تمهيداً للوصول إلى "الحل الوسط" بِرفح... خلافات "واضحة" بين إسرائيل وأميركا!

تمهيداً للوصول إلى

Whats up

Telegram

بينما لا تزال الخيارات البديلة عن اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معضلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يبقى الانقسام سيد الموقف تمهيداً للوصول إلى "الحل الوسط".

فقد صرحت 3 مصادر على دراية مباشرة بالاجتماع الذي أبرم بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لمناقشة الخيارات البديلة عن اجتياح رفح، بأن الخلافات بدت واضحة بين الطرفين، وفقا لموقع "Axios".

وشددوا على أن العملية في المدينة، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني، باتت واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الحرب في غزة.

كما تابعوا أن الاجتماع الافتراضي الذي استمر ساعتين ونصف في وقت سابق من هذا الأسبوع، عُقد بعد أن ألغاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، بسبب قرار الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.

ولفتوا إلى أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن قادا الجانب الأميركي في المحادثات.

في حين حضر من إسرائيل مقربون من رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.

كما شارك في اللقاء العديد من مسؤولي الدفاع والسياسة والاستخبارات من كلا الجانبين.

وأوضح مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع، أنه كان عمليا وبناء، فعلى الرغم من خلافاتهما، أجرى الجانبان مناقشة جادة بهدف التوصل إلى تفاهم وليس مجرد حديث عن الملف.

ولفتوا إلى أن جزءا كبيرا من اللقاء ركّز على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني في جنوب مدينة غزة، حيث كررت إدارة بايدن قلقها من أن يؤدي الإخلاء السريع وغير المنظم إلى "كارثة إنسانية".

فرد الجانب الإسرائيلي بتقديم أفكار عامة لديه بشأن إجلاء المدنيين، معتبراً أن التنفيذ قد يستغرق أربعة أسابيع على الأقل وربما أطول، وذلك اعتمادا على الوضع على الأرض.

ليرى الجانب الأميركي أن هذا تقدير غير واقعي، مبلغاً الإسرائيليين بأنهم يقللون من صعوبة المهمة.

أما عن نقطة الاحتكاك، فأوضحت المصادر أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظرائهم أن الأزمة الإنسانية في غزة التي تدهورت خلال الأشهر الخمسة الماضية، لا تخلق ثقة في قدرة إسرائيل على إجراء إجلاء فعال ومنظم للمدنيين من رفح.

وقال أحد ممثلي الولايات المتحدة في الاجتماع، إن عملية الإخلاء المخطط لها والمدروسة بشكل مناسب قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر.

فيما رفض الإسرائيليون هذا الادعاء.

إلى أن أضاف المصدر نفسه قائلاً: "من الواضح للجميع أنه سيتعين علينا إيجاد حل وسط هنا".

فحذّر سوليفان الإسرائيليين في الاجتماع من أن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد تصدر في الأسابيع القليلة المقبلة إعلانا عن المجاعة في غزة، مشدداً فيما إذا حدث ذلك فسيكون هذا هو الإعلان الثالث فقط من نوعه في القرن الحادي والعشرين، ومؤكداً على أن ذلك سيكون سيئا لإسرائيل والولايات المتحدة معاً.

ليرد الإسرائيليين بأنهم لا يتفقون مع أن غزة على حافة المجاعة، زاعمين أن جيش الدفاع الإسرائيلي لديه أفضل المعلومات حول الوضع في غزة، وقالوا إن التقديرات الأخرى تستند إلى "معلومات كاذبة".

فأبلغ الجانب الأميركي الإسرائيليين أنهم الوحيدون في العالم الذين يزعمون أن غزة ليست على حافة المجاعة، مشددا على أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالوضع شمال غزة، ونبّه إسرائيل بأن إنكار المشكلة ليس موقفا جيدا.

كذلك قدّمت الولايات المتحدة أفكارها الأولية لنهج بديل لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح، تشمل عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حماس في المدينة، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية، مشددة في الرسالة الرئيسية التي قدّمتها على أنه بينما تحتاج حماس إلى الهزيمة في رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل أبطأ وبكثافة أقل مما فعل في مدينة غزة وخان يونس.

بنهاية الاجتماع، توصل الطرفان إلى اتفاق على شراكة بالهدف المتمثل في "رؤية حماس مهزومة في رفح".

وجاء في البيان أن "الجانب الأميركي أعرب عن قلقه إزاء مختلف مسارات العمل في رفح، فوافقه الجانب الإسرائيلي متعهداً بأخذ هذه المخاوف في الاعتبار.

أما تالياً، فاتفق الطرفان على عقد اجتماعات افتراضية منفصلة لأربعة مجموعات عمل من الخبراء في الأيام العشرة المقبلة ستركز على جوانب مختلفة لعملية رفح المحتملة، بينها الاستخبارات والخطط العملياتية وحلول المساعدات الإنسانية وكيفية تأمين الحدود بين مصر وغزة.

وقالت المصادر إنه بعد اجتماع مجموعات العمل هذه، سيتم عقد اجتماع آخر رفيع المستوى شخصيا في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، شكل قضية رفح التي تعج بالمدنيين النازحين من شمال ووسط القطاع المحاصر، نقطة خلاف وتوتر بين واشنطن وتل أبيب.

ففيما حثت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على التخلي عن فكرة الاجتياح الواسع، توعد الأخير بالمضي قدماً.

ويعتقد العديد من المراقبين أن الولايات المتحدة لا تعارض فكرة العملية العسكرية في رفح، وقد أبدت تفهمها أكثر من مرة لضرورة أن تحقق إسرائيل هدفها بالقضاء على ما تبقى من خلايا لحماس في تلك المدينة، وإنما لديها تحفظ على طريقة تنفيذها فقط.

كما تسعى واشنطن إلى منع قتل المزيد من المدنيين خلال القتال أو تنفيذ أي غزو لرفح، لاسيما أن الموضوع الفلسطيني بات يؤثر سلباً على ناخبي الرئيس الأميركي جو بايدن الساعي لولاية ثانية في البيت الأبيض خصوصا بين الأوساط الشبابية بالحزب الديمقراطي والناخبين العرب أيضا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram