افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هوكشتين في بيروت: المساعي رهن جولة بلينكن

 

يصل المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت غداً الخميس في زيارة سريعة، يلتقي خلالها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري.

وبحسب المعلومات، فإن هوكشتين الذي زار كيان العدو يوم الخميس الماضي، التقى أمس في العاصمة الإيطالية نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، الذي يتولّى التواصل بينه وبين الجهات اللبنانية الرسمية والسياسية. وقد أطلعه على نتائج زيارته ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وأبلغه أنه ينتظر الآن نتائج زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإسرائيل لأجل تحديد مسار عمله في المرحلة المقبلة.

وبرغم التكتم على الاتصالات الجارية، فإن المعطيات تشير الى أن الموفد الأميركي سمع كلاماً إسرائيلياً كبيراً حول الوضع في لبنان، وهو كلام يضعه المسؤولون في لبنان في إطار التهويل، وخصوصاً مع رجل يفترض أن يقود مفاوضات حول "اليوم التالي" لبنانياً. كما علم أن هوكشتين يعمل في ظل أجواء تقول بأن الإدارة الأميركية تنوي إلزام إسرائيل بالانتقال سريعاً الى "المرحلة التالية من عمليّتها العسكرية في غزة"، وأن الأميركيين يأملون بأن تكون هذه المرحلة "مدخلاً لوقف العمليات العسكرية الكبيرة، ما يسمح بوقف العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية". وهو "يعتقد بأن ذلك سيسمح بانطلاقة مساعيه الهادفة الى إعادة تنظيم الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي على الحدود الجنوبية للبنان، ما يسمح بالسير قدماً في مساعي إلزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بمندرجات القرار 1701، وإنهاء النزاع على النقاط البرية العالقة على الخط الأزرق".

ونقل عن الموفد الأميركي بأنه ليس مخوّلاً في هذه المرحلة البحث في مستقبل مزارع شبعا، وأن "المعطيات التي في حوزته تشير الى أن سوريا لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بصورة رسمية خريطة حدودها البرية مع لبنان في هذه المنطقة، وبالتالي فإن البتّ بمصير المزارع يحتاج الى توافق لبناني – سوري قبل أي بحث مع إسرائيل".

***************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

هوكشتاين يسابق من بيروت “الإعصار” التصعيدي

على مقربة من التشييع الحاشد الذي أقيم في بلدة خربة سلم للقيادي الميداني البارز في “الحزب ” وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل اول من امس، صعدت الدولة العبرية امس إعصار الاغتيالات فاستهدفت قياديا اخر لا يقل أهمية في موقعه الميداني في “الحزب ” بوصفه مسؤول الوحدة الجوية في الحزب علي حسين برجي، الامر الذي يرسم علامات شديدة الخطورة حيال مسار التصعيد المتدحرج الذي تتبعه إسرائيل على الجبهة الجنوبية ل#لبنان ان في حرب الاغتيالات او في المواجهة الميدانية. وبطبيعة الحال فان توغل الردود الميدانية لـ”الحزب ” على الاغتيالات على النحو الذي حصل امس في استهداف الحزب لموقع القيادة العسكرية الإسرائيلية في الجليل الأعلى الواقع في مدينة صفد يعتبر مؤشرا لاقتراب العد العكسي للانفجار الشامل المحتمل بين إسرائيل والحزب من النقطة التي قد يصعب معها لجم او ردع او احتواء الانزلاق الى الحرب، سواء كان متعمدا او بفعل تطور سريع غير محسوب لخسائر موجعة يسددها احد الفريقين الى الاخر في لحظة مواجهة ضارية.

 

تبعا للتصعيد المخيف الذي توالت فصوله امس ان بحرب التصفيات وان بالمواجهات الميدانية لم يعد غريبا “تهافت” الموفدين الدوليين والغربيين الى بيروت على النحو الحاصل بما يعكس تصاعد المخاوف الخارجية الى ذروتها من تفلت المواجهات الجارية عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل من ضوابط الخطوط الحمر التي ظلت قائمة حتى الان رغم الضراوة التي بدأت تظلل المواجهات. ولذا ستتركز الأنظار من اليوم على المهمة الجديدة التي يتولاها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس #هوكشتاين الذي علمت “النهار” انه سيصل اليوم الى بيروت في زيارة تستمر يومين، وتسبق وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون غدا لتسلم منصبها كقائمة بالأعمال للولايات المتحدة الى ان تقدم أوراق اعتمادها كسفيرة الى رئيس الجمهورية العتيد عقب انتخابه. المعلومات عن مهمة هوكشتاين ظلت عرضة للاجتهادات المحلية من دون أي دقة كافية وحاسمة في انتظار شروعه في اللقاءات مع المسؤولين الرسميين التي سيبدأها من دون انتظار السفيرة الجديدة بما يعكس الطابع العاجل والاستثنائي لزيارته وما سينقل خلالها من أفكار واتجاهات تهدف الى تبريد الجبهة الميدانية جنوبا أولا والانطلاق في مفاوضات جديدة تهدف الى تحريك ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وعلمت “النهار” ان هوكشتاين سيبقي لقاءه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى خاتمة زيارته يوم غد بعد ان يكون انهى لقاءاته الأخرى في بيروت. وكان هوكشتاين التقى قبل يومين في روما نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

 

وعشية وصول المبعوث الاميركي، جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار #لاكروا على المسؤولين اللبنانيين الرسميين مؤكدا “التزام الأمين العام و#الأمم المتحدة تجاه لبنان وإستمرارهما في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار”. واثار الموفد الأممي تخوفه من إستمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان ودعا “كل الاطراف الى التهدئة، والى دعم الجيش في #جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق”. وأفادت معلومات ان لاكروا طلب من لبنان اتخاذ اجراءات محددة لمنع تدهور الاوضاع نحو الأسوأ فيما حمل لبنان لاكروا رسالة بضرورة التنفيذ الشامل للقرار 1701 بما فيه الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

 

غير ان وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك التي كان يفترض ان تصل امس الى بيروت من القاهرة لتبدأ محادثات مع عدد من المسؤولين، علمت “النهار” ان وصولها تأخر بسبب مسالة لوجستية إدارية متعلقة بجوازات السفر لكن زيارتها المقررة للبنان قائمة ولم تلغ وستلتقي الرئيس نجيب ميقاتي قبل الظهر. واصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا أعتذرت فيه من الصحافيين “لإلغاء الموعد الذي كان مقررا مساء اليوم (امس) بين الوزير عبدالله بو حبيب ونظيرته الألمانية لأسباب خارجة عن ارادتنا”.

 

التصعيد المتقابل

 

في غضون ذلك اكتسبت المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الحزب ” دلالات جديدة وتراكمية من الخطورة مع تسعير إسرائيل حرب التصفيات لكوادر الحزب فيما اتسمت ردود الحزب ببعد ميداني تمثل باستهداف الأعماق العسكرية الإسرائيلية. وفي يوم ميداني اخر اتسم بتصعيد كبير استهدفت إسرائيل صباحا سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، قتل فيها 3 عناصر لـ”الحزب ” والسيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس في البلدة حوالي الـ300 متر ما سبب حالة من الهلع عند الطلاب والاهالي. وعلى الأثر اطلق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل في وقت واصلت إسرائيل قصف مناطق في الجنوب.

 

بعد ذلك سُجلت غارة بصاروخين اطلقا من مسيّرة استهدفت سيارة متوقفة بجانب الطريق في بلدة خربة سلم على مسافة قصيرة من موكب تشييع القيادي في “الحزب ” وسام الطويل. وادعت وسائل إعلام إسرائيلية ان الضربة التي استهدفت سيارة في بلدة خربة سلم أدت الى مقتل مسؤول العمليات الجوية في “الحزب ” واشارت هيئة البث الإسرائيلية الى تصفية مسؤول وحدة المسيرات في “الحزب ” علي حسين برجي. ولكن “الحزب ” اصدر بيانا ليل امس نفى فيه “نفيا قاطعا الادعاء الإسرائيلي الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق ” باغتيال من سماه تارة مسؤول وحدة المسيرات في الحزب او مسؤول القوة الجوية تارة أخرى”. واكد الحزب ان “الأخ المجاهد مسؤول وحدة المسيرات في الحزب لم يتعرض بتاتا لاي محاولة اغتيال”.

 

في المقابل، كان “الحزب ” اعلن انه “في إطار الرد على جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد) قامت المقاومة الإسلامية في ‏لبنان باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية”.‌‏ ايضا، اعلن استهدافه موقع البغدادي وثكنة وموقع حانيتا وتجمعا للجنود في محيط ثكنة أدميت وموقع رويسات القرن .

 

ونعى “الحزب ” تباعا عيسى علي نور الدين من بلدة برج قلاويه ومحمد شريف السيد ناصر من بلدة حي الفيكاني في البقاع وحسن عبد الحسين اسماعيل من بلدة عيتا الشعب. وفي وقت لاحق نعى علي حسين برجي “أبو مهدي” من بلدة مركبا.

 

وفي تشييع حاشد اقيم في بلدة خربة سلم للقيادي في الحزب وسام حسن طويل

اعلن الشيخ نبيل قاووق في كلمة باسم الحزب ” نقول لرئيس حكومة العدو نتنياهو لو لم تكن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت لما كانت تتوسل أميركا والدول الغربية لعودة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال، ولما كانت إسرائيل تستجدي الأمم المتحدة والدول الكبرى لتطبيق 1701، ولما كانت إسرائيل تطلب الحماية من أميركا و20 دولة في العالم لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”.

 

وقال:”سنبقى في ميادين القتال ننصر غزة بسلاحنا وأقدس دماء شهدائنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدو إلا الصواريخ والمسيرات حتى نصنع النكبة الكبرى لإسرائيل، ليس بيننا وبينكم إلا القتال والمفاجآت الكبرى حتى نرفع بإذن الله مع شعبنا في فلسطين ومع أهلنا في العراق وفي اليمن وكل ساحات المقاومة، رايات الانتصار، وراية فلسطين فوق أسوار القدس وقبة الأقصى”.

 

المفاوضات والرئاسة

 

اما في تداعيات الوضع الميداني على المشهد السياسي فلوحظ ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع عاود اطلاق تحذيراته من ربط أي مفاوضات تتعلق بالوضع في الجنوب بالازمة الرئاسية. وقال في موقف جديد امس “إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا، فرئاسة الجمهوريّة ليست بدلًا عن ضائع، ولن تكون جائزة ترضية لمحور المقاومة، ولن تكون أمرًا ملحقًا لأيّ صفقة لا من قريب ولا من بعيد. إنّ رئاسة الجمهورية في لبنان هي موضوع قائم بحدّ ذاته لا علاقة له بأيّ صفقة أخرى. فبعد كلّ الذي جرى في لبنان وما يعيشه المواطن اللبناني أصبحنا وأكثر من أي وقت آخر بأمس الحاجة الى رئيس جمهوريّة فعليّ ، همّه ، ليس ترتيب أمور محور الممانعة ولا خدمته، إنما تنظيم أمور الجمهورية اللبنانية والالتفات إلى مصالح الشعب اللبناني. نرفض أيّ رئيس صوريّ لا يتمتّع بالصفات المطلوبة لرئيس الجمهوريّة في هذه المرحلة، ويأتي كجزء من تسوية إقليميّة يجري النقاش فيها في الوقت الحاضر”.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

القتل الهادف وقصف الثُكَن يرفعان حماوة الميدان

مشروع المُمانعة لـ”التطبيع الأمني”: شِبعا لـ”التكتيك” ورئيس “عَ القياس”

 

في انتظار ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت غداً بالتزامن مع بدء السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون مهماتها، بدا واضحاً أنّ فريق الممانعة بكل تلاوينها، انخرط في محاولات لحرف مسار الحل الدولي في شأن جبهة الجنوب المشتعلة. ووفق معلومات ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، توسّل «الحزب » عبر وسطاء توجيه رسائل الى الدول المعنية التي تنشط لنزع فتيل الاشتعال في الجنوب، مفادها أنّ هناك نافذة مفتوحة للحل، وأنّ «الحزب»على استعداد للتجاوب معها على قاعدة ربط تطبيق القرار 1701 الذي تتمسك به إسرائيل بترتيبات سياسية في الداخل اللبناني.

 

في المقابل، أكدت مصادر مواكبة لحراك هوكشتاين أنّه «لا يحمل جديداً، بل مجرد عرض أفكار وتقطيع وقت»، ما دامت الجهة المعنية بالترسيم وتطبيق القرار الدولي أي «الحزب » ترفض أي بحث قبل نهاية حرب غزة.

 

ومن أبرز ما جاء في المعلومات الديبلوماسية أنّ «تسويق» رسائل «الحزب» ينطلق من رغبة في إطالة أمد المحادثات الجارية في شأن تطبيق القرار 1701 في انتظار انتهاء حرب غزة، وهو مطلب أعلنه أخيراً السيد حسن نصرالله، مقابل الشروع في مساعٍ لانجاز الاستحقاق الرئاسي وما يليه من قيام حكومة جديدة.

 

وقالت أوساط قيادية في المعارضة تسنّى لها الحصول على هذه المعلومات: «يحاول «الحزب » كسب الوقت، والحصول على مكاسب في السلطة التنفيذية. كما أنّه يضع نفسه في موضع المفاوض القوي. وهذا ما دفع بالمعارضة الى مباشرة تعبئة سياسية لمواجهة هذا التطور الذي قد يؤدي الى قيام سلطة تدور في فلك الممانعة. وأبلغت مراجع قيادية في المعارضة الأقنية الديبلوماسية المعنية بلبنان رفضها بقوة ما تتطلع اليه الممانعة. وأُبلغ بذلك الأميركيون.

 

وما جاء في موقف المعارضة بلغ مسامع الجهات الديبلوماسية المعنية: «المطلوب اليوم بقوة ألا يكون «الحزب » في موقع فارض الشروط فيما هو فعلياً في موقع من يجب أن يمتثل لتطبيق القرار 1701». وحذّرت المعارضة من أنه «إذا سيطر «الحزب» على مفاصل السلطة الجديدة، فلن تنفّذ عندئذ القرارات الدولية. هذا ما سنصل اليه إذا ما انتخب رئيس للجمهورية على مقاس الممانعة، وعندها ستدور الدولة برمتها في فلك «الحزب».

 

وماذا عن مشروع الحل الذي سيحضره غداً هوكشتاين، والذي ينطلق من تصور للترسيم البري بدءاً من الناقورة ساحلاً، وصولاً الى مزارع شبعا جبلاً؟ بحسب المعلومات الديبلوماسية أيضاً، حاول وسطاء الممانعة ذرّ الرماد في العيون في شأن التسوية المرتجاة لمزارع شبعا التي ما زالت حتى اللحظة ضمن ملف الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1973، والتي صدر في شأنها القرار 338 وصنّفها ضمن الأراضي السورية. وبدا أنّ الممانعة، بإرشاد من «الحزب»، تسعى الى الوصول الى ما يسمى «تطبيعاً أمنياً» يؤدي الى ربط نزاع يسمح لـ»الحزب» بمواصلة التمسك بسلاحه بذريعة استخدامه لاحقاً في تحرير المزارع.

 

في المقابل، يبدو أنّ الملف الرئاسي لن يشهد جديداً في ظل الوضع الضاغط جنوباً. وقالت مصادر سياسية أنّ الموفد القطري مستمر في حراكه في ظل ظرف غير مؤاتٍ. ويتوقع وصوله الى بيروت، أو ربما يكون وصل اليها فعلاً، ولكن لم يظهر أي أثر له بعد. أما اللجنة الخماسية، فلا أثر لحراكها. واستبعدت مصادر سياسية أي تحرك قريب لها في انتظار تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.

 

على صعيد متصل، تابع عدد من النواب المستقلين والمعارضين حراكهم من أجل خلق أجواء رئاسية، فعُقد مساء أمس اجتماع ضم نواب «الاعتدال الوطني» و»لبنان الجديد» والنواب عبد الرحمن البزري وحليمة قعقور والياس جرادة، بهدف تأسيس نواة كتلة وازنة ومؤثرة في الاستحقاقات، ولا سيما الإستحقاق الرئاسي. وعلمت «نداء الوطن» أنه تم التأكيد على مواصلة اللقاءات للاتفاق على كل الموضوعات. والأهم هو الدفع في اتجاه انتخاب رئيس.

 

ميدانياً، وفي أوضاع متفاقمة باستمرار، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي مساء أمس، أنّ الجيش قتل قائد الوحدة الجوية لـ»الحزب » في جنوب لبنان علي برجي، مستنداً الى استهداف إسرائيل بصاروخ مسيّرة سيارة في خربة سلم تزامناً مع تشييع قائد فرقة «الرضوان» في «الحزب» وسام الطويل ظهراً. لكن «الحزب» نفى هذه المزاعم ليلاً.

 

من ناحيته أعلن «الحزب » أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي «في إطار الرد» على اغتيال الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري. وكان «الحزب» أعلن السبت استهداف قاعدة مراقبة جوية في شمال إسرائيل في إطار «ردّ أولي» على اغتيال العاروري ورفاقه.

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

حرب لبنان وإسرائيل تدخل مساراً جديداً: اغتيالات وتوسيع لـ12 كيلومتراً

«الحزب » يحاذر ردوداً تؤدي إلى تدحرج… وإسرائيل تعلن اغتيال «قائد مسيّراته»

 

بيروت: نذير رضا

 

عكست الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة على الساحة اللبنانية، وردود «الحزب » عليها، تحولاً في مسار الحرب التي باتت تركز فيها إسرائيل على الاغتيالات ضمن عمليات موضعية، فيما حصر الحزب الرد على أهداف عسكرية، بشكل لا يؤدي إلى حرب واسعة، حسب ما تقول مصادر نيابية لبنانية. وتوسعت دائرة تبادل القصف عملياً إلى 12 كيلومتراً بشكل متكرر، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اغتيال مسؤول عن المسيّرات في الحزب، وهو ما لم يؤكده الحزب في بيان نعي مقاتل يحمل الاسم نفسه.

 

ونفذت إسرائيل اغتيالين خلال أسبوع، أولهما لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، وثانيهما للقيادي في وحدة النخبة في الحزب وسام طويل باستهداف سيارته في بلدة خربة سلم يوم الاثنين. وأثناء تشييع طويل في البلدة، نفذت إسرائيل ضربة استهدفت سيارة في البلدة نفسها أدت إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، حسبما أعلن «الدفاع المدني»، قبل أن تعلن وسائل إعلام إسرائيلية استهداف قيادي في الحزب مسؤول في وحدة المسيرات.

 

وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، بمقتل قيادي آخر في الحزب، قالت إنه مسؤول عن عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة على شمال إسرائيل في الأشهر الأخيرة. وذكرت الصحيفة أن علي حسين برجي، الذي وصفته بأنه قائد القوة الجوية للحزب في الجنوب، قتل في ضربة استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم قُبيل تشييع جنازة طويل. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على الضربة الجوية، فيما أعلن الحزب مقتل برجي، لكنه لم يشر إلى موقعه القيادي أو أن يكون مسؤولاً عن المسيّرات.

 

 

أهداف عسكرية

 

وفي رد على استهداف العاروري وطويل، اختار الحزب أهدافاً عسكرية، إذ استهدف محطة رصد جوي يوم السبت الماضي في جبل الجرمق في الجليل الأعلى، كما استهدف الثلاثاء مقر قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي في مدينة صفد (قاعدة دادو) بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، وقال إن استهدافها يأتي رداً على اغتيال العاروري والطويل.

 

ويشير هذا المسار الجديد إلى تحوّل في مسار المعركة التي انحصرت، على مدى أسابيع، بالقصف المتبادل في المنطقة الحدودية، وهو «مسار جديد لكن لم تظهر معالمه»، كما يقول خبراء عسكريون، لكنهم يدعون إلى الانتظار «كي تتكشف الأمور بالفعل ما إذا كانت انتقالاً إلى مرحلة جديدة»، في إشارة إلى الإعلان الإسرائيلي عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من حرب غزة، ويؤكد هؤلاء «أننا ما زلنا في طور العمليات ولا تزال الاشتباكات قائمة».

 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح لـ«القناة 14» التلفزيونية، إن استهداف الطويل كان «جزءاً من الحرب»، وحذر كاتس من أنه في حالة نشوب حرب كبرى، فإن لبنان «سيتلقى ضربة أقوى 50 مرة من تلك التي تلقاها في حرب عام 2006».

 

ضبط الردود

 

ويتوجس اللبنانيون من أن يكون التصعيد الإسرائيلي مقدمة لاستدراج «الحزب » إلى رد يؤدي إلى توسيع الحرب، في وقت «تقيد الموانع الأميركية بشكل أساسي إسرائيل عن توسيع الحرب»، كما يقول مصدر نيابي مواكب للاتصالات الدولية، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب، حتى الآن، «يختار أهدافاً عسكرية في ردوده، وفي بعض الأحيان تكون الردود نوعية لجهة المسافة أو طريقة الاستهداف، كما جرى في استهداف قاعدة ميرون، أو في استهداف المركز العسكري في صفد»، موضحاً أن هذه الردود «يُفترض ألا تؤدي إلى توسيع الحرب».

 

توسيع إلى عمق 12 كيلومتراً

 

لكن عمق الاستهدافات، وسعه الطرفان عملياً 4 كيلومترات إضافية، إذ توسعت الاستهدافات الإسرائيلية إلى ما يتخطى الـ12 كيلومتراً منذ مطلع الأسبوع، فقد نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على مرحلتين في منطقة الغندورية التي تبعد 12 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية، كما نفذت غارات على بلدة خربة سلم يوم الثلاثاء التي تبعد نحو 10 كيلومترات. وأدت الغارة الأولى على الغندورية إلى مقتل 3 عناصر نعاهم الحزب في بيانات متعاقبة.

 

في المقابل، وسع الحزب مدى استهدافاته، حيث أعلن الثلاثاء أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي «في إطار الرد» على اغتيال الطويل والعاروري. وقال الحزب في بيان إنه استهدف «مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية».

 

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بعد «إطلاق صافرات الإنذار إزاء تسلّل طائرات معادية إلى شمال إسرائيل صباح الثلاثاء، جرى إطلاق (صواريخ) اعتراضية تجاه أهداف جوية معادية عبرت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية». وأضاف أن «طائرة معادية سقطت في قاعدة» تابعة له في شمال إسرائيل، «من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار».

 

وتقع قاعدة «دادو» على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية، وهي مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، التي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان.

 

وشدّد نائب الأمين العام لـ«الحزب »، نعيم قاسم، في كلمة، الثلاثاء، على أن اغتيال القادة، بينهم الطويل «القائد في (كتيبة الرضوان) (المعروفة بأنها وحدة النخبة في الحزب) الذي عمل وضحى في الساحات المختلفة»، لا يمكن أن «يكون محطة تراجع بل هو محطة دفع للمقاومة».

 

قصف متواصل

 

وتصاعدت حدة القصف أمس، وإلى جانب استهداف ثكنة صفد، أعلن «الحزب » عن استهداف ثكنة «يفتاح» عند الحدود مع لبنان بالصواريخ، ومهاجمة مواقع حانيتا والبغدادي ورويسات القرن والتجهيزات الفنية المستحدثة في موقع بياض بليدا ومهاجمة تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة «أدميت». وفي المقابل، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً واسعاً شهدت بلدة كفر كلا أعنفه، حيث أدت الغارات إلى تدمير ثلاثة منازل.

 

في غضون ذلك، بلغ عدد القتلى من المدنيين اللبنانيين منذ بدء الحرب، 38 مواطناً، بالإضافة إلى عسكري واحد في الجيش، خلال 2447 هجوماً إسرائيلياً.

 

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 الجمهورية : لبنان ينتظر هوكشتاين في مهمة مزدوجة .. وباسيل لإخراج الرئاسة من الزجاجة

يشهد لبنان منذ بداية السنة الجديدة هجمة ديبلوماسية دولية ملحوظة، إذ ما أن يودع مبعوثاً دولياً، حتى يستقبل آخر، فيما ينقل جميع هؤلاء الموفدين على اختلاف انتماءاتهم وبلدانهم، رسائل أو دعوات الى وقف التصعيد للحؤول دون تحوّل المواجهات الدائرة على الجبهة الجنوبية وتالياً الحرب التدميرية الاسرائيلية على قطاع غزة، الى حرب تشمل المنطقة، وذلك في ظلّ التهديد الاسرائيلي والتذرّع بتأمين «عودة آمنة» لسكان المستوطنات الشمالية.

ويُنتظر ان يستقبل لبنان قبل نهاية الاسبوع الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ زيارته هذه المرّة تكتسب اهمية كبيرة، لأنّها ستكون مزدوجة او ذات وجهين: الاول، حدودي يتعلق بالوضع السائد على حدود لبنان الجنوبية والانتهاكات الاسرائيلية المتمادية لها قبل القرار 1701 وبعده. اما الوجه الثاني فهو سياسي، ويتصل بالاستحقاقات اللبنانية وتنصّل الولايات المتحدة من التزامات كانت قطعتها ايام ترسيم الحدود البحرية لجهة المساعدة السياسية على إنجاز هذه الاستحقاقات والتي يتصدّرها الاستحقاق الرئاسي.

 

بو حبيب لـ«الجمهورية»:

 

وفيما يُتوقع ان تصل السفيرة الاميركية الجديدة الى لبنان غداً الخميس او الجمعة على أبعد تقدير، ينتظر لبنان وصول هوكشتاين الذي يقوم بجولة في اوروبا، لمعرفة ما اذا كان يحمل طروحات يناقشها مع المسؤولين اللبنانيين في خصوص ملف تثبيت الحدود البرية.

 

وفي هذا الإطار قال وزير الخارحية عبدالله بوحبيب لـ«الجمهورية»: «لم نُبلّغ رسمياً من السفارة الأميركية بزيارة لهوكشتاين، ننتظر معرفة ماذا يحمل لنا الموفد الاميركي الوسيط. وجود «الحزب » على الحدود يفرضه استمرار الاحتلال الاسرائيلي لأراضٍ لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وما تبقّى من الغجر». واضاف: «اذا كانت مهمّة هوكشتاين ترسيم او تثبيت الحدود فقط، فهذا لن يحلّ المشكلة، يجب إظهار الحدود والرجوع الى الخط الاخضر وهو خط الهدنة المرسّم عام 1948، والانسحاب من الاراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونقطة الـB1 في شمال الغجر او خراج بلدة الماري، وكل المسؤولين في لبنان يتحدثون باللغة نفسها، و»الحزب » لديه الموقف نفسه».

 

ورأى بوحبيب انّ «اي اتفاق او حل سنصل اليه يحتاج الى وجود رئيس للجمهورية. ونحن سمعنا انّه لن يكون الاتفاق نهائياً الاّ اذا انتهت حرب غزة وتمّ انتخاب رئيس للجمهورية»، وأكّد «انّ الحل لن يكون الاّ بتطبيق كل مندرجات القرار 1701».

لاكروا

 

وفي انتظار صول هوكشتاين الذي سيتزامن مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة ليز جونسون، لم تختلف مضامين واهداف حركة كل الموفدين الاميركيين والاوروبيين والدوليين، والذين كان آخرهم امس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي التقى رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، ونقل اليهم حسب معلومات «الجمهورية»، قلق المجتمع الدولي من التصعيد العسكري في الجنوب، داعياً «الى بدء طرفي النزاع بخطوات ما، لم يحدّدها، لوقف لتصعيد او على الاقل تخفيفه الى الحدّ الأدنى».

 

وان كان لاكروا مهتم بحكم وظيفته الدولية المتعلقة بعمليات السلام في العالم بتطبيق الاتفاقات الدولية التي تنهي النزاعات، فهو سمع من الجانب اللبناني ما مفاده أن «لا مشكلة لدى لبنان في تطبيق القرارات الدولية، وهو ملتزم بها خلافاً للكيان الاسرائيلي الذي لم يلتزم بها، وانّ لبنان مستعد لتطبيق القرار 1701 كاملاً شرط ان تلتزم اسرائيل بتطبيقه وتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة، من البحر الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، طالما انّها تقرّ بأنّ هذه المزارع ليست فلسطينية، ونحن وسوريا نتدبر أمرنا بالتفاهم لاحقاً بعد انسحاب اسرائيل منها».

واعتبر المسؤولون اللبنانيون انّ وقف الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق الجنوبية، ولا سيما السكنية منها، وإبداء الاستعداد للتفاوض حول الانسحاب من الاراضي اللبنانية، امر قد يُشجع او قد يخلق جواً إيجابياً يمهّد للدخول في المفاوضات حول التهدئة وشروطها وآلياتها التفصيلية. وقد سمع المسؤولون اللبنانيون من لاكروا انّه سيزور اسرائيل اليوم او غداً للغاية نفسها، وهي اتخاذ خطوات معينة لتهدئة الوضع.

 

واكّد لاكروا لجميع الذين التقاهم «التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان وإستمرارهما ببذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار»، وأثار تخوفه من «إستمرار التصعيد القائم في المنطقة وفي لبنان».

 

وفيما أثنى بري على «الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطال عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين، منتهكةً ليس فقط القرار الأممي 1701 إنما كل قواعد الإشتباك»، طالب ميقاتي «المجتمع الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي»، وكرّر «استعداد لبنان الدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701».

 

لا مواعيد قبل الخماسية

 

والى ذلك، في ظل هذه التطورات المتلاحقة، كشفت مصادر سياسية وديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ الإتصالات جارية لتحديد موعد لانعقاد اجتماع للمجموعة الخماسية العربية ـ الدولية على مستوى الصف الثاني، لتعذّر انعقادها على مستوى وزراء الخارجية، وانّ الاتصالات التمهيدية تشي باحتمال اجتماعها في الرياض أو في الدوحة في ضوء التغييرات الكبرى التي طرأت في باريس على مستوى رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة التي ستفتقد على الاقل، الى وزيرة الخارجية كاترين كولونا، وهو امر قد يؤجّل موعد انعقادها الى ان تُشكّل الحكومة الجديدة وسط اعتقاد بأنّها قد تُشكّل في خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري.

 

وعليه، فإنّ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المنتظرة للبنان لا تزال تخضع للنقاش.اما بالنسبة الى زيارتي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني والسعودي الدكتور نزار العلولا، كما تردّد سابقاً، فليس هناك أي موعد رسمي لدى سفارتي بلديهما حتى نهاية الدوام الرسمي أمس.

وفي ظلّ هذه التطورات، وصلت الى بيروت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عصر أمس، وكان مقرّراً ان تلتقي وزير الخارجية عبد الله بوحبيب التاسعة والربع ليلاً، لكن هذا اللقاء أُرجئ، علماً انّها ستلتقي اليوم الرئيسين بري وميقاتي.

 

مواقف لباسيل اليوم

 

على خطٍ آخر، يطلقُ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في مقابلة مع قناة OTV مساء اليوم، سلسلة من المواقف إزاء تداعيات الحرب على لبنان.

 

وفي المعلومات، أنّ باسيل سيعبّر عن موقف التيار لجهة تظهير دور لبنان والحفاظ على حقوقه في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من الخلاصات التي أنتجتها الحرب في غزة وعلى الجنوب، والتي تتقاطع مع مجموعة معطيات إقليمية ودولية، والمعبّرة عن التحولات العميقة وتؤثر بالتالي على لبنان.

 

وفي معلومات لـ«الجمهورية»، أنّ باسيل سيطلق سلسلة من المواقف والأفكار في إطار العلاقات الداخلية، تجاه الجميع. ومن المتوقع أن يدعو الى تحرّك داخلي لإخراج ملف الرئاسة من عنق الزجاجة، كأساسٍ لمعالجة القضايا المالية والإقتصادية والإنمائية، ولكن من منطلق الحفاظ على الشراكة وليس البناء على التجارب السابقة. كما أنّ ملف النظام وتطويره سيكون أساسياً في موقف باسيل، والذي يكتسب أهمية بعد طرحه معادلة اللامركزية والصندوق الإئتماني في مقابل بحث الخيارات البديلة لمعضلة رئاسة الجمهورية.

 

وكان المجلس السياسي لـ«التيار الوطني الحر» اكّد خلال إجتماعه الدوري الأول هذه السنة، انّه انطلاقاً من ايمانه بوحدة لبنان، «يعتبر السلطة أداةً لتحقيق مشروع الدولة، ومن هنا ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية كمنطلق لإعادة تكوين السلطة بتشكيل حكومة تحمل برنامجاً إصلاحياً تنفّذه بالتعاون مع رئيس الجمهورية». واعلن «إنفتاحه على كل ما يسهّل إنتخاب الرئيس على قاعدة إحترام الشراكة والتوازن». معتبراً «أنّ الحلّ الثابت يقتضي البحث في تطوير النظام من ضمن وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق من إتفاق الطائف». ورأى أنّ «توسّع الحرب الإسرائيلية على غزة الى مناطق أخرى داخل الأراضي الفلسطينية وفي جنوب لبنان وانخراط دول أخرى فيها من اليمن الى العراق، كلها مؤشرات إلى تصعيد خطير يهدّد بإنفجار حرب واسعة في المنطقة. وعليه يدعو المجلس الى بلورة موقف وطني لحماية لبنان من الإعتداءات ومن التورط في الحرب».

 

مجلس الوزراء


 

من جهة ثانية، من المتوقع ان يحدّد ميقاتي صباح بعد غد الجمعة موعداً لجلسة لمجلس الوزراء، وُزع جدول اعمالها مساء امس، وهو مؤلف من 34 بنداً و10 مقترحات لحل ازمة النفايات المكدّسة في اكثر من منطقة ومشكلة المطامر، ولا سيما منها مطمر «الكوستابرافا».

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر حكومية، انّ موضوع تعيين رئيس اركان للجيش لن يُطرح من خارج جدول الاعمال، وانّ ميقاتي سيعطي وزير الدفاع موريس سليم مزيداً من الوقت لكي يتمّ هذا الامر، عبر اقتراح يتقدّم به الى مجلس الوزراء قبل 15 الجاري، والّا سيقوم مجلس الوزراء بهذا الامر مع قيادة الجيش في ما يخص رئيس الاركان فقط، حيث تمّ صرف النظر عن المركزين الآخرين الشاغرين في المجلس العسكري في هذه الآونة.

 

وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء اعلنت مساء امس انّ «رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بصدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في البنود المتعلقة بالمواضيع الضرورية المبينة في الجدول المرفق».

 

كلاس لـ«الجمهورية»

 

وفي إطار متصل، عبّر وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس لـ«الجمهورية»، عن أسفه لما آلت اليه الاوضاع الادارية في الوزارات والمؤسسات العامة. ولفت الى أنّ «من الضروري التنبّه لما تعانيه الادارة العامة من اهتراء وضياع للمسؤوليات، ومن شغور بات يهدّد عشرات المواقع من الفئة الاولى وما دونها». وقال: «بات من الضروري مقاربة هذا الموضوع الخطير من زاوية جديدة، فكيف يمكن ان يكون هناك مبدأ «تشريع الضرورة» و»تعيينات استثنائية» ولا يكون هناك اليوم «تعيينات ادارية ضرورية»؟ بالنظر الى حجم الشغور الاداري الذي ادّى الى الشلل وربما الفراغ في بعض المؤسسات العامة، بعدما بات اكثرية المدراء العامين يمارسون مهماتهم بالإنابة او بالوكالة، وهي عملية تهدّد بفراغ قاتل يمس «الكيان الدولتي» ويقود الى عدم الحماسة لتحمّل المسؤوليات الملقاة على الأصيل. فأنا في وزارة الشباب والرياضة لديّ فراغ في مديريتي الشباب والرياضة والمنشآت الرياضية، وهي تعيش حالاً من الشلل يقترب من الفراغ الكلي».

 

ولذلك كله، ختم كلاس قائلاً: «انني انادي من بيدهم القرار ليتحمّلوا المسؤولية. فالتعيينات في المواقع الإدارية لا تقلّ أهمية عن المواقع العسكرية والأمنية. وعلينا القيام بها وفق الأصول المعتمدة في أي فئة، علماً انّ الناس تحتاج الى رؤساء الدوائر والفروع من الفئتين الثالثة والثانية مثل وقبل الاولى، وعلينا ملء الفراغات فيها بأسرع وقت ممكن لضمان استمرارية العمل في المرفق العام وديمومة الخدمة التي ينتظرها منا اللبنانيون».

 

الجبهة الجنوبية

 

وميدانياً، تواصلت المواجهات جنوباً بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وكان البارز فيها الهجوم بالمسيّرات الانقضاضية الذي شنّه «الحزب » على مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الاسرائيلي في ردّ منه على اغتيال احد قادة «قوات الرضوان» وسام الطويل، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري.

 

وفيما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري انّ اسرائيل قتلت امس احد كوادر «الحزب » علي حسين برجي مدّعياً انّه «مسؤول وحدة المسيّرات» في الحزب، ردّت وحدة العلاقات الاعلامية في «الحزب » بالبيان الآتي: «ادّعت هيئة البث في الكيان الصهيوني والمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي انّ العدو قام باغتيال من سمّاه تارةً مسؤول وحدة المسيّرات في «الحزب » او مسؤول القوة الجوية تارة أخرى. انّ العلاقات الاعلامية في «الحزب » تنفي نفياً قاطعاً هذا الادّعاء الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق، وتؤكّد انّ الاخ المجاهد مسؤول وحدة المسيّرات في «الحزب » لم يتعرّض بتاتاً الى اي محاولة اغتيال كما ادّعى العدو».

 

في غضون ذلك، قام عناصر حامية الموقع الاسرائيلي في «الراهب» امس، بتمديد انبوب بلاستيكي بطول 200 م من الموقع، في إتجاه الحرج في الأطراف الغربية لبلدة عيتا الشعب، بمساعدة مسيّرة «درون» كبيرة ورميه على أغصان الأشجار، ويحتوي بداخله على مادة البنزين بعد إحداث فتحات فيه لتسريب البنزين تمهيداً لإحراق الحرج، وذلك بعد فشل المحاولات لإحراقه بواسطة القذائف الحارقة والضوئية وشن غارات عنيفة لإقتلاع الأشجار، فسارعت قوة من الجيش اللبناني الى تفكيك هذه الانابيب وتعطيل مفعولها.

 

وكان «الحزب » شيّع الشهيد وسام طويل (الحاج جواد) في مأتم حاشد امس في بلدة خربة سلم الجنوبية، وتحدث خلال التشييع عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، فقال: «إننا في «الحزب » حزب الشهداء نحن نقوى ونكبر بالشهداء، وأنتم أيها الصهاينة تنهزمون بقتلاكم، ونحن في «الحزب » شعارنا على الدوام (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)». وأكّد «أنّ استشهاد الحاج جواد لن يُخرج جيش الإحتلال من تحت ضربات المقاومة، ولن يعيد المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال، ولن يعوّض هزيمة إسرائيل، فإسرائيل ستبقى أوهن من بيت العنكبوت». وأضاف: «من أرض الجهاد والمقاومة من خربة سلم بلدة الأبطال والشهداء، نقول لرئيس حكومة العدو «نتنياهو»، لو لم تكن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت لما كانت تتوسل أميركا والدول الغربية لعودة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال، ولما كانت إسرائيل تستجدي الأمم المتحدة والدول الكبرى لتطبيق 1701، ولما كانت إسرائيل تطلب الحماية من أميركا و20 دولة في العالم لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر». واعتبر «أنّ إسرائيل اليوم قد هُزمت ولن تصدّق أكاذيب «نتنياهو»، ونقول لنتنياهو إسمع ما قاله الإعلام الإسرائيلي، بأنّ 90 في المئة من الإسرائيليين لا يصدقونك وإنما يصدقون سيّد المقاومة السيد حسن نصر الله».

 

الموقف الاسرائيلي

 

في غضون ذلك، أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مسؤولية إسرائيل عن اغتيال القيادي في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«الحزب » وسام حسن طويل، باستهداف سيارة كان بداخلها في بلدة خربة سلم، جنوبي لبنان.

 

وعلى الرغم من أنّ تل أبيب لم تعترف رسمياً بوقوفها وراء هذه العملية، أشار كاتس، في إطار ردّه على أسئلة خلال لقاء تلفزيوني مع القناة 14 العبرية، إلى «أننا حدّدنا هدفاً، إعادة الأمن لسكان الشمال والجنوب ولدولة إسرائيل، والولايات المتحدة لن تقاتل بدلاً منا». وأوضح أنّه «في ما يتعلق بالاستهداف في جنوب لبنان، فقد تحمّلنا مسؤولية مقتل قائد وحدة الرضوان. هذا جزء من الحرب. نحن نستهدف عناصر «الحزب » والبنية التحتية والأنظمة التي نصبوها لردع إسرائيل».

 

وفي حين لفت إلى أننا «نجبي أثماناً»، أوضح أنّه «توجد هنا حرب ونحن نعمل وفق قواعد معيّنة»، مشيراً إلى أننا «لم نقرّر الآن تدمير 150 ألف صاروخ، ولكننا حدّدنا هدفاً إعادة الأمن لسكان الشمال وسكان الجنوب ودولة إسرائيل».

 

الموقف الايراني

 

وفي المقابل، دانت وزارة الخارجية الإيرانية، «العمل المتهور» الذي أقدمت عليه إسرائيل، عبر اغتيالها طويل. واعتبر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، انّ «لجوء إسرائيل إلى عمليات إرهابية جبانة، يعدّ مؤشر ضعف وإفلاساً عسكرياً واضحاً لهذا الكيان، والذي ينجم عن الضربات الموجعة التي وجّهت إلى شوكته المزيفة في ساحات المعركة، بما في ذلك قطاع غزة». وحذّر كنعاني المجتمع الدولي من «المحاولات السافرة والمتهورة للكيان الصهيوني في توسيع دائرة الحرب والصراع داخل المنطقة»، مؤكّداً أنّ «تمادي هذا الكيان في اقتراف جرائم الحرب على حساب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، يهدّد في شكل فوري السلام والأمن الإقليمي والدولي».

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

لبنان يسأل الموفدين قبل وصول هوكشتاين: ماذا فعلتم لردع العدوان؟

باسيل يمضي بالتمايز عن الحزب .. وزيادة الرواتب غير مدرجة على جدول مجلس الوزراء

 

في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن يذرف دموع التماسيح على الضحايا المدنيين في قطاع غزة من جراء القصف الجنوني والهستيري التدميري على المنازل والمدارس والمستشفيات، مما ادى الى اكثر من 23 الف شهيد، جلُّهم  من الاطفال والنساء، بعد محادثات مع اعضاء مجلس الحرب في اسرائيل (الكابينت)، كانت المواجهات تحتدم في محاور غزة، فضلاً عن جبهة الجنوب (او جبهة الشمال بالتعبير الاسرائيلي)، حيث استمرت عمليات استهداف مواقع الاحتلال ومراكز قيادته في الشمال، ودك مواقعه بالمسيَّرات الانقضاضية وصواريخ بركان، على وقع التشييع الحاشد للقائد الميداني وسام الطويل في مسقط رأسه خربة سلم.

ولم توفر طائرات العدوان المشيعين قبل انطلاق المسيرة، اذ استهدفت سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق بمسافة قصيرة من موكب التشييع، واعلنت وسائل اعلام معادية ان الضربة استهدفت مسؤول العمليات الجوية في الحزب جنوب لبنان.

لكن الحزب سارع الى نفي الخبر «الكاذب»، وأن مسؤول وحدة المسيرات في الحزب لم يتعرض بتاتاً لأية محاولة اغتيال.

وحسب معلومات جرى تداولها فإن وزير الخارجية الاميركي كشف ان الجانب الاسرائيلي طلب منه قبل وصوله الى تل ابيب ان يساعد في التوصل الى تسوية دبلوماسية مع الحزب ، لان توسيع الحرب ليس لمصلحة اسرائيل ولبنان والحزب .

ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوهان غالانت ان «اولويتنا على الجبهة الشمالية هي اعادة السكان الى بيوتهم بعد تغيير الوضع الامني في الشمال ووقف هجمات الحزب ».

وقبل وصوله الى بيروت، المتوقع اليوم او غداً التقى المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في روما النائب الياس بو صعب، في اطار التداول في ما يمكن فعله في ما خص استعادة الهدوء في الجنوب، والحؤول دون اتساع دائرة النيران.

وحسب المعلومات التي رشحت فإن هوكشتاين سيبدأ محادثاته من زاوية التوجيهات التي تلقاها قبل وصوله، في ضوء ما تجمع لدى وزير الخارجية بلينكن، سواء في تل ابيب او قبل وصوله اليها، عبر المحادثات التي اجراها في العواصم الفاعلة في المنطقة.

وذكرت المعلومات انه لم يتطرق في محادثاته سواء في بيروت او تل ابيب الى مزارع شبعا، التي هي مسألة سورية – لبنانية ولا تدخل ضمن مهمة استعاد الهدوء في الجنوب، من زاوية تطبيق القرار 1701، او مناقشة الطلب الاسرائيلي بإبعاد الحزب عن منطقة جنوبي الليطاني.

وقالت ‎مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت يتظهر أكثر فأكثر  مضمون المسعى الذي يعمل عليه في ما خص إنهاء  التوتر في جبهة الجنوب والتفاوض، وأشارت إلى أن ما من تفاصيل بشأن أي طرح جديد لاسيما أن الوقائع الميدانية في جبهة الجنوب تشهد تطورات متسارعة، خرجت عن الضوابط المرسومة لها.

‎وكشفت مصادر ديبلوماسية ان عاملا مهما طرأ على مهمة المستشار الرئاسي الاميركي في لبنان هذه المرة إلى جانب مشروع ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو كيفية إنهاء وضعية الاشتباكات الدائرة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كي يتمكن من مقاربة موضوع الترسيم الذي حمل في المرة الماضية خلال زيارته لبنان افكارا طرحها، تتضمن حل مشكلة النقاط الثلاثة عشر على طول الحدود، بينما بقيت النقطة b2 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف.

‎واستبعدت المصادر ان يتمكن هوكشتاين وبالرغم من مرونته وديبلوماسيته، ونجاحه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سابقا، من فصل الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية بمعزل عن التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزّة، وهو غير متاح حتى الساعة بالرغم من الديبلوماسية الاميركية النشطة للبحث عن حلول لنقاط الخلاف بينهما.

‎ورجحت المصادر ان تبقى مهمة هوكشتاين لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية، تدور حول نفسها، في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وإنهاء حال الحرب القائمة، الا اذا تم التفاهم بين كل الاطراف الموجودة هناك على الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وتسليم الجيش اللبناني مهام الحفاظ على الامن، مقابل انسحاب عناصر الحزب وحلفائه من المناطق المتواجدين فيها حاليا، باتجاه المناطق التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية طوفان الأقصى.

الا ان وزير الخارجية والمغتربين ابلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا بأن مزارع شبعا ركن اساس في الحل الشامل، ووقف التوتر ولا يمكن القفز فوقها، معتبرا ان استهداف اسرائيل الجيش اللبناني بـ34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوّض جهود حفظ السلام والامن.

ومن السراي، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي دعا لاكروا الى التهدئة، ودعم التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.

وأكد له ميقاتي: اننا طلاب استقرار، وكشف عن تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان، الموقف الذي اكرره لهؤلاء، هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول، «لبنان مستعد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701».

وتنضم وزيرة الخارجية الالمانية الى الشخصيات التي تزور بيروت بهدف معلن هو المساعدة على منع اتساع الحرب، وتحوُّل بيروت الىغزة جديدة.

وبسبب تأخر وصولها من مصر الغى موعد الوزيرة الالمانية، لكن الموعد قبل ظهر اليوم، ما يزال قائماً مع الرئيس ميقاتي.

مجلس الوزراء

حكومياً، وزّع جدول اعمال جلسة لمجلس الوزراء، يحضّر للدعوة اليها الرئيس نجيب ميقاتي، ويتضمن 43 بنداً، بعضها يتعلق بمشاريع لوزارة الطاقة والمياه، والتربية والخارجية، واتفاقية بين وزارة المال والبنك الدولي، ومشروع مرسوم لتنظيم الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة، فضلاً عن اقتراحات وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار حول هذا الموضوع.

ونفت مصادر وزارية ان تمر اية تعيينات في الجلسة المرتقبة هذا الاسبوع (غداً).

والواضح ان مسألة الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد ليست مدرجة على جدول الاعمال.

سياسياً، تتحكم قواعد الفرملة في الملف الرئاسي، ولم تخرقه اية محاولات، لا سيما محاولات اللجنة الخماسية.

وفي الاطار المحلي، يتحدث مساء اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبر محطة الـO.T.V ويتطرق فيها الى الافكار العامة حول السياسة التي سينتهجها التيار الوطني الحر في السنة الجديدة، اضافة الى السياسات التنظيمية والاعلامية في ما خص التيار في المرحلة المقبلة، مبرزاً مزيداً من التمايز عن الحزب .

وكان المجلس السياسي، الذي اجتمع برئاسة باسيل، اعلن الانفتاح على كل ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، داعياً الى تطوير النظام من ضمن اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه.

وحسب اوساط مطلعة، فإنه ستكون للنائب باسيل قراءة شاملة في ابعاد الحرب عى غزة والجنوب، وتداعياتها الاستراتيجية على المنطقة ولبنان، فضلاً عن الحلول الممكنة، وتلك المطروحة دولياً للحفاظ على الحقوق اللبنانية.

اما محلياً، فيتناول باسيل واقع النظام السياسي، ودور لبنان في المشهد الجديد الذي يُرسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة ازاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات بين الاطراف السياسية في الداخل فضلاً عن مقاربة الملفات المختلف عليها في المال والاقتصاد وسوى ذلك.

تكتل جديد

ومن اجل الاستحقاق الرئاسي، جرى البحث في تشكيل لقاء نيابي مستقل، يشكل قوة ضاغطة في المجالات المطروحة، وقد اجتمع امس 10 نواب ابرزهم النواب نعمة افرام وعبد الرحمن البزري ونبيل بدر وحليمة قعقور، وهم يمثلون 16 نائباً من كتلتي التجدد والاعتدال وبعض النواب التغييريين، وجرى البحث بتشكيل لجنة، تقدم ترشيحات واقتراحات في المجال المتعلق بملء الشغور الرئاسي.

المطار وخطة السلامة

وتواصلت الترتيبات لمعالجة القرصنة التي تعرض لها مطار رفيق الحريري الدولي، على ان لا تعاد هذه المحاولة.

وتفقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المطار، مرجحاً بأن يكون الخرق الذي اصاب الشاشات بأنه خارجي، بانتظار التحقيقات، معتبراً ان الطيران بحاجة لنظام امن سيبراني، بعد جولة للاطلاع على عمل انظمة التفتيش، كاشفاً ان مجلس الوزراء جاهز لخطة ضرورية للمطار وسلامته.

الوضع الميداني

ميدانياً، قصفت المقاومة الاسلامية مقر قيادة الجيش الاسرائيلي في الشمال الكائن في مدينة صفد والمعروفة بقاعدة «دادو» بمسيَّرات انقضاضية، وهي تبعد 10 كلم عن الحدود مع لبنان.

واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالعملية، وتحدث عن اغتيال المسؤول عن المسيرات في المقاومة الاسلامية جنوباً.

كما استهدفت صواريخ المقاومة ثكنة يفتاح وموقع حايت بالاسلحة المناسبة وموقع بياض بليدا والمطلة.

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«عجقة» موفدين غربيين في بيروت للجم التصعيد العسكري… وقواعد الاشتباك الى توسّع

المقاومة ردّت على الاغتيالات باستهداف قاعدة «دادو» في صفد بالمسيّرات الهجومية

هوكشتاين يتوجه الى لبنان… والملف الرئاسي يعود أدراجه – صونيا رزق

 

في خضم ما يجري من تدهور عسكري كبير على الحدود الجنوبية، والرد على عمليات الاغتيال والاعتداءات والغارات الاسرائيلية اليومية على القرى الجنوبية، وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى والدمار الهائل، لا يبدو أي انفراج أمني في الافق، بل المزيد من توسّع قواعد الاشتباك والمعارك، والحديث اليومي عن اسبوعين خطيرين وحاسمين سيشتعل خلالهما الوضع الجنوبي وسيمتد الى الداخل، بعد عمليات الاغتيال التي قامت بها « اسرائيل» لمسؤولين في حركة حماس والمقاومة، الامر الذي أطلق الهواجس من حرب سيطول أمدها في حال لم يتم لجمها حالياً.

 

وفي هذا الاطار يشهد لبنان منذ ايام حركة موفدين غربيين، لنقل الرسائل الدولية من مخاطر تفاقم الصراع العسكري بين لبنان و «اسرائيل»، فكانت زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى بيروت ليومين، غادر بعدها الى الرياض لإستكمال جولته الشرق أوسطية، ولم تحمل زيارته اي مبادرة، بل رسالة مباشرة الى المسؤولين اللبنانيين من دول الاتحاد الاوروبي، بضرورة رفض توسيع الحرب وحصرها، والسعي الى عودة الاستقرار تمهيداً لتطبيق القرار 1701، ثم البدء بالتسوية السياسية المفترض ان تنتج انتخاب رئيس جمهورية.

 

الى ذلك، وصلت مساء امس وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك، وستستهل لقاءاتها مع الرئيس ميقاتي في السراي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ويليها عدد من وزراء خارجية دول اخرى، اضافة الى وكيل الامين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي اجتمع امس في بيروت بالرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد، والتطوّرات عند الحدود الجنوبية.

 

على ان يصل هذا الاسبوع مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكستين، الذي يجول أيضاً في المنطقة، في انتظار صدور بوادر ايجابية عن إمكانية لجم المعارك، قبل ان يقوم بخطوته، انطلاقاً من مشروعه لترسيم الحدود البرّية بين لبنان و «اسرائيل»، خصوصا اذا صدقت المعلومات عن تنازل «اسرائيل» عن نقطة b1 في رأس الناقورة، وانسحابها من الغجر، ووضع مزارع شبعا تحت العناية الاممية، من خلال نشر قوات دولية فيها، الى حين بت النزاع حول هويتها بين لبنان وسوريا، والامر عينه بالنسبة للبنان، اذ اكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب انهم كحكومة أبلغوا الجميع، « انّ لبنان على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة الى خط الهدنة لعام 1949 ما يعني انسحاب» إسرائيل» من الأراضي اللبنانية كافة، وأن توقف خروقها البرّية والبحرية والجوية، واذا طبقت هذه الأمورفإنّه ليس لدى لبنان أي مشكلة».

اجتماع «خماسية باريس» نهاية الاسبوع

 

في السياق، يبدو شهر كانون الثاني مفعماً بالحركة الدبلوماسية تجاه لبنان في الداخل والخارج، وانطلاقاً من هنا، تعقد «خماسية باريس» اجتماعاً نهاية الاسبوع يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، لبحث الوضع في لبنان، على ان يتوجّه الاخير لاحقاً الى بيروت، لوضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء نتائج ذلك الاجتماع.

 

ومن المتوقع ايضاً زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، كذلك الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني من دون ان يحدّد الموعد، وسط معلومات انه أرجأ زيارته التي كانت محدّدة خلال الفترة الحالية.

الرد الانتقامي على عمليات الاغتيال

 

أمنياَ ووسط كل ما يجري من عمليات إغتيال لمسؤولين في حركة حماس والمقاومة، وآخرها سقوط ثلاثة شهداء من الحزب يوم امس، بالغارة التي استهدفت سيارتهم في المنطقة الواقعة بين وادي الحجير وبلدة الغندورية.

 

الى ذلك، اُطلق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال» إسرائيل»، كما قصفت «كتائب القسّام» تل ابيب الكبرى برشقات صاروحية، الامر الذي استدعى إطلاق صافرات الانذار هناك بشكل متواصل، مع بروز المخاوف «الاسرائيلية» من ردة فعل المقاومة التي اعلنت انها ستنتقم في المكان والزمان المناسبين.

 

وفي هذا الاطار، أعلن الحزب استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية « قاعدة دادو» في مدينة صفد ردّاً على اغتيال القيادي الميداني في الحزب وسام الطويل الذي استشهد أمس الاول، في غارة استهدفت سيارته في بلدته خربة سلم.

 

ونشر الحزب معلومات عن قاعدة « دادو الإسرائيلية» التي استهدفها بعدد من المسيّرات الهجومية، وأشار الى انها مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الاسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، والتي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان، وهي تقع على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية.

الجبهة الحدودية: قصف وغارات اسرائيلية

 

عسكرياً، لا تهدأ الجبهة الجنوبية الحدودية من عمليات القصف والغارات والاعتداءات «الاسرائيلية»، حيث تشهد تصعيداً متسارعاً مع تكثيف الجيش «الإسرائيلي» غاراته على البلدات الحدودية، واستهدافه المنازل بشكل مباشر، خصوصاً في بلدة كفركلا وقرى القطاع الغربي، مع تحليق الطائرات الاستطلاعية فوق قرى القطاع الأوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور، وبعمق وصل إلى فوق مجرى نهر الليطاني، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، في قضاءي صور وبنت جبيل. إضافة الى قصف مدفعي كثيف على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية والجبين، والضهيرة وعيتا الشعب وشحين وحولا وميس الجبل.

 

كما نشرت «إسرائيل» منظومات راجمات الصواريخ «إم إل آر إس» على الحدود مع لبنان، التي يمكن أن تصل إلى عشرات الكيلومترات وفقا لنوع الصواريخ المستخدمة، وتعد هذه الخطوة بحسب مصادر امنية مطلعة أحدث تصعيد بين «إسرائيل» والمقاومة، بعد أشهر من المعارك والاشتباكات على الحدود.

الملف الرئاسي يتراجع

 

رئاسياً، كان من المنتظر أن يتحرّك الملف الرئاسي مع بداية العام الجديد، اذ كثر الحديث عن عودته كاستحقاق هام وأوليّ الى الواجهة، مع مبادرات خارجية ستعلن لحل الازمة الرئاسية، لكن وبسبب تدهور الوضع عاد الملف أدراجه، ليحتل الملف الامني من جديد الاهتمام الاول بحثاً عن حل بأسرع وقت، قبل السقوط في نار الحرب المستمرة والطويلة الأمد، وعندئذ يعود الاستحقاق الرئاسي الى طليعة الاهتمام، لكن هذه المرة وسط مبادرات وجولات تفاوضية ونقاشات، من خلال الاستعانة بمشاورات فرنسية وقطرية، اذ ستؤدي باريس وقطر الدور الاكبر في هذا الاطار وفق المعلومات.

تعقيدات التعيينات العسكرية

 

وعلى خط المسائل العالقة، يرواح ملف التعيينات العسكرية مكانه بالتزامن مع التعقيدات التي تطوقه منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من الوساطات التي قام بها البعض لإزالة تلك الخلافات، فانها لم تلق التجاوب المطلوب من المعنيين، وآخر المحاولات سعي وزير الثقافة محمد وسام مرتضى من جديد، للعمل على خط مصالحة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم بعد « تأرجح» علاقتهما على خلفية هذا الملف، وافيد بأنّ اجتماعاً عقد قبل يومين بعيداً عن الاعلام، بين مرتضى وسليم في مكتب الاخير بوزارة الدفاع ، وبعد ساعات زار وزير الثقافة السراي الحكومي لدقائق معدودة، ناقلاً الى ميقاتي مستجدات اللقاء، الذي لم يصل الى خواتيمه السعيدة بل يحتاج الى المزيد من النقاشات.

السفيرة الأميركية الجديدة تصل غداً

 

تصل إلى بيروت غداً السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون، على أن تمارس دورها كقائمة بالأعمال، الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تقدّم له أوراق اعتمادها، على ان تبدأ جولة على المسؤولين والافرقاء السياسيين، من دون ان يغيب الملف الامني الجنوبي عن لقاءاتها، مع التشديد على ضرورة ضبط الوضع هناك من خلال رسائل اميركية ستنقلها الى الاطراف اللبنانية.

مستخدمو النافعة الى الإضراب مجدّداً

 

في إطار الاضرابات العمالية، أعلن مستخدمو وعمّال هيئة إدارة السير والآليات والمركبات التوقّف عن العمل لباقي أيام هذا الأسبوع، كخطوة تحذيرية أولية ضمن مراكز العمل كافةً، على أن يصدر لاحقاً بيان في ضوء ما سيؤول إليه اجتماع مجلس إدارة الهيئة المقرّرعقده غداً الخميس.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بلينكن يغطّي إجرام إسرائيل وزحمة موفدين في لبنان

 

على وقع غليان متصاعد الوتيرة من فوهة حرب غزة، تعيش المنطقة برمتها سباقًا محمومًا بين مسارَيْ التفجير والتبريد، في وقت تبدي واشنطن ميلاً واضحًا نحو منع الحرب الشاملة وتجنيب لبنان انفجارا امنيا وعسكريا لا قدرة له على تحمله، وقد بلغ التوتر بينها وحليفتها التاريخية اسرائيل اعلى مستوى على الاطلاق نتيجة رغبة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الجامحة نحو توسيع بيكار الحرب شمالا لحمل الحزب على التراجع الى ما بعد الليطاني وتأمين عودة الاسرائيليين الى منازلهم.

 

وليس الضغط على نتانياهو الراغب بالحرب هربا من محاسبة تنتظره فور توقفها اميركيا فحسب انما دوليا من خلال حركة وفود لا تهدأ تتنقل بين بيروت وتل ابيب ودول المنطقة المؤثرة ويحفل الاسبوع اللبناني بالكثير منها.

 

فعشية وصول المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت وفي وقت ويجول فيه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، وبينما يفترض ان تصل الى بيروت خلال ساعات وزيرة الخارجية الالمانية، سجلت الاوضاعُ في الجنوب حماوة وسخونة غير مسبوقة.

 

3 شهداء

 

فغداة تصفية القيادي في الحزب وسام الطويل، استهدفت إسرائيل صباحا، سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، قُتل فيها 3 عناصر للحزب، بحسب “رويترز”. السيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس حوالى الـ300 متر، ما سبب حالة من الهلع عند الطلاب والاهالي. وسُجلت غارة بصاروخين اطلقا من مسيّرة استهدفت سيارة متوقفة بجانب الطريق في بلدة خربة سلم على مسافة قصيرة من موكب تشييع القيادي في الحزب وسام الطويل، ما تسبب بسقوط جرحى.

 

قاعدة دادو

 

في المقابل، أشارت “المقاومة الإسلامية” في بيان الى استهداف  موقع المالكية بالأسلحة المناسبة، وتمت إصابته إصابة مباشرة”.‏ و‏ايضا، اعلن الحزب أنه “في إطار الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد) قامت المقاومة الإسلامية في ‏لبنان باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية”. ايضا، اعلن استهدافه “موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابةً مباشرة”. واعلن استهداف “ثكنة يفتاح ‏بالأسلحة الصاروخية وأصيبت إصابة مباشرة”.‏ ‏ واستهدف ايضا “موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة ‏وأصيب اصابة مباشرة”.

 

لاكروا

 

في جهود المجتمع الدولي لمنع التصعيد جنوبا، دعا لاكروا من بيروت حيث التقى المسؤولين “كل الاطراف الى التهدئة.  وكرر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد “مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي”. وقال: “أننا طلاب استقرار دائم وندعو الى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان. الموقف الذي اكرره لهؤلاء الموفدين هو: هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول؟” وكرر “استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان.

*****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

المقاومة تقصف بالمسيرات قيادة الاحتلال في صفد رداً على اغتيال الطويل
خسائر الاحتلال في غزة تتفاقم ودبابة تفجِّر خطأ شاحنة متفجرات و36 جندياً
واشنطن ترفض وقف إطلاق النار وتحذر من دعوى جنوب أفريقيا في لاهاي

 شيّعت خربة سلم بحشد شعبي مقاوم ضاقت به ساحاتها وشوارعها شهيد المقاومة والجنوب وسام الطويل الذي اغتالته قوات الاحتلال بطائرة مسيرة أول أمس، وكانت المقاومة قد ردت باكراً على العملية باستهداف قاعدة صفد التي تضمّ قيادة الجبهة الشمالية، بطائرات مسيرة اقتحامية قالت المقاومة إنها حققت إصابات مؤكدة، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بالهجوم، ويأتي الرد بعد استهداف قاعدة ميرون للرقابة والسيطرة على العمليات الجوية والتجسس والإدارة الالكترونية، ليثبت اضافة لقدرة المقاومة الاستخبارية في معرفة مواقع جيش الاحتلال ووظائفها، وما تُخفيه من أسرار، قدرة المقاومة على إيصال صواريخها بالعشرات الى قاعدة شديدة الحساسية، كما وصفها وزير حرب كيان الاحتلال يوآف غالانت، دون أن تنجح القبب الحديدية بالتصدي لها، ثم القدرة في يوم لاحق على اختراق الدفاعات الجوية بطائرات مسيّرة تستهدف مقر قيادة كل الوحدات العاملة في الجبهة الشمالية.
في غزة مزيد من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال وعمليات المقاومة تزداد فعالية واقتداراً وتنوعاً، بينما الارتباك والتشتت والضعف علامات واضحة على أداء جيش الاحتلال، كان آخر نتائجها ما اعترف به جيش الاحتلال من سقوط 36 من جنوده بين قتيل وجريح نتيجة قذيفة مصدرها إحدى دباباته استهدفت شاحنة متفجرات يرافقها 36 جندياً بهدف تفجير أحد الأنفاق. والاعتراف يلي اعترافاً سبقه بأعداد ضخمة بلغوا تسعة آلاف من الضباط والجنود يعانون من اضطرابات عصبية ونفسية، ربعهم غير صالح للخدمة.
سياسياً وصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب وعقد اجتماعات مع قادة الكيان، وأطلق مواقف سياسية، تضمنت كلاماً قابلاً للتأويل حول حل الدولتين وحول وقف الحرب ضمن التمنيات، لكنه اكد بصورة حازمة الوقوف مع جيش الاحتلال حتى تحقيق أهداف الحرب، ليلاقيه المسؤول في مجلس الأمن القومي جون كيربي بالإعلان عن رفض البيت الأبيض لدعوات وقف إطلاق النار، وكان البارز في كلام بلينكن تحذيره من دعوى جنوب أفريقيا امام محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تتهم كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تنظر فيها المحكمة غداً للبتّ بما إذا كانت تقبل الدعوى، وما اذا كانت ستصدر قراراً إجرائياً بوقف العمليات الحربية الاسرائيلية في غزة.
وأعلن حزب الله في بيان أنه و»في إطار الردّ على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد)، قامت المقاومة الإسلامية في ‏لبنان باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المُسيّرات الهجومية الانقضاضية».‌‏ وأيضاً أعلن الحزب استهدافه «موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة». واعلن استهداف «ثكنة يفتاح ‏بالأسلحة الصاروخية وأصيبت إصابة مباشرة».‏ ‏واستهدف أيضاً «موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة ‏وأصيب اصابة مباشرة».
واعترفت القناة 14 العبرية بعدما سمحت الرقابة العسكرية بالنشر، بأنّ «مُسيّرة أطلقت من لبنان سقطت داخل مقر قيادة الجبهة الشمالية».
وإذ أقرّ وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية «إسرائيل» عن اغتيال القيادي في حزب الله وسام حسن طويل. أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، عن إدانته بشدّة، «العمل المتهوّر الّذي أقدم عليه الكيان الصّهيوني، عبر اغتياله أحد قياديّي المقاومة الإسلاميّة في لبنان المجاهد وسام حسن طويل».
ولفت في تصريح إلى أنّه «لا شكّ أنّ الكيان الصّهيوني المجرم وداعميه، يتحمّلون المسؤوليّة كاملة عن تبعات سلوك إرهابي ومتهوّر كهذا»، مثنياً على «مواقف لبنان المشرّفة والدّاعمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الإسرائيلي المجرم».
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «هيئة البث في الكيان الصهيوني والمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ادّعت أنّ العدو قام باغتيال من أسماه تارة مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله او مسؤول القوة الجوية تارة أخرى، وانّ العلاقات الإعلامية في حزب الله تنفي نفياً قاطعاً هذا الادّعاء الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق، وتؤكد انّ الاخ المجاهد مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله لم يتعرّض بتاتاً الى ايّ محاولة اغتيال كما ادّعى العدو».
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته للقرى الجنوبية ملاحقاً السيارات، فقد استهدف سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، والسيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس حوالي الـ300 متر ما سبّب حالة من الهلع عند الطلاب والأهالي. وأثناء محاولة سيارات الإسعاف الوصول إلى السيارة التي استهدفها جيش الاحتلال أطلقت إحدى المُسيّرات صاروخاً لقطع الطريق على سيارات الإسعاف، ما أدى الى إصابة مسعف بجروح طفيفة. ونعى حزب الله كلّ من عيسى علي نور الدين من بلدة برج قلاويه ومحمد شريف السيد ناصر من بلدة حي الفيكاني في البقاع وحسن عبد الحسين اسماعيل من بلدة عيتا الشعب. واستهدفت غارة جوية معادية تلة العويضة بين كفركلا والعديسة. كما استهدفت غارة من مُسيّرة أطراف بلدة الغندورية.
وكان العدو استهدف سارتين بشكل متتالي في خربة سلم قبيل تشييع الشهيد وسام طويل.
وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية بموكب مهيب الشهيد القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس، في بلدته خربة سلم.
ولفت عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ قاووق في كلمة له خلال التشييع، إلى أنّ «العدو ظنّ باغتيال القادة سينال من عزم المقاومة، لكن غاب عنه أننا حزب الشهداء نكبر ونقوى بهم وشعارنا على الدوام «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة». وتوجه إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالقول: «لو لم تكن «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، لما توسّلت أميركا والدول الغربية من أجل عودة المستوطنين إلى الشمال». وقال قاووق: «سننصر غزة بسلاحنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدو سوى الصواريخ والمُسيّرات، حتى نصنع النكبة الكبرى لـ»إسرائيل» ونرفع راية النصر».
بدوره، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ «ما يجري في فلسطين لن يقتصر على فلسطين؛ بل سيمتدّ إلى كل ّالمنطقة»، وأضاف: «خيرٌ لشباب منطقتنا أن يقفوا بوجه العدو بالمرصاد من الآن ليوقفوا هذا المدّ السرطاني في مكانه ويستأصلوه بالتعاون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة».
وشدّد قاسم في احتفال في بيروت على أنّ «الحلّ هو بالمقاومة، والتي أثبتت أنها تجاوزت القرارات الدولية وأعادت الحق إلى أصحابه سواء بتحرير لبنان أو بتحرير غزة أو بكلّ الأعمال»، مؤكداً «سنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلِّحها أكثر وستبقى على جهوزية دائمة، وسنكون مقاومة ممتدة في المحور تتعاون مع بعضها ولا تخشى من أن يواجهها البعض لأنَّها تتجاوز حدود الجغرافيا، ولأنَّ الظلم قد تجاوز حدود الجغرافيا وتجاوز حدود الإنسانية». وقال: «لا يمكننا أن نُحرِّر منطقتنا إلَّا إذا كنَّا تحت قاعدة المقاومة القوية الصلبة التي تقف في وجه العالم ولا يخيفها شيء»، متوجهاً إلى الأعداء بالقول «لا تهدّدوننا لأننا عندما نسمع تهديداتكم نشعر بسخفكم، احترموا أنفسكم على الأقلّ وما لديكم افعلوه، وما لدينا سنفعله».
وفي إطار الإعتداءات الإسرائيلية أفادت قناة «المنار» مساء أمس بأنه «بعد فشل العدو الصهيوني بإحراق حرج «الراهب» في الأطراف الغربية لبلدة عيتا الشعب الحدودية بالقذائف الحارقة والقذائف الضوئية وشنّ غارات عنيفة لاقتلاع الأشجار قام حامية الموقع الصهيوني في «الراهب» بتمديد «أنابيب» بلاستيكية بطول 200 م من الموقع باتجاه الحرج بمساعدة «درون» كبيرة ورميه على أغصان الأشجار ويحتوي بداخله على مادة البنزين بعد إحداث فتحات في الأنبوب (كلّ متر فتحة) لتنقيط البنزين تمهيداً لإحراق «الحرج»، قبل أن تسارع قوةٌ من الجيش اللبناني لتفكيك هذه الانابيب وتعطيل مفعولها».
في غضون ذلك، وعشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا على المسؤولين واستعرض التطورات الجارية على الحدود.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لاكروا في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد قوات اليونيفيل اللواء ارولدو لاثارو. وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» حربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان.
وأكد لاكروا التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارهما في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار.
وأثار الموفد الأممي تخوّفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان.
بدوره أثنى الرئيس بري على الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطاول عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين منتهكة ليس فقط القرار الاممي 1701 إنما كلّ قواعد الإشتباك. وقدّم رئيس المجلس للموفد الأممي دراسة أعدّها المجلس الوطني للبحوث العلمية تتضمّن مسحاً شاملاً للاعتداءات الاسرائيلية وأمكنتها والأضرار الناجمة عنها وعدد الشهداء في صفوف المدنيين والمساحات الزراعية والحرجية التي طالتها الحرائق جراء إستهدافها بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً.
كما زار لاكروا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، في حضور فرونتسكا، ولاثارو، والمستشار السياسي هيرفيه لو كوك ومستشاري رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. وجرى عرض التطورات في الجنوب والمساعي الجارية لوقف الحرب في غزة. وفي خلال الاجتماع طالب رئيس الحكومة «المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي». وكرّر «استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701». بدوره دعا لاكروا كلّ الاطراف الى التهدئة، والى دعم الجيش في جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق».
وعلى وقع اشتعال الجبهة الجنوبية والإقتراب من حافة الحرب الواسعة، تترقب الساحة المحلية الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وما يحمله في جعبته من طروحات جديدة.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى «أن لا معطيات جديدة تستوجب زيارة هوكشتاين الى لبنان، إذ أنّ الحرب في غزة مستمرة وقنوات التفاوض الغير مباشرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية أقفلت بعد اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأن لا حديث عن الوضع الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووضعت المصادر زيارة هوكشتاين في إطار المحاولة الأميركية لاحتواء التصعيد بين لبنان و»إسرائيل» وتمدّده الى المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في البحر الأحمر والخليج والبحر المتوسط، لذلك يوفد الرئيس الأميركي جو بايدن مستشاريه ومعاونيه الى المنطقة التي يزورها حالياً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاحتواء العمل العسكري الإسرائيلي في غزة وتهدئة الجبهة في جنوب لبنان والحؤول دون تدحرج الوضع الى حرب واسعة النطاق. وأشارت الأوساط الى أنّ «الوسيط الأميركي سينقل الى الحكومة اللبنانية اقتراحات وعروضاً لحلّ الصراع الحدودي بين لبنان و»إسرائيل»، أيّ تراجع قوات الرضوان في حزب الله الى شمال الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية، مقابل انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة لا سيما الغجر والنقاط الـ13 المتحفظ عليهم وكفرشوبا مع وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة. إلا أنّ أجواءً رسمية تشير لـ»البناء» الى أنّ هوكشتاين يحمل طرحاً متكاملاً وجدياً ضمن سلة كاملة لحلّ الصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل بما فيه مزارع شبعا وسيناقشه مع المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءاته المقبلة في بيروت».
وكان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، التقى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الاثنين الماضي، في روما قبيل زيارة الأخير الى بيروت المرتقبة الخميس أو الجمعة.
وعلمت «البناء» أنّ ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل طرح مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الى لبنان اقتراحات للحلّ للوضع على الحدود شبيهة للاقتراح الذي يحمله هوكشتاين، ونقل بوريل للمسؤولين اللبنانيين استعداد «إسرائيل» للموافقة على وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة بشكلٍ مؤقت مقابل ضمانات بانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. مع الإشارة إلى أنّ هوكشتاين سبق وزار الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أيام وناقش مع حكومة الإحتلال اقتراحات ضبط الحدود مع لبنان وعدم الانزلاق الى الحرب.
ولفتت معلومات «البناء» الى أنّ بوريل أبدى خلال لقائه مع حزب الله الاستعداد لمناقشة الوضع على الحدود لمرحلة ما بعد الحرب وأكد أنّ بحوزته أفكاراً واقتراحات للحلّ لكنه لم يدخل في تفاصيلها. إلا أنّ حزب الله أكد لبوريل ولكلّ الرسائل الغير مباشرة التي تلقاها من جهات عدة بأنه غير معني بأيّ نقاش وبحث في تسويات لملف الحدود قبل توقف العدوان على غزة كونه الممر الأساسي لتهدئة الجبهة في الجنوب وتجنب تمدد الحرب الى كلّ المنطقة.
ولفتت مصادر رسمية لـ «البناء» الى أنّ «هوكشتاين سيسمع من المسؤولين اللبنانيين ما سبق وسمعه غيره من الموفدين، ولا جديد يقال في هذا الصدد، سوى ضرورة أن تضغط واشنطن على حكومة الحرب في «إسرائيل» لوقف العدوان على غزة ووقف العدوان ومسلسل الاغتيالات في لبنان، وعلى «إسرائيل» أن تحترم القرار 1701 وتطبّق بقية القرارات التي تتحدث عن انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، مع الإنفتاح على أيّ عرض أو اقتراح دبلوماسي للحلّ يساهم في ضبط الحدود ولجم الإعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرارات الدولية التي تحمي الجنوب والجنوبيين.
الى ذلك، يطلّ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقابلة على OTV مساء الأربعاء.
وعلمت «البناء» أنّ باسيل سيقدّم قراءة شاملة لأبعاد الحرب على غزة وجنوب لبنان، وفي تداعياتها الإستراتيجية على المنطقة ولبنان خصوصاً، كما سيطلق مواقف من الحلول المطروحة دولياً وكيفية الحفاظ على الحقوق اللبنانية والسيادية. ويتطرق باسيل وفق المعلومات إلى واقع النظام السياسي والدور اللبناني في المشهد الجديد الذي يرتسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة إزاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات السياسية مع القوى الداخلية، فضلاً عن فتح آفاق في إيجاد المعالجات والحلول للملفات المالية والاقتصادية. كما سيتحدث باسيل عن رؤيته تجاه واقع التيار الوطني الحر ودوره في المرحلة المقبلة والعلاقات السياسية مع القوى الأخرى. كما سيتطرق الى ملف الطعن في قانون التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية.
وأكد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر انفتاح «التيار» على كلّ ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، ويعتبر التكتل أنّ الحلّ الثابت يقتضي البحث في تطوير النظام من ضمن وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق من إتفاق الطائف».
على صعيد آخر وفي متابعة لعملية القرصنة التي شهدها المطار الأحد الماضي، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي خلال جولة قام بها أمس في المطار «على الأرجح الخرق خارجي ولكن التحقيقات ستظهر الحقيقة وكل التفاصيل».
ويعقد مجلس الوزراء الجمعة المقبل، وعلى جدول أعمالها 34 بنداً إضافة الى 10 مقترحات لمعالجة أزمة النفايات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram