته في السرايا كما في عين التينة “ان قبرص ستعمل مع عدد من دول أوروبا لتحديد المناطق التي تُعتبر آمنة في سوريا ويمكن اعادة النازحين اليها”.


 

اما في شأن جريمة قتل #باسكال سليمان، وفيما كان السيد نصرالله يعتبر ان “كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبي القوات والكتائب تظهر أنهم ليسوا أهل حق وحقيقة وأنهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية”، رابطاً العملية بالشائعات عن حدث فردي مرتبط بالمال وبارتكابه من سوريين، اعلنت قيادة الجيش في بيان انه “متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة #جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. تنسق قيادة الجيش مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.”

 

لكن بيان الجيش، لم يكن مقنعاً لكثيرين، لانه ربط الجريمة بسرقة السيارة، اذ تظهر العملية وجود مافيا منظمة، عادة ما تفتش عن سرقات كبيرة، ولانواع غالية الثمن من السيارات، ومن مناطق قريبة من الحدود بغية تهريبها من دون الوقوع في اي مطبات امنية.

 

وعلى اثر شيوع خبر مقتل سليمان، سادت حالة من التوتر في منطقة جبيل، وعمد قواتيون ومناصرون لـ”القوات” الى قطع الطرق، وتكسير سيارات تحمل لوحات تسجيل سورية، والاعتداء على سوريين، وسقط عدد كبير من الجرحى في اشتباكات بين شباب من ‎برج حمود ونازحين سّوريين، اضافة الى تردد كلام عن تصعيد اضافي اليوم، دفع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي للدعوة الى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في الأولى بعد ظهر اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية، على أن يتحدث الوزير مولوي بعد الاجتماع.


 

اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال في بيان عن مكتبه: “ان الاجهزة الامنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة واعادة المخطوف الى عائلته سالما، لكن يبدو ان الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت الى تصفيته.

 

إننا ندين ونشجب هذا العمل الاجرامي، ونتقدم بالتعازي من ذويه ومن” حزب القوات اللبنانية” ونشدد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة. في هذه الظروف العصيبة ، ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.

 

واعتبر حزب “القوات اللبنانية”، الذي لاذ بالصمت من وقت عملية الخطف، في بيان: “بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهي نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة. إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس… نطلب من الجميع ترك الساحات وفتح الطرقات وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها”.


 

واضاف ان “المسيرة مستمرة دفاعًا عن القضية التي آمن بها الشهيد باسكال سليمان، ومخطئ مَن يظن أنّه بالاغتيال يستطيع تخويفنا وترهيبنا وردعنا عن استكمال مسيرتنا بقيام الدولة الفعلية التي يشعر فيها المواطن بالأمن والآمان، فقتل باسكال سليمان هو قتل لكل مواطن ينشد الحرية ويريد العيش بسلام مع عائلته ويخطِّط لمستقبله، ولن نسمح بتيئيس اللبنانيين وإحباطهم ودفعهم إلى الهجرة، وكما واجهنا في ظروف أصعب، سنواصل النضال دفاعا عن القيم التي نؤمن بها، والنصر دائمًا لأبناء الحياة وأصحاب الحقّ”.

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

نصرالله يستبق نتائج الجريمة بالهجوم على “القوات اللبنانية” والكتائب


باسكال سليمان جثة في سوريا… و”القوات”: إغتيال سياسي بامتياز

 

بعد مرور 24 ساعة على حادث خطف منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان أعلنت قيادة الجيش مساء أمس أنّ خاطفيه قتلوه «أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا». وقالت في بيان أصدرته إنها «تنسّق مع السلطات السورية لتسليم الجثة». لكن مصادر «القوات» أعلنت أنّ «قتل باسكال سليمان جريمة سياسية موصوفة، وسنتابع المسألة ولن نسكت عن هذه الجريمة التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأي فدية، وليست مسألة خاصة، إنما مسألة سياسية بامتياز».

 

وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، ليلاً بيان جاء فيه: «بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهٍ نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة. إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس».

 

وأضاف البيان: «إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عموماً وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصاً، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبا الكتائب والوطنيين الأحرار، والمستقلون الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضاً جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم في غياب الدولة الفعلية. وبالمناسبة، نطلب من المواطنين والرفاق والأصدقاء كافة الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتها، نطلب منهم جميعاً ترك الساحات وفتح الطرقات، وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها». وتوجّه «بالعزاء لعائلة الشهيد، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، ونعدهم بأنّ دماءه لن تذهب هدراً، كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان».

 

وأتت النهاية المروّعة لسليمان بعد يوم حافل من المتابعات الأمنية التي تخللها إعلان قيادة الجيش عن تمكّن مديرية المخابرات من «توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف».

 

ومن المقرر، أن يعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في الأولى بعد ظهر اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل سليمان، على أن يتحدث الوزير مولوي بعد الاجتماع.

 

وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بياناً دان فيه «هذا العمل الإجرامي»، و»تقدم بالتعازي من ذويه ومن» حزب القوات اللبنانية» ، مؤكداً «استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة». وخلص البيان الى «دعوة الجميع في هذه الظروف العصيبة الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات».

 

وفي سياق متصل، كان لافتاً وقبل ساعات من جلاء جريمة قتل منسق «القوات» في جبيل مقاربة السيد نصرالله الجريمة. ففي الاحتفال الذي أقامه «الحزب» عصر امس في ذكرى مقتل الجنرال الايراني محمد رضا زاهدي، قال نصر الله: «خُطف أمس (امس الأول) شخص فخرج حزبا «القوات» والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرروا أنّ  “الحزب” هو الخاطف، وسمعنا كلاماً يُذكّر بالحرب الأهلية». وأضاف «أنَّ كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبيّ «القوات « والكتائب تُظهر أنهما ليسا أهل حق وحقيقة، وأنهم من أصحاب الفتن يبحثان عن الحرب الأهلية». وتابع: «أن في هذا البلد من يمنع الحرب والفتنة يُتهم وفي أولهم نحن الثنائي، لأننا نُقتل في الطيونة ونسكت عن حقنا حفاظًا على السلم الأهلي، وكالأمس نُتهم ونسكت». وختم :»حاولوا بالأمس ترويع أهالي جبيل وكسروان وأرسلوا رسائل تهديد، وهذه خطوة خطيرة جداً جداً حتى ينقطع النفس، وعليهم أن يفهموا خطورتها».

 

وردّت مصادر بارزة في «القوات» على كلام نصرالله عبر «نداء الوطن»، فقالت إنّ «القوات» لم تتردد عند مقتل مسؤولها في رميش الياس الحصروني «في تسمية “الحزب” واتهامه بارتكاب الجريمة». وتساءلت:» هل ان نصرالله يبني مواقفه على «السوشال ميديا»؟ والقوات من الحكيم ونزولاً الى كل القوات، لم يتهموا. ونحن في انتظار التحقيقات. وعندما يتبيّن لنا أنّ لـ”الحزب” يداً في الجريمة سنسمّيه. لذلك تندرج (مواقف نصرالله) ضمن التزوير. مثلما زوّر نصرالله حول اتهامه بقرار الحرب. هذا تزوير وتشويه للتاريخ. ومثلما كان قرار الحرب أولاً في يد منظمة التحرير الفلسطينية، ثم انتقل الى سوريا، ها هو القرار اليوم في يد “الحزب”».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الجيش اللبناني: باسكال سليمان قتله خاطفوه ونقلوا جثته إلى سوريا

«القوات» اعتبراه اغتيالاً سياسياً وميقاتي دعا إلى ضبط النفس

بيروت: نذير رضا

 

أعلن الجيش اللبناني، ليل الاثنين، أن منسق حزب «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان، المخطوف منذ الأحد، قُتِل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل (شمال لبنان)، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. وقالت قيادة الجيش في بيان: «تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قتل من قبل خاطفيه». وأشارت إلى أن قيادة الجيش «تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزي».

وكان التحرك السريع للجيش اللبناني، بحثاً عن قيادي المخطوف سليمان، طوق توتراً سياسياً وشعبياً تصاعد في منطقة جبيل في شمال محافظة جبل لبنان وانتهى بإقفال المدينة وأوتوستراد بيروت – الشمال، احتجاجاً على اختطافه.

 

وخطف مسلحون مجهولون يستقلون سيارتين في منطقة جبيل، منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان خلال عودته إلى منزله بمفرده بعد ظهر الأحد. وانتشرت مقاطع صوتية لرجل قال إنه كان يتحدث في تلك اللحظة مع سليمان حينما سمع صوته يخاطب مسلحاً اعترضه، ويطلب منه عدم قتله وأنه أب لأطفال. وأشار المتحدث في المقطع الصوتي إلى أن سليمان اختًطف ويجب بدء البحث عنه.

 

عُثر على هاتف المخطوف مرمياً في بلدة ميفوق، حيث أظهرت الكاميرات سيارة باسكال سليمان في بلدة ترتج – جبيل متجهة نحو جرد البترون.

 

وتحدثت معلومات عن أن الخاطفين بدّلوا السيارة في شمال لبنان، وانطلقوا باتجاه الحدود السورية، حيث يُعتقد أن الخاطفين فروا إليها.

 

وأثارت الحادثة غضباً واسعاً، حيث تجمع مناصرو «القوات اللبنانية» في مركز للحزب في منطقة جبيل، وهدّدوا بالتصعيد وإغلاق الطرقات في حال عدم الإفراج عنه. وشارك رئيس الحزب سمير جعجع المناصرين في وقفتهم، وأعطى تعليماته لتهدئة الأمور، في وقت انضم ممثلون لـ«حزب الكتائب اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» إلى المحتجين؛ تضامناً مع عائلته وحزبه.

 

 

وتحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، وطالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأجهزة المعنية «بتكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات القضية في أسرع وقت وإعادة المواطن سالماً إلى عائلته». وبالفعل، كانت استخبارات الجيش فجر الاثنين قد ألقت القبض على مجموعة من المشتبه بهم، وقالت قيادة الجيش في بيان إن مديرية المخابرات «تمكّنت بعد متابعة أمنية من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف»، لافتة إلى أن «المتابعة متواصلة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية».

 

ومساء، دعا ميقاتي لضبط النفس. وقال في بيان إنه تبلغ من الأجهزة الأمنية المعنية نبأ مقتل سليمان، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة وإعادة المخطوف إلى عائلته سالماً، “لكن يبدو أن الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت إلى تصفيته”.

 

وتابع ميقاتي: “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.

 

«القوات اللبنانية»: جريمة سياسية

من جانبه، قال حزب «القوات اللبنانية»، في بيان: «بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهٍ، نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة». وأضاف: «إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس».

 

وتابع «القوات»: «إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عمومًا وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصًا، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبا (الكتائب) و(الوطنيين الأحرار)، والمستقلين الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضًا جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم بغياب الدولة الفعلية. وبالمناسبة، نطلب من كافة المواطنين والرفاق والأصدقاء الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتهم، نطلب منهم جميعًا ترك الساحات وفتح الطرقات وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها».وتوجه «القوات» بالعزاء من عائلة الشهيد باسكال سليمان، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، و«نعدهم بأنّ دماء الشهيد باسكال لن تذهب هدرًا كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان»، مؤكداً أن «المسيرة مستمرة دفاعًا عن القضية التي آمن بها الشهيد باسكال سليمان، ومخطئ مَن يظن أنّه بالاغتيال يستطيع تخويفنا وترهيبنا وردعنا عن استكمال مسيرتنا بقيام الدولة الفعلية التي يشعر فيها المواطن بالأمن والآمان. فقتل باسكال سليمان هو قتل لكل مواطن ينشد الحرية ويريد العيش بسلام مع عائلته ويخطِّط لمستقبله، ولن نسمح بتيئيس اللبنانيين وإحباطهم ودفعهم إلى الهجرة، وكما واجهنا في ظروف أصعب، سنواصل النضال دفاعا عن القيم التي نؤمن بها، والنصر دائمًا لأبناء الحياة وأصحاب الحقّ».

 

9 موقوفين

وبلغ عدد الموقوفين تسعة حتى قبل ظهر الاثنين، تبين أن أحدهم ضالع في عملية الخطف، حسبما أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أنه في فترة بعد الظهر، «بلغ عدد الموقوفين المتورطين في العملية أربعة، مع إلقاء القبض على آخرين ضالعين بالخطف». وقالت المصادر إن الملاحقة متواصلة، وتجري تحقيقات حثيثة ومتواصلة لمعرفة مكان وجود المخطوف لتحريره، ولمعرفة الدوافع والجهات المخططة أيضاً، وليس المنفذين فقط. وقالت إنه حتى مساء الاثنين: «لم تتمكن السلطات اللبنانية بعد من تحديد موقع احتجازه».

 

وتولّت «مديرية المخابرات» مهام التحقيق والمتابعة والملاحقة والتوقيف، كما تولت مهمة تفريع كاميرات المراقبة، وتقوم بالمهمة بالتنسيق مع القضاء المختص. وقال مصدر قضائي إن الأجهزة الأمنية ما زالت تجري تحرياتها لتحديد مكان باسكال سليمان وتحريره، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «أربعة موقوفين من التابعية السورية، أحدهم اعترف بأنه شارك في عملية الخطف، وأنه هو من دلّ على مكان سيارة المخطوف التي جرى ركنها في منطقة الميناء في طرابلس، قبل نقله إلى سيارة أخرى».

 

فرضية نقله إلى سوريا

وأشار المصدر إلى أن هناك «معلومات لدى عدد من الأجهزة تجري مقاطعتها»، لافتاً إلى أن أحد الأجهزة «تحدث عن إمكانية وجوده في المنطقة الحدودية بين بلدة القصر اللبنانية وريف القصير السورية، وهناك تنسيق مع المخابرات السورية من أجل تحريره». وأوضح أن المعلومات الأولية «ترجّح أن الخاطفين يعملون لصالح عصابة حرّضت على خطف سليمان وأعطت المعلومات التي سهلت عملية اختطافه التي قد تكون دوافعها مالية».

 

إقفال طرق

وساهم التحرك السريع والمعطيات التي قدمتها قيادة الجيش عن الجهود والتوقيفات، في تهدئة الغصب، وتجنيب البلاد الانزلاق إلى توتر سياسي ومذهبي في منطقة مختلطة سكانياً، ويسكنها المسيحيون والشيعة في فضاء جبيل.

 

وأقفل مناصرو «القوات» أوتوستراد جبيل الذي يصل بيروت بطرابلس، منذ ليل الأحد، واقتصرت حركة المرور على الطريق البحرية التي شهدت حركة سير كثيفة. وتجمع شبان من «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» وحزب «الوطنيين الأحرار» و«التيار الوطني الحر»، مع عدد من نواب تكتل «الجمهورية القوية»، رافضين فتح الأوتوستراد قبل معرفة مصير منسق «القوات» في القضاء باسكال سليمان. والتزمت المؤسسات التجارية والسياحية والتربوية بدعوة حزب «القوات» للإقفال التام؛ احتجاجاً على اختطافه.

 

وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط أن «لا شيء مؤكداً حتى الساعة عن مصير سليمان، وأن القوى الأمنية ومخابرات الجيش اللبناني يبذلون منذ الأحد، الجهود لمعرفة مصيره»؛ آملاً أن «تحمل الساعات المقبلة خبراً ساراً».

 

وزار راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، عائلة المخطوف سليمان؛ وذلك لإبداء التضامن مع العائلة والصلاة لعودته سالماً لمحبيه ولعائلته.

 

تضامن وتنديد سياسي

وأعربت قوى سياسية عن تضامنها مع عائلة سليمان، ونددت باختطافه وحذرت من تداعيات تلك العمليات الأمنية. وثمّن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب في بيان، موقف «القوات اللبنانية» الذي «تحلى بروح المسؤولية العالية في أصعب ظروف تمر بها البلاد»، محذراً من «أن الفلتان الأمني الحاصل يجب أن يوضع له حد في أسرع وقت؛ كونه قد يؤدي إلى فتنة لا تحمد عقباها».

 

ووصف رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل عملية الخطف بأنها «تطور خطير جداً»، وطالب الأجهزة الأمنية كافة «بالتنسيق في ما بينها والعمل لكشف ملابسات ما حصل».

 

وأدان «الحزب التقدمي الاشتراكي» الحادثة، وطالب الأجهزة الأمنية ببذل كل الجهود لكشف ملابسات هذه الحادثة وخلفياتها، وتأمين عودته سالماً، وأن تتم محاسبة المرتكبين والمتورطين، وإحقاق القانون درءاً لمزيد من الاحتقان والتوترات.

 

وقال النائب أشرف ريفي في بيان، إن العملية تأتي «في ظروف مشبوهة، لتضع لبنان أمام مخاطر أمنية تهدد استقراره أو ما تبقى من الاستقرار». وأعرب عن استنكاره وإدانته لعملية الخطف المشبوهة هذه، وطالب الأجهزة الأمنية «بالعمل سريعاً على كشف مرتكبي هذه الجريمة النكراء وعودته سالماً لأهله وذويه، منعاً لأي التباس أو انجرار لبنان إلى حالةٍ من الفوضى لا تُحمد عقباها».

 

وكشف النائب رازي الحاج لقناة «إم تي في» أن «الساعات الماضية كانت عصيبة جداً وأن ما حصل الأحد وضعنا أمام خيار صعب»، مشدداً على «أننا متمسكون وما زلنا بخيار الدولة ولا يمكن أن نستمر في شريعة الغاب وفي دولة يتم فيها التعدي على المواطنين». ولفت إلى «أننا لم نعد نحتمل غياب القانون والمسؤولية ونسعى لبناء الدولة المرجوّة».

****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية : استنفار عارم لمنع الفتنة.. لبنان مكشوف: لا أمن ولا رئاسة ولا سياسة

لا تلوح في أفق البلد أي فرصة أمل بوقف تخبّطه السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي على حافة الهاوية، فالعقول السياسية مجمّدة، وكلّ شيء فيه معطّل ومشلول، ويشلّ قدرته على الخروج من دوامة الأزمات المستعصية المتناسلة من بعضها البعض، وعلى النجاة من واسباب وعوامل التفسخ التي تتراكم على مدار الساعة، وتنذر، بخلفيتها السياسية والشعبوية، بخلق وقائع وإحداث منزلقات عواقبها وخيمة وكارثية على كل اللبنانيين.

الجبهة السياسية

على الجبهة السياسية، زيارة رسمية كاسرة للجمود، قام بها الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الى بيروت، فيما يُنتظر أن تشكّل عطلة عيد الفطر انطلاقة متجددة لحركة المساعي المرتبطة بالملف الرئاسي. وكل المستويات السياسية تعوّل على استئناف سفراء اللجنة الخماسية لحراكهم بعد العيد تحديداً في بداية النصف الثاني من الشهر الجاري. ووفق برنامج مواعيد حدّدوها مع عدد من الكتل السياسية، ومن ضمنها كتلة “الحزب”.

 

حراك السفراء

على أنّ الاجواء السابقة لهذا الحراك المنتظر، لا يتبدّى فيها ما يعزز الأمل بحدوث اختراقات جوهرية تكسر حلقات التعقيد وتمهّد الطريق الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفق مسار التفاهم والتوافق الذي ترتكز عليه مهمّة اللجنة الخماسية. وكشفت مصادر معنية بحراك «الخماسية» لـ»الجمهورية»، انّ «استراحة سفراء الخماسية في رمضان من الحراك العلني، لم تقفل قنوات الاتصال مع المستويات السياسية، حيث بقي التشاور قائماً على أكثر من خط، وضمن السقف الذي حدّدته اللجنة الخماسية لمهمّتها، كعامل مساعد للبنانيين على انتخاب رئيس».

 

ومعنى ذلك، كما استنتجت المصادر عينها، هو «أنّ حراك سفراء اللجنة المنتظر يأتي استكمالاً لحراك ما قبل الاستراحة، لحث الأطراف اللبنانية على خيار رئاسي بالتفاهم والتوافق، والمعطيات الموثوقة تجزم بأن لا مشروع حل رئاسي جديد جاهز في يد «الخماسية»، خلافاً لما تردّد في بعض الاوساط السياسية»، وهذا الامر في رأي المصادر «لا يبشّر بانفراج، بل يضع مهمّة اللجنة الخماسية امام فشل حتمي، سيجعلها تلدغ من الجحر أكثر من مرّة».

 

وبحسب المصادر عينها، فإنّ «جوهر حراك سفراء الخماسية، هو تقريب المسافات في ما بين اللبنانيين،على ما يكرّر السفير المصري علاء موسى، والدفع الى توافق على رئيس للجمهورية. ولكن نقطة التشاؤم حيال هذا الامر تتبدّى في أنّ هذا التوافق سبق له أن اصطدم بمطبّ سياسي وديني، حيث أنّ بلوغه يتطلب حواراً، والحوار كما هو معلوم مرفوض من قِبل قوى مسيحية اساسية، كما أنّه مرفوض بالكامل من قِبل بكركي، حيث اكّد البطريرك الماروني بشارة الراعي رفضه لما اعتبره تجاوز الدستور وتكريس مثل هذا الامر (الحوار) في الاستحقاق الرئاسي».

 

ما بعد غزّة

 

وبالتوازي مع ضعف احتمالات الخرق الايجابي في الحراك المنتظر لسفراء دول «الخماسية»، قال مرجع مسؤول رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «حالياً، لا توجد لا ابواب ولا مفاتيح، او ممهدات لانفراج رئاسي، ولا قدرة لأيّ طرف سواءً أكانت اللجنة الخماسية أو غيرها، في أن تتغلّب على عناصر التناقض والإختلاف الكبيرة جداً بين اللبنانيين».

 

وتبعاً لذلك، استبعد ما وصفه «انبعاث الدخان الابيض على الخط الرئاسي في المدى المنظور. الملف الرئاسي خلف الأحداث حالياً». مستنداً بذلك إلى ما سمّاها «معطيات تؤكّد أنّ «الخماسية» مقيّدة من داخلها بما يمنعها من تحقيق انجاز». وقال: «واشنطن تحث على انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن لا اتوقع ايجابيات في الوقت الحاضر، كما لا اعتقد أنّ واشنطن مستعجلة للبت بالملف الرئاسي حالياً، فكل الدلائل تؤكّد بأنّ الملف الرئاسي رُحّل الى ما بعد انتهاء الحرب في غزة، للبتّ به ضمن تسوية تصاغ وفق ظروف ما بعد انتهاء الحرب، وحتى ذلك الحين فإنّ الاولوية لدى الاميركيين هي احتواء التوترات على جبهة الجنوب ومنع اسرائيل من توسيع الحرب ضدّ لبنان».

فوضى وفلتان

 

وعلى جبهة الأمن الداخلي، طبول فوضى وفلتان تُقرع في كل أرجاء البلد، وتراكم المخاطر على حاضر البلد ومستقبله، وكل اللبنانيين صاروا مكشوفين بلا أمن ولا أمان، فقط خوف وقلق يجتاحان كلّ الأرجاء، وأما الدولة ففي منتهى الهشاشة، يستضعفها عجزها وشللها، وتستبيحها عصابات من كل الانواع. وكل ذلك يُضاف إلى الخطر الأكبر المتمثل بالنازحين السوريّين، الذين يقدّمون يومياً دلائل إضافية بأنّهم باتوا يشكّلون عبوة ناسفة لكلّ المجتمع اللبناني، ليس من حيث كثافتهم والعبء الكبير الذي يلقون به على هذا البلد الصغير فحسب، بل من حيث تزايد معدلات الجريمة على انواعها، والتي في غالبيتها، يرتكبها سوريون.

 

وكشف مصدر أمني لـ«الجمهورية»، أنّه لم يعد جائزاً الاختباء خلف الأصابع، فالاحتقان يتفاقم بشكل خطير في اماكن تواجد السوريين، ويجب تدارك الامر قبل فوات الأوان. وثمّة جرائم، وصدامات، وحوادث متفرقة تحصل في العديد من البلدات بين النازحين وأبناء تلك البلدات». وقال: «يومياً تحصل اعتداءات على لبنانيين، وكإجراءات احترازية قامت بعض البلديات ببعض الإجراءات في نطاقها، الّا انّها ليست كافية».

 

واكّد المصدر «انّ الحل الوحيد يتجلّى بإعادة النازحين الى سوريا، وما يجري لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها في القيام بكل ما يمنع محاولات توطين النازحين في لبنان. والتوجّه فوراً، وبلا إبطاء، للتنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين بمعزل عن ايّ اعتبارات سياسية او غير سياسية، او ضغوطات دولية لإبقائهم في لبنان».

 

قبرص ولبنان والنازحون

 

وكانت زيارة الرئيس القبرصي امس، قد ركّزت في جوهرها على ملف النازحين. فرئيس مجلس النواب نبيه بري وصف لقاءه مع الرئيس القبرصي بأنّه «جيد، وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر»، فيما أكّد الرئيس القبرصي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والاخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على امن الدولتين وشرق البحر المتوسط»، وشدّدا على «اهمية إيجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدّمها لبنان وقبرص». وبنتيجة المحادثات تمّ التوافق على ان تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع «اطار عملي» مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم.

 

تصفية سليمان

 

الى ذلك، دخلت قضية خطف منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، منعطفاً جديداً بعد إماطة اللثام عن جريمة مروّعة ذهب ضحيتها المغدور على أيدي مجموعة من المجرمين. فيما وضعت مخابرات الجيش اللبناني يدها على هذه الجريمة وألقت القبض على مجموعة من السوريين المشاركين في عملية الخطف وتصفية المغدور.

 

في وقت بدأت التحقيقات تقترب من حقيقة ما جرى، مع إعلان الجيش اللبناني في بيان أمس عن تمكّن مخابرات الجيش من توقيف عدد من السوريين المشتبه بضلوعهم في عملية الخطف.

 

وبعد ساعات من عمليات البحث والتحقيق مع الموقوفين لدى مخابرات الجيش، اصدر الجيش بياناً قال فيه: «متابعة لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة المشاركين في عملية الخطف. وتبيّن خلال التحقيق معهم انّ المخطوف قُتل من قِبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وانّهم نقلوا جثته الى سوريا. وتنسق قيادة الجيش مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية».

 

وقوبلت الجريمة بموجة استنكار عارمة، فيما أُفيد عن انّ قائد الجيش العماد جوزف عون ووزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي سيزوران بكركي اليوم لإطلاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، على آخر التطورات الأمنية، ولاسيما ما يحوط بجريمة قتل سليمان.

بيان «القوات»

 

وعقب الاعلان عن مقتل سليمان، أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» بياناً، طالبت فيه الأجهزة الأمنية والقضائيّة بالتحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة. معتبرة «انّ ما سُرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس».

 

ودعت «كافة المواطنين والرفاق والأصدقاء الذين تجمّعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتهم، نطلب منهم جميعًا ترك الساحات وفتح الطرقات، وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها».

 

واكّد البيان «انّ المسيرة مستمرة دفاعًا عن القضية التي آمن بها الشهيد باسكال سليمان، ومخطئ مَن يظن أنّه بالاغتيال يستطيع تخويفنا وترهيبنا وردعنا عن استكمال مسيرتنا بقيام الدولة الفعلية التي يشعر فيها المواطن بالأمن والآمان، فقتل باسكال سليمان هو قتل لكل مواطن ينشد الحرّية ويريد العيش بسلام مع عائلته ويخطِّط لمستقبله، ولن نسمح بتيئيس اللبنانيين وإحباطهم ودفعهم إلى الهجرة، وكما واجهنا في ظروف أصعب، سنواصل النضال دفاعاً عن القيم التي نؤمن بها، والنصر دائمًا لأبناء الحياة وأصحاب الحقّ».

 

ميقاتي يدين

 

وليلاً صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بيان قال فيه، انّ الرئيس ميقاتي تبلّغ مساء امس من الأجهزة الامنية المعنية نبأ مقتل المسؤول في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان الذي كان خُطف مساء أمس الاول.

 

وقال انّ «الأجهزة الأمنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرّياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة وإعادة المخطوف الى عائلته سالماً، لكن يبدو انّ الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت الى تصفيته».

 

اضاف البيان: «إننا ندين ونشجب هذا العمل الاجرامي، ونتقدّم بالتعازي من ذويه ومن «حزب القوات اللبنانية» ونشدّد على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة.


 

في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلّي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات».

وكانت منطقة جبيل قد نفّذت نهار أمس إقفالاً احتجاجاً على عملية الخطف، حيث أقفلت المحال التجارية، واقفل المحتجون اوتوستراد جبيل مطالبين الأجهزة الامنية بالعمل على جلاء القضية والقاء القبض على الخاطفين ومعاقبتهم.

 

قبلان

 

وفي السياق، دان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان واستنكر بشدة مقتل المسؤول في القوات اللبنانية باسكال سليمان على يد عصابة إجرامية كادت تضرب السلم الأهلي في البلد. وطالب بمتابعة قضية سليمان بأقصى سرعة وبكل شفافية، وتقدم بالتعازي من ذويه ومن حزب القوات اللبنانية. وأكد ضرورة الإلتفاف الوطني ودرء الفتن غير المحسوبة ومنع أي خطاب طائفي أو سياسي يدفع نحو كارثة وطنية. ورأى أن ما جرى يؤكد ضرورة لم الشمل الوطني والتعامل مع كل طوائف وأحزاب لبنان كعائلة وطنية واحدة.

 

وطالب الدولة بتفعيل كل إمكانات الأمن الإستباقي لأن الفوضى والفلتان والتجييش الطائفي أكبر أعداء السلم الأهلي في لبنان.

وليلاً بدأ الجيش اللبناني بتسيير دوريات في معظم المناطق حفاظاً على الأمن، فيما تردد أن مناصري حزب القوات اعتدوا بالضرب على المارة السوريين في ذوق مكايل.

 

كذلك أفادت معلوملت عن سقوط عدد من الجرحى في اشتباكات بين شباب من برج حمود ونازحين سّوريين.

 

وعلم ان أوتوستراد جبيل فتح بالإتجاهين قرابة منتصف ليل امس.

 

الوضع الميداني

 

على جبهة الميدان العسكري في الجنوب تطورات متلاحقة، وطبول حرب تُقرع، وقلق مما تخبئه هذه الجبهة في الايام المقبلة، في ظل التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بعمل عدواني ضدّ لبنان، وفي ظل الاستعدادات والجهوزية التي أعلن “الحزب” انّها مكتملة لمواجهة أي عدوان اسرائيلي.

 

وكانت المنطقة الحدودية، قد شهدت أمس سلسلة غارات اسرائيلية طالت بلدات ميس الجبل، والعديسة، وكفر حمام، وكفر شوبا ومنطقة الشاليهات، واطراف السلامية وحلتا، وحي المسلخ في بلدة الخيام، ترافقت مع قصف مدفعي لسهل الخيام ووادي العصافير واطراف بلدتي كفر كلا ودير ميماس.

 

وفي المقابل اعلن “الحزب” انّ المقاومة الاسلامية قامت بهجوم جوي بمسيّرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري، ونعت الشهداء علي احمد حسين (عباس جعفر) من بيروت، وعبد الامير حسن حلاوي (علي الرضا) من بلدة كفر كلا، واحمد امين شمس الدين (عبدالله) من بلدة مركبا وسكان عيتا الشعب.

 

الى ذلك، وفي وقت أبرزت تقارير الاعلام الاسرائيلي انّ حالةً من الخشية والذعر تسود مستوطنات الشمال، بحيث انّها اصبحت خالية من المستوطنين ومنطقة اشباح، اعلن الجيش الاسرائيلي عن مناورة عسكرية كبرى على طول الساحل الشمالي وفي الجليل الغربي، وذلك في سياق التحضير للقتال على جبهات مختلفة والاستعداد لحرب محتملة على جبهة الشمال.

 

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إنّ المناورة العسكرية ستشمل السفن البحرية والطائرات وقوات الأمن في جميع أنحاء المنطقة. وأبلغت بلدية معالوت ترشيحا السكان بشأن التمرين، مشيرة إلى أنّ التمرين «جزء من تحسين الاستعداد لحالات الطوارئ». وأضافت الصحيفة أنّ بلدية نهاريا أعلنت أيضاً أنّ التدريب سيشمل قوات من الجيش الإسرائيلي، وقيادة الجبهة الداخلية، والشرطة، ونجمة داود الحمراء، وخدمات الإطفاء والإنقاذ، والبلدية. وأشارت الى أنّ التمرين العسكري تمّ التخطيط له مسبقًا كجزء من خطة تحسين الاستعداد والتعبئة للجيش الإسرائيلي.

بيان مشترك

 

الى ذلك، رأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتيسكا ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك، أنّ «الدورة المتواصلة من الضربات والضربات المضادة في خرق لوقف الأعمال العدائية تشكّل أخطر انتهاك للقرار 1701. واعتبرا أنّ «التوسّع التدريجي في نطاق وحجم المواجهات إلى ما وراء الخط الأزرق يزيد بشكل كبير من مخاطر سوء التقدير ويؤدي إلى مزيدٍ من التدهور في الوضع الذي هو أصلاً مثير للقلق».

 

وشدّد البيان على أنّ «العنف والمعاناة استمرّا لوقت طويل جدًا، ويجب أن يتوقّفا. إننا نناشد كل الأطراف بشكلٍ عاجل إعادة التزام وقف الأعمال العدائية في إطار القرار 1701 والاستفادة من كل السبل لتجنّب المزيد من التصعيد، بينما ما زال هناك مجال للجهود الديبلوماسية». واكّد أنّ «من الضروري أيضًا التركيز من جديد على الهدف الشامل المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حلّ طويل الأمد للنزاع»، لافتاً إلى أنّ «العملية السياسية، التي ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701، التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، باتت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى. وإنّ الأمم المتحدة مستعدة بالكامل لدعم تلك الجهود».

**********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الإعلان عن مقتل منسِّق «القوات» يفجِّر مطاردات للنازحين السوريين

بري: الردّ الإيراني منعطف بمسار الحرب.. ولو جاؤوا للحوار لانتخبنا الرئيس.. وتفاهم لبناني – قبرصي على التنسيق

 

في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة ولبنان جزءٌ منها أجواء ترقب مشدود حول إمكان التوصل الى ابرام اتفاق هدنة يسمح بوقف النار وإعادة الاسرى والمحتجزين لدى كل من اسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، على الرغم من عض الاصابع الحاصل بين وفد غادر وآخر عاد من المفاوضين المكلفين بالتوقيع او اعطاء اشارة الموافقة، شكل نبأ مقتل المنسق «القواتي» في جبيل باسكال سليمان صدمة لدى كل الذين تحركوا لإعادته سالماً الى عائلته وذويه، من اللحظة الاولى لاختطافه، على يد عصابة رجحت المصادر الامنية ان تكون عصابة «سرقة سيارات».

وفي المعلومات التي تبلغتها الجهات الرسمية والحزبية انه تم «العثور على سليمان جثة في الداخل السوري، وتعمل مخابرات الجيش اللبناني بالتنسيق مع الصليب الاحمر لاستعادة الجثة».

ودان الرئيس نجيب ميقاتي فور تبلغه نبأ مقتل المسؤول في «حزب القوات» سليمان العمل الاجرامي، مشدداً على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها، وتقديمهم للعدالة، ودعا لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات، مقدماً تعازيه لحزب «القوات» وذوي المغدور.

وحسب المصادر العسكرية، فإن مديرية المخابرات تمكنت من توقيف معظم اعضاء عصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف.

وحسب التحقيقات معهم ان سليمان قتل من قبلهم اثناء محاولتهم سرقة سيارته في جبيل، وانهم نقلوا جثته الى سوريا.

واعتبر السيد نصر الله ان اتهام الحزب باختطاف منسق «القوات» انطلق من احقاد دفينة، وما حصل بالامس فضيحة كبرى لحزبي القوات والكتائب، وتبين انهم اصحاب فتن، ويبحثون عن الحرب الاهلية.

و‎اكدت مصادر معارضة لـ«اللواء» أن مقتل منسق القوات في جبيل وباسكال سليمان ستكون له انعكاساته على صعيد الضغط في ملف النزوح السوري وضبط الحدود، ولفتت إلى أنه بالنسبة إلى القوات فإن ما تم تناوله بالنسبة إلى إطلاق مسؤوليها اتهامات قبل جلاء ملابسات مصير سليمان ليس في مكانه، وأما وقد اعترفت المجموعة التي القي القبض عليها بقتله، فإنه يصار الى التحضير لمراسم جنازته، على ان الموقف من مسألة التشدد وفرض الدولة لسلطتها وتعزيز اجراءاتها لن يتبدل.

‎وتردد أن سلسلة مواقف لعدد من مسؤولين تصدر تباعا وسط غليان في الشارع الجبيلي كما بين مناصري سليمان، حيث أن سلسلة تحركات قد تأخذ مجراها في وقت لاحق.

وبانتظار انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، التي قد تمتد الى ما بعد يوم الجمعة، فإن المصادر المطلعة، تعيد التأكيد لـ«اللواء» ان الانظار تتركز على الاسبوع المقبل وما قد يسجل من نشاط سياسي، لا سيما في الملف الرئاسي، واستئناف جولة اللجنة الخماسية وسط استمرار الضبابية في مشهد الجنوب.

وفي هذا الاطار، اثنى الرئيس نبيه بري على اداء “الحزب” وحركة «أمل» لجهة «الحفاظ على قواعد الاشتباك» على الرغم من محاولة اسرائيل استدراج المقاومة الى حرب شاملة، الا اذا تدحرجت الامور بعد الرد الايراني المرتقب، فعندها ستشتعل المنطقة كلها.

ويحزم بري بقرار الرد الايراني على استهداف قنصليّتها في دمشق، هذا الرد الّذي سيشكّل منعطفا في مسار الحرب، وذلك متوقّف على ردّ فعل العدوّ الاسرائيلي وحقيقة الرّغبة الأميركيّة بعدم انفلات الأمور نحو حرب إقليميّة شاملة.

وعن إعادة الإعمار يقول برّي: السّيّد نصرالله وعد بإعادة الإعمار وأنا بدوري سأتحمّل إلى جانب لبنان كل لبنان عناء التّعويض عن الجنوبيين ولو اضطررت إلى التّنقّل بين عواصم الاغتراب لكي أفي هؤلاء الطّيبين حقوقهم، فما قدّمه الجنوب للبنان وفلسطين لم يقدّمه أحد منذ تأسّس الكيان الغاصب.

وكان لا بدّ من السّؤال عن رئاسة الجمهوريّة والجمود القاتل منذ سنة ونصف، وكان جواب العارف منذ اللّحظة الأولى بأنّ المعضلة داخليّة ولو لبّت القوى السّياسيّة دعوته إلى الحوار لوفّرنا الكثير من الوقت وتجنّبنا الكثير من الأزمات، وبكل صراحة، ليس لبنان فقط، المنطقة كلّها تنتظر انتهاء الحرب على غزّة لإعادة ترتيب ملفّاتها.

يوم قبرصي

على صعيد النزوح السوري غير الشرعي، عبر الموانئ اللبنانية الى قبرص، كان يوم امس يوماً طويلاً أمضاه رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستو دوليدس في لبنان، حيث التقى كُلاً من الرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس نبيه بري، كما التقى قائد الجيش القبرصي قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، في اطار التعاون الامني بين الجيشين.

وخلال اللقاد، قال ميقاتي: «يبذل الجيش والقوى الامنية اللبنانية  قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة اولئك الذين يبحثون عن الأمان الى المناطق الآمنة في سوريا او تأمين إقامتهم في بلد ثالث. ومن الضروري أيضا بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين. وسيعمل البلدان عبر المنطمات الدولية لدعم سياسات منع عمليات النزوح في المستقبل وتعزز السلام والاستقرار الدائمين في شرق البحر الأبيض المتوسط».

بدوره قال الرئيس القبرصي:«إن قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة الى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم الا عبر عودتهم الى أراضيهم، خصوصا ان هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط».

ووصف الرئيس بري «اللقاء مع الرئيس القبرصي بالجيد، وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر».

مقتل سليمان

واحتلت قضية خطف ثم مقتل المنسق القواتي سليمان المشهد السياسي والامني، وكانت بيانات قيادة الجيش الصباحية لجهة توقيف 3 من الخاطفين السوريين، وبداية وضوح معالم الجهة الخاطفة قد هدأت الموقف الداخلي، الا ان الكشف ليلاً عن مقتل سليمان حرّك الشارع من جبيل الى ذوق مكايل، فنزل محازبو «القوات» والكتائب ومناصريهم الى الشارع، وقطعوا الطرقات، وتعرضوا بالضرب للعمال السوريين والنازحين السوريين الذين كانوا في طريق المرور عبر الخط الساحلي..

واعتبر حزب «القوات اللبنانية» ان مقتل سليمان هو اغتيال سياسي، حتى اثبات العكس.

وتحدثت المعلومات عن سقوط جرحى في المواجهات التي حصلت بين السوريين وشبان مسيحيين في الدورة وبرج حمود.

وعند الواحدة بعد ظهر اليوم، يعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الامن المركزي لمناقشة الاوضاع الامنية، إثر مقتل المواطن سليمان، ويلي الاجتماع مؤتمر صحفي للوزير مولوي.

الموقف الميداني

ميدانياً، اعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة طائراته بلدة الخيام، اثناء وجود عنصر من “الحزب” هناك، كما شنت غارات على خراج كفرحمام.

وكانت اسرائيل قصفت بلدة السلطانية حيث استهدفت سيارة مدنية قيل انه كان يستقلها ناشطون من “الحزب”.

وصرحت المقاومة الاسلامية بأنه تم استهداف انتشار لجنود العدو في محيط موقع حدب يارين بصواريخ بركان.

واشارت الى استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة بالاسلحة الصاروخية، كما شنت هجوماً جوياً بمسيَّرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري.

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

الجيش يُعلن مقتل باسكال سليمان… «القوات»: الجريمة سياسيّة… وتوتر كبير في الشارع المسيحي

 تعهّدات قبرصيّة للضغط أوروبياً في ملف النازحين السوريين… والعبرة في التنفيذ!

السيّد نصرالله يُحذر من الفتنة الداخليّة: لا خطوط حمراء مع «إسرائيل» – ابراهيم ناصرالدين

 

تظهرت الهشاشة الداخلية بأقبح صورها خلال الساعات القليلة الماضية، عقب اختطاف وقتل منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان، وما تلاها من مظاهر تحريضية اعادت البلاد سنوات الى الوراء. وفيما اتهم السيد  نصرالله «القوات» و«الكتائب» بالتحريض على الحرب الاهلية، واصفا التهديدات التي تعرض لها عدد من المواطنين في قرى جبيل بانها خطرة جدا، جزمت مصادر امنية ان ما حصل مرتبط بعصابة خطف، تقوم بالابتزاز والمطالبة بفدية، ولا خلفية سياسية للحادث، فيما تكثفت الاتصالات الامنية والسياسية على ارفع المستويات لمنع حصول استغلال سياسي للجريمة في الشارع المحتقن عقب ساعات من التحريض، حيث بدأت ردات فعل غاضبة في جبيل، على الرغم من اعلان القوى الامنية ان العصابة اقدمت على قتل سليمان اثناء محاولة سرقته.

 

في هذا الوقت، الترقب سيد الموقف في المنطقة وعلى الجبهة الجنوبية، بانتظار الرد الايراني الحتمي على الاعتداء «الاسرائيلي» على  مبنى القنصلية في دمشق، فيما الانظار مشدودة ايضا الى «كواليس» الاتصالات المكوكية التي يقودها الاميركيون في القاهرة، لانجاز التهدئة في غزة، في ظل كلام عن تفاؤل حذر يلف عملية التفاوض التي تتزامن مع ازمة سياسية حادة داخل كيان العدو، على خلفية الاخفاق الميداني بعد الانسحاب المذل من خان يونس، وتهديد وزراء اليمين بتطيير الحكومة في حال رضخ نتانياهو للضغوط الاميركية ووافق على «الصفقة».

 

وفيما رمى البيت الابيض «الكرة» في ملعب حركة ح، وقال انها استلمت مقترحا جديدا للهدنة والتبادل والجميع بانتظار ردها، تحدث مسؤولون اميركيون في الادارة الاميركية عن تغيير جوهري في نهج الرئيس جو بايدن تجاه الدعم غير المشروط لـ «اسرائيل» في حربها على غزة، مع الاقرار بانه بطيء، لكن المهم بالنسبة اليهم انه يتحرك.

مقتل سليمان

 

واعلنت قيادة الجيش ان المخابرات تمكنت من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا، وتنسق قيادة الجيش مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.

ميقاتي يدعو للهدوء

 

ودان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الجريمة، وشدد على استمرار التحقيقات  لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة، وقال: في هذه الظروف العصيبة ، ندعو الجميع الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات.

 

«القوات» تصر على التسييس!

 

من جهتها، اصرت مصادر في «القوات اللبنانية» على ان قتل باسكال سليمان جريمة سياسية موصوفة وسنتابع المسألة، ولن نسكت عن هذه الجريمة التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد باي فدية، وليست مسألة خاصة انما مسألة سياسية بامتياز.

 التحقيقات بالجريمة

 

وكانت الاجهزة الامنية وفي طليعتها استخبارات الجيش قد نجحت بعد ساعات من اختطافه، في الحصول على خيوط وتفاصيل كثيرة متصلة بالقضية لجهة مصيره والجهة الخاطفة، وتم التعرف الى المكان الذي اختطف اليه والسيارات المستعملة. وبالاستناد الى افادات من اوقفتهم مخابرات الجيش، تبين ان العملية مرتبطة بالخطف مقابل الفدية، وان العصابة متمرسة في هذا الامر، وبات كل عناصرها مكشوفين للقوى الامنية. وكان سليمان قد خطف بعد تقديمه واجب العزاء في احدى الكنائس في المنطقة، حيث اقدم مسلحون يستقلون سيارتين على تطويقه واخذه بالقوة، وقد ساعدت كاميرات المراقبة في المنطقة وعلى الطريق الساحلي في تحديد وجهة الخاطفين، كما عملت مخابرات الجيش على تفريغ محتويات هاتفه النقال الذي وجد في مكان قريب.

توقيف سوريين

 

وأعلنت قيادة الجيش في بيانات منفصلة توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف، بلغ عددهم 4، ويجري التحقيق معهم لكشف ملابسات العملية. ووفقا للمعلومات، عثرت مخابرات الجيش في طرابلس على السيارة التي استخدمها خاطفو سليمان.  وكشفت التحقيقات الاولية ان اللوحة التي استخدمت على السيارة أجنبية، بينما السيّارة مسروقة. وواصلت مخابرات الجيش البحث عن شخص سوري آخر متورّط في عمليّة الخطف.

 

ووفقا للمعلومات، سيزور قائد الجيش ووزير الداخلية بكركي اليوم لاطلاع البطريرك على تفاصيل ما حصل. في الاثناء، استمر اقفال اوتوستراد جبيل ، وشلت الحركة في المدينة، تلبية لدعوة الى الاضراب وجهتها «القوات»، وقد نشر حزب «القوات» ورئيسه سمير جعجع على منصة «اكس»، صورة لمنسّق الحزب في قضاء جبيل، مع التعليق الآتي «ما بتِقطع»!

نصرالله: ما حصل خطر جدا

 

وقبل الاعلان عن مقتل سليمان، علق السيد نصرالله على عملية الخطف قائلا: «ان محطة اعلامية خبيثة، و «القوات» و «الكتائب»، حرضوا واتهموا “الحزب” والممانعة بخطفه»، واضاف: «سمعنا كلاما بغيضا وطائفيا، وتم قطع الطرقات، والتهديد باستخدام السلاح». وشكر السيد نصرالله الاجهزة الامنية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية وقائد الجيش، وانتقد اللغة والسلوك الذي يقود به هؤلاء الشارع المسيحي، ليس بسبب الاحقاد فقط ، بل بسبب ارتباط هؤلاء بمشاريع خارجية ايضا. وخلص الى القول «ما حصل درس للبنانيين والمسيحيين خصوصا، وهو فضيحة لـ «القوات اللبنانية» و «الكتائب» وكل من وقف وراء خطابهم، فهم اصحاب فتن ويبحثون عن الحرب الاهلية، ونحن «الثنائي» من يحافظ على السلم الاهلي. وردا على قيام هؤلاء بتهديد بعض سكان تلك المنطقة، قال نصرالله انه امر خطر جدا جدا.

اقرار «اسرائيلي» بالهزيمة

 

في غضون ذلك، وضمن قراءتهم للقرار «الإسرائيلي» المفاجئ بالانسحاب من خان يونس وجنوب قطاع غزة، تزامناً مع عملية نوعية للمقاومة، ومع مرور نصف عام على الحرب، اعتبر عددٌ من المراقبين «الإسرائيليين» هذا القرار تعبيرا جديدا عن الفشل الذريع الذي تتحمّله الحكومة، مشدّدين على ضرورة إخراج صفقة تبادل لحيز التنفيذ فوراً. وتساءل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، في مقال بعنوان: «إلى أين نسير من هنا» عن المرحلة المقبلة، مشدداً أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة اليوم بعد هذه الانسحاب: تصعيد إضافي مع “الحزب” وايران ، تقدم مفاجئ نحو صفقة، أو عملية عسكرية جديدة في القطاع والاتجاه الأساس نحو رفح.

«اسرائيل» نحو الهاوية

 

من جهته، اكد من يصفه «الاسرائيليون» بـ «جنرال الغضب» اسحاق بريك، ان نتنياهو وغالانت وهليفي خسروا السيطرة بصورة مطلقة على الوضع، وأن «الإسرائيليين» يصمتون رغم أنهم ركابٌ على متن تايتانيك «إسرائيلية» تقودها قيادة فاسدة.

 

ووجه الجنرال المتقاعد انتقادات حادة لحكومة الاحتلال ورئيسها، واتهمها بدفع «إسرائيل» نحو الهاوية، وقال إنه بسبب موقف الجمهور «الإسرائيلي» هذا، فهو لا يعمل على تغيير مسار السفينة التي يسيطر على قيادتها أشخاص من المستوى السياسي والعسكري أضاعوا دربهم، واختلطت عليهم الأمور، ولا يمكن الوثوق في رجاحة رأيهم وقراراتهم، وَهُم يقودون «الإسرائيليين» نحو الارتطام بجبل الجليد.

الضربة الايرانية والحرب الاقليمية؟

 

وحذر بريك مما اسماه طريقا لا رجوع عنها، وقال «الضربة القوية التي يمكن أن توجهها إلينا إيران رداً على قرار زعامتنا، التي فقدت عقلها وقررت مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق وتعريض وجود الدولة للخطر، كلها أمور تزيد من المخاوف من نشوب حرب إقليمية عاجلاً أم آجلاً لسنا مستعدين لها مطلقاً». وطبقاً لتقديرات بريك، فإنه عن طريق الفرصة التي أُعطيت للإيرانيين بسبب حماقة زعامة «إسرائيل « يجب الفهم أنه بعد هجوم كهذا، ستتغير القواعد في الشرق الأوسط كثيراً بصورة ليست في مصلحة «إسرائيل».

الاستعداد للاسوأ «كهربائيا»؟

 

ووسط تصاعد المخاوف من انقطاع الكهرباء اذا اندلعت الحرب مع “الحزب”، أوصى رئيس إدارة شركة الكهرباء في كيان الاحتلال الإسرائيلي «نوغا» اللواء احتياط سامي تورجمان، المستوطنين بوضع منظومة طاقة شمسية على السطح لاستخدامها ليس في الروتين فقط، لكن في الطوارئ أيضاً. وقدّم تورجمان، في مقابلة مع «القناة 14 الإسرائيلية»، سيناريو توسّع الحرب مع لبنان يتضمّن حالات انقطاع التيار الكهربائي لساعات في معظم المستوطنات، مرجحاً أنّ يكون هناك استهداف محدّد يؤدي إلى أزمة في التغذية الكهربائية. وأشارت القناة إلى أنّ «نوغا» هي «إحدى المنشآت الأكثر حماية في «إسرائيل»، والتي يُفترض بها أن تعمل وتسمح باستمرار إمداد الكهرباء طوال أيام الحرب، وحتّى في السيناريو الأسوأ الذي يتحدّث عن سقوط  آلاف الصواريخ يومياً. وأضافت أنّ سقوط عشرات آلاف الصواريخ، ومنها الدقيقة، ستجلب دماراً في أنحاء «إسرائيل»، وهذا هو السيناريو الأكثر تفاقماً في المؤسّسة الأمنيّة «الإسرائيليّة» بشأن الحرب مع “الحزب”.

انهيار خلال ساعات!

 

من جهته، أقرّ مدير عام شركة «نوغا» شاؤول غولدشتاين في حديثه مع القناة نفسها، أنّ «إسرائيل» لا تستطيع الصمود في سيناريو العتمة لعدّة ساعات وسيحصل الانهيار، مضيفاً أن عليها الاستعداد للأسوأ «نحن لا نعلم ما الذيّ يخطّط له “الحزب”. بدوره، تحدّث نائب مدير عام تشغيل «نوغا» شمعون فيشر عن اللجوء إلى خطة إذا توقّف التزويد بالكهرباء وفيها يتم الدعم بمولّدات الكهرباء الّتي تعمل بالديزل في محاولة لتأمين مواصلة العمل في الشركة…

نصرالله: «اسرائيل» ارتكبت حماقة

 

وكان  السيد نصرالله، قد اكد «ان الحماقة التي ارتكبها «الاسرائيليون» بالهجوم على القنصلية الايرانية في دمشق عجلت اتصال الرئيس الاميركي جو بايدن بريس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو»، مشددا على «ان هذا الاتصال هو دليل ان الاميركي يستطيع ان يفرض على «اسرائيل» ما يشاء». وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب، لمناسبة استشهاد اللواء محمد رضا زاهدي ورفاقه في الغارة «الاسرائيلية» على القنصلية الايرانية في دمشق، في مجمع سيد الشهداء في الضاحيةالجنوبية، كشف «أن حضور الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان يعود تاريخه إلى العام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان»، موضحا انه «نتيجة إحساس الإمام الخميني بالمسؤولية في العام 1982، قرر إرسال قوات إلى لبنان وسوريا لمساندة اللبنانيين والسوريين في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي». وأشار الى ان «استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا يعني أن الاعتداء هو على إيران وليس فقط على سوريا»، معتبرا ان «الجديد أيضا هو مستوى الاغتيال حيث كان الشهيد زاهدي هو مسؤول المستشارين في سوريا».

الرد حتمي

 

وأوضح السيد نصرالله «ان التقديرات تشير إلى أنَّ العدو أخطأ التقدير في استهداف القنصليه، نسبةً لما أُعلن من موقف إيراني وما يُنتظر من رد فعلٍ إيراني». ولفت الى انه «عند توافر المعلومات، بات واضحا ان الاميركي سلم و «الاسرائيلي» والعالم كلّه سلّم بالردّ الإيراني على هذا الاستهداف، وهذا حق طبيعي لإيران ومن الطبيعي أن تقوم الجمهورية الإيرانية بهذا الرد».

لا خطوط حمراء

 

وحول إسقاط المقاومة الإسلامية في لبنان طائرة «هرمز 900»، قال السيد نصرالله «أسقطنا طائرة هرمز 900 وهي فخر الصناعة «الإسرائيلية»، وضُربت قيمتها العسكرية والتجارية ، ولا نريد إظهار الصاروخ الذي أصابها». وأضاف: «إن العدو اعتبر أن اسقاط الطائرة هو تجاوز للخطوط الحمر ونحن نقول له من قال إننا لا نتجاوز الخطوط الحمر»؟ مشددًا على «ان أهمية العملية هي أنَنا أسقطنا طائرة هرمز في الخطوط الأمامية، وهو يقرأ ما للمقاومة من قدرات في الدفاع الجوي.».

ملف النزوح الى اين؟

 

رئاسيا، ودون ان يقدم اي توضيحات، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الملف الرئاسي سيتحرّك بعد الأعياد. وقال بري في حديث للصحافيين بعد اللقاء مع الرئيس القبرصي، ان الاجتماع كان جيداً وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر. ووفقا لمصادر مطلعة، قدم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي احاطة مفصلة عن الاعباء التي يتحملها لبنان بفعل ازمة النزوح في لقاء ثنائي مع الرئيس القبرصي، ثم انضم عدد من القيادات الامنية والعسكرية، حيث تم عرض ارقام مقلقة حول النزوح، فالسوريون باتوا يمثلون 30 في المئة من سكان لبنان، والولادات 50 في المئة من الولادات على الاراضي اللبنانية.

تعهدات قبرصية

 

وقد تعهد الرئيس القبرصي باثارة الملف مع دول اوروبية تتعامل بسلبية مع عودتهم الى بلادهم ، حيث سيسوق لاعادتهم الى مناطق آمنة داخل الاراضي السورية. وهو سيحمل ملفا متكاملا الى مؤتمر النازحين في نهاية نيسان. كما وعد بتأمين حزمة مساعدات للحكومة اللبنانية والجيش لمكافحة التهريب. وطالب رئيس الحكومة بالحصول الى داتا كاملة بالنزوح من المنظمة الدولية، وعلى تعهدات بان من ستعيدهم قبرص الى لبنان سيرحلون على سوريا دون اي اعتراضات اوروبية! وتم التوافق على ان تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع “اطار عملي” مع لبنان، على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية، واعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم.

 

لكن مصادر حكومية اكدت ان العبرة تبقى في التنفيذ! وعقد قائد الجيش العماد جوزاف عون اجتماعا مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، جرى خلاله البحث في التعاون الامني بين البلدين.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

«حركة ح »: إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار في غزة

 

صرح مسؤول في حركة ح، الإثنين، بأنه لم يتم إحراز تقدم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة، والتي تشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل. لافتا الى ان الرد الاسرائيلي الذي تسلمته حركة ح لا يشمل وقفا دائما لاطلاق النار ولا انسحابا من غزة ولا عودة آمنة للنازحين، وإذا تمت فستكون عبر معابر تحت سيطرة الاحتلال.

 

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية في وقت سابق  عن مصدر مصري رفيع، قوله إنه تم إحراز تقدم في المحادثات بعد التوصل إلى اتفاق بين الوفود المشاركة حول القضايا قيد المناقشة.

 

في الإطار ذاته، تحدثت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، عن “تضارب” بشأن مصير المفاوضات غير المباشرة مع حركة ح للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، معلنة عودة فريق التفاوض من العاصمة المصرية القاهرة.

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية خاصة، بينها القناتان “12” و”13″ وموقع “واينت” الإخباري، بعودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة على خلفية تقارير متضاربة حول التقدم في المفاوضات.

 

وقالت هيئة البث: “في إسرائيل، رفضوا (المسؤولون) التعليق رسميا على التقارير التي تتحدث عن تقدم في المفاوضات”.

 

ونقلت عن مصدر إسرائيلي لم تسمه: “سيكون من الممكن فقط، خلال الساعات والأيام المقبلة، معرفة ما إذا كان هناك تقدم، ولو بسيط”.

 

ولفتت الهيئة إلى أن رئيس جهاز المخابرات الخارجي (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، التقيا الأحد مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ورئيس وزراء قطر، بعد اجتماع وفد حركة ح مع الوساطة المصرية والقطرية.

 

كما نقلت عن مصدر ديبلوماسي آخر قوله إن “جميع الأطراف تبدي مرونة أكبر مما كانت عليه في الماضي، والضغط الأميركي مهم للتوصل إلى اتفاق”.

 

بدوره، نقل موقع “واينت” العبري عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إنه “من المتوقع أن تقدم حركة ح تنازلات كبيرة، والولايات المتحدة تضغط بقوة للتوصل إلى حل”.

 

وتابع أن “الولايات المتحدة ليست مستعدة لأقل من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتوجد ضغوط أميركية هائلة على قطر ومصر لممارسة الضغط والتهديد على حركة ح”.

 

وفي موازاة ذلك، اعلن زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لبيد ان حزبه “هناك مستقبل” مستعد لتوفير “شبكة أمان كاملة” لأي اتفاق محتمل بين اسرائيل وحركة ح بشأن تبادل الاسرى. يذكر أن لحزبه 24 مقعدا في الكنيست الاسرائيلي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram