افتتاحية صحيفة الأخبار:
جولة سفراء الخماسية: دوران في حلقة مفرغة
فيما يحتلّ الوضع الأمني جنوباً رأس الأولويات، فإن كل ما عداه بات في ثلاجة الانتظار. في ظل هذه «المسلّمة»، يستأنف سفراء دول «الخماسية»، بدءاً من الإثنين، نشاطهم بجولة تبدأ من عين التينة، وتشمل رؤساء الكتل النيابية وبعض المرجعيات الروحية. ولفتت مصادر مطّلعة إلى «تناغم قطري – أميركي داخل اللجنة، مقابل إرباك فرنسي وتشدد سعودي وحياد مصري»، مشيرة إلى أن السفراء الخمسة «اتفقوا على تحييد خلافاتهم، والتحرك وفقَ النقاط العامة المتفق عليها»، ووضعوا خريطة طريق تتماهى مع مبادرة «تكتل الاعتدال» التي تدعو الى التشاور بين الكتل النيابية ومن ثم الذهاب إلى جلسات مفتوحة. وفي حال لم ينجح التوافق، يطرح كل فريق اسم مرشحه ويجري الانتخاب في جلسة يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري على غرار ما حصل في جلسة أزعور – فرنجية». ووفق المصادر، فإن السفراء الخمسة «يدركون أن حراكهم سيواجه بمجموعة من العراقيل الداخلية. ورغم علمهم بعمق الخلاف بين مختلف القوى السياسية، إلا أن هناك محاولة لتحميل حزب الله المسؤولية وحده في هذا الشأن». وكشفت المصادر أنه «كانت هناك نية لإعطاء حراك السفراء طابعاً أكثر جدية من خلال زيارات يقوم بها وزراء خارجية بعض دول اللجنة إلى بيروت، إلا أن الجو الذي نقله المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين في زيارته الأخيرة أعطى انطباعاً بأن الأفق مقفل وبصعوبة إحداث أي خرق». وفُهم من ذلك أن «الولايات المتحدة لا تريد أن تضع ثقلها في الملف الرئاسي، وتعطي الأولوية للملف الأمني جنوباً»، لذا تمّ الاتفاق على الاكتفاء بحراك السفراء. ودعت المصادر إلى عدم المبالغة في التفاؤل بأن يدفع الوضع القائم القوى السياسية إلى تعديل مقارباتها والاتفاق على حل ملف الانتخابات الرئاسية، استناداً إلى الحراك الداخلي – الخارجي في هذا الشأن، حاسمة بأن «كل ما يحصل ليس سوى دوران في حلقة مفرغة»، ومحاولة لـ«التهويل» على القوى السياسية للتنازل عن شروطها بحجة المخاطر المحدقة بلبنان وضرورة وجود رئيس في ظل التطورات التي قد تحصل في المنطقة وتنسحب على لبنان. وهو تهويل يتكامل مع تصعيد العدوان الإسرائيلي في العمق اللبناني.خريطة طريق تتماهى مع مبادرة «تكتل الاعتدال» الرئاسية
ميدانياً، نفّذت «المقاومة الإسلامية» أمس 9 عمليات ضدّ مواقع لجيش العدو على طول الحدود، طاولت مواقع المرج والمالكية والرادار والراهب وبركة ريشا ورويسات العلم وحدب يارين وثكنة زرعيت وجل العلام. فيما شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب ورامية وعلى بلدات عيتا الشعب وكفركلا وحولا. وقصفت مدفعية العدو أطراف حولا وميس الجبل والجبين وسردة.
وفي ما يتعلق بالأضرار التي ألحقتها المقاومة بالجبهة الإسرائيلية الداخلية، أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن مستوطنتَي كريات شمونة وشلومي تعرّضتا لـ«أسوأ الأضرار» التي لحقت بالنشاط التجاري، مع «انخفاض الإنفاق فيهما بنسبة تزيد على 70%، من 25 شباط إلى 2 آذار». ونقلت عن رئيس بلدية كريات شمونة أن «25% من السكان الذين نزحوا لن يعودوا، ويتوقع أن يصل عدد الرافضين للعودة إلى 40%».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يلاقي فرنسا بالاستجابة للحل الديبلوماسي
شكل الجواب الرسمي اللبناني “المتأخر” على الورقة الفرنسية التي تسلمتها الحكومة اللبنانية قبل فترة من السفارة الفرنسية في بيروت، مؤشرا ديبلوماسيا بارزا لجهة تأكيد الحكومة التزامها تنفيذ القرار 1701 بمعنى التزام الحل الديبلوماسي والإصرار في المقابل على طلب التزام إسرائيل تنفيذ موجبات هذا القرار في ما رآه المراقبون جوابا رسميا، ولكن يعكس أيضا موافقة “الح.زب” ضمنا على هذا الرد. ومع ان مضمون الجواب اللبناني لم يأت مفاجئا ولم يحمل معطيات جديدة عما دأب الرسميون على ترداده منذ اشتعلت ما يسمى “جبهة المشاغلة” على يد “الح.زب” بدعوى مساندة حركة “ح” في غزة، فان توقيت الرد ومضمونه والإشادة الرسمية بفرنسا ودورها التي حرص وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على إبرازها، اكتسبت دلالات يرى المراقبون انها قد تتمدد الى “استفاقة” الوساطة الفرنسية في ملف رئاسة الجمهورية ولا تقف عند الملف الجنوبي فقط. وهو الامر الذي يتخذ بعدا وسط الاستعدادات لتحرك جديد بارز لسفراء مجموعة الدول الخماسية الأسبوع المقبل في وقت ترددت معلومات غير مؤكدة بعد عن احتمال قيام وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت في وقت قريب.
رد لبنان على الورقة الفرنسيّة جاء من خلال وزارة الخارجيّة حيث التقى الوزير بوحبيب امس السفير الفرنسيّ لدى لبنان هيرفيه ماغرو. وقالت مصادر مواكبة لتفاصيل الردّ ومداولاته لـ”النهار” أنّ الورقة تؤكّد القرار اللبنانيّ المعلن، وهو الالتزام بالقرار الدوليّ 1701، وأنّ لبنان يبحث عن الحلول الديبلوماسيّة.
وبحسب المصادر فإنّ لبنان أكّد ضرورة أن يكون هناك التزام كذلك من الطرف الإسرائيليّ بالقرار الأمميّ.
أمّا عن عودة العمل من خلال اللجنة الثلاثيّة في الناقورة، فقالت المصادر نفسها أنّ الورقة لحظت هذا الأمر، لكنّه مرتبط بانتهاء الحرب في غزّة.
وعمّا إذا كان هناك خلاف بين الورقة الفرنسية والمبادرة التي يقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ لشؤون الأمن والطاقة اموس هوكشتاين ، أفادت المصادر “النهار” أنّ الاثنين يتكلّمان اللغة عينها، وأنّ الفرق الوحيد بينهما أنّ أحدهما وضع مهلة زمنية والآخر ترك الأمور مفتوحة.
وافادت وكالة “رويترز” ان الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية اللبنانية إلى السفارة الفرنسية في بيروت، تضمنت إنّ بيروت تعتقد أن المبادرة الفرنسية بشأن التطورات العسكرية مع إسرائيل والحدود الجنوبية “يمكن أن تكون خطوة مهمة”، نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة. وذكرت الخارجية اللبنانية، أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كان “حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الدائم”، مشيرة إلى أنّ “لبنان لا يسعى للحرب”، لكنه يريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الأراضي اللبنانية برا وجوا وبحرا. وأضافت أنّه بمجرد توقف الانتهاكات، فإن لبنان سيلتزم استئناف الاجتماعات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل غير المباشرة، “لمناقشة كل الخلافات والتوصل إلى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
ولوحظ ان المعلومات الرسمية التي وزعتها وزارة الخارجية إشارت الى ان الوزير بوحبيب شكر السفير ماغرو “على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.”
وبعد ذلك زار بو حبيب رئيس مجلس النواب نبيه بري وكرر: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”. واكد ان الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس بري “على اطلاع” على الرد الذي سلمه الى السفير الفرنسي “وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم”.
نصرالله وقاآني
غير ان التطور اللافت الذي تزامن مع الرد اللبناني لفرنسا برز في ملف الوضع الجنوبي تمثل في ما كشفته وكالة “رويترز” امس نقلا عن سبعة مصادر من أنه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة “ح” في غزة زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “الح.زب” بعد ذلك. وذكرت المصادر لـ”رويترز” أن قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية مع الأمين العام لـ”الح.زب” السيد نصرالله للمرة الثالثة على الأقل منذ السابع من تشرين الأول.
وأضافت المصادر أن “الحديث تحول إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً في لبنان”.وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمرة على “الح.زب”. وأشارت جميع المصادر، وفق “رويترز”، إلى أنه في الاجتماع الذي لم يعلن عنه سابقاً، طمأن نصرالله قاآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “الح.زب” سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المباحثات.
الوضع الميداني
اما في التطورات الميدانية، فشن امس الطيران الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب، وتعرضت تلة حمامص ومحيط الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي اطراف بلدة علما الشعب، واستهدف منزلاً من ثلاثة طوابق. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بساتين مزرعة سَرَدَة قرب غرب الوزاني بعدد من القذائف عيار 155 ملم. وكان الطيران الحربي الاسرائيلي اغار ليلا على جبل اللبونة واطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور ما ادى الى اشتعال النار في الجبل مكان الغارة ، تزامن ذلك مع اطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات “#اليونيفيل” في الناقورة.كما قصفت المدفعية الاسرائيلية قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة. وبعد الظهر ، تم اُطلاق صاروخين على موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا . ومساء امس شن الطيران الحربي غارة على حولا واتبعها بغارة ثانية على راميا .
واعلن “الح.زب” تباعا انه استهدف موقع المرج وموقع المالكية وتجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا بصاروخ بركان وموقع الرادار في مزارع شبعا و تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في تلال #كفرشوبا.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله يتعهّد لقاآني بعدم جرّ إيران وخوض الحرب “وحيداً”
الردّ الرسمي على الورقة الفرنسية: ثرثرة على ضفاف الليطاني
غابت أمس الحركة السياسية التي ستتسلم زمام مبادرتها اللجنة الخماسية بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل. وفي هذا الصدد أوضح امس احد اعضاء اللجنة السفير المصري في لبنان علاء موسى، أن «جولات الخماسيّة ستشمل الجميع لتأكيد التزامهم بانتخاب رئيس للجمهورية». وقال ان «الهدنة المرجوة في غزة فرصة لانتاج أفكار، والتفاصيل لن تشكل عقبات اذا كانت الاشارات ايجابية».
في موازاة ذلك، تصدّر الاهتمام الرسمي الرد الذي سلمه امس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب الى السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان. وبناء على المعلومات التي تلقتها «نداء الوطن» حول هذا الرد، تبيّن ان الحكومة تجاهلت كلياً جوهر المبادرة، والمتصل بتطبيق القرار 1701 ولا سيما ما يتعلق باخلاء منطقة جنوب نهر الليطاني من الوجود المسلح لـ»الح.زب».
ووفق هذه المعلومات، يقع الرد في صفحة واحدة. وتجنبت الحكومة الاجابة على كل ما له علاقة بالبنود المتعلقة بانسحاب «الح.زب» الى شمال الليطاني. كما تجنبت الرد على ما له صلة بأمور تقنية ذات صلة بانتشار الجيش بمؤازرة قوات «اليونيفيل». وأتت نتيجة ذلك الاجوبة على ما تطلبه المبادرة الفرنسية في اطار العموميات على غرار اللغة الجوفاء التي ترددها الحكومة حول «التنفيذ الكامل للقرار 1701 ووقف الاعتداءات الاسرائيلية». أما في ما يتعلق باللجنة الأمنية الثلاثية، وهي نقطة أساسية في المبادرة الفرنسية، والتي تضم ممثلي لبنان واسرائيل و»اليونيفيل»، فاقتصر الجواب الرسمي على القول ان معاودة اللجنة اجتماعاتها في مقر قيادة الامم المتحدة في الناقورة مرتبط بـ»توقف الاعتداءات الاسرائيلية». من دون تقديم تفاصيل اضافية.
وتجدر الاشارة الى ان المبادرة الفرنسية وصلت الى بيروت في منتصف الشهر الماضي، وحملت بداية عنوان «ترتيبات أمنية بين لبنان وإسرائيل». وهي تشير في الجزء الأول إلى تفاهم نيسان 1996. وتقترح «تشكيل مجموعة مراقبة تتألف من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل لمراقبة تنفيذ الترتيبات الأمنية التي سيجري الاتفاق عليها، والتعامل مع الشكاوى التي يمكن أن تقدّمها الأطراف». ويجري تنفيذ الترتيبات الأمنية على ثلاث مراحل، إحداها يتعلق بـ»تفكيك مواقع «الح.زب» وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية والقتالية ضمن مدى 10 كيلومترات شمال الخط الأزرق». وفي المقابل، تعمد إسرائيل إلى «وقف كل أنواع الطلعات الجوية فوق لبنان».
وبحسب المراقبين، تبيّن ان الحكومة التي «صامت» اكثر من شهر كي ترد على المبادرة الفرنسية، «نطقت ثرثرة» لا اكثر ولا اقل.
في هذا الوقت، لم يتغيّر المشهد على الحدود الجنوبية الذي شهد امس جولة جديدة من الغارات الاسرائيلية والقصف الصاروخي من «الح.زب». وفي موازاة ذلك، افادت «رويترز» امس ان قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني زار بيروت في شباط الماضي. واجتمع مع الأمين العام لـ»الح.زب» السيد نصرالله، وذلك للمرة الثالثة على الأقل منذ حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي. وخلال اللقاء «طمأن» نصرالله قاآني الى أنه لا يريد أن تنجرّ إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن «الح.زب» سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: «هذه هي معركتنا»، وفق «رويترز» نقلا عن «مصدر إيراني مطلع على المباحثات».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يسلّم ردّه على المبادرة الفرنسيّة مرفقاً بتحفّظات جوهرية
بويز: إسرائيل تتأهب للحرب ولا يعنيها تنفيذ الـ1701
بيروت: يوسف دياب
سلّم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، الردّ الرسمي اللبناني على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، وأعرب عن «امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية».
ويعدُّ الردّ اللبناني، وفق بيان وزارة الخارجية، أن المبادرة الفرنسية «تشكّل خطوة مهمة للوصول إلى السلام والأمن في جنوب لبنان». وجددت تأكيد الموقف اللبناني الذي «لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701».
الردّ اللبناني أٌعِدّ بعناية كبيرة، إذ إنه وازن ما بين قبول لبنان بالقرار الدولي، وما بين الامتناع عن تنفيذ الشروط الإسرائيلية، وأوضح مصدر رسمي أن الجواب أعدّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، «بعد دراسة متأنية استغرقت أياماً طويلة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان «وافق على جزء كبير من النقاط الواردة في المبادرة الفرنسية، وتحفّظ على نقاط أخرى تحتاج إلى نقاش بين الطرفين». وقال: «لبنان أعلن التزامه التام بالقرار 1701، وهذا يستدعي تطبيقه بشكل كامل وشامل على الجانبين اللبناني والإسرائيلي بما يضمن حقوق لبنان».
وشدد المصدر الرسمي على أن الدولة «لا تقبل تطبيق القرار الدولي على الجانب اللبناني فحسب، وأن تستمرّ إسرائيل باستباحة السيادة اللبنانية جوّاً وبرّاً وبحراً، ولن يتخلّى عن نقاط قوته طالما الاعتداءات الإسرائيلية لا تتوقّف وليس ثمة طرف قادر على وقف هذه الانتهاكات».
وقدّمت فرنسا اقتراحاً مكتوباً إلى لبنان يهدف إلى «إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل». وتطلب المبادرة «انسحاب المقاتلين بمن فيهم وحدة النخبة التابعة لـ(الح.زب) إلى مسافة 10 كيلو مترات من الحدود، وإنهاء القتال بين الح.زب وإسرائيل عبر الحدود، ومنع نشوب صراع يخرج عن نطاق السيطرة وفرض وقف محتمل لإطلاق النار عندما تكون الظروف مناسبةً، كما يتصور الاقتراح إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل».
فرص تطبيق المبادرة
وإن لم يكن الردّ اللبناني نهائياً وحاسماً، فإنه يُعطي انطباعاً إيجابياً حول التفاعل مع الاهتمام الدولي بمنع الانزلاق إلى الحرب، ورأى وزير الخارجية الأسبق فارس بويز، أنه «حتى لو وافق لبنان على كامل المبادرة الفرنسية، فإننا لم نصل بعد إلى مرحلة تنفيذ القرار 1701». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة بنيامين نتنياهو تحتفظ بمخطط أكبر بكثير من حرب ذات أهداف عسكرية، بل غايتها تنفيذ مشروع سياسي يهدف إلى إلغاء القضية الفلسطينية برمتها، وإلى فرض استسلام على لبنان».
وأكد بويز أن «أهداف إسرائيل لا علاقة لها بالقرار 1701، ولا تنتظر تنفيذه، إنما هدفها شنّ حرب (على لبنان) تمكنها من فرض شروطها التعجيزية».
ولا يجد وزير الخارجية الأسبق أن المبادرة الفرنسية قابلة للتطبيق في وقت قريب، ولا أن الجانب الإسرائيلي يتحيّن تنفيذها، وقال بوزير: «إن لم تسقط حكومة نتنياهو قريباً، علينا أن ننتظر مزيداً من التطورات الدراماتيكية»، مشيراً إلى أن «الضغط الأميركي ما زال يؤخر الحرب الكبرى، لكن أعتقد أن هذه الحرب واقعة وقد تمتدّ إلى مواجهة إقليمية تبدأ في لبنان ولا تنتهي بالبحر الأحمر».
كان وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه قال في وقت سابق: «نحن على اتصال بالأميركيين (بشأن الاقتراح)، ومن المهم أن نجمع كل المبادرات ونبني السلام». وقال إن الخطة «تقترح أن توقف الجماعات المسلحة اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضها البعض، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان».
بدوره، رأى النائب اللبناني المستقلّ مارك ضوّ، الذي يشارك في جلسات لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، أن إسرائيل «دولة مارقة لا تلتزم بالقرارات الدولية». وسأل عبر «الشرق الأوسط»: «هل لدى الفرنسيين ما يكفي من وسائل الضغط على إسرائيل لإلزامها بتطبيق القرار 1701؟ وهل لدى الحكومة اللبنانية القدرة على فرض الهدنة من الجانب اللبناني؟»، عاداً أن الدولة اللبنانية «مستقيلة من دورها وبما يتوجّب عليها القيام به لفرض سلطتها».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
المبادرات تتحرك لكسر المطبّات .. الجنوب: تصعيد مضبوط .. واشنطن: إسرائيل لن تخاطر
لبنان، باعتراف القريب والبعيد متعب الى آخر درجات التعب، وممنوع عليه أن يتلمّس سبيل الراحة. وفي حالته هذه يُصارع ملفين طافيَين في بحر من المطبات، ومقيَّدين بتعقيدات لا حصر لها. ورهانه فيهما، ليس على مكونات سياسية مفلسة سدّت كل الافاق وطاقات الفرج، بل على لحظة حظ ربانية، تمكّن من جهة الحراكات المتجددة سواء اكانت احادية او ثنائية او خماسية، من إنعاش فرصة إتمام الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور. ومن جهة ثانية تضبط الملف الجنوبي على إيقاع الجهود الرامية الى خفض التصعيد وتبريد ساحات المواجهة وبلوغ حل سياسي يعيد الامن والاستقرار الى المنطقة الحدودية.
لقاءات مفتوحة
وعشيّة حراك مكثّف لسفراء اللجنة الخماسيّة في الأيّام المقبلة حول الملف الرئاسي، أبلغت مصادر اللجنة الى “الجمهورية” قولها: انّ مساعي اللجنة ستتواصل لتوفير الدعم للبنان لإنجاز استحقاقه الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية.
ورداً على سؤال قالت المصادر: نحن متفائلون من الاساس، فما نقوم به منطلِق من حرصنا على مصلحة لبنان واستقراره. وقلنا بوضوح اننا نعلّق املا كبيرا على ان يتجاوب اللبنانيون مع الجهود القائمة ويختاروا رئيس جمهورية يعبّر عن تطلعاتهم، وكما سبق أكدت اللجنة انها ليست في موقع الانحياز الى اي مرشح او الاعتراض او رفض اي مرشح.
وردا على سؤال آخر، قالت المصادر “انّ اللجنة الخماسية لم تضع سقفاً لتحركها او حَددت لمهمتها مهلة زمنية، فهي تتصدى لمهمة معينة جوهرها مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، واللجنة ماضية في تأدية هذا الدور، واللقاءات مفتوحة”.
وعن الطروحات الرامية الى فصل ملف رئاسة الجمهورية عن ملف الامن في الجنوب، قالت المصادر: ما نتمناه هو ان تحلّ كل المسائل في لبنان دفعة واحدة، وبالتالي لا ضَير أبداً إن تمّ حسم ملف قبل آخر او حَسمهما معاً. المهم ان يتحقق ما يؤمّن المصلحة والفائدة للبنان.
يُشار في هذا السياق الى أنّ شخصيات نيابية واقتصادية نقلت عن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو قوله خلال لقاء موسّع “إنّ الوضع في لبنان حَرِج، يستوجب من جهة صَبّ الجهود لمنع الإنزلاق الى حرب، والعمل الحثيث من قبل المسؤولين السياسيين على تجنّبها، ومن جهة ثانية توفير المناخات الايجابية للتعجيل في انتخاب رئيس الجمهورية، وإدراك انّ التأخير في هذا الأمر فيه ضَرر كبير بلبنان ومصلحته”.
خيوط التهدئة تتجمع
وعلى الخط الآخر، قَلّلت مصادر ديبلوماسة اوروبية من احتمالات تصاعد الوضع في المنطقة الجنوبية، وقالت لـ”الجمهورية”: ما نشهده من تطورات يومية وعمليات عسكرية لم يخرج حتى الآن عن وتيرة معينة تبدو الاطراف المعنية مقيّدة بها منذ بدء المواجهات، ما يعكس بوضوح أن اسرائيل و”الح.زب” لا يدفعان نحو مواجهة واسعة لإدراكهما الكلفة الكبيرة لهذه الحرب.
الا انّ المصادر عينها لا تسلّم بثبات الامور على ما هي عليه من مراوحة في التصعيد المضبوط، لأنها تخشى كما قالت “من أن يسود منطق التصعيد من هنا او هناك، ففي داخل اسرائيل، كما في داخل “الح.زب” اصوات تدفع الى الحرب الواسعة، والخضوع لها يعني اشعال النار على نطاق واسع.
كما انّ المصادر تعوّل على الجهود الرامية الى حلحلة سياسية، حيث لفتت الى أنّ خيوط الهدنة الطويلة الامد في غزة تتجمّع برغم التصعيد ورفع سقف الشروط من قبل اسرائيل وحركة “ح”. والجانبان مُدركان انّ سقف الشروط سينخفض في نهاية المطاف، ولا مفرّ من بلوغ هدنة تتأسّس عليها هدنة او هدنات. وعلى الخط الموازي تتحرك جهود الحل السياسي على جبهة لبنان لصياغةٍ تَضبط المنطقة على تفاهمات ترسّخ الامن والاستقرار على جانبي الحدود.
ما قبل 7 تشرين
الى ذلك، سألت “الجمهورية” معنيّين بحركة الاتصالات الاخيرة حول الحل السياسي للمنطقة الجنوبية، فأكد هؤلاء ان الموفدين الذين سَوّقوا طروحات تلبّي المطالب الإسرائيلية، اصطدموا باستحالة تطبيقها والسير بها، ولفت هؤلاء الى ان اسرائيل لا تستطيع ان تُحدِث واقعا جديدا في المنطقة لا بالسياسة ولا بالحرب، ولذلك فإنّ الحل الذي يقبل به لبنان هو العودة بالوضع الى ما كان سائداً في المنطقة الحدودية قبل 7 تشرين الأول بفارقٍ جوهري يتجلّى في التطبيق الكلي للقرار 1701، وإلزام اسرائيل بتطبيقه حرفياً”.
الرَد اللبناني
الى ذلك، وفي موازاة الاجواء المتوترة على الجبهة الجنوبية، سلّم لبنان الرد الرسمي على المقترح الفرنسي الذي قدّمه وزير الخارجية الفرنسية ستيفان لوجورنيه لترسيخ الاستقرار في المنطقة الحدودية. وتولى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب تسليم الرد الى السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.
وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ الرد اللبناني، وبعد التنويه بالمبادرة الفرنسية وشُكر باريس على الجهود التي تبذلها تجاه لبنان، اكد انّ لبنان لا يريد الحرب، ولا يسعى اليها، خلافاً لإسرائيل التي تواصل اعتداءاتها الوحشية على لبنان، وتسعى الى توسيع دائرة المواجهات، ودَفع الامور نحو حرب اقليمية”.
ولحظَ الرد اللبناني “تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701، ودعوة المجتمع الدولي الى العمل المساعد على التطبيق الشامل لهذا القرار. وضرورة توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني لتمكينه من اداء مهمته الى جانب قوات اليونيفيل. مع التشديد على عودة النازحين اللبنانيين الى بلداتهم”.
كذلك يؤكد الرد اللبناني على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على اسرائيل لحملها على وقف اعتداءاتها على لبنان، وكذلك وقف خروقاتها للسيادة اللبنانية والقرار 1701، وإلزامها بتطبيقه بكل مندرجاته، وإلزامها بالانسحاب من الاراضي والنقاط اللبنانية التي تحتلها، بدءًا من نقطة الـb1 في منطقة الناقورة وامتداداً على الخط الحدودي وصولاً الى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. مع استعداد الجانب اللبناني للعودة الى استئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة.
وزار بو حبيب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال بعد اللقاء: تكلمنا اليوم عن الدور الفرنسي وأهميته، وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة. واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث بها.
وختم بو حبيب: اليوم قمتُ بتسليم رسالة الدولة للسفير الفرنسي وطبعاً الرئيس ميقاتي والرئيس بري على اطلاع، وتمنّينا ان تُكمل المبادرة. وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار واستكمال هذه المبادرة، وهذا مهم لنا أن نتوصّل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم.
رد على سوريا
على صعيد آخر، كشفت موقع “لبنان 24” التابع لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “انّ الرد اللبناني الرسمي على الرسالة السورية في شأن أبراج المراقبة عند الحدود قد تم إنجازه، وجرى إرساله الى المسؤولين السوريين قبل 3 أيام، وهو مُطابق تماماً للرد الذي كانت قد أرسلته قيادة الجيش الى السوريين عام 2017، رداً على رسالة مشابهة للرسالة السورية الجديدة التي تسلّمها لبنان”.
إسرائيل لن تخاطر
وفي ذروة التهديد الاسرائيلي بعدوانٍ على لبنان، لا تبدو واشنطن متحمّسة لهذا الموقف الاسرائيلي بل العكس، فإن المستويات الاميركية على اختلافها لا تحبّذ الحرب وتحذّر من مخاطرها الكبرى.
وبرز في هذا السياق ما قالته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الشرق الأدنى باربرا ليف بأنه “من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي لن يخاطرا بشَن اعتداء واسع النطاق في الشمال من دون معرفة ماذا سيحصل”.
واشارت ليف في حديث تلفزيوني الى “أنّ الساحة اللبنانية تشهد تقلباتٍ كبيرة ومخاطر عظيمة”، وقالت: رأينا كيف أنّ “الح.زب” خاطرَ كثيراً وهذا أمر قد ينقل الساحة إلى مكان خطير جدا وقد يضع لبنان بحد ذاته في موقع خطير جداً”.
ولفتت الى أننا “نبذل جهودنا الدبلوماسية عبر مكتب آموس هوكستين للمناقشة مع الأطراف كيف يمكن التوصّل إلى اتفاق”، وقالت: “نعتقد أنّ الأمر سيحصل حين ستبدأ الهدنة الإنسانية ولربما قد تحصل أبكَر من ذلك، لكننا نعمل بشكل فعّال على هذه الجبهة. وفي غضون ذلك، تُمارَس لعبة خطيرة وقوانين اللعبة قد تُفهَم خطأً من قبل “الح.زب” أو حدود المخاطر من الممكن أن يُسيء “الح.زب” فهمها.
قاآني ونصرالله
في هذه الاجواء، كشف النقاب أمس عن انّ قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني زار بيروت خلال شباط الماضي، والتقى الامين العام لـ”الح.زب” السيّد نصرالله. وافادت وكالة “رويترز” انّ الحديث تركّز حول احتمال شنّ إسرائيل هجوماً ضد لبنان. وقالت 3 من المصادر، وهم إيرانيون من داخل الدائرة الداخلية للسلطة، إنه “بالإضافة إلى الإضرار بـ”الح.زب”، فإنّ مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر ممّا فعلت حتى الآن منذ 7 تشرين الأول الماضي”.
واشارت رويترز الى أنه في الاجتماع طَمأنَ نصرالله قاآني بأنه لا يريد انجرار إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مؤكداً أنّ المعركة القائمة تخصّ “الح.زب”، و”الح.زب” سيُقاتل بمفرده.
ونقلت رويترز عن مصادر اخرى قولها إنّ إيران و”الح.زب” يدركان المخاطر الجسيمة التي قد تترتّب على حرب أوسع نطاقاً في لبنان، بما في ذلك الخطر الذي قد ينتشر ويؤدي إلى توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية. وقال مصدران اميركيان ومصدر اسرائيلي للوكالة إنّ إيران تريد تَجنّب رد فعل سلبي من حرب بين إسرائيل و”الح.زب”.
الوضع الميداني
وكان الوضع على امتداد الحدود الجنوبية قد حافظَ على حال من التوتر الشديد حيث نفّذ الجيش الاسرائيلي سلسلة غارات جوية طالَت بلدات كفر كلا، واللبونة، وعيتا الشعب وراس الناقورة وعلما الشعب، وتَواكَب مع قصفٍ مدفعي طال بساتين مزرعة سردة وتلة الحمامص ومحيط الوزاني، واطراف عيترون، وحولا وميس الجبل.
وفي المقابل اعلن “الح.زب” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع الرادار الاسرائيلي في مزارع شبعا، وتجمّعاً لجنود العدو في محيط موقع بركة ريشا بصاروخ بركان، وتجمّعاً لجنود العدو قرب موقع الراهب بالاسلحة المدفعية، وموقع المالكية بالاسلحة الصاروخية، وموقع المرج بالاسلحة المدفعية.
لا حرب
في الجانب الاسرائيلي، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية انّ اسرائيل و”الح.زب” يتجنبان اندلاع حرب شاملة.
واشارت الى ان الجيش الإسرائيلي و”الح.زب” حقّقا الكثير من أهدافهما، إذ قام الجيش الإسرائيلي بتحريك نحو 90 في المئة من قوات “الح.زب” شمال نهر الليطاني، ودمّر نحو 100 في المئة من نقاط المراقبة التابعة لـ”الح.زب” على الحدود، وفق تصريحات الجيش… بينما أعلن “الح.زب” أنه سيتوقف عن إطلاق النار عندما تتفق إسرائيل وحركة “ح” على وقف إطلاق النار، ومن ثم إذا جرى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار الأسبوع المقبل، فإنّ إسرائيل ستحصل على معظم ما تريد”.
واشارت الصحيفة الى انّ “الح.زب” اراد أن يَستعرض قوته في المنطقة وأنه قادر على استنزاف إسرائيل، ودَفْع ما يزيد على 80 ألف إسرائيلي إلى إخلاء الشمال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، ولا يزال أكثر من 50 ألفاً بانتظار إجلائهم بعد خمسة أشهر من القتال”.
وخَلصت الصحيفة الى الاشارة إلى حرص الطرفين على مصالح مشتركة، تَكمن في “تَجنّب اندلاع حرب شاملة”، وهو أمر لم يتغيّر منذ تشرين الأول وحتى الآن.
إكتئاب
في سياقٍ متصل، وصفت تقارير المستوطنات الشمالية بأنها إحدى أكثر المناطق خطورة في إسرائيل، وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية انّ المستوطنين في الشمال مُنهكون ويدفعون أثماناً باهظة من جرّاء القتال مع “الح.زب”. وقالت: هم مكتئبون ويطرحون تساؤلاً: “ماذا نفعل لإنهاء كابوس صواريخ “الح.زب”؟. ونقلت الصحيفة عن مستوطنة إسرائيلية تعيش في إحدى مستوطنات الجليل القريبة من الحدود اللبنانية قولها إنّ “المستوطنين هناك يعيشون بين صواريخ “الح.زب”، والوضع مُروع”.
ونقل الاعلام الاسرائيلي عن رئيس بلدية كريات شمونه قوله انه لن يعود 25 إلى 40% من المستوطنين، الذين نَزحوا، الى مستوطناتهم. مشيراً الى انّ العديد منهم انتقل الى مناطق متفرقة، فيما بثّت القناة 13 الاسرائيلية مقابلة مع طيّار اسرائيلي، قالَ فيها: من المتوقّع أن تضعنا الحرب في الشمال في موقفٍ مختلف ومعقّد، هذه حقيقة لا يجب إنكارها”.
في هذا الوقت، كشف استطلاع لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عن تراجع في نظرة الجمهور إلى مدى حصانة الجبهة الداخلية أمام هجوم من لبنان، من 47% في بداية الحرب إلى 27.5% فقط”.
وتأتي نتائج الاستطلاع الذي أُجري الشهر الجاري بحسب المعهد، متأثّرة بالحرب الجارية في الجبهة الشمالية، والتي أدت إلى سلسلة من التكهنات حول الثمن الباهظ الذي ستدفعه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات المعهد فإنّ نظام الطاقة المركزي في إسرائيل غير مستعد لتحمّل سيناريوهات أمنية خطيرة، بعد أن أوضحَت الحرب الحالية بشكل لا لبس فيه أنّ مواجهة متعدّدة الجبهات تضع نظام الكهرباء في خطرٍ شديد على مستويات عدة، بينها: إعاقة الوصول إلى مخزونات الغاز المحلية والوقود المستورد، إلحاق ضرر بمحطات الطاقة، وإلحاق ضرر بشبكة الكهرباء.
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان يُفاوض «لليوم التالي»: وقف الانتهاكات والعودة إلى الناقورة
«الخماسية» لن تستأنف المساعي قبل اكتمال أجوبة الكتل.. وقائد فيلق القدس في بيروت لعدم توسيع الحرب
تقدَّم ما يمكن وصفه بملف «المفاوضات» غير المباشرة» على إيجاد حلّ مستدام للوضع على الجبهة الجنوبية،على ما عداه داخلياً. وبدا أن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب تسلم ملف المفاوضات، والتنسيق بين المسؤولين، وإعداد ما يترتب من ردود ذات طابع قانوني ودبلوماسي على المذكرات ورسائل الموفدين الدوليين حول الاستقرار جنوباً.
وكشفت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ «اللواء» ان لبنان يرتب اوراقه للمفاوضات، في ما يسمى باليوم التالي في غزة، والذي سيشمل بالطبع سائر جبهات المساندة.
وفي المعلومات ان لبنان وضع آلية، يبلغها تباعاً للسفراء، لا سيما سفيري الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، في ما خص رؤيته لاستئناف التفاوض الثلاثي في الناقورة فور اعلان التوصل الى هدنة، توفر السبيل لوقف النار في غزة، وادخال المساعدات والبدء بعمليات تبادل الاسرى والمحتجزين.
وتقضي الآلية بوقف الانتهاكات الاسرائيلية للبر والبحر والاجواء اللبنانية، كشرط مسبق يضعه لبنان للعودة الى المفاوضات المتعلقة بمعالجة النقاط العالقة في القرار 1701 وكيفية تطبيقه..
أبو حبيب في عين التينة
فقد بحث الوزير ابو حبيب مع الرئيس نبيه بري الاتصالات الجارية في ضوء استمرار العدوان الاسرائيلي على قرى الجنوب الأمامية.
وكشف بوحبيب من عين التينة انه سلّم رسالة من الدولة اللبنانية، للسفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، تضمنت الرد على المبادرة الفرنسية حول تبريد الجبهة الجنوبية، «والتي فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة» على حد تعبير بوحبيب، الذي اضاف ان هناك نقاطا اخرى تحتاج الى المزيد من البحث، مشيرا الى ان المهم الوصول الى نوع من الاتفاق الذي يمنح الجهة الجنوبية استقرارا دائما وكاملا.
وجاء في الرسالة اللبنانية، ان بيروت «تعتقد ان المبادرة الفرنسية يمكن ان تكون خطوة مهمة نحو السلام والامن في لبنان والمنطقة ككل».
وجاء في الرسالة: بمجرد توقف الانتهاكات، سيلتزم لبنان باستئناف الاجتماعات الثلاثية مع اليونيفيل في الناقورة، لمناقشة الخلافات، والتوصل الى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701.
وكان استقبل بوحبيب السفير الفرنسي ماغرو وشكره على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ورأت، نائبة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بربارا ليف ان الجيش الاسرائيلي لن يخاطر بشن اعتداء واسع النقاط في الشمال.
جولة الخماسية
رئاسياً، لن تبدأ اللجنة الخماسية على مستوى السفراء الجولة الثانية من اللقاءات، قبل حصول نواب تكتل «الاعتدال الوطني» على اجوبة الح.زب على النقاط التي أثيرت في المبادرة وخلال اللقاء مع وفد الكتلة.
وفي اطار زياراته للمراجع الروحية، زار سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وناقش معه ما آلت اليه الاتصالات للتقريب بين مواقف الكتل النيابية حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
و أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن قوى المعارضة ما تزال على قناعتها بأن الحوار لن يوصل إلى انتخاب رئيس الجمهورية، لكنها تتريث في السير بأية مبادرة رئاسية ما لم تتضمن تأكيدا على اعتماد المسار الدستوري في الأنتخاب، لافتة إلى أن مسعى تكتل الاعتدال الوطني الذي لم تعارض عليه هذه القوى بات مرتبطا بالحوار الذي أشار إليه رئيس المجلس.
وقالت هذه المصادر أن مبادرة واحدة قديمة جديدة تنتظر التفعيل وهي التي كان يعمل عليها الجانب القطري بشأن المرشح الثالث وهذا يتضح مع لقاءات المسؤولين اللبنانيين في الدوحة،علما ان لا شيء واضحا بعد.وقالت أن الأسباب التي دفعت إلى تعليق البحث بهذا الطرح لم تتلاشَ وبالتالي ليس معروفا ما إذا كان سيتاح المجال لها أو أن هناك عملا من أجل توحيد المساعي والخروج بخلاصة محددة.
ورأت أن الملف الرئاسي لن يشهد تقدما في الوقت الراهن على الرغم من أن اتصالات ولقاءات تسجل.
إلى ذلك تردد أن جدول أعمال مجلس وزراء جلسة الثلاثاء المقبل سيكون فضفاضا ومتضمنا لبنود مؤجلة.
ويعقد مجلس الوزراء قبل ظهر الثلاثاء المقبل جلسة في السراي الكبير بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي لمتابعة البحث في البنود التي لم تقرّ من جدول اعمال سابق فضلا عن مشروع دمج المصارف، ورفع الحد الادنى للاجور للعاملين في القطاع الخاص.
وتوقع مصدر وزاري ان يكون جدول الاعمال فضفاضاً متضمنا بنودا مؤجلة.
ضبط الأسعار: جولة أو مسرحية
اقتصادياً، توعد وزير الاقتصاد امين سلام بملاحقة المتلاعبين بالاسعار في شهر رمضان وإحالتهم الى القضاء المختص.
استهل الوزير سلام جولته في تعاونية coop في صبرا، حيث اطلع على الأسعار وتأكد من جودة المنتجات والمواد الغذائية المختلفة، مطالبا القيمين في المركز التجاري بـ«لائحة الفواتير الرسمية ليتبين هامش الربح القانوني وتاريخ المواد والمنتجات الغذائية».
والتقى سلام مواطنين تواجدوا في المنطقة، شكوا له الارتفاع العشوائي في أسعار المواد الغذائية والخضراوات والحلويات في بيروت ومحيطها.
ووعد سلام بمواصلة جولاته ومديرية حماية المستهلك والمراقبين وتسطير محاضر ضبط بالمتلاعبين بالأسعار، وصولا إلى ختم مؤسساتهم بالشمع الأحمر وتغريمهم مبالغ مالية كبيرة.
ثم تفقد سلام سوبرماركت «رمال» ومؤسسة «فادي للخضار– فروتي» في الجناح، حيث طلب فريق المراقبة الفواتير الرسمية لمقارنة أسعارها.
نصر الله لحاقاآني: هذه معركتنا
ولعلَّ التطور الابرز او الاكبر منذ بدء طوفان الاقصى، زيارة قائد فيلق القدس اسماعيل حاقاآني بيروت أواخر الشهر الماضي والاجتماع الى الامين العام للح.زب السيد نصر الله، وتطرق البحث الى احتمالات شن اسرائيل هجوما شاملا على لبنان.
ونسب الى مصدر ايراني ان السيد نصر الله طمأن حاقاآني بأن الح.زب بامكانه ان يقاتل وحده، فهذه هي «معركتنا» وان الح.زب لا يريد ان تنجر ايران الى حرب مع اسرائيل او الولايات المتحدة الاميركية.
الوضع الميداني
ميدانياً، وحتى توقّف العدوان على غزة، مضت المقاومة الاسلامية بضرباتها لمواقع ومستوطنات الاحتلال في الشمال، على وقع زيارة الرئيس الاسرائيلي الى هذ المستوطنات.
واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف تجمع لجنود العدو الاسرائيلي في محيط حدب يارين بالاسلحة الصاروخية المناسبة، كما اعلنت عن قصف موقع الرادار في مزارع شبعا، كما ضربت تجمعا لجنود الاحتلال في محيط موقع بركة ريشا.. وكذلك في موقع الراهب والمالكية والمرج.
بالمقابل، أدت غارة اسرائيلية على بلدة كفركلا الامامية الى تدمير منزل مؤلف من ثلاثة طوابق.. كما استهدف الطيران المعادي في اطراف بلدة علما الشعب منزلا مؤلفا من ثلاثة طوابق ودمرته، وكذلك استهدفت الناقورة.
واعلن الجيش الاسرائيلي مساء ان طائراته العسكرية قصفت بلدة حولا، وكذلك نقطة في بلدة مروحين، كذلك قصف وادي جامول.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
مفاوضات الهدنة جارية في القاهرة… ولا رديف عن حركة “ح” في القطاع
مصدر في الح.زب لـ«لديار»: أهل الجنوب والمقاومة جسم واحد
القوات اللبنانية: نرفض اعرافاً جديدة في انتخاب رئيس للجمهورية
نور نعمة
بعد مرور خمسة اشهر على العدوان الاسرائيلي على غزة، لا تزال حركة “ح” الاقوى على الارض ولا تزال تشكل مقاومة شرسة ضد «اسرائيل». وقد تبين ان لا رديف لها في القطاع رغم المحاولات «الاسرائيلية» لايجاد بديل لها. وعليه، تتواصل المفاوضات بين حركة “ح” و «اسرائيل» عبر الوسطاء المصريين والقطريين والاميركيين للتوصل الى هدنة وتبادل اسرى في وقت يكثف جيش الاحتلال ضرباته الوحشية على اهل غزة مرتكبا المجازر ليزيد الضغط على قادة حركة “ح” لتقديم تنازلات والقبول بالهدنة. وفي مجزرة دوار الكويت شرقي غزة، وصل عدد الشهداء الى 100 شهيد و200 جريح في حين يستمر الصمت الدولي والعربي على الابادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. الا ان الغزاويين، ابدوا شجاعة وقوة وصمود ادهشت العالم برمته، وحتى انهم اربكوا جيش الاحتلال الذي اعتقد ان الفلسطينيين في غزة سيرفعون الراية البيضاء ويستسلمون بعد ايام وجيزة من بدء استهداف الطيران الحربي «الاسرائيلي» بيوتهم وقتل عائلاتهم. انما الواقع اظهر العكس، فالجيش «الاسرائيلي» خسر الحرب البرية، ولم يتمكن من تحرير اسراه، ولم يكسر عزيمة المقاومين الفلسطينيين ولا الشعب الفلسطيني.
دخول جيش العدو الى رفح لن يسقط حركة “ح” ولن يحرر اسيرا واحدا
في غضون ذلك، اعلنت حكومة الحرب بقيادة بنيامين نتنياهو وضع الخطط لعملية اجتياح رفح بهدف تصفية قادة حركة “ح” في هذه المنطقة، وفقا للاسرائيليين، حيث اعتبرت مصادر مطلعة ان الجيش الاسرائيلي قد يدخل رفح لانه لا يوجد اي عائق فعلي او جدي، سواء من الجانب الاميركي او العربي، يمنعه او يردعه من غزو رفح.
في المقابل، قال مصدر في الح.زب للديار ان جيش الاحتلال سواء شن عملية على مدينة رفح ودخلها، الا ان هذا الامر لن يغير في المعادلة العسكرية والميدانية في غزة، واساسا لا يزال الوفد الاسرائيلي يفاوض في القاهرة. وبمعنى اخر، اعتبر المصدر ان «اسرائيل» دمرت شمال وجنوب وشرق وغرب غزة بهدف انهاء حركة ح واستئصالها من القطاع وتحرير الاسرى المحتجزين لديها. غير ان كل هذا القصف والقتل والدمار والعملية البرية العسكرية، لم يأت بالنتائج الذي يريدها الكيان الصهيوني، فقد فشل جيش الاحتلال في الحاق الهزيمة بحركة “ح”، ولم يتمكن من تحرير اسير واحد لدى كتائب القسام.
ورأى المصدر في الح.زب ان التهديد الاسرائيلي بغزو رفح قد يكون ايضا من باب التهويل النفسي والمعنوي على حركة “ح”، كما للضغط على الدول العربية كي تضغط بدورها على قادة حركة “ح” للقبول بالهدنة. ذلك انه وسط الوعيد والترهيب الاسرائيلي بالتحضير لاجتياح مدينة رفح، قالت اوساط اميركية ان هناك تقدما ايجابيا في مفاوضات الهدنة بين حركة “ح” و «اسرائيل».
بري لهوكشتاين: نقل نهر الليطاني الى نقطة اخرى اسهل من ابعاد قوات الرضوان عن الحدود
اما في الجنوب اللبناني، وتصاعد الحديث عن ضرورة تطبيق القرار 1701 وابعاد الح.زب عن الحدود مع شمال فلسطين المحتلة، سواء من خلال المبادرة الفرنسية او زيارات الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين للبنان ، فقد رد الرئيس نبيه بري على هوكشتاين من باب المزاح ان نقل نهر الليطاني الى نقطة اخرى اسهل بكثير من ابعاد قوات الرضوان عن الحدود الجنوبية. وبطبيعة الحال، ان اهالي القرى الحدودية الجنوبية تجري المقاومة في دمائهم وهم الح.زب، سواء قاتلوا ام صمدوا. ولذلك كيف يمكن الفصل بين المواطنين الجنوبيين وبين المقاومة وهناك ارتباط روحي ومعنوي وعقائدي عميق؟ بيد ان بلدة عيتا الشعب التي تتعرض بشكل دائم للعدوان الاسرائيلي ، كل اهلها هم الح.زب، ولذلك هذه الطروحات الغربية لجنوب لبنان تتعارض مع الحقيقة والواقع السائد عند الاهالي.
بدوره، شدد مصدر في الح.زب ان لا بحث في اي طرح متعلق بقرار 1701 وبوقف اطلاق النار من الجنوب باتجاه الاراضي المحتلة، ولن يحصل اي تشاور حول المناخ السياسي ما بعد الهدنة في حال حصلت ولا نقاش في اي من الافكار المنسوبة لهوكشتاين قبل ان يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة. واوضح انه عندما يتوقف اطلاق النار في غزة وتحصل تهدئة في الجنوب، عندئذ يمكن للح.زب ان ينتقل الى الكلام السياسي في مسائل عديدة.
في المقابل، قال مصدر ديبلوماسي للديار انه من الواضح ان «اسرائيل» تتعامل مع القرار 1701 على مرحلتين، مشيرا الى ان المرحلة الاولى تكمن في ابعاد الح.زب 10 كلم عن الحدود الجنوبية اللبنانية بهدف طمأنة المستوطنين أمنيا شمال فلسطين المحتلة. اما المرحلة الثانية فتريد الدولة العبرية ابعاد المقاومة الى ما وراء جنوب نهر الليطاني. وتابعت المصادر الديبلوماسية ان ظروف الحرب ومسارها هما عادة العاملان اللذان يحددان الجهة المنتصرة في حين تظهر الوقائع الميدانية، سواء مع الح.زب او حركة “ح” انها لا تصب لمصلحة الاسرائيليين. وعليه، لا يمكن للدولة العبرية ان تفرض املاءاتها على الح.زب او على اي فصيل فلسطيني مقاوم ما دام الميدان كشف عجز الجيش «الاسرائيلي» عن ربح المعركة البرية في غزة، رغم مرور ستة اشهر عجاف على بدء الحرب. علاوة على ذلك، لم يتمكن جيش الاحتلال من توجيه ضربة قاسية للمقاومة في جنوب لبنان من شانها ان تقلص نفوذها وقوتها، وبالتالي تصبح غير قادرة على مواصلة اطلاق الصواريخ والمسيرات على المستوطنات ومواقع عسكرية لجيش العدو في شمال فلسطين المحتلة. بيد انه جرى العكس، فلا يزال الح.زب قادرا على ايلام العدو الاسرائيلي في مراكزه الحدودية والى ابعد من ذلك، فصواريخ المقاومة قادرة على ضرب مناطق «اسرائيلية» يعتبرها العدو محمية من سلاح الح.زب.
مصدر في الح.زب لـ«الديار»: لا حراك فعلي ولا مبادرات جدية رئاسيا
رئاسيا، اعتبر المصدر في الح.زب ان كل ما يحكى اليوم عن مبادرات رئاسية، سواء من قبل اللجنة الخماسية او مبادرة تكتل الاعتدال، هي مبادرات غير جدية، ولا حراك فعلي في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية.
وجدد الح.زب تمسكه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة، مشيرا الى ان القوى السياسية الاخرى لو ارادت الخروج من ازمة الشغور الرئاسي لكانت قبلت الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، غير ان المعارضة، وتحديدا القوات اللبنانية، رفضت هذا الحوار.
واشار الى ان المعارضة تريد الحوار مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لكي يؤمن النصاب لايصال مرشحهم، الا ان هذا الامر لن يحصل. وشدد المصدر في الح.زب ان الحل للخروج من الازمة الرئاسية يبدأ بحوار بين كل القوى السياسية لتوضيح ما الذي يزعج المعارضة بمرشحنا فرنجية، ولنصارح المعارضة ايضا بثوابتنا ومقاربتنا لشخصية رئيس الجمهورية ومواصفاتها. ولكن للاسف وضعت المعارضة شروطا مسبقة، وبالتالي عطلت الحوار، وكانت النتيجة الشغور الرئاسي لاكثر من سنة.
النائب رعد طمأن الرئيس عون ان لبنان غير معرض لحرب شاملة
الى ذلك، كشف المصدر في الح.زب ان موقف بعض الاطراف اللبنانية، وبخاصة الاطراف المسيحية، لم تقبل ان يدعم الح.زب غزة، نظرا لما يتعرض له اهلها المظلومون. وبعد تصريح رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انه لا توجد معاهدة دفاع عن غزة منتقدا المقاومة على تحريك جبهة الجنوب للتخفيف عما يحصل في غزة ، زار النائب محمد رعد عون لتوضيح هدف المقاومة من فتح جبهة الجنوب حيث اكد رعد ان :» لا انسانيتنا ولا مبادئنا تسمح لنا بالسكوت عما يتعرض له اهل غزة من قتل وابادة من قبل الكيان الصهيوني. وبناء على هذه الثوابت، قرر الح.زب اسناد غزة عبر استهداف جيش الاحتلال والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.»
اضف على ذلك، طمأن النائب محمد رعد خلال زيارته السابقة لعون ان لبنان ليس معرضا للحرب الشاملة، وهذه الزيارة كانت ايجابية جدا بالنسبة لعون.
تقاطع واضح بين اللجنة الخماسية ومبادرة تكتل الاعتدال الرئاسية
بموازاة ذلك، لفتت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان هناك تقاطعا واضحا بين اعضاء اللجنة الخماسية وبين مبادرة الاعتدال الرئاسية، لناحية ان تكتل الاعتدال اتى تحركه تزامنا مع اول زيارة قامت بها اللجنة الخماسية للرئيس نبيه بري، ومن ثم زار تكتل الاعتدال الرئيس بري.
وهذا التقاطع بين الجهتين يشير الى امرين :
– تحرك كتلة الاعتدال التي كانت في موقع الحياد في سياق الانتخابات الرئاسية، وتقديمها مبادرة رئاسية لكل الاطراف السياسية اللبنانية. والجدير بالذكر ان تكتل الاعتدال هو تكتل ذو خلفية سنية ودعم سعودي من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية على قاعدة الخيار الثالث.
– اللجنة الخماسية تقول انه حان الوقت لكسر هذا الجمود في الملف الرئاسي، ولتضيف ان هناك كتلة حيادية، وهي تكتل الاعتدال، قررت اليوم الدخول بمبادرة وفق ما يقوله الدستور وليس بترشيح شخصية معينة.
واشارت هذه الاوساط السياسية ان موقف اللجنة الخماسية اصبح مرتكزا على مبدأ الخيار الثالث لرئاسة الجمهورية، حيث كانت قد اجتمعت سابقا هذه اللجنة في السفارة القطرية في بيروت، وبعثت برسالة اثنت على الجهود التي قامت بها كتلة الاعتدال في المجال الرئاسي.
المعارضة ترفض تعميم المسؤولية بشان استمرار الشغور الرئاسي
الى ذلك، وبعد كلام عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله للديار بان الشغور الرئاسي سببه انانية الاطراف اللبنانية وليس حرب غزة، اعتبرت مصادر في المعارضة انه لا يجوز التعميم في هذا المجال، بمعنى ان المعارضة ترى ايضا ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية ازمة داخلية، مشيرة الى ان «ولادة» اللجنة الخماسية كانت بعد حصول الشغور الرئاسي، وهدفها انهاء هذه الوضع القائم في لبنان. ولفتت الى ان هناك قوى لبنانية تمسكت بمرشحها الرئاسي وعطلت النصاب، الى جانب عدم حصول جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس.
واضافت مصادر المعارضة ان اليوم التوجه السائد في الملف الرئاسي هو الخيار الثالث الذي يقضي بوضع اسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية، يليه تشاور وتفاوض للتوصل الى اجماع على مرشح واحد، ومن ثم يصوت النواب في البرلمان وينتخبون رئيسا. وهنا رأت مصادر في المعارضة ان فريق الممانعة لا يريد الا مرشحه الرئاسي، ولا يقبل الخيار الثالث، ولذلك ترفض المعارضة تحميلها مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي.
القوات اللبنانية: نرفض اعرافا جديدة لانتخاب رئيس ومبادرة الاعتدال هي الطريق لانهاء الشغور
من جهته، اوضح مسؤول بارز في القوات اللبنانية موقفها لـ «الديار» بان الامر لا يعنيها اذا كان الرئيس نبيه بري هو عراب المبادرة الرئاسية التي اطلقها تكتل الاعتدال او اذا لم يكن هو المسؤول عن هذه المبادرة، بل جل ما يهم «القوات «التي أيدت مبادرة الاعتدال الرئاسية، هو فكرتان اساسيتان فيها.
الفكرة الاولى في هذه المبادرة هي تداعي النواب لجلسة تشاورية ليوم واحد في مجلس النواب بمعزل عن نتيجتها. والفكرة الثانية هي ان تقوم الكتل والنواب الذين اجتمعوا في هذا اللقاء التشاوري، بتوجيه نداء لرئيس مجلس النواب من اجل الدعوة الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية.
وفي السياق ذاته، تساءل المسؤول القواتي البارز :انه كيف يمكن لشخص ان يقول انه عراب لمبادرة معينة ومن ثم يقوم بنسفها؟ ذلك ان مبادرة تكتل الاعتدال الرئاسية انبثقت من ضرورة انتخاب رئيس واجراء الانتخابات وفق الآلية الدستورية.
واعتبر المسؤول القواتي ان الرئيس بري اصر على ان الامانة العامة تدعو اولا للحوار ومن ثم هو يترأسه، رغم علم بري ان هذا الحوار مرفوض من عدد كبير من الكتل النيابية لان التجارب السابقة للحوار لم تأت بنتائج ايجابية. اضف الى ذلك، كشف ان هناك كتلا نيابية وازنة وكبيرة ترفض تكريس «عرف» بان يحصل حوار قبل الذهاب الى الانتخابات الرئاسية. والحال ان هذا العرف اذا تم تطبيقه، عندئذ يجب تعديل الدستور والغاء البند الذي ينص على الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، واستبداله ببند اخر ينص ان الانتخابات الرئاسية تحصل عبر حوار يديره رئيس مجلس النواب اللبناني. وهذا امر مرفوض من القوات اللبنانية ومن عدة كتل واحزاب اخرى.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
«الخارجية» ردّت على الرسالة الفرنسية: لا رغبة بالحرب ولتطبيق الـقرار 1701
الانباء الواردة من كواليس مفاوضات قطر لوقف النار في غزة تسير في اتجاه ايجابي وجهود الوساطة تتقدم. مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعلن ان” مجلس الحرب قرّر إرسال وفد الى قطر لإجراء محادثات حول صفقة التبادل بعد ردّ حركة “ح”. لكنّ ايجابية غزة تقابلها سلبية رفح مع مصادقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على خطة عسكرية لاجتياح رفح يستعد الجيش لها، كما لإخلاء السكان والنازحين .
والسباق المحموم بين التفاوض والتصعيد في غزة ورفح، يشبه الى حدّ ما السباق على الجبهة اللبنانية الجنوبية بين استقرار وتفجير على مستوى واسع. فعلى الرغم من مواقف امين عام الح.زب الداعية الى التروي والصبر لا تبدو اسرائيل في وارد التهدئة، الا اذا نجحت هدنة غزة وسرى مفعولها على لبنان خلافا لما اعلنه الموفد الاميركي اموس هوكشتاين من بيروت. الا ان اوساطا ديبلوماسية لم تستبعد حصول مفاجآت ان على المستوى اللبناني العسكري او حتى الرئاسي.
الرسالة الفرنسية
وفي معرض المتابعة الرسمية اللبنانية للوضع الامني- العسكري الجنوبي، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وشكره على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
عند بري
وكان بو حبيب قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم عرض للأوضاع العامة والإتصالات السياسية والمستجدات الميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان لا سيما القرى الحدودية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وقطاع غزة. وبعد اللقاء، قال بوحبيب: “دائما أزور دولة الرئيس بري من أجل بحث قضايا مهمة تهم البلد ككل، وطبعا دولته ركن أساسي في الدولة ولديه حكمة ومعرفة في الشؤون الخارجية”. وأضاف: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”. وختم بو حبيب: “اليوم قمت بتسليم رسالة الدولة للسفير الفرنسي وطبعا الرئيس ميقاتي والرئيس بري على اطلاع، وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم”.
قاآني في بيروت
في الغضون، أعلنت سبعة مصادر أنه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة “ح” في غزة، زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “الح.زب” بعد ذلك، وفق “رويترز”. وذكرت المصادر أن قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية مع أمين عام “الح.زب” السيد نصرالله للمرة الثالثة على الأقل منذ السابع من تشرين الأول. وأضافت المصادر أن “الحديث تحول إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً في لبنان”. وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمرة على “الح.زب”. وأشارت جميع المصادر، وفق “رويترز”، إلى أنه في الاجتماع الذي لم يعلن عنه سابقاً، طمأن نصرالله قاآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “الح.زب” سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المحادثات.
مواصلة الحرب
ليس بعيدا، وفيما أعلن الح.زب علناً أكثر من مرة أنه سيوقف هجماته الحدودية على إسرائيل بمجرد أن توقف هجماتها على غزة، وفي وقت رجح المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، ألا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى استقرار الأوضاع تلقائيا في جنوب لبنان، قالت سيما شاين، المسؤولة السابقة في المخابرات الإسرائيلية، والتي ترأس حاليا برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي “إذا تم التوصل لهدنة في غزة، فهناك اتجاهان داخل إسرائيل، لكن انطباعي هو أن الاتجاه الذي يؤيد مواصلة الحرب على الحدود مع الح.زب هو الأقوى”، وفق ما نقلت رويترز.
قصف وغارات
في المستجدات الميدانية، شن الطيران الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب، وتعرضت تلة حمامص ومحيط الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي اطراف بلدة علما الشعب، واستهدف منزلاً من 3 طوابق. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بساتين مزرعة سَرَدَة قرب غربي الوزاني بعدد من القذائف عيار 155 ملم. وليلا أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على جبل اللبونة، اطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور، ما ادى الى اشتعال النار في الجبل مكان الغارة، تزامن ذلك مع اطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات “اليونيفيل” في الناقورة. كما قصفت المدفعية الاسرائيلية قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة. وبعد الظهر، تم اُطلاق صاروخين على موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
اليمن يضع معادلاته الجديدة قيد التنفيذ: أربع سفن ومدمّرة أميركية تحت النار
حماس تقدّم مبادرة تفاوضيّة تلتزم شروطها السابقة مع جدولة زمنية وأعداد الأسرى
واشنطن: المبادرة ضمن الإطار المقبول… ونتنياهو ينتقد… ويرسل وفده إلى الدوحة
ما كاد يبدأ تنفيذ المعادلة اليمنية الجديدة التي أعلنها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي لتترجم رؤية محور المقاومة، لمفهوم العضّ على الأصابع التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حتى اتبعته حركة حماس بالتقدم بمبادرة تفاوضية تلتزم شروط المقاومة، لكنها تبرمجها زمنياً وتتضمّن أرقاماً مقترحة لتبادل الأسرى، تمّت صياغتها بلغة مرنة، حتى بدأ الأميركي والإسرائيلي يتصرّفان بطريقة مختلفة. فالوقوع بين سندان التصعيد ومطرقة التفاوض ليس من مخرج له بالذهاب إلى معركة في رفح لا تتوافر الذخائر اللازمة لخوضها، كما تقول تقارير الخبراء العسكريين في الكيان، فكيف بشنّ حرب على لبنان تحتاج الى ألوية محاربة بروح قتالية عالية. والألوية قد جرى تدميرها وتدمير روحها المعنوية في غزة؟
خلال ساعات من إعلان السيد الحوثي بدأ الجيش اليمني التنفيذ، فأعلن عن استهداف سفينة إسرائيلية ومدمرة أميركية في البحر الأحمر، وثلاث سفن تجارية إسرائيلية وأميركية في المحيط الهندي، واعترفت المكاتب الملاحيّة البريطانية بعمليات الاستهداف، وقالت إن سفينة أصيبت بصاروخ يمني ألحق بها أضراراً في البحر الأحمر.
مبادرة حركة حماس تحدّثت عن ثلاث مراحل للاتفاق تنتهي بـ وقف نهائيّ للحرب، وإطلاق إعادة الإعمار في المرحلة الثالثة، وفك الحصار وإنجاز الانسحاب الكامل في المرحلة الثانية، وتتضمّن مرحلتها الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي صلاح الدين والرشيد، وفتح طريق العودة للنازحين إلى الشمال، وتأمين تدفق المساعدات على كل مناطق قطاع غزة، وتستمرّ لستة أسابيع يتمّ خلالها تبادل الأسرى وفق معادلة المسنّين والنساء والأطفال والمرضى، من ضمنها نسبة عالية من أصحاب المؤبدات من الأسرى الفلسطينيين على أن يكون مقابل كل أسير لدى المقاومة 30 أسيراً فلسطينياً، على أن يصبح الرقم 50 أسيراً عندما يبدأ تبادل الجنود.
التعليق الأميركي الفوري على لسان الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، جاء إيجابياً بالقول إن مبادرة حماس تأتي ضمن أطر التفاوض الذي اتفق عليه في باريس؛ فيما رأى مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن المبادرة غير منطقية، لكنه عملياً قرّر إرسال وفده المفاوض الى الدوحة لاستئناف المفاوضات المجمّدة، ويناقش خلال أيام توسيع صلاحيات الوفد المفاوض.
وفيما انقضت المهلة التي حدّدتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان لتنفيذ شروطها قبل شنّ عدوان واسع على لبنان، واصلت المقاومة في لبنان دكّ مواقع الاحتلال الإسرائيلي، فقد استهدفت مواقع المرج والمالكية والرادار بالأسلحة المدفعية والصاروخية وحققت إصابات مباشرة، كما استهدفت تجمّعات لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع الراهب، وفي محيط مواقع بركة ريشا وحدب يارين ورويسات العلم، بالأسلحة المدفعيّة والصاروخية محققة إصابات مباشرة. كذلك قصفت المقاومة قوة صهيونية أثناء دخولها لثكنة زرعيت، وقوة أخرى في محيط موقع جل العلام أثناء تحرّكها خلف الجدار الحدودي بالأسلحة المناسبة، وحققت إصابات مباشرة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن «إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شلومي في الجليل الغربي».
في المقابل، شنّ طيران الاحتلال غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب، وتعرّضت تلة حمامص ومحيط الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف طيران الاحتلال أطراف بلدة علما الشعب، واستهدف منزلاً من ٣ طوابق. وأغار على جبل اللبونة، أطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور ما أدّى الى اشتعال النار في الجبل مكان الغارة، تزامن ذلك مع إطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات «اليونيفيل» في الناقورة. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة.
ولفتت أوساط مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» إلى أن المهلة التي وضعتها قوات الاحتلال لفرض شروطها على لبنان بإبعاد حزب الله عن الحدود وترتيبات وضمانات لمصلحة العدو سقطت أمس، بعدما مرّ منتصف آذار ولم تجرؤ «إسرائيل» على تنفيذ تهديداتها. مشيرة الى أن من يمنع العدو من توسيع عدوانه أو القيام بحرب كبيرة على لبنان ليس القرارات الدولية ولا الرأي العام الدولي، بل قوة الردع التي تفرضها المقاومة على الحدود، إذ لم تتجرأ حكومة العدو على اتخاذ قرار الحرب الشاملة على لبنان طيلة أشهر الحرب الستة رغم ما تقوم به المقاومة من عمليات نوعيّة تكبّد جيش الاحتلال خسائر كبيرة وتفرض معادلة قاسية على منطقة الشمال تعجز حكومة العدو عن إيجاد الحل لها. وأكدت الأوساط على ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المقاومة لن توقف عملياتها ولن ترهبها التهديدات الإسرائيلية والغربية، وتهدئة الجبهة يكون بوقف العدوان على غزة.
وفي سياق ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنّ الحل الأمثل لمشكلة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة يتمثّل برحيلهم.
وخلال خطبة الجمعة 2024 علّق السيد صفي الدين على تصريحات رئيس المجلس البلدي في مستوطنة «كريات شمونة» التي تستهدفها المقاومة، والذي اعتقد أن عدد المستوطنين الذين سيغادرون بشكل كامل يتراوح بين 25 و40%.
وقال: «إن العدوّ واهم في حال فكّر أن في جنوب لبنان من سيهادن أو يتنازل أو يتراجع أو يتخلّى عن المسؤولية، لأن أهل الجنوب كما أهل البقاع كما أهل المقاومة منذ أن عرفوا المقاومة سبيلًا تمسّكوا بهذا الخيار ولن يتراجعوا عنه أبدًا معًا حتّى إزالة «إسرائيل» من الوجود».
بدوره، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أن يد المقاومة لا تزال هي العليا رغم كل الوجع ورغم كل هذه التضحيات التي نقدّم، لكن العدو لا يستطيع أن يتقدّم شبراً واحداً في بلادنا، وهذا العدو لا يزال يلتزم قواعد الردع وإن حاول أن يتفلّت منها في ضربة هنا أو قصف هناك وفي إسقاط بعض الشهداء هنالك، فإنما يرتدع وليمضي في التزامه بقواعد الردع لكنه يعبر عن غيظه فيما يفعله المجاهدون في جبهته، هذا العدو نقاتله في الأرض التي يحتلها العدو ولا يقاتلنا العدو في أرضنا».
ورأى أن «الزمن الذي يقاتلنا العدو في أرضنا، انتهى، نحن نقاتله في الأرض التي يحتلها ونحن نوجعه ونؤلمه ونثير غيظه. وهو كان يتوقع منا أن نصمت ونتفرّج مع المتفرّجين على ما يرتكبه من جرائم بحق الإنسانية في غزة. كيف لنا أن نصمت وأن نغض الطرف وأن لا نتضامن مع أناس يموتون جوعاً ويستهدف العدو أمنهم وأطفالهم ونساءهم وبيوتهم ويستهدف حياتهم؟ كيف لنا أن نسكت؟ ومن يظن أنّ بسكوته إنما يحمي وجوده هو مشتبه بل خاطئ ومخطئ؟ لأن الكيان الصهيوني عندما يستقوي على أهل غزة اليوم سيستقوي على أهل المنطقة كلها في يوم آخر. نحن نقف في وجه هذا العدو أولاً لنشغل هذا العدو ونمارس الضغوط عليه من أجل أن يوقف عدوانه الغاشم على غزة وأهلها، ومن أجل أن نحمي بلدنا وشعبنا ونحفظ مصالحنا الوطنية وأن نقول للعدو نحن جاهزون ولن نترك لك فرصة أن تستبيح بلدنا كما فعلت مع غيرنا. نحن لا نأخذ بوعيدك وتهديدك ولا ترهبنا صرخاتك ولا نظنك أنك فاعل، لأنك أجبن من أن تشن حرباً على لبنان».
إلى ذلك، عملت «البناء» أن وزارة الخارجية اللبنانية وبعد مشاورات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، سلّمت الفرنسيين عبر سفير فرنسا في لبنان، الرد على الورقة الفرنسية، ويتضمّن الردّ استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 لكن على «إسرائيل» تطبيق القرار وووقف خروقاتها واعتداءاتها على لبنان والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية لا سيما الغجر والنقاط الـ13 من ضمنها بـ1 ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ووفق الردّ، يرفض لبنان انسحاب حزب الله من الحدود وتقديم ضمانات أمنيّة للعدو، خصوصاً قبل انسحابه من الأراضي المحتلة ووقف العدوان على غزة.
واطلعت وكالة «رويترز» على رسالة وجهتها وزارة الخارجية اللبنانية إلى السفارة الفرنسية في بيروت، حيث قالت: إنّ بيروت تعتقد أن المبادرة الفرنسية بشأن التطورات العسكرية مع «إسرائيل» والحدود الجنوبية «يمكن أن تكون خطوة مهمة»، نحو السلام والأمن في لبنان والمنطقة.
وذكرت الخارجية اللبنانية، أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، كان «حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الدائم»، مشيرة إلى أنّ «لبنان لا يسعى للحرب»، لكنه يريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة الأراضي اللبنانية براً وجواً وبحراً. وأضافت أنّه بمجرد توقف الانتهاكات، فإن لبنان سيلتزم باستئناف الاجتماعات الثلاثيّة مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل غير المباشرة، «لمناقشة كافة الخلافات والتوصل إلى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701».
إلا أن مصادر سياسية أوضحت لـ»البناء» أن الورقة الفرنسية سقطت فور زيارة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين الأخيرة الى لبنان، لكون الأميركيين يرفضون المقترح الفرنسي واستعادوا زمام المبادرة على صعيد التفاوض بين لبنان والعدو، لا سيما أن ما عرضه هوكشتاين في طروحاته الأخيرة تحت السقف الفرنسي الذي يطلب من حزب الله التراجع 10 كلم من الحدود، فيما الكلام الأميركي لم يتحدث عن هذا الانسحاب بشكل واضح بل كان أكثر واقعيّة، وتراجع الى حدود إخلاء الصواريخ الثقيلة فقط. وشدّدت المصادر على أن كل الحديث عن ترتيبات على الحدود قبل وقف العدوان على غزة لا معنى ولا قيمة له.
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب زار السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وشكره على العاطفة والاهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا إلا الخير والازدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
وكان بو حبيب زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والاتصالات السياسية والمستجدات الميدانية على ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان لا سيما القرى الحدودية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وقطاع غزة. وبعد اللقاء، قال بوحبيب: «تكلّمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيّدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها»، مضيفاً: «اليوم قمت بتسليم رسالة الدولة للسفير الفرنسي وطبعاً الرئيس ميقاتي والرئيس بري على اطلاع، وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار واستكمال هذه المبادرة. وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الاتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم».
الى ذلك، أفادت قناة الجزيرة أن حركة حماس عرضت مقترحاً لوقف إطلاق النار على 3 مراحل تستمرّ كل منها 42 يوماً. حيث اشترطت حماس انسحاب قوات الاحتلال بالمرحلة الأولى من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات. كما عرضت مقابل الإفراج عن كل مجنّدة أسيرة حية 50 أسيراً فلسطينياً، 30 منهم من أصحاب المؤبّدات. واشترطت مع بدء المرحلة الثانية إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.
وتضمّن مقترح حماس البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة وإنهاء الحصار مع بدء المرحلة الثالثة.
وأكدت مصادر مطلعة في حركة حماس لـ»البناء» مضامين هذه الورقة، مشيرة الى أن الحركة أبدت مرونة في التفاوض من دون التخلي عن مبادئها وثوابتها في الدفاع عن شعبها وأرضها واستعادة كامل الحقوق الفلسطينية. لافتة الى أن الكرة في ملعب العدو الإسرائيلي.
وعلمت «البناء» أن تعليمة أميركية وصلت الى جهات إعلامية وسياسية لبنانية وعربية وإقليمية لشن حملة إعلامية على حركة حماس لتشويه صورتها في إطار الحرب الإعلامية التي تخوضها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حركات المقاومة. ولفتت مصادر حماس لـ»البناء» في هذا السياق الى أن هذه الحملة مستغربة من وسائل إعلام لبنانية وعربية ضد حركة مقاومة تقاتل العدو دفاعاً عن أرضها وشعبها في وجه الوحشية الإسرائيلية التي تنقل على شاشات التلفزة العالمية. وأوضحت أن حملة التشويه هذه هي خطوة استباقية لتشويه انتصار المقاومة الذي سيعلن عاجلاً أم آجلاً وسيترك تداعيات كبيرة على غزة وفلسطين وكل المنطقة.
على صعيد آخر، فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة الثلاثاء المقبل في السراي الكبير، زار السفير السعودي لدى لبنان، وليد بن عبد الله بخاري، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، فى مقرّ الكرسي البطريركيّ، في بيروت، وناقشا التطورات السياسية الحاصلة محليًا وإقليميًا، وما آلت اليه الاتصالات والمساعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، والدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وكسر الشغور المستمرّ في موقع الرئاسة.
وأطلق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، سلسلة مواقف من التطورات خلال العشاء التمويلي السنوي لـ»التيار»، واعتبر أن وثيقة التفاهم مع «حزب الله» بحاجة إلى تطوير وهذا ما لم يحصل، مشيرا إلى أن «التيار لم يخرج عن التفاهم ولكن حزب الله خرج حين تخلّى عن بناء الدولة والشراكة وتخطّى سقف حماية لبنان». ولفت إلى أن «التيار لم يغيّر موقفه، وما زال مع المقاومة بوجه «إسرائيل» والإرهاب طالما الجيش اللبناني غير قادر على القيام وحده بالمهمة. ومن يريد أن يسحب سلاح حزب الله، عليه رفع الحظر عن تسليح الجيش ويزوّده بنصف كمية أسلحة «إسرائيل»».
وذكر أن «لبنان لا يمكن أن يكون على الحياد بالصراع مع «إسرائيل»، لكن يمكنه أن يمارس التحييد عن صراعات تضرّه. صراعه مع «إسرائيل» يمكن أن يأخذ أشكالاً عسكرية بالدفاع عن النفس وبتحرير الأرض، وشهداؤه يكونون على طريق شبعا ووقف الاعتداءات علينا، ومن اجل عودة اللاجئين والنازحين وتحرير نفطنا وغازنا من قبضة الأسر الدولي الإسرائيلي». وشدّد باسيل على أن «الأساس هو وحدة الساحة اللبنانية وهنا التحدي لننطلق موحّدين وأقوياء لساحات ثانية».
وقال: «أدعو بكركي لجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الإقصاء المتعمّد الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي. بكركي لا يمكنها أن تعتذر بحجة أن هناك من لا يلبي الدعوة. مسؤوليّتها أن تدعو ومن لا يلبي الدعوة، يتحمّل مسؤولية غيابه والإقصاء أمام التاريخ والناس، وحينها تنكشف كذبة الحجّة وكذبة الشعار. كل القوى المدعوّة يجب أن تأتي بنيات صافية، دون التخلّي عن أفكارها وأهدافها المشروعة».
نسخ الرابط :