افتتاحية صحيفة النهار
اشتعال متجدد جنوباً ينذر بفشل الوساطات الغربية
فيما يتوقع ان تنكفئ كل “الحراكات” الداخلية والخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية الى ما بعد نهاية السنة الحالية بما يفرغ المشهد السياسي تماما من أي تطورات بارزة حتى مطلع السنة الجديدة المقبلة ، عاد الوضع الميداني عند الحدود ال#لبنانية الجنوبية مع إسرائيل يرسم معالم القلق والتوجس الى مستويات عالية للغاية. اذ انه في ظل المجريات التصعيدية التي شهدتها الجبهة في الأيام الأخيرة طرحت علامات شكوك متعاظمة في نيات القيادة السياسية الإسرائيلية المتمثلة خصوصا بحكومة #بنيامين نتنياهو حيال الوضع الميداني في “الشمال” أي عند الجبهة مع لبنان وسط التقارير التي لا تزال تورد معلومات ومعطيات عن وضع خطط إسرائيلية للقيام بحرب لابعاد “الحزب” الى شمال الليطاني . ولعل اللافت في التطورات التي حصلت في الأيام الثلاثة الأخيرة انها شكلت تصعيدا عنيفا في وقت تكثفت فيه المساعي والجهود الديبلوماسية في محاولات تبريدية للجبهة الجنوبية بما يحول دون تعاظم خطر انتقال الحرب الواسعة الى لبنان . واستوقف عدد من المراقبين ان التصعيد حصل مواكبا الزيارات الأميركية لإسرائيل كما التحرك المكوكي لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بين إسرائيل ولبنان الامر الذي يستدل منه ان الديبلوماسية الساخنة الحيوية لم تفلح بعد في نزع فتيل خطر انزلاق لبنان ، وبالأحرى توريطه ، نحو مواجهة شاملة بين إسرائيل و”الحزب” . واتسم العنف الميداني امس في الجنوب بدلالات خطيرة كان من ابرز معالمها تكثيف الغارات الإسرائيلية فيما سجل تطور بارز من جهة “الحزب” تمثل بادخاله صواريخ ارض – جو الى المواجهة .
ولفت المراقبون الى ان ثمة اختبارا دقيقا سيضع الوضع على الجبهة الجنوبية امام محك مهم وهو العمل الجاري بقوة لاحلال هدنة بين عيدي الميلاد ورأس السنة في غزة ، وهي هدنة يفترض ان تنسحب على الجنوب اللبناني اسوة بما حصل لدى اعلان الهدنة السابقة في غزة . فاذا ظلت المواجهات مستمرة في الجنوب رغم الهدنة سيشكل ذلك مؤشرا مثيرا للقلق لجهة تبلور حسابات حربية مختلفة حيال الجبهة اللبنانية سعيا الى فصل الربط القائم بين الجبهتين .
في هذه الأجواء سيطرت الأجواء المتوتّرة على منطقة العمليات في القطاعين الغربي والأوسط منذ الصباح فيما حلقت الطائرات المسيّرة الإسرائيليّة فوق بلدتي مجدل زون وشمع. وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي أكثر من غارة على منطقة حرشية بين عين ابل وبنت جبيل.كما شن 6 غارات على الحدب والراهب في عيتا الشعب. وفي ساعات النهار، تعرضت اطراف بليدا الشمالية من جهة ميس الجبل لقصف مدفغي على بعد امتار من تشييع حسن ابراهيم كما افيد عن قصف مدفعي على مقربة من المنازل في عيترون. وسقطت قذيفتان على أطراف حديقة إيران في مارون الراس.وطال قصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف حولا.وتعرضت اطراف بلدتي يارين ومروحين واطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي مباشر .واستهدف الجيش الإسرائيلي بالقذائف المدفعية، منطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا واطراف البلدتين.وسجل تحليق مكثف لطائرات تجسس اسرائيلية من نوع “ام ك” فوق بلدات منطقة النبطية واقليم التفاح وعلى علو منخفض.وتعرضت اطراف بلدات رامية، بيت ليف وعيتا الشعب لقصف مدفعي.كما طاول قصف كثيف خراج بلدة كفرشوبا . افيد عن تعرض أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي، كما سجل قصف كثيف على خراج بلدة كفرشوبا، ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا وأطراف البلدتين. وافادت معلومات عن تعرض سيارة لرصاص قناص إسرائيلي على طريق كفركلا وسقوط شاب ضحية برصاص القنص.والى ذلك، نفذت طائرة مسيرة اسرائيلية عصرا غارة على منطقة وادي حامول الواقعة ما بين الناقورة وطيرحرفا. وليلا شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت منزلا في مركبا وسارعت الطواقم الطبية لجمعية الرسالة لإخلاء الإصابات وذكر أن صاحب المنزل إبراهيم رسلان سقط ضحية الغارة فيما كان أفراد عائلته خارج المنزل .
في المقابل، اعلن “الحزب “إستهداف موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة كذلك، اعلن الحزب إستهداف موقع الراهب بصواريخ بركان .وفي بيان آخر، أعلن الحزب استهدافه مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها اصابات مباشرة.كما اعلن استهدافه قوة مشاة اسرائيلية في محيط موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات مباشرة”.واعلن”الحزب” مساء انه استهدف مروحيتين عسكريتين إسرائيليتين في أجواء شتولا ، شوميرا ، وايفن مناحم بصواريخ ارض جو مما اجبرهما على مغادرة أجواء المنطقة على الفور . وكان الجيش الإسرائيلي قد اعلن إطلاق صاروخين دفاع جوي من لبنان تجاه مروحية تابعة له.
مغادرة شيا
في غضون ذلك بدأت السفيرة الأميركية دوروثي شيا جولة وداعية على المسؤولين والقيادات تمهيدا لمغادرتها لبنان في نهاية السنة بعدما صوّت مجلس الشيوخ الأميركي الخميس الماضي على تأكيد تعيين ليزا جونسون سفيرة جديدة للولايات المتحدة في لبنان، وهي تستعدّ لتسلّم مهماتها الدبلوماسية في مطلع كانون الثاني المقبل. ويُتوقّع وصول السفيرة جونسون في أوائل كانون الثاني المقبل.وفي ظلّ الفراغ الرئاسي ستكون جونسون قائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية لتقديم أوراق اعتمادها له.
وبعد التمديد لقائد الجيش تكثفت المساعي لاستكمال الفصل الثاني بتعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء اذا تأمن التوافق على تعيين اعضاء المجلس العسكري، في صدارة الاهتمام السياسي. ووقّع امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة.
اما في تداعيات التمديد لقائد الجيش فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس المجلس النيابي #الياس بوصعب الذي اعترض على “الكلام الذي سمعناه بالامس ونسب لرئيس الحكومة وان كان هذا صحيحاً كما يقول رئيس الحكومة بأنه يعتبر وزير الدفاع قد انتهى بالنسبة اليه ولا يستطيع التعاون معه، أريد أن اقول للرئيس ميقاتي: من مسؤولية رئيس الحكومة التعاطي مع كافة الوزراء وأنا أكيد انه لا يقصد الكلام بهذا الشكل، ربما الإعلام ظهره هكذا، أتمنى على رئيس الحكومة توضيح هذا الموضوع، وزير الدفاع موجود بوزارته وهو عضو بالحكومة مثله مثل رئيس الحكومة، اي اذا إنتهى وزير الدفاع بمهامه في وزارته، هذا معناه أن الحكومة انتهت وانتهى رئيس الحكومة بنفس الطريقة، اتمنى على دولة رئيس مجلس الوزراء معالجة هذا الأمر، الكلام بحق وزير الدفاع بهذا الشكل لا يعطي نتيجة، نحن نريد إيجاد طرق لحل المواضيع وليس تعقيدها” .
الحوافز للموظفين
على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي فاعلن امس الرئيس نجيب ميقاتي “أن الحكومة عازمة على اعطاء الموظفين كل الحوافز المالية، بما يتواءم مع واقع المالية العامة وضرورة الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والنقدي”. وقال “لقد كنت مبادرا، وقبل أي مطالبة، الى طرح موضوع إعطاء الحوافز المالية للموظفين والعاملين في القطاع العام، وهذا الموضوع لا تراجع عنه، ونحن ملتزمون بسريان مفعول تلك الحوافز بمفعول رجعي إعتبارأ من الاول من شهر كانون الاول الحالي. ونحن في صدد استكمال البحث في طلب المتقاعدين ولاجراء المزيد من المشاورات بشأن الزيادة التي تطالهم”. ولفت الى “ان في إطار قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية لإعادة الإنتظام إلى مختلف المرافق العامة، وفي سبيل تحسين الأداء وتعزيز كفاءة العمل وحث الموظفين على المواظبة على الحضور إلى مراكز عملهم وتأدية مهامهم والقيام بواجباتهم، وبُغية جمع المعلومات الضرورية حول ضبط الحضور والإنصراف، ولتنفيذ نظام يعتمد على وجود بصمة إلكترونية، طلب من كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وإتحادات البلديات والمجالس والهيئات إجراء مسح شامل بشأن حاجاتها لآلات بصم إلكترونية، وذلك بحسب النموذج المرفق، على أن يتم إيداعه جانب مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية المكلف مُتابعة تنفيذ مضمون هذا التعميم”.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الحزب” يُشيّع 6 عناصر ولا يتوقّع “حرباً شاملة”
واشنطن تريد وقف النار جنوباً وإسرائيل تشترط “الفصل السابع”
قبل أقل من شهر، شهدت جبهة الجنوب هدنة توقفت خلالها الأعمال الحربية بضعة أيام، بعد سريان هدنة مماثلة في حرب غزة. لذلك يسود اعتقاد أنّ الجهود الإقليمية والدولية الناشطة حالياً، ستعيد تكرار الهدنة نفسها إذا ما تكللت بالنجاح في أي وقت من الأوقات من الآن فصاعداً، علماً أنّ هناك خصوصية ميّزت أخيراً الجبهة الجنوبية في المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن في تل ابيب.
وفي هذا السياق، أبلغت مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ هناك «تبايناً أميركياً إسرائيلياً واضحاً، فالأميركي يقترح وقفاً لإطلاق النار على الحدود الجنوبية، ثم الضغط لتنفيذ القرار 1701، بالتوازي مع إطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البرية. فيما يصرّ الإسرائيلي على إدخال تعديلات على القرار تنقله إلى الفصل السابع، ما يعطي الإسرائيلي ضمانة أميركية بسيادة الهدوء على طول الجبهة الجنوبية طيلة التفاوض على الحدود».
وأوضحت المصادر أنّ إيران التي «استفادت اقتصادياً وسياسياً إلى الحد الأقصى، بسبب الحرب في غزة، وعلى الحدود اللبنانية، وصولاً إلى اليمن، ليست في وارد التورط أو الدخول في حرب، حتى لو أشعل نتنياهو جبهة لبنان». وقالت: «كل تركيز إيران، كان ولا يزال على حماية «الحزب»، وهي تعتبر أنّ الكلفة التي دفعها الحزب، خصوصاً على المستوى البشري عالية جداً في معركة تعاطى مع نتائجها ولم يكن شريكاً في أسبابها».
وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة «رويترز» أمس نقلاً عن مصادر مطّلعة «أنّ «الحزب» يدفع ثمناً متزايداً خلال أسابيع من الاشتباكات مع إسرائيل التي قتلت أكثر من 100 من عناصره، لكنه لا يتوقع حرباً شاملة حتى مع زيادة عدد القتلى واستمرار الصراع». ونقلت الوكالة عن المسؤول في «الحزب» الشيخ يوسف سرور أنّ هناك تعهداً بـ» دعم جبهة غزة» حتى النهاية، وتخفيف الضغط عليها «قدر الإمكان»، لكنه استدرك أنّ «الحزب» يتصرف بطريقة «لا تفجّر الوضع بشكل عام» .
وقال نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع وكالة «مهر» الإيرانية، إنّ توسّع رقعة المواجهة مع إسرائيل «احتمال وارد، لكن لا نستطيع أن نشَخِّص لا التوقيت ولا الظروف ولا الحالة التي تؤدي إلى هذا التوسّع».
وفي إسرائيل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارة لجنود الاحتياط على طول الحدود الشمالية، إن إسرائيل «لن تعود إلى الوضع السابق» على الحدود، وستضمن «حالة أخرى أكثر أماناً» لسكان البلدات الحدودية. وأضاف: «مهما سارت الأمور، سيكون هناك الكثير من العمل هنا في العام المقبل». وحذرت إسرائيل بشكل متزايد من أنه «إذا لم يدفع المجتمع الدولي قوات «الحزب» بعيداً عن حدودها بالوسائل الديبلوماسية، فإنها ستتخذ إجراء».
وفي إطار تفاعل ملف لبنان خارجياً، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أنّ «موسكو تبذل كل ما في وسعها لمنع المزيد من تصعيد التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان».
وأشارت إلى أنّ «الوضع على خط التماس بين لبنان وإسرائيل، يتصل مباشرة بما يحدث في قطاع غزة، والمناطق الفلسطينية الأخرى».
******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : جبهة الجنوب تصعيد .. التعيينات العسكرية لم تنضج .. وبرّي: الرئاسة شغلي الشاغل
سلك قانون التمديد سنة لقائد الجيش العماد جوزف عون ومن هم برتبة لواء من الضباط، طريقه من حكومة تصريف الاعمال، الى النشر (ربما اليوم) في الجريدة الرسمية وفق الاصول المرعية، ليدخل حيز النفاذ الفعلي. وليُحال أمره خلال الأسبوعين التاليين لنشره الى المجلس الدستوري، ربطاً بالطعن بهذا القانون، المحضّر من قِبل «تكتل لبنان القوي». فيما تبقى مسألة ملء شواغر المجلس العسكري معلّقة في انتظار أن يقدّم وزير الدفاع موريس سليم اقتراحاته في هذا الشأن الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للبتّ بها في مجلس الوزراء.
وإذا كان هذا التمديد قد تقدّم في الأيام الأخيرة على ما عداه من ملفات داخليّة، واتخذ صفة العجلة والأولوية تحت عنوان «الحفاظ على المؤسسة العسكرية واستمراريتها والنأي بها عن أي خلل وارباك»، الاّ انّ إقراره بالشكل الذي أُخرج به، أيقظ الحماسة السياسية للتفرّغ لإعادة تحريك «الاولوية الرئاسية» في اتجاه بلورة مخرج توافقي يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية خلال الاسابيع القليلة المقبلة، بدءًا من مطلع السنة الجديدة. وهو ما يجب أن يحصل كما أكّد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ«الجمهورية»، باعتبار انّه « كلما تأخّرنا في التوافق الذي لا بدّ منه لانتخاب رئيس للجمهوريّة، تزداد التعقيدات، وتتفاقم الأضرار، وبالتالي لم يعد جائزاً على الإطلاق، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، ومن ضمنها لبنان، إبقاء هذا الملف في مربّع النكايات والشروط التعطيلية».
وإذا كان بري يشدّد على أنّ أولوية حسم الملف الرئاسي، هي الأساس الذي ينبغي ان تنطلق منه السنة الجديدة، ويشاركه في ذلك الرئيس ميقاتي، حيث أنّ وضع لبنان، والظروف المحيطة به تحتّم ذلك. فإنّ معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» تؤكّد أنّ الجهات السياسيّة المسؤولة المعنية بهذا الاستحقاق، وبناءً على ما استُجد من تطوّرات سواء في الميدان الفلسطيني او على الجبهة الجنوبية، بات يعتريها خوف جدّي من عامل الوقت، وخشية أكبر من عدم قدرة الواقع اللبناني، بوضعه الحالي الشاذ رئاسياً، على اللحاق بهذه التطورات والوقائع التي قد تنشأ عنها لاحقاً.
ونقل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن الرئيس بري تأكيده بأنّ «شغله الشاغل بعد الأعياد انتخاب رئيس الجمهورية، وانّ هذا الموضوع ستكون له الاولوية عنده حتى انتخاب رئيس الجمهورية».
اسطوانة التعطيل
وإذا كانت هذه التطوّرات تفترض ان تشكّل في حدّ ذاتها، حافزاً لأطراف الصراع الرئاسي للسير في الخط المعاكس لمسار التعطيل المعتمد منذ ما يقارب سنة وشهرين، الّا انّها ، رغم المخاطر التي تحتويها، على مستقبل لبنان، لا تبدو انّها قد استحضرت العقلانية والواقعية إلى عقول التعطيل، بدليل عودة بعض الاطراف الى عزف اسطوانة الشروط التعطيلية ذاتها، والإصرار على مواصفات خلافية للرئيس العتيد وصبغه بألوان سياسية وحزبية معيّنة.
والرهان هنا، كما تقول مصادر سياسية مسؤولة، على الحراك الخارجي المنتظر، سواءً من قِبل القطريين، او من قِبل الفرنسيين، الذين ابلغوا المستويات الرسمية في لبنان عزم باريس على اطلاق حراك نوعي اكثر زخماً من السابق، بعد رأس السنة. ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا نبّهت الى انّ لبنان على حافة احتمالات صعبة، لا بدّ له من ان يعمل لاحتوائها ومنع حصولها، سواءً بعدم مفاقمة التصعيد على الحدود الجنوبية، وكذلك بعدم تأخير انتخاب رئيس للجمهورية. كاشفة في هذا السياق أنّ الحركة الفرنسية المتجددة، تهدف إلى جعل بلورة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، أمراً ميسّراً في هذا الوقت.
«فلنتلقف الجهد الخارجي»
وإذ لاحظ مرجع سياسي مسؤول «أنّ دول الخارج تسبقنا في ما هو واجب علينا ان نسبقها فيه»، قال لـ«الجمهورية»: «سعاة الخير يبذلون جهداً، ومعلوماتي تؤكّد انّ القطريين سيجددون مسعاهم في بيروت في القريب العاجل، والفرنسيون قالوا انّهم سيبادرون، وامام هذا الجهد، دورنا محدّد بأن نتفاعل ايجاباً مع الجهد الخارجي ونتلقفه بتغليب إرادة التوافق، وأسماء المرشحين معروفة، ليس بالضرورة التوافق الشامل، بل توافق الممكن على النزول بمرشّح او اثنين او اكثر الى مجلس النواب، والالتزام بتوفير نصاب انعقاد جلسة الانتخاب، والاستمرار فيها حتى انتخاب الرئيس».
ورداً على سؤال عمّا اذا كان التوافق ممكناً، قال: «التوافق لا بدّ أن يحصل، وسيحصل في نهاية الأمر، وكلما تأخّرنا في ذلك، فكأننا ننكي أنفسنا ونشتري ما يؤذينا ويؤذي بلدنا للاشيء، وهذه هي حالنا حالياً مع الأسف».
اضاف: «مخطئ من يقول إنّنا لا نستطيع أن نتوافق، فلدينا تجربة توافقية ناجحة «بعدها طازة»، تجلّت قبل أيام قليلة في جلسة التمديد لقائد الجيش والضباط ممن هم في رتبة لواء، حيث تمّت بالتوافق بين توجّهات سياسية مختلفة. وهذا التوافق الذي حصل في جلسة التمديد نستطيع ان نستنسخه ونسقطه على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».
وتجنّب المرجع عينه الحديث عن تفاؤل مسبق حول التحرّك المنتظر، واكتفى بالقول: «يتحدثون عن جهد مضاعف لصياغة توافق يعجّل في انتخاب رئيس للجمهورية، لن أستبق الامور وأجازف بالتفاؤل، كما لا أجازف بالتشاؤم. وطالما انّ جوهر الحراك كما قيل لنا هو مساعدة اللبنانيين على التوافق، فهذه في رأيي فرصة مهمّة من الواجب التجاوب معها».
المهمّة صعبة
الاّ انّ مصادر سياسية أخرى تصف الحراك المنتظر بـ«المهمّة الصعبة»، وقالت: «بمعزل عن شكل ومضمون هذا الحراك، فأمامه حاجز داخلي ما زال منصوباً بذات الشروط التعطيلية، امام اي جهد داخلي او خارجي. واحتمال أن يكسر هذا الحاجز في الأساس ضعيف جداً، حيث أنّ سماكة هذا الحاجز تتبدّى في أنّ كل طرف لم يتراجع حتى الآن عن مرشحه، ويعتبره الأصلح لرئاسة الجمهورية، واما السماكة الأكبر فتتبدّى في انعدام إرادة التوافق وعدم التجاوب مع أي مسعى او دعوة في هذا الاتجاه».
تعيينات ولقاءات
على صعيد سياسي آخر، لا جديد على خط المشاورات المتعلقة بتعيين اعضاء المجلس العسكري الثلاثة (رئيس الاركان والمفتش العام ومديرالادارة)، ما يعني وفق مصادر وزارية لـ»الجمهورية»، ترحيل التعيينات الى مطلع العام المقبل، على امل حصول توافق بين معظم الاطراف المكونة للحكومة، إن لم يكن كلها، على ملء الشغور العسكري.
وجرى تناول هذا الامر خلال استقبال الرئيس ميقاتي للنائب طوني فرنجية، الذي كان له لقاء امس الاول بوفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي». وابلغ المستشار السياسي لرئيس «التقدمي» حسام حرب الى «الجمهورية» قوله: «انّ اللقاء أتى في سياق انفتاح الحزب ورئيسه تيمور جنبلاط على كل القوى السياسية والكتل النيابية، لمناقشة كل الاوضاع القائمة، من حرب غزة وانعكاسها على لبنان وسبل تجنّب امتدادها، الى موضوع رئاسة الجمهورية والشغور في قيادة الجيش. وستتواصل جولة الحزب والكتلة، وسيُعقد قريباً لقاء في بنشعي مع رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ولقاءات خلال الايام المقبلة مع تكتل النواب السنّة وكتلة التوافق الوطني بعد عودة النائب فيصل كرامي من السفر، وحزب الطاشناق».
وحول التعيينات قال حرب: «لا مشكلة لدى «المردة» في هذا الموضوع، والشغور في قيادة الجيش هو هاجس لديهم كما هو لدينا، وهم حريصون على المؤسسة العسكرية، واعتقد انّه اذا حصل تفاهم وتوافق سيشاركون في جلسة مجلس الوزراء لتعيين اعضاء المجلس العسكري مطلع العام المقبل».
وحول موقف «التيار الوطني الحر» المعترض؟ قال حرب: «لا توجد قطيعة مع اي طرف، وسبق وحصلت لقاءات مع النائب جبران باسيل وبين نواب الكتلتين، فلا مشكلة شخصية «لتيمور بيك» مع اي طرف لا مع «المردة» ولا مع التيار، لكن من دون تغيير موقفه من المرشح لرئاسة الجمهورية».
وعلمت «الجمهورية»، انّ وزير المهجرين عصام شرف الدين الذي التقى وزير الدفاع موريس سليم مكلّفاً من مجلس الوزراء، نقل أجواء إيجابية من الوزير الى الرئيس ميقاتي حول التعيينات. وانّ سليم سيُجري اليوم اتصالات بهدف الوصول إلى التوافق.
توتر متصاعد
في غضون ذلك، كانت الجبهة العسكرية على الحدود الجنوبية تشهد تأزماً ملحوظاً مع تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المناطق اللبنانية، حيث افيد عن سلسلة غارات عنيفة نفّذها الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في مركبا، واطراف عيتا الشعب، كفر كلا، الناقورة، وادي السلوقي، ويارون، ومنطقة حرشية بين عين ابل وبنت جبيل، واطراف عيترون ومحيط كفر شوبا، ومنطقة الطراش بين ميس الجبل ومحيبيب. كما قصفت مدفعية العدو اطراف حديقة ايران في مارون الراس، تلة العويضة، حرج يارون، أطراف السلامية، حلتا، راشيا الفخار، كفرشوبا، كفر حمام، اطراف ميس الجبل، رويسة حولا، تلة الحمامص، مروحين، يارين، جبل اللبونة، وتعرضت اطراف بليدا الشمالية من جهة ميس الجبل لقصف مدفعي على بعد امتار من تشييع «الشهيد حسن ابراهيم». كما استهدف العدو تل النحاس، حيث افيد أنّ رصاص القنص الاسرائيلي ادّى الى استشهاد مواطن في سيارة مدنية واصابة آخر بجروح. كما انفجر صاروخ اسرائيلي في اجواء بلدة رميش.
عمليات مكثفة
في هذه الاجواء، اعلن «الحزب» عن سلسلة عمليات نفّذتها «المقاومة الاسلامية» واستهدفت قوة مشاة اسرائيلية في محيط بركة ريشا، موقع العباد، موقع الراهب، مرابض مدفعية في خربة ماعر، موقع ريسات العلم. كما تمّ إطلاق صاروخين موجّهين على مستعمرة المطلة. كذلك أطلقت رشقة صواريخ على موقع السماقة في تلال كفر شوبا. واعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن اطلاق 6 صواريخ من سوريا نحو شمال الجولان. ودوّت صفارات الانذار في مسعدة وعين قينيا شمال الجولان.
واعلن «الحزب» عن استهداف مروحيتين اسرائيليتين في اجواء شتولا، شوميرا وايفن مناحم (قرية طربيخا اللبنانية)، بصواريخ ارض- جو، ما اجبرهما على مغادرة اجواء المنطقة. ومن جهة ثانية، نعى الحزب الشهيدين وسام حيدر مرتضى من عيتا الشعب وحسن علي ابراهيم من بليدا.
تهديدات.. وظروف مزرية!
الى ذلك، تواصلت التهديدات الاسرائيلية بفرض واقع جديد على الجانب اللبناني من الحدود، بإبعاد «الحزب» من منطقة الحدود الى شمالي نهر الليطاني بعملية سياسية او بعملية عسكرية، وآخرها ما اعلنه رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هليفي من الحدود مع لبنان: «لن نعود إلى ما كان هنا من قبل، فالسكان الذين يعيشون بالقرب من الحدود سيعودون إلى وضع أكثر أماناً. ودورنا يكمن في الاستعداد للقتال، وسيكون أمامنا الكثير من العمل في العام المقبل».
ويأتي التهديد الاسرائيلي الجديد، متزامناً مع ما كشفه التلفزيون الإسرائيلي الرسمي «كان-11» النقاب، عن الظروف المعيشية لقوات الاحتياط، والنقص في المستلزمات والمعدات اللازمة في حياتهم اليومية. ووفقاً للشهادات التي وثّقها مراسل التلفزيون الإسرائيلي حين بيار، من جنود في الاحتياط يخدمون بموقع على الجبهة الشمالية مع لبنان، يقول المراسل: «تكشّفت صورة مثيرة للقلق عن الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها جنود الاحتياط على الجبهة الشمالية». ويضيف: «نتحدث عن أمور لم نكن نتوقع سماعها هذه الفترة من الحرب».
ويقول المراسل الإسرائيلي: «بدلاً من التخفيف على قوات الاحتياط وجد الجنود أنفسهم يعيشون في ظروف صعبة ومزرية، خصوصاً في كل ما يتعلق بأمورهم واحتياجاتهم الأساسية». ونقل عن بعضهم قولهم إنّ «الوضع لا يُطاق، يتمّ الزج بالمئات من جنود الاحتياط في مكان يتسع بالكاد إلى ربع العدد، وبسبب هذه الظروف المزرية للمكان، هذا الأسبوع وصل الأمر إلى نزاع بين ضابطين، وكانا على وشك العراك بالأيادي».
وعزا الجنود الشجار بين الضابطين إلى أنّ كلًا منهما أراد أن يهتم بتدبير أمور الجنود الذين ينضوون تحت أمرته، وبمكان معقول للنوم، قائلين «هناك بعض الجنود ينامون بالمركبات، وبعضهم قام باستئجار غرف في مجمعات مجاورة، ويسافرون بمركباتهم ذهاباً وإياباً إلى مكان خدمة الاحتياط».
وفي ما يتعلق بمكان تناول جنود الاحتياط لوجبات الطعام، يُستدل من الشهادات أنّ «هناك قاطرة صغيرة لتناول الطعام، هي بمثابة غرفة الطعام، لذا يتناول الجنود طعامهم وأكلهم بالتناوب، فلكل جندي له وقت مخصّص بين 5 و7 دقائق، ولذا يسارعون لإنهاء الطعام، بغية أن يتناول الجميع طعامهم خلال الوقت المخصّص لذلك».
وقال جندي اسرائيلي مجنّد بالاحتياط في وحدة قتالية على الجبهة الشمالية مع لبنان لصحيفة «غلوبس»، انّه لم يتوقع أنّ إحدى العقبات التي ستواجهه ستكون من داخل الجيش. واننا نشن حرباً ضدّ «الحزب»، وضدّ حالة الطقس، وضدّ الجيش بسبب نقص المعدات والمستلزمات. وهذا النقص في المعدات والخدمات اللوجستية ومعدات الحماية والصرف الصحي يؤثر على القدرة على القتال».
الترتيبات: حكي فارغ
الى ذلك، علمت «الجمهورية» من مصادر موثوقة، انّ لقاء جمع ثلاثة سفراء غربيين وسفير دولة عربية وشخصيات سياسية لبنانية، عُقد قبل ايام قليلة، ولفت في اللقاء التقاء السفراء جميعهم على القول بأنّ الترتيبات التي ستُتخذ حيال غزة في أعقاب الحرب الدائرة فيها، ستوازيها ترتيبات على الجانب اللبناني، حيث أنّ اسرائيل جادة في تهديداتها بأنّه لن يكون مقبولاً بقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرار تهديد «الحزب» للمستوطنات الاسرائيلية».
وتعليقاً على ذلك، أبلغ مسؤول كبير إلى «الجمهورية» قوله: «هذا حكي فارغ، اسرائيل قبل كلّ الآخرين تعرف أنّ مثل هذا الامر لن يحصل لا بالسياسة ولا بالحرب. علماً انّ مثل هذا الكلام لا يأتي احد من السفراء على ذكره أمام أيّ مسؤول لبناني، بل يشدّدون على تطبيق القرار 1701، ولبنان كما هو واضح واكيد ملتزم بهذا القرار ويطبّقه، فيما اسرائيل هي التي تخرقه منذ اليوم الاول لصدوره عن مجلس الامن الدولي».
واردف قائلاً: «هذا الكلام لا يعدو اكثر من محاولة ممّن غطّى حرب اسرائيل وتدميرها لغزة وقتل اطفالها، بأن يعطي اسرائيل جائزة ترضية لها في لبنان. متجاهلين انّ مثل هذا الامر قد يُشعل حرباً اقسى واوسع من الحرب في غزة، ومأزق اسرائيل العالقة فيه في غزة، دون ان تحقق شيئاً من اهدافها، قد لا يُقاس أمام المأزق التي ستعلق فيه في لبنان إن فكرت في شنّ عدوان عليه».
اشارة بعدم توسّع الحرب
الى ذلك، توقف المراقبون عند البيان الاخير للسفارة الاميركية في لبنان، الذي اعلنت فيه «انّ موظفي السفارة وعائلاتهم عادوا الى عملهم والحضور بشكل طبيعي»، حيث اعتُبر بمثابة اشارة اميركية غير مباشرة الى عدم توسّع الحرب في الجبهة الجنوبية. ويُشار في هذا السياق الى ضغوط مكثفة مارستها الولايات المتحدة الاميركية على الجانبين اللبناني والاسرائيلي لعدم توسيع دائرة الصراع والتصعيد الى مواجهات يُخشى ان تنسحب الى ساحات اخرى.
وفي سياق اميركي متصل، واصلت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا زياراتها الوداعية لمناسبة انتهاء فترة انتدابها. والتقت امس، البطريرك الماروني مار بشارة الراعي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. على ان تغادر بيروت في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لتحلّ مكانها السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون، التي ستمارس مهامها كقائمة بالأعمال في السفارة في بيروت إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية لتقديم أوراق اعتمادها له.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تزايد حركة النزوح من جنوب لبنان مع اشتداد القصف الإسرائيلي
«الحزب»: رد سريع وحاسم على أي استهداف للمدنيين
تزايدت حركة النزوح من بلدات الجنوب اللبناني في اتجاه مناطق آمنة مع تصاعد القصف الإسرائيلي، وشهدت مدينة صور بشكل خاص نزوحاً كبيراً إليها، وتجاوز عدد النازحين المسجلين في إدارة الكوارث باتحاد بلديات قضاء صور 24 ألفاً، من غير النازحين الذين لم يسجلوا في البلديات. وبحسب الأرقام التي نشرتها «المنظمة الدولية للهجرة» على موقعها بمنصة «إكس»، نزح بين 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي نحو 58 ألفاً و835 شخصاً، غالبيتهم من مناطق جنوب لبنان ومناطق أخرى في البلاد، بسبب الأحداث على الحدود الجنوبية.
وتحدثت الوكالة الوطنية الرسمية عن أجواء متوترة صباح الأربعاء في القطاعين الأوسط والغربي من جنوب لبنان، وتحليق طائرات إسرائيلية فوق بلدتي مجدل زون وشمع، مشيرة أيضاً إلى استهداف عدد من القرى في القطاعين الغربي والأوسط. وذكرت أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت صباحاً سلسلة غارات جوية استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، قائلة إنها ألقت عدداً من الصواريخ على المنطقة، وارتفعت سحب دخان كثيف. ومساء الأربعاء قُتِل شخص داخل سيارته برصاص قناصة إسرائيليين على مشارف قرية كفركلا بجنوب لبنان.
وخلال ساعات النهار استمر القصف في موازاة العمليات التي نفذها «الحزب»، واستهدف القصف الإسرائيلي بلدة بليدا على بُعد أمتار من موقع تشييع أحد مقاتلي «الحزب»، حسن إبراهيم، الذي نعاه يوم الثلاثاء.
وبينما أفادت «الوطنية» عن استهداف مستعمرة المطلة بصاروخين من الأراضي اللبنانية، لفتت إلى إطلاق مدفعية إسرائيلية على تل نحاس وقصف استهدف المنطقة الحرجية الواقعة بين عين إبل وبنت جبيل، كما طالت القذائف المدفعية منطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا وأطراف البلدتين.
وفي صور، تعرضت أطراف بلدتي يارين ومروحين وجبل اللبونة لقصف مدفعي مباشر، وأفادت «الوطنية» بتعرض أطراف بلدات رامية، بيت ليف وعيتا الشعب لقصف مدفعي، في موازاة تعرض أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي، إضافة إلى خراج بلدة كفرشوبا.
وصباحاً، نفَّذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، حيث ألقى عدداً من صواريخ جو – أرض على المنطقة التي ارتفعت منها سحب الدخان الكثيف، وبدءاً من بعد الظهر، سجل تحليق مكثف لطائرات تجسس إسرائيلية فوق بلدات منطقة النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض.
وجدّد «الحزب» على لسان عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق التأكيد على أن «قرار المقاومة هو الرد السريع والحاسم مقابل أي استهداف للمدنيين في لبنان».
ونعى الحزب اثنين من مقاتليه، هما حسن علي إبراهيم (أبو هادي) من بلدة بليدا، ووسام حيدر مرتضى (علي أبو الحسن) من بلدة عيتا الجبل، ليرتفع عدد القتلى من عناصر الحزب إلى 116. وأعلن عن عمليات استهدفت تجمعات ومراكز عسكرية إسرائيلية. وقال إن مقاتليه استهدفوا موقع الراهب الإسرائيلي بصواريخ «بركان» وموقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة المناسبة. وبعد الظهر أعلن عن استهدافه مرابض المدفعية الإسرائيلية في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية محققاً فيها إصابات مباشرة.
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الإحتلال يستبيح كامل جنوب الليطاني.. وأرض – جو يلاحق مروحياته!
قرار مفاجئ للمدارس الكاثوليكية بالإضراب ضد التشريع.. ديوان المحاسبة: لا فساد في مشتريات الجيش
في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة ومعها المحور الغربي الاوروبي بايجاد «درج» تنزل عليه الدبابات الاسرائيلية المحترقة بقذائف «105 ياسين» وكورنيت في غزة، ويعود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو من «التيه النفسي والعقلي» الذي يغرق فيه، وذلك عبر تبني الطروحات المعادية للمقاومة، سواء في فلسطين او لبنان، عبر انشاء مناطق عازلة، تمنع تواجد المقاومة والحؤول بالتالي دون اطلاق الصواريخ وتهجير المستوطنين الى الداخل الاسرائيلي او الى طلب الهجرة والرحيل المضاد. في هذا الوقت، لم تتمكن القوى السياسية المتمثلة بالتيارات والكتل النيابية من فرض «مناطق عازلة» تحول دون الاشتباكات او التجاذب حول أي ملف.. من انتخابات الرئاسة الى التمديد لقادة المؤسسات العسكرية والامنية، الى التعيينات في المراكز الشاغرة، وصولاً الى الغاء صيرفة او رفع سعرها الى 89500 ل.ل. مروراً بالموازنة وارقامها واعتمادها، من دون تحويلات مسألة تشريع الضرورة او المشاركة في جلسات الحكومة.
أبو صعب يثير مع بري الخلاف الحكومي
وتفاعل الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم في مختلف الاوساط، ولمس نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من ان الشغل الشاغل لرئيس المجلس بعد الاعياد انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال ابو صعب بعد لقاء الرئيس نبيه بري انه بحث هذا الموضوع مع رئيس المجلس، مطالباً بحل للمواضيع وليس تعقيداً لها.
وافادت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن دخول وزيري الثقافة محمد المرتضى والمهجرين عصام شرف الدين على خط الوساطة إن جاز القول بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد يخرج بنتيجة إيجابية لكن ما من معطيات بعد لأن الوساطة قائمة وهناك ترحيب بها فلا الرئيس ميقاتي في وارد التساجل مع أي وزير وهو لطالما استمع إلى مطالب الوزراء وتبادل معهم الأفكار لكن ليس تحت قاعدة تحول رئاسة الحكومة إلى مكسر عصا وكذلك فإن الوزير سليم الذي اصدر بيان الرد يرحب بأي وساطة لحل أي أشكال.
وأوضحت هذه المصادر أن الصورة تتظهَّر وقد يقوم رئيس الحكومة بزيارة وزير الدفاع اليوم.
الى ذلك قالت مصادر سياسية مطلعة أن الاتصالات ناشطة بشأن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان ولاسيما من قبل كتلة اللقاء الديمقراطي التي تسعى إلى بلورة توافق لتمرير التمديد سريعا، ولكن حتى الآن لم يتضح موضوع إدراجه على مجلس الوزراء لاسيما أن للوزير المعني دورا في هذا التعيين ولاسيما المجلس العسكري.
ميقاتي: الحوافز
مالياً، اعلن ميقاتي «أن الحكومة عازمة على اعطاء الموظفين كل الحوافز المالية، بما يتواءم مع واقع المالية العامة وضرورة الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والنقدي». وقال أمام زواره «لقد كنت مبادرا، وقبل أي مطالبة، الى طرح موضوع إعطاء الحوافز المالية للموظفين والعاملين في القطاع العام، وهذا الموضوع لا تراجع عنه، ونحن ملتزمون بسريان مفعول تلك الحوافز بمفعول رجعي اعتباراً من الاول من شهر كانون الاول الحالي. ونحن في صدد استكمال البحث في طلب المتقاعدين ولاجراء المزيد من المشاورات بشأن الزيادة التي تطالهم».
دورثي تودع
دبلوماسياً، بدأت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا زياراتها الوداعية للمراجع الرسمية والروحية، لمناسبة نقلها الى نيويورك كسفيرة لبلادها هناك.
وهي لهذه الغاية زارت كلاً من الرئيس ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث لوحظ ان زيارتها الاخيرة استغرقت ساعة وربع الساعة.
يشار الى ان مجلس الشيوخ الاميركي صوت الخميس الماضي على تأكيد تعيين ليزا جونسون سفيرة جديدة للولايات المتحدة في لبنان، وتستعد لتسلم مهامها مطلع السنة الجديدة، وتمارس مهامها كقائم بالاعمال الى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتقديم اوراق اعتمادها امامه، وهي عملت في السفارة الاميركية في لبنان بين العام 2002 و2004.
إضراب المدارس الكاثوليكية
وفي خطوة مفاجئة، اعلنت المدارس الكاثوليكية بقرار صادر عن اللجنة الاسقفية لهذه المدارس في لبنان الاضراب المفتوح بدءاً من صباح اليوم 21 ك1 2023، الى «حين اعادة النظر بالتشريع الحاصل واعداد دراسة موضوعية وعلمية وعادلة بالتشاور مع كل مكونات العائلة التربوية».
ويأتي الاضراب في اليوم الاخير، قبل بدء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة التي تبدأ غداً، وتستمر حتى 7 ك 2024.
وحسب البيان الصادر عن اللجنة الاسقفية فالاضراب جاء اعتراضاً على قانون تعديل بعض احكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية الذي صدر عن الجلسة الاخيرة لمجلس النواب.
ووصفت اللجنة القانونية بأنه تشريع اعتباطي ومتهور وغير قابل للتطبيق وله آثار سلبية على الاجيال.
لا فساد في الجيش
الى ذلك، رفض ديوان المحاسبة المراجعة التي قدمها وزير الدفاع حول مشتريات الجيش للاحذية والرينجر للعسكريين، وقرر حفظ الكتب التي تشير الى فساد في المؤسسة العسكرية.
وتسلم الجيش اللبناني الشحنة الرابعة من هبة الوقود الاميركية لدعم الجيش وتمكينه من مواجهة التحديات المتزايدة.
إطفاء دير عمار
كهربائياً، أطفأت مؤسسة كهرباء لبنان معمل دير عمار منتصف الليلة الماضية، بسبب نفاد مادة الفيول اويل، وتأخر وصول الباخرة التي تحمل الفيول العراقي الى 28/12/2023.
الوضع الجنوبي
ميدانياً، وسعت قوات الاحتلال من دائرة تحركاتها المعادية الى مسافة لا تقل عن 45 كلم، وهي المنطقة التي تطل على تخوم نهر الليطاني لجهة جنوب النهر.
وكثف الجيش الاسرائيلي هجماته ضد عدد من المناطق اللبنانية المحاذية للحدود، فقصف بالمدفعية محيط بلدتي القوزح وبيت ليف، واستهدف سيارة في كفركلا مما ادى الى استشهاد مواطن.
كما شمل القصف الناقورة ويارين وعيتا الشعب وبليدا، واطراف بلدة حلتا بالقنابل الفوسفورية.
واعلن الحزب استهداف مروحيتين اسرائيليتين في اجواء شتولا شو ميرا وايفن مناحم (قرية طبريخا اللبنانية المحتلة) عبر استخدام صواريخ ارض – جو.
واستهدفت المقاومة الاسلامية موقع العباد وموقع الراهب وموقع خربة ماعر بالاسلاحة الصاروخية.
واعتبر لواء سابق في الجيش الاسرائيلي ان صواريخ الحزب يمكنها ان تصيب الكهرباء والمياه وقواعد سلاح الجو، وان تشل حركة الطرقات والسكان، واسرائيل لم تعد نفسها لحرب قد تتحول اقليمية.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
الديار: المقاومة أجبرت «إسرائيل» على التفاوض بشأن وقف النار ومصير الأسرى الفلسطينيين والرهائن
تعيين رئيس للاركان يحتاج لتسويات بين جنبلاط والقوى المسيحية… والمتقاعدون الى الشارع
اكثر من 300 الف مغترب وسائح من اوروبا والدول العربية، وتحديدا العراق ومصر وتونس والمغرب، يقضون اجازات الاعياد في لبنان بين الساحل و الجبل ويشكلون اكبر مورد للاقتصاد اللبناني حيث من المتوقع ان يدخلوا الى البلد ما بين 300 الى 500 مليون دولار، مقابل زحف شامل للسياسيين وعائلاتهم وحاشيتهم الى افخم المنتجعات الاوروبية، وتحديدا فرنسا والمغرب ومصر لقضاء الاعياد وسحب ملايين الدولارات من البلد وصرفها في الخارج، بينما يقضي المقاومون الاعياد على جبهات القتال وفي خنادقهم في مواجهة عدو غاشم دفاعا عن لبنان وسيادته وحريته وشرفه وكرامته.
هذا هو المشهد اللبناني الحافل بالتناقضات، فاجازات الاعياد تبدأ عند السياسيين هذا الاسبوع بعد عمل شاق طوال السنة الماضية لم ينتج شيئا الا تمديدا للازمات وترحيلا للملفات وابرزها رئاسة الجمهورية وعجزا في حل المشاكل الاجتماعية والمالية وتصاعدا في تبادل السجالات و»الموشحات الاندلسية» تحت عناوين مصالح الناس التي اندثرت جراء هؤلاء السياسيين الذين حاصروا اللبنانيين بكم هائل من الازمات.
وحسب المتابعين للتطورات السياسية، فان عام 2024 يستقبل الفراغ الرئاسي، وليس هناك من ضمانات لانجازه، ووصف وسطيون حل هذا الملف بانه قد يكون اصعب من احداث غزة، فيما اشار احد النواب الشماليين ان لا انتخابات رئاسية في عهد المجلس النيابي الحالى ولاحلول قبل العام 2026.
ويضيف المتابعون للتطورات السياسية، بعد انجاز التمديد لقائد الجيش فان الملف الساخن سيكون تعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري، وفي المعلومات، ان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يتولى هذا الملف شخصيا مستندا الى توافق درزي شامل رغم التباينات على الاسم، لكنه ليس جوهريا بعد ان طرح جنبلاط اسم العميد حسان عودة الاقدم رتبة فيما ارسلان يميل الى تعيين العميد باسم الاحمدية لكن لامشكلة اذا رسا التعيين على عودة الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع الرئيس ميشال عون، ويكاد يكون من الضباط الدروز القلائل الذين لم يتركوا الجيش خلال حرب الجبل.
وفي المعلومات المتعلقة بهذا الملف، ان الاعتراضات على تعيين رئيس للاركان ليست مقتصرة على التيار الوطني الحر فقط، بل تمتد لتشمل جميع القوى السياسية المسيحية انطلاقا من رفض التعيين في ظل الفراغ الرئاسي، لكن اللافت، ان القوى المسيحية تتعاطى مع جنبلاط في تعيين رئيس للاركان بخلفيات معركة رئاسة الجمهورية.
وفي المعلومات ايضا، ان الرئيس نبيه بري نجح في تقريب المسافات بين سليمان فرنجية ووليد جنبلاط، وازال اعتراضات المردة على التعيين والاسم، والتوافق على زيارة للاشــتراكي الى النائب طوني فرنجية، ستتوج بزيارة لتــيمور جنبلاط الى بنشعي في ظل علاقة متينة بين الوريثين للزعامتين الجنبلاطية والـفرنجية، مع تاكيد الطرفين ان الامر متعلق بالجيش ولا علاقة له برئاسة الجمهورية رغم كلام وليد جنبلاط الاخير «ليأتي اي كان رئيسا للجمهورية».
اما الحزب المتمسك برفض الفراغ في اي مركز في هذه الظروف، فقد اعلن في اكثر من مناسبة انه مع تعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري وخلال الاجتماع الاخير بين جنبلاط ووفد من الحزب طرح جنبلاط التعيين واسم العميد عودة وكان الرد «نحن لا نعرفه، هل الشخص مضمون؟» وانزعج جنبلاط من الرد، وتمت تسوية الامر.
لكن التقارب بين فرنجية وجنبلاط لا يكفي لتمرير تعيين رئيس للاركان مهما بلغ تصعيد ميقاتي والتهديد باللجوء الى خطوات كلها غير قانونية وقابلة للطعن، وهذا ما رفع من حدة الخلاف بين ميقاتي ووزير الدفاع. وحسب مراجع قانونية، لا يمكن تعيين رئيس للاركان الا بناء على اقتراح من وزير الدفاع موريس سليم. وفي المعلومات، ان الرئيس السابق اميل لحود عندما كان قائدا للجيش بغطاء شامل من الرئيس الراحل حافظ الاسد كان حريصا على عقد اجتماع مع وزير الدفاع ظهر كل ثلاثاء ووضعه في القضايا المتعلقة بالجيش واصدار القوانين بشانها، وبالتالي فان قائد الجيش الحالي جوزف عون لا يستطيع تجاوز وزير الدفاع مطلقا، ولا بد من ترتيب العلاقة معه كمدخل لتنظيم الامور في الجيش.
اما المسار الاخر لتعيين رئيس للاركان، فهو مسار التسوية بين جنبلاط وباسيل والقوى المسيحية، وبري غير قادر على هذه المهمة نتيجة العلاقة المتوترة بين رئيسي المجلس والتيار الوطني الحر، فمن هو القادر على انجاز الامر؟ رغم ان مستشار باسيل انطوان قسطنطين يرتبط بعلاقة جيدة مع جنبلاط منذ ايام عمله الاعلامي في فرنسا، وبالتالي لاحلول في الافق لملف تعيين رئيس للاركان الا بتسوية على الطريقة اللبنانية تتطلب تنازلات من جنبلاط تجاه التيار والقوات والكتائب، والسؤال: هل يبادر جعجع ايجابيا تجاه جنبلاط كما بادر في ملف التمديد لقائد الجيش وغطى التشريع؟ والامر ممكن في ظل التواصل بين الطرفين، وهذا الامر ينطبق على الكتائب، وبالتالي التعيين يحتاج الى تسويات بين جنبلاط والقوى المسيحية.
هذا المنحى التوافقي، اكد عليه وزير الدفاع موريس سليم بقوله، انه جاهز لتقديم اقتراحات بتعينات شاملة في مؤسسات وزارة الدفاع الوطني شرط توافر التوافق الوطني على اجرائها لان مثل هذا التوافق متى تحقق يشكل ضمانة يمكن ان تعكس موافقة القيادات السياسية والروحية، ويمكّن الحكومة رئيسا واعضاء من اقرار الملح منها، لكن ميقاتي بقي مصرا على تقديم الوزير سليم الاسماء المقترحة للتعيين في المجلس العسكري خلال جلسة الحكومة المقبلة بعد الاعياد، والا سيبادر الى التعيين في الجلسة، وهذا الاتجاه لا يحظى بالاجماع السياسي والطائفي.
تحركات المتقاعدين
وفي تطور اخر، فان بداية العام 2024، ستشهد عودة التحركات المطلبية الى الشارع في ظل التجاهل الحكومي لمطالب المتقاعدين وعدم شمولهم بالزيادات المقترحة للموظفين، حيث يستعد المتقاعدون العسكريون لسلسلة تحركات على الارض وقطع الطرقات الرئيسية اذا لم تاخذ الحكومة بالورقة التي قدموها بمطالبهم بعد ان شعروا بالمماطلة، واعطى المتقاعدون العسكريون فرصة لاقرار المطالب حتى اول السنة، رغم تاكيد وزير العمل مصطفى بيرم ان الزيادات المقترحة سيبدأ العمل فيها بمفعول رجعي يبدأ من 1/12/2023.
طوفان الاقصى
تؤكد مصادر فلسطينية في بيروت، ان عملية طوفان الاقصى نجحت في كسر ارادة البقاء عند الاسرائيليين التي قامت منذ عام 1948، وكسر ارادة القتال لدى الجيش الاسرائيلي من خلال اطالة امد المعارك، وكسر امنه الصلب بعد ان حولت عملية طوفان الاقصى كيان العدو الى كيان «كرتوني»، ومن يعتقد ان عملية 7 تشرين الاول هدفها تحرير الاسرى فقط هو مخطئ جدا؟ وحماس نفذت شيئا مختلفا في 7 تشرين الاول، وضربت الفكرة الاساسية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني «ارادة البقاء» من خلال صنع فوضى عارمة في 7 مستوطنات، وكان ذلك كرسالة لكل مواطن اسرائيلي، بان كل ما تسمعه عن امن كيانك الصلب هو مجرد اوهام، وبالتالي ماذا ستفعل حماس في «طوفان الاقصى 2»؟ بعد ان اختارت التوقيت المناسب للعملية الاولى ونجحت في دراستها الدقيقة للاحداث العالمية من حرب اوكرانيا والانتخابات الاميركية ان تحقق النتائج التي تريدها سياسيا، فكيف اذا اضيفت تكاليف الحرب التي حولت الاقتصاد الى غير منتج جراء انخفاض صادرات الغاز 70%، وعجز الموازنة الى 7 مليارات دولار، واستدعت «اسرائيل» 350 الفا من الاحتياط وهو ما ادى الى ازمات في كل المرافئ الاقتصادية، بينما سجل 70 الف يهودي اسماءهم في خانة العاطلين الجدد من العمل.
وحسب المصادر الفلسطينية، فان نجاح حماس في مهمتها بشكل كامل متوقف على صمودها في المعارك، وحتى الان تقود المعارك بكل حرفية، وكلما تاخر تقدم الجيش الاسرائيلي زاد الاحباط وتراجعت ارادة القتال، وقد اتبعت حماس اسلوبا مهما في صناعة الاحباط عبر توثيق استهدافها لجنود العدو الذين ظهروا وكانهم»طابات» يتلاعبون بها، هذا هي بعض اهداف حماس من طوفان الاقصى، ولو كان الهدف تحرير الاسرى لاعتقلت عدة جنود وبادلتهم كما حصل مع شاليط.
عملية طوفان الاقصى حسب المصادر الفلسطينية ازالت عند كل يهود العالم وداعميهم فكرة «الكيان الامن» لهم ولعائلاتهم واستثماراتهم، و الدولة غير الامنة للمستوطنين الذين بدؤوا يعدون العدة للرحيل عن هذا الكيان؟
والسؤال، بعد طوفان الاقصى: هل يستطيع رجل اعمال اسرائيلي الاستثمار في اي دولة عربية مهما وصل شكل التطبيع؟ هذه الاسئلة يرددها اليوم كل الاسرائيليين، وهذا القلق على الوجود دق اولى المسامير قي نعش هذا الكيان، من هنا فان عملية طوفان الاقصى بدلت صورة الشرق الاوسط برمته، ومن يتغاطى عن هذه الحقائق سيدفع الثمن، و «إسرائيل» بدات بالنزول عن الشجرة والاعلان عن استعدادها لوقف طويل لاطلاق النار بدات المفاوضات بشانه في القاهرة مقابل الافراج عن عدد من الأسرى، وحماس تدرس الموقف ولن توافق الا بعد إطلاق جميع الاسرى من سجون الاحتلال، فيما أعلن امين عام حركة الجهاد الإســلامي زيــاد النخالة «الكل مقابل الكل» وسيتوجه نخالة الى القاهرة التي يصــلها رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنيــة لإجراء محادثات مع مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، كما يصل إلى القاهرة وزير الخارجية القطري بعد اجتماعه بوزير الخارجيــة الإيراني الذي التــقى هنـية في الدوحة، هذا الحراك يؤكد ان المقاومة استعادت المبادرة بصمودها النوعي واذلال الاحتلال على أبواب غزة.
الاوضاع في اليمن
وحسب المتابعين للملف اليمني، الولايات المتحدة الاميركية تسعى لتشكيل تحالف دولي وعربي لحماية السفن الاسرائيلية في البحر الاحمر، كما ان واشنطن تسعى الى الدفع بالسعودية والامارات لاحتلال ميناء الحديدة وفرض حصار على الشعب اليمني، وهذا ما دفع احد قياديي انصار الله عبدالله النعيمي الى توجيه انذار لدول الخليج بضرب المنشآت الاقتصادية فيها والدفع إلى هروب المستثمرين، كذلك حذر النعيمي السفن الاجنبية من تعرضها لمئات الصوايخ في حال قامت باي عمل عسكري، وعلم ان المملكة السعودية ضد هذا السيناريو وكثفت من اتصالاتها مؤخرا مع طهران لتجنيب منطقة الخليج الخضات والضغوط، والعمل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
تعديلات الـ 1701
وفي ظل هذه التطورات، يطرح الفرنسيون «وايتامهم» في لبنان إجراء تعديلات على القرار ١٧٠١ في ذروة المعارك التي يخوضها رجال المقاومة الإسلامية في الجنوب، وتتزامن الامنيات الفرنسية مع تهديدات «بالعصا» ليست الا مجرد «فقاقيع صابون» ووصلت رسائل الثنائي الشيعي الى الفرنسيين واضحة «بعدوا عن هذا الملف»، ومن قال ان «إسرائيل» ستخرج من حرب غزة دون خسائر وجروح عميقة؟ ومن قال ان الاسرائيلي والاميركي والفرنسي قادرون على فرض مقترحاتهم بعد حرب غزة؟ واين أصبحت التهديدات الأميركية الإسرائيلية بتدمير الجنوب ولبنان والمجيء بالاساطيل؟ فالاميركي والاسرائيلي «راكضان على السترة» في الجنوب والسعي لعدم تمدد الحرب رغم الخسائر اليومية في جيش الاحتلال وتهجير المستوطنين وشل الحركة في شمال فلسطين المحتلة، فالرسائل الفرنسية ليس لها اي صدى في الضاحية الجنوبية رغم كلام وزيرة الخارجية الفرنسية التي حمل تبدلات في اللهجة والرسائل.
عمليات المقاومة في لبنان
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية عملياتهم النوعية، واستهدفوا موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالاسلحة المناسبة مما أدى إلى وقوع إصابات بين جنود العدو. كما قصفوا مرابض مدفعية العدو في خربة ماعز بالاسلحة الصاروخية وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا موقع الراهب بصاروخ بركان وحققوا فيه إصابات، كما قصفوا قوة مشاة اسرائيلية في محيط موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة وحققوا اصابات بين جنود العدو، وردت مدفعية العدو بقصف بليدا، على بعد أمتار من مكان تشييع الشهيد حسن إبراهيم، كما استهدف العدو بالقذائف الفوسفورية اطراف يارين وحولا ومروحين والناقورة وجبل اللبونة وعيتا الشعب وكفركلا وميس الجبل، وافيد عن استشهاد مواطن واصابة اخر في سيارة شيروكي على طريق كفركلا، كما شن طيران العدو سلسلة غارات على المناطق المواجهة لمواقعه في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا في القطاع الشرقي، كما استهدفت الغارات العديد من البلدات الجنوبية، وذكرت القناة 72 الإسرائيلية، ان الحزب اطلق صاروخا مضادا للدبابات على موقع عسكري في الجليل الاعلى، كما سقطت 5 صواريخ في المنطقة نفسها.
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مساعي هدنة غزة تتقدّم والمقاومة تشترط وقف العدوان
في اليوم الـ75 من الحرب على قطاع غزة تواصلت المجازر الاسرائيلية ضد المدنيين، واستشهد العشرات من الفلسطينيين في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمناطق عدة، في حين واصلت المقاومة الفلسطينية استهداف جنود وآليات الاحتلال الذي أقرّ بمقتل ضابطين.
وارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 19 ألفا و667، في حين بلغ عدد الجرحى 52 ألفا و586، حسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد وجرح عدد من المواطنين في قصف جوي للاحتلال الإسرائيلي على مخيم الشابورة للاجئين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما قصف الاحتلال فجر امس الأربعاء بأحزمة نارية مناطق متفرقة شمالي القطاع المحاصر.
وقد استهدفت الطائرات الحربية مخيم جباليا ومنطقة بيت لاهيا وتل الزعتر، بقصف متزامن، ما أدى إلى وقوع انفجارات وصفت بالضخمة تلاها تصاعد أعمدة الدخان.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد طفل وجرح عدد من الأشخاص بينهم أطفال في قصف على منزل في الحي الياباني.
وفي دير البلح وسط القطاع، طمرت مقاتلات إسرائيلية منزلا قرب مستشفى شهداء الأقصى.
وفي تطورات المعارك الميدانية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين في اشتباكات جنوب القطاع، أحدهما برتبة رائد من لواء غفعاتي.
وتتزايد خسائر جيش الاحتلال من لواء غفعاتي للمشاة ولواء الهندسة بعمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه إلى 12 خلال 24 ساعة وإلى 141 منذ بدء التوغل البري في 17 تشرين الأول الماضي.
وقد نقلت الإذاعة الإسرائيلية -عن مصادر عسكرية- أن القوات الإسرائيلية تواجه مقاومة قوية، وتخوض قتالا ضاريا وقاسيا في جميع المحاور.
وكان الاحتلال قد أقر بمقتل ضابط وجنديين من وحدة النخبة “ياهلوم” المختصة بمكافحة الأنفاق، في معارك شمال غزة وجنوبها.
ومن جانب آخر، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش أعلن بسط سيطرته على جباليا وتعميق القتال في خان يونس.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية في منطقة السرايا بمدينة غزة، وإنهم أكدوا مقتل 4 جنود وإصابة آخرين.
وأضافت القسام أنها استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة.
كما أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت قوة إسرائيلية من 12 جنديا تحصنت داخل مبنى في حي الدرج شمال شرق مدينة غزة.
وقبل ذلك قالت القسام إنها استهدفت 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بقذائف الياسين 105 شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
وذكرت القسام أن مقاتليها استهدفوا 8 آليات إسرائيلية بمنطقتي الصبرة وتل الهوا بمدينة غزة.
كما أعلنت القسام أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين وناقلة جند بعبوة شواظ وقذائف الياسين 10، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأعلن الناطق العسكري باسم حماس ابو عبيدة ان الحركة دمرت 41 آلية اسرائيلية خلال 72 ساعة.
وفي إطار تردي الوضع المعيشي في القطاع، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن الأطفال لا يحصلون على 90% من حاجتهم الطبيعية للمياه.
وحذرت اليونيسيف من خطر تفشي الأمراض على نطاق واسع نتيجة لانهيار خدمات المياه والصرف الصحي.
في ذات السياق، قال الرئيس التنفيذي والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان شباغنيان إن إيصال المساعدات إلى قطاع غزة يزداد صعوبة بسبب القصف المستمر ونقص الوقود والإمدادات.
وأضاف -في منشور على منصة إكس- أن الاحتياجات في غزة ضخمة والوضع يائس، مجددا الدعوة إلى توفير ممر إنساني آمن لتدفق المساعدات من دون عوائق.
**************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
طائرات تجسّسيّة أميركيّة في سماء لبنان: استطلاع وتنصّت 24/24
منذ بدء العدوان على قطاع غزّة، ما زالت الطائرات العسكريّة الأجنبيّة تسرح وتمرح في الأجواء اللبنانيّة، دون حسيبٍ أو رقيب. وبينما يتحدّث البعض عن إمكانية أن تكون هذه الطائرات محمّلة بأجهزة تشويش ورصد وتعقّب وتجسّس واستشعار تُساعد العدوّ الإسرائيلي في حربه، بعدما عمل حزب الله على تدمير أجهزة العدوّ على الحدود، إلّا أنّه لا شيء يُمكن تأكيده، مع تكتّم المسؤولين الأمنيين عن حمولة هذه الطائرات، والاكتفاء بالإشارة إلى أنّ لبنان يفتش كلّ الطائرات التي تحطّ في مطار بيروت الدولي أو في قاعدة حامات الجويّة العسكريّة.ورغم تأكيد الجيش في أكثر من مرّة أنّ حركة الطائرات «طبيعيّة وروتينيّة»، إلا أنّ العودة شهراً إلى ما قبل 7 أكتوبر، تظهر أنّ الحركة نشطت أكثر بـ 90%.
قبل الحرب، كانت حركة الطائرات تسجل هبوط نحو 14 طائرة عسكريّة شهرياً، أو أكثر بقليل كما حصل في شهر أيلول الماضي حينما حطّت 17 طائرة في لبنان، معظمها تتعلّق بقوّات «اليونيفيل»، فيما كانت بقية الطائرات عربية وقد أتت من القاهرة والمنامة.
وبحسب داتا «Intel sky» المتخصّص في رصد حركة الطائرات، ارتفع العدد بعد 7 تشرين الأوّل ليصل إلى ما معدّله طائرة يومياً، تُضاف إليها طائرات أميركيّة تجسسيّة!
وقد سبق لـ«الأخبار» أن نشرت جدولاً مفصلاً لحركة الطائرات العسكريّة الغربيّة بين 8 تشرين الأوّل و9 تشرين الثاني. فيما تُظهر «الداتا» للفترة التالية، هبوط 31 طائرة عسكريّة أجنبيّة بين الفترة الممتدّة من 14 تشرين الثاني حتّى 18 كانون الأوّل، غالبيّتها حطّت في مطار بيروت باستثناء 3 طائرات في قاعدة حامات. أما جنسية الدول المرسلة لهذه الطائرات، فهي بريطانيّة (7) وأميركيّة (4) وهولنديّة (3) وواحدة تابعة لحلف «الناتو» أتت من فنلندا، وهي المرة الأولى التي يرسل فيها «الناتو» واحدة من أكبر طائرات الشحن العسكري، بالإضافة إلى طائرات إسبانية وبولندية وفرنسيّة وإيطالية، وهي عادةً ما كانت تحطّ في بيروت قبل الحرب، في إطار عملها في نقل جنود «اليونيفيل» والمعدّات الخاصة بهم.
حركة الطائرات خفّت وتيرتها مع بداية الشهر الحالي، لتُصبح بمعدّل طائرة كلّ 3 أيّام، باستثناء يوم 12 كانون الأول حينما هبطت 3 طائرات في مطار بيروت. ولم يُعرف ما إذا كانت بعض الطائرات الأجنبيّة باتت تُطفئ إشاراتها أو أنّ الحركة تراجعت فعلاً.
أميركا تأمر بحفظ السريّة
عندما هبطت الطائرة العسكريّة الأميركيّة من نوع «CASA CN – 235 -300 »، أطلقت نداءً «GONZA» إلى برج المراقبة الخاص بمطار بيروت قبل وقت قصير من الهبوط. وفي وقت لاحق، غابت عمليات الإبلاغ عن الإقلاع والهبوط، وتبيّن ذلك بعد نشر «الأخبار» التقارير عن قيام الطائرات بإطفاء إشاراتها كلّما دخلت الأجواء اللبنانيّة. وقد طلبت هذه الطائرات من برج المراقبة في مطار بيروت ومن قاعدة أكروتيري الجويّة العسكريّة البريطانية الواقعة في قبرص، عدم إدراج رحلاتها ضمن جداول الرحلات الذي تُنشر على أنظمتها الخاصة.
وعليه، اكتفت هذه الطائرات الأميركيّة التي دخلت إلى لبنان بطريقة شبه «سريّة» بإبلاغ برج المراقبة عند دخولها إلى الأجواء اللبنانيّة شفهياً عبر اللاسلكي، ما يصعّب مسألة رصد عددها الفعلي ووجهة هبوطها (في مطار بيروت أو حامات)، وإن كان «Intel sky» قد تمكن من رصد دخول أكثر من طائرة عرّفت عن نفسها بـ«Gonza» إلى الأجواء اللبنانيّة بين شهرَي تشرين الثاني وكانون الأول.
ولا يكتفي سلاح الجو الأميركي بالتعدّي على الأجواء اللبنانيّة عبر إطفاء إشارات طائراته، بل فعل ما هو أخطر، عبر واحدة من أهم الطائرات التجسسيّة من نوع «MQ9»، إذ تم رصدها 3 مرّات على الأقل (في 12 و14 و19 كانون الأوّل) وهي تدخل مجال الطيران المدني، من دون الإفصاح عن طبيعة مهامها، وخصوصاً أنّ بإمكانها إلى جانب مهامها الاستطلاعيّة والتجسّسية على مساحة واسعة، أن تقوم بعمليّات هجومية عسكريّة كونها تكون عادةً محمّلة بالصواريخ.
تطرح حركة الـ«MQ9» الكثير من علامات الاستفهام حول المهام التي نفّذتها ووجهة هذه الأعمال الاستطلاعيّة وعن سبب منعها من دخول الأجواء اللبنانيّة، وخصوصاً من قبل الجيش اللبناني، علماً أن وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة وقّع في بداية الشهر الحالي اتفاقاً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، يقضي بقيام القوات الجويّة في الجيش برفد المديريّة العامّة للطيران المدني بضبّاط مختصين للقيام بمهام مراقبين جويين». وبالتالي، فإنّ هؤلاء الضبّاط على علم بدخول الطائرات الأميركيّة التجسسيّة من دون أن يحرّكوا ساكناً.
ويُمكن إدراج الـ«MQ9» من ضمن واحدة من أخطر حركات الطائرات في لبنان بعد الحرب على غزّة على اعتبار أنّ مهمتها مكشوفة، إذ اعتاد برج المراقبة التابع لمطار بيروت أن يُسجّل حركة لهذا النوع من الطائرات، بالإضافة إلى طائرات أميركيّة تجسسيّة من نوع«RQ4» و«R135» (بإمكانها التجسّس على مساحة واسعة يصل قطرها إلى 400 كيلومتر مربع)، من دون أن تجرؤ سابقاً على دخولها إلى منطقة المعلومات الخاصّة بلبنان، والبقاء في المنطقة الخاصة بقبرص.
من تل أبيب إلى بيروت
ولا تكتفي الطائرات البريطانيّة والأميركيّة بتجاوز القوانين اللبنانية، التي تمنع هبوط طائرات آتية من كيان العدو، بل هي تلاعبت بالبروتوكول المعمول به في شأن ضرورة أن تحطّ الطائرات في مطار أو قاعدة أُخرى، وسجلت عمليات هبوط لـ 3 طائرات (أميركية وبريطانيّة) هبوطاً مباشراً في مطار بيروت إثر رحلة آتية من مطار اللد، من خلال مناورة جوية عبر المرور فوق قاعدتَي لارنكا وأكروتيري في قبرص، ولكن من دون أن تحطّ فيها لتقوم بما يسمّى Touch down.
وهو الأمر نفسه الذي قامت به إحدى الشخصيات السياسية الألمانية التي زارت لبنان على متن طائرة سياسية من نوع «Airbus A319» في 19 تشرين الأوّل الماضي، إذ ذهبت من مطار اللد وذهبت إلى لارنكا من دون الهبوط فيها وقبل أن تعود أدراجها إلى بيروت.
طائرة عسكريّة لنقل «ترويقة» من أستراليا!
تنشر القوات الأستراليّة الجويّة كل نشاطاتها العسكريّة أو الوديّة، التي يقوم بها جنودها حول العالم. ولكن، هبوط طائرتها في قاعدة حامات الجويّة التابعة للجيش اللبناني بداية الشهر الحالي كان مستثنى على صفحتها على منصّة «إكس». وحده، سفيرها في لبنان أندرو بارنس كشف الخبر على صفحته الخاصّة، وقرّر «استعراض» جولته في القاعدة الجويّة برفقة قائد قاعدة حامات المقدّم الركن الطيّار ميشال العموّري وعددٍ من الجنود الأستراليين، بالإضافة إلى جنود كنديّين بعدما شكر الدولة الكنديّة على تعاونها، من دون الكشف عن سياق هذا التعاون.
أهم ما في هذه الصّور التي نشرها بارنس في 3 كانون الأوّل، كانت صورة يتيمةً لكرتونة مربّعة لا يتعدّى طولها المتر الواحد ودوّن عليها أنّ وزنها هو 9 كيلوغرامات، وتتضمّن «ترويقة» تنتهي مدّتها مع نهاية السنة الحاليّة. وهذا ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عمّا إذا كانت هذه الكراتين تتضمّن فعلاً وجبات طعام، ولماذا تقوم كندا بنقل الأكل إلى فريق عمل السفارة متكبّدة تكاليف الرحلة والوقود، بالإضافة إلى عناء النقل لنحو 13 ساعة، علماً أنّ معظم شركات الطيران الأجنبيّة مثلاً تتعاقد مع مطاعم لبنانيّة لتأمين وجبات الأكل إلى المسافرين على متنها. وما هي وجبة الأكل التي لا يُمكن إيجادها في لبنان حتّى يتم نقلها من كندا؟ ولماذا لم تنشر مديريّة التوجيه هذا النشاط على صفحاتها الرسميّة؟
والأهم لماذا ذهب السفير الأسترالي لتسلّمها من قاعدة حامات وليس من مطار بيروت، علماً أنّه يندر أن يقوم السفراء باستقبال الطائرات في القاعدة الجويّة وذلك بحسب الأعراف الدوليّة المعتمدة، عدا عن سؤال حول سبب عدم هبوطها في مطار بيروت.. ولماذا شكر السفير الأسترالي الدولة الكندية على تعاونها في نقل وجبات طعام؟
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
واشنطن وتل أبيب لهدنة طويلة وتبادل جزئي… والمقاومة تتمسّك بإنهاء الحرب
جبهة لبنان: جيش الاحتلال عاجز عن شنّ حرب والتوازن الناري يمنع التفكير بها
السيد عبد الملك الحوثي: الحاملات والمدمّرات والقواعد الأميركية تحت نيراننا
فيما ينشغل الأميركيون والإسرائيليون بالبحث عن مخرج يجمع قرار مواصلة الحرب ولو بعد هدنة طويلة، والتوصل الى اتفاق لتبادل جزئي للأسرى، تتمسك المقاومة بموقفها الثابت، بأن لا بحث بالتبادل دون إنهاء الحرب على غزة وإعلان وقف إطلاق نار نهائي، وتبدو المقاومة واثقة من ثبات شعبها على خياراته وراءها مهما ارتفعت التضحيات، وتخيب الرهانات على تحويل معاناة الفلسطينيين في غزة إلى نقطة ضعف تفاوضية في وضع المقاومة، تبدو المقاومة أيضاً واثقة من تحويل العملية البرية الإسرائيلية إلى حرب استنزاف تنهي جيش الاحتلال وبنيته القتالية، ولا تنهكها فقط، وأرقام الخسائر اللاحقة بالقوى القتالية المحترفة ووحدات النخبة في جيش الاحتلال تجعل خيار المقاومة وحساباتها واقعية.
بالتوازي تبوء التهديدات الأميركية والإسرائيلية للمقاومة في لبنان بالفشل في دفعها للتراجع عن خيار جبهة المساندة وحرب الاستنزاف لجيش الاحتلال، ووفق قراءة المقاومة لتشكيلات جيش الاحتلال على جبهة الحدود فإنه عاجز عن خوض حرب برية ضدّ لبنان وهو يستهلك كلّ قواته المحترفة في حربه في غزة، وقد نقل بعضاً من وحدات النخبة من جبهة لبنان بعدما نقل الوحدات القتالية التي كانت تنتشر في الضفة الغربية الى غزة، بعدما تحوّلت الى مقبرة لجيش الاحتلال، أما عن القدرة على استخدام الطاقة النارية لجيش الاحتلال لتهديد لبنان فالمقاومة واثقة مما لديها من قوة نارية يعرف الاحتلال ما يكفي عنها كي لا يجرب التحرش بها.
على جبهة اليمن ردّ زعيم حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي على قرار تشكيل حلف بحري بقيادة أميركية لمواجهة قرار أنصار في البحر الأحمر، بمنع السفن التي تتجه الى موانئ كيان الاحتلال من عبور مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر، فقال السيد عبد الملك الحوثي إنّ اليمن في حال تعرّضه للاستهداف الأميركي سوف يتعامل مع حاملات الطائرات والمدمّرات والمصالح والقواعد الأميركية كأهداف مشروعة لليمن.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها أمس مع اشتداد حدة العمليات العسكرية للمقاومة التي سجلت تطوراً جديداً باستخدام سلاح المضادات للطيران الحربي الإسرائيلي للمرة الأولى منذ بدء الحرب، حيث استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، في عملية نوعيّة، مروحيتين عسكريتين إسرائيليتين في أجواء شتولا، شوميرا، وإيفن مناحم (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) بصواريخ أرض جو مما أجبرهما على مغادرة أجواء المنطقة على الفور.
كما نفذت المقاومة سلسلة عمليات واسعة ونوعية ضد مواقع وثكنات وتجمعات الإحتلال الإسرائيلي، وأعلنت في عدة بيانات، أنها استهدفت موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة المناسبة، ما أدى الى وقوع إصابات مؤكدة بين جنود العدو. واستهدفت موقع الراهب بصواريخ بركان، وبعد خمس دقائق استهدفت مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وحققت فيها اصابات مباشرة. كما استهدف حزب الله قوة مشاة اسرائيلية في محيط موقع بركة ريشا.
ونشر الاعلام الحربي في المقاومة مشاهد من استهداف المجاهدين مشغل بيت هيلل التابع لجيش العدو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل صعّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته على القرى الجنوبية الحدودية وعلى المدنيين، ووسع غاراته وقصفه الى منطقة جبل الريحان في إقليم التفاح، كما استهدف سيارة في تل النحاس برصاص القنص ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح. وشن طيران الإحتلال الحربي غارة جوية على بلدة مركبا في جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط شهيد وقد توجهت فرق الاسعاف الى المكان.
وسُجل تحليق مكثف لطائرات تجسّس إسرائيلية من نوع «ام ك» فوق بلدات منطقة النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض.
ولفت خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون لـ»البناء» الى أنّ استخدام حزب الله لسلاح جديد هو سلاح الجو ضد طائرات الإحتلال الحربية، يؤشر الى أنّ الحزب يرفع السقف ما يعني أننا سننتقل إلى مرحلة جديدة مليئة بالأوراق والمفاجأت التي ستظهر بشكل تدريجي»، وأوضحوا أن لدى المقاومة قدرات كبيرة في سلاح الدفاع الجوي، لكن لم تكشف عنها في السابق وتركتها لمفاجأة العدو في الوقت المناسب، لكن بعد أن لاحظت المقاومة تمادي العدو باستخدام طائراته الحربية لقصف المنازل والمدنيين في القرى الجنوبية وسقوط شهداء مدنيين، قررت فتح المواجهة الجوية، لردع الطائرات الحربية»، وتوقع الخبراء أن يخفض جيش الإحتلال طلعاته وحركته الجوية باتجاه الأجواء الإقليمية اللبنانية تحسباً من أن يكون لدى المقاومة صواريخ لإسقاط الطائرات الحربية، لذلك قد يعمل العدو الى استهداف القرى الجنوبية من الأجواء الفلسطينية وليس من الأجواء اللبنانية».
ورأت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ»البناء» أن حكومة الإحتلال حاولت بالحرب النفسية والتهديدات بتوسيع العدوان على لبنان والضغوط الدبلوماسية على الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود وإقامة منطقة عازلة وتوسيع منطقة انتشار قوات اليونيفيل، لكن بعدما وجدت أن الحكومة لم تستجب للضغوط، ولا حزب الله أعارها أيّ اهتمام واستمرّ بعملياته العسكرية بزخم أكبر، عمد كيان الاحتلال الى رفع سقف قصفه ضد الجنوب للإيحاء بأنه بدأ بتنفيذ تهديداته على أرض الواقع، لكنه لن يجرؤ على تخطي الخطوط الحمر لأنه يخشى ردّ فعل المقاومة التي ستكون قاسية جداً»، وحذرت الأوساط من أنّ أيّ عدوان سيقابل برد فعل يناسبه من المقاومة التي استعدت لكافة السيناريوات ومن ضمنها تدحرج الوضع الى حرب واسعة».
وأوضحت الأوساط أنّ كيان الاحتلال الذي يواجه زلزالاً عسكرياً وأمنياً وفي اقتصاده ومجتمعه ويغرق أكثر في حرب استنزاف كبيرة وطويلة في غزة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، يحاول الهروب الى الأمام بنقل المعركة الى لبنان، لكن قادة الاحتلال والإدارة الأميركية وكلّ داعمي هذا الكيان يدركون بأنه لن يستطع تغيير المعادلات لا في غزة وفلسطين ولا في لبنان ولا الواقع العسكري والأمني في العراق وسورية واليمن ولبنان، وبالتالي هو أوهن من بيت العنكبوت كما قال السيد حسن نصرالله».
وجزمت الأوساط أنّ الحديث عن انسحاب حزب الله أو قوات الرضوان الى شمال الليطاني من نسج الخيال ومجرد أوهام، ومن يبثّ هكذا إشاعات أكان في الخارج أم في الداخل إما غبي ولا يعرف طبيعة وثقافة المقاومة وأخلاقها وعزيمتها وقوتها، إما يقوم بدور مشبوه بهدف التضليل وتشويه صورة المقاومة وتخديم الحرب النفسية والمعنوية للعدو»، وأكدت الأوساط أنّ المقاومة لن تنسحب متراً واحداً لا من جنوب الليطاني ولا من شماله، بل ثابتة في الميدان ومستمرة في عملياتها العسكرية بعزم وقوة أكبر إسناداً للمقاومة الفلسطينية حتى يتوقف العدوان على غزة». وتتساءل الأوساط كيف يمكن الطلب من المقاومين التراجع عن الحدود كيلومترات والتخلي عن قوة كبيرة تحمي الجنوب ولبنان، وفي وقت يقوم كيان الإحتلال بالعدوان على لبنان ويُسلح مستوطنيه»؟
وعلمت «البناء» أنّ إتصالات مكثفة على الخطوط الدولية – الإقليمية – اللبنانية، لمنع الإنزلاق الى حرب واسعة بين حزب الله وجيش الإحتلال، وقد أجرت قيادة قوات اليونيفيل سلسلة اتصالات بالمسؤولين الذين تلقوا اتصالات ورسائل جديدة على هذا الصعيد. وكرر المسؤولون والحكومة في لبنان موقفهم بأن لبنان ملتزم بالقرار 1701 وإسرائيل خرقته آلاف المرات منذ الـ2006 حتى الآن ولم تمتثل للقرارات الدولية ولا لمناشدات قوات اليونيفيل، وكيف يطلب من حزب الله ولبنان تطبيق القرار في ظلّ العدوان الإسرائيلي الكبير على غزة الذي يصيب بتداعياته المنطقة برمتها، فضلاً عن الاعتداءات اليومية على لبنان، واستمرار العدو باحتلال أراضٍ لبنانية لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر. وجددت الحكومة تأكيدها بأنها تسعى جاهدة لضبط الوضع وتطبيق القرار 1701 لكن لا يمكن تطبيق ما تطلبه إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود، فمن المستحيل إبعاد حزب هو جزء لا يتجزأ من بيئة شعبية جنوبية ووطنية حاضنة للمقاومة».
وأشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب في كلمة له خلال مشاركته في المنتدى العربي الروسي، في مراكش – المغرب، الى أننا «نثمّن أن تلعب الأمم المتحدة دوراً فاعلاً في إنهاء الحرب، وألا تتحوّل إلى عصبة أمم أخرى، بحيث تؤدّي المساعي المبذولة إلى وقف مستديم لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة وإسعاف شعبها المنكوب والشروع في الحلّ النهائي لهذه الأزمة، الذي لن يكون إلا عبر اعتماد حلّ الدولتين، وفقاً للمبادرة العربية لسلام التي انطلقت عن قمة بيروت عام 2002».
ولفت بو حبيب الى «أنّ إسرائيل قامت بالاعتداء على وطني لبنان وأهله وصحافيّيه ولا تزال، مستخدمة الأسلحة المحظورة دولياً، لا سيما الفوسفور الأبيض على الناس والأرض».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ «موسكو تبذل كلّ ما في وسعها لمنع المزيد من تصريفعيد التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وأشارت زاخاروفا في مؤتمر صحافي، الى «أننا نبذل قصارى جهدنا على المستوى الحكومي، وعلى مستوى وزارة الخارجية، لمنع المزيد من تصعيد التوتر والأعمال العسكرية في المنطقة». ولفتت إلى أنّ «الوضع على خط التماس بين لبنان وإسرائيل، له صلة مباشرة بما يحدث في قطاع غزة، والمناطق الفلسطينية الأخرى».
بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ «ما يهدّد لبنان يهدّد سورية، وأنّ استقرار لبنان يساهم في استقرار سورية أيضاً».
وخلال لقائه أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان برئاسة الأمين العام علي حجازي، شدّد الرئيس الأسد على أنّ «الأحزاب تحمل مسؤولية كبيرة في تمتين العلاقات بين الشعوب، إضافة لدورها في الدفاع عن القضايا الوطنية. وانطلاقاً من ذلك، كان لحزب البعث والقوى والأحزاب الوطنية الأخرى في لبنان دور في تقوية العلاقة الأخوية بين سورية ولبنان».
في غضون ذلك، لا يزال المشهد السياسي الداخلي تحت تأثير قرار التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والقادة الأمنيين بانتظار الطعن الذي يعتزم التيار الوطني الحر تقديمه بقانون التمديد أمام المجلس الدستوري فور صدور القانون في الجريدة الرسمية.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية والشؤون التشريعية. بعد اللقاء قال بوصعب «التقيت دولة الرئيس نبيه بري للمعايدة عشية الأعياد، وللبحث أيضاً في ثلاثة مواضيع أساسية بعد الجلسة التشريعية، ومنها التمني والطلب تأكيداً على الكلام الذي قاله الرئيس بري لي بعد نهاية الجلسة، بأن شغله الشاغل بعد الأعياد إنتخاب رئيس للجمهورية، وأعتقد ان هذا الموضوع سيكون له الأولوية عند الرئيس نبيه بري حتى نصل الى إنتخاب رئيسة».
وأضاف بو صعب: «الموضوع الآخر هو ما يحصل في مجلس الوزراء والكلام الذي سمعناه بالأمس ونُسب إلى رئيس الحكومة، أقول للرئيس ميقاتي: من مسؤولية رئيس الحكومة التعاطي مع كافة الوزراء وأنا أكيد انه لا يقصد الكلام بهذا الشكل، ربما الإعلام ظهره هكذا، أتمنى على رئيس الحكومة توضيح هذا الموضوع، وزير الدفاع موجود بوزارته وهو عضو في الحكومة مثله مثل رئيس الحكومة، اي اذا انتهى وزير الدفاع بمهامه في وزارته، هذا معناه أنّ الحكومة انتهت وانتهى رئيس الحكومة بنفس الطريقة».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أنّ ملف تعيين رئيس للأركان وفي المجلس العسكري لم ينضج بعد، في ظلّ وجود تعقيدات سياسية ودستورية وقانونية، أبرزها انتظار وزير الدفاع نتيجة الطعن الذي سيقدّمه التيار الوطني الحر بقانون التمديد لقائد الجيش ليبني على الشيء مقتضاه، وإصرار التيار على توقيع الـ24 وزيراً على أيّ مرسوم للتعيين وليس فقط الإكتفاء بتوقيع رئيس الحكومة، فضلاً عن غياب التوافق السياسي على هوية رئيس الأركان، خصوصاً بين الحزب الإشتراكي وتيار المردة التي لم تفلح اجتماعاتهما لتذليل العقبة، إذ أنّ الوزير السابق سليمان فرنجية يرفض منح هدية لجنبلاط في وقت يرفض جنبلاط دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، علماً أنّ وزيري المردة جوني القرم وزياد المكاري يؤمنان نصاب انعقاد جلسة لمجلس الوزراء». وتوقعت المصادر تأجيل الملف الى العام الجديد مع اتضاح مشهد الطعن وإذا كان هناك مساعي جديدة في ملف رئاسة الجمهورية.
لكن أوساط حكومية تشير لـ»البناء» الى أنّ الرئيس ميقاتي متمسك بآلية صدور المراسيم أيّ إمضاءين: توقيع رئيس الحكومة نيابة عن رئيس الجمهورية، وتوقيع رئيس الحكومة».
على صعيد آخر، وقّع ميقاتي المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. كما استقبل ميقاتي النائب طوني فرنجية الذي كان التقى أمس الأول وفداً اشتراكياً عرض لملف التعيينات في المجلس العسكري.
نسخ الرابط :