افتتاحية صحيفة الأخبار:
ضابط ميداني في المقاومة يروي يوميّات الجبهة الجنوبية: لا قدرة للعدوّ على شن حرب... ونتفوّق عليه استخبارياً
على رأس طاولة كبيرة، في قاعة واسعة في أحد المراكز التابعة للمقاومة الإسلامية، في إحدى مناطق جنوب لبنان، جلس الرجل الخمسيني، بثياب مدنية، منتظراً أن يفرغ الشاب الثلاثيني من تجهيز الـ«لابتوب» لبدء عرض الـ«باوربوينت». هدوء الخمسيني لا يوحي بأنه ضابط ميداني كبير، وواحد من مجموعة ضيقة مسؤولة عن قيادة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، وأنه يتولى إدارة قسم كبير من الجبهة التي تشغل وتشاغل قسماً كبيراً من جيش العدو على الحدود مع لبنان، وأنه «مهجِّر» عشرات آلاف المستوطنين من سكان المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة. فيما السترة الجلدية الـ«سبور» النبيذية والسروال الجينز اللذان يرتديهما الثلاثيني يوحيان بأنه مجرد «تقني» سيجهز الـ«لابتوب» وشاشة العرض ثم يغادر. يبدأ العرض بإعطاء الكلام لمن ظننته «تقنياً»، فيبدأ في «تشريح» الجيش الإسرائيلي من أعلى الهرم إلى أصغر فصيل: أسماء الفرق والألوية والسرايا والكتائب والفصائل، مقارّ القيادة، وضعية انتشار العدو وخطوطه، تقسيمات الجبهة، العديد والآليات... حتى تكاد تخاله مقيماً على الجانب الآخر من الحدود!«المبادرة لا تزال بدرجة أعلى بيد المقاومة»، بعد 77 يوماً على اشتعال الجبهة مع العدو، يؤكد الضابط الميداني، ويضيف: «حتى الآن لم تستخدم المقاومة سوى جزء يكاد لا يذكر ممّا في حوزتها. وحتى الأسلحة التي جرّبناها بشكل ضيق جداً لم نستخدم كل الأصناف التي نملكها منها. نحن في مرحلة تفوّق ولا نزال في موقع المبادر، ولسنا مضطرّين في الوضعية الحالية إلى كشف كل أوراقنا».
وللضابط تفسيره للسؤال الذي يردّده كثيرون حول «وجود عدد كبير من الشهداء في صفوف المقاومة»، إذ يشير إلى «أننا وجيش العدو في حركية دائمة، وكل طرف يغيّر تكتيكاته بناءً على مجريات الميدان. في المرحلة الأولى، سقط عدد من الشهداء مع اعتماد العدو تكتيكات سرعان ما وجدنا علاجات لها، ما أدى إلى تراجع العدد. وعندما يرتفع مجدداً فهذا يعني أنه وجد من جهته علاجات لتكتيكاتنا، ما يجعلنا نلجأ إلى تغييرها، وهكذا». أضف إلى ذلك أن وضعية «الحرب غير الكاملة التي نحن فيها الآن لا تفرض علينا الاختفاء تماماً. رغم ذلك، بعيداً عن بعض الأخطاء البشرية، وجدنا علاجات أدت إلى تقليص عدد الشهداء».
تهديدات العدو بشنّ حرب على لبنان في حال لم يسحب حزب الله قواته من جنوب الليطاني، يضعها الضابط الميداني في سياق «الحرب النفسية ومحاولة استيعاب غضب سكان المستعمرات الشمالية. بالطبع نحن جاهزون لذلك، ولكن، في العلم العسكري وبالمنطق، هناك استحالة بأن يكون العدو قادراً على فتح جبهتين معاً. صحيح أن عنصر المباغتة فُقد، إلا أن هذا ينطبق علينا وعلى العدو. ونحن أيضاً نستخلص الدروس مما يجري في غزة. وإذا كان الرهان على قوة التمهيد الناري لدى العدو وقدرته التدميرية، فإنه في المقابل يدرك حجم القدرة التدميرية لسلاح المقاومة. لذلك فإن أوضاع الجبهة تُزان بميزان الذهب في جبهة متحركة وفي ظل قواعد اشتباك متحركة أيضاً».
إضافة إلى ذلك، يقول الضابط الميداني إن المعطيات حول طبيعة تشكيلات جيش الاحتلال على الحدود، تشير الى حالة دفاعية لانتشار المشاة والمدرعات والاستخبارات ومرابض المدفعية، رغم قيامه بتقسيمات جديدة لمناطق العمل واستقدامه تعزيزات ووجود ما يزيد على ثلاث فرق عسكرية، أي نحو 50 ألف جندي، على الجانب الآخر من الحدود. ويلفت إلى أن جزءاً من هذا الانتشار يهدف إلى تعويض تداعيات ما سمّاه الذباب الإلكتروني المعادي بـ«حرب العواميد» (استهداف المقاومة لأنظمة الرادار والمراقبة على طول الحدود). إذ إن العدو أقام سابقاً خطاً دفاعياً «من بين الأقوى في العالم لجهة الاستعلام الاستخباري براً وجواً، إلى جانب جدار اسمنتي وسياج تقني مع نظام تحسس لاسلكي». هذا الخط أصيب بـ«عمى تام» منذ اندلاع المواجهة، ما دفع العدو، بعدما كانت هذه التجهيزات توفّر عليه الاقتراب بشرياً من الحدود، الى محاولة الاستعاضة عنه بنشر ثلاثة خطوط دفاعية، الأول قرب مواقع الحافة الأمامية والمستعمرات الحدودية، والثاني حول المستعمرات على عمق كيلومترين، والثالث بعمق 7 كيلومترات. كما اضطر إلى اللجوء إلى تكتيكات جديدة كاعتماد غير مسبوق، والتنقل بسيارات مدنية، واستهداف مناطق الحافة بشكل متواصل ورمايات استباقية على المناطق التي يمكن أن تستخدم للرمي على قواته، والإطباق الاستخباري البشري على الحافة طوال الوقت، واللجوء إلى حملة إعلامية تهويلية بضرورة عدم استمرار الوضع على كان عليه سابقاً.
ويؤكد الضابط الميداني أن «حجم خسارة العدو على صعيد جمع المعلومات أكبر من حجم خسارة المقاومة التي تمكنت، خلال أسبوعين، من استعادة نسبة 95% من وضعيتها المعلوماتية والاستخبارية كما كانت قبل الحرب. كما أن الاستطلاع من جهتنا بالمسيّرات فوق أراضي العدو مستمر بشكل متواصل، وهناك مسيّرات كثيرة تذهب وتعود من دون أن يتمكن العدو من إسقاطها».
بالعودة إلى «حرب العواميد»، يلفت المصدر في المقاومة إلى أن ما نحن في صدده ليس كاميرات مراقبة من تلك التي تستخدم في المباني والمحالّ التجارية، بل «منظومة تجسس ومراقبة متكاملة وشبكة رادارات وهوائيات يكلّف كل منها مئات آلاف الدولارات. والأهم هو الفائدة الاستعلامية التي توفرها هذه المنظومات للعدو». والحديث هنا عن مراقبة لصيقة لكل منطقة الجنوب بعمق عشرة كيلومترات على الأقل، علماً أن مدى بعض هذه المنظومات يصل إلى 35 كيلومتراً بتغطية ذات جودة عالية، وبعضها الآخر عبارة عن «جهاز استخبارات متكامل»، قادر على جمع المعلومات ومقاطعتها وربطها والخروج بخلاصات وتحقيق اختراقات، وصولاً إلى تجنيد عملاء. ويلفت المصدر إلى أن لبعض هذه المواقع أهمية استراتيجية ترتبط بأعمال عسكرية واستخبارية على مستوى إقليمي، وصولاً إلى سوريا والعراق وربما أبعد من ذلك. ومن أبرزها موقع جل العلام، مثلاً، الذي يضمّ أجهزة هوائيات متطوّرة ومنظومة تشويش ضد المسيّرات ونظاماً بصرياً حرارياً يصل مدى رؤيته إلى عشرات الكيلومترات وراداراً جوّياً للأهداف البعيدة المدى.
************************
افتتاحية صحيفة النهار
تفلُّت “قواعد 8 تشرين” والتهديدات على الغارب
لم تتبدد وتيرة القلق من التصعيد المتدرج في الوضع الميداني في الجنوب خصوصا بعدما تجاوزت المواجهات وعمليات القصف المتبادلة قواعد الاشتباك السائدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، فتوغل الإسرائيليون في القصف والاستهداف الجوي على نحو لافت الى منطقة داخلية متقدمة من إقليم التفاح في شمال الليطاني ورد عليهم “الحزب” بتوغل مماثل بقصف صاروخي لكريات شمونه في عمق الجليل وباستعمال المسيرات في قصف مواقع في مزارع شبعا. لكن هذا المؤشر التصعيدي جنوبا ظل رهن التطورات الجارية على صعيد محاولات جادة لاحلال هدنة إنسانية جديدة في غزة اذا نجحت ستتمدد مفاعيلها حتما إلى الجبهة الجنوبية، كما تؤكد المعطيات، ولو تواصلت التهديدات الإسرائيلية بحرب على لبنان. ووسط هذا المناخ، بدا لافتا ان الداخل السياسي شهد حركة “إعادة لم شمل “حكومية ولو محدودة ومحصورة بالاستحقاقات العسكرية وتحديدا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم برعاية من “الحزب” الذي يبدو كأنه تعمد تظهير عدم تهميشه للملفات الداخلية فيما هو يخوض المواجهات الميدانية في الجنوب، فنادت كتلته النيابية امس بضرورة الإسراع في ملء الشغور الرئاسي.
احتواء الازمة بين ميقاتي ووزير الدفاع حصل بعدما حضر الأخير برفقة وزير الثقافة محمد وسام مرتضى الى السرايا واجتمعا مع الرئيس ميقاتي بناء على طلب مرتضى. وافيد من السرايا ان سليم “أوضح موقفه وعبّرعن أسفه لسوء التفاهم الذي حصل سابقا، مؤكدا احترامه الاكيد والدائم لمقام رئاسة مجلس الوزراء وتقديره لميقاتي وموقعه. وتم البحث في الاوضاع العامة لا سيما الوضع جنوبا ووجوب التعاون ببن الجميع على تحصين الوضع الداخلي وعلى انتظام عمل المؤسسة العسكرية وفقا للقوانين والانظمة والأعراف”. ووصف سليم اللقاء بانه كان “كالعادة مفعما بجو الأخوة والصراحة والمودة، والاحترام المتبادل القائم بيننا على الدوام”. وقال “تداولنا شؤون مؤسسات وزارة الدفاع الوطني، وكل ما يتعلق بأوضاعها لا سيما، موضوع الشواغر في بعض المواقع العسكرية. وأوضحت لدولة الرئيس أن شؤون المؤسسة العسكرية هي من أولى اهتماماتي على الدوام، واني الادرى بشعابها وبما يصب في مصلحتها والمصلحة الوطنية. تناقشنا بعض التفاصيل واتفقنا على أن هذا المسار سيستمر لمعالجة كل ما من شأنه ان يحصّن المؤسسة العسكرية، وأن يصب في خدمة الوطن وسلامته، وأن يقوم الجيش بلعب دوره كما هو على الدوام”.
وكان ميقاتي شدد لدى زيارته امس لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده على “انني لا أريد أن أدخل بأي سجال حول هذا الموضوع لأن العبر هي في خواتيمها والخواتيم لغاية الآن جيدة، وسأظل على مبدئي بعدم الدخول في اي سجال اعلامي مع احد على رغم كل ما يقال. ولقد قلت وأكرر بأن هناك أمرا يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء ومقامه ولا أقبل ان يتعرض أحد له بأي شكل من الأشكال”.
موقفان من الاستحقاق
في غضون ذلك برز موقفان من #الاستحقاق الرئاسي ارتباطا بما جرى في استحقاق التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية .
الموقف الأول لرئيس حزب “القوات اللبنانية ” #سمير جعجع الذي اعتبر انه “إذا كان الرئيس نبيه بري يريد الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتمّ الاستعداد لذلك ، ولكنّ التوافق يكون على غرار ما حصل في موضوع تمديد سن التقاعد لقائد الجيش، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ولا يكون إلّا من خلال الاتّصالات الجانبيّة الهادئة، وليس عبر طاولة حوار إستعراضيّة شهدنا الكثير منها في السنوات الـ15 الأخيرة والتي لم تؤتِ يومًا بثمرة واحدة”.
اما الموقف الاخر فكان لكتلة “الوفاء للمقاومة” التي أعلنت “ان معالجة أوضاع البلاد ورعاية مصالح المواطنين تتطلبان جهودا حكومية ونيابية جادة ومخلصة ومنتظمة، وإذا كان الشغور الرئاسي يشكل ثغرة أساسية كبرى في الانتظام العام وبنية الدولة، فإن الواجب الوطني يقضي بالإسراع في ملء هذا الشغور من جهة وبعدم التفريط ببقية مداميك الدولة، وأن انعقاد جلسة التشريع النيابية مؤخرا هو دليل إضافي على أهمية التفاهم لإنجاز انتخابات الرئيس وتسيير أعمال البلاد والتعاون الدائم للعمل بموجب الدستور وعدم تعطيل مواده تحت أي ذريعة”.
التصعيد الميداني
اما على صعيد الوضع الميداني في الجنوب ومع ان انحسارا نسبيا سجل في المواجهات قياسا بيوم الأربعاء فان معالم التصعيد ظلت تسود معظم انحاء المنطقة الحدودية مع تجدّد القصف الإسرائيلي امس مستهدفا المنازل ومسقطا ضحايا . واستهدفت المدفعية الاسرائيلية الاحياء السكنية في بلدة مارون الراس حيث أصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا واصابته بجروح وهما في العقد الثامن . كما تعرضت اطراف الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي ودوّت صافرات الإنذار في مقر “#اليونيفيل”.
واستهدفت المدفعية الاسرائيلية بركة كفرشوبا على طريق شبعا. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف الخيام في المنطقة الواقعة بين الماري والخريبة. وظهرا تعرضت اطراف بلدتي مارون الراس ويارون لقصف مدفعي متقطع كما طاول القصف محيط حديقة مارون الراس. وأغارت الطائرات الحربية بثلاثة صواريخ “جو-أرض” على منزل خالٍ في بلدة كفركلا . كما استهدف القصفٌ المدفعي الإسرائيلي اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون واطراف بلدات يارون وعيتا الشعب. وأطلق الجيش الإسرائيلي صباحا القنابل الحارقة على أحراش جبل اللبونة والعلام علما الشعب.
ولوحظ ان القصف المدفعي والصاروخي الاسرائيلي من البر والجو على عدد من قرى وبلدات المنطقة الحدودية في الجنوب، تركز معظم ساعات النهار على بلدة كفركلا المحاذية للجدار الإسمنتي الاسرائيلي والخط الازرق، حيث تعرضت البلدة وأطرافها لغارتين من الطيران الحربي وثلاثة غارات من الطيران المسير، إضافة إلى قصف مدفعي من الدبابات ومدافع الهاون، مما ضاعف في حجم الاضرار والخسائر وخصوصا المادية، علما ان غالبية البيوت والمحال في البلدة اصبحت خالية بعد ان اضطر أهالي البلدة على تركها ومغادرة البلدة.
وكانت الليلة السابقة شهدت إحدى أعنف الغارات الجوية الإسرائيلية وأبعدها، حيث أنها نُفذت في مناطقٍ ليست بحدودية وتُعدّ في العمق اللبناني. ونفذت مقاتلات حربية اسرائيلية قصفاً جوياً في عمق مثلث إقليم التفاح – جزّين – أطراف شرق صيدا، وأغارت على أحراج تقع بين منطقتي بصليا وسنيا القريبة من جباع وكفرملكي .
في المقابل، اعلن “الحزب” انه استهدف دوفيف وأفيفيم بالأسلحة المناسبة “وأوقعنا إصابات مؤكدة رداً على إعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية وإستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها”. واعلن استهدافه تجمعا للجنود الاسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ، كما اعلن “شن هجوم جوي بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعةً واحدة على تجمعات العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة” واعلن انه استهدف نقطة الجرداح كما ثكنة راميم وتجمعا للجنود في محيطها . ومساء اعلن استهداف مستعمرتي المطلة ورموت نفتالي .
وفي اطار توجيه التهديدات قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت امس أن “إسرائيل لن تصبر على تهديدات “الحزب”، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي “سيبعد الحزب عن الشمال”. وأوضح غالانت أن “إسرائيل ستبعد “الحزب” عن الشمال دبلوماسياً أو عسكرياً”.
وفي الإيجاز للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي إن “منطقة الجنوب اللبناني منطقة قتال وستبقى كذلك مهما واصل “الحزب” انتشاره فيها والاعتداء انطلاقا منها”.وأضاف: “منذ بداية الحرب يواصل “الحزب” جر لبنان وسكان #جنوب لبنان إلى منزلقات خطيرة”.
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“بروفة” رئاسية بعد العسكرية واستكمال التعيينات إلى السنة الجديدة
ماكرون: نعمل لتجنيب الجنوب النار وإسرائيل تتحدّث عن أنفاق لـ”الحزب”
تراجع الرهان على هدنة قريبة على الحدود الجنوبية ارتباطاً بهدنة مماثلة يجري ترتيبها في حرب غزة. وأخذ المشهد الجنوبي يزداد توتراً في الأيام الأخيرة، ما يعني أنّ الجبهة في لبنان ستنال قسطها من العنف المتمادي في غزة الى أن تسفر الجهود الدولية والإقليمية عن صفقة ما لتبادل الرهائن والسجناء هناك.
وعبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن دقة الموقف على الجبهة الجنوبية، فقال في حديث لوكالة «رويترز» مساء أمس: «نعمل بشكل نشط حتى لا تمتد النار نحو حدود إسرائيل مع لبنان».
وأكد مصدر رئاسي فرنسي أنّ الوضع في لبنان والحرب على غزة سيحضران في محادثات ماكرون مع الملك عبدالله الثاني في الأردن، مكرّراً موقف بلاده من «مخاوف اتساع رقعة الحرب على لبنان». وأشار الى أنّ «المخاطر القائمة والمتعلقة باشتعال المنطقة هي في صلب تحرّك فرنسا، وهناك ضرورة ماسّة لتجنّب اشتعال الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل و»الخط الأزرق»، وهذه الجهود هي في صلب تحرك الديبلوماسية الفرنسية منذ 7 تشرين الأول الماضي».
وفي هذا السياق، شهدت المواجهات ليل الأربعاء الخميس توسيعاً لرقعتها الحدودية، فشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت غابات قرب بلدة بصليا في قضاء جزين، على بعد أكثر من 20 كيلومتراً من الحدود. وأعلن «الحزب» من ناحيته، مسؤوليته عن سلسلة هجمات على إسرائيل، مشيراً إلى أنّه أطلق «صواريخ حارقة» على منطقة حرجية في شمال إسرائيل قرب الحدود.
على صعيد متصل، أوردت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية تقييمات مركز «ألما للأبحاث والتعليم» في الجليل، حول مدى شبكة أنفاق «الحزب» في جنوب لبنان، بمساعدة كوريا الشمالية وإيران، مباشرة بعد حرب لبنان الثانية عام 2006.
وقال تل بيري رئيس قسم الأبحاث في المعهد: «لا يتعلق الأمر فقط بشبكة محلية من الأنفاق الهجومية والبنية التحتية في القرى أو قربها، بل بشبكة أنفاق إقليمية تمتد عشرات الكيلومترات، وتربط منطقة بيروت (المقر المركزي) والبقاع بمنطقة جنوب لبنان والحدود الإسرائيلية».
ومن الشجون الميدانية الى الشؤون السياسية الداخلية، أبلغت مصادر واسعة الإطلاع الى «نداء الوطن» أنّ اللقاءات والمشاورات المكثفة التي تمت بعيدة عن الأضواء، وانتهت الى اتفاق ترجم في مجلس النواب بإقرار اقتراح قانون تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، يمكن البناء عليه في الاستحقاق الرئاسي. وتحدثت المصادر عن دعوة وجّهها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري «عوّل فيها على دوره على هذا الصعيد بعيداً عن الحوار الذي لا طائل من ورائه، كما ظهر في تجربة عام 2006 «. وقالت المصادر: «إنّ المطلوب تحويل البروفة العسكرية الى بروفة رئاسية، فنبدأ بمرشحَين، وإذا وجدنا أنهما غير مقبولين، نذهب الى مرشح آخر أو الى مرشح رابع، حتى التوصل الى توافق على أوسع نطاق ممكن على اسم يمكن الذهاب به الى البرلمان».
في موازاة ذلك، علمت «نداء الوطن» أنه يبدو أنّ اللقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم أمس لم يثمر إلّا كسراً للجليد بين الرجلين، بدليل التصريح الذي أدلى به سليم بعد خروجه من اللقاء، حيث ربط تعيين رئيس للأركان بسلة تعيينات عسكرية شاملة، الأمر الذي قد لا يلاقي توافقاً سياسياً يسمح بتحقيقه.
لذلك، يستبعد المعنيون عقد جلسة قريبة لمجلس الوزراء لبتّ التعيينات، مشيرين إلى أنّ الملف رُحّل الى السنة الجديدة، لافتين إلى أنّ الأجواء توحي، أقله إلى الآن، بأنّ وزير الدفاع لم يبدّل رأيه في شأن التعيينات، وإذا ما قرّر مجلس الوزراء بتّها، فسيقوم بها من خارج سلطة وزير الدفاع.
*****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: إتفاق ميقاتي – سليم عصراً ينسفه وزير الدفاع ليلاً
على وَقع استمرار المواجهات على الجبهة الجنوبية بين المقاومة والقوات الاسرائيلية، والتي تلامس احياناً احتمالات توسّع دائرة الحرب حيث تخرق اسرائيل احياناً قواعد الاشتباك لتقصف مناطق في عمق شمال الليطاني، وبعد تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، لا يتوقع معالجة أيّ من الملفات والاستحقاقات خلال الايام القليلة المتبقية من السنة، فالبلاد تدخل اليوم في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، على أمل ان تشهد السنة الجديدة حلولاً لكل الازمات الداخلية بدءاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يمهّد لإقامة سلطة جديدة.
علمت «الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيبدأ مطلع السنة الجديدة حركة مشاورات في مختلف الاتجاهات، في مبادرة جديدة له تهدف الى دفع الافرقاء السياسيين الى الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي انتظار هذه الحركة يتوقع ان تشهد عطلة الاعياد اتصالات ولقاءات بين المعنيين تأخذ في الاعتبار التطورات الجارية محليا واقليميا ودوليا سواء بما يتصل بالوضع اللبناني او بالاوضاع الاقليمية، خصوصا انّ بعض العواصم المهتمة بلبنان نصحت المسؤولين والقوى السياسية بوجوب الاتفاق على رئيس للبلاد وتشكيل سلطة تستطيع مواكبة ما يحضّر من اتفاقات وتسويات للمنطقة لا يجوز ان يكون لبنان بعيداً عنها او غير مشارك فيها حتى لا يتم بعضها في غيابه وربما على حسابه.
ولفت في هذا الاطار أمس ما عبّر عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان، حيث قال: «إن كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتمّ الاستعداد لذلك، ولكنّ التوافق يكون على غرار ما حصل في موضوع تمديد سن التقاعد لقائد الجيش، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ولا يكون إلّا من خلال الاتّصالات الجانبيّة الهادئة، وليس عبر طاولة حوار استعراضيّة شهدنا الكثير منها في السنوات الـ15 الأخيرة، والتي لم تؤتِ يومًا بثمرة واحدة».
ميقاتي في بكركي
وينتظر ان يكون الاستحقاق الرئاسي وغيره من القضايا المطروحة مدار بحث اليوم في بكركي بين البطريرك الماروني مار بشارة الراعي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يزوره صباحاً للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة، ويتشاوران في التطورات الجارية.
التعيينات العسكرية
في غضون ذلك نجحت وساطة وزيري الثقافة محمد وسام مرتضى والمهجرين عصام شرف الدين في تحقيق التقارب بين ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، لتوضيح المواقف من ملء الشغور في رئاسة الاركان والمجلس العسكري للجيش. فبعد اجتماع الوزيرين بوزير الدفاع، عقد لقاء عصر امس بين ميقاتي وسليم في حضور المرتضى، اوضح فيه وزير الدفاع مقاربته القانونية لملء الشغور والتي تقوم بحسب معلومات «الجمهورية» على تعيين الضباط وفق قانون الدفاع، اي بناء لاقتراح الوزير. لكن سليم طلب وقتاً لإجراء مشاوراته.
واعتبرت مصادر وزارية ان اللقاء في حد ذاته خطوة إيجابية لمعالجة المشكلة القائمة ولو ان النقاش مستمر حول الآلية التي ستُتّبع للمعالجة، حسبما اعلن سليم بعد اللقاء، ما يعني ان المعالجة لن تتم في القريب العاجل. لكن المصادر اكدت ان المهلة لن تطول وكل الامور سائرة في طريق الحل مع مطلع السنة الجديدة.
نسف الاتفاق
وقال سليم لـ«الجمهورية»: «لا شيء بيني وبين الرئيس ميقاتي على صعيد شخصي واللقاء حصل بناء على رغبته، هذا ما أبلغني به صديقي وزير الثقافة محمد وسام مرتضى عندما زارني الاربعاء ونقل لي رغبة رئيس الحكومة بلقائي، وسألني اذا كنت مستعداً لتلبية الدعوة؟ فأبلغته انني وزير دفاع في حكومة يترأسها ميقاتي وبالتأكيد لا أمانع. وهكذا كان. وتوجهتُ الى السرايا واستقبلني بالسلام والقبلات كعادته، وشرحتُ له وجهة نظري من كل ما حصل وأين وقع الخطأ في الرسالة التي وجّهها لي».
ونفى سليم ان يكون قد أسف لميقاتي كما ورد في البيان، موضحا انه تأسّف على الطريقة التي تم فيها التعاطي معه ولم يعتذر لأنه «غير مذنب». وكشف انه اتفق مع ميقاتي الذي طلب منه اقتراح اسماء للتعيين لثلاثة مواقع من بينها رئيس الاركان، وان يبلغه قراره في هذا الشأن والحل الانسب قبل ١٥ كانون الثاني على رغم انه غير مقتنع بهذا التعيين بعد التمديد لقائد الجيش. وأوضح: «خرجتُ على هذا الاساس، لكن بعد صدور بيان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اتصلتُ بمستشاره وقلت لهم انه من المعيب القول انّ مرتضى اصطحبني وكأني طفل صغير، ثم أنا لم أعتذر. وطلبتُ منه إبلاغ الرئيس ميقاتي أنه نَسف الاتفاق، ولينسى عنواني».
رئيسة حكومة إيطاليا
وفي إطار التحركات الديبلوماسية التقليدية في اتجاه لبنان عشية عيدي الميلاد ورأس السنة خصوصا على مستوى المسؤولين الكبار في الدول المشاركة في قوات «اليونيفيل»، تصل الى بيروت غداً رئيسة وزراء إيطاليا السيدة جورجيا ميلوني في زيارة رسمية تستمر لساعات تزور خلالها قيادة قوات «اليونيفيل» للقاء قائدها الجنرال لازارو والكتيبة الايطالية العاملة في إطارها. ثم تلتقي كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ان تغادر بيروت مساء، وستُجري معهما محادثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الجنوب وغزة ودور قوات «اليونيفيل» وما يمكن القيام به لاستعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية.
جنوباً
وعلى الجبهة الجنوبية، تواصلت المواجاهت بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ «مدفعية العدو المتمركزة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة استهدفت الأحياء السكنية في بلدة مارون الراس»، مضيفة أنّ «القصف المعادي (…) أدى الى استشهاد مواطنة وجَرح زوجها».
وكان «الحزب» قد حذّر من أنه سيقابل بالمثل أي استهداف إسرائيلي للمدنيين. وقال في بيانات منفصلة امس إنه شَن سلسلة من الهجمات ضد إسرائيل، بما فيها هجوم باستخدام ثلاث مسيّرات.
وأوضح، في بيان: «دَعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي على القرى والمنازل المدنية واستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها، قام مجاهدو المقاومة الاسلامية الخميس 21-12-2023 باستهداف مستعمرتي دوفيف وأفيفيم (قرية صلحا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «مدنيَين إسرائيليَين أصيبا بجروح طفيفة إثر إطلاق نار في مستعمرة دوفيف» القريبة من الحدود اللبنانية. وأضاف أنه رَدّ على مصادر النيران.
وكان «الحزب» قد أعلن ليل الأربعاء الخميس استشهاد أحد مقاتليه بعد غارة إسرائيلية على منزل في قرية مركبا الحدودية.
كما أنه أعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات على إسرائيل خلال الليل، مشيراً خصوصاً إلى أنّه أطلق «صواريخ حارقة» على منطقة حرجية في شمال إسرائيل قرب الحدود. وذلك رداً على «إحراق حرج الراهب» الناجم من قصف الجيش الإسرائيلي المتّهم باستخدام ذخائر فوسفورية خلال غاراته على جنوب لبنان. كذلك أعلن الحزب انه شن «هجوماً جوياً بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعة واحدة على تجمعات العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة وتم تدميرها». فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف «مركز قيادة عمليات» تابع لـ«الحزب»، واستهدف مقاتلين كانوا مُتجهين نحو الحدود قرب المطلة.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية «أن سكان المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان يشعرون بقلق كبير من أنفاق محتملة لـ«الحزب».
ماكرون
في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «أننا نعمل بشكل نَشط حتى لا تمتد النار نحو حدود إسرائيل مع لبنان». وأشار إلى أنّ «تهديد الحوثيين (حركة أنصار الله اليمنية) لحريّة الملاحة البحريّة لا يُمكن التساهل معه»، في وقت تستمر فيه الهجمات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والمتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
ركود اقتصادي
على الصعيدين الاقتصادي والمالي توقّع البنك الدولي، في تقرير أعلنه أمس، أن تتسبّب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» بعودة الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود، على رغم من التوقعات المتفائلة التي تحركها السياحة وتحويلات المغتربين في البلاد التي تشهد أزمة. وأوضح أنّ تداعيات النزاع الحالي أثّرت على الانتعاش الطفيف الذي حقّقه لبنان الغارق في أزمة اقتصادية عميقة منذ سنوات.
وجاء في التقرير «قبل تشرين الأول 2023، كان من المتوقع أن يسجل الاقتصاد – لأول مرة منذ عام 2018 – نمواً طفيفاً في عام 2023 (بنسبة 0.2%). ويعود السبب في معدل النمو الإيجابي المتوقّع إلى الموسم السياحي الذي حقق عائدات كبيرة في الصيف، وتحويلات المغتربين». لكنه أضاف أنه «مع اندلاع النزاع الحالي، من المتوقع أن يعود الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود في عام 2023. وبافتراض استمرار الوضع الحالي المتمثّل باحتواء المواجهة العسكرية على الحدود الجنوبية، تشير التقديرات إلى أنّ الاقتصاد سينكمش في عام 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الصدمة التي أصابت الإنفـاق السياحي. وعلى وجه التحديد، من المتوقع أن يتراوح انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بين -0.6% و -0.9% وفقاً لحجم الصدمة التي سيشهدها القطاع السياحي».
وأشار البنك الدولي إلى أنّ أكثر من نصف حجوزات السفر إلى لبنان لتمضية العطلة الشتوية أُلغيت، مُحذراً من أنّ «اعتماد لبنان على السياحة وتدفقات التحويلات المالية لا يمثل استراتيجية اقتصادية سليمة أو خطة لحل الأزمة الاقتصادية. فنظراً للتقلبات في قطاع السياحة وتعرضه لمخاطر الصدمات الخارجية والداخلية، لا يمكن لهذا القطاع أن يكون بديلاً عن محركات النمو الأكثر استدامة وتنوعاً».
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يُدخل صواريخ حارقة إلى المعركة رداً على حرائق إسرائيل
تل أبيب تفرض منطقة عازلة… وغاراتها تصل إلى تخوم جبل لبنان
بيروت: نذير رضا
تدهورت جبهة جنوب لبنان (الخميس)، إلى مستويات قياسية من التصعيد، تمثلت في استهداف جديد للمدنيين، وتنفيذ غارات على تخوم جبل لبنان للمرة الأولى منذ بدء الحرب، فيما أدخل «الحزب» أسلحة جديدة عبارة عن «صواريخ حارقة» أطلقها لإحراق أحراج في مستعمرة برانيت، رداً على إحراق أحراج في الجانب اللبناني.
والتصعيد الأخير، هو الأعنف كماً ونوعاً وبالمساحة الجغرافية أيضاً. فقد استهدفت غارات جوية إسرائيلية عنيفة منطقة بصليا القريبة من حدود جبل لبنان الجنوبي، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وتبعد 32 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية، وسُمع دويّ القصف العنيف في مناطق واسعة في الشوف في جبل لبنان، كما في قرى منطقة جزين. ويعد هذا القصف الأبعد عن الحدود منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وجاء القصف بعد ساعات على تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في المنطقة على علوٍّ منخفض، وبعد العثور على مقذوف في وادي بسري، لم تتحدد طبيعته.
وتزامن القصف مع غارات جوية أخرى في المنطقة الحدودية استهدفت منازل ومنشآت مدنية، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه قصف «مركز قيادة عمليات» تابعاً لـ«الحزب»، واستهدف مقاتلين كانوا متجهين نحو الحدود بالقرب من المطلة.
لكنّ الاستهداف الذي تحدث عنه قرب المطلة، تَبين أنه كان لسيارة مدنية كان هناك شابان فيها، وقُتل أحدهما برصاص القنص، وهو مسار آخر من التصعيد، يرتبط باستهداف المدنيين.
استهداف المدنيين ومنطقة عازلة
ووثّقت وسائل إعلام لبنانية مقتل 3 مدنيين، بينهم سيدة مسنة، خلال 48 ساعة. وقُتل مدني، يوم الثلاثاء، في استهدافٍ إسرائيلي لدراجة نارية، تبين أنها لعامل توصيلات في المنطقة، وشُيِّع (الأربعاء)، في بلدته رب تلاتين، ويُدعى حسين بركات. أما الأربعاء، فجرى استهداف سيارة مدنية في كفركلا (المقابلة لمستعمرة المطلة) أسفرت عن مقتل لبناني من البقاع وإصابة آخر بجروح.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثتين في رب تلاتين وكفركلا «تؤشران إلى أن إسرائيل تسعى لقيام منطقة حظر تجول في المنطقة الحدودية، إذ جرى استهداف أي آلية أو مركبة أو دراجة نارية في المنطقة، لمنع أي تحركات مدنية على طول الطرق المحاذية للشريط الحدودي»، مضيفةً أن تلك الاستهدافات ليست الأولى، وبدأت بعد أسبوعين من انطلاق الحرب، ويواصل الجيش الإسرائيلي سعيه لتحويل المنطقة إلى منطقة حظر تجوّل بالنار.
وواصل الجيش الإسرائيلي (الخميس) استهداف المدنيين، إذ أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأنّ مدفعية إسرائيل استهدفت الأحياء السكنية في بلدة مارون الراس، مضيفةً أنّ القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد مواطنة وجرح زوجها. وتبين أن المرأة مسنة تبلغ 76 عاماً، بينما يبلغ زوجها من العمر 80 عاماً. وأعلن «الحزب» عن استهداف مستعمرتَي دوفيف وأفيفيم، رداً على مقتل المواطنة نهاد مهنا وإصابة زوجها.
وبعد الظهر، أطلقت مسيرات إسرائيلية صواريخ باتجاه 3 منازل في كفركلا، بينها منزل خالٍ من السكان يُستهدف للمرة الثالثة منذ بدء الحرب. وجاء هذا الاستهداف لمنازل المدنيين (الخميس)، غداة غارة إسرائيلية مساء الأربعاء، على منزل يقع في أطراف بلدة مركبا، مما أدى إلى مقتل عنصر في «الحزب». وأدى القصف الإسرائيلي الذي لا يزال يقتصر على المناطق الحدودية، منذ 8 أكتوبر، إلى مقتل عشرين مدنياً في لبنان. وأعلن الحزب ليل الأربعاء وفجر (الخميس)، أن عناصره استهدفت مستعمرة «كريات شمونة» الإسرائيلية بصواريخ كاتيوشا، رداً على استهداف إسرائيل القرى والمنازل المدنية اللبنانية.
أسلحة جديدة
المؤشر الثالث على التصعيد، يتمثل في إدخال «الحزب» أسلحة جديدة إلى المعركة، تمثلت في الصواريخ الحارقة التي استهدفت أحراج برانيت، «رداً على قيام العدو بإحراق حرج الراهب». وقال الحزب في البيان إنه «لن يتهاون في الدفاع عن القرى والبلدات اللبنانية وسيتعامل بالمثل مع أعماله العدوانية ضدها».
وتُضاف هذه الذخائر إلى أسلحة أخرى يواظب على استخدامها، بينها الصواريخ الموجهة وصواريخ «كاتيوشا» وقذائف المدفعية وصواريخ «بركان» التي يتراوح وزن الواحد منها بين 300 و500 كيلوغرام، لاستهداف مواقع عسكرية، فضلاً عن المُسيّرات الانتحارية التي أُعلن عن استخدام ثلاثٍ منها (الخميس)، موضحاً أن مقاتليه «نفَّذوا هجوماً جوياً بثلاث مُسيّرات انقضاضية دفعة واحدة على تجمعات العدو المستحدَثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة وجرى تدميرها».
قصف إسرائيلي
كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه هاجم «مواقع الإطلاق، وبنى تحتية إرهابية، ومباني عسكرية، ضمن سلسلة من الأهداف العسكرية لـ(الحزب) في الأراضي اللبنانية». وأشار إلى أنه استهدف المواقع التي هاجمها «بواسطة طائرات مُسيّرة، وطائرات حربية تابعة للقوات الجوية، والدبابات ونيران المدفعية».
إغلاق بلدات الجليل
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن السلطات الإسرائيلية، وبعد تقييم أمنيّ، قررت إغلاق بلدات إسرائيلية على الحدود اللبنانية أمام الدخول والخروج حتى إشعار آخر. وطُلب من السكان المقيمين في هذه البلدات، «تقليل حركة المرور فيها»؛ كما جرى إغلاق تقاطعات وشوارع رئيسية في المنطقة، أمام حركة المرور. وقال المجلس الإقليمي للجليل الأعلى في بيان، إنه «عقِب تقييم واسع للوضع من الجيش، سيجري إغلاق أبواب المستوطنات على طول الحدود اللبنانية أمام الدخول والخروج حتى إشعار آخر».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
توضيب الملفات الخلافية إلى السنة الجديدة.. والرئاسة إلى الواجهة
سليم في السراي يأسف» لسوء التفاهم».. والمقاومة تردُّ بقصف الأحياء السكنية
مع اقتراب حرب اسرائيل على غزة من إنهاء شهرها الثالث والتي ارتبطت بها مباشرة المواجهات الجارية في الجنوب بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والحزب، يمكن وصف يوم امس بأنه كان يوم الرد على استهداف المدنيين، في رسالة لجيش الاحتلال ان المقاومة لن تسكت عن استهداف المدنيين في القرى الجنوبية، فردّت باستهداف مبانٍ سكنية في المطلة والنبي يوشع ودوفيف وأفيفيم.
واستمر الناطق باسم جيش الاحتلال بالتهويل بالسعي لإبعاد الحزب عن المنطقة الحدودية، لإعادة سكان المستعمرات الى مستعمراتهم.
في المقلب الآخر، من السياسة، بداية مصالحة بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، الذي زار السراي الكبير، بعد اتصالات لإنهاء ذيول الإشكال الاخير، بحضور وزير الثقافة محمد بسام مرتضى، وبعد زيارة قام بها الرئيس ميقاتي الى متروبوليت بيروت للارثوذكس المطران الياس عودة.
ومن هناك، اعلن ميقاتي انه لن يقبل ان «يتعرض احد لصلاحيات رئيس الوزراء، ولن ادخل في اي سجال اعلامي مع أحد».
وخلال الاجتماع، أوضح وزير الدفاع موقفه، وأبدى أسفه لـ«سوء التفاهم الذي حصل سابقا»، مؤكدا احترامه «الاكيد والدائم لمقام رئاسة مجلس الوزراء وتقديره للرئيس ميقاتي وموقعه».
وتم البحث في الاوضاع العامة لا سيما الوضع جنوبا ووجوب التعاون ببن الجميع على تحصين الوضع الداخلي، وعلى انتظام عمل المؤسسة العسكرية وفقا للقوانين والانظمة والاعراف.
وعلى الاثر، صرح سليم: «كان اللقاء كالعادة مفعما بجو الأخوة والصراحة والمودة، والاحترام المتبادل القائم بيننا على الدوام.
لكن بالمقابل، بقي الوزير على موقفه من عدم المشاركة في جلسات مجلس الوزراء.
وكشفت مصادر سياسية النقاب عن جهود بذلت في الساعات الماضية لتطويق الخلاف بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، تولى جانبا منها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتبديد محاولات البعض باظهار الخلاف وكانه بين السنّة والارثوذكس، وتكللت بزيارة وزير الدفاع الى الرئيس ميقاتي بالامس، لتبريد الخلاف ووقف تفاعلاته سياسيا واسفرت عن توضيح مواقف سليم مما حصل مؤكدا حرصه على العلاقة التي تربطه برئيس الحكومة استنادا للدستور، وانه ليس في وارد الاساءة اليه او لموقع رئاسة الحكومة ، كما حاول البعض الترويج لذلك، في حين تم الاتفاق على لقاء ثان بين ميقاتي وسليم للبحث والنقاش في تعيين رئيس للاركان وبقية التعيينات العسكرية.
واشارت المصادر إلى ان رئيس الحكومة زار متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، لقطع الطريق على كل الاقاويل التي حيكت حول الخلاف مع وزير الدفاع، ولتوضيح ما جرى.
وينتظر ان يزور ميقاتي صباح اليوم بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي لعرض الاوضاع وتبادل الاراء حول مختلف المواضيع،وتقديم التهاني بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة.
وكان الوضع المالي، مع تغيير سعر صيرفة ورفعه الى 89500 ل.ل، ودفع رواتب الموظفين والمتقاعدين، والوضع المالي عشية الجلسة المقبلة لزيادة بدل الانتاجية والحوافز، عقد اجتماع في السراي الكبير، حضره الوزراء سعادة الشامي ويوسف خليل، وحاكم مصرف لبنان بالوكالة وسيم منصوري ونائبه سليم شاهين والوزير السابق نقولا نحاس.
ملف الرئاسة
سياسياً، قفز ملف ملء الشغور الرئاسي الى الواجهة.. فكتلة الوفاء للمقاومة دعت الى انهاء الشغور «فالواجب الوطني يقضي بالاسراع في ملء الشغور وعدم التفريط ببقية مداميك الدولة».
وحسب زوار عين التينة، فإن الرئيس نبيه بري ومعه الحزب، يعتبران ان الوقت حان ليكون ملف انهاء الشغور الرئاسي بنداً اول على طاولة الاهتمامات في السنة الجديدة..
وحذّر الرئيس بري من أن التأخر بالتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية اذ لا طريق خارج هذا الخيار، تتفاقم الخسائر، وتتزايد التعقيدات، وانه لم يعد جائزاً ابقاء هذا الملف على الاطلاق في مربع «النكايات والشروط التعجيزية».
في السياق، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ان التوافق الذي حصل في مجلس النواب على التمديد لقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية يمكن ان تكون صالحة لمقاربة جديدة لانتخاب الرئاسة، معلناً بأنه اذا كان بري يريد الوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتم الاستعداد، مشيراً الى ان الطريقة الوحيدة للوصول الى التوافق تكون بالمشاورات الجانبية.
وكان جعجع ابلغ الموقف نفسه لسفير الولايات المتحدة الاميركية المنتهية ولايتها دورثي شيا التي زارته في معراب في زيارة وداعية.
البنك الدولي
واعتبر البنك الدولي في تقرير عن «تأثير الصراع في الشرق الاوسط على الاقتصاد اللبناني» ان التدفق الكبير للتحويلات النقدية، شكلت شبكة امان اجتماعي بحكم الامر الواقع..
ومع ذلك تسارع معدل التضخم، على الرغم من النمو الهامشي شديد التقلب.
وقد شرع مصرف لبنان في إصلاحات محدودة ولكنها مشجعة، وسط استقرار نسبي في سعر الصرف. مع ذلك، لا يزال يتعين إدخال تغييرات جوهرية على الرقابة المصرفية وإدارة السياسات النقدية وسياسات سعر الصرف من جانب المصرف المركزي. ولا يزال استمرار غياب تسوية منصفة للقطاع المصرفي تشتمل على توزيع مسبق للخسائر، وعمليات الإنقاذ وإعادة الهيكلة، يقوض آفاق التعافي في لبنان.
أمن الأعياد
وعشية الاحتفالات بعيدي الميلاد ورأس السنة، ترأس وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي اجتماعاً لمجلس الامن المركزي، بحث في الاجراءات اللازمة لتأمين الامن ليلة الميلاد ورأس السنة.
وكشف مولوي ان هناك 462 ضابطاً و6872 عنصراً و292 دورية لحفظ الامن، مشددا علي ان القوى الامنية ستكون بالمرصاد لمطلقي النار بطريقة عشوائية، وسيحال الفاعلون الى القضاء المختص.
الوضع الجنوبي
جنوباً، استفاق الجنوب على صباح ساخن، مع تجدد القصف مستهدفاً المنازل ومسقطاً الضحايا والدمار..
وكان القصف الاسرائيلي المعادي استهدف بلدة مارون الراس صباحًا وأدى الى استشهاد مواطنة وجرح زوجها. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية المتمركزة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة الاحياء السكنية في بلدة مارون الراس بالقصف المدفعي، واصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا واصابته بجروح وهما في العقد الثامن من العمر.
ورد الحزب معلناً استهداف دوفيف وافيفيم بالاسلحة المناسبة واوقعنا اصابات مؤكدة ردا على اعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية واستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها».
كما استهدفت مسيرات انقضاضية للحزب تجمعات العدو في مواقع مزارع شبعا.
***************************
افتتاحية صحيفة الديار
الحزب يرفع نسق عملياته الردعية و«حذر» اسرائيلي من انتقال المقاومة للهجوم
تحذيرات امنية واوروبية من عمليات اغتيال تستهدف قيادات فلسطينية في لبنان
الدولة «السلحفاة» تتحرك والابيض يعد بآلية لاستدامة العلاج: السرطان لا ينتظر!
ارتفع نسق التصعيد على جبهتي غزة وجنوب لبنان، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية مواجهات قاسية في الميدان وتبادل «للرسائل» النارية تزامنا مع محادثات امنية عالية المستوى في محاولة للوصول الى صفقة تبادل جديدة للاسرى ترفض حركة حماس اي تفاهم حولها قبل وقف شامل لاطلاق النار في القطاع، فيما تصر اسرائيل على هدنة مؤقتة. هذا التعثر اشعل الميدان فامطرت المقاومة تل ابيب بالصواريخ التي انطلقت من مناطق دخل اليها الجيش الاسرائيلي، كما واصلت عملياتها النوعية على كافة المحاور في غزة حيث سقط عشرات الضباط والجنود بين قتيل وجريح. جنوبا، كثف الحزب عملياته النوعية، ردا على استهداف قوات الاحتلال للمناطق المدنية ادى الى استشهاد مسنة في بلدة مارون الراس.
ولان محاولة تغيير قواعد الاشتباك لن تمر دون ثمن استهدفت المقاومة المباني السكنية في اربع مستوطنات صهيونية، دوفيف، وافيفيم، كريات شمونة، والمطلة، كما نفذت ثلاثة هجمات بالمسيرات على تجمعات مستحدثة خلف مواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان التصعيد الاسرائيلي يأتي على خلفية قلق جدي يسود في اوساط امنية اسرائيلية من قيام الحزب بخطوة هجومية غير متوقعة عبر الحدود على خلفية «الوهن» المفترض للجيش الاسرائيلي المتعب من الحرب في غزة، ولهذا يضغطون ميدانيا وعبر الضغوط الدبلوماسية الاميركية «لردع» المقاومة!
في هذا الوقت، كشفت تلك المصادر عن «رسائل» امنية مقلقة وصلت الى بيروت حول نية «الموساد» تنفيذ عمليات اغتيال لثلاثة مسؤولين فلسطينيين على الاراضي اللبنانية، وهو امر المح اليه وزير الاستخبارات الخارجية السابق برنار ايمييه، وربما كانت احد الاسباب التي دفعت الى تغييره من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون؟
داخليا، مصالحة «عشائرية» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد تفتح «الابواب» نحو حلحلة في ملف تعيينات المجلس العسكري، وفيما توقع البنك الدولي دخول لبنان في حالة من الركود، تحرك وزير الصحة فراس الابيض على خط ايجاد آلية لاستدامة تامين الادوية المستعصية والسرطانية، بعد انقطاعها عن الكثير من المرضى، وهو ما وصفته مصادر صحية بانه تحرك بطيء في معركة تحتاج الى تحرك سريع مع مرض لا ينتظر، ولهذا لا يجوز ان تبقى المعالجات موسمية ودون حل نهائي. وقالت «لننتظر ونرى»!
«رسائل» نارية متبادلة
ميدانيا، شهدت جبهة الجنوب تصعيدا متدحرجا من قبل الحزب الذي رفع من نسق عملياته النوعية ردا على تمادي جيش الاحتلال في استهداف المناطق المدنية، في «رسالة» واضحة تفيد بانه غير مقيد في التعامل مع اي تحول في الاستراتيجية الاسرائيلية، خصوصا مع التسريبات الاسرائيلية الممنهجة التي كان آخرها الكلام عن اتخاذ كابينت الحرب قرارا بالانتقال الى الهجوم وترك التوقيت لقيادة الجيش في تنفيذ الامر، بعد ان تجاوز الحزب «الخطوط الحمراء»، والخطة الهجومية لن تقف عند 4 كيلومترات فقط، كما يقول الاعلام الاسرائيلي الذي نقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي هارفي هاليفي قوله للجنود في احد المراكز العسكرية في الشمال» ان اسرائيل لن تقبل بالعودة الى الوضع الذي كان قبل هذه المواجهات، سنتقدم الى الامام ونغير الوضع، وكونوا مستعدين».
مخاوف من هجوم للحزب
وفي هذا السياق، لفتت مصادر دبلوماسية الى ان الحديث المتصاعد في المستوطنات عن مخاوف من وجود انفاق لدى الحزب تمكنه من الدخول الى مناطق الشمال في حال حصل تصعيد اكبر في المواجهة، يتزامن مع وجود قلق جدي لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية تم ابلاغه للاميركيين حول احتمال قيام الحزب بخطوة هجومية لاعتقاده ان الجيش الاسرائيلي بات مرهقا بع نحو 75 يوما من القتال، خصوصا ان الحزب كان يتحضّر لهذه المعركة منذ عقودٍ طويلةٍ، واليوم يعتبر التوقيت اكثر من مناسب لوضع الخطط قيد التنفيذ، فإسرائيل وضعت الكثير من مواردها العسكرية في غزّة، في المقابل لم يستخدم الحزب اكثر من 3 بالمئة من ما يملكه وقوات النخبة لديه بعيدة عن ساحة المعركة ولا تزال في جهوزية عالية.ولهذا فان تلك الاوساط تخشى من مفاجأة كبيرة تفوق ما حصل في السابع من تشرين الاول في غزة، ولهذا تضغط اسرائيل ميدانيا وتحاول اثبات العكس في محاول»لردع» الطرف الآخر، فيما وعد الاميركيون بزيادة ضغوطهم الدبلوماسية لضبط اي تصعيد محتمل.
نفاد «الصبر»!
وفي سياق «التهويل» رأى وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل لن تصبر على تهديدات الحزب مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيبعد الحزب عن الشمال. وأوضح انها ستبعده دبلوماسياً أو عسكرياً. وفي الإيجاز اليومي للعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إن «منطقة الجنوب اللبناني منطقة قتال وستبقى كذلك مهما واصل الحزب انتشاره فيها «والاعتداء انطلاقا منها». وزعم انه منذ بداية الحرب يواصل الحزب جر لبنان وسكان جنوب لبنان إلى منزلقات خطيرة.
البحث عن اتفاق؟
ووفقا للمعلومات، ابلغ رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن، ان إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لعدة أشهر بسبب الوضع الأمني على الجانب الآخر من الحدود. وأوضحا بأن إسرائيل تريد اتفاقا يتضمن دفع قوات الحزب إلى مسافة كافية بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود أو أن تكون قادرة على شن هجوم مماثل للذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول.
الوضع الميداني
ميدانيا، استهدفت قوات الاحتلال المنازل السكنية ما ادى الى سقوط شهيدة وتسبب باضرار جسيمة بالممتلكات، فقد استهدفت المدفعية الاسرائيلية المتمركزة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة الاحياء السكنية في بلدة مارون الراس بالقصف المدفعي، واصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا واصابته بجروح وهما في العقد الثامن من العمر . كما تعرضت اطراف الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي ودوّت صافرات الإنذار في مقر «اليونيفيل». واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي بركة كفرشوبا على طريق شبعا. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على أطراف الخيام في المنطقة الواقعة بين الماري والخريبة. كما تعرضت اطراف بلدتي مارون الراس ويارون لقصف مدفعي متقطع مصدره مواقع الجيش الاسرائيلي داخل فلسطين المحتلة. كما طاول القصف المعادي محيط حديقة مارون الراس. وأغارت الطائرات الحربية صباحا بثلاثة صواريخ «جو-أرض» على منزل خالٍ في بلدة كفركلا في جنوب لبنان. كما استهدف القصفٌ المدفعي الإسرائيلي اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون واطراف بلدات يارون وعيتا الشعب. وأطلق الجيش الإسرائيلي صباحا القنابل الحارقة على أحراش جبل اللبونة والعلام علما الشعب.
رد المقاومة الحاسم
في المقابل، اعلن الحزب استهداف، دوفيف وأفيفيم بالأسلحة المناسبة واوقع إصابات مؤكدة رداً على إعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية وإستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها. واعلن ايضا استهداف مراكز تجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية . ايضا اعلن ان شن هجوم جوي بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعةً واحدة على تجمعات العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة.واعلن انه استهدف نقطة الجرداح بالاسلحة المناسبة.
هل دفع ايمييه ثمن «التسريب»؟
في سياق متصل، وفيما اعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن إسرائيل ستعمل على القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل. علمت «الديار» من مصادر دبلوماسية ان تسريبات امنية وصلت الى بيروت تتحدث عن نية مبيتة لدى «الموساد» الاسرائيلي لاستهداف مسؤولين فلسطينيين في لبنان وعلى راس القائمة القياديان في حركة حماس صالح العاروري واسامة حمدان، والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة. ووفقا للمعلومات، فان المخاطر مرتفعة وتتطلب اجراءات استثنائية يجري العمل عليها ميدانيا، وهي معلومات جدية حذر منها، دون ان يقدم اي معلومة حول الاسماء المستهدفة، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية برنار ايمييه خلال زيارته الاخيرة الى بيروت. مع العلم ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ما كرون اعفى ايمييه قبل ساعات من منصبه وعين مكانه نيكولاس ليرنر في المنصب، وهو توقيب يثير «الريبة» وقد يكون دفع ثمن هذه التسريبات خصوصا ان خيبات الأمل التي أصابت الجهاز الخارجي تمتد الى عامين سواء في ما يتعلق بالشرق الاوسط، ومنطقة الساحل في القارة الافريقية، وعدم توقع الحرب في اوكرانيا، ويبدو ان «الكيل» قد طفح الآن بعد ابداء ايمييه حرصه على عدم اهتزازا الامن الداخلي في لبنان!
وعود الابيض لمرضى السرطان؟
في هذا الوقت، وبعد «الصرخة» المدوية من قبل الجمعيات المعنية بمتابعة معالجة مرضى السرطان نتيجة التوقف المفاجىء لوزارة الصحة عن تامين الكثير من الادوية بحجة عدم توفر الاموال، والتي تواكبها «الديار»، ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا ضمن وزير الصحة فراس الابيض والمدير العام للوزارة المال جورج معراوي، واوضح الابيض بعد اللقاء ان البحث تركز على موضوع استدامة تامين ادوية الامراض السرطانية والمستعصية، وتم الاتفاق على حلول تضمن توفير الاموال اللازمة لذلك. وطمان الابيض المرضى، مؤكدا ان الآلية الجاري البحث فيها ستؤمن الادوية بشكل مستمر ومن دون انقطاع!
استراتيجية «السلحفاة»
وفي هذا السياق، استغربت مصادر صحية هذا البطىء في التحرك لمعالجة ملف بهذه الخطورة، وتساءلت عن الاسباب الكامنة وراء عدم استباق الازمة بحلول كان يجب ان تسبق التوقف عن تامين الدواء المدعوم للكثير من المرضى ،خصوصا ان رئيس الحكومة ووزير الصحة يعرفان جيدا ان الطريقة السابقة في التمويل عبر مصرف لبنان، ومن خلال حقوق السحب الخاصة قد وصلت الى نهايتها، والآن يشير الوزير الى ان الآلية الجاري البحث فيها ستؤمن استدامة الادوية، هذا جيد، لكن هل يدرك الوزير ان مرض «السرطان» لا ينتظر؟ وان الكثير من المرضى تتراجع اوضاعهم الصحية نتيجة التأخر في العلاج؟ فمتى ستبصر هذه الالية النور؟ وهل يتحمل الوضع المزيد من التاخير والبحث؟ لا يمكن معالجة هذا الملف على طريقة «السلحفاة»، تقول تلك المصادر، وقد حان الوقت كي ترأف الدولة بهؤلاء المرضى وتكون عونا لهم، بدل ان تزيد آلامهم، أو على الاقل تحفظ كرامتهم وكرامة ذويهم الذين تفوق قيمة العلاجات قدرتهم باضعاف في دولة منهارة على كافة الاصعدة.
مصالحة شكلية في السراي الحكومي!
في غضون ذلك، نجحت مساعي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى في كسر الجليد بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير حليفه التيار الوطني الحر موريس سليم، وقام باصطحاب سليم الى السراي الحكومي حيث اجتمعا مع الرئيس ميقاتي، وزال ما اعتبره سليم سوء تفاهم مؤكدا احترامه وتقديره لميقاتي ومقام رئاسة الحكومة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاجتماع تمهيدي ولم ينه الخلاف الا شكليا، وحتى الان لا تفاهمات نهائية بعد على الحلول. وقد عبر سليم الامر بالقول « القصة ليست قصة رئيس اركان، هناك مؤسستان وهذا الأمر لا يعرفه الرأي العام، ووزارة الدفاع الوطني تضم اربع مؤسسات رئيسية ومؤسسة الجيش واحدة منها وهي المؤسسة الأم والكبرى، وهناك مؤسستان شاغرتان أيضا هما المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة وهاتان المؤسستان ترتبطان مباشرة بوزير الدفاع الوطني، وهناك المجلس العسكري الذي يشكل المؤسسة الرابعة. فرئيس الأركان عندما يطرح موضوعه يطرح بشكل مبتور بالنسبة لحالة الشغور في المؤسسات العسكرية، وهذا موضوع كنت بادرت لمعالجته منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولكن مرت أمور عديدة، جعلت الظروف لا تسمح باكتمال هذه الامور،.وقال ردا على سؤال بان هذا الموضوع لا يزال قيد التداول والنقاش وكل الحلول لن تكون الا وفقا للدستور وقانون الدفاع الوطني بطبيعة الحال. سئل: هل هناك تعيين ام لا؟ اجاب: لا يطرح هذا السؤال بهذه الطريقة بعد جوابي، ولقد قلت وفق الدستور وقانون الدفاع الوطني وهو قيد النقاش؟!
ركود اقتصادي
في هذا الوقت، قدم البنك الدولي امس رؤية متشائمة تجاه الاقتصاد اللبناني، واشار في تقرير الى أن الحرب في غزة تنذر بعودة الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود، رغم التوقعات المتفائلة التي تحركها السياحة وتحويلات المغتربين في البلاد التي تشهد أزمة. وأوضح البنك الذي يتخذ في واشنطن مقرا في تقرير أن تداعيات الصراع الحالي أثرت على الانتعاش الطفيف الذي حققه لبنان الغارق في أزمة اقتصادية عميقة منذ سنوات. وقال قبل تشرين الأول 2023، كان مـن المتوقع أن يسجل الاقتصاد – لأول مرة منذ عام 2018 – نمواً طفيفاً في عام 2023 (بنسبة 0.2%). ويعود السبب في معدل النمو الإيجابي المتوقع إلى الموسم السياحي الذي حقـق عائدات كبيرة في الصيف، وتحويلات المغتربين. لكنه أضاف أنه مع اندلاع الصراع الحالي، من المتوقع أن يعود الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود في عام 2023. وبافتراض استمرار الوضع الحالي المتمثل باحتواء المواجهة العسكرية على الحدود الجنوبية، تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد سينكمش في عام 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الصدمة التي أصابت الإنفـاق السياحي. وعلى وجه التحديد، من المتوقع أن يتراوح انكماش إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بين -0.6% و -0.9% وفقاً لحجم الصدمة التي سيشهدها القطاع السياحي.
امن الاعياد
وعشية الاعياد، أكّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنّ «القوى الأمنيّة حاضرة لتأمين الأمن ليلة الميلاد ورأس السنة، وسيكون هناك 462 ضابطًا و6872 عنصرًا و292 دورية»، طالباً من المواطنين التعاون مع القوى الأمنيّة حفاظًا على أمنهم. وشدّد بعد ترؤسه مجلس الامن المركزي على أنّ «القوى الأمنية ستكون بالمرصاد لمطلقي النار بطريقة عشوائيّة وسيخضع المخالفون للمحاكمة في القضاء المختص».
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
«الحزب » يرعى حلّ مشكلة وزير الدفاع
في ظلّ التحديات الإقليمية، الحاضر والداهم منها، وما فرضته من حاجة ملحّة إلى تفعيل منظومة عمل داخلية تُعنى بمواجهة الخروقات والتهديدات المتنامية في الساحة الجنوبية، تتصاعد وتيرة اعادة التواصل والتنسيق على جبهة «لمّ الصف» وترتيب البيت الداخلي وفق اولوية الامن والاستقرار، بعدما بلغت الامور حدها. على هذا الخط، دخل الحزب بوزيره القاضي محمد وسام مرتضى، وتمكّن بثقافته المعهودة من اصلاح ذات البين او على الاقل ترقيع الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير حليفه التيار الوطني الحر موريس سليم، بزيارة اصطحب خلالها سليم الى السراي الحكومي حيث اجتمعا مع الرئيس ميقاتي، وزال ما اعتبره سليم سوء تفاهم مؤكدا احترامه وتقديره لميقاتي ومقام رئاسة الحكومة.
سليم في السراي
فقد إستقبل ميقاتي في السرايا بعد ظهر امس، وزير الدفاع موريس سليم ، في حضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى. وجاء الاجتماع بناء لطلب الوزير مرتضى الذي اصطحب معه الوزير سليم. وقد أوضح الوزير سليم موقفه وعبّر عن أسفه لسوء التفاهم الذي حصل سابقا، مؤكدا احترامه الاكيد والدائم لمقام رئاسة مجلس الوزراء وتقديره للرئيس ميقاتي وموقعه. وتم البحث في الاوضاع العامة لا سيما الوضع جنوبا ووجوب التعاون ببن الجميع على تحصين الوضع الداخلي وعلى انتظام عمل المؤسسة العسكرية وفقا للقوانين والانظمة والاعراف.
ملء الشواغر
بعد الاجتماع أدلى سليم بتصريح قال فيه: كان اللقاء كالعادة مفعما بجو الأخوة والصراحة والمودة، والاحترام المتبادل القائم بيننا على الدوام. تداولنا في اللقاء في شؤون مؤسسات وزارة الدفاع الوطني، وكل ما يتعلق بأوضاعها لا سيما موضوع الشواغر في بعض المواقع العسكرية. وأوضحت لدولة الرئيس أن شؤون المؤسسة العسكرية هي من أولى اهتماماتي على الدوام، واني الادرى بشعابها وبما يصب في مصلحتها والمصلحة الوطنية. تناقشنا انا ودولة الرئيس في بعض التفاصيل واتفقنا على أن هذا المسار سيستمر لمعالجة كل ما من شأنه ان يحصّن المؤسسة العسكرية، وأن يصب في خدمة الوطن وسلامته، وأن يقوم الجيش بلعب دوره كما هو على الدوام.
رئاسة الاركان
سئل: هل ستحضر جلسة للحكومة لتعيين رئيس الأركان؟ اجاب: المقاربة وللأسف في الإعلام تكون دائما مبتورة. القصة ليست قصة رئيس اركان، هناك مؤسستان وهذا الأمر لا يعرفه الرأي العام، ووزارة الدفاع الوطني تضم اربع مؤسسات رئيسية ومؤسسة الجيش واحدة منها وهي المؤسسة الأم والكبرى، وهناك مؤسستان شاغرتان أيضا هما المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة وهاتان المؤسستان ترتبطان مباشرة بوزير الدفاع الوطني، وهناك المجلس العسكري الذي يشكل المؤسسة الرابعة. فرئيس الأركان عندما يطرح موضوعه يطرح بشكل مبتور بالنسبة لحالة الشغور في المؤسسات العسكرية، وهذا موضوع كنت قد بادرت لمعالجته منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولكن مرت أمور عديدة، جعلت الظروف لا تسمح باكتمال هذه الامور، وقال ردا على سؤال بأن هذا الموضوع لا يزال قيد التداول والنقاش وكل الحلول لن تكون الا وفقا للدستور وقانون الدفاع الوطني بطبيعة الحال. سئل: هل هناك تعيين ام لا؟ اجاب: لا يطرح هذا السؤال بهذه الطريقة بعد جوابي، ولقد قلت وفق الدستور وقانون الدفاع الوطني وهو قيد النقاش.
الحزب
في المقابل، اعلن الحزب «اننا إستهدفنا دوفيف وأفيفيم بالأسلحة المناسبة وأوقعنا إصابات مؤكدة رداً على إعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية وإستشهاد المواطنة نهاد موسى مهنا وجرح زوجها». واعلن «اننا إستهدفنا مراكز تجمع لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية ». ايضا اعلن ان «مجاهدينا شنوا هجوماً جوياً بثلاث مسيرات إنقضاضية دفعةً واحدة على تجمعات العدو المستحدثة خلف مواقعه في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابت أهدافها بدقة». واعلن انه استهدف نقطة الجرداح بالاسلحة المناسبة.
***********************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الخسائر تنهك أهم ألوية النخبة في جيش الاحتلال: جولاني والمظليين خارج غزة واشنطن تعترف بأن جهودها لضمّ السعودية الى حلف البحر الأحمر باءت بالفشل جبهة الجنوب الى تصاعد وقضيّة مستوطني الشمال صداع يوازي قضية الأسرى
اعترف جيش الاحتلال بحجم المأزق الذي يواجهه في الحرب مع المقاومة في غزة، مع الإعلان عن أن خسائر لواء جولاني ولواء المظليين لم تعد تسمح ببقائهما في ميادين القتال، فتمّ سحبهما بهدف إعادة التأهيل والترميم. وكانت الخسائر قبل أسبوعين قد بلغت في لواء جولاني 25% كما قال قائده السابق موشي كابلنسكي، وسحب أي وحدة عسكرية من ميدان القتال لإعادة الهيكلة والترميم يعني أنها خسرت 40% من عتادها وقوامها البشريّ. وما يصحّ في حال هذين اللواءين يصح حكماً في سائر وحدات النخبة التي تقاتل في غزة، لأن ضراوة المعارك على سائر جبهات القتال ليست أقل، مما كانت في الشجاعية حيث كان يقاتل لواء جولاني وجباليا حيث كان يقاتل لواء المظليين. ومع سحب هذين اللواءين وبلوغ نسبة خسائر القوات التي تقاتل في غزة، يكون حجم خسائر جيش الاحتلال وفق التقديرات الحسابية قد بلغ 20 ألف إصابة، من قوات صار حجمها منذ مطلع الشهر قرابة الخمسين ألفاً، بعد نقل عشرين ألفاً هي القوى النظامية التي كانت تنتشر في الضفة الغربية، ونقل عشرة آلاف من العشرين ألفاً الأخرى التي كانت تنتشر على الجبهة مع جنوب لبنان.
دخول جيش الاحتلال هذه المرحلة من التراجع العسكري سيفتح الطريق لمزيد من التراجع حيث سوف تنتشر مكان الألوية التي يتم سحبها تباعاً للترميم، وحدات من الاحتياط أقل كفاءة ومهارة، وأدنى روحاً قتالية. وخلال الأسابيع التي سوف يتم خلالها سحب المزيد من الوحدات تباعاً سيتحول جيش الاحتلال الى مكسر عصا لقوى المقاومة، بينما لن تستعيد الألوية المعاد هيكلتها حيويتها القتالية وقد خرجت مهزومة وتقلص عددها وخسرت كوادر قيادية يصعب تعويضها.
كما اعترف كيان الاحتلال بطريقة غير مباشرة بمأزقه، اعترفت واشنطن بأزمتها، فهي اضطرت إلى الإعلان عن تشكيل حلف بحريّ لمواجهة أنصار الله والحكومة اليمنية في صنعاء، نصرة لكيان الاحتلال، وهي تعتقد أنها سوف تتمكن من توفير غطاء عربي وإسلامي لهذا الحلف عدا عن الغطاء القانوني عبر ضم السعودية التي تجمع الى صفتها كدولة عربية إسلامية كبرى، أنها إحدى دول البحر الأحمر، ما يمنح الحلف الذي تشارك فيه شرعية قانونية في منازعة دولة أخرى على البحر الأحمر على ممارسة السيادة على مياهه. وقد اعترفت واشنطن أنها بذلت جهوداً متواصلة لإقناع السعودية بالانضمام لكنها فشلت. وقد كشف وزير الدفاع الاميركي انه تحدث مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أملاً بضم السعودية الى الحلف لكنه فوجئ بالاعتذار عن المشاركة، لأن السعودية تفضل البقاء خارج الحلف، سواء لأن القضية على صلة بالحرب على غزة، أو لأن الطرف المعنيّ هو اليمن حيث ترغب السعودية بمواصلة جهود إنهاء الحرب.
على جبهة جنوب لبنان واصلت المقاومة عملياتها النوعية وكان الأهم هو استهداف المستعمرات الواقعة خلف الخط الأماميّ، والتسبب بخسائر بشرية ومادية اعترف بها جيش الاحتلال، بينما ربط حزب الله التصعيد باستشهاد امرأة داخل منزلها في الجنوب بقصف إسرائيلي، وتقول مصادر متابعة للجبهة إن التصعيد سوف ترتفع وتيرته، لأن المقاومة وجيش الاحتلال لا يستطيعان خوض المواجهة دون إيقاع خسائر بالطرف المقابل، وسقوط الخسائر سوف يرفع منسوب التوتر، ويستدرج المزيد من التصعيد، وهكذا يحدث التدحرج نحو المزيد والمزيد من التصعيد.
وحافظت الجبهة الجنوبيّة على وتيرة التصعيد بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بموازاة حركة اتصالات مكثفة على الخطوط الدولية لاحتواء انزلاق المواجهات الدائرة على الحدود اللبنانية الفلسطينية الى حرب شاملة. وقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس، «أننا نعمل بشكل نشط حتى لا تمتد النار نحو حدود «إسرائيل» مع لبنان».
وصعدت المقاومة الإسلامية في عملياتها العسكرية ونفذت سلسلة عمليات نوعية، وأعلنت في بيانات متلاحقة قصفها مستعمرة «كريات شمونة» (بلدة الخالصة المحتلة) بصلية صواريخ كاتيوشا، مؤكدة أنها «لن تتهاون إطلاقاً مع المسّ بالمدنيين ولن تسمح باستباحة قرانا وبلداتنا».
كما أعلنت المقاومة عن إطلاقها صواريخ حارقة على أحراج برانيت، مؤكدة أنها لن تتهاون في الدفاع عن القرى والبلدات اللبنانية وستتعامل بالمثل مع أعماله العدوانية ضدها. كما استهدفت مستعمرتي دوفيف وأفيفيم (قرية صلحا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيهما إصابات مؤكدة، ومراكز تجمّع لجنود الاحتلال في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة.
كما أعلنت المقاومة استهدافها نقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة، وثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) وتجمعًا لجنود الاحتلال في محيطها، وكذلك مستعمرتي المطلّة ورموت نفتالي (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة).
وأفاد مراسل «المنار»، بأن «القبة الحديدية الإسرائيلية أطلقت صاروخاً اعتراضياً انفجر في أجواء القطاع الأوسط. فيما زعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، «أننا نعمل بإصرار من أجل إبعاد حزب الله عن الحدود». وفي سياق ذلك، أكد السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل، في حديث تلفزيوني أنه «بعد حرب غزة يجب قلب الطاولة على إيران وأذرعها في المنطقة وتطبيق القرار 1701»، لافتاً الى أن «قائد الجيش العماد جوزاف عون هو رجل المرحلة».
ويشير خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أنه «وعلى الرغم من احتدام المواجهات على الحدود بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع رقعة القصف المتبادل واستخدام أسلحة جديدة، إلا أن معظم الضربات مدروسة ومحسوبة بحدود ألا تؤدي الى حرب شاملة، وبالتالي الجبهة مضبوطة ومحكومة بأمرين: توازن قوى وردع بين الاحتلال وحزب الله على الحدود، إذ أن الطرفين لا يريدان توسيع الحرب لأسباب مختلفة، لكن الفارق أن حزب الله لا يخشى الحرب وأعدّ لها ويملك إمكاناتها وقدرة القتال لمدة طويلة، بينما «إسرائيل» ولو أنها تتمناها لكن في الوقت الحالي تخشاها ولا تملك مقدراتها ولا قدرة الانتصار فيها، بل ستؤدي الى مزيد من الغرق والاستنزاف وتضع الكيان على حافة الزوال، والأمر الثاني وفق الخبراء هي الحسابات الدوليّة والإقليميّة، لا سيّما لدى الولايات المتحدة الأميركيّة التي لا تريد توسع الحرب على الحدود اللبنانية مع «إسرائيل» لتجنيب الكيان هزيمة جديدة، وتجنب الانزلاق الى حرب إقليمية تمس بالمصالح الأميركية في المنطقة في ظل تسخين جبهات اليمن وسورية والعراق». وتوقع الخبراء استمرار «الستاتيكو» القائم مع تصعيد إضافيّ متبادل حتى التوصل الى هدنة في غزة.
وفي سياق ذلك، أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد في حارة حريك أن «المقاومة الإسلاميّة تواصل استنزاف العدو الصهيونيّ على أكثر من محورٍ وصعيد، دعمًا لغزّة ومقاومتها وانتصارًا لقضيّة فلسطين وشعبها وحمايةً للبنان من مخاطر أيّ حماقة قد يندفع إليها الصهاينة الموتورون بهدف التعويض عن صورتهم المقزّزة للبشريّة، بصورةٍ مغايرة، يحاولون تظَّهيرها إمَّا عبر إنجازٍ ميدانيٍ موهوم أو تقدّمٍ سياسيّ مزعوم».
في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، واستهدفت مدفعية الاحتلال المتمركزة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة الأحياء السكنية في بلدة مارون الراس بالقصف المدفعي، وأصيب منزل المواطن ماجد مهنا اصابة مباشرة، مما ادى الى استشهاد زوجته نهاد موسى مهنا وإصابته بجروح وهما في العقد الثامن من العمر. وعملت فرق من كشافة الرسالة الاسلامية على نقل الجثمان والجريح الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، حيث أخضع مهنا للإسعافات الأولية.
وأغارت الطائرات الحربيّة بثلاثة صواريخ «جو -أرض» على منزل خالٍ في بلدة كفركلا في جنوب لبنان. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون وأطراف بلدات يارون وعيتا الشعب. وأطلق صباحاً القنابل الحارقة على أحراج جبل اللبونة والعلام وعلما الشعب.
وأصيب عدد من أفراد عائلة مواطن جراء استهداف منزله بصاروخ موجّه من مسيّرة إسرائيلية، في منطقة «خلة فضة» الواقعة بين بنت جبيل وعيترون. وعملت فرق الإسعاف في «كشافة الرسالة الإسلامية» و»الهيئة الصحية الإسلامية» على نقل المصابين الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، حيث أجريت لهم الإسعافات اللازمة. وتسببت الغارة بأضرار مادية جسيمة في المنزل.
وزعمت القناة 13 الإسرائيلية، أنّ «الدفاعات الجوية اعترضت مسيّرة في الجليل الأعلى تسللت من الأراضي اللبنانية».
على صعيد آخر، استمرّت الاتصالات والمساعي السياسيّة لاحتواء السجال والتوتر بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع الوطني موريس سليم حول ملف التعيينات في رئاسة الأركان. وقد نجح وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، من إصلاح ذات البين بين ميقاتي وسليم، بزيارة اصطحب خلالها سليم الى السراي الحكومي حيث اجتمعا مع ميقاتي، وزال ما اعتبره سليم سوء تفاهم مؤكداً احترامه وتقديره لميقاتي ومقام رئاسة الحكومة.
وتمّ البحث خلال الاجتماع في الأوضاع العامة لا سيما الوضع جنوباً ووجوب التعاون ببن الجميع على تحصين الوضع الداخلي وعلى انتظام عمل المؤسسة العسكرية وفقاً للقوانين والأنظمة والأعراف.
وقال وزير الدفاع بعد اللقاء: «تناقشنا انا ودولة الرئيس في بعض التفاصيل واتفقنا على أن هذا المسار سيستمر لمعالجة كل ما من شأنه أن يحصّن المؤسسة العسكرية، وأن يصبّ في خدمة الوطن وسلامته، وأن يقوم الجيش بلعب دوره، كما هو على الدوام».
ولفت رداً على سؤال حول التعيينات في رئاسة الأركان والمجلس العسكري، إلى أن «هذا الموضوع لا يزال قيد التداول والنقاش وكل الحلول لن تكون إلا وفقاً للدستور وقانون الدفاع الوطني بطبيعة الحال».
إلى ذلك، رحلت الملفات والاستحقاقات الى العام المقبل، وعلى رأسها الملف الرئاسي وسط معلومات تشير الى أنه سيعاد تحريك الملف مطلع العام الجديد بتفعيل الدور الفرنسي وزيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ومسؤولين قطريين، للاستفادة من التسوية السياسية التي حصلت للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون وتوجت بانعقاد المجلس النيابي وإقرار القانون. وعلمت «البناء» أن أطراف المعارضة ستفعل حراكها على خط رئاسة الجمهورية على الصعيد السياسي الداخلي وعلى الصعيد الخارجي، للدفع والضغط على كافة الأطراف للنزول الى المجلس النيابيّ وانتخاب رئيس للجمهوريّة، كما ستقوم بحملة سياسيّة إعلاميّة للضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة الى جلسات متتالية للمجلس لانتخاب رئيس على غرار دعوته الى جلسة لإقرار قانون التمديد.
إلا أن مصادر سياسية أشارت لـ»البناء» إلى أن «حسابات وظروف ملف قيادة الجيش تختلف عن حسابات رئاسة الجمهورية، لا سيما أن نصاب جلسة التمديد 65 نائباً والتصويت 33 نائباً، أما في انتخاب الرئيس فالقاعدة الدستورية مختلفة، النصاب والانتخاب هو 86 نائباً في الدورة الأولى والنصاب 86 والانتخاب 65 في الدورة الثانية، ما يستحيل أن يتمكن أحد الأطراف من فرض مرشحه، وبالتالي المخرج الوحيد لانتخاب الرئيس هو الحوار ونسج تحالفات بين القوى الرئيسية الثلاث التي تشكل المجلس وهي الثنائي الشيعي، التيار الوطني الحر، والمعارضة، وبالتالي التوافق على اسم أو 3 أسماء والنزول الى المجلس وتأمين النصاب والاحتكام الى اللعبة الديمقراطية».
وعلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بيان على كلام الرئيس بري في ملف الرئاسة أمس الأول، بالقول: «إذا كان الرئيس نبيه بري يريد الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية عن طريق التوافق فنحن على أتمّ الاستعداد لذلك، ولكنّ التوافق يكون على غرار ما حصل في موضوع تمديد سن التقاعد لقائد الجيش، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ولا يكون إلّا من خلال الاتّصالات الجانبيّة الهادئة، وليس عبر طاولة حوار استعراضيّة شهدنا الكثير منها في السنوات الـ15 الأخيرة والتي لم تؤتِ يومًا بثمرة واحدة».
لكن أجواء مطلعة على موقف عين التينة لفتت لـ»البناء» الى أن لطالما كان الرئيس بري سباقاً للدعوة الى الحوار في المفاصل الأساسية والدقيقة التي مر بها لبنان، وقد أثمرت بحل الكثير من العقد أمام حل الاستحقاقات الدستورية وغير الدستورية، لكن المدخل الوحيد لحل الاستحقاق الرئاسي، هو الحوار الوطني أو على الأقل بين مكوّنات المجلس النيابي لتكوين نصاب لعقد الجلسة وأكثرية للانتخاب، وإلا ما الفائدة من الدعوة الى جلسات من دون توافق مسبق سوى فرط الجلسة بسبب غياب النصاب كما حصل طيلة الجلسات الماضية؟». وأوضحت المصادر أن ما حصل من توافق سياسيّ مسبق قبل عقد جلسة لإقرار قوانين حياتية ومالية والتمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية أكبر دليل على أن الاستحقاقات لا تنجز إلا بحوار وتوافق يتوّج بجلسة للمجلس النيابي، بمعزل عن شكل الحوار أكان جانبياً أو وطنياً، لكن في استحقاق الرئاسة لا يمكن إلا أن يكون وطنياً أو نيابياً ضمن طاولة حوار لجوجلة المواصفات والأسماء والاتفاق على اسم أو أكثر والنزول الى المجلس للاختيار من بينها.
ولفت مصدر سياسيّ لـ»البناء» الى أن «الملف الرئاسي لن يفتح بشكل جدّي، قبل انجلاء مشهد الحرب في غزة، وتهدئة الجبهة الجنوبية، للوقوف على حقيقة موازين القوى التي ستُفرزها هذه الحرب وتداعياتها على المنطقة والاستحقاقات المقبلة، وبالتالي لا رئيس في لبنان في المدى المنظور إلا إذا حصلت مفاجآت غير متوقعة».
وفي سياق ذلك، رأت كتلة الوفاء للمقاومة «أن معالجة أوضاع البلاد ورعاية مصالح المواطنين تتطلبان جهوداً حكوميّة ونيابية جادة ومخلصة ومنتظمة، وإذا كان الشغور الرئاسيّ يشكل ثغرة أساسية كبرى في الانتظام العام وبنية الدولة، فإن الواجب الوطني يقضي بالإسراع في ملء هذا الشغور من جهة وبعدم التفريط ببقية مداميك الدولة، وأن انعقاد جلسة التشريع النيابية مؤخراً هو دليل إضافي على أهمية التفاهم لإنجاز انتخابات الرئيس وتسيير أعمال البلاد والتعاون الدائم للعمل بموجب الدستور وعدم تعطيل مواده تحت أي ذريعة».
الى ذلك، نفى المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، في بيان، «الأخبار الصحافية المتداولة عن رسالة مزعومة قيل إن الرئيس عون وجّهها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ما يتعلق بالتمديد لقائد الجيش، ويضعها في سياق الشائعات المفبركة التي لا أساس لها من الصحة».
نسخ الرابط :