المسيحيون المشرقيون يخشون على المسيحية من مخطط شيطاني بسلخ القدس عن تاريخها وقلعها من جغرافيتها

المسيحيون المشرقيون يخشون على المسيحية من مخطط شيطاني بسلخ القدس عن تاريخها وقلعها من جغرافيتها

Whats up

Telegram


*نسيم بو سمرا

يخطئ من يظنن ان "اورشليم" هي تلك السماوية ولا علاقة لها بالقدس في فلسطين، وهي فكرة سوّق لها بعض المفكرين المسيحيين الذين لم يعاصروا السيد المسيح، بل جاءوا بعده، بما معناه انهم لم يفهموا بشارته، وهي الرسالة التي بشر بها آباء كنيسة أورشليم،"الكنيسة الاولى"، وحافظت عليها الكنيسة المشرقية، الى ان رفع مجمع القسطنطينية الأول عام 381م مكانة كنيسة روما فوق كل الكنائس، فضرب دور كنيسة الإسكندرية التي تميزت بتعدد مدارسها الفلسفية المسيحية، وأضعف ايضا على دور كنيسة أنطاكيَة التي يعود لها الفضل بانتشار المسيحية في الشرق.  
ليس صدفة ان تسمى "أورشليم" القدس، مدينة السلام، فهي مهد الديانات وملتقى الشعوب، تفاعلت فيها الحضارات لآلاف السنين، وعلى رأسها المسيحية والاسلام واليهودية، ومع العلم ان المسيحية وبعكس اليهودية لا ترتبط بمكان ولا حتى بزمان لتستمر، كما هي اليهودية، ولكن أهميتها تكمن بأنها تشكّل الحجر الأساس الفكري والعقائدي كما التاريخي لرسالة يسوع الناصري، ما يحتم التصدي لمحاولات اقتلاعها من وجدان مسيحيي الشرق كما الغرب، لأن اهتزاز أسس هذه الرسالة، التي بدأت ببشارة وانتهت بإنشاء هيكل فكري متين، غيّر تاريخ البشرية وما زال راسخا، منذ أكثر من الفي سنة، سيؤدي خدمة لا تقدر بثمن لأعداء السلام في العالم.

نحن المشرقيون وبخاصة المسيحيون اللبنانيون منهم، تواقين لزيارة القدس، والتي هي مقفلة اليوم من قبل الصهيونية، أمام الحجاج وممنوع عليهم زيارتها، وبخاصة أولئك الذين يعارضون الفكر الصهيوني، فضلا عن تعرض مسيحيي المدينة كما مسلميها لشتى أنواع المضايقات والقمع والتنكيل، والهدف الأول والوحيد تهويد القدس وتهديم مقدساتها، لتعيد قوى الشر بناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضها.

هي الشوارع نفسها التي سار فيها يسوع الناصري، منذ ألفي عام، في دخوله المهيب الى الهيكل، ملكا لليهود، في ما يعرف بيوم الشعانين، مقطوعة اليوم بالعوائق والحواجز العسكرية، تعرقل حركة المصلين المتوجهين الى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة؛
غير أن العالم لن يرتاح والحروب  بين شعوبه وأديانه لن تنته، إلا برفع يد إبليس القابضة على القدس، وجعلها مدينة مفتوحة لجميع الأديان، اليهودية والمسيحية والاسلامية والبهائية.

إذاً القدس هي حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتعود مدينة جامعة بين مختلف الحضارات، وهي حين ابتعدت عن رسالتها، دخل العالم بأتون من الصراعات والحروب التي لا تنتهي، وهي باتت بنقيض لتاريخها تشكل مصدر التوترات، بفعل محاولات الصهيونية العالمية، تبديل مهمتها الحضارية وتغيير دورها المحوري في الحوار والتلاقي، من خلال مخطط شيطاني يسعى الى سلخ القدس عن تاريخها وقلعها من جغرافيتها.

*باحث وصحافي

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram