افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 18 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الإثنين 18 كانون الأول 2023

 

Telegram

 


افتتاحية صحيفة الأخبار:

معارك جديدة للقائد داخل الجيش

 

التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، الجمعة الماضي، لا يعني أن معركة المؤسسة العسكرية انتهت. وإذا كان الخارج قد «اكتفى» بربح هذه الجولة، بعدما جنّد لها كل حلفائه، فإن جولة أخرى ستبدأ هذا الأسبوع بعنوان التعيينات العسكرية، كانت قد لاحت بوادرها في الأيام الماضية في طيّات «معركة التمديد». ولم تتخطّ بيروت بعد مشهد تفخيخ جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الجمعة الماضي لبتّ تأجيل تسريح قائد الجيش، وإقرار مجلس النواب، في اليوم نفسه، قانون رفع سنّ التقاعد لرؤساء الأجهزة الأمنية برتبة لواء وعماد، بعد تخريجة تولّى العسكريون المتقاعدون تظهيرها بقطع الطرق الى السرايا الحكومية، ما أعاق وصول عدد من الوزراء وحال دون اكتمال النصاب. وفيما صار معروفاً أن تمرير التمديد لعون جرى بضغط خارجي مارسته دول اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني (أميركا، فرنسا، السعودية، قطر ومصر) على القوى السياسية والنواب، فإن ما لم يتمّ التطرق إليه بعد هو الدور «المشبوه» الذي قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خطّين:

علناً، بتأكيده أمام القوى السياسية أنه سيأخذ التمديد بصدره، رغم «النصائح» التي سمعها بعدم جواز تخطّي وزير الدفاع، وبأن مثل هذا القرار سيسقط بضربة قاضية من مجلس شورى الدولة، إذ أوحى رئيس الحكومة الى المعنيين بأنه أمّن التغطية القانونية للأمر بدراسة أعدّها الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، و«رتّب» الأمر مع أعضاء في مجلس الشورى، وأوحى للجميع، في الداخل والخارج، بأن حكومته ستقرّ تأجيل التسريح قبل أن يتنصّل من وعوده، كالعادة، في ربع الساعة الأخير.

 

وسرّاً، عبر ترتيب رئيس الحكومة خطة مع قائد الجيش لتطيير الجلسة، تولّى العسكريون المتقاعدون تنفيذها عبر تظاهرة حالت دون وصول الوزراء الى السرايا. وتقاطعت هذه الخطة مع تطورات داخلية تمثّلت في مواقف بعض القوى التي وجدت في الأمر فرصة للهروب من التمديد في الحكومة وتجيير المهمة الى مجلس النواب لضمان سريان قرار التمديد وتأمين دستوريته، وهو حصل بعد تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الهيئة العامة ستقوم بواجبها إذا تلكأ مجلس الوزراء عن القيام بالخطوة».

هذه الأجواء دفعت بالنائب السابق وليد جنبلاط إلى التواصل مع كلّ من حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مطالباً بتنفيذ ما اتُّفق عليه مع ميقاتي لجهة تعيين رئيس للأركان، ما يفتح الباب أمام معركة التعيينات في المجلس العسكري، وهو بدأ الحديث عنه في الكواليس السياسية، وأعاد الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً، إذ إن جنبلاط يضغط لإجراء التعيينات في المجلس العسكري، ولا سيما تعيين العميد حسان عودة في رئاسة الأركان، ما فتح الباب أمام مشاورات جديدة، بحجة أن «التمديد لقائد الجيش لا يعني ترك هذا الموقع شاغراً، لأن دور رئيس الأركان يتجاوز مهمة النيابة عن قائد الجيش، ويرتبط بمنظومة القيادة والإشراف على هيئة عمل الأركان»، علماً أن قائد الجيش نفسه يحبّذ إجراء التعيين. وأشارت المصادر إلى أن «الأنظار ستتجه في الأيام المقبلة الى الاتصالات مع باسيل الذي يرفض أن تقوم هذه الحكومة بأيّ تعيينات، ومن المرجح أن يكون أكثر تصلّباً بعد التمديد لقائد الجيش، والذي اعتبره مؤامرة شارك فيها الجميع ضد التيار الوطني الحر».

مع العلم أن معضلة التعيينات في المجلس العسكري، كمعضلة التمديد للقائد، لا يُمكن أن تحصل في الحكومة بمعزل عن وزير الدفاع موريس سليم، وإلا ستكون عرضة أيضاً للطعن. وعليه، بدأ ميقاتي يسمع من بعض القوى السياسية نصائح بضرورة التوصل الى آلية للتوافق مع وزير الدفاع لبتّ هذا الملف.

********************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

كولونا تنقل أول مقاربة فرنسية بعد التمديد

مع ان “الشحنة الإيجابية” التي اطلقتها الجمعة الماضي جلسة التصويت للتمديد لقائد الجيش #العماد جوزف عون وقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، استمرت في التفاعل السياسي الواسع وأحيت آمالا لدى كثيرين في امكان تأثيرها واقعيا بكسر الجمود والشلل اللذين يحكمان ملف الانتخابات الرئاسية، لم تتبلور على نحو كاف معطيات تتصل بالطرق الممكنة لتثمير هذه “الشحنة” في إعادة رسم العلاقات السياسية الداخلية في اتجاه توافقي عريض يتيح انتخاب رئيس للجمهورية. ولذا توقعت أوساط ديبلوماسية معنية ان تكون جلسة التمديد قد اضافت مناخات جديدة لدى الموفدين الغربيين الذين يزورون لبنان على قاعدة تشجيع وتحفيز القوى اللبنانية على ان تحذو حذو التصويت للعماد جوزف عون في تحرك ناشط جديد في اتجاه الاستحقاق الرئاسي .

 

وستكون زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم لبيروت اول مقاربة من هذا النوع خصوصا ان باريس لا بد ان تكون راضية عن التمديد لقائد الجيش الذي طالبت به بإلحاح علنا وعبر موفديها الى بيروت، علما ان كولونا ستركز على الشقين الأساسيين من التحرك الفرنسي المتواصل وهما الضغط لمنع اندلاع حرب واسعة بين #إسرائيل و”الحزب” انطلاقا من المواجهات الميدانية المتصاعدة في الجنوب، والملف الرئاسي الجامد والمجمد.

 

وستجرى المحادثات بين كولونا والمسؤولين اللبنانيين بعد عودة وفد الجمهورية اللبنانية الى الكويت المؤلف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، حيث قدموا العزاء بأمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح .

 

وعشية وصولها الى بيروت دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الأحد كل الأطراف الى “خفض التصعيد” على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وقالت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن “خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً”، مضيفة “هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”. وزارت كولونا إسرائيل قبيل وصولها الى لبنان.

 

اما وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين فقد رأى أن بإمكان فرنسا أداء “دور مهم” لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف اليومي المتبادل عبر الحدود، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل أبيب مع نظيرته الفرنسية. وقال كوهين “لا بد من إجبار الحزب على الانسحاب من #جنوب لبنان”. وتابع: “هناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد الحزب عن الحدود فسنتصرف وحدنا”.

 

وكانت السفارة الفرنسية في لبنان أعلنت السبت تأجيل زيارة كولونا بسبب عطل طرأ على الطائرة التي كانت ستقلها من فرنسا. وما اثار الاجتهادات ان ارجاء الزيارة في اللحظة التي كان يفترض ان تبدأ معها محادثاتها في بيروت هو ان الارجاء جاء بعد ساعات من الغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان وتوجهه الى الاردن من 21 الى 23 الجاري لتمضية عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين. الا ان معلومات أفادت لاحقا ان كولونا ستزور لبنان اليوم الاثنين بعد زيارتها لإسرائيل وان برنامج الزيارة اليوم الاثنين سيكون هو نفسه، اي انها ستزور الجنوب صباحا ثم تجتمع مع الرئيسين نبيه بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون .

 

في موازاة ذلك نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، قوله انه “إذا أراد الحزب التصعيد لمستوى واحد فسوف نرد عليه بخمسة أضعاف درجة التصعيد” وأضاف، “سنعيد المستوطنات في الشمال إلى ما كانت عليه إما عبر اتفاق أو بالقوة”.

 

الراعي

 

وسط هذه الأجواء توالت الاصداء الإيجابية للتمديد لقائد الجيش ، وكان ابرز المرحبين بالتمديد امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال في عظة الأحد من بكركي : “نودّ أن نشكر الله معكم على أنّه جنّب لبنان بالأمس خطر أزمة سياسيّة وأمنيّة، بالقرار الذي اتّخذه مجلس النواب إذ مدّد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنيّة لمدّة سنة. هكذا ظهرت الإرادة الحسنة التي ترفّعت عن المصالح الشخصيّة والفئويّة، وتطلّعت حصرًا إلى “المصلحة الوطنيّة العليا” المعروفة قانونًا ودوليًّا بالفرنسيّة “Raison d’Etat”. هذه المصلحة الوطنيّة هي تجنّب الفراغ المميت في قيادة الجيش؛ الصمود الفطن بوجه الإعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة المسلّحة والمستمرّة على قرى الجنوب اللبناني؛ تثبيت وحدة الجيش وثقته بنفسه وبقيادته؛ تجنّب أي زعزعة في صفوفه بداعي التغيير، وفقًا للقاعدة الذهبيّة: الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة. وقد عبّرت عن مشاعر الشعب اللبناني الكلمة التي افتتح بها رئيس مجلس النواب عمليّة التصويت على القانون الرامي إلى التمديد لرتبة عماد أو لواء إذ قال: كلّ اللبنانيّين دون استثناء هم مع الجيش اللبنانيّ، وما حدا يزايد على الثاني”. واضاف الراعي: “كم نودّ ونصلّي كي تستمرّ هذه الإرادة الحسنة لدى أعضاء المجلس النيابي فيدركون أنّ لا دولة من دون رئيس، كما أبان رئيس المجلس الدستوري سابقًا الدكتور عصام سليمان في مقال بهذا العنوان (راجع النهار، 7 كانون الأوّل 2023)، فيلتئم المجلس النيابي سريعًا وينتخب رئيسًا للدولة الذي بدون السلطة المناطة به لا ينتظم أداء المؤسّسات الدستوريّة، ولا يتحقّق الإنتظام العام، فتفقد السلطة مبرّر وجودها”.

 

فرنجية – عون

 

ولعل من ابرز التداعيات التي ظهرها التمديد ظهور رئيس “التّيّار الوطني الحر” النّائب #جبران باسيل في موقع المنعزل عن كل الصداقات والعلاقات السابقة. ويرجح ان يكرس ذلك في الخطوة الثانية من تحرك “التيار” عبر تقديم عشرة من نوابه مراجعة طعن بقانون التمديد امام المجلس الدستوري، بعد ان ينشر في الجريدة الرسمية . وقال باسيل السبت “أننا امام سلوك دولي هو أقرب الى المؤامرة على لبنان وسوريا وأصبح مصدر خطر على وجود لبنان”. وأضاف:”أنّ ما حصل البارحة من تمديد في المجلس النيابي، هو في إطار استمرار المؤامرة، الّتي لم يتصدّ لها السّياسيّون اللّبنانيّون والحكومات المتعاقبة منذ تكلّمنا عنها سنة 2011، والّتي خضعوا لها مجدّدًا أمس بتمديدهم للسّياسات الأمنيّة المعتمَدة على الحدود البريّة والبحريّة للبنان”. وقال: “الله يستر ممّا يمكن أن يحضّر لاحقًا في الدّاخل، في ظلّ غضّ النّظر أو التّقصير أو السّكوت أو إخفاء المعلومات و17 تشرين الأوّل 2019 مثال صارخ في هذا المجال” .

 

قي المقابل برز تطور “رئاسي” تمثل في الكشف عن تلبية رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون الى عشاء هو الأول بينهما. ونقل عن مصادر مقربة من بنشعي ان فرنجية لبى الدعوة لاقتناعه بانه عون هو منافسه الوحيد للرئاسة ولايصال رسالة بانه يمكن التنافس ديموقراطيا والحفاظ على علاقات جيدة . وأوضحت ان اللقاء الى العشاء تناول كل الملفات ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي والعلاقة المتدهورة مع “#التيار الوطني الحر” وقد أراد فرنجية تطبيع العلاقة مع قائد الجيش بعد فترة فتور وهو يدرك ان وصول عون الى الرئاسة رهن قراره بالانسحاب ما ليس مطروحا حاليا، ولكن فرنجية لن يكرر تجربة الرئيس السابق ميشال عون بعرقلته الاستحقاق الرئاسي وتأخيره للوصول الى بعبدا .

 

المواجهات

 

الى ذلك تواصلت المواجهات الميدانية في الجنوب على وتيرة ساخنة اذ تعرضت امس بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي اسرائيلي. كما تعرضت أطراف بلدة عيترون الحدودية لقصف مدفعي متقطع، مصدره المرابض الاسرائيلية. ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى انه تم “إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على منطقة دوفيف أصاب صالة رياضية ولا إصابات”.

 

وأشار “الحزب” في سلسلة بيانات الى انه استهدف موقع الراهب بالأسلحة المناسبة، وتمّ إصابته إصابة مباشرة، كما استهف مقر قيادة مستحدث قرب مستعمرة إيفن مناحم ‏بالأسلحة المناسبة وأوقعوا عددا من افراده بين قتيل وجريح. كما أشار أيضاً الى استهداف ثكنة أفيفيم‎ ‎ وتجمعا لآليات وجنود إسرائيليين في محيط قرية هونين ، وثكنة أفيفيم . ونفذت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر عدوانا جويا حيث استهدفت بصاروخ موجه جبل بلاط بين مارون الراس وعيترون. وتعرض وادي حامول لقصف مدفعي اسرائيلي.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الراعي حدّد مواصفات الرئيس وتعيين رئيس الأركان “لم ينضج”

كولونا في حقل ألغام تطبيق الـ1701 ومصير لبنان معلّق بـ 40 كيلومتراً

 

تصل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى لبنان اليوم آتية من إسرائيل، مسبوقة بتصعيد إسرائيلي سياسي وميداني. وفي المقابل، كان «الحزب» يواظب على وتيرة العمليات على الحدود الجنوبية وأرفقها أمس بتكثيف إستثنائي للمواقف التي شدّدت على أنّ «الحزب» لن يتخلى عن وجوده العسكري في منطقة عمليات القرار 1701.

 

كذلك أكد رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» السيد هاشم صفي الدين أنه «بعد العدوان على غزة ترسّخت قناعتنا التامة والكاملة بأنّ حفظ بلدنا ووطننا ومستقبلنا مرهون بالمقاومة والردع الذي تحفظه والصواريخ والسلاح والتجربة والخبرة التي تمتلكها هذه المقاومة».

 

وكان مصدر ديبلوماسي غربي في بيروت أفاد بأنّ «إسرائيل تريد من «الحزب» أن يتراجع مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود»، وأن يسحب مقاتلي وحدة النخبة في صفوفه («قوة الرضوان»)، والأسلحة الثقيلة من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني.

 

في الموازاة، أعلن وزير الخارجية إيلي كوهين أمس خلال لقاء نظيرته الفرنسية أنّ إسرائيل وفرنسا أنشأتا «مجموعة عمل مشتركة… بهدف تنسيق تنفيذ القرار 1701». وقال: «إنّ «الحزب» الذي يخدم الحكومة الإرهابية في إيران يعرّض لبنان والمنطقة بأسرها للخطر».

 

وقبل أن تغادر كولونا إسرائيل، هدّد وزير الدفاع يوآف غالانت، مرة أخرى، بتصعيد العمل العسكري ضد «الحزب» بشكل حاد. وقال لقوات الاحتياط على الحدود اللبنانية: «إذا أراد «الحزب» أن يصعّد، فسنصعّد خمس مرّات». وأضاف: «لا نريد ذلك، لا نريد الدخول في حالة حرب. نريد استعادة السلام، وسنفعل ذلك إما من خلال اتفاق، أو من خلال عمل قوي، مع كل تداعياته».

 

وكرر القول: «لا نريد الحرب، لكننا لن نؤجّلها لفترة طويلة».

 

ومن شجون الجنوب الى شؤون الداخل. وفي إطلالة له بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وسائر القيادات الأمنية، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد: «نودّ أن نشكر الله معكم على أنّه جنّب لبنان بالأمس خطر أزمة سياسيّة وأمنيّة». ودعا النواب الى أن «يدركوا أنّ الفوضى السياسيّة العارمة، واستباحة خرق الدستور نصّاً وروحاً، والنزاعات الداخليّة، والإنقسامات على حساب الدولة والمواطنين لا يمكن إزالتها إلّا بوجود رئيس للدولة كفوء ونزيه ونظيف الكفّ، لا يهتمّ إلّا بالمصلحة الوطنيّة العليا. فلا يساوم عليها، بل يضعها فوق أي إعتبار».

 

وفي سياق متصل، يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد غداً بعدما تعذّر ذلك الجمعة الماضي لفقدان النصاب، لكن البند الذي يتعلق بتأجيل تسريح قائد الجيش 6 أشهر الذي كان متوقعاً طرحه من خارج جدول الأعمال، لم يعد مطروحاً بعدما جرى التمديد في مجلس النواب، وبقي البند المتعلق بتعيين رئيس للأركان في الجيش وتشكيل المجلس العسكري. وعلمت «نداء الوطن» من مصدر مطلع أنّ الاتصالات جارية على هذا الصعيد، ولكن «ما في شي واضح حتى الآن».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

وزيرة الخارجية الفرنسية في إسرائيل ولبنان بحثاً عن آلية لتنفيذ الـ«1701»

مصادر فرنسية: باريس تنشط لمنع تحول المناوشات بين إسرائيل و«الحزب» إلى حرب مفتوحة

باريس: ميشال أبونجم

 

عشيةَ وصول كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، إلى إسرائيل، في جولة يتعيّن أن تقودها إلى الضفة الغربية (رام لله)؛ للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ثم، الاثنين، إلى بيروت؛ للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين، أصدرت وزارة الخارجية بياناً أدانت فيه مقتل موظف يعمل لصالح «الخارجية» في قصف استهدف منزلاً لجأ إليه في مدنية رفح القائمة أقصى جنوب قطاع غزة.

 

 

وجاء، في حرفية البيان الصادر عن باريس على منصة «إكس»، أن فرنسا «تُدين عملية القصف التي استهدفت مبنى سكنياً تسبَّب بمقتل عدد من الضحايا». وأضاف البيان: «نطالب السلطات الإسرائيلية بجلاء الظروف التي أحاطت بهذا القصف، في أقصر وقت». ووفق «الخارجية»، فإن الضحية كان يعمل لصالح الوزارة منذ عام 2002، لكن باريس لم تكشف عن هويته، ولا عن جنسيته، وجُلُّ ما أذاعته أنه لجأ إلى منزل أحد زملائه الذي يعمل في قنصلية فرنسا بالقدس، حيث أُصيب بجراح خطيرة جراء عملية القصف الإسرائيلية، وفارق الحياة بسببها.

 

تجاهل الحادثة

ثمة أمران يتعيّن التوقف عندهما؛ الأول أن كولونا، التي التقت، الأحد، نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، لم تُشِر، في المؤتمر الصحافي المشترك، إلى هذه الحادثة، ولم يعلم ما إذا كان جرى التداول به في اللقاء مع كوهين الذي امتنع هو الآخر عن التوقف عنده. وسبق لباريس أن طلبت تفسيراً لاستهداف الطيران الإسرائيلي المركز الثقافي الفرنسي في غزة، بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يعرف ما إذا كانت إسرائيل قد قدّمت اعتذاراً لباريس أو شرحت ظروف الحادث. كذلك فإن الجيش الإسرائيلي استهدف المبنى الذي كانت توجد فيه مكاتب «وكالة الصحافة الفرنسية»، التابعة للحكومة. ورغم ذلك، لم يصدر أي احتجاج علني من باريس لهذا الاستهداف الذي وقع في رفح؛ وهي المدينة التي روّجت تل أبيب أنها «آمنة»، ودعت سكان غزة للجوء إليها للنجاة من القصف.

 

أما الأمر الثاني فيتمثل في «الإدانة» التي صدرت عن باريس لعملية القصف الإسرائيلية، وهي تُعدّ سابقة من نوعها، إذ إن السلطات الفرنسية، كغيرها من العواصم الغربية، تجنبت، حتى تاريخه، إدانة أوالتنديد بالقصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين، والذي أوقع، وفق وزارة الصحة في غزة، ما يزيد على 18 ألف ضحية، منهم آلاف الأطفال والنساء. صحيح أن باريس، على لسان رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، لم تتردد في التذكير بسقوط كثير من المدنيين، وبالدمار الذي لحق البنى المدنية، لكنها لم تصل يوماً إلى حد التنديد أو الإدانة، لا بل إن الرئيس ماكرون شخصياً، اضطر لتوضيح ما قاله، لقناة «بي بي سي» البريطانية، نافياً قصده القول إن إسرائيل «تستهدف المدنيين عمداً».

 

وفي حديثها إلى الصحافة، أعربت كولونا عن «قلق باريس العميق» لما آلت إليه الأوضاع في غزة بعد 72 يوماً من الحرب والقصف والتدمير، لذا فإنها دعت إلى «هدنة فورية ومستدامة» في العمليات العسكرية. والغريب أن باريس صوّتت، في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في «مجلس الأمن»، لصالح مشروع القرار الذي طرح؛ والداعي إلى «وقف لإطلاق النار». وقد حصل المشروع المذكور على دعم 13 دولة. بَيْد أنه سقط بسبب «الفيتو» الأميركي، في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واللافت أنه بينما تُواصل الوزيرة الفرنسية الدعوة إلى «هدنة»، فإن الدولتين الأكثر التصاقاً بالولايات المتحدة والداعمتين لإسرائيل هما ألمانيا وبريطانيا. والحال أن وزيري خارجية البلدين أنالينا بايربوك وديفيد كاميرون، أكدا، في مقال مشترك نشرته صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، «الحاجة المُلحة» لـ«وقف دائم لإطلاق النار»، إلا أنهما عارضا أن يكون «فورياً وعاماً»، بحيث أصبح من الصعب إدراك ما يريدانه حقيقةً.

 

هدف الجولة

يبقى أن الهدف الأساسي لجولة كولونا على إسرائيل، ولبنان الذي تصله يوم الاثنين، عنوانه العمل على خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي و«الحزب»، وتحاشي تحوُّل الحرب في غزة إلى حرب إقليمية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الوزير الإسرائيلي رأى أن فرنسا يمكن أن تلعب «دوراً مهماً» على هذا الصعيد، علماً بأن إسرائيل تريد إبعاد «الحزب» عن حدودها الشمالية لما وراء نهر الليطاني، وفق منطوق القرار الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006. وثمة معلومات تفيد بأن باريس «تطرح آلية» لتنفيذه، وتلحظ دوراً لقواتها. وسيكون هذا الملف رئيسياً في المحادثات التي ستُجريها كولونا، الاثنين، مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين، ومع نظيرها اللبناني.

 

زيارة بيروت

وتأتي زيارة كولونا لبيروت، في إطار دبلوماسية فرنسية نشطة إزاء لبنان، فقد زارته للمرة الأولى في شهر سبتمبر (أيلول)، ثم تبعها زميلها وزير الدفاع ومدير المخابرات الخارجية، ووفد مشترك من «الخارجية» و«الدفاع». وخلال كل هذه اللقاءات، كان التركيز على «الآلية» التي من شأنها توفير الأمن والاستقرار في جنوب لبنان؛ أي كيفية تنفيذ القرار 1701، علماً بأن المتابعين لهذا الملف الشائك يعرفون مسبقاً أنه لا إمكانية للسير به من غير انسحاب إسرائيل من المناطق التي ما زالت تحتلّها، أو على الأقل مِن غالبيتها. ووفق مصدر دبلوماسي في باريس، فإن الإشكالية مزدوجة؛ إذ إنها تتناول، من جهة، الانسحاب الإسرائيلي من كفرشوبا التي تعتبرها إسرائيل تابعة لسوريا، بينما يراها لبنان لبنانية. وترتبط، من جهة ثانية، بمدى استعداد «الحزب» لسحب مقاتليه وأسلحته من المنطقة القائمة بين الحدود ونهر الليطاني. وليس معروفاً ما إذا كان مسؤولو الحزب، في هذه المرحلة أو تلك التي ستَعقب نهاية الحرب في غزة، مستعدّين للاستجابة للمطلب الدولي الذي تحمله الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

 

وبين هذه وتلك، تدور الوساطات الدولية التي كان من المفترض أن تُتوَّج بزيارة الرئيس ماكرون إلى لبنان. لكن الزيارة أُلغيت، ولم يصدر عن قصر الإليزيه أي تفسير لذلك. وقد فضّل الرئيس الفرنسي زيارة القوة الفرنسية المرابطة في الأردن، في حين زار، العام الماضي، قبيل رأس السنة، طاقم حاملة الطائرات شارل ديغول التي تعمل بالدفع النووي. يُذكر أن التصعيد على الحدود المشتركة أسفر عن مقتل 129 شخصاً من الجانب اللبناني، بينهم 91 مقاتلاً في صفوف «الحزب»، و17 مدنياً، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل عشرة أشخاص، على الأقل، من الجانب الإسرائيلي، إلى جانب عدد من الجرحى.

*******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  بعد التمديد.. حراك للإستحقاق.. وكولونا في بيروت لتجنّب الحرب الواسعة

 

فيما المواجهات تتصاعد يومياً على الجبهة الجنوبية بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على وَقع استمرار الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، يتوقع ان يشهد الوضع الداخلي مزيداً من التطورات في قابل الايام تتصِل بالاستحقاق الرئاسي والخيارات المطروحة في شأنه، الى تطورات حول التمديد الذي حصل لقائد الجيش العماد جوزف عون، إذ يتجه «التيار الوطني الحر» الى الطعن به أمام المراجع القانونية والدستورية المختصة.

تزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبنان اليوم آتية من تل ابيب ورام الله وناقِلة الموقف الفرنسي نفسه الداعي الى تجنيب لبنان الحرب الواسعة.

 

وعلمت «الجمهورية» من مصادر دبلوماسية فرنسية انّ زيارة كولونا ستكون مختصرة جداً لساعات قليلة إذ طرأ تعديل على برنامجها، حيث كانت مقررة قبل ايام، بحيث انها لن تتفقد القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في الجنوب، وستلتقي قائد هذه القوات الجنرال لازارو وقائد القوة الفرنسة في بيروت. كذلك ستلتقي رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقد يحضر اللقاءين وزير الخارجية عبد بوحبيب في حال عودته من الخارج، ولم يعرف ما اذا كان سيتسنّى لها الوقت للقاء قائد الجيش العماد جوزف عون.

 

وبحسب المصادر نفسها فإن زيارة كولونا تقع «ضمن سياق الوضع الاقيلمي المتوتر اكثر من كونها خاصة بأوضاع لبنان، لذلك ستكرر موقف بلادها الداعي الى عدم توسيع رقعة الحرب والمواجهات في الجنوب. وستحضّ المسؤولين على ملء الشغور في المؤسسات الدستورية والرسمية لكنها لن تدخل في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي كونه من مهمة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان المفترض ان يزور لبنان مطلع السنة الجديدة».

 

واشارت المصادر الى انّ لودريان مستمر في اتصالاته مع اعضاء اللجنة الخماسية وعلى تنسيق مستمر معهم حول ملف الاستحقاق الرئاسي.

وقد دعت كولونا، خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب عصر امس، جميع الأطراف إلى «خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وقالت: «انّ خطر التصعيد يبقى قائما، وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضاً. وهذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع».

 

وكانت السفارة الفرنسية في لبنان قد أعلنت تأجيل الزيارة. وأشارت المعلومات بداية الى أن عطلاً طرأ على الطائرة التي تقلّها الى بيروت السبت الماضي فعادت إلى باريس، ثم ربطت لاحقاً الارجاء بإلغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان وتَوجّهه الى الأردن من 21 الى 23 الجاري لتمضية عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين في قوة شمال.

 

ألا انّ ما ظهر لاحقاً هو انّ تعديلاً مهماً طرأ على برنامج الزيارة التي كانت ستبدأ من بيروت لتنطلق من اسرائيل لنقل مجموعة من الرسائل الاسرائيلية الى المسؤولين اللبنانيين في ضوء المناقشات الدائرة حول الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً ما يتصل بتنفيذ القرار 1701 لتضاف هذه العناونين الى لائحة الملفات المدرجة على جدول أعمالها مع المسؤولين في لبنان.

 

وترددت معلومات ان موعداً حُدّد لكولونا مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي يقوم بزيارات مكوكية بين تل أبيب ورام الله منذ الجمعة الماضي حيث التقى المسؤولين الاسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن ذلك لم يعلن عنه رسمياً من الجانب الفرنسي ولا من الأميركي.

ملف الرئاسة

وعلى صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي فإن لا شيء متوقعاً في شأنه، ولكن بعض الافرقاء سيعملون على الاستثمار فيه بعد إقرار تمديد ولاية قائد الجيش، وذلك في انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان الشهر المقبل.

 

وسألت «الجمهورية» عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد الخواجا ماذا بعد التمديد لقائد الجيش والضباط الامنيين الكبار؟ وهل سيتم اعادة تحريك الملف الرئاسي؟ فأجاب: «لا شيء مُرتقب قريباً، خطوة التمديد لقائد الجيش كانت ضرورية لأنه لا يمكن ترك المؤسسة العسكرية حتى اللحظات الاخيرة من نهاية السنة لتقرير مصير قيادتها».

 

وأضاف الخواجا: «امّا بالنسبة الى الملف الرئاسي فنأمل في الافراج عن هذا الاستحقاق قريباً لكن حتى الان لا معطيات جديدة لدينا. واتمنى ان تعيد بعض القوى السياسية، لا سيما منها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، النظر في موقفها من تعطيل جلسات الانتخاب وتعود الى رشدها وضميرها، وتوافق على مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية لأنها طرح متوازن وعملي وعقلاني، نذهب بموجبه لحوار وجلسات انتخاب متتالية فننتخب رئيساً في مهلة عشرة ايام. وبحسب قول الرئيس نبيه بري لا احد يعرف سلفاً اسم الرئيس المقبل إلّا صندوق الانتخاب».

 

وتابع: «انّ «التيار» و«القوات» متفقان فقط على تعطيل جلسات انتخاب الرئيس وتعطيل الحكومة وحاولا تعطيل مجلس النواب، ومختلفان على كل الامور الاخرى، واذا استمرا في رفض الحوار فإننا لن نصل الى نتيجة تريح البلد. فنحن في إمكاننا كلبنانيين ان نقارب مشكلاتنا بأنفسنا وننتخب رئيساً من دون انتظار اي تدخل فرنسي او قطري او دولي».

 

ولدى سؤاله اذا كان التمديد سنة لقائد الجيش يقلّل من حظوظ انتخابه رئيساً نظراً للحاجة الى تعديل الدستور ورفض عدد من القوى هذا التعديل؟ أجاب: «لنتّفق أولاً على مبدأ الحوار وعلى الصيغة لانتخاب الرئيس ثم لكل حادث حديث».

 

الشغور القضائي أيضاً

وفي إطار المُرتقب من شغور المواقع الرسمية الكبرى، طُرحت باكراً مسألة ملء الشغور في مركز المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي يُحال الى التقاعد في شباط المقبل، وسط تكهنات وتوقعات حول طريقة اختيار القاضي البديل وشخصيته ما أثار بلبلة في الوسطين السياسي والقضائي.

 

لكن مصادر قضائية رفيعة المستوى قالت لـ»الجمهورية» انه من المُبكر طرح الموضوع وما زال هناك متّسع من الوقت حتى يُحال القاضي عويدات الى التقاعد والبحث عن البديل وفق ما يقرّه القانون. وأوضحت انّ هناك 4 اجراءات قانونية تُتّبَع عادة لملء الشغور، أوّلها: الحل القانوني الأسلَم ان يقوم مجلس الوزراء بتعيين قاضٍ بديل بناء لاقتراح وزير العدل وبأكثرية ثلثي اعضاء الحكومة. واذا لم يحصل هذا الاجراء لسببٍ ما، يتم انتداب قاضٍ للمنصب بموافقة وزير العدل ومجلس القضاء الاعلى. وهنا لا يكون مُلزِماً ان يكون المدعي العام الجديد من الطائفة السنية لكن عادة تجري مراعاة العُرف والميثاق باختياره من الطائفة السنية. واذا لم يحصل الحل الثاني، يكون الحل الثالث بأن يتولى منصب المدعي العام التمييزي القاضي الاعلى درجة من بين القضاة تلقائياً ومن دون اي قرار بالتعيين او الانتداب».

 

واضافت المصادر: «اذا لم يحصل الحل الاخير عندها يكلّف الرئيس الاول لمحكمة التمييز قاضٍ بديل لأنّ النيابية العامة التمييزية هي جزء من محكمة التمييز. والرئيس الاول لمحكمة التمييز تعود له صلاحيات التكليف كما الرئيس الاول الاستئنافي. ويُمارِس، وفق أحكام القانون بالنسبة الى ما خَص محكمة التمييز، الصلاحيات التي تنيطها القوانين والأنظمة بالوزير باستثناء الصلاحيات الدستورية.

 

وتفيد المصادر نفسها انه حتى اللحظة لم يتم البحث التفصيلي في الحل الذي سيتم اعتماده ولا بحث في أي اسم بديل للقاضي عويدات، والامور متروكة لوقتها المناسب طالما ان القانون يتيح المعالجة السريعة للشغور.

 

لا تعيينات عسكرية

وفي هذه الاجواء تتوجه الانظار الى جلسة مجلس الوزراء المؤجلة من يوم الجمعة الماضي الى ما قبل ظهر غد الثلاثاء للنظر في جدول أعمال مُثقل ببعض البنود الادارية والمالية المختلفة، بعد تجاوز استحقاق تأجيل تسريح قائد الجيش الذي وجد مجلس النواب حلاً له يعصى على أي مراجعة امام المجلس الدستوري.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان الوزراء تلقوا ملحقاً في عطلة نهاية الأسبوع تضمن إضافة 5 بنود على جدول الأعمال الأساسي، وهي: الموافقة على اصدار مرسوم ترقية الضباط في الاجهزة العسكرية والامنية وكالة عن رئيس الجمهورية، طلب وزارة الزراعة شراء القمح المحلي، طلب وزارة المال استعادة موظفين في المديرية العامة للشؤون العقارية الى العمل والتأكيد على مضمون قرار سابق صادر عن مجلس الوزراء يتعلق بمصيرهم وهم ممّن يخضعون للملاحقة القضائية، قبول هبات من جهات مختلفة لبعض الوزارات والمؤسسات العامة وإعفائها من الرسوم الجمركية، بالإضافة الى نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة للعام 2023 الى بعض الوزارات والمؤسسات وفق القاعدة الإثني عشرية.

 

وعليه استبعدت مصادر حكومية عبر «الجمهورية» أن تتناول جلسة الغد أي تعيينات في المؤسسة العسكرية لفقدان أي معطيات يمكن أن تؤدي الى تعيين رئيس للأركان وملء الشغور على مستوى أعضاء المجلس العسكري.

 

الجبهة الجنوبية

وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت أمس المواجهات بين «الحزب» وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن انه هاجَم بنية تحتية لـ»الحزب»، وردّ الأخير باستهداف عدد من المواقع الإسرائيلية.

 

وأعلن بيان للجيش الإسرائيلي: «هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي بنية تحتية لـ«الحزب» في الأراضي اللبنانية». وأضاف: «إلى ذلك، رَصد عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية في اتجاه منطقة عرامشا». وتابع: «قوات الجيش الإسرائيلي تهاجم مصادر النيران بالمدفعية، كما تم رصد عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية، ولم تعبر الأراضي الإسرائيلية».

 

في السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر «غارة إسرائيلية نفّذها الطيران الحربي على جبل الباط بمحيط بلدة عيترون». كذلك استهدف الجيش الاسرائيلي المنطقة المقابلة لموقع العباد العسكري بين بلدتي ميس الجبل وحولا بالقصف المدفعي.

 

وأعلن الاعلام الحربي في «الحزب»، في بيان، انه استهدف «4 جنود صهاينة أثناء دخولهم الى نقطة تَمَوضع شرق سعسع»، ‏وحقق فيهم «إصابات مؤكدة». كذلك إستهدف قوّة عسكرية في مُحيط موقع حانيتا ودُشمة في موقع بركة ريشا بداخلها عدد من الجنود الإسرائيليين، وأوقع في صفوفهم إصابات مُؤكّدة. كذلك أعلن الحزب «استهدافه تجمعاً لجنود العدو في حرش عداثر‎ ‎بالأسلحة المناسبة، ‏وموقع جل العلام».‏

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد اطلق فجر امس رشقات نارية من أسلحة ثقيلة على أطراف بلدة الناقورة في جبلي العلام والناقورة، وكانت مدفعيته الثقيلة قصفت مساء أمس أطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل إطلاق قنابل مضيئة فوق القرى المتاخمة للخط الازرق. وحلّق الطيران الاستطلاعي المعادي طوال ليل امس الاول وحتى صباح امس فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور. كذلك أطلقَ القنابل المضيئة فوق القرى المتاخمة للخط الازرق.

 

تهديد

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، انه «إذا أراد «الحزب» التصعيد لمستوى واحد فسوف نردّ عليه بخمسة أضعاف درجة التصعيد».

ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن غالانت قوله: «سنعيد المستوطنات في الشمال إلى ما كانت عليه إمّا عبر اتفاق أو بالقوة».


وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إن كل المستوطنات المحاذية للبنان أصبحت شبه خالية من سكّانها، كما أن سكّان هذه المستوطنات يرفضون العودة إليها في ظل تمركز مقاتلي «الحزب» على الحدود.

واعلن وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين ان «ليس لدينا خيار سوى الانتصار في الحرب على حماس من أجل استقرار المنطقة»، مشيراً الى انّ «الدعوة إلى وقف إطلاق النار خاطئة وستكون مكافأة لحماس». وشدد على اننا «سنواصل الحرب حتى القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن وتغيير الواقع في قطاع غزة». واكد انّ «هناك فرصة لتفادي الحرب في لبنان، وإذا فشل المجتمع الدولي بإبعاد «الحزب» عن الحدود فسنتصرّف وحدنا».

 

«الحزب»

في المقابل، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه «الحزب» في بلدة عرمتى الجنوبية لـ»الشهيد على طريق القدس» علي ادريس سلمان: «ما زلنا في بداية الطريق ولم نستخدم ما جهّزناه لحربنا ضد العدو الإسرائيلي ولا يُرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين من أجل أن يحيد شعبنا عن منطقة من مناطقنا في الجنوب». واضاف: «نحن أهل الميدان وأهل البأس الشديد ولم نذق العدو بعد كل بأسنا، ومن يتوهّم أنه يستطيع أن ينتهز هذا التوحش الصهيوني ليُحيك مؤامرة في السياسة او عبر مؤسسات دولية او ما شاكل ذلك «فليخيّط بغير هذه المسلّة».

 

وقال: «نحن نعرف ماذا نريد ونعرف أن هذا العدو قد غرق في وحل غزة ولن تستنقذه كل دول العالم. هو نجح في التدمير لكن لن ينجح في تحقيق انتصار على الإطلاق وسيخرج منكوس الرأس من عدوانه». وختم: «ولّى الزمن الذي يفرض على شعوبنا خيارات لا يؤمنون بها وأنظمة لا يقرّون بشرعيتها ومصالح لا تخدم أجيالنا، فنحن في زمن نفتح فيه الآفاق أمام استقلالية قرارنا وسيادتنا في أوطاننا».

 

تعازٍ بأمير الكويت

من جهة ثانية، قدّم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي التعازي الى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والقيادة الكويتية بوفاة امير الكويت الراحل المغفور له الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

 

وقد وصل الوفد اللبناني مساء الى الكويت، وكان في استقباله وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح والقائم بالاعمال اللبناني أحمد عرفة. ثم توجّه الوفد الى الصالة الاميرية حيث قدم التعازي الى امير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأفراد اسرة آل الصباح.

وقال ميقاتي: «إنّ غياب قامة كويتية وطنية وعروبية أصيلة جسّدها الراحل الكبير، تشكّل خسارة كبيرة ليس لدولة الكويت الشقيقة فحسب، بل للعالم العربي، وللبنان بشكل خاص. فمن خلال سياسته التي ترجمها في الكثير من المحطات الصعبة التي مرّ بها لبنان، كان خير داعم، ومساند، ومؤيّد، تاركاً بصماتٍ ستظل تلقى التقدير والعرفان من لبنان حكومة وشعباً. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه».

 

وتمنّى ميقاتي لأمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح «دوام التوفيق في قيادة دولة الكويت الشقيقة ونهضتها»، وتوجّه إليه بالقول: «أسأل الله العليّ القدير أن يشد أزركم، ويمدكم بطول العمر، ويجنّبكم كل مكروه».

****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

برّي وميقاتي يعزَّيان أمير الكويت.. وتعيين رئيس الأركان أمام الجلسة غداً

توسُّع النطاق الجغرافي للمواجهات.. وكولونا تنقل تهديدات إسرائيلية

 

تحولت الحرب الدائرة منذ اكثر من سبعين يوماً بين اسرائيل وحماس في غزة الى عامل مقرّر لمعظم التطورات في المنطقة، والحركة السياسية والدبلوماسية، وامتد الامر الى لبنان، حيث تتطور المواجهة العسكرية بكل ما هو متاح لها من اسلحة من صواريخ وطائرات ومسيرات وقذائف وعبوات ناسفة، مع اعتراف اسرائيل بالخسائر، ونعي الحزب المزيد من الشهداء على «طريق القدس».

وهذا الموضوع كان على طاولة البحث بين وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ووزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين، قبل ان تنتقل اليوم الى بيروت، في اطار مهمة نزع فتيل توسع الحرب باتجاه لبنان.

ونسب الى كوهين مطالبته كولونا بالضغط لإجبارالحزب على الانسحاب شمال نهر الليطاني، من زاوية انه في حال اخفقت الدبلوماسية، فالحل باستخدام القوة العسكرية.

واعتبرت كولونا من قاعدة عسكرية قرب تل ابيب ان خطر التصعيد قائم، ولا مصلحة لاحد اذا خرجت الامور عن السيطرة، وطالبت الاطراف المعنية بخفض التصعيد.

التعازي بأمير الكويت

في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يقدم واجب العزاء لأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح بوفاة امير الدولة الراحل الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح.

وضم الوفد الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونائبه سعادة الشامي.

واعتبر ميقاتي ان غياب الامير نواف يشكل خسارة ليس للكويت وحسب، بل للعالم العربي ولبنان، فهو كان خير داعم للبنان في المحطات الصعبة.

وكان لبنان اعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام حداداً، على الامير الراحل.

اشغالات الاسبوع

وبين المحادثات مع كولونا، واستكمال ملء الفراغ في المراكز الشاغرة في القيادة العسكرية، اذ ان الاتصالات تركز على تعيين رئيس لأركان الجيش، ومدعوماً من الحزب التقدمي الاشتراكي ومن آل عودة، بعد ترفيعه الى رتبة لواء، وتعيين مدير للادارة في الجيش.

الجلسة في موعدها، وسيطرح الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال تعيين رئيس للاركان، وينشط مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما النائب وائل ابو فاعور في اجراء الاتصالات لتوفير ما يلزم لهذه الخطوة، «غير المضمونة بعد».

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن أكثر من ملف يتركز عليه النقاش في الاسبوع الراهن بدءًا من زيارة وزيرة خارجية فرنسا مرورا بجلسة مجلس الوزراء وما تحمله من تعيين رئيس الأركان أو لا  غدا،  فضلا عن مباشرة التيار الوطني بالتحرك اعتراضا على تأجيل تسريح قائد الجيش.  وفي هذا الملف، أكدت المصادر أن نواب التيار سيقدمون طعنا في المجلس الدستوري في اقرب وقت ممكن، ولفتت إلى أنه بعد قرار التمديد، والاتفاق الذي جرى ينطلق التيار في خطوة معارضة.

ورأت أن هذا الملف غير مرتبط بملف رئاسة الجمهورية الذي  يحضر في لقاءات وزيرة خارجية فرنسا بالإضافة إلى تشديدها على ضبط التوتر.

اما بالنسبة إلى مجلس الوزراء فإن اتصالات تسبق انعقاده وفق ما علمت «اللواء»  لمناقشة بنود ادرجت سابقا في حين أن طرح تعيين رئيس الأركان ليس واضحا بعد ما إذا سيكون في هذه الجلسة ام لا، مع العلم أن هذا التعيين بات شبه محسوم.

وفي اطار متصل، ينتظر التيار الوطني الحر صدور قانون التمديد سنة لقادة الاجهزة العسكرية والامنية ليتقدم بطعن فيه امام المجلس الدستوري.

وكرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وصف ما  جرى في المجلس النيابي في اطار التمديد لقائد الجيش وباقي قادة الاجهزة الامنية بأنه يدخل في «اطار استمرار المؤامرة».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم تسلم القرى الحدودية من القصف المعادي والمتكرر، وصولاً الى العمق اللبناني، اذ اغارت طائرة معادية على نقطة في بلدة حومين التحتا، خارقة بذلك قواعد الاشتباك المتعارف عليها.

وتعرضت بلدة عيتا الشعب عصر أمس لقصف مدفعي اسرائيلي، وهناك معلومات عن وقوع اصابات.

كما تعرضت أطراف بلدة عيترون الحدودية عصر امس، لقصف مدفعي متقطع، مصدره المرابض الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. الى ذلك، استهدفت مسيَّرةاسرائيلية منزلاً في عيتا الشعب.

وأطلقت مروحية معادية من نوع أباتشي، قرابة الرابعة و35 دقيقة من عصر امس، وفي عدوان متواصل، صاروخا موجها على بلدة عيترون، من دون الافادة عن وقوع اصابات.

واندلع اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي والحزب في مزارع شبعابعد ظهر امس واطلق صاروخ مضاد للدبابات تجاه موقع عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان».

ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اننا ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم من جهزناه لحربنا ضد العدو الاسرائيلي، ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين.

واعتبر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنوب لبنان اليوم هو منطقة قتالية، موضحاً ان عناصر جيشه ستواصل استهداف مواقع الحزب.

ونعى الحزب 3 شهداء جدد على طريق القدس في المواجهات الجارية مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى طريق القدس الشهيد معن سرور (من بلدة عيتا الشعب) والشهيد حسن موسى الضيقة (من بلدة حزين في البقاع) والشهيد موسى محمد مصطفى (من بلدة بيت ليف).

واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمع لآليات وجنود العدو في محيطق قرية هونين اللبنانية المحتلة، وثكنة أفيعيم بالاسلحة المناسبة وكذلك موقع الراهب، بالاضافة الى 7 مواقع اضافية.

****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

هدنة جديدة تلوح في الأفق في غزة مع إخفاقات «تل ابيب» المتراكمة

مسعى فــرنسـي جــديـد لخــفـض التـصــعــيـد جــنـوبـاً… – بولا مراد

 

تتكثف المساعي الدولية وابرزها القطرية والفرنسية للوصول الى هدنة جديدة في غزة، تنسحب تلقائيا على لبنان خلال فترة الاعياد. ولعل ما يعزز حظوظ نجاح هذه المساعي إخفاقات العدو الاسرائيلي المتتالية، وصولا لحديث عن امكانية وقف القوات البرية عملياتها في القطاع والاكتفاء بالقصف الجوي، كما تراجع الدعم الغربي المطلق لـ «تل ابيب».

 

وفيما تواصل باريس وواشنطن محاولاتهما، وبضغط من «اسرائيل»، لفصل المسارين الفلسطيني واللبناني، اي حث الحزب على العودة للالتزام بالقرار 1701 والانسحاب الى شمالي الليطاني، يبدو الحزب حاسما بجوابه لجهة عدم جهوزيته لاي نقاش بالموضوع، قبل وقف نهائي لاطلاق النار في غزة.

 كولونا: خطر التصعيد على الحدود الشمالية «لإسرائيل» يبقى قائماً

 

وتركزت الانظار يوم أمس، على جولة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في المنطقة ودعوتها خلال زيارتها «إسرائيل» الى هدنة «فورية ومستدامة» في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع الحزب.

 

وقالت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب «تل أبيب» إن «خطر التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل يبقى قائما… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا».

 

من جهته، اعتبر وزير خارجية العدو الإسرائيلي إيلي كوهين أن «بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان». وشدد على أن «ليس لدى «إسرائيل» أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا»، مشيرا الى «أن أكثر من 50 ألف «إسرائيلي» نزحوا من المناطق الحدودية في الشمال»، وأضاف «علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك، هي إجبار الحزب على الانسحاب شمال نهر الليطاني». وأوضح «هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالديبلوماسية وإما بالقوة».

 

يذكر ان كولونا تزور لبنان اليوم الاثنين، حيث تلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين باطار المساعي الفرنسية المتواصلة لتحييد الساحة اللبنانية. واشار مصدر مطلع لـ «الديار» الى ان «باريس تدرك ان مساعيها لن تلقى آذانا صاغية لدى الحزب، لكنها تجد نفسها مضطرة لمواصلة جهودها، خاصة في ظل الضغوط الاسرائيلية المتواصلة والتهديدات بتوسعة الحرب على لبنان، لضمان امن المستوطنين الذين يرفضون العودة الى منازلهم».

 

واوضح المصدر ان «الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرر عدم زيارة لبنان، لعلمه بالمعطيات الراهنة، وبعدم قدرته على تحقيق اي خرق يُذكر في هذا المجال، كما ولان الوضع الامني في لبنان لا يسمح له كما جرت العادة، زيارة عسكرييه العاملين في القوات الدولية «اليونيفل»، اضف انه ليس على الاطلاق بحاجة لمزيد من الاخفاقات، وخاصة في الملف اللبناني «. واضاف المصدر: «اما الحزب فيتهيأ لكل الاحتمالات، وان كان يستبعد راهنا اقدام العدو على حرب واسعة في لبنان، وهو ابلغ المسؤولين اللبنانيين كما الغربيين، بأن احتمال موافقته على فصل مسار العمليات في غزة عن مسار العمليات جنوب لبنان منعدم».

تراجع «اسرائيلي» برّي

 

عسكريا، وفي اليوم الـ ٧٢ من الحرب على غزة، تواصلت الاشتباكات الضارية بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وجنود العدو الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في شمال القطاع، وفي مناطق في غرب المدينة وشمالها في حيّ التفاح والزيتون وفي التوام. وافيد باستهداف المقاومين 4 آليات عسكرية «إسرائيلية» مختلفة بقذائف الـ «تاندوم» وعبوات «العمل الفدائي» في محاور جباليا وتل الزعتر والتوام، بحسب بيان لـ «سرايا القدس».

 

وأكدت السرايا أنّ مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة عند محوري شرقي خان يونس وشمالها، محققين إصابات مؤكدة بصفوف جنود الاحتلال، بعد استهدافهم بالقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة والهاون، وأضافت أن «المجاهدين يخوضون اشتباكات ضارية في حي الشجاعية مع قوة صهيونية راجلة من 7 جنود»، مشيرة إلى «إيقاع القوة المحتلة بين قتيل وجريح».

 

كما أعلنت سرايا القدس عن استهداف الحشود العسكرية في محور التقدم في بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون من عيار 60 ملم، وكذلك الحشود العسكرية في «جحر الديك» و»شرق المغازي» و»الشركة الهندسية» بقذائف الهاون من العيار الثقيل، بالإضافة إلى استهداف موقعي «صوفا» و»حوليت» برشقات صاروخية.

 

اما كتائب القسام فأعلنت عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال شرق مدينة خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل، واستهداف «كيبوتس نيريم» بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114ملم.

 

وفي بيان، اكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على «موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى، مالم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء».

 

وبدا لافتا ما أعلنته وسائل اعلام العدو الاسرائيلي في الأيام الأخيرة، عن ان «تل أبيب» تمهّد لانسحاب القوات البرية من قطاع غزة، والاكتفاء بالقصف الجوي، بعد فشل التدخّل البري منذ 27 أكتوبر في تحقيق أهدافه المعلنة، خاصة تحرير كل الرهائن وتدمير قدرات حركة حماس.

 

وبالتوازي، يبدو ان «تل ابيب» تفقد مع مرور الايام الغطاء الغربي لعملياتها العسكرية في غزة، اذ أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أمس ، أنه يرغب في «وقف مستدام لإطلاق النار» في قطاع غزة. وحذر كاميرون من «العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين».

 

وفي سياق منفصل، قالت القناة 12 «الإسرائيلية» صباح امس، إن حكومة بنيامين نتنياهو والسلطة الفلسطينية توصلتا برعاية أميركية إلى اتفاق جديد بشأن تحويل «إسرائيل» لعائدات الضرائب الفلسطينية، التي تجبيها من الموانئ والمعابر، الأمر الذي سيُنهي هذه الأزمة التي تفجّرت في أعقاب الحرب على قطاع غزة.

 

وأوضحت «القناة 12» أن الاتفاق ينص على تسليم السلطة الفلسطينية قائمة بأسماء موظفيها في قطاع غزة وسيتلقون رواتبهم منها، لتقوم «إسرائيل» بالتحقق بنفسها من أن القائمة لا تشمل أي شخص له علاقة بحركة حماس.

المقاومة تدك مواقع العدو

 

لبنانيا، تواصل يوم امس القصف المتبادل بين العدو الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية. ففيما افيد بأن القصف طال مارون الراس ورب ثلاثين والطيبة وأطراف مجدل زون وعيترون، وأعلنت المقاومة استهداف ‌قوة عسكرية للعدو في محيط موقع حانيتا‎، دشمة في موقع بركة ريشا بداخلها جنود للعدو، تجمعا عسكريا في حرش عداثر، موقع الراهب، مقر قيادة مستحدث قرب مستعمرة إيفن مناحم، تجمع آليات وجنود العدو في محيط قرية هونين ‏اللبنانية المحتلة وثكنة أفيفيم‎ (التفاصيل ص 2).

طعن بلا نتيجة

 

اما على خط الملفات السياسية، بات واضحا ان «التيار الوطني الحر» يستعد لتقديم طعن بقرار تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. وقالت مصادر سياسية معنية بالملف لـ «الديار» ان «هذا التوجه يهدف حصرا لحفاظ ماء الوجه، اذ ان التيار يعلم كما الجميع ان احتمالات قبول الطعن ضئيلة جدا».

 

كما وتواصلت الحملة العونية على التمديد، وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اعلان قيادة الجيش انقاذ 51 شخصا، بعد تعرّض مركب للغرق مقابل شاطىء طرابلس، أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية بينهم فلسطينيّان و49 سوريًّا.

 

واعتبروا ان العماد عون ينفذ اجندة غربية للتصدي لهجرة النازحين عبر البحر، فيما يتلكأ عن منع هجرة السوريين الى لبنان.

 

رئاسيا، اعتبرت مصادر معنية بالملف ان «تمديد ولاية عون في قيادة الجيش ادت تلقائيا لتمديد حظوظه الرئاسية» ، لافتة في حديث لـ «الديار» انه «خلاف ذلك، فان مغادرته اليرزة كان سيعزز تلقائيا حظوظ رئيس «المردة «سليمان فرنجية، اما اليوم فلا تزال الحظوظ متساوية بين الرجلين، وهي لن تنحسم الا مع الوقف النهائي لاطلاق النار في غزة» .

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

اليوم ال 73 وأبطال طوفان الأقصى صامدون  

 

في اليوم الـ72 من العدوان على غزة واصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة في القطاع بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها المقاومة، حيث أقر قائد أسبق للواء غولاني بخسارة اللواء ربع قواته منذ 7 تشرين الأول الماضي.

 

فقد واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ غاراته على قطاع غزة، وشهدت مدن وبلدات في قطاع غزة سقوط عشرات الشهداء والمصابين جراء القصف الإسرائيلي المكثف بالمدفعية والطائرات، منذ صباح الأحد، في حين تواصلت الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في عدة محاور في القطاع.

 

وأعلنت وزارة الصحة استشهاد 24 فلسطينيا في مخيم جباليا، مشيرة إلى أن “كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض”، كما أدت غارات أخرى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل في دير البلح وسط القطاع.

 

وافيد بإن 60 شهيدا سقطوا في الغارات على منازل المواطنين شمالي قطاع غزة منذ صباح الأحد.

 

وتركز القصف على جباليا وأحياء بمدينة غزة ومناطق أخرى شمالي القطاع، وأفيد  بانتشال 24 شهيدا من تحت أنقاض منزل عائلة خلة في جباليا النزلة شمالي غزة جراء قصف إسرائيلي.

 

وسقط عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مسجد حراء في البلدة نفسها، كما سقط شهداء وجرحى في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منازل في أحياء الزيتون والشجاعية والدرج والصبرة.

 

وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش إن عشرات الشهداء سقطوا في قصف إسرائيلي على منازل في مدينة جباليا.

 

واستهدف قصف إسرائيلي مدفعي وجوي عنيف منازل المواطنين في المناطق الشرقية في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

 

أما في جنوبي القطاع فقد وصل إلى مستشفى ناصر في خان يونس عشرات الشهداء والمصابين جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة.

 

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على أهداف في منطقتي معن جنوب شرق محافظة خان يونس ومنطقة القرارة شمالي المحافظة، كما استهدف قصف إسرائيلي عنيف منطقة بني سهيلا جنوبي القطاع.

 

وأفاد مصدر طبي عن وصول 17 شهيدا إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال الساعات الماضية.

 

واستهدف القصف الإسرائيلي فجرا منزلا في حي الجنينة شرقي محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، مخلفا عددا من الشهداء والجرحى.

 

وفي الأثناء، تواصلت الاشتباكات بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في محاور جباليا وتل الزعتر والتوام وأحياء الشجاعية والزيتون بمدينة غزة، إضافة لمحاور القتال شرقي خان يونس جنوبا.

 

وقصفت فصائل المقاومة حشودا إسرائيلية في جحر الديك وشرق المغازي بالمنطقة الوسطى ومحور بيت لاهيا شمالا بقذائف هاون من العيار الثقيل.

 

وأفيد عن اشتباكات مسلحة في منطقة الزنة ببني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة تزامنا مع قصف مدفعي كثيف.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن ضابطا وجنديا قتلا وأصيب ضابطان و3 جنود بجروح خطيرة في معارك بجنوب قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 127.

 

وفي وقت سابق أعلن جيش الاحتلال إصابة 35 جنديا خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، منهم 33 في المعارك الدائرة في غزة.

***********************************


افتتاحية صحيفة البناء:

جيش الاحتلال عالق في حرب استنزاف: لواء جولاني خسر ربع قواته حتى الآن مقتل ثلاثة أسرى والعائلات نواة شارع بمئات الآلاف يضغط للتبادل ووقف الحرب حزب الله: مَن يريد التهدئة على جبهة جنوب لبنان عليه البدء بالتهدئة من غزة

 

بدأ كيان الاحتلال بعد سبعين يوماً من حربه على غزة وقد شاخ سبعين عاماً إضافية، حيث التشكيك برئيس الحكومة والحكومة وقيادة الجيش، يحصل على الملأ ويستقطب أغلبيّة الشارع في الكيان، والكيان وسط حرب هي الأصعب في تاريخه، كما يجمع قادته؛ بينما لم يشهد الكيان مثل هذا الجدل وهو في حال حربٍ من قبل، وبالتوازي يبدو الجيش في حال لا يُحسَد عليها، حيث الخسائرُ المتراكمة تحوّلها من حرب لإنهاء حركة حماس إلى حرب استنزاف لجيش الاحتلال؛ بينما المقاومة وفي قلبها حماس تبدو ممسكة بزمام المبادرة مقتدرة وتواصل حربها بكل كفاءة وجدارة؛ بينما جيش الاحتلال يفشل في تحقيق أهداف حربه ويعجز عن إخضاع أيّ منطقة من قطاع غزة لسيطرته الكاملة. فكل المناطق التي دخل إليها لا تزال مناطق اشتباك، وقواته قد خسرت 5000 إصابة من أصل 20 ألفاً يقاتلون في غزة، والنسبة نفسها هي نسبة ما خسره أهم ألوية النخبة في الجيش لواء جولاني. كما قال قائده السابق موشي كابلنسكي، الذي أكد في حوار صحافيّ أن اللواء خسر 25% من عديد قواته.
حربُ استنزاف أخرى تقودها عائلات الأسرى المحتجزين لدى قوى المقاومة في غزة، على خلفيّة حادث مقتل ثلاثة أسرى كانوا محتَجزين لدى حركة حماس، تمكّنوا من الفرار وتوجّهوا نحو جنود الاحتلال رافعين الرايات البيضاء ويصرخون باللغة العبريّة أنقذونا. فأطلق الجنود عليهم النار وقتلوهم، وأطلق الحادث ديناميكيّة احتجاجيّة شاملة ضمّت مئات الآلاف من الذين خرجوا في شوارع القدس وتل أبيب، يطالبون بوقف الحرب فوراً والذهاب الى تفاوض على تبادل الأسرى مع قوى المقاومة تحت عنوان «الكل مقابل الكل».
في لبنان، حيث يكثر حديث الصالونات السياسي بمضمون ما يقوله قادة الكيان عن مشروع لإبعاد حزب الله الى خلف الليطانيّ، وعن وجود مبادرات دولية تعرض على حزب الله لتطبيق القرار 1701 وإيجاد حلول للقضايا العالقة على الحدود مقابل تهدئة الجبهة، وقد تحدّث عدد من قادة حزب الله عن الموضوع، فقالوا إن جواب المقاومة لكل الذين يريدون التهدئة في جنوب لبنان هو أن التهدئة تبدأ من غزة.

يُرتقب وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان اليوم، حيث ستزور رئيسَيْ مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين، كما أنّها ستزور قوات بلادها في الجنوب العاملة ضمن القوات الدولية اليونيفيل. وبحسب مصادر دبلوماسيّة فإن باريس تعمل على منع تدهور الوضع في الجنوب. وتشير المصادر إلى أن كولونا لن تبحث في الملف الرئاسي، إنما ستركز على الوضع في الجنوب والقرار 1701.

ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا كل الأطراف الى “خفض التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان”. واعتبرت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، أن “خطر التصعيد يبقى قائماً… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لـ”إسرائيل” أيضاً”، مضيفة “هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أننا ندافع عن كل لبنان ونحمي السيادة الوطنية والأمن الوطني”. وأكد أننا “ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم ما جهّزناه لحربنا ضد العدو الإسرائيلي ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين من أجل أن يحيد شعبنا عن منطقة من مناطقنا في الجنوب”، معتبراً أنّه “من حقنا أن نمارس حق الدفاع عن وطننا، ونحن نُشخّص طريقة الدفاع وكل ما يحلم به العدو هو أضغاث أحلام لن نستدرج للبحث في تفاصيل أوهامه وغطرساته”.
وقال النائب حسن فضل الله: “نحن من دعاة تحصين الساحة الداخليّة، بعيداً عن تسجيل البطولات الوهمية، ومحاولات الاستثمار والرهانات الخاطئة والتفسيرات غير المنطقيّة لبعض الخطوات ومحاولة وضعها في غير موضعها الخاص، وربطها بموضوعات أخرى، وقد بات معلوماً للجميع أن بلدنا قائم على تفاهمات وطنيّة، وهي أقصر الطرق لإيجاد الحلول والمعالجات، وأما ما بقي من محاولات كتحقيق مكاسب ومزايدات وسجالات وإلى ما هنالك، فهذا لا يُوصل إلى أي مكان”.
وفيما منع مجلس النواب الشغور في قيادة الجيش من خلال إقرار قانون رفع سن التقاعد، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء يوم غد وسط دعوات سياسية الى ضرورة تعيين رئيس للأركان وأعضاء المجلس العسكري، وسط معطيات وزارية تشير إلى أن هذا الموضوع يمكن أن يطرح من خارج جدول الأعمال.
أكدت اوساط سياسية متابعة أن موقف المرده الرافض لتعيين رئيس الأركان ليس نهائياً، وأن الأمور ستكون محل تفاوض وتشاور، مع إشارة المصادر إلى أن أكثرية الثلثين لا تتأمن من دون وزيري الإعلام زياد المكاري ووزير الاتصالات جوني القرم، بالإضافة إلى وزير الصناعة النائب جورج بوشيكيان.
إلى ذلك لبّى رئيس تيار المرده سليمان فرنجية دعوة قائد الجيش جوزيف عون إلى العشاء. وتناول البحث كل ملفات الساعة ولا سيما الاستحقاق الرئاسي والعلاقة المتدهورة مع “التيار الوطني الحر”.
وكشفت مصادر مقرّبة من بنشعي أن فرنجية لبّى دعوة قائد الجيش لقناعته بأنه منافسه الجدّي الوحيد للرئاسة ولإيصال رسالة بأنه يمكن التنافس ديمقراطياً والحفاظ على علاقات جيّدة.
ولفتت إلى أن فرنجية أراد تطبيع العلاقة مع قائد الجيش بعد فترة فتور وهو يدرك أن وصول عون للرئاسة رهن قراره بالانسحاب ما ليس مطروحاً حالياً، لكن فرنجية لن يكرر تجربة ميشال عون بعرقلة الاستحقاق الرئاسيّ وتأخيره للوصول إلى بعبدا.
وشكر البطريرك الماروني بشارة الراعي الله على أنّه جنّب لبنان بالأمس خطر أزمة سياسيّة وأمنيّة، بالقرار الذي اتّخذه مجلس النواب إذ مدّد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنيّة لمدّة سنة. هكذا ظهرت الإرادة الحسنة التي ترفّعت عن المصالح الشخصيّة والفئويّة، وتطلّعت حصرًا إلى “المصلحة الوطنيّة العليا” المعروفة قانونًا ودوليًّا بالفرنسيّة “Raison d’Etat” . هذه المصلحة الوطنيّة هي تجنّب الفراغ المميت في قيادة الجيش؛ الصمود الفطن بوجه الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة المسلّحة والمستمرّة على قرى الجنوب اللبناني؛ تثبيت وحدة الجيش وثقته بنفسه وبقيادته؛ تجنّب أي زعزعة في صفوفه بداعي التغيير، وفقًا للقاعدة الذهبيّة: الشريعة للإنسان، لا الإنسان للشريعة. وقد عبّرت عن مشاعر الشعب اللبناني الكلمة التي افتتح بها رئيس مجلس النواب عمليّة التصويت على القانون الرامي إلى التمديد لرتبة عماد أو لواء، إذ قال: كلّ اللبنانيّين دون استثناء هم مع الجيش اللبنانيّ، وما حدا يزايد على الثاني”.
وختم الراعي: ليلتئم المجلس النيابي سريعًا وينتخب رئيسًا للدولة الذي بدون السلطة المنوطة به لا ينتظم أداء المؤسّسات الدستوريّة، فليدرك نوّاب الأمّة أنّ الفوضى السياسيّة العارمة، واستباحة خرق الدستور نصًّا وروحًا، والنزاعات الداخليّة، والانقسامات على حساب الدولة والمواطنين لا يمكن إزالتها إلّا بوجود رئيس للدولة كفوء ونزيه ونظيف الكفّ، لا يهتمّ إلّا بالمصلحة الوطنيّة العليا. فلا يساوم عليها، بل يضعها فوق أي اعتبار.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram