افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 6 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم السبت 6 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 

 

 

افتتاحية صحيفة النهار

باريس تنعش مهمة لودريان في عز الاحتدام نصرالله يجدّد وعيده بالردّ “في الميدان”

اذا كانت الكلمة الثانية المنتظرة للامين العام لـ” الحزب” السيد حسن نصرالله بعد اغتيال الرجل الثاني في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، لم تحمل ما يصنف في خانة المفاجأت او المعطيات الاستثنائية، علما انها تضمنت تكرارا لوعيده برد “من الميدان” على “الانكشاف الخطير”، فان الحركة الديبلوماسية الغربية في اتجاه لبنان ظلت تتصدر العناوين العريضة للوقائع المتصلة بالمواجهات الميدانية الحدودية بين ” الحزب” وإسرائيل. وفيما تأكد ان المبعوث الأميركي الرئاسي آموس هوكشتاين لن يزور بيروت بعد زيارته الأخيرة لإسرائيل وقبل وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الى عوكر والشروع في مهمتها، تشغل الزيارة التي يقوم بها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لبيروت المشهد الداخلي علما انها زيارة تكتسب دلالات بارزة لأعلى مسؤول في الاتحاد الأوروبي لبيروت منذ زمن غير قصير.

 

غير ان تطوراً لافتاً ميّز هذه الحركة الديبلوماسية مع مبادرة #وزارة الخارجية الفرنسية الى “إنعاش” مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون وتقديم نتائجها امس في عز الاحتدام الأمني عند #الحدود الجنوبية.

 

ذلك انه ردا على سؤال حول النتائج التي تم الحصول عليها حتى الان بعد سبعة اشهر من الزيارات المتتالية للممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، اعلن الناطق الرسمي المساعد باسم الخارجية الفرنسية امس ان “تعيين جان ايف لودريان ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية في لبنان منذ حزيران ٢٠٢٣ ساعد على اعادة تعبئة الطبقة السياسية اللبنانية في سياق استقطاب قوي وشغور رئاسي منذ ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢”. وأشار الى انه “خلال الرحلات الاربع التي قام بها الى بيروت بعد تعيينه التقى بجميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان. وتمكن من اقناع محاوريه باتخاذ موقف، والتعبير عن توقعاتهم بشان المشاريع ذات الاولوية لرئيس الجمهورية المقبل والصفات المطلوبة لتنفيذها. وهكذا استخرج خطوطا للتقارب داخل الطبقة السياسية اللبنانية وهو مستمر بالقيام بذلك.” واضاف “بينما تتكثف التوترات في جنوب لبنان في سياق الحرب في غزة، نقل لودريان دعوة الرئيس ايمانويل ماكرون لتجنب حريق اقليمي لن يتعافى منه لبنان. وفي هذا السياق الجديد، دعا ايضا القوى السياسية الى ان لا يكون تمديد ولاية قائد الجيش رهينة اللعبة السياسية. وساعد ذلك في تجنب الشغور في منصب قيادة القوات المسلحة اللبنانية.” وقال “حشد الممثل الشخصي للرئيس ماكرون الشركاء الدوليين الرئيسيين للبنان لا سيما على المستوى الاقليمي مثل المملكة العربية السعودية وقطر بحيث يظل لبنان اولوية بالنسبة لهم. واصبح التنسيق الان قويا لرسم الخطوات التالية التي يمكن ان تؤدي الى مخرج للازمة.”

 

وفي ما يعكس التنسيق الجاري بين دول الخماسية حيال لبنان، أعلنت السرايا امس ان الرئيس نجيب ميقاتي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم ال ثاني ناقشا خلاله الوضع في لبنان وآخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة . وشدد ميقاتي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وعبر عن خطورة المحاولات الرامية الى جر لبنان الى حرب إقليمية مشددا على ان اتساع العنف ودائرة النزاع في المنطقة ستكون له عواقب وخيمة في حال تمددها لا سيما على لبنان ودول الجوار.

 

ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي اليوم بوريل الذي يلتقي ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو. وأوضحت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت أن الزيارة “ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولاسيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو”. وقالت: “سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الديبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة”.

 

الكلمة الثانية

 

في غضون ذلك غلب على الاطلالة الثانية للسيد حسن نصرالله خلال الاسبوع الجاري طابع عرض جردة شاملة بالعمليات التي نفذها مقاتلو ” الحزب” منذ بدء المواجهات قبل ثلاثة اشهر بما أوحى بان نصرالله تعمد بذلك الرد على ما يتصاعد من تساؤلات وشكوك وانتقادات وتبرير جدوى “استراتيجية المشاغلة “التي يتبعها الحزب منذ عملية طوفان الأقصى وحرب غزة. كما انه ربط أي مفاوضات في شأن الحدود اللبنانية بوقف العدوان على غزة أولا. وقال في كلمته في ذكرى مرور أسبوع على وفاة النائب السابق محمد حسن ياغي، في حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك: “على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات على المدنيين”. اضاف: “لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستُهدف مرات عدة ” مشيرا الى ان ” الحزب” نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة.

 

واضاف: “في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه الجيش وهو مجبور على التكتّم لكي لا يذهب الى حرب يعرف أنها صعبة جداً… لمن سأل عن الفائدة لفتح الجبهة الجنوبية أقول أن هدف هذه الجبهة امران الاول الضغط على حكومة العدو من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً”. وقال: “العمليات كانت مستنزفة جداً للعدو الذي مارس تكتماً شديداً على خسائره الكبيرة والمعركة التي تجري في جنوب لبنان ثبّتت موازين الردع ونحن أمام فرصة تاريخية اليوم لتحرير كل شبر من أرضنا اللبنانية ومنع العدو من إستباحة حدودنا وأجوائنا”. واكد ان “ما حصل من خرق للضاحية الجنوبية لا يمكن أن يمرّ ولن يكون بلا ردّ وبلا عقاب والقرار هو للميدان”، مشيرا الى ان “إذا سكتنا على قتل العاروري فسيصبح لبنان مكشوفاً والرد آتٍ لا محالة”.

 

وقال “اليوم الاسرائيلي يثبت معادلات الردع التي أسست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن بعد توقف العدوان على غزة من تحرير بقية أرضه من منطقة الـb1 إلى بقية مزارع شبعا وكل شبر من أرضنا، ونحن أمام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة تمنع فيها العدو من اختراق سيادة بلدنا وهي فرصة فتحتها هذه الجبهة من جديد.. لكن أي كلام أو تفاوض أو حوار لن يكون أو يوصل أي نتيجة إلا بعد وقف العدوان على غزة”.

 

وفي هذا السياق، اوعز وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، “بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي عقب اعتداء اسرائيل على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت”.

 

وتضمّن نص الشكوى المرفوعة ان “هذا الإعتداء يمثل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ العام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقةً سكنية شديدة الإكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت، وإنتهاكا اسرائيليا سافرا لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه، ومواطنيه، وحركة الطيران المدني، وهو أمرٌ يدعو للقلق لأنه قد يؤدي إلى توسع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين”.

 

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وفود دولية وعربية تؤكّد حتمية انسحاب “الحزب” من جنوب الليطاني

برّي “ناطر” خطة هوكشتاين البريّة ونصرالله: فرصة تاريخية للتحرير

 

لم يعرّج الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين على بيروت بعد زيارته الأخيرة تل أبيب، لكن مجيئه وارد استناداً الى أجواء المسؤولين، وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري. ووفق المعلومات، فإنّ بري ينتظر رجوع المسؤول الأميركي بـ»خطة مفصّلة لترسيم الحدود البرية» بين لبنان واسرائيل تشكل مدخلاً وخاتمة للوضع المتفجر في الجنوب، وتكون «الإنجاز الثاني» لهوكشتاين بعد نجاحه سابقاً في الترسيم البحري بين البلدين.

 

وفي المعلومات التي وصلت الى «نداء الوطن» أنّ هناك اتصالات جرت مع موفد الرئيس جو بايدن، استكمالاً للبحث في تنفيذ القرار 1701. وقالت مصادر متابعة إنّ هوكشتاين سيزور لبنان من دون أن تحدّد موعداً دقيقاً لهذه الزيارة، وأنه سيحمل معه نتيجة محادثاته في إسرائيل المتعلقة بتنفيذ هذا القرار، وربطاً بترسيم الحدود البرية من رأس الناقورة الى شبعا.

 

وكشفت المصادر عن صيغ معيّنة يجري تداولها، يعلم بها المعنيون، ويمكن إدراجها في حديث الأمين العام لـ» الحزب» حسن نصرالله أمس عن «الفرصة التاريخية». غير أنّ المصادر قالت إنّ كل الصيغ المتداولة مرهونة بوقف الحرب على غزة للشروع في بحث جدي في الترسيم وتنفيذ القرار الدولي.

 

وخلصت المصادر الى القول إنّ عدم تحديد موعد لعودة هوكشتاين الى لبنان، لا يعني أنه لن يزور لبنان، بل إنّ زيارته تتحدّد في ضوء نتائج البحث الجاري وتأمين التوضيحات التي طلبها لبنان من الجانب الإسرائيلي.

 

وفي سياق متصل، قال نصرالله أمس خلال الحفل التأبيني الذي أقامه « الحزب» في مناسبة وفاة مستشاره النائب السابق محمد ياغي: «إننا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا المحتلة… من نقطة الـb1 إلى بقية مزارع شبعا بعد وقف العدوان على غزة».

 

وبدا لافتاً في كلمة نصرالله أنه لم يشر من قريب أو بعيد الى مطلب إسرائيل بخروج «الحزب» من منطقة جنوب الليطاني، علماً أنّ مصادر ديبلوماسية أفادت «نداء الوطن» بأنّ الوفود الديبلوماسية وتحديداً القطرية والفرنسية والأميركية أبلغت جميع القيادات السياسية، وفي مقدمّها بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ مطلب إسرائيل ابتعاد «الحزب» الى شمال الليطاني «لا رجعة عنه، وإلا ستكون النتيجة الذهاب الى مواجهة عسكرية».

 

وعلى الصعيد الميداني، نزح أكثر من 76 ألف جنوبي جراء التصعيد العسكري بين « الحزب» وإسرائيل، وفق أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

 

وفي إطار متصل، تلقى ميقاتي اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمـد بن عبد الرحمـن بن جاسم آل ثاني. وسيستقبل قبل ظهر اليوم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل الذي سيزور بري أيضاً.

 

وفي برلين أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية سيباستيان فيشر، أنّ الوزيرة أنالينا بيربوك ستبدأ غداً الأحد جولة في الشرق الأوسط تتضمّن زيارة لبنان الأسبوع المقبل.

****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية : لبنان يشكو إسرائيل .. وقطر تُحذِّر .. وزحمة موفدين لبلوغ حلّ سياسي

الوقائع الحربية تشهد يومياً تصاعداً خطيراً في المواجهات العنيفة بين « الحزب» والجيش الاسرائيلي، وتكثفت بالأمس بقصف متبادل على طول الحدود الجنوبية، وما يوازيها من عمليات عدوانية اسرائيلية في العمق اللبناني، كان آخرها اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري وكوادر آخرين في الحركة، الثلثاء الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، ما فتح الميدان على سباق محموم بين الجهود الديبلوماسية الرامية الى احتواء التصعيد، وبين التدحرج المتسارع لكرة النار نحو حرب مفتوحة على شتى الاحتمالات الكارثية. فيما تقدّم لبنان بشكوى رسميّة الى مجلس الامن الدولي ضدّ اسرائيل على خلفية الاعتداء على الضاحية. وطلبت الشكوى «إدانة هذا الاعتداء، والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وشعبه، وذلك للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمّرة سيصعب احتواؤها».

منطقة الحدود الجنوبية، أشبه ما تكون بغليان على حافة الحرب، حفّز الولايات المتحدة الأميركية على المسارعة إلى إيفاد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، وقبله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، لقيادة مسعى اميركي لاحتواء التصعيد والحؤول دون انفلات الامور وخروجها على السيطرة.

 

 

ولكن على ما تؤشّر الوقائع التي تحيط بالمسعى الاميركي المتجدد، من قِبل الجانب الاسرائيلي، فإنّ مهمّة «احتواء التصعيد» محفوفة بالفشل المسبق، وقد بدا ذلك جلياً في أنّ المستويات السياسية في اسرائيل استبقت وصول الموفدين الاميركيين برفع وتيرة تهديداتها تجاه لبنان والترويج لضعف احتمالات الحل السياسي للوضع القائم على الحدود. وهو ما عاد وأبلغه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الى هوكشتاين، بأنّ فرص تخفيف التوتر مع لبنان ديبلوماسياً ضئيلة، مشدّداً على أنّ تل أبيب مصمّمة على تغيير الواقع الأمني في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان». وكذلك فعل عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غينتس، الذي قال إنّ مسؤولية اسرائيل هي تمكين سكان الشمال من العودة الى منازلهم. معرباً عن الاستعداد للعمل مع واشنطن للتوصل الى حل، وإذا لم ننجح سيعمل جيشنا على إزالة التهديد».

 

هل سيزور بيروت؟

 

جهود احتواء التصعيد يفترض أن تُبذل في الميدانين اللبناني والاسرائيلي، ولكن اللافت انّ بيروت غير مدرجة في برنامج زيارة بلينكن، فيما تضاربت معلومات غير مؤكّدة تفيد بأنّ الوسيط الاميركي غادر اسرائيل وعاد الى واشنطن، بمعلومات مناقضة لها ترجّح احتمال أن يقوم هوكشتاين بزيارة الى بيروت خلال هذا الاسبوع. الاّ أنّ مصادر واسعة الاطلاع أكّدت لـ«الجمهورية» أن لا مواعيد محدّدة للوسيط الاميركي حتى الآن، وزيارته الى لبنان ربما تكون مرهونه بتلقيه تجاوباً مع مسعاه في إسرائيل. مع الاشارة هنا الى أنّ مسؤولاً اميركياً اشار الى انّ هوكشتاين التقى الاربعاء الماضي، وقبل توجّهه الى اسرائيل، وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب.

على أنّ المهم في نظر المسؤولين اللبنانيين، ليس زيارة هوكشتاين بحدّ ذاتها، بل ما سيحمله معه هو او غيره من الموفدين. وعلى ما تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ بعض هؤلاء المسؤولين، تلقّوا تأكيدات من ديبلوماسيّين غربيين بأنّ المسعى الاميركي غاية في الجدّية هذه المرّة، ومندرج تحت موقف صارم لإدارة الرئيس جو بايدن بمنع الحرب على جبهة لبنان ودفع الاطراف المعنية إلى حلّ سياسي يوقف النزاع القائم».

 

الحل السياسي… شائك

 

ولكن اللافت في موازاة تلك التأكيدات، هو أنّ الديبلوماسية الغربية التي تواكب مسعى احتواء التصعيد، تعترف بوجود صعوبات كبرى في طريقه. ويؤكّد ذلك سفير اوروبي (تمنّى عدم ذكر اسمه) بقوله لـ«الجمهورية»: «أبلغنا الجانبين اللبناني والاسرائيلي بمخاطر الحرب، ولكن الوقائع العسكرية التي تتسارع وتيرتها بشكل خطير في منطقة الحدود بين الجانبين، باتت ترجّح احتمال الحرب والمواجهة الواسعة، وهنا تبرز الحاجة الملحّة الى حلّ سياسي يشكّل مصلحة لكلّ الاطراف، يقوم على ترتيبات من جوهر القرار 1701، ولكن التصعيد القائم يحول دون بلوغ هذه الغاية، يجب أن نعترف أنّ الحل السياسي يعطّل احتمالات الحرب ولكن بلوغه أمر شائك ومعقّد».

مخاوف… وتحذير قطري

 

وفيما اعلنت المانيا انّها تراقب الوضع في جنوب لبنان، وتتخوف من أنّ «خطر التصعيد حقيقي للغاية للأسف»، على حدّ ما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية عشية جولة لوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في المنطقة بدءًا من يوم غد الاحد، وتشمل اسرائيل ومصر ولبنان، يتزايد الدفع الخارجي في اتجاه «الحل الديبلوماسي»، وهو ما اكّدت عليه فرنسا لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق الى حرب واسعة. وضمن هذا السياق تندرج زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى بيروت، حيث اعلن بيان للاتحاد أنّه «سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في جنوب لبنان وأهمية تجنّب التصعيد الإقليمي»، وكذلك زيارة منتظرة مطلع الاسبوع لوكيل الامين العام للامم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا.

 

الى ذلك، حذّر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، في اتصال هاتفي برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من «خطورة المحاولات الرامية إلى جرّ لبنان إلى حرب إقليمية»، مشدّداً على «أنّ اتساع رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة، ستكون لها عواقب وخيمة في حال تمدّدها، لا سيما على لبنان ودول الجوار»، مؤكّداً في هذا الصدد على «ضرورة تحرّك المجتمع الدولي فوراً لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي».

 

اسرائيل مصدر التصعيد

 

وفي موازاة مساعى التهدئة، تُثار في الداخل اللبناني اسئلة حول كيفية عبور تلك المساعي حقل الالغام الماثل في طريق الحلّ السياسي، الذي من شأنه أن يحتوي التصعيد، في الوقت الذي تصعّد فيه اسرائيل من عملياتها العدوانية على القرى والبلدات الجنوبية، ويقابل ذلك تصعيد مماثل من قبل « الحزب» ضدّ المواقع العسكرية والمستوطنات الاسرائيلية، مع الاشارة هنا الى أنّ « الحزب» وبرغم أنّ موقفه معروف سلفاً من الطرح الاسرائيلي بإبعاده عن الحدود، تجاهل هذا الطرح ولم يقاربه بأي موقف بشكل محدّد ومباشر حتى الآن، وسبق له أن أبلغ الموفدين رفضه القاطع لمناقشة أيّ أمر، سواء ترتيبات أو غير ترتيبات مرتبطة بمنطقة عمل القرار 1701، قبل أن توقف اسرائيل عدوانها على غزة ولبنان. وأعاد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله التأكيد على ذلك امس بقوله «انّ أي تفاوض في ما يخصّ الحدود اللبنانية لن يتمّ إلّا بعد انتهاء العدوان على غزة».

الى ذلك، ورداً على سؤال عمّا اذا كان هوكشتاين سيأتي الى بيروت أو لن يأتي، أبلغت مصادر رسمية الى «الجمهورية» قولها: «شغله الأساسي هناك في اسرائيل وليس هنا في لبنان، والعالم كله يعرف أنّ لبنان ليس مصدر التصعيد بل مصدره اسرائيل التي تسعى إلى جرّ لبنان وكل المنطقة الى حرب».

ولكن ماذا لو حضر الى بيروت؟ تجيب المصادر: «لا نريد أن نستبق الأمور ونبني على المسعى الأميركي قبل الوقوف على مضمونه وكيفية ما يسمّونه احتواء التصعيد، وبمعزل عن كل ذلك، فإنّ موقف لبنان واضح ولا لبس فيه واكّدنا عليه مراراً ومتمسكون به لناحية الالتزام الكامل بمندرجات القرار 1701. وتبعاً لذلك فإنّ احتواء التصعيد شرطه الأساس هو دفع اسرائيل إلى تطبيق هذا القرار، وإلزامها بعدم خرقه، ولا شيء أكثر من ذلك».

 

لا حل يمسّ بالسيادة

 

وفي موازاة مساعي احتواء التصعيد، أبلغ مرجع مسؤول الى «الجمهورية» قوله : «إنّ لبنان لا يمكن أن يقبل بأي حلّ على حسابه او يمسّ بسيادته».

 

ولفت المرجع إلى «أن الحل المقبول، هو أن تطبّق اسرائيل القرار 1701، وتنسحب من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ونقطة الـ«b1»، والنقاط العالقة على الخط الازرق، وتمتنع عن خرق السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً؟ اما اذا كانوا سيأتون إلينا بطروحات تلبّي ما تريده اسرائيل حول فرض ترتيبات معينة عبر إقامة منطقة عازلة خالية من الحياة في الجانب اللبناني، أو إبعاد « الحزب» سواءً بضعة كيلومترات عن الحدود او الى شمال الليطاني، بذريعة توفّر الأمن للمستوطنات الاسرائيلية، فهذا معناه إعطاء اسرائيل ما لم تتمكّن من أن تأخذه في الحرب، وهو أمر لا يمكن القبول به على الاطلاق، وبالتالي فإنّ الإصرار على مثل هذه الطروحات المستحيلة التطبيق، يشكّل الوصفة الملائمة لانزلاق الأمور إلى تصعيد مواجهات كبرى لا يضمن أحد ألّا تتمدّد الى حرب أقسى وأوسع على امتداد المنطقة».

 

 

ورداً على سؤال قال المرجع عينه: «لن ينسحب أبناء الجنوب من أرضهم ولو من شبر واحد منها. والشهداء يسقطون دفاعاً عنها. فما يسري على الجانب اللبناني من الحدود يسري على الجانب الآخر من الحدود، واذا كانت اسرائيل تتذرّع بأنّ لديها مهجرين من المستوطنات وتريد اعادتهم اليها، فلدى لبنان عشرات الآلاف من أبناء المناطق الحدودية هم مهجرون من قراهم وسيعودون اليها وليس الى ايّ مكان آخر».

 

تبدّلت الأولويات

 

وإذا كانت التطورات الاخيرة، وآخرها استهداف اسرائيل للضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري وعدد من كوادر الحركة، قد اشاعت توترات ومخاوف من سيناريوهات دراماتيكية، وكان لقيادة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب موقف لافت حيالها، حيث اعتبرت ما حصل في الضاحية «عملاً غايةً في الخطورة، يبعث على القلق الشديد»، فإنّ هذه التطورات فرضت بالتوازي مع ذلك، تبدّلاً في الاولويات الداخلية، بحيث حلّت هذه التطورات في صدارة المتابعات ومواكبة ما قد يستتبعها من ارتدادات وتداعيات، فيما سائر الملفات الداخلية، وفي مقدمها الملف الرئاسي قد وضعت على رفّ التأجيل مؤقتاً، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان بصدد اطلاق تحرّك رئاسي بداية السنة الجديدة حول موضوع رئاسة الجمهورية، قد أوقف محركاته حالياً، وتفرّغ لمواكبة تطوّرات التصعيد الاسرائيلي على الحدود الجنوبية، وتهديدات العدو بالحرب، وتداعيات العدوان الخطير الذي تجلّى في اغتيال العدو للشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية.

 

نصرالله: الردّ أتٍ

 

الى ذلك، وفي كلمة له في تأبين قيادي في « الحزب»، أكّد السيد حسن نصرالله «انّ الرّد على اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية آتٍ لا محال». وقال: «اذا سكتنا على ذلك، فسيُصبح لبنان مكشوفاً. وعندما يكون الاستهداف في لبنان والضاحية الجنوبية نحن لا يمكن ان نسلّم بهذا الخرق وقطعاً لن يكون استهداف الشيخ العاروري بلا ردّ، والقرار الآن هو في يد الميدان وهو الذي سيردّ على هذا الاستهداف».

 

واكّد نصرالله أنّ «المعركة القائمة عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة هي فرصة حقيقية لتحقيق التحرير الكامل لأراضينا اللبنانية المحتلة من قبل العدو الإسرائيليّ، ومنعه من استباحة حدود وأجواء لبنان».

 

وشدّد على أنّ ما يحصل على الجبهة الجنوبية هو إذلال لجيش العدو، مشيراً الى أنّ « الحزب» لم يستهدف ساكني المستعمرات الإسرائيلية رغم أنّهم محتلّون، ومعتبراً أنّ «المهجّرين منها ويصل عددهم الى 300 الف، يشكّلون ضغطاً على حكومة الاحتلال»، وقال: «بعض اللبنانيين أما جهلة أو يتجاهلون، لأنّ منذ عام 1948، إسرائيل هي التي تعتدي على البيوت والمدنيين والجيش وترتكب المجازر. وأقول للمُستعمرين وللمُستوطنين الذين يصرخون كلّ يوم ويخافون ويطالبون حكومتهم بالحزم العسكري مع لبنان، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم. وأوّل من سيدفع الثمن هو أنتم في سناعنرات ومستوطنات الشمال، والحل بأن يتوجّه مستوطنو شمال فلسطين الى حكومتهم ومطالبتها بوقف العدوان على غزة».

ورأى نصرالله انّ الادارة الاميركية قلقة من توسيع دائرة الحرب في المنطقة لأنّ لا مصلحة لها في ذلك. وقال: «الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب لأنّها مشغولة في اولويات اخرى، والادارة الاميركية تواجه مأزقاً كبيراً في اوكرانيا، ويبدو انّها تتهيأ لهزيمة استراتيجية أمام روسيا».

 

تقييم إسرائيلي

 

الى ذلك، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيليّة تقريراً أمس، اشارت فيه الى أنَّ نصرالله يعرفُ بالفعل كيف سينتهي الصراع القائم حالياً في جنوب لبنان. فهو سعى إلى تقديم قائمة من الإنجازات ضدّ إسرائيل خلال الخطابات الأخيرة». فيما افاد تقريرٌ آخر لموقع «inss» الإسرائيليّ، بأنّ خطاب نصرالله الأربعاء الماضي كان مُنضبطاً ويُفهم منه أنّ الأخير غير معنيّ بالحرب في هذه المرحلة».

 

وقال التقرير: «إنّ نصرالله يرغب في ردع القيادة الإسرائيلية عن الدخول في حرب واسعة النطاق، كما أنّه سعى للقول إنّ « الحزب» يخدم مصالح لبنان وهو يخوض حرباً محسوبة كي لا يوسع حدود الحملة العسكرية ويدفع ثمناً باهظاً في ظل خسارة الكثير من مقاتليه». وأردف التقرير: «أنّ نصرالله سعى أيضاً للتأثير على الروح المعنوية في إسرائيل، وطرح قائمة طويلة من نقاط ضعفها مثل إنهيار الردع والأضرار بأجهزة الإستخبارات والتفوق الجوي، فضلاً عن عدم القدرة على تحقيق نصر سريع إلى جانب فشل جهود التطبيع».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

نصر الله: لبنان كله سينكشف إذا لم نرد

فتح باب التفاوض الحدودي مع إسرائيل… بعد حرب غزة


أعلن الأمين العام لـ« الحزب»، حسن نصر الله، أمس (الجمعة)، أن القرار بالرد على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري، «اتُّخذ»، لكنه وضع بعهدة «الميدان»، مما يؤشر إلى أن الرد لن يكون تصعيدياً.

 

وقال نصر الله في خطاب متلفز: «عندما يكون الاستهداف في لبنان في الضاحية الجنوبية، فنحن لا نستطيع أن نسلم بهذا الخرق الكبير والخطير»، وأضاف: «قتل الشيخ صالح الصديق والحبيب، أقول لكم قطعاً هذا لن يكون بلا رد أو بلا عقاب، ولن نستخدم عبارة في المكان والزمان المناسبين»، موضحاً: «الميدان هو الذي سيردّ، وهذا الرد آت حتماً، ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة؛ لأن هذا يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيات ستصبح مكشوفة».

 

وأضاف نصر الله قائلاً: «حجم المفاسد المترتبة عن السكوت عن هذا الخرق أكبر من أي مخاطر قد تأتي من الرد، لذلك القرار للميدان».

 

وفي السياق نفسه، فتح نصر الله الباب لإنهاء ملف النزاع الحدودي البري بين لبنان وإسرائيل، «بعد وقف النار في غزة». وقال: «اليوم، الإسرائيلي يثبت معادلات الردع التي أسست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن بعد توقف العدوان على غزة من تحرير بقية أرضه من منقطة الـB1 إلى بقية مزارع شبعا وكل شبر من أرضنا».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

جردة حساب ميدانية للحزب.. وتل أبيب تتحدث عن ساعة الصفر!

بري على خط إبعاد تسونامي النفايات.. وتعيينات المجلس العسكري رهن اتفاق سليم وعون

 

انقضى الاسبوع الاول من الشهر الاول في السنة الجديدة على الحرب التي باتت بحكم المفتوحة في الجنوب، عطفاً على حرب غزة التي اعلنتها تل ابيب في 7 ت1 الماضي، والتي حوّلت القطاع الى دمار وخراب، ولم يبقَ فيه الا صمود اهله، وقدرة مقاومته على مطاردة جنود الاحتلال وضباطه في طول قطاع غزة وعرضه من شماله الى جنوبه.

ومع هذه الحرب في عناوينها الكبرى، الآخذة في التبلور، تتراجع الاهتمامات بالملفات المحلية، باستثناء ما هو داهم منها، كملف النفايات، او استحقاقات المتقاعدين والموظفين، وسوى ذلك من الخلافات المالية بين الحكومة ولجنة المال النيابية، مع تسجيل تطور ايجابي، تربوياً، باعلان المدارس الكاثوليكية العودة الى التدريس مع انتهاء العطلة المدرسية الاثنين المقبل.

وفي ما يشبه جردة حسابات حول العمليات المستمرة منذ ثلاثة اشهر، وعلى امتداد جبهة واكثر من 100 كلم، كشف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله عن خسائر الاحتلال، والنتائج التي تحققت لجهة جعل تحرير الارض الجنوبية من المحتلة، ممكنا من النقطة «OMEB» حتى الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وقال: لبنان امام فرصة تاريخية للتحرير وتثبيت معادلة تمنع الاحتلال من اختراق سيادته.

وحول القرار 1701 أوضح الامين العام للحزب، ان اي كلام او تفاوض على هذا الصعيد لن يتم الا بعد وقف العدوان على غزة، فالكلمة الآن للميدان وبعدها لكل حادث حديث..

واكد السيد نصر الله انه لا يمكن السكوت عن اغتيال القيادي صالح العاروري في قلب الضاحية لان «هذا يعني ان لبنان سيصبح مكشوفا، وان الرد آتٍ» حتما وقطعا، ولن يكون بلا رد او عقاب.

ومن امكانية تحرير ما تبقى من ارض محتلة في الجنوب اعتبر نصر الله ان من بركات التضامن مع غزة، ان هناك فرصة تاريخية لتغادر قوى التحالف الدولي العراق.. مشيرا الى انه من باب المندب اصبح اليمن جزءاً من المعادلة الدولية..

وفي الوضع الميداني على الحدود قال نصرالله « على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات على المدنيين. تابع: الحزب نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً في خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة. اردف: في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه الجيش وهو مجبور على التكتّم لكي لا يذهب الى حرب يعرف أنها صعبة جداً. اضاف: من سأل عن الفائدة لفتح الجبهة الجنوبية أقول أن هدف هذه الجبهة امران الاول الضغط على حكومة العدو من أجل وقف العدوان على غزة كما حصل في باقي الجبهات منها العراق واليمن والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة ميدانياً، كاشفا الى انه عندما «اضطر العدو الى سحب الفرق في الأعياد جاء بفرق من غزة وليس من الجبهة الشمالية».

وقرأت مصادر سياسية في الاطلالة التلفزيونية الثانية للامين العام للحزب للسيد حسن نصرالله خلال ثلاثة أيام فقط، مطالعة دفاعية لتفرد الحزب باشعال الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، تحت عناوين التضامن مع غزّة واشغال قسم كبير من قوات الاحتلال الاسرائيلي عن المشاركة بالحرب ضد الشعب الفلسطيني، وتهجير سكان المستوطنات الإسرائيليين الى خارج المنطقة، مفندا حجم الخسائر التي تسبب بها تدخل الحزب العسكري بالأرقام والوقائع التي يخفي معظمها العدو الاسرائيلي حسب قوله، وفي المقابل  تجاهل نصر الله  وجود الدولة اللبنانية بالكامل، او اراء معظم الشعب اللبناني الرافض لهذه العملية الخطيرة وتداعياتها المأساوية التي تسببت بها، لجهة الخسائر الكبيرة بأرواح المقاومين الذين استشهدوا  جراء الاشتباكات الدائرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، او الخسائر بصفوف المدنيين وتهجير قسم كبير منهم من مساكنهم واراضهيم والضرر التي تسببت بها القنابل الفسفورية بالبساتين والإحراج والممتلكات، والدورة الاقتصادية والمالية بالبلاد عموما.

ووصفت المصادر كلام الامين العام للحزب  حاول، ان الرد على جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه لن تمر وستكون بالميدان، بالعبارة المطاطة التي تخرج عن السياق التقليدي لدول محور الممانعة، بالرد في المكان والزمان المناسبين، وتحمل في طياتها اكثر من تفسير، وان كانت  بمجملها تصب في خانة استيعاب تداعيات الجريمة وتهدئة مشاعر متهورة واستيعاب منتقدي الاختراق الامني الاسرائيلي للمربع الامني للحزب، باعتبار ان امكانيات الرد الفوري محدودة او غير ممكنة حاليا.

واعتبرت المصادر ان خلاصة قول نصرالله ان مايحصل يشكل فرصة تاريخية لتحرير  كل شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف التدخلات والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، بأنه يفتح باب المفاوضات السلمية مع إسرائيل بعد بلوغ  الوضع الحائط المسدود بالاشتباكات  الدائرة  مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، ويشكل محاولة لاستيعاب نقمة الرافضين للمواجهة العسكرية مع إسرائيل والتخفيف من حدة التهديدات الإسرائيلية بانزلاق الوضع نحو حرب شاملة ،في حين يعلم القاصي والداني  ان لبنان تبلغ خلال الزيارة الاخيرة للمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، مقترحات إسرائيلية  لحل مشكلة النقاط المختلف عليها لترسيم الحدود، باستثناء النقطة b1 على رأس الناقورة التي ماتزال تعترض التوصل إلى اتفاق شامل للترسيم.

وإزاء المواقف المعلنة ارجأ اموس هوكشتاين زيارته الى بيروت.

جدول بوريل

والوضع برمته، سياسياً وجنوبياً، وعلى مستوى المنطقة، سيكون على جدول محادثات بعثة الاتحاد الاوروبي الى لبنان برئاسة جوزيب بوريل، والمقررة بين 5ك2 و7ك2 (امس الجمعة الى الاحد).

واعلنت البعثة ان بوريل  سيلتقي «رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو». وأوضحت أن الزيارة «ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولاسيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو».

وقالت: «سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة».

المجلس العسكري تفاهم بين سليم وعون

سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الاتصالات التي تنطلق بهدف بت تعيينات المجلس العسكري ورئيس الأركان في الجيش اللبناني داخل الحكومة ليس مضمونا أنها ستتمكن من النجاح في حسم الملف لاسيما أن هذه التعيينات وفق ما هو متعارف عليه في القانون تحتاج  إلى تفاهم بين وزير الدفاع وقائد الجيش، فضلا عن أن إشكالية حسم مجلس الوزراء الذي يصرف الأعمال تعيينات أمنية أو غيرها. ورأت هذه المصادر أنه بغض النظر عن تصنيفها بين الأهمية أو الأكثر اهمية فإن بعض الأفرقاء لاسيما الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يوفد نوابه من أجل التواصل مع المعنيين وتحريك الملف انطلاقا من ضرورته، مشيرة إلى أن خطوة التمديد لقائد الجيش والتي جنبت خضة في المؤسسة العسكرية  يراهن عليها أن تنسحب في توافق غالبية الأفرقاء على التعيين.

وأعلنت أنه لا بد من التأكد من موقف التيار الوطني الحر الذي سبق ونقل عنه عدم ممانعته في التعيين إنما قبل التمديد لقائد الجيش.

تعديلات الموازنة في بكركي

والوضع المالي، حضر بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، فضلا عن التعثر في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وقال  كنعان بعد اللقاء:  «هناك كارثة كانت محالة الى مجلس النواب، باجماع كل اللبنانيين، وكنا أمام خيارين، اما تركها تنفجر فينا، أو نحاول تعطيلها، لجهة تعديلها. وهو ما حصل من خلال تعديلات بنيوية وجوهرية، ليست مثالية بالطبع، ولن تكون بديلاً عن الرؤية الاقتصادية الغائبة في مشروع الحكومة، ولكنها على الأقل، عدّلت الزيادات والغرامات والضرائب والرسوم التي كانت ستضرب المواطن مباشرة في هذا الوضع الاقتصادي السيىء».

بري على خط احتواء ازمة بيئية

بيئياً،  دخل الرئيس نبيه بري، بطلب من اللقاء الديمقراطي على خط السعي لدى اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لارجاء العمل او العودة عن قرار الاتحاد بـ «وقف العمل بقرار مجلس الوزراء بجمع النفايات الصلبة المنزلية من اقضية عاليه والشوف وبعبدا وقسم من بيروت، لتعذر البدائل لدى البلديات للاسباب المالية المعروفة..

ويتابع الموضوع اليوم في اجتماع يعقد في مكتب وزير البيئة لوضع خطة مرحلية وثابتة طويلة، الامد، حسب تعبير النائب  اكرم شهيب بعدلقاء عين التينة..

وكشف شهيب ان بري لبى التمني حتى لا يغرق البلد في النفايات في ظرف بالغ الصعوبة.

إتفاق الهيئات والعمال

توصلت الهيئات الاقتصادية الى اتفاق خلال لقاء جمع الامين العام للهيئات الاقتصادية محمد شقير والاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الاسمر مساء أمس، في ما خص الأجور وبدل النقل، قضى الاتفاق:- رفع بدل النقل من 250 ألف ليرة الى 450 الف ليرة كل يوم عمل أسوة بالقطاع العام.- البحث في موضوع الأجور في فترة لاحقة.وأوضح البيان ان «البحث في موضوع الأجور في فترة لاحقة يأتي على خلفية التداعيات الإقتصادية السلبية والخسائر التي تكبدتها المؤسسات نتيجة حرب غزة والأحداث في جنوب لبنان وعدم قدرتها على تحمل اي أعباء إضافية، مشيراً الى أن هذا الموضوع سيتم مناقشته في وقت لاحق بعد استتباب الأوضاع وعودة النشاط الإقتصادي الى وضعه الطبيعي السابق لحرب غزة.وأعلن الطرفان استمرار التواصل والتشاور لمواكبة الأوضاع وإتخاذ المواقف المناسبة لتدعيم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. واتفق الطرفان على وضع وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم في جو الاتفاق ليأخذ الموضوع مساره القانوني».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على القرى والبلدات اللبنانية حيث واصل استهداف المنازل بشكل تصعيدي ادى الى تدمير الكثير من المنازل والاضرار الاخرى، وردت المقاومة باستهداف مواقعه كافة وتحقيق اصابات مباشرة، كما شيعت شهداءها الذين سقطوا بفعل العدوان في اليومين الماضيين.

واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي المعادي صباح امسبلدة عيترون وأطراف بلدة يارون.

كماشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية المعادية غارتين بين بلدتي شيحين ومجدل زون.

بدورها، واصلت المقاومة استهداف جنود الاحتلال، في موقع المرج عند الحدود الجنوبية.

واعلنت المقاومة الاسلامية مساء استهداف بركة ريشا بصواريخ بركان، وحققت اصابات مباشرة.

واعتبر وزير الدفاع غالانت خلال زيارة الجهة الجنوبية ان اسرائيل تعطل الحل السياسي على العسكريين ولكن ساعة الصفر باتت تقترب.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

التوترات الاقليمية تتصاعد… فهل تكون سياسة الاغتيالات هي المعتمدة؟

انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية… ملف منسي وسط الحرب الدائرة – نور نعمة 

 

تصاعدت التوترات الاقليمية بشكل مكثف هذا الاسبوع نظرا لعمليات الاغتيال التي نفذتها «اسرائيل» ضد العميد في الحرس الثوري الايراني رضي الموسوي في سوريا ثم اغتيالها للرجل الثاني لحركة حماس واحد ابرز مخططي طوفان الاقصى صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، الى جانب قيام الطيران الحربي الاميركي باستهداف فصائل المقاومة في العراق واستشهاد القياديين من «حركة النجباء». وتزامنت هذه العمليات المذكورة مع حصول انفجارين ارهابيين في جنوب ايران قرب مرقد اللواء قاسم سليماني اسفر عن سقوط اكثر من 100 قتيل وعدد كبير من الجرحى. الا ان السلطات الايرانية تجري تحقيقاتها، وقد القت القبض على عدد من المشتبه فيهم في التفجير الارهابي في مدينة كرمان. والحال ان المنطقة كلها على فوهة بركان، فهل ينفجر الوضع ام يعود «الاسرائيليون» الى رشدهم ويدركون ان اتساع رقعة القتال وتعدد الجبهات لن يرتد سلبا الا على «اسرائيل». ذلك ان حكومة الحرب «الاسرائيلية» اختارت طريقا جديدا في حربها ضد حماس عبر تنفيذ اغتيالات لقادة كتائب القسام معتبرة انها حققت انتصارا. ولكن في الوقت ذاته اضحى واضحا ان الكيان الصهيوني هو كيان اصطناعي لا جذور له مغروزة بالارض، ولا انتماء بالحق وبالعدل ولاستمراريته سيكون مضطرا دائما الى اللجوء الى الحديد والنار لحماية وجوده.

الحزب يحسم الموقف: لا تفاوض على الترسيم البري قبل انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة

 

وفي الميدان والايام والليالي المقبلة، سيرد الحزب حتما على قيام «اسرائيل» باغتيال القيادي في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت. وقد هدد العدو الاسرائيلي انه اذا شن حربا على لبنان في الايام والليالي المقبلة، فحينئذ سيقاتل الحزب في الميدان بلا ضوابط وبلا حدود. وفي كلمته امس خلال الاحتفال التأبيني للقائد المجاهد الحاج محمد ياغي (أبو سليم)، قال امين عام الحزب سماحة السيد حسن نصرالله ان الحزب بدأ بضرب أهداف عسكرية وضباط وجنود وعندما ضربت المقاومة بيوتا كان ردا على استهداف المدنيين في لبنان ومذكرا ان الهدف الرئيسي لفتح الجبهة في الجنوب هو الضغط على حكومة العدو لوقف العدوان على غزة وتخفيف العبء عن المقاومة فيها. وتابع ان لبنان امام فرصة تاريخية لتحرير جميع اراضيه وتثبيت عدم الخرق الجوي للسيادة اللبنانية، حيث شدد ان الحزب سيرد على خرق الضاحية الخطر واغتيال العدو للعاروري ولن يقبل التسليم بهذه المعادلة، مشيرا الى ان السكوت يعني التسليم بكشف الساحة اللبنانية.

 

اما عن جهود الولايات المتحدة الاميركية في احتواء تمدد رقعة الاشتباكات بين الحزب وبين «اسرائيل» عبر ترسيم بري او تطبيق قرار 1701 فقد حسم السيد حسن نصرالله الموقف تجاه هذه المعضلة بانه ما دام العدوان الاسرائيلي مستمرا على غزة، فلن يحصل اي تفاوض حول الحدود الجنوبية اللبنانية.

 

وفي قراءة لكلمة امين عام الحزب، قالت اوساط سياسية للديار ان المقاومة لا تزال تبني حساباتها وفقا للداخل اللبناني، ولا تريد التصعيد باتجاه الحرب الكبرى. ولكن اصبح واضحا ان المخطط الاسرائيلي كان يقضي بالاستفراد بقطاع غزة وارتكاب جرائم حرب وتدمير شامل للقطاع وتحويل الغزاويين الى نازحين وصل عددهم الى مليون و900 الف نازح فلسطيني، اي 90% من عدد سكان غزة وفق بيان رسمي لوكالة الاونروا الدولية للاجئين . انما قرار الحزب  بفتح جبهة الجنوب لاسناد ودعم فصائل المقاومة الفلسطينية في قتالهم للعدو الاسرائيلي الى جانب قيام المقاومة بتكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في صفوفه على حدود شمال فلسطين المحتلة، اربك مخطط «اسرائيل» بما ان حصول اشتباكات بين جنودها ومقاتلي الحزب على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة امر لا يناسبها. عندئذ بدات حكومة الحرب «الاسرائيلية» تهدد بالحرب الكبرى على لبنان، ومن ثم اقدامها على خطة تصعيدية باغتيالها للقيادي صالح العاروري ومساعديه في الضاحية الجنوبية لبيروت يصب في خانة محاولة «اسرائيلية» لاستفزاز الحزب ودفعه باتجاه الحرب الكبرى.

 

وهنا رأت المصادر الديبلوماسية ان الحزب لا يبني ردوده على الانفعالات والغوغائية والفوضوية، بل يدرس رده جيدا وبطريقة ذكية، ومن ثم يحدد المكان والزمان ليسدد الضربة الموجعة للعدو الاسرائيلي.

مصادر مطلعة للديار: المنطقة دخلت مرحلة جديدة وهي حرب امنية

 

من جهتها، قالت مصادر مطلعة للديار ان الولايات المتحدة الاميركية لا تريد الحرب الشاملة في منطقة الشرق الاوسط، كما ان ايران صرحت بشكل واضح انها لن تسمح لاي قوى بجرها الى مواجهة عسكرية لا تريدها، وتتكلم طهران عن الصبر الاستراتيجي، وهذا دليل واضح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تريد توسيع الحرب. اضف الى ذلك، لا يريد الحزب  ايضا الذهاب الى حرب كبرى في حين ان «اسرائيل» وحدها تريد توسيع رقعة القتال، بخاصة مع الحزب​ بهدف ابعاده الى شمال الليطاني.

 

وبناء على هذه المعطيات، كل هذه القوى باستثناء الكيان الصهيوني تقوم بضبط النفس بانتظار حدث ما. ولفتت هذه المصادر الى ان ما هو واضح اليوم ان المنطقة دخلت في حرب جديدة، وهي حرب امنية توازيا مع العدوان الاسرائيلي على غزة والقتال الحاصل بين جيش الاحتلال وبين المقاومين في حركة حماس. وبمعنى اخر، ان استهداف اميركا لقياديين في الحشد الشعبي العراقي واغتيال «اسرائيل» للعاروري، يشير الى ان المعركة انتقلت من عسكرية الى امنية لناحية استهداف القادة البارزين المناهضين لواشنطن ولـ «تل ابيب».

 

واعتبرت المصادر ان الحرب الامنية الجديدة، اي مسار الاغتيالات، لن يتوقف عند هذا الحد، بل على الارجح ستشهد المنطقة في المستقبل القريب المزيد منها.

«اسرائيل» غرقت بوحول معركة غزة

 

وفي سياق متصل، اعتبرت مصادر عسكرية ان «اسرائيل» غرقت بوحول معركة غزة حيث لم تتمكن من تحقيق انجاز عسكري، على رغم مرور ثلاثة اشهر على بدء الحرب على القطاع. واشارت هذه المصادر الى ان حرب المدن تكون دائما حربا طويلة، وتتحول الى حرب استنزاف ترهق جيش الاحتلال على نطاق كبير، في حين ان حركة حماس تتراجع قدراتها على القتال بشكل ضئيل.

 

وتابعت المصادر العسكرية ان «اسرائيل» وضعت عنوانا واضحا باستئصال حركة حماس من قطاع غزة، في حين ان حماس ترفض الخروج من غزة وتعتبر ان الكلمة للميدان. ولفتت الى انه كلما «اسرائيل» عجزت عن تحقيق اهدافها» فستلجأ الى حرب الاغتيالات تعويضا عن خسارتها الميدانية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: الصراع بين الكيان الصهيوني وبين حماس…الى اين؟ فـ «اسرائيل» لا تقبل ان تعود ادراجها الى الوراء بما انها اعتبرت ان هذه الحرب هي وجودية بالنسبة لكيانها. وحماس بدورها لن تتراجع عن حقها المتجذر في الارض، وهي ستقاتل حتى النصر والنصر والنصر.

انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية….. ملف منسي

 

اما في الداخل اللبناني، فكل المؤشرات تدل الى ان انتخاب رئيس للجمهورية ليس فقط ملفا مجمدا، بل اضحى ملفا منسيا في ظل التطورات الاقليمية الملتهبة والخطرة. وتساءلت اوساط مطلعة اذا كان سيتم انتخاب رئيس قبل انتهاء الحرب في غزة او بعد نهايتها؟ والحال انه بمقدار بساطة الامور لانتخاب رئيس للحمهورية اذا حصلت مشاورات لبنانية داخلية ترضي المعارضة والممانعة، بمقدار ما هي معقدة وبعيدة المنال لانتخاب رئيس اذا كانت مرتبطة بما ستنتجه الحرب الدائرة في غزة.

 

ولفتت الاوساط المطلعة الى ان لبنان سيشهد قريبا حركة موفدين دوليين وديبلوماسيين، منهم للجم التصعيد في الجنوب وعدم دخول لبنان في حرب لا تحمد عقباها، ومنهم للبحث في الملف الرئاسي. من جهته، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان هو المسؤول الذي سيتناول الشغور الرئاسي ضمن الخيار الثالث الذي تكلمت عليه اللجنة الخماسية.

 

ولكن هل سيصل لودريان الى نتيجة ايجابية على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية اذا كانت حرب غزة لها ارتدادات واسعة على الساحة السياسية اللبنانية، وفقا لهذه الاوساط المطلعة؟

 

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

نصر الله: لن نسكت عن الخرق الخطير في الضاحية  

 

تحدث الامين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله أثناء الحفل التأبيني في ذكرى مرور أسبوع على رحيل النائب السابق محمد حسن ياغي، في حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك.

 

وأشار في كلمته الى انه “على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يوما تم استهداف كل المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردا على الاعتداءات على المدنيين”، وقال: “لم يبق موقع حدودي إلا واستهدف مرات عدة، وتم استهداف التجهيزات الفنية والاستخباراتية في كل المواقع المعادية. وهذه الاستهدافات من قبل المقاومة تقدر بمئات ملايين الدولارات. وفي المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”.

 

وأكد اننا “نحصل على معلومات جيدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمعات العدو، حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون، وقد حاول العدو الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمسيرات وطائراته الاستطلاعية”.

 

ولفت الى ان “العدو مارس تكتما إعلاميا شديدا إزاء قتلاه وجرحاه على الجبهة الشمالية”، الا ان الخبراء في كيان العدو يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال”. وقال: “الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال”.

 

وتوجه الى من يسأل عن جدوى المواجهة جنوبا: “لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم بالحديث عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية”.

 

وأوضح السيد نصرالله “كنا نستهدف أهدافا عسكرية وضباطا وجنودا واذا ضربنا بيوتا فهو ردا على استهداف المدنيين عندنا”، وقال :”ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الاسرائيليين بأنه إذلال لـ”اسرائيل”، مضيفا : ان التهجير والتشريد سوف سيشكل ضغطا سياسيا وأمنيا على حكومة العدو”.

 

وجدد التأكيد ان “هدف الجبهة من لبنان وسوريا والعراق واليمن هو الضغط على حكومة العدو واستنزافه وإيلامه من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني للجبهة اللبنانية الجنوبية هو تخفيف الضغط عن الوضع الميداني في غزة”. وقال: “عندما اضطر العدو الى سحب الفرق في الأعياد جاء بفرق من غزة وليس من الجبهة الشمالية”.

 

وأسف ان “بعض السياسيين في لبنان إما جهلة أو يتجاهلون أو لم يقرأوا التاريخ منذ عام 1948. وذكر انه منذ عام 1948 “اسرائيل” هي التي تهاجم في جنوب لبنان وتعتدي على الناس وعلى الجيش اللبناني وترتكب المجازر. ودائما أهل الجنوب كانوا يهجرون واليوم المحتل الاسرائيلي هو الذي يهجر”.

 

أضاف: “أقول للمستعمرين وللمستوطنين الذي يصرخون كل يوم ويخافون ويطالبون حكومتهم بالحزم العسكري مع لبنان هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع الثمن هو أنتم ومستوطنات الشمال”.

 

وعلق السيد نصرالله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بشأن “خيمة المقاومة” الشهيرة عند الحدود، وقال لنتانياهو “حدثني عن 48 موقعًا حدوديًا يدمر، و11 موقعا خلفيا يدمر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك المختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقية على الحدود”.

 

وقال: “نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا ولتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد”.

 

ثم تحدث السيد نصر الله عن اغتيال الشيخ صالح العاروري، معتبرا انه “خرق كبير وخطير”، وقال: “قتل الشيخ صالح العاروري قطعا لن يكون بلا رد أو عقاب والقرار اليوم هو بيد الميدان وهو آتٍ حتما ولا نستطيع أن نسكت على خرق بهذا المستوى من الخطورة وهذا يعني أن لبنان سيصبح مكشوفا” معلنا ان الرد آتٍ لا محال”. واذا نجحت إسرائيل في غزّة فإن جنوب لبنان سيكون التالي.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء

القوات الأميركية في العراق على الطاولة: الحكومة تبدأ جدولة الانسحاب/ السيد نصرالله: الرد ضرورة حتمية لحماية لبنان وإعادة العمل بقواعد الردع/ بركات وطنية لنصرة غزة على لبنان والعراق واليمن: إلى تحرير مزارع شبعا/

 

دخلت التداعيات الإقليمية لحرب غزة على المشهد وتصدّرت، بعد الانتقال الأميركي الإسرائيلي الى مرحلة جديدة من الحرب عنوانها الاغتيالات والتفجيرات، من إيران الى العراق الى لبنان، وصار الرد على الاستهداف يستدعي، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ردّ الاعتبار لقواعد الردع، لأن الصمت يعني ترك الساحة مكشوفة أمام الاستهداف، مؤكداً أن الرد على اغتيال الشيخ صالح العاروري حتمي وأن الأمر أصبح بيد الميدان وأن القرار اتخذ وذهب للتنفيذ، على قاعدة أن كلفة الردّ مهما كانت درجة المخاطرة تبقى أقل من كلفة السكوت عن هذا الانتهاك الخطير.
في المشهد الإقليميّ بين التطورات في المشهد العراقي وكلام السيد نصرالله يبدو واضحاً أن مصير القوات الأميركية في العراق قد صار فوق الطاولة، وأن الحكومة العراقية كما قال رئيسها محمد شياع السوداني دخلت في إجراءات جدولة الانسحاب الأميركي، فيما المقاومة العراقية تواصل عملياتها وتصعّد وتيرتها على قاعدة أن زمن الاحتلال انتهى منذ اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس على أرض العراق وقد حان موعد التنفيذ.
في كلمة السيد نصرالله مفاتيح كثيرة لرؤية قوى محور المقاومة لمشهد المنطقة في ضوء معادلات طوفان الأقصى وما بعده، وصفها السيد نصرالله ببركات نصرة غزة، شارحاً فعالية ما قدّمته المقاومة على جبهة لبنان، لكن مستخلصاً أن المقاومة كانت تتحرك على الجبهة وفي تفكيرها منع الاحتلال من الاستفراد بغزة ثم الاستدارة نحو لبنان، ولذلك من بركات نصرة غزة سوف تنشأ فرصة تاريخية نادرة لتحرير كل الأراضي اللبنانية المحتلة من نقطة رأس الناقورة إلى مرتفعات مزارع شبعا، ومثلها بركات لليمن بحجز مقعد له بين الدول الإقليمية الفاعلة، ودور في أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومثلها للعراق بإنهاء الاحتلال الأميركي، الذي ستنال بركاته سورية بإنهاء الاحتلال في شرق سورية وفتح مسار تعافيها.

وأكد السيد نصر الله، أن المعركة التي تخوضها المقاومة على الحدود الجنوبية وعملياتها التي تستهدف جيش العدو الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة تثبّت معادلات الردع مع العدو الصهيوني.
وخلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة رحيل فقيد الجهاد والمقاومة الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في حسينية السيدة خولة (ع) في بعلبك، اعتبر السيد نصرالله أننا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا المحتلة، وأمام فرصة لتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد.
وأكد أن الميدان هو الذي سيردّ على العدوان الصهيونيّ الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال الشهيد صالح العاروري ورفاقه، وأن هذا الردّ آتٍ حتمًا ولا نستطيع أن نسكت عن خرق بهذه الخطورة، لأن هذا يعني أن كل لبنان والمدن والشخصيّات ستصبح مكشوفة.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه “في المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفًا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع”. وقال “نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون”، لافتًا إلى أن “العدو حاول الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعية، وأنه مارس تكتّمًا إعلاميًا شديدًا إزاء قتلاه وجرحاه”.
وأشار إلى أنهم في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقيّ هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال، وقال “لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسكم عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية”، وأضاف “نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسيّة وحتى لا يُحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان”.
ولفت إلى أن من نتائج القتال على الجبهة الجنوبية المهجّرون من المستعمرات الشمالية، طيلة الحروب كنا نحن من يتمّ تهجيرنا، هذا التهجير سوف يشكل ضغطاً نفسياً وسياسياً وأمنياً على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال.
وللذين سألوا عن الجدوى والفائدة من فتح الجبهة الشمالية، قال نصرالله: “منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو من أجل وقف العدوان على غزة. والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني.. هذان الهدفان هل يتحققان فعلاً من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم.. عندما اضطر العدو نتيجة خشـيته من تطورات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي بـ 100 ألف جندي، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة”.
وتساءل السيد نصر الله “نفس ما يجري في الجبهة الشمالية وهذا العدد من القتلى والجرحى وتدمير آلياته ومهجّريه ألا يشكل ضغطًا على حكومة العدو؟”. وقال “بعض اللبنانيين إما جهلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإما يتجاهلون، من 1948 “اسرائيل” تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهم أقاموا أول حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية.. أقرؤوا التاريخ، يبدو حتى بالمدرسة لم يدرسوا، دائمًا كان أهل الجنوب هم الذين يُهجّرون، هذا له قيمة معنوية سياسية وأمنية عالية.. دائمًا كان الشريط الأمني لدينا، لكنه اليوم هو حزام أمنيّ داخل الكيان في الشمال بعمق 3 كلم وفي بعض المناطق بعمق 7 كلم”.
وأضاف “أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم.. إذا كنتم فعلاً تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال لحكومتهم بوقف العدوان على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلا المزيد من التهجير والأثمان الباهظة”.
وعلّق السيد نصر الله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن خيمة المقاومة الشهيرة عند الحدود، وقال لنتنياهو “حدّثني عن 48 موقعًا حدوديًا يدمّر، و11 موقعًا خلفيًا يدمّر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك المختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقيّة على الحدود”.
كما لفت السيد نصر الله إلى أن “من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق بفتح جبهتها نصرة لغزة أن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية للتخلص من الاحتلال الأميركي ومن هذا الكذب والزيف والتضليل الأميركي. وشدّد على أن اليمن اليوم يزداد عزًا في العالم العربي والإسلامي، وأن خروج الشعب اليمني في مظاهرات وجّه رسالة يجب أن تفهمها كل الإدارة الأميركية وكل من يهددون اليمن، بأنهم لا يواجهون حكومة ولا دولة ولا جيشاً اسمه أنصار الله، بل هم يواجهون عشرات الملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمحتلين”.
وبيّن أن “الأميركيين يُشَغّلون “داعش” في إيران ثم يقولون لا علاقة لنا بتفجير كرمان، صنيعتكم هي التي ارتكبته، مَن الذي يفعّل “داعش” اليوم في سورية؟ فتشوا عن القوات الأميركيّة؟ فرصة خروج القوات الأميركية من العراق اليوم سيتبعها خروج القوات الأميركية من شرق الفرات وهذه من البركات الوطنية للتضامن مع غزة”.
وأشارت مصادر مطّلعة على الوضعين السياسي والعسكري لـ”البناء” الى أن السيد نصرالله قدّم شرحاً تفصيلياً بالأرقام والمعطيات لأهمية جبهة الجنوب في الضغط على كيان الإحتلال وفي تخفيف الضغط عن المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة، ورد على كل المشككين بجدوى دور المقاومة من الجبهة الجنوبية، واستند إلى تصريحات مسؤولين في كيان العدو وإحصاءات من مؤسساته الصحية لعدد القتلى والجرحى والخسائر البشرية فضلاً عن المادية والاقتصادية والمعنوية”.
والأهم برأي المصادر أن السيد نصرالله شرح للجنوبيين كما للبنانيين “الأهمية الوطنية لإشعال جبهة الجنوب وتحصين معادلة الردع ضد أي عدوان استباقي إسرائيلي على لبنان لهروب حكومة الاحتلال من تداعيات الفشل في الحرب على غزة”. كما شدد السيد نصرالله على الردّ على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال الشيخ صالح العاروري، وقوله إن “الأمر متروك للميدان يعني أن القرار اتخذ في قيادة المقاومة بالرد ومستواه وهو مسألة وقت والقيادة العسكرية في الميدان تنتظر اختيار الهدف الذي يليق باغتيال القيادي في حركة حماس العاروري والعدوان على الضاحية. لذلك على العدو الإسرائيلي تحمل تبعات الانتظار وهو في حالة استنفار شامل، وكما عليه تحمل الرد المؤلم”.
وكانت جبهة الجنوب شهدت سلسلة عمليات نوعية للمقاومة في لبنان، حيث استهدفت موقع بركة ريشا بالقذائف المدفعية وحققت إصابات مباشرة.‏ كما استهدفت ‌‌‏‌‌المقاومة ‏تموضعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بصواريخ بركان، وحققت إصابات مباشرة.‏ كما أعاد ‌‌‏‌‌‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية استهداف موقع بركة ‏ريشا بصواريخ بركان وحققوا إصابات مباشرة.‏
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “أضراراً جسيمة لحقت بموقع تابع للجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان بعد إصابته بصاروخ بركان”. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، قولهم “إننا نحارب في غزة ولبنان والضفة الغربية ومجلس الوزراء الإسرائيلي يحاربنا في الداخل”.
ويأتي ذلك بعد الخلاف الأخير حول تشكيل رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي لجنة تحقيق بشأن إخفاقات 7 تشرين الأول ومواجهة عملية “طوفان الأقصى” والحرب على غزة.
ولفت المسؤولون إلى أنّ “وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يعتقد أن رئيس الأركان هرتسي هليفي أخطأ حين شكل فريق التحقيق قبل أن يستشيره”، موضحين أنّ “وزير الدفاع سمع بقرار تشكيل لجنة التحقيق قبل دقائق من جلسة مجلس الوزراء”.
واعتبر وزير حرب جيش الاحتلال يوآف غالانت، في تصريح من الجبهة الشمالية، “أننا نفضل الحل السياسي على الحل العسكري لكننا نقترب من النقطة التي ستنعكس فيها الساعة الرملية”. وزعم أنّ “الجيش يقوم بعمل عسكري ممتاز ويوجه ضربات لحزب الله”، مشيرًا إلى “الالتزام” بإعادة “الشعور بالأمان لسكان الشمال عبر الوسائل كافة”.
ويتوقع خبراء عسكريون لـ”البناء” أن “يتصاعد التوتر وتشتدّ العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية في الأسابيع المقبلة وسيتصاعد أكثر فور حصول رد المقاومة على العدوان على الضاحية، وقد تتحول جبهة الجنوب الى ساحة حرب حقيقيّة بحال أقدم جيش الاحتلال على الرد على رد المقاومة، وبالتالي سنكون أمام جبهات وليس جبهة واحدة، لأن أي عدوان اسرائيلي كبير وشامل على الجنوب ولبنان لن يبقى محدوداً بل سيوسّع الى كل المنطقة وستدخل الى الحرب سورية وستتسع دائرة المواجهات في العراق وسيوسّع أنصار الله والجيش اليمني عملياتهم وينفجر البحر الأحمر وربما تمتدّ شرارة التفجير الى الخليج ومضيق باب المندب وتدخل إيران في الحرب”، لذلك “يسعى الأميركيون الذين يدركون مخاطر ونتائج الحرب الشاملة الكارثية في المنطقة وربما على العالم، الى احتواء التصعيد بإرسال موفدهم عاموس هوكشتاين الى المنطقة”، لكن السيد نصرالله وفق الخبراء قطع الطريق على أي اقتراحات وحلول يحملها الوسيط الأميركي للترسيم البري وضبط الحدود وفق المفهوم الأميركي – الإسرائيلي، وأعاد السيد نصرالله التأكيد بأن لا بحث للملف الحدوديّ قبل توقف العدوان على غزة.
ويشير الخبراء الى أن الحرب الأمنية قد تكون أخطر من الحرب العسكرية، ويحذرون من عودة التنظيمات الإرهابية الى الميدان لاستخدامها من الأميركيين والإسرائيليين في هذه الحرب الأمنية ضد محور المقاومة لتخفيف الضغط على كيان الاحتلال الذي يتخبط بأزماته، لذلك الخوف من تزايد عمليات الاغتيال والتفجيرات الارهابية أو الانتحارية في سورية والعراق وإيران وحتى لبنان.
الى ذلك أكّد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الاحتلال لم يحقق هدفه ولن يحققه، مشدّدًا على أنّه حتى هذه اللحظة تتعامل المقاومة في لبنان وما تقوم به من عمليات وفق المنهج والسياق المناسبَين.
وفي حديث لمجلة “روز اليوسف”، رأى الرئيس بري، أن الواقع بعد حرب غزة “يتوقف على عدة محددات لتقدير الموقف، فلكل طرف أهداف استراتيجية من هذه الحرب، سواء المقاومة أو الاحتلال”، لافتًا إلى أن المقاومة الفلسطينية لم تفقد إلّا 10 في المئة من قدراتها منذ اندلاع القتال ولديها قدرة على الصمود، أمّا الاحتلال فخسائره متعددة وكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واستراتيجيًا. وأضاف أن الاقتصاد الإسرائيلي ينزف رغم كل ما يصل إليه من مساعدات، وهذا هو مأزق رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بخلاف ما تفرضه عليه خلافاته الداخلية في الائتلاف الحكومي الهش، فضلًا عن ملاحقته قضائيًا، ومن هنا يسعى لمد أجل الحرب، وأيضاً قد يسعى لتوسيع رقعتها وتوريط أطراف أخرى.
وحول موقف الولايات المتحدة في هذه الحرب، قال الرئيس بري إن “أميركا حضرت في هذه الحرب كطرف وتجاوز الأمر مجرد الدعم السياسي والاقتصادي للاحتلال الإسرائيلى، بل كان الدعم عسكرياً وعملياتياً”.
وفي الشأن اللبناني، قال إن “لبنان حاليًا لديه تحديات حاضرة وأخرى مؤجلة، الحاضرة أولها إنهاء حالة الفراغ الرئاسي، ومن هنا كانت دعوتنا للحوار والاتجاه نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أمّا التحديات المؤجلة فهي تلك التي نبدأ بمواجهتها بعد انتخاب رئيس الجمهورية وفي مقدمها الأزمة الاقتصادية”.
وأضاف “في الفترة الحالية، هناك تعاون كبير مع حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، ونسعى لتقريب كل وجهات النظر والالتفاف حول مصلحة لبنان”.
على الصعيد الدبلوماسي، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بتقديم شكوى بتاريخ ٤ كانون الثاني ٢٠٢٤ امام مجلس الامن الدولي عقب اعتداء “إسرائيل” على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وتضمّن نص الشكوى المرفوعة ان “هذا الاعتداء يمثل الفصل الأكثر خطورةً في مسلسل الاعتداءات حيث شكّل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ العام 2006، كونه قد طال هذه المرة منطقةً سكنية شديدة الاكتظاظ في ضاحية العاصمة بيروت، وانتهاكاً إسرائيلياً سافراً لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه، ومواطنيه، وحركة الطيران المدني، وهو أمرٌ يدعو للقلق لأنه قد يؤدي إلى توسّع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين”. وطلب لبنان مجدداً من مجلس الأمن الدولي “إدانة هذا الاعتداء، والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد، وإلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وشعبه، وذلك للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمّرة سيصعب احتواؤها”.
وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان في بيان، أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل يزور لبنان بين 5 كانون الثاني الحالي و7 منه. وأوضحت أنه سيلتقي “رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وسيجتمع أيضاً مع قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو”. وأوضحت أن الزيارة “ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولا سيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو”. وقالت: “سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الدبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة. كما سيكون التعاون الثنائي والقضايا المحلية والإقليمية ذات الاهتمام جزءاً من المناقشات”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram