افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 14 كانون الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الخميس 14 كانون الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

تسابق المجلس والحكومة: التسوية ام الاشتباك؟

وسط مناخات ضاغطة ومحتقنة ومثيرة للشكوك لا تختلف كثيرا عن تلك التي سبقت وواكبت وأعقبت الجلسات الـ12 الفاشلة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي صارت نسيا منسيا تاركة البلاد في أشداق الفراغ الرئاسي وتداعياته الشديدة السلبية، تنعقد اليوم وغدا جلستان لمجلس النواب ومجلس الوزراء محورها الأساسي ازمة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. ولا مغالاة في القول انه عشية انعقاد #الجلسة التشريعية التي “شحنت” بجدول أعمال يحتاج إقراره، في ظروف تشريعية جدية بعيدا من المناورات والألاعيب ونصب الأفخاخ، الى أيام وايام، وجلسة حكومية هبط توقيتها فجأة بسحر ساحر مخترقا مهلة اليومين للجلسة التشريعية، تعاظمت المعطيات الدافعة نحو ترقب مزيد من التطورات المباغتة اذ ان أحدا لا يمكنه الجزم مسبقا بمصير الجلستين أولا، ومن ثم مصير التمديد او ارجاء التسريح لقائد الجيش ما دام الامر يجري على وتيرة مكائد سياسية على ما تكشفت عنه الأمور في الساعات الأخيرة. وإذ بدا بديهيا ان تستنفر مختلف كتل المعارضة بإزاء الخربطة التي اخترقت سيناريو إقرار مشروع قانون للتمديد لقائد الجيش لمدة سنة في مجلس النواب، بدا السباق الحار على اشده بين المشاورات والاتصالات المفتوحة بين كتل “#القوات اللبنانية” والكتائب و”تجدد” والتغييريين والمستقلين وكتل أخرى معنية من اجل محاولة استجماع موقف موحد من عدد واسع من مشاريع الاقتراحات المعجلة المكررة المتصلة بالتمديد لقائد الجيش وقادة أجهزة امنية أخرى المحالة مع جدول اعمال الجلسة قبل الوصول الى هذا البند المتوهج في جلسة بعد ظهر الجمعة، وبين المعطيات المتصلة بجلسة الحكومة التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي ظهر غد لكي يتم خلالها طرح اصدار مرسوم بتأخير تسريح قائد الجيش. ولذا لم يكن مفاجئا ولا مستغربا ان يركز رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مؤتمره الصحافي عصر امس على اثارة النظر بعين الريبة الى الجلسة الحكومية وان يطالب الرئيس ميقاتي بان يتجاوز في “الجلسة المريبة” التي دعا اليها مجلس الوزراء في هذا التوقيت طرح بند تأخير التسريح في انتظار ما ستنتهي اليه جلسة مجلس النواب وبعدها يبقى لديه الوقت الكافي لعقد جلسة أخرى لمجلس الوزراء. عكس ذلك حالة “التربص” السياسي والنيابي التي نشأت في اليومين الأخيرين جراء اقحام الحكومة فجأة بعدما كانت الاتصالات افضت إلى قرار المعارضة بمعظمها ولا سيما منها “القوات” والكتائب و”تجدد” وعدد من التغييريين بحضور الجلسة التشريعية في مقابل التمديد لقائد الجيش الامر الذي جعلت التساؤلات تتزايد: هل تكون البلاد امام جلستين متزامنتين للبرلمان والحكومة لإيجاد حل جدي يبعد شبح الشغور عن قيادة الجيش ام ستكون الجلستان فتيلا جديدا لإذكاء الخلافات السياسية والتسبب بالفراغ في رأس هرم القيادة العسكرية؟.

 

وقد دعا امس الرئيس ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الساعة ظهر الجمعة في السرايا فيما ذكر ان وزير الدفاع موريس سليم، الذي لا يحضر الجلسة، وقع ترقية الضباط اعتبارا من 1/1/2024 وذلك للدفعة الأولى من العام 2024 من الرتب كافة. وقد أحيلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقاً للأصول. كما وقّع وزير الدفاع جداول القيد للضباط من رتبة ملازم اول الى رتبة عميد واعيدت الى قيادة الجيش لإجراء المقتضى .

 

المواقف من الجلستين

 

وشهدت الساعات الفاصلة عن الجلسة التشريعية حرارة سياسية وإعلامية لافتة اذ تكثفت الاتصالات والمشاورات بين كتل المعارضة كما بينها وبين رئاسة مجلس النواب . وفي ندوته الصحافية عصرا شدد جعجع على “أهمية دور الجيش خاصة بعد #7 تشرين الأول”، لافتاً الى أننا “نستغرب لماذا البعض يريد تغيير قائد الجيش الآن ولا دولة تغير قائد جيشها في مثل هذه الأوقات”. ولفت الى أن “دور الجيش محوري وحساس جداً، فلنتخيّل أن الأمن مضروب وسط الأزمة الاقتصادية مثل ما حصل في دول أميركا اللاتينية خلال الانقلابات”. ورأى أن “الأهمية في ملف قيادة الجيش تكمن في أن الجيش اللبناني ليس مؤسسة مثل غيرها فعلى الرغم من كل ما حصل في 17 تشرين قام بكل ما يلزم للمحافظة على الأمن”. واعتبر أن “محور الممانعة يعتمد على قمع الناس، ومثال على ذلك ما حصل في سوريا وإيران خلال الثورة، وكلنا نعلم ما حصل سابقاً خلال فترة الوصاية السورية في لبنان، وهذا المحور منذ ثورة الاستقلال في الـ2005 “ما شال عينه عن قيادة الجيش”. وأضاف “حكومة تصريف الأعمال تابعة لمحور الممانعة وستتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها وتريد تحويل القيادة إلى بوليس سرّي لذلك نحن مهتمون بقيادة الجيش”، مشدداً على أننا “مصرّون على التمديد للعماد جوزف عون لأننا نعلم أنه على الرغم من الانهيار في الدولة استطاع تأمين الحد الأدنى لتسيير شؤون الجيش اللبناني”. ولفت إلى “هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مصيبة الجمهورية”. وطالب الرئيس ميقاتي بعدم طرح بند تأجيل التسريح وانتظار جلسة مجلس النواب وشدد على ان “الوحيد الذي يستطيع إيقاف هذه المؤامرة هو الرئيس نجيب ميقاتي”.

 

وكانت “القوات اللبنانية” ردت على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل معتبرة ان “الكلام عن أنّ أحد السفراء ضغط على “القوات” من أجل السير بالتمديد لا يخرج عن الكذب الذي يتنفّسه النائب باسيل، وهو الأدرى لو أنّ “القوات” تنصاع لضغوط السفراء لما كانت اقترعت للعماد ميشال عون، وعندما راحت “القوات” تستعرض منذ أشهر الأسباب الوطنية العليا الموجبة للتمديد لم يكن هذا الموضوع مطروحًا لدى الدوائر الديبلوماسيّة بعد”.

 

بدوره شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على “انه هذه الظروف لا مجال لتعيين قائد جديد للجيش لانه بالعرف هذا الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية كما ان لا خيار آخر غير تأجيل تسريحه والموضوع مبدئي لا علاقة له بالاشخاص”. وأكد أن تأجيل تسريح قائد الجيش “هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا ولا خيار آخر وكل الخيارات الأخرى غير دستورية وهروب من المسؤولية والجهة الصالحة لتأجيل التسريح هي مجلس الوزراء عبر وزير الدفاع الذي إذا تلكّأ يمكن للمجلس ان يقوم عنه بهذه المهمة”. وقال الجميّل “ان الطريق الأسرع والدستورية لحل ملف قيادة الجيش هي عبر مجلس الوزراء وهو المسار الذي تبنيناه منذ اليوم الاول ونتمنى ان يحصل التمديد بالحكومة كي تسير الامور بالسكة الصحيحة والاطر الدستورية”. أضاف: “اذا لم يحصل التمديد صباح الجمعة داخل الحكومة سنكون أمام خيار خطير اي الفراغ في قيادة الجيش وعندها لكل حادث حديث وسننتقل الى خيارات أخرى وتكون كل الاحتمالات مفتوحة أمامنا حفاظا على هذه المؤسسة وطالما ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملتزم بانعقاد مجلس الوزراء سنعطي المجال وبناء على ذلك لكل حادث حديث وسنتابع التطورات مع كل فرقاء المعارضة “.

 

بخاري في #بكركي

 

واخذ موضوع التمديد حيزا بارزا من لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي والسفير السعودي #وليد بخاري في بكركي . وكشف المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض أن بخاري “نقل دعم المملكة لمواقف الراعي وخصوصاً تلك التي يعبّر عنها في العظات”. وأشار إلى أن “بخاري قال إن المملكة واللجنة الخماسيّة قلقتان من الفراغ في سدّة قيادة الجيش، وتأملان أن يقوم النواب بواجباتهم لمنع هذا الفراغ”. كما أفاد غياض بأن “الراعي تحدث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون من باب الموقف الوطني ومن باب الحرص على موقع الرئاسة” لافتا إلى أن “الراعي يشعر بمؤامرة تُحاك في موضوع التمديد لقائد الجيش ولديه شكوك وهو بانتظار اتضاح النوايا، وحذار تفسير الموضوع وتصويره وكأنه صراع ماروني-ماروني ويدعو لعدم التلطي خلف هذا التصوير ويعرف أن اللعبة السياسية لم تعد شريفة”.

 

الوضع الميداني

 

في غضون ذلك استمرّ التصعيد الميداني على الجبهة الجنوبية حيث يرصد المراقبون العسكريون تصعيدا إسرائيليا متعمدا في استهداف مناطق وسط البلدات الحدودية الجنوبية وعدم اقتصار القصف على أطرافها كالسابق . وعصر امس نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في بلدة ياطر أدت الى تدميره ومقتل شخصين وجرح آخر كانوا في سيارة واحدة قرب المنزل المستهدف. ولاحقا نعى “الحزب” كلا من صالح مصطفى وعلي موسى .

 

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي #أفيخاي أدرعي اعلن ان الجيش الاسرائيلي هاجم خلية لـ”الحزب “بالإضافة إلى ذلك هاجمت طائرة مقاتلة بنية تحتية ومبنى عسكريًا تابعًا للحزب.كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع اصابات. واستهدف القصف مارون الراس وعيترون وجبل الباط وحامول واللبونة في منطقة الناقورة ومروحين واطراف بلدة البستان. في المقابل، اصدر “الحزب” سلسلة بيانات بالعمليات التي نفذتها ضد المواقع الاسرائيلية فاستهدف تجمعاً للجنود في محيط موقع الضهيرة ‏وثكنة شوميرا وتجمعا للجنود في موقع المنارة وموقع المالكية بصاروخ بركان والموقع ‏ البحري، وموقع راميا .

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

جعجع يُطالب ميقاتي بتأجيل بند تسريح “القائد” لأنّ فيه “خَرَبان بلد”

المعارضة اليوم في البرلمان للمواجهة وثقل “الخماسية” وبكركي وراء التمديد

 

يشارك نواب المعارضة في الجلسة النيابية العامة اليوم، ونصب أعينهم إقرار اقتراح القانون المتعلق بتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. أما جلسة مجلس الوزراء غداً، فستبحث في جدول أعمال خالٍ من بند يتعلق بتأجيل تسريح العماد عون 6 أشهر. ما يعني أنّ موضوع قائد الجيش مطروح أولاً في ساحة النجمة، وسط قرار من المعارضة بعدم التراجع عنه، ولو بدا أنّ الكلام على إمراره في جلسة السراي غداً ما زال مثيراً للقلق. فهل يتراجع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن طرح قرار حكومي بتأجيل تسريح العماد عون من خارج جدول أعمال الجلسة الوزارية؟ علماً أنّ القرارالحكومي مشكوك في قوّته القانونية، ويقطع الطريق على تشريع نيابي يمتلك مثل هذه القوة.

 

في انتظار جلاء موقف ميقاتي، برزت أمس معطيات مهمة، وصفتها مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» بأنها «ضغوط مثلثة الأضلاع». وهذه الضغوط الثلاثة، هي: «ضغط ديبلوماسي كبير من اللجنة الخماسية لأجل لبنان، التي اكتشفت القطبة المخفية، خلافاً للوعود التي أعطيت لها، لكن عندما اطلعت على ما يحصل، بدأت تتواصل مع المعنيين لتقول، إنها لن تقبل بأن يتلاعب أحد في هذه المسألة. وضغط بكركي الصارم وهي تقوم بدور كبير وتعتبر أنّ ما يجري موجّه ضدها. أما الضغط الثالث فما تقوم به القوى السيادية ولا سيما «القوات اللبنانية»، من ضغط كبير في هذا الاتجاه».

 

وفي هذا الإطار، برز أمس استقبال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، على مدى ساعة في بكركي، السفير السعودي وليد البخاري. وعلمت «نداء الوطن» أنّ توقيت الزيارة يراد به ارسال رسالة واضحة في جميع الاتجاهات. فالسفير السعودي أراد القول إنّ بلاده ومعها اللجنة الخماسية تقف خلف البطريرك الراعي في معركة عدم إفراغ القيادة العسكرية وانتخاب رئيس سيادي وإصلاحي. وبعد حديث البطريرك عن أهمية التمديد لقائد الجيش، قال البخاري كلاماً واضحاً مؤيداً لما يقوم به البطريرك في ملف قيادة الجيش، ونقل تقدير بلاده للدور الذي يؤديه جوزاف عون وحمايته استقرار لبنان وأمنه والحفاظ على عمل المؤسسة العسكرية وانتظامها في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان. وإذ أكد أنّ موضوع الرئاسة شأن لبناني، شدد على عدم الدخول في الأسماء الرئاسية، لكنه في الملف الأمني كان واضحاً في أنّ هزّ استقرار الجيش والأمن اللبناني سيؤدي الى انتشار الفوضى، وبالتالي موقف الدول المتابعة للشأن اللبناني هو عدم السماح بالعبث بأمن لبنان وتصدير الفوضى. لذلك أكد البخاري للراعي دعم كل مواقفه ومن ضمنها ضرورة قيام النواب بواجباتهم لانقاذ المؤسسة العسكرية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

وفي معلومات من مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ اللجنة الخماسية جددت التأكيد لمن يعنيهم الأمر «وجوب التمديد لقائد الجيش وعدم انتهاز فرصة نهاية ولاية جوزاف عون لمزيد من الفراغات التي تروق لبعض الأفرقاء وتعقّد الأزمة أكثر». وقالت المصادر «إنّ في انتظار لبنان تعقيدات كثيرة قريباً، وعليه استعجال ملء الفراغات. وهناك استحقاقات ما بعد حرب غزة تشمل لبنان بقوة ما يوجب على لبنان الرسمي أن يكون حاضراً فيها بقوة».

 

ماذا عن جلسة البرلمان اليوم؟ أفادت معلومات عن «إتفاق مبدئي» بين كتلتَي «اللقاء الديموقراطي» و»الاعتدال الوطني» والنائب اديب عبد المسيح من كتلة «تجدد»، على دمج الاقتراحات الثلاثة المتعلقة بقائد الجيش والضباط في «صيغة موحدة للتمديد لكل الرتب سنة واحدة في مختلف الأجهزة الأمنية».

 

وعشية الجلسة، أوردت مقدمة نشرة أخبار تلفزيون «ان بي ان» التابعة للرئيس نبيه بري، أنه في موضوع تمديد ولاية قائد الجيش « تبقى الحكومة هي صاحبة الحق… ولكن إن تلكأت عن منع الفراغ في المؤسسة العسكرية سيقول مجلس النواب «الأمر لي»».

 

أما في ما يتعلق بالمشاريع الأساسية المدرجة في جدول أعمال الجلسة النيابية اليوم، وهي: «الكابيتول كونترول»، و»الصندوق السيادي» واستقلالية القضاء فقد لا تمرّ، وفق تقديرات نيابية.

 

وفي ما يتعلق بجلسة الحكومة، قال مصدر وزاري لـ»نداء الوطن» إن الوزراء في انتظار عودة ميقاتي من جنيف لكي يطلعوا على قراره في شأن بند تأجيل تسريح العماد عون من الخدمة، فيما أفادت أوساط إعلامية قريبة من ميقاتي أنّ الجلسة الحكومية قائمة في موعدها غداً، وأنّ بند تأجيل التسريح «مبكّل» بدراسة قانونية.

 

وفي مؤتمر صحافي، طالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نجيب ميقاتي بتأجيل طرح بند قائد الجيش في الجلسة الوزارية غداً. وقال:»إذا لم يمرّ في البرلمان لديه وقت و»لاحق يطرحو». إنّ أقصى تمنياتي ألا يتحمل ميقاتي هذه المسؤولية، لأن فيها «خربان بيوت، إذا مش خربان بلد كلو سوا».

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

 ميقاتي يحذّر من انهيار لبنان «بسبب النزوح السوري»

باريس تسعى لإعادة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية مع إسرائيل

باريس : ميشال أبونجم 

 

أطلق رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، نداءً إلى العالم لمساعدة لبنان على مواجهة أزمة النزوح السوري، محذراً من أن البلد بات «على شفير الانهيار الكلي… ولن نبقى مكتوفي الأيدي»، ومعلناً أن تكلفة النزوح السوري تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وفق التقرير الأخير للبنك الدولي.

وجاء نداء ميقاتي خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، حيث دعا المجتمع الدولي إلى «التشارك في تحدي معالجة النزوح السوري، ووضعه في سلم الأولويات». وقال: «لن نبقى مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية، وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا، وسنحصّن أنفسنا؛ لأننا أصحاب الحق أولاً وأخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة». وأضاف ميقاتي، أن اللبنانيين «يرفضون أن يبقى هذا الجرح نازفاً في خاصرتهم، ومن حقهم أن يتخذوا الإجراءات التي يرونها مناسبة لحماية وطنهم وأنفسهم».

من جهة أخرى وعلى صعيد المواجهات المستمرة في جنوب لبنان، أكدت مصادر مطلعة في باريس، أن هناك تنسيقاً فرنسياً – أميركياً؛ بحثاً عن آلية مناسبة لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، وتبدو باريس أكثر انخراطاً في الجهود الدبلوماسية من غير أن تكون الأكثر قدرة على التأثير على الأطراف المعنية.

ومع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي ثم الزيارة التي باتت شبه مؤكدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان يومي 21 و22 الحالي؛ بحجة لقاء الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار «يونيفيل» تكون الدبلوماسية الفرنسية قد ارتقت في مستوى التواصل وسرّعت وتيرته. وكان لافتاً مساء الثلاثاء التعميم الصادر إلى الصحافة عن قصر الإليزيه الذي أشار إلى زيارة ماكرون إلى جهة لم يحددها، منبهاً الصحافيين إلى ضرورة أن يقدموا، للحصول على تأشيرات، جوازات سفر خالية من ختم إسرائيلي؛ ما دل بقوة على أن وجهة ماكرون ستكون إلى لبنان، وهو ما أكدته مصادر مستقلة لـ«الشرق الأوسط».

ومعروف أن لبنان ما زال، رسمياً، في حالة حرب مع إسرائيل ويمنع دخول أراضيه لمن قام بزيارتها.

****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجنوب: تصعيد .. الداخل: مواجهات التمديد .. بكركي تُحذِّر .. المجلس: رحلة تشريع طويلة

 

في موازاة الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، والـ”ميني حرب” المشتعلة على الحدود، مخاوف متزايدة وتحذيرات على غير صعيد دولي، من سيناريوهات مرعبة يؤسّس لها الحريق المشتعل من غزة الى جنوب لبنان. فيما الداخل اللبناني الذي يعاني من خاصرته الجنوبية، منشغل بحرب من نوع آخر، فرضتها النكايات والشعبويات التي تتصادم حول ملف قيادة الجيش، الذي يتأرجح بين احتمال ان يُحسم في مجلس الوزراء في جلسة تُعقد بالتزامن مع انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب، وبين احتمال ان يُرحّل للبت به في البرلمان. وعلى ما هو واضح في ملف الجيش، أنّ كلا الاحتمالين متساويان حتى الآن، وترجيح كفّة اي منهما ستحسمه الاتصالات الجارية حوله على أكثر من مستوى سياسي ونيابي، والمعنيون بهذا الملف لا يخرجون من حسبانهم حصول مفاجآت.

سياسياً، ينطلق المجلس النيابي اليوم، في رحلة تشريعية أقلّ ما يُقال فيها إنّها شاقة، بجدول أعمال فضفاض من 120 بنداً، يؤشر الى إنّها ستمتد ربما الى نهاية الاسبوع الجاري او الى بداية الاسبوع المقبل.

 

وفي انتظار ما سيقرّره مجلس الوزراء في شأن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، ليُبنى على الشيء مقتضاه في مجلس النواب، على اعتبار انّ هذا التمديد مطروح عبر مجموعة اقتراحات قوانين، تؤشر الأجواء الحكومية إلى توجّه جدّي لتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون لمدة ستة أشهر، في الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء غداً الجمعة بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من جنيف، حيث شارك في اعمال «المنتدى العالمي للاجئين»، وألقى كلمة لبنان، حيث وجّه نداءً الى العالم «بأن نتشارك وايّاكم تحدّي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الامر في سلّم الأولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي»، معلناً «لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقّى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن أنفسنا لأنّنا أصحاب الحق اولًا واخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة».

 

الراعي يحذّر

 

وأثار تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء الجمعة للبت بموضوع التمديد لقائد الجيش، ريبة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي قال رداً على سؤال حول التمديد لقائد الجيش: «اننا نصلي على هذه النية».

 

واعلن المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، بعد لقاء البطريرك الراعي بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري في بكركي امس: «البطريرك الراعي تحدث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بأنّ أمراً يُحاك، ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، وهو بانتظار اتضاح النوايا. وإذا حدث أي التفاف على مواقف بكركي لكل حادث حديث».

 

ولفت غياض إلى أنّ «البطريرك الراعي يحذّر من تصوير الموضوع كأنّه صراع ماروني – ماروني لتمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعد شريفة بنظر البطريرك الراعي».

 

وعن زيارة السفير السعودي الى بكركي، قال غياض انّ السفير البخاري قال: «إنّ المملكة واللجنة الخماسيّة قلقتان من الفراغ على رأس قيادة الجيش، آملاً أن يقوم النواب بواجباتهم لمنع هذا الفراغ. وعلى اللبنانيين توحيد الجهود وتغليب مصلحة الوطن وانتخاب رئيس، ليعود لبنان الى موقعه وعصره الذهبي».

 

جعجع: مؤامرة

وحول هذا الموضوع حمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الحكومة، ووصفها بأنّها «حكومة الممانعة»، واتهمها بأنّها ستتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها، وتريد تحويل القيادة إلى بوليس سرّي». وقال: «رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا لجلسة للتمديد، وكل هذا من تدبير محور الممانعة لعرقلة التمديد لقائد الجيش، ونحن ننظر إلى الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل بشكل مريب، فالتمديد في هذه الجلسة لقائد الجيش سيؤدي بنسبة كبيرة إلى الطعن به».

 

واعتبر جعجع أنّ «هناك مؤامرة ضدّ التجديد لقائد الجيش يقودها جبران باسيل «مصيبة الجمهورية»، والوحيد القادر على إيقاف هذه المؤامرة هو نجيب ميقاتي، ونحن مستمرون بالعمل للتمديد لقائد الجيش في مجلس النواب». وتوجّه الى ميقاتي مناشداً «الاّ يدخل بما يريدون إدخاله به». وقال: «لو مظبوط في حسن نية»… انحشرت تعمل الجلسة هلأ؟».

 

مصير جلسة التشريع

 

وإذا كان ما أُشيع عن توجّه حكومي للتمديد لقائد الجيش قد أحدث صدمة لدى مؤيّدي التمديد، فإنّ هذا الامر لم يغيّر في واقع الجلسة التشريعية او جدول اعمالها، حيث أنّ الكتل النيابية لا تتعامل مع جدول الاعمال وفق ما وزعته دوائر المجلس، وبمعزل عمّا سيقرّره مجلس الوزراء في هذا الشأن. حيث انّ المشاورات السياسية تواصلت على غير صعيد، اضافة الى تواصل بين عدد من الكتل النيابية لتنسيق موقفها في الجلسة التشريعية. وأفيد في هذا السياق عن توافق بين بعض الكتل على دمج الاقتراحات الرامية الى التمديد في اقتراح واحد اكثر شمولية وتستفيد منه كل الأجهزة العسكرية والامنية.

 

وفي موازاة الاعتراض على تحديد موعد مجلس الوزراء الجمعة، التباسات مسبقة متراكمة لدى معارضي التمديد حول اي قرار تتخذه الحكومة في شأن التمديد لقائد الجيش، طافت في أجواء جلسة التشريع تكهنات سابقة لقرار الحكومة حول تأخير التسريح، افترضت انّه قد يؤدي الى إحجام بعض الكتل النيابيّة، وتحديداً الكتل المسيحية ومن بينها كتلة «القوات اللبنانية» صاحبة اقتراح التمديد سنة لمن هم في رتبة عماد، عن المشاركة في الجلسة التشريعية، بما قد يعطّل الجلسة بإفقادها ميثاقيتها.

 

وقالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية»: «انّ الجلسة التشريعية اكثر من ضرورية في هذه المرحلة، كونها تقارب مجموعة بنود غاية في الأهمية، وغاية في الحاجة الى إقرارها. ولاسيما البند المتعلق بالكابيتال كونترول والصندوق السيادي وغيرهما من بنود تندرج جميعها في خانة الأهمية القصوى».

 

ولفتت المصادر الى انّ احداً لا يستطيع ان ينتزع من مجلس النواب دوره التشريعي، عبر القول بأنّ المجلس ومنذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اصبح هيئة انتخابية لا هيئة تشريعية. فالمجلس يستطيع ان يشرّع في كل زمان وأوان، وثمة حالات سابقة في العام 2016، حينما عقد مجلس النواب جلسات تشريع في اثناء الشغور الرئاسي واقّر 76 قانوناً، في حضور نواب الجهات السياسية التي تقول حالياً بعدم جواز التشريع في غياب رئيس الجمهورية. واشارت المصادر، الى انّ ملف التمديد لقائد الجيش هو في الأساس من صلاحية السلطة التنفيذية، وإن لم تقم الحكومة بما هو واجب عليها في هذا الشأن فسيبت المجلس النيابي بهذا الامر، وثمة اقتراحات قوانين بهذا الخصوص، واكثرية التصويت عليها واقرارها متوفرة.

 

استغراب وزاري

 

وأبلغت مصادر وزارية الى «الجمهورية» قولها، انّها تستغرب ما وصفتها «الضجة المفتعلة حيال امر لم يحصل بعد، فضلاً عن أنّه اذا ما طُرح في مجلس الوزراء فإنّه يحقق الغاية التي يرجوها كل الاطراف الحريصين على عدم حصول فراغ في المؤسسة العسكرية».

 

ورداً على سؤال عمّا اذا كان ملف التمديد سيُطرح فعلاً في جلسة مجلس الوزراء الجمعة من خارج جدول الاعمال، قالت المصادر: «لن استبق الجلسة وما سيُطرح فيها، فالحكومة تقوم بما تملي عليها مصلحة لبنان واللبنانيين، وكل الاطراف، وخصوصاً المتحاملين على الحكومة، يدركون قبل غيرهم مدى حرص رئيس الحكومة على المؤسسة العسكرية واستمراريتها وعدم تعريضها لأي خلل. الاّ انّ المستهجن هو الحديث المتسرّع لدى البعض عن مؤامرة، لا وجود لها اساساً في قاموس رئيس الحكومة، بل هي موجودة دائماً وابداً عند من اعتدنا عليهم في المعارك التي يفتعلونها حتى مع طواحين الهواء».

 

المهم أن نأكل العنب

وفي الموضوع ذاته، اكّدت مصادر في كتلة «التنمية والتحرير» «اننا من حيث المبدأ مع التمديد لقائد الجيش، وإن حُسم هذا الامر في الحكومة، تكون الحكومة قد قامت بواجباتها على اعتبار انّ هذا الامر اصلاً هو من صلاحياتها، وإن لم يحصل ذلك، فقرارنا هو أن ننزل الى المجلس النيابي وسنصوّت مع التمديد».

 

ورداً على سؤال حول ما يتردّد عن حسم التمديد لقائد الجيش في مجلس الوزراء، اكتفى مرجع مسؤول بقوله لـ«الجمهورية: «المهم هو أن ناكل العنب لا أن نقتل الناطور». معتبراً انّ حديث البعض عن مؤامرة ليس في محله على الإطلاق.

 

 

التيار: لعدم تجاوز الوزير

 

الى ذلك، اكّدت مصادر «تكتل لبنان القوي» لـ«الجمهورية»: «انّ موقفنا مبدئي برفض التمديد لقائد الجيش، ورئيس التيار تحدث عن جملة حلول لهذه المسألة». وقالت: «المطلوب الالتزام بحرفية قانون الدفاع الوطني، وعدم تجاوز صلاحيات الوزير اي إجراء حول هذا الامر، سواءً في الحكومة او في مجلس النواب، حيث سيكون عرضةً للطعن الفوري من قبلنا سواءً امام مجلس شورى الدولة إن جاء من الحكومة او امام المجلس الدستوري إن اقرّه مجلس النواب. وسيتمّ إبطال القرار حتماً».

يريدون إضعاف ترشيحه

 

وفي المقابل، ابلغت مصادر المعارضة الى «الجمهورية» قولها، انّ العائق الأساس، في وجه التمديد لقائد الجيش ليس «التيار الوطني الحر» فقط، بل هو «الحزب» المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش ومن اي خلل يصيب المؤسسة العسكرية. واشارت الى «اننا سنواجه هذا الامر بكل السبل، حيث لم يعد خافياً انّ هدفهم الأساس هو إخراج العماد جوزف عون من موقعه كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية لمصلحة مرشّح الممانعة».

 

تصعيد وتهديد

 

واما على الجبهة الجنوبية، فالوضع ثابت على تصعيد شامل طول الخط الممتد من مزارع شبعا وجبل الشيخ وصولاً الى الناقورة، حيث سُجّلت في الساعات الماضية غارات اسرائيلية وقصف مدفعي عنيف على العديد من القرى والبلدات الجنوبية القريبة من الحدود، فيما افيد عن استشهاد شخصين وجرح ثالث، في استهداف اسرائيل لأحد المنازل في بلدة ياطر. وفي المقابل كثّف «الحزب» من عملياته العسكرية مستهدفاً مختلف مواقع الجيش الاسرائيلي المقابلة للحدود.

 

«التنمية والتحرير»

 

الى ذلك، توجّهت كتلة «التنمية والتحرير» في بيان اصدرته بعد اجتماعها امس برئاسة الرئيس نبيه بري بتحية «إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في قرى المواجهة وبأسمى آيات التبريك والعزاء من ذوي الشهداء المقاومين والإعلاميين والمدنيين وجنود الجيش اللبناني، الذين يؤكّدون من خلال صمودهم وشهادتهم ومقاومتهم على حق لبنان في الدفاع عن أرضه وعن سيادته بكل الوسائل المتاحة». ودعت «الحكومة والوزارات المعنية الى تحمّل مسؤولياتها السياسية والخدمية والصحية ومن دون تلكؤ، لجهة توفير كل مستلزمات الصمود للأهالي وللنازحين في أماكن إقامتهم، ومخاطبة المجتمع الدولي لإلزام الكيان الاسرائيلي لوقف تهديداته وعدوانه على لبنان وعلى سيادته براً وبحراً وجواً ووقف إنتهاكه لمندرجات القرار 1701 والذي نؤكّد على التزام لبنان به ورفضه أي محاوله لتعديله تحت أي ذريعة من الذرائع».


كما جدّدت الكتلة «دعمها ومؤازرتها للشعب الفلسطيني في صموده الأسطوري ومقاومته الباسلة والشجاعة للعدوانية الإسرائيليّة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف وكل أراضي فلسطين التاريخية»، جدّدت بنفس الوقت «دعوتها المجتمعين العربي والدولي الى تحرّك فوري وعاجل لوقف آلة القتل والإبادة الاسرائيلية وصون حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ورفض أي محاولة مقنّعة تحت أي عنوان من العناوين لمشاريع الترانسفير او التوطين».

 

تهديدات وتسريبات

 

وسط هذه الأجواء، تتواصل تهديدات المستويين السياسي والعسكري الاسرائيليين ضدّ لبنان، في وقت نقلت شبكة «سي ان ان» عن مسؤولين اميركيين قولهم بأنّ واشنطن نصحت اسرائيل بعدم فتح جبهة اخرى في الحرب عبر شنّ هجوم واسع النطاق على «الحزب». فيما أكّد منسق الاتصالات في مجلس الامن القومي في البيت الابيض جون كيربي «اننا قلقون للغاية بشأن اتساع الصراع، ولا نريد أن نرى جبهة ثانية في الشمال بين إسرائيل ولبنان». وقال: «أوضحنا لشركائنا علناً وسراً بما في ذلك ايران، أننا لا نريد أن نرى صراعاً إضافياً في المنطقة».

 

يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الحديث في اسرائيل عن منطقة خالية من وجود لـ«الحزب» من الجانب اللبناني، ودعوات عبر الإعلام الاسرائيلي للجيش الاسرائيلي بالتصرّف عسكرياً كون «الحزب» لن ينسحب من الحدود عبر الديبلوماسية. فيما لفت في هذا السياق ما نقلته إذاعة «كان ريشت بيت» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين لم تسمّهم، بأنّ الاتصالات من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن لبنان وإبعاد عناصر «الحزب» إلى ما بعد نهر الليطاني باتت مكثّفة في الأيام الأخيرة»، كاشفةً أنّه بين القضايا الرئيسية الأخرى المطروحة، زيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الموجودة في جنوب لبنان». وأوضحت أنّ تقديرات الجهات المختلفة الضالعة في المفاوضات تشير إلى أنّ فرص التوصل إلى حل سياسي منخفضة حالياً، ولكن مع هذا ستستمر في هذه المرحلة الجهود من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي». وفي السياق، نقلت هيئة البث الاسرائيلية بأنّه بعد تقارير في وسائل اعلام اسرائيلية حول خطة قدّمها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين حول جنوب لبنان، قال مسؤول اميركي: انّ هوكشتاين لم يقدّم خطة او مقترحاً محدّداً لأي من الاطراف.

 

وسبق ذلك، اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست بأنّ اسرائيل لن تعيد سكان المستوطنات الشمالية اليها قبل إبعاد «الحزب» عن الحدود سلمياً، اي عبر الاتصالات السياسية او عسكرياً عبر الحرب. فيما قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بأنّ «إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع «الحزب» إذا تضمن منطقة آمنة على الحدود وضمانات».

 

فضل الله

 

اما موقف «الحزب»، فقد جاء على لسان عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، الذي اعتبر أنّ «ما يتمّ تسريبه بين فترة وأخرى من طروحات حول الوضع المستقبلي في الجنوب هو وليد خيالات جهات تعيش في الأوهام، ومعروفة الانتماء والولاء، وهي طروحات غير موجودة على جدول أعمال المقاومة، ولا على جدول أعمال البلد، ولم يتحدث بها أحد معنا، وغير مستعدين لمجرد الاستماع إليها، أو لإعطاء وقت للانشغال بها».

 

ولفت إلى أنّ «الأولوية اليوم هي لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة وحماية البلد من عدوانه، وما يطلقه العدو من تهديدات أو حديثه عن اتفاقات مستقبلية مع لبنان، هو جزء من محاولاته الحثيثة لتخفيف الضغط عن جبهته الشمالية، بعدما وضعته عمليات المقاومة في حالة إرباك شديد، وتحت ضغط مستمر نتيجة الخسائر التي لحقت بجيشه واقتصاده وتهجير مستوطنيه».

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تصاعد الإشتباك على خلفية التمديد.. وبرّي: سأوقف الجلسة إذا لم يدخل نواب «القوات»

بكركي أبلغت بخاري القلق من المناورات.. وميقاتي يدقُّ ناقوس الخطر في جنيف

 

بين اليوم وغداً، يكون قد مرَّ على العدوان الاسرائيلي على غزة 70 يوماً، وكأن المعارك لم تبدأ بعد على الرغم من الدمار الهائل غير المسبوق، حتى في الحرب العالمية الثانية.

فقد انشغلت الاوساط الدولية والمعادية واللبنانية وغيرها بالتوقف عند الضربة الشجاعة المسددة بقوة ايمان المقاومة الفلسطينية بحقها، ضد وحدات من نخبة لواء جولاني كان يتقدم داخل أبنية مدمرة في حي الشجاعية فأحدثت صدمة قوية لدى جيش الاحتلال بمقتل 10 ضباط وجنود واصابة اربعة آخرين بجروح خطيرة، وفقاً للناطق الاسرائيلي.

اسرائيل ردت بالاعلان عن استمرار الحرب، وعدم تقديم هدية لـ«حماس» بوقف النار، عشية وصول مستشار الامن القومي الاميركي جيل ساليفان الى تل ابيب اليوم، لاجراء محادثات مع نتنياهو ومجلس الحرب وتستمر زيارته الى يوم غد الجمعة بالتزامن، تتفقد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولون كتيبة بلادها العاملة ضمن اليونيفيل في الجنوب.

ولئن كان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ركز في زيارته الاخيرة الى بيروت على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ربطاً بالاستقرار في المؤسسة العسكرية، امتداداً الى دور الجيش المرتقب في ما خص وضع القرار 1701 موضع التنفيذ، والذي لاقى رفضاً قاطعاً من كتلة التنمية والتحرير في تعديله او تغييره او اي امر خارج تطبيقه كاملاً، وفرض الامر على اسرائيل لاحترامه وتطبيقه..

‎واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مصير ملف قيادة الجيش متوقف على ما قد يتم تقريره في مجلس النواب ومن ثم مجلس الوزراء، ورأت أن حركة اتصالات ولقاءات موسعة جرت من أجل تنسيق المواقف وبلورة موقف من الجلسة التشريعية اليوم التي يتوقف بت التمدبد فيها لقائد الجيش على جملة معطيات تتصل باقتراحات قوانين التمديد.

‎وأعلنت المصادر نفسها أن مجلس الوزراء بدوره يعرض الصيغة التي ستسمح بقرار تأجيل التسريح من دون موافقة وزير الدفاع، مؤكدة أن معركة التمديد فتحت والمواقف التي صدرت عززت هذا الأمر، ومشيرة إلى أن التيار الوطني الحر يحضر ردا مضادا على التمديد لمن ولا بد من انتظار اليوم وما تحمله الجلسة التشريعية اليوم.

وسارع الرئيس نبيه بري الى اعلان وقوفه الى «خاطر البطريرك» محذراً من تطيير جلسة التشريع غداً، بعدما نمي اليه ان تكتل الجمهورية القوية، لن يدخل الى الجلسة ما لم يطرح اولاً اقتراح قانون التمديد لقائد الجيش،وهم سيرابطون في بهو المجلس.

ونقل عن بري قوله: ما يمزحوا معي.. انا نبيه بري، ستنعقد الجلسة، واذا ظلوا خارجها سأوقفها.. مضيفاً ما فينا ما نوقف على خاطر البطريرك، وليتحمل الرئيس نجيب ميقاتي بدوره مسؤوليته..

بخاري في بكركي

ومساء امس، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري (والسعودية من ضمن اللجنة الخماسية الدولية) بكركي، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بناءً لطلبه (أي الراعي)، الذي كان محور حركة اتصالات واسعة لضمان التمديد للعماد جوزاف عون..

ونقل عن السفير بخاري قلق المملكة من الفراغ في قيادة الجيش، والذي يهدد بضرب الجهود المبذولة من اللجنة الخماسية للنأي بلبنان عن تداعيات الازمة في غزة، وتبلغ الامر نفسه من سيد بكركي.

وأكد الراعي على ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني، والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بأن امرا ما يحاك، ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، لكنه ينتظر انضاج النوايا، واذا حدث اي التفاف على موقف بكركي فلكل حادث حديث، محذراً من تصوير الصراع بأنه ماروني – ماروني.

من جانبه، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها النائب جبران باسيل، الذي وصفه بـ«مصيبة الجمهورية» معتبراً ان الوحيد القادر على ايقاف المؤامرة هو الرئيس ميقاتي، مشدداً على الاستمرار بالعمل للتمديد لقائد الجيش في مجلس النواب.

ومع ذلك، لم يوفر جعجع حكومة تصريف الاعمال من انتقاداته واتهاماته، فإتهم الحكومة بأنها تابعة لمحور الممانعة، وتتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها، وتريد تحويل القيادة الى بوليس سري، لذلك نحن مهتمون بقيادة الجيش.

الجلسة

وتختبر شكوك بكركي وريبة جعجع، بدءاً من اليوم، سواء في الجلسة النيابية التي تبدأ عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، وعلى جدول اعمالها 16 بنداً، ورفع سن التقاعد لرتبة عماد ولواء.. فضلاً عن الجلسة الحكومية ظهر غد، والتي ستبت بمسألة تأجيل تسريح العماد عون لمدة ستة اشهر فقط، ويمكن ان تدرج في جلسة الجمعة.

ومن بين مشاريع القوانين، انشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، والكابيتال كونترول ومساعدة مالية لصندوق تعاضد الاساتذة في التعليم الخاص، واتفاقية مع البنك الدولي، واقتراح قانون الصندوق السيادي واقتراح قانون استقلالية القضاء وشفافيته.

وعشية الجلسة، دعا نادي قضاة لبنان الى اقرار مشروع قانون استقلالية السلطة القضائية، نظراً لإلحاحيته، مع الدعوة للأخذ بملاحظات النأي في ما خص المجلس الاعلى وهيئة التفتيش وآليات التشكيلات وحرية القضاة بالتعبير والتجمع.. محذراً من أن يلقى مصير مشاريع سابقة، اخرت اقرار القانون لسنوات.

ميقاتي يدق ناقوس الخطر

في غضون ذلك، اجرى الرئيس ميقاتي على هامش مؤتمر النازحين في جنيف، محادثات شملت وزراء خارجية فلسطين رياض المالكي وايران حسين امير عبد اللهيان والاردن ايمن الصفدي وتطرق البحث الى الوضع في غزة والمساعي الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي عليها.

كما اطلق ميقاتي في كلمته امام المؤتمر نداء الى العالم في سويسرا «أن نتشارك واياكم تحدي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الامر في سلم الاولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي»، معلنا «لن  نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن انفسنا لاننا أصحاب الحق اولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة».

الوضع الميداني

ميدانياً، سقط الحظر المفروض على قصف المنازل السكنية، واستهدف المدنيين، الذي فرض على الجيش الاسرائيلي، وفقاً لقواعد الاشتباك المعمول بها، منذ انتهاء العمليات الحربية عام 2006، فاستهل العدو يومه امس بتدمير منزل في كفركلا وسقوط شهيد، ما لبث ان نعاه الحزب، وهو محمد علي بسام شيت، كذلك استهدف عيتا الشعب، وياطر ومحبيب ومارون الراس وعيترون وجبال البطم، الامر الذي دفع بالمقاومة لاستهداف موقع المالكية الاسرائيلي بصاروخ بركان واصابته اصابة مباشرة، وكذلك موقع راميا والموقع البحري في راس الناقورة وموقع الظهيرة، حيث يتجمع جنود العدو.

ولاحقاً، نعت المقاومة الاسلامية كلُاً من علي موسى بركات (من بلدة زبقين) وصالح مصطفى مصطفى (من بلدة بيت ليف) واللذين سقطا على طريق القدس، وفقاً لبيانات المقاومة الاسلامية.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  استنفار سياسي ــ دبلوماسي لانقاذ التمديد… بري يحذر والراعي يخشى من «مؤامرة»

«عوكر» تسعى لمنع «الطعون» والبخاري يعد باقناع ميقاتي تاجيل جلسة الحكومة!

هل من اقتراحات اميركية بتسوية رئاسية مع الحزب مقابل انجاز ترسيم الحدود الجنوبية؟

فيما المقاومة في غزة تقاوم ببسالة وتفرض قواعد «الاشتباك» المكلفة لجيش الاحتلال على الارض، ارتفع منسوب القلق في كيان الاحتلال من طروحات يحملها مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان لتحديد موعد نهائي لإنهاء العملية العسكرية، بعد ساعات على اول انتقاد علني من قبل الرئيس جو بايدن لحكومة بنيامين نتانياهو الذي رد بالقول» انه لن يوقف اسرائيل أي شيء عن المضي في الحرب حتى النهاية رغم الضغوط الدولية». هذا الخلاف العلني وتداعياته على مختلف الجبهات المشتعلة وضمنا الحدود الجنوبية سيجد ترجمته خلال الايام المقبلة ميدانيا وسط مخاوف من خطوة اسرائيلية متهورة «للهروب الى الامام» على الحدود الشمالية! وفي الانتظار يعمل الاميركيون مجددا على خط احياء الاستحقاق الرئاسي من «بوابة» الاعداد لترتيبات امنية على الحدود البرية جنوبا تنهي حالة الارتياب الاسرائيلية حيال تموضع الحزب على مقربة من المستوطنات، وتسمح باتفاق غير مباشر يحتاج الى مؤسسات مكتملة الموصفات، وهو ما اثار «ريبة» خصوم الحزب في الداخل من تسوية على حسابهم، وفق مصادر دبلوماسية تتوقع عودة عاموس هوكشتاين قريبا لبلورة هذا الملف. وبالانتظار، شهد يوم امس استنفار سياسي ودبلوماسي عشية الجلسة التشريعة اليوم، وعقب دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجلسة وزارية يوم الجمعة على جدول اعمالها التمديد لقائد الجيش جوزاف عون. البطريرك الماروني بشارة الراعي يشتم «رائحة» مؤامرة استدعت زيارة السفير السعودي الوليد البخاري الى بكركي محذرا من مخاطر الفراغ في قيادة الجيش، مع وعد بمحاولة اقناع ميقاتي بالعدول عن جلسة الحكومة. وفيما تحركت السفارة الاميركية في بيروت لضمان عدم حصول طعن في القرار سواء حصل في الحكومة او مجلس النواب، وجه الرئيس نبيه بري رسالة تحذير الى القوات اللبنانية التي بدأت تتحدث عن «فخ» نصب لها،وقال امام زواره عليهم حضور الجلسة التشريعة او ساوقفها «ما يمزحوا معي»!

 

التمديد الى اين؟

 

اذا، جلسة البرلمان قائمة في موعدها اليوم الخميس، وبند التمديد لقائد الجيش يسبقه 17 بنداً، وهذا يعني أن الجلسة قد تستمر اكثر من يوم، ما سيعطي الحكومة الفرصة الكاملة للقيام بواجبها يوم الجمعة، وقد قطع الرئيس نجيب ميقاتي الشك باليقين بالدعوة الى جلسة سيؤمن نصابها وزراء الحزب ويسجلون اعتراضا على الصيغة المتعلقة بتأجيل تسريح عون والتي اعدها الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، وغياب وزير الدفاع المعني الاول بطلب التمديد سيعني حكما قبول الطعن بالقرار أمام مجلس شورى الدولة، وهو سيناريو تخشاه القوات اللبنانية التي تم جلبها «مخفورة» مع قوى المعارضة وبعض التغيريين إلى جلسة تشريعية تضع مصداقيتهم أمام الرأي العام على المحك. ومن المتوقع ان يقوم رئيس المجلس النيابي بسحب بنود التمديد من الهيئة العامة بسبب قيام الحكومة بواجبها.

 

بري: ما يمزحوا معي!

 

واذا كانت كتلة المقاومة والتحرير قد اجتمعت واصدرت موقفا مختصرا قالت فيه انها اتخذت القرارات المناسبة، وحافظت على «الغموض البناء»، فان الرئيس بري حذرمن تطيير جلسة التشريع اليوم بعدما نمى اليه ان نواب القوات سيرابضون في بهو المجلس ولن يدخلوا الجلسة قبل طرح اقتراح التمديد، واضاف «ما يمزحوا معي» اذا بقوا خارج الجلسة ساوقفها «وما فينا ما نوقف عا خاطر البطريرك» وعلى الرئيس ميقاتي ان يتحمل ايضا مسؤلياته! وفي هذا السياق لفت بري أنه «يسير في موضوع تمديد ولاية عون من دون تردد» إلا أنه كرر ما يقوله دائما من أن الحكومة هي صاحبة الحق في هذا الموضوع وعليها تقع مسؤولية حلّ هذه المسألة سواء عبر تعيين قائد للجيش أو تأجيل تسريح القائد الحالي. لكن إذا تقاعست فالبرلمان سيقوم بواجبه لمنع الفراغ في هذا المنصب الحساس. ولن أؤخر دقيقة واحدة، ولكن على الحكومة المسارعة للقيام بواجباتها!. وفيما «السكوت» لا يزال السمة الابرز لموقف الحزب، النواب السنة سيصوتون على التمديد، اما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل فاكد انه يؤيد التمديد عبر الحكومة لا المجلس النيابي. من جهته فان اللقاء الديموقراطي سيصوت في مجلس النواب او الحكومة على قرار تمديد التسريح. اما كتلة التجدد فاعلنت انها لن تبادر للتشريع، وسيكون التواجد في حرم مجلس النواب واذا دعت الحاجة ستبادر لتامين النصاب للتمديد لعون..

 

اتهامات جعجع

 

وفي موقف تصعيدي اشار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الى ان حكومة تصريف الأعمال تابعة لمحور الممانعة وستتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها وتريد تحويل القيادة إلى بوليس سرّي لذلك نحن مهتمون بقيادة الجيش، مشدداً على أننا «مصرّين على التمديد للعماد جوزاف عون لأننا نعلم أنه على الرغم من الانهيار في الدولة استطاع تأمين الحد الأدنى لتسيير شؤون الجيش اللبناني. ولفت إلى «ان هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل»مصيبة الجمهورية»، وقالل:: «نحن مستمرون بالعمل للتمديد لقائد الجيش في مجلس النواب. واضاف: الوحيد الذي يستطيع إيقاف هذه المؤامرة هو ميقاتي وعلى الرغم من كل ما يعيشه لبنان لا يزال الكذب سيد الموقف ولن نتخلى عن هذا الملف واجتماعاتنا قائمة مع الكتل النيابية الأخرى، وسنبقى ضمن الطرق الديمقراطية للوصول إلى التمديد وغيره من الملفات.

 

الراعي «والمؤامرة»

 

وفي السياق نفسه تحرك السفير السعودي على خط التمديد لقائد الجيش وزارالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي حيث بادره خلال استقباله بالقول: عم تتعب ماهيك؟ اللبنانيّون بعذبوا! ونقل المسؤول الاعلامي في بكري وليد غياض عن البخاري قوله إن المملكة واللجنة الخماسيّة قلقتان من الفراغ في سدّة قيادة الجيش وتأملان أن يقوم النواب بواجباتهم لمنع هذا الفراغ. ووفقا لغياض فان الراعي يشعر بمؤامرة تُحاك في موضوع التمديد لقائد الجيش ولديه شكوك وهو بانتظار اتضاح النوايا وحذار تفسير الموضوع وتصويره وكأنه صراع ماروني-ماروني ويدعو لعدم التلطي خلف هذا التصوير ويعرف أن اللعبة السياسية لم تعد شريفة، ولفت الى ان البطريرك تحدث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني ومن باب الحرص على موقع الرئاسة. وفي الملف الرئاسي، علم ان البخاري اكد استمرار جهود الخماسية في هذا السياق، وعدم التطرق الى الاسماء. وفي معلومات «الديار» ان السفير السعودي وعد باجراء الاتصالات اللازمة مع ميقاتي لدى عودته الى بيروت في محاولة لاقناعه بتأجيل جلسة الحكومة وترك ملف التمديد للمجلس النيابي.

 

ضغوط اميركية

 

وفي حال قبول مجلس الشورى الطعن في القرار الحكومي تكفّ يد عون فوراً ويصدر وزير الدفاع قراراً بتولي الضابط الأكبر سناً مسؤولية القيادة لحين تعيين قائد جديد للجيش.علماً أن التجديد أو التمديد أو تأجيل التسريح، سواء في المجلس النيابي أو في مجلس الوزراء، سيلقى المصير نفسه.وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان السفارة الاميركية في بيروت تحركت «لجس نبض» رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول الثمن المطلوب لعدم الطعن القانوني بالتمديد سواء حصل في مجلس النواب او مجلس الوزراء، فجاء الرد عبر «وسطاء» بان السقوف مرتفعة ولا يمكن تلبيتها، كرفع العقوبات عن باسيل في الولايات المتحدة، ومنحه «اليد العليا» في الملف الرئاسي، وقد انتهت هذه المحاولة بالفشل، وهكذا لن يمر تاجيل التسريح دون طعون، وعلم في هذا السياق، ان الضغوط الاميركية انتقلت الى مستوى آخر يرتبط بموقف المؤسسات القضائية وكيفية تعاملها مع طعون مماثلة!

 

واشنطن والرئاسة و«سحب الذرائع»

 

في هذا الوقت، برز استعجال من قبل واشنطن لاعادة تحريك الملف الرئاسي، ولمست مصادر دبلوماسية وجود قلق حقيقي لدى «خصوم» الحزب من تسوية تكون على حسابهم خصوصا ان كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة عاموس هوكشتاين يسوق لفكرة سحب «الذرائع» منالحزب عبر الدفع قدما الى تفاهم حول تثبيت الترسيم البري بما يشمل حل للنقاط الـ 13 المتحفظ عليها لبنانيا،ثبيت ملكية لبنان للنقطة «ب 1» الواقعة في خليج الناقورة على أن تكون منطلقاً لترسيم الحدود البرية، والانسحاب شمالي الغجر فضلا عن وضع مزارع شبعا تحت الوصايا الدولية، ريثما يتم حل الالتباس مع سوريا حول وضعها القانوني. ولان ارضاء الحزب غير سهل، فثمة فكرة اميركية تقوم على منحه اليد العليا في الملف الرئاسي مع تسوية في رئاسة الحكومة للمضي قدما بهذا الطرح الذي يمنح الاسرائيليين ما يحتاجونه من «ضمانات» لطمانة سكان المستوطنات بالعودة، تحت عنوان اتفاق ضمانات امنية على الحدود يلزم الطرفين بتطبيق صارم للـ1701 لا تعديله، ويكون المخرج التفاوضي مع الدولة غير مباشر ويكون الحزب وراء الدولة في قرارها كما حصل في الترسيم البحري.ولان واشنطن تريد ان يكون الملف اللبناني جزءا من الترتيبات الملحقة باي تفاهمات اقليمية في غزة لن يكون امامها الا تحريك الملف الرئاسي في وقت قريب، ولان تمرير اي تفاهم غير متاح بوجود حكومة تصريف اعمال وغياب رأس الدولة المعني مباشرة بالاتفاقات الدولية، كلفت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف هوكشتاين العودة الى بيروت قريبا لاستئناف مساعيه على محور الترسيم البري، وفق سيناريو يشمل «جزرة» توفير مساعدات مالية واستثمارية للحكومة اللبنانية تشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لبدء معالجة ازمة الاقتصاد في لبنان ومساعدة الدولة على النهوض مجددا.

 

حرب المساندة تتواصل جنوبا

 

وبعد ساعات من التوتر على الحدود الجنوبية منذ صباح امس، مشّط الجيش الإسرائيلي بالرشاشات من موقع البياض، والاطراف الشرقية لبلدة بليدا.وأطلق الجيش الإسرائيلي من مواقعه المحاذية لبلدة عيتا الشعب رشقات ناريّة من أسلحة ثقيلة في اتّجاه الاودية المجاورة المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدة طربيخا اللبنانية. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع اصابات. واستهدف القصف مارون الراس وعيترون وجبل الباط. وشن الطيران الاسرائيلي غارتين على حامول واللبونة، في منطقة الناقورة وعلى مروحين و اطراف بلدة البستان. وشن غارة من طائرة مسيرة على احد المنازل في بلدة بليدا. في المقابل، استهدف الحزب تجمعاً لجنود الاحتلال الصهيوني في محيط موقع الضهيرة ‏بالأسلحة المناسبة، وتمت إصابته إصابة مباشرة، كما استهدف ثكنة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة. كما تم توجيه ضربة لتجمع جنود العدو الصهيوني في موقع المنارة بالأسلحة المناسبة، وتمّت إصابته إصابة مباشرة، ولاحقا تم استهداف موقع المالكية بصاروخ بركان ، كما استهدفت المقاومة الموقع ‏ البحري بالأسلحة المناسبة، وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وكذلك موقع راميا، ونعت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد محمد علي بسام شيت «أمير» من بلدة كفركلا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس، وتسببت غارة إسرائيلية ليل أمس الاول بتدمير مبنى في كفركلا كليًّا وألحقت أضراراً كبيرة بالمباني المجاورة، وعملت فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض حتى ساعات الصباح الأولى. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على كفركلا وسط البلدة، وأطلق القنابل المضيئة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مجرى نهر الليطاني. واستمرّ الطيران الاستطلاعي بالتحليق فوق قرى قضاء صور والساحل البحري. وبعد ظهر امس استهدفت قذيفة اسرائيلية منزل في بلدة عيتا الشعب واحتراقه بالكامل. ولم يفد عن اية خسائر بشرية. كما نفذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية استهدفت منزلا في بلدة ياطر أدت الى تدميره، واسفر عن استشهاد شخصين وجرح آخر.وقد استمر القصف المدفعي الاسرائيلي على محيط بلدة الخيام. كما سجل قصف مدفعي معاد على محيط معمل الحجار في منطقة سردا.كما نفذت مسيرة معادية قرابة الساعة الرابعة و45 دقيقة من عصر امس، غارة جوية استهدفت منزلا في بلدة يارون، من دون الابلاغ عن وقوع اصابات.

 

«معاريف»: نصرالله على حق

 

وفي سياق متصل، اقرت صحيفة «معاريف» بان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان على حق ويوما بعد يوم تثبت صحة نظريته بان اسرائيل «اوهن» من «بيت العنكبوت». واختصرت المشهد الحالي بالقول» أيها الرفيقات والرفاق، أكلناها».وتوجهت الى الجمهور الاسرائيلي بالقول «حيثما نظرتم حولكم في هذه الحرب اللعينة، الضرورية حتى التعب وغير الضرورية على نحو ظاهر، بما في ذلك بهجة القتال لدى الأولاد المندفعين في الهجوم والجنرالات الذين يخططون للانتصار على العدو بشكل كامل الأوصاف وكأنه إبداع موسيقي، أكلناها». واضافت الصحيفة» هذه ليست الحرب التي ننتزع من ثمنها الرهيب تغييراً وأملاً، وهذان ليسا الجيش والمجتمع المدني اللذان يؤديان مهامهما اليوم. هذه هي الدولة التي تتدهور إلى الهوة بينما تتناثر أشلاؤها في كل صوب. إنه الملك الذي وهو في طريقه إلى التحطم يأخذ معه الدولة، ليس وحيداً، إنما حوله جوقة متزلفين ينهشون جثة الدولة بضحكات صاخبة.

 

«مناورة مكشوفة»

 

وقالت «معاريف» بعد الانسحاب من لبنان، ألقى نصر الله خطاب «خيوط العنكبوت» الذي قدر فيه بأن إسرائيل في الطريق إلى التفكك،وعن حق كان يمكن أن نتعاطى مع أقواله كترهات تامة لكن عند صعود حكومة يمين كاملة، استيقظنا بواقع جديد حتى نصر الله تحدث بخطاب عن الحكومة الغبية الحالية التي تدفع نحو المواجهة في داخل إسرائيل، وبين إسرائيل والفلسطينيين، مع إمكانية كامنة لخلق اشتعال إقليمي. والحقيقة تقول الصحيفة» الرجل محق» من يحكمنا اليمين المجنون شهران من القتال دون أفق معقول، وبعد ضغط متوازن من جانب الأميركيين، فهم نتنياهو بأنه ملزم بتوضيح كيف ترى حكومته إنهاء القتال واليوم التالي. والنتيجة مناورة مكشوفة لتسويف الوقت.

 

النزوح «راوح مكانك»

 

وسط هذه الاجواء، أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من المنتدى العالمي للاجئين في سويسرا نداء الى العالم لحل ازمة النزوح ورفع العبء عن لبنان، وقال» نتشارك واياكم تحدي معالجة النزوح السوري، ونتمنى ان تضعوا هذا الامر في سلم الاولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي»، معلنا «لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن انفسنا لاننا أصحاب الحق اولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة. ووفقا للمعلومات، لا حلول قريبة لازمة النازحين، والامور تراوح مكانها، ولم يلمس ميقاتي اي تغيير في موقف الدول الاوروبية التي لا تزال متشددة حيل اعادة النازحين الى بلدهم. كما لم يتلق لبنان اي وعد بزيادة التعويضات المالية لمعالجة الازمة التي باتت تتجاوز قدراته. وعلى هامش المنتدى التقى ميقاتي وزير الخارجية الايراني حسين اميرعبد اللهيان وبادره الى القول ان الخبر «اليقين لديكم» حول المواجهة في المنطقة، فرد عبد اللهيان قائلا» طالما استمر الدعم الاميركي لاسرائيل لن يتغير شيء، ولفت الى ان الرسائل غير المباشرة من الاميركيين مستمرة لمنع توسيع نطاق الحرب..

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

  الاحتلال يعترف بـ 10 قتلى وغانتس: “حرب البقاء الثانية” تكبّد إسرائيل ثمناً باهظاً ومؤلماً

في اليوم الـ68 من العدوان الإسرائيلي على غزة شن جيش الاحتلال غارات على مناطق متفرقة من القطاع، وواصل عملياته البرية في محاور عدة؛ أبرزها: خان يونس وحي الشجاعية، حيث اعترف بمقتل 10 من جنوده، معظمهم ضباط في كمين لكتائب القسام التي أعلنت قصف غرف قيادة ميدانية للاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة.

 

وأكدت إنها تمكنت بالتعاون مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من إيقاع قوة إسرائيلية قوامها 15 جنديا في كمين وسط قطاع غزة بين قتيل وجريح.

 

وأوضحت القسام أن الكمين تخللته اشتباكات من مسافة صفر، ما أوقع جنود الاحتلال “بين قتيل وجريح”، مشيرة إلى أن مدفعيتي القسام وسرايا القدس استهدفتا المنطقة بعد ذلك بقذائف هاون من العيار الثقيل.

 

كما أعلنت القسام أنها استهدفت 7 دبابات ميركافا إسرائيلية وناقلتي جند في منطقة معن بمدينة خان يونس بقذيفة الياسين 105، مشيرة إلى تدمير مقاتليها ناقلة جند بشكل كامل شرق مدينة خان يونس بقذيفة “بي-29”.

 

وأوضحت القسام أنها استهدفت بقذائف “الياسين 105” وعبوات شواظ، 5 دبابات ميركافا، 3 منها شرق مدينة خان يونس، ودبابتان في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى جانب استهدافها غرف قيادة ميدانية لجيش الاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة بصواريخ “رجوم” قصيرة المدى.

 

من جهتها، أعلنت سرايا القدس قصف الحشود العسكرية لقوات الاحتلال بقذائف هاون في محور التقدم شرقي خان يونس.

 

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 ضباط وجنود -بينهم قائدا كتيبتين- وإصابة 21 من جنوده في المعارك التي شهدتها غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرا إلى أن لواء غولاني لا يزال يخوض “قتالا شرسا” في حي الشجاعية، قائلا إن المرحلة الحالية من عمليته تعد مرحلة متقدمة في ما سماه مجهود تطهير الحي من حماس وتجريدها من قدراتها.

 

وأضاف جيش الاحتلال أن جنوده يواجهون مقاتلي حماس من داخل المباني ومن الأنفاق، موضحا أن جنود لواء غولاني اشتبكوا مع مسلحين فلسطينيين ألقوا عبوات ناسفة باتجاههم، مما أوقع قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.

 

كما قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن “حرب البقاء الثانية” التي يخوضها جيش الاحتلال في غزة تكبد إسرائيل ثمنا باهظا ومؤلما وصعبا.

 

ويأتي ذلك في وقت تشهد محاور عدة اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال بمخيمي الشجاعية وجباليا ومنطقة التوام شمالا إلى خان يونس جنوبا بالتزامن مع قصف إسرائيلي متواصل على مناطق عدة في القطاع مخلفا شهداء وجرحى.

 

وقد أفاد مصدر طبي للجزيرة عن وصول أكثر من 40 شهيدا إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية، قائلا إن بين الشهداء 10 أطفال على الأقل إثر قصف إسرائيلي استهدف أحياء سكنية في المدينة.

 

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 196 وإصابة 499 إثر قصف جيش الاحتلال مناطق عدة في القطاع، مؤكدة أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 18 ألفا و608 شهداء و50 ألفا و594 مصابا.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الراعي يستقبل البخاري «القلق» على اليرزة ويحذّر من عدم التمديد: تأجيل تسريح القائد في الحكومة… قبل الطعن فيه

 بعد أسابيع من تقاذف مسؤولية البتّ في مصير قيادة الجيش بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بدا أن «إنجاز المهمة» رسا على الأخير، إلا إذا ما حدث ما يدفعه إلى التراجع في اللحظات الأخيرة، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الخارجية للتمديد للعماد جوزف عون الذي يحال إلى التقاعد في العاشر من الشهر المقبل. وفي هذا السياق، كانت لافتة زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى بكركي أمس، لـ «نقل دعم المملكة العربية السعودية لمواقف البطريرك بشارة الراعي السيادية»، والتعبير عن «قلق المملكة واللجنة الخماسية من الفراغ على رأس قيادة الجيش»، بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض عقب اللقاء. وأضاف أن «سيد بكركي أعلن موقفه بضرورة التمديد لقائد الجيش، وهو يشعر بأن أمراً ما يحاك، ولديه شكوك، لكنه ينتظر اتّضاح النوايا. وإذا حدث أي التفاف على مواقف بكركي، سيكون لكل حادث حديث»، محذّراً من «تمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعد شريفة».هذه المواقف زادت المناخ المُحتدِم الذي طبعَ مداولات التمديد لعون في الساعات الأخيرة، وزادت الغموض حيال مصيره المتوقّف بينَ الجلسة التشريعية التي دعا إليها بري اليوم وجلسة الحكومة التي يُفترض أن تُعقد غداً.

وبحسب المعلومات، فإن مجريات جلسة البرلمان لن تشهد مفاجآت، وسطَ تأكيد أكثر من مصدر نيابي أن بري لن يطرح بند التمديد، بعدما تقرّر إعادة الملف إلى الحكومة. علماً أن جدول أعمال الجلسة الذي وزّعته هيئة مكتب المجلس، والمؤلّف من 16 بنداً، لم يلحَظ مسألة التمديد بأي صيغة، فيما وزّعت جدولاً آخر لاقتراحات المعجّل المكرّر تحت عنوان «لأخذ العلم».

في غضون ذلك، توافقت الكتل النيابية على دمج الاقتراحات الأربعة لتفادي الشغور في المؤسسة العسكرية، والتي قدّمتها كل من كتلة القوات اللبنانية وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة النواب السنة والنائب علي حسن خليل، في اقتراح قانون واحد برفع سن التقاعد في كل الأجهزة الأمنية والأسلاك العسكرية بما يشمل قائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وكان العمل جارياً أمس على جمع تواقيع النواب على هذا الاقتراح.

وأكّدت مصادر في القوات اللبنانية لـ«الأخبار» أنها لن تقاطع جلسة اليوم رغم عدم إدراج بند التمديد على جدول أعمالها، ورغم الحديث عن إعادة الملف إلى الحكومة، «لأنه في حال عدم إقرار الحكومة للتمديد فسنصل إلى طرحه في الهيئة العامة». وعلمت «الأخبار» أن القوات تعمل بكل السبل الممكنة على أن يمر اقتراح قانون التمديد في مجلس النواب لتكريس الأمر كـ«بوانتاج رئاسي» لقائد الجيش، باعتبار عدد الأصوات المؤيّدة للتمديد أصواتاً مؤيّدة لانتخاب عون رئيساً.

أما في الحكومة، وفي حال لم يخضع رئيسها لضغوط تطيّر الجلسة، فسيطرح من خارج جدول الأعمال، على الأرجح، تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة أشهر، استناداً إلى اجتهاد قانوني أعدّه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، من بين اجتهادات أخرى تتعلق بالتمديد والتعيين. ويُنتظر أن يُقر تأجيل التسريح، من دون تصويت وزراء حزب الله والاشتراكي معه. إلا أن إقرار تأجيل التسريح لا يعني سريان القرار، بعدما برزت مؤشرات إلى نية التيار الوطني الحر الطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة، وربما الطلب من وزير الدفاع موريس سليم تكليف الضابط الأعلى رتبة تولي مهام القائد إلى حين تعيين قائد جديد للجيش. ويفتح قبول الطعن الباب أمام الانتقال إلى خيار تعيين قائد جديد للجيش أو تعيين رئيس أركان، وهو ما وافق عليه ضمناً النائب السابق وليد جنبلاط بعدما كان يتهيّب الأمر، إذ أعلن أمس أنه «في حال تعذّر لأسباب داخلية وعبثية التمديد للعماد جوزف عون، سنسعى إلى أن يُرقّى ضابط رشّحته وفق الأقدمية هو العميد حسان عودة ويُعيّن كرئيس أركان لينوب عن قائد الجيش».

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا لجلسة للتمديد وكل هذا من تدبير محور الممانعة لعرقلة التمديد لقائد الجيش»، قائلاً: «ننظر إلى الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة بشكل مريب، فالتمديد في هذه الجلسة لقائد الجيش سيؤدي بنسبة كبيرة إلى الطعن به». ورأى أن «هناك مؤامرة ضد قائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل مصيبة الجمهورية، والوحيد القادر على إيقاف هذه المؤامرة هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، مؤكداً «(أننا) مستمرون في العمل على التمديد في مجلس النواب».

*****************************


افتتاحية صحيفة البناء:

حرب الاستنزاف في غزة: المقاومة تمسك بالأرض والاحتلال يفقد خيرة وحداته
تسارع البحث عن مخارج وإنزال نتنياهو عن الشجرة… سوليفان في تل أبيب
هنية: منفتحون لمناقشة وقف الحرب وترتيب البيت الفلسطيني ولا حلّ دون حماس

 

الثنائية الحاكمة في الحرب الدائرة بين جيش الاحتلال والمقاومة في غزة، صارت ثابتة غير قابلة للتغيير، ركنها الأول فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي إنجاز، سواء في العنوان الأول للحرب وهو إنهاء حركات المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، أو في العنوان الثاني وهو تحرير الأسرى لدى قوى المقاومة. أما الركن الثاني الذي أظهرته معارك الجولة الثانية من الحرب بعد نهاية الهدنة التي ثبتت إلزامية التفاوض على التبادل كطريق وحيد لتحرير الأسرى، فيقوم على ما أظهرته قوى المقاومة من اقتدار نقل المعادلة من التوازن الذي حكم الجولة الأولى، إلى انتقال زمام المبادرة والإمساك بالأرض على يد قوى المقاومة، وانتقال جيش الاحتلال إلى موقع ردّ الفعل، وتلقي الضربات، ووفق قراءة الخبراء العسكريّين فإن المقاومة تبدو وقد رسمت سلفاً خطة هجوم شامل عندما تصل قوات الاحتلال على تخوم مدينة خان يونس، حيث تنفجر كل الجبهات دفعة واحدة، بما فيها ما سبق وتوهّم جيش الاحتلال أنها تحت سيطرته في شمال غزة، مثل جباليا والشجاعيّة، اللتين فقد فيهما جيش الاحتلال عدداً كبيراً من ضباط النخبة ووحداتها، وبدأ النقاش في أوساط العسكريين حول جدوى مواصلة الحرب يتسرّب الى وسائل الإعلام الاسرائيلية، وينقل قناعة جنرالات كبار في الجيش يردّدها مسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون بأن الاندفاعة الأولى للحرب انتهت، وأن حرب استنزاف مفتوحة بلا أفق هي ما يخوضه جيش الاحتلال الآن.

هذه المعادلات التي يقدّمها ميدان الحرب وجدت تفسيراً للمواقف المتغيّرة انطلاقاً من واشنطن والدول الغربية التي تهتم لأمن الكيان، وتخشى عليه من مواقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يربط مصير الكيان بمصيره كرئيس حكومة. وقد صار استمرار الحرب بوليصة التأمين الوحيدة لبقائه في منصبه، بينما صار رحيله وصفة ممكنة لتبرير وقف الحرب وتحميله مسؤولية الفشل من عملية طوفان الأقصى إلى مسار الحرب على غزة.

إنزال نتنياهو عن الشجرة، هو الوصف الذي قدّمه مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام أميركية حول زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان الى تل أبيب اليوم، وما تمّ تناقله عن أنه يحمل معه طلباً للبحث بموعد لإنهاء الحرب، وإيضاحاً لمستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لوقف الحرب.

الحراك الأميركي والغربي وامتداداته العربية، يدور حول صيغة تشكل السلطة الفلسطينية محورها، وتتجاهل دور حركة حماس وقوى المقاومة رغم فشل محاولات إسقاطها وحذفها من المشهد، وتتولى جماعة «عرب واشنطن» مهمة تسويق صيغة تقوم على إقناع حماس بقبول تسلّم السلطة لغزة كحل ينهي الحرب، منطلقين من ذريعة أن حماس لا تؤمن بالحل السياسيّ للقضيّة الفلسطينية، وأنها لم تنجح بالتفاهم مع حركة فتح على صيغة لتقاسم السلطة، وأن هذا الحل يفتح الباب لمباحثات لاحقة عن سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية داخل منظمة التحرير الفلسطينية والفصل بين المنظمة والسلطة التي عليها أن تتعاطى مع كيان الاحتلال وجيشه ومع الغرب وأميركا وأوروبا، وكلها ترفض صيغة تكون حماس جزءاً منها، وتصنف حماس إرهاباً.

جاء كلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جواباً عملياً على كل هذه التطورات، مؤكدا أن القرار في الميدان للمقاومة، وأنها قوية ومقتدرة وواثقة من تأييد شعبها، وطالما أن وقف الحرب يجب أن يسبق تبادل الأسرى، فلا إطار لوقف الحرب ومستقبل غزة يستطيع تجاوز حركة حماس. وهي بخلاف الاعتقاد منفتحة على أي مبادرات لوقف الحرب وترتيب البيت الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وليس في غزة فقط، من ضمن أفق سياسي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمتها القدس، مبقياً حدود الدولة وعن أي جزء من القدس غامضاً، لتحتفظ حماس بحق القبول والرفض لما يُعرَض عليها.

وسجّلت الجبهة الجنوبيّة تصعيداً في وتيرة العمليات العسكريّة للمقاومة بالتوازي مع تكثيف الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية ما أدّى الى سقوط شهيدين من المدنيين، ما يعكس وفق مصادر سياسية لـ«البناء» «الضغط الذي يتعرّض له جيش الإحتلال جراء عمليات المقاومة النوعية على مختلف المواقع على عمق 15 كلم وأكثر، وإرباكاً لدى حكومة العدو إزاء التعامل مع خطر جبهة الجنوب واحتواء تداعياتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، في ظل الشلل الاقتصادي شمال فلسطين المحتلة، وهجرة أكثر من مئة ألف مستوطن من الشمال إلى الوسط ويحمّلون رئيس حكومة الاحتلال مسؤوليّة استعادة الأمن الى الشمال ويرفضون العودة في ظل الوضع القائم حالياً على الحدود مع لبنان، فضلاً عن الانقسام داخل حكومة الاحتلال في التعامل مع الأحداث الجديدة أكان في غزة أو في جنوب لبنان، ما قد يدفع حكومة الحرب في «إسرائيل» لأسباب عدة، للهروب إلى الأمام والقيام بعمل عسكريّ ضد لبنان لخلط الأوراق وإطالة أمد الحرب وتوريط الأميركيّين فيها أملاً بتحقيق الأهداف العسكريّة والأمنيّة للحرب تنقذ نتنياهو وحكومته من النهاية المحتومة»، إلا أن لهذه الخطوة «تداعيات كبيرة تتخطى الحدود اللبنانية – الفلسطينية، الى المنطقة برمّتها، الأمر الذي لن تسمح به الإدارة الأميركية الحالية التي تستشعر قسوة تداعيات حرب غزة على كافة المستويات لا سيما على مستقبل كيان الاحتلال وعلى المصالح الأميركية في المنطقة وعلى الاستقرار الإقليمي وعلى اتجاهات الرأي العام العربي والإسلامي والأميركي والعالمي، وهذه العوامل تؤثر سلباً على الوضع الانتخابي للرئيس جو بايدن وحزبه الديموقراطي».

وفي سياق ذلك، نقلت شبكة «CNN» الأميركية عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ «واشنطن نصحت إسرائيل بعدم فتح جبهة أخرى في الحرب عبر شنّ هجوم واسع النطاق على حزب الله».

وفيما تستمرّ الضغوط الدوليّة على لبنان وإيفاد الرسل لإبلاغ رسائل التحذير إلى الحكومة اللبنانيّة حول تطبيق القرار 1701 والمتوقع أن تصل إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسية خلال اليومين المقبلين، تضع أوساط مطلعة في فريق المقاومة رسائل التحذير والتهديد الخارجية للبنان بعمل عسكري إسرائيلي ضد لبنان، في إطار التهويل والحرب النفسية على لبنان، ومحاولة للحدّ من انخراط حزب الله العسكري في الجبهة الجنوبية لتخفيف الضغط عن جيش الاحتلال ولمنح كيان الاحتلال ضمانات لطمأنة مستوطني الشمال وامتصاص غضبهم ونقمتهم على نتنياهو و»كابينت الحرب». لكن المصادر تؤكد لـ«البناء» أن حزب الله لا يُعِر اي اهتمام لهذه الرسائل، بخاصة ان جيش الاحتلال الذي يغرق بمستنقع غزة على مدى حوالي سبعين يوماً ويعجز عن تحقيق الأهداف، لا يحق له إطلاق التهديدات ضد مقاومة صلبة راكمت من قوة ومقدرات وإرادة وعقيدة ما يمكنها من تكبيد العدو خسائر كبيرة فيما لو أخطأ في الحسابات وشن عدواناً على لبنان»، ولفتت الأوساط الى أن «حزب الله يرفض الحديث عن إبعاده عن جنوب الليطاني قبل حرب غزة، فكيف بعد الحرب التي تدفع إلى تفعيل دور الحزب العسكريّ إسناداً لغزة، وبالتالي يرفض التفاوض على أي وضع مستقبلي للحدود قبل توقف العدوان على غزة».

وفي سياق ذلك، شدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، على أنّ «ما يتم تسريبه بين فترة وأخرى من طروحات حول الوضع المستقبلي في الجنوب هو وليد خيالات جهات تعيش في الأوهام، ومعروفة الانتماء والولاء، وهي طروحات غير موجودة على جدول أعمال المقاومة، ولا على جدول أعمال البلد، ولم يتحدّث بها أحد معنا، وغير مستعدين لمجرد الاستماع إليها، أو لإعطاء وقت للانشغال بها».

ولفت إلى أنّ «الأولوية اليوم هي لمنع العدو من تحقيق أهدافه في غزة وحماية البلد من عدوانه، وما يطلقه العدو من تهديدات أو حديثه عن اتفاقات مستقبلية مع لبنان، هو جزء من محاولاته الحثيثة لتخفيف الضغط عن جبهته الشمالية بعدما وضعته عمليات المقاومة في حالة إرباك شديد، وتحت ضغط مستمر نتيجة الخسائر التي لحقت بجيشه واقتصاده وتهجير مستوطنيه».

وأعلن حزب الله استهداف عدة مواقع للعدو الإسرائيلي، أبرزها موقع المالكيّة بصاروخ بركان، راميا، الموقع البحري في رأس الناقورة.

وزفّت المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي موسى بركات «جواد» من بلدة زبقين في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد صالح مصطفى مصطفى «أبو علي فلاح» من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان، الَّلذين ارتقيا على طريق القدس».

في المقابل أطلق جيش الاحتلال من مواقعه المحاذية لبلدة عيتا الشعب رشقات ناريّة من أسلحة ثقيلة في اتّجاه الأودية المجاورة المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدة طربيخا اللبنانية. كما شنّ طيران العدو غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع إصابات. واستهدف العدوان مارون الراس وعيترون وجبل الباط. وشن طيران الاحتلال غارتين على حامول واللبونة، في منطقة الناقورة وعلى مروحين وأطراف بلدة البستان. وغارة من طائرة مسيّرة على أحد المنازل في بلدة بليدا.

في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة اليوم، حيث يعقد مجلس النواب جلسة تشريعيّة على جدول أعمالها بنود اقتراحات ومشاريع قوانين تفوق المئة.

ووفق معلومات «البناء» فإن مختلف الكتل النيابيّة ستحضر الجلسة، ومن ضمنها كتلتا القوات اللبنانيّة والتيار الوطني الحر، وكتلتا حركة أمل وحزب الله وكتلة الحزب الاشتراكي وتكتل الاعتدال الوطني وعدد كبير من نواب التغييريين. إلا أن مصادر نيابية توقعت تحوّل الجلسة الى حلبة للسجالات السياسية وتقاذف التهم حول ملف قيادة الجيش بين المؤيدين للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وبين المعارضين له، مشيرة لـ«البناء» إلى أن «أبواب البرلمان أوصدت أمام إقرار قانون رفع سن التقاعد للتمديد لقائد الجيش، ودعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء غداً، يؤكد خروج هذا الملف من عهدة المجلس النيابي، لا سيما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قام بواجبه الدستوري ودعا الى جلسة تشريعية من ضمنها اقتراحات رفع سن التقاعد، لكن هناك جدول أعمال من البنود الأخرى لا تقل أهميّة عن التمديد لقائد الجيش تجب مناقشتها وإقرارها». وتستبعد المصادر أن يغرق المجلس في البنود الخلافية التي من الصعب التوافق حولها لا سيما قانوني الكابيتال كونترول والموازنة».

وبعد الهجوم القواتي العنيف على رئيس الحكومة والسجال بين معراب والسراي، واصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حملته على معارضي التمديد، وأعلن في مؤتمر صحافي أمس، أننا «مصرّون على التمديد للعماد جوزيف عون لأننا نعلم أنه على الرغم من الانهيار في الدولة استطاع تأمين الحد الأدنى لتسيير شؤون الجيش اللبناني».

واعتبر جعجع أن «هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها جبران باسيل «مصيبة الجمهورية»، والوحيد القادر على إيقاف هذه المؤامرة هو نجيب ميقاتي، ونحن مستمرّون بالعمل للتمديد لقائد الجيش في مجلس النواب».

وتتوقف مصادر نيابية معارضة للتمديد عند «مشاركة قوى المعارضة في الجلسة لا سيما القوات اللبنانية ما يخالف ويناقض مواقفها السابقة برفض التشريع في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، ما يؤكد أن مشاركتها فقط لتحقيق مآرب سياسية ونكايات شخصية، وتلبية لمطالب خارجية».

وفي السياق، اعتبر اللواء عباس إبراهيم في تصريح له على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «المدة المتداولة عن تأجيل تسريح قائد الجيش 6 أشهر هي فترة تلبية شروط وضغوط، وليست المهلة الزمنيّة التي تؤمن حقيقةً استقرار عمل المؤسسة وقيادتها».

وتوقعت مصادر نيابية لـ«البناء» أن يصدر مجلس الوزراء مرسوماً يقضي بتأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة أشهر بالحد الأدنى، على أن يبادر التيار الوطني الحر الى تقديم طعن أمام مجلس شورى الدولة الذي قد يقبله خلال عشرة أيام لأن المرسوم لا يحمل توقيع وزير الدفاع ويُعدّ مخالفة للدستور ولاتفاق الطائف الذي ينصّ على صلاحية الوزير، وبالتالي يُجمّد عمل قائد الجيش، وعند نهاية ولايته في 10 كانون الثاني المقبل، يصدر وزير الدفاع مرسوماً بتكليف الضابط الأعلى رتبة في الجيش أو إجراء آخر وفق ما ينص قانون الدفاع الوطني». فيما توقع آخرون أن لا يبت «شورى الدولة» في الطعن قبل أشهر عدة، ما يبقي القائد في منصبه لأطول مدة معينة وبالتالي يتم تأجيل الأزمة بعض الوقت ريثما يتضح المشهد الداخلي والحرب في غزة.

وأوضح النائب حسن فضل الله موقف حزب الله في هذا الإطار، بأن «الحزب يريد ملأ الفراغ وأن تستمر مؤسسة الجيش بالقيام بدورها الوطني سواء في الداخل أو من ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وهذا الموضوع يجب أن يخرج من المزايدات السياسية والحسابات الحزبية ومحاولة تحصيل مكاسب على حساب المؤسسة، وأن يُترك للمؤسسات الدستورية المعنية وفي طليعتها الحكومة لاتخاذ القرار المناسب، وسنعبِّر عن قناعاتنا عندما يتم عرض الموضوع ضمن المؤسسات وفق القاعدة نفسها عدم الفراغ وحفظ الجيش، لأنَّ مثل هذه القضايا يجب أن تُعالج بهدوء وحكمة وحرص على هذه المؤسسة، والحفاظ عليها من منطلق المسؤولية الوطنية، وإخراجها من الصراعات السياسية».

وأكّد فضل الله في موضوع التشريع، أنَّ «المجلس النيابي هو أم السلطات في لبنان وهو الذي يمنح الشرعية الدستورية لبقية المؤسسات، ومن حقه الدستوري بل من واجبه أن يشرِّع في جميع الظروف، ولدينا دعوة لجلسة تشريعية في المجلس النيابي. ومن الطبيعيّ أن نكون في طليعة المشاركين لإقرار القوانين التي تعود بالنفع على المواطنين، وأي قانون يُطرح نناقشه من موقع الحرص على مصالح الناس ومؤسسات الدولة، وهو ما نقوم به في اللجان أو في الهيئة العامة».

من جهته، بدوره، أشار البطريرك المارونيّ بشارة الراعي بعد لقائه السفير السعوديّ وليد البخاري ورداً على سؤال عن التمديد لقائد الجيش، الى أننا «نصلّي على هذه النية». ولفتت مصادر إعلاميّة إلى أن «السفير السعوديّ عبّر خلال لقائه البطريرك الراعي عن حرص السعودية على عدم حصول فراغ في قيادة الجيش».

وأفاد مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض بأن «البخاري أبدى قلق المملكة واللجنة الخماسية من الفراغ على رأس قيادة الجيش»، معتبراً أن على النواب القيام بواجبهم لمنع الفراغ، وعلى اللبنانيين توحيد الجهود وتغليب مصلحة الوطن وانتخاب رئيس ليعود لبنان الى موقعه وعصره الذهبي».

وقال غياض: «تحدّث البخاري للبطريرك الراعي عن جهود اللجنة الخماسية مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لحثّ اللبنانيين على انتخاب رئيس من دون الدخول في لعبة الأسماء».

عن موقف الراعي، أكد غياض أنه «تحدّث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بأن أمراً ما يُحاك، ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، لكنه ينتظر اتضاح النوايا. وإذا حدث أي التفاف على مواقف بكركي لكل حادث حديث».

ولفت غياض إلى أن «غبطته يحذّر من تصوير الموضوع كأنه صراع ماروني – ماروني لتمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعُد شريفة بنظر البطريرك الراعي».

على صعيد آخر، يتابع التيار الوطني الحر خطواته العملية لمواجهة معضلة النزوح السوري، وجديدها مؤتمر كبير السبت المقبل ١٦ كانون الأول، في مركز لقاء – الربوة بعنوان «منتدى البلديات حول النزوح السوري: الاستقرار الاجتماعي: إعادة النازحين بتطبيق القانون وتحفيز البلديات».

ويهدف التيار من خلال المؤتمر إلى الحضّ على تطبيق القوانين، والتشجيع على عودة القسم الأكبر من النازحين وتحديداً العائلات. ويسعى المؤتمر لبحث دور الهيئات الاقتصادية في مراقبة العمالة السورية في المؤسسات اللبنانية وضبطها، ويلقي كلمة افتتاحية النائب جبران باسيل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram