افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 27 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الأربعاء 27 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

المقاومة تطارد جنود العدوّ وتدمّر بنى تحتية في المستعمرات

 

 "الشمال ينهار والروتين هناك أصبح أكثر تعقيداً، ورؤساء السلطات غاضبون جداً من الوضع على الحدود مع لبنان". خلاصة توصيفات ناقمة ضجّت بها وسائل الإعلام العبرية لما يعانيه الإسرائيليون جرّاء عمليات المقاومة المتصاعدة انطلاقاً من جنوب لبنان باتجاه مواقع وثكنات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.ومع توسيع العدوّ رقعة استهدافاته لمنازل مدنية، لجأت المقاومة الى اعتماد سياسة الضرب بالتماثل، ووجّهت ضربات كثيرة باتجاه البنى التحتية ومنازل في مستوطنات المنطقة الشمالية، ما تسبّب بحالة من الذعر دفعت بقوات الاحتلال الى اتخاذ قرار عسكري يمنع بالقوة أيّ مستوطن من الدخول الى شريط بعمق 4 إلى 6 كلم، ما جعل مراصد المقاومة على طول الحدود تبحث ليل نهار عن أي إشارة حياة في الجهة المقابلة.
وقد ترافق التصعيد جنوباً مع تلقّي جهات غربية تتوسط لوقف إطلاق النار على الحدود ما يشبه الأجوبة الحاسمة من قبل حزب الله، الذي قال إن العمليات لن تتوقف ما دام العدوان على غزة مستمراً، وإن تواجد المقاومة هو أمر طبيعي ومنطقي وسوف يستمر حتى لو توقفت العمليات العسكرية. وإن من يبحث عن ضمانات لإسرائيل لا يجب أن ينتظر أيّ تعديل في إدارة كل المناطق الحدودية. وإن أفضل ما يحصل هو أن يعود الجميع الى الوضع كما كان عليه يوم السادس من أكتوبر. وإن على العدو البحث عن آلية لوقف كل أنشطته العسكرية لأجل توفير الأمن لسكان المستعمرات.
وأمس الثلاثاء تحديداً، كان يوماً صعباً في الشمال بعد تنفيذ حزب الله عدداً من العمليات أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف ضباط وعناصر جيش العدو الإسرائيلي. وأعلن العدو إصابة 9 جنود إسرائيليين، بينهم جندي بحالة خطيرة، بعد تعرّضهم لنيران من لبنان أثناء سحب جريح أُصيب أيضاً بصاروخ موجّه أُطلق من لبنان. وتحدث الإعلام العبري عن مقتل جندي إسرائيلي متأثراً بإصابته عند الحدود الشمالية مع لبنان بتاريخ الثاني والعشرين من الشهر الجاري. كما لفت المتحدث باسم جيش العدو إلى إطلاق صاروخَي دفاع جوي من لبنان تجاه طائرة تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي، ما يشكّل تزايداً ملحوظاً في استخدام هذا النوع من القدرات الخاصة بإعاقة حركة الطيران من قبل حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية. فيما تحدثت قناة 12 العبرية عن انفجار طائرة انتحارية أُطلقت من لبنان في الجليل الأعلى.
كذلك نفذت المقاومة سلسلة ضربات نوعية ضدّ مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدوّ. وفي بيانات متلاحقة، أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف موقع ‏زبدين، وانتشار لجنود العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع راميا، وغرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة، حيث حققت فيها إصابات مباشرة وأوقعت أفرادها ‏بين قتيل وجريح.‏ كذلك أعلنت المقاومة أنها استهدفت تجمّعاً لجنود العدو قرب ثكنة دوفيف وتجمعاً آخر لهم في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأوقعتهم بين قتيل ‏وجريح.‏ وأيضاً استهدفت المقاومة قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة برانيت، وثكنة ‏زبدين بصواريخ بركان، وموقع البغدادي، إضافة إلى شن هجوم جوي ‏على مقر قيادة مستحدث للعدوّ في محيط مستعمرة كريات شمونة (قرية الخالصة ‏المحتلة) بطائرة مسيّرة انقضاضيّة وتحقيق إصابات مؤكّدة.
وأعلن حزب الله استشهاد المقاوم هادي حسن عوالا "حيدر علي" من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية والمقاوم أحمد حسن الديراني "أمير علي" من بلدة قصرنبا في البقاع.

القلق عند المستوطنين
إلى ذلك، يتصاعد غضب المستوطنين جرّاء التدمير الكبير الذي طاول مستوطناتهم بفعل ضربات المقاومة، فيما تقف حكومة الاحتلال عاجزة عن إيجاد "الحلول" المرضية لهم. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضرار كبيرة في منازل مستوطنات المنارة وأفيفيم والمطلّة وبيت هيلل جراء صواريخ حزب الله. وقالت إن الضربات المباشرة لحزب الله خلّفت أضراراً كبيرة في الممتلكات، والكلفة تتجاوز تلك التي في جنوب فلسطين المحتلة (في غزة). وكمثال، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن مستوطنة المطلة عند الحدود مع لبنان يوجد فيها "دمار واسع النطاق، وفي بعض الأحياء أُصيبت عشرات المنازل بأضرار غير مباشرة، وستّة منازل أصيبت بشكل مباشر بالصواريخ المضادة للدروع".
وفيما أُعلن عن تمديد إغلاق الطرق وأبواب المستوطنات ومنع الحركة داخل عدد من المستوطنات في الجليل الأعلى بسبب الوضع الأمني، نفذ المستوطنون تظاهرة عند مفرق عميعاد شمال طبريا مطالبين الحكومة الإسرائيلية بحل للوضع الأمني عند الحدود مع لبنان والسماح لهم بالعودة إلى مستوطناتهم. وقالت القناة 11 العبرية إن المتظاهرين يطالبون الحكومة والجيش بتقديم إجابات حول الوضع الراهن. بدورها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مستوطنين من الجليل الأعلى قولهم إنه "بينما تُضاء المنازل على الجانب الآخر من الحدود (جنوب لبنان)، ويتجوّل السكان بحرية ويواصل المزارعون عملهم، نحن هنا لا نستطيع فعل أي شيء". وقالت الصحيفة إن "الحرب مستمرة في الشمال منذ شهرين ونصف شهر دون أن يتم إبعاد حزب الله مسافة متر واحد عن السياج".
وعاد الحديث مكثفاً عن الردع المفقود في الشمال، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه "خلافاً للمفهوم بأن حزب الله مردوع، إسرائيل هي المردوعة والتأكيد على ذلك أن (الرئيس الأميركي جو) بايدن أدرك ضعفنا وأرسل قوة عسكرية كبيرة على وجه السرعة". ونقلت عن العقيد العسكري كوبي مروم، قوله "نحن في مأزق استراتيجي حقيقي في الشمال... لقد تسبّب حزب الله في شريط أمني على الحدود وإجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص. وعلينا أن نعترف بصدق أن تفعيل النيران في إسرائيل لم ينجح في الردع وتغيير الواقع".

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

“الستاتيكو الحدودي” يفاقم أخطار آخر أيام السنة

لم يكن الاحتدام الواسع في المواجهات الميدانية بين “الحزب” وإسرائيل عند الحدود الجنوبية امس مفاجئا، اذ سبقته تقديرات وتوقعات متخوفة من انفجار أوسع عقب اغتيال أحد كبار المستشارين لدى الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي، بضربة صاروخية شنّتها إسرائيل على منزله في منطقة السيدة زينب بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

 

ومع ان تبادل المواجهات لم يخرج الى حدود بعيدة عن خطوط المواجهات المألوفة، الا ان اللافت فيها تمثل في استهدافات “نوعية” متبادلة على جانبي خط المواجهة اذ حصدت قتلى في الجانب اللبناني فيما أوقعت الكثير من الجرحى العسكريين في الجانب الإسرائيلي. وتبدو الساحة الجنوبية بذلك مقبلة على “وداع ” السنة 2023 بستاتيكو النزف الميداني المفتوح بلا أي افق واضح حيال المدى الزمني لوقف دوامة المواجهات بهدنة ترتبط بهدنة يجري العمل عليها بلا امال كبيرة في غزة، او بتسوية لا يبدو ان طريقها مفتوح لاعادة احياء الروح في #القرار 1701 المجمد او المعلق تنفيذه حتى اشعار اخر. وبازاء هذا الستاتيكو الميداني في الجنوب يعيش لبنان آخر أيام السنة المشارفة على النهاية في ظل ستاتيكو الأزمات الداخلية التي يختصر انسدادها التام بأزمة الفراغ الرئاسي وسط كلام غير مثبت باي معطيات جدية عن امكان تحريك جهود جديدة لانهاء الشغور الرئاسي المتمادي، وستاتيكو نازف عند الحدود الجنوبية من شأنه ان يبقي فتيل خطر اتساع المواجهة قائما وماثلا في أي وقت في ظل الافتقار الى الضمانات الحاسمة التي يحتاج اليها لبنان للعودة الى معادلة تحكم الأمن الشرعي اللبناني والدولي في الجنوب.

 

وسط هذه الأجواء الضاغطة سقط عصر امس عدد من الجرحى وتضررت سيارات عدة خلال الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الشارع العام المؤدي إلى بلدة القليلة ثم تحدثت معلومات عن سقوط قتلى جراء غارات إسرائيلية على سهل القليلة في القطاع الغربي. وجاء ذلك فيما تحدثت في المقابل وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة 9 جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان. واحتدمت المواجهات بعد استهداف القصف الاسرائيلي تلة المطران ومنطقة حمامص في سردا ووطى الخيام وأطراف بلدة عيترون ومنطقة الطراش في بلدة ميس الجبل. ثم استهدف قصف مدفعي اسرائيلي خراج بلدة راشيا الفخار. ونفذت مسيرة اسرائيلية غارتين متتاليتين على منطقة مفتوحة بين بلدتي جبشيت وشوكين ملقية صاروخا موجها في كل غارة، وقد تردد دوي انفجارهما القوي في ارجاء منطقة النبطية. واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري مرتفع بلاط. واصيب مدنيان بعد استهداف مسيرة إسرائيلية سيارتهما في بلدة تولين جنوبا.

 

واعلن “الحزب” في بياناته المتعاقبة انه استهدف ‏‏موقع زبدين وانتشاراً ‏للجنود الإسرائيليين في محيط موقع راميا ‏وغرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا وتجمعاً للجنود الإسرائيليين قرب ثكنة دوفيف وقيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتجمعاً للجنود الإسرائيليين في موقع الراهب .

واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بانه تم إطلاق صاروخ دفاع جوي للمرة الثانية من لبنان تجاه طائرة تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي. واشار إعلام اسرائيلي الى إصابة إسرائيلي بصاروخ موجّه أُطلق من لبنان تجاه مستوطنة أدميت بالجليل الغربي وايضا سقوط إصابات بعد إطلاق “الحزب” لصاروخ مضاد للدروع تجاه مستوطنة إفن مناحم بالجليل الغربي . واعلن الإسعاف الإسرائيلي عن 4 إصابات إحداها خطيرة إثر سقوط صاروخ مضاد للدروع قرب الحدود مع لبنان.

 

لقاء بنشعي

 

اما في الداخل السياسي فلم يسجل وسط الجمود السياسي سوى اللقاء الذي جمع الحزب التقدمي الاشتراكي و”تيارالمردة” اذ زار بنشعي امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب #تيمور جنبلاط والتقى رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية على رأس وفد ضم عضوي كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائبين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، وأمين السر العام ظافر ناصر.

 

وكان ابو فاعور مهّد لهذا اللقاء، الاسبوع الماضي، عندما زار النائب طوني فرنجية. واعلن النائب شهيب بعد اللقاء ان الوفد شكر” صاحب هذه الدار على دوره الدائم في حفظ هرمية قيادة الجيش، إن بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو بالسعي للحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكري وذلك صونا للمؤسسة العسكرية الأم التي حافظت على وجودها وعلى السلم الأهلي على الرغم من الظروف الصعبة والدقيقة، والتي تقوم بدورها كاملا في الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي”. وأشار الى أن ” إذا كان هناك بعض التباين في المواقف بيننا وبين “تيار المرده”، فهذا لا يلغي الود والإحترام والتقدير والتواصل في ما بيننا تأكيدا على العلاقة التاريخية والوطنية التي تربط المختارة بهذه الدار”.

 

بدوره، رحب النائب طوني فرنجيه بجنبلاط والوفد المرافق “مؤكدين أن الدار هي دارهم على الرغم من بعض التباينات في وجهات النظر بين المرده والاشتراكي التي لا تمنع التواصل الدائم في ما بيننا، وذلك إنطلاقا من إيماننا بالحوار وبلغة التواصل”.وأضاف: “أكثر ما نلتقي اليوم عليه مع الحزب التقدمي الاشتراكي هو أن لا خروج للبنان من نفقه الأسود من دون التواصل والحوار بين مختلف الأفرقاء، ونأمل ان نشهد بعد انتهاء فترة الاعياد نشاطا على هذا الصعيد”.وأشار إلى أن تيار “المرده” يؤكد حرصه الدائم على مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية رغم علامات الاستفهام التي يطرحها حول مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية”.

 

واستنكر كيف أننا “في كل مرة نقوم بالبحث عن الحلول المجتزأة في حين أن الحل الفعلي هو بالتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية” وقال: “في ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش العماد عون، رأينا ان البديل عنه هو الذهاب بالبلاد الى المجهول وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد. واليوم، نلمس أن هناك حرصا كبيرا من قبل المؤسسة العسكرية ومن قبل الحزب التقدمي الاشتراكي على المجلس العسكري، وذلك حفاظا على انتظام العمل في صفوف الجيش.أضاف: “انطلاقا من هنا، نؤكد اننا مستمرون بالحوار مع كل المعنيين لايجاد الحل الملائم لهذا الموضوع”.

 

وفي السياق بدا لافتا قيام العماد جوزف عون بزيارة وزير الدفاع موريس سليم في مكتبه في اليرزة في زيارة وصفت بانها للتهنئة بمناسبة عيد الميلاد علما انه اللقاء الأول بينهما بعد التمديد لقائد الجيش . وفي المقابل يعد “التيار الوطني الحر” للطعن بقانون التمديد الذي اقر في مجلس النواب. وأعلن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار ابي خليل أن “الطعن بقانون التمديد قيد التحضير واصبح منجزاً وما حصل في مجلس النواب هو تشريع محاباة”. واضاف ان “مجلس الوزراء لا يتمتع بثقة مجلس النواب وهو ساقط شرعياً ولا يحق له حتى ان يجتمع”.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

مقتل الجنرال رضي موسوي يرفع التوتر… وتدهور واسع في الجنوب

تحذير ديبلوماسي للبنان: لا تدعوا نتنياهو يستفزّكم

 

أتى التدهور الواسع على الحدود الجنوبية أمس غداة مقتل قائد بارز في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال السيد رضي موسوي، في غارة إسرائيلية على مشارف دمشق. ورضي موسوي هو أعلى قائد في «فيلق القدس» يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني 2020.

 

وعلى الرغم من عدم إعلان «الحزب» من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، ارتباط تطورات الجبهة الجنوبية الأخيرة بمصرع الجنرال الإيراني، إلا أنّ المعطيات الديبلوماسية والميدانية تشير الى دخول عامل جديد يزيد «منسوب التوتر في الشرق الأوسط»، على حد تعبير «وكالة الصحافة الفرنسية».

 

وفي سياق متصل، جدّد مصدر ديبلوماسي عبر «نداء الوطن»، تنبيهه القيادات اللبنانية، ومعها «الحزب»، من مغبة «الخضوع للاستفزاز الإسرائيلي المتمادي، الذي تجاوز في تجروئه حدّ توجيه ضربات جوية في عمق يتعدى العشرين كيلومتراً»، كما حصل في الأيام الأخيرة في جبشيت، جبل الريحان وجسر الخردلي، وكلاهما يقعان شمال مجرى نهر الليطاني». وأضاف المصدر: «وبعكس الانطباع السائد، بأن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يمتلك القدرة على منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من توسيع المواجهة من غزة الى لبنان، تبيّن أنّ لا امكانية مطلقة لدى واشنطن في التأثير على نتنياهو، لأسباب أميركية داخلية تتصل بالانتخابات الرئاسية، وبمستقبل نتنياهو الشخصي الذي يقع بين حديّ المحاكمة والخسارة السياسية التامة».

 

وحذّر المصدر من أنّ «الخشية كبيرة من ان يعمد نتنياهو الى توسيع الحرب في اتجاه لبنان. وحينها ستكون واشنطن أمام خيار تبنّي التوجه الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ لبنان بوضعه الحالي المهترئ على كل الصعد، لا يتحمل الدخول في حرب أياً تكن موازين الردع المتبادل».

 

وأكد المصدر أنّ «من مصلحة لبنان التمسك بتنفيذ القرار الدولي 1701، بعدما صار واضحاً أنّ نتنياهو يريد جرّ لبنان الى حرب تحرج القوات الأميركية في المتوسط، ويجبرها على الدخول في الحرب لعل إيران تدخل الحرب أيضاً، ونصبح أمام عملية تدويل تؤدي الى مسار سياسي جديد يتجاوز عبره نتنياهو كل مشكلاته الداخلية». ودعا لبنان الى «المسارعة في انجاز استحقاقاته، إذ من غير المقبول ان يبقى بلا رئيس للجمهورية».

 

ومن المعطيات الديبلوماسية الى التطورات الميدانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة تسعة جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها «الحزب»، مشيراً الى أنّ أحدها أصاب كنيسة في قرية عربية دمّرتها الدولة العبرية عام 1951.

 

من جهته، أكد «الحزب» في بيان أنّ مقاتليه «استهدفوا الثلاثاء غرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيها إصابات مباشرة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح».

 

ومساء أمس، نقلت سيارات الإسعاف التابعة لـ»كشافة الرسالة الإسلامية» – الدفاع المدني، قتيلَين من السيارة التي قصفتها إسرائيل على طريق القليلة – المعلية القريبة من صور. ونعى «الحزب» في بيان، مقتل أحمد حسن الديراني «أمير علي» من بلدة قصرنبا في البقاع، وهادي حسن عوالا «حيدر علي» من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وفي سياق متصل، اعتبر «الحزب» في بيان نعيه الجنرال موسوي، أنّ إغتيال الأخير «اعتداء صارخ ووقح وتجاوز للحدود».‏

 

وكتبت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء: «السيد رضي موجود في سوريا ولبنان منذ عام 1987، يخدم جبهة المقاومة». وأفادت وكالة «إرنا الرسمية» أنه كان أحد رفاق سليماني الذي تحيي طهران ذكرى اغتياله الأسبوع المقبل.

 

وبحسب موقع «إيران إنترناشيونال» الايراني المعارض فإنّ موسوي يدير مؤسسة لوجستية إيرانية تأسست عام 1990 «تتولى تسلم المعدات التي تصل من إيران إلى سوريا وتخزينها. كما تتولى المؤسسة إدارة ممتلكات القوات الداعمة للحزب».

 

وهدّدت صحيفة «كيهان» الناطقة باسم المحافظين الإيرانيين «بردّ الصاع صاعات، في ساحات متعددة وطرق مختلفة ومتدرجة».

 

ومن طهران الى القدس، حيث أحجم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عن التعليق، ردّاً على سؤال عن الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة الجنرال موسوي، لكنّه قال إنّ القوات الإسرائيلية تعمل في كل أنحاء المنطقة.

 

بدوره، أجرى وزير الدفاع يوآف غالانت تقييماً أمنياً في القيادة الشمالية، وقال: «لن نسمح للوضع بالعودة إلى 6 تشرين الأول الماضي. نحن نضرب «الحزب» بقسوة شديدة. إنّ سلاح الجو يحلّق بحرية فوق لبنان وسنزيد تلك الجهود. هناك شيء واحد واضح: لإعادة سكان الشمال، نحتاج إما إلى عمل توافقي أو إلى واقع جديد سنحققه من خلال العمل العسكري».

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

تصعيد عسكري في جنوب لبنان

إصابات بين المدنيين وفي صفوف الجنود الإسرائيليين

 

تشهد حدود لبنان الجنوبية تصعيداً عسكرياً واضحاً بين «الحزب» وإسرائيل، وهو أمر يرى فيه محللون إشارات قد تسبق أو تمهّد لتوسيع الحرب بين الطرفين.

 

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أن سبعة أشخاص أصيبوا جراء انفجار طائرة مسيّرة في شمال إسرائيل. وذكرت الصحيفة أن الانفجار وقع في منطقة رميم ريدج، لافتة إلى أن بعض الجرحى أصيبوا في الرأس.

 

من جهتها، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن الجيش قوله الثلاثاء إن تسعة جنود أصيبوا في قصف بالصواريخ المضادة للدبابات شنته جماعة «الحزب» من لبنان على شمال إسرائيل. وذكرت الصحيفة أن الجنود التسعة أصيبوا بعد وصولهم لإجلاء مدني أصيب في هجوم سابق شنه «الحزب» بصاروخ على كنيسة في شمال إسرائيل، لافتة إلى أن أحد الجنود حالته خطيرة.

 

وقالت قناة «المنار» التابعة لـ«الحزب» إن الإعلام الإسرائيلي وصف الوضع في الشمال على الحدود مع لبنان بـ«الصعب» بعد تنفيذ الحزب عدداً من العمليات أسفرت عن وقوع إصابات.

 

وفيما لم يعلن «الحزب» حتى مساء الثلاثاء عن سقوط قتلى في صفوفه، سقط جرحى من المدنيين في جنوب لبنان نتيجة القصف المتبادل بين الطرفين.

 

وأعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان لها عن تنفيذها «هجوماً جوياً على مقر قيادة مستحدث للعدو الصهيوني في محيط مستعمرة كريات شمونة بطائرة مسيّرة انقضاضيّة، وتم تحقيق إصابات مؤكّدة».

 

وفي بيانات متفرقة أعلن «الحزب» استهداف مقاتليه لموقع زبدين وغرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا، و«حققوا فيها إصابات مباشرة وأوقعوا أفرادها ‏بين قتيل وجريح».

 

وطالت عمليات «الحزب» انتشاراً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع راميا. كما نفذ مقاتلوه عملية استهدفت «تجمعاً لجنود العدو قرب ثكنة دوفيف… وتجمعاً آخر لجنود إسرائيليين في موقع الراهب»، وفق ما أعلن «الحزب».

 

وينظر بعض الخبراء إلى التصعيد الذي تشهده جبهة جنوب لبنان بأنه قد يكون سبباً لتوسيع الحرب، وهو ما يشير إليه رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيجما» رياض قهوجي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: من الواضح أن هناك تصعيداً في العمليات العسكرية بحيث لم يعد القصف على محيط القرى والبلدات بل بات داخلها، والحزب يرد بالمثل ضد داخل المستوطنات ضمن قواعد الاشتباك التي كان تحدث عنها. ويضيف «لا يبدو أن الإسرائيليين يتجنبون التصعيد وربما يحاولون استدراج الحزب لرد كبير يبرر فتح الحرب من جانبهم، خاصة وأن تقارير عدة كانت تحدثت عن وجود فريق داخل حكومة الحرب (الإسرائيلية) يريد فتح الجبهة الشمالية ولكن الضغط الأميركي يحول دون ذلك».

وفي جنوب لبنان حيث استمر القصف طوال ساعات النهار وطال عدداً من البلدات الجنوبية، أفادت غرفة عمليات جمعية كشافة الرسالة الإسلامية (الدفاع المدني)، في بيان بأن «فريق الإنقاذ في بلدة تولين نقل إصابتين بجروح بسيارات الإسعاف من جراء القصف الذي تعرضت له البلدة عصراً».

 

وصباحاً، شنّ الطيران الإسرائيلي غارتين استهدفتا بلدة ميس الجبل، الأولى على منطقة الحي الشرقي، والثانية على منطقة رأس الظهر في الحي الغربي.

 

وفي صور أطلق الجيش الإسرائيلي صباحاً رشقات نارية من أسلحة ثقيلة باتجاه الأودية والجرود المتاخمة لبلدتي عيتا الشعب وراميا، واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري مرتفع بلاط، وقد غطى الدخان الأبيض المنطقة. كما تعرضت أطراف بلدة بيت ليف لقصف مدفعي معاد.

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الإحتلال يتمادى باستهدافاته.. ويعترف بـ 9 إصابات في مستوطنات الجليل

جنبلاط يعود بلا رئيس للأركان من بنشعي.. والعلية بعد «عيدية الكهرباء» يتهم فياض بالفشل

 

يمكن وصف يوم أمس عسكرياً في الجنوب بأنه يوم نوعي، لجهة استهداف المقاومة لمواقع الاحتلال في الجهة المقابلة للقرى الحدودية الجنوبية، التي ضربت بصواريخ بركان وإلحاق اصابات في صفوف جنوده، ويوم كمِّي لجهة توسع جغرافيا القرى والنطاقات السكنية المستهدفة بالقصف، الى منطقة ما بعد الليطاني وصولاً الى قضاء النبطية، اذ استهدفت جبشيت للقصف لاول مرة منذ اندلاع الحرب في غزة وعلى اهلها الآمنين المساكين، مع بروز تطور نوعي في المواجهة الاقليمية من بر الشام الى سواحل البحر الاحمر.. وإعلان الاحتلال حصول 10 اصابات على الجبهة الشمالية مع لبنان.

محلياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن عطلة الأعياد التي لا تزال تخيم على البلد إلا أن ذلك لا يمنع من قيام تحرك داخلي في ملف رئاسة هيئة الأركان من قبل كتلة اللقاء الديمقراطي والذي قد يناقش في أول جلسة للحكومة في العام الجديد، في حين أن لقاء وزير الدفاع مع قائد الجيش والذي حمل عنوان المعايدة تطرق إلى تعيينات المجلس العسكري.

ورأت المصادر أن الاتصالات بين القوى السياسية قد تتكثف لتأمين التفاهم على هذا الملف وإمكانية تمريره لكنها لاحظت أن دور وزير الدفاع في هذا الملف أساسي..

وفي السياق نفسه، أشارت مصادر عسكرية لـ«اللواء» إلى أن وزير الدفاع ملزم بأخذ رأي قائد الجيش في رفع اسم رئيس الأركان «درزي» وعضو المجلس العسكري «كاثوليكي» كونهما مرؤوسان مباشرة لقائد الجيش.

ومن علائم السنة الجديدة، بروز الفتور بين التيار الوطني الحر والحزب اكثر فأكثر، سواء في المجال الاعلامي، او السياسي وغيرهما من مجالات التعاون.

في هذا الوقت، بقيت الحركة السياسية تدور على ملفات متبقية من الاشهر الماضية، سواء في ما خص استكمال دراسة الموازنة للعام 2024، او استكمال التعيينات في المجلس العسكري، بما في ذلك رئاسة الاركان، وفضيحة الوعود الكهربائية «الكاذبة» مع تجدُّد السجال بين وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض ورئيس هيئة الشراء العام جان العلية، الذي وصف «ذرائع» فياض «بالضرورات والطوارئ لتخطي القوانين» بأنه «نهج فاشل يقر علنًا بانعدام الرؤيا لديه وغياب الحوكمة والتخطيط وهو بالتالي عرضة للمساءلة القانونية».

لقاء بنشعي

وخرج لقاء بنشعي بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بعدم الاتفاق على آلية لتعيين رئيس للاركان في مجلس الوزراء، وباقي اعضاء المجلس العسكري.

واعتبر الطرفان ان التباين بينهما قائم على هذا الصعيد، لكن تيار المردة، حسب النائب طوني فرنجية، يطرح علامات استفهام حول مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية.

واتفق الطرفان (الاشتراكي والمردة) ان التباين بينهما لا يفسد في الود قضية.. مؤكدين على استمرار الحوار..

‎ووصفت مصادر متابعة لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب جنبلاط لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ونجله النائب طوني في بنشعي، بأنها مريحة وصريحة، وتصب في الانفتاح واعادة حرارة التواصل بين الطرفين بعد مرحلة من الفتور والبرودة في العلاقات بينهما، جراء الانقسام السياسي والأوضاع المترجرجة محليا واقليميا، واشارت إلى ان مواضيع البحث تناولت مجمل الاوضاع في البلاد، وأجواء الارتياح التي سادت جراء التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون بينها، ووجهة نظر كل منهما بخصوص تعيين رئيس للاركان وكيفية مقاربة وتذليل الصعوبات التي ماتزال تعترض هذه الخطوة الضرورية التي تستكمل هيكلية المؤسسة العسكرية، وتساهم في تماسكها وتفعيل وانتظام قيامها بالمهمات المنوطة بها لحفظ الامن والاستقرار.

ولاحظت المصادر تقاربا بين الطرفين في موضوع تعيين رئيس للاركان وفي بقية المواقع الشاغرة بالجيش، الا انها اعتبرت ان هناك عوائق وصعوبات ماتزال بحاجة لتفاهمات سياسية، ومحطات وآليات قانونية، وتحتاج مزيدا من الوقت والتفاهمات لتجاوزها وفي مقدمتها انتظار مصير احتمال الطعن الذي ينوي بعض الاطراف السياسيين تقديم طعن بقانون التمديد لقائد الجيش، وانتظار مصير هذا الطعن، ناهيك عن الالية التي ستعتمدها الحكومة لانجاز هذه التعيينات.

وفي السياق، وفي الوقت، الذي بادر فيه قائد الجيش العماد جوزاف عون بالقيام بزيارة معايدة الى وزير الدفاع، كشف مصدر نيابي في التيار الوطني الحر ان الطعن بقانون التمديد للعماد عون والضباط في رتبة لواء بات في مراحله الاخيرة، مشيراً الى ان «مجلس الوزراء لا يتمتع بثقة مجلس النواب، وهو ساقط شرعياً، ولا يحق له حتى ان يجتمع»..

الموازنة وما كشفت


نيابياً، وعلى خلفية مناقشات لجنة المال والموازنة لموازنات العدل والبيئة والشباب والرياضة، قالت مصادر نيابية ان حجماً كبيراً من «النقص الفاضح في التنسيق بين مكونات الحكومة لا سيما مع وزار ةالمالية».

وفي السياق عينه، سأل النواب عن مصير الهبات التي تأمنت من خلال المنظمات الدولية لا سيما هبة بـ 8 ملايين دولار لمكننة عدلية بيروت والتي لم يبدأ العمل بها بالرغم من استلام الهبة، وقد تبين من خلال ما أفاد به وزير العدل أن المشكلة في عدم توفر التيار الكهربائي، وأنه، أي الوزير، يعمل مع الاتحاد الأوروبي على تأمين الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية وقد شارف المشروع على الانتهاء.

الوضع الجنوبي

جنوباً، تمادى الاحتلال الاسرائيلي باستهداف العمق الجنوبي، فضرب جبشيت (شمال الليطاني) في قضاء النبطية، وكذلك القليلة، قضاء صور، كما استهدف اعلاميين مجدداً، من خلال استهداف فريق المنار التلفزيوني، المؤلف من المراسل علي شعيب والمصور خضر مركيز وعند مجرى الخردلي واصيب مركيز بجروح تطايرت من صاروخ الغارة الاسرائيلية.

وردت المقاومة الاسلامية باستهداف موقع راميا، وثكنة الشوميرا، ودوفيف وقيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت، وثكنة زبدين وموقع البغدادي، واعترف الناطق الاسرائيلي باصابات في مستوطنة ادميت بالجليل الاعلى ومستوطنة إفن مناحيم بالجليل الغربي، وتحدثت عن 9 اصابات، في حين تحدثت مصادر اخرى عن 10 اصابات مؤكدة، بينها 4 اصابات في حالة الخطر الشديد.

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  البخاري للراعي: ملف الرئاسة سيتحرك في شهر شباط

جهود للتهدئة بين ميقاتي وسليم… ولقاء فرنجية ــ تيمور: التباين لا يلغي التواصل

على الرغم من دخول البلاد في عطلة الاعياد، فإنّ السياسة لم تسترح لانّ الملفات العالقة مثقلة جداً، والخلافات بين المسؤولين تخطّت حدودها، لذا بقيت الاجواء السياسية ملبّدة في انتظار الحلول، مع دخول وسطاء على الخط، لإحداث تغيرات ايجابية من شأنها ان تفتح صفحة جديدة، وتعمل على مناقشة المسائل العالقة، بهدف إيجاد الحلحلة المطلوبة، لان الوقت لم يعد يسمح بمزيد من التعنّت والانقسامات، التي تحصل حول اي ملف يطرح للمناقشة.

امام هذه الصورة القاتمة، تفاؤل يتم التداول به منذ ايام عن إمكانية بروز الملف الرئاسي، كأولوية اقليمية اعتباراً من مطلع العام، وسط ظهور بوادر ايجابية يجري الحديث عنها، من خلال موفدين الى لبنان للمساهمة في الحل.

وفي هذا الاطار علمت “الديار” بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، يجري مشاورات مع مرجعيات سياسية في الداخل، ومع افرقاء في الخارج لتحريك الملف الرئاسي، بعد ظهور معطيات عن أنّ الملف وضع في خانة الاهتمام الدولي حالياً، وأنّ إشارات توحي بأنّ الوضع بات بأمسّ الحاجة لإجراء العملية الانتخابية.

 

في انتظار الضوء الاخضر الخارجي

إنطلاقاً من هنا، سيجري الرئيس برّي بعد عطلة الاعياد، مشاورات تهدف الى التوافق على اسم الرئيس بين مختلف الافرقاء، وسط معلومات بأنّ الارجحية باتت للمرشح الثالث، وفق ما نقلت مصادر سياسية عن موفدين فرنسيين وقطريين.

وفي هذا السياق علمت “الديار” من مصدر مطلع على حركة بكركي ان السفير السعودي وليد البخاري وخلال زيارته الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أبلغه بأن تحركا دوليا فعالا سوف يبدأ في شهر شباط في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية، ما ترك انطباعا ايجابيا لدى سيد بكركي وارتياحا لدور “اللجنة الخماسية” في الدفع باتجاه انجاز الاستحقاق الدستوري الأول في لبنان.

كما علمت “الديار” بأنّ نواب المعارضة يقومون ايضاً باتصالات بعيدة عن الاضواء، مع افرقاء سياسيين لتحريك ملف الرئاسة.

فيما اعتبرت مصادر سياسية مواكبة لما يجري في الاطار الرئاسي، بأنّ المجلس النيابي المنقسم بقوة لن يتحرّك لانتخاب رئيس، إلا اذا اتت كلمة السر من الخارج وتم اختيار اسم الرئيس، وعندئذ سيسيرون بذلك الاسم، لانّ التوافق بين الكتل النيابية لن يتحقق ولو بعد سنوات، لذا لا حل إلا بإعطاء الضوء الاخضر الخارجي.

ورأت أنّ انتخاب الرئيس مرتبط بالوضع العسكري في الجنوب وغزة، اي وقف الاشتباكات والمعارك وتهدئة الاجواء، وإلا لا رئيس، لذا علينا الانتظار وعلى ما يبدو انّ هذه الصورة صعبة التحقيق، ألا اذا حصلت تسويات ومفاجآت، ولغاية اليوم تبدو مستحيلة، معتبرة أنّ الانطلاق من مسألة التمديد لقائد الجيش يمكن البناء عليها، والتفاؤل بإمكانية انتخاب رئيس، اذا اتت الكلمة النهائية من الخارج.

وفي الاطار عينه، يعتبر نائب معارض أنّ الملف الرئاسي مرهون بما يجري عسكرياً في جنوب لبنان وغزة، ويشير الى انّ الملف الرئاسي سيصبح أولوية إقليمية، فور وضع بنود اتفاق ما بعد حرب غزّة، مشدّداً على وجوب اقتناص فرصة التلاقي الأميركي – الإيراني، من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصاً انّ المعطيات تشير الى وجود مفاوضات أميركية – إيرانية، بعيداً من الأضواء في دولة غربية.

 

هل ستسلك التعيينات العسكرية طريقها الصحيح؟

وعلى خط المسائل العالقة حالياً، يبدو ملف التعيينات العسكرية الاكثر انقساماً، بعد المصالحة التي لم تدم سوى ساعات قليلة جداً، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الدفاع موريس سليم، والتي عادت الى التراشق المتبادل، لكن بدورها الوساطات والمساعي تقوم بدورها الصعب، لحلحلة هذه المسألة والوصول الى توافق الشهر المقبل، لكن ووفق مصادر مطلعة على الملف، اشارت لـ “الديار” الى انّ كل الوساطات التي جرت الاسبوع الماضي، تبخّرت مع دخول المرجعية السياسية للوزير سليم والتي يعرفها الجميع، اذ نسفت المصالحة وأرجعتها الى نقطة الصفر، لذا لا تتفاءلوا خيراً بإمكانية حل مرتقب لهذه المسألة كما يردّد البعض، خصوصاً انّ من يتصدّى لملف التعيينات لن يسمح بسقطة ثانية له، بعدما تلقى صدمة وسقطة في آن معاً بعد التمديد لقائد الجيش.

 

مفاجآة زيارة عون لسليم في اليرزة

وفي إطار المفاجآت السياسية التي تتوالى، زار قائد الجيش العماد جوزف عون وزير الدفاع موريس سليم في مكتبه في اليرزة، ووُضعت الزيارة ضمن إطار التهنئة بالاعياد.

مصادر سياسية وصفت الخطوة بالجيدة والايجابية، التي اتت في توقيت دقيق قادر على تحقيق التقارب والتفاهم حول مسائل عالقة، وأملت ان يصل هذا التوافق الى السراي الحكومي، لجمع الرئيس ميقاتي والوزير سليم من جديد، لكن هذه المرة ضمن إطار توافقي ومصالحة نهائية، غير متأرجحة بين” صلحة” ظرفية وقطيعة طويلة الامد، كما يجري اليوم وبعد الردود المتبادلة، التي جرى تراشقها نهاية الاسبوع الماضي.

 

ماذا دار في بنشعي بين فرنجية وتيمور؟

وعلى خط التواصل بين الاطراف السياسية، زار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط، يرافقه النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور ووفد من “الحزب” بنشعي، للقاء رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في حضور النائب طوني فرنجية، والوزيرالسابق يوسف سعادة.

ووفق بيان لمكتب فرنجية، تم عرض التطورات على الساحة اللبنانية، لا سيما ملف رئاسة الأركان، وشكر شهيب بعد اللقاء فرنجية “على دوره الدائم في حفظ هرمية قيادة الجيش، إن بالتمديد لقائد الجيش أو بالسعي للحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكري”، وأشار الى “وجود تباين في المواقف بين “الاشتراكي” و”المردة”، لكن هذا لن يلغي الود والتواصل”.

النائب طوني فرنجية أيد ما قاله شهيّب في ما يتعلق بالتباين في المواقف، وقال: “لا خروج للبنان من نفقه الأسود من دون التواصل والحوار بين مختلف الأفرقاء”.

وفي ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش، أجاب: “رأينا أن البديل عنه هو الذهاب بالبلاد الى المجهول وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد، واليوم نلمس حرصاً كبيراً من قبل المؤسسة العسكرية، ومن قبل الحزب “الاشتراكي” على المجلس العسكري، وذلك حفاظاً على انتظام العمل في صفوف الجيش”.

 

اليوم الجنوبي: غارات وقصف فوسفوري

أمنياَ وككل يوم، تواصلت الاعتداءات “الاسرائيلية” على القرى الحدودية، حيث استهدف القصف الفوسفوري بلدات عيتا الشعب وبيت ليف والقوزح وجبل بلاط، بالتزامن مع غارتين على أطراف جبشيت في قضاء النبطية، وهذه المرة الاولى التي تستهدف هذه المنطقة.

كما شنّت مسيّرة “اسرائيلية ” غارتين على بلدة ميس الجبل، واستهدف القصف المدفعي منطقة الطراش في البلدة، وتلة المطران في منطقة حمامص، وأطراف بلدة الخيام، كما استهدف أحد المنازل في بلدة بليدا، وانفجرت قذيفة مدفعية “إسرائيلية” بالقرب من مركز للجيش في عيترون، وأطلق الجيش “الإسرائيلي” رشقات نارية من أسلحة ثقيلة، باتّجاه الأودية والجرود المتاخمة لبلدتي عيتا الشعب ورامية. وافيد عن إصابة مدنيين اثنين بعد استهداف مسيّرة “إسرائيلية” سيارتهما في بلدة تولين، ومساءً تعرّضت الأطراف الشرقية لبلدة الناقورة للقصف. واعلن عن سقوط شهداء جرّاء الغارات “الإسرائيلية” على سهل القليلة في القطاع الغربي.

 

كيف ردّت المقاومة على الاعتداءات؟

في المقابل استهدفت المقاومة مستوطنة شوميرا وموقع ‏زبدين، حيث تم تحقيق إصابات مباشرة، إضافة الى تجمّع لجنود “إسرائيليين” في محيط موقع رامية بالأسلحة المناسبة.

وأشارت المقاومة في بيان، الى انها استهدفت قيادة الفرق الـ91 في ثكنة برانيت، وثكنة زبدين “الإسرائيلية” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع البغدادي “الإسرائيلي”، إضافة الى تجمّع لجنود الاحتلال قرب ثكنة دوفيف، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.‏ وبعد ظهر أمس صدر بيان عن المقاومة يؤكد قصفها لثكنة زبدين بصواريخ “بركان”.

 

أطفال غزة يعانون المجاعة والامراض

يستمر الوضع على حاله في غزة، حيث تواصل القصف “الاسرائيلي” اليومي، على الرغم من الدعوات الدولية الى وقف إطلاق النار، وسقوط الضحايا المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر. وافيد بأنّ الضربات “الإسرائيلية” تواصلت ليلاً على خان يونس ورفح، المجاورة عند الحدود مع مصر، حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في الخيم. ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، الى مستشفى ناصر في خان يونس، وفق ما أفادت وزارة الصحة في حكومة “حماس”، والتي أشارت ايضاً الى انّ 900 ألف طفل في مراكز الإيواء بغزة، يعانون خطر الجفاف والمجاعة والأمراض.

من ناحية اخرى، اعلن رئيس هيئة الأركان العامة السابق في الجيش “الإسرائيلي” دان حالوتس، أنّ “إسرائيل” خسرت الحرب ضد “حماس”، وصورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

مخاوف “اسرائيلية” من انتقام إيران لموسوي

على خط آخر، يتخوف مراقبون من أن يأتي الرد الانتقامي من قبل ايران لاغتيال العميد الإيراني رضا موسوي في سوريا، وأشاروا الى ما ألمحت إليه إيران وحلفاؤها في بياناتهم، والذي تناول فيه اغتيال “إسرائيل” لموسوي على الأراضي السوري،. معتبرين أنّ الرد قد يدفع باتجاه تغيير قواعد الاشتباك على الجبهة الجنوبية، وبالتالي فإن الأيام القليلة المقبلة قد تحمل مفاجآت على المستوى الأمني.

 

هجرة فاشلة لـ54 سورياً

وفي اطار الهجرة غير الشرعية، تمكّنت القوات البحرية في الجيش اللبناني، من إنقاذ مركب على متنه 54 بين رجال ونساء وأطفال جمعيهم من التابعية السورية، كانوا قد غادروا بطريقة غير شرعيّة عبر بحر شمال لبنان باتّجاه قبرص.

وكان المركب قد تعرّض لعطل في عرض البحر، على بعد أميال حيث تم سحبه والركّاب الى مرفأ طرابلس، وقدّمت الإسعافات الأولية لهم من قبل فرق الصليب الأحمر اللبناني.

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

81 يوماً على العدوان: البحث جارٍ عن مخرج وإيران تتوعّد إسرائيل  

 

لليوم الـ81، تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة من دون أدنى اهتمام بأعياد الميلاد التي أحيتها مدينة بيت لحم بصمت وحزن، وغابت مظاهر العيد عن كنيسة المهد حيث استعيض عنها بالصلوات التي ترافقت مع تكثيف اسرائيل قصفها التدميري لغزة، وأكدت كتائب القسام الجناح العسكرية لحركة حماس، أنها فجّرت نفقا في قوة إسرائيلية وسط القطاع وأوقعتها بين قتيل وجريح، بينما أعلن جيش الاحتلال عن مصرع 5 من ضباطه وجنوده.

 

وبالتوازي مع الاشتباكات التي دارت بمحاور عدة، واصل الاحتلال استهداف المدنيين، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 مصابا، جلهم من النساء والأطفال.

 

وأوضحت الوزارة أن جيش الاحتلال ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية نحو 18 مجزرة بحق عائلات بكاملها، راح ضحيتها 241 شهيدا إضافة إلى 382 مصابا.

 

وأعربت عن الخشية من أن يكون استهداف محيط مجمع ناصر الطبي، في خان يونس جنوبي القطاع، هو تكرار للسيناريو الذي نفذه الجيش ضد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومستشفيات شمال القطاع.

 

وطالبت وزارة الصحة المؤسسات الأممية بحماية مجمع ناصر الطبي والطواقم الطبية والجرحى والمرضى وآلاف النازحين فيه، وذلك بعد استهداف الغارات العنيفة محيط مستشفى ناصر.

 

كما دعت صحة غزة المؤسسات الأممية إلى إجراء تدخلات عاجلة تضمن توفير الأدوية والوقود اللازم لإعادة تشغيل مجمع الشفاء الطبي، أمام حاجة آلاف الجرحى والمرضى.

 

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة إن ضحايا العدوان من الأطباء والمسعفين بلغ حتى الآن 300 شهيد.

 

ويصعد جيش الاحتلال حربه على مستشفيات غزة والطواقم الصحية، ضمن حرب مدمرة على القطاع المحاصر يشنها منذ 7 تشرين الأول الماضي، خلّفت خسائر مادية وبشرية، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

 

وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها البالغ» حيال القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط قطاع غزة وحضّت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اتّخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين.

 

وقال المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو في بيان «نشعر بقلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة.. يتعيّن بأن تمتثل جميع الهجمات بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات».

 

على الصعيد الميداني، بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد لمعارك ميدانية في مدينة غزة، بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأظهر الفيديو تفجير مقاومي القسام آليات عسكرية،وقنص جنود آخرين، وتفجير دبابة إسرائيلية من المسافة صفر.

 

وكانت القسام قد أعلنت الاثنين، أنها استهدفت جنودا إسرائيليين شمال وشرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

 

وقالت القسام في بيان إنها استهدفت «ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين 105 شمال مدينة خان يونس».

 

وفي بيان ثان، ذكرت أنها استهدفت «تجمّعين لجنود الاحتلال شمال وشرق مدينة خان يونس بقذائف الهاون».

 

وأعلنت كتائب عز الدين القسام ايضا تفجير فتحة نفق في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

 

وقالت الكتائب إنها أوقعت أفراد القوة الإسرائيلية المستهدفة ما بين قتيل وجريح.

 

ونشرت كتائب القسام، مشاهد لعملية استدراج قوة إسرائيلية خاصة لأحد المنازل في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، حيث فجّر مقاتلو القسام 3 عبوات أفراد وعبوة تصادمية وعبوة شواظ، ما أدى لمقتل جميع أفراد القوة.

 

وعرضت القسام صورا تظهر بعضا من مقتنيات وسلاح هذه القوة الخاصة، استولت عليها عقب الهجوم.

 

كما نشرت كتئاب القسام مشاهد لما قالت، إنها عملية استهداف قوة راجلة إسرائيلية متوغلة في منطقة مسجد الشيخ زايد شمالي القطاع.

 

وقال الجيش الإسرائيلي انه أعاد الثلاثاء جثامين 80 فلسطينيا استشهدوا بنيرانه في قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

 

وسبق أن أعلنت مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي ، عن استقبال ٤٣ جنديا أصيبوا أثناء القتال بقطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، وفق إعلام عبري.

 

ووفق بيان للجيش الإسرائيلي، ارتفعت حصيلة قتلى الجنود والضباط في صفوفه إلى 489 منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

*****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

الكيان يعترف بفشل الحرب فيعلن المرحلة الثالثة… لكنه يرفض دفع ثمن الهزيمة
اغتيال قائد في الحرس الثوري يفتح باب احتمالات التصعيد وحرب حافة الهاوية

الأميركي أمام تحديات أنصار الله في البحر الأحمر وتصعيد الهجمات في العراق

 

تلاحقت عناصر الاعتراف الإسرائيليّ بخطورة المأزق الذي يعيشه مع فشل الحرب التي شنّها على غزة والمقاومة، ورسم لها السقوف العالية، وهي في نهاية شهرها الثالث تتحوّل إلى حرب استنزاف معنوية وعسكرية، حيث العزلة الدوليّة التي تحدّث عنها الرئيس الأميركي جو بايدن، كما العبء الأخلاقيّ على الحلفاء، يصبحان يوميّات تحملها الوقائع المتلاحقة من عواصم الدول الغربية وشوارعها التي تضغط على حكوماتها للوقوف ضد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال، وقد تحوّلت الى حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني ومذابح مفتوحة بحق آلاف النساء والأطفال، بينما كشفت أرقام الخسائر العسكرية عن فقدان وحدات النخبة في جيش الاحتلال قدرة الاستمرار في حرب الاستنزاف بعدما فقدت هذه الوحدات من قوامها البشري نسباً تتراوح بين 25% و40%، وجاء إعلان قادة الكيان عن الانتقال الى مرحلة جديدة من الحرب سمّوها بالمرحلة الثالثة، تتضمن انسحابات من مناطق الاشتباك الى مناطق خلفيّة تمّت تسميتها بالحزام الأمني، وتقوم على وقف عمليات التوغل البري والقصف الجوي والبري والبحري لصالح اعتماد العمليات المستهدفة، كي يترجم طلباً أميركياً بالانتقال الى صيغة يمكن تحملها مدة أطول، طالما أن الاتفاق على تبادل الأسرى لا يبدو قريباً، والقبول بشروط المقاومة يمثل هزيمة كاملة.
أمام مأزق العجز عن فرض شروط للهدنة تناسب وضع الكيان، وتمسك المقاومة بشروطها بربط تبادل الأسرى بإنهاء العدوان وفك الحصار ووضع إطار لإعادة الإعمار، بدا أن الانتظار الطويل سوف يحمل خطر التآكل، واحتمال انتقال المقاومة الى الهجوم على القوات التي تبقى في قطاع غزة، إضافة الى التآكل المستمر في هيبة الردع الأميركي أمام تصاعد الهجمات التي بدأت تسقط بين صفوف الأميركيين المزيد من الجرحى، بينما في البحر الأحمر لا يزال باستطاعة أنصار الله فرض إرادتهم على السفن التي تتجه نحو الكيان، سواء بردعها أو استهدافها، ومحاولات التصدي الأميركي لصواريخ ومسيرات أنصار الله قد تستدرجه الى مواجهة تتحول الى استهداف أوسع لن تنجو منه السفن الحربية والمدمّرات ولا القواعد الأميركية في الخليج، وفي محاولة متكرّرة للتصعيد والمخاطرة بحرب إقليمية، بعد فشل محاولة الحصول الاسرائيلي على موافقة أميركية على حرب مع المقاومة في لبنان وسط خشية أميركية من تحولها الى حرب إقليمية، جاءت عملية اغتيال جيش الاحتلال للعميد رضي الموسوي أحد قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق، ترجمة للتوجه الإسرائيلي ذاته بدفع المنطقة نحو حرب حافة الهاوية، أملاً بدمج مصيره مع مصير الانخراط الأميركي في هذه الحرب، وسط مساعٍ أميركية لتفادي هذه المخاطرة.
فيما سيطرت على المشهد الداخليّ حالة من الاسترخاء السياسيّ خلال عطلة عيد الميلاد، كانت الجبهة الجنوبيّة تزيد سخونة في ظل ارتفاع منسوب تبادل القصف بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي توسّعت أمس الأول وأمس الى مناطق لتصلها قذائف الاحتلال للمرة الأولى، منها جبشيت القريبة من مدينة النبطية. في المقابل وسّع حزب الله استهدافاته لمواقع الاحتلال في عمق شمال فلسطين المحتلة، ما يفتح الباب على تدحرج الوضع الى حرب أوسع تتجاوز الخطوط الحمر الذي يلتزم بها الطرفان منذ بداية الحرب.
وحذّر خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية من أن قواعد الاشتباك الحاكمة على الحدود قد لا تصمد إلى وقت طويل في ظل ضراوة القصف على طول الجبهة الجنوبيّة وحجم التأثير الذي تشكّله عمليات قوات حزب الله على جيش الاحتلال وعلى سكان شمال فلسطين وعلى حكومة الحرب والمستوى السياسيّ الإسرائيليّ، ويُضيف الخبراء لـ«البناء”: صحيح أن حزب الله وجيش الاحتلال يدرسان الضربات على ميزان من ذهب لعدم الانزلاق إلى الحرب الشاملة ولوجود ضابط إيقاع أميركيّ لا يريد التصعيد أكثر، لكن لا يمكن ضبط الوضع كلياً وأي خطوة غير محسوبة قد تأخذ الأمور إلى حرب شاملة.
ويشدّد الخبراء على أن الاحتلال الاسرائيلي ضاق ذرعاً من ضربات المقاومة في الجنوب ومن المعادلات القاسية التي فرضتها ولا يمكن لجيش الاحتلال تغييرها وحتى لو شنّ عدواناً عسكرياً كبيراً في جنوب الليطاني لإبعاد حزب الله. وأوضح الخبراء أن أي عدوان إسرائيلي لن يستطيع إبعاد الحزب الذي بات أكثر قوة من ٢٠٠٦ بأضعاف فيما جيش الاحتلال يغرق في مستنقع الحرب في غزة وتواجهه هزيمة كبيرة.
وواصلت المقاومة عمليّاتها ضد مواقع الاحتلال فأعلنت في سلسلة بيانات متلاحقة استهداف عدد كبير من المواقع.
واعلن حزب الله استهداف “انتشار ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع راميا بالأسلحة المناسبة، وتم تحقيق إصابات مباشرة”.‏ كما اعلن “اننا استهدفنا ‏غرفة رصد قرب ثكنة الشوميرا بالأسلحة المناسبة وحققنا إصابات مباشرة وأوقعنا أفرادها ‏بين قتيل وجريح”.
واستهدف “‏تجمعاً لجنود العدو قرب ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة وأوقعهم بين قتيل وجريح”. وأعلن استهداف “قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة”. واستهدف أيضاً “تجمّعاً لجنود العدو الإسرائيلي في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، وأوقع أفراده بين قتيل وجريح».
في المقابل صعّد جيش الاحتلال عدوانه على الجنوب فشنّ غارتين متتاليتين على منطقة مفتوحة بين بلدتي جبشيت وشوكين. واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري مرتفع بلاط، كما تعرّضت أطراف بلدة بيت ليف لقصف مدفعي. واستهدف قصف بالقذائف الفوسفوريّة جبل بلاط – مروحين، حيث غطّى الدخان الأبيض المنطقة. وسُجّل قصف مدفعيّ لأطراف بلدتي بليدا وميس الجبل لجهة وادي السلوقي. وأصيب مدنيّان بعد استهداف مسيّرة إسرائيليّة سيارتهما في بلدة تولين جنوباً. وأفادت غرفة عمليات جمعية كشافة الرسالة الإسلاميّة (الدفاع المدني) أن فريق الإنقاذ في بلدة تولين نقل إصابتين بجروح بسيارات الإسعاف من جراء القصف الذي تعرّضت له البلدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “تمّ إطلاق صاروخ دفاع جوي للمرة الثانية من لبنان تجاه طائرة تتبع لسلاح الجو “الإسرائيلي”. وأشار إعلام إسرائيلي الى “إصابة “إسرائيلي” بصاروخ موجّه أُطلق من لبنان تجاه مستوطنة أدميت بالجليل الغربي”، وأيضاً “سقوط إصابات بعد إطلاق حزب الله لصاروخ مضاد للدروع تجاه مستوطنة إفن مناحم بالجليل الغربي”.
واعلن الإسعاف الإسرائيلي عن 4 إصابات إحداها خطيرة إثر سقوط صاروخ مضاد للدروع قرب إقرث عند الحدود مع لبنان.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن 9 جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح ما بين خطيرة ومتوسطة بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان على شمالي البلاد.
وادّعى المتحدث باسم حكومة الاحتلال ايلون ليفي أنه “يجب إبعاد حزب الله عن الحدود وفق القرار الدولي رقم 1701 ونقول له تراجع”، مشيراً إلى أن “إسرائيل لا تريد حرباً على جبهتين، لكننا سنفعل كل ما يلزم لضمان أمننا”.
وإذ نفت مصادر “البناء” كل ما يثار في بعض وسائل الإعلام عن انسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني الى شماله، أكدت بأن الحزب لن يتراجع ولن يغير مكانه ولن يبدل مواقفه وسيبقى في الميدان على طول الجبهة لإسناد غزة مهما أجرمت آلة التدمير العدوانيّة. ووضعت المصادر هذه الأضاليل الإعلامية في اطار محاولة حكومة الاحتلال دعم الجبهة الداخلية المنهارة ورفع معنويات جيش الاحتلال وتحقيق انتصار وهميّ ولتطمين سكان الشمال، وكذلك التعويض عن الهزيمة العسكرية في الميدان بالانجازات الدبلوماسيّة الوهميّة.
وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أننا “أعددنا لكل مرحلة خطتها، ولكل مواجهة أسلحتها. وهذا، ما يعرفه العدو جيداً من خلال الميدان، ولذلك فإن المقاومة الإسلامية تثبت اليوم معادلات جديدة تتعلق بحماية شعبها”.
وشدّد فضل الله، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لأحد عناصره في محلة الحوش، أن “على العدو أن يدرك أن المنزل بالمنزل وأن الحقل بالحقل وأن استهداف المدنيين سيردّ عليه بشكل سريع وحاسم، وأنه إذا كان يمتلك قوة تدمير وسلاح جو، فإننا نملك الإرادة والعزيمة والقرار الذي ننفذه في كل يوم، وعلى العدو أيضاً أن يعرف أن كل نوع من أنواع المواجهة سيقابل بمعادلة في الميدان، وهذا يتمّ تثبيته في كل يوم”.
وأضاف “المقاومة عندما دخلت هذه المواجهة فضلاً عن أنها كانت تنتصر للشعب الفلسطيني المظلوم، لكنها أحبطت مخططاً إسرائيلياً كان يُعدّ للبنان، ويريد العدو أن يباغتنا وأن يفاجأنا فيه متوهماً أننا لسنا في حالة جهوزية أو استعداد، ولكن من الأيام الأولى عندما بدأت المقاومة عملياتها ضد العدو، وبدأت مواجهة اعتداءاته، كانت تقول له إنها جاهزة ومستعدّة وحاضرة في الميدان، ولا يمكن أن يفاجأها هذا العدو بعدوان، ويظنّ أننا نائمون، ويأتي إلى بيوتنا ومراكزنا ومواقعنا، ويُغير علينا ويستهدفنا”.
سياسياً، كانت لافتة زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، في زيارة تهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
اما التيار الوطني الحر فيعدّ العدّة للطعن بقانون التمديد الذي أقرّ في مجلس النواب. في السياق، أعلن عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار أبي خليل أن “الطعن بقانون التمديد قيد التحضير وأصبح منجزاً وما حصل في مجلس النواب هو تشريع محاباة”.
وأضاف في حديث تلفزيونيّ “الأطراف السياسية تأتمر بأوامر الخارج من أصغر سفير ومن أصغر موظف وهي باعتنا التغيير والإصلاح وعند أول مفترق طرق خرقت الدستور والقانون”. وتابع أبي خليل: “مجلس الوزراء لا يتمتع بثقة مجلس النواب وهو ساقط شرعيّاً ولا يحق له حتى أن يجتمع”.
وفيما وضع ملف التعيينات العسكرية في مجلس الوزراء، على نار حامية بدفع من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و«المختارة”، علمت البناء أن الاتصالات والمشاورات استمرّت حتى خلال عطلة العيد بين الأطراف المعنية لتذليل العقد السياسية والقانونية لإنجاز ملف التعيينات العسكرية. كما علمت أن ميقاتي أبلغ القوى المعنية استعداده لعقد جلسة للحكومة وطرح ملف التعيينات فور التوافق السياسيّ على هذه التعيينات. ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء” إلى أن الملفّ بعد لقاء المردة والاشتراكي أصبح سالكاً لبتّه في مجلس الوزراء مطلع العام الجديد.
وزار رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط أمس، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في بنشعي، على رأس وفد يضمّ عضوَيْ كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب والنائب وائل أبو فاعور، أمين السر العام ظافر ناصر، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب وجوي الضاهر.
وبعد اللقاء، قال النائب أكرم شهيب: “إذا كان هناك بعض التباين في المواقف بيننا وبين تيار “المردة”، فهذا لا يلغي الودّ والاحترام والتقدير والتواصل في ما بيننا تأكيداً على العلاقة التاريخية والوطنية التي تربط المختارة بهذه الدار”.
بدوره، قال النائب طوني فرنجية: نرحّب برئيس “الحزب التقدمي الاشتراكيّ” تيمور جنبلاط وبالوفد المرافق، مؤكدين أن الدار هي دارهم على الرغم من بعض التباينات في وجهات النظر بين “المردة” و«الاشتراكي”، التي لا تمنع التواصل الدائم في ما بيننا، وذلك انطلاقاً من إيماننا بالحوار وبلغة التواصل”.
وأضاف: “أكثر ما نلتقي اليوم عليه مع “الحزب التقدمي الاشتراكي” هو أن لا خروج للبنان من نفقه الأسود من دون التواصل والحوار بين مختلف الأفرقاء، ونأمل أن نشهد بعد انتهاء فترة الأعياد نشاطاً على هذا الصعيد”. وأشار إلى أن تيار “المرده” يؤكد حرصه الدائم على مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية رغم علامات الاستفهام التي يطرحها حول مبدأ التعيينات في ظل غياب رئيس الجمهورية”.
واستنكر فرنجية كيف أننا “في كل مرة نقوم بالبحث عن الحلول المجتزأة في حين أن الحل الفعلي هو بالتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى المؤسسات اللبنانية”. وقال: “في ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش العماد عون، رأينا أن البديل عنه هو الذهاب بالبلاد إلى المجهول، وهذا ما دفعنا الى الموافقة على هذا التمديد. واليوم، نلمس أن هناك حرصاً كبيراً من قبل المؤسسة العسكرية ومن قبل الحزب التقدمي الاشتراكي على المجلس العسكري، وذلك حفاظاً على انتظام العمل في صفوف الجيش”. أضاف: “انطلاقاً من هنا، نؤكد أننا مستمرون بالحوار مع كل المعنيين لإيجاد الحل الملائم لهذا الموضوع منعاً لأي تأثير سلبي على حسن سير العمل في المؤسسة العسكرية”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram