قال لواء إسرائيلي سابق، إن المتحدث باسم جيش بلاده دانيال هاغاري، والمعلقين العسكريين يقدمون “عرضا كاذبا” فيما يتعلق بالإنجازات بقطاع غزة، مؤكدا أن تدمير أنفاق “حماس” سيستغرق سنوات عديدة.
جاء ذلك في مقال نشرته الثلاثاء، صحيفة “هآرتس” العبرية بعنوان: “يفتقر الجيش ومعلقوه إلى بعض التواضع”، للواء السابق بالجيش يتسحاق بريك، الذي خدم قائد لواء في سلاح المدرعات، وشارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 كقائد سرية احتياط.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 27 أكتوبر الماضي، عملية توغل بري بشمال القطاع، اتسعت لتشمل مناطق الوسط والجنوب، يواجه خلالها مقاومة شرسة من قبل حركة “حماس” وفصائل المقاومة الأخرى.
وقال بريك: “من المعلومات التي أتلقاها من القادة والجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ البداية، تظهر الاستنتاجات التالية: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والمعلقون العسكريون في القنوات التلفزيونية يقدمون عرضا كاذبا فيما يتعلق بآلاف القتلى والجرحى من حماس، والحرب وجهاً لوجه بين قواتنا وبينهم”.
وأكد أن “أعداد القتلى من حماس جراء نيران قواتنا على الأرض أقل بكثير، والحرب في معظمها لا تجري وجهاً لوجه، ومعظم القتلى والجرحى من قواتنا أصيبوا بالمتفجرات ومضادات الدبابات من قبل حماس”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنه وفقا لتقديرات الجيش فإن ما بين 7 و9 آلاف مسلح فلسطيني قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، بينما أصيب نحو 20 ألفا آخرين.
وأشار بريك إلى أن مقاتلي “حماس” يخرجون من الأنفاق و”يزرعون المتفجرات، ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات على الآليات، ويختفون مرة أخرى في الأنفاق”.
وشدد على أنه “لا يوجد حاليا حل سريع لقتال الجيش الإسرائيلي ضد حماس، التي تختبئ في الغالب في الأنفاق”.
وأكد أنه “من الواضح أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والقيادة الأمنية، يسعون جاهدين إلى تصوير الحرب على أنها نصر عظيم قبل أن تتضح الصورة”.
وعن المقاطع المصورة التي يواصل الجيش الإسرائيلي بثها لتوثيق ما يعتبرها “إنجازات” في غزة، قال بريك: “إن خلق صور النصر حتى قبل أن نقترب من الهدف الذي طال انتظاره، يمكن أن يكون ضارا للغاية إذا لم تتحقق أهداف الحرب بالكامل: تدمير قدرات حماس وإطلاق سراح الرهائن، سيكون من الأفضل أن نكون أكثر تواضعا”.
وأردف: “هذا يذكرني بما قاله لنا نفس المراسلين والمعلقين في القنوات التلفزيونية الكبرى، وبجانبهم جنرالات متقاعدون، قبل الضربة التي تلقيناها في غلاف غزة (في 7 أكتوبر الماضي)، إن الجيش الإسرائيلي هو أقوى جيش في الشرق الأوسط وإن أعداءنا مرتدعون”.
بريك أكد أن “تدمير أنفاق حماس سيستغرق سنوات عديدة، وسيكلف شعب إسرائيل خسائر كثيرة”.
وأضاف: “حتى الجيش يعترف اليوم بأن هناك مئات الكيلومترات من الأنفاق المتفرعة والعميقة، بعضها مبني على شكل طوابق، مع العديد من مراكز القتال”.
وزاد: “لم يجلس خبراؤنا للبحث والتخطيط وإنشاء التدابير المناسبة للقتال تحت الأرض، ولهذا نحاول اليوم أن نرتجل الحلول، لكن لا سبيل لتقديم حل فعال”.
وتابع: “أخبرني العديد من القادة العسكريين الذين يقاتلون في قطاع غزة أنه سيكون من الصعب للغاية، منع حماس من إعادة بناء قوتها حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها”.
وارتفعت الثلاثاء، حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 492، وفق بياناته الرسمية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة، حتى الثلاثاء، 20 ألفا و915 قتيلا و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
نسخ الرابط :