افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 23 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 23 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

العدو يمهّد لإعادة الانتشار
المقاومة غير مستعجلة: لا تنازل عن وقف النار

 

تستمرّ المفاوضات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، بوساطة قطرية ومصرية، في ظلّ وقائع ميدانية بات تطوّرها بطيئاً وثقيلاً، إذ تسير العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة بوتيرة أعلى مما يحصل في جنوبه، لكنها، على أي حال، لا تحقّق النتائج المرجوّة، بعدما بات واضحاً أن العدو يحاول انتزاع مكاسب ميدانية بأي طريقة، وفي أسرع وقت. وفي سبيل ذلك، نفّذت قوات الاحتلال هجمات جديدة في مدينة غزة من عدة محاور، أهمها الدرج والتفاح والرمال، حيث تصدّى لها المقاومون ودمّروا عدداً من الآليات والتحموا مع الجنود. كذلك، استمرّت الاشتباكات في منطقة جباليا البلد، والتي يكافح العدو لإتمام سيطرته عليها، بعدما أعلنها، إعلامياً فقط، ساقطة قبل يومين. أما في خانيونس جنوباً، فدفع بطء التقدم الإسرائيلي وشراسة التصدّي الفلسطيني، جيش الاحتلال، إلى الزجّ بالمزيد من قواته في محاور الهجوم حول المدينة، التي لم ينجح في إحكام الطوق حولها بعد.وإذ يتوقّع أن يزخّم العدو عمليّاته في جنوب القطاع ووسطه، خلال الأيام المقبلة، بحثاً عن المزيد من المكاسب الميدانية، فمن الواضح، أيضاً، أن إستراتيجيته الحالية مبنيّة على أن المرحلة ذات الزخم العالي شارفت على الانتهاء، وبالتالي يجب التحضير ميدانياً لما بات يُعرف بـ«المرحلة الثالثة»، التي تشتمل - بحسب «القناة 11» الإسرائيلية - على «تقليص عدد القوات وتشكيل منطقة عازلة والاستمرار في هجمات مركّزة». وفي سبيل ذلك، يهاجم جيش الاحتلال حالياً في محاور وسط القطاع، لتأمين المنطقة العازلة المطلوبة، والتي يتفاوت عمقها بين ناحية وأخرى، إلا أنه في حدّه الأدنى يبلغ نحو 1 كم، وحدّه الأقصى نحو 3 كم.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن «الجيش الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضمّ الانتشار (المطلوب) للمرحلة الثالثة على عكس ما يعلنه صُناع القرار»، وإن «مراكز القيادة المختلفة (في الجيش)، تستعدّ بالفعل لتغيير كبير في الشهر المقبل». وتضيف الصحيفة أن «التغييرات مرتبطة بإعادة انتشار مئات الآلاف من جنود الاحتياط بسبب العبء على الاقتصاد والجنود وعائلاتهم»، علماً أن «الجيش يخطّط لتسريح عدد من هؤلاء». وبالنسبة إلى الجدول الزمني، تقرّ «هآرتس» بأنه «مَرِن، وذلك لاعتبارات بنيامين نتنياهو السياسية»، مشيرة إلى أن «الوضع على الأرض لا يتقدّم بالوتيرة التي نسمعها في الخطاب السياسي». كما أكّدت «القناة 13» أن «الجيش يستعدّ لتسريح الآلاف من جنود الاحتياط قريباً»، فيما نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصدر مطّلع قوله إن «الوسطاء يدركون أن الوقت ينفدُ أمام وقف إطلاق النار، وحماس تستعدّ لحرب طويلة». وأشار المصدر الى أن «يحيى السنوار ليس منفصلاً عن الواقع، وإسرائيل تفسّر الواقع بشكل غير صحيح»، مضيفاً أن «السنوار لديه إستراتيجية منظّمة في حال استمرار الحرب».

 

وبحسب المعطيات الميدانية، فإن «العمليات لا تزال جارية حتى في المناطق التي دخلها الجيش، وهناك مقاومة مرنة تقوم على مبدأ السماح بالدخول، ومن ثم نصب الكمائن لتحقيق أكبر قتل وضرر». وتنفي المصادر الميدانية وجود «اعتقالات كبيرة في صفوف كوادر المقاومة، أو حتى على مستوى العناصر. وقد يكون العدو وصل إلى وثائق نتيجة وصوله إلى مناطق مُخلاة، لكن في الحقيقة هي شيء هامشي». أما في ما يتعلّق بالأنفاق، فتوضح أن «نفق إيرز، هو نفق استخدمته المقاومة يوم السابع من أكتوبر، وهو نفق هجومي عبرت منه الجيبات والدرّاجات النارية لتصل إلى منطقة السياج الفاصل، وتمّ استخدامه عدة مرات لاستبدال القوات التي عبرت إلى الغلاف». ويمثّل النفق «نسخة من الأنفاق التي تُستخدم للمركبات والدعم وقد استنفد مهمته بالكامل، وما كان مفاجئاً للعدو، هو قطره وعمقه، إذ إنه بعمق 50 متراً، وهو ما يعني أن القصف والأحزمة النارية لا تصله ولا تؤثّر فيه». أمّا بخصوص النفق الذي أُعلن عنه على أنه «نفق قيادة» في منطقة مسجد فلسطين، فتبيّن المصادر أنه «نفق قديم عمره من عام 2010، وكان يُستخدم للإخلاء الأوّلي لقيادة الحركة من المكاتب المعروفة»، وهو «ليس نفقاً حربياً، كما أنه فارغ من أي عتاد أو مقاتلين، ويتبع لجهاز الأمن وليس للجناح العسكري». والمفاجأة للإسرائيلي، بحسب المصادر، هي أن «حماس طوّرت أنفاقاً لا يمكن أن تصلها الصواريخ الأميركية الخارقة للتحصينات».

 

على صعيد المفاوضات، لا يزال الاتفاق المنشود بين العدوّ وحركة «حماس» أمام مفاوضات صعبة. وبينما يطلب الاحتلال «هدنة مؤقّتة جديدة»، ولو كانت أطول من السابق، فإن «المقاومة تريد إنهاء العدوان بصورة تامة». وهي تتمسّك بمجموعة من الثوابت:

أوّلاً، الوقف الفوري للعدوان، والانسحاب الفوري لقوات العدو من كامل أراضي القطاع.
ثانياً: فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى كل المناطق.
ثالثاً: إطلاق مفاوضات غير مباشرة حول الأسرى، بما يؤدّي إلى إطلاق المقاومة سراح كل أسرى العدو لديها، مقابل إفراج العدو عن جميع الأسرى الفلسطينيين وفق مبدأ «الكل مقابل الكل».
رابعاً: بدء اتصالات فلسطينية – فلسطينية برعاية عربية، هدفها تشكيل «حكومة وحدة وطنية فلسطينية»، تتمثّل فيها فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، وفصائل المقاومة، ضمن برنامج إعادة ترتيب «البيت الفلسطيني».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن قيادة غزة السياسية والعسكرية في حركة «حماس»، أرسلت موقفها الواضح إلى «قيادة الخارج»، والذي «نصّ على أن قدراتها في الميدان متماسكة، وهي قادرة على الصمود لفترات طويلة، ولا تزال تكبّد العدو خسائر فادحة يومياً، وهي ليست مستعجلة». وبالتالي، تؤكّد مصادر «الأخبار» أنه «لا يوجد أي خلافات في قيادة حماس، بل هنالك إجماع على عدم التنازل عن وقف إطلاق النار»، مضيفة أن «كل الكلام عن تباينات بين قيادتَي الداخل والخارج، ليس له أساس»، وأن أي تباين في الآراء، جرى علاجه «بعدما تمّ تطمين قيادة الخارج إلى الأوضاع الميدانية في غزة».
وفي سياق متصل، نقلت قناة «كان 11» الإسرائيلية، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين مطّلعين، تأكيدهم أن «إسرائيل تدرس تقديم عروض جديدة من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى». وأوضحت القناة أن «العروض الإسرائيلية التي تجري دارستها تهدف إلى محاولة إقناع حماس بالتراجع عن مطالبها، وعلى رأسها عدم إجراء أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار»، مضيفةً أن تل أبيب تدرس، بموجب ذلك، «إمكانية زيادة عدد أيام الهدنة بما يتجاوز الأسبوعين، مقابل إطلاق عشرات الأسرى».

***********************

افتتاحية صحيفة النهار

مواجهات الجنوب إلى تصعيد في انتظار الهدنة

فيما لم يبق مع بداية عطلة الأعياد في صدارة المشهد السياسي الداخلي سوى عنوان “الصلحة” تارة او “القطيعة المستعادة” طورا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي و#وزير الدفاع موريس سليم، شكل التصعيد المتواصل على الحدود اللبنانية الجنوبية مع #إسرائيل الحدث الثابت في مسار الواقع اللبناني في الأيام الأخيرة والأسبوع الأخير من السنة الحالية. وعلى رغم معالم الاطمئنان النسبي التي عكستها حركة شبه طبيعية للوافدين اللبنانيين من بلدان الانتشار الى لبنان عشية الأعياد، ظلت أنظار الأوساط المحلية المعنية، كما الأوساط الديبلوماسية مشدودة الى مصير المساعي المحمومة المتعددة الجانب الجارية للتوصل الى هدنة إنسانية، طويلة نسبيا هذه المرة، في غزة تعول عليها هذه الأوساط مجتمعة أهمية كبيرة لتبريد الجبهة الجنوبية وتخفيف الاخطار المتزايدة لاتساع المواجهات على النحو الذي اقلق الجميع في الأيام الأخيرة .

 

وما بدا لافتا في هذا السياق تمثل في تحديد الرئيس ميقاتي عقب زيارته امس لبكركي ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي موقفا من الوضع القائم في الجنوب يتجاوز مسألة توقف المواجهات الميدانية الى النزاع الحدودي كلا بين لبنان وإسرائيل. وهو الامر الذي اثار تساؤلات عما اذا كان ثمة تفاهم ضمني بين رئيس الحكومة و”الحزب” حيال تحديد هذا الموقف. فقد قال ميقاتي “تحدثنا خلال اللقاء ( مع البطريرك الراعي) أيضا عن الوضع في الجنوب وشرحت لغبطته ما يحصل وأكدت ان الحل موجود وهو في تنفيذ القرارات الدولية، من اتفاقية الهدنة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، والقرار 1701، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط ان يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدولية، من الاراضي المحتلة”.

 

ووسط هذه الأجواء تواصل التصعيد في ألمواجهات الميدانية اذ تجدد القصف الإسرائيلي للكثير من البلدات الحدودية في الجنوب وشنت طائرات اسرائيلية غارات على جل العلم في خراج #الناقورة ومنطقة اللبونة. كما استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف عيتا الشعب وراميا والقوزح وبيت ليف وجبل بلاط قرب مروحين، بالاضافة إلى أطراف طيرحرفا ومنطقة حامول في القطاع الغربي. وادى القصف الاسرائيلي لمنطقة رأس الناقورة الى تطاير الحجارة على موقع الجيش اللبناني في المنطقة كما اطلقت صفارات الانذار في مقر” #اليونيفيل” العام في الناقورة.

 

من جهته، أعلن “الحزب” عن سلسلة عمليات اذ استهدف تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة شوميرا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) كما استهدف ثكنة شوميرا وقوة مشاة إسرائيلية في محيط موقع المطلة وتجمّعاً للضباط والجنود ‏الإسرائيليين في إيفن مناحم كما اعلن استهداف مركز تحكم وسيطرة عند النقطة 430 مقابل بلدة كفركلا وكذلك تجمعا للجنود الإسرائيليين والياتهم في محيط المنارة.

 

في المقابل، أفيد من الجانب الاسرائيلي بأن راجمات صواريخ اتجهت من لبنان إلى الجليل الغربيّ، كما أفيد عن سقوط صاروخ قرب نهاريا في الشمال دون دوي صفارات الإنذار.وافيد عن إطلاق ٦ صواريخ من #جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى. واعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح بليغة في انفجار صاروخ أطلقه “الحزب” على موقع في الجليل الأعلى .

 

سجال ميقاتي وسليم

 

اما في المشهد الداخلي وفيما ينتظر ان تسود مرحلة من الجمود السياسي حتى مطلع السنة الجديدة، اهتزت “مصالحة” الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم على خلفية تصريح لسليم نفى فيه ما وزعته السرايا عن زيارته ووزير الثقافة محمد مرتضى اول من امس لميقاتي واعتبر الاتفاق بينهما منتهيا. وعلق رئيس الحكومة على ذلك مستغربا “استغرابا كاملا ما ورد على لسان الوزير، فالاجتماع الذي بدأ متوترا انتهى وديا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك، ولكن يبدو ان الوزير أوعز له بتغيير ارائه بعد الاجتماع وانا اعرف من أوعز له، لان ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الذي ادلى به ليلا”.

 

وسعى الوزير المرتضى الى إعادة احياء المصالحة فاصدر بيانا اثر لقاء له مع ميقاتي اعتبر فيه “أن رئيس الحكومة حامل الجمر بيمناه وأمل الإنقاذ بيسراه، ووزير الدفاع المشهود له بالمناقبية والإخلاص وكان لقاؤهما بالأمس في الدرجة العليا من التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية وعلى المؤسسة العسكرية وانتظام عملها” وقال ان “الأجواء الإيجابية بل الأكثر من ممتازة التي سادت لقاء الأمس تجعل من كلام اليوم الإعلامي مجرد سحابة من سحائب هذه الأيام الماطرة، سرعان ما يجلوها الصحو. وكل كلام آخر لا يعدو أن يكون محاولة للصيد في الماء العكر من غير الراغبين بأن تسود البلاد أجواء وئام وتعاون”.

 

في سياق متصل كشف وزير الاعلام زياد مكاري أنّ الأمور أصبحت شبه مسهّلة بشأن تعيين رئيس للاركان، متوقعاً ملء شغور المركز بعد عطلة الأعياد. وأكّد مكاري أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيزور رئيس تيار المرده سليمان فرنجية مطلع الأسبوع المقبل، لتسهيل هذا التعيين من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. وفي هذا السياق أفادت معلومات إعلامية ان تعثر مصالحة ميقاتي – سليم لن يؤثر على مسار تعيينات المجلس العسكري في مجلس الوزراء مطلع العام وسط إرادة سياسية بحضور أو عدم حضور وزير الدفاع، وأشارت الى ان تعيينات المجلس العسكري سبق ان حسمت على الشكل الاتي: العميد حسان عودة لرئاسة الاركان والعميد رياض علام لإدارة المديرية العامة. ولفتت المعلومات إلى انه في حال حضور وزير الدفاع جلسة مجلس الوزراء سيطرح العميد منصور نبهان للمفتشية العامة وفي حال لم يطرح الاسم فسيكونُ العميد فادي مخول الأوفر حظاً لتولي المنصب.

 

***********************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ميقاتي يطرح مسار الـ1701 وإسرائيل تنشر لواء غولاني قريباً

أعياد لبنان: جنوب مشتعل ودولة معلّقة

 

تلاشت الآمال في أن تنعم الحدود الجنوبية بهدنة ارتباطاً بهدنة مماثلة في حرب غزة. ما يعني أنّ فترة الأعياد ستراوح في ظل استمرار التدهور جنوباً وعجز الدولة عن فرض مشيئتها تاركة ورقة السلم والحرب في يد «الحزب».

 

ويأتي انسداد أفق الهدنة جنوباً بعدما خلا قرار مجلس الأمن أمس من أي ترتيبات لوقف النار في القطاع الفلسطيني، والذي سيطبّق تلقائياً في جنوب لبنان. كما أنّ آخر الأنباء من إسرائيل أفاد بأنّ الدولة العبرية تعتزم نشر لواء غولاني على حدودها الشمالية بعدما سحب من غزة. ورأى المراقبون في هذا السياق، أنّ هناك سباقاً مع الوقت في الأسابيع القليلة المقبلة من أجل التوصل الى تطبيق القرار 1701 أو توسيع رقعة الصراع.

 

وعلمت «نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسية، أنّ البحث في تطبيق هذا القرار، صار مرهوناً بحرب غزة وسير المعارك فيها. وقال إنّ البحث الجدي في شأنه، ينتظر جلاء الصورة في غزة، التي على ما يبدو لن تشهد وقفاً قريباً لإطلاق النار لوجود رغبة اميركية بهدنة انسانية قصيرة، وليس وقفاً لاطلاق النار. ولذا فشلت المساعي في إقرار وقف لإطلاق النار بالصيغة التي أعدّتها مصر وتقدمت بها دولة الإمارات.

 

واستبعدت المصادر زيارة قريبة للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين للبنان. وهذه الزيارة إن حصلت ستكون مؤشراً الى تحرّك ملف الترسيم البري للحدود بين لبنان وإسرائيل. وقالت: «إنّ هوكشتاين الطرف الوحيد الذي تكلم جدياً على تطبيق القرار 1701، وهو مكلّف رسمياً من الرئيس بايدن بالسعي لتطبيقه. وفي المقابل، سلّم لبنان هوكشتاين مطلبه بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها في لبنان».

 

وقال مصدر ديبلوماسي طلب عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس» إنّ المقترحات لتجنّب صراع شامل آخر تشمل تسوية الحدود البرية المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان وتشجيع «الحزب» على سحب مقاتليه من قرب الحدود.

 

وفي هذا السياق، برز تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إنّ لبنان على استعداد لالتزام تنفيذ القرار 1701 «شرط أن يلتزم الجانب الإسرائيلي وينسحب، حسب القوانين والقرارات الدولية، من الأراضي المحتلة».

 

ومن المستوى الديبلوماسي الى المستوى الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل أحد جنوده وإصابة آخر بجروح خطيرة نتيجة القصف من لبنان. وفي المقابل، تبنّى «الحزب» عدداً من الهجمات على مواقع الجيش الإسرائيلي، وأعلن أنّ اثنين من عناصره قتلا في قصف إسرائيلي على لبنان.

 

وفي سياق متصل، أفادت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي أنّ لواء غولاني الذي سحب من غزة سينتشر قريباً على الحدود مع لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ انسحاب لواء غولاني من غزة «استراحة محارب». وأعلن أنّ هذا اللواء سيتولى في «الأيام المقبلة مهمات جديدة في مناطق جديدة، ومسؤوليات جديدة» .

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

احتمالات اشتعال حرب بين إسرائيل ولبنان تزداد

مع التصعيد الذي تشهده الحدود

 

على الرغم من قيام «الحزب» بسحب قوات النخبة «الرضوان» إلى ما يزيد عن 5 – 6 كيلومترات من الحدود مع لبنان، عاد التوتر إلى طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وارتفعت حدة التهديد بالمزيد من التصعيد، في أعقاب ازدياد القصف الصاروخي ووصوله إلى عشرات الكيلومترات في عمق البلدين. وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش أعد الخطط لاجتياح الأراضي اللبنانية، ومن غير المستبعد أن يعلن عن حرب. ومع ذلك فقد أشارت مصادر سياسية في تل أبيب إلى أن فرنسا والولايات المتحدة تواصلان مساعيهما للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع الحكومة اللبنانية.

 

وجاءت التخوفات من اشتعال الحرب على أثر تصعيد ملحوظ في القصف الصاروخي في يومي الخميس والجمعة. فقد استهدف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بقصف مدفعي، أطراف بلدة عيتا الشعب، وسط تحليق للطائرات الاستطلاعية فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق، وصولاً إلى منطقة صور. ونعى «الحزب»، يوم الجمعة، مقاتلين له في بيانين مقتضبين منفصلين، وقال إنهما «ارتقيا شهيدين على طريق القدس».

 

وأطلق الجيش الإسرائيلي، خلال ليلة الخميس – الجمعة، القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب، بالإضافة إلى القنابل المضيئة. وسُجِّل ازدياد لحركة نزوح المواطنين اللبنانيين، خصوصاً بعد استهداف الجيش الإسرائيلي المنازل واستشهاد مدنيين، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية. وانطلقت صافرات إنذار في مناطق في الجليل الأعلى تحذر من استهداف بصواريخ من جنوب لبنان لبلدات حدودية إسرائيلية، بينها «إيفن مناحيم»، و«شتولا»، و«زرعيت»، و«ناتوعا».

 

وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت أن «الحزب» أعاد قسماً من قوات وحدة «الرضوان» 5 إلى 8 كيلومترات من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عبر موقعها الإلكترونيّ «واينت»، أن «هناك تحرّكاً لـ(الرضوان) نحو الشمال لكنه ليس كافياً، وإن فرص نجاح الجهد العسكري والسياسي لانسحاب (الحزب) من الحدود تتقدم». وقالت القناة الإسرائيلية 12 إن «نصف قوة (الرضوان) على الحدود تركت مكانها بالفعل بسبب النشاط العسكري (الإسرائيلي)، لكن النصف الآخر لا يزال هناك، ولا يزال هناك الكثير من العمل في الوقت ذاته».

 

وأضافت التقارير الإسرائيلية أن «الحزب» يدير حرب أعصاب مع إسرائيل، ومع انسحاب قواته إلى الشمال، الذي بعث الهدوء في نفوس سكان بلدات الشمال بقرب عودتهم إلى بيوتهم، واصل الحزب تعميق عمليات القصف الصاروخي لتصل إلى العمق الإسرائيلي حتى 30 كيلومتراً، مما أعاد التوتر في صفوفهم. وقالت إن الجيش الإسرائيلي يرفض هذا التلاعب من «الحزب». ويصر على الرد بقسوة على القصف في العمق اللبناني. وأشارت إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف البنى التحتية، وتمكن من تدمير عدد كبير من مواقع الحزب على الحدود، وكذلك في مناطق أعمق في الجنوب اللبناني. وهددت أن استمرار القصف سيؤدي إلى نشوب حرب. وبأن ما حصل في غزة هو نموذج لما سيحصل في لبنان.

 

وحسب مصادر سياسية، فإن اليمين الإسرائيلي المتطرف لا يزال يطالب بانتهاز فرصة تجنيد قوات الاحتياط لتوسع الجبهة مع «الحزب». لكن الإدارة الأميركية تلجم هذه النيات، وتصر على منع فتح جبهة حرب أخرى مع لبنان، لاقتناعها بأن مثل هذه الجبهة ستشعل حرباً إقليمية تهدد بحرب عالمية. وتؤكد أن الوسيط الذي أرسله الرئيس جو بايدن، عاموس هوكستاين، لا يزال يبذل جهوداً حثيثة للتوصل إلى هدنة. وتقول هذه المصادر إن هوكستاين يرى أن انسحاب «قوات الرضوان» هو بادرة إيجابية تدل على أن هناك مكاناً للتفاؤل بالتقدم نحو اتفاق سياسي يتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حزام أمني يمنع التدهور إلى حرب.

 

إلا أن الإسرائيليين يخشون من أن يكون «الحزب» يسعى لاتفاق يخدر إسرائيل بضعة شهور، ثم يختار الوقت ليشن حرباً شبيهة بهجوم «حماس» وبحجم أكبر. وهم يؤكدون أن «الحزب» أقوى بكثير من «حماس»، ويمتلك خبرات قتالية وأسلحة نوعية تشكل تهديداً خطيراً على إسرائيل. ولذلك ينبغي توجيه ضربة استباقية له.

********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية : فرحة الميلاد تتحدّى عبث السياسة والأزمات .. والحرب تتصاعد جنوباً

 

عيد الميلاد يحل يوم الاثنين، وهو بلا أدنى شكّ، المحطّة المضيئة الوحيدة في عتمة الأزمة، التي يتحدّى فيها اللبنانيّون ما أُسقِطَ عليهم من أعباء وأثقال، وينتزعون فرحة العيد من سارقيها رغماً عنهم، ليؤكّدوا بذلك رفضهم لدوامة العبث السياسي الذي يمعنون فيه إشباعاً لشهواتهم وجوعهم الى المكاسب والمغانم والمصالح، وتنكّيلاً بحاضر اللبنانيين وتهديداً لمستقبلهم ومصير، بل لوجود بلد صار في أسوأ حال. رغم الحزن والقلق والخوف والوجع والجوع، يريد اللبنانيون أن يفرحوا بولادة المخلّص ويبتهجوا بعيده ويضيئوا الميلاد، ويبنوا المغارة. و»الجمهورية»، إذ تشاركهم هذه الفرحة، تتوجّه إلى اللبنانيين عموماً، والى المسيحيين بصورة خاصة، تشاركهم الأمل والرجاء في أن توقظ ولادة المخلّص هذه السنة، الإرادات المخلصة لإعادة استيلاد بلدنا الجريح من جديد، والدفع به إلى برّ الأمان، والتشارك في تحقيق ما يتوق اليه الشعب اللبناني المنكوب من اطمئنان ورخاء وازدهار.

السياسة الداخلية، دخلت عمليّاً في استراحة العيدين؛ الميلاد ورأس السّنة، لتعود بعد ذلك الى الانخراط مجدداً في «سباق الملفات».

 

اول تلك الملفات، هو الطعن المنتظر من «تكتل لبنان القوي» بقانون التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وقرار المجلس الدستوري لناحية إبطال هذا القانون او تأكيد السير فيه. ورجحت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» ان «يدخل هذا الملف الى حلبة صراع محتدم حوله في الاسابيع المقبلة، ذلك انّ «التيار الوطني الحر» يعتبر انّ القانون غير دستوري والطعن به الذي سيتمّ تقديمه خلال الساعات المقبلة، صلب ومتين، والمجلس الدستوري بناءً على ذلك سيكون امام حتمية إبطال هذا القانون. واما في المقابل، فلدى بعض القانونيين رأي آلآخر، يستبعد إبطال القانون، ربطاً بالظروف الاستثنائية التي املته».

 

وثاني هذه الملفات، هو ملف التعيينات العسكرية الذي رُحِّل الى السنة الجديدة، وسط اشارات حول حلحلة في تعيين رئيس الاركان وسائر الشواغر في المجلس العسكري. وبحسب مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّه «على الرغم مما يثار حوله من اجواء ايجابية، الاّ انّ هذه الايجابية ما زالت شكلية، ذلك انّ جوهر هذا الملف، ما زالت تعتريه تعقيدات لم تُحسم بعد، وقلوب الجهات الحكومية، وكذلك السياسية المعنية بهذا الملف، ورغم اللقاء الأخير الذي عُقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، ما زالت مليانة».

 

وثالث هذه الملفات، موازنة العام 2024، التي تؤكّد معلومات «الجمهورية»، أنّه بالرغم من أنّ هذه الموازنة لا تبشّر، ولا يُبنى عليها انفراج مالي او اقتصادي كونها مفتقرة لأي تقديمات جدّية للمواطنين وقاصرة عن مواكبة الأزمة وخالية من الإيرادات المطلوبة للخزينة، ثمّة توجّه للانتهاء من دراستها في لجنة المال والموازنة النيابية في وقت قريب، على أن يجري اقرارها في الهيئة العامة لمجلس النواب قبل نهاية كانون الثاني المقبل، وذلك لقطع الطريق على احتمال اصدار الموازنة بمرسوم».

 

انتكاسة فرنسية

 

ورابع هذه الملفات، هو الملف الرئاسي، الذي طُوِّق منذ الآن، باحتمال إعادة تحريكه سواء من الداخل، او من الخارج، بعد رأس السنة.

 

على أنّ ما لفت اليه مرجع سياسي مسؤول عبر «الجمهورية» هو «أنّ ما اشارت اليه وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا في زيارتها الاخيرة الى بيروت، حول توجّه فرنسي لحضور اكبر وتحرّك اكثر زخماً في الملف الرئاسي بداية السنة الجديدة، أُصيب بانتكاسة في الايام الاخيرة، ربما تكون قد فشّلته او فرملته قبل أن يبدأ، واثارت شكوكاً حول امكان نجاح ايّ مبادرة او وساطة فرنسية تمكّن باريس من لعب دور الوسيط النزيه من جديد في الملف الرئاسي».

 

فهذه الانتكاسة، يضيف المرجع عينه، «تجلّت في ما قاله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل يومين، في مقابلة صحافية مع قناة «فرانس 5»، ووصفه «الحزب» بـ«المنظمة الارهابية»، متبنياً النظرة الاسرائيلية الى الحزب، وقافزاً فوق المقاربة الفرنسية التي لطالما تردّدت على لسان اكثر من مسؤول فرنسي، وأكّدت على التمييز بين ما يُسّمى الجناح العسكري للحزب المدرج على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية، وبين جناحه السياسي الذي يمثّل شريحة واسعة من اللبنانيين، وقوة سياسية وازنة لا بدّ من التعامل معها. وقافزاً ايضاً فوق ما كان انفتاحاً فرنسياً دائماً على «الحزب» وتجلّى في لقاءات متتالية معه، سواء عبر السفارة الفرنسية في بيروت او عبر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وايضاً عبر ماكرون نفسه الذي سبق والتقى رئيس كتلة «الحزب» النيابية النائب محمد رعد. وهو، اي الرئيس الفرنسي، صاحب المقولة الشهيرة بأنّه ليس من شأن فرنسا ولا أية قوى خارجية بأن تقيّم حسن سلوك أية قوة سياسية ممثلة في لبنان، إنّها فقط مهمّة الشعب اللبناني».

 

المسعى القطري

 

هذا الموقف الفرنسي، يقول المرجع المسؤول، يُدخل ايّ حراك فرنسي جديد من الملف الرئاسي، تلقائياً إلى دائرة التشكيك في إمكان نجاحه، بل في مقبولية وساطته من اساسها، لأنّه ينطلق من خلفية العداء لطرف لبناني له حضوره ودوره وكلمته في الاستحقاق الرئاسي.

 

من هنا، يؤكّد المرجع عينه، إنّ موقف ماكرون، نحّى فرنسا عن دور الوسيط النزيه، واخرجها من موقع المزاحم للمسعى القطري حول الملف الرئاسي. وبالتالي عاد هذا المسعى ليحتل موقعه كفرصة يُعوّل عليها لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وثمّة مؤشرات أكيدة بأنّ الحراك القطري سيتجدّد بعد رأس السنة، وخصوصاً انّ الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني قد حقّق في زياراته السابقة تقدّماً مهمّاً ُيبنى عليه».

 

الرئاسة مطلب اقليمي ودولي

 

وفي سياق رئاسي متصل، قال النائب غسان سكاف بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، انّ وجهة التحرك الدولي المقبلة ستكون بإتجاه لبنان والإستحقاق الرئاسي اصبح اولوية اقليمية.

 

وشرح سكاف لـ«الجمهورية» المعطيات لتي بنى عليها موقفه فقال: «بناءً لإتصالاتي مع جهات اميركية وفرنسية وعربية ارى انّ الاستحقاق الرئاسي اصبح مطلباً اقليمياً ودولياً اكثر مما هو مطلب لبناني، وذلك لتفادي وقوع لبنان في مشكلات اكبر من مشكلاته الحالية، نتيجة الحرب على غزة التي غيّرت موازين القوى في المنطقة وادخلت الاقليم في حرب لا يعرف احد متى تنتهي، لذلك كان الاصرار الفرنسي والاميركي على إنجاز الاستحقاق الرئاسي ليكون لبنان داخل المفاوضات التي ستجري بعد الحرب لتحديد وضع المنطقة».

 

اضاف سكاف: «يرى الخارج انّ ما ظهر من خلال تأخير تسريح قائد الجيش والقادة الامنيين بقانون في مجلس النواب بناءً لتسوية سياسية بين اطراف الداخل، يمكن ان ينسحب على الاستحقاق الرئاسي بالتوصل الى تسوية تتيح انتخاب رئيس للجمهورية. وقد اظهر التمديد للقادة العسكريين والامنيين انّه انجاز مشهود للمجلس، وانّ المجلس لا يمكن ان يستمر في ادارة الظهر للمناورات السياسية الداخلية التي اضاعت الفرصة تلو الفرصة لانتخاب الرئيس. وتصويت اكثرمن 70 نائباً على التمديد ليس صدفةً وتفصيلاً، وهي رسالة اراد المجتمع الدولي ايصالها الى لبنان بأنّ المجلس قادر على انتخاب رئيس كما اقرّ قانون التمديد بالتوافق».

 

وكشف سكاف انّ قطر وعبر اللجنة الخماسية العربية الدولية، ستدفع بقوة اكثر الاستحقاق الرئاسي إلى الامام مع بداية العام المقبل، وهي ومصر كما هو معروف، تقومان بجهد كبير لوقف الحرب في غزة والتوصل الى تهدئة اقليمية، والمعلومات تفيد انّ لبنان سيكون المحطة المقبلة لعمل اللجنة الخماسية عبر القطري والفرنسي، سواء لتنفيذ القرار 1701 او انتخاب رئيس للجمهورية او الخطوتين معاً.

 

وكشف سكاف انّه سيقوم مجدداً بتحرك جديد ووفق أجندة عمل جديدة مطلع العام «للمساهمة في تحقيق التوافق على انتخاب الرئيس، كما كان لي الدور سابقاً في عقد جلسة 14 حزيران الانتخابية الرئاسية وجلسة التمديد للقادة الامنيين والعسكريين».

 

وافادت المعلومات بأنّ سكاف إلتقى قوى سياسية ومرجعيات عدة بعيداً من الاضواء لإستطلاع رأيها من أجل إعادة تحريك الملف الرئاسي على قواعد جديدة.

 

تحذير اميركي

 

من جهة ثانية، عاشت جبهة الحدود الجنوبية الممتدة من رأس الناقورة الى مزارع وتلال كفر شوبا امس، تصعيداً عنيفاً في القصف الاسرائيلي للمناطق اللبنانية، طال عمق البلدات الجنوبية المحاذية لهذه الحدود، وفي عمليات «الحزب» ضدّ المواقع والمستوطنات الاسرائيلية. وفيما نعى الحزب الشهيدين حسين علي عزالدين «أبو نمر» من بلدة معروب، وعبد العزيز علي مسلماني «أبو محمد كربلا» من بلدة الشعيتية، اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي واصابة آخر بجروح جراء انفجار صاروخ اطلقه «الحزب» في الجليل الاعلى.

 

ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع منسوب المخاوف من تدحرج الوضع على هذه الجبهة الى مواجهات اكبر واوسع. ويبرز في هذا السياق، ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين «انّ واشنطن بعثت رسائل إلى إسرائيل ولبنان و»الحزب» تحذّر من أن خطر التصعيد مرتفع للغاية».

 

وكشف المسؤولون أنّ «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تناقش بنود اتفاق طويل الأمد يساعد في عودة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال»، وذلك بعد نزوحهم جرّاء التصعيد عند الحدود مع لبنان، وعمليات «الحزب» ضدّ الجيش الإسرائيلي».

 

نقاش اسرائيلي

 

يتزامن ذلك، مع نقاش محتدم داخل اسرائيل حول ما يسمّونها «جبهة الشمال»، حيث نقلت «القناة 14» الاسرائيلية عن جنود وقادة إسرائيليّين يعملون عند الحدود مع لبنان، انّ مخاوفهم شديدة إزاء تصاعد الصراع مع «الحزب». وسلّطت القناة على حدث بارز بزعمها انّ «الحزب» حاول خلال هذا الأسبوع استهداف منصة الغاز «كاريش» وأطلق طائرة مسيّرة انتحارية على المنصّة، لكن القبة الحديدية اعترضت الطائرة».

 

ونقلت القناة عن الجنود والقادة الاسرائيليين قولهم: «نشعر كأننا بطّ في ميدان الرماية، وتسلسل الأحداث يتزايد هنا، حرب على كل شيء، والرُّتب العليا في الجيش الإسرائيلي تعتقد أنّ كل شيء على ما يرام».

 

وفيما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية انّ «اسرائيل بحاجة إلى شرعية دولية وسلاح أميركي لشن حرب شاملة على لبنان»، نقلت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق قوله: «ليس لاسرائيل مصلحة في الدخول في حرب على جبهتي غزة ولبنان في آن واحد». ورأى انّه «يجب اولاً ان ننتهي من امر غزة، ثم نتفرّغ لمحاولة سياسية لإبعاد «الحزب» عن الحدود».

 

ولفت ما اشار اليه الاعلام الاسرائيلي من «انّ الأرقام المتعلقة بالدمار في كيبوتس «المنارة» عند الحدود مع لبنان لم تكن معروفة للجمهور في «إسرائيل» وأخفاها الجيش «الإسرائيلي». وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية: «انّ الكذب في اسرائيل اصبح صناعة والمجتمع الاسرائيلي بحاجة الى من يمارس الكذب عليه باستمرار من اجل الاعتقاد بأنّ اسرائيل تحقق الانتصارات. منذ العام 2014 وهم يحاولون إقناع الجمهور بأنّ «إسرائيل» لديها أقوى جيش وسلاح جو لا مثيل له في العالم، فـ«الإسرائيليون» يحبون من يكذب عليهم، ولا أحد يريد أن يسمع أو يفهم أن لدينا جيشًا متوسط القوة، واستخبارات فاشلة، بحيث أنّ منظمة كحماس بإمكانها تركيعه على ركبتيه».

 

في غضون ذلك، تتزايد مخاوف المستوطنين الاسرائيليين من العودة الى مستوطنات الشمال. ونقل الاعلام الاسرائيلي عن رئيس المجلس الاقليمي ماروم هجليل قوله عند الحدود مع لبنان: «من يستطيع ان يثق بالجيش الاسرائيلي لحماية المستوطنات عندما يكون ألم وصدمة 7 تشرين الاول محفورة بعمق في العقل».

 

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن رئيس بلدية الجليل الاعلى غيورا زالتس قوله امس، «في حالة الحرب هناك طرف خاسر وآخر فائز، و»الحزب» اللبناني هو صاحب اليد الطولى شمالي إسرائيل».

 

وفي موازاة الحديث عن مساعٍ اميركية للتوصل الى ترسيم حدود برية بين إسرائيل ولبنان، تنسحب من خلاله إسرائيل من مناطق حدودية وبخاصة مزارع شبعا المحتلة، مقابل تراجع قوات «الحزب» إلى ما وراء نهر الليطاني، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، قال رئيس لجنة بلدة شتولا في غرب الجليل الأعلى يانيف تورجمان: «لن نكتفي باتفاق سياسي. وجميعنا رأينا ماذا حدث بعدما توصلنا إلى اتفاق مع «حماس»، وسمحنا بنقل الحقائب المالية إليهم مقابل الهدوء. ولن نسمح للحكومة أن تشتري الهدوء من (أمين عام «الحزب» السيد حسن) نصر الله. وما تبقّى حالياً من القرار 1701 هو أنّه بدلاً من انتقال «الحزب» إلى ما وراء الليطاني، أعادونا نحن إلى ما وراء وادي البصة. ونفونا عن بيوتنا وأراضينا وعملنا».

 

ميقاتي والراعي

 

داخلياً، زار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مهنئاً بالاعياد. وجرى بحث في الاوضاع. واعلن ميقاتي بعد اللقاء انّ «المعالجة الأساسيّة برأي البطريرك الرّاعي وبرأيي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لإعادة الانتطام العام إلى البلد». وقال ميقاتي: «أكّدت للبطريرك أنّنا في الحكومة لا نريد منذ بداية الشّغور في سدّة الرّئاسة، وإلى حين انتخاب رئيس جديد، الاستئثار أو السّيطرة أو أخذ صلاحيّات رئيس الجمهوريّة، وهدفنا أن نقوم بالعمل المطلوب لتسيير أمور الوطن والمواطنين، بخاصّة أنّ الجميع يشهد أنّنا نريد الحفاظ على التّوازن الوطني وصيانته، وعلى حقوق كلّ مكوّنات الشعب اللبناني والمجتمع».

 

وإذ شدّد على الالتزام بالقرار 1701 وكلّ القرارات الدّوليّة»، مؤكّداً الاستعداد للتنفيذ الكامل، شرط أن يلتزم الجانب الإسرائيلي أيضًا، وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدّوليّة، من الأراضي المحتلّة».

 

وقال: «في ما يتعلّق بملء الفراغات في المناصب المطلوبة في الجيش، فقد تطرّقت إلى زيارة وزير الدّفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم بالأمس إلى السّرايا، وأستغرب استغرابًا كاملًا ما ورد على لسانه اليوم، إذ أنّ الاجتماع بدأ متوتّرًا لكنّه انتهى ودّيًّا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك. ولكن يبدو أنّ الوزير أُوعز له بتغيير آرائه بعد الاجتماع كما ورد في الصحف، وأنا أعرف من أَوعز له، لأنّ ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الّذي أدلى به لاحقًا».

 

مسعى مرتضى


في سياق متصل، واصل وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى مسعاه لترطيب الاجواء مجدداً بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، وقال في بيان بعد لقاء ميقاتي: «رئيس الحكومة حامل الجمر بيمناه وأمل الإنقاذ بيسراه، ووزير الدفاع المشهود له بالمناقبية والإخلاص كان لقاؤهما بالأمس في الدرجة العليا من التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية وعلى المؤسسة العسكرية وانتظام عملها، لا سيما في هذه الظروف الإستثنائية التي تمرّ فيها البلاد والمنطقة، وهذا، معطوفاً على الأجواء الإيجابية بل الأكثر من ممتازة التي سادت لقاء الأمس، التي عبّر فيها الوزير سليم عن حرصه على علاقة الإحترام المتبادل وعن تقديره الشخصي للرئيس ميقاتي واحترامه له ولمقام رئاسة مجلس الوزراء، التي تجعل من الكلام الإعلامي (عن نسف الاتفاق على التعيينات العسكرية) مجرد سحابة من سحائب هذه الأيام الماطرة، سرعان ما يجلوها الصحو. وكل كلام آخر لا يعدو أن يكون محاولة للصيد في الماء العكر من غير الراغبين بأن تسود البلاد أجواء وئام وتعاون».

 

منصوري وتقرير «مينافاتف»

 

من جهة ثانية، أشار حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، في بيان، الى أنّ «مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا (مينافاتف) نشرت في 21 كانون الاول من العام 2023، تقرير التقييم المتبادل للجمهورية اللبنانية حول تدابير مكافحة تبييض الاموال وتمويل الإرهاب، يُظهر انّ لبنان أحرز نتائج مقبولة في الالتزام الفني، حيث حصل على درجة ملتزم او ملتزم الى حدّ كبير في 34 توصية، ولحظ التقرير وجوب إجراء تحسينات في الـ6 توصيات الباقية، التي حصل فيها لبنان على درجة ملتزم جزئياً؛ مما يتطلّب بعض التعديلات في القوانين والتشريعات».

 

واعتبر منصوري، أنّ «التقييم الذي خضع له لبنان بالإستناد لمنهجية معتمدة من قِبل«مينافاتف» لتقييم جميع البلدان، تمّ في ظل الظروف الإستثنائية المعروفة والتي ما زالت سائدة. وفي جميع الاحوال وكما هو الحال في البلدان كافة، هناك حاجة لمقاربة حكومية شاملة لتنفيذ الإجراءات التصحيحية المطلوبة من الجهات الداخلية المعنية».

 

وأعلن أنّ «هيئة التحقيق الخاصة بصفتها المنسق الوطني لعملية التقييم، ستقوم بإطلاع مقامي رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء بنتائج التقرير كافة، للتواصل مع الجهات الداخلية المعنية بشأن الإجراءات التصحيحية المطلوبة، بغية تعزيز فعالية منظومة مكافحة تبييض الاموال وتمويل الإرهاب اللبنانية، والتي سيتوجب على لبنان إرسال تقارير متابعة بالتقدّم الحاصل في تنفيذها خلال العام 2024 إلى «مينافاتف»، للنقاش وإتخاذ القرار المناسب.

*************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

  فتور بين التيار والحزب.. وتعيين رئيس الأركان يفجِّر مصالحة السراي

ميقاتي يعلن جهوزية لبنان لتطبيق القرار 1701.. واشتباكات الجنوب تمتد إلى ما وراء الحدود

 

في أول موقف من نوعه، لم يخفِ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من بكركي، ان الحل موجود بالنسبة للوضع في الجنوب، وهو يكمن «في تنفيذ القرارات الدولية» من «اتفاقية الهدنة» (1949) الى القرار 1701(بعد حرب تموز 2006)، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط ان يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب حسب القوانين والقرارات الدولية من الاراضي المحتلة».

 

والثابت قبل يومين من عيد الميلاد المجيد ان التحضيرات للاحتفال بالمناسبة، على وقع اجراءات امنية، ومحاولات التغلب على الصعوبات الاقتصادية والمالية،  و«خلق رجاء» للعام المقبل، على الرغم من المسالك السلبية لقوى وكتل نيابية، جعلت من التباعد والانقسام سيدا الموقف، سواء في ما خص العجز عن التفاهم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، او انتظام عمل المؤسسات، او السير بلا طعونات ومراجعات بالقوانين التي تصدر عن مجلس النواب.

 

و قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع دخول البلاد في عطلة الأعياد فإن كل الملفات ترحَّل إلى العام المقبل في حين يسود الترقب بالنسبة إلى تطور الجبهة  الجنوبية والضغط الدولي من أجل القرار ١٧٠١

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي تحرك في سياق التأكيد على أهمية تنفيذ القرارات الدولية، أما موضوع تعيين رئيس هيئة الأركان فلا يزال معلقا وفق المصادر التي قالت ان عظة البطريرك الماروني في مناسبة الميلاد تركز على الملف الرئاسي.

 

وفي السياق نفسه، تحدثت المصادر عن أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى لبنان لم تحدد بعد ولكنها قائمة.

 

ميقاتي في بكركي

 

ومن بكركي اتهم الرئيس نجيب ميقاتي ان احداً اوعز لوزير الدفاع موريس سليم لتغيير موقفه، بعد الاجتماع الودي الذي جمعهما في السراي الكبير، وقال: انا اعرف من أوعز له».

 

وأعلن ميقاتي انه تحدث مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن انه منذ بداية الشغور في سدة الرئاسة، هدفنا، والى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس الاستئثار او السيطرة او أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، بل ان يقوم بالعمل المطلوب لتسيير امور الوطن.

 

وجاء موقف ميقاتي بعد سقوط «الصلحة» مع وزير الدفاع، وادلاء الوزير بموقف مغاير للحديث الذي ادلى به ليلا، وسط معلومات عن ان مسألة تعيين رئيس جديد للاركان باتت سهلة.

 

ومن عين التينة، توجه النائب غسان سكاف، بعد لقاء الرئيس نبيه بري، حيث اثنى على دوره في التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الى الساعين الى الطعن بالقول، عليه ان يعرف ان ما كتب قد كتب، وان تضييع الوقت ليس من مصلحة احد..

 

 

فتور بين التيار والحزب

 

وعلى خلفية التباين بين موقفي كل من التيار الوطني الحر والحزب في ما خص تشريع الضرورة والمشاركة في التمديد لقائد الجيش عبر قانون صدر ن مجلس النواب، والاتجاه الى تعيين رئيس جديد للاركان بعد مجلس الوزراء، والمدعوم من الحزب، كشف مصدر مطلع ان نوعا من الفتور بدأ يظهر الى العلن في ما خص العلاقة بين الجانبين، من دون الاستفراق لا في المعاتبات ولا في الوعود.

 

وحسب المصدر فإن الحزب، الذي يواجه على جبهة الجنوب، ويتابع مجريات الوضع في غزة والمنطقة ليس بوارد الدخول في اية سجالات داخلية لا مع حلفائه ولا مع خصومه.

 

خلف ايميه

 

ومن باريس اعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو على تعيين نيكولا ليرنر رئيساً جديدا للمديرية العامة للامن الخارج، خلفا لبرنار ايميه، مع الاشارة الى ان خليفة ايميه كان شغل منصب مدير عام وزارة الداخلية الفرنسية.

 

 

نتائج مقبولة في مكافحة تبييض الأموال

 

مالياً، لاحظا، حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري ان توصيات مجموعة العمل المالي ا لـ40 (المينافاتف) في تقريرها عن تدابير مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، ان التقدير يُظهر ان لبنان أحرز نتائج مقبولة في الالتزام الفني حيث حصل على درجة «ملتزم» او «ملتزم الى حد كبير» في 34 توصية، ولحظ التقرير وجوب إجراء تحسينات في الـ 6 توصيات الباقية والتي حصل فيها لبنان على درجة «ملتزم جزئياً» مما يتطلب بعض التعديلات في القوانين والتشريعات.

 

وتعهد منصوري بالتواصل مع الجهات الداخلية للاجراءات التصحيحية المطلوبة بغية تعزيز فعالية منظومة تبييض الاموال وتمويل الارهاب اللبنانية.

 

حركة المطار

وتعج قاعتا الوصول والمغادرة بالمسافرين من والى لبنان في مطار رفيق الحريري الدولي.

وحسب المعلومات يصل الى المطار يوميا ما لايقل عن 13000 وافد.

وتفقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال الوضع في المطار وسير العمل، لا سيما لجهة الاجراءات والامن والتسهيلات المطلوبة.

لكن ما اصاب اوتوستراد المطار ونفق المطار باتجاه خلدة، بسبب غزارة الامطار لجهة عجقة السير، وعدم قدرة السيارات والشاحنات من الانتقال باتجاه خلدة والعاصمة ترك انطباعاً سلبياً لدى الرأي العام والمسافرين، وتساءل عن الاجراءات التي تحدثت عنها وزارة الاشغال وبلديات المنطقة.

 

الوضع الميداني الاحتلال يعترف

 

على الارض، في الجنوب، لم يحُل الطقس البارد من انخفاض منسوب المواجهة، فاعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة مشاة اسرائيلية في محيطة موقع الطلة، وتجمعا لجنود وضباط جيش الاحتلال في مستعمرة (ايفين مناحم) بالاسلحة المناسبة.

 

واعلن الجيش الاسرائيلي ان احد الجنود التابعين له قتل امس خلال الاشتباكات مع الحزب عند الحدود اللبنانية الجنوبية.

كما اعلن الحزب عن استهداف مركز تحكّم وسيطرة تابع للجيش الاسرائيلي، مقابل بلدة كفركلا، والمركز يقع عند النقطة 430، وألحق به اصابات مباشرة.

 

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

 مجلس الامن وافق على مساعدات انسانية لغزة وتهيئة الظروف لوقف مستدام للاعمال القتالية

حماس: لا تبادل اسرى الا اذا أنهت «اسرائيل» حربها… والاحتلال يطرح هدنة اسبوعا مقابل الافراج عن 35 رهينة

وزير الدفاع يرفض التعيينات العسكرية بغياب رئيس للجمهورية… بري وميقاتي وجنبلاط مع ملء الشواغر

 

شلالات الدم التي تشهدها غزة ومقتل اطفالها ومرضاها ومدنييها، لم يتوقف رغم مرور اكثر من 76 يوما على العملية الوحشية الاسرائيلية للقطاع. واليوم تطل المجاعة برأسها في القطاع في صفوف الغزاويين، نتيجة الحصار غير الاخلاقي وغير الانساني المفروض من «اسرائيل». انما بادرة ايجابية خجولة قد تفرح الغزاويين بعد ان وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة «لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية».

 

بموازاة ذلك، يواصل مقاتلو كتائب القسام والجهاد الاسلامي تكبيد الجيش الاسرائيلي خسائر جمة في الارواح والعتاد في خانيونس وفي كل رقعة في غزة. وخير دليل، ان انسحاب اللواء غولاني من ارض المعركة يؤكد على هزيمة اسرائيلية في الحرب في غزة. ووفقا للوقائع الميدانية، لم يحرز جيش العدو الاسرائيلي اي تقدم او اي انجاز في عملياته العسكرية منذ اسبوعين حتى اللحظة في غزة، الى جانب تضاعف الاصابات عند جنوده.

 

وانطلاقا من هذه الحقائق في الميدان، تذهب حماس الى المفاوضات مستندة الى التطورات العسكرية التي تصب لمصلحتها على الارض، فضلا عن ان الجيش «الاسرائيلي» لم يتمكن من اغتيال اي قيادي من كتائب القسام او سرايا القدس. وعليه، اكد زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار انه في حال حصلت صفقة مع العدو ستكون على قاعدة «الكل مقابل الكل»، إضافة إلى وقف كامل لإطلاق النار قبل بحث ملف الأسرى، مشيرا الى ان زمن الصفقات المبنية على هدنة مؤقتة ولى.

 

وفي هذا الاطار، قدمت «اسرائيل» عرضا لحماس ينص على اسبوع من الهدنة مقابل الافراج عن 35 اسيرا اسرائيليا لدى كتائب القسام، ولكن على الارجح ان هذا العرض سيدفن في مهده، وفقا لمصادر سياسية مطلعة. ذلك ان حماس اعلنت بشكل واضح ان لا افراج عن اي اسير لديها، الا بعد ان تنهي «اسرائيل» عملياتها في غزة.

 

ومن جهة اخرى، تتفاقم الخلافات داخل حكومة الحرب يوما بعد يوم، بخاصة في ظل وجود وزراء متطرفين يرفضون تقديم اي تنازل لحماس. كما ان التباين بين الادارة الاميركية وبين الحكومة «الاسرائيلية» يزداد، نتيجة الرأي العام الاميركي والغربي الذي لم يعد مؤيدا للحرب «الاسرائيلية» على غزة.

 

الكيان الصهيوني والقرار 1701

في نطاق متصل، لفتت مصادر ديبلوماسية للديار الى ان هناك تحديا كبيرا امام «اسرائيل» التي ترفض العودة الى ما قبل 7 تشرين، اي عملية طوفان الاقصى في غزة وفي جنوب لبنان. وتدفع باتجاه تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان لعودة مستوطنيها الى الشمال، والى اخراج حماس كليا من قطاع غزة لحماية مستوطني غلاف غزة. وعليه، تطالب «تل ابيب» الدول المتضامنة معها، سواء الولايات المتحدة الاميركية او فرنسا او دول غربية اخرى، العمل على تحقيق هذا المطلب.

 

واشارت هذه المصادر ان كل الموفدين الذين اتوا الى لبنان، بدءأ من الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، مرورا بمسؤول الاستخبارات الفرنسية السابق برنار ايمييه، وصولا الى وزير الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، كان لهم هدف واحد هو التشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بالطرق الديبلوماسية، وهي اخلاء الحزب منطقة جنوب نهر الليطاني. اما «اسرائيل» فتهدد علنا بان يبتعد الحزب عسكريا عن جنوب الليطاني، والا ستذهب بعملية عسكرية لابعاده بالقوة. وهنا تقول المصادر الديبلوماسية ان الامور لن تتبلور الا عندما تشارف الحرب في غزة على نهايتها.

 

وفي السياق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية ان جيش الاحتلال بعيد عن الواقع ويضع سقوفا عالية. وبمعنى اخر، ان العدو الاسرائيلي لو كان سجل مكسبا ميدانيا في غزة بوجه كتائب القسام، فمن المنطلق العسكري والامني والمنطقي ان يفرض شروطه في قطاع غزة لينتقل لاحقا الى المطالبة بتنفيذ 1701 في جنوب لبنان. لكن حتى الحظة، الاشتباكات بين جيش الاحتلال وبين «القسام» والجهاد الاسلامي متواصلة، والمقاومة الفلسطينية لا تزال في موقع قوة. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: «هل بامكان الدولة العبرية ان تفرض شروطها، وجيشها لم يتمكن حتى اللحظة من تحقيق انجاز عسكري يطيح كتائب القسام والجهاد الاسلامي في قطاع غزة؟» واضافت الاوساط السياسية:» بناء على اي مكسب ميداني تستند الدولة العبرية لتطالب الحزب بالرجوع الى شمال الليطاني؟».

 

اوساط مقربة من الحزب: اميركا تسعى لنشر اليونيفيل جنوب الليطاني وابعاد الجيش اللبناني والمقاومة معا

من جهتها، قالت اوساط مقربة من المقاومة ان الموجة الاخيرة التي تتبناها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ودول غربية اخرى في الضغط لتعديل القرار 1701 والتشديد على رجوع الحزب الى شمال الليطاني، رغم ان موازين القوى ليست لمصلحتهم حتى اللحظة نظرا الى الحرب الدائرة في قطاع غزة، تأتي من منطلق تعامل دولة عظمى مع دولة ضعيفة. العنجهية التي هي لغة الاميركيين، تمنحهم البعث برسائل الوعيد والترهيب للحزب من اجل عودة المستوطينين الاسرائيليين الى منازلهم في شمال فلسطين المحتلة وتقديم اقتراحات، ابرزها انسحاب «اسرائيل» من مزارع شبعا مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني. وانطلاقا من هذه المعطيات، اكدت الاوساط المقربة من الحزب ، ان هذا الامر مستحيل ولا يمكن للمقاومة ان تقبله لا من بعيد ولا من قريب. واشارت الى ان الحزب وصله رسائل كثيرة من الموفدين الغربيين بطريقة غير مباشرة، انما «الحزب» لم يرد على اي منها ولم يعلق لا سلبا ولا ايجابا.

 

اما الامر الخطر الذي يطرحه الاميركيون والفرنسيون من مخطط لجنوب لبنان، فهو اعترافهم بان الجيش اللبناني غير قادر على الدخول الى الجنوب وملء فراغ الحزب. لذلك تريد واشنطن وباريس ان تنتشر فقط قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني، دون اي وجود للجيش اللبناني. وهو مخطط يمس السيادة اللبنانية بشكل فاضح. هذا السيناريو الذي يركبه الاميركيون والفرنسيون دون اي تعاط او تفاوض مع الحزب لابعاده الى شمال الليطاني، هو سيناريو غير واقعي. اضف على ذلك، رأت الاوساط المقربة من المقاومة ان السيناريو الذي تريد تطبيقه الولايات المتحدة الاميركية لضمان امن «اسرائيل»، يصطدم باستراتيجية الحزب الذي يضع من ضمن خططه الدخول الى الجليل، وفقا لسير المعركة بين كتائب القسام والجهاد الاسلامي وبين جيش الاحتلال في غزة. وهنا رأت هذه الاوساط ان واشنطن وباريس منفصلتان عن الواقع، خصوصا ان امين عام الحزب السيد حسن نصرالله اعلن ان جبهة الجنوب تساند المقاومين في غزة، وما لم تنته حرب غزة فالمواجهة مع العدو الاسرائيلي ستستمر. واضافت ان مقاومي الحزب مهيَّؤون ومدربون للعبور الى داخل فلسطين، وربما ابعد من الجليل في حال اخطأ العدو الاسرائيلي في حساباته، كما ان الحزب لن يعطي هدايا في ظل المعاناة التي يعيشها اهل غزة.

 

متى يعبر مقاومو الحزب الى الجليل؟

في الوقت ذاته، اوضحت الاوساط المقربة من الحزب ان خطة الدخول الى الجليل لم يحن وقتها، لان حماس والجهاد الاسلامي صامدان بوجه جيش الاحتلال والاشتباكات ضارية بينهما، والاسرائيلي عاجز عن حسم المعركة لمصلحته، ولكن اذا ضعفت المقاومة الفلسطينية، عندئذ سيكون دخول مقاتلي المقاومة امرا محتما الى الجليل.

 

واستطردت هذه الاوساط بالقول انه يوجد 50 الف جندي «اسرائيلي» شمال فلسطين المحتلة يشكلون خط دفاع اول وثان وثالث، وهو خط محصن حتى الان، ولكن الحزب يتعلم يوميا ويغير خططه وفقا لمتطلبات المعركة. وفي التفاصيل، حركة المقاومين ازدادت، كذلك استخدام المسيرات والصواريخ لاستهداف العدو، الا ان الاوساط المقربة من الحزب كشفت ان الاخير تمكن من معرفة تكتيكات جيش العدو، وفي الوقت ذاته استطاع جيش الاحتلال ايضا كشف بعض تكتيكات المقاومة، وعليه، يغير الحزب احيانا خطته يوميا واحيانا اسبوعيا، وفقا للمتغيرات الميدانية، ولقطع الطريق على العدو في استحالة معرفة خططه.

 

تعيين رئيس الاركان: جنبلاط يخوض المعركة شخصيا

على صعيد اخر، وفي الداخل اللبناني، لم يحصل اي تطور ايجابي حول تعيين رئيس للاركان، خلافا لتسريبات تقول ان الامور تسير بشكل ايجابي في هذا الملف. واللقاء الذي عقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم لم ينتج منه اي شيء عملي، بل خفف فقط من حدة الجفاء بين الطرفين. بيد ان الوزير سليم لم يتراجع عن موقفه بتقديم الاسماء المقترحة لتعيين رئيس الاركان وأعضاء المجلس العكسري من خلال مجلس الوزراء. ورغم تدخل وزير المهجرين عصام شرف الدين ووزير الثقافة كوسطاء بين ميقاتي وسليم لحل العقد التي تؤخر التعيينات، الا ان هذه المحاولات ايضا باءت بالفشل.

 

ذلك ان وزير الدفاع يعتبر انه الوحيد الذي يسمح له القانون بتقديم اقتراحات لمجلس الوزراء، ولكن اليوم وفي ظل غياب رئيس للجمهورية، فان التعيين خطوة مخالفة للدستور.

 

من جهة اخرى، يصر ميقاتي والرئيس نبيه بري والوزير السابق وليد جنبلاط على اجراء التعيينات وعدم ترك المواقع شاغرة. وتقول المعلومات ان الوزير السابق وليد جنبلاط يقود المعركة شخصيا، ولن يتراجع حتى تعيين رئيس للاركان. وبات معلوما ان الاسم المقترح من جنبلاط هو العميد حسان عودة.

 

اما الان، وفي ظل عدم حصول اتفاق بين ميقاتي وسليم، فقد تم تأجيل البحث في الملف المذكور اعلاه الى ما بعد الاعياد.

 

القوات اللبنانية: التمديد لقائد الجيش هو النموذج الذي يحتذى به لانهاء الشغور الرئاسي

بدورها، وردا على سؤال «ما سر التقارب مؤخرا بين القوات اللبنانية وبين الرئيس نبيه بري»، قالت مصادر القوات لـ «الديار» انه تقارب يهدف الى الوصول الى حلول، مشيرة الى ان تجربة التمديد لقائد الجيش كانت تجربة ناجحة ونموذجا يحتذى به للانتخابات الرئاسية من اجل انهاء الشغور في هذا الموقع. وتابعت المصادر انه منذ بداية الدخول في المعركة الرئاسية، كانت القوات اللبنانية تقول ان هناك طريقتين لا ثالث لهما تؤديان الى قصر بعبدا. الطريقة الاولى تقضي بالذهاب بمرشحين الى مجلس النواب وقيام البرلمان بفتح دورات متتالية تصل بنهاية المطاف الى انتخاب رئيس للجمهورية، على غرار ما حصل بعد 15 جولة في البرلمان الاميركي لانتخاب رئيس للبرلمان. والطريقة الثانية تنص على مشاورات ولقاءات ثنائية واتصالات مكثفة تؤدي الى التوافق على مرشح والنزول الى البرلمان لتتويج هذا التوافق، على

 

غرار ما حصل في رفع سن التقاعد لقائد الجيش وكافة قادة الاجهزة الامنية. وبناء على ما حصل في التمديد العسكري، تعتبر القوات اللبنانية ان التشاور والاتصالات واللقاءات مع الرئيس بري ومع الكتل النيابية الاخرى، افضت الى توحيد اقتراحات القوانين واوصلت الى التمديد لقائد الجيش. ولذلك انتخاب رئيس للجمهورية يحصل ضمن لعبة ديموقراطية، وليس جلسة حوار، انما ضمن آلية تسهل هذا المسار.

 

وبين من اعتبر التمديد لقائد الجيش انتصارا لفريق معين ومن اعتبر انه انقلاب دستوري من قبل جهات اخرى، رأت مصادر القوات اللبنانية ان التمديد لقائد الجيش جوزاف عون هو مكسب ايجابي للشعب اللبناني، لان الامن يجب ان يكون مستتبا، كما يحق للمواطن اللبناني ان يعيش في جو من الامان، اقله في منطقة ملتهبة بنيران الحرب ووسط انهيار اقتصادي، فضلا عن ان موقع الرئاسة الاولى لا يزال شاغرا. وهذا الامر ليس انتصارا على التيار الوطني الحر الذي عارض التمديد للجنرال جوزاف عون، كما انه ليس صحيحا ان البلد منقسم بين احزاب متضامنة مع تكتل لبنان القوي وبين احزاب معارضة له، اذ ان هذه الصورة موجودة فقط في مخيلة النائب جبران باسيل.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

  إسرائيل تلف وتدور والمقاومة ثابتة

 

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب المجازر، مع دخول عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر يومه الـ77، حيث استشهد فجر أمس، 6 مواطنين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل شرق خان يونس جنوب القطاع، كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس ايضا، قرى شمال شرق جنين. وحسب “وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)”، وصل إلى مستشفى ناصر، جثامين عدد من الشهداء والعشرات من الجرحى، جراء قصف طيران الاحتلال ومدفعيته منازل المواطنين شمال غرب، وشرق خان يونس. وأسفرت غارات إسرائيلية على منازل في مخيم النصيرات وسط القطاع، عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.

 

وفي شمال قطاع غزة، استشهدت طفلة وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل يؤوي نازحين في مخيم جباليا. وانتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف جثامين 9 شهداء بينهم أم وبناتها الخمسة، جراء قصف منزلهم في بلدة جباليا، لترتفع حصيلة الشهداء في البلدة ومخيمها خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى نحو 30 شهيدا والعشرات من الجرحى.

 

واستشهد وأصيب عشرات من عائلة “البرش” الفلسطينية، في غارتين إسرائيليتين، الخميس والجمعة، استهدفتا منازلها في بلدة جباليا شمال قطاع غزة. وقال مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، إنه تعرض للإصابة وإن ابنته استشهدت، فيما أصيب عدد من أفراد أسرته وأسرة شقيقه جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل الأخير في جباليا، مساء الخميس. وفي غارة أخرى، أفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد 16 فلسطينيا وإصابة نحو 50 آخرين بجروح متفاوتة جميعهم من عائلة “البرش” جراء قصف استهدف منزلا للعائلة في جباليا. ووصل عدد شهداء غزة منذ بدء العدوان الى 2057 شخصا و53 الفاً و320 اصابة.

 

وواصلت المقاومة الفلسطينية التصدّى لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جميع محاور التوغل على تخوم مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بالتزامن مع استهدافها حشود الاحتلال جنوبي القطاع.

 

وجرت اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جميع محاور التوغل على تخوم مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بحيث تركّزت الاشتباكات في تل الزعتر، وسط فشل إسرائيلي في التقدم نحو المخيم،   كما دارت اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في حي القصاصيب ومحاور عدة في جباليا البلد، حيث يُحاول الاحتلال التوغل من الغرب، فيما خاضت المقاومة أيضاً اشتباكات في حي الشيخ رضوان. وبالتزامن، استهدفت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقرّ قيادة ميدانياً لقوات الاحتلال في منطقة الزنة شرقي خان يونس برشقة صاروخية.

 

كما استهدفت سرايا القدس الحشود العسكرية شرقي دوار القرم شمالي غزة بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار “60”، إضافةً إلى إسقاطها طائرة إسرائيلية من دون طيار في سماء وسط قطاع غزة.  وأيضاً استهدفت بوابل من قذائف الهاون عدداً من نقاط تمركز آليات وحشود الاحتلال في المطاحن وحاجز أبو هولي ومحيط مزارع البقر في محور التقدم جنوبي المحافظة الوسطى. وفي عملية مشتركة، أوقع مجاهدو سرايا القدس وكتائب القسام 4 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح بعد اقتحام منزل تحصنوا فيه بمحور التقدم شرقي جباليا.

 

ونتيجة تكبّده خسائر فادحة في العديد والعتاد خلال الحرب على غزّة، انسحب لواء “غولاني” من قطاع غزّة  الخميس بعد 60 يوماً من القتال، بحسب الإعلام الإسرائيلي الذي ادّعى أنّ الانسحاب جاء “للاستراحة وتنظيم الصفوف من جديد”.

 

وجاء أمر سحب كتيبة “غولاني 13” بعد تكبدها خسائر فادحة في القطاع، ولا سيما في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث قُتل قائد كتيبة “غولاني 13”، تومر غرينبرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، في وقتٍ سابق. ولواء “غولاني” ومعروف باسم اللواء “رقم واحد”، هو لواء مُشاة ضمن “الجيش” الإسرائيلي وهو أحد ألوية ما يسمّيه الاحتلال بـ”النخبة”. وبعد ساعات من سحب لواء غولاني دفع الاحتلال بـ5 ألوية الى خان يونس التي شهد معارك ضارية، وتزامن ذلك مع اعلان القناة 12 الاسرائيلية انه تم تصنيف 3000 من جرحى الجيش الاسرائيلي كمعوقين دائمين.

*******************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بعد سحب ألوية النخبة… جيش الاحتلال يبدأ بتسريح الاحتياط… وإعادة الانتشار

هآرتس تدعو لتقبّل الهزيمة والانتقال الى قبول معادلة ربط الأمن بالحل السياسيّ
يديعوت أحرونوت: 67 % من «الإسرائيليين» يؤيدون وقف النار والتبادل الشامل
 

 

ظهرت عملية سحب ألوية النخبة في جيش الاحتلال من ساحات القتال في غزة مثل رأس جبل جليد بدأت تظهر تفاصيله تباعاً، بعدما تداولت وسائل إعلام مختلفة في الكيان، منها هيئة البثّ الرسميّة والقناتان الثانية عشرة والثالثة عشرة وصحيفتا هآرتس ومعاريف، معلومات وتفاصيل عما تمّت تسميته المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي تتضمّن تسريح الاحتياط، والانسحاب من مناطق التوغل في غزة إلى نقاط تمركز يمكن الدفاع عنها والاحتفاظ بها لفترة غير قصيرة، ريثما يتمّ التوصل الى اتفاق نهائيّ، في شمال وشرق قطاع غزة، والأرجح في المستوطنات التي كانت قائمة قبل تفكيكها والانسحاب من غزة عام 2005. وتقوم المرحلة الثالثة من الحرب على وقف الغارات الجويّة المكثفة وعمليّات القصف المدفعي والانتشار، لصالح الاكتفاء بعمليات مستهدفة لقادة المقاومة وتشكيلاتها ومستودعاتها، عندما تتوفر معلومات تتيح القيام بهذه العمليات، بانتظار نتائج التفاوض على تبادل الأسرى.
صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت استطلاعاً للرأي يكشف تحوّلاً نوعياً في اتجاهات الرأي العام داخل الكيان، حيث إن نسبة الـ 65% التي كانت تؤيد الحرب على غزة بقوة قبل شهرين تماماً وفق استطلاع رأي لصحيفة معاريف في 20-10 جاء استطلاع يديعوت ليكشف تأييد 67% لوقف الحرب ومعارضة 22% فقط لوقفها، ما يضع إجراءات جيش الاحتلال في دائرة التعبير عن مزاج في الرأي العام، معاكس لما يرغبه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو.
صحيفة هآرتس ذهبت الى أبعد من الحديث عن وقف الحرب، فدعت إلى تقبّل الهزيمة، والاعتراف بأن الفلسطينيين يستحقون نصرهم، وأن هذا النصر يشكل نقطة بداية مطلوبة للتوصّل إلى حل سياسيّ، لا يمكن الحديث عن الأمن بدونه، كما قالت الحرب وقبلها طوفان الأقصى، داعية إلى الإقرار بأن حلّ الدولتين هو طريق البقاء على قيد الحياة للكيان، لأن الحياة وفق معادلة مواصلة الدوس على كرامة الفلسطينيين قد سقطت سقوطاً مدوياً في السابع من تشرين الأول، ولم تفعل الحرب سوى تأكيد هذا السقوط.
لا تزال الأوضاع الأمنية والعسكرية على الحدود اللبنانية – الفلسطينية في صدارة المشهد، وسط ترقّب داخليّ ودوليّ للأحداث المتلاحقة والمدى الذي ستبلغه واحتمالات الانزلاق إلى حرب واسعة النطاق بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي في ظل تصاعد وتيرة ونوعية عمليات المقاومة ضد مواقع الاحتلال على طول الجبهة وعرضها، ما حول منطقة شمال فلسطين المحتلة الى منطقة مشلولة تسكنها الأشباح وضباط وجنود الإحتلال الى سربٍ من البط في مصيدة عناصر حزب الله وفق ما عبر الإعلام الإسرائيلي.
وأقرّ جيش الاحتلال أمس بمقتل جندي وإصابة آخر بجروح بليغة في انفجار صاروخ أطلقه حزب الله على موقع بالجليل الأعلى.
ويسعى الأميركيّون والموفدون الأوروبيّون ورسل عرب وفق معلومات «البناء» للتوسّط مع الحكومة اللبنانية لفتح التفاوض مع حزب الله في ملف الحدود البرية مع فلسطين المحتلة، للتوصل إلى مقايضة بين انسحاب «إسرائيل» من الأراضي المحتلة في الغجر والنقاط الـ13 المتحفظ عليها، مع وضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في عهدة الأمم المتحدة، مقابل انسحاب حزب الله من مسافة 10 كلم بالحد الأدنى وإقامة منطقة عازلة ونشر قوات دولية عليها، وذلك كضمانة إسرائيليّة بعدم تسلل القوات الخاصة في حزب الله الى عمق الأراضي المحتلة، وإلى الجليل تحديداً، ويمكن حكومة الاحتلال من حل مأزقها الكبير باستعادة الأمن الى مستوطنات الشمال وإعادة المستوطنين إليها. وقد ضجّت وسائل إعلام الاحتلال بالحديث عن الأوضاع الكارثية في منطقة الشمال وشعور ما تبقى من مستوطنين بخطر حقيقيّ من دخول قوات حزب الله إلى الجليل وتكرار ما حصل في 7 تشرين الأول الماضي في غلاف غزة.
وبرزت تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من بكركي بقوله: «تحدثنا خلال اللقاء عن الوضع في الجنوب وشرحت لغبطته ما يحصل وأكدت أن الحل موجود وهو في تنفيذ القرارات الدولية، من «اتفاقية الهدنة» بين لبنان والعدو الإسرائيلي، والقرار 1701، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط أن يلتزم الجانب الإسرائيلي وينسحب، حسب القوانين والقرارات الدولية، من الأراضي المحتلة. وفي هذه المناسبة عبرت لصاحب الغبطة عن تقديري لزيارته الى الجنوب للاطلاع على أوضاع الأهالي».
مصادر مطلعة أكدت لـ»البناء» بأن الحديث عن ترتيبات وصفقات واتفاقات على الحدود غير واردة قبل انتهاء الحرب في غزة وتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. مشيرة الى أن هذا الاندفاع الدبلوماسي الغربي باتجاه لبنان لنجدة «إسرائيل» وانتزاع ضمانات أمنية لها يعكس المخاوف الجدّية على مصير الكيان الإسرائيلي بعد ضربة 7 تشرين والضربات المتلاحقة في جولات القتال في غزة، وكذلك الأمر في جنوب لبنان، ويعكس أيضاً خشية الكيان من الجبهة الجنوبيّة وما يخطط له حزب الله، ولذلك هو يريد «السترة» لا توسيع الحرب، وكل تصعيده الجويّ يهدف للتغطية على هذه المخاوف وعلى عجزه عن إيجاد حلٍ لهذه المعضلة ومحاولة يائسة لتطمين سكان الشمال الموجودين حالياً والمهجّرين منه.
لكن خبراء عسكريين يحذرون عبر «البناء» من أن فرضية توسع الحرب قائمة ولا يمكن استبعادها كلياً مع عدو مجرم ورئيس حكومة (نتنياهو) يُقامر بمستقبل إسرائيل لإنقاذ مستقبله، وقد يدفع كيان الاحتلال الى توجيه ضربة واسعة النطاق في الجنوب ومناطق أخرى في البقاع وربما في بيروت قبل انتهاء الحرب في غزة بأيام قليلة وذلك بهدف تسجيل إنجازات وانتصارات عسكريّة ولو وهميّة لاستعادة هيبة جيشه وشيئاً من قدرة الردع، لكن بالتأكيد سيقابل بردة فعل قوية وقاسية من قبل المقاومة التي لم تسمح بتعديل قواعد الاشتباك في بداية الحرب عندما كان جيش الاحتلال في ذروة قوته، فكيف في نهايتها وهو يجرجر ذيول الخيبة والهزائم؟».
ونقل موقع «المونيتور» عن مصدر سياسي إسرائيلي، أنّ «فرص التوصل إلى حل دبلوماسي للخلافات بين حزب الله و»إسرائيل» تتضاءل».
بدوره، أشار مصدر عسكري إسرائيلي، بحسب الموقع، إلى «أننا نرصد زيادة مطردة وبطيئة في هجمات حزب الله على «إسرائيل»»، لافتًا إلى أنّه «استمرار التصعيد سيوصلنا لحريق هائل وإن كان حزب الله يريده فسيحدث بالنهاية».
بدورها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين قولهم إنّ «أميركا بعثت رسائل إلى «إسرائيل» ولبنان وحزب الله تحذّر من أن خطر التصعيد مرتفع للغاية». وكشف المسؤولون أنّ «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تناقش بنود اتفاق طويل الأمد يساعد على عودة النازحين الإسرائيليين إلى الشمال».
وتشير جهات مواكبة للوضع الميدانيّ على الحدود لـ»البناء» الى أن خريطة انتشار وحدات وفرق الجيش الإسرائيلي وحركتها بين الجبهات لا سيما بين شمال فلسطين وشمال غزة وجنوبها والضفة الغربية خصوصاً خلال الأسبوع الماضي، تؤشر الى أن الإرباك والتشتت بين الجبهات وسيطرة التعب وانهيار معنويّ كبير في صفوف الجنود والضباط الذين شوهدوا وهم يحتفلون بخروجهم من المعركة في غزة في إطار عمليّة سحب 40 في المئة من الوحدات الخاصة من غزة بعد المعارك الضارية في غزة. ولذلك فإن جيش الاحتلال اضطر الى سحب 10 آلاف جندي من الفرق الخاصة من الحدود مع جنوب لبنان الى غزة، ما يعني أن لا قدرة بشريّة لجيش الاحتلال بشنّ عدون برّي واسع على لبنان في ظل فشله في جبهة غزة، علماً أن المقاومة في لبنان لم تستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراتها وقوتها ولم تزج بفرقها الخاصة في المعارك الدائرة حالياً ولا بقدراتها من الأسلحة المتوسطة والصاروخية النوعية والدقيقة. ولذلك تستبعد المصادر الانتقال الى الحرب البرية والصاروخية الشاملة بين حزب الله و»إسرائيل»، لكن مع احتمال توسّع القصف المتبادل الى حدود تجاوز قواعد الاشتباك الحاكمة منذ بداية الحرب حتى الآن.
ويواصل حزب الله تسديد الضربات النوعية في عمق الأراضي المحتلة في شمال فلسطين، ملحقاً المزيد من الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال.
وأعلن الحزب في بيانات متلاحقة، عن استهداف تجمّعات لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة شوميرا (قرية طربيخا اللبنانيّة المحتل)، وثكنة شوميرا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة)، قوة مشاة إسرائيليّة في محيط موقع المطلة، كما قصف تجمّعاً لضباط وجنود العدو ‏الإسرائيلي في إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخيّة ‏وأوقعت فيها إصابات مؤكّدة.
وزفّت المقاومة الإسلامية الشهيدين المجاهدين على طريق القدس حسين علي عزالدين (أبو نمر) وعبد العزيز علي مسلماني «أبو محمد كربلا».
من جانبه، زعم جيش الاحتلال «قصف مواقع عسكرية وبنى تحتية لحزب الله بعد إطلاق قذائف من لبنان على البلدات الحدودية». وتحدّث عن راجمات صواريخ اتجهت من لبنان إلى الجليل الغربيّ، كما أفيد عن سقوط صاروخ قرب نهاريا في الشمال دون دوي صفارات الإنذار. كما أفيد عن إطلاق ٦ صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى.
إلى ذلك، وفي خطوة لافتة جرى ربطها بتسريب مدير المخابرات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه خلال زيارته الى لبنان منذ أسبوعين، معلومة عن نيّة العدو الإسرائيلي تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات بارزة في المقاومة الفلسطينية في لبنان، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، عن تعيين نيكولا ليرنر الذي شغل منصب مدير عام وزارة الداخلية الفرنسية، رئيساً جديداً للمديرية العامة للأمن الخارجي، خلفاً لبيرنارد إيمييه.
على صعيد آخر، لم تصمد «الصلحة» التي سعى لها الوزيران في الحكومة محمد المرتضى وعصام شرف الدين، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، أمس الأول، فاشتعل السجال مجدداً أمس بعد رد سليم على بيان لميقاتي حول خلفيّة اجتماعهما في السراي الحكومي.
وهدف اللقاء وفق مصادر معنية لـ»البناء» الى تهيئة الأجواء الحكومية والسياسية لإنضاج تسوية في ملف التعيينات في رئاسة الأركان والمجلس العسكري في مطلع العام الجديد. علماً أن وسطاء أيضاً يبذلون الجهود على خط كليمنصو – بنشعي للتوفيق بينهما للغاية نفسها.
وكشف وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري أنّ الأمور أصبحت شبه مسهّلة بشأن تعيين رئيس للأركان، متوقعاً ملء شغور المركز بعد عطلة الأعياد. وفي هذا الإطار، أكّد مكاري في حديث إذاعي أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيزور رئيس تيار المرده سليمان فرنجية مطلع الأسبوع المقبل، لتسهيل هذا التعيين من دون الدخول في تفاصيل الأسماء.
مكاري الذي أمل أن تحمل فترة ما بعد الأعياد إيجابية في حلحلة الكثير من الملفات العالقة، شدّد على أنّ الملف الرئاسيّ مؤجل، مستبعداً انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن تحلّ قصة غزة وفلسطين.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيس ميقاتي معايداً في بكركي. وقال بعد اللقاء: «تطرقنا الى زيارة وزير الدفاع الى السراي، وأستغرب ما ورد على لسانه، فالاجتماع الذي بدأ متوتراً انتهى ودياً وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك، ولكن يبدو أن الوزير أوعز له بتغيير آرائه بعد الاجتماع كما ورد في الصحف، وأنا أعرف من أوعز له، لأن ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الذي أدلى به ليلاً».
ولفت ميقاتي الى أن «المعالجة الأساسية برأي صاحب الغبطة وبرأيي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لإعادة الانتطام العام الى البلد». وأضاف ميقاتي: «كما تحدّثت مع صاحب الغبطة عن الوضع الحكومي وأكدت له أن هدفنا، منذ بداية الشغور في سدة الرئاسة، والى حين انتخاب رئيس جديد، ليس الاستئثار أو السيطرة أو أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، بل أن نقوم بالعمل المطلوب لتسيير أمور الوطن والمواطنين، خاصة أن الجميع يشهد بأننا نحرص على التوازن الوطني وصيانته وعلى حقوق كل مكوّنات الشعب اللبناني والمجتمع اللبناني».
عطلة عيد الميلاد
تحتجب «البناء» يوم الأحد في عطلتها الأسبوعية ويومي الاثنين والثلاثاء بمناسبة عيد الميلاد، وذلك عملاً بقرار نقابتي الصحافة والمحررين واتحادات نقابات عمال الطباعة وشركات توزيع المطبوعات ونقابة مخرجي الصحافة ومصممي الغرافيك، على أن تعود إلى قرّائها صباح الأربعاء كالمعتاد.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram