افتتاحية صحيفة النهار
اشتباك التمديد وتصعيد الجنوب على وقع متدحرج
على وقع “التهاب” ميداني متجدد في الجنوب وعبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل، ومع بدء المرحلة الأخيرة من العد العكسي لاحتمال تعرض قيادة الجيش لفراغ يلحقها بما سبقها في #رئاسة الجمهورية ومن ثم في حاكمية مصرف لبنان، تنزلق ازمة ملء الشغور في #القيادة العسكرية تدريجا نحو تفجير الاشتباك السياسي الأشد حدة منذ توقف وتعليق جلسات انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في 14حزيران الماضي.
والواقع ان معطيات ملف ازمة الشغور المحتمل في القيادة العسكرية اتجهت في الأيام الثلاثة الأخيرة نحو منعطف لم تحسب قوى واوساط عدة لمدى خطورته في ظل وقائع اتخذت طابع دق جرس الإنذار بوجوب الحسم العاجل لهذا الاستحقاق قبل شهر وبضعة أيام من موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد في العاشر من كانون الثاني المقبل. فالمعطى الأشد خطورة أولا يتمثل في التصعيد المتدحرج يوما بعد يوم الذي تعيشه جبهة الجنوب ميدانيا والتي شهدت في الساعات الثماني والأربعين الماضية تطورات تعتبر ذات دلالات ميدانية خطيرة لجهة ارتفاع مستوى المواجهات عبر خطوط الاشتباكات والهجمات المباشرة والتي علت معها نبرة التهديدات الإسرائيلية للبنان و”الحزب” على نحو لافت ومثير للتدقيق. هذا العامل وحده شكل ويشكل احد ابرز ركائز التصعيد السياسي المنتظر من جانب المروحة السياسية الواسعة للقوى المؤيدة والداعمة لخيار التمديد للعماد جوزف عون وهو الامر الذي يضع “الحزب” نفسه في موقع محرج ان ناهض خيار التمديد بيد، فيما يمسك بيده الأخرى خيار المواجهة الميدانية بلا أي شريك الامر الذي يفاقم الاخطار المصيرية بكل المعايير على لبنان.
اما المعطى الاخر المتصل بصلب المأزق والذي يملي استعجال حسم لعبة تقاذف ألكرة وتبادل رميها في مرمى الحكومة او مجلس النواب، فهو ان ثمة حقيقة باتت مثبتة تتصل بتوافر أكثرية مؤكدة ومحسومة الى جانب التمديد للعماد عون فيما يتعذر تسييل هذه الأكثرية في الحكومة بفعل المعركة الطاحنة التي يشنها “التيار الوطني الحر” على التمديد ويمارس الابتزاز الموصوف على “الحزب” لجعله يبقى في مساحة اللاموقف الحاسم. ومع ضغط الوقت سيتعين الاتجاه بشكل شبه نهائي نحو مجلس النواب لإخراج الحل التمديدي على يده من خلال الجلسة التشريعية المقبلة التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي ستكسر مقاطعة القوى المعارضة لجلسات التشريع استثنائيا مقابل التمديد للعماد عون . ولعل ما عزز هذا الاتجاه ان زيارة وزير الدفاع قبل أيام لبكركي أخفقت بقوة بل زادت بكركي تشبثا بالتمديد وهو ما برز في عظة البطريرك الماروني امس.
التصعيد جنوباً
ولكن مجمل هذا المشهد الداخلي يبدو كأنه استعاد القلق والتوجس امام معالم التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية والذي اتسم بعنف متزايد امس. وقد سجلت مجموعة هجمات مركزة لـ”الحزب” على مواقع إسرائيلية أوقعت على ما يبدو عددا كبيرا من الإصابات في صفوف الإسرائيليين اذ أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة 11 إسرائيلياً بينهم 8 جنود في إطلاق صاروخ على بيت هليل بالجليل الأعلى . وعلت نبرة التهديدات الإسرائيلية فحذر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية “الحزب” من “ان ارتكاب خطأ قد يجلب الخراب للبنان” . وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر قبل ذلك من انه “اذا دخل “الحزب” في حرب فهذا يعني نهاية لبنان”.
واعلن “الحزب” في سلسلة بيانات استهداف اكثر من سبعة مواقع وتجمعات للجيش الإسرائيلي ابرزها آلية عسكرية في قاعدة بيت هليل ومواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة وتجمع للجنود شرق موقع حانيتا وموقع الراهب . ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق لبنانية حدودية وأغلق محاور طرق عدّة في منطقة الجليل الأعلى على طول خط الحدود مع لبنان. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية سهل مرجعيون، وألقت القذائف الفوسفورية على وادي شبعا.
كذلك طال القصف المدفعي الاسرائيلي خراج برج الملوك أطراف بلدة كفرحمام وبلدة سردا قرب مركز الجيش، كما تعرضت منطقة اللبونة في الناقورة لقصف من عيار 155 ملم . واستهدف الجيش إلاسرائيلي بقذيفتين منزلاً في أطراف بلدة مروحين مقابل مقر الكتيبة الغانية، وكان المنزل نفسه تعرض للقصف مرات عدة سابقاً. كما استهدفت غارة إسرائيلية المنطقة بين راشيا الفخار وكفرحمام فيما افيد عن غارة استهدفت اطراف حولا ووادي السلوقي.
في التحركات المتصلة بالوضع الحدودي والداخلي، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركتهما في”قمة المناخ” في دبي وجرى خلال الاجتماع بحث الوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتوصل الى وقف اطلاق النار تمهيدا للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية.
وكان ميقاتي التقى السبت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبحث معه الوضع في غزة و#جنوب لبنان. كما تطرق البحث الى نتائج زيارة موفد الرئيس ماكرون الى لبنان جان ايف لودريان والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين والقيادات.
#الراعي على موقفه
اما في المواقف الداخلية البارزة فاسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “لإنتهاك الهدنة في غزّة، والعودة إلى حرب الهدم والقتل والتهجير، وتحميل الشعب البريء الآمن نتائج حرب التدمير والإبادة”. واكد ان “لا أحد في لبنان يريد امتداد الحرب إلى الجنوب، إلى أهلنا اللبنانيّين الآمنين هناك. فإذا امتدّت إلى الجنوب، لا أحد يعرف أين تتوقّف وماذا تخلّف وراءها من دمار وضحايا. فلنصلِّ إلى الله كي يبعدها وليكن المسؤول أكثر حكمة وفطنة. وتواضع ودارية. فلا يمكن ان يُرغم اللبنانيون على حرب لا علاقة لهم بها”.
وفي الملف الداخلي قال الراعي “إنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال #القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري. إذا تكلّمنا من باب القانون وروحه وفلسفته منذ الشرع الروماني إلى اليوم، كلامًا منزّهًا عن السياسة ومصالحها الخاصّة، نقرّ بأنّ القوانين تُعلّق بقرار من السلطة المختصّة بسبب الظروف القاهرة منعًا لنتائج قد تكون وخيمة، فنقول: يجب في هذه الحالة عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق #القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها”.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
بو حبيب يكشف لـ”نداء الوطن” عن ضغوط لإبعاد “الحزب” عن الحدود
الخماسية: تمديدٌ لـ”القائد” أو رئاسة
التصعيد الميداني الذي لفّ الحدود الجنوبية أمس، امتداداً للتدهور الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، لم يحجب استمرار زخم الاتصالات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قبل أيام. ووسط توقعات بوصول الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) هذا الأسبوع الى بيروت، كانت لافتة حركة الاتصالات المتعلقة بالملف اللبناني على هامش قمة المناخ العالمية في دبي، فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اجتمع أمس بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التقى في اليوم السابق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ومن دبي الى الدوحة كانت للرئيس ماكرون محطة محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكان القاسم المشترك لهذه الاتصالات في لبنان وخارجه، تحرك اللجنة الخماسية من أجل لبنان التي تضمّ في عضويتها، إضافة الى فرنسا ومصر وقطر، كلاً من الولايات المتحدة والسعودية. وكشفت أمس مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ دول الخماسية كثّفت حراكها في الأيام الأخيرة في اتجاه الأزمة اللبنانية بكل أبعادها، فإضافة الى «الهمّ الرئيسي» للجنة بإبقاء لبنان في منأى عن حرب غزة، يتركز الحراك على ملفّات تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، والانتخابات الرئاسية، وتنفيذ القرار 1701.
ما هي معطيات هذه المصادر في شأن هذه الملفات؟ أجابت المصادر إنّ القرار 1701 «يحتاج الى مفاوضات منفصلة لم تنضج تفاصيلها بعد. أما في شأن التمديد للعماد عون وإجراء الانتخابات الرئاسية، فإنّ الموفد القطري الذي سيصل بعد الفرنسي، سيوضح أنّ أمام لبنان خياراً من اثنين: إما الذهاب الآن للتمديد لقائد الجيش، وإما انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وقالت: «من لا يريد التمديد لقائد الجيش، يضع نفسه في مواجهة اللجنة الخماسية، لأنه يشرّع البلد على الفوضى ويضعه خارج الشرعية الدولية ما يعرّض لبنان لاحتمالات خطرة».
وأضافت: «إنّ حتمية الخيار الثالث في الانتخابات، مردّها الى غياب حظوظ خياري المرشحين المطروحين حالياً، ما يستدعي الذهاب الى التقاطع والتوافق لاستيفاء شروط المصلحة اللبنانية واللحظة السياسية. كما أنّ إجراء انتخابات رئاسية الآن، من شأنه استكمال بنية الدولة المؤسساتية، ما يغني عن تمديد ولاية قائد الجيش».
وخلصت المصادر الى القول: «في حال تعذّر إجراء الانتخابات الرئاسية، فإن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقبل بتفريغ مؤسسة الجيش في مرحلة دقيقة وحرجة. لذلك كانت رسائل الخماسية الأخيرة شديدة اللهجة ولو أتت في نطاق التفاوض، وكان النموذج تعامل لودريان مع النائب جبران باسيل».
ومن التطورات السياسية الى ما يتصل بمواجهات الجنوب، كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، العائد من جولة أوروبية شملت بروكسل وبرشلونة لـ»نداء الوطن»، أنّ اسرائيل بعثت برسائل عدة تتعلق بالجنوب مع أطراف من الإتحاد الأوروبي نقلها جوزف بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي ومن خلال الفاتيكان. وجاء في هذه الرسائل، كما قال بو حبيب «إنّ على لبنان تطبيق القرار الدولي 1701، وأن يكون وجود «الحزب» شمال نهر الليطاني وليس جنوبه».(ص 3)
وتقول مصادر ديبلوماسية متابعة إنّ الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، تمارس ضغطاً على إسرائيل لعدم القيام بأي ضربات تصعيدية في الجنوب، وفي المقابل تشير المصادر إلى أنّه لا نيّة لـ»الحزب» في رفع مستوى التوتر.
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
ماكرون يُحذّر من حرب لا تنتهي .. ولودريان يفشل بـ 3 ملفات حسّاسة
بعدما وضعت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أوزارها ارتفعت وتيرة الاهتمام بالاوضاع على الجبهة الجنوبية حيث تصاعدت المواجهات فيها وتوسّعت بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من دون ان تخرج بعد عن نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها وفق القرار 1701 وإن كان يحصل خرق ضئيل لها، فيما عاد الجمود يلفّ جبهة الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو انه ما زال بعيد الانجاز، خصوصاً ان اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي مع المسؤولين ومختلف القيادات والكتل النيابية لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى على مستوى إمكانية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي طرحه تحت عنوان تلافي الفراغ في قيادة الجيش في ظل الفراغ الرئاسي القائم وكذلك في ظل الاوضاع السائدة على حدود لبنان الجنوبية وفي قطاع غزة.
كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ زيارة لودريان، المتوقعة عودته مجددا الى لبنان الشهر المقبل، لم تحقق اي نتائج حول جدول الاعمال الذي حمله للبحث مع المعنيين من مسؤولين وقيادات وكتل نيابية، وتضمّن ثلاثة بنود هي: الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ القرار 1701 والتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، اذ تبلّغَ مواقف متناقضة من هذه البنود الثلاثة راوحت بين مؤيد ومعارض، ما منعه من تحقيق اي انجاز يُبنى عليه ويمكن ان يسهل تنفيذ اي من هذه البنود. وكان «اشتباكه» مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل احد مظاهر الانقسام الداخلي حول التمديد لقائد الجيش والخيارات المطروحة في شأنه.
ولذلك غادر لودريان ليقيّم ما استجمعه من معطيات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع بقية دول المجوعة الخماسية العربية ـ الدولية، بعدما استودع هذه المعطيات لدى سفراها في لبنان خلال لقائه معهم في قصر الصنوبر في نهاية لقاءاته مع المعنيين.
وعلمت «الجمهورية» ان لودريان سمع من بعض الذين التقاهم انتقادات قاسية لمواقف الرئيس الفرنسي المنحازة لاسرائيل في حربها على غزة، ما أثّر وسيوثر على دور فرنسا ومصالحها في لبنان وكل الدول العربية والاجنبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية.
ماكرون يغير موقفه
وكان اللافت انّ ماكرون قد بَدأ يستدرك هذا الامر فشدّد لهجته السبت على نحو غير معهود إزاء استراتيجية إسرائيل المعلنة «للقضاء» على حركة «حماس»، داعياً إلى «مضاعفة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار».
وسأل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي: «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإنّ الحرب ستستمر عشر سنوات». وأضاف: «لذا يجب توضيح هذا الهدف» من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذّراً من «حرب لا تنتهي».
وشدد ماكرون على أن «الرد الصحيح على منظمة إرهابية ليس في القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية بأكملها»، مؤكدًا أن «الأمن المستدام» لا يمكن ضمانه لإسرائيل إذا «كان ذلك على حساب أرواح الفلسطينيين ومن ثم إثارة استياء الرأي العام في المنطقة ككل».
فهل أن فحوى محادثاته على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعدد من القادة العرب، هو الذي دفعه إلى تشديد لهجته على نحوٍ لم يسبق له مثيل منذ السابع من تشرين الأول؟
وكان يُفترض أن يقوم ماكرون بجولة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط لكن في نهاية المطاف اعتبر الإليزيه أنّ حضور عدد كبير من المعنيين بالنزاع بين إسرائيل وحماس إلى دبي، سيجعل من المؤتمر لقاءً مناخيًا ودبلوماسيًا في آن.
لكن التوقعات من الزيارة أُحبطت جزئياً، فلم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان من المقرر أن يلتقيه ماكرون خلال المؤتمر. ولم يتسنَّ عقد اجتماع بين ماكرون وعدد من القادة العرب في الوقت نفسه، علمًا أن الرئيس الفرنسي كان يأمل بذلك إذ إنّ لقاءً من هذا النوع يتيح له إيصال رسالته بشكل أقوى.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلم يحضرا إلى دبي. ولا يتضمن برنامج ماكرون زيارة إلى إسرائيل أو رام الله.
لقاءات ميقاتي
وكانت الاوضاع في غزة وجنوب لبنان ونتائج زيارة لودريان الاخيرة لبيروت مدار بحث في اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع ماكرون على هامش «قمة المناخ» (كوب 28) في دبي.
والتقى ميقاتي ايضاً نظراءه الإيرلندي ليو فارادكار، والإيطالي جورجا ميلوني والاسكتلندي حمزة يوسف. وقال خلال لقائه مع الاخير انّ «قضية فلسطين لا تخص العرب فقط بل هي قضية انسانية دولية بالدرجة الاولى وتتطلب حلا عادلا وشاملا يحفظ حقوق الفلسطينيين».
وللغاية نفسها التقى ميقاتي امس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعرض معه للوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتوصّل الى وقف اطلاق النار تمهيداً للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ في الاعتبار الحقوق الفلسطينية.
عبداللهيان وبوريل
في غضون ذلك حذّر وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، في محادثة هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، من «مخططات الكيان الصهيوني وإجراءاته للتهجير القسري للفلسطينيين». وقال: «إذا لم يتم إيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان فهناك إمكانية لتوسّع دائرتها في المنطقة». وشدد على «ضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني»، وقال: «من الضروري وقف الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني ضد سكان غزة في أسرع وقت ممكن وتوفير إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية». وحذّر من «مخططات الكيان الصهيوني واجراءاته لتهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم»، واعتبر ان «جذور الوضع الراهن ناجمة من الاحتلال وعدوان الكيان الصهيوني»، وأضاف: «في حال عدم توقّف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد غزة والضفة الغربية، فهناك احتمال توسّع نطاق الحرب بشكل عميق في المنطقة». واشار إلى دعم الولايات المتحدة لاسرائيل، واعتبر «سياساتها الداعمة هذه تشجّع الكيان على مواصلة العدوان العسكري وقتل المدنيين في غزة، فضلاً عن انها عامل مهم في استمرار الحرب وتوسيعها».
بدوره، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «من الضروري وقف التوترات في قطاع غزة والضفة الغربية في أسرع وقت ممكن». وأضاف انّ «الاتحاد الأوروبي يحاول إلزام «إسرائيل» على احترام القانون الدولي». وشدد على «دور إيران في المساعدة على تخفيف التوترات في المنطقة». وقال: «نحن ايضا نؤمن بأن حل القضية الفلسطينية رهن بالتركيز على المسار الدبلوماسي، وانّ أي استمرار للهجمات العسكرية سيؤدي إلى تصاعد الأزمة».
مواقف
وفي المواقف أسِف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد «لانتهاك الهدنة في غزّة، والعودة إلى حرب الهدم والقتل والتهجير، وتحميل الشعب البريء الآمن نتائج حرب التدمير والإبادة».
وقال: «نحن نصلّي لكي يدرك المسؤولون عن مصير الدولة والشعب أنّهم ملزمون بثلاثيّة السماع والتأمّل والنطق. وهي الطريق الوحيد لخروج كلّ واحد منهم من شرنقة مصالحه وحساباته، وللتلاقي بروح المسؤوليّة الوطنيّة من أجل التباحث في أسباب التعثّر واللاثقة المتبادلة، على أن يتخلّى كلّ فريق عن مشاريعه على حساب لبنان أرضًا وشعبًا ومؤسّسات. إنّ أولى ثمار «السماع والتأمّل والنطق» هي التوجّه الفوريّ إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهوريّة عبر دورات متتالية يوميًّا وفقًا لمنطوق المادة 49 من الدستور. إنّ عدم انتخاب الرئيس وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري». واضاف: «في هذه الحالة يجب عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها».
وختم الراعي: «نردّد مرّة ثانية: إذهبوا، أيّها النواب بموجب ضميركم الوطني، إلى مجلسكم وقوموا بواجبكم الأوّل والخطير، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة وفق المادّة 49 من الدستور، فتستقيم المؤسّسات، ويسلم الوطن، ويتوقّف كلّ جدال وانقسام!
عودة
من جهته، نادى ميتروبولويت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في عظة الاحد، بضرورة «وجود مسؤولين تخلّوا عن أناهم ومصالحهم ووضعوا مصلحة البلد فوق مصالحهم، يخدمون هذا الشعب ويترأفون عليه وينقذونه من بلاياه، عوض من يَسوسون البلد منذ سنوات وقد أوقعوه في الفقر والفوضى، وأفرغوه من أهله وطاقاته، وتغاضوا عن استباحة حدوده وقوانينه، واستهانوا بالإستحقاقات الدستورية فأصبحت فترات الفراغ في الحكم تفوق الأوقات المنتجة. كل هذا لأنّ قلوبهم عميت عن رؤية نور الرب، إذ قد أظلمتها الشهوة الشريرة، شهوة المال والسلطة». وقال: «إن لم يَتب مسؤولو هذا البلد عن كل خطاياهم وآثامهم لن يحصل الخلاص لا للأرض ولا لساكنيها، بل ستقود خطاياهم الجميع إلى ظلمة أعظم».
قبلان
بدوره، توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال احتفال تأبيني في بلدة حزّرتا البقاعية، الى القوى السياسية قائلاً: «الجبن السياسي والقطيعة الوطنية خيانة، والتعويل على النفوذ الدولي انتهى وسط منطقة تغلي فوق بركان، فيما تل أبيب تغرق بوحل حرب المدن ولن تخرج بنصر حتى لو استنفدت مليون طن من ترسانة واشنطن والأطلسي». واعتبر انّ «الحلول الوطنية تحتاج إلى تضامن وحلول لا قطيعة وعداوة، وقيادة الجيش مهمة وطنية والأهم رئاسة الجمهورية، وتمرير أي تسوية رئاسية بمجلس النواب يمر بطبخة حلول وطنية لأن الرئاسة بظرفها وموقعها وواقع البلد والمنطقة قضية وطن لا سوق أرباح ولا لعبة مصالح حزبية، ومن يقاطع الحلول الوطنية والتسوية الرئاسية يرتكب جرم هدم لبنان لا من يمنع المشروع الدولي من خطف لبنان ورئاسته».
«توتال إنرجيز»
من جهة ثانية اجتمع ميقاتي في دبي أمس مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية باتريك بوانييه في حضور وزير الطاقة وليد فياض. وتناول البحث التقرير الدوري الذي تعدّه «توتال إنرجيز» بشأن اعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية، وامكان استئناف اعمال الحفر في موقع ثان في البلوك 9. واشار بوانييه الى ان «هذا الامر رهن التقرير بالنتائج التي حصلت حتى الآن». وتطرق البحث الى إمكان الحفر في البلوكين رقم 8 و10 والعرضين اللذين تقدمت بهما «توتال انرجيز». وتمنى ميقاتي «الاسراع في تقديم التقرير ليُصار، في ضوء النتائج، الى البحث في الخطوات المقبلة». كذلك تم البحث في العرض المقدّم من شركتي «توتال إنرجيز» و»قطر انرجيز» بالنسبة الى ما يتعلق بتوليد الكهرباء على الطاقة الشمسية في أسرع وقت.
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
سكان القرى الحدودية بجنوب لبنان ينزحون مجدداً باتجاه العمق
قصف «الحزب» وإسرائيل يتطور إلى استهداف المركبات
تطوَّر القصف المتبادل بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي إلى مرحلة الاستهدافات المباشرة للمركبات، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف «الحزب» عربة عسكرية قرب مطار كريات شمونة العسكري، أسفر عن وقوع «إصابات طفيفة»، في حين تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن استهداف إسرائيلي لسيارة بين منطقتيْ شقرا وحولا أسفر عن مقتل شخصين كانا بداخلها، كما استؤنفت موجة النزوح من بلدات جنوب لبنان الحدودية.
وعلى وقْع القصف المتزايد، استأنف أهالي القرى الحدودية النزوح من الجنوب إلى العمق. وقالت مصادر ميدانية في الجنوب، لـ«الشرق الأوسط»، إن السكان، الذين عادوا خلال فترة الهدنة، نزحوا مجدداً من قراهم إلى العمق، حيث لجأ بعضهم إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما لجأ آخرون إلى قرى وبلدات موجودة في العمق، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بازدياد النازحين إلى مراكز الإيواء في مدينة صور.
استهدافات متبادلة للمركبات
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، إصابة عدد من الجنود بـ«إصابات بسيطة»، جراء استهداف عربة عسكرية بصاروخ مضاد للدبابات أُطلق من جنوب لبنان. وأضاف الجيش، في بيان على «تلغرام»، أن الصاروخ استهدف مركبة تابعة له في منطقة بيت هليل، «وأصيب عدد من الجنود بجروح طفيفة نتيجة الشظايا، كما لحقت أضرار بالمركبة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن 11 إصابة، بينها 8 عسكريين. وأوضحت التقارير الإسرائيلية أن الجنود خرجوا من آليتهم العسكرية قبل استهدافها، وأُصيبوا من الشظايا، كما أغلق الجيش محاور طرقات عدّة في منطقة الجليل الأعلى على طول خط الحدود مع لبنان.
وكان «الحزب» قد أعلن استهداف «آلية عسكرية في قاعدة بيت هليل بالصواريخ الموجهة، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح»، علماً بأن القاعدة تبعد من أقرب نقطة على الحدود اللبنانية 3.6 كيلومتر، وتقع على مقربة من مطار كريات شمونة العسكري، وفق ما أفادت وسائل إعلام تابعة لـ«الحزب»، مشيرة إلى أن الآلية من نوع «M113».
ولم يتأخر الرد الإسرائيلي، إذ أفادت وسائل إعلام لبنانية بتعرض سيارة من نوع «رابيد» لاستهداف إسرائيلي مباشر في منطقة تقع بين بلدتيْ شقرا وحولا، وأسفر الاستهداف عن مقتل شخصين، دون أن تعلن عن هويتهما، ما إذا كانا من عناصر «الحزب» أم مدنيين. غير أن مصادر قريبة من الحزب نفت حصول الاستهداف.
وأفاد «الحزب»، في بيانات متتالية، بتنفيذ 7 هجمات استهدفت المواقع والآليات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان، وإلى جانب ناقلة الجند في قاعدة بيت هليل، استهدف الحزب مواقع رويسات العلم وزبدين والرادار وحانيتا وراميا والراهب.
قصف إسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف بنى تحتية وأهداف عسكرية لـ«الحزب»، في لبنان، في حين تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن غارة شنّتها مسيّرة إسرائيلية على أطراف بلدة عيتا الشعب. وذكر البيان أنه جرى أيضاً رصد إطلاق عدة صواريخ في منطقة جبل دوف، وسقط بعضها داخل الأراضي اللبنانية، وقال إن المدفعية الإسرائيلية تردّ على مصادر النيران في لبنان.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية سهل مرجعيون، وألقت القذائف الفوسفورية على وادي شبعا، كما طال القصف المدفعي الإسرائيلي خراج برج الملوك أطراف بلدة كفرحمام، وبلدة سردا قرب مركز الجيش، كما استهدفت أطراف بلدة ميس الجبل عند سفح تلة المنارة. وبعد الظهر، أفيد بتعرض بلدة كفركلا لإطلاق نار كثيف، كما تعرَّض تل نحاس لقصف مدفعي.
وفي القطاع الغربي، المحاذي للساحل اللبناني، تعرضت منطقة اللبونة في الناقورة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم، كما استهدف الجيش الإسرائيلي بقذيفتين منزلاً في أطراف بلدة مروحين مقابل مقر الكتيبة الغانية، وكان المنزل نفسه قد تعرَّض للقصف مرات عدة سابقاً، في حين سقطت قذيفة في الحرج، بين القوزح وبيت ليف. كما طال القصف الإسرائيلي أطراف بلدات الناقورة وعيتا الشعب ورامية ومروحين. وأفادت الوكالة الوطنية بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية نفذت غارة جوية، حيث استهدفت بصاروخ موجه الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة عيتا الشعب. وعصراً، تعرضت أطراف بلدات اللبونة، ومروحين، وشيحين، والجبين، وأم التوت، والبستان لقصف مدفعي عنيف.
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
توسُّع القصف جنوباً يرفع من مستوى المخاطر
في قمّة المناخ لبنان يتهم إسرائيل بتلويث البيئة والقطاع العام يعلِّق الإضراب
مع ارتفاع قوة النار الاسرائيلية بقصف الطيران الحربي الاسرائيلي لما تبقى من أبنية لم تسوَّ بالأرض في الجولة التي سبقت الهدنة، فضلا عن قذائف الصواريخ والدبابات، ارتفعت المخاطر من توسع القصف المعادي جنوباً، والذي امتد الى الجنوب السوري، ثم الرد من هناك باطلاق صاروخ باتجاه الجولان، في وقت كانت فيه الملاحة الدولية تهتز عند نقطة باب المندب، وفي عمق البحر الأحمر..
وعلى دوي القصف الشديد المسموع بقوة في النقاط البعيدة نسبياً عن الحدود، تتالت بيانات الاعلام الحربي الخاص بالحزب، عند عمليات المقاومة الاسلامية، بدءاً من بعد ظهر امس، حيث استهدفت آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجهة، واوقعت طاقمها بين قتيل وجريح.. مما دفع بجيش الاحتلال الى اغلاق محاور طرقات عدة في منطقة الجليل الاعلى على طول خط الحدود مع لبنان.
وحذر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية الحزب من «ارتكاب خطأ قد يجلب الخراب الى لبنان».
ميقاتي وماكرون
وحضرت محادثات جان- ايف لودريان في بيروت، في اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتي توقفت عند فشل المهمة سواء في الشق الرئاسي او العسكري لجهة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وتركز لقاء ميقاتي، مع رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف ورئيس وزراء ايرلندا ليوفار ادكار ورئيسة وزراء ايطاليا جورجا ميلوني على بحث العدوان الاسرائيلي على غزة، والوضع في جنوب لبنان ومهمة «اليونيفيل» المتعلقة بحفظ السلام في الجنوب.
كما اثار الوفد اللبناني في قمة المناخ مخاطر العدوان الذي يطال البشر والحجر في غزة، أو يتسبب بسقوط تأثيرات مناخية مكثفة، لجهة استخدام القذائف الفوسفورية والاسلحة المحرمة دولياً.
وفي الامارات، اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لشركة «توتال انرجينز» باتريك بوانييه، للبحث في امكان معاودة الحفر في البلوكين رقم 8 و10، من زاوية العرضين اللذين قدمتهما الشركة الى لبنان، فضلا عن البحث بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
الى ذلك، قالت اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مشاورات مكثفة تنطلق في الأيام المقبلة من أجل مناقشة السيناريو الأمثل لاعتماده في موضوع قيادة الجيش بعدما أشار الوسيط الرئاسي لودريان إلى أهمية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وانعكاس ذلك على الأمن.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن لودريان المكلف من اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي قدم رؤية بشأن التمديد تتماهى مع موقف هذه اللجنة، موضحة أنه في المقابل يشن التيار الوطني الحر هجوما عبر قياديِّيه ونوابه على إجراء التمديد، مشيرة إلى أن هناك محاولة لإخراج الملف من البازار السياسي واعتماد مخرج لتأجيل التسريح في البرلمان من خلال جلسة تشريعية مضمونة النتائج.
ورأت أن التطورات على الجبهة الجنوبية تشكل محور متابعة محلية، في ضوء تحليلات عن بقائها قائمة وتشهد تطورا جديدا.
الراعي يحذر من هدم المؤسسات
وسط ذلك، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي «إنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريباً جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري».
وقال في عظة الأحد في بكركي: «لقد أسفنا وتألّمنا لإنتهاك الهدنة في غزّة، والعودة إلى حرب الهدم والقتل والتهجير، وتحميل الشعب البريء الآمن نتائج حرب التدمير والإبادة. فما معنى الهدنة الإنسانيّة التي دامت أربعة أيّام، وكانت النيّة استعادة الحرب الضروس بعد استراحة؟ يا لقساوة قلب البشر البعيد عن الله. لا أحد في لبنان يريد امتداد الحرب إلى الجنوب، إلى أهلنا اللبنانيّين الآمنين هناك. فإذا امتدّت إلى الجنوب، لا أحد يعرف أين تتوقّف وماذا تخلّف وراءها من دمار وضحايا. فلنصلِّ إلى الله كي يبعدها وليكن المسؤول أكثر حكمة وفطنة. وتواضع ودارية. فلا يمكن ان يُرغم اللبنانيون على حرب لا علاقة لهم بها».
تعليق إضراب الإدارة
وفي خطوة ايجابية من شأنها ان تترك انعكاسات مباشرة على انتاجية العمل، وتحريك العمل في النافعة والدوائر العقارية، اعلن تجمع موظفي الادارة العامة العودة الى العمل اليوم بعد تأكيد وزيري العمل مصطفى بيرم والمال يوسف خليل بأن مرسوم الانتاجية الذي يتضمن عطاءات محددة تراعي حال الموظفين لتسندهم، سيصدر بعد ان يضع مجلس شورى الدولة ملاحظاته عليه، ويعيده الى مجلس الوزراء ليبنى على الشيء مقتضاه، داعياً اي التجمع الدولة لمبادلة موظفي القطاع العام الحرص نفسه على سير العمل في الادارات العامة.
الجنوب: نهاية أسبوع مشتعلة
ميدانياً، عاش الجنوب نهاية اسبوع مشتعلة حيث عاود العدو الاسرائيلي استهداف القرى على طول الشريط الحدودي من شعبا الى رأس الناقورة، فيما ردت المقاومة بقصف مواقعه ومستوطناته واوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف جيشه.
واستمر العدو الاسرائيلي في اعتداءاته طيلة ليل السبت -الاحد حتى ساعات الصباح الاولى وكانت القنابل المضيئة تملأ سماء المنطقة وصولا حتى مشارف مدينة صور كما استمر الطيران الاستطلاعي المعادي بالتحليق فوق القرى المتاخمة للخط الازرق.
يذكر ان قوات اليونيفيل التزمت مراكزها العسكرية خلال القصف المدفعي المعادي واطلقت اكثر من مرة صفارات الانذار من مقرها العام بالناقورة.
واعلن الاعلام الحربي في الحزب في بيان انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (1:10) من ظهر يوم الأحد 3-12-2023 آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجهة وأوقعت طاقمها بين قتيلٍ وجريح».
كما أعلن في بيان آخر عن مهاجمة مواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة فيها».
*****************************
افتتاحية صحيفة الديار
724 شهيداً فلسطينياً خلال 36 ساعة… وعمليّة بريّة «إسرائيليّة» جنوبي غزة!
الحزب يضرب أكثر من 15 موقعاّ «إسرائيلياً»
وآليات عسكريّة… وجيش العدو يعترف بسقوط 11 جندياً «إسرائيلياً» – بولا مراد
وسط صمت مريب، استشهد 724 فلسطينيا خلال 36 ساعة ، في وقت يواصل عدّاد الشهداء ارتفاعه بشكل مخيف، في ظل ما يبدو اشبه بضوء اخضر من المجتمع الدولي لمواصلة العدو الاسرائيلي مجازره والابادة الجماعية التي يقوم بها في غزة.
ومساء امس اعلن جيش العدو الإسرائيلي بدء عملية برية شمال خان يونس في جنوب قطاع غزة، الا ان آلة القتل الاسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة داخل القطاع من قبل حركة حماس والجهاد الاسلامي، كما يقلقها رفع الحزب مستوى دعمه لغزة على الحدود الحنوبية للبنان، من خلال زيادة عدد العمليات التي ادت لمقتل واصابة عدد كبير من الجنود «الاسرائيليين»، باقرار من العدو نفسه.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الديار» ان «العدو يستشرس في حربه على غرة بغطاء دولي، سيسمح له بمواصلة مجازره لـ٣ اسابيع اضافية، فاذا تمكن من تحقيق تقدم كبير، عندها قد يتم تمديد فترة السماح اسابيع اضافية بعد هدنة لنحو اسبوع. اما في حال واصل اخفاقاته فعندها سيكون لكل حادث حديث».
حماس تستهدف 60 جنديا «اسرائيليا»
وفي اليوم الـ58 من الحرب على غزة، كثف العدو غاراته على القطاع وقصفه العنيف لأحياء عدة مكتظة، ما ادى لمقتل واصابة العشرات. وأعلن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة مقتل أكثر من 724 فلسطيني جراء هجمات «إسرائيل» على قطاع غزة خلال 36 ساعة. وقال الثوابتة للصحافيين ، إنه تم رصد 20 مجزرة ارتكبها «الجيش الإسرائيلي» خلال 24 ساعة من خلال قصف متزامن في جميع محافظات قطاع غزة.
وأفاد تلفزيون فلسطين امس، بأن «إسرائيل» قصفت مربعاً سكنياً كاملاً في حي الشجاعية شرق غزة، الأمر الذي تسبب في دمار هائل بالمنطقة. وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد قال إن «الجيش الإسرائيلي» قصف أكثر من 50 عمارة ومنزلا في حي الشجاعية وفي مناطق أخرى بالقطاع، واستخدم عشرات الصواريخ والقنابل العملاقة في القصف «الأمر الذي ينذر بمقتل المئات».
في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس امس، أنها تمكنت من قتل عدد كبير من جنود الاحتلال، بعد تفجير عبوات في تمركز لهم يضم 60 جنديا شرق جحر الديك، كما أعلنت عن قصفها تجمعا لجنود العدو شرق خان يونس بقذائف هاون.
من جهته، قال جيش الاحتلال إن قواته عثرت على أكثر من 800 نفق تحت الأرض تابع لحركة حماس في قطاع غزة، مضيفا أنه دمر 500 منها.
الحزب يضرب مواقع «إسرائيلية» دعما للشعب الفلسطيني في غزة
وبالتوازي، ومع استشراس العدو بجرائمه في غزة، ولان جبهة جنوب لبنان تسير على وقع جبهة عزة، كثف الحزب عملياته انطلاقا من الاراضي اللبنانية، وأعلن الحزب أن مقاتليه استهدفوا مواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، كما قصفوا تجمعاً لجنود الإحتلال شرق موقع حانيتا.
واقر جيش العدو الإسرائيلي بإصابة 11 «إسرائيليًا»، بينهم 8 جنود في إطلاق صاروخ على بيت هيلل في الجليل الأعلى. ورد العدو باستهداف بلدة كفركلا وتل نحاس وسهل مرجعيون ومناطق اخرى بقذائف عدة.
وفي السياق، أعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان لها انه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر أمس موقع راميا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة».
وفي بيان آخر، أعلنت «المقاومة الإسلامية» انه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة عصرا تجمعاً لجنود الإحتلال شرق موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة».
كما أعلنت المقاومة في بيان انه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ظهرا آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجهة وأوقعت طاقمها بين قتيلٍ وجريح».
وفي بيان آخر، أعلنت المقاومة الاسلامية انه: «دعماً لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ظهرا مواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وتم تحقيق إصابات مباشرة فيها».
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الإجرام المجنون مستمر .. والمقاومة تستنزف الجيش الإسرائيلي
اشتبكت فصائل المقاومة الفلسطينية امس الأحد بعدة محاور في قطاع غزة مع قوات الاحتلال ونصبت كمينا لنحو 60 جنديا إسرائيليا ودمرت 3 آليات، كما قصفت مستوطنات غلاف غزة ردا على المجازر بحق المدنيين، في حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن أن الجيش بدأ عملية برية شمال خان يونس جنوب القطاع.
وأفادت فصائل المقاومة بأنها قتلت عددا من الجنود الإسرائيليين أثناء الاشتباكات والاستهدافات، في حين لم ينشر الجيش الإسرائيلي إجمالي قتلاه منذ بدء عملياته البرية في غزة في 27 تشرين الأول الماضي، لكنه قال إن عدد المصابين في غزة بلغ نحو ألف مصاب.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استهدافها 4 دبابات لجيش الاحتلال في بيت لاهيا شمال القطاع بقذيفة “الياسين 105″، وتدميرها 3 منهم، فضلا عن تفجيرها فتحة أحد الأنفاق بمجموعة من الجنود الإسرائيليين شرق بيت لاهيا بعد تفخيخها بالعبوات.
وأفادت الكتائب باستهدافها قوة إسرائيلية خاصة داخل مبنى في بيت حانون بقذيفة “تي بي جي”، وبأنها قتلت عددا من جنودها.
وقالت إنها فجرت نفقا مفخخا بقوة للاحتلال في حي الشيخ رضوان، ثم استهدفت قوات النجدة الإسرائيلية بقذائف “الهاون”.
وأفادت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بأنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين في محور الشيخ رضوان.
من جانبهم، أفاد مراسلون بإسقاط مسيّرة إسرائيلية شمالي قطاع غزة، من دون تبني أي فصيل مقاوم إلى الآن إسقاطها.
وقالت كتائب القسام إنها استهدفت دبابة وناقلة جند إسرائيليتين بقذائف “الياسين 105″، واستهدفت جرافة إسرائيلية من نوع “دي 9” بقذيفة تاندوم شمال مدينة خان يونس، وفجرت حقل ألغام بقوة إسرائيلية من 8 جنود، وأجهزت على من بقي منهم أحياء من نقطة صفر شمال شرق خان يونس.
وأفادت كتائب القسام في وقت سابق بأنها قصفت تجمعا لجنود الاحتلال شرق خان يونس بقذائف هاون، ودمرت 3 آليات إسرائيلية وسط قطاع غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية راجلة في منطقة أبو هداف شمال شرق خان يونس، وقصفتها بقذائف “هاون” و”آر بي جي”.
وفي وسط القطاع، قالت كتائب القسام إنها قتلت عددا كبيرا من جنود الاحتلال بعد تفجير عبوات في تمركز لهم يضم 60 جنديا شرق جحر الديك.
وأعلنت كتائب القسام أيضا عن قصفها مستوطنة أفيشالوم برشقة صاروخية، وأنها قصفت عسقلان برشقة صاروخية ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
وأضافت أنها قصفت مستوطنة أميتاي بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114ملم، واستهدفت قاعدة رعيم العسكرية برشقة صاروخية، بالإضافة إلى سديروت، وحشودا إسرائيلية شرق مستوطنة ماجين.
وأفادت سرايا القدس بأنها قصفت بئر السبع وصوفا وحوليت وسديروت، ومستوطنات صوفا ونير إسحاق وكفار سعد وكفار عزا برشقات صاروخية مركزة، فضلا عن قصفها قواعد الاحتلال في رعيم ومفتاحيم.
كما قالت إنها قصفت المنطقة الصناعية في عسقلان برشقة صاروخية مركزة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو يواصل شن غارات في غزة مستهدفا فتحات أنفاق ومقار قيادة ومستودعات أسلحة، في حين قصف طيران الاحتلال منازل مأهولة في جميع أنحاء القطاع، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بأن عمليتهم العسكرية الآن تتركز على خان يونس جنوبي القطاع، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش بدأ عملية برية شمال خان يونس.
يأتي ذلك بعدما أعلن الاحتلال الجنوب “منطقة آمنة”، وطلب من سكان الشمال النزوح إليه قبل إعلان الهدنة الإنسانية المؤقتة التي استمرت 7 أيام، وانتهت الجمعة الماضي.
وتدعي حكومة الاحتلال أن قيادة حركة حماس توجد في خان يونس، وذلك بعد زعمها أن قيادة الحركة تتركز في مستشفى الشفاء شمال القطاع، والذي اقتحمته واعتقلت منه عددا من الأشخاص.
وارتفعت حصيلة الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 15523 شهيدا و41316 مصابا وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد.
وأعلن مسؤول حكومي فلسطيني،، استشهاد أكثر من 700 فلسطيني جراء هجمات إسرائيل على قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، للصحافيين، إنه تم رصد 20 مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية، من خلال قصف متزامن في جميع محافظات قطاع غزة.
واتهم الثوابتة إسرائيل بتعمد “ارتكاب أكبر قدر من المجازر ورفع فاتورة الضحايا”، مشيرا إلى عدم تمكن آليات الدفاع المدني من انتشال مئات الجثث من تحت الأنقاض ووجود صعوبات بالغة في انتشال الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات.
وشدد على أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، في وقت يمارس الجيش الإسرائيلي التهجير القسري بحق مئات آلاف السكان.
وذكر الثوابتة أن قطاع غزة يشهد تفاقم كارثة إنسانية بشكل غير مسبوق، لا سيما بعد هدم نحو 300 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، وترك العوائل بلا مأوى في ظل حلول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.
وفي وقت سابق، استشهد 3 أطفال وأصيب 12 آخرون، السبت، بقصف إسرائيلي.
وجاء ذلك بعدما استشهد أكثر من 100 فلسطيني، السبت، في “مجزرة”، ارتكبتها القوات الإسرائيلية، في مخيم جباليا ببناية سكنية تعود لعائلة عبيد على رؤوس ساكنيها ، وأصيب العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض”.
وأشارت إلى أن “هذه ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها الاحتلال بحق الآمنين في منازلهم، والنازحين في مدارس الإيواء، سواء في جباليا، أو في أنحاء متفرقة في محافظات قطاع غزة”.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية عصر السبت 50 عمارة سكنية ومنزلا في حي سكني مكتظ شرق غزة، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس في غزة.
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
اليوم الثاني من الجولة الثانية: الاحتلال يفشل برياً ويعود للمجازر: 300 شهيد
المقاومة في غزة ولبنان تخوض حرب استنزاف كاملة وتقتل عشرات الجنود
القواعد الأميركية تحت النار وأنصار الله يتحدون الردع الأميركي في البحر الأحمر
سقطت الهدنة ومعها صفقات التبادل بعدما استنفد كل منهما السقف الذي بُني على أساسه، لأن الهدنة عاجزة عن التحوّل الى وقف للحرب دون أن تتحوّل إلى هزيمة كاملة يفعل الاحتلال وسعه لتفاديها، والتبادل كي ينتقل من صيغة 3 مقابل 1 في حالة النساء والأطفال إلى الكل مقابل الكل في حالة العسكريين، يحتاج الى مزيد من اختبارات القوة كي يسلّم به الاحتلال خياراً وحيداً.
بدأت الجولة الثانية وليس لدى الاحتلال وداعميه إجابة عن سؤال، ما الذي تغير عن الجولة الأولى لصالح الاحتلال حتى تتغير النتائج من الفشل الى النجاح، فكل شيء تغير الى الأسوأ، سواء بانقلاب الشارع الغربي ضد الكيان أو بالفشل في تحقيق إنجاز ميداني في الحرب البرية.
بدأت الجولة الثانية والمقاومة في غزة ترفع سقفها، لا أسرى للاحتلال دون تحرير كل الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب كلياً، فتضع قيادة الكيان وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمام تحديات كبرى، وصارت نهاية الجولة أقرب لنهاية الحرب كلها، وسقفها التفاوضيّ يتّصل بمصير الحرب ومصير الأسرى في صفقة شاملة عنوانها الكل مقابل الكل.
بدا أن الاحتلال العاجز عن التقدم برياً، وأن الشيء الوحيد الذي يتقنه هو العودة إلى ارتكاب المجازر، فعادت الحيوية الى الشارع الغربي الغاضب، ومع إعلان المقاومة عن رؤيتها في الكلام الذي قاله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، انطلق مجدداً الشارع الغاضب في كيان الاحتلال طلباً للإفراج عن الأسرى والخوف من مقتلهم، طالباً وقف الحرب وإعطاء الأولوية لإخراج الأسرى، ولو وفق معادلة الكل مقابل الكل ووقف الحرب.
مقابل ثلاثمئة شهيد في غزة أغلبهم من الأطفال والنساء، شهدت جبهات القتال في غزة وشمال فلسطين المحتلة عمليات نوعية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث سقط للاحتلال عشرات القتلى، في استهدافات متعددة، ودمر العديد من الآليات، وبدا بوضوح أن الجولة الثانية تشهد تحولاً نوعياً في أداء قوى المقاومة على جبهتي الشمال والجنوب.
في سورية والعراق تصعيد يستهدف القواعد الأميركية ويبقيها تحت النار، وفي البحر الأحمر عمليات نوعية لأنصار الله تكشف قرار التصعيد، وتتحدى الردع الأميركي، فتصيب عدة سفن وتستهدف مدمّرة أميركية، والرد الأميركي «الاحتفاظ بحق الردّ في المكان والزمان المناسبين».
عادت الاشتباكات على الحدود الجنوبية، بعد حالة الهدوء الحذر التي سادت حتى ساعات الفجر.
ورداً على الاستهدافات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من البلدات على الحدود الجنوبية، استهدف حزب الله آلية عسكرية في قاعدة بيت هلل بالصواريخ الموجّهة أوقعت طاقمها بين قتيلٍ وجريح، ومواقع زبدين والرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتمّ تحقيق إصابات مباشرة فيها. كما استهدف تجمّعاً لجنود الاحتلال شرق موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وموقع الراهب وأيضاً موقع راميا بالأسلحة المناسبة.
وبحسب معلومات “البناء” تلقّى لبنان دعوات غربية تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى قطع الطريق عن امتداد الحرب إلى لبنان، كما برزت دعوات إلى ضرورة حماية استقرار لبنان وعدم السماح بتمدّد الفراغ إلى المؤسسة العسكرية، وبالتالي وجوب تحمل المسؤولية في هذا الشأن والمسارعة إلى التمديد للعماد جوزاف عون بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ.
وبناء على ذلك كان لافتاً ما نقل من مصادر دبلوماسية عن اهتمام المجموعة الخماسية بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والتفاهم حيال الخيار الثالث.
هذا ويُتوقع أن يصل الى لبنان في الأيام المقبلة الموفد القطري فهد بن جاسم في زيارة وضعتها الأوساط الدبلوماسية في خانة الدفع نحو التمديد لقائد الجيش والبحث في الخيار الثالث لرئاسة الجمهورية.
وأمس، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركتهما في “قمة المناخ” (كوب 28) في دبي بالإمارات العربية المتحدة. وجرى خلال الاجتماع بحث الوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والتوصل الى وقف إطلاق النار تمهيداً للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية. كما اجتمع رئيس الحكومة يوم السبت مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتناول البحث ثلاثة ملفات مترابطة: التمديد لقائد الجيش، تطبيق القرار 1701، ورئاسة الجمهورية.
كما اجتمع رئيس الحكومة، في حضور وزير الطاقة والمياه وليد فياض، مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجيز” الفرنسية باتريك بوانييه.
وتمّ خلال الاجتماع البحث في التقرير الدوريّ الذي تعده “توتال إنرجيز” بشأن أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية، وإمكان استئناف أعمال الحفر في موقع ثانٍ في البلوك 9. كما تطرق البحث الى إمكان الحفر في البلوكين رقم 8 و10 والعرضين اللذين تقدّمت بهما “توتال انرجيز”.
إلى ذلك يفترض أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل منتصف الشهر الحالي الى جلسة تشريعية للبت بموضوع التمديد لقائد الجيش، وسط معلومات أشارت إليها مصادر نيابية وتقول إن موعد الجلسة سيتحدد هذا الأسبوع حيث يفترض أن تنهي اللجان المشتركة مجموعة اقتراحات قوانين لمناقشتها في الهيئة العامة.
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري. إذا تكلّمنا من باب القانون وروحه وفلسفته منذ الشرع الروماني إلى اليوم، كلامًا منزّهًا عن السياسة ومصالحها الخاصّة، نقرّ بأنّ القوانين تُعلّق بقرار من السلطة المختصّة بسبب الظروف القاهرة منعًا لنتائج قد تكون وخيمة، فنقول: يجب في هذه الحالة عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها.
نسخ الرابط :