افتتاحية صحيفة الاخبار
رسائل حزب الله النارية: تدمير المستوطنات أو التزام القواعد
في إطار «بينغ بونغ» الرسائل النارية التي يتبادلها حزب الله مع العدو الإسرائيلي، سُجّل أمس تطور لافت تمثّل بقصف حزب الله المستعمرات الإسرائيلية بصواريخ ثقيلة من طراز «بركان» وغيره، بعدما حصر استخدام هذه الصواريخ في المرحلة السابقة باستهداف المواقع العسكرية لجيش العدو. أتى ذلك ردّاً على التصعيد الإسرائيلي الأخير، ومفاده التلويح بتطوير الأدوات القتالية وإدخال أدوات جديدة في المعركة، من ضمن مروحة واسعة من الخيارات في جعبة المقاومة، من بينها أيضاً رسائل الأهداف النوعية والعمق الجغرافي، على أن تؤسس طبيعة الرد الإسرائيلي لوقائع المرحلة الجديدة المقبلة، بين مواصلة سياسة التصعيد في وجه التصعيد أو العودة إلى الوضعية التي كانت سائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.يأتي ذلك في رسائل أميركية تشير الى عدم الرغبة بالتصعيد، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، عقب زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أخيراً الى الولايات المتحدة لطلب تسريع شحنات السلاح الى إسرائيل وتوسيعها، بأن الإدارة الأميركية «معنيّة بشدّة باستعادة الهدوء على الجبهة بين لبنان واسرائيل»، فيما كان لافتاً إعلان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز كيو أمس أن إسرائيل «لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها».
ميدانياً، استخدم حزب الله أمس، للمرة الأولى، صواريخ ثقيلة في استهداف المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ورداً على اعتداءات العدو على مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طيرحرفا والطواقم الطبية فيها، أعلن الحزب قصف مستعمرتَي «غورن» و»شلومي» بصواريخ «بركان» عقب قصف المستعمرتين نفسيهما بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. كذلك استهدف الحزب مقر قيادة كتيبة «ليمان» المستحدث بالقذائف المدفعية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله الأربعاء على كريات شمونة تضمّنت صواريخ ثقيلة أيضاً.
وكتبت الصحيفة نفسها أنه بعد نصف عام على الحرب، «لا تزال المنطقة الأمنية التي تم إخلاء سكانها في الجليل كما هي، ما يعني أن أحداً في إسرائيل ليس لديه حل جذري لهذه المشكلة». ولفتت إلى أن «الأضرار التي لحقت بالمستوطنين في الشمال هائلة، ولم يتم الكشف عن حجمها بعد»، مصنّفة هذه الأضرار بـ«أربع طبقات، الأولى، الأذى الجسدي للناس. الثانية، الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والمباني والمصانع. الثالثة، الأضرار المباشرة وغير المباشرة للزراعة. والرابعة، الضرر الذي لحق بالناس الذين تم إجلاؤهم من منازلهم وتضرروا بكل الطرق الممكنة، في العمل والدراسة والصحة النفسية وتفكك المجتمعات الحضرية والريفية».
استخدمت المقاومة للمرة الأولى صواريخ ثقيلة في قصف المستعمرات الحدودية
ونقلت عن العقيد في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كوبي ماروم «باعتباري أحد سكان الشمال، أشعر بأن الحكومة الإسرائيلية فقدت الشمال حرفياً، لقد كنا في حرب استنزاف لمدة ستة أشهر، ولن تؤدي إلى أي نتيجة»، معتبراً «أننا في خطأ استراتيجي واضح، الجيش الإسرائيلي لم ينجح في صدّ حزب الله وخلق شروط عودة السكان».
وفي تحرك يأتي في إطار رفد مستوطني الشمال بجرعات معنوية، أجرى جيش الاحتلال أمس، مناورة مفاجئة للحرب الشاملة في الشمال، تحت إشراف رئيس الأركان. وشمل التمرين قيادة المنطقة الشمالية بأكملها وجميع الفروع العسكرية ذات الصلة، وهي سلاح الجو، شعبة الاستخبارات واللوجستيات. وحاكى التمرين المفاجئ جميع السيناريوهات والخطط العملياتية لحرب شاملة في لبنان، بما في ذلك السيناريو الذي يبدأ فيه حزب الله هجوماً، والسيناريو الذي تبدأ فيه إسرائيل الهجوم، بحسب إعلام العدو.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء
محكمة العدل الدوليّة تصدر قراراً جديداً بإلزام الاحتلال بوقف التجويع والإبادة/ رئيس الأركان الأميركي: لم نسلّم «إسرائيل» كل طلباتها لعدم القدرة أو عدم الاستعداد/ عمان: آلاف المتظاهرين يطوّقون السفارة الإسرائيلية طلباً لإقفالها وإلغاء الاتفاقيات
للمرة الثانية أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً إجرائياً إلزامياً لكيان الاحتلال، في سياق متابعتها للدعوى المقاومة من جنوب أفريقيا ضد الكيان بتهمة جرائم الإبادة، والقرار الجديد يؤكد على مضمون القرار السابق بالامتناع عن كل ما يتصل بجريمة الإبادة، مضيفاً اعتبار أن خطر مجاعة وشيكة تحدث بسكان قطاع غزة، يفرض على الكيان توفير كل حاجات المدنيين من غذاء وماء ودواء وكهرباء ووقود وسواها من مستلزمات العيش الضرورية.
يأتي القرار بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي تضمّن عملياً إدانة لكيان الاحتلال عبر مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار. وبالرغم من عدم وجود آلية تنفيذية لإلزام كيان الاحتلال بالتقيد بالقرارين، تنظر مصادر قانونية ودبلوماسية للقرارين بصفتهما تعبيراً عن مزيد من العزلة تصيب الكيان، وعن عجز واشنطن عن تقديم المزيد من الحماية. وتوقعت المصادر أن تطرح الجزائر على مجلس الأمن إصدار قرار يؤكد على قرار المحكمة ويدعو لتنفيذه.
في واشنطن، أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال تشارلز براون، «إننا لم نسلم «إسرائيل» كل ما طلبته من الأسلحة لعدم قدرتنا أو لعدم الاستعداد لذلك الآن». وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن وقع الكلام الأميركي مقلق على المسؤولين الإسرائيليين وسط مخاوف إسرائيلية بشأن حاجات الجيش العسكرية، مع حظر عدد من الدول تصدير الأسلحة لها، خصوصاً كندا، واحتمال انضمام فرنسا وبريطانيا إليها، بينما تزداد المخاوف من أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن، التي تشكو من نقص فعلي في بعض الذخائر والأسلحة، قد بدأت تتعامل مع الطلبات الاسرائيلية بخلفية مخاطبة الشارع الأميركي الغاضب من الدعم المفتوح لـ»إسرائيل».
في المنطقة تصدّرت أخبار عمان ومظاهراتها الليلية المشهد، مع حصار يضربه آلاف المتظاهرين حول السفارة الإسرائيلية وهم يهتفون بالدعوة لإقفالها، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة بين الأردن وكيان الاحتلال، بما في ذلك اتفاقية وادي عربة والاتفاقات الاقتصادية الخاصة بالمياه والكهرباء والغاز.
بقيت المواجهات على حالها جنوباً ومعها تهديدات إسرائيلية بشنّ حرب على لبنان. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح»، وأفادت هيئة البثّ الإسرائيلية، بأنّ «الجيش الإسرائيلي أجرى أمس مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة في الشمال مع لبنان». واستهدف جيش العدو الإسرائيلي أطراف بلدات الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة، مجدل زون، طير حرفا ووادي حامول بعدد من القـذائف المدفـعية. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق بلدة الخيام. وفي إطار الردّ على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبيّة والمنازل المدنية خصوصاً مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبيّة فيها، قصف حزب الله «مستعمرتي «غورن» و»شلومي» بالأسلحة الصاروخية والمدفعية». واستهدف ايضاً «مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث بالقذائف المدفعية».
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران ريزا قال في بيان، إن «الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة». وتابع «قواعد الحرب واضحة: تجب حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية. وتجب حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية». وختم ريزا مؤكداً «الرعاية الصحية ليست هدفاً. المدنيّون ليسوا هدفاً».
وأعلنت «اليونيفيل» أنه من الضروري أن يتوقف التصعيد فوراً، ونحن نحثّ كافة الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي ودبلوماسي مستدام. وستظل «اليونيفيل» على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف.
ليس بعيداً، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن. وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبّارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن ١٨ شخصاً بين مسعفين ومدنيين. وبحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش ترافقه السفيرة ليزا جونز الوضع في الجنوب، والحرب في غزة. وشدّد الوزير على ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة. وتم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. وبعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا قال بوحبيب «سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ لكونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود».
وعشية كلمة مرتقبة مساء اليوم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن «الإسرائيليّ يتّجه لخيار التصعيد العسكري كبديل عن الحرب المفتوحة، وهذا ما تدل عليه مؤشرات الأيام الماضية، والتصعيد بحسب الممارسة الإسرائيلية يعني الاستهداف في العمق، كما حصل في البقاع الغربي وبعلبك أو بضرب مراكز صحيّة وخدميّة مدنيّة، كما حصل في العديسة والهبارية». وأضاف: «إن أمعن العدو في خيار التصعيد فعليه أن يحسب حساباته جيداً لأن خسائره سترتفع ومشكلة الشمال لديه ستزداد تفاقماً. وبالمحصلة سيزداد مأزقه تعقيداً لأن المعادلة واضحة وبسيطة. فالمقاومة ستواجه التصعيد بالتصعيد وردودها ستصبح أقسى كماً ونوعاً وعمقاً وأهدافاً».
على خط آخر، بعد فرار الموقوف داني الرشيد من أحد سجون أمن الدولة في محلّة ساعة العبد وتواريه عن الأنظار، قامت المديريّة العامّة لأمن الدولة وبمتابعة مباشرة من قيادتها، بحملة تقصٍّ ومتابعة، تمكّنت خلالها من تحديد مكان تخفّي الرشيد داخل الأراضي السوريّة، وبعد تنسيق مشترك بين المديريّة والجهات السوريّة الأمنيّة المعنيّة، نفّذت قوّة من أمن الدولة عمليّة أمنيّة مشتركة داخل الأراضي السوريّة أفضت إلى توقيفه، وسُلّم إلى المديريّة العامّة للأمن العامّ اللبنانيّ للقيام بالإجراءات القانونيّة المطلوبة، على أن يُحال مجدّداً على المديريّة العامّة لأمن الدولة صباح اليوم الجمعة، لإجراء المقتضى القانونيّ بحقّه تحت إشراف القضاء المختصّ.
بينما أكدت مصادر أخرى، أن الرشيد اصبح في عهدة الامن العام وسيتم التحقيق معه بإشراف القاضي فادي عقيقي قبل تسليمه الى أمن الدولة. وأفادت مصادر قضائية بأن عدد العناصر في أمن الدولة الذين يخضعون للتحقيق أمام القضاء العسكري سيرتفع الى ثلاثة.
وكان المحامي العام العسكري القاضي رولان شرتوني باشر تحقيقاته منذ ليل أمس، في قضية فرار داني الرشيد واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى. ولا تزال التحقيقات مستمرة.
وعُلم أن المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار طلب فتح تحقيق في مديرية أمن الدولة لضبط المتورّطين في تسهيل عملية هروب الرشيد.
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
فضيحة الأجهزة المخترقة تخترق التهويل بحرب!
كان صعباً للغاية تجاهل تصعيد إسرائيل لتهديداتها بعملية برية في لبنان، التي بلغت حدود ضرب مهل زمنية بعد عملية رفح، واثارة أي موضوع داخلي اخر لولا ان فضيحة أمنية على خلفية اختراقات سياسية حتمية كاملة المواصفات للأجهزة ارتسمت معالمها فجر امس مع “اكتشاف” فرار الموقوف “الشهير” داني الرشيد في ملف الاعتداء والضرب على المهندس الزراعي عبد الله حنا في #البقاع، من مكان توقيفه لدى امن الدولة مع كل ما اثاره هذا التطور من استغراب ودهشة ومعالم تواطؤ. اخذ الموضوع مداه بين الأمن والقضاء الى ان طرأ الفصل الثاني مساء مع إعادة توقيف داني الرشيد في ظروف “هوليوودية” وملتبسة جديدة. ولكن اتضح ان توقيفه وفق مصدر في امن الدولة جرى على يد دورية من جهاز المديرية بالتنسيق مع المخابرات السورية، اذ دخلت الدورية الأراضي السورية المحاذية لنقطة المصنع والقت القبض على الرشيد الذي لجأ إلى احد المنازل وجرى تسليمه للأمن العام عند نقطة المصنع لاجراء المعاملات القانونية وتسليمه مجددا امن الدولة.
هكذا شكلت هذه الفضيحة “الاختراق” الوحيد لمناخ مثير لمزيد من القلق حيال التصعيد المنهجي الميداني والإعلامي والسياسي الذي اتجهت اليه إسرائيل بشكل لافت في اليومين الأخيرين في ما يؤشر الى ان تركيزها على الجبهة اللبنانية بات جزءا لا يتجزأ عن الاستراتيجية التي تتبعها منذ تفجر الخلاف النادر بينها وبين الإدارة الأميركية بمواكبة صدور قرار مجلس الامن الأخير القاضي بوقف نار فوري في غزة. وفي حين تصاعدت حرب التهويل بغزو إسرائيلي جديد للبنان عقب المجازر التي ارتكبها الطيران الحربي الإسرائيلي اول من امس، كانت علامة فارقة ان يصدر موقف عن البيت الأبيض في واشنطن يؤكد فيه ان “استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولوية بالنسبة لواشنطن”.
وبينما شيع الذين سقطوا في الغارة على #الناقورة مساء اول من امس، بقيت المواجهات على حالها جنوباً ومعها تهديدات اسرائيلية بشن حرب على لبنان. في السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول قوله إن “الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح”، وذلك غداة اعلان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين أن “القوات الإسرائيلية جاهزة لـ”التصرّف” على الحدود اللبنانية”.
في المقابل أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام #مجلس الأمن. وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 18 شخصا بين مسعفين ومدنيين.
واما مؤشرات القلق الدولي من التصعيد، فكان ابرزها اصدار قيادة “#اليونيفيل” بيانا تلفت فيه الى “إن اليونيفيل تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي، حيث تسبب هذا التصعيد في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش” . واضافت “من الضروري أن يتوقف هذا التصعيد فوراً، ونحن نحثّ جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي وديبلوماسي مستدام. وتظل اليونيفيل على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف”.
وبدوره قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران ريزا في بيان، تعقيباً على الأحداث الأخيرة التي وقعت في #جنوب لبنان: “لقد أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ 36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة في الأرواح والإصابات في جنوب لبنان. وقُتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين”. اضاف: “أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية”، مشيرا الى ان “الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة . قواعد الحرب واضحة: يجب حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية. ويجب حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية”.
مع ذلك تواصل التصعيد الميداني امس حيث استهدف الجيش الاسرائيلي قبل الظهر اطراف بلدات الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة، مجدل زون ،طير حرفا ووادي حامول بعدد من القـذائف المدفـعية. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق بلدة الخيام. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا قضينا على خليتين تابعتين للح.زب في جنوب لبنان”.
في المقابل، أعلن “الح.زب” عن تكثيف سلسلة عملياته واعلن انه في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية والمنازل المدنية خصوصا مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها، “قصفت المقاومة الإسلامية صباح الخميس مستعمرتي “غورن” و”شلومي” بالأسلحة الصاروخية والمدفعية”. كما اعلن استهدافه مقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث بالقذائف المدفعية وموقع السماقة وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا. كذلك، أعلن قصف مستوطنتي غورن وشلومي بالأسلحة الصاروخية ومن ثم استهداف محيط موقع جل العلام.
#جعجع: لا لـ”صورة عالحيط”
في المشهد السياسي ومع جمود يبدو مرشحا لان يطول مع بدء إجازة الأعياد، كانت لرئيس ح.زب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مواقف جديدة امس في لقائه مع مجلس نقابة محرري الصحافة اذ اعتبر ان “الحوار في مفهوم فريق الممانعة ينطلق أولًا وآخراً من أن يكون الوزير السابق سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية أو فلتبق الجمهورية بلا رئيس”. وقال “يريدون حوارا غير دستوري في ما خص رئاسة الجمهورية، ولا يحاورون أحدا عندما يأخذون لبنان إلى حرب لا يريدها معظم الشعب اللبناني.” وأضاف: “بالنسبة للحوار حول رئاسة الجمهورية أنا أول من تواصل مع معظم الكتل النيابية ومع كتلة الرئيس نبيه بري، وتوصلنا إلى قواسم مشتركة لحوار جدّي، لكنهم أقفلوا الأبواب كلها وأصرّوا على مرشحهم أو الشغور. الحوار الذي يدعونا إليه رئيس مجلس النواب هو بالسؤال: ماذا تريدون للسير بسليمان فرنجية؟ وقال: “إذا فاز مرشح “الح.زب” في الإنتخابات الرئاسية فهو لن يستطيع أن يحسّن الوضع الإقتصادي وأقول ذلك صراحةً وعلنًا. وليعلم الجميع أن محور الممانعة هو من يعطّل الإنتخابات الرئاسية ربما لأنه لا يريدها. مع العلم أن مشكلة الرئاسة ليست بين المسيحيين كما يحلو للبعض أن يقول، وأكبر دليل على ذلك أننا تقاطعنا مع التيار الوطني على ترشيح #جهاد أزعور. نحن لسنا بوارد السير برئيس “صورة عالحيط” فحسب، بل نريد رئيساً للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى”.
وعن الفيديرالية وعمّا إذا كانت القوات اللبنانيّة مع هذا الطرح، قال جعجع “الح.زب يطبق الفيديرالية. فلنطبقها في كل لبنان أو فلنلتزم الدستور. أمور الناس “مش ماشية” فلنتحاور لتسيير أمورهم، والتركيبة اللبنانية تحتاج إلى إعادة نظر لتستقيم الأمور، ولكن قبل البحث عن التركيبة علينا إجراء إنتخابات رئاسية”.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
رئيسة وزراء إيطاليا من الجنوب: السلام يُبنى بالردع وليس بالكلام
إسرائيل تستهدف “الح.زب” في دمشق… وواشنطن: هدوء الجنوب أهمُّ أولوية
لم تهدأ أمس المواجهات على الحدود الجنوبية، لكنها تراجعت مقارنة بليل الأربعاء حيث جعلت الغارات والقصف الصاروخي الوضع على شفير الحرب المفتوحة. وبدا التأرجح في مستوى التصعيد صدى لسياسة إسرائيلية كشف عنها أمس الإعلام العبري، الذي أفصح عن «أنّ تل ابيب ما زالت تضع الأولوية لحرب غزة، فاذا ما تم التوصل الى صفقة أسرى، يتجه البحث عندئذ الى الاقتراح الأميركي حول الشمال (الحدود مع لبنان)، وهو اقتراح جيد مع ضمانات دولية لتطبيق القرار 1701. فاذا لم ينفّذ القرار ننقل الوحدات العسكرية الى الحدود الشمالية، وندخل حتى الليطاني لتنفيذ القرار بالقوة». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول عسكري قوله: «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح».
وفي التطورات الميدانية أمس أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ووسائل إعلام، أنّ انفجارات دوّت في ريف دمشق الجنوبي جراء غارات إسرائيلية، وبالتحديد في قرية البحدلية. وحسب «المرصد»، فإنّ المنطقة المستهدفة في ريف دمشق يستخدمها «الح.زب». وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»: «شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق. وأسفر العدوان عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية».
وتعدّ منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران ولـ»الح.زب» والح.رس الثوري الإيراني، ولها مقار فيها، وفق «المرصد».
وفي المقابل، أعلنت «المقاومة الإسلامية» الجناح العسكري لـ»الح.زب»، أنها «قصفت مستعمرتي «غورن» و»شلومي» بصواريخ البركان والكاتيوشا» في شمال إسرائيل.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في شكل مفاجئ إنه تم الانتهاء أمس من مناورة لتحسين استعداد الجيش الإسرائيلي للقتال في الساحة الشمالية».
ومن تداعيات التصعيد على الحدود الجنوبية أول من أمس، إعلان المتحدث باسم البيت الأبيض أنّ عودة الهدوء يجب أن تكون «أهم أولوية» لكل من إسرائيل ولبنان. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: «استعادة الهدوء على طول هذه الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضاً الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».
من ناحيتها، قالت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني: «إنّ السلام لا يبنى بالكلام، بل بالردع»، وذلك خلال زيارتها القوة الإيطالية في «اليونيفيل» في الجنوب لشكر جنودها على خدمتهم قبل عيد الفصح. وخاطبتهم قائلة: «السلام لا يبنى بالمشاعر والكلمات الطيبة، فالسلام هو، قبل كل شيء، الردع والالتزام والتضحية». وأوضحت أنّ «هذه أيام صعبة للشرق الأوسط وأوروبا والعالم».
بدورها قالت «اليونيفيل» في بيان أصدرته أمس إنها «تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر «الخط الأزرق» في الوقت الحالي»، مشدّدة على ضرورة «أن يتوقف هذا التصعيد فوراً». وحضّت «جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل على حل سياسي وديبلوماسي مستدام».
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الأمم المتحدة قلقة من هجمات إسرائيلية «غير مقبولة» على المرافق الصحية اللبنانية
«الح.زب»: سنقابل التصعيد بالتصعيد… و«الخارجية» تتقدم بشكوى لمجلس الأمن
أعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن قلقها جرّاء الهجمات المتكررة و«غير المقبولة» على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، وذلك غداة مقتل 10 مسعفين في غارات إسرائيلية، فيما أفادت وزارة الخارجية اللبنانية بأن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى لمجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، على وقع ارتفاع منسوب التوتر، وتهديد «الح.زب» بـ«مقابلة التصعيد بالتصعيد».
وسجّل لبنان فجر ومساء الأربعاء، مقتل 16 شخصاً في لبنان، بينهم 11 مدنياً، ومن ضمنهم 10 مسعفين، وذلك في ضربات إسرائيلية استهدفت مقرات وسيارات لفرق إسعاف في الهبارية وطير حرفا والناقورة في جنوب لبنان، وذلك في أعنف موجة تصعيد إسرائيلي بالقصف ضد أهداف بالعمق اللبناني.
وتحركت الأمم المتحدة على وقع هذا التصعيد، حيث قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، في بيان: «أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة»، مضيفاً: «قُتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد؛ من بينهم 10 مسعفين». وتابع: «أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية». وأشار ريزا إلى أن «الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة».
وذكّر المسؤول الأممي بأن قواعد الحرب تشمل «حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الصحية». وشدّد على ضرورة «حماية البنية التحتية المدنية بما في ذلك المرافق الصحية».
ومساء الأربعاء، نعى «الح.زب» أربعة من مقاتليه واثنين من مسعفي «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة له، فيما نعت «حركة أمل» اثنين من عناصرها بينهم مسعف في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية» المرتبطة بها، قضوا في ضربات على بلدتَي الناقورة وطير حرفا، وذلك بعد نعي 7 مسعفين من بلدة الهبارية في ضربة استهدفت المركز.
شكوى مجلس الأمن
وأفادت وزارة الخارجية اللبنانية، الخميس، بأن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك. وذكرت الوزارة على منصة «إكس» أن الشكوى تتناول الهجمات الإسرائيلية على قرى بالجنوب اللبناني راح ضحيتها أكثر من 18 شخصاً بين مدنيين ومسعفين خلال أيام. وردّ «الح.زب»، الخميس، بالقصف الصاروخي تجاه إسرائيل، حيث أعلن عن قصف مدينتَي غورن وشلومي الإسرائيليتين بـ«الأسلحة الصاروخية والمدفعية»، رداً على «اعتداءات العدو الإسرائيلي المدنية خصوصاً مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها»، كما جاء في بيانه.
وزير الخارجية الإيطالي في زيارة لمقر الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن «يونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان (إ.ب.أ)
وحمل تبادل القصف في هذا الأسبوع، مؤشرات على تصعيد كبير، جاء بعد تهدئة استمرت لنحو 12 يوماً. وقالت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل): «نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل».
ويتوعد «الح.زب» بالرد على الهجمات الإسرائيلية. وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الح.زب علي دعموش، إن «المقاومة لن تتاخر في الرد السريع والقاطع على كل اعتداء إسرائيلي. وقرار المقاومة مقابلة التصعيد بالتصعيد، والتوسعة بالتوسعة، ومعاقبة العدو على كل اعتداء يستهدف بلدنا وأهلنا». ورأى أن «المقاومة تؤكد من خلال ردودها المباشرة والسريعة أن معادلة التصعيد بالتصعيد لا رجوع عنها، وأن أي توسعة في العدوان على لبنان ستقابَل بتوسعة في الرد».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
واشنطن لحلول ديبلوماسية… وإيطاليا مستعدة لدعم لبنان
بَدا مِن تصاعد المواجهات على الجبهة الجنوبية بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي انّ مَنسوب احتمالات توسّع هذه المواجهات الى حرب واسعة يرتفع يوما بعد يوم، بدليل ما يجري من استعدادات عسكرية، خصوصا على الجانب الاسرائيلي، ما دفعَ البيت الابيض الى الاعلان امس أنّ «استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولوية بالنسبة لواشنطن». فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، امس، نقلاً عن مسؤول اسرائيلي قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح». علماً انّ قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين كان قد أعلن أمس الأول أن «القوات الإسرائيلية جاهزة لـ»التصرّف» على الحدود اللبنانية».
حضرَ الى وزارة الخارجية أمس نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية إيثان غولدريتش ترافقه السفيرة ليزا جونسن، حيث التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وذلك في اطار جولة له على المسؤولين اللبنانيين لاستقصاء المواقف من مجمل التطورات في لبنان والمنطقة.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان الديبلوماسي الاميركي اراد من جَولته على القيادات اللبنانية وفي المنطقة استقصاء المواقف الاخيرة من التطورات وتفاصيل ما يجري لتحديد ما يمكن القيام به بالنسبة الى الوضع الناشئ في الجنوب اللبناني في ضوء الحرب التي يخوضها «الح.زب» دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، متسائلاً عمّا أنتجته هذه الحرب «سوى أنها أدخلت لبنان في اتون حرب ولم تقدم ولم تؤخر بالنسبة الى ما يجري في غزة».
ولفتت المصادر الى ان غولدريتش كان واضحا عند شرحه للثوابت التي حكمت موقف الادارة الاميركية من الأحداث منذ بدايتها، «ذلك انها رغبت في حصر ما يجري في لبنان بأسرع وقت ممكن، والتوصل الى الافراج عن الرهائن والاسرى في غزة سريعاً بعد ان تم الافراج عن مزدوجي الجنسية في المرحلة الاولى، ولكنها ترفض الزج بلبنان في الحرب».
وقال الديبوماسي الاميركي ان بلاده «رفضت وما زالت ترفض ما يجري في المنطقة وخصوصا خارج الحرب التي قامت بها «حركة ح» في قطاع غزة وغلافها». لافتاً الى معارضة بلاده «أي حرب تقوم بها اسرائيل خارج اراضيها». وقال «ان الادارة الاميركية التي لَجمت الى اليوم امكان توسّعها لم تتمكن بعد من تطويقها وانهائها». معتبراً انّ «للبنان مصلحة في التوصل الى تفاهم يُنهي الحرب ويعيد الاستقرار الى الجنوب ليعود عشرات الآلاف من النازحين اللبنانيين الى قراهم ووقف العمليات العسكرية».
ولفت الديبلوماسي الاميركي الى «انّ اي تفلّت عسكري وامني يمكن معرفة بداياته ولكن من يستطيع تقدير الى اي مدى يمكن ان تتطور الامور السلبية. ذلك ان الوقت لم يعد يتّسِع لمزيد من التمسك بالخيارات العسكرية وان الاعلان عن النية والرغبة بالتوجه الى حلول ديبلوماسية يفرض القيام بخطوات لم يقم بها أحد حتى اليوم، وهذا الامر مطلوب قبل ان تتطور المواقف وتفلت الأمور». وختم قائلاً: «لا بد من تحمّل المسؤولية بما يؤدي الى وقف التوتر قبل ان تنفجر المنطقة، ذلك ان اي انفجار لن يكون في مصلحة احد وخصوصا القاطنين على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل»، محذّراً من مخاطر «الفلتان القائم».
من جهته، لفتَ بوحبيب الى ثوابت لبنان من الوضع في الجنوب، والحرب في غزة، وشدد على ضرورة دعم المبادرات الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة. وتم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
ميلوني تغادر
وبعيداً من الإعلام ومن دون اي تغطية، تفقّدت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني التي تزور لبنان مقر الكتيبة الايطالية العاملة في إطار القوات الدولية المعززة في الجنوب «اليونيفيل»، والتقت قادتها وضباطها وعسكرييها في مقر القيادة قبل ان تعود الى بيروت وتغادرها عائدة الى روما مباشرة. وهي كانت قد التقت إثر وصولها مساء امس الاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (الذي غادر امس الى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة)، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وعلمت «الجمهورية» انّ زيارة ميلوني اكتسبت أهمية متعددة الوجوه سياسياً واقتصادياً، خصوصاً انّ ايطاليا هي ضمن مجموعة الدول المانحة للبنان، وهي شريكة فاعلة في «الكونسورتيوم» النفطي والغازي عبر شركة «ايني» الايطالية الى جانب شركتي «توتال» و«قطر للطاقة»، علماً انّ «ايني» هي اكبر شريك لقبرص ومصر في المجال الغازي في البحر المتوسط. كما انّ ايطاليا رَعت مؤتمرين لدعم لبنان وجيشه وتستعد لرعاية ثالث من هذا النوع.
واكدت مصادر اطّلعت على أجواء محادثات ميلوني في بيروت لـ«الجمهورية» انها أبلغت الى رئيس الحكومة انّ بلادها مستعدة لتأدية دور ملحوظ على مستوى مساعدة لبنان على تَخطّي الازمة السياسية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي تعيشها منذ العام 2019، خصوصاً في حال توقّف حرب غزة وهدوء الوضع فيي الجنوب، وصيرورة المنطقة الى حلول لأزماتها المتعددة الوجوده والجبهات. ولذلك شددت ميلوني على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جمهورية جديد وتكوين سلطة جديدة يَطلّ بها لبنان على العالم. كذلك شدّدت ميلوني على تمسّك بلادها بالاستمرار في المشاركة ضمن قوات «اليونيفيل» لضمان الامن والسلام في جنوب لبنان.
شكوى لبنانية
في غضون ذلك أودَعت وزارة الخارجية بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة نَص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن. وتتناول المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما منها الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 18 شخصا بين مسعفين ومدنيين.
وقال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بعد لقائه أمس مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، «سنستمر في الدفع نحو التطبيق الكامل للقرار 1701 كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود».
الامم المتحدة
الى ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها جرّاء الهجمات المتكررة و«غير المقبولة» على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، وذلك غداة مقتل 10 مسعفين في غارات إسرائيلية.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا في بيان: «أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة»، مضيفًا: «قُتل ما لا يقل عن 11 مدنيًا في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين». وقال: «أشعر بقلق بالغ في شأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية». وأشار ريزا إلى أنّ «الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة».
على الجبهة الجنوبية
وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت المواجهات والتراشق الصاروخي والمدفعي المتبادل، فاستهدف الجيش الاسرائيلي قبل الظهر اطراف بلدات الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة، مجدل زون، طير حرفا ووادي حامول بعدد من القذائف المدفعية. فيما سجّل انفجار صاروخ اعتراضي فوق بلدة الخيام.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن دوي صفارات الإنذار في شلومي وفي الجليل الغربيّ. فيما قصفت المقاومة بالصواريخ ثكنة حانيتا الإسرائيليّة ومحيطها، في الجليل الغربيّ.
وحتى صباح امس حلّق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور، وأطلق الجيش الاسرائيلي القنابل الضوئية فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل مترافقة مع عدد من قذائف المدفعية الثقيلة التي طاوَلت اطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب.
وكانت قرى القطاعين الغربي والاوسط ليلاً ساخناً حيث أدّت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بلدتي الناقورة وطيرحرفا مساء إلى مقتل 9 أشخاص نَعاهم حركة «أمل» و«الح.زب» في بيان، وهم: علي عباس يزبك، علي محسن عقيل، كامل فيصل شحادة، حسن حسين حسن، حسين أحمد جهير، علي أحمد مهدي، حسين علي زهور، إسماعيل علي مطلق وعصام هاشم جهير. ونعت «المقاومة الإسلامية» امس اثنين، هما: إسماعيل علي مطلق من بلدة يارين وحسين علي زهور من بلدة يحمر الشقيف.
وأعلنت «المقاومة الاسلامية»، في بيانات متتالية، انها «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل المدنية خصوصا مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها»، قصفت لمرتين مستعمرتي «غورن» و«شلومي» بالأسلحة الصاروخية والمدفعية ولا سيما منها صواريخ «البركان» والكاتيوشا.
كذلك استهدفت «تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية» ومقر قيادة كتيبة ليمان المستحدث، وموقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
الموقف الاسرائيلي
في المقابل اعلن الجيش الإسرائيلي «اننا قضَينا على خليتين تابعتين لـ«الح.زب» في جنوب لبنان».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، امس، نقلاً عن مسؤول قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح».
وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، أعلن أمس الأول أنّ «القوات الإسرائيلية جاهزة لـ«التصرّف» على الحدود اللبنانية».
وأفادت «سكاي نيوز»، امس، أنّ «الجيش الإسرائيليّ أجرى اليوم (أمس) تدريبًا مفاجئًا على مستوى قيادة الأركان، لفحص مدى الجهوزية لحرب مفاجئة على الجبهة الشمالية مع «الح.زب». وأكدت «القناة 12 الإسرائيلية» أنّ «التمرين العسكري تمحور حول السيناريوهات المختلفة وخطط الجيش لحرب شاملة مع لبنان»، موضحة أنّ «التمرين كان مفاجئًا وبأمر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وشارك فيه سلاح الجو ووحدة الاستخبارات». فيما أعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي أمس أنّ «الجيش أقرّ برنامج تدريب هذا العام ويركّز على رفع جاهزية سلاح الجو لحرب على جبهة الشمال».
اليونيفيل
وأعلنت «اليونيفيل»، في بيان، أنها «تشعر بقلقٍ بالغ، إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي»، مشيرة إلى أن «هذا التصعيد تسبّب في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش». وأكدت «ضرورة أن يتوقف هذا التصعيد فوراً»، وقالت: «نحن نحضّ كل الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل على حل سياسي وديبلوماسي مستدام». وأشارت إلى أنها على «استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف».
خيار التصعيد
واشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض الى «انّ التصعيد الذي يمارسه العدو الإسرائيلي وخصوصاً منذ أيام على جبهة الجنوب (…) إنما هو تعبير عن المأزق الذي يراوح فيه الإسرائيليون على المستويين السياسي والعسكري في غزة كما في جبهة الجنوب».
وقال خلال حفل تأبيني في جبشيت ان «العدو الإسرائيلي عاجز عن خوض الحرب المفتوحة التي هَدد بها لأسباب كثيرة في طليعتها عدم جاهزية جيشه المُنهك لخوض حرب مفتوحة الأفق والمدى مع المقاومة في لبنان، وهذا باعتراف الخبراء الإسرائيليين أنفسهم».
واعتبر أنّ «الإسرائيلي يتجه لخيار التصعيد العسكري كبديل عن الحرب المفتوحة وهذا ما تدلّ عليه مؤشرات الأيام الماضية، والتصعيد بحسب الممارسة الإسرائيلية يعني الإستهداف في العمق كما حصل في البقاع الغربي وبعلبك أو في ضرب مراكز صحية وخدماتية مدنية كما حصل في العديسة والهبارية».
******************
افتتاحية صحيفة اللواء
جبهة الجنوب على حافة الحرب المتوسِّعة.. و«اليونيفيل» لإجتماع ثلاثي لإحتواء الإنهيار
تشدُّد رئاسي بين «العيدين» والتباعد سيد الموقف.. وكلمة نصر الله اليوم مراجعة لحرب الـ6 أشهر
خلافاً لما كان يُرسم في الدوائر الأميركية والغربية من أن قرار مجلس الأمن الدولي، الهادف الى وقف اطلاق النار في غزة، وفتح المجال امام المساعدات الانسانية، ومواصلة جهود المفاوضات لإطلاق الاسرى والمحتجزين، فإن الوضع المتفجر في القطاع أخذ في التزايد، مما يعني أن جولات العنف والقتل والإبادة، لم تشفِ غليل مجرم الحرب في إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومجلس حربه، الذي ألغى جلسة له امس، كانت ستتطرق إلى ملف الرهائن، ليعود ويترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر في القدس.
وسط ذلك، ومع اطلالة، للأمين العام للح.زب السيد نصر الله اليوم، لمناسبة يوم القدس، اتجهت الأنظار في الـ48 ساعة الماضية، الى تطورات الوضع الجنوبي الحدودي، في ضوء خروج جيش الاحتلال عن «قواعد الاشتباك» والانصراف الى قصف السيارات والمقاهي والمنازل التي يتواجد فيها المدنيون، ليسقطوا شهداء من اجل توتير الاوضاع، وجرّ البلاد الى حرب متوسِّعة.
وتوقعت مصادر ذات صلة ان تشكل الكلمة اليوم تحولاً مفصلياً في رسم مسارات المواجهة القادمة في ضوء مراجعة لحرب الاشهر الستة، من غزة الى سائر جهات الإسناد، ومن بينها لبنان.
وفي السياق، ذكرت القناة 12 العبرية ان الجيش الاسرائيلي اجرى مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة في الشمال مع لبنان.
ونقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤولين اسرائيليين ان لا مفر من عملية في الشمال (جنوبي الليطاني) بعد رفح لإعادة «سكان الشمال الى بيوتهم».
ونقل عن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال اوري غوردين ان «القوات الاسرائيلية» جاهزة لـ «التصرّف» على الحدود اللبنانية».
ودعت اليونيفيل الى ان يتوقف التصعيد فوراً عند الخط الأزرق، والذي ادى الى مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش.. داعية الاطراف الى إلقاء السلاح، والبدء بعمل لحل سياسي ودبلوماسي مستدام»، والاستعداد لدعم العملية، بعقد اجتماع ثلاثي بناءً على طلب الاطراف.
ولاحظ شهود عيان، انه بالتزامن مع توجه لواء «غولاني» في الجيش الاسرائيلي الى الحدود الشمالية مع لبنان، انتشرت صورة تظهر ادخال مدخل كريات شمونة بسواتر اسمنتية ضخمة عالية.
رسمياً، غادر الرئيس نجيب ميقاتي بيروت امس متوجهاً إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، أما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب فقد بحث مع نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي إيثان غولدريتش ترافقه السفيرة ليزا جونز الوضع في الجنوب، والحرب في غزة، وشدد الوزير على ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة. وتم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. وبعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا قال بو حبيب: «سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود».
وأودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن. وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن ١٨ شخصا بين مسعفين ومدنيين.
المشهد الرئاسي الغائب
في المشهد الرئاسي، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن اعادة تعويم مبادرة تكتل الاعتدال الوطني حول الملف الرئاسي مطروحة في الفترة المقبلة لاسيما أنها لم تنته، وإشارت إلى إمكانية تكاملها بطريقة مضمونة أكثر مع حراك اللجنة الخماسية بعد عيد الفطر، لافتة إلى أن كلام المعارضة بشأن المرشح الثالث ليس قادرا وحده على إجراء أي تبديل في المشهد الرئاسي الذي تحكمه عوامل عدة أولها وليس آخرها موضوع الحوار الذي لن يتخلى عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريق الممانعة، نافية استئناف تسويق اسم مرشح جديد من قبله، معتبرة أن مقاطعة المردة لاجتماع بكركي والوثيقة التي قد تصدر عنه تدفع إلى التشدد في دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى.
جعجع على تصعيده
ولليوم الثاني على التوالي يبعث رئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بمواقف تصاعدية، وتصادمية، فقال امس لنقابة المحررين لسنا بوارد السير برئيس «صورة ع الحيطان» ونريد رئيساً للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى..
ورأى ان «التركيبة اللبنانية تحتاج الى اعادة نظر لتستقيم الأمور، ولكن قبل البحث عن التركيبة علينا إجراء انتخابات رئاسية».
واشار الى ان الاوضاع متفجرة، ومتدحرجة، ولا احد يعلم الى اين ستصل، والوضع خطير جداً.
واشار الى انه بالنسبة للحوار حول رئاسة الجمهورية، اننا اول من تواصل مع معظم الكتل النيابية، ومع كتلة الرئيس نبيه بري، وتوصلنا الى قواسم مشتركة لحوار جدي، لكنهم أقفلوا الابواب كلها واصروا على مرشحهم او الشغور. الرئيس بري بدأ مع فرنجية وتوقف عنده. مضيفاً: الحوار الذي يدعونا اليه رئيس المجلس هو السؤال: ماذا تريدون للسير بسليمان فرنجية، معتبرا ان محور الممانعة هو من يعطل الانتخابات.
الوضع الميداني
وعلى الأرض، استمرت الغارات الاسرائيلية والاعتداءات، كذلك تصويبات وصليات المقاومة على المستوطنات القريبة والبعيد. فقد تعرضت مستوطنة شلومي لهجوم صاروخي عند الإفطار من نوع «بركان»، وصولاً الى صفد مع مسيَّرات للمقاومة.
وودعت بلدة الناقورة وحركة «امل» والح.زب الأربعة الذين استهدفتهم طائرة معادية في مقهى، وهم: علي احمد مهدي، علي عباس يزبك، حسن احمد جهير، وعصام هاشم جهير.
********************
افتتاحية صحيفة الديار
الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة… واشنطن تتدخل للجم التدهور
زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات – ابراهيم ناصرالدين
لم تمض ساعات قليلة على «الصدمة والترويع» في «كريات شمونة» بعد رد المقاومة العنيف على مجزرة بلدة الهبارية، حتى عاشت مستوطنتا غورون وشلومي في «كابوس» بعدما رفع الح.زب نسق عملياته العسكرية كما ونوعا ردا على مجزرتي الناقورة وطير حرفا، واستخدم للمرة الاولى منذ بدء المواجهات قبل 6 اشهر صواريخ «بركان» الشديدة الانفجار في هجمات وصفها المستوطنون بانها مروعة وغير مسبوقة. وفيما تتارجح التوقعات بين بقاء الامور في اطار تصعيد مضبوط، واحتمال توسع العمليات العسكرية الاسرائيلية، اعربت الامم المتحدة عن قلقها، فيما استنفرت واشنطن دبلوماسيا لكبح الانزلاق نحو الاسوأ، واعلن البيت الابيض ان استعادة الهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولوية بالنسبة للادارة الاميركية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي ان «استعادة الهدوء على طول هذه الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة، «ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضا الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».
لماذا استخدام «البركان»؟
وعشية اطلالة جديدة للامين العام للح.زب السيد نصرالله اليوم لمناسبة «ليلة القدر»، وفيما نفت مصادر مقربة من الح.زب «للديار» وجود اي تعهد من قبل رئيس وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا في زيارته الى الامارات بانشاء منطقة منزوعة السلاح جنوبا، وصفت مصادر مطلعة على التطورات جنوبا، استخدام الح.زب لصواريخ «بركان» في استهداف المستوطنات، بعدما كان يقتصر سابقا على استخدامها ضد المواقع العسكرية، بانه «رسالة» بالنار الى القيادة السياسة والعسكرية الاسرائيلية لعقلنتها ومنعها من ارتكاب خطوات «مجنونة»، فالتصعيد سيقابل بتصعيد مماثل ولا مجال للتراجع عن معادلة حماية المدنيين اللبنانيين، واي محاولة لفرض نسق جديد من العمليات العسكرية على الارض تعويضا عن العجز في الدخول في حرب شاملة، لن يمر دون رد متناسب وهو سيرتقي تدريجيا مقابل اي تصعيد دون وجود اي خطوط «حمراء»، وما يقوم به الح.زب هو احتواء التصعيد الاسرائيلي ومنعه من التحول الى قاعدة اشتباك جديدة تحاول «اسرائيل» فرضها.
هل يغامر نتانياهو؟
في هذه الاثناء، تشير اوساط دبلوماسية الى ان موقف واشنطن جاء على خلفية القلق من وجود نيات اسرائيلية مبيتة للتصعيد، بعد تقارير ميدانية اثبتت ان الجيش الاسرائيلي عمد على نحو واضح الى استفزاز الح.زب بعد ان تعمد استهداف القطاع الصحي والمدنيين في الجنوب. وثمة قناعة في واشنطن ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين تنانياهو قد يغامر في الشمال، فهو لم بتوان عن ارسال «رسالة» تحد جديدة من خلال رفع نسق العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية بعد موقفها في مجلس الامن، ورفضها لعملية عسكرية واسعة في رفح، ولهذا تحركت على خط الاتصالات بالمعنيين لمحاولة تخفيض حدة التوتر، في ظل مخاوف من احتمال ان تدفع هذه الجبهة ثمن «الكباش» بين نتانياهو وبايدن.
ضغط اميركي
وفي هذا السياق، سمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب خلال لقائه نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي إيثان غولدريتش و السفيرة ليزا جونز، عن وجود قلق اميركي من التصعيد الحالي في الجنوب، وبعد ان شدد بوحبيب على ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة، المح غولدريتش الى وجود ضغط من بلاده على «اسرائيل» كيلا تذهب بعيدا في التصعيد، لكنه لم يكن حاسما لجهة التاكيد على عدم انزلاق الامور نحو الاسوأ، مشددا على ضرورة خفض التصعيد من الجانب الآخر ايضا كيلا تخرج الامور عن السيطرة. وفي وقت لاحق، التقى بوحبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، واعلن بعد اللقاء ان لبنان سيستمر في الدفع نحو التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود.
شكوى رسمية
أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الأمن. وتتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها «إسرائيل» ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد على ١٨ شهيدا بين مسعفين ومدنيين، اعربت «اليونيفيل» ايضا عن قلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي، وقالت في بيان» تسبب هذا التصعيد في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش، من الضروري أن يتوقف هذا التصعيد فوراً، ونحن نحثّ كافة الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي دبلوماسي مستدام، وتظل اليونيفيل على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف.
تهديدات ومناورات اسرائيلية
وغداة اعلان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين أمس أن «القوات الإسرائيلية جاهزة لـ «التصرّف» على الحدود اللبنانية، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي قوله إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح. وافادت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ «الجيش الإسرائيلي أجرى اليوم مناورة مفاجئة لاختبار الاستعدادات لحرب شاملة في الشمال مع لبنان. بدورها، أكّدت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ التمرين العسكري تمحور حول السيناريوهات المختلفة وخطط الجيش لحرب شاملة مع لبنان»، موضحة أنّ التمرين كان مفاجئًا وبأمر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وشارك فيه سلاح الجو ووحدة الاستخبارات.
الرد سيكون قاسيا
ورد الح.زب عبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض، الذي اكد ان الح.زب سيواجه التصعيد الإسرائيلي بردود أقسى، وخلال حفل تأبيني في بلدة جبشيت قال ان التصعيد الذي يمارسه العدو الإسرائيلي منذ أيام على جبهة الجنوب، هو تعبير عن المأزق الذي يراوح فيه الإسرائيليون على المستويين السياسي والعسكري في غزة كما في جبهة الشمال، وحذر فياض من أنه إن أمعن العدو في خيار التصعيد، فعليه أن يحسب حساباته جيدا؛ لأن خسائره سترتفع ومشكلة الشمال لديه ستزداد تفاقما، بالمحصلة سيزداد مأزقه تعقيدا، وقال «المعادلة واضحة وبسيطة، فالمقاومة ستواجه التصعيد بالتصعيد، وردودها ستصبح أقسى كمًّا ونوعًا وعمقًا وأهدافًا».
المواجهات الميدانية
ورد الح.زب امس باستهداف مقر قيادة لجيش الاحتلال في لومي، ومستوطنتي غورون وشلومي بصواريخ الكاتيوشا «والبركان». كما استهدفت المقاومة تجمعا لجنود الاحتلال في محيط موقع جل العلام واوقعت في صفوفهم اصابات مباشرة. في المقابل، استهدفت الاعتداءات أطراف بلدات الظهيرة، وزبقين، وعلما الشعب، والناقورة، ومجدل زون، وطير حرفا، ووادي حامول، بعدد من القذائف المدفعية.
اسرائيل في ورطة استراتيجية
وامام هذا التصعيد، رأت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، أنّ صلية القذائف الصاروخية غير العادية التي أُطلقت، صباح أمس الاول، على مستوطنة «كريات شمونة»، والخسائر التي تسببت بها، سلطت الضوء على «الواقع القاسي في الشمال» وأوصلته أخيراً إلى صدارة العناوين. واعتبر محلل الشؤون العسكرية، يوآف ليمور، انه بعد ستة أشهر من الحرب، تجد «اسرائيل» نفسها في ورطة استراتيجية لا يتبدّى لها حل واضح. وذكر الكاتب بعقيدة الأمن الإسرائيلية التي تنصّ على أنه «يجب نقل القتال بأسرع ما يمكن إلى أراضي العدو»، ملاحظاً أنه بعد 6 أشهر من الحرب، الحزام الأمني قائم في الجليل الذي تم إخلاؤه من سكانه، ولا أحد في «إسرائيل» لديه حل جوهري للمشكلة، واصفاً الاكتفاء بهجمات انتقامية لمحاولة تسجيل «انتصارات تكتيكية عملياتية» بـ «الفشل الاستراتيجي العميق».
حرب مضبوطة ولكن…؟
من جهتها، لاحظت صحيفة «هارتس» ان الحرارة على الجبهة الشمالية قد ارتفعت، لكنها رات انه بطريقة او باخرى تبقى تحت مستوى الحرب الشاملة. ولفتت الى ان «إسرائيل» و الح.زب لا يزالان يتجنبان المواجهة الشاملة حتى لو ما زال حصول هذا الامر ممكناً. ولفتت الى أن نقطة الانطلاق المحتملة من الأزمة معروفة. فقد أوضحت الإدارة الأميركية نيتها استئناف الجهود السياسية للتوصل إلى هدنة على الحدود بين «إسرائيل» ولبنان في اللحظة التي يعلن فيها عن وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وحركة ح في القطاع. ولكن الاتصالات حول وقف إطلاق النار وصفقة تبادل في غزة وصلت إلى طريق مسدود، والجمود يؤثر أيضاً في الساحة اللبنانية التي تعتبر ثانوية، لكنها قد تتحول بسهولة إلى الساحة الرئيسية، وقد تؤدي إلى نزيف بقوة أكبر.
لا حل لمعضلة «النزوح» في الشمال؟
وفي اطار وصفها لطبيعة المواجهة الدائرة حاليا، قالت «هآرتس» انه منذ بداية الحرب، فضل الح.زب تجنب إرسال رجاله في محاولة للتسلل عبر الحدود، والنتيجة أن معظم رجال فرقة «الرضوان»، قوة النخبة في الح.زب، انسحبوا من القطاع الحدودي. واقرت الصحيفة بان العمليات ضد منظومات المسيرات وصواريخ أرض – جو التابعة للح.زب تهدف الى تحسين قدرات سلاح الجو العملياتي إذا ما اندلعت حرب شاملة، ولكن جميع هذه العمليات لا توفر أي مخرج من الظروف غير المحتملة التي اضطر فيها سكان منطقة الحدود الى المغادرة…
لا عودة قبل 2025
وفي السياق نفسه، لفتت صحيفة «اسرائيل اليوم» الى وجود انعدام ثقة متزايد من المستوطنين بالحكومة، وكل من تقابله منهم سيسألك أولاً عن موعد عودته إلى المنزل، وإذا كان لديه أبناء، فسيسأل أين يسجلهم في العام الدراسي المقبل. وتوقعت الصحيفة أن يختار كثيرون منهم الاستمرار في مكان إقامتهم الحالي، ما يعني أنهم لن يعودوا إلى الشمال (إذا عادوا) قبل صيف العام 2025… وخلصت الصحيفة الى القول ان إعادة تأهيل المنطقة ستستغرق عقوداً.
ما هي الخسائر في المستوطنات؟
وقسّمت الصحيفة، الأضرار الهائلة في الشمال إلى أربع طبقات: الأولى هي الخسائر البشرية بين المستوطنين والجنود، والثانية هي الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والمباني والمصانع، والثالثة هي الأضرار المباشرة وغير المباشرة للزراعة، والرابعة تتعلق بالذين تم إجلاؤهم وتضرروا بكل طريقة ممكنة: في العمل، والدراسة، والصحة النفسية، وفي تفكك المجتمعات الحضرية والريفية.
لماذا استبعاد الحرب؟
وما يدعم الراي الراجح بعدم اقدام «اسرائيل» على مغامرة غير محسوبة على الجبهة اللبنانية، هو ما نقلته هيئة البث العبرية عن مصادر سياسيّة وأمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، عن وجو نقص جدي في الذخيرة لدى الجيش الاسرائيلي، حيث من الصعوبة ادارة حرب على جبهتين، خصوصا اذا كانت واشنطن ترفض جرها الى حرب اقليمية تكون بوابتها الحرب مع الح.زب.
«اسرائيل» تبحث عن بدائل
ولفت المصدر الاسرائيلي الى ان حكومة نتانياهو تحاول البحث عن طرقٍ التفافية بديلة للحصول على الأسلحة والذخيرة لسد النقص الحاصل في الذخائر الحيوية والضرورية لمواصلة القتال في ظلّ التوترات القائمة مع الولايات المتحدة على خلفية التهديدات باجتياح رفح. ولفت إلى أنّ ثمة قلقًا من أنّ التوتر مع الولايات المتحدة، بشأن اقتحام مدينة رفح والمشكلة الإنسانية في قطاع غزة، سيؤثر أيضًا في مدى استعداد الولايات المتحدة لمواصلة مساعدة «إسرائيل» بالوتيرة نفسها.
النقص في الذخائر
وكشفت هيئة البث الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان) أنّ هناك دولاً توقفت عن توفير الذخائر القتالية «لإسرائيل»، ضمن انتهاجها المقاطعة الهادئة، بينما أعلنت دول أخرى أنّها ملتزمة بقوانينها التي لا تسمح ببيع الأسلحة لدول في صراع. فيما تحتج دول اخرى بآلية المصادقة على بيع الاسلحة لتبرير التاخير. وبعد اعلان كندا حظر الاسلحة عن «اسرائيل»، ابدت إيطاليا عدم استعدادها لبيع أسلحة لسفن سلاح البحرية الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته تهدد فرنسا وألمانيا بمقاطعة ووقف توريد المعدات، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك أيضًا نقصًا عالميًا في الذخيرة بسبب سباق التسلح العالمي، وخلاله تقوم جميع دول العالم وخصوصا في اوروبا بتجهيز نفسها.
لا مخزونات في اوروبا
ونقلت الهيئة العبرية عن مصدر إسرائيليٍّ آخر قوله إنّه لا توجد مخزونات في أوروبا، والجهة الأساسية «لإسرائيل» في إمدادات الأسلحة هي الولايات المتحدة، حيث لا تزال هناك مساعدات، كل يوم هناك قطار جوي يصل، لكن الخشية الكبرى هي أنّ التوتر بسبب المشكلة الإنسانية واقتحام مدينة رفح قد يؤثرا في مدى الاستعداد الأميركي لدعم «إسرائيل» عسكريًا.
ازمة الصناعات العسكرية
وفي سياق متصل، تحدث الرئيس التنفيذيّ لشركة (إلبيت سيستمز) الإسرائيليّة للصناعات العسكرية، بتسلئيل ماتشليس، عن تضاؤل أرباح شركته وتباطؤ إنتاجها منذ اندلاع الحرب وأرجع الرئيس التنفيذي لإحدى أهم شركات التصنيع العسكريّ الإسرائيليّة تراجع الأرباح إلى إخلاء مصانعها في كريات شمونة شمالاً (نتيجة المعارك مع لبنان)، وسديروت جنوبًا (بسبب الحرب على غزة)، فضلاً عن تجنيد 2000 من موظفيها في الجيش الإسرائيليّ وإغلاق أنشطة شركة تابعة لها في الولايات المتحدة.
التضليل مستمر حول زيارة صفا!
في هذا الوقت، لا تزال زيارة مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الح.زب وفيق صفا الى الامارات محطة للتضليل من قبل بعض الاطراف المعروفة التوجهات، والنيات، كما تقول مصادر مقربة من الح.زب، اعادت التاكيد «للديار» ان الزيارة الى الامارات لم تخرج قط عن سياق البحث في ملف المعتقلين اللبنانيين، «ونقطة على السطر». ولفتت الى انه لم يكن على اجندة صفا، وكذلك الاماراتيين اي ملف آخر للبحث حوله سواء تعلق الامر برئاسة الجمهورية، او بملف جبهة المساندة في الجنوب.
لا تعهدات من الح.زب
وفي هذا السياق، لفتت تلك الاوساط الى ان ما تسرب من معلومات حول تعهدات قدمها الح.زب بالموافقة على اقامة منطقة عازلة ومنزوعة السلاح على الحدود مجرد اكاذيب واوهام من نسج الخيال. فهذا الموضوع لم يطرح من قريب اوبعيد، وهو اصلا لا يمت بصلة الى موقف المقاومة التي لم ولن تقبل فتح ملف «اليوم التالي» للحرب الا بعد وقف العدوان على قطاع غزة، وهي سبق ورفضت تقديم اي اجابات عن اسئلة المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين ورفضت تقديم اي تعهد، وهي لن تمنح العدو اي ضمانات مسبقة، واي حديث عن مندرجات القرار الـ 1701 وكيفية ترجمته على ارض الواقع من الجانبين بعد عودة الهدوء مسألة سابقة لاوانها ولن يبدأ «الكلام» الا بعد وقف العدوان والاعتداءات على غزة وعلى الاراضي اللبنانية.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تصعّد في رفح وتهدّد باجتياح لبنان
في اليوم الـ174 من الحرب الإسرائيلية على غزة، تواصل القصف الإسرائيلي لمناطق متعددة في شمال غزة ووسطها وجنوبها، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا لتبلغ 32 ألفاً و552 شهيداً و74 ألفاً و980 مصاباً، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة بالقطاع.
وأفيد باستشهاد وإصابة العشرات مع استمرار القصف الإسرائيلي على شمال وجنوب قطاع غزة، في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح في حال انهيار مفاوضات الأسرى.
واستهدف القصف إلاسرائيلي منزلًا في شارع البلتاجي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، خلّف 3 شهداء وإصابة 20 آخرين.
وأكد المراسلون وقوع إصابات جراء غارة إسرائيلية استهدفت محيط مسجد القسام في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
كما استشهد مواطن برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة حمد شمال خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وشن الاحتلال الإسرائيلي غارات استهدفت مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة ومناطق أخرى شمالي القطاع، كما استهدفت غارة أخرى بلدة المغراقة شمال النصيرات وسط القطاع.
وخلال ساعات الليل شنت قوات الاحتلال غارة جوية على مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
كما شن الاحتلال غارة جوية على مركز للأجهزة الكهربائية وسط مخيم جباليا، وهو ما أدى إلى اندلاع حريق في الموقع.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجراح خطيرة في اشتباك بجنوب قطاع غزة مساء الأربعاء.
يأتي هذا بينما تتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، والذي يحاصره الاحتلال منذ 11 يوماً، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 22 عسكرياً في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جانبها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها قصفت تجمعات لجنود الاحتلال في محيط مجمع الشفاء بقذائف الهاون “عيار 60 مليمتراً”.
ونشرت سرايا القدس مشاهد من الاشتباكات واستهداف الآلية العسكرية الإسرائيلية في محيط مجمع الشفاء.
وفي سياق متصل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية في رفح في حال انهيار مفاوضات الأسرى.
وأشارت القناة 12 إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في خطوات فعلية منها بدء عزل المدينة والاستعداد لإجلاء المدنيين.
وأضافت القناة أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيداً للعملية البرية في رفح.
وفي الأثناء، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت أخيراً من إسرائيل السماح بوصول ضباط أميركيين، لوضع خطط بشأن رفح مع ضباط الجيش الإسرائيلي.
وأضافت القناة أنه من المتوقع وصول الضباط الأميركيين قريباً، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن إرسال الولايات المتحدة ضباطاً لبحث العملية في رفح مؤشر على عدم الثقة.
وكانت دول عدة بما فيها الولايات المتحدة، قد طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح بدون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :