افتتاحية صحيفة الأخبار:
اغتيال صالح العاروري: حزب الله يعد بالردّ والعقاب
قبل ساعات من موعد احتفال حزب الله بذكرى اغتيال قائد «قوة القدس» الإيرانية، اللواء قاسم سليماني، قرّرت إسرائيل كسر قواعد الاشتباك مع لبنان، وتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قبل عدة أشهر. فاغتالت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري، في غارة جوية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت.وقد فتحت الجريمة الأبواب على مسارات تبدو مختلفة عن السائد الآن، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، خصوصاً أن حزب الله أعلن في بيان نعيه العاروري أن «الجريمة لن تمر من دون رد وعقاب». وهو ما يُنتظر أن يشرحه نصرالله في خطابه المرتقب عند السادسة من مساء اليوم، ولا سيما أنه كان قد أكّد في آب الفائت أن «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو إيرانياً أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي». كما شدّد على عدم السماح لـ«أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة»، علماً أن نصرالله أطلق وعيده يومها بعد تهديد إسرائيلي باغتيال العاروري الذي يقيم على الأراضي اللبنانية، بالتحديد.
وقد اعتبر حزب الله في بيانه الجريمة أنها امتداد لاغتيال القائد في الحرس الثوري في سوريا رضي الموسوي ضمن «سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية طوفان الأقصى البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم». وعدَّ الحزب الاغتيال «اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات، وتطوراً خطيراً في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة، وأنّنا في حزب الله نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون رد وعقاب، وأنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وأنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبراً جميلاً وصبراً جميلاً، وإنّ الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
وكان العدو شن بواسطة طيرانه غارة على مكتب وسيارة في منطقة المشرفية، في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى اشتعال النيران في الشقة، وفي السيارة، قبل أن يتبين أن المكان هو مقرٌّ لحركة «حماس»، لم يكن معروفاً من قبل. واستشهد إلى جانب العاروري، القائدان في «كتائب القسام» سمير فندي (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبو عمار)، إضافةً إلى 4 من كوادر حركة «حماس»، هم: أحمد حمود واللبنانيون محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس. كما أسفرت عملية الاغتيال عن سقوط العديد من المصابين، الذين نُقلوا إلى المستشفيات للعلاج.
من جانب الدولة، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى عاجلة إلى «مجلس الأمن الدولي». واعتبر في بيان أن الاستهداف «جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات (...) وتوريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان»، محذّراً من «لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة». وبناءً على طلب ميقاتي، أوعز بو حبيب إلى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هادي هاشم، وإلى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن، وائل هاشم، «إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجيْن». كما صدرت مواقف مندّدة بعملية الاغتيال أبرزها من: الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائبين فيصل كرامي وحسن مراد.
*******************
افتتاحية صحيفة النهار
الاختراق الأخطر يُنذر بالاشتعال الأوسع… إسرائيل تغتال العاروري في قلب الضاحية
بعد 87 يوما وقبل أيام من مرور ثلاثة اشهر على حرب غزة والمواجهات الميدانية في جنوب لبنان، ضربت إسرائيل الضربة الأخطر في العمق اللبناني والأولى منذ حرب 2006 من خلال اغتيالها صالح العاروري احد اكبر رموز وقادة حركة “حماس” نائب رئيس المكتب السياسي للحركة والموصوف في محور الممانعة بانه “مهندس وحدة الساحات”، وذلك في قلب #الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا التطور يعد الأخطر لجهة تجاوز إسرائيل قواعد الاشتباك “المحدثة “السائدة في الجنوب اللبناني منذ الثامن من تشرين الأول من السنة الفائتة حتى لو لم يستهدف “الحزب” مباشرة او الحكومة اللبنانية كما نقل عن جهات إسرائيلية، اذ ان غارة بمسيرة إسرائيلية استهدفت شقة في الضاحية الجنوبية كانت تضم اجتماعا لقادة بارزين في “حماس” و”#كتائب القسام” في لبنان، شكلت الاختراق الأمني الاستخباراتي والعسكري الأخطر منذ عملية “#طوفان الأقصى” الذي كان العاروري من ابرز مهندسيها. وهو التطور الذي اشعل التساؤلات عما اذا كانت مرحلة جديدة من الصراع الحربي والاستخباري ستفتح على الغارب بين إسرائيل من جهة، و”حماس” و”الحزب” خصوصا من جهة مقابلة، وهل سيؤدي ذلك إلى إنتقال الحرب الشاملة الى لبنان ام ان الرد على اغتيال العاروري سيبقى في اطار تصعيد تقليدي في العمليات ولو تجاوز اطر المرحلة السابقة.
في أي حال، يبدو واضحا ان الرد الأول والاساسي على هذا التطور سيأتي مساء اليوم الأربعاء مع الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن #نصرالله والتي لم تلغ كما تردد بعد العملية الإسرائيلية في الضاحية، بل ابقي على موعدها في السادسة مساء اليوم بما يؤشر الى ان قيادة “الحزب” قررت ان يكون تثبيت موعد الكلمة بمثابة الرد الأساسي على العملية بما ستتضمنه من مواقف للسيد نصرالله .
اما “حماس” فكانت أعلنت أولا اغتيال صالح العاروري واثنين من قادة القسام في بيروت، وأعلنت لاحقا مقتل القائدَين في “كتائب القسام” سمير فندي “أبو عامر” وعزام الأقرع “أبو عمار” في الضربة الإسرائيلية في لبنان.
وأفادت معلومات أمنية غير رسمية أن الشقة المستهدفة كانت تحتضن اجتماعاً للفصائل الفلسطينية حين قصفت بصاروخ من مسيرة إسرائيلية التي أطلقت صاروخا ثانيا استهدف سيارات المواكبة عند مدخل المبنى. وتصاعدت سحب الدخان من منطقة معوّض، وشوهدت أشلاء بشرية في مكان الانفجار بالقرب من أتوستراد هادي نصرالله، وكذلك شوهد دمار في إحدى الشقق وحرائق اشتعلت في السيارات وأفاد شهود عيان عن سماع انفجارين.
وأشار مصدر أمني لـ”النهار” الى استهداف مسيرة شقتين تابعتين لحركة حماس في مبنى في معوض.
بين “حماس” وإسرائيل
وفي كلمة وجهها مساء رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية وصف اغتيال إسرائيل للعاروري ورفاقه بانه عمل إرهابي مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، فيما أكد عضو المكتب السياسي لـ”حماس” عزت الرشق أنّ اغتيال العاروري “لن ينال من استمرار المقاومة”. وقال إنّ “عمليات الاغتيال الجبانة التي يُنفّذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة”. ووصف العملية بـ”عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني”.
ويُعدّ العاروري من مؤسّسي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991ـ1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية. وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة. وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.وتم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان.
وعقب الإفراج عنه عام 2010، اختير العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة. وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم “وفاء الأحرار”، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيراً لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية. وفي التاسع من تشرين الأول عام 2017، أعلنت حركة “حماس” انتخاب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة.
وأفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بأنّ بنيامين نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على الاغتيال. وذكرت “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين انّ “اغتيال العاروري عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت”. كما نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين أنّ “العاروري كان وراء الهجمات المتزايدة في الضفة الغربية”. وفي سياق متصل، قال مستشار نتنياهو: “لم نعلن مسؤوليتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا الحزب”.
واعلن مسؤول إسرائيلي ليلا “اننا مستعدون لاحتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية مع الحزب”.
ميقاتي وشكوى
في المقابل دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية. وقال ميقاتي إنّ “هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما أنّ هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وإنّنا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نُحذّر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة”. وأضاف ميقاتي أنّ “لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لاسيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلاً وتدميراً، وبدا واضحاً للقاصي والداني أنّ قرار الحرب هو في يد إسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها”. واجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الخارجية عبد الله بو حبيب طالبا “تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم ( امس) وكل الخروقات الإسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية”. وتابع ميقاتي مع قيادة الجيش والأجهزة الأمنية المعنية تفاصيل الانفجار وملابساته.
وفي ردود الفعل الخارجية اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية ان اغتيال العاروري واثنين من قادة القسام “انتهاك لسيادة لبنان” ودعت في بيان الأمم المتحدة الى “رد عاجل ومؤثر”.
وفيما أكدت “حماس ” ليلا ان ستة من قادتها وكوادرها قتلوا في العملية اصدر “الحزب” بيانا اعتبر فيه جريمة اغتيال العاروري ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت “اعتداء خطيرا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورا خطيرا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة”. واكد ان “هذه الجريمة لن تمر ابدا من دون رد وعقاب وان مقاومتنا على عهدها ثابتة آبية وفية لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها يدها على الزناد ومقاومتها في اعلى درجات الجهوزية والاستعداد وان هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام فصبرا جميلا …” .
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
حركة مغادرة عبر مطار بيروت… ولبنان يتحرّك نحو نيويورك وواشنطن
إسرائيل تغتال العاروري و”قواعد الاشتباك” ونصرالله يردّ على “التطور الخطير”
في تطور غير مسبوق في سياق حرب غزة، وتالياً مواجهات الجنوب التي تخضع لـ»قواعد الاشتباك» المعروفة، اغتالت إسرائيل أمس صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس». ونفّذت عمليتها في الضاحية الجنوبية لبيروت ما أدّى الى مصرع العاروري والقائدَين في «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة، هما: سمير فندي «أبو عامر»، وعزام الأقرع «أبو عمار»، إضافة الى أعضاء في الحركة هم أحمد حمّود ومحمود شاهين (لبناني) ومحمد الريّس ومحمد بشاشة. وجرح 5 أشخاص لم تعلن هويتهم. وأفادت معلومات أنّ العاروري عند خروجه من مكان الاجتماع في بناية على اوتوستراد هادي نصرالله مساء أمس، وركوبه السيارة، استهدفته مسيّرة إسرائيلية بصاروخ مباشر، كما استهدفت المكتب الذي غادره بصاروخ أو صاروخين.
أما «الحزب» الذي وقعت عملية الاغتيال في قلب المنطقة التي تمثّل ثقله السياسي والأمني والشعبي، فأكدت أوساطه أنّ أمينه العام حسن نصرالله، سيركّز في كلمته في السادسة مساء اليوم على «التطور الخطير الذي وقع في الضاحية». يُشار الى أنّ إطلالة نصرالله كانت مقرّرة سابقاً، لمناسبة الذكرى الرابعة لمقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني و»أبو مهدي» المهندس القائد في «الحشد الشعبي» العراقي. كما ستكون لنصرالله إطلالة ثانية بعد غد الجمعة في ذكرى أسبوع وفاة النائب السابق محمد ياغي المعاون التنفيذي للأمين العام.
وليلاً، أصدر»الحزب» بياناً جاء فيه أنّ إسرائيل عمدت الى «سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية طوفان الأقصى»، وأنّ اغتيال العاروري هو «استكمال» لاغتيال «القائد السيد رضي الموسوي» القائد في الحرس الثوري الايراني الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي في دمشق. واعتبر البيان أنّ اغتيال العاروري ورفاقه في «قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات، وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة». وخلص الى أنّ «هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من دون ردّ وعقاب، وأنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، ويدها على الزناد».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدّد في 27 آب الماضي باغتيال العاروري، وذلك قبل أشهر من عملية «طوفان الأقصى». وفي اليوم التالي، أي في 28 آب أوردت «نداء الوطن» أنّ وفداً من مخابرات دولة عربية صديقة معنية بالشأن الفلسطيني سيصل خلال ساعات الى بيروت لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحركة «حماس». ولفتت المعلومات الى أنّ «النصيحة» التي ستسدى الى قيادة «حماس» في لبنان، هي مغادرة العاروري. وفي اليوم نفسه، أوردت مقدمة تلفزيون «المنار» التابعة لـ»الحزب» في نشرتها الرئيسية مساء أمس، أنّ نتنياهو «ذكر اسم لبنان في معرض تهديده العاروري»، وقالت: «لا بأس من تذكير نتنياهو بأنّ الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله قد حذّر كيان الاحتلال في التاسع من آب العام الماضي من أنّ الاعتداء على أي مسؤول فلسطيني في لبنان لن يبقى من دون عواقب ومن دون ردّ».
وفي سياق متصل، وبناء على توجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أوعز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم والى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم، إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم «إحتجاجَين شديدَي اللهجة حول العدوان الإسرائيلي الخطير».
وفي الإطار نفسه، كانت لافتة امس حركة حجوزات مبكرة للسياح الذين قدموا الى لبنان بمناسبة الأعياد.
ميدانياً، ساد هدوء حذر جبهة المواجهات على الحدود الجنوبية بعد اغتيال العاروري، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري إنّ الجيش في «مستوى عالٍ جداً من الاستعداد».
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل تخرق الخطوط الحمر.. وترقُّب لمواقف نصرالله اليوم
وضعَ اغتيال اسرائيل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت المواجهات الجارية على الجبهة الجنوبية اللبنانية امام احتمال تحوّلها حرباً شاملة لطالما نادى كثيرون في الداخل والخارج بوجوب تجنّبها، اذ أعلن «الحزب» أنّ «هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب». وانّ المقاومة «يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد»، مؤكداً «انّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام». وجاء هذا الموقف عشيّة اطلالة الامين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله في الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء قاسم سليماني وقد كانت له لقاءات عدة مع العاروري قبل «طوفان الاقصى» وبعده. وكان قد حذّر قبل اشهر اسرائيل من ردٍ في العمق في حال ارتكابها اي جريمة ضد اي قيادي لبناني او فلسطيني او ايراني او اي تابعية أخرى على الاراضي اللبنانية، علماً انّ حكومة الحرب الاسرائيلية كانت قد أوعزت في الاونة الاخيرة الى الاجهزة الامنية الاسرائيلية، وعلى رأسها «الموساد»، لاغتيال قادة حركتي «حماس» و»الجهاد» أينما وجدوا.
تجاوزت اسرائيل مساء امس كل الخطوط الحمر في عدوانها على لبنان، حيث اغتالت بواسطة طائرة مسيرة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح محمد سليمان العاروري ومعه ستة حمساويين آخرين بينهم مسؤولَين اثنين في الحركة، ونحو 11 جريحاً كانوا يعقدون اجتماعاً في مكتب لهم يقع في مبنى على اوتوستراد السيد هادي نصرالله في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت لجهة مستديرة المشرفية.
وأكدت حركة «حماس» في بيان اغتيال العاروري، معلنةً عن «سقوط اثنين من قادة كتائب عزالدين القسام «. وافيد انهما سمير فندي وعزام الاقرع. اما بقية الحمساويين الذين سقطوا في الجريمة فهم أحمد حمّود ومحمود شاهين ومحمد الريّس و محمد بشاشة (الثلاثة الاخيريين لبنانيون).
ويذكر ان العاروري كان موضوعا على لائحة الاغتيالات الاسرائيلية والمطلوبين للادارة الاميركية التي كانت قد أعلنت في تشرين الاول 2017 عن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. وسبق لعدد من المسؤولين الاسرائيليين ان اعلنوا رسميا قرار تنفيذ اغتيالات في حق قياديي «حماس». وتم تصنيف العاروري على انه احد القلائل الذين خططوا لعملية «طوفان الاقصى» في غلاف غزة في 7 تشرين الاول الماضي.
وساهم العاروري في تأسيس (كتائب القسام) الجناح العسكري لحركة «حماس» في الضفة، ويعد الرأس المدبر لتسليحها. وقد أعتقلته اسرائيل وقضى نحو 15 عاماً في سجونها، ثم أبعد عن فلسطين الى سوريا وامضى فيها ثلاث سنوات ثم حضر الى لبنان واقام فيه منذ العام 2010. وهو كان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة «وفاء الأحرار» لتبادل الجندي جلعاد شاليط بعدد كبير من الاسرى الفلسطينيين. وهو متزوج ولديه ابنتان.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق في بيان أنّ اغتيال العاروري «لن ينال من استمرار المقاومة». وقال إنّ «عمليات الاغتيال الجبانة التي يُنفّذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة». ووصف العملية بـ«عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني».
وفي كلمة متلفزة، نعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، العاروري، وقال ان الحركة «لن تهزم أبدا»، واكد انّ «حركةً تُقدّم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها هذه الاستهدافات قوة وصلابة وعزيمة لا تلين. هذا هو تاريخ المقاومة والحركة بعد اغتيال قادتها، انها تكون أشد قوة وإصراراً».
ومن جهتها نَعت حركة «الجهاد الإسلامي» العاروري، وقالت إن الضربة الإسرائيلية «محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان».
ونقلت وكالة «الاناضول» عن مصدر فلسطيني مُطّلع قوله ان حركة «حماس» أبلغت بعد اغتيال العاروري الى الوسطاء بتجميد أي نقاش عن الهدنة وتبادل الأسرى. وفي غزة أطلقت كتائب القسام دفعة صواريخ من قطاع غزة في اتجاه تل أبيب بعد الإعلان عن اغتيال العاروري. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في حماس قوله «إن الاحتلال يدرك أن ردّ القسام والمقاومة قادم بحجم اغتيال القائد الكبير صالح العاروري».
في رام الله
وفي رام الله دانَ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اغتيال العاروري ووصف العملية «بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها»، محذّراً «من المخاطر والتداعيات التي قد تترتّب على تلك الجريمة».
ودانت قيادة حركة «فتح» في لبنان «عملية الاغتيال الغادرة والجبانة التي اقدم على ارتكابها العدو الصهيوني والتي استهدفت القائد الوطني الفلسطيني المناضل الكبير صالح العاروري». وعاهدت «شعبنا الفلسطيني على المضي في النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر ودحر الاحتلال واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ارضهم وديارهم».
وتجمّع نحو مئة فلسطيني في رام الله وحملوا العلم الفلسطيني وهتفوا «طلقة بطلقة ونار بنار، بعون الله نأخذ الثار». فيما أعلنت حركة فتح – إقليم رام الله اليوم «إضرابا عاما وشاملا في محافظتي رام الله والبيرة رداً على اغتيال» العاروري.
اليد على الزناد
والى ذلك نعى «الحزب»، في بيان، االعاروري ورفاقه «إلى أمّتنا العربية والإسلامية، وإلى فلسطين الحرة ومقاومتها العظيمة وشعبها الأبي، وإلى الأحرار والمجاهدين في كل مكان»، وقال «إنّ العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يومًا من الإجرام والقتل والدمار عن إخضاع غزة وخان يونس ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية طوفان الأقصى البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين المظلوم، وجريمة اليوم هي استكمال لجريمة اغتيال القائد السيد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى وجبهة جديدة من جبهات القتال والإسناد، وهذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانًا بقضيتهم العادلة والتزامًا وتصميمًا أكيدًا وثابتًا على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير».
واضاف البيان «إنّنا نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة، وإنّنا في الحزب نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب، وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتة أبيّة وفيّة لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد. وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبرًا جميلًا. وإنّ الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
إستعداد إسرائيلي
في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون: «انّ اغتيال العاروري عملية عالية الجودة وان كل قادة «حماس» مصيرهم الموت». ولاحقاً، اعلن ديوان رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبَ الوزراء بعدم التعليق على اغتيال العاروري. لكن مستشار نتنياهو قال: «لم نعلن مسؤوليتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا «الحزب».
وأعلنت القناتان 12 و 13 العبريتان مسؤولية اسرائيل عن الاغتيال. وقالتا: ان القيادي الذي تم اغتياله كان يفترض أن يلتقي الامين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصر الله غداً (اليوم)». وقالت القناة 12 «ان القيادي في حماس خليل الحية سقط ايضا في الهجوم»، لكن مصادر حركة «حماس» نَفت ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد «لكل السيناريوهات» بعد اغتيال العاروري وصرّح الناطق باسمه دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي: «(الجيش) في حالة تأهب (…) دفاعا وهجوما. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات». وأضاف: «أهم أمر نقوله الليلة هو أننا نركز على محاربة «حماس» ونواصل التركيز على ذلك».
واكد مسؤول إسرائيلي كبير لموقع «اكسيوس» أنّ «إسرائيل تستعد لرد كبير للغاية على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، والذي قد يشمل إطلاق «الحزب» صواريخ طويلة المدى على أهداف في إسرائيل».
وهنّأ عضو حزب «الليكود» في الكنيست الإسرائيلي داني دانون «الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال العاروري. وقال: «على كل من شارك في عملية «طوفان الاقصى» في 7 تشرين الاول أن يعلم أننا سنصل إليه ونُصفّي الحسابات معه».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي كبير ان «إسرائيل تستعد لانتقام كبير من «الحزب»، والذي قد يشمل إطلاقه صواريخ طويلة المدى على أهداف في إسرائيل».
وذكر مسؤولان أميركيان للموقع نفسه ان «إسرائيل كانت وراء اغتيال العاروري، لكنهما أكدا أن إسرائيل لم تُخطِر إدارة بايدن مسبقًا بالهجوم. فيما أكد مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة لكنه قال إنها أبلغت إدارة بايدن «أثناء تنفيذ العملية».
الى ذلك، اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن أرجأ زيارته المرتقبة لإسرائيل من بعد غد الجمعة إلى الأسبوع المقبل. ونقل موقع «واللا» العبري عن مصادر أميركية تأكيدها ان لا علاقة لتأجيل هذه الزيارة باغتيال العاروري.
شكوى لبنانية
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قيادة الجيش والاجهزة الامنية المعنية تفاصيل الانفجار وملابساته. ودانَ الجريمة، وقال في بيان: «إن هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً الى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما انّ هذا الانفجار هو حُكماً توريط للبنان ورَد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان. واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة». واضاف: «إن لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ولا سيما منها القرار 1701، ولكن الذي يُسأل عن خَرقه وتجاوزه هي اسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، وبَدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».
واتصل ميقاتي بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب طالباً تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي على «خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم (أمس) وكل الخروقات الاسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية».
وبالفعل، اعلنت وزارة الخارجية لاحقا انها باشرت «تحضير شكوى لإدانة الاعتداء الاسرائيلي الذي طاولَ منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وأدى الى سقوط عدد من الضحايا وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات». وقد أوعزَ بوحبيب الى كل من مندوب لبنان لدى الامم المتحدة هادي هاشم والقائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم «لإجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجَين شديدي اللهجة حول العدوان الاسرائيلي الخطير ومحاولة استدراج لبنان والمنطقة الى تصعيد شامل إستكمالاً لمسلسل الاعتداءات الاسرائيلية اليومية المتصاعدة على جنوب لبنان ممّا يزيد المآسي والويلات ويهدّد السلم والامن الاقليميين»، مطالباً بـ»إدانة العدوان الاسرائيلي».
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تنقل «نار غزة» إلى بيروت
اغتالت العاروري و5 آخرين باستهداف مكتب لـ«حماس» في الضاحية الجنوبية… وتخطط لتسليم إدارة القطاع إلى العشائر
نقلت إسرائيل «نار غزة» إلى بيروت، باغتيالها، أمس (الثلاثاء)، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، صالح العاروري وقائدين آخرين، هما سمير فندي (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبو عمار)، في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن 3 صواريخ إسرائيلية استهدفت الطابقين الثاني والثالث من مبنى سكني يوجد فيه مكتب لحركة «حماس»، بينما استهدف صاروخ ثالث سيارة أسفل المبنى. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن انفجاراً ناتجاً عن مسيّرة إسرائيلية استهدف مكتباً لـ«حماس» في منطقة المشرفية وأدّى إلى سقوط 6 قتلى.
وفي حين لم تؤكد إسرائيل ولم تنفِ مسؤوليتها عن العملية، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان «تحضير شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاعتداء الإسرائيلي بناءً لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي».
وأعلن مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: «إننا لا نستهدف لبنان، ولا (الحزب)، بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر»، وسط معلومات إسرائيلية تحدثت بأن الاغتيال جاء عشية لقاء العاروري بالأمين العام لـ«الحزب» حسن نصر الله. ولاقت العملية إدانات في لبنان، وعدَّ ميقاتي أن «هذا الانفجار هو توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب عن لبنان»، داعياً «الدول المعنية إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها». وفيما تتجه الأنظار إلى كلمة كانت مقررة سابقاً لنصر الله، مساء اليوم (الأربعاء)، نعى «الحزب» في بيان اغتيال العاروري ورفاقه، وعدّه «اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسياسته ومقاومته». في غضون ذلك، أكدت الحكومة الإسرائيلية على لسان وزيرها للدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الحرب في قطاع غزة مستمرة، ولا خطط لوقفها، قبل أن ينتهي حكم حركة «حماس». وقال غالانت أثناء زيارة تفقدية لقواته في القطاع، إن «الاعتقاد بأننا في طريقنا لوقف القتال غير صحيح، بدون انتصار واضح لا نستطيع العيش في الشرق الأوسط».جاءت تصريحات غالانت بعد بدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من مناطق في شمال قطاع عزة، إيذاناً ببدء المرحلة الثالثة للحرب على القطاع، وهي المرحلة الأخيرة وتقوم على عمليات مستهدفة وليست مكثفة. ومع بداية هذه المرحلة، أعد الجيش الإسرائيلي خطة جديدة تتولى بموجبها «عشائر» فلسطينية مهمة إدارة القطاع وتوزيع المساعدات الإنسانية لفترة مؤقتة.
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
أخطر استباحة منذ 17 عاماً: اغتيال صالح العاروري في الضاحية
ميقاتي يتهم إسرائيل بجر المنطقة إلى مواجهة واسعة.. وإسرائيل أخطرت إدارة بايدن بعد العملية
ما كان متوقعاً قد حدث، أما الشخصية الرفيعة المستهدفة، فهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري (58 عاماً)، الذي سقط شهيداً بعملية اغتيال غادرة في احدى الشقق السكنية في شارع رئيسي من الضاحية الجنوبية بمسيَّرة اسرائيلية، ضربت في قلب الضاحية للمرة الاولى منذ 2006، وفي اخطر خرق للقرارات الدولية، ولقواعد الاشتباك، وسقط معه قياديان في القسام، هما سمير فندي (ابو عامر) وعزام الاقرع (ابو عمار)، اضافة الى 3 شهداء آخرين وعدد من الجرحى.
ونعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، العاروري مع ستة شهداء من الحركة، عدا الاقرع وسمير فندي، وهم محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس واحمد محمود، ووصف ما حصل بأنه عمل «ارهابي».. واعتبر ان المقاومة لن تهزم، وهي اشد قوة واصراراً.
ودعت الفصائل الفلسطينية الى الحداد الوطني العام، والاضراب الشامل، والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات والرد على جريمة الاغتيال بقوة في كل الساحات والجبهات، وبدأت ليلاً التظاهرات والتجمعات الحاشدة في كل مناطق الضفة الغربية.
واعتبرت مصادر سياسية جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية في بيروت، بانه تصعيد إسرائيلي خطير بالوضع في خضم المواجهة الجارية بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وفي الحرب الدائرة بين الحركة واسرائيل في قطاع غزّة، وقد تكون لها تداعيات ومخاطر غير محسوبة على الحدود الجنوبية وحولها، لكنها استبعدت ان تؤدي إلى حرب واسعة تطال العمق الإسرائيلي والداخل اللبناني، لحسابات ومحاذير عديدة، ابرزها ان قرار مثل هذه الحرب يتجاوز امكانيات وقدرة الطرفين، وهو حصرا بيد الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهما ليس بوارد خوض مثل هذه الحرب في هذه الظروف، بالرغم من الخلافات بينهما ورسائل التهديد والوعيد المتبادل بينهما بشكل نافر، كما اظهرت بوضوح وقائع الاحداث والتطورات الاخيرة.
واشارت المصادر الى ان اكثر من رسالة سعت إسرائيل لتحقيقها جراء هذه الجريمة النكراء، اولا قدرتها على الاختراق الامني لمربع الحزب بالضاحية الجنوبية بالرغم من كل الإجراءات والتدابير الامنية التي يتخذها الحزب في عقر داره واستهداف اي قيادي اومسؤول حزبي، وثانيا ممارسة اقسى الضغوط في اي مساعي او مفاوضات مرتقبة، لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لاتاحة المجال امام اعادة سكان المستوطنات الإسرائيليين المهجرين وابعاد مسلحي الحزب إلى مناطق لا تهدد هؤلاء المستوطنين مستقبلا، والرسالة الاهم كانت موجهة للداخل الإسرائيلي المحبط من نتائج التدخل العسكري الإسرائيلي الفاشل ضد حماس والذي لم يحقق ايا من الشروط التي اعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لدى بدء حملته ضد الحركة في غزة، ولاسيما إعادة المخطوفين الإسرائيليين والقضاء على الحركة ووقف اطلاق الصواريخ الى العمق الإسرائيلي ومنع التهديد الامني ضد المستوطنات الإسرائيليه في حزام غزة وغيره، بالرغم من مرور قرابة الثلاثة اشهر على هذه الحملة العسكرية.
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحادثة التي سجلت في اليوم الثاني من العام الجديد في الضاحية الجنوبية والتي أسفرت عن استشهاد العاروري تستتبعها قراءة من المعنيين لما حصل، ولم تستبعد أن تشكل نقطة تحول لما يجري في حرب غزة وجبهة الجنوب،مشيرة إلى أن السيناريوهات المحتملة بالتصعيد أو الرد من قبل حركة حماس والحزب قائمة بنسبة كبيرة إنما توقيتها مرتبط بهذين الفريقين.
وأفادت الأوساط نفسها أن الحزب يفتح تحقيقا إن جاز القول بالإنفجار الذي وقع لاسيما أن هناك شكوكا حول خرق ما في امن الضاحية.
على صعيد آخر، قالت المصادر نفسها ان تحريك الملف الرئاسي على الصعيد المحلي قد يستأنف بعد متابعة تداعيات انفجار الضاحية، وتتركز الأنظار على إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري محركات اتصالاته في هذا السياق قبل جلاء المشهد المتعلق بالحراك الخارجي للملف نفسه.
ونعت «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي العاروري، الذي سقط مع 6 آخرين، قرابة الخامسة والنصف من مساء امس بصواريخ اطلقتها مسيَّرة في اتجاه شقة وسيارة على اوتوستراد السيد هادي نصر الله في الضاحية، حيث تصاعدت سحب الدخان، وشوهدت الاشلاء في مكان الانفجار، وتحركت فرق الاسعاف والدفاع المدني، وعملت على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء النيران المشتعلة ورفع الركام.
وحسب المعلومات فإن العملية نفذت عبر مسيَّرتين وكمية من المتفجرات، في اول استباحة للضاحية الجنوبية وبيروت منذ 17 عاماً، اي الـ2006 عندما توقفت الحرب.. الامر الذي يضع لبنان والمنطقة على شفا انفجار واسع.
ونعت حركة الجهاد الاسلامي العاروري، وجاء في بيان لها: ان اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها الى الحرب.
موقف نصر الله اليوم
وتتجه الانظار الى المواقف التي سيعلنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في ضاحية بيروت الجنوبية عند السادسة من مساء اليوم، وبعد غد يتحدث نصر الله الساعة 2٫30 في ذكرى رحيل النائب السابق محمد ياغي.
وقال الحزب في بيان له ان هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وان الحزب يده على الزناد، وان المقاومة ستقوم بالرد وهي على اقصى درجات الجهوزية.
ووصف جريمة الاغتيال بأنها اعتداء خطير على لبنان وشعبه وامنه وسيادته ومقاومته، وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة.
الموقف الرسمي
وبعد ان ادان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الانفجار، وصف الانفجار بانه جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية، موعزاً لوزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب تقديم شكوى الى مجلس الامن.
الموقف الاسرائيلي
في اسرائيل، منع رئيس الحكومة الاسرائيلي وزراءه والمقربين منه من التعليق على جريمة الاغتيال.
وزعم مستشار نتنياهو ان الهجوم في بيروت لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا الحزب، رافضاً اعلان المسؤولية عن الاغتيال.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤول اسرائيل كبير: اسرائيل لم تحذر الولايات المتحدة، لكنها اخطرت ادارة بايدن وقت تنفيذ العملية، واتهم الموقع اسرائيل بتنفيذ جريمة اغتيال العاروري.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية المستجدة التي وضعها العدو على رافعات قرب ثكنة راميم بالاسلحة المناسبة، وسجلت اصابات مباشرة، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة، وحققت فيه اصابات مباشرة.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
عدوان خطير: اغتيال القائد في «حماس» صالح العاروري في بيروت
الحزب: هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب
وصلت حكومة العدو الاسرائيلي برئاسة نتنياهو وعضوية الاحزاب الدينية المتطرفة الى مأزق بعد فشل تحقيق اهدافها في جريمة العدوان على قطاع غزة حيث تجري حرب ابادة جماعية ضد مواطني القطاع البالغ عددهم حوالى المليونين و400 الف مواطن، ويبدو المأزق ناتجا من عدم القدرة على الانتصار على حركات المقاومة وحماس والجهاد الاسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية كذلك المأزق من الانقسام الداخلي داخل اسرائيل حيث تطالب المعارضة برحيل نتنياهو وحكومته والمطالبة بمجيء حكومة عقلانية متزنة واعية لرؤية المرحلة المقبلة، كذلك المأزق ناتج عن الخلاف ما بين ولو لم يظهر كثيرا بين ادارة الرئيس الاميركي بايدن وشخص رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو والوزراء من الاحزاب الدينية المتطرفة، كذلك يبدو المأزق من خلال الخلاف داخل مجلس الحرب الاسرائيلي، وبالتالي لجأت حكومة العدو الاسرائيلي الى اغتيال المسؤول الكبير في حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري واثنين من القياديين في حماس معه واستشهادهم مع 3 من المرافقين.
حكومة نتنياهو والاحزاب الدينية ارادت بارتكابها هذه الجريمة الخروج من مأزقها وجر المنطقة الى حرب كبيرة واسعة ووضع الحزب في موقع ردة الفعل وليس في موقع الرؤية الشاملة التي تعتمدها قيادة الحزب منذ تحرير الشريط الحدودي الى ردع حرب تموز 2006 على لبنان، وبالتالي فاننا لا نعيش ردة فعل بل سنسمع خطاب سماحة السيد حسن نصر الله امين عام الحزب وقائد المقاومة في خطابه الليلة حيث ستظهر الرؤية كاملة وتوضع استراتيجية شاملة واكمال حرب الردع والاسناد والدعم لغزة على الحدود مع فلسطين المحتلة التي سببت الاضرار الجسيمة من خسائر بشرية وتهجير مستوطنين فاق عددهم 250 الفا وقتال على طول الحدود البالغة 150 كيلومترا.
هذا العدو الاسرائيلي كان يطالب بالقرار 1701 منذ اسبوع وهو يستند الى احترام الترسيم البري والذي خالفته اسرائيل كليا واذا به لا يحترم خط الهدنة بين لبنان واسرائيل من خلال عدوانه في قلب لبنان وبجر المنطقة الى حرب كبيرة.
ان الكرة الان هي عند الولايات المتحدة التي تطالب دائما بعدم التصعيد على الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة وسننتظر المواقف الرسمية الاميركية التي ستعلن خلال اليوم او في الايام المقبلة.
ويبقى ايضا ان المعركة ليست فقط على حدود لبنان الجنوبية بل هي تنطلق من وحدة الساحات ولان عملية بيروت امس هي اعتداء ليس فقط على لبنان وفلسطين بل على دول الساحات وعلى العالم العربي فان العمل يجب ان يكون مشتركا انطلاقا من وحدة الساحات.
في عملية فجائية أطلقت العنان لمرحلة امنية خطرة، قامت بها اسرائيل مساء امس عبراستهدافها القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، عبر غارة شنتها مسيّرة اسرائيلية على مبنى تابع للحركة في المشرفية بمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وأفادت المعلومات عن سقوط 6 شهداء وأكثر من 11 جريحاً.
هذا المشهد سجّل خرقاً أمنياً غير مسبوق منذ العام 2006 نفذته إسرائيل عبر استهداف العاروري مع اثنين من مرافقيه، ويشغل العاروري الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، منصب نائب رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» منذ العام 2017، وكان اعتقل لأكثر من 18 عاماً على فترات عدة في السجون الإسرائيلية، وتم إبعاده بقرار إسرائيلي خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام2010 . وبهذا تكون قوات الاحتلال قد بدأت بنقل اجرامها من الجبهة الجنوبية الى بيروت، وبالتالي نقلت تهديداتها للمسؤولين الفلسطينيين بإغتيالهم أينما تواجدوا.
ويعتبر العاروري المسؤول الأول عن تأسيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية. وكانت الولايات المتحدة قد وضعته على قائمة العقوبات الأميركية، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله.
ميقاتي: لردع اسرائيل ووقف عدوانها
في المواقف، دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية، وادى الى سقوط ضحايا وجرحى.
وقال: «هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة، تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة، نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة» .
وتابع: «لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل، التي لم تشبع بعد قتلا وتدميراً، وبدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».
الحزب: لن تمر الجريمة دون رد او عقاب
من جهته، نعى الحزب في بيان له الثلاثاء الشهيد القائد صالح العاروري، وقال «ننعى إلى أمّتنا العربية والإسلامية، ننعى إلى فلسطين الحرة ومقاومتها العظيمة وشعبها الأبي، وإلى الأحرار والمجاهدين في كل مكان، القائد المجاهد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين شهداءً على طريق القدس».
واضاف الحزب «نتقدّم بالعزاء من إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن مجاهدي كتائب عزالدين القسام البواسل ومن أهل غزة الصامدة والقدس الشريف والضفة الغربية الجريحة ومن كلّ فصائل وحركات المقاومة والجهاد في فلسطين»، وتابع «قد ختم الله تعالى مسيرة هذا القائد الكبير بأرفع أوسمة الشرف والكرامة ونال الشهادة التي طالما طلبها وتمنّاها وعمل لها مع إخوانه المجاهدين: مقاومة وجهاد، نصرٌ أو استشهاد».
وقال الحزب «إنّنا نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة»، وشدد على ان «هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب»، وتابع «مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد»، واشار الى ان «هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبرًا جميلًا وصبرًا جميلًا وإنّ الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
التركة ثقيلة في جعبة العام الجديد
سياسياً التركة المثقلة بالاستحقاقات الهامة والملفات العالقة، إنتقلت الى ضفة العام 2024 ومنذ اليوم الاول، ومع عودة الحركة السياسية، يتصدّر الملف الجنوبي الواجهة بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين المقاومة و»اسرائيل»، في اليوم الاول من العام الذي شهد قصفاً واعتداءات اسرائيلية على المناطق الحدودية، كما يبرز الاستحقاق الرئاسي كمسألة من الضروري تحريكها وبقوة على السكة الخارجية، عبر إيصال رسائل الى الداخل، بأنّ الملف على النار الهادئة منذ مطلع العام، وسط تحرّك فرنسي جديد مع المجموعة الخماسية، وبأن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيلتقي مجدداً مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، للتشاور بالموضوع الرئاسي بعدما سبق والتقاه في الرياض قبل توجهه الى بيروت.
الى ذلك سيتحرّك ايضاً ملف الترسيم البرّي بين لبنان و»اسرائيل»، الذي سيتولاه كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، المتوفع عودته الى بيروت منتصف الجاري، بحسب ما ألمحت السفيرة الاميركية في لبنان دوروتي شيا خلال لقائها رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل ايام في زيارة وداعية. كما سيبحث هوكشتاين في تطبيق القرار 1701، مع حل النقاط الخلافية التي استثنيت من الترسيم في العام 2006.
وتأتي هذه المهمة وسط تفاقم وتيرة الاشتباكات على الحدود، وبالتزامن مع تحذير اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، «من ان تبادل إطلاق النار عبر حدود «إسرائيل» ولبنان ينذر بتصعيد أوسع ويؤثر على الاستقرار».
اعتداءات متواصلة على قرى الحدود
في غضون ذلك، برزت هذه الصورة في اليوم الاول من العام مع إستهداف بلدة كفركلا بقصف «اسرائيلي» عنيف وسلسلة غارات جويّة على عدد من بلدات القطاع الأوسط لا سيما مركبا وميس الجبل حيث إستهدفت مستشفى البلدة، وافيد عن سقوط ثلاثة شهداء في كفركلا مع دمار هائل، وقصفت مدفعية الاحتلال مرتفعات جبل السدانة بين كفرشوبا وشبعا، إضافة الى بلدتي الناقورة وعلما الشعب بعدد من القذائف، كما شنّت الطائرات الحربية «الإسرائيلية» غارتين على المنطقة الواقعة بين بنت جبيل وبلدة مارون الراس.
وحلّق الطيران الاستطلاعي»الإسرائيلي» فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور، مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات الجنوبية.
الى ذلك ردّت المقاومة بإطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مواقع ومستوطنات « سرائيلية « قبالة المنطقة الحدودية. كما إستهدفت صباح امس تجمعاً للجنود «الإسرائيليين» في ثكنة زرعيت على الحدود بالأسلحة المناسبة، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
وأفادت القناة 12 «الإسرائيلية» أنه تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان باتجاه شلومي في الجليل الغربي، الامر الذي أدى الى أضرار جسيمة بالمنازل.
اسبوع حاسم جنوبياً؟
وسط هذا التدهور الامني الجنوبي، وفي ظل التهديدات الاسرائيلية اليومية بشن حرب على لبنان انطلاقاً من الجنوب، وعلى لسان المسؤولين الاسرائيليين الحاليين والسابقين، الذي يكرّرون يومياً تلك التهديدات، وآخرها ما قاله عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان «عن معاودة إسرائيل احتلال جنوب لبنان»، إضافة الى تهديد وزير الدفاع «الإسرائيلي» من غزة بأنّ الإصبع على الزناد، في ما يتعلق بالتطورات على الحدود مع لبنان.
وفي هذا الاطار افيد وفق المعلومات بأنّ الاسبوع الاول من العام، سيكون حاسماً لجهة معرفة المسؤولين، ما اذا كان سيتم تجنيب لبنان الحرب الشاملة أو وقوعه فيها بشكل كامل، وافيد عن مبعوثين دوليين سيصلون هذا الأسبوع، لإجراء مفاوضات لتفادي اندلاع الحرب، لكن ما جرى مساء امس من إستهداف القيادي الفلسطيني في قلب بيروت، يطرح سلسلة اسئلة عن خطورة المرحلة الراهنة.
كلمة للسيّد نصرالله اليوم
يلقي الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، خطاباً عند السادسة من مساء اليوم، في الذكرى الرابعة لإغتيال القيادي قاسم سليماني، وبطبيعة الحال سيحوي الخطاب ردّاً وصف بالعنيف على عملية إغتيال المسؤول الفلسطيني العاروري، وعلى كل التهديدات الاسرائيلية التي تتكرّر يومياً، وسيتحدث عن المطالبة بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، وسيشدّد على وقف الحرب على غزة، لتعود جبهة الجنوب إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الاول، والتهديد بأنّ أي تصعيد من تل أبيب على لبنان سيُقابل بما يلزم.
برّي متمسّك بـ«اليونيفيل»
في المواقف أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تمسّكه أكثر من أي وقت مضى بقوات «اليونيفيل» لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، ودعا الى الكف عن التحريض والتشويش على علاقة فريقه السياسي بالقوات الدولية.
المكاري من بكركي: لرئيس صناعة لبنانية
في اطار زيارات التهنئة بالاعياد لسيّد بكركي، زار وزير الاعلام زياد المكاري امس الصرح البطريرك، حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، حيث اعلن تأييده لموقف الاخير الرافض ربط موضوع انتخاب الرئيس بإنتهاء الحرب في غزةً، وقال: «نعوّل على خطوة الرئيس برّي لجهة فتح المجلس النيابي والدعوة لانتخاب رئيس، ونتمنى أن تحمل بداية هذه السنة محاولة جديّة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يكون قرار انتخاب الرئيس صناعة لبنانية مئة بالمئة».
ودعا المكاري إلى عدم ربط مصيرنا كلبنانيين بالخارج، واشار الى وجود هواجس مشتركة مع البطريرك الراعي لجهة هجرة الشباب، وفقدان لبنان لروحه ومستقبله، اضافة الى موضوع النازحين السوريين.
ورأى انه كان على وزراء «التيار الوطني الحر» المشاركة في جلسة التمديد للقيادات العسكرية، وأشار الى ان موضوع رئيس هيئة الاركان، مرهون بخطوة قانونية تضع الامور على السكة الصحيحة.
أزمة بيئية
وفي الاطار البيئي، حذر عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن، من ظهور أزمة إقفال مكب الكوستابراڤا، وقال: «أي قرار غير مدروس سيولّد أزمةً بيئيةً في مناطق بعبدا- عاليه – الشوف والاقليم، وإن معالجة هذه الأزمة تحتاج إلى خطة شاملة بعيداً عن القرارات المجتزأة، والحل من مسؤولية الحكومة وكل القوى الفاعلة دون إستثناء».
هل تستمر المدارس الكاثوليكية بإضرابها؟
تربوياً، تتكثف الاجتماعات في وزارة التربية، لايجاد حل وسط بين أعضاء الاسرة التربوية وآليات تنفيذية، لقانون تنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية، الذي تعترض المدارس الكاثوليكية عليه وترفض الزامها بتقديمات مالية بالدولار بقيمة 8 في المئة، تقتطع لصالح صندوق تعويضات الاساتذة في التعليم الخاص.
وستكثف الاجتماعات طيلة الاسبوع، حيث بنتيجتها، اما يستأنف العام الدراسي بعد عطلة الاعياد أو تستمر المدارس الكاثوليكية بإضرابها.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اغتيال العاروري في الضاحية يهدد الاستقرار اللبناني
اغتالت اسرائيل عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” الشيخ صالح العاروري وإثنين من قادة القسام بصواريخ اطلقتها مسيرة في اتجاه شقة وسيارة على اوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت قرب حلويات الشرق، قرابة الخامسة والنصف مساء امس.
وأكدت حركة “حماس” خبر اغتيال العاروري في انفجار الضاحية الجنوبية، معلنةً عن “سقوط اثنين من قادة القسّام في انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وتصاعدت سحب الدخان من المنطقة، وشوهدت أشلاء بشرية في مكان الانفجار ودمار في إحدى الشقق وحرائق اشتعلت في السيارات.
وافادت المعلومات عن سقوط ستة شهداء وعدد من الجرحى. وفور وقوع الانفجار هرعت الى المكان فرق الاسعاف والدفاع المدني وعملت على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء النيران المشتعلة ورفع الركام.
يشار الى أن صالح محمد سليمان العاروري (أبو محمد 1966) هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ساهم بتأسيس (كتائب القسام) الجناح العسكري لحماس في الضفة، ويعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام. واتهمته اسرائيل بالوقوف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق، عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن العاروري.
وقالت “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ان “المكافأة يصل قدرها الى 5 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس العاروري”.
ونعت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين في بيان، “القائد الوطني الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، وإخوانه الشهداء، إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وختمت: “إننا إذ نزف القائد العاروري وإخوانه إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية، فإننا نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال”.
وتوعدت “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح”، في بيان “الرد على اغتيال إسرائيل صالح العاروري”.
ميقاتي
وندد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وأدى الى سقوط ضحايا وجرحى.
وقال: إن هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكما الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
كما ان هذا الانفجار هو حكما توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لابعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة .
إن لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا، وبدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها.
وكان رئيس الحكومة قد تابع مع قيادة الجيش والاجهزة الامنية المعنية تفاصيل الانفجار وملابساته.
وأجرى ميقاتي اتصالا بوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، طالبا “تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم (أمس) وكل الخروق الإسرائيلية المستجدة للسيادة اللبنانية”.
إسرائيل لا تتبنى
في الجانب الاسرائيلي اعلن ديوان رئاسة الوزراء بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريغيف، في حديث لـ”MSNBC”، أننا “لم نعلن مسؤوليتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا الحزب”، معتبراً أننا “أوضحنا أن كل من تورط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع”.
ولكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مسؤولين إسرائيليين بأن “اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية، هي عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت”.
مواقف لبنانية
دان رئيس تجمع “كلنا لبيروت” الوزير السابق محمد شقير في بيان، “الجريمة الآثمة التي نفذتها إسرائيل، وأسفرت عن اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري وعدد من رفاقه في ضاحية بيروت الجنوبية”.
وأكد شقير أن “هذه الجريمة المدانة والمستنكرة، يريد من خلالها العدو الإسرائيلي جر لبنان إلى مواجهة دموية للهروب من مستنقع غزة”.
وقال: “إن المجتمع الدولي مطالب بوضع حد لجرائم ومجازر دولة الارهاب، التي تستبيح سيادة لبنان وتستهدف المدنيين والأبرياء بشكل يومي”.
ودعا شقير اللبنانيين إلى “الوحدة والتكاتف في هذه المرحلة المصيرية، وتفويت الفرصة على حكومة نتانياهو لجر لبنان الى حرب يريد الذهاب إليها بأي ثمن”.
وكتب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، عبر منصة “أكس”: “إن الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت هو انتهاك واضح وجديد للسيادة اللبنانية وضرب للقرار ١٧٠١ من قبل العدو الإسرائيلي الذي لم يحترم يوما أيا من القرارات الدولية، والذي يسعى جاهدا اليوم لتعويض خساراته في الداخل من خلال اعتداءاته على لبنان. إن كل شهيد يسقط على طريق القدس هو شهيد كل شريف عربي يؤمن بالقضية الفلسطينية… العزاء بالشهداء والشفاء للجرحى والمصابين، وحمى الله لبنان”.
وكتب النائب فيصل كرامي، عبر منصة “أكس”: “اغتيال الشهيد صالح العاروري مع رفاقه هو استهداف صهيوني سافر لسيادة الدولة اللبنانية ولكل القرارات الدولية، وهو عمل جبان متوقع من الموساد للتغطية على هزيمتهم، التي دفعتهم إلى سحب جيوشهم الغازية من قطاع غزة. يبقى السؤال للأميركيين: هل حقا أنتم جادون بعدم توسع رقعة حرب الشرق الأوسط؟”.
وكتب النائب حسن مراد عبر منصة “أكس”: “طبيعتهم الإجرام، وقدرنا الشهادة… الشيخ صالح العاروري ارتقى شهيدا على طريق القدس التي لطالما أحبها وعمل على تحريرها. عزاؤنا أن الأحرار لا يموتون، وأن المقاومة من لبنان إلى غزة تسحق كل يوم أهداف الاحتلال”.
أضاف: “ما حصل انتهاك خطير للسيادة ولقواعد الاشتباك… وفي الميدان كلنا مقاومة”.
*****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال ينفّذ غارة بطائرة مسيّرة على بيروت وضاحيتها لاغتيال قائد في القسام
صالح العاروري شهيدا كما قبل الشهادة يتقن صناعة الحرب ورسم مساراتها
السيد نصرالله يرسم اليوم معادلة الحرب والخطوط الحمراء والرد على العدوان
في لحظة سياسية تقاطعت عندها من جهة، التوقعات بقيام حكومة الكيان برئاسة بنيامين نتنياهو بالبحث عن صورة نصر تقابل صورة الهزيمة الكاملة في غزة، وتفتح الطريق لفرضيات المخاطرة بحرب إقليمية يكون كل العزف على وتر الغيظ من جبهة لبنان والحديث عن ترتيبات عليها، تمهيداً لها وسقفاً سياسياً لاحقاً لنهايتها. ومن جهة ثانية رمزية إحياء ذكرى اغتيال القائد المؤسس في محور المقاومة الجنرال قاسم سليماني، وكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمناسبة، قامت مخابرات الاحتلال باغتيال القيادي في محور المقاومة ممثل حركة حماس وقوات القسام فيه، الشيخ صالح العاروري، ضابط الاتصال مع حزب الله وأمينه العام، والمسؤول في قوات القسام عن الضفة الغربية ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فتصيب عدة عصافير بحجر واحد، لأن التخلّص من قائد بحجم العاروري وحده هدف، واختبار معادلات حزب الله وأمينه العام تجاه الاغتيالات وأمن العاصمة والضاحية هدف، ومحاولة أخذ المنطقة من الحرب المذلّة للكيان في غزة إلى حرب أوسع تختلط فيها الأوراق والمداخلات، تفتح الباب للخروج من عنق الزجاجة الذي يعيشه الكيان وحكومته بين إقرار بالهزيمة ومواصلة حرب استنزاف لا نصر فيها.
الشيخ صالح العاروري الأسير المحرّر والمؤسس في قوات القسام وموضع ثقة قيادتها، والمؤسس في محور المقاومة وموضع ثقة قادته، والشخصيّة المحبوبة في حركة حماس، من قادتها وكوادرها ومجاهديها، مقاوم مقاتل استشهاديّ ومثقف وخبير حرب، وصانع مبادرات وأدوار، أتقن صناعة الحرب وكانت له يد مؤثرة في مراحل حاسمة من كل الحروب مع كيان الاحتلال، قدّم شهادته منصة لمرحلة جدية
(التتمة ص6)
منها، سوف تكتب معها مراحل نوعية من المواجهة بين كيان الاحتلال ومحور المقاومة. وقد جاءت الكلمة الأولى من الضفة الغربية التي أعلنت الإضراب وخرجت بمسيرات حاشدة تحية لاستشهاده، وخرج المقاومون في جنين بأسلحتهم يتوعّدون بالانتقام لدمائه، واليوم سوف يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن استشهاد قاسم سليماني وصالح العاروري كقياديين في محور المقاومة، وعزيزين على قلبه، وسوف يتحدث عن الحرب في فلسطين الغالية على قلبه أيضاً، لكنه سوف يرسم معادلات الحرب الجديدة، ويقول كيف سوف يفوّت على بنيامين نتنياهو رهاناته الخطرة، وتهوره ومغامراته، ويقدم له رداً رادعاً يُعيد رسم الخطوط الحمراء حول الاغتيالات وأمن العاصمة بيروت وأمن الضاحية الجنوبية، في الوقت نفسه.
ربما يكون انتظار ما سوف يقوله السيد نصرالله اليوم أقوى من انتظاره في الإطلالة الأولى بعد طوفان الأقصى، وقد بلغت الحرب مراحل باتت فيها المنطقة على صفيح ساخن وصارت الحرب الكبرى على حافة الهاوية.
واستُشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري إثر انفجار وقع بالقرب من تقاطع المشرفيّة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ «مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في المشرفية قرب «حلويات الشرق»، وعملت سيارات الإسعاف لنقل الشهداء والمصابين، حيث أفيد عن استشهاد 7 أشخاص وسقوط عدد من الجرحى. فيما عمل الدفاع المدني على نقل عدد من الإصابات وإخماد الحرائق التي اندلعت من جراء الانفجار.
وأكدت حركة حماس اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسيّ الشيخ صالح العاروري في انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت، ونعت الحركة استشهاد قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى القائد الوطني الكبير الشيخ القسامي صالح العاروري واثنين من قادة القسام في الاعتداء الصهيونيّ الغادر.
كما أعلنت الحركة عن استشهاد القادة: القائد القسامي سمير فندي – أبو عامر، والقائد القساميّ عزام الأقرع – أبو عمار»، وعدد من إخوانهم من كوادر وأبناء الحركة، وهم: محمود زكي شاهين، محمد بشاشة، محمد الريّس وأحمد حمود الذين ارتقوا إلى ربهم، مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجيّ وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان.
وكان الشهيد الشيخ العاروري قد تطرّق، في مقابلةٍ مع «الميادين»، إلى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله واستهداف قيادة حماس، قائلاً إنّ «التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة»، مُضيفًا: «نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها»، مشيرًا إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وعقب عملية الاغتيال، حلق الطيران الإسرائيلي المعادي على علو مرتفع فوق بيروت والضاحية الجنوبية وخلدة، وصولاً إلى صيدا.
في المقابل حاول الاحتلال الإسرائيلي التنصل من عدوانه خشية ردة فعل حركة حماس وحزب الله، حيث أكد مستشار رئيس وزراء الاحتلال مارك ريغيف، في حديث لـ«MSNBC»، أننا «لم نعلن مسؤوليّتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله»، معتبراً أننا «أوضحنا أن كل من تورّط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع».
فيما أعلن ديوان رئاسة وزراء الاحتلال بأن نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال العاروري.
إلا أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أكدت لـ«البناء» أن عملية اغتيال القيادي في المقاومة الفلسطينية صالح العاروري في الضاحية الجنوبية خرق لقواعد الاشتباك الحاكمة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي منذ عدوان تموز 2006 حتى الآن، ويستوجب رداً مماثلاً من المقاومة التي لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك»، مذكرة بالمعادلة التي أعلنها السيد حسن نصرالله في خطابه الأول في الحرب بغزة، بأن أيّ اعتداء إسرائيلي على أي قيادي في المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية سيقابَل بردٍّ عنيف. ولفتت المصادر بأن شكل الرد وتوقيته تقرّره قيادة المقاومة وفق ما تقتضي المصلحة.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن «»إسرائيل» تستعدّ لرد كبير للغاية على مقتل العاروري، والذي قد يشمل إطلاق حزب الله صواريخ طويلة المدى على أهداف في «إسرائيل»»، بحسب موقع «اكسيوس».
فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليّين بأن «اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية، هي عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت».
كما أعلن مسؤول إسرائيلي كبير لموقع «Axios» إن «»إسرائيل» تستعدّ لانتقام كبير من حزب الله، والذي قد يشمل إطلاق الجماعة صواريخ طويلة المدى باتجاه أهداف في «إسرائيل»». وذكر مسؤولان أميركيّان لموقع «أكسيوس» أن «إسرائيل» كانت وراء هجوم يوم الثلاثاء، لكنهما أكدا على أن «إسرائيل» لم تُخطر إدارة بايدن مسبقًا بالهجوم. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن «إسرائيل» لم تبلغ الولايات المتحدة لكنه قال إنها أبلغت إدارة بايدن «أثناء تنفيذ العملية».
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» الى أن حكومة الاحتلال تبحث عن انجازٍ عسكري ضد المقاومة الفلسطينية لكن الخبراء يشيرون الى أن رد حزب الله حتميٍّ لأن الاعتداء الإسرائيليّ لم يقتصر على اغتيال الشيخ العاروري فحسب، بل يمسّ أمن الضاحية الجنوبية، ولكل حسابه، أي أن الردّ الأول سيكون على اغتيال العاروري، والرد الثانيّ على استهداف الضاحية. وشدّد الخبراء على أن أهميّة رد المقاومة في لبنان هو منع العدو الإسرائيليّ من تكرار استهداف الضاحية واغتيال قادة المقاومة، أكانت الفلسطينية أو اللبنانية، ولذلك إن الاحتلال الإسرائيلي سيكرر هذه العمليات الأمنية إذا لم تكن هناك قوة رادعة. ولفت الخبراء الى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ الاتفاق الأميركي – الإسرائيلي بالحدّ تدريجياً من العمليات العسكرية في غزة والتركيز على العمل الأمني من ضمنه الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في إطار المرحلة الثالثة من الحرب. وأكد الخبراء أن اغتيال العاروري حصل بضوء أخضر أميركي. ويعتقد الإسرائيلي بأن قواعد الاشتباك الضمنية تسمح له بتنفيذ اغتيالات لقيادات فلسطينية في لبنان من دون ردّ من حزب الله. وإذ اعتبر الخبراء بأننا دخلنا في المرحلة الأخطر منذ بداية الحرب في غزة، حذّروا من تطور ردود الفعل بين المقاومة و«إسرائيل» وتدحرجها الى حرب واسعة النطاق يريدها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ليُطيل أمد الحرب ويورط الأميركيّين بها.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشّي في تصريح أن «حزب الله سيردّ على اغتيال العاروري، وهذا محسوم، وتبقى الأمور تقدّر بقدرها». ولفت الى أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكد أن أيّ استهداف لأي شخصية في لبنان مهما كانت جنسيتها سيردّ عليها»، وتابع قائلاً: «حزب الله لا يزال يحاول إبقاء الأمور ضمن قواعد الاشتباك لكن الإسرائيلي يعمل على توسعة المشكل والأميركي يلجمه».
ولاحقاً، أصدر حزب الله بياناً اعتبر فيه أن «جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة، وإنّنا في حزب الله نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب، وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبرًا جميلًا وصبرًا جميلًا وإنّ الله هو المستعانُ وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
وتوقّعت مصادر «البناء» رداً عنيفاً على اغتيال العاروري من كل ساحات المقاومة وليس فقط من لبنان. لافتة الى أن مؤشرات عدّة تلوح في أفق المنطقة تشير الى تطوّر الحرب في المنطقة، لا سيما بعد اغتيال القائد في الحرس الثوري الايراني في سورية وأمس القيادي العاروري، والاشتباك الناري بين القوات اليمنية والقوات الأميركية في البحر الأحمر منذ يومين، اضافة الى إعلان القيادة الإيرانية إرسال بوارج تحمل صواريخ الى البحر الأحمر.
ونفت العلاقات الإعلامية في حزب الله تأجيل كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المقرّرة عصر اليوم مؤكدة أن الكلمة في موعدها، وذلك باحتفال يقيمه حزب الله في الضاحية بذكرى اغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني وأبو ماجد المهندس.
ومن المتوقع أن يعلن السيد نصرالله ان حزب الله سيردّ على العدوان الإسرائيلي وسيردّ على التهديدات الاسرائيلية. كما يتطرق الى آخر التطورات على جبهتي غزة والجنوب وكل ساحات المقاومة والوضع في المنطقة. كما يتحدّث عن دور سليماني والمهندس في دعم المقاومة الفلسطينية وفي المنطقة.
وأثار العدوان الإسرائيلي حملة استنكار واسعة، حيث اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ «هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكمًا إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى». وأضاف: «كما أنّ هذا الانفجار هو حكمًا توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وإننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على «إسرائيل» لوقف استهدافاتها. كما نحذّر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي الى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة».
وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب طالباً «تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانيّة بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم وكل الخروقات الاسرائيلية المستجدّة للسيادة اللبنانية».
بدورها، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين، بناءً لتوجيهات ميقاتي، بتحضير شكوى لإدانة الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وأدّى الى سقوط عدد من الضحايا وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات.
بدوره، رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أنّ اغتيال العاروري مع عدد آخر من قادة القسام، في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، يمثل تصعيداً خطيراً، وخرقاً متعمّداً لقواعد الاشتباك التي أرستها المقاومة في لبنان، الأمر الذي يكشف نيّات العدو الصهيوني بتوسيع رقعة عدوانه على لبنان ربطاً بجرائمه الموصوفة التي تُرتكب في قطاع غزة منذ 88 يوماً.
وقال حردان: إنّنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ نعزّي قيادة حماس وأبناء شعبنا في فلسطين وكلّ قوى المقاومة باستشهاد الشيخ العاروري ورفقائه، نؤكد بأنّ العدو الصهيونيّ الغاشم ارتكب خطيئة جسيمة باغتياله القائد العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، وأنّ جريمة الاغتيال هذه لن تثني قوى المقاومة عن دورها في المواجهة المصيرية مع العدو الصهيوني وعلى الصعد كافة. والمقاومة في بلادنا قويّة وقادرة وستثأر لدماء الشهداء وسيدفع العدو أثماناً باهظة على جرائمه وعلى خرقه لكلّ القواعد.
وكانت الجبهة الجنوبيّة خلال الأيام الأخيرة من العام الماضي حتى مساء أمس شهدت سخونة لافتة، حيث صعّد حزب الله عملياته ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته، فاستهدف القصف بساتين الزيتون في الوزاني بعدد من القذائف. ونفّذت مسيّرة إسرائيلية عدواناً جوياً حيث أغارت على محيط جبانة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل ملقية صاروخين موجهين باتجاه المنطقة حيث أفيد عن اندلاع حريق جراءها في المنطقة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن «إطلاق عدة صواريخ من لبنان باتجاه شلومي في الجليل الغربي من دون تسجيل إصابات». ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى «تضرر منزل في «شلومي» بالجليل الغربي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب الله صباح اليوم (أمس)».
من جانبه، أعلن حزب الله «أننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة وأوقعنا أفراده بيت قتيل وجريح». وأعلن أيضاً «أننا هاجمنا بمسيرة انقضاضيّة مقر القيادة 91 للعدو الإسرائيلي في إيليت شمال شرق صفد وأصبنا الهدف بدقة».
على صعيد آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني حيث تمّ عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
نسخ الرابط :