افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 19 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الثلاثاء 19 كانون الأول 2023

 

Telegram

 


افتتاحية صحيفة الأخبار:

جبران باسيل: جلسة الحكومة اليوم "اختبار جديد" لرافضي التمديد... وسنطعن فيه حكماً

 أكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، الجمعة الماضي، ليس وراءنا بعد، مشيراً إلى أن جلسة الحكومة المقررة اليوم "اختبار جديد وأخير لرفض خرق الدستور". وأشار إلى أن الحكومة يفترض أن تصدر قانون التمديد لعون وتنشره، "ومن كانوا يرفضون التمديد ويرفضون عقد جلسة لمجلس الوزراء للتمديد، لا يمكن أن يصدر القانون من دون توقيعهم عليه". وأوضح أنه "في غياب رئيس الجمهورية، يحلّ مجلس الوزراء محله في ردّ القوانين أو إصدارها ونشرها. نحن رأيُنا معروف بأن شخص الرئيس لا يتجزأ، وبالتالي يجب أن تكون هناك تواقيع للوزراء الـ 24 تحلّ جميعها معاً محل توقيع الرئيس. ولكن، حتى لو سلمنا جدلاً بحسابات الحكومة الحالية، وهي حسابات لا دستورية ولا شرعية، فإنهم يحتاجون الى تواقيع عدد معين من الوزراء لاصدار القانون. لذلك، اليوم يتبيّن من يوافق على التمديد ومن لا يوافق".
واعتبر باسيل أن التمديد لقائد الجيش "أسقط الأقنعة، وأظهر الوجوه الحقيقية، وكشف أن جوزف عون هو مرشح الغرب ومن يخضعون لإرادة الغرب في الداخل، وبالتالي، لا يمكن لأي كان أن يدّعي بعد اليوم أن قائد الجيش مرشح توافق أو موضع اجماع. بل بات واضحاً أنه مرشح فريق، وأن التمديد له هو لاستعمال موقع قيادة الجيش للوصول إلى الرئاسة. يريدون له الاحتفاظ بالموقع لأن الموقع هو ما يعطيه الحيثية الرئاسية، وإلا لماذا لا يستمر بترشيحه من خارج قيادة الجيش، وإن كان في كل الأحوال يحتاج الى عامين قبل أن يحقّ له الترشح وفق الدستور"، نافياً أن تكون الأصوات التي نالها عون في التمديد "بوانتاج" رئاسياً، كما نفى أن يكون الأميركيون هدّدوا بوقف المساعدات عن الجيش في حال لم يُمدَّد لعون، "والجميع يعرفون أن الأميركيين قالوا انهم سيتعاملون مع أي قائد على رأس المؤسسة العسكرية. بالطبع هم يؤيدون التمديد له كما يؤيدون انتخابه رئيساً. لكن موضوع دعم الجيش بالنسبة اليهم مختلف ولا يمكن أن يفرّطوا به، أياً يكن من يعيّن على رأسه".
وقال باسيل إن "المشروع الذي يهدف إلى تفكيك الكيانات في المنطقة، والذي فتّتت العراق وسوريا وضرب لبنان، وكان وراء عدوان تموز 2006، ووراء ضربنا في 17 تشرين 2019، هو المشروع نفسه الذي يريد جوزف عون رئيساً للجمهورية، ويريد القضاء على حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، وتطبيق القرار 1701 من جهة واحدة، وإبقاء النازحين في لبنان لاستخدامهم في أغراض فتنوية". وأضاف: "جرّبوا عسكرياً في عدوان تموز 2006 وفشلوا في تحقيق أهدافهم، وجرّبوا شعبياً ومدنياً في 17 تشرين 2019 وأخفقوا. لكنهم لم يجربوا بعد الخيارين العسكري والمدني معاً، أي حرب عسكرية من الخارج مع فتنة ترافقها من الداخل. هذا ما قد نكون أمامه في حال لم تحدث تسوية كبيرة في المنطقة. واسرائيل بعد ما تعرضت له في 7 أكتوبر لا يبدو أنها ستتوقف في المدى المنظور عن استعمال القوة، وستستمر في المحاولة مع لبنان وحزب الله. عسكرياً فقط لن تنجح، وشعبياً فقط ستخفق. يبقى خيار الخلط بين الأمرين".

التعيينات العسكرية
وعن فتح معركة التعيينات العسكرية ومطالبة النائب السابق وليد جنبلاط بتعيين رئيس للأركان، قال باسيل "إننا اساساً ضد تعيينات الفئة الاولى بالاصالة في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، وقبلنا التعيين بالوكالة لأنهم رفضوا الحلول الاخرى". وأوضح: "كنا مع تعيين الاعلى رتبة على رأس المؤسسة العسكرية. وكان الخيار الثاني تعيين قائد بالانابة بتكليف من وزير الدفاع بالاتفاق مع بقية القوى السياسية، كما جرى في أجهزة أمنية أخرى. أما الخيار الثالث فكان التعيين بالوكالة، اي بمرسوم لمدة سنة.
وهو حل قانوني بين التعيين بالأصالة وبين تولي الأعلى رتبة. ولو اعتُمد هذا الخيار، كنا بالطبع مع تعيين مجلس عسكري بالكامل لأننا طالما نعيّن بالوكالة فلماذا يقتصر الأمر على تعيين قائد للجيش". وأضاف: "لكن الآن، في ظل التمديد، وريثما يُبت في الطعن الذي سنتقدم به حكماً في حال صدر القانون، ولا أرى كيف سيزمط المجلس الدستوي في ظل الأسباب الطعن الكثيرة الموجبة للطعن، فكيف يمكن ان يعيّنوا مجلساً عسكرياً بعدما رفضوا تعيين قائد جيش؟".
وتوقع رئيس التيار الوطني الحر ان تخفّ وتيرة الحرب في غزة مطلع العام المقبل مقابل اتخاذها أشكالاً أخرى، بسبب الضغط الأميركي الذي لا يتحمل أن يخوض الرئيس جو بايدن انتخابات الرئاسة في ظل الحرب التي تترك تأثيرات كبيرة على جمهور الديمقراطيين، و"أفترض أن تبدأ بالتوازي محاولات لتنشيط الملف الرئاسي. والمؤكد ان من يسعى لوصول جوزف عون إلى بعبدا سيحاول تكرار الضغط الذي مارسه للتمديد له".

**************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

كولونا تصعّد التحذير من حرب تغرق لبنان

لم تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ما يفاجئ أحدا من الذين التقتهم في بيروت او حتى الرأي العام الداخلي في كلامها العلني عن الوضع في الجنوب او الوضع العام المأزوم في لبنان. لكن ذلك لم يقلل خطورة الدلالات التي انطوى عليها رفع منسوب التحذيرات التي اطلقتها المسؤولة الفرنسية و”صعدتها” حتى الذروة حيال خطر”غرق لبنان في حرب لن يشفى منها”، ووصفها للوضع على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية بانه خطير جدا. ذلك ان ما أفصحت عنه كولونا في اللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين اللبنانيين بدا بمثابة قرع لجرس الإنذار من احتمال انفجار حرب شاملة بين إسرائيل و”الحزب” بما شكل اقتناعا بان كولونا كانت تكرر التحذير مما سمعته في إسرائيل قبل وصولها الى بيروت حيال التهديدات الإسرائيلية بإبعاد “الحزب” بالقوة عن الحدود اذا عجزت المساعي الديبلوماسية عن تحقيق هذا الهدف. وذهبت أوساط سياسية في ظل ذلك الى التساؤل عما اذا كانت زيارة كولونا لإسرائيل قبل لبنان، خلافا لما كان مقررا قبل ارجاء زيارتها لبيروت السبت الماضي بسبب ما برر بانه عطل في الطائرة ، تنطوي على معطيات يراد منها اشعار لبنان الرسمي والسياسي بالجدية القصوى للتهديدات الإسرائيلية واعتبار التحرك الفرنسي الفرصة الأفضل للديبلوماسية لاحتواء ومنع الانزلاق الخطير نحو حرب شاملة، علما ان رفع منسوب التحذيرات لم يقتصر على كولونا، بل ان تقارير صحافية نشرت في الصحافة البريطانية امس أوردت وقائع عن انجاز خطط للجيش الإسرائيلي للقيام بعملية برية في لبنان .

 

وأكدت المعلومات المتوافرة لـ”النهار” ان وزيرة الخارجية الفرنسية لم تحمل جديدا حيال لبنان يختلف عن مضمون زيارتها السابقة. وكررت مواقف باريس نفسها على مسمع الرئيسين #نبيه بري ونجيب ميقاتي. ولم تنقل اي رسالة من المسؤولين ال#اسرائيليين مع “لمسها” حصول بعض التبدل في سياساتهم ووجهة نظرهم العسكرية حيال قطاع غزة تختلف عن الايام الاولى من هجوم الجيش الاسرائيلي ضد حركة “حماس” والفلسطينيين.

 

وبالنسبة الى لبنان شددت مرة اخرى على انه من الاسلم لشعبه ومكوناته عدم دخول “الحزب” في حرب مع اسرائيل. وقدم لها الرئيس بري شرحا مفصلا عن تعامل اسرائيل مع لبنان منذ ولادة #القرار 1701 عقب عدوان تموز 2006.

 

واستفاض بري في تقديم شروحات عن الخروق الاسرائيلية المتتالية للقرار 1701 وعدم التزامها به على مرأى من “#اليونيفيل”. وكرر ان لبنان لا يزال يعلن ويؤكد تمسكه بهذا القرار الاممي. ولم يتم التطرق الى اي حديث عن اجراء تعديل عليه من جهة كولانا.

 

وشكرت كولونا بري على الجهد الذي قام به البرلمان في التمديد لقائد الجيش #العماد جوزف عون. وتطرق الطرفان الى الى انتخابات الرئاسة المعطلة وضرورة عدم استمرارها على هذا المنوال مع تأكيد الجهتين على ضرورة معاودة الاتصالات في الداخل والخارج لانتخاب رئيس للجمهورية في مطلع العام المقبل.

 

كولونا

 

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته مساء في قصر الصنوبر شددت كولونا على أن “الوضع في الجنوب خطير”، ولفتت إلى أن “زيارتها تُشدد على أن الحلول تكون من خلال الديبلوماسية”. وقالت: “عدت إلى لبنان لأن هناك خطرًا في استمرار هذه الدوامة، وكل الأطراف لديها مسؤولية لمنع اشتعال المنطقة”. وأكدت  أن “مستوى التوتر على جانبي الخط الازرق خطير جدا، وقلت هذا الأمر للمسؤولين الذين التقيتهم”. واضافت أنّها “حذّرت المسؤولين السياسيين من أنّه إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً”.

ورأت أن “التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون يعتبر قرارا جيدا، ولكن هذا لا يكفي”، مشددة على أنه “يجب تطبيق القرار 1701 وتفادي التصعيد”.

 

وقالت: “مررنا رسائل إلى الحزب بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل” كاشفة “أنني لم أتكلم مع الحزب خلال زيارتي هذه”. كما لفتت إلى أن “علاقتنا مع الحزب قائمة، ولكن ما حصل في 7 تشرين الأول نرفضه وفي هذا الإطار نتضامن مع الشعب الاسرائيلي في مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه نطالب اسرائيل بحماية المدنيين”. واعتبرت أن “على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك أعني انتخاب رئيس للجمهورية”.

 

ورداً على سؤال “النهار” حول فرص وقف إطلاق في المرحلة المقبلة في غزة، وعن الأهداف العسكرية التي بلغتها اسرائيل بعد أكثر من ٧٠ يوماً من الحرب

قالت كولونا  “نعمل من أجل هدنة انسانية لتتحقق بأسرع وقت انها في مصلحة الجميع لكي تدخل المساعدات الانسانية  . العمليات العسكرية مستمرة وكما تعلمون سببها أعمال حماس الارهابية في 7 أكتوبر هناك هدف اسرائيلي مفهوم بالتأكد من عدم تكرار “حماس” أفعالها  وفي سير الأعمال العسكرية، طالبنا اسرائيل بالتصرف عسكرياً بطريقة مختلفة عبر عمليات محددة الأهداف بشكل أكبر”.

 

وزارت كولونا أيضا قائد الجيش العماد جوزف عون ثم استقبلت في قصر الصنوبر قائد قوات “اليونيفيل” في لبنان أرولدو لاثارو الذي وشرح لها خريطة الحدود الجنوبية ومواقع انتشار “اليونيفيل” مع ملخص عن طبيعة ما يحصل على الحدود الجنوبية في ظل #حرب غزة. واكد لاثارو للصحافيين قبل لقائه  كولونا أن الوضع في #جنوب لبنان خطير مع تصاعد التوتر بين الحزب وإسرائيل. وقال: “الوضع الحالي كما يعرف الجميع، متوتر. انه صعب وخطير”. وأوضح أن “اليونيفيل تسعى للحفاظ على الوضع القائم وخصوصا لعب دور وساطة بين الطرفين لتجنب اخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سببا آخر للتصعيد”. وكشف أن “الحزب” يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني” مضيفًا: “لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعا لتبادل النيران”. وشدد على “الترابط الوثيق بين الحرب في غزة وتصاعد التوتر في جنوب لبنان حيث أن الحزب يدعم حركة حماس”.

 

بري والتوافق

 

من جهة اخرى قال بري امام زواره امس ان من خلاصة جلسة التشريع والتمديد ثبت ان من دون سلوك قطار التوافق لا يتم التوصل الى شيء وانه في الامكان نقل المشهد النيابي الاخير واسقاطه على انتخابات رئاسة الجمهورية شرط توافر ارادة توافق حقيقية بين الكتل النيابية. وعاد الى الوراء “وكيف ان كتلا نيابية رفضت الالتئام والجلوس الى طاولة الحوار لكان وفرنا علينا الكثير بدل تضييع كل هذا الوقت. وان الامور لا تستقيم في نهاية المطاف الا بانتهاج خيار التوافق الذي يؤدي الى انتاج انتخاب رئيس للبلاد وتقوية عضد البلد ومؤسساته”.

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

غالانت لم ينفِ “خطط الغزو” ونظيره الأميركي ينبّه “الحزب”

كولونا خائبة من استهتار السلطة بخطورة تهديدات إسرائيل

 

ما سمعته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها السريعة بيروت أمس، بدا مخيّباً للآمال. فهي جاءت مباشرة من إسرائيل لتنقل ما سمعته من المسؤولين هناك عما يعتزمون القيام به حرباً إذا لم يتحقق سلماً، كي يفرضوا انسحاب «الحزب» عسكرياً من جنوب الليطاني. لكن، بحسب ما نقل من عين التينة والسراي، تبيّن أنّ الموقف الرسمي ما زال عملياً في وادٍ آخر.

 

وذكرت أوساط واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن»، أنّ كولونا بدت شديدة الاهتمام بلبنان في محادثاتها في بيروت، مبدية كل الحرص على أمنه وسلامته، خصوصاً أنّ فرنسا ستتولى الشهر المقبل الرئاسة الدورية لمجلس الأمن.

 

ويخشى مصدر ديبلوماسي فرنسي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «يقلل لبنان من شأن تصميم إسرائيل على حماية حدودها بعد الصدمة التي أثارتها الهجمات الدامية التي نفّذتها «حماس» في الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول الماضي».

 

في المقابل، ذكرت معلومات مصدرها الجانب اللبناني الرسمي في المحادثات مع كولونا أنه جرى طرح اقتراح معاودة اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية في الناقورة، والبحث في النقاط الست الباقية من النقاط المتنازع عليها، ووقف الخروق المتبادلة. وأضافت هذه المعلومات أنّ كولونا «لم تطرح انسحاب «الحزب» إلى شمال الليطاني»، لكنها أشارت الى أنها «نقلت التهديدات الإسرائيلية الجدية من دون تبنّيها». وألمحت كولونا الى «أنّ مطلع العام الجديد سيشهد تفعيلاً لملف الرئاسة من قبل اللجنة الخماسية».

 

في موازاة ذلك، اطّلعت كولونا من قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان»اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو ساينز، على معطياته التي تشير الى أنّ أوضاع الجبهة الجنوبية «متوترة» و»خطرة». واستعان قائد «اليونيفيل» بالخريطة ليعرض هذه المعطيات، وكان أحضرها من الناقورة الى قصر الصنوبر في بيروت، بعدما ألغي الاجتماع الذي كان مقرراً في الجنوب، وذلك «لأسباب أمنية».

 

و»الأسباب الأمنية» ذاتها، فرضت على كولونا عدم زيارة أفراد الكتيبة الفرنسية في الناقورة، والتي يقدر عددها بحوالى 700 عنصر، واكتفت بلقاء أفراد منها في قصر الصنوبر. وقالت كولونا إنها سمعت من الجنود مثلما سمعت من الجنرال ساينز أنّ الوضع على جانبي الخط الأزرق «خطر جداً».

 

وأشارت الى أنّ «لبنان في وضع ضعيف جداً». وأشادت بالتمديد لقائد الجيش، واعتبرت أنّ «الأمر مفيد جداً ومهم للاستقرار في لبنان، ولكن هذا لا يكفي»، وناشدت «كل المسؤولين التحلي بالمسؤولية لانتخاب رئيس للجمهورية».

 

على صعيد متصل، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من تل ابيب «الحزب « إلى تجنّب توسيع النزاع مع إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت: «ندعو «الحزب» إلى الحرص على عدم ممارسة أي أفعال من شأنها إشعال نزاع أوسع نطاقاً». وأضاف: «أوضحنا أننا لا نريد أن يتوسّع نطاق هذا النزاع إلى حرب أكبر أو إلى حرب إقليمية» .

 

أما غالانت، ولدى سؤاله عمّا إذا كانت إسرائيل تخطّط لعملية برية في الشمال، قال إنّ «الديبلوماسية هي السبيل المفضّل»، لكنه أضاف: «نحن نهيّئ أنفسنا لأي وضعية».

 

وبدا كلام وزير الدفاع الاسرائيلي حول «عملية برية» بمثابة تعليق على ما أوردته صحيفة «التايمز» البريطانية عن «خطط لغزو جنوب لبنان»، وضعها الجيش الإسرائيلي.

 

ووفقاً للصحيفة، فإنّ الجيش الإسرائيلي «يريد دفع قوات «الحزب» في جنوب لبنان شمالاً إلى نهر الليطاني، وهو خط ذو أهمية رمزية لكلا الجانبين».

 

وقال ضابط إسرائيلي كبير للصحيفة: «العقيدة الإسرائيلية هي نقل الحرب إلى الجانب الآخر. وسيتخذ مجلس الوزراء العسكري الإسرائيلي الطارئ القرار النهائي في شأن إرسال قوات برية عبر الحدود. ولا يمكن العودة إلى الوضع ما قبل 7 تشرين الأول»، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قوله «إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وافق على خطط، وحدّد جداول زمنية للاستعداد».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

 وزيرة الخارجية الفرنسية تدعو لآلية ترسخ الاستقرار الدائم في جنوب لبنان

وصلت إلى بيروت غداة زيارة تل أبيب… وطالبت بتجنب التصعيد

حملت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، خلال زيارتها إلى بيروت الاثنين، ملفي تطبيق القرار 1701 والدعوة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث دعت لتجنيب المنطقة أي صراع، مشددة على ضرورة التوصل إلى آلية لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب.

 

ووصلت كولونا إلى بيروت، غداة زيارتها تل أبيب، لدعوة المسؤولين اللبنانيين للتحلي بالمسؤولية عبر ممارسة ضغط على الحزب لتجنب تصعيد في المنطقة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. والتقت رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والقائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو. وتأتي الزيارة في ظل تبادل للقصف بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي في الجنوب، يتصاعد يومياً على وقع تهديدات إسرائيلية بتوسعة الحرب، ودعوات لإبعاد الحزب عن المنطقة الحدودية.

 

ولم يتم الكشف عن أي مبادرة تحملها، وبعدما غادرت مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه السراي الحكومي حيث التقت ميقاتي، أفاد المكتب الإعلامي لميقاتي بأنها أكدت «ضرورة خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل إلى آلية لإيجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب»، بينما شدد ميقاتي على «أولوية وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام إسرائيل بمندرجاته».

 

وناقشت كولونا ملف تنفيذ القرار في لقائها مع بري، حيث كررت موقف بلادها بالدعوة إلى تجنيب المنطقة أي صراع، كما دعت لبنان إلى طرح أفكار لتطبيق القرار 1701، وشددت على انتخاب رئيس للجمهورية كي يكون مرجعاً للحوار في هذا الموضوع.

 

وأفادت قناة «إم تي في» بأن كولونا «لم تطرح تراجع (الحزب) باتجاه شمال الليطاني، بل الحديث كان عن القرار 1701». ونقلت القناة عن مصادر قولها إن وزيرة الخارجية الفرنسية «لم تحمل أي جديد لناحية تطبيق الـ1701 وسمعت من برّي أنّ المسؤول عن خرق القرار هي إسرائيل».

 

وتحدثت معلومات عن أن وزيرة الخارجية الفرنسية أثنت على التمديد لقائد الجيش والبحث في إمكانية تحريك ملفات سياسية أخرى، أولها رئاسة الجمهورية.

 

قائد «اليونيفيل»

والتقت كولونا قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لازارو ساينز، الذي أكد أن الوضع في جنوب لبنان «متوتر» و«صعب وخطير» مع تصاعد التوتر بين الحزب وإسرائيل.

 

وأوضح أن «اليونيفيل» تسعى إلى الحفاظ على الوضع القائم، خصوصاً لعب دور وساطة بين الطرفين «لتجنب أخطاء حسابية أو تفسيرات يمكن أن تكون سبباً آخر للتصعيد». وأكد أن الحزب يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر، فيما تنتهك إسرائيل المجال الجوي اللبناني. وأضاف: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعاً لتبادل النيران». وشدد على الترابط الوثيق بين الحرب في غزة وتصاعد التوتر في جنوب لبنان، حيث إن الحزب يدعم حركة «حماس». وقال إن كثافة النيران أيضاً مرتبطة بالوسائل المستخدمة مع تحليق طائرات ومروحيات، ما يزيد الضغط.

 

لم تكن «اليونيفيل» بمنأى عن تصعيد التوتر. ففي 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، أصابت نيران إسرائيلية آلية دورية تابعة لـ«اليونيفيل»، وهو ما نددت به فرنسا.

 

قصر الصنوبر

وفي مؤتمر صحافي بقصر الصنوبر في ختام زيارتها، شددت وزيرة الخارجية الفرنسية على أن «الوضع في الجنوب خطير»، ولفتت إلى أن زيارتها إلى بيروت «تُشدد على أن الحلول تكون من خلال الدبلوماسية». وقالت إنها حذّرت المسؤولين السياسيين من أنّه «إذا غرق لبنان في الحرب، فهو لن يتعافى والوضع خطر جداً».

 

وقالت: «عدت إلى لبنان، لأن هناك خطراً في استمرار هذه الدوامة، وكل الأطراف لديها مسؤولية لمنع اشتعال المنطقة». وأكدت أن «مستوى التوتر على جانبي الخط الأزرق خطر جداً، وقلت هذا الأمر للمسؤولين الذين التقيتهم».

 

وتابعت: «بعض من في لبنان قد يعتقدون أنهم يستفيدون ممّا يحصل في غزة، وأعمال إيران والحوثيين في البحر الأحمر تزيد التوتر»، مؤكّدةً أنّ «لبنان بلد عزيز على فرنسا، وعلينا العودة إلى القرار 1701 ويجب أن يؤدي ذلك إلى تحسّن الوضع في الميدان».

 

ورأت أن «التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون يعدّ قراراً جيداً، ولكن هذا لا يكفي»، مشددة على أنه «يجب تطبيق القرار 1701 وتفادي التصعيد».

 

وقالت: «مررنا رسائل إلى الحزب بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين، وهو ما لا يحصل»، كاشفة: «إنني لم أتكلم مع الحزب خلال زيارتي هذه».

 

ولفتت وزيرة الخارجية الفرنسية إلى أن «علاقتنا مع الحزب قائمة، ولكن ما حصل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) نرفضه، وفي هذا الإطار نتضامن مع الشعب الإسرائيلي في مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه نطالب إسرائيل بحماية المدنيين».

 

وعدّت أن «على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك، أعني انتخاب رئيس للجمهورية». وشددت كولونا على أن «لبنان بلد صديق لفرنسا وهي لم تدخر جهداً لمساعدته، وهو اليوم في موقع ضعف، يجب أن نتحدث صراحة».

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الرئاسة على نار التحريك.. باريس لخفض التصعيد .. واشنطن لتجنّب توسيع النزاع

يتحضّر لبنان إلى الدخول في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، لتُرحّل بذلك ملفات الداخل جميعها الى السنة الجديدة، إلاّ أنّ الأنظار تبقى مشدودة إلى تطورات الجبهة الجنوبيّة، رصداً لكرة النار المتدحرجة على طول الحدود، والمدى الذي ستبلغه مع التصعيد العنيف لـ»الحزب» ضدّ المواقع الاسرائيلية، والاعتداءات الاسرائيلية المكثفة على البلدات الجنوبية، وكذلك الى حرب الدمار الشامل التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، والمستمرة بوتيرة عالية من القصف التدميري واستهداف المدنيين، وبمواجهات شرسة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حركة «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية، دون أن يخفّف من وطأتها الحديث الذي تزايد في الايام الاخيرة عن هدنة جديدة يُعمل عليها في قطاع غزة، تفتح الباب على صفقة تبادل جديدة للأسرى بين اسرائيل و»حماس». الاّ انّ اللافت للانتباه في موازاة ذلك هو الأصوات الدولية، التي بدأت تتعالى، خصوصاً من الولايات المتحدة الاميركية، حول أنّ هذه الحرب لا يمكن أن تطول أكثر.

الواضح لبنانياً، أنّ السنة الجديدة مثقلة بالملفات، لعلّ الأكثر سخونة من بينها هو ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والضباط من رتبة لواء، الذي باتت تحيطه نذر معركة جديدة حوله، ربطاً بالطعن به، الذي قالت مصادر «التيار الوطني الحر» رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، إنّ «تكتل لبنان القوي ينتظر نشر قانون التمديد في الجريدة الرسمية، ليبادر فوراً إلى تقديم مراجعة الطعن بهذا القانون إلى المجلس الدستوري». اضافت: «هذا القانون جريمة بحق الدستور والقانون، ومهين للمؤسسة العسكرية، واعتداء صارخ على ضباط الجيش الأكفاء وكسرٌ لمعنوياتهم، وبالتالي فإنّ السكوت على هذا الأمر او تمريره والعمل به جريمة اكبر».

 

تحريك الملف الرئاسي

وعلى الضفة السياسية، وعلى الرغم من البرودة الملحوظة في مقاربة الملف الرئاسي، فإنّه قد يوضع على نار التحريك بداية السنة الجديدة. فيما اكّد مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، أنّ «الملف الرئاسي يجب ان يُفتح بصورة نهائية وننتهي من هذه الأزمة، فظروف المنطقة تضغط، وليس معلوماً ما تخبئه بعد، ولذلك المطلوب أن نعجّل في حسم هذا الملف وانتخاب رئيس للجمهورية، حتى لا نصل مع تدحرج الوضع الى وقت لا يعود في إمكاننا ان نفعل شيئاً، وحتى بعد سنوات».

ولفت المسؤول عينه الى انّ «عودة الحديث من قِبل البعض عن مواصفات خلافية للرئيس العتيد، وتفصيل الرئاسة على مقاسات سياسية وحزبية او سيادية، يؤكّدان انّ اصحاب هذا المنطق لا يقرأون الّا في كتاب مصالحهم، التي هي على النقيض لمصلحة لبنان واللبنانيين، التي تقوم على التوافق، ودون هذا التوافق لن نصل إلى مكان. وثمة مثال حي على أنّه بالتوافق يمكن ان تُحلّ كل الامور، تجلّى في الجلسة التشريعية الأخيرة، حيث توافقت الكتل النيابية من اتجاهات مختلفة على إقرار قانون التمديد لقائد الجيش ومن هم في رتبة لواء. فلولا لم يتوفّر هذا التوافق، هل كنا تمكنا من تصديق هذا القانون. وهذا الامر ينطبق على رئاسة الجمهورية، التي نستطيع ان ننتخب الرئيس غداً إن عزمنا على التوافق في ما بيننا على انتخاب رئيس اياً يكن هذا الرئيس»؟

تجدّد المسعى القطري

 

وإعادة فتح الملف الرئاسي، اكّدتها مصادر مواكبة للحراكات الخارجية لـ«الجمهورية»، بحديثها عن اشارات جدّية حول احتمال تجدّد المسعى القطري حول الملف الرئاسي في وقت قريب، عبر الشيخ «أبو فهد» جاسم بن فهد آل ثاني، لاستكمال مسعاه الذي سبق أن شهد بعض التقدّم في زياراته السابقة الى بيروت. (يُشار في هذا السياق الى انّ الموفد القطري كان قد طرح خلال محادثاته مع الأطراف السياسية ثلاثة اسماء لرئاسة الجمهورية: قائد الجيش العماد جوزف عون، والنائب نعمة افرام، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري).

تحرّك فاعل

وتؤكّد ذلك ايضاً الأجواء الفرنسية، حيث أبلغت مصادر ديبلوماسية إلى «الجمهورية» قولها: «إنّ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيعود الى بيروت، لإكمال مهمّته»، من دون ان تحدّد موعداً لزيارته، الّا انّها اشارت الى أنّ المشاورات تتواصل على خط اللجنة الخماسية، بهدف بلورة تحرّك فاعل لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية، الذي نرى ضرورة ملحّة في أن يتمّ على وجه السرعة، ويجب ان يدرك اللبنانيون أنّ الوضع في لبنان خطير جداً، وباريس تنظر بقلق شديد الى الوضع المتصاعد على الحدود، لقد ارسلنا مجموعة رسائل الى «الحزب» وكذلك الى اسرائيل، لعدم التسبب في مواجهات واسعة عواقبها كارثية، وزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية تندرج في هذا الاطار».

كولونا

 

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا قد قامت امس، بزيارة سريعة الى بيروت آتية من اسرائيل، وأجرت محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ووفق معلومات «الجمهورية»، فإنّ زيارة الوزيرة الفرنسية استطلاعية في جوهرها، واستعراض لوقائع الحرب الدائرة في غزة وتطوراتها وتداعياتها على المنطقة، وخلال محادثاتها، انطلقت من تقدير قرار التمديد لقائد الجيش، لتؤكّد حرص فرنسا على لبنان وضرورة انتظام حياته السياسية بالتعجيل في إتمام الاستحقاق الرئاسي، مشيرة في هذا السياق الى حراك فرنسي، وربما غير فرنسي، حول هذا الامر بداية السنة الجديدة، لإعادة تحريك هذا الملف بزخم اكبر في اتجاه حسمه سريعاً.

وتؤكّد المعلومات، انّ كولونا لم تطرح من قريب او بعيد موضوع انسحاب «الحزب» من منطقة الحدود الجنوبية الى شمالي الليطاني، بل اعادت التشديد على ما سبق واكّدت عليه في زيارتها السابقة لناحية ما تشعر به فرنسا من قلق متزايد من إمكان تدهور الوضع اكثر في الجنوب، وكذلك التأكيد على الجانب اللبناني بأن ينتبه الى خطورة الوضع، ويسعى بفعالية لتجّنب انزلاق الوضع الى حرب واسعة، مشدّدة في هذا السياق على تطبيق القرار 1701 بشكل اكثر دقّة.

ورداً على سؤال حول ما حملته وزيرة الخارجية الفرنسية في هذه الزيارة ابلغت مصادر مسؤولة الى «الجمهورية» قولها: «أكّدت حرص فرنسا على استقرار لبنان، وعدم انجراره الى حرب، والتعجيل بالرئاسة، واكّدنا لها مجدداً التزام لبنان الأكيد بالقرار 1701، واسرائيل خرقته آلاف المرات. وانّ خطر اندلاع الحرب ليس مصدره لبنان، بل مصدره اسرائيل التي تستهدف المدنيين في القرى والبلدات الجنوبية».

 

لا بديل عن الـ1701

وفي السياق ذاته، قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «انّ ما يُحكى عن جهود دولية لوضع ترتيبات جديدة في الجنوب، لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، ذلك انّ اسرائيل أثارت هذا الامر، وتحاول ان تحشد دعماً دولياً لفرض ما تسمّيه تسوية سياسية تحقّق هدفها بإبعاد «الحزب» إلى شمالي الليطاني. وفي الوقت نفسه تلوّح بالحرب. وفي حالة الحرب إن افتعلتها اسرائيل، وكما قلنا لكل الموفدين، كل قوى المقاومة في لبنان ستكون في مواجهة العدوان».

اضاف: «هذا الأمر لم يُطرح معنا، ولسنا معنيين به من قريب او بعيد، لدينا القرار 1701، ولبنان متمسك به، ولسنا معنيين بأية تعديلات او تغييرات فيه، فلبنان ملتزم بهذا القرار كما هو، وملتزم بتطبيقه، ونحن مستعدون للمساعدة على تطبيقه، فليلزموا اسرائيل بتطبيقه. واي كلام آخر غير هذا، لا قيمة له».

ميقاتي لوقف العدوان

وأُفيد بأنّ الرئيس ميقاتي شدّد خلال لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية، على «اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام اسرائيل بمندرجاته». فيما أكّدت الوزيرة انّ «من الضروري خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل الى آلية لإيجاد حل يكون مقدّمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب».

وابلغت مصادر رسمية الى «الجمهورية» قولها: «انّ كولونا لم تنقل من اسرائيل أيّ مطلب من لبنان. وهي لم تطرح أفكاراً أو مقترحات معينة لتطبيق القرار 1701، لكنّها طلبت من لبنان إيجاد آلية لتطبيقه». وقالت المصادر: «خلاصة رسالة فرنسا «حذار انفجار الوضع، وعلى لبنان ايجاد الطريقة للتهدئة كما على اسرائيل».

مؤتمر صحافي

وفي مؤتمر صحافي عقدته بعد انتهاء زيارتها، قالت كولونا: «عدتُ الى المنطقة لأنّ الوضع خطر، وهناك خوف من اشتعال المنطقة ومستوى التوتر على جانبي الخط الأزرق عالٍ جداً، وبسبب الوضع الخطر ذهبت إلى إسرائيل بالأمس لنقول إنّ الدبلوماسية وخفض التوتر هما الحل».

اضافت: «حذّرت المسؤولين السياسيين من أنّه إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً. لكن بعض من في لبنان قد يعتقدون أنّهم يستفيدون ممّا يحصل في غزة وأعمال إيران والحوثيين في البحر الأحمر تزيد التوتر».

واكّدت «انّ لبنان بلد عزيز على فرنسا وعلينا العودة إلى القرار 1701، ويجب أن يؤدي ذلك إلى تحسّن الوضع في الميدان». ونفت ان تكون قد تواصلت مع «الحزب»، لكنها قالت: «مرّرنا رسائل إلى «الحزب» بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل».

وقالت: «إنّ التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون يعتبر قراراً جيداً، ولكن هذا لا يكفي. على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك، أعني انتخاب رئيس للجمهورية».

ورأت كولونا أنّ «لبنان بلد صديق لفرنسا وهي لم تدخر جهداً لمساعدته، ولكنه اليوم في موقع ضعف ويجب أن نتحدث بصراحة».

واشنطن لتجنّب توسيع الحرب

 

وتزامنت زيارة كولونا مع دعوة وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن «الحزب» في لبنان الى تجنّب توسيع النزاع». وكان اوستن يتحدث في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في اسرائيل، حيث قال الاخير «إننا نسعى للسبل الديبلوماسية التي تضمن أنّ «الحزب» لا يهدّد الإسرائيليين في الشمال، ونحن لا نبحث عن حروب جديدة ولدينا 75 ألف لاجئ إسرائيلي في الشمال». الاّ انّه اضاف: «لم نتردد في شن هجوم في جبهة الشمال اذا فشل الخيار الديبلوماسي».

كذلك تزامنت الزيارة مع أخبار اسرائيلية تتحدث عن «ازدياد الضغط الفرنسي، من أجل التوصل إلى تسوية ديبلوماسية في جنوب لبنان». وقالت إذاعة «كان ريشت بيت» الاسرائيلية، إنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعث في الأيام الماضية، رسالة إلى لبنان، مفادها أنّ «قواعد اللعبة التي كانت قبل 7 تشرين الأول، ليست ذات القواعد المعمول بها اليوم. نحن نوجد في واقع مختلف ويجب أن تفهموا أنّ الواقع تغيّر».

خطط اسرائيلية للحرب

الى ذلك، نقلت صحيفة «التايمز» عن ضابط إسرائيلي بارز تأكيده انّ «الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لغزو جنوب لبنان»، معتبراً انّ «ما حدث في قطاع غزة لا يقارن بما يمكن أن يفعله «الحزب» في الشمال».

ورأى الضابط البارز انّ «القرار بشأن إطلاق قوة برية عبر الحدود يعود لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية».

 

يأتي ذلك، في وقت تتزايد فيه، ما يصفها الإعلام الاسرائيلي «حالة الإحباط والقلق لدى المستوطنين نتيجة غياب الحماية الأمنية لمستوطنات الشمال، وخشيةً من ضربات «الحزب» وعملياته، التي تسبّبت بحركة نزوحٍ كبيرة من المستوطنات الإسرائيلية الشمالية».

وأقرّ الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق، بأنّ «الحزب» في كل مرّة «يفاجئ إسرائيل في أنواع الذخائر المستخدمة»، مضيفاً أنّه «ليس هناك ليل أو نهار في الشمال من دون انفجاراتٍ، ومن الصعب جداً العيش هناك». وقال المراسل العسكري في «القناة 12» الإسرائيلية، نير دفوري، إنّ «نصرالله يراقب وينتظر، ويرانا وينتظر اللحظة المناسبة للتصرّف».

وكان رئيس مستوطنة «كريات شمونة» أفيحاي شتيرن، قد انتقد تعامل حكومة نتنياهو مع الوضع المتأزّم على الحدود مع لبنان، مؤكّداً وقوع إصابات بشكلٍ يومي بسبب ضربات «الحزب».

الوضع جنوباً

على الصعيد الميداني، حافظ خط الحدود الممتد من الناقورة الى مزارع شبعا على وتيرة عالية من التوتر، في ظل تكثيف الجيش الاسرائيلي لاعتداءاته على البلدات الجنوبية، حيث اغار الطيران الحربي على اطراف طيرحرفا واللبونة والضهيرة، كما استهدفت مسيّرة معادية منطقة الكيلو 9 خراج بلدة عيترون، ومسيّرة ثانية منزلاً في طيرحرفا، ومسيّرة ثالثة منزلاً في بلدة عيتا الشعب، خلال تشييع الشهيد حسن معن سرور، حيث سقط الصاروخ على بعد امتار قليلة من موكب التشييع من دون ان يسفر عن اصابات، وقصفت مدفعية العدو اطراف الضهيرة، علما الشعب، الجبين، منطقة اللبونة، عيترون، الطباسين، واطراف الناقورة، منطقة الريسات، تلة المطران في منطقة الحمامص في سردا، اطراف ميس الجبل الشمالية، اطراف حولا وادي الجمل، سهل الماري حيث افيد عن اصابة احد المزارعين بجروح. فيما اعلن «الحزب» أنّ المقاومة الاسلامية استهدفت تجمّعًا لجنود وآليّات العدو في محيط موقع الحمرا، ومنصّتين للقبة الحديدية شمال مستعمرة كابري سلاح.

 

«اليونيفيل»: الوضع خطير

الى ذلك، أبلغ قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو ساينز الى بعض الصحافيين قبل لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية «الوضع الحالي كما يعرف الجميع، متوتر. انّه صعب وخطير».

واشار الى انّ «اليونيفيل» تسعى الى الحفاظ على الوضع القائم وخصوصاً لعب دور وساطة بين الطرفين «لتجنّب اخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سبباً آخر للتصعيد». وأكّد انّ «الحزب» يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر، فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني». وأضاف: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعاً لتبادل النيران».

وأكّد على الترابط الوثيق بين الحرب في غزة وتصاعد التوتر في جنوب لبنان حيث أنّ «الحزب» يدعم حركة «حماس»، كما انّ كثافة النيران أيضاً مرتبطة بالوسائل المستخدمة مع تحليق طائرات ومروحيات ما يزيد الضغط، ولم تكن «اليونيفيل» بمنأى عن تصعيد التوتر.

مجلس الوزراء

الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة ليس على جدول اعمالها تعيين رئيس اركان الجيش واعضاء المجلس العسكري الثلاثة، لكن مصادرحكومية قالت لـ«الجمهورية»: انّ الاتصالات مستمرة وقد يحصل امر ما في الدقيقة الاخيرة، كما حصل في موضوع تأخير تسريح قائد الجيش وكبار الضباط.

 

في الشأن المالي، استمهل حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري تنفيذ قرار إنهاء مفاعيل منصّة «صيرفة»، الى حين مباشرة الحكومة بدفع زيادات رواتب موظفي القطاع العام، التي ارتفعت ثلاثة اضعاف.

وكان باشر منصوري الغاء المنصّة المذكورة تدريجياً منذ تسلّمه مهامه في مطلع آب الماضي. وبحسب المعلومات، فإنّ دفع رواتب القطاع العام سيستمر بالدولار، ولكن على اساس سعر السوق 89500 ليرة. وتضيف المعلومات انّ قرار إنهاء مفاعيل «صيرفة» لن يؤثر على سعر الليرة ابداً، انطلاقاً من اتخاذ المصرف المركزي اجراءات كفيلة بمنع اهتزاز الاستقرار النقدي القائم منذ اشهر، خصوصاً انّ الموظفين سيتقاضون رواتبهم بالدولار.

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الجنوب ينجو من «اندلاع الحرب».. وكولونا تنقل رسالة تحذير من تل أبيب

بلبلة مالية عشية مجلس الوزراء.. ورئيس الأركان يغيب عن الجلسة

 

كاد الوضع في لبنان ينزلق، بدءاً من التطورات العسكرية في الجنوب الى «خطر توسع الحرب» بتعبير وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بعدأن اقدمت مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف نقطة قريبة جداً من ساحة بلدة «عيتا الشعب» حيث كان الحزب يشيع الشهيد حسن سرور.

وفي تطور نوعي في المواجهة، استهدفت مدفعية المقاومة الاسلامية منصات القبة الحديدة في محيط مستعمرة «كابري» التي تقع شرقي مستعمرة «نهاريا» قرب الساحل الفلسطيني، وذلك رداً على استهداف مراسيم تشييع الشهيد سرور.

واعاد الحزب التأكيد ان اي مسّ بالمدنيين سيقابل بالمثل من قبل المقاومة، واستهداف الحزب كريات شمونة بمجموعة من الصواريخ التي كشف الجيش الاسرائيلي عن انفجارها.

وسط ذلك، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا لم تخرج عن القلق الذي تبديه بلادها حول الوضع في الجنوب ومن هنا كررت تحذيرها بشأن توسيع رقعة التوتر وخرق القرار ١٧٠١، وبالتالي ما من مبادرة بمعنى المبادرة لوقف التوتر إنما تذكير بأن تفاقم الأوضاع قد يجر إلى حرب، لافتة إلى أن زيارة الوزيرة الفرنسي تسبق سلسلة زيارات لمسؤولين للبحث في العنوان نفسه، ورأت أن الخشية من توسيع دائرة الحرب لم تتبدد على الإطلاق. وفي الملف الرئاسي، لم تعرض أفكار جديدة إنما برز تشديد جديد على إتمام الاستحقاق وهذا الملف هو في عهدة جان ايف لودريان.

وقالت مصادر ديبلوماسية انه لم يكن متوقعا ان تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية  كولونا الى لبنان أي مبادرة جديدة، او تنقل أي  تحذيرات او مطالب وشروط إسرائيلية الى لبنان كما تردد ،لان زيارتها بالاساس مخصصة لتفقد افراد الكتيبه الفرنسية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، والتي لم تتمكن من زيارتها بمفرها في الجنوب بسبب تردي الأوضاع الامنية جراء الاشتباكات بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد استعاضت عن الزيارة بمقابلة قائد قوات الامم المتحدة في مقر السفارة الفرنسية وزارت مقر اليونيفل ببيروت.

واشارت المصادر إلى ان لبنان كان قد تبلغ  المطالب والشروط الإسرائيلية سابقا بواسطة الجانب الاميركي كما هو معلوم، ولاسيما ما يتعلق بضرورة انسحاب عناصر الحزب إلى عمق الاراضي اللبنانية وتنفيذ بنود القرار ١٧٠١، وكان الرد يومها بضرورة التزام الجانب الاسرائيلي ببنود القرار وضرورة التواصل مع الحزب والجانب الايراني لنقل هذه الشروط.

التحركات الدولية

في التحركات الدولية والاوروبية، حافظ الوضع المتوتر عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية على اعتباره البند رقم 1 في الاهتمامات، وهذا ما عكسته زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، باعتبار ان الاولوية اليوم للجنوب، ولأمن اسرائيل من جهة الشمال.

ولم تُخفِ كولونا قلقها من اشتعال المنطقة، ونقلت عن قائد اليونيفيل قوله ان مستوى التوتر على جانبي الخط الازرق خطر جداً، مضيفة في مؤتمر صحفي عقدته في السفارة الفرنسية في ختام لقاءاتها التي شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وفي ما يشبه التحذير: حذرت المسؤولين اللبنانيين من انه اذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً.

‎وقالت: «مرَّرنا رسائل إلى الحزب بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل»، كاشفة عن «أنني لم أتكلم مع الحزب خلال زيارتي هذه».

‎كما لفتت إلى أن «علاقتنا مع الحزب قائمة، ولكن ما حصل في 7 تشرين الأول نرفضه وفي هذا الإطار نتضامن مع الشعب الاسرائيلي في مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه نطالب اسرائيل بحماية المدنيين».

‎واعتبرت أن «على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك أعني انتخاب رئيس للجمهورية».

‎ورأت أن «التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون يعتبر قرارا جيدا، ولكن هذا لا يكفي»، مشددة على أنه «يجب تطبيق القرار 1701 وتفادي التصعيد».

وكانت كولونا وصلت الى بيروت من اسرائيل بعد ظهر امس في زيارة هي الثانية منذ اندلاع حرب اسرائيل على غزة، وزارت على الفور عين التينة، والتقت الرئيس بري، داعية الى طرح افكار لتطبيق القرار 1701، معتبرة ان انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مرجعاً للحوار..

وافادت مصادر بري بأن كولونا لم تطرح تراجع «الحزب» باتجاه شمال الليطاني بل الحديث كان عن القرار 1701، وهي لم تطرح افكاراً لهذه الناحية، ‎وسمعت من برّي أنّ المسؤول عن خرق القرار هي إسرائيل.

والمواضيع نفسها بحثتها كولونا في السراي الكبير حيث اجتمعت الى الرئيس ميقاتي، الذي شدد على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وفي قصر الصنوبر استقبلت وزيرة الخارجية الفرنسية قائد «اليونيفيل» آرو لدو لاثارو، الذي اوضح الوضع الجنوبي على خارطة كانت بحوزته، ونقل اليها ان وضع جنوب لبنان بعد حرب غزة، خطير جداً، والوضع متوتر، وصعب وخطير.

‎وأوضح أن «اليونيفيل تسعى للحفاظ على الوضع القائم وخصوصا لعب دور وساطة بين الطرفين لتجنب اخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سببا آخر للتصعيد».

‎وكشف عن أن «الحزب يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني»، مضيفًا: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعا لتبادل النيران».

من جانبه، تراجع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن تهديداته، وقال بعد لقاء وزير الدفاع الاميركي لويد جورج: نسعى للسبل «الدبلوماسية التي تضمن ان الحزب لا يهدد الاسرائيليين، ولا نبحث عن حروب جديدة».

واشارت الخارجية الاميركية انه لا يزال من اولويات الادارة الاميركية ضمان ألّا يتوسع الصراع في غزة الى لبنان.

مجلس الوزراء

ويعود مجلس الوزراء للاجتماع اليوم للنظر في جدول اعمال مثقل ببعض البنود الادارية والمالية، فضلاً عن احتمال التطرق الى تعيين رئيس للاركان وباقي اعضاء المجلس العسكري.

و‎نفت مصادر وزارية تبلغ اي من الوزراء امكانية طرح تعيين رئيس لاركان الجيش في جلسة مجلس الوزراء اليوم، واستبعدت طرح هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال، لان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ليس بوارد القيام بمثل هذه الخطوة، تفاديا لأي تداعيات سلبية محتملة من قبل رافضي التعيين واثارة الحساسيات والعصبيات من قبل البعض، ولأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ليس متحمساً لتعيين رئيس للاركان بغياب رئيس للجمهورية، وفي ظل الانقسام السياسي القائم حاليا، وبعد التمديد لقائد الجيش لم يعد هناك تخوف من حدوث فراغ بالقيادة.

وعشية الجلسة ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً لـ«اللجنة الوزارية المكلفة بحث تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام»، بمشاركة وفد من العسكريين المتقاعدين.

وحذر المجلس التنفيذي لمتقاعدي القطاع العام من المس بحقوق المتقاعدين المدنيين والعسكريين، مهدداً بالنزول الى الشارع والاعتصام في الساحات.

وشدد على:

1-تطبيق المرسومين الاشتراعيين رقم 47 (نظام التقاعد) ولا سيّما المادّة 60 التي تعطي المتقاعد 85% من راتب مثيله في الخدمة الفعليّة، ورقم 102 ( قانون الدفاع الوطنيّ) ولا سيّما المادّة 79.

2-مبدأ التماثل في العطاءات بين المتقاعدين ونظرائهم في الخدمة الفعليّة، كلّ في فئته ورتبته ودرجته، حفاظاً على مبدأي العدالة والمساواة».

واعلن تجمع «العسكريين المتقاعدين» انه سينفذ اعتصاماً عند السابعة من صباح اليوم امام السراي الكبير، تزامناً مع جلسة مجلس الوزراء التي تبدأ عند التاسعة والنصف، بهدف الضغط على الحكومة لتعليق اصدار مراسيم بدل الانتاجية والتعويض المؤقت لحين التوافق على خارطة طريق يقبل بها المتقاعدون في القطع العام.

مالياً، احدثت المعلومات عن اتجاه مصرف لبنان الى رفع دولار صيرفة الى 89500 ل.ل. بلبلة لدى اوساط الخبراء والمصرفيين.

وحسب ما اتضح فإن الخطوة قيد الدرس، وهي متزامنة مع زيادة على الرواتب للعاملين في القطاع العام، اكثر من 3 اضعاف الرواتب الحالية، الامر الذي يحتاج الى ما لا يقل عن 8000 مليار ليرة لبنانية، اي بزيادة ملياري ليرة عن الرواتب الحالية، حسب الخبير الاقتصادي محمود الجباعي.

اعتمادات الفيول العراقي

كهربائياً، ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً حضره الوزيران يوسف خليل ووليد فياض وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي، لبحث الوضع المالي لقطاع الكهرباء.

واعلن الوزير فياض بعد الاجتماع: «عالجنا موضوع قيمة الاعتماد المستندي المطلوب لتنفيذ العقد الثالث مع  العراق في سنته الثالثة وهو مليون ونصف مليون طن سنويا، ومبلغ الاعتماد المطلوب هو 700 مليون دولار، وهناك تعديل يجب أن يتم للوصول الى هذا المبلغ، وهذا أمر ضروري لنتمكن من توريد شحنات الفيول الموجودة في العراق الى لبنان.

أما الموضوع الثاني فيتعلق بالمبالغ المستحقة والالية التي ستعتمد  مع  المالية لوضع الأموال في الحساب العراقي، واتفقنا على صيغة لتغطية المبالغ المستحقة للشحنات السابقة وهذا مهم لتكون العلاقة مستقيمة بالنسبة لتنفيذ الاتفاقية مع العراق».

الوضع الميداني

وفي خطوة بالغة سوء التقدير، وترفع من حجم الاستفزازات الاسرائيلية، تجرأ العدو امس على استهداف موكب تشييع في بلدة عيتا الشعب لأحد شهداء المقاومة في محاولة لترهيب المشيعين الا ان انهم استمروا في المراسم ولم يبالوا لا بالقذائف ولا بالمسيَّرات.

وتعرضت صباحاً، أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع مصدره مرابض الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية. كما طالت القذائف الاسرائيلية الضهيرة وعلما الشعب واستهدف القصف المدفعي المنازل في بلدة الجبين.

وطال القصف المدفعي المباشر اطراف عيتا الشعب والجبين والضهيرة، كما استهدف منطقة اللبونة، الطباسين واطراف الناقورة.

ورد الحزب «باستهداف تجمع لجنود وآليات العدو في محيط موقع الحمرا بالأسلحة المناسبة». ايضا قال الحزب: إستهدفنا منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققنا فيهما إصابات دقيقة.

كما إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الثانية بعد ظهر امس  منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققوا فيهما إصابات دقيقة.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

«إسرائيل» تلامس الخطوط الحمراء… والمقاومة تردّ بالمثل: لن نسكت عن أيّ حماقة

 كولونا في بيروت لتخفيف التصعيد ولا تحمل جديداً… وواشنطن تتمسّك بالديبلوماسيّة

دولة «العار» تتخلّى عن مرضى السرطان… و«السيناريو» المرعب بداية العام المقبل؟! – ابراهيم ناصرالدين

 

كادت الاحداث جنوبا تتدحرج نحو تصعيد خطر، بعد ان لامست قوات الاحتلال الاسرائيلي الخطوط الحمراء بالامس، وكادت تتسبب باندلاع شرارة تصعيد غير محدودة في الزمان والمكان، اثر استهداف مراسم تشييع احد شهداء الحزب في بلدة عيتا الشعب. فالرسالة النارية عبر المسيّرة التي تقصّدت اطلاق صاروخ موجه على بعد 40 مترا فقط عن المشيعين، لم تكن الا «مغامرة اسرائيلية» غير محسوبة. علما ان حكومة الحرب تعرف جيدا ان ارتكاب مجزرة في المشيعين  لم تكن لتمر دون رد عنيف وحاسم. وقد ابلغت قيادة المقاومة من يعنيهم الامر، بان اي حسابات خاطئة من قبل العدو، واي حماقة سيدفع ثمنها غاليا، وسيكون الرد قاسيا ودون اي تردد.

 

ولم تتأخر الرسالة ميدانيا عبر ضربة صاروخية استهدفت مساء امس مستعمرة كريات شمونة، ردا على استهداف موكب التشييع، كما اعلن الحزب الذي اكد ان اي مس بالمدنيين سيقابل بالمثل. وقد شهد يوم امس ايضا عملية نوعية من خلال استهداف القبة الحديدية في مستوطنة كابري التي تبعد 8 كلم عن الحدود بالقذائف المدفعية، وهذا ما دفع قيادة قوات «اليونيفيل» الى رفع مستوى الجهوزية، واجرت خلال الساعات القليلة الماضية اتصالات حثيثة شملت قوى دولية واقليمية، خوفا من انزلاق الامور نحو الاسوأ.

 

هذا التصعيد الميداني «الاسرائيلي» تزامن مع تهديدات جديدة لوزير الحرب يوآف غالانت، نقلت جزءا منها الى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي حملت معها قلقا من نيات «الاسرائيليين»، واقتراحات منها العودة الآن الى قواعد الاشتباك قبل السابع من تشرين الاول الماضي، اي الالتزام العملي بال 1701 دون تطبيقه حرفيا، ثم يتم البحث لاحقا بعد انتهاء الحرب في غزة في تطبيقاته العملية، لكنها تلقت الجواب نفسه على نحو غير مباشر من الحزب، «لا حديث عن وقف النار الا بوقف الهجوم البربري على القطاع».

 

داخليا، وفي انتظار المراسيم التطبيقية من حكومة تصريف الاعمال لتمديد تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعندئذ يستكمل ملف الطعن الذي يعده «التيار الوطني الحر»، استراح «المحاربون» الغارقون في حسابات سياسية فارغة، يحصون فيها الارباح والخسائر، فيما يغيب ملف الادوية السرطانية عن اهتمام المعنيين في الدولة، بعدما بات الكثير من المرضى لا يحصلون على علاجاتهم بسبب غياب الادوية المدعومة، فيما تشير المعطيات ان الاسوأ آت على الطريق مع بدء العام الجديد.

 

فمع توجه مصرف لبنان الى وقف سياسة الدعم، واضطرار وزارة الصحة العامة إلى تمويل الخدمات الصحية من ميزانيتها الخاصة، باتت الوزارة تعتمد برتوكولات منظمة الصحة العالمية الأساسية التي تعتمدها الدول الفقيرة، ما يعني تأمين العلاجات الكيميائية الأساسية، والتخلي عن غالبية الأدوية والعلاجات المتطورة، وهذا يعني حكما بالاعدام على الكثير من المرضى غير القادرين على تأمين ثمن الادوية الباهظة الثمن، اي ان الدولة تتجه الى القضاء على المرضى بدل القضاء على المرض.

لا خطط جدية بانتظار الاميركيين

 

اذا، لا جديد في زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى بيروت، ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان لا حراك جدي حتى الآن حتى لو كانت كولونا تنسق مع «الخماسية»، والدور الاساسي سيكون اميركيا عبر عاموس هوكشتاين حين تنضج الحلول، واذا كانت كولونا قد دعت المسؤولين اللبنانيين الى ايجاد آليات لتطبيق القرار 1701، فانه يمكن القول ان المباحثات لا تزال في اطار تبادل الافكار، ولا توجد اي خطط واضحة المعالم. ويدرك الفرنسيون ان تأثيرهم ضعيف جدا على الطرفين «الاسرائيلي» كما الحزب. ولهذا لا يزالون يبحثون عن دور لا اكثر ولا أقل، وهم غير مكلفين من «الاسرائيليين» ايجاد الحل، بل يكتفون بنقل «الرسائل» ويعبرون عن المخاوف.

قلق فرنسي من نيات «اسرائيل»

 

وقد دعت كولونا الى ضبط النفس على الحدود الجنوبية، ووفقا لديبلوماسي فرنسي، فان وزير الخارجية الفرنسية عبّرت عن خشيتها امام المسؤولين اللبنانيين من «النيات الاسرائيلية»، وقالت صراحة بانهم يجب الا يقللوا من شأن تصميم «اسرائيل» على حماية حدودها، بعد الصدمة التي أثارتها الهجمات في 7 تشرين الاول من غزة! وقالت كولونا   «عدتُ لأن الوضع خطر، وهناك خوف من اشتعال المنطقة، ومستوى التوتر على جانبي الخط الأزرق عالٍ جدا، واضافت انه بسبب الوضع الخطر ذهبتُ إلى «إسرائيل» لنقول إن الديبلوماسية وخفض التوتر هو الحل، وحذّرت المسؤولين السياسيين من أنّه إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطر جداً. وخلصت كولونا الى القول: مررنا رسائل إلى الحزب بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل، وعلينا العودة إلى القرار 1701، ويجب أن يؤدي ذلك إلى تحسّن الوضع في الميدان.

ماذا تريد «اسرائيل»؟

 

ووفقا للمعلومات، فان «اسرائيل» تريد من باريس التواصل مع الحزب، لاقناعه بان بقاء وجوده العسكري في الجنوب كما هو اليوم، لن يدفع «اسرائيل» الا نحو خيارات عسكرية واسعة، لكن الجواب لا يزال في حارة حريك على حاله»، لا بحث في اي حلول او افكار قبل توقف الحرب الإسرائيلية على غزة، اما بعد ذلك فيوم آخر».

افكار حول 1701

 

وكانت كولونا، استهلت جولتها من عين التينة، حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور مديرة افريقيا الشمالية والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية آن غريو، وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، وكررت خلال لقائها بري موقف بلادها بالدعوة إلى تجنيب المنطقة اي صراع. وأثنت على التمديد لقائد الجيش وتم البحث في امكانية تحريك ملفات سياسية اخرى أولها رئاسة الجمهورية.

 

وافادت مصادر عين التينة ان كولونا دعت لبنان الى طرح افكار لتطبيق القرار 1701 وشددت على انتخاب رئيس جمهورية ليكون مرجعا للحوار في هذا الصدد. وعصرا التقت كولونا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

  «اليونيفيل»: الوضع خطر

 

وكان قائد قوات «اليونيفيل» التقى وزيرة الخارجية الفرنسية في قصر الصنوبر، وشرح لها خريطة الحدود الجنوبية ومواقع انتشار «اليونيفيل»، مع ملخص عن طبيعة ما يحصل على الحدود الجنوبية. وقال أرولدو لاثارو ان الوضع في جنوب لبنان متوتر، صعب وخطر مع تصاعد التوتر بين الحزب و «إسرائيل»، وقال ان «اليونيفيل» تسعى للحفاظ على الوضع القائم، وخصوصا تأدية دور الوساطة بين الطرفين لتجنب اخطاء حسابية او تفسيرات، يمكن ان تكون سببا آخر للتصعيد.

واشنطن والحل الديبلوماسي

 

وفيما اصر وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن خلال محادثاته مع نظيره «الاسرائيلي» على ان الحل على الحدود مع لبنان سيكون ديبلوماسيا، داعيا الحزب الى تجنب توسيع الحرب، اصر وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت على التهديد، ولفت الى ان التهديد الذي يشكله الحزب غير مقبول وسنبعده عن الحدود. وفي موقف امام الجنود «الاسرائيليين» في الشمال، قال غالانت «ان مهمتكم دفاعية الآن وهي صعبة، لكن الامور لا يمكن ان تستمر. ووفقا لمسؤول «اسرائيلي» فان الجيش وضع خطة للدخول الى جنوب لبنان، اذا لم تنجح الاتصالات الديبلوماسية.

تبادل «الرسائل» النارية

 

لامس جيش العدو الاسرائيلي ظهر امس «الخطوط الحمراء» دون ان يخرقها، من خلال استهدافه للاهالي الذين شاركوا في تشييع الشهيد علي طريق القدس حسن معن سرور في بلدته عيتا الشعب، بغارة جوية على سطح احد الابنية على مسافة اقل من اربعين مترا من موكب التشييع، وتسببت باضرار في المبنى، فيما واصل المشيعون مراسم تشييع.

 

ونفذ «الجيش الاسرائيلي» عدوانا جويا قرابة الثانية والثلث من بعد الظهر، حيث شنت مقاتلاته الحربية غارة استهدفت اطراف بلدة عيتا الشعب، وارتفعت سحاب الدخان الكثيف من مكان الغارة. وبعد اقل من خمس دقائق شنت المقاتلات المعادية غارة مماثلة على جبل الباط في اطراف عيتا الشعب.

 

كما  تعرضت أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي «اسرائيلي» متقطع، وبلغت القذائف «الاسرائيلية» الضهيرة وعلما الشعب واستهدف القصف المنازل في بلدة الجبين. وبلغ القصف المدفعي المباشر اطراف عيتا الشعب والجبين والضهيرة، كما استهدف منطقة اللبونة، الطباسين واطراف الناقورة. وتعرضت الاطراف الشرقية لبلدة الناقورة للقصف وكذلك منطقة الرويسات. وسقطت قذيفتان على تلة المطران منطقة الحمامص في سردا. واستهدف القصف اطراف ميس الجبل الشمالية واطراف حولا وادي الجمل بـ3 قذائف مدفعية.

 

وفي عملية نوعية، استهدف الحزب  للمرة الاولى بالقذائف المدفعية القبة الحديدية في مستوطنة كابري التي تبعد 8 كلم عن الحدود.

أوحال غزة وعقدة لبنان

 

وفي سياق متصل، زاد تشكيك عدد من «الإسرائيليين» في احتمالات الانتصار في الحرب من حقيقة كونها أطول حرب في تاريخ «إسرائيل»، والخوف من تورّطها في أوحال غزة على غرار لبنان، التي تشكّل صدمة وجرحاً في وعي «الإسرائيليين»، منذ حرب لبنان الأولى عام 1982 وما تلاها في العام 2000 والعام 2006. وفي هذا السياق،  قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» انه هذا هو الوقت للنزول عن الشجرة، فالمستوى السياسي والعسكري يستصعبون نطق الحقيقة، لكن تدمير حماس هو شعار جميل، لكنه ليس هدفاً واقعياً في الظروف الحالية.

تراجع الثقة بالانتصار

 

بدوره، حذر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، من مغبة تحوّل القطاع إلى لبنان. وقد سبقه بذلك المعلق السياسي البارز في القناة 12 العبرية أمنون أبراموفيتش، الذي قال «مجدداً لا انتصار في هذه الحرب، وإننا ذاهبون للبنان ثانية». وفي تحليله، يشير عاموس هارئيل الى تصاعد الشكوك في الشارع «الإسرائيلي» بقوله إن نتنياهو يلمّح الى مواصلة وتوسيع الحرب على غزة، لكن ثقة «الإسرائيليين» بدأت تتراجع، ما يقود الى تصدع الدعم الجماهيري.

متى تنتهي الحرب؟

 

وقال هرئيل»الدعم الواسع للحملة البرّية يختلط الآن بالقلق والشكّ. رغم الضربات التي يلحقها الجيش بحماس داخل القطاع، فإنه يقترب من المراوحة في المكان، وهذه مكلفة من ناحية الخسائر البشرية.. حسب الاتفاق مع أميركا، سيكون الشهر المقبل موعد تقليص الحرب، ولكن حتى ذلك الوقت الوضع في غزة من شأنه أن يشبه الوضع الذي تورّط فيه الجيش في بيروت. وعن نهاية الحرب يرجّح هارئيل أن تكون بعد أسابيع قليلة، وإن كان الطرفان يتحاشيان الكشف علانية عن موعد النهاية، لكن من الواضح أنه في الاتصالات بينهما، فان الموعد هو منتصف كانون الثاني 2024، وبعد هذا التاريخ سيتقلص الفعل الهجومي في القطاع.

الدولة تتخلى عن مرضى السرطان!

 

وفيما يتلهى المسؤولون بحروب الزواريب العقيمة، لا يجد الكثير من مرضى السرطان الدواء المدعوم من وزارة الصحة، بعدما توقف الدعم فجأة ودون سابق انذار، وقد تفاجأت الجمعيات المعنية بمتابعة هؤلاء المرضى بعدم وصول الدواء المدعوم لمرضاها، ومنهم الاطفال الذين لم يتمكنوا من الحصول على علاجاتهم حتى الآن، ولا اجوبة واضحة في وزارة الصحة، سوى جملة واحدة لا يوجد اموال!

نهاية الدعم

 

هذه الجملة تبدو مقدمة لنهاية الدعم الذي مر بمراحل ثلاث، تمويل استيراد أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية المدعومة من الاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان، ومن أموال حقوق السحب الخاصة بلبنان، وفي الثالثة عبر سلف الخزينة. والمصادر الثلاثة الآن جفت. وقد اتخذت وزارة الصحة قرارا بإخراج بعض الأدوية من لائحة الدعم وتخفيف نسب أدوية أخرى!

 

وفي التمديد الأخير للدعم حتى نهاية هذا العام، تم الاتفاق بين الوزارة ومصرف لبنان والمستوردين على دفع نصف الأموال بالليرة والنصف الآخر بالدولار. إلا أن الوزارة لم تصرف سوى المبالغ بالليرة لعدم توافر الدولار، وأعادت النظر في البروتوكولات الطبية عبر ترشيد بعض الأدوية!

الضربة القاضية

 

وفي هذا السياق، أشار رئيس «جمعية برباره نصار لدعم مرضى السرطان» هاني نصار أن أدوية الأمراض السرطانية ليست متوافرة لكافة مرضى السرطان بالسعر المدعوم من مصرف لبنان، إذ إن المبالغ المرصودة شهرياً لا تكفي أعداد المرضى المسجلين في وزارة الصحة. أما المجهول المرتقب ما بعد رأس السنة الجديدة، فهو كارثي يحرم آلاف المرضى من علاجاتهم ، وبالتالي سيقتلهم بالضربة القاضية. والسيناريو المرتقب، وقف مصرف لبنان سياسة الدعم، واضطرار وزارة الصحة العامة إلى تمويل الخدمات الصحية من ميزانيتها الخاصة، ما سيجبرها على اعتماد برتوكولات منظمة الصحة العالمية الأساسية، التي تعتمدها الدول الفقيرة. ما يعني تأمين العلاجات الكيميائية الأساسية والتخلي عن غالبية الأدوية والعلاجات المتطورة.

سيناريو مرعب

 

ووفقا لنصار، فان مجرد طرح الفكرة على المرضى والجسم الطبي، يثير الرعب في النفوس. فلبنان الذي كان السباق في استيراد العلاجات الحديثة، واعتماد طرق العلاج المتقدمة، سيبدأ بمعالجة مواطنيه على طريقة الصومال والسودان وأفغانستان وغيرها من الدول الأكثر فقراً. ووزارة الصحة ستتكفل بتأمين العلاجات البخسة الثمن للمرضى غير المضمونين، فيحرمون من العلاجات الثمينة، وبينما تخلت إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن مرضى السرطان منذ عدة سنوات.

وخلص نصار الى القول»عندما نلجأ إلى اقتراح خطط بديلة لتمويل علاج مرضى السرطان في وزارة الصحة، كوضع ضرائب خاصة على التبغ والكحول والسكريات، أسوة بالدول الأخرى، خاصة التي مرت بأزمات اقتصادية، نصطدم بمصالح السياسيين الفاسدين انفسهم الذين أوصلونا إلى هذه الحالة. فتأتي الردود برفض هذه الضرائب وبحجج واهية؟!

  لا تعييينات اليوم

في هذا الوقت، لا طرح لتعيين رئيس للاركان في الجلسة الحكومية اليوم، ويجري الحزب «التقدمي الاشتراكي» اتصالات مع كل الاطراف لايجاد توافق على كيفية ايجاد المخارج القانوينية والسياسية لاتمام الامر، ولا شيء نهائي حتى الآن، وبحسب مصادر وزارية» لا توجد بعد صيغة تحمي التعيين من الطعن امام مجلس شورى الدولة.

البخاري و «الطعن» في التمديد!

وكان لافتا بالامس، اللقاء بين السفير السعودي وليد البخاري في مقر إقامته في اليرزة مع وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، وفيما اكدت الخبر الرسمي انه جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، خاصة في الجانب العدلي منها وتمت مناقشة التطورات السياسية على الساحة اللبنانية، وأبرز المستجدات الراهنة في المنطقة، كشفت مصادر مطلعة عن اهتمام البخاري بتفاصيل احتمال قبول الطعن في التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، فيما المح خوري الى وجود اصرار لدى «التيار الوطني الحر» على تقديم الطعن، الا انه اشار الى ان الامر حتى لو قبل في الشكل، فان المسار طويل ومعقد! ووفقا لمصادر دستورية، فان الكثير من متن القانون يوجب الطعن في القانون وإبطاله أمام المجلس الدستوري، لكن اذا تدخلت السياسة في نصاب المجلس وقراراته، فلن يلتئم المجلس وسيصبح التمديد امرا واقعا.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

20 ألف شهيد .. ولا صفقة إلا بعد توقف القتال

 

في اليوم الـ73 من العدوان على قطاع غزة سقط أكثر من 100 شهيد -معظمهم من الأطفال- في مجازر جديدة للاحتلال بمخيم جباليا.

 

إذ استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة.

 

وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل المزيد من الضباط والجنود في معارك جنوبي القطاع.

 

وقالت قناة الأقصى الفضائية إن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن سلسلة غارات على المناطق الشرقية لخان يونس جنوب القطاع.

 

وتحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أسابيع التوغل من شمال وشرق خان يونس نحو وسط المدينة، لكنها تواجه مقاومة شرسة من كتائب القسام وسرايا القدس. وكشفت مشاهد جديدة  لمعارك مدينة غزة بين كتائب القسام وجيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف مقاتلي القسام لآليات وجنود الاحتلال بقذائف «الياسين 105».

 

وتظهر المشاهد سحب الجيش الإسرائيلي رتلا من دباباته المعطوبة وإسعاف ضباط وجنود مصابين.

 

وقالت كتائب القسام إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد «رعدية» بقوة إسرائيلية راجلة متحصنة داخل مبنى في بيت لاهيا، ومن ثم استهدافها بقذيفة «الياسين تي بي جي» والاشتباك معها من نقطة صفر والإجهاز على جميع أفراد القوة.

 

وأضافت الكتائب أنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية وجرافة عسكرية من نوع «دي 9» بقذيفتي «الياسين 105» في بيت لاهيا، كما فجرت عددًا من العبوات المضادة للأفراد في جنود الاحتلال الذين حاولوا إنقاذ الجرحى. وقالت كتائب القسام إن مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة «تلفزيونية» مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة شرق مدينة خان يونس، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

 

وبثت قناة الجزيرة مشاهد حصلت عليها لاستهداف كتائب القسام سيارة عسكرية إسرائيلية من نوع «همر» بصاروخ «كورنيت» مضاد للدروع في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وإيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.  ونشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فيديو لقصف مقاتليها الحشود العسكرية الإسرائيلية في محاور التقدم وسط وشرق خان يونس بقذائف الهاون.

 

وقالت كتائب القسام إن مجاهديها تمكنوا من استهداف شاحنة تقل عددا كبيرا من الجنود الصهاينة في بيت لاهيا بقذيفة «الياسين تي بي جي»، ومن ثم الاشتباك معهم بالأسلحة الرشاشة.

 

وأضافت الكتائب أن مجاهديها أوقعوا جميع من كان في الشاحنة من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح. كما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس استهداف جيب عسكري إسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع قرب أبراج الندى شمال القطاع. وقالت الكتائب في بيان منفصل إن مجاهديها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة «الياسين 105» في خان يونس جنوب القطاع.

 

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي  إصابة 48 جنديا بجروح في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. ووفقا لبيان جيش الاحتلال، فقد أصيب 704 جنود منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، بينهم 160 حالاتهم خطيرة. وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 7 ضباط وجنود خلال المعارك في جنوبي قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي ارتفع إلى 19 ألفا و453 شهيدا، في حين بلغ عدد المصابين 52 ألفا و286.

******************************

افتتاحية صحيفة البناء:

شركات النقل العالمية تسارع إلى التخلي عن الكيان وحلف واشنطن إعلاميّ

 

ملف الأسرى يربك الكيان… وتصعيد في الجولان… والحدود السوريّة الأردنيّة؟
استهداف القبة الحديدية… وتهديدات من أوستن وكولونا… والأسد يُنصف المقاومة

 

وسط تصعيد سياسيّ من رموز في السلطة الفلسطينيّة ضد قوى المقاومة، خصوصاً حركة حماس، بدا ثمناً لطلب دور في ما وصف بمرحلة ما بعد الحرب، كان كيان الاحتلال يعيش أكثر لحظات الارتباك منذ بدء الحرب على غزة قبل أكثر من سبعين يوماً، تحت وطأة الفشل العسكري في غزة والضغوط الداخلية في ملف الأسرى، والإحاطة الأميركية تحت عنوان العالم ينقلب ضدنا، وليس معنا الكثير من الوقت، فقد تم تأجيل اجتماع مجلس الحرب والحكومة تفادياً للانقسام، بينما رئيس الموساد في أوسلو لملاقاة مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز، ومسؤولين أمنيين مصريين وقطريين لتبادل عروض تفاوض يمكن نقلها إلى قيادة المقاومة.
في السياسة أيضاً كانت كلمات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن محاولة لتقديم الدعم المعنوي للكيان في ظل حال الهزيمة التي تهيمن على الرأي العام، مطرزاً كلامه بتهديد مبطن للبنان، وحزب الله خصوصاً، بالتقاطع مع نظيرته الفرنسيّة كاترين كولونا التي أطلقت من بيروت تحذيراتها من عواقب التورّط في حرب مع جيش الاحتلال؛ بينما كانت المقاومة في جنوب لبنان ترفع من مستوى التحدّي باستهداف مواقع نشر القبة الحديديّة ومنشآتها قرب نهاريا بقصف مدفعيّ ثقيل ومركّز.
في الميدان والسياسة أيضاً، كان لسورية نصيب بارز أيضاً، حيث كان كلام تاريخيّ للرئيس السوري بشار الأسد أنصف المقاومة في فلسطين وغزة، وسط حملات الاستهداف التي تتعرّض لها عربياً، وكان أبرز ما قاله الأسد إن المقاومة ردّت الاعتبار لمكانة وأحقيّة القضية الفلسطينية، وأثبتت التفوق القتالي والأخلاقي والإعلامي على كيان الاحتلال، رغم الفوارق الهائلة لمصلحته في مجال الإمكانات. وبالتزامن كانت غارات أميركية تستهدف منطقة البوكمال السورية رداً على عمليات المقاومة التي استهدفت القواعد الأميركية في حقول العمر، بينما تعرّضت مناطق في ريف دمشق لغارات إسرائيلية، رداً على صواريخ انطلقت من الأراضي السورية على مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل. وبقي غامضاً ما يجري على الحدود السوريّة الأردنيّة. ووضعته البيانات الأردنية في دائرة الحرب مع عصابات المخدّرات حيناً، وميليشيات وصفتها بـ المدعومة من إيران حيناً آخر، بينما كانت هناك تساؤلات عن معنى الحديث عن تهريب صواريخ وأسلحة وما إذا كان القصد عملية نقل أسلحة إلى الداخل الفلسطيني عبر الأردن؟
على جبهة اليمن والبحر الأحمر، نجحت حركة أنصار الله بفرض الحصار على المتاجرة مع الكيان عبر التسابق الذي شهده سوق النقل البحريّ بين شركات النقل على إعطاء الأولويّة لعبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر، على حساب نقل الحاويات المتّجهة نحو موانئ كيان الاحتلال. وتبعت الشركات النرويجية والفرنسية والألمانية ما أعلنته الشركات الصينية عن مواصلة رحلاتها عبر البحر الأحمر لكن دون حاويات تتجه نحو الكيان، بينما فتح الأميركيّون قنوات التفاوض عبر الوسيط العمانيّ مع أنصار الله لتأكيد أن الحلف الذي يعلنون السعي لتشكيله تحت شعار أمن الملاحة في البحر الأحمر، ليس إلا نشاطاً إعلاميّاً وأنهم يفضّلون التوصّل الى حل تفاوضي، وقد أجابهم أنصار الله أنهم لا يريدون التصعيد ولا تعطيل الملاحة، لكنهم لن يرفعوا الحظر عن التجارة إلى كيان الاحتلال إلا بعد وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية - الفلسطينية بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على وقع وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى بيروت والتحذيرات التي يطلقها المسؤولون الغربيون للبنان بضرورة تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود، بالتوازي مع تطوّر في الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت أمس منزلاً يبعد أمتاراً عن موكب لتشييع الشهيد حسن معن سرور في بلدته عيتا الشعب.
ولفتت أوساط سياسية لـ"البناء" على أن "كيان الاحتلال لم يحتمل مشهد الجنوبيين وهم يتشبثون بأرضهم ويشيّعون أحد الشهداء على مقربة من الحدود ويلتفون حول مقاومتهم ويحتضنونها رغم كل الاعتداءات ورسائل التهديد الإسرائيلية، وهو قد عمل طيلة الشهرين الماضيين على تهجير أهالي الجنوب في القرى الحدودية حتى شمال الليطاني لكي يقوم بعدوانه ويلاحق المقاومين بحريّة تامة ومن دون سقوط مدنيين يستدرج ردة فعل حزب الله. كما هدف العدو إضافة الى التهجير، تأليب أهالي الجنوب على المقاومة، لكن مشهد التشييع أحبط العدو لا سيما أن المقاومة تمكّنت من فرض معادلات قاسية على الكيان في شمال فلسطين المحتلة عبر تهجير مئات آلاف السكان والشلل الاقتصاديّ وتزايد المخاطر من دخول قوات الرضوان الجليل في أي وقت". لذلك أراد الاحتلال وفق المصادر توجيه رسالة الى حزب الله بأن استمرار عملياته العسكرية على الحدود بهذا الحجم سيوسّع قواعد الاشتباك إلى الأهداف المدنية ومناطق في عمق الجنوب. ولاحظت المصادر التزامن بين تصعيد العدوان ووصول وزيرة الخارجية الفرنسية الى لبنان والتي تحمل رسائل تحذير للحكومة بضرورة تطبيق القرار 1701.
وفي سياق ذلك، نقلت صحيفة "التايمز" عن ضابط إسرائيلي بارز تأكيده أن "الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لغزو جنوب لبنان"، معتبراً أن "ما حدث في قطاع غزة لا يقارن بما يمكن أن يفعله حزب الله في الشمال". ورأى أن "القرار بشأن إطلاق قوة بريّة عبر الحدود يعود لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الحربية".
لكن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت تراجع عن مواقفه التصعيديّة السابقة، ولفت إلى أننا "نسعى للسبل الدبلوماسية التي تضمن أن حزب الله لا يهدد الإسرائيليين في الشمال، ونحن لا نبحث عن حروب جديدة ولدينا 75 ألف لاجئ إسرائيلي في الشمال". وأكد غالانت خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي لويد اوستن في "تل ابيب"، بأن "إسرائيل لن تسيطر على غزة بأي طريقة مدنيّة".
إلا أن مصادر في فريق المقاومة تضع "هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية والمعنوية ضد الشعب اللبناني الذي يلتف حول المقاومة في صد العدوان الإسرائيلي على الجنوب وكل لبنان"، مشيرة لـ"البناء" الى أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يغرق في مستنقع غزة ويتكبّد خسائر فادحة في جنوده وضباطه وآلياته العسكريّة ومعنوياته المنهارة، وكذلك الأمر جبهته الداخليّة مهتزّة، فيما تعصف الخلافات بين أركان حكومة الحرب، وبدأ الخلاف يتظهّر بين واشنطن وتل أبيب، والتحوّل في الرأي العام الأميركي والأوروبي والعالمي، فكيف لجيش هُزم في غزة خلال جولتي قتال على مدى 70 يوماً وأكثر، ولم يستطع تحقيق أهدافه، رغم كل آلة القتل والدمار والإبادة، كيف له أن يفتح جبهة جديدة يعترف قادته الحاليّون والسابقون وإعلامه بأنها أكثر خطورة وصعوبة بأضعاف من جبهة غزة، وبأن حزب الله أقوى بكثير من حركة حماس ويملك قدرة أكبر على المناورة واستهداف كل "إسرائيل" بمئات آلاف الصواريخ؟". وأوضحت المصادر أن "تشييع الحشود الجنوبية للشهداء في القرى الأمامية أكبر دليل على أن لا يمكن فك اللحمة بين المقاومة وبيئتها، وبالتالي لا يمكن إبعاد حزب الله عن جنوب الليطاني ولا عن أي منطقة في لبنان"، وأكدت المصادر أن "المقاومة غير معنية بالتهديدات ولا بالتسويات الحدودية التي تنشر في الإعلام، ولن توقف عملها العسكريّ بل مستمرة حتى انتهاء العدوان على غزة والعدو لن يأخذ أي ضمانة، أي أن تهدئة جبهة الجنوب وكل الجبهات من اليمن الى سورية والعراق، طريقه الوحيد وقف العدوان على غزة، وأي عدوان عسكري موسّع على لبنان أكان من الإحتلال الإسرائيلي أو أي قوات أجنبية سيقابل برد قويّ وحاسم والميدان سيتحدث عن نفسه كما قال السيد حسن نصرالله".
وفي سياق ذلك، رأى رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" إبراهيم أمين السيد، أن "العالم اليوم يترقب حدثين، الأول هزيمة أميركا وأوروبا في أوكرانيا، والثاني هزيمة أميركا وأوروبا في فلسطين". ودعا السيد، خلال احتفال تأبيني لأحد عناصر الحزب في بلدة الناصرية البقاعية، الى "الاستعداد لمرحلة انهيار هذا الكيان الصهيوني دقيقة جداً في العالم والمنطقة وفلسطين".
وأكد أننا "سنكون قريباً في المنطقة أمام شعوبٍ مختلفة"، معتبراً أن "ما يجري في فلسطين على مستوى الثبات والقوة والمواجهة والمقاومة والصبر والتحمّل، وبكل الظروف الصعبة من القصف، يبقى هذا الشعب صامداً في وجه كل المجاميع الوحشية الصهيونية التي تريد أن تقضي ليس على غزة وحسب بل على فلسطين".
وواصلت المقاومة الإسلامية عملياتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي بوتيرة مرتفعة، وأعلنت في بيان أن مجاهديها استهدفوا دشمة في موقع بركة ريشا بداخلها جنود للعدو بالأسلحة ‏المناسبة ‏وأصابوها إصابة مباشرة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. واستهدفوا قوة عسكرية للعدو في محيط موقع حانيتا‎ ‎بالأسلحة ‏المناسبة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. وأعلنت المقاومة عن رصد مجاهديها 4 جنود صهاينة في نقطة ‏تموضع شرق سعسع، فاستهدفوها بالأسلحة المناسبة ‏وحققوا إصابات ‏مؤكدة. واستهدفت تجمعاً لجنود العدو في حرش عداثر‎ ‎بالأسلحة المناسبة ‏وتمّت إصابته إصابةً مباشرة. وقصفت تجمعًا لجنود وآليات العدو في محيط موقع الحمرا‎ ‌و‎موقع جلّ العلام بالأسلحة المناسبة.‏
وفي تطوّر جديد باسهدافات المقاومة، قصفت منصتين للقبة الحديديّة في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعيّة وحققت فيهما إصابات دقيقة. وتقع مستعمرة "كابري" شرقي مستعمرة "نهاريا" في القطاع الساحلي الغربي، وتبعد عن أقرب نقطة عن الحدود اللبنانيّة مع فلسطين المحتلة 7 كلم، بحسب ما ذكر مراسل قناة "المنار".
ونشر الإعلام الحربيّ في "حزب الله" مشاهد من "استهداف المقاومة الإسلاميّة عدد من المواقع التابعة لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية".
في المقابل صعّد العدو الإسرائيلي من ممارساته الإرهابية مستهدفاً الأهالي الذين شاركوا في تشييع "الشهيد علي طريق القدس" حسن معن سرور في بلدته عيتا الشعب بغارة جوية على سطح أحد الأبنية على مسافة أقل من أربعين متراً من موكب التشييع، وتسبّبت بأضرار في المبنى من دون الإفادة عن وقوع إصابات بين المشيّعين الذين تابعوا مراسم التشييع.
وشنت طائرات حربية معادية غارة استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، وارتفعت سحاب الدخان الكثيف من مكان الغارة. وبعد أقل من خمس دقائق شنت المقاتلات المعادية غارة مماثلة على جبل الباط في أطراف عيتا الشعب. وأصيب المواطن غ. العنز من بلدة الماري بجروح طفيفة جراء قصف أرض الماري حيث كان يقوم بأعمال زراعيّة وتضرّرت الحفارة التي يملكها.
ومساء أطلق حزب الله صلية صواريخ على قرية الخالصة المحتلة (المسمّاة مستعمرة كريات شمونة) ردًا على استهداف العدو لمراسم التشييع في بلدة عيتا الشعب، مؤكداً في بيان لإعلامه الحربي بأن أيّ مسٍّ بالمدنيين سيُقابل بالمثل.
وعلى إيقاع التصعيد جنوباً، وصلت إلى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، واستهلت جولتها من عين التينة حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور مديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وغادرت كولونا عين التينة دون الإدلاء بتصريح.
وأفيد أن كولونا كرّرت خلال لقائها الرئيس بري موقف بلادها بالدعوة إلى تجنيب المنطقة أي صراع. وأثنت على التمديد لقائد الجيش وتمّ البحث في إمكانية تحريك ملفات سياسية أخرى أولها رئاسة الجمهورية. وأفادت مصادر عين التينة بأن كولونا دعت لبنان إلى طرح أفكار لتطبيق القرار 1701 وشدّدت على انتخاب رئيس جمهورية ليكون مرجعاً للحوار في هذا الصدد.
وتوجهت كولونا إلى السراي الحكومي حيث التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمشاركة سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وشدد ميقاتي، على "أولوية وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام "إسرائيل" بمندرجاته".
بدوها أكدت وزيرة خارجية فرنسا انه "من الضروري خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل إلى آلية لإيجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب".
وعلمت "البناء" أن كولونا التقت قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة بعيداً عن الإعلام، بعد خروجها من عين التينة وقبل توجّهها الى السراي الحكومي.
ووجهت كولونا من قصر الصنوبر في بيروت رسائل عالية اللهجة: "قلت للمسؤولين اللبنانيين إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً، وأحمل رسالة لمن هم خارج لبنان وينتظرون الاستفادة من الوضع الكارثيّ في غزة لزيادة التوتر، وأعني إيران وكل أدواتها في العراق وسوريا، وأيضاً ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر، فهذا خطأ كبير وأمر خطير جدأ، ويجب وقف التصعيد".
وكان قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو ساينز حذّر من أن "الوضع في جنوب لبنان "متوتر" و"خطير" مع تصاعد التوتر بين حزب الله و"إسرائيل"". وأوضح لبعض الصحافيين قبل لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن "اليونيفيل تسعى الى الحفاظ على الوضع القائم وخصوصاً لعب دور وساطة بين الطرفين، لتجنب أخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سبباً آخر للتصعيد". وأكد ان حزب الله يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر في ما تنتهك إسرائيل المجال الجوي اللبناني. وأضاف "لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعاً لتبادل النيران".
في غضون ذلك يبدو أن فصول معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والقادة الأمنيين لم تنته، بل هناك جولة جديدة مع توجه التيار الوطني الحر للطعن بالقانون، إذ أشار عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله، الى أننا "سنقدّم طعنًا في موضوع قائد الجيش لعدم شموليّة هذا القانون وللتمييز بين الناس في الفئة نفسها والخسارة في ملف قائد الجيش هي خسارة الدستور ودهسه".
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن "التمديد لقائد الجيش جوزيف عون أو لمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان هو قرار سياسيّ، غير صحيّ للمؤسسة العسكرية بل يزيد التشرذم، فصّل على قياسهما"، مشيراً الى أن "قرار التمديد أتى على قياس أشخاص وليس بناء على قانون عام".
وإذ أوضح أن "القوات اللبنانية تشتغل سياسة وهذا حقهم، تحدّث عن ضغط خارجي مورس على الأفرقاء اللبنانيين الذين "زانوها"، فمنهم من مشى بالضغط، فيما آخرون فكروا بالربح والخسارة، وأخذوا مقابل التمديد أموراً أخرى في السياسة، منها التشريع في المجلس النيابي، كما في حالة الرئيس نبيه بري". وقال: "حصلت تسويات بالسياسة، ولكن مَن دفع الثمن؟ المؤسسة العسكرية والضباط الموجودون".
ويعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة عادية تمّ تأجيلها من الجمعة الماضي الى صباح اليوم، وعلى جدول أعمالها بنود مالية ومعيشية. ومن المتوقع طرح ملف تعيين رئيس للأركان، لكن لم تنضج الطبخة وفق معلومات البناء لوجود تعقيدات قانونية لأن تعيين رئيس الأركان يتم بناء على اقتراح وزير الدفاع الذي لن يحضر الجلسة. ودعا تجمّع العسكريين المتقاعدين في بيان "كل أصحاب الحق للاعتصام أمام مداخل السرايا الحكومي اليوم بهدف الحؤول دون إقرار مراسيم تخالف الدستور وتضرب مبادئ العدالة والمساواة وتنحدر الى مستوى جرائم التمييز العنصري والأخلاقي وتحرم الموظف والمتقاعد من حقه براتب يؤمن الحد الأدنى للعيش الكريم".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram