افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 12 كانون الثاني 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 12 كانون الثاني 2021

 

Telegram

 

 البناء:

فيديو مسرَّب لرئيس الجمهوريّة يفجِّر سجالاً يزيد تعقيد المشهد السياسيّ والحكوميّ محكمة التمييز: لإكمال صوان التحقيق حتى البتّ بدعوى كفّ اليد والتنحّي الإقفال العام مع تقييد المطار بالفحوصات والسوبرماركت والأفران بـ "الديليفيري"

 

 اشتعلت الصالونات السياسية ووسائل الإعلام بالتعليقات والتوقعات، بعد انتشار فيديو مسرَّب من لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، يتّهم فيه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بالكذب وعدم الجدية بتشكيل الحكومة، مضيفاً أن لا حكومة، وفيما ردّ الحريري على كلام عون بموعظة مستوحاة من الإنجيل تتحدّث عن الخطيئة والإثم والروح القدس، لم تنف بعبدا الكلام المنسوب لعون وتعامل التيار الوطني الحر مع الكلام من موقع التبني والدفاع عن مضمونه، بحيث إنه اكتفى بتصحيح ما نشرته إحدى القنوات التلفزيونية حول من أعطى الآخر أسماء في الحكومة، وكأنه أراد القول إن ما نسب لعون من اتهام الحريري بالكذب ليس موضوع تصحيح. وقال مصدر سياسي متابع للملف الحكومي ساخراً، أنه إذا كان التقدير بأن لا شيء جدياً على المسار الحكومي هذا الشهر قبل الفيديو المسرَّب، فإن الوقت اللازم بعده لتحريك الأجواء صار ثلاثة شهور.


بالتوازي كانت محكمة التمييز تصدر قرارها بالفصل بين سير المحقق العدلي بالتحقيقات، وسيرها بأصل الدعوى المقامة بوجه المحقق العدليّ من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، وهذا يعني وفقاً لمصدر حقوقيّ، تسهيل البتّ بطلبات إخلاء سبيل أمام المحقق العدلي واستدعاءات مجمّدة على طاولته، أكثر مما يعني فرصة تحقيق تقدم في المسار العدلي، الذي ينتظر بتّ محكمة التمييز بمصير تولي المحقق العدلي للملف.


العنوان الطاغي أمس، كان الفوضى التي عمّت الأسواق في ظل الحديث عن الإقفال العام الذي بحثه المجلس الأعلى للدفاع بعد ظهر أمس، فيما كانت حشود بالآلاف تخرق التباعد الاجتماعي وتخاطر بالمزيد من تفشي الوباء طلباً لتخزين المواد الغذائية والاستهلاكية تحسباً للإقفال.


قرار الإقفال الأكثر تشدداً الذي تمّت تسميته بحالة طوارئ صحية، ألغى الكثير من الاستثناءات التي تضمنها القرار الأصلي الممتد حتى مطلع الشهر المقبل، ولكن لمدة عشرة أيام ممتدة من صباح الخميس المقبل إلى الإثنين الذي يلي الأسبوع المقبل، وأبرز ما فيه تقييد حركة المطار بالفحوصات، وحركة الأسواق بخدمة التوصيل المنزلي "الديليفيري". مصادر صحيّة قالت إن التشدّد المطلوب من الأجهزة الأمنية والعسكرية في تطبيق هذا الإقفال المتشدّد والموجز تشكّل آخر خرطوشة لوقف التدهور، وإن تزامنها مع تجهيز المزيد من غرف العناية الفائقة في المستشفيات الحكومية والخاصة، وصولاً لرقم 1000 سرير عناية فائقة، يشكلان معاً بوليصة التأمين لمنع بلوغ المرحلة الحرجة المسماة بالسيناريو الإيطالي، الذي تتميّز بموت الناس على أبواب المستشفيات، وبتفضيل المستشفيات منح أجهزة التنفس لمريض على مريض آخر.


الدفاع الأعلى أعلن حالة الطوارئ
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع "حالة الطوارئ الصحيّة وتقليص حركة المسافرين في المطار لتصبح 20%، وسيتم فرض حظر تجول ومنع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس في 14 الحالي ولغاية الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين في 25 منه".


وتلا الأمين العام للمجلس اللواء محمود الأسمر مقررات المجلس: "إلزام الوافدين من بغداد، اسطنبول، اضنا، القاهرة واديس ابابا والتي تُشكل 85% من عدد حالات الإصابات من الوافدين من اصل حوالي 500 حالة شهرياً بالإقامة على نفقتهم 7 أيام في احد الفنادق والخضوع لفحص PCR عند وصولهم وفحص ثان في اليوم السادس من وصولهم، بالإضافة الى تقليص حركة المسافرين في مطار بيروت الدولي اعتباراً من تاريخه لتصبح 20 % مقارنة مع أعداد المسافرين القادمين في شهر كانون الثاني من العام 2020، على أن يخضع القادمون الى فحص فوري". كما تقرّر "منع حركة المسافرين القادمين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية. باستثناء العابرين Transit الحاملين تذاكر سفر بتاريخ العبور".


وتقرر "الطلب الى الوزراء المعنيين تشديد الإجراءات التي يتيحها القانون وحالة التعبئة العامة المعلنة في سبيل إلزام المستشفيات الخاصة استحداث أسرّة عناية فائقة مخصصة لمعالجة مرضى كورونا تحت طائلة الملاحقة القانونية والإدارية والقضائية".


وتقرر إقفال جميع الإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلّة والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والحضانات على اختلافها والحدائق العامة والأرصفة البحرية (الكورنيش البحري) والملاعب الرياضية العامة والخاصة الداخلية والخارجية منها وكازينو لبنان".


كما تقرّر استثناء بعض القطاعات الحيوية والاستشفائية والدفاع المدني والصليب الأحمر.


وقد دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مستهلّ اجتماع الدفاع الأعلى بحسب المعلومات، إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد بعدما وصلنا إلى مرحلة الخطر الشديد، فوافقه الرئيس دياب وعدد من الوزراء.


ورأى عون أن المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات تتطلب إجراءات جذريّة حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي وباء كورونا.


ولتفسير قرار إعلان حالة الطوارئ من الجهة القانونيّة أوضح الخبير الدستوري والقانوني د. عادل يمين أن "لا جديد في قرار الطوارئ الصحيّة ولم يأت في إطار حالة الطوارئ بالمعنى القانوني العام، ولا تعني تكليف الجيش صلاحيات تعود للحكومة، بل هي بإطار حالة التعبئة العامة واستناداً إلى قانون الدفاع الوطني".


وهدف حالة التعبئة بحسب يمين الى "تنفيذ جميع او بعض الخطط المقررة وتعلن التدابير المذكورة بمراسيم تتخذ في مجلس الوزراء بناء على إنهاء المجلس الأعلى للدفاع. ويمكن ان تتضمن هذه المراسيم أحكاماً خاصة تهدف الى: 1- فرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها. 2- فرض الرقابة على المواد الأولية والإنتاج الصناعي والمواد التموينية وتنظيم استيرادها وخزنها وتصديرها وتوزيعها. 3- تنظيم ومراقبة النقل والانتقال والمواصلات والاتصالات. 4- مصادرة الاشخاص والاموال وفرض الخدمات على الاشخاص المعنويين والحقيقيين وفي هذه الحالة تراعى الاحكام الدستورية والقانونية المتعلقة بإعلان حالة الطوارئ".


اجتماع اللجنة الوزارية
وسبق قرارات الأعلى للدفاع اجتماع للجنة الوزارية لمتابعة وباء كورونا في السرايا الحكومية برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.


وبحسب معلومات "البناء" فقد بدأ الاجتماع عند الساعة العاشرة صباحأً واستمر لمدة ثلاث ساعات وسط آراء مختلفة إذ لوحظ غياب وزير الصحة حمد حسن عن الاجتماع ما فسّر على أنه اعتراض على كيفية اتخاذ القرار وعدم الأخذ بتوصياته. إلا أن حمد عاد إلى السرايا بعد ساعات، لكنه عقد اجتماعاً منفرداً مع الرئيس دياب دام لأكثر من ساعة. في الوقت الذي كان وزيرا الداخلية محمد فهمي والدفاع زينة عكر يعقدان اجتماعاً جانبياً للاتفاق على كيفية تطبيق قرار الإقفال وتحديد مدّته والقطاعات المستثناة منه. وبعد ذلك خرج وزيرا الصحة والداخلية سوياً إلى قاعة الإعلام واكتفى العميد محمد فهمي بالقول: اتخذنا جملة قرارات في اجتماع اللجنة على أن تتم مناقشتها في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي تمّ تأجيل انعقاده في بعبدا من الثالثة إلى الرابعة.
وبحسب معلومات "البناء"، فإنّ اللجنة الوزارية لم تتوصّل إلى اتفاق كامل على آليات قرار الإقفال في ظل التباين في وجهات النظر بين عدد من الوزراء. فتقرّر أن يُترك الأمر لوزيري الداخلية والدفاع لتحديد الآليات ورفعها إلى مجلس الدفاع الأعلى ليتخذ القرار النهائي، لا سيّما أن إعلان حالة الطوارئ يحتاج إلى ثلثي مجلس الوزراء، لكن يقضي الأمر بقرار من مجلس الدفاع الأعلى بوجود رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة.


وأعلن وزير الصحة عن عدم حضوره جلسة اللجنة الوزارية الخاصة بـ"كورونا" لاعتراضه على القرار الذي اتّخذ من قبل اللجنة قبل الأعياد. وطالب بأخذ قرارات اللجنة العلمية في وزارة الصحة على محمل الجدّ بسبب مقاربتها للواقع بشكل دقيق للوصول إلى بر الأمان والحد من انتشار جائحة كورونا. ولاحقاً، أعلن دياب انه لن يرضى باتخاذ القرار من دون حضور حسن وبالتالي حضر الأخير إلى السراي.


إشكاليات تواجه قرار الإقفال
لكن الإشكالية التي استحوذت على مجمل نقاش الوزراء داخل اللجنة: هل سيتمكن الإقفال الشامل من ضبط التفلّت الاجتماعي؟ وكيف يستطيع المواطن تلبية حاجاته اليومية من المواد الغذائية والأدوية في ظل إقفال المحال التجارية و"السوبرماركات" و"المولات" وكيف سيتم التعامل مع المخالفين للقانون؟


وبعد جدال حول هذه التفاصيل، حصل شبه اتفاق على إقفال "السوبرماركت" التي تعد أحد أهم مصادر نقل العدوى نتيجة للازدحام الذي تشهده. لكن مع فتح خدمات الـ"delivery" إضافة إلى فتح مصانع المواد الغذائية والأدوية والأمصال.


لكن قرار الإقفال سيخلق أزمات إضافية ستضاعف عدد الإصابات وليس العكس، لا سيما أزمة المواد الغذائية التي بدأت تظهر أمس نتيجة الإقبال الكبير على المحال التجارية تحسباً للإقفال. إذ أكد عدد من أصحاب "السوبرماركات" لـ"البناء"، أن "خدمة التوصيل إلى المنازل لا تستطيع تلبية أكثر من 10 في المئة من حاجات المواطنين". وتحدث هؤلاء عن ازدحام مرعب داخل المحال التجارية من دون التقيد بالإجراءات الوقائية". ودعوا الحكومة للتراجع عن إقفال السوبرماركات والأفران والصيدليات لكي لا يؤدي إلى خلق حالات ازدحام وزيادة الإقبال على هذه المواد الأساسية". وانتشرت مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر اكتظاظ المواطنين في المحال التجارية لشراء المواد الغذائية قبل قرار إقفال البلاد ومنع التجول بشكل تام ما أدّى إلى نفاد الرفوف من البضاعة. وقد فرغت رفوف "سبينس" وغيرها من المحال التجارية الكبرى من البضاعة بعد أن اشترى اللبنانيون كل ما يوجد عليها.


كما دار نقاش حول إقفال المطار، فتقرّر في نهاية المطاف إبقاءه مفتوحاً مع وقف الرحلات من عدد من المدن التي تسبب الوافدون منها بالنسب الأعلى من الإصابات وهي القاهرة وبغداد واسطنبول وأديس أبابا وأضنة.


وزير الداخلية
وأكد وزير الداخلية لـ"البناء" أنّه دعا في الاجتماع إلى الإقفال التام وفرض إجراءات صارمة أكثر جدية لضبط المخالفات وتقليص الاختلاط الاجتماعي في الأماكن العامة والأسواق". وأمل فهمي بأن يعود قرار الإقفال التام بالنتائج المرجوة لجهة خفض نسب الإصابات المرتفعة وتخفيف الضغط على القطاع الطبي والاستشفائي". إلا أنّ الإشكالية الأكبر التي واجهت قرار الإقفال الأخير وقرار الإقفال التام الذي اتخذ في مجلس الدفاع الأعلى هو تحوّل المنازل والساحات بين المباني السكنية والأزقة الداخلية إلى "كافيات" و"مقاهٍ" ودور سينما وملاعب كرة قدم. إذ يستعيض المواطنون عن ارتياد المطاعم و"القهاوي" بسبب قرار التعبئة العامة بتنظيم تجمعات داخل المنازل وساحات الأحياء الداخلية لأفراد العائلة والأصدقاء والأقارب، تتخللها مشاهدة جماعية للتلفاز وموائد الغداء والعشاء ولعب الورق والنرجيلة والسهرات حتى الصباح الباكر من دون أي إجراءات وقائية؛ الأمر الذي يفرغ أي قرار إقفال من مضمونه. علماً أن هذه التجمعات لم تكن تحصل بهذه الحجم خلال مرحلة فتح البلد.


ورد وزير الداخلية على هذا الأمر بالقول: "هذا ما كنت أخشاه عندما اتخذنا قرار الإقفال، أي عدم الالتزام".


وكان الرئيس دياب أشار في كلمة له خلال اجتماع اللجنة الوزارية، إلى "أننا بكل أسف، نحن أمام واقع صحّي مخيف"، ورأى أن وباء كورونا أَفْلَت من السيطرة على ضبطه بسبب عناد الناس وتمرّدهم على الإجراءات التي اتخذناها لحماية اللبنانيين"، وأضاف: "فلنعترف أن فرض تطبيق الإجراءات لم يكن بمستوى حجم الخطر".


عون: الحريري يكذب
وفي ظل تقدّم الهم الصحي على الاهتمامات الرسمية تراجع الملف الحكومي الى آخر سلم الأولويات لا سيما بعد المواقف التصعيدية التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والتي استهدفت الرئيس المكلف سعد الحريري.


إلا أن ما سيعقد الأزمة ويباعد المسافة أكثر بين بعبدا وبيت الوسط هو اتهام عون للحريري بالكذب بحسب ما تسرّب.
وتطرق عون ودياب خلال لقائهما في بعبدا قبل اجتماع الأعلى للدفاع الى ملف تأليف الحكومة حيث بدأ دياب السؤال "وضع التأليف كيف صار فخامة الرئيس؟"، ليردّ رئيس الجمهورية بالقول: " ما في تأليف.. بيقول عطاني ورقة.. بيكذّب". وأضاف: "عِمل تصاريح كذب، وهلق ليك قديش غاب"، وتابع: "ليك حظهن اللبنانيين وهلق راح ع تركيا.. ما بعرف شو بيأثر".


التمييز ردّت دعوى خليل وزعيتر
على صعيد ملف التحقيقات في مرفأ بيروت، ردت محكمة التمييز الجزائية، طلب وقف السير بتحقيقات انفجار مرفأ بيروت، وأعادت الملف الى المحقق العدلي القاضي فادي صوان من دون البت بطلب نقل الدعوى المقدم من الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، للارتياب المشروع، الى حين استكمال التبليغات، ما يعني أن القاضي صوان يستطيع معاودة جلسات التحقيق.


ولم تستكمل هيئة المحكمة حتى اليوم كل طلبات التبليغ التي تقارب 150 طلباً موزعة على أفرقاء الدعوى بين مدعى عليهم ومدعين، على أن تصدر قرارها فور استكمال التبليغات.


وأوضحت مصادر قانونية لـ"البناء" أن "قرار محكمة التمييز هو مؤقت لحين الفصل بقرار نقل الدعوى سلباً او ايجاباً، وهو يعني رفض وقف قاضي التحقيق العدلي تحقيقاته خلال المرحلة الفاصلة عن صدور القرار النهائي عن محكمة التمييز بطلب النقل، وهو يعني أن من واجب قاضي التحقيق العدلي متابعة تحقيقاته لحين صدور قرار محكمة التمييز بطلب النقل حيث يحسم نهائياً مصير استمراره في مهمته، علمأ بأنه كان يجب عليه الاستمرار بتحقيقاته ما دام لم تقرّر محكمة التمييز أن يتوقف".

 

*********************************************************************

 الأخبار:

عون ــــ الحريري: التسوية ماتت

 

"ولعت" بين بعبدا ووادي أبو جميل، أمس. الأزمة تشتدّ، لكن مِن دون أيّ بوادِر بأنها ستنفرج. تعطّلت الاتصالات والوساطات وحلّت محلّها الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحوّلت إلى حمام زاجِل لتبادل الرسائل. أما تأليف الحكومة فمكانك راوِح. لا نافذة ولا كوّة في الجدار، بل تعبير عن احتقان متجذّر وتسوية تلاشت إلى غير رجعة.


قالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "ما في تأليف". وفي انتظار من يصرُخ أولاً، تُحتجَز الحكومة بينما تظهر البلاد كأنها على طريق الانفجار، إذ تستبيح الفوضى كل شيء، وتؤشر الوقائع السياسية الجديدة الى أن الطرفين المعنيّين بتأليف الحكومة يعاندان التسليم لشروط بعضهما البعض في سياق معركة تتجاوز الحصص والحقائب داخل مجلس الوزراء، إلى حدّ أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أول من أمس، أكد في كلمته ما كان يدور في الكواليس، عن أنه ورئيس الجمهورية لا يريدان سعد الحريري رئيساً للحكومة لأنه "غير مؤهّل". وكان لافتاً أن كلام باسيل الذي أعاد ملف الحكومة إلى النقطة الصفر، تبعه أمس تسريب من قصر بعبدا لفيديو يجمع الرئيسين عون وحسان دياب، تناول فيه رئيس الجمهورية الحريري بكلام وصفته مصادِر مستقبلية بأنه "لا يليق بالموقع". فعون الذي أكد لدياب، بحسب الفيديو، أن "لا تأليف الحكومة"، اتهم الحريري بأنه "يكذب"، و"لم يقدّم أي ورقة".


ردّ "المستقبل ويب" على كلام عون، آسفاً لأن "دوائر القصر وزّعت كلاماً لرئيس الجمهورية من خلف كمامة لم تستطع ‏أن تحجب وباء التعطيل عن الرأي العام اللبناني، فأعلن الرئيس بهمهمة متعمّدة أن لا تأليف ‏للحكومة، مطلقاً تعابير لا تليق به وبموقعه تبيّن منها أنها موجّهة الى الرئيس المكلف سعد ‏الحريري". فيما نشر الحريري، في تغريدة، مقطعاً من الكتاب المقدس ــــ سفر الحكمة، جاء فيه "إِن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر، ولا تحلّ في الجسد المسترق للخطية، لأن روح التأديب القدّوس يهرب من الغش، ويتحوّل عن الأفكار السفيهة، وينهزم إِذا حضر الإثم".


ومع التعقيدات التي تزداد، وتعثّر الإفراج عن الحكومة، قالت مصادر مطّلعة على الملف الحكومي إن "التسريبات من شأنها أن تؤخر التأليف وتزيد من الصعوبات"، وتساءلت "ما إذا كانت هذه التسريبات مقصودة لدفع الحريري إلى الاعتذار". ولفتت المصادر إلى أن ما قيل عن مسعى يقوده حزب الله بين عون والحريري لتقريب وجهات النظر وتعجيل التأليف، إذا ما صحّ، فإنه بالتأكيد بات أمام صعوبات وعراقيل أكبر.
 

***********************************************************************

الديار:

يومٌ طويل من إذلال اللبنانيين ينتهي باعلان الاقفال التام: "المشهد" قاتمٌ اتهاماتُ عون للحريري "بالكذب" تضرب مساعي ترميم الثقة حكومياً اردوغان يصارح الرئيس المكلف برغبة تركيا "ملء" الفراغ السعودي!

 

بعد اشهر من التخبط، وسوء الادارة، والفشل الرسمي والمجتمعي، اعلنت حالة الطوارىء الصحية في البلاد دون اي ضمانات جدية بالخروج من "عنق الزجاجة" بعد عشرة ايام من الاقفال، وحظر التجول الذي تعتريه الكثير من الثغرات الايلة الى افشاله، واذا كان الرهان هذه المرة على دخول الجيش على "خط" تنفيذ قرارات مجلس الدفاع الاعلى، فان مشاهد اذلال اللبنانيين بالامس على مداخل السوبرماركت كفيلة وحدها بتقديم صورة قاتمة عما ينتظرنا في الايام والاسابيع المقبلة، في ظل انسداد الافق السياسي. ولم يكن ينقص التعثر الحكومي سوى التسريب الصوتي لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي وصف فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "بالكذاب"، لتعود الامور تحت "الصفر" حكوميا، فيما المخاطر الاسرائيلية تزداد يوميا مع الاستنفار غير المسبوق الذي ترجم خرقا متواصلا للاجواء اللبنانية، اما التدخلات التركية على الساحة اللبنانية فلم تعد مجرد تكهنات بعدما اعاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عروضه لملء الفراغ السعودي على مسامع الحريري خلال زيـارته الاخـيرة الى اسطنبول.


ثغرات "الاقفال"؟
فيما اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3095 اصابة كورونا جديدة وتسجيل 23 حالة وفاة.واعلان منظمة الصحة العالمية انه رغم توفر لقاحات كورونا لن تحدث "مناعة القطيع" في 2021 أعلن المجلس الأعلى للدفاع حال الطوارئ الصحية ابتداء من يوم الخميس 14 كانون الثاني حتى 25 من الشهر الحالي قابلة للتمديد وفق النتائج المحققة،ويشمل الاقفال المصارف والادارات الرسمية وسيكون لـ10 ايام قابلة للتجديد لكن المطار لن يقفل في شكل نهائي وستتوقف الرحلات من عدد من المدن التي تسبب الوافدون منها بالنسب الاعلى من الاصابات، ومنها بالمبدأ 5: القاهرة وبغداد واسطنبول واديس ابابا واضنة. سيمنع التجول بشكل كامل طوال فترة الاقفال العام وسيستثنى الإعلام وكذلك الجسم الطبي والصيدليات والافران. وافيد ان السوبرماركت ستفتح لخدمات الـديليفري،كما ستفتح مصانع المواد الغذائية والادوية والامصال. وافيد انه يمكن للمواطن أن يخرج الى الافران والصيدليات للتبضع على أن يظهر الفاتورة اذا اوقفه حاجز لقوى الامن.واذا كانت المصارف ستقفل ولكن عليها تامين الاموال في "الاي تي ام"، ويبقى السؤال كيف سيكون هناك حظر تجول، ويسمح للمواطن بالتوجه لسحب الاموال؟ او للذهاب الى الافران؟ ولا جواب عند المسؤولين؟


اذلال وتخبط !
اما خدمة السوبرماركت والميني ماركت فهي فقط للدليفري... وقبل ساعات من صدور القرار، وفي مشهد ذل جديد،اصطف اللبنانيون بالطّوابير أمام السوبرماركت ومحال بيع المواد الغذائيّة فيما فرغت رفوف السوبرماركت من المواد الغذائية والخبز وسط الاقبال الكثيف عليها.


وفي دلالة على التخبط والتباين الحكومي ،أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عدم حضوره جلسة اللجنة الوزارية الخاصة بـ"كورونا" لاعتراضه على القرار الذي اتّخذ من قبل اللجنة قبل الأعياد. وطالب بأخذ قرارات اللجنة العلمية في وزارة الصحة على محمل الجدّ بسبب مقاربتها للواقع بشكل دقيق للوصول إلى بر الأمان والحد من انتشار جائحة كورونا. ولاحقا، اعلن دياب انه لن يرضى باتخاذ القرار من دون حضور حسن وبالتالي حضر الاخير إلى السراي!


وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد دعا في مستهل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الى "اعلان حالة طوارىء صحية في البلاد" لمواجهة تمدد وباء كورونا وقال ان: "المأساة التي نراها على ابواب المستشفيات تتطلب اجراءات جذرية حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي الوباء".


بدوره وزع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب في مستهل الاجتماع المسؤولية على الدولة وعلى الشعب وقال: "بكل أسف، نحن أمام واقع صحي مخيف، وباء كورونا أفلت من السيطرة على ضبطه بسبب عناد الناس وتمردهم على الإجراءات التي اتخذناها لحماية اللبنانيين. أيضا، فلنعترف أن فرض تطبيق الإجراءات لم يكن بمستوى حجم الخطر.. مؤكدا ان المطلوب من الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في تطبيقها لأن عدم تطبيقها يعني حصول انهيار صحي شامل".


اللقاحات في موعدها؟
وفي الشأن الصحي ايضا، قال رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي بعد اجتماع افتراضي للجنة انه "تم الاتفاق على التعاون مع وزارة الصحة لاقرار قانون سريع للحصول على اللقاحات في الوقت المحدد، أسوة بكل دول العالم". أضاف: "فايزر" و"موديرنا" حصلتا على استخدام طارئ وموقت لأن الأمر يحتاج الى مراقبة كل شخص تلقى اللقاح، وذلك كي لا يتم رفع دعاوى في حقهما، ونحن في لبنان ليس لدينا هذا القانون. وأكدت لنا شركة "فايزر" أن إذا أقر القانون فستسلمنا اللقاح قبل الوقت المحدد مع وزير الصحة". من جهته اكد مدير مستشفى الحريري فراس أبيض، أنّ "وضع كورونا في البلد ليس جيداً خصوصاً خلال الأسبوع الفائت، والقدرة الإستيعابية للمستشفيات أستنزفت". وقال أبيض "نتوقع ضغطًا أكبر بالأيام والأسابيع المقبلة والسلالة الجديدة سريعة الانتشار، ويمكن أن تزيد من عدد الإصابات اذا لم نتدارك الموضوع". وأشار إلى أنّه هناك "أكثر من 100 مصاب بكورونا إحتاج الدخول إلى العناية الفائقة الأسبوع الماضي".


تبادل اتهامات بالكذب!
حكوميا، انهارت احتمالات حصول خروق في المسار الحكومي المتعثر، بعد خروج ازمة الثقة بين بعبدا وبيت الوسط الى العلن، لينهار جدار "الكذب" المتعمد بين الطرفين لاسابيع طويلة، فبعد ساعات على السقف المرتفع لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، جاء التسريب الصوتي للرئيس ميشال عون الذي اتهم فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "بالكذب"، ليزيد الامور تعقيدا، خصوصا ان الرئيس اشار الى ان الحريري لم يقـدم له اي تشكيلة يعتد بها، متوقعا ان لا يكون هناك حكومة قريبا. وقد هاجم عون الحريري دون ان يسميه ردا على سؤال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبيل المجلس الاعلى للدفاع عن تاليف الحكومة الجديدة،قال عون: "لا تأليف والحريري يقول إنه أعطاني ورقة لكنه يكذب ويقوم بتصاريح كاذبة"، وتابع: "ليك هـلّأ قديش غاب وليك حظهم اللبنانيين وهلّأ راح على تركيا".


وفيما تحدثت مصادر بعبدا عن تسريب مجتزا لكلام الرئيس رد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري عبر "تويتر" بكلام "من الكتاب المقدس ـ سفر الحكمة: "إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ".


من جهته، غرّد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري عبر "تويتر"، قائلاً: "تويتر فخامة الرئيس يكذب فخامة الرئيس". وأرفق تغريدته بهاشتاغ "للكذب عنوان عون وجبران".


"تحت الصفر"
وهكذا يمكن القول، ان المساعي لاعادة احياء التواصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري الذي انقطع بينهما قبيل حلول عطلة الأعياد، تبخرت، والامور عادت الى ما تحت "الصفر"... وبحسب اوساط سياسية مطلعة،لا وجود لاي تحرك فرنسي قريب، بانتظار الظروف الدولية او الاميركية المناسبة، وفي هذا الوقت يستعد الحريري للتصعيد بعدما تجاوز الفريق الاخر ما يعتبر "الخط الاحمر" السياسي والادبي، وهو سيخوض معركته مع بعبدا دون "قفازات" من الان وصاعدا!


وساطة الحريري
واذا كانت الاسباب الشخصية لم تغب عن زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الى اسطنبول، الا ان لقائه العلني مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يكن بعيدا عن السياسية، وبحسب اوساط سياسية مطلعة، فان اصرار الاتراك على الاعلان عن الزيارة، كان بعكس رغبة الرئيس المكلف الذي كان يطمح الى بقائها بعيدا عن الاعلام الا اذا حققت اهدافها الاساسية، حيث قدم الحريري نفسه "وسيطا" يمكن الاعتماد عليه في ترطيب العلاقات بين الامارات ومصر والدولة التركية، وهو امر لم توافق عليه، ولم ترفضه ابوظبي والقاهرة، وانما جرى التعامل معه على طريقة "اذهب والقلب داعيلك"، حيث لا تمانع الدولتان من اي عملية "جس نبض" لاستعادة الحرارة لهذه العلاقات، "وورقة" الحريري اذا ما احترقت ليست بالامر السيء او الجيد.


طموحات اردوغان
لكن الحريري قوبل "ببرودة" واضحة من قبل الرئيس التركي الذي اوحى له بطريقة دبلوماسية بان الامور تحتـاج الى قنوات دبلوماسية اكثر فعالية، وهي قائمة الان، وفي المقابل عاد اردوغان الى طرح قدمه مستشاره ابراهيم قالون للحريري قبل نحو شهر، وكشفت عنه "الديار" حينها، بتفعيل التعاون على الساحة اللبنانية فـي ظل غياب الدعم السعودي، لكن الرئيس المكلف لم يستطيع تقديم اي وعد في هذا السياق، وهو يدرك ان عودة العلاقات التركية الخليجية ـ المصرية لم تنضج على نحو كامل بعد، وكانت اجوبته عمومية دون الالتزام باي تعهد، بعد ان ابدى الرئيس التركي رغبة بلاده في المشاركة في إعادة المرفا والمنطقة المحيطة. وتامل تلك الاوساط، بان لا تكون هناك ارتدادت سلبية على الحريري بعد هذا التذبذب موقفه السياسي خصوصا ان ثمة اموراً عالقة بشان شــركة "تركتيليكوم" التي كان يملك الحصة الأكبر فيها عبر "أوجيه تيليكوم"، وبعدما قررت الحكومة التركية استرداد الشركة بعد تعثرها، حجزت احتياطياً ولمدة عامين، على أموال الرئيس الحريري في المصارف التركية، من أجل دفع ديون لجهات تركية وهو يعمل على استعادتها!


وتجدر الاشارة الى ان دعم تركيا للإخوان المسلمين، تبقى في مقدمة المسائل الخلافية، وعمل على حل هذا الخلاف على نفس الطريقة التي جرى فيها حل هذه المسالة مع قطر التي تستضيف هي الأخرى على غرار تركيا قيادات وعناصر من تنظيم الإخوان المسلمين، ويبدو ان القطريين سوف يكون لهم الدور المحوري في تامين المصالحات الخليجية مع تركيا لا سيما عقب تصريح وزير الخارجية القطري الذي أعرب فيه عن استعداد بلاده للعب هذا الدور.


لماذا الاستنفار الاسرائيلي؟
وبينما تتخبط البلاد بازمتها الصحية، لم يغادر الطـيران الاسرائيلي الاجواء على نحو كثيف، ووصل بالامس الى نسب عالية للغاية مقارنة بالأشهر السابقة، فما هي اسباب هذا التكثيف لاختراق السيادة اللبنانية؟وفقا لاوساط مطلعة، لا تبدو التحركات الاسرائيلية هجومية خصوصا على الحدود اللبنانية، لكن الاسرائيليين رفعوا في الأسابيع الأخيرة من مستوى الاستعداد على خلفية التقدير بأن حزب الله وطهران يعملان على التحضير لاستهداف مواقع إسرائيلية وأميركية كانتقام مشترك على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، ورئيس المشروع النووي الإيراني محسن فخري زادة في نهاية تشرين الثاني.


وهذه المخاوف، عبرت عنها صحيفة "هارتس" بالامس من خلال التاكيد ان اسرائيل تستعد لاحتمال حصول هجـوم من سوريا والعراق وحتى من اليمن. ولا يستبعد ايضا من حصول هجوم عبر الحدود الشمالية، ولهذا تم رفـع "درجة من اليقظة" على طول الحدود اللبنانية. كما يستعد جهاز الأمن لعدة سيناريوهات، منها إطلاق صواريخ، وإطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى، واستخدام طائرات بدون طيار، وصواريخ كروز أو محاولة لاغتيال شخصيات إسرائيلية أو المس بممثليات إسرائيلية في الخارج.


وفي هذا السياق، يفترض الاسرائيليون أن الحساب الايراني ما يزال مفتوحاً وأن عملية الانتقام آتية، في الوقت الذي ستعثر فيه طهران على فرصة مناسبة لذلك. ولذلك لوحظ في الأسابيع الأخيرة أيضاً نشاط استثنائي لطائرات قتالية في المنطقة الجنوبية والشمالية، وترتفع احتمالات حصول تهديد مباشر للحركة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.وامام هذا الاستنفار الاسرائيلي المتصاعد، يبقى الحذر مطلوباً في ظل حسابات خاطئة قد تدفع المنطقة ثمنه.


تحقيقات المرفأ
في هذا الوقت، ردت محكمة التمييز الجزائية، طلب وقف السير بتحقيقات إنفجار مرفأ بيروت، وأعادت الملف الى المحقق العدلي القاضي فادي صوان من دون البت بطلب نقل الدعوى المقدم من الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر، للارتياب المشروع، الى حين إستكمال التبليغات، ما يعني أن القاضي صوان يستطيع معاودة جلسات التحقيق. ولم تستكمل هيئة المحكمة كل طلبات التبليغ التي تقارب 150 طلبا موزعة على أفرقاء الدعوى بين مدعى عليهم ومدعين، على أن تصدر قرارها فور استكمال التبليغات.

 

**********************************************************************

 النهار:

 

طوارئ "متأخرة"… وعون يصعّد بشتم الحريري!

 

 لم يقتصر الواقع المأسوي والدراماتيكي الذي واكب اعلان الاستنفار الشامل في المواجهة الأكبر للبنان مع الكارثة الوبائية على مجلس أعلى للدفاع يتخذ متأخراً القرار الذي كان عليه ان يتخذه قبل كارثة ألاعياد أسوة بالعديد من الدول تجنباً لإعصار الانتشار الكارثي بعد الأعياد، بل تلازم اعلان حالة الطوارئ الصحية ومنع التجول والإجراءات الأخرى لفترة عشرة أيام مع نماذج بالغة التعبير في رداءتها وسلبيتها رسميا وسلطوياً وشعبياً.


على الصعيد الحكومي والسياسي وفي عز الانشداد الى الاستعدادات لفترة الاقفال والطوارئ، ابت تداعيات ازمة تأليف الحكومة الجديدة الا ان تقتحم المشهد من زاوية تأكيد المؤكد بان العهد يكمل بدأب الانقلاب على تكليف الرئيس سعد الحريري ومنعه من تشكيل الحكومة مهما كان الثمن. اذ غداة الهجوم الناري الذي شنه الاحد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على الحريري، اتهم رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس الحريري علنا وبالصوت والصورة بانه "يكذب". وسجلت كاميرا محطة "الجديد" دردشة دارت بين عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبيل انعقاد المجلس الأعلى للدفاع سأل فيه دياب عون عن وضع التأليف فأجابه: "ما في تأليف. عم يقول (يقصد الحريري) عطاني ورقة. بكذب. عامل تصاريح كذب وهلق راح تركيا وليك قديش غاب شو بيأثر. ليك حظن اللبنانيين".


ورد الرئيس الحريري لاحقا على عون بعبارة من الكتاب المقدس ذات دلالات عن المكر والغش فغرد عبر تويتر بالاتي :"من الكتاب المقدس - سفر الحكمة : ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر، ولا تحل في الجسد المسترق للخطية، لان روح التأديب القدوس يهرب من الغش، ويتحول عن الأفكار السفيهة، وينهزم اذا حضر الإثم". كما ان الأمين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري نشر تغريدتين سابقتين للرئيس عون على صفحته يؤكد فيهما ان الرئيس الحريري قدم له تشكيلة حكومية كاملة وانه في المقابل سلمه طرحا حكوميا متكاملا. وعلق احمد الحريري قائلا : "تويتر فخامة الرئيس يكذب فخامة الرئيس". وحاولت بعبدا لاحقا تخفيف وقع الإساءة فقالت عبر مصادرها ان ما نشر من كلام لعون امام دياب "ليس الا لقطات مقتطعة لم تنقل كامل الجملة التي تنفي فيها ما قاله الحريري عن ان عون سلمه لائحة أسماء".


ويبدو واضحا ان هذا المناخ يعكس بلوغ العهد في عدوانية شخصية وسياسية في موقفه من الحريري حدودا بات يطرح معها السؤال الكبير كيف يمكن لعون والحريري ان يتعايشا بعد في تجربة حكم مشتركة بعد كل هذا التراكم العدائي؟


التفكك الحكومي
النموذج السلطوي القاتم الاخر الذي رافق قرارات الطوارئ الحكومية تمثل في افتضاح حالة التفكك والفوضى والتنافر التي تضرب آخر حلقة حكومية متمثلة في اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة ملف كورونا. اذ ان الاجتماع الماراتوني التحضيري للجنة امس في السرايا برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب تغيب عنه وزير الصحة حمد حسن بسبب خلافات متجذرة ومتكررة بينهما وبين حمد ومستشارة دياب للشؤون الصحية. وأعلن الوزير حسن عدم حضوره جلسة اللجنة الوزارية الخاصة بـ"كورونا" لاعتراضه على القرار الذي اتّخذ من اللجنة قبل الأعياد. وطالب حسن بأخذ قرارات اللجنة العلمية في وزارة الصحة على محمل الجدّ "بسبب مقاربتها للواقع بشكل دقيق للوصول إلى بر الأمان والحد من انتشار جائحة كورونا". ولاحقاً، اعلن دياب انه لن يرضى باتخاذ القرار من دون حضور حسن وبالتالي حضر الاخير إلى السرايا.


اما المشهد الصادم الثالث فكان شعبيا فوضيا بامتياز بما يثير مزيدا من المخاوف حيال التفلت الشعبي المخيف الذي طبع اتساع التفشي الوبائي لكورونا في الآونة الأخيرة، اذ ان هستيريا حقيقية سجلت طوال ساعات النهار والمساء امس لطوابير المواطنين المتهافتين على السوبرماركت ومتاجر المواد الغذائية وأسواق الخضار والفاكهة بلا تدابير التباعد والكمامات كما على الصيدليات والأفران الامر الذي يخشى ان يتكرر اليوم وغدا قبل بدء سريان حالة الطوارئ ومنع التجول الخميس وبما يفاقم الاختلاط وتناقل العدوى الفيروسية.


حالة الطوارئ
وبعد اجتماعه الذي تأخر عن موعده ساعة بسبب الخلاف الذي حصل داخل اللجنة الوزارية، اعلن المجلس الأعلى للدفاع حالة الطوارئ الصحية وحدد إجراءاتها ومن ابرزها عدم اقفال المطار، ولكن الزام الوافدين من بغداد وإسطنبول وأضنا والقاهرة وأديس البابا بتدابير خاصة صارمة وتقليص حركة المسافرين لتصبح 20 في المئة، الطلب من الوزراء المعنيين تشديد الإجراءات التي يتيحها القانون وحالة التعبئة العامة، الزام المستشفيات الخاصة استحداث أسرة عناية فائقة تحت طائلة الملاحقة القانونية والطلب من الأجهزة الأمنية والجهات القضائية التشدد في تطبيق القوانين التي تعاقب المستشفيات عند عدم استقبال الحالات الطارئة بما فيها حالات كورونا، منع التجول بدءا من الخميس المقبل 14 كانون الثاني الحالي ولغاية صباح الاثنين 25 منه مع لحظ الاستثناءات، اقفال جميع الإدارات والمؤسسات العامة والجامعات والمدارس .


وكان الرئيس دياب حذر خلال ترؤسه في السرايا اجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة ملف وباء كورونا من ان "كل المؤشرات حول تفشي وباء كورونا تشير بوضوح الى أننا قد دخلنا في مرحلة الخطر الشديد، أو بالحد الأدنى، فنحن على أبواب هذه المرحلة". وقال "إن الاستهتار أوصلنا إلى وضع صعب جدا، وعلى الرغم من ذلك، هناك من يرفض الالتزام بالإجراءات التي اتخذناها.. لذلك، لم يبق أمامنا إلا فرض الإجراءات بكل الوسائل..إن واجبنا هو حماية اللبنانيين من أنفسهم بسبب استهتار قسم كبير منهم. لم يعد هناك امكانية لإجراءات مجتزأة تسمح بالتحايل عليها أو بتحديها. إننا اليوم أمام تحد خطير، فإما أن نستدرك الوضع بإقفال تام وصارم وحازم للبلد، أو أن نكون أمام نموذج لبناني أخطر من النموذج الإيطالي".


اللقاحات
وفي الشأن الصحي ايضا، قال رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي بعد اجتماع افتراضي للجنة: "قررنا بالتعاون مع وزارة الصحة اقرار قانون سريع للحصول على اللقاحات في الوقت المحدد، أسوة بكل دول العالم". أضاف: "فايزر" و"موديرنا" حصلتا على استخدام طارئ وموقت لأن الأمر يحتاج الى مراقبة كل شخص تلقى اللقاح، وذلك كي لا يتم رفع دعاوى في حقهما، ونحن في لبنان ليس لدينا هذا القانون. وأكدت لنا شركة "فايزر" أن إذا أقر القانون اليوم فستسلمنا اللقاح قبل الوقت المحدد مع وزير الصحة". وحذر من "اننا ذاهبون الى ارتفاع في الإصابات الخطيرة ونتمنى التزام التدابير الوقائية وبسبب الفوضى العارمة في الفترة السابقة ارتفعت الإصابات، كذلك الإصابات داخل المنازل ما أدى إلى ارتفاع الأرقام".

 

**********************************************************************

 الجمهورية:

 

حالة طوارىء لمواجهة "كورونا".. واستنفــار سياسي.. ومخاوف من حريق المنطقة

 

 أمّا وقد وقعت الواقعة، فلم يعد أمام سلطة التجارب الفاشلة سوى أن تكمّل في هذا المسلسل المستمر منذ بدء وصول فيروس "كورونا" الى لبنان قبل نحو سنة من الآن.


هذه السلطة التي قدّمت للعالم بأسره أسوأ نموذج في التخبّط والغباء في ادارة الدولة، عادت وقرّرت بالأمس أن تشمّر عن سواعدها وتتخذ القرار الذي كان عليها اتخاذه قبل سنة من الآن، وفرضت إقفالاً عاماً وشاملاً في البلد، بعد أقل من أسبوع على قرار فاشل بالاقفال العشوائي، إن دلّ على شيء فعلى ضياع مريع ورغبة لدى هذه السلطة في التنقّل بين فشل وآخر. ونتيجة ذلك، تعميم الانهيار أكثر، على ما حصل في الاجتياح الوبائي الذي بَدأ يفتك بالبلد منذ ما قبل نهاية السنة الماضية.


ومع القرار بالاقفال العام، تُدخل هذه السلطة لبنان في تجربة جديدة لعل هذه المرّة تسلم الجرّة، ويتم إنزال لبنان من مرتبة أعلى الدول في العالم تفشّياً للوباء الى مرتبة أدنى، لعل هذا الإنزال يتحوّل الى فرصة جدية لعودة الامساك بالزمام واحتواء هذا الفيروس الذي بات يهدد بالفتك الجماعي لكل اللبنانيين.


واللبنانيون في موازاة هذا القرار ليسوا مُخيّرين على الاطلاق، بل هم مع انعدام الخيارات أمامهم، مُلزمون بالخضوع رغماً عنهم للتجربة الجديدة. ومن هنا فإنه، وبناء على التجربة المريرة من سلطة التجارب الفاشلة، لم يعد يُجدي التوجّه الى هذه السلطة ومطالبتها بتنفيذ قرارها الجديد بأعلى درجات المسؤولية والتشدّد والهيبة، والتصرف، ولو لمرة واحدة، كسلطة مسؤولة أمام وضع خطير كالذي يمرّ فيه لبنان في هذه المرحلة، بل انّ المسؤوليّة تقتضي التوجّه مرة واثنتين وثلاثاً وأكثر، الى المواطن اللبناني بوَصفه الضحية الوحيدة للخطر المزدوج الذي يتهدّده من سلطة غبية من جهة، ومن فيروس قاتل من جهة ثانية، لمحاولة إنقاذ نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه قبل فوات الأوان، وهذا يوجِب عليه بالحد الأدنى الشعور بمسؤوليّته، والمغادرة الفوريّة لهذا الاستهتار الأعمى والمبالغة الخرقاء في "شَوفِة الحال" والتعالي الغبي على الوباء والانكار المريع الذي كانت نتيجته وطناً موبوءاً، وعدّاداً يسجّل عشرات الآلاف من المصابين بالفيروس.


وعلى الرغم من عدم الثقة بإجراءات سلطة التجارب الفاشلة، فإنّ القرار الأخير يعدّ الطلقة الأخيرة في اتجاه هدف احتواء الوباء، إذ ليس في جعبة السلطة بديل بعده. وبالتالي، فإنّ المطلوب هو إنجاحه مهما كلّف الأمر، قبل أن يصل البلد الى مرحلة البكاء والعويل على الاطلال، وحتى لو بإكراه السلطة على حسن تطبيقه وإلزامها بالصعود الى السقف الأعلى في التشدد فيه من دون مراعاة او مُحاباة او استنساب، وحتى بإكراه المواطن على التقيّد والانصياع له، وتنفيس تلك النفخة الوهميّة الفارغة التي يتحدّى فيها بعض المواطنين الوباء القاتل، ووقف حالة التهريج السخيف في مناطق تصرّ على التجمّع والاكتظاظ والتضحية بالنفس وبالكلّ، من أجل "أرغيلة".


مجلس الدفاع
الى ذلك، وفي خطوة لِتدارك الأسوأ، اتخذ مجلس الدفاع الأعلى، الذي اجتمع في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، سلسلة قرارات، أهمها تمديد حالة الطوارىء حتى آذار المقبل، ومنع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات، اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس 14 كانون الثاني 2021 ولغاية الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين 25 كانون الثاني 2021، وإقفال جميع الادارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والحضانات على اختلافها والحدائق العامة والأرصفة البحرية (الكورنيش البحري) والملاعب الرياضية العامة والخاصة الداخلية والخارجية. وكذلك إغلاق جميع مقرّات الادارات العامة وفروع المصارف التجارية العاملة في لبنان، ومنع إقامة الحفلات العامة والخاصة والمناسبات الاجتماعية والسهرات والتجمعات على اختلاف أنواعها.


عمل تصاريح كذب!
في السياسة، بقي المشهد الداخلي معلّقاً على حبل التعطيل والفشل في تأليف حكومة، وسط افتراق كلّي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري طَوى، في ما يبدو، صفحة الحكومة الجديدة الى أجل غير مسمّى، وربما نهائياً، وفق ما تعكسه أجواء الرئيسين، مُترافقاً مع حال من التورّم السياسي المتفاقم على مختلف الجبهات السياسية، يُنذر بالإنفجار في أية لحظة.
عملياً، باتت أوراق الجميع مكشوفة، ولعل ما ورد في الشريط المسرّب عما دار بين الرئيس عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبل انعقاد المجلس الاعلى للدفاع في القصر الجمهوري في بعبدا يلخّص ما بَلغه واقع التأليف، حيث، وكما ورد في الشريط، أنّ الرئيس دياب سأل عون: "وضع التأليف كيف صار؟" فردّ عون: ما في تأليف، عم يقول (الحريري) إنّو اعطيناه ورقة... بيكذب، عمل تصاريح كِذب، وهلّق ليك قديش غاب. ليك حظّهم اللبنانيين، وهلّق راح على تركيا، ما بعرف شو بيأثّر".


الحريري يرد
وردّ الرئيس الحريري على الفيديو المسرّب للرئيسين عون ودياب، مُستعيناً بالكتاب المقدس. وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "من الكتاب المقدس - سفر الحكمة: إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ". أضاف: "لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ".


سقوف عالية
وربطاً بالأوراق المكشوفة، أكد معنيون بملف التأليف لـ"الجمهورية" انّ كلّ طرف حَدّد سقفه العالي، رافضاً أيّ مخرج وسطي من شأن إنقاذ التأليف وانتشال الحكومة من عمق المأزق، وما بلغته العلاقة المتوترة بين تيّار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، ومن خلفهما الرئيسان عون والحريري، أكد بما لا يقبل أدنى شك استحالة تعايشهما تحت سقف حكومي واحد. وهو ما يؤكده المقرّبون من الطرفين. وبحسب معلومات مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية" أنّ حركة اتصالات جرت في الساعات الأخيرة سعياً لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين عون والحريري، اصطدمت بتصَلّب متبادل بين بعبدا و"بيت الوسط"، ورفض التراجع عمّا يعتبره كلّ منهما "طروحات وقائية" تمنع الطرف الآخر من التحكّم بالحكومة وقراراتها.


عون
وبحسب ما ينقل مطلعون على الاجواء الرئاسية، فإنّ رئيس الجمهورية ثابت على موقفه لجهة رفض تجاوز موقعه وصلاحيته وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة، وهذا التجاوز تبدّى في اللوائح التي عَرضها الرئيس المكلف، والتي تفتقد للحد الأدنى من معايير العدالة والمساواة. وتبعاً لذلك، فإنّ رئيس الجمهورية لن يوقّع أي مسودة حكومية خارجة على المعايير المطلوبة، كتلك التي قال الرئيس المكلف أنه قدمها الى رئيس الجمهورية. فضلاً عن الاصرار على هذه المسودة هو إصرار على تجاوز رئيس الجمهورية، وبالتالي هو إصرار على عدم تشكيل حكومة مُتفاهَم عليها. وبالتالي، فإنّ رئيس الجمهورية اكد من البداية استعداده للتعاون والتفاهم مع الرئيس المكلف وصولاً الى تشكيل حكومة إنقاذية، وهو التالي يعتبر انّ الكرة في هذه الحالة ما زالت في ملعب الرئيس المكلف لإعادة النظر، إن كانت لديه رغبة في تشكيل حكومة.


الحريري
على انّ الصورة تبدو معاكسة تماماً في بيت الوسط، وعلى ما ينقل مطلعون على الأجواء هناك، فإنّ شعوراً طاغياً يفيد بأن الرئيس المكلف يتعرض للعرقلة المتعمّدة من قبل فريق رئيس الجمهورية، وتحديداً من قبل الوزير جبران باسيل، لمنعه من تأليف حكومة تبدأ عملية الانقاذ وتباشر في إعادة إعمار بيروت، وذلك خلافاً للتسهيلات التي لمسها الرئيس المكلّف من سائر القوى السياسية التي تدرك تماماً من هو المعطّل لتأليف الحكومة.


وبحسب هؤلاء المطلعين، فإنّ الحريري قدّم مسودة حكومية الى رئيس الجمهورية تتضمن كفاءات يشهد لها بنزاهتها وخبرتها وأهليتها في التصدي للمرحلة المقبلة وللمهمات التي تنتظر الحكومة، ومع ذلك تمّ رفضها جرّاء الاصرار على الإمساك بزمام الحكومة والتحَكّم بها بعد تأليفها، ويتأكّد ذلك من الاصرار على منح الثلث المعطّل لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي فيها.


ويلفت المطلعون الى شعور عارم في بيت الوسط بأنّ الهدف الاساس من عرقلة تأليف الحكومة هو دَفع الرئيس المكلف الى الاعتذار عن عدم تشكيلها، وهو أمر لن يحصل على الاطلاق، ولن يحقق الرئيس المكلف لباسيل ما يرمي اليه. ولذلك، فإنّ الرئيس المكلف أنجَز مسودة حكومته، وهي أقصى ما يمكن ان يقدمه، ووضعها في يد رئيس الجمهورية ولا ينقصها سوى التوقيع وإصدار مراسيم تأليفها.


دخلنا في المجهول
وما بين موقفي الطرفين، تبرز دعوة مصادر مسؤولة الى تَوقّع الأسوأ على الخط الحكومي، وهي إذ تؤكد على "الهوة العميقة السياسية والشخصية الفاصلة بين عون والحريري، وهو ما لمّحَ اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وحاول رَدمها وفشل"، تؤكد في الوقت نفسه أننا بلغنا "أزمة تأليف" مستعصية، تنعدم فيها إمكانية تأليف حكومة في ظلّ هذه الهوة التي يستحيل ردمها. بل هناك أكثر، لأنّ هناك قراراً لدى بعض المعنيين بالتأليف بتوسيعها أكثر".


وبحسب المصادر، فإنّ "ما ورد على لسان باسيل في اطلالته امس الأحد، أطلق الرصاصة القاتلة لكل أمل بتشكيل حكومة لا الآن ولا في أي وقت آخر، علماً أنه قدّم نفسه شريكاً اساسياً لرئيس الجمهورية في عملية التأليف، وتَقصّد استفزاز الحريري الى حَدّ وَصفه بأنه لا يُؤتَمَن. وهذا معناه انّ أفق الحكومة قد سُدّ بالكامل، الّا في حالة وحيدة، وهي إذا تَمايَزَ رئيس الجمهورية عن باسيل، وعاد الى استئناف المشاورات بينه وبين الرئيس المكلف من النقطة التي انتهى اليها لقاؤهما الاخير قبل عيد الميلاد.


امام هذه الصورة، تتفشّى حال من التشاؤم في مختلف الاوساط السياسية، مقرونة بقلقٍ بالغ ممّا قد يَنحى إليه الوضع في الآتي من الايام، في ظل التسارع الرهيب في الانهيارات على كل المستويات، وفي مقدمها الانهيار المالي والنقدي الذي يتجلّى بالارتفاع الجنوني للدولار، والذي بدأ يطرق باب الـ10000 ليرة، وربما أكثر، على ما يؤكد لـ"الجمهورية" مرجع كبير بقوله: "لقد دخلنا في المجهول، وصار البلد عالقاً بين براثن شياطين يحاولون أن يجرّوه الى خراب ومَهلكة كارثية. طَيّروا البلد، طَيّروا الاقتصاد، والمال، والنقد، والأمن، والقضاء وكل شيء، وها هم يحاولون تَطيير الطائف، والله أعلم ماذا يخبئون بعد!! في وقتٍ يتعرّض فيه هذا البلد لأسوأ وأخطر محطات في تاريخه، بدءاً من كورونا، وصولاً الى الخطر الاسرائيلي التي بدأ يتفاقم مع الخروقات المتتالية للاجواء اللبنانية وصولاً الى العاصمة بيروت، ما يُنذِر بأنّ أمراً ما يُبَيّت للبنان، في موازاة مَلهاة بين مؤلفي الحكومة عنوانها الاساس التعطيل ورَهن بلدٍ بكاملة على اسم وزير او حقيبة وزارية، والسجالات المفتعلة ومحاولة شدّ العصب السياسي والطائفي".


"أمل" ترد
الى ذلك، لفت الانتباه رد حركة "أمل" على النائب باسيل من دون أن تسمّيه، في بيان لمكتبها السياسي، أكدت فيه "انّ أزمة لبنان وتَعثّر الاصلاح ومحاربة الفساد ليست في الميثاق والدستور الذي لم ينفّذ، ولا في المجلس النيابي الذي قام بواجبه كاملاً وأقَرّ أكثر من 55 قانوناً إصلاحياً، كان لكتلة التنمية والتحرير وممثلي الحركة ورئيسها دور أساسي فيها، ولو طُبّق معظمها لَما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".


ولفتت الى أنّ "المجلس النيابي لا يُسأل عن عدم إصدار المراسيم التطبيقية لعشرات القوانين التي أُقرّت ولم يعمل بها، ولا يُسأل عن عدم العمل ـ على سبيل المثال ـ بقانون الدولار الطالبي الذي يجب أن يُعاقب كل من يرفض تنفيذه، ولا يُسأل عن عدم تثبيت مأموري الاحراج ومتطوعي الدفاع المدني ورجال الاطفاء والناجحين في مجلس الخدمة المدنية، ومعروف مَن وقف حائلاً دون إنصاف هؤلاء، كما أنه لا يُسال عن موضوع الكهرباء وعرقلة تعيين الهيئة الناظمة لهذا القطاع الذي تسبّب بتكبيد خزينة الدولة أكثر من نصف الدين العام، ولو عيّنت هذه الهيئة قبل 14 سنة من الآن لَما كان أحدهم قد توجّه "باتهامك او اتهام غيرك".


وإذ سألت "لماذا لا تشكل حكومة مهمة قادرة وبأسرع وقت؟"، أكدت أنّ "الحل هو الدولة المدنية والتخلّص من النظام الطائفي والانتقال من دولة المحاصصة الى دولة المواطنة، لكن من يجب أن يُسأل عن عدم التجرؤ على الاقدام على هذه الخطوة هو نفسه من يقبل بهذا الشعار الذي نحن مَن رفعناه أصلاً ويُمارس نقيضه في الحياة السياسية والوطنية". وأكدت "انّ لبنان لا يحتاج الى تجييش طائفي او مذهبي، لبنان يحتاج في هذه المرحلة الى شدّ العصب الوطني والاقلاع عن سياسة الاختباء وراء هواجس غير موجودة إلّا في مخيلة البعض".


مرحلة صعبة
على أنّ الخطر على لبنان ليس من الداخل فقط بل من الخارج ايضاً، وفق ما تؤكد لـ"الجمهورية" مصادر ديبلوماسية، حيث قالت انها تشعر بخوفٍ عاجل وخوف آجِل. فالخوف العاجل مردّه الى انّ لبنان والمنطقة بأسرها دخلت في ما يمكن ان يسمّى أسبوع الاحتمالات الصعبة، وهو الاسبوع الفاصل عن موعد التسليم والتسلّم بين ادارة دونالد ترامب وادارة جو بادين، حيث انّ الخشية تتزايد من ان يُقدم ترامب على زرع لغم كبير امام ادارة بايدن في اي مكان في المنطقة يؤدي الى إشعالها.


امّا الخوف الآجل، كما تقول المصادر، فهو ممّا بعد 20 كانون الثاني، إذ انّ كل الاطراف الاقليمية والدولية دخلت مع الانتخابات الاميركية في ما يشبه حالة ترسيم حدود نفوذ كلّ منها، لِما بعد 20 كانون، وكل طرف يحاول ان يجمع أوراقه، من الروس الى الايرانيين الى الاسرائيليين، والتحشيد الخليجي، والمصالحات الخليجية وتحصين جبهة التطبيع. والمعلوم انّ مثل هذا الترسيم لا يتم عادة على البارد، بل على الساخن. والواضح انّ المنطقة امام مجموعة فتائِل يجري إشعالها، وهنا ينبعي الرصد الدقيق للصورة الايرانية. واكثر ما تتخوّف منه هذه المصادر الديبلوماسية هو ان يكون عنوان مرحلة ما بعد تسلّم ادارة بايدن الحكم في الولايات المتحدة الاميركية، عودة الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي قد يأخذ اشكالاً مختلفة، وخصوصاً في المنطقة، وتحديداً في سوريا وايران.


وتؤكد المصادر "أنّ لبنان يقع ضمن هذه النقطة الساخنة، وفي وضعه الحالي الفاقد لكل اسباب الحصانة والمناعة، لن يكون اكثر من ورقة ترنّحها التطورات ذات اليمين وذات اليسار. وسيكون، بالتالي، أول وأكثر من سيدفع الثمن".
 

***********************************************************************

 اللواء:

 

فيديو الإهانة يتجاوز التخبط في مواجهة كورونا الإقفال لعشرة أيام.. واللقاء الديمقراطي يحذّر من استهداف مقام الحكومة ورئاسة الأركان

 

 دفع المجلس الأعلى للدفاع، الذي انعقد في بعبدا بعد ظهر أمس، بكل طاقته لمواجهة وباء كورونا، فأطبق بقراراته على "أنفاس البلد" لقطع هجوم الوباء على انفاس اللبنانيين.


وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن ما خرج به المجلس الأعلى للدفاع من قرارات تحمل عنوان الطوارئ الصحية هو أقصى ما يمكن الوصول إليه لأن القرار تضمن حظر التجول صباحا ومساء وعليه فإن هناك تشديدا ومحاضر ضبط للمخالفين مشيرة إلى أن الأقفال شامل وليس هناك من أي مجال للتجمعات.


وقالت المصادر أنه عهد إلى الأجهزة الأمنية التشدد، كما طلب من الأجهزة القضائية التحرك لافتة إلى أنه طُرحت في الاجتماع تعديلات على توصيات اللجنة الوزارية لكورونا وتم الأخذ بها لاسيما ضمان سير عمل بعض المؤسسات التي لها تماس مع المواطن.


"فيديو" بعبدا
على ان الأخطر، ما طرأ على المشهد السياسي، بعد "الفيديو" الذي سرّب للاعلام، من دوائر القصر الجمهوري (وفقاً لبيان الحزب التقدمي الاشتراكي ص 2)، وخطف الأضواء عن أهوال كورونا، ليدفع البلاد إلى ترقب مسارات غير صحية، تجاوزت مخاطر الاطاحة بتأليف الحكومة، إلى توتير الأجواء، وتضخيم وضع التشنج بين القوى والكتل النيابية، بعد دخول اللقاء الديمقراطي والحزب الاشتراكي على خط السجال، والتجاذب الحاصل بين الرئاستين الأولى والثالثة.


وجاء هذا التطور الجديد عبر توزيع كلام بين الرئيسين عون ودياب في مقطع فيديو قبيل اجتماع مجلس الدفاع الاعلى، اتهم فيه عون الرئيس سعد الحريري بالكذب. وبحسب الفيديو، فقد سأل دياب عون: "كيف صار وضع التأليف فخامة الرئيس؟"


فأجاب عون: "ما في تأليف. قال اعطاني ورقة (عن الحريري)عم يكذب، عمل تصاريح كاذبة، والان ليك قديش غاب عن لبنان، ليك حظ اللبنانيين. وراح ع تركيا ما بعرف شو بيأثر".


وتردد انه جرى توزيع الفيديو على الاعلاميين في القصر الجمهوري.


وفي وقت لاحق، جاء الرد الأوّل من موقع "مستقبل ويب": كمامة كورونا لا تحجب نوايا عون: لا تأليف للحكومة..


وما لبث الرئيس المكلف، إلاّ ان غرد عبر "تويتر" مستمداً كلاماً "‏من الكتاب المقدس" جاء فيه: "سفر الحكمة : إِن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر، ولا تحل في الجسد المسترق للخطية، ‏لأن روح التأديب القدوس يهرب من الغش، ويتحول عن الأفكار السفيهة، وينهزم إِذا حضر الإثم".


من جهة أخرى، ذكرت مصادر معنية بالوقائع التي جاء في بعضها انه وبتاريخ 9/12/2020 جاء في الخبر عن اجتماع بعبدا بين الرئيسين عون والحريري: تسلم الرئيس عون من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية من 18 وزيراً، وسلمه طرحاً متكاملاً حول التشكيلة المقترحة.


وفي التاريخ عينه قال الحريري: ان الرئيس وعده انه سيدرس التشكيلة، وسنعود ونلتقي، والأمل كبير بتشكيل الحكومة لإعادة اعمار بيروت والثقة للبنانيين عبر تحقيق الإصلاحات.. والأجواء إيجابية.


واستمر الأخذ والرد، فنسب إلى مصادر بعبدا ان "الفيديو" المسرب عن كلام دار بين رئيس الجمهورية والرئيس حسان دياب لقطات متقطعة، وليست كاملة، وان الحديث في حينه كان يدور عما يقوله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من أن الرئيس عون اعطاه لائحة? بأسماء وزراء وقال رئيس الجمهورية لدياب أن هذا كذب ولم نعطه لائحة بأسماء وزراء.


وليلاً، صدر عن اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي بيان وصف الفيديو - المفارقة بالفضيحة، التي كشفت ان رئيس الجمهورية وفريقه لا يريدون سعد الحريري لتشكيل الحكومة..


وتساءل: "هل انتبه الذين عوموا رئيس حكومة تصريف الأعمال تحت عنوان رفض استهداف مقام رئاسة الحكومة، كيف عبر هذا الرئيس عن احترامه لهذا المقام، من خلال اصغائه لكلام رئيس الجمهورية دون ان يُعلّق بكلمة".


وإذا كان "الصهر" قال بالأمس إنه لا يأتمن الرئيس المكلف على تشكيل حكومة وإدارة شؤون البلاد، فإن "العمّ" أكد اليوم الموقف ذاته، وأضاف إليه أنه لا يأتمن رئيس الأركان ليحلّ مكان قائد الجيش عند تغيّبه. وإنَّ في ذلك إساءة لهذا الموقع وللمؤسسة أيضاً من خلال ما حصل في إجتماع المجلس الأعلى للدفاع.


ووصف ما يجري "بالحالة العبثية الممعنة باستباحة كل شيء في إدارة شؤون البلاد، وبوجه وبائها الخبيث الذي بات يُشكّل خطراً على الكيان كله".


بدورها لجنة الإعلام في التيار الوطني الحر، وصفت ما قاله رئيس الجمهورية بالجرأة، واتهمت قناة "الجديد" بالحليف الإعلامي المستجد للرئيس الحريري، التي استرسلت "بالكذب الموصوف" على حدّ قولها.


الحكومة والوساطة
حكومياً، سيطرت حالة من الجمود على عملية تشكيل الحكومة، بعد المواقف التصعيدية لرئيس التيار الحر النائب جبران باسيل ورد تيار المستقبل عليه، لكن حصل تطور من شأنه فتح الباب امام تعويم وساطة البطريرك بشارة الراعي، حيث أفيد ان رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم امين السيد اتصل أمس الاول بالبطريرك وعزّاه بوفاة شقيقه، كما تطرق الحديث بين الرجلين إلى الاوضاع العامة. وهذا الاتصال هو الاول بعد قطيعة طويلة بين الحزب وبكركي، وقد يمهد للقاء يسهم في تحريك المياه الحكومية الراكدة.


الطوارئ الصحية
وبصرف النظر عن "التنميق" والفصاحة، في تدبيج البيان الصادر عن المجلس الأعلى للدفاع، والذي أعلن ما أطلق عليه "حالة الطوارئ الصحية لمواجهة الواقع الخطير جرّاء تفشي وباء كورونا"، ومنع الخروج والولوج إلى الشوارع من الخامسة من صباح بعد غد الخميس 14/1/2021، ولغاية الخامسة من صباح 25/1/2021، مع استثناءات محددة، فإن السلطة أو السلطات المناط بها التشدُّد في تطبيق القانون، والتشدد في معاقبة المستشفيات عند عدم استقبال الحالات المصابة والطارئة، وتسطير المحاضر بحق المخالفين، وتكليف الأجهزة العسكرية والأمنية التشدُّد بتطبيقها، أظهرت عجزاً مفضوحاً، عبر عن جانب منه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، الذي تحدث عن "تراخ في الأيام الماضية بفرض تطبيق الاجراءات..."، مسدياً نصيحة بالغة الأهمية لجهة انه من "واجب الكل تطبيق هذه الإجراءات، ومن غير المسموح أي تساهل".


تمثل هذا العجز، ليس فقط بالخلافات التي عصفت باللجان المعنية، من اللجنة العلمية في وزارة الصحة، إلى اللجنة الصحية، إلى اللجنة الوزارية المتعلقة بمكافحة فايروس كورونا، بل بالقدرة على وضع أي قرار يتخذ موضع التنفيذ.


وبصرف النظر عن الأسباب الآيلة إلى التفشي الخطير، فإن المعالجات بدءاً من الاقفال الأوّل في 14 آذار 2020 بقيت تدور في إطار حسابات واسترضاءات واستثناءات، وعدم حسم وحزم، فضلاً عن الخضوع للضغوطات السياسية، بدءاً من "استباحة المطار" عبر عودة المغتربين، أو نسف الرقابة في الفنادق المحجوزة لهم، وكل الإجراءات والتصرفات، التي أظهرت عقم القرارات والمعالجات..


قبل اجتماع مجلس الدفاع الأعلى دفعت بعض الشخصيات المولجة الاهتمام بالشأن الصحي، إلى إشاعة أجواء ارهقت البلاد والعباد، بدءًا من بدعة الاقفال، ووضع المجتمع "في قفص الفرجة" الأمر الذي دفع بألوف اللبنانيين، في العاصمة ومراكز المحافظات والاقضية والقرى إلى الهجوم على "السوبرماركت" والمولات، واماكن التبضع والأفران لحجز ما تمكنوا من حجزه، من ماء، وخبز ورز وسكر ومعلبات، جعلت رفوف الدكاكين، والمؤسسات الغذائية الكبرى خالية.. قبل ان ينتبه المسؤولون إلى مخاطر ما بثوا ودفعوا به إلى الإعلام ليسري مفعوله، هجمة تموينية، زادت الأمور تعقيداً.


في السياق، طرحت جملة أسئلة وجملة مخاوف، حول القرار القاضي بإعلان الطوارئ الصحية، حول قدرة السلطات على حماية قراراتها، وحماية مصالح القطاعات المهددة بالافلاس اوالتوقف عن العمل.. وهل من الممكن ائتمان هؤلاء، الذين ينتقلون من "تخبط" إلى "تخبط" إلى إدارة ملف المواجهة في الموقع الأخير، بنجاح؟!


مجلس الدفاع وقرار الاقفال
إذ أن البلاد إنشغلت بإعلان المجلس الأعلى للدفاع حال الطوارئ العامة ابتداء من الخميس 14 كانون الثاني حتى 25 من الشهر الحالي قابلة للتمديد وفق النتائج، مع بقاء منع التجول سارياً، وابقى العمل في الادارات الرسمية بمعدل 10في المئة فقط من الموظفين باستثناء وزارة المال، والمؤسسات الصحية الضامنة للموافقات الاستشفائية فقط.


وحدد قرار المجلس الاعلى إستثناءات قليلة جداً ومشروطة، تشمل العسكريين والطواقم الطبية والصليب الاحمر والدفاع المدني وفوج الاطفاء، والقضاة والمحامين لإجراء معاملات إخلاء السبيل فقط، ورجال الدين المولجين العمل في المراكز الاجتماعية وفق بطاقة محددة، والافران وكذلك السوبرماركت لكن لخدمة الديلفري فقط. كما ستفتح مصانع المواد الغذائية والادوية والامصال.وفرق وزارة الاشغال المكلفة فتح وصيانة الطرقات، وشركات المياه والطاقة والمحروقات ووزارة الاتصالات واوجيرو ومصرف لبنان بالحد الادنى للعمل، وحصر العمل في المصارف بمايفيد حالات الاستشفاء فقط.وكذلك سمح بفتح شركات تحويل الاموال.


وافيد انه يمكن للمواطن أن يخرج الى الافران والصيدليات للتبضع على أن يظهر الفاتورة اذا اوقفه حاجز لقوى الامن.وتم استثناء الإعلاميين لكن وفقاً للحاجة الملحة لتنقلهم.


وطلب المجلس من الوزراء المعنيين تشديد الاجراءات لـ"إلزام المستشفيات الخاصة استحداث أسرّة عناية فائقة مُخصصة لمعالجة مرضى كورونا تحت طائلة الملاحقة القانونية والادارية والقضائية".


وازدادت حالات العدوى خلال الأيام السبعة الأخيرة بنسبة سبعين في المئة عما كانت عليه في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات وكالة فرانس برس، ما جعل لبنان واحداً من البلدان التي تشهد حالياً واحدة من أكبر الزيادات في العالم من حيث العدوى. وحلّ لبنان جراء نسبة العدوى المسجلة في الأسبوع الأخير في المرتبة الرابعة بعد كل من ايرلندا ونيجيريا والبرتغال.


وقال الطبيب فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، المرفق الحكومي الذي يقود جهود التصدي للوباء في تغريدة، "جرى تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة، بينها 98 حالة تطلبت العناية الفائقة، في الفترة الممتدة بين الثالث والعاشر من الشهر الحالي".


وقال الرئيس عون في مستهل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع إنّ "المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات تتطلب اجراءات جذرية حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي وباء كورونا". ونبّه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في تصريح الى "إننا اليوم أمام تحد خطير، فإما أن نستدرك الوضع بإقفال تام وصارم وحازم للبلد، أو أن نكون أمام نموذج لبناني أخطر من النموذج الإيطالي". وسمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها، رغم ارتفاع الاصابات، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، رغم تحذير القطاع الصحي المستنزف من قرب استنفاد المستشفيات قدراتها الاستيعابية.


وجراء ازدياد الاصابات بشكل لافت، أقرّت السلطات في السابع من الشهر الحالي إقفالاً عاماً، تضمن استثناءات عديدة، وترافق مع حظر ليلي للتجول، بدأ سريانه في السابع من الشهر الحالي. إلا أن الاجراءات لم تحل دون استمرار ارتفاع الإصابات، التي بلغت أقصاها الجمعة مع رصد 5440 إصابة، في وقت تخطّى عدد المصابين الإجمالي عتبة 219 ألفاً بينها 1606 وفيات.


وسيبقى المطار مفتوحاً مع إلزامية حجر الوافدين من بعض المدن كالقاهرة واديس أبابا وبغداد في الفنادق لمدة أسبوع، بعد اجراء الفحص الإلزامي مع اجراءات اخرى عند الوصول وقبل المغادرة من بيروت. والزم القرار المستشفيات الخاصة بزيادة عدد اسرة العناية الفائقة وفقا لتصنيفها بين 4 و12 سريراً.


وطلب التشدد مع المخالفين، ومنع الخروج والولوج في الطرقات من السادسة صباح الخميس حتى الخامسة صباحا من يوم 25 من الشهر الحالي.


وقبيل إجتماع المجلس، شهدت البلاد حالة من الهيستيريا الجماعية في الاقبال على مخازن المواد الغذائية والاستهلاكية والسوبرماركت والصيدليات والافران ومحلات الخضار لتخزين المواد والادوية، ففرغت رفوف اكبر المخازن من المواد، وانفلت قرار المفرد والمزدوج لتنقل السيارات، التي سببت زحمة سير كبيرة في بيروت وضواحيها القريبة والبعيدة.


واشار نقيب أصحاب السوبرماركات نبيل فهد إلى أنّه "وبسبب الضغط الهائل والإقبال الكثيف على السوبرماركات من الممكن أن تُفقد بعض السلع في بعض المحال التي ليس لها مخزون كبير منها. كما تحدّث عن "المزارعين الذين لن يتمكنوا من تصريف انتاجهم خلال فترة الاقفال".


223391 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 3095 إصابة جديدة بفايروس كورونا و23 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد إلى 223391 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.
 

**********************************************************************

 نداء الوطن:

 

"فيديو بعبدا" يُشعلها بين "الأزرق" و"البرتقالي" عون: الحريري كذّاب و"ما في تأليف"

 

عاش اللبنانيون أمس "الهلع بأمّه وأبيه"، وباتت قرارات الحكومة بالنسبة إليهم بوصلة الهروب من المعاناة. وكأيام الحرب الأهلية، انتقل المواطنون من الوقوف في طوابير أمام ماكينات الصرافة ومحطات الوقود سابقاً إلى ازدحام وتهافت على شراء المواد الغذائية والخبز، قبل أن يدخل الاقفال التام حيّز التنفيذ بعد غد الخميس حتى صباح الاثنين في 25 شباط، وفق قرارات المجلس الأعلى للدفاع التي حددّت تفاصيل الاقفال علّها هذه المرة "تنقش" مع الحكومة وتساعد اجراءاتها في تراجع عدد الاصابات بوباء "كورونا".


وبينما كان رئيس الجمهورية يدعو إلى إعلان حالة طوارئ صحية، سقط في فخّ التسريبات، بفيديو يتّهم فيه الرئيس المكلف سعد الحريري بـ"الكذب"، ناقلاً أزمة التشكيل إلى خلاف شخصي بينه وبين الحريري، وبين جمهورَين تبادلا القصف الكلامي العنيف على مواقع التواصل الاجتماعي، وواضعاً عملية التشكيل في حالة إقفال مفتوحة بكلمتين: "لا تأليف".


ففي لقاء جمعهما قبيل انعقاد "جلسة الكورونا" في بعبدا، سأل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رئيس الجمهورية: "كيف صار وضع التأليف فخامة الرئيس؟"، فأجابه، بحسب ما ورد في الفيديو الذي سُرّب وكتبت كلماته وسائل إعلام: "عم بيقول عطانا ورقة... عم يكذب... عمل تصاريح كاذبة، وهلق ليك قديش غاب، ليك حظّن هاللبنانيين.. وهلق راح ع تركيا، ما بعرف شو بأثر... ما في تأليف".


وأثار اتهام عون للحريري بـ"الكذب" تغريدة عنيفة من الأخير استحضر فيها من سفر الحكمة في الكتاب المقدس: "إِنَّ الْحكمة لا تلج النَّفسَ السَّاعية بالْمكْرِ، وَلا تحلُّ فِي الْجسدِ الْمسْترقِّ للْخطيَّة، لأَنَّ روح التَّأْديب الْقدُّوس يهْرب من الْغشّ، ويتحوَّل عن الأَفْكار السَّفيهة، وينْهَزِمُ إِذَا حضر الإِثْم".


وفهم من الفيديو المسرب في البداية أن الحريري لم يقدّم ورقة التشكيلة إلى عون الذي نشر تغريدة على حسابه الشخصي، في آخر لقاء جمعه بالرئيس المكلف، يذكر فيها استلامه تشكيلةً حكومية من الحريري الذي أعلن آنذاك أي في 9-12 -2020 وقبل مغادرته القصر تسليمه رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية كاملة.


وتسبب التسريب بوضع دوائر رئاسة الجمهورية في حالة ارباك وتخبّط. وبحسب مصادر مقرّبة من بعبدا فإن "شريط الفيديو هو من لقطات مقتطعة وليس كاملاً، وكان الحديث يدور في حينه عمّا يقوله الرئيس الحريري بأننا أعطيناه لائحة بأسماء وزراء. هذا كذب. لم نعطه لائحة بأسماء وبالتالي لم يقل عون ان الحريري لم يسلمه لائحة بالتشكيلة الحكومية لأنه سلمه لائحة فعلاً".


بعد ذلك صدر "التوضيح الرسمي" عن "التيار الوطني الحر" الذي لم ينكر توصيف رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة المكلف بـ"الكاذب"، متهماً قناة "الجديد" بتقويل الرئيس ما لم يقله عن تسلّم التشكيلة.


أما أعنف رد من "تيار المستقبل" فجاء على لسان أمينه العام احمد الحريري الذي قال: "للكذب عنوان: عون وجبران"، مرفقاً تغريدته بصورة عن تغريدة عون التي تؤكد تسلمه تشكيلة مكتملة وتسليمه "طرحاً حكومياً متكاملاً يتضمن توزيعاً للحقائب".


ودخل "الاشتراكي" بالسلاح الثقيل على خط التصويب على بعبدا و"بيت الوسط" معاً. ولتمتين نظرية رئيسه وليد جنبلاط ودعوته الحريري إلى الاعتذار، اعتبر "الاشتراكي" في بيان ان هذا الفيديو "الفضيحة" يؤكد ما كان معروفاً سلفاً قبل التكليف من خلال رسالة رئيس الجمهورية التحذيرية الى النواب، وهو ما عاد وأثبته كلّ مسار التأليف، "بأنه وفريقه لا يريدان سعد الحريري لتشكيل الحكومة إذ يبدو ان فريق الممانعة قرّر أن تُشكّل الحكومة كما يريد، أو فلا حكومة ليستمرّ في الحكم من خلال حكومة دياب".


وغمز "الاشتراكي" من قناة "بيت الوسط" سائلاً: "هل انتبه الذين عَوّموا رئيس حكومة تصريف الأعمال تحت عنوان رفض استهداف مقام رئاسة الحكومة، كيف عبّر هذا الرئيس عن احترامه لهذا المقام من خلال إنصاته وإصغائه الدقيق لكلام رئيس الجمهورية المقصود من دون أن يعلّق بكلمة؟"، في تذكير للحريري الذي ساند دياب بعد الادعاء عليه بحادثة انفجار المرفأ بأنّ الأخير لم يرد الجميل لا بتعليق ولا باعتراض على وصف الرئيس المكلّف بـ"الكاذب".


********************************************************************

 الشرق:

 

هلع الإقفال التام وإعلان حالة الطوارىء تهافت على التخزين وفقدان سلع غذائية

 

انها الفوضى الشاملة. انه الجنون. انه الاستهتار والتخبط وانعدام المسؤولية. انه لبنان. لبنان الذي حولته المنظومة الحاكمة عن سابق تصور وتصميم من جنة الى جهنم، من وطن السياحة والرفاهية والحياة الرغيدة الى بلد الجوع واليأس والحاجة والفقر والخوف والموت. اهمال ما بعده اهمال وسياسات خرقاء اعتباطية لا ترقى الى مستوى الحد الادنى من المسؤولية. وما مشهد طوابير المواطنين المصطفين امام السوبرماركات وسائر محال بيع المواد الغذائية والافران والصيدليات سوى عينة مما اقترفت وتقترف ايادي المنظومة هذه التي يتربع اسيادها على عروشهم داخل اسوار قصورهم يعاينون الذل والقهر الذي تسببوا به لمن يفترض انهم مسؤولون عنهم. مواطنون يموتون على ابواب المستشفيات نتيجة غياب السياسات الاستراتيجية الصحية في مواجهة وباء كورونا، وآخرون يتحدون الدولة وقراراتها مفضلين الاصابة بكورونا على الموت جوعا. اما التلقيح ضد الوباء الذي بلغ مراحل جد متقدمة في دول العالم، فما زال المسؤولون في بيروت يبحثون عن جنس ملائكته، عوض المسارعة الى اقرار قوانين ضرورية تشترطها الشركات لرفع المسؤوليات عنها، تماما كما البحث عن جنس النظام في مرحلة لا تتطلب الا تطبيق هذا النظام لتنتظم امور البلاد والعباد، لا سيما ممن يضربون به عرض الحائط ويطرحون حججا وذرائع لنسفه خدمة لمصالح واهداف خاصة.


الاعلى للدفاع
وفيما التخبط الحكومي السياسي الاداري سيد المشهد،عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا في قصر بعبدا اعلن على اثره حالة الطوارىء الصحية من ?? الى ?? كانون الثاني ???? ، وشمل عددا من الاجراءات ابرزها منع التجول طوال ?? ايام على مدار الساعة ، واستثى من الاقفال التام المؤسسات العامة والخاصة الحيوية، وابقى المطار مفتوحا مع اتخاذ اجرات جديدة ؟


التوصيات
وقبيل اجتماع بعبدا، عقد في السراي اجتماع للجنة الوزارية الخاصة بكورونا لرفع توصياتها الى المجلس الاعلى. وفي السياق، تضمنت التوصيات الاقفال التام على ان يبدأ الخميس ويشمل المصارف والادارات الرسمية وسيكون لـ10 ايام قابلة للتجديد لكن المطار لن يقفل في شكل نهائي وستتوقف الرحلات من عدد من المدن التي تسبب الوافدون منها بالنسب الاعلى من الاصابات، ومنها بالمبدأ 5: القاهرة وبغداد واسطنبول واديس ابابا واضنة. وتابعت المعلومات "الافران لن تقفل ابوابها طيلة فترة الاقفال فيما ستقفل السوبرماركات". وبحسب توصيات لجنة كورونا سيمنع التجول بشكل كامل طوال فترة الاقفال العام وسيستثنى الإعلام وكذلك الجسم الطبي والصيدليات والافران. وافيد ان السوبرماركت ستفتح لخدمات الـ delivery كما ستفتح مصانع المواد الغذائية والادوية والامصال. وافيد ان يمكن للمواطن أن يخرج الى الافران والصيدليات للتبضع على أن يظهر الفاتورة اذا اوقفه حاجز لقوى الامن وخدمة السوبرماركت والميني ماركت فقط للدليفري.


زحمة وهلع
وكان اللبنانيون اصطفوا بالطّوابير أمام السوبرماركت ومحال بيع المواد الغذائيّة قبيل صدور قرار الاقفال التام الذي سيشمل هذه المحال. ولفت نقيب أصحاب السوبرماركات نبيل فهد إلى أنّه "وبسبب الضغط الهائل والإقبال الكثيف على السوبرماركات، امس، من الممكن أن تُفقد بعض السلع في بعض المحال التي ليس لها مخزون كبير منها". كما تحدّث عن "المزارعين الذين لن يتمكنوا من تصريف انتاجهم خلال فترة الاقفال، وهذه السلع تتلف بسرعة، الأمر الذي سيكبّدهم بعض الخسائر". وعلى الرغم من ان محال السوبرماركت ستبقى مفتوحة لخدمات الـ delivery الا ان المواطنين فضلوا النزول بأنفسهم للتبضع مما يحذر من ازمة كارثية جديدة وارتفاع جنوني بعدد الاصابات في ظل تفشي وباء كورونا في المجتمع. وفرغت رفوف السوبرماركت من المواد الغذائية والخبز وسط الاقبال الجنوني عليها.


اللقاحات
وفي الشأن الصحي ايضا، قال رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي بعد اجتماع افتراضي للجنة: "قررنا بالتعاون مع وزارة الصحة اقرار قانون سريع للحصول على اللقاحات في الوقت المحدد، أسوة بكل دول العالم". أضاف: "فايزر" و"موديرنا" حصلتا على استخدام طارئ وموقت لأن الأمر يحتاج الى مراقبة كل شخص تلقى اللقاح، وذلك كي لا يتم رفع دعاوى في حقهما، ونحن في لبنان ليس لدينا هذا القانون. وأكدت لنا شركة "فايزر" أن إذا أقر القانون اليوم فستسلمنا اللقاح قبل الوقت المحدد مع وزير الصحة". وتابع: "ذاهبون الى ارتفاع في الإصابات الخطيرة ونتمنى التزام التدابير الوقائية وبسبب الفوضى العارمة في الفترة السابقة ارتفعت الإصابات، كذلك الإصابات داخل المنازل ما أدى إلى ارتفاع الأرقام".


حسن يغيب.. ثم يحضر
وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عدم حضوره جلسة اللجنة الوزارية الخاصة بـ"كورونا" لاعتراضه على القرار الذي اتّخذ من قبل اللجنة قبل الأعياد. وطالب بأخذ قرارات اللجنة العلمية في وزارة الصحة على محمل الجدّ بسبب مقاربتها للواقع بشكل دقيق للوصول إلى بر الأمان والحد من انتشار جائحة كورونا. ولاحقا، اعلن دياب انه لن يرضى باتخاذ القرار من دون حضور حسن وبالتالي حضر الاخير إلى السراي.
 

********************************************************************

 

 الشرق الأوسط:

 

عون يتهم الحريري بـ"الكذب" الرئيس المكلف رد عليه بنص من الإنجيل

 

 اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون، الرئيس المكلف سعد الحريري، بالكذب، نافياً أن يكون الأخير سلمه ورقة تتضمن تشكيلة حكومية، وذلك في مقطع فيديو مسرب بثته بعض وسائل الإعلام، وجرى تناقله في مواقع التواصل الاجتماعي.


الفيديو بدا أنه التقط من لقاء جمع الرئيس عون برئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، قبيل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أمس.


في الفيديو، يسأل دياب، الرئيس عون، عن أجواء تأليف الحكومة العتيدة، ليجيب الأخير: "لا تأليف... يقول (عن الحريري) إنه أعطاني ورقة"، ويضيف: "إنه يكذب... أدلى بتصاريح كاذبة... وسافر إلى تركيا"، في إشارة إلى مغادرة الحريري إلى الخارج. ولم يصدر أي توضيح من القصر الجمهوري حول الفيديو، وما إذا كان مفبركاً أو صحيحاً.


ورد الحريري على عون بتغريدة ذكر فيها عبارة من الإنجيل، يفيد بأن "الحكمة لا تلج النفس الساعية للمكر".


ويحمل مضمون الشريط مؤشرات على التعقيدات التي تحول دون تأليف الحكومة، وأزمة الثقة بين الطرفين. ويقول "تيار المستقبل" إن الحكومة "جاهزة تنتظر عند رئيس الجمهورية"، وفي المقابل، يصر الرئيس اللبناني على اعتماد "وحدة المعايير" في الحكومة الجديدة، أي الجهات التي تسمي ممثليها في الحكومة. وأسفرت اللقاءات السابقة وما ترتب عليها عن أن هناك تباينات بين الرئيسين حول عدد أعضاء الحكومة.
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram