افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 29 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الجمعة 29 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مقاربتان مختلفتان لواشنطن تجاه لبنان وغزّة: رسائل أميركية جديدة تحذّر من تصعيد إسرائيلي

 للولايات المتحدة مقاربتان مختلفتان حيال التصعيد الإسرائيلي في الجنوب وغزّة. ورغم أن واشنطن لا تزال - حتى الساعة - تعمل على لجم إسرائيل لعدم استدراجها إلى حرب تفرضها الأخيرة في لبنان، تتزايد الخشية من أن تتمكّن تل أبيب من تحويل ضغطها إلى أمر واقع
التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مجرّد خبر يومي. وهو، منذ اندلاع حرب غزة، يعكس - تصاعدياً - مقاربة إسرائيلية لاستدراج حزب الله إلى الحرب. وإذا كانت يوميات الحرب لا تزال تنحصر في ما يجري من تراشق صاروخي متبادل، فإن ما بدأ يرفع مستوى الخطر من توسّع الحرب فحسب، هو مدى قدرة واشنطن على الاستمرار في لجم الاندفاعة الإسرائيلية نحو لبنان، ومحاولات إسرائيل وضعها أمام الأمر الواقع. وبحسب متصلين بدوائر أميركية، فإن القلق كبير من أن "الهدنة" التي حظي بها لبنان في مرحلة الأعياد، تشارف على نهايتها.هناك مقاربتان مختلفتان لما تريده واشنطن في كل من قطاع غزّة ولبنان. بالنسبة إلى الأولى، تتعدّد اللهجات بين الدعوة إلى تحييد المدنيين، والاتفاق مع إسرائيل على عدم وقف النار، والتحضير لما بعد الحرب. ورغم تدخّل الأميركيين منذ اللحظة الأولى لوضع إطار محدّد للحرب، إلا أنهم، ضمنياً، لم يلجموا إسرائيل أو يضغطوا عليها تحت سقف غضّ النظر عن الهدف الإسرائيلي بتدمير حركة حماس تماماً، مع قناعتهم بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لن يتراجع عن قرار وقف الحرب. أما بالنسبة إلى ما بعد غزة، فهناك طروحات مختلفة لا تزال واشنطن تضع ملامحها الأولية على طاولة البحث مع دول المنطقة والخليج.
أما في لبنان فالأمر مختلف، إذ إن ما يقوله الأميركيون وما يفعلونه واحد.
في الأيام القليلة الماضية، رفعت واشنطن - عبر نصائح ورسائل مباشرة - من تحذيرها في شأن ما قد يستجدّ جنوباً. ورغم أن هذا ما دأبت، منذ 7 تشرين الأول الفائت، على إيصاله إلى لبنان، إلا أن ثمة حرصاً مستجدّاً على ألا تبدو هذه التحذيرات مجرّد لازمة دبلوماسية مكرّرة، وعلى أن تكون الرسائل واضحة للمسؤولين، رسميين وغير رسميين، بأن ما تريده إسرائيل من حزب الله، قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على لجمه، مع الإيحاء بأن تل أبيب قد تضع الأميركيين أمام أمر واقع في لبنان. وترفق واشنطن ذلك بالإشارة إلى أن لبنان غير قادر على تحمّل أعباء أي مواجهة تشبه حرب تموز أو ما هو أكبر، في ظل فراغ رئاسي وحكومة بلا صلاحيات أو قدرة على التواصل مع الدول العربية والغربية لوقف مسار أي حرب متوقّعة، فضلاً عن عجز سياسي ومالي وانهيار اقتصادي شامل. كما أن الدول المعنية ستكون منشغلة بتبعات توسّع الحرب على المنطقة، بما يضع لبنان في مواجهة منفردة مع إسرائيل. وهذا ما يفترض بحزب الله وما تبقّى من سلطة لبنانية وقوى سياسية العمل على تفاديه بأيّ ثمن.
وأتت الضربة الإسرائيلية باغتيال المسؤول في الحرس الثوري رضى موسوي في دمشق لتؤكد لمن سمع النصائح، لبنانياً، أن الكلام الأميركي يتطابق مع الأفعال الإسرائيلية، ما زاد من الحذر من أن تكون الرسائل الواضحة لم تؤخذ بالجدية المفترضة.
السؤال، لبنانياً، هو: لماذا لا تزال واشنطن تحرص إلى هذا الحد على الضغط على إسرائيل لتحييد لبنان؟ وفي هذا السياق، أطلق الأميركيون، عبر الفرنسيين والألمان والبريطانيين، حملة إعادة تنشيط القرار 1701 كرادع أولي لإسرائيل، وحافظوا - عبر الفرنسيين - على وتيرة إرسال الرسائل إلى لبنان وضمناً حزب الله، ولم يمانعوا طرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون للحفاظ على بعض من مظلة الأمن فيه، في ظل تعذّر وجود مخارج قانونية صالحة لتعيين بديل منه.
لا شك في أن مواجهة إسرائيل لحماس تختلف عن أي مواجهة تتعلّق بلبنان. فحرب غزة لا تزال محصورة وليست مرشّحة للتوسع إلى المنطقة، رغم دخول الحوثيين على الخط في البحر الأحمر عبر أعمال مضبوطة برسائلها. وهذه الحرب لم تورّط إيران مع إسرائيل في شكل مباشر، كما لم تورّط دولاً عربية إلا بالحد الأدنى من التعاطف الإنساني، وخشية مصر من أي مشاريع تهجيرية إليها، وخوف الأردن من انتقال الفوضى إلى الضفة الغربية وتدفّق النازحين إليه. لكنّ أياً من الدول العربية غير معنية بتوسّع إطار الحرب في المنطقة، انطلاقاً من غزّة، إذ إن لكل دولة حساباتها مع حماس، وحساباتها المستقبلية مع إسرائيل.
إلا أن أي مواجهة مع حزب الله لن تكون على المستوى نفسه. فهي ستعني إيران أولاً وآخراً، كما تعني أن الحرب لن تدمّر لبنان فحسب، بل ستورّط دول الجوار، حيث لإيران دور فاعل. وإذا كانت دمشق اليوم تنأى بنفسها عن كل ما يجري، إلا أن أي مواجهة بين إسرائيل وحزب الله ستضع سوريا في دائرة الحرب مع كل التهديدات الإسرائيلية المتتالية لها. ولأن لبنان يشكل ساحة تجاذب غربي - عربي - إسرائيلي - إيراني، فإن أي شرارة فيه لن تبقى في مكانها فحسب.
المشكلة أن الإسرائيليين لا يزالون غير معنيين بما تريده واشنطن التي تنظر، حتى الآن، إلى ما يحصل جنوباً على أنه لا يزال مضبوطاً بقدرة حزب الله، وخلفه إيران، على إمساك العصا من نصفها، ولو ارتفع مستوى القصف الإسرائيلي والتدمير المنهجي. وإذا كان ما تريده إيران من ذلك إبقاء مجال التفاوض مفتوحاً، فإنه يصبّ في صالح إبعاد الحرب عن لبنان، أما إذا قرّر الحزب نقل الرد إلى مستوى أعلى، فهذا يعني أن التفاوض بدأ يأخذ منحى تشدّدياً لتقديم تنازلات، وقد لا يكون ذلك في مصلحة لبنان، لأن إسرائيل غير معنية، حتى الساعة، بأي تفاوض مع إيران، أياً كان نوعه.

********************

افتتاحية صحيفة النهار

استهداف “اليونيفيل”: تصفية كاملة للقرار 1701!  

لا يحتمل استهداف “اليونيفيل” في الجنوب، على غرار ما حصل على دفعتين في الساعات الأخيرة، الاستعانة بمهزلة الاختباء وراء “الأهالي”، خصوصا في ظروف حربية بكل معايير المواجهات الحربية التي يشهدها الجنوب وحيث السيطرة المطلقة لـ”الحزب”. ولذا السؤال المباشر الذي يتعين على “الحكومة”، ان وجدت لنفسها الجرأة أولا والدور المشروع الطبيعي ثانيا، ان توجهه علنا وضمنا الى الحزب الذي هو مكون أساسي فيها هو : هل قرر الحزب الاجهاز على اخر “شواهد” واثار ومعالم القرار الدولي 1701 المعلق والمجمد والمحال على “التقاعد” القسري منذ 8 تشرين الأول الماضي؟ وبمعنى أوضح يتكرر السؤال المعروف الجواب: هل الحزب الذي قرر على نحو احادي متفرد إطلاق “ميني حرب” تحت شعار مشاغلة #إسرائيل تخفيفا لحربها على غزة، اتخذ القرار التالي الان بممارسة التضييق على “اليونيفيل” لاهداف لن يكون اقلها اطلاق رسائل مباشرة او غير مباشرة الى إسرائيل والمجتمع الدولي بجاهزية الحزب لانهاء كل مفاعيل #القرار 1701 كوسيلة من وسائل المواجهات الميدانية الجارية ؟

 

الواقع ان ممارسة التضييق على “اليونيفيل” بايعاز واضح من “الحزب”، وعلى غرار الاستهدافات السابقة التي طاولت القوة الدولية في بلدات وقرى حدودية ، حمل منسوبا عاليا من الريبة عززه الصمت المعهود للحكومة والوزارة المعنية أي وزارة الدفاع، عن هذا التطور الخطير الذي يأتي فيما يكرر المسؤولون الرسميون الشعارات الخشبية عن تمسك لبنان بتنفيذ والتزام القرار 1701 ويحملون إسرائيل حصرا تبعات انتهاك القرار وتقويضه.

 

وفيما سجل احتدام متواصل للمواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الحزب”، اعلنت “اليونيفيل” أن “جندي حفظ سلام أصيب الليلة الماضية، بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في #جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث”. واعتبرت أن “الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق”. ودعت “السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة”. وختمت “ما زال حفظة السلام التابعين لليونيفيل يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد”.

 

وتجدد استهداف القوة الدولية مع اعتراض مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ”اليونيفيل” من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديد. وحل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادث. وأعلنت نائبة مدير مكتب “اليونيفيل”الاعلامي كانديس ارديل انه “حوالي الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي”. وأضافت ” إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان”.

اما في التطورات الميدانية فعاود الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته على بلدات وقرى حدودية شملت أطراف بلدة عيتا الشعب والصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي ودبل وحانين. واغارت مسيرة على منطقة الوعر الواقعة ما بين بلدتي راميا وبيت ليف.وطاول القصف المدفعي أطراف بلدات: ياطر ، شيحين الجبين ومجدلزون وحولا من جهة مركبا وسهل مرجعيون وخراج بلدة راشيا الفخار. وعصرا جدد الطيران الاسرائيلي غاراته على بلدة عيتا الشعب. واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو شن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية ل”الحزب”. وتعرض الوادي الواقع بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة مساء لسلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية ومسيرات ألقت عددا من الصواريخ الثقيلة التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني وادى الى تحطم زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.وافيد عن تعرض الحي السكني الجنوبي في بلدة مارون الراس لقصف مدفعي متقطع.

 

وافادت القناة 12 الإسرائيلية عن إطلاق نحو 20 صاروخا من لبنان باتجاه كريات شمونة.

في المقابل، اعلن “الحزب” استهدافه لمجموعة مواقع وتجمعات عسكرية إسرائيلية منها موقع السماقة في مزارع شبعا وتجمع للجنود في ثكنة هونين وثكنة راميم العسكرية وانتشار للجنود في محيط ثكنة ميتات والية عسكرية داخل ثكنة راموت نفتالي . واصدر الحزب بيانا موجها إلى “أبناء القرى الامامية التي تجري في محيطها اعمال للمقاومة” دعاهم فيه الى فصل الكاميرات الخاصة امام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت والمساهمة في إعماء العدو اكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهديها من أنشطة او تحركات في المنطقة”.

 

ميقاتي وكاميرون وكولونا

 

وفي سياق ديبلوماسي متصل بالوضع في جنوب لبنان اعلن مكتب الإعلام لرئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي ان ميقاتي استقبل في دارته في لندن وزير خارجية #بريطانيا #ديفيد كاميرون وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وجدد رئيس الحكومة “المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان”، معتبرا “أن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل”. ودعا “الى ممارسة اقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. وكرر التأكيد “ان المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف اطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض الى حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطيننين حقوقهم”. وأكد” ان من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكرية وعملها في هذا الظرف الصعب”.بدوره اعتبر كاميرون “إن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم”.

 

وقال: “أنا ممتن لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد”. كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عبّر خلاله ميقاتي عن “قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع”.واعتبر ان “من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة”.وطلب “الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية”.

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الممانعة” تبرّر الاعتداء على “اليونيفيل” وسط تجاهل رسمي

بريطانيا تُحذّر وميقاتي “يُنظِّر”… إسرائيل: وقت الديبلوماسية ينفد

 

دخل الاعتداء الذي تعرّضت له قوات «اليونيفيل» في المنطقة الحدودية من جنوب لبنان في الـ48 الساعة الماضية، عنصراً إضافياً على الأوضاع الحرجة في تلك المنطقة، فيما صدرت تحذيرات جديدة من بريطانيا وصلت مباشرة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من مغبّة نظرية «وحدة الساحات» الإيرانية التي ورّطت لبنان في حرب غزة، من خلال مشاركة «الحزب». غير أنّ المواقف التي أطلقها ميقاتي من لندن التي يزورها حالياً، جسّدت سياسة النعامة بإمتياز، من خلال دفن الرأس في رمال لغة خشبية تنظر الى الجحيم الجنوبي المفتوح بعين واحدة متبنّية نظرية «الحزب» التي تقوم على مواصلة المواجهات مع إسرائيل، بذريعة أنّها معتدية، من دون الإشارة الى أنّ «الحزب» هو من فتح نيران الجبهة في 8 تشرين الأول الماضي.

 

وفي هذا الإطار، وزّعت أوساط ميقاتي في بيروت نبأ استقباله في دارته في لندن وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون. وخلال اللقاء حذّر ميقاتي من «اندلاع حرب شاملة في المنطقة» بسبب «استمرار الاستفزازات الإسرائيلية». وفي المقابل، اعتبر كاميرون ان «تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى الأخطار وانعدام الأمن في العالم». وأجرى ميقاتي أيضاً اتصالاً بوزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا.

 

وفي موازاة ذلك، عنونت صحيفة «النيويورك تايمز» أمس بالآتي: «مسؤول إسرائيلي رفيع يهدّد باتخاذ إجراء أقوى على الحدود اللبنانية». وجاء في نبأ الصحيفة، أنّ بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق، قال للصحافيين إنّ «وقت الحل الديبلوماسي ينفد». وأضاف: «إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل، وإبعاد «الحزب» عن الحدود، فإنّ الجيش الإسرائيلي سيفعل ذلك». وأشار الى أنّ «المراحل التالية في القتال ستكون أيضاً عميقة وقوية ومفاجئة. وستستمر الحملة وتتوسع، حسب الضرورة، إلى المزيد من البؤر أو الجبهات».

 

وليس بعيداً من تطورات الجنوب، طالب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان أصدره «اليونيفيل» في جنوب النهر (الليطاني) بأن «تكون قوة عدالة وحسابات وطنية فقط». وقال: «قوة «اليونيفيل» بمقدار دورها الدولي الذي يخدم سيادة لبنان الوطنية مرحب بها وضمن هذا الحد، وأي انتهاك لدورها بحساباتنا الوطنية ممنوع ومردوع وهو بمثابة انتحار، وأي مغامرة تحت أي جنسية أو ذريعة ستواجه بقبضات شعبنا الذي يعلّم العالم معنى الحرية والسيادة والإستقلال».

 

وقبل إذاعة هذا البيان طالبت «اليونيفيل» السلطات بالتحقيق في «إعتداء نفّذه شبان في بلدة الطيبة ضد دورية تابعة لها وأسفر عن إصابة أحد عناصرها». كما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أمس «أنّ مجموعة من الشبان في بلدة كفركلا الحدودية المجاورة اعترضت دورية تابعة للكتيبة الفرنسية في أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بقضيب حديدي، من دون تسجيل إصابات».

ومضت ساعات أمس ولم يصدر أي موقف رسمي عن الاعتداء على «اليونيفيل».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«الحزب» يطلب من أهالي القرى الجنوبية الحدودية فصل كاميرات المراقبة عن الإنترنت

 

طلب «الحزب» من سكان القرى الحدودية في جنوب لبنان حيث تدور منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) اشتباكات بين الحزب وفصائل أخرى من جهة والقوات الإسرائيلية من جهة ثانية، فصل كاميرات المراقبة الموجودة في الشوارع والأحياء عن شبكة الإنترنت لكي لا يستخدمها الجيش الإسرائيلي في تحديد أهدافه.

 

وجاء في بيان صادر عن «الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية»: « بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم».

 

وأضاف: البيان: «تعويضا عن هذه الخسارة، عمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصرية التي تؤمنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم».

 

وطلب البيان من الأهالي «خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهدوها من أنشطة أو تحركات في المنطقة».

 

وأسفر التصعيد عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ اندلاع الحرب عن مقتل نحو 160 شخصا على الأقل في لبنان بينهم أكثر من 110 مقاتلين من «الحزب» و17 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 13 شخصا على الأقل بينهم تسعة جنود.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية : طهران لواشنطن: أنتِ مَن يُوسّع الحرب .. وميقاتي للجم إسرائيل

فيما المشهد الجنوبي يزداد تصعيداً يوماً بعد يوم مُقترناً باختراق اسرائيلي واضح لقواعد الاشتباك، تتزايد المخاوف من انزلاق الوضع الى مواجهة شاملة كان الاميركيون ولا يزالون يحذّرون منها، فيما الموضوع الداخلي الللبناني يشهد في ظل عطلة الاعياد اتصالات تأسيسية لمطلع السنة الجديدة الذي سيشهد حراكاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري يهدف الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي على قاعدة المناخات السياسية التي وَفّرتها جلسة المجلس الاخيرة التي أقرّت تَمديد ولاية قائد الجيش لسنة، وكسرت مقاطعة بعض الكتل النيابية لـ”تشريع الضرورة”.

الوضع في الجنوب وغزة عَرضَه أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته، وبحسب معلومات رسمية كرر على مسامع ضيفه «المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان»، معتبراً «أنّ استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل».

ودعا «الى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان». وكرر التأكيد «انّ المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض الى حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم». وأكد «انّ من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكرية وعملها في هذا الظرف الصعب».

 

من جهته اعتبر كاميرون «انّ تصعيد النزاع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم». وقال: «أنا مُمتنّ لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد».

 

وزيرة خارجية فرنسا

 

الى ذلك، وخلال اتصال جرى بينه وبين وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، عبّر ميقاتي عن «قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع».

واعتبر انّ «من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطاول كل دول المنطقة»، وطلبَ «الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية».

 

وعلى صعيد الموقف الايراني قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنّ «واشنطن بعثت برسائل لطهران بأنها لا تريد توسيع الحرب الإسرائيلية على غزة، وكان رَدّنا أننا «لسنا من يوسّعها، بل أنتم». وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبلغتهم أنّ لديها الإمكانية الكافية لمواصلة المواجهة لأشهر عدة، مشدداً على أنّ نهاية الحرب لن تكون بقرار أميركي أو إسرائيلي؛ بل ستكون للشعب الفلسطيني».

 

الى ذلك أكّد رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» السيد هاشم صفي الدين، خلال تمثيله الأمين العام لـ«الحزب» السيد حسن نصرالله في تشييع معاونه التنفيذي النائب السابق محمد حسن ياغي في بعلبك، أنّه «لن تتمكن أيّ قوة في العالم من أن تفرض على المقاومة ومنطقها أي شيء من خارج مصلحة لبنان، ومن خارج مصلحة القضية الأساس قضية فلسطين، ومن خارج مصلحة الأمة».

 

الوضع الميداني

على الصعيد الميداني في الجنوب، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي ظهر امس على أطراف بلدة عيتا الشعب، وحلّق بكثافة في أجواء القطاع الشرقي بالتزامن مع غارات على منطقة الصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي. وسقطت 4 قذائف مدفعية اسرائيلية بين دبل وحانين. فيما أغارت مسيّرة على منطقة الوعر الواقعة ما بين بلدتي راميا وبيت ليف. واستهدف القصف المدفعي تلة حمامص في سردا، وطاوَل أطراف بلدات: ياطر، شيحين الجبين ومجدلزون وأطراف بلدة حولا من جهة مركبا وسهل مرجعيون وخراج بلدة راشيا الفخار.

 

وأفيد عن استهداف منزل كان قد استُهدف أمس في حي المسيلح في عيتا الشعب بصاروخ أرض أرض. وعصراً، شَن الطيران الاسرائيلي غارات على بلدة عيتا الشعب. فيما تجدّد القصف المدفعي المعادي على اطراف طيرحرفا، شيحين والحبين ومنطقة عين الزرقا. وسجّل أيضاً سقوط قذائف فوسفورية بين علما الشعب واللبونة، وأغارت مسيرة اسرائيلية على منزل في حي البركة ببلدة عيناتا، وقد ارتطم الصاروخ بشرفته ولم ينفجر.

 

ومساءً تعرّض الوادي بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة لسلسلة غارات جوية نفّذتها طائرات حربية ومسيرات ألقت عدداً من الصواريخ الثقيلة التي أحدثَ انفجارها دوياً هائلاً تَرّدد صداه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وأدى الى تحطّم زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.

 

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي «انّ سلاح الجو شَن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية لـ«الحزب». فيما اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى انّ الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أطلقها الحزب من جنوب لبنان.

 

وإذ دَوت صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون في الجليل الأعلى خشية تسلّل مسيّرات لبنانية، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن إطلاق نحو 20 صاروخاً خلال الرشقة الأخيرة من لبنان في اتجاه كريات شمونة.

 

في المقابل، أعلن «الحزب» استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمّعاً لجنود العدو في ثكنة هونين مُستخدماً «الأسلحة المناسبة». كذلك استهدف ثكنة راميم العسكرية و«انتشاراً لجنود العدو في محيط ثكنة ميتات» و«مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر» و«آلية عسكرية إسرائيلية داخل ثكنة راموت نفتالي». وأكد انه حقّق في كل هذه الاهداف إصابات مباشرة.

 

الكاميرات

واشار الإعلام الحربي التابع لـ«الحزب»، في بيان، الى انه «بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافّة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصّت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم. وتعويضاً عن هذه الخسارة، عَمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصرية التي تؤمّنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم».

 

وختم: «نَهيب بأهلنا الأعزّاء، خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهدوها من أنشطة أو تحركات في المنطقة».

 

يونيفيل

 

والى ذلك، أعلنت قوات «يونيفيل»، في بيان، أنّ احد حنودها أصيب ليل امس الاول «بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم مجموعة من الشبان في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». واعتبرت أن «الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مُدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق». ودَعت «السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة».

 

وفي كفركلا اعترضت أمس مجموعة من الشبّان طريقَ دورية تابعة لـ«يونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة، وأجبَرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وحُلّ الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة.

 

وأعلنت نائبة مدير مكتب «يونيفيل» الاعلامي كانديس ارديل، في بيان، انه «عند حوالى الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة 4 دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وأضافت: «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصَل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة يونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».

 

وفي هذا السياق طالبَ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، «قوّة يونيفيل في جنوب النهر أن تكون قوة عدالة وحسابات وطنية فقط»، لافتاً الى أنه «مُرحّب بها بمقدار دورها الدولي الذي يخدم سيادة لبنان الوطنية، وأيّ انتهاك لدورها في حساباتنا الوطنية ممنوع ومردوع وهو بمثابة انتحار، وأيّ مغامرة تحت أي جنسية أو ذريعة ستواجَه بقبضات شعبنا الذي يُعلّم العالم معنى الحرية والسيادة والإستقلال».

**********************

افتتاحية صحيفة اللواء

ميقاتي من لندن يتخوَّف من توسُّع الحرب

مسيَّرات من الجنوب فوق حيفا وعكا.. وتوتُّر بين الأهالي و«اليونيفيل»

 

دخل الوضع في الجنوب، على بُعد أيام قليلة من إسدال الستار عن الشهر الثالث «لطوفان الأقصى»، واعلان اسرائيل الحرب على قطاع غزة والتدمير للبشر والحجر، على مرأى العالم وصمته المريب، في سباق بين الاشتعال وامتداد الحريق او التوصل الى ضبط قواعد المواجهات، اذا ما استمرت الحرب على غزة، عبر المفاوضات التي يرعاها من بعيد المستشار الاميركي الرفيع لأمن الطاقة آموس هوكشتاين، الذي تتوقع مصادر دبلوماسية عودته الى المنطقة في الاسبوعين الاولين من العام المقبل.. ومعه مشروع نزع فتيل التأزم على الجبهة الجنوبية عبر ترسيم الحدود البرية ضمن تسوية تضمن تنفيذ مندرجات القرار 1701.

في المعطيات المتوافرة، فإن ظروف نقلّت المواجهات الى حرب واسعة تدفع بالوضع الى سلوك الحرب وليس التوجه باتجاه التهدئة.

وربطاً بما يجري في غزة، تتحدث التقديرات عن ان ذهاب الحرب في غزة الى حرب طويلة من شأنه ان ينتج حربا واسعة في اي لحظة في الجنوب.


وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإن الستاتيكو العسكري لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه مع استمرار العدو الاسرائيلي باستهداف المدنيين، والحزب وضع قراره بالرد بالمثل موضع التنفيذ العملي في الميدان.

والوضع المتفاقم جنوباً، حضر خلال اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في مقر اقامته في لندن، مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من زاوية ان استمرار الاستفزازات الاسرائيلية قد يؤدي الى تدهور الاوضاع وحرب شاملة في المنطقة.

والموضوع نفسه، بحثه الرئيس ميقاتي في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، محذرا من ان عدم لجم التمادي الاسرائيلي سيذهب بالمنطقة الى انفجار واسع.

ومجمل الوضع، سواء في مجريات الاشتباك الجنوبي او الحرب على غزة سيكون على جدول الكلمة التي سيلقيها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الاسبوع المقبل.

يشار الى ان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، دعا الى مواجهة «اجتماع الشر» ممثلا بأميركا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا وغيرها من الدول باجتماع الخير المتمثل بالمقاومة ومحور الدول الداعمة، واصفاً تضحيات الحزب والشعب اللبناني بأنها  لنصرة غزة في حركة كبيرة لصد خطر كبير، معلنا عن الاستعداد للأكثر الى نهاية المطاف مهما بلغت التضحيات.

لا انفراجات

سياسياً، رأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الملفات المتراكمة التي تُرحَّل إلى العام الجديد متوزعة بين السياسي والاقتصادي ولاسيما على صعيد الانتخابات الرئاسية والموازنة وغيرها في ظل غياب أي معطى عن السيناريو الذي يُعتمد، واوضحت هذه الأوساط أنه من الصعوبة بمكان توقع أية انفراجات في توقيت محدد لاسيما أن ما من مؤشرات فعلية حول تبدل النظرة  للملف الرئاسي، لاسيما أن تطورات غزة تطغى على المشهد الخارجي،  في حين أن احداث  جبهة الجنوب   محور ترقب وليس صحيحا ربطها بتأخير إنجاز ملف الرئاسة.

إلى ذلك، أفادت هذه الأوساط أن إعادة طرح  موضوع الحوار  في الاستحقاق الرئاسي ليست دقيقة وهناك تكهنات انما ما من شيء نهائي بعد.

وكشفت مصادر سياسية ان اكثر من مشكلة مهمة وحيوية، تواجه الحكومة والطبقة السياسية عموما مطلع السنة الجديدة،  وجميعها مؤجل مقاربتها، اما لعجز السلطة وفشلها في إيجاد الحلول لها،  وفي مقدمتها كيفية التعامل مع حرب الاستنزاف التي يخوضها الحزب مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية،انطلاقا من سياسة التضامن مع الفلسطينين بمواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ومدى صوابية هذه السياسية  في تحقيق اهدافها وتامين مصلحة اللبنانيين، وابعاد مخاطر الانزلاق الى الحرب  الواسعة التي تهدد لبنان كله.وهناك المشاكل والقضايا المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية والمالية،كمشكلة انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي يحدد للمودعين المبالغ الممكن سحبها من ودائعهم في المصارف شهريا،  وقانون هيكلة المصارف والإصلاح المالي، وهي قوانين في حال اقرارها، بالرغم من اعتراض بعض المصارف والمتضررين منها، ستضع لبنان على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والانطلاق قدما الى الامام،لأنه لم يعد امام الحكومة الحالية والمجلس النيابي اي حجة لترحيل هذه القوانين الى  وقت لاحق ، بعد المماطلة والتعطيل الممنهج لاقرارها في المرحلة الماضية.

واضافت المصادر هناك ايضا  مشكلة التعيينات وملء الشغور في المراكز والمواقع الوظيفية الاساسية، في الدولة ،وفي مقدمتها  مركز رئيس الأركان في الجيش اللبناني، الذي مايزال يخضع للتباينات  والخلافات السياسية التي تقف عائقا  امام  تعيين من يشغله،بالرغم من حركة الاتصالات والمشاورات التي جرت مؤخرا بهذا الخصوص.

وتوقعت المصادر ان تقوى حركة الاتصالات مطلع العام المقبل لاستكمال مساعي تعيين رئيس للاركان،نظرا لاهميته ودوره في تسيير امور المؤسسة العسكرية والابقاء على تماسكها ودورها الاساس بالحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد، واشارت إلى ان الحكومة تنتظر ان يبادر وزير الدفاع الى تقديم اسماء الضباط المؤهلين لملىء المراكز الشاغرة في الجيش وفي مقدمتها منصب رئيس الأركان، بموجب الكتاب المرسل من رئاسة الحكومة  للوزير قبل الخامس عشر من الشهر المقبل، لتعرض على أول جلسة للحكومة  وتتخذ القرارات اللازمة للتعيين استناد لصلاحيات الوزيرالدستورية، ولتجنب الطعن بقرارات التعيين. ولفتت الى انه في حال رفض وزير الدفاع تسمية الضباط المرشحين وامتنع عن التجاوب انطلاقا من مقاطعته جلسات الحكومة، بايعاز من التيار الوطني الحر،قد تعمد الحكومة إلى إجراء التعيينات المطلوبة في رئاسة الأركان  أو غيرها،لانتظام حسن سير العمل والاستمرارية،برغم محاذير  الطعن  في قرارتها بهذه الحالة وامكانية فسخ هذه القرارات من المجلس الدستوري.

لجنة.. بعد لجنة

تربوياً، عقدت اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي الموسع اجتماعا في وزارة التربية برئاسة الوزير عباس حلبي، وشارك فيه النائبان سليم الصايغ وادغار طرابلسي. واعتبر حلبي ان القانون سيصبح بحكم النافذ والعمل ينصب على آلية منسجمة مع نص القانون واللجنة.

واتفق على لجنة جديدة تضم مدير عام التربية عماد الاشقر والمستشار القانوني في الوزارة سميح مداح ومدير صندوق التعويضات جورج صقر بهدف اعداد آلية تطبيقية للتعاون تحفظ حق المتقاعدين من ملاك المدارس الخاصة والمحالين الى التقاعد.

وفي اطار التحضير للخطة الامنية لقضاء سهرة رأس السنة من قبل القوى الامنية، اعلنت قوى الامن الداخلي،انها ستقيم حواجز مرورية لمراقبة السائقين، وستجري فحص الكحول في الدم، وتنظيم محاضر ضبط بالمخالفين.

ووزت قوى الامن caders وPostersA3 على المطاعم والحانات لرفع الثقافة المرورية لدى سائقين حول مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول.

مسيرات باتجاه حيفا وعكا

ميدانياً، كشفت النقاب عن ان حزب اطلق 100 صاروخ وسيَّر عشر طائرات مسيرة في يوم نوعي من المواجهات، وطالت القذائف حيفا وعكا.

وشنّ العدو الاسرائيلي عدوانا جويا مزدوجا مساء أمس على الوادي الواقعة بين بلدتي حومين التحتا وصربا بالطيران الحربي والمسيَّر معا.

فقد تعرض الوادي الواقع بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة قرابة السادسة من مساء أمس لسلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية ومسيرات ألقت عددا من الصواريخ الثقيلة التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد اصداؤه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وتحطم جراءه زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد، في ضوء تزايد الهجمات التي يشنها الحزب انطلاقاً من لبنان.

وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: «صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر».

واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الاحتلال قرب ثكنة ميتات بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت مدفعية المقاومة مرابض مدفعية العدو في قرنة ماعر بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة رايم بالاسلحة المناسبة  محققة اصابات حسب بيان المقاومة.

في جانب آخر، تركز الاهتمام امس على المواجهات التي جرت بين «الاهالي» وقوات اليونيفيل في كل من كفركلا والطيبة، واعتبرت اليونيفيل ان ما حصل غير مقبول واليونيفيل تعمل في خدمة السلام، وستواصل عملها في المراقبة ووقف التصعيد.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  سباق محموم بين مفاوضات وقف النار وانفجار «برميل البارود» في الشرق الأوسط

الحزب يشل المستوطنات بالمسيرات والصواريخ وثقة الأهالي تهتز «باليونيفيل»

مرضى السرطان الى الشارع ردا على «أوهام» الوزير… والتلفريك ينجو من كارثة!

نجت البلاد التي دخل مسؤولوها مبكرا في اجازة الاعياد من كارثة محققة اثر حادث اصطدام مقصورتين في تلفريك حريصا، وتم انقاذ العالقين بسلام بعد جهود مضنية من الاجهزة المختصة، ويؤمل الا تتم لفلفة القضية وعدم محاسبة المسؤولين عن التقصير والاهمال. وفيما يخوض مرضى السرطان اليوم فصلا جديدا من معركتهم المفتوحة مع الدولة المقصرة، ووزارة الصحة التي تبيعهم “الاوهام” باعتصام امام السراي الحكومي، ارتفع نسق المواجهة على الجبهة الجنوبية، واقرت وسائل اعلام العدو بان الحزب اطلق بالامس اكثر من 100 صاروخ نحو الجليل اضافة الى 10 طائرات مسيرة، وصلت 3 منها الى حيفا حيث اثارت الذعر في المدينة بعد استهدافها بصواريخ “القبة الحديدية”، وتسببت الاستهدافات الصاروخية بخسائر كبيرة وانقطاع الكهرباء عن مستوطنة “مرغليوت”. هذا التصعيد يأتي ردا على التهديدات الاسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة جنوبا، وردا على توسيع جيش الاحتلال استهداف المدنيين والقرى اللبنانية البعيدة نسبيا عن الحدود، حيث بلغت غاراته بالامس منطقة مفتوحة بين بلدتي حومين التحتا ورومين في اقليم التفاح، ويهدف ايضا الى ردع “اسرائيل” بعد التمادي الواضح في النزعة العدوانية استجابة لضغوط قيادات المستوطنين في الشمال الذين يطالبون بعملية عسكرية هجومية ضد المقاومة بعد ان تحولت المستوطنات الى مدن “اشباح”. هذه التطورات يضاف اليها ارتفاع حدة التوتر على الارض بين قوات “اليونيفيل” واهالي القرى الجنوبية، ترجم بحادثين ميدانيين خلال 24 ساعة، دقت “ناقوس الخطر” لدى معظم القوى المؤثرة في الاقليم والعالم حيال احتمال انفجار “برميل البارود” في الشرق الاوسط، في ظل سباق مع الزمن بين محاولات وقف العدوان “المتعثر” على غزة، وتوسع نطاق المواجهة وازدياد حدتها في المنطقة، بعدما تجاوزت “اسرائيل” مجددا الخطوط الحمراء مع طهران عبر اغتيال القيادي البارز في الحرس الثوري رضي الموسوي في دمشق، وهو ما يضع المنطقة امام احتمالات صعبة جدا.

 

“برميل البارود”

فبعد ساعات من اعلان وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت عن فشل الحلول الدبلوماسية لمعالجة ملف الحدود الشمالية، واشارت رئيسة الاركان هرتسي هاليفي الى ان الخطط العسكرية باتت جاهزة للتحرك ضد الحزب، اكدت وكالة “بلومبرغ” الاميركية ان برميل البارود الذي تقف فوقه منطقة الشرق الأوسط على وشك الانفجار، لتتحول الحرب الدائرة في قطاع غزة إلى صراع أوسع نطاقاً في المنطقة، فيما تستبعد اوساط دبلوماسية حصول ذلك وتعتبر التصعيد مجرد ضغط لتحقيق مكاسب على طاولة التفاوض التي تقودها مصر في هذ الوقت.

 

حادث يشعل المنطقة

وقد لفتت” بلومبرغ” الى ان العمليات العسكرية غير المتوقعة من جانب “إسرائيل”، والرد الإيراني المحتمل عليها، يجعل من الصعب توقع متى سوف يقع أي حادث يمكن أن يشعل صراعاً أوسع نطاقا، خصوصا ان الولايات المتحدة قد تضطر إلى التصرف بشكل أشد صرامة  إذا قتلت أي من الجماعات المسلحة في المنطقة جنوداً أميركيين.

 

الانفجار الكبير؟

وتشير الوكالة الى ان الهجمات وغيرها من التطورات الأخيرة في المنطقة تبرز الصعوبة المتزايدة التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في التحرك بشكل متوازن، ولهذا فإن كل المؤشرات تقول إن الأوضاع في الشرق الأوسط تقترب من لحظة الانفجار الكبير  في ظل استمرار الحرب في غزة وهجمات الجماعات المسلحة المناهضة لكل من “إسرائيل” والولايات المتحدة ورد الدولتين عليها.

 

تجاوز “الخطوط الحمراء”

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول اسرائيلي قوله ان “إسرائيل” تجد صعوبة في تقدير متى سيتم تجاوز الخطوط الحمراء وما هي الحادثة المخطط لها أو العرضية التي ستحطم معادلة الرد التي تملي قوة النيران مع الحزب. ولفتت الصحيفة الى ان اغتيال الجنرال رضي موسوي، قائد “فيلق القدس”في سوريا، يعتبر “هدفاً نوعياً”، واذا كانت ايران قد اعتمدت في الرد على تصفية قاسم سليماني أو ضرب رئيس المشروع النووي الإيراني محسن فخري زاده بحسابات تكتيكية طويلة الامد، فإن الظروف هذه المرة تبدو مختلفة، في ظل الاعتقاد بان نية “إسرائيل” هي إثارة مواجهة شاملة مع الحزب جراء هذه التصفية. لكن وبحسب الصحيفة، فان على ايران التقدير أن عملية الاغتيال نُفّذت بعد تشاور وتنسيق مع الولايات المتحدة، التي ستدعم “إسرائيل” إذا ما اندلعت حرب شاملة على الجبهة اللبنانية!

 

“كسر انف” اميركا

وفي السياق نفسه، سلطت صحيفة “التايمز” البريطانية “الضوء” على التهديد الذي يشكله انصار الله، وقالت ان الحوثيين يتلقون دعما إيرانيا “لكسر أنف أمريكا وجعله ينزف” في البحر الاحمر. وقالت “ان ما يحدث هو بداية لحرب صغيرة ذات آثار عالمية. إنها حرب تتحدى قدرة أمريكا على القتال في البحر ضد قوة عصابات هدفها النهائي، إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط”، ولفتت الى ان إيران نجحت في خلق “حركة الكماشة” مع الحزب في الشمال، والحوثيين في الجنوب، والحرس الثوري في سوريا، ومن المتوقع ان يتدخل الإيرانيون لتحسين قدرة الحوثيين من خلال توفير رؤوس البحث الكهرو- الضوئية للمسيرات الانتحارية التي ستصبح قادرة على الوصول الى اهدافها.

 

الحزب والتصعيد النوعي

في هذا الوقت، كثف  الحزب عملياته النوعية واستهدف بـ6 عمليات مواقع قوات الاحتلال والمستوطنات، ردا على استهداف المناطق المدنية، ورصدت وسائل الاعلام الاسرائيلية اطلاق نحو مئة صاروخ وعشرة طائرات مسيرة باتجاه المستوطنات، ما ادى الى اضرار كبيرة وانقطاع للتيار الكهربائي عن مستوطنة “مرغيلوت”. كما وصلت 3 مسيرات الى مدينة حيفا، واعلن الجيش الاسرائيلي عن اعتراضها عبر “القبة الحديدية”.

وقد اعلن الحزب عن استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، واعلن ايضا “استهداف تجمع لجنود العدو في ثكنة هونين بالأسلحة المناسبة. كما اعلن الحزب عصرا استهدافه ثكنة راميم العسكرية محققا فيها إصابات مباشرة، واعلن الحزب انه استهدف انتشارا لجنود العدو في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة”. واعلن ايضا استهدافه مرابض مدفعية العدو في خربة ماعز بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة.

 

الاعتداءات الاسرائيلية

وسط هذه الاجواء، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة حومين التحتا في اقليم التفاح، وغارة اخرى على أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء القطاع الشرقي تزامنا مع غارات جوية على منطقة الصالحاني بين راميا ومروحين في القطاع الغربي. وسقطت 4 قذائف مدفعية اسرائيلية بين دبل وحانين. وافيد عن استهداف منزل كان استهدف أمس الاول في حي المسيلح في عيتا الشعب بصاروخ أرض أرض. وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو شن هجوماً استباقياً جنوب لبنان واستهدف بنية تحتية للحزب.  واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أطلقها الحزب من جنوب لبنان. ودوت صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون بالجليل الأعلى خشية تسلل مسيّرات لبنانية…

 

“الرضوان” والحدود؟

في غضون ذلك، سخرت اوساط مطلعة من تسريبات وسائل إعلام عبرية، اشارت الى أن قرابة نصف “قوة الرضوان” نفذت انسحابات عديدة من جنوب لبنان باتجاه الشمال. ووصفت الأمر بأنه مجرد “ترهات” تحاول من خلالها قوات الاحتلال البحث عن صورة انتصار غير موجودة. فجيش الاحتلال يدرك جيدا ان المقاومة تعمل بنسق متدرج لا تشارك فيه “قوات الرضوان” بفعالية حتى الان وهي تقوم فقط بمهام المساندة لفرق عسكرية تشاغله على الحدود، وهو من خلال هذه “الخبريات” يحاول طمأنة المستوطنين انه يحقق نتائج عملية على الارض، لاقناعهم بالعودة لاحقا الى المستوطنات الشمالية، والامر لن يحتاج الى حرب شاملة وهو حقق نتائج عبر القنوات الدبلوماسية، وكل ذلك ليس الا “وهما”.

 

“الثقة” تهتز “باليونيفيل”؟

في هذا الوقت، برزت امس مواجهات بين “الاهالي” في الجنوب وقوات اليونيفيل في حادثتين منفصلتين، وهما كـ “جرس انذار” براي اوساط جنوبية نتيجة اهتزاز الثقة بهذه القوة التي تقف بعض الدول المشاركة فيها بشكل سافر مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. وما حصل يمكن اعتباره “رسالة” واضحة ان استمرار التصعيد جنوبا قد يؤدي الى نتائج ميدانية غير محسوبة خصوصا ان قوات “الطوارىء” لا تقوم بكثير من الاحيان بما تمليه مهماتها على جانبي الحدود، وارتفاع نسق المواجهة قد يؤدي الى نتائج سلبية على كافة المستويات.

وكانت “اليونيفيل” اعلنت أن “جندي حفظ سلام أصيب بعد أن تعرضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث”. ووفقا للمعلومات، فان قيام الجنود الإندونيسيين بمحاولة التصوير مساء في البلدة اثار حفيظة الاهالي الذين اشتبكوا مع الجنود ومنعوهم من ذلك. كما اعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ “اليونيفيل” من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وقد حل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب “اليونيفيل”الاعلامي كانديس ارديل انه بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم، وطالبت الدولة اللبنانية بالتحقيق في الحادثتين.

 

ميقاتي و”الحرب الشاملة”

في السياق، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته في لندن، وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وفي خلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة “المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان”، معتبرا “أن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل”. بدوره اعتبر كاميرون “إن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم”. كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزير خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلاله رئيس الحكومة عن قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع”. واعتبر ان “من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تشمل كل دول المنطقة”. وطلب “الضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية”.

 

التلفريك والنجاة من كارثة

في غضون ذلك، نجت البلاد من كارثة بعد نجاح فرق الدفاع المدني والجيش والصليب الاحمر في إنقاذ 40 شخصا علقوا داخل مقصورات التلفريك من ساحل علما إلى حريصا. وأدّى عطل ميكانيكي في تلفريك جونية إلى اصطدام مقصورتين وتوقّف حركة الرحلات صعوداً ونزولاً.

وفي جولة له في المكان، شكر وزير السياحة وليد نصار الدفاع المدني والجيش اللبناني على تدخلهما السريع والفعال، وقال ان هذا التلفريك عمره سنوات، ولا يتعرض للأعطال مثل السيارة بل انه مثل الطائرة، ويجب ان يفهم اللبناني والتقني والمهندس وصاحب الامتياز، ان من الممنوع وجود اي خطأ، طبعا هناك دائما اخطاء ميكانيكية وتقنية وكهربائية. واضاف “التلفريك امتياز تابع لوزارة الطاقة وتحديدا للمديرية العامة للاستثمار فيها، وانتهى الامتياز في نهاية العام 2022 وتقدمت بكتاب إلى وزارة الطاقة سألت فيه عن سبب وجود هذا الامتياز لديها وليس في وزارة السياحة. ووعد انه سيتم الذهاب بالتحقيق حتى النهاية. من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان ما حصل هو دليل على التقصير وعدم الصيانة”.

 

“السرطان” والعلاج بكرامة

صحيا، لا تزال وعود وزير الصحة فراس الابيض بالنسبة الى تأمين مستدام لأدوية مرضى السرطان “حبرا على ورق”، وهو ما وصفته مصادر صحية بانه بيع “للأوهام” حيث يواصل الحديث عن انفراجات مرتقبة لم تجد اي ترجمة في الواقع الصحي للمرضى الذي سيعتصمون اليوم امام السراي الحكومي تحت عنوان “مواجهة الموت او الحكومة”. وقد دعت جمعية بربارة نصار الى اعتصام اليوم في الساعة الثالثة في ساحة رياض الصلح للمطالبة بحق مرضى السرطان في نيل علاجهم بكرامة، بعدما تقطعت بهم السبل في الحصول على علاجاتهم المدعومة في اوقاتها، حيث تتذرع وزارة الصحة دوما بوجود خلل في التواصل مع مصرف لبنان، وعدم توافر الاموال، وتتعامل مع الملف ببطء شديد يثير الكثير من علامات الاستفهام حول وجود وعي جدي من قبل المسؤولين حيال مخاطر التعامل مع هذا الملف بخفة. والتحرك اليوم سيكون بداية تحرك سيتفاعل على نحو اوسع في حال عدم تحمل المسؤولين لواجباتهم الاخلاقية والوطنية.

 

“مجزرة” ضد المرضى

وامام شح الموارد المالية وتقلص فرص الاقتراض، يبقى الخوف قائما من وقف الدعم على نحو دائم، ووفقا لنقيب الصيادلة جو سلوم، “اذا تم رفع الدعم او لم يرفع، فالدواء المتوافر في السوق اصلا غير مدعوم، كما ان الدواء المدعوم يباع بسعر غير مدعوم وبالتالي يبحث المرضى عن الدواء المدعوم فلا يجدونه، وهذا يعني عمليا رفع الدعم عن تلك الادوية بشكل او بآخر، وهم يضطرون الى شراء غير المدعوم بآلاف الدولارات”. واضاف “نحن في حالة سيئة جدا، والقسم الاكبر من مرضى السرطان يقرر وقف علاجه او الانتقال الى علاج آخر، واصفا ما يجري بانه مجزرة ترتكب بمرضى السرطان والامراض المستعصية”.

*************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

إسرائيل تتخبّط في غزة.. وتوتّر الجنوب يصيب «اليونيفيل »  

 

كتب النائب مارك ضو على منصة “إكس”: “الاعتداء على قوى حفظ السلام التي تدعم لبنان وتسانده، هو اعتداء على كل لبنان الذي يريد الاستقرار والحماية لاهالي الجنوب. هذا عمل مدان، ونطالب بفتح تحقيق وتوقيف فوري للمعتدين”.

 

إسرائيل تعترف بمقتل أكثر من 500 ضابط وجندي منذ «طوفان الأقصى»

 

من جهة اخرى وبشان الحرب التي يشنها العدو الاسرائيلي ضد غزة، تواصل العدوان على القطاع لليوم الـ83، في حين تخوض المقاومة وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- معارك ضارية ضد جيش الاحتلال في مخيم البريج ومحور التفاح وخان يونس، وغيرها من المناطق.

 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح  الخميس، مقتل 6 عسكريين بينهم ضابطان، وإصابة 49 عسكريا خلال الـ24 ساعة الماضية، واعترف بإصابة 921 عسكريا  بينهم ٥٠١ قتيلا منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة.

 

ونشر الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ48 الماضية أسماء 11 قتيلا من ضباطه وجنوده، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي إلى 173 قتيلا منذ بدء هجومه البري على غزة في 27 تشرين الأول الماضي.

 

وفي الأثناء، استقبل مستشفى سوروكا في بئر السبع ومستشفى هداسا في القدس 20 عسكريا من جرحى الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في غزة خلال اليومين الماضيين.

 

كما أعلن مستشفى هداسا في القدس عن استقبال 8 جنود مصابين خلال الـ48 ساعة الأخيرة نُقلوا من غزة بمروحيات عسكرية.

 

من جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح امس أن مقاتليها اسقطوا طائرة استطلاع من طراز «سكايلارك-2» كانت في مهمة استخباراتية شمال قطاع غزة، واستهدفوا جرافة إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 في مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث تحاول قوات الاحتلال التوغل في هذا المحور منذ يومين.

 

في الوقت نفسه خاضت كتائب القسام معارك ضارية في خان يونس، وقد وثقت مشاهد جانبا من تلك المعارك تضمّنت تدمير دبابات واستهداف ضباط وجنود.

 

كما بث الجيش الإسرائيلي صورا للقتال في خان يونس، وقال إن وحدة كوماندوز من قواته عملت خلال الأسبوعين الماضيين في عمق المدينة، وإنها تواصل تعميق نشاطها العسكري بالتعاون مع قوات الهندسة والمدرعات وسلاح الجو.

 

وقالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، إن «مجاهديها دكّوا بوابل من قذائف الهاون مركز عمليات لقوات العدو، في منطقة السطر الغربي شمال خان يونس»، كذلك قصفت مقر قيادة اسرائيلي في حي الزيتون وتحشدات للقوات الاسرائيلية في خان يونس.

 

ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت حتى الأربعاء، 21 ألفا و110 شهداء و55 ألفا و243 جريحا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، ومعظم الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.

 

على صعيد متصل، قال الوزير الإسرائيلي في حكومة الطوارئ بيني غانتس، إن الجيش الإسرائيلي مستعد لمرحلة مقبلة في الحرب ستستمر طويلا وتشمل عمليات قوية ومعمقة.

 

وأضاف: أننا نقترب من اليوم الذي سنتيح فيه عودة سكان جزء من بلدات غزة.

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بلينكن في تل أبيب للتشاور حول المأزق الأميركي الإسرائيلي… والمرحلة الثالثة

القسام تحسم النقاش حول الوساطات: لا تبادل دون إنهاء العدوان وفك الحصار
حردان يستقبل دغمان: الأميركي شريك في جرائم العدوان… والرد بالمقاومة

 

 لم تعد عنتريات بنيامين نتنياهو تنفع في إخفاء المأزق الذي دخلته الحرب الأميركية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، ولم تعد ثمة قيمة لتصريحات فريق حربه الذي يضمّ عضو مجلس الحرب بني غانتس ووزير الحرب يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي، عن المضي قدماً تحت شعار القضاء على المقاومة، بينما جيش الاحتلال ينهار ويتفكك، ولا بات بمستطاع واشنطن تجاهل تحديات تآكل قوة ردعها أمام تنامي دور الجبهات المساندة بعكس دعواتها المرفقة بالتهديدات لعدم فتح جبهات داعمة لغزة ومقاومتها، وقد تحوّل البحر الأحمر الى عبء استراتيجي فرض أنصار الله حضورهم في معادلاته مع حق الفيتو يمارسونه على السماح والمنع بحق السفن العابرة، وفق معادلة لا سفن إسرائيلية او متجهة إلى موانئ الكيان تعبر من مضيق باب المندب، فيما جبهة لبنان تستنزف كيان الاحتلال عسكرياً بصورة متصاعدة بلغت مراحل نوعية أمس وأول أمس، بينما أعداد مهجَّري مستوطنات الشمال تتحوّل إلى صداع لقادة الكيان يكاد يعادل صداع الأسرى لدى المقاومة في غزة، بينما تواصل المقاومة العراقية ضرباتها للقواعد الأميركية في سورية والعراق، وتستعدّ لمرحلة تصعيد أعلى مع خريطة أهداف في البحر المتوسط بدأت من مسيّراتها نحو حقول الغاز الإسرائيلية.
يصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب اليوم للتشاور حول المأزق المشترك، وفشل محاولات التوصل إلى قبول المقاومة في غزة لمعادلة هدنة جديدة تتضمّن تجديداً لصيغة تبادل الأسرى. وقد حسمت بالأمس كتائب القسام بلسان الناطق باسمها أبو عبيدة، مصير كل الوساطات، بالإعلان الواضح الصريح عن رفض أي مسعى لا يضمن نهاية العدوان وفك الحصار قبل أي تبادل للأسرى، وفق معادلة الكل مقابل الكل.
في مواكبة التطورات في المنطقة وجبهات المواجهة مع العدوان الإسرائيلي الأميركي، استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان الدكتور علي دغمان، وكان تأكيد على أن أميركا شريك كامل لكيان الاحتلال بجرائم الإبادة الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، وأن الرد هو بالمقاومة التي ثبت أنها الوصفة الناجعة لمواجهة عدوانية الكيان ووحشيته، والتعبير عن إرادة الشعوب وحقها في تحرير أرضها وتحقيق طموحاتها وتطلعاتها بالاستقلال وتحرير الأرض.
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان، علي دغمان، بحضور نائب رئيس «القومي» وائل الحسنية.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة، والتوقف عند تصاعد جرائم الإبادة التي ينفذها العدو الصهيوني بحقّ أهلنا في غزة وعموم المناطق الفلسطينية، وعدوانه المتواصل على مناطق جنوب لبنان ومناطق سورية عدة.
وأكد المجتمعون أنّ العدوانية «الإسرائيلية» هي تعبير عن الطبيعة العنصرية والغريزة الإرهابية لكلّ أنظمة الفصل العنصري، التي تهاوت واندثرت أمام إرادة الشعوب الحرة، ولم يبقَ منها إلا نظام الفصل العنصري الصهيوني الذي يلقى كلّ الدعم والتأييد من الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري ومن يدور في فلك هذه القوى الاستعمارية. ولفت المجتمعون إلى أنّ ما يحصل في غزة، من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والأطقم الصحافية والإسعافية، ومن تدمير للبيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، هو جريمة ضدّ الإنسانية، ونسف لكلّ الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، وهذا الإجرام المتمادي بحقّ الفلسطينيين، وانتهاك سيادة لبنان وسورية يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
ورأى المجتمعون أنّ خضوع المؤسسات الدولية للهيمنة الأميركية ـ الغربية، جوّف دورها، لدرجة عجزها عن اتخاذ قرار بوقف حرب الإبادة «الإسرائيلية»، وهذا له تداعيات خطيرة على مستقبل العالم وشعوبه.
وشدّد المجتمعون على تعزيز العلاقة القومية بين لبنان وسورية والتساند بين دول المشرق على الصعد كافة. كما كان تأكيد على حقّ مقاومة الاحتلال والعدوان، وبأنّ هذا الحقّ تؤيّده شعوب العالم قاطبة التي ترفع الصوت تنديداً بجرائم «إسرائيل» وعدوانها.
وحافظت الجبهة الجنوبية على حماوتها مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في استهداف القرى والمدن في الجنوب، مستخدمة أسلوب القصف المركز والمركب أي عبر عدة غارات على مكان واحد لتدمير حي سكني بكامله وإحداث أضرار مادية هائلة، بهدف إرهاب المدنيين وتهجيرهم من جنوب الليطاني وفق ما يشير خبراء عسكريون وسياسيون لـ»البناء»، «لتحقيق أمرين: الأول هو الضغط على المقاومة بأهلها وبيئتها الحاضنة لدفعها للتراجع عن شنّ هجمات على شمال فلسطين أو تدفيعها ثمن ذلك بتهجير أكبر عدد من أهالي الجنوب، والثاني إحداث توازن ردع ديموغرافي – تهجيري مع حزب الله الذي نجح عبر عملياته العسكرية الى تهجير 150 ألف مستوطن من الشمال، ما خلق أزمة كبيرة لحكومة الحرب في إسرائيل، لا سيما أن المستوطنين يضغطون على الحكومة الإسرائيلية ويحمّلونها مسؤولية العجز عن توفير الأمن والحماية لهم لعودتهم الى مستوطناتهم، فيما غالبيّة أهالي الجنوب لا يزالون في قراهم».
ونفذت المقاومة في لبنان سلسلة عمليّات نوعية ضد مواقع للعدو وتجمّعات جنود العدو وحققت إصابات مباشرة.
وأعلنت المقاومة في بيانات متلاحقة استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة،‏ ثكنة راميم، ثكنة هونين، خربة ماعر، محيط ثكنة ميتات، وثكنة راموت نفتالي بالأسلحة المناسبة محققة إصابات مباشرة.
وذكر الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّه «بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم، تعويضاً عن هذه الخسارة، عمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصريّة التي تؤمنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم».
ولفت إلى «أننا نهيب بأهلنا الأعزاء خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهديها من أنشطة أو تحركات في المنطقة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، واستهدف عدداً من القرى والبلدات، وشنّت الطائرات الحربية والمُسيَّرات غارة مزدوجة على منطقة وادي حومين التحتا، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض جدًا في أجواء رومين، حومين، اركي، والعرب.
وزعمت إذاعة جيش الاحتلال أن «سلاح الجو يشنّ هجوماً استباقياً في جنوب لبنان ويستهدف بنية تحتية لحزب الله».
وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني والسياسي لـ»البناء» الى أن «الوضع في الجنوب يشهد تطورات دراماتيكية ومرحلة جديدة من القصف المتبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعكس مساراً تصعيدياً بشكل تدريجي قد يصل الى مرحلة الحرب المفتوحة إذا ما استمرّ على هذا النحو وإذا طال أمد الحرب في غزة»، ملاحظة أن جيش الاحتلال وسع قواعد الاشتباك لجهة استهداف جسر الخردلي وجبل الريحان وجبشيت الواقع ضمن منطقة شمال الليطاني، ولجهة ضرب أهداف مدنية في مدينة بنت جبيل، ما دفع المقاومة الى الرد بشكل حازم بقصف مستوطنات الشمال بعشرات الصواريخ وتكريس معادلة الردع، وهذا القصف الإسرائيلي يعكس حالة الإرباك والأفق المسدود لحكومة الحرب في مواجهة الأمر الواقع في غزة وشمال فلسطين المحتلة»، لكن المصادر شدّدت على أن «رغم توسيع قواعد الاشتباك إلى أن جيش الاحتلال لا يزال ضمن سقف تفادي الذهاب الى حرب مفتوحة، لأسباب داخلية تتعلق بهزيمة الجيش الإسرائيلي في غزة وانهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وخارجية ترتبط برفض أميركي للحرب على لبنان لأنها ستؤدي الى حرب في المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في المنطقة برمتها، ما ينعكس على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن الذي سيبدأ حملته الانتخابية في شباط المقبل». ولفتت المصادر الى أن حكومة الحرب لم تأخذ الضوء الأخضر الأميركي لتوسيع الحرب ضد لبنان حتى الآن.
في سياق ذلك، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت ناقشا تهديدات الأمن الإقليمي بما فيها أنشطة حزب الله في جنوب لبنان».
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» الى أن المقاومة لا تلتفت الى الرسائل والتهديدات الخارجية الأميركية والأوروبية ولا إلى التهديدات الإسرائيلية، فالمقاومة ماضية في دورها العسكري على الجبهة الجنوبيّة كجبهة إسناد لغزة والمقاومة والشعب في فلسطين، ولن تتراجع قيد أنملة عن الحدود لا الآن ولا في المستقبل، ومن يجب أن يبتعد عن الحدود هم جنود وضباط العدو الإسرائيلي والمستوطنين، والمقاومة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي عدوان إسرائيلي وفق قواعد الاشتباك القائمة ومعادلات الردع المعروفة، لكن أي عدوان إسرائيلي كبير على لبنان سيلقى رداً عنيفاً وقاسياً لم يعهده العدو من قبل، وسيتفاجأ بما تملكه المقاومة من مفاجآت على كافة الصعد».
وشيّع حزب الله وأهالي البقاع فقيد الجهاد والمقاومة المعاون التنفيذي للأمين العام لحزب الله النائب السابق الحاج محمد حسن ياغي، في موكب حاشد في بعلبك بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النائب غازي زعيتر ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال صفي الدين في كلمة له: «عهدنا إليك، وعهدنا لكل من سبقك من الشهداء والأحبة والأعزاء أن تبقى هذه المقاومة كما هي، كما أحببت، كما عملت، كما ضحّيت من أجلها، أن تبقى المقاومة القوية والقادرة والمخلصة والصادقة والحاضرة، ولن تتمكّن أي قوة في العالم أن تفرض على المقاومة ومنطقها أيّ شيء من خارج مصلحة لبنان، ومن خارج مصلحة القضية الأساس قضية فلسطين، ومن خارج مصلحة الأمة. هكذا كانت المقاومة، وهكذا بقيت، وهذا هو عهدها معك ومع بقيّة الشهداء».
وفي توقيت مريب، شهدت بعض قرى الجنوب إشكالات بين الأهالي وقوات اليونيفيل التي أعلنت في بيان أن «جندي حفظ سلام أصيب الليلة الماضية أمس الأول)، بعد أن تعرّضت دورية تابعة لها لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». واعتبرت أن «الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق». ودعت «السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة». وختمت «ما زال حفظة السلام التابعون لليونيفيل يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد».
كما اعترضت مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا طريق دورية تابعة لـ»اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديديّة. وحلّ الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات في الحادثة. وأعلنت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامية كانديس ارديل في بيان أنه «تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وأضافت «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان».
وتوقفت مصادر سياسية عند توقيت حصول الحادثتين، مشيرة لـ»البناء» الى أن وجود أيدٍ خفية تدفع الى مثل هذه الحوادث لتسليط الضوء على أن هناك مَن يعيق عمل قوات اليونفيل لتطبيق القرار 1701 وتوجيه الاتهام الى حزب الله، لاستدراج ضغوط دولية وحثّ مجلس الأمن الدولي على طرح ملف الحدود الجنوبية وتعديل القرار 1701 وتوسيع صلاحيات قوات اليونفيل في جنوب الليطاني لإعاقة عمل المقاومة وحركتها في جبهة الإسناد لغزة، ما يخدم توجهات ومصلحة كيان الاحتلال الذي يطالب ويعمل لإبعاد حزب الله عن الحدود».
على المستوى الرسمي، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته وجرى عرض للعلاقات بين البلدين والوضع في جنوب لبنان وغزة. وخلال الاجتماع جدد رئيس الحكومة «المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان»، معتبراً «أن استمرار الاستفزازات الإسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الأوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل».
ودعا «إلى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان». وكرر التأكيد «ان المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض على حل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم». وأكد «أن من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكريّة وعملها في هذا الظرف الصعب». بدوره اعتبر كاميرون «أن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم». وقال: «أنا ممتنّ لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد».
كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ووزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلاله رئيس الحكومة عن قلقه «لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع». واعتبر أن «من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة». وطلب «الضغط على «اسرائيل» لوقف انتهاكاتها المتمادية».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram