عليه هدنة غزة، إن تمّ الوصل اليها، وللمنعطفات والمحطات والاستحقاقات التي قد تشهدها، الاّ انّ الصورة في الجانب اللبناني تبدو أقل غموضاً، حيث انّ جبهة الجنوب مرشحة لأن تُحاط بزخم ديبلوماسي اميركي لإعادة تحريك المحادثات التي بدأها هوكشتاين، لنزع فتيل التصعيد والتوتر وتثبيت الأمن والإستقرار على جانبي الحدود.
على انّ ما ينبغي لحظه في هذا السياق، هو أنّ جبهة الجنوب، تشهد في الايام الاخيرة تراجعاً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية، على نحو صارت فيه المواجهات، كناية عن مواجهة تقليدية تحت سقف مضبوط بقواعد الاشتباك التي ما زالت تحكم بقوة المواجهات بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الاول الماضي.
اللبنانية. بمعنى اوضح تطبيق القرار 1701 دون إلزام اسرائيل بعدم خرقه. فكيف يمكن لنا أن نقبل بذلك؟ّ. وعند هذه النقطة انتهت وساطة هوكشتاين، التي يًنتظر ان تتحرّك مجدداً اذا ما أُعلنت الهدنة في غزة».
ما قبل 7 تشرين
وفيما اكّد «حزب الله» في فترة سابقة انّه «لا يمكن القبول بطروحات اسرائيل التي ينقلها الموفدون، او بأن تُعطى ما لا تستطيع ان تأخذه بالسلم او بالحرب»، لا يعوّل مسؤول كبير على أي حل وفق المشاريع التي تُطرح، مرجحاً عدم حصول اي تغيير في منطقة الحدود، وقال لـ«الجمهورية»: «اعتقد أنّ أقصى ما يمكن بلوغه من هذه الحراكات العودة بالوضع الى ما كان سائداً عليه قبل 7 تشرين الاول».
الرئاسة: مراوحة طويلة
على الخط الرئاسي، يُنتظر ان تستكمل اللجنة الخماسية حراكها في وقت قريب، وعلمت «الجمهورية» انّ «الخماسية» طلبت عقد لقاءات مع جهات سياسية وعدد من الكتل النيابية، وتواصلت بشكل مباشر مع «حزب الله» حيث تقرّر أن يزور ثلاثة من سفراء اللجنة: الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، «كتلة الوفاء للمقاومة». ومن المرشح أن تشمل لقاءات سفراء اللجنة الخماسية رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ مهمّة «الخماسية» محفوفة بالمصاعب والتعقيدات ذاتها، سواءً ما يتصل بالحوار السياسي الذي تدعمه توصلاً الى التوافق على رئيس للجمهورية، والذي تبرز في طريقه عثرات ومطبات واعتراضات من مستويات سياسية ومراجع دينية، او ما يتصل بالتحفظات العلنية والضمنيّة، او بمعنى أدق «الفيتوات» على بعض المرشحين، التي ما زالت موجودة لدى بعض اطراف «الخماسية»، والتي تنطلق منها للتركيز على خيار رئاسي من خارج الاسماء التقليدية.
مبادرة بكركي
في هذه الأجواء، فعّلت بكركي دورها وحضورها على الخط الرئاسي، بالتوازي مع الدعوات المتكرّرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي الى النواب لتحمّل مسؤولياتهم والتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما يوجبه الدستور.
وضمن هذا المسار، بدأت جولة مشاورات واسعة، حيث اعلن المكتب الإعلامي لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم، أنّ البطريرك الراعي كلّف المطران بو نجم بإطلاق مسار تشاوريّ لمبادرة وطنيّة جامِعة إنقاذيّة، تؤكِّدُ على الثوابِت التّي يؤمِن بها اللُّبنانيُّون، على اختِلاف مكونِّاتِهم، مع تشخيص مكامِن الخَلَل واقتِراح خارِطَة طريق للمُعالَجات. وفي هذا السِّياق الوطنيَ الجامِع وحده، إنطَلَقَ التّشاور برعاية البطريرك مع القِوى السِّياسيَّة المسيحيَّة كمرحلة أولى، على أن يتوسَّع الحِوار بعدَها ليشمَل كُلّ القِيادات الرُّوحيَّة والمرجعيَّات السِّياسيَّة اللُّبنانيَّة والِقوى المجتمعيَّة الحيَّة كمرحلة ثانية».
واوضح «أنَّ المُبادَرة هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. وهي كانت قد بدأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخّصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان».
وأسف المكتب الاعلامي «لكُلِّ التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحيَّة المُبادرة ومضمونِها»، وأمل «من جميع الأفرِقاء المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للإنخِراط فيها مستقبلًا، إلى الإلتزامِ بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة». وأهاب بوسائل الاعلام «مقاربَة المُبادرة بحكمةٍ ترتقي إلى مُستوى المسؤوليَّة التَّاريخيَّة، حرصًا على هدفِها الأساسيّ، وهو خلاصُ لُبنان».
وخلص البيان الى التأكيد على «أنّ البطريركيَّة المارونيَّة هي المرجعيّة الوحيدة المعنية بتَظهير المُحاولات والنتائِج لهذه المُبادرة الوطنيَّة الجامِعَة، في اللَّحظة والشَّكل اللَّذين تراهُما مناسبين، إلتزامًا بالميثاق الوطنيّ والَخير العامّ للشَّعب اللُّبنانيّ، وصونًا للقضيَّة اللُّبنانيَّة في مسار بناء دولة المواطنة الحرَّة السيِّدة العادلة المستقلَّة».
دون إغفال مسألة اساسية، وهي أنّه لا يمكن الرهان على اي موقف ايجابي او ضمانة يقدمها العدو الاسرائيلي».
وقال ميقاتي أمام زواره في طرابلس: «إنّ الحكومة، منذ اليوم الاول لبدء العدوان الاسرائيلي، شكّلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط موازٍ فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي ديبلوماسياً ودولياً، ولا سيما عبر الامم المتحدة ومنظماتها».
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب الحدودية، فقصفت مدفعيته فجراً بلدة عيتا الشعب ووادي السلوقي، وشنّ قرابة الواحدة بعد الظهر غارة مستهدفاً منزلاً في بلدة عيتا الشعب بصاروخين ما ادّى الى تدميره بالكامل. كما سُجّل قصف مدفعي طال بلدات العديسة الحي الشرقي، وكفركلا والحي الجنوبي لبلدة الخيام، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في اجواء منطقة النبطية على علو منخفض.
وبعد الظهر، قصفت دبابة ميركافا من المطلة احد المنازل في مدينة الخيام بقذيفتين، مع قصف استهدف تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة وعيترون والطيبة. وسُجّل قصف مدفعي لمنطقة اللبونة – الناقورة. وقبيل السادسة مساء، شنّ الطيران الحربي المعادي غارة جوية عنيفة بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب. تلتها غارات على بلدتي الخيام والطيبة.
وفي الردّ على هذه الاعتداءات، أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت انتشاراً لجنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بالقذائف الصاروخية، وموقع المطلة بمسيّرة انقضاضية وأصابوا دبابة بداخله، وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المدفعية، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كذلك استهدفت موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا.
وافادت القناة 14 العبرية، عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان تجاه مستوطنة المطلة. هذا ودوّت صفارات الإنذار عدة مرات متتالية في مستعمرات «افن مناحم، ادميت، إيلون، زرعيت، حنيتا، يعرا، عرب العرامشة، شوميرا، شتولا، وعفدون» بالجليل الغربي، خشية تسلّل طائرة مسيّرة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :