افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 15 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الجمعة 15 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

صراع سلطات غير مسبوق حول الشغور العسكري

ما يمكن وصفه من مجريات السباق بين #مجلس النواب والحكومة وتداخل جلساتهما وما يرسم من سيناريوهات للساعات المقبلة في شأن ملف التمديد العسكري، لا يقل واقعيا وموضوعيا عن صراع نادر غير مسبوق بين السلطات على رغم ما عرفه لبنان من تجارب انقسامية في سنوات الحرب . فما كان ينقص المشهد “الغرائبي” للتداخل الحاصل بين المجلس والحكومة، ووسط اندفاع كتل عديدة لضمان اخراج التمديد ل#قائد الجيش العماد جوزف عون من المجلس بقانون ثابت وإقفال الطريق على “انتشال” الحكومة “اكتمل” مع الدخول الاعتراضي لوزير الدفاع الوطني #موريس سليم على خط هذا التداخل وهذا الصراع من خلال إرساله امس كتابا إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تناول فيه موضوع “الشغور في قيادة الجيش والحؤول دون استمراره في مؤسستين رئيسيتين لدى وزارة الدفاع ورئاسة الاركان”، مشيرا إلى ” أننا نقوم بالمقتضى عبر الإجراءات الإدارية”. وارتسمت بذلك معالم الغموض الكامل حيال ما يمكن ان تشهده الساعات المقبلة لبت ملف صار حجمه اضخم بكثير من شبح الفراغ الذي يراد التحسب لحصوله ، اذ ان هذا الملف صار عرضة لصراع يوازي بل يفوق الصراع على رئاسة الجمهورية مع كل التداعيات المرتبطة بها وبمستقبل البلاد . ولعل اللافت في التطورات المتسارعة مع انعقاد #الجلسة التشريعية منذ امس والاستعداد لجلسة مجلس الوزراء اليوم ان الكتل التي قدمت مشاريع قوانين التمديد تحالفت على مشروع موحد بما يشكل ضغطا معنويا قويا لمضي المجلس في طرح المشروع الذي سيلحظى حتما بغالبية موفورة. وهو الامر الذي سيبلور مسار السباق الحاصل بين الجلس والحكومة وما اذا كان رئيس الحكومة قد يقدم على تجاوز طرح مرسوم تأخير التسريح اليوم في الجلسة الحكومية ام لا .

 

سليم ل”النهار”

 

وفي أي حال فان دخول وزير الدفاع موريس سليم على الخط اثار دائرة إضافية من التعقيدات واحاط الساعات المقبلة بمزيد من الغموض . وقد خص الوزير سليم “النهار” بحديث فأوضح انه :” عندما يدعوني رئيس الحكومة من أجل معالجة موضوع الشغور الحاصل في المواقع العسكرية العليا وتقاعد قائد الجيش الذي لم يستحق بعد سوف احضر الجلسة. لكن لم يبلغني احد ان هذا الموضوع مطروح وهو ليس مدرجاً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء في جلسة هذا الجمعة” .

 

وأشار سليم الى “إنه ابلغ رئيس الحكومة بأنه جاهز لمعالجة الشغور وفق الدستور والقانون مثلما اتفق معه، وهو باقتراح التعيين ، وفي حال عدم وجود تعيين نذهب إلى المواد الأخرى التي تنص على تكليفي الضابط الأعلى رتبة وحكماً لا نترك الجيش بمسؤولياته الامنية الكبرى في وضع كالذي نحن فيه اليوم من دون ان يكون هناك مسؤول على رأس المؤسسة. ” وأكد انه “سيحضر حكماً مجلس الوزراء عندما يكون هناك تعيين في الجلسة ولا يقبل بأن يحصل تعيين لأربعة مراكز شاغرة مرتبطة بوزير الدفاع دون ان يحضر، وهي قائد الجيش مع استحقاق تقاعد القائد الحالي، ورئيس الأركان ومفتش عام ومدير عام للإدارة.

 

وعن موقفه في حال اقدم مجلس النواب او مجلس الوزراء على تأجيل تسريح قائد الجيش، قال سليم:” أنا لا يمكنني ان امدًد لأنني بذلك أخالف قانون الدفاع وانا لن أخالف . أنا إذا أقرّ مجلس النواب قانوناً بذلك فيكون قد عدّل قانون الدفاع وعندها اخضع للقانون الذي يقر في المجلس وأطبّق القانون كما عدّل ولا مشكلة لدي في ذلك “.

الرسالة التي وجهها وزير الدفاع الأمس إلى رئيس الحكومة يقول فيها عن قيادة الجيش: الأمر لي.

صيغة موحدة

 

وبرز في مجريات الجلسة النيابية التشريعية “تفاؤل” لافت لرئيس لجنة الادارة والعدل نائب رئيس حزب “##القوات اللبنانية” النائب #جورج عدوان بالمضي قدما نحو إقرار التمديد في المجلس وهو قال”قرار الحكومة سواء حصل أم لم يحصل، فذلك لن يُؤثّر على مجرى الأمور. وبغضّ النظر عمّا ستفعله الحكومة سيناقش غدًا (اليوم) مجلس النواب المادة 56 من قانون الدفاع”. واكد عدوان “ان الاتصالات مستمرّة مع الكتل وتوصلنا إلى صيغة موحّدة لقطع الطريق على العرقلة ، وتأخير التسريح بات محسوماً أنّه سيحصل في مجلس النواب حتى وإن حصل في الحكومة”.

 

ولم يكن عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن بعيدا من هذا المناخ اذ اعلن “اننا نصر على التمديد لقائد الجيش لاعتبارات تتعلّق بهيكلية المؤسسة العسكرية ونصرّ على مناقشة التمديد لقائد الجيش في مجلس النواب غدًا ( اليوم) حتى ولو أُقرّ التمديد بمرسوم في مجلس الوزراء إذ يبقى القانون أقوى من المرسوم وعلينا كمجلس نيابي أن نقوم بدورنا”.

وتبين ان الصيغة الموحدة أنجزت بين “اللقاء الديموقراطي” و”الاعتدال الوطني” ولاحقا مع “القوات اللبنانية” للتمديد لكل الرتب العسكرية عاماً واحداً .

 

وكان مجلس النواب عقد جلسته التشريعية وعلى جدول اعمالها 16 بنداً واستهلت بسؤال وجهه النائب عدوان الى رئيس المجلس نبيه بري: هل سنكمل بالتشريع حتى لو اقرت الحكومة تأجيل التسريح؟. فأجابه بري “بالطبع لا علاقة لنا بالحكومة”.

 

ومن ابرز المشاريع التي اقرها مجلس النواب في الجلسة النهارية مشروع القانون المتعلق بـ ” إنتاج الطاقة المتجددّة الموّزعة”. واعاد مشروع القانون المتعلق بوضع ضوابط إستثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقديّة الى اللجان بناء لطلب رئيس الحكومة .

 

وافيد ان الرئيس بري أمهل ميقاتي شهرين للعودة بمشروع قانون الكابيتال كونترول ضمن سلة متكاملة. وأقرت الهيئة العامة مشاريع القوانين المتعلقة بابرام اتفاقات مع هيئات خارجية كما صادقت على مشروع قانون تعديل قانون الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية بعد ادخال بعض التعديلات عليه وذلك بعد 20 عاما من الانتظار. وقال النائب علي حسن خليل: أُقرّ عدد من القوانين المهمّة للمواطنين وهو إنجاز كبير وأتمنّى على كلّ الزملاء الاستمرار في جلسة بعد الظهر وإذا دعت الحاجة ستكون هناك جلسات أخرى غداً وقد تمتدّ إلى السبت. اضاف: طبيعة الجلسات ستُحدّد المسار بالنسبة لقانون التمديد لقائد الجيش والتطمين يبقى بعدم اهتزاز وضع المؤسسة العسكرية”. اما الجلسة المسائية فاقتصرت على إقرار الهيئة العامة للمجلس اقتراح قانون الصندوق السيادي اللبناني بعد إدخال تعديلات على بعض بنوده ورفع برّي الجلسة الى الثالثة من بعد ظهر اليوم .

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وزير الدفاع لن يعترف بقرار الحكومة التي ستُعيّن رئيساً للأركان

ميقاتي يُصرّ على “تأجيل التسريح” والبرلمان “يُكرَم اليوم أو يُهان”

 

بين السراي قبل ظهر اليوم، والبرلمان بعد الظهر، مشهدان حكومي ونيابي متوازيان لا يلتقيان. وهما يشكلان مفارقة، لا سابق لها في العمل الحكومي والنيابي. ولأسباب ما زالت عصيّة على الفهم، قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاستمرار في طرح بند تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة أشهر من خارج جدول أعمال الجلسة الوزارية. ويأتي سلوك ميقاتي المثير للغرابة، على الرغم من أنّ سيف الطعن في القرار قد أشهره بقوة عشية الجلسة، وزير الدفاع موريس سليم. وفي معلومات «نداء الوطن» أنّ مجلس الوزراء سيعيّن رئيساً للأركان في الجيش هو العميد حسان عودة. كما لن تطرح مسألة تأجيل تسريح المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بسبب رفض وزير الداخلية بسام مولوي. وتردّد أيضاً أنّ هناك تحركاً مطلبياً للعسكريين المتقاعدين في محيط السراي قد يتطور الى مواجهات تؤدي الى منع عدد من الوزراء من الوصول الى الجلسة، فتفقد نصابها!

 

وعلى مسافة عشرات الأمتار من السراي، يسـتأنف مجلس النواب بعد الظهر أعمال جلسته التشريعية التي استمرت أمس على فترتين نهارية ومسائية. وما زال على جدول أعمالها 7 بنود قبل الوصول الى اقتراحات القوانين المتعلقة بتمديد ولاية قائد الجيش.

 

وأبلغت مصادر نيابية بارزة «نداء الوطن» ليل أمس انه بعد ظهر اليوم سيُطرح اقتراح موحد للتمديد للعماد عون والضباط المعنيين. وأضافت ان الاقتراح الأقرب للاتفاق عليه هو اقتراح تكتل «الاعتدال». وقالت إنّ العمل يجري على تأمين حضور 65 نائباً ليكتمل النصاب. واستدركت المصادر قائلة: «لا تقول فول تيصير بالمكيول». وأشارت الى حصول تواصل بين كتلة «القوات اللبنانية» وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل الجلسة أمس بعد تمهيد من كتلة «اللقاء الديموقراطي»، وعليه التقى بري النائب جورج عدوان. وظهر أنّ «الجو ايجابي» لطرح اقتراح التمديد مساء اليوم.

 

وعلمت «نداء الوطن» أنّ أمرين تحققا أمس لمصلحة التمديد للعماد عون في ظل المخاوف من عدم حصوله، وهما:

 

أولاً، توحيد اقتراحات القوانين المعجّلة لكتل «الجمهورية القوية» و»اللقاء الديموقراطي» و»الاعتدال»، في اقتراح واحد ينص على رفع سن التقاعد لقائد الجيش والضباط المعنيين، ما يعني أن هناك كتلة نيابية كبيرة مؤيدة للتمديد عند التصويت.

 

وثانياً، توقيع أكثرية نيابية عريضة تطالب بمناقشة التمديد في البرلمان.

 

وتضيف المصادر أنّ هناك «مخاوف من «تطيير» الجلسة عند وصولها لبت اقتراح القانون هذا، بالتزامن مع ذهاب الحكومة اليوم الى تأجيل بند التسريح مع تعيين رئيس للأركان، ما يغني حتى عن طعن يقدمه «التيار الوطني الحر» وبالتفاهم معه كي يقطع الطريق على موضوع التمديد في البرلمان.

 

ولفت الانتباه في الجلسة النيابية أمس، أنه عندما وصل البحث الى بند يتعلق بالبترون سبق وقدمه رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، اعترض النائب اكرم شهيب على طرحه لأنّ مقدّمه يقاطع الجلسة، لكن الرئيس بري حسم النقاش، وقال: «إن موضوع البترون بيقطع». وبدا وكأن في الأمر «قطبة مخفية»!

 

على صعيد متصل، ذكرت مصادر مطلعة ان وزير الدفاع اعتبر في رسالته الى ميقاتي أمس أنّ أي طرح من خارج جدول الأعمال هو تعدٍ صريح على صلاحيات وزارته، خصوصاً أن الاقتراح من خارج الجدول هو حق حصري لرئيس الجمهورية.

 

واعتبر سليم، حسب المصادر، أنّ القانون يمنع التمديد، وليس هناك أي نص يسمح به إلا وفق شروط لا تنطبق على حالة قائد الجيش.

 

وقالت المصادر إن وزير الدفاع لن يعترف بما يصدر عن جلسة الحكومة اليوم، لكنه سيخضع لأي تعديل لقانون الدفاع يتم في مجلس النواب حتى ولو لم يوافق رأيه.

 

وفي السياق نفسه، صرّح مصدر كتائبي لـ»نداء الوطن»: «موقفنا انتظار نوابنا داخل البرلمان. وفي حال لم يتم التمديد لقائد الجيش في مجلس الوزراء اليوم، والذي نعتبره الأمثل عبر تأجيل التسريح، فنحن على استعداد للمشاركة في جلسة البرلمان عند طرح البند المتعلق بقائد الجيش».

****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

  المجلسان يتقاذفان المسؤوليات .. وباريس لمنع اندلاع حريق إقليمي

يتوقّع أن يحسم اليوم مصير الاستحقاق العسكري باعتماد خيار محدد من الخيارت المطروحة، وهي متعددة تتراوَح بين تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون ستة أشهر، او تمديد ولايته التي تنتهي في 10 كانون الثاني المقبل سنة عبر تعديل احدى مواد قانون الدفاع الوطني، او الذهاب الى خيار تعيين قائد جديد للجيش ورئيس اركان وبقية اعضاء المجلس العسكري، او الاكتفاء بتعيين رئيس اركان فقط يتولى صلاحيات القائد بالوكالة قانوناً الى حين انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو خيار يؤيده كثيرون يرون انّ اختيار قائد الجيش يُترَك عُرفاً لهذا الرئيس كونه يعتبر دستورياً القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء.

بين جلسة مجلس الوزراء المقررة الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم وجلسة مجلس النواب في جولتها الثانية عند الثالثة عصراً، سيتحدد مصير الاستحقاق العسكري الذي يتقاذفه المجلسان وسط مجموعة الخيارات المطروحة لإنجازه تمديدا او تعيينا او ما بينهما، في الوقت الذي ستصل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى لبنان مساء في زيارة تُمهّد لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاسبوع المقبل، وذلك بعدما كان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد زار لبنان أخيراً واقترح باسم فرنسا وبقية دول المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لتلافي الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية، وذلك في سابقة أيّدها بعض القوى السياسية بشدة فيما اعتبرها البعض الآخر تدخلاً سافراً في شأن سيادي لا علاقة للخارج به.

“الكي دورسيه”

وعشيّة وصول كولونا الى لبنان قال الناطق الرسمي باسم “الكي دورسيه” انه من المقرر أن تسافر الى الشرق الأوسط يومي 16 و17 امن الجاري “وستزور لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية في رام الله. وهذه هي المرة الرابعة التي تقوم فيها برحلة إلى المنطقة منذ بداية الأزمة. وتأتي هذه الرحلة في إطار جهود فرنسا المستمرة لتجنب التصعيد في المنطقة”.

ورداً على أسئلة عن زيارة كولونا إلى لبنان؟ وتحليل فرنسا للوضع الحالي فيه؟ وهل تعتبر انّ الوضع اللبناني مقلق جداً الى درجة التخوّف من فتح جبهة جديدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل؟

اجاب الناطق: “تعمل فرنسا منذ اليوم الأول على منع اندلاع حريق إقليمي. ونحن مستمرون في هذه الجهود من أجل مصلحة الجميع. لقد أرسلنا رسائل حزم إلى “الحزب” منذ البداية. وسبق للوزيرة، التي ستزور المنطقة للمرة الرابعة منذ بداية الأزمة، أن تحدثت مع نظرائها في المنطقة لمنع هذا الحريق. وستفعل ذلك مرة أخرى في نهاية هذا الأسبوع في لبنان. وستكرر دعوة فرنسا إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس. وتذكّر فرنسا، في هذا الصدد، بضرورة الحفاظ على أمن “اليونيفيل” وقدرتها على تنفيذ ولايتها من قبل جميع الأطراف. ونحن ندين أي اعتداء على أمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، التي تشكل فرنسا الوحدة الأولى فيها. ويظل القرار 1701 أساسنا لتحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة”.

ولدى سؤاله: ماذا عن الجانب السياسي لزيارة كولونا الى لبنان والاتصالات التي ستجريها مع المسؤولين اللبنانيين؟ هل ستعيد تأكيد موقف فرنسا؟ أم أن هناك عنصرا جديدا في هذه النقطة؟ اجاب الناطق الفرنسي: “إن زيارة وزير أوروبا والشؤون الخارجية إلى المنطقة يومي السبت والأحد المقبلين (غداً وبعد غد) تأتي بالتحديد في إطار رغبة فرنسا في التوصل إلى حل للنزاع. وستلتقي بجميع أصحاب المصلحة المعنيين، مرة أخرى، للدعوة إلى وقف التصعيد وضبط النفس واتخاذ موقف المسؤولية في هذا الشأن”.

المجلس والحكومة

في هذه الاثناء سارت جلسة مجلس النواب أمس على الطريق الذي رُسم لها، حضورا ومشاركة صامتة، ونصاباً مُتكأ على جبهة مساندة، وحتى الآن لا خاسر فيها ولا رابح سوى المواطن الذي كانت له حصة وازنة بإقرار قوانين حياتية معني بها مباشرة وفي مقدمها تعديل قانون الضمان الاجتماعي.

والجلسة التي رفعت في منتصف جدول اعمالها الى ما بعد جلسة مجلس الوزراء اليوم، كرّست ولو لمرة واحدة أحقية مجلس النواب في التشريع الذي فاحت رائحته مجددا من المطبخ التشريعي من خلال مناقشة معمّقة لبعض القوانين التي أقرّت برضى “القوات اللبنانية” ومشاهدة “من فوق” لنواب “تجدد” و”التغيير” الذين أدّوا دور جبهة المساندة للتدخل عند اللزوم واكمال النصاب عندما تطرح اقتراحات تأجيل التسريح التي تهدف للتمديد لقائد الجيش، وسط إصرار “قواتي” و”اشتراكي” مع “تجدد” و”التغيير” لطرحه في المجلس بمعزل عن قرار الحكومة.

إعداد العدة

وفي معلومات لـ”الجمهورية” انّ مجلس الوزراء أعَدّ العدة لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون لمدة ستة اشهر، وتعيين رئيس اركان اصبح معروفا ان المرشح لمنصبه هو العميد حسان عودة بعد ترقيته الى رتبة لواء، وذلك مراعاة للمصلحة العليا. وكشفت مصادر وزارية مساء أمس لـ”الجمهورية” انه جرت محاولة لإمرار تأجيل تسريح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في مجلس الوزراء من ضمن القرار الاداري نفسه انسجاماً مع التوازنات الطائفية، لكن وزير الداخلية بسام مولوي رفض هذا الامر رفضا قاطعا، خصوصا انّ هناك مدة ستة اشهر لا تزال امام ولاية عثمان، ومعروف هنا الخلاف الشخصي بين الطرفين.

لكنّ مصادر معنية رفيعة المستوى اكدت لـ”الجمهورية” انّ مجلس الوزراء لن يبحث في الاستحقاق العسكري في جلسته اليوم، وانّ مجلس النواب هو الذي سيبادر الى معالجته في الجولة الثانية من الجلسة التشريعية عصراً.

لأخذ العلم

الامانة العامة لرئاسة الحكومة قد تلقّت امس كتاباً من وزير الدفاع موريس سليم موجّهاً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رداً على كتابه حول الاجراءات الواجب اتخاذها لتلافي الشغور في قيادة المؤسسة العسكرية. وتضمّن كتاب سليم الآتي:

“دولة رئيس مجلس الوزراء

الموضوع: الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش والحؤول دون استمراره في مؤسستين رئيسيتين لدى وزارة الدفاع الوطني وفي رئاسة الاركان

المستند: 1 – كتابكم رقم الصادر 63/س تاريخ 25/10/2023

2 – المرسوم الاشتراعي رقم 102 / 83 المعدل (قانون الدفاع الوطني)

بالاشارة الى الموضوع والمستند اعلاه،

ومع الاعادة الى ما أكّدنا عليه في كتابنا رقم 3305/غ ع/ والمؤرخ في 30/10/2023 لجهة حرصنا الشديد مع دولتكم على الامن الوطني والسلم الاهلي مع ما يستوجبه من جهد ومواكبة واجراءات على مختلف الاصعدة، خصوصا العسكرية والامنية، وعلى الاخص لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش والذي تناولتم في كتابكم المحددة تفاصيله في المستند آنفاً، وايضاً الحؤول دون استمرارية الشغور في مؤسستين رئيسيتين لدى وزارة الدفاع الوطني وفي رئاسة الاركان.

للتفضّل بأخذ العلم بأننا نقوم بالمقتضى عبر الاجراءات الادارية المتعلقة بوضع حد نهائي للشغور المرتقب في قيادة الجيش ولاستمراره في هاتين المؤسستين الرئيسيتين وفي رئاسة الاركان، وذلك في ضوء ما جرى التفاهم عليه في الاجتماعات معكم وبما يتوافق مع الاحكام الدستورية والنصوص القانونية المرعية الاجراء.

وزير الدفاع الوطني موريس سليم”.

وقَلّلت مصادر وزارية من تأثير هذا الكتاب على مجريات جلسة مجلس الوزراء اليوم، وما يمكن ان يتخذ خلالها من اجراءات وقرارت تتعلق بالمؤسسة العسكرية.

الجبهة الجنوبية

على صعيد الجبهة الجنوبية ظل الوضع فيها على وتيرته من المواجهات السائدة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث كانت تتصاعد حيناً وتخف احياناً. وأسفرت غارة اسرائيلية على بلدة مركبا عن استشهاد مواطن وجرح آخر، فيما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على جبل الباط في بلدة عيتا الشعب بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع طاوَلَ اطراف يارون، فيما اطلقت ليلاً قنابل مضيئة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، تزامناً مع غارات على أكثر من هدف مدني في بيت ليف ومروحين وجبل اللبونة.

الموقف الاسرائيلي

وفي غضون ذلك قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست يولي إدلشتاين، في حديث لـِ”رويترز”، إن “إسرائيل تعتزم إنهاء وجود “الحزب” على الحدود”. وأضاف: “هذا هدف، على ما أعتقد، نحاول تحقيقه في هذه المرحلة عبر القنوات الدبلوماسية”، مشيراً إلى أن “البديل ربما يكون حرباً أخرى”. وتابع: “نُناشد كل دولة، سواء كانت الولايات المتحدة أو فرنسا أو الدول العربية، أي أحد يستطيع في شكل ما التأثير في الموقف ويتمتع ببعض النفوذ في لبنان”.

وذكر مسؤول لبناني كبير قريب من “الحزب” لـِ”رويترز” أن “مسؤولين أميركيين وفرنسيين زاروا بيروت للبحث في أفكار لتقديم تطمينات أمنية لإسرائيل استنادا إلى تحجيم دور “الحزب” على الحدود. ولم يفصح عن توقيت الزيارات”. وقال إن الأفكار “غير واقعية”. وتحدث المسؤول طالباً عدم نشر اسمه لأن المحادثات سرية.

جهود ثلاثية

الى ذلك ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن الولايات المتحدة تقود الجهود من أجل إقامة منطقة عازلة بين إسرائيل و”الحزب” في جنوب لبنان. وقالت ان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تبحث في سبل إقناع “الحزب” بالانسحاب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في مسعى دبلوماسي لمنع اندلاع صراع شامل مع إسرائيل.

وبموجب هذه المبادرة، يجري المسؤولون الغربيون محادثات مع لبنان وإسرائيل في محاولة لحمل البلدين على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والذي يطالب “الحزب” بسحب مقاتليه من المنطقة الحدودية. ومن بين البنود قيد المناقشة منح الجيش اللبناني دوراً أكبر في محاولة لإقامة منطقة عازلة على الحدود.


وقال ديبلوماسي غربي إن الوصول إلى هذا الحل “أمر صعب للغاية. يجب وقف القتال بين إسرائيل و”الحزب” أولاً، ويتعيّن جعل “الحزب” يُذعِن (من خلال الانسحاب)”.

ولمنع التصعيد، أجرى مسؤولون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون محادثات مع إسرائيل ولبنان حول سبل تنفيذ القرار 1701، بما في ذلك تعزيز وجود الجيش اللبناني وموارده في جنوب لبنان، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن “الأمل يكمن في التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف وموافقة “الحزب” – القوة السياسية والعسكرية المهيمنة في لبنان – على سحب قواته من الحدود”.

وتشمل الأفكار التي تتم مناقشتها تعزيز قوة اليونيفيل، ومحاولة ترسيم الخط الأزرق الذي يمثّل الحدود الفعلية بين إسرائيل ولبنان في غياب حدود متّفق عليها رسمياً.

وحذّر الذين اطلعوا على المناقشات من أنها في مرحلة مبكرة وأن هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها. وقال بعض المسؤولين إنّ المحادثات كانت منسقة، وقال آخرون إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تجري مناقشات منفصلة مع الطرفين.

***************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

اللواء: «الفراغ الممنوع» في القيادة: حسم التأجيل أو التمديد بين اليوم أو الإثنين

إقرار التقاعد للقطاع الخاص وسحب الكابيتال كونترول.. والجنوب على اشتعاله

على وقع انتظارات وتجاذبات بين الأطراف السياسية والكتل النيابية، التأم المجلس النيابي، وعقد جلستين، على ان يعقد الجلسة الثالثة بعد ظهر اليوم، وعلى جدول اعمالها حصراً التمديد لقائد الجيش وضباط الصف الاول سن التقاعد، ما لم تُقدم الحكومة على اتخاذ قرار إداري، بتأجيل تسريح القائد 6 أشهر، استبقه وزير الدفاع موريس سليم بابلاغ الرئيس نجيب ميقاتي، الذي حضر جلسة مجلس النواب، وتبلغ على الهواء، من ان الرئيس نبيه بري لن يعاكسه في اي امر أو قرار يتخذه، ولن يسير عكسه، بأنه بصدد اتخاذ اجراءات لمنع الفراغ في القيادة العسكرية.

وسط ذلك، تركزت الانظار على جلسة الحكومة المخصصة لاعطاء زيادات لموظفي القطاع العام والمتقاعدين، ضمن مراسيم منفصلة، ولكن الموضوع الرئيسي هو تأجيل تسريح العماد جوزاف عون، من ضمن طبخة، بقيت الاتصالات جارية حولها حتى ساعة متأخرة من ليل امس، ويشارك فيها الحزب، بالأصالة عن نفسه، والوكالة عن حليفه النائب جبران باسيل، الذي يتباهى بأنه لم يشارك في الجلسة النيابية.

حسب ما رشح: 1 – يشارك وزيرا الحزب في الجلسة لتأمين النصاب، لا سيما وان على جدول اعمالها بنوداً حيوية، وظيفية ومالية وانتظامية.

2 – ولكن لن يصوت الحزب على اي قرار يحتاج الى تصويت، مع العلم ان هناك من يريد ان لزمر بامكان الرئيس ميقاتي بالتفاهم مع وزير المال والوزير المختص القيام به.

3 – يحرص الحزب على القيام بدور توفيقي، بحيث لا يعكر “صفاء الحكومة”، ولا يعيد علاقته بحليفه باسيل الى الوراء، مع العلم ان باسيل يراهن على دور للحزب يريحه في هذا الموضوع.

وتنطلق المعالجات من حرص واضح على عدم الوصول الى الفراغ في القيادة العسكرية، في مرحلة بالغة الحساسية، ولا بدّ من حسم الموضوع، الذي دخل في سباق على الوقت، اذ ان احالة العماد عون الى التقاعد تتم في 10 ك2 (2024).

وحسب مصدر مطلع، فإن موضوع التمديد سنة او تأجيل التسريح 6 أشهر حسم ايجاباً، فإذا لم يحصل في الحكومة، فإنه سيحصل في مجلس النواب، في الجلسة الثالثة بعد ظهر اليوم، اذا توفر نصابها، والا في جلسة تعقد الاثنين المقبل.

ويدور لغط نيابي، تحوَّل الى خلاف بين اقتراح قانون التمديد حصرا لما هو في رتبة عماد اي العماد عون ليتمكن من البقاء في موقعه، وهو المقدم من “القوات اللبنانية”، ولاتزال تتمسك به، من دون دمجه باقتراحات اخرى كاقتراح كتلة اللقاء الديمقراطي وكتلة الاعتدال الوطني والنائب جورج عبد المسيح، وسط معلومات عن حصول تقدّم على هذا الصعيد، اي توحيد المشاريع.

التشريع:إقرار قوانين وجلسة ثالثة

نيابياً،تستأنف الجلسات التشريعية عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، وعلى جدول اعمالها الابرز تعديل سن التقاعد للعسكريين برتبة عماد ولواء سنة كاملة، ليتاح المجال امام قائد الجيش العماد جوزاف عون البقاء في منصبة سنة اضافية للحؤول دون حدوث الفراغ في القيادة العسكرية.

ويأتي موعد الجلسة الثالثة بعد عقد جلستين يوم امس، اقرت عددا من مشاريع القوانين الحيوية آخرها كان قانون الصندوق السيادي بعد ادخال تعديلات عليه.. الى انتظار ما سيحدث بالنسبة لقرار مجلس الوزراء في جلسة ظهر اليوم، حيث سيطرح الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال تأخير تسريح قائد الجيش ستة اشهر.

وأقرت الجلسة مشروع قانون تعديل قانون الضمان الاجتماعي، وإنشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية اثر ادخال بعض التعديلات عليه، وذلك بعد عشرين عاماً من الانتظار.

وكذلك أقر مشروع القانون المتعلق بانتاج الطاقة المتجددة الموزعة،واخفق المجلس في اقرار مشروع قانون الكابيتال كونترول الذي أحيل الى اللجان بعد تعهد الرئيس ميقاتي باعادته بعد شهرين الى المجلس.

وفي وقت قاطع تكتل “لبنان القوي” و”الكتائب” الجلسة، تابع النواب ميشال معوّض، فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، فراس حمدان، مارك ضو، ياسين ياسين، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، ووضاح الصادق، الجلسة التشريعية من شرفة الإعلام في الطبقة العلويّة من قاعة مجلس النواب.

واستباقاً للقرار المتوقع أن يأخذه مجلس الوزراء اليوم  بتأخير تسريح القائد لمدة ستة أشهر لجأ “اللقاء الديمقراطي” و”الاعتدال الوطني” وأديب عبدالمسيح الى وضع الصيغة الموحدة التي قيل انها أنجزت للتمديد لكل الرتب العسكرية عاماً واحداً والتفاوض مستمرّ مع “القوات اللبنانية” التي ترفض ان يكون الاقتراح بالتمديد شاملا، وفي حال بقيت “القوات” على موقفها، فان ذلك يعني مناقشة كل اقتراح على حدة.

وقد ظهّر النائب جورج عدوان هذا التوجه بشكل غير مباشر في سياق الجلسة الصباحية ، حيث توجه الى الرئيس بري بالقول: بغض النظر عما ستقوم به الحكومة الجمعة (اليوم) ، نحن سنناقش موضوع التمديد لقائد الجيش لأن الحكومة ستتخذ تدابير ادارية ، فرد الرئيس بري بالقول: اقتراحكم في الجلسة وهو اول بند من بنود المعجل المكرر.  وهذا لا يعني ان تأمين النصاب اليوم مضمون، او التصويت على الاقتراح ايضاً.

مجلس الوزراء

وعشية الجلسة، وجَّه وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم كتاباً الى الرئيس ميقاتي طالب فيه باتخاذ الاجراءات المناسبة لتفادي الشغور في قيادة الجيش.

وقال بري في الجلسة: اليوم انا لا املي على الحكومة شيئاً.. وعندما تتخذ قراراً لا اسير ضده..

ولم يستبعد مصدر وزاري طرح تعيين رئيس جديد للاركان في قيادة الجيش اليوم في جلسة اليوم، التي قرر وزير السياحة وليد نصار المشاركة فيها.

ويتظاهر حراك المؤهلين والمؤهلين الأول المتقاعدين تظاهرة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، لاعلان رفض الاجحاف بحقهم، والمطالبة بالمساواة مع الزملاء الموظفين في كل القطاعات..

وكشف المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام ان الاجتماع الذي عقدته الثلاثاء الماضي، في السراي الكبير اللجنة التي شكلها الرئيس ميقاتي، ويرأسها الوزير السابق نيقولا نحاس، لم تصل الى نتيجة مرضية ومقبولة من المتقاعدين، الذين طالبوا 5 مساعدات تضاف الى الراتب الحالي، وليس مساعدتين كما ينص المرسوم الذي سيقر اليوم، وهدد المجلس بالتصعيد.

القمة الروحية

الى ذلك، استمر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب في اتصالاته من اجل عقد القمة الروحية الاسلامية، فانتقل الى الشمال، حيث زار بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في جامعة البلمند، ثم رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي محمود قدور.

على صعيد الترتيبات الجارية في الجنوب، كشفت مصادر ديبلوماسية ان الاتصالات والمساعي المبذولة لتهدئة الاوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية بين الحزب وإسرائيل وارساء صيغة دائمة وطويلة الامد، ماتزال متواصلة، ويتولاها الجانبان الاميركي والفرنسي، وكان آخرهم مدير المخابرات الفرنسية برنار ايميه، وهي في طور  بلورة الصيغة النهائية التي ماتزال تحتاج لتذليل بعض العقبات، لجهة التفاهم على وضع جدول زمني لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وتحديد المناطق التي سيتم الانسحاب منها لكلٍّ من الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومهمات قوات اليونيفيل وتواجدها مع الجيش اللبناني في إطار تنفيذ القرار 1701،الذي يشكل الركيزة الأساس للاتفاق المقترح من قبل الطرفين، في حين  يبقى موعد الاعلان النهائي للاتفاق معلقا لحين وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة نهائيا وليس قبلها.

وعشية الموعد الذي تسرب عن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى بيروت قال الناطق الرسمي باسم “الكي دورسيه” ان الوزيرة كولونا ستقوم يومي السادس عشر والسابع عشر من الجاري بزيارة الى منطقة الشرق الأوسط ستشمل كُلًّا من لبنان واسرائيل ومقر السلطة الفلسطينية في رام الله.

واضاف انها الزيارة الرابعة لها منذ أن اندلعت الأزمة في المنطقة في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا  لوقف تدهور الوضع في المنطقة.

وردا على سؤال عن الدور الفرنسي إزاء الوضع في لبنان تحديدا وإن كان ممكنا أن تندلع حرب جديدة في المنطقة قال الناطق ان فرنسا تبذل جهودا مضنية منذ اليوم الأول لتهدئة الوضع وهي مهمة مستمرة في مصلحة جميع الأطراف. نقلنا ملاحظات ورسائل واضحة وصارمة الى الحزب من أجل ضبط الوضع . وهي تقوم بزيارتها الرابعة من أجل هذه الغاية بالتنسيق مع نظرائها في المنطقة لتجنب الانزلاق الى ما لا يريده احد.

وتشدد الوزيرة الفرنسية خلال لقاءاتها مع المعنيين على اهمية الحفاظ على مهمة القوات الدولية “اليونيفيل” لتستكمل مهمتها وولايتها. ونحن ندين اي اعتداء يمس دورها وسلامة جنود حفظة السلام علما ان بلادها من أكبر القوى المشاركة فيها وتسعى للتأكيد على اهمية القرار 1701 وتطبيقه لتحقيق مهمتها السلمية والأمن والسلام في المنطقة.

ضبط الحدود

من جانبه، ترأس عون في اليرزة اجتماعاً خاصاً ببرنامج المساعدات لحماية الحدود، حضره سفراء كل من الولايات المتحدة دورثي شيا، والسفير البريطاني هامش كوتل، والسفيرة الكندية ستيفان ميكوللوم، ونوه السفراء بجهود الجيش اللبناني لمراقبة الحدود وضبطها، ومحاربة الارهاب، وحفظ امن لبنان واستقراره.

ميدانياً، ادى القصف ليلا الى سقوط شهيد جديد للحزب في قصف طاول بلدة مركبا في القطاع الشرقي، وتعرضت الاطراف الغربية لبلدة بليدا،لقصف مدفعي معادٍ واطلق طيران العدو المروحي صاروخين موجهين باتجاه الاطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل على طريق عام المستشفى”.

وتعرضت المنطقة الواقعة ما بين علما الشعب والناقورة?لقصف مدفعي اسرائيلي قبل ظهر امس كما استهدفت ثلاث غارات إسرائيلية معادية محيط بلدة عيترون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان.

ونفذ الطيران الاسرائيلي المعادي غارتين على منطقة الغابة وقصف بالمدفعية منطقة السهل عند الاطراف الجنوبية بين بلدتي عيترون ومارون الراس كما استهدف الاطراف الشرقية لبلدة الناقورة.

بالمقابل، استمرت عمليات الحزب فأعلن  عن “استهداف تجمع ‌لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة شوميرا”، و”ثكنة يفتاح وتجمع لجنود وآليات الإحتلال في محيطها”.

واستمرت التهديدات الاسرائيلية ضد الحزب، وقال يولي إدلشتاين رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست “إن إسرائيل تعتزم إنهاء وجود الحزب على الحدود مع إسرائيل”.

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  «اسرائيل» ترفض مسعىً مصرياً ــ قطرياً «لهدنة اعياد» والمقاومة في غزة تلحق خسائر كبرى بـ«غولاني»

القوات حضرت الجلسة وبري وعد بإدراج التمديد… الكمائن المتبادلة لم تحسم الأمر

حركة الطبقة السياسية اللبنانية وانشغالاتها في واد مغاير جذريا للتطورات الاستثنائية التاريخية التي تشهدها كل الساحات القريبة والبعيدة، وما يمكن ان ينتج منها من مسارات جديدة في منطقة الشرق الاوسط برمتها، عبر توازنات ومراكز قوى جديدة مغايرة للمرحلة التي سادت منذ نكبة فلسطين، هذه المتغيرات يكتبها المقاومون في غزة والضفة وجنوب لبنان على انقاض الشرق الاوسط الجديد لمصلحة الشرق العربي والاسلامي، هذه هي المعادلة المقبلة حسب المتابعين للتطورات السياسية في لبنان وغزة، ونجح المقاومون في الشجاعية وخان يونس وجباليا وكل قطاع غزة في استدراج فرق الجيش الاسرائيلي الى ملاعبهم واصطياد الجنود الاسرائيليين كالعصافير واذلالهم والتلاعب بهم “كالكرة”، ويتكرر في غزة اليوم مشهد عام 1982 في شوارع بيروت ومناشدات الجيش الاسرائيلي للمقاومين عدم اطلاق النار لاننا بدأنا في الانسحاب، وقد طلب قادة الجيش الاسرائيلي “في اليومين الماضيين عبر مكبرات الصوت من مقاتلي القسام والجهاد وكل الفصائل التوقف عن اطلاق النار افساحا في المجال امام القوات الاسرائيلية للتراجع من بعض مناطق المواجهة الى مواقع خلفية”، وقد اعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال اصابة 29 ضابطا وجنديا خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما استهدفت كتائب القسام 4 ناقلات جند ودبابتين من نوع ميركافا شمال مدينة خان يونس بقذائف الياسين 105.

وحسب المتابعين للتطورات في غزة، المشهد العسكري انقلب كليا، حتى الذين بشروا في وسائل الاعلام العالمية والعربية والمحلية بنهاية عصر المقاومة، وكتبوا مئات السيناريوات عن غزة ما بعد حماس والجهاد والمقاومة وترحيل المقاتلين الى الجزائر وسكان القطاع الى مصر والاردن، بالاضافة الى تعديل الـ 1701 وانسحاب الحزب الى جنوب الليطاني، بدؤوا يتحدثون اليوم عن شراسة المعارك وتعثرات الجيش الاسرائيلي ومأزقه، والخلافات داخل حكومة العدو والتباينات بين واشنطن وتل ابيب بعد تقدم ترامب على بايدن في اخر الاستطلاعات بنسبة 38 %، في حين بدأت حركة الشارع تتصاعد في كل الساحات الاوروبية وداخل الولايات المتحدة منددين بالمجازر الاسرائيلية. و يؤكد المتابعون للتطورات في بيروت وغزة، ان بطولات المقاومين ستؤثر حتما في حركة الشارع العربي والضغط على الحكومات للتحرك بشكل مغاير للمرحلة السابقة من اجل الوصول الى وقف لاطلاق النار.

وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت وتطمينا لبعض الغيارى، فان قيادة المقاومة وضعت في حساباتها اقدام العدو على استخدام المياه لتعبئة الانفاق واطلاق الغازات وضرب القذائف الفوسفورية الى داخلها والقصف بالصواريخ الاميركية القادرة على خرق التحصينات. ولفتت المصادر الى ان المقاومة جهزت نفسها لابطال هذه الاجراءات التي ليس لها اي تاثير، والتهويل الاسرائيلي في هذا المضمار ياتي في اطار الحرب النفسية فقط، ولا يبدل في المعطيات الميدانية.

وحسب المطلعين على التطورات العسكرية، فان معنويات الجيش الاسرائيلي في “الارض” مع ارتفاع حالات الفرار رغم الاجراءات القضائية القاسية في هذا المجال وتشمل من يرفض الخدمة في غزة، وهذا ما دفع العديد من الجنود الاسرائيليين الى اطلاق النار على ارجلهم لمغادرة المعارك تجنبا للموت،. ومن الطبيعي ان يتعثر الجيش الاسرائيلي الذي لا يملك الروح والايمان للانتصار في هكذا حروب. وحسب المتابعين الفلسطينيين في بيروت، فان قطر ومصر تسعيان الى الوصول مع الولايات المتحدة الى “هدنة الاعياد “، وهناك خلافات على مدتها وتوقيتها. وبات معلوما ان فرصة الولايات المتحدة الاميركية “لاسرائيل” للقيام بانجاز ما، تنتهي في 28 كانون الاول، في حين تسعى قطر ومصر الى تقديم موعد الهدنة الى 24 كانون الاول قبل عيد الميلاد بيوم واحد، وهذا ما ترفضه حكومة نتنياهو بالمطلق. وتتركز المفاوضات الان حول موعد نفاذ الهدنة، مع تسريبات بان واشنطن ستغطي العملية العسكرية حتى اواخر شباط كي تحقق “اسرائيل” بعض الانجازات مع تغيير الاهداف، والتركيز على اغتيال القيادات الفلسطينية والخروج الى الرأي العام الاسرائيلي بهذا الانجاز، والا ستقع الكارثة الكبرى على الكيان برمته.

التمديد لقائد الجيش

“النكايات السياسية” و “الكمائن المتبادلة” حالت امس دون الوصول الى حل لموضوع الفراغ في مركز قائد الجيش في 10 كانون الثاني، وسط تضارب التباينات والخلافات حول الجهة المخولة اقرار التمديد لقائد الجيش في المجلس النيابي او الحكومة بانتظار التطورات اليوم.

واثبتت الاحداث يوم امس، ان جميع القوى السياسية تتحرك في ملعب الرئيس نبيه بري، فهو الكابتن والحكم وحامل البطاقات الحمراء والصفراء، بعد ان امن الغطاء للتشريع في حضور القوات اللبنانية، رغم التزامهم الصمت “المطبق” وعدم المشاركة في النقاشات التشريعية، فيما نواب “الاسناد” من التغييريين والتجدد داوموا في مقاعد الصحافيين لتأمين النصاب في حال تطييره، وبقي النواب العونيون خارج السرب مع الكتائب.

وفي المعلومات، ان اتفاقا حصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب القوات اللبنانية عبر النائبين علي حسن خليل وجورج عدوان، يقضي بحضور نواب القوات اللبنانية الجلسة التشريعية من بدايتها مقابل وضع الرئيس بري مشروع قانون التمديد لقائد الجيش الذي تقدمت به القوات اللبنانية، اول بند في مشاريع القوانين المعجلة المكررة دون اي ضمانة من بري في موضوع النصاب، لان الامر يعود للكتل النيابية. واشارت المعلومات، ان نواب امل والاشتراكي والقوات سيحضرون جلسة التمديد، فيما نواب الحزب لم يعلنوا موقفهم بعد، ويقوم باسيل باتصالات في هذا المجال والتواصل مع نواب الحزب.

وفي المعلومات أيضا، ان بري سيترك ملف التمديد الى ما بعد جلسة الحكومة ظهر اليوم، لان مجلس الوزراء قد ياخذ قرارا بتاجيل التسريح لـ 6 اشهر، واذا صدر القرار من الممكن عدم طرح الملف في المجلس النيابي او تأجيل الجلسة، واذا تعثر في الحكومة سيطرح التمديد في جلسة بعد الظهر.

وحتى موعد عقد جلسة الحكومة واستعدادا لكل السيناريوات، حاول النائب هادي ابو الحسن من كتلة الاشتراكي توحيد مشاريع القوانين المقدمة للتمديد في مشروع واحد، لكن الامر لاقى معارضة القوات اللبنانية، وتحديدا لجهة شمولية القرار اللواء عماد عثمان و العمداء والعسكر. في حين اكد نواب القوات ان النصاب لجلسة التمديد بات مؤمنا، ملمحين الى دخول نواب الكتائب الجلسة في حال مناقشته.

وفي ظل هذا المنحي التشريعي، بات محسوما ان مجلس الوزراء سيقر تاجيل تسريح قائد الجيش لـ 6 اشهر، فيما سيطرح وزير الحزب التقدمي الاشتراكي مع عدد من الوزراء تعيين رئيس للاركان واعضاء المجلس العسكري، ووعد ميقاتي الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بهذا الامر اذا تأمن النصاب في ظل عدم وضوح موقف وزيري الحزب.

الطعن في القرارات اذا تم التمديد

هذا التوجه في المجلس النيابي والحكومة مهما كان شكله، سيواجهه الوزير جبران باسيل بالطعن امام مجلس شورى الدولة. وحسب مراجع قانونية، فان الملف سياخذ طريقه الى القبول بالطعن اذا تم تجاوز موقف وزير الدفاع، لان تعيين اعضاء المجلس العسكري يحتاج الى تقديم اقتراح من وزير الدفاع وليس هناك من صيغة قانونية تنص على تجاوز الوزير سليم في هذا الملف، في حين ان المجلس النيابي لا يحق له تأجيل التسريح بل رفع سن التقاعد حسب المراجع القانونية، ونتيجة هذا الجدل فان موضوع التمديد يلفه الغموض بانتظار الساعات المقبلة.

الحركة الفرنسية بلا بركة

الحركة الفرنسية تجاه لبنان رئاسيا او تمديدا لقائد الجيش بلا بركة، ولن ينتج منها شيء سوى المزيد من التراجع للموقف الفرنسي الذي ينقل الى لبنان وجهة النظر الاسرائيلية وتهديداتها بضربه وتدميره اذا لم يتم الالتزام بالقرار الـ 1701، في حين لم يفتح اي مسؤول اميركي موضوع القرار 1701 مع اي مسؤول لبناني، وبالتالي فان زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية وصولا الى زيارة ماكرون اذا تمت، لم تغير في المشهد السياسي مطلقا خصوصا مع التبدلات الميدانية في غزة وتعثرات الجيش الاسرائيلي، وهذا التطور قد يبدل في مواقف الدول، حتى فرنسا التي لا تملك اي مقترحات للحل خارج السياسات الاميركية.

عمليات المقاومة

بدورهم، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم البطولية ضد تجمعات ومواقع جنود الاحتلال على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واوقعوا في جنود العدو عشرات القتلى والجرحى وعطلوا جميع كاميرات المراقبة واشغلوا عدة فرق من الجيش الاسرائيلي وهاجموا بالمسيرات المواقع الخلفية، وقصفوا صباح امس تجمعا لجنود الاحتلال في محيط ثكنة “شوميرا” بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة بالاسلحة المناسبة، واستهدفوا ثكنة يفتاح “بلدة قدس اللبنانية المحتلة” وتجمعا لجنود واليات الاحتلال بالاسلحة المناسبة واوقعوا اصابات مؤكدة، كما استهدفوا تجمعا للجنود في قلعة هونين “قرية هونين اللبنانية المحتلة” بالاسلحة المناسبة، وقد سقط للمقاومة الاسلامية في هذه العمليات اكثر من 100 شهيد على درب فلسطين بالاضافة الى العديد من الجرحى، كما استشهد عدد من المدنيين والصحافيين، وبلغ القصف ايضا الاحياء السكنية في العديد من القرى مما ادى الى تدمير منازل وتخريب البنى التحتية وحرق المواسم الزراعية.

وردت “اسرائيل” امس بقصف عدد من البلدات الجنوبية، فيما شن الطيران المعادي غارة في محيط عيتا الشعب، كما استهدف مسجد بلدة الجبين بقذيفة دبابة ميركافا وأحد المنازل في طير حرفا واطراف الخيام.

وذكرت قناة 12 العبرية انه تم اطلاق 20 صاروخا باتجاه اصبع الجليل.

واعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وامبري، عن سلسلة حوادث ضد السفن في المحيط الهادئ قبالة ساحل اليمن، كما استهدفت المقاومة العراقية، القاعدة الاميركية في الشدادي جنوب مدينة الحسكة السورية بواسطة الطيران المسير واصابتها بشكل مباشر.

كما اعلن رئيس مجلس الجليل الاعلى، ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يحدد الوتيرة في الشمال بما يراه مناسبا.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

“القسام” تعلن مقتل 10 ضباط وجنود وقنص 14 آخرين والجيش الإسرائيلي يقر بمقتل 116 وإصابة 600 من عناصره  

 

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -الخميس- مقتل ما لا يقل عن 10 ضباط وجنود إسرائيليين في معارك الشجاعية بقطاع غزة فضلا غن قنص 14 جنديا.

 

وقالت الكتائب -في بيانها- إنه بعد عودة مقاتليها من خطوط القتال في حي الشجاعية أبلغوا عن استهدافهم قوة إسرائيلية راجلة في شارع حسنين بعبوات ناسفة شديدة الانفجار. كما أعلنت عن استهداف دبابتين ميركافا إسرائيلية حي الشجاعية، و4 دبابات و4 ناقلات جند بمنطقة حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة بقذائف الياسين 105 المضادة للدروع، بالإضافة إلى استهداف قوة راجلة تحصنت داخل مبنى في حي الشيخ رضوان بقذيفة “تي بي جي” مضادة للتحصينات.

 

من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي إنها خاضت اشتباكات ضارية مع الاحتلال في محاور التقدم بالزيتون والشجاعية شرقي غزة والشيخ رضوان في غربيها، وأضافت أنها قصفت موقع صوفا والحشود العسكرية الإسرائيلية في محيطه برشقات صاروخية.

 

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط من سلاح المدرعات في معارك جنوبي قطاع غزة، وذلك غداة اعترافه الأربعاء بمقتل 10 من ضباطه وجنوده في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

 

وحتى الآن أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل 116 وإصابة 600 من عناصره منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة أواخر تشرين الأول الماضي عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى.

********************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بايدن بين مواصلة دعم نتنياهو وخسارة الانتخابات أو إنزال نتنياهو عن الشجرة سوليفان أوصل الرسالة وترك لقادة الكيان الإخراج: كلنا في مأزق ونحتاج مخرجاً المقاومة ترفض تكرار الهدنة والتبادل وتتمسّك بإيقاف الحرب شرطاً لتبادل الأسرى

 

فقدت الحرب الأميركية الإسرائيلية على غزة والمقاومة فيها زخمها السياسي، رغم استمرارها ضارية في الميدان، فيكفي أن تكون واشنطن قد وصلت الى مرحلة العجز عن تحمل تبعات الأداء الفاشل لحكومة الاحتلال في الحرب، خصوصاً أن العمل العسكري لم يحقق أي إنجاز، والقصف العشوائي كما تصفه واشنطن يتسبب بخسارة العالم، لكن لسان حال واشنطن أنه إذا كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقيم الحسابات بطريقة صناديق الاقتراع، ويتمسّك بطريقته لمواصلة الحرب كي لا يفقد منصبه، ويحافظ على عدد مقاعد حزبه أو يزيدها، فإن الأجدر بالرئيس الأميركي جو بايدن وحزبه أن يفعلا ذلك، عشيّة بدء السنة الانتخابية.
بات واضحاً أن المضي قدماً بالحرب وبطريقة نتنياهو بخوضها تعني شيئاً واحداً، مزيداً من الفشل العسكري أمام المقاومة تتحمّل واشنطن بعض فواتيره طالما اعتبرت أن الحرب حربها، ومزيداً من قتل الأطفال والنساء وما يرتّبه من غضب في الشارع الأميركي وخصوصاً جمهور الحزب الديمقراطيّ الغاضب مما يجري في غزة، ومن تحمّل الرئيس بايدن مسؤولية تقديم السلاح القاتل لنتنياهو.
يؤكد بايدن أنه لن يتخلّى عن دعم الكيان، وتفوّق جيشه، لكن الأمور تذهب الى الأسوأ وبسبب تاريخه الصهيوني المخلص فإنه يعتقد أن من حقه أن يجد من يصغي إليه في الكيان، وأن يفهموا ان ليس من مصلحتهم إضعاف مكانة أميركا العالمية والعربية بسبب سياسات لا تؤدي إلا لمزيد من العزلة والفشل.
أرسل بايدن مستشاره للأمن القومي جايك سوليفان الى تل أبيب وكانت اللقاءات شاحبة، والكلمات غاضبة، وسمع كلاماً عن الحاجة لشهور لإنهاء الحرب، وتبريرات عن قتل المدنيين، فترك رسالته عن مأزق كبير يواجه واشنطن وتل أبيب وعلى مَن يقود الحرب أن يجد مخرجاً للحليفين. وإذا كان مقترح واشنطن بالتراجع التدريجي عن الحرب وصولاً إلى وقفها وفتح باب التفاوض، وتقديم صيغة إنشائية حول حل الدولتين، والانفتاح على السلطة الفلسطينية ودعوتها لتسلم مسؤولية غزة، لا يلقى القبول في تل أبيب فإن واشنطن تنتظر من تل أبيب بديلاً واقعياً ينهي المأزق المتفاقم.
رسالة سوليفان كمسؤول أمنيّ وصلت الى الجيش وقادة الأجهزة الأمنية والمعارضة، وفتحت الباب لمشهد داخلي في الكيان قد تكون له تداعيات على تماسك حكومة نتنياهو، او تماسك تكتل الليكود.
الحل عند نتنياهو هو جولات حرب متعدّدة تفصل بينها هدن إنسانيّة وعمليّات تبادل للأسرى كالتي تمّت، وواشنطن لم تمانع هذا المخرج، لكن محاولة نتنياهو لتسويقه عبر إرسال رئيس الموساد إلى الدوحة لجس نبض حركة حماس، باءت بالفشل، وجاء الجواب، إنهاء الحرب كلياً أولاً ثم تفاوض لتبادل الأسرى.
وتوزَّع الاهتمام الداخليّ بين التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وبين ساحة النجمة التي شهدت جلسة تشريعية صباحية ومسائية أقرّت عدداً من اقتراحات القوانين من دون طرح ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.
على صعيد الجبهة الجنوبيّة، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها بوتيرة أقل من الأيام القليلة الماضية، حيث واصلت المقاومة عمليّاتها النوعيّة ضد مواقع الاحتلال وتجمّعات جنوده، وأعلنت في بيانات متلاحقة استهداف تجمّع ‌لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة شوميرا، وثكنة يفتاح وقلعة هونين.
ونشر الإعلام الحربي للمقاومة مشاهد من استهداف عدد من المواقع التابعة لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية. ونعى حزب الله الشهيد أحمد حسن مكحّل من بلدة جويا في جنوب لبنان.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته واستهدف عدداً من القرى الحدودية، حيث استهدف منزلاً في مركبا ما أدّى الى استشهاد شخص وجرح آخر.
الى ذلك، بدأ يتكشّف أكثر حجم تداعيات الجبهة الجنوبية على كيان الاحتلال لا سيما منطقة شمال فلسطين المحتلة، والمأزق الذي تواجهه حكومة العدو باستعادة الأمن الى الشمال وإعادة المستوطنين المهجّرين إليها، بموازاة الخوف من القيام بعدوان عسكريّ لتغيير الواقع على الحدود.
وقد انتقد رئيس «المجلس الإقليميّ»، في الجليل الأعلى، غيورا زلتس سلوك حكومة الاحتلال على الحدود الشماليّة. ففي مقابلة، مع الإذاعة الإسرائيليّة 103FM، قال زلتس: «نحن نبقي على مفتاح الصوت بيد نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) وليس عندنا، وهو يرفع ويخفّف كما يراه مناسبًا. «إسرائيل» أقامت حزامًا أمنيًا، على بعد نحو 10 كيلومترات بين جبل الشيخ والبحر، حيث الجيش، ومن هناك يُقاتل، ومن هناك يُطلق النار، من داخل المستوطنات وبالقرب منها».
وتابع: «يجب على «إسرائيل» أن تتحمّل المسؤولية مع الجيش من أجل إبعاد حزب الله عن السياج والتأكد من أنه لن يعود إلى هناك.. لا يمكن أن توحي «تل أبيب» وتقول إن البديل المفضّل بالنسبة إليها هو نوع من الاتفاق السياسي مع تعزيز الدفاع في مستوطنات الشمال، لأن هذا التصريح ذاته يوحي إلى حد ما أن حزب الله وإيران ينجحان وأن «إسرائيل» متردّدة وخائفة من الدخول في مواجهة». وأردف: «لا يمكنك إيجاد الأمن؛ حيث توجد قوات يمكنها أن تُطلق عليك صاروخاً مضادّاً للدروع بشكل مباشر، يجب إبطال قدراتهم هذه وإيجاد ردّ فعلي».
وأشار زلتس الى أنه «نحو 23 ألف إسرائيلي أُجلُوا من المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، ونحو 13 ألف منهم منذ شهريْن ونصف من دون عمل، ليس لديهم مدخول.. «إسرائيل» لا تعالج حقيقة أنه منذ شهرين ونصف معظم الشركات هنا مغلقة، والناس من دون عمل، ومن دون سبل عيش، «الدولة» رفعت مسؤوليتها عنهم. يجب على الدولة أن توجد هنا مِنعة اقتصادية – اجتماعية وتحسّن بشكل مهمّ البنية التحتية والظروف، يجب على الدولة أن تحرّك الأمور في الشمال، فهو منذ 15 سنة ليس على طاولة الحكومة».
وفي سياق ذلك، أعلنت حكومة الاحتلال أن وزير الدفاع بحث مع مستشار الأمن القوميّ الأميركيّ عودة الإسرائيليّين إلى منازلهم على الحدود اللبنانية.
كما أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في بيان، أنه «تحدّث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان حول التهديدات الإقليمية، بما في ذلك وكلاء إيران مثل جماعة حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيّ في اليمن، وتأمين عودة الأسرى الذين تحتجزهم حماس، واستمرار المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة».
على صعيد آخر، عقد مجلس النواب أمس، جلسة تشريعيّة (صباحيّة ومسائيّة) برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى جدول أعمالها 16 بنداً من مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة من قبل اللجان النيابية، إضافة إلى عدد من قتراحات القوانين المعجلة المكرّرة التي سيتمّ دمج بعضها وستكون على جدول أعمال الجلسة. واستهلت الجلسة التشريعية بسؤال وجّهه النائب جورج عدوان للرئيس بري: سنكمل بالتشريع حتى لو أقرّت الحكومة تأجيل التسريح؟.. فأجابه بري «بالطبع لا علاقة لنا بالحكومة».
ووفق معلومات «البناء» تخشى «القوات» أن يصدر مجلس الوزراء مرسوم تأجيل تسريح قائد الجيش، ويتعرّض المرسوم إلى طعن أمام مجلس شورى الدولة ويقبل الأخير قرار الطعن ويبطل التمديد قبيل أيام من نهاية ولاية قائد الجيش في 10 الحالي وتكون حينها انتهت الجلسة التشريعية والمهل القانونية لتعديل المادة 56 من قانون الدفاع في مجلس النواب.
وقاطع تكتل «لبنان القوي» الجلسة التي حضرها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، تمكن الرئيس بري من استدراج «القوات» الى فخّ حضور الجلسة التشريعية بجدول أعمال «فضفاض» وليس وفق «تشريع الضرورة»، ما يخالف قرارها السابق برفض التشريع في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، حيث أمّنت «القوات» نصاب انعقاد الجلسة وميثاقيتها بظل غياب القوى المسيحية الأخرى كالتيار الوطني الحر والكتائب والنواب المسيحيين في تكتل التغيير.
وتابعت كتلة التغيير (النواب ميشال معوّض، فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، فراس حمدان، مارك ضو، ياسين ياسين، بولا يعقوبيان، ملحم خلف، ووضاح الصادق)، الجلسة التشريعية من شرفة الإعلام في الطبقة العلويّة من قاعة مجلس النواب. فيما قاطع نواب صيدا – جزين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد الجلسة. ووفق مصادر «البناء» فإن نواب التغيير باستثناء النائب الياس جرادي الذي حضر الجلسة، قرّروا عدم المشاركة في الجلسة انسجاماً مع موقفهم السابق بعدم حضور جلسات التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، وكانوا ينتظرون طرح بند التمديد لقائد الجيش للدخول الى القاعة والتصويت لصالحه.
وأعلن النائب عدوان، في تصريح في مجلس النواب بعد رفع الجلسة الصباحيّة «اننا حضرنا إلى الجلسة لسبب واضح، وننتظر طرح التمديد لقائد الجيش. وقرار الحكومة سواء حصل أم لم يحصل، فذلك لن يُؤثّر على مجرى الأمور. وبغضّ النظر عمّا ستفعله الحكومة سيناقش غدًا (اليوم) مجلس النواب المادة 56 من قانون الدفاع». وأكد عدوان «أن الاتصالات مستمرّة مع الكتل وتوصلنا إلى صيغة موحّدة لقطع الطريق على العرقلة، وتأخير التسريح بات محسوماً أنّه سيحصل في مجلس النواب حتى وإن حصل في الحكومة».
بدوره لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل، الى أن «طبيعة الجلسات ستُحدّد المسار بالنسبة لقانون التمديد لقائد الجيش»، مشيراً الى أن «رفع سنّ التقاعد للضباط والأفراد في السلك العسكري والأمني موضوع كبير جداً ويحتاج إلى عمل، ولا يمكن تحت استحقاق ما أن نغيّر في بنية الدفاع».
وأشارت معلومات «البناء» الى أن مشاورات جرت قبيل الجلسة وخلالها، بين «القوات» مع الرئيسين بري وميقاتي لمحاولة إيجاد مخرج، حيث تولى النائب ملحم رياشي نقل رسائل من ميقاتي إلى النائب جورج عدوان، كما قادت «القوات» مشاورات مع كتل المعارضة لا سيما مع التغييريّين وقد ظهر التواصل والتنسيق عبر «المراسيل الجوالة» مع النواب التغييريّين الذين جلسوا في الطبقة العلوية.
ومساء أمس، تقدّمت كتلة «اللقاء الديمقراطي» وكتلة «الاعتدال الوطني» والنّائب أديب عبد المسيح، باقتراح قانون معجّل مكرّر إلى مجلس النّواب، يرمي إلى تعديل المادّتَين 56 و57 من المرسوم الاشتراعي رقم 102 الصّادر في 16/9/1983 (قانون الدّفاع الوطني)، والمادّتَين 60 و88 من القانون رقم 17 تاريخ 6 أيلول 1990 (تنظيم قوى الأمن الداخلي).
وفيما تشير أجواء سياسية لـ»البناء» الى أن الضغوط الأميركية الأوروبية العربية لا سيما بعد حركة السفير السعودي أمس الأول، نجحت بانتزاع تعهّد من المسؤولين المعنيين بتمرير التمديد وتحصينه قانونياً أكان في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، تستبعد مصادر نيابية لـ»البناء» تعديل المادة 56 من قانون الدفاع في مجلس النواب، وفق اقتراحات القوانين أعلاه، بسبب تعقيدات تتعلّق برفض كتل التمديد في المجلس لحسابات سياسية، وموانع ماليّة تتعلق بعدم قدرة الدولة على تأمين اعتمادات لتغطية الزيادات المالية على تأجيل تسريح هذا العدد الكبير من الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي.
والحل الأرجح والذي يجري إنضاجه وقد يتظهر اليوم، هو تأجيل تسريح قائد الجيش في جلسة لمجلس الوزراء اليوم بحضور وزراء حزب الله مع تسجيل اعتراضه على الصيغة المعروضة وتعيين رئيس للأركان تردّد أن النائب السابق وليد جنبلاط وافق على تعيين العميد حسان عوده، أي تلغيم «التمديد» لمعرفة الجميع بأن التيار سيطعن بالقرار والمرجّح قبول «الشورى» للطعن، وفي حال قبول الطعن يتسلّم رئيس الأركان مهام قائد الجيش. وأفيد أن وزير الدفاع موريس سليم أرسل إلى رئاسة مجلس الوزراء مشروع قانون يتعلق بهذا الأمر.
وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «لا موقف واضحاً بالبلد كموقف حزب الله إزاء الجيش اللبناني وعلاقتنا برئيس مجلس النواب نبيه بري تكامليّة ولسنا مُحرَجين وسنشارك بجلسة مجلس الوزراء والأولويّة حفظ التوازنات بالبلد»، ولفت فضل الله، في تصريح الى أننا «نحن مع التشريع الدائم وحفظ قيادة الجيش وسنقول وجهة نظرنا في الجلسة الوزاريّة، ومنفتحون على كل خيار يؤدّي إلى حفظ الجيش»، مضيفاً «بكرا بعد الجلسة بتعرفوا موقفنا وما حدا بالسياسة وغير السياسة بيقدر يفصل بين حزب الله وحركة أمل».
وأقرّ مجلس النواب عدة قوانين، أبرزها مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 9000 المتعلّق بـ «إنتاج الطاقة المتجددّة الموّزعة»، وقانون الضمان الاجتماعيّ، وأعادت الهيئة العامة لمجلس النواب مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 9014 المتعلق بوضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل المصرفيّة والسحوبات النقديّة إلى اللجان بناء لطلب رئيس الحكومة .
وأمهل الرئيس برّي ميقاتي شهرين للعودة بمشروع قانون الكابيتال كونترول ضمن سلة متكاملة.
وشدد الناب قبلان قبلان في مداخلة له خلال الجلسة، على أن المجلس تأخر بإقرار قانون الكابيتال كونترول منذ عامين ونصف، وتم ربطه بقوانين وإجراءات للحكومة كإعادة هيكلة المصارف وانتظام المالية العامة، وبالتالي يجب إقراره وحده من دون انتظار إرسال الحكومة القوانين المرفقة. ودعا قبلان لعدم التجاوب مع رفض صندوق النقد الدوليّ لإقرار القانون وفق صيغته الحالية.
وأقرّت الهيئة العامة لمجلس النواب في الجلسة المسائية اقتراح قانون الصندوق السيادي اللبناني بعد إدخال تعديلات على بعض بنوده.

**********************************

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram