افتتاحية صحيفة النهار
هوكشتاين مجدداً يسابق خطر حرب على لبنان
لم يكن وصول كبير مستشاري #البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة العالمي، اموس #هوكشتاين إلى ##إسرائيل امس في مهمة جوهرها لجم مؤشرات خطيرة لإمكان اتساع حرب غزة الى لبنان تطورا عاديا، بل لعل هذه الزيارة بذاتها شكلت إنذارا متجددا الى ما بلغته سقوف التصعيد الميداني على ضفتي الجبهة اللبنانية الإسرائيلية من مراحل موغلة في الخطورة.
وفي أي حال فان زيارة هوكشتاين لإسرائيل، التي لم يعرف ما اذا كانت ستليها زيارة محتملة له لبيروت، لم تكن وحدها المؤشر – الإنذار الى اقتراب لبنان من ذروة “المنطقة الحمراء” بل سبقتها ثلاثة أيام “ميدانية” من العيار الحربي والميداني الثقيل على امتداد “الخط الأزرق” الذي تحول الى خط ميداني مفتوح لتبادل العمليات الحربية والتصعيد المتدرج. وهو امر بات يدفع جانبا بكل “النظريات” المطمئنة الى ان لبنان ابتعد عن احتمالات الانزلاق الى حرب شاملة اذ يرى ديبلوماسيون وخبراء جادون بان واشنطن لا تتحرك عبثا او ملئا لمسرح ديبلوماسي حين ترسل هوكشتاين تحديدا، الذي صار بمثابة المسؤول الأساسي ذي الخبرة المتعمقة في الملف اللبناني الحدودي والنفطي والاستراتيجي، مرتين الى إسرائيل ولبنان في اقل من شهر لولا استشعارها عن قرب وبجدية كاملة خطر اندلاع حرب لا تريدها بين إسرائيل و”#حزب الله”. وذكر هؤلاء انه على رغم الاعتراضات والإدانات وحالة الغضب الصارخة حيال “التغطية العمياء” التي وفرتها وتوفرها الإدارة الأميركية لإسرائيل في حربها ومجازرها في غزة ، فان ذلك لا يحجب واقعا لافتا يتمثل في ان واشنطن وقفت بقوة من اللحظة الأولى ضد سقوط لبنان في متاهة حرب واسعة ومارست الضغوط في اتجاه إسرائيل كما أرسلت التحذيرات المتوالية الى “حزب الله” عبر قنوات لبنانية واجنبية بغية النأي بلبنان عن تداعيات اتساع الحرب اليه. ولذا تترقب الأوساط المعنية مناخ وعناوين ونتائج الحركة الجديدة التي يضطلع بها هوكشتاين موفدا من الرئيس الأميركي إلى إسرائيل علما ان فرضية زيارته بيروت بعد زيارته إسرائيل ليست ثابتة.
ولعل ما تجدر الإشارة اليه ان التحرك الأميركي الجديد يتزامن مع الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم المخصصة للمشاورات المغلقة حول الإحاطة الدورية النصف السنوية حول تنفيذ القرار 1701 في الجنوب اللبناني حيث ستقدم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا التقرير عن هذا القرار في ظل التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب.
وكان هوكشتاين وصل امس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول منع توسع حرب غزة إلى جبهة لبنان، وفقاً لما أورده موقع “أكسيوس” الأميركي. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ هناك قلقًا متزايدًا في البيت الأبيض من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان قد يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.
ووفق مسؤول أميركي، سيؤكد هوكشتاين أنّ استعادة الهدوء على الحدود الشمالية يجب أن تكون أولوية قصوى. وقال مسؤول إسرائيلي للموقع، إنه من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنّ إسرائيل تريد من الولايات المتحدة أن تعمل دبلوماسياً للضغط على “حزب الله” لسحب قوة الرضوان الخاصة به من الحدود.
وفي وقت سابق امس شدد هوكشتاين على أن ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر على حدود لبنان، وذلك ضمن فعاليات منتدى حوار المنامة 2023، قمة الأمن الإقليمي 19. وأكد أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم، معتبرا أن الخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية.
التصعيد جنوباً
اما الواقع الميداني على الجبهة الجنوبية فلم يختلف بحدته واحتدامه امس عن الأيام الثلاثة التي سبقته. واعلن “حزب الله” انه هاجم ثكنة زبدين كما هاجم موقع ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخي “بركان” ما تسبب باضرار كبيرة فيها. كما اعلن استهدافه قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون كما اعلن انه استهدف تجمع مشاة إسرائيليا في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية وحقق فيه اصابات مباشرة. وإستهدف ايضا بالصواريخ والقذائف المدفعية تجمع مشاة إسرائيلي في مثلث الطيحات . كما اعلن بعد الظهر انه استهدف “بواسطة ثلاث مسيرات هجومية مراكز تجمع جنود الاحتلال الاسرائيلي غرب كريات شمونة وحققوا فيها اصابات مباشرة.
في المقابل، اعلن الجيش الإسرائيلي انه “قصف مواقع في لبنان أطلقت منها قذائف صاروخية باتجاه مدينة كريات شمونة”. وافيد عن اعتراض 3 مُسيّرات في أجواء الجليل الأعلى. وتعرضت اطراف بلدات يارين ، الضهيرة وطيرحرفا ورب الثلاثين ومحيبيب والجبين ويارين لقصف مدفعي. كما قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين ديرميماس وكفركلا. وسجل قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راع في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز.
واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي كنيسة مار جرجس في بلدة يارون – قضاء بنت جبيل والحق فيها أضرارا كبيرة من الداخل والخارج .
كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة” أمل” النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل في ميس الجبل. وقصفت مروحيات اسرائيلية أطراف بلدة مارون الراس.
وأطلق السفير الروسي ألكسندر روداكوف تحذيرا من خطورة الوضع في الجنوب فأوضح بعد لقائه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب “نحن على تواصل دائم حيث نناقش بعض المواضيع والمصالح سواء كانت ثنائية او دولية”.اضاف “كما تحدثنا عن الوضع في لبنان والجنوب وهو خطير جدا ولا بد من وقفه، والأحداث في المنطقة خصوصا في غزة، ونحن في كل المحافل الدولية ننادي بالسلام ووقف العمليات الحربية والعسكرية”.
اما في المشهد الداخلي فلم يطرأ أي جديد على صورة الازمة المتصلة بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وغداة مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصارمة الرافضة اي تعديل في قيادة المؤسسة العسكرية، زار وفد من “تكتل الجمهورية القوية” بكركي امس بتكليف من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وطلب الوفد “عدم المخاطرة بأمن لبنان وسلامة اللبنانيين وتطبيق القرار 1701 “، مشيرا الى “اننا عبّرنا لسيد الصرح عن إرادتنا التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون. ففي ظل الوضع المتفجّر وفي هذا الظرف لا يجوز تغيير قيادة الجيش كما ان لا يجوز تعيين قائد في غياب رئيس الجمورية”، مؤكدا “اننا نريد قائدا للجيش غير مسيّس وأي قائد جيش سيتم تعيينه اليوم سيكون مسيّساً من قبل الجهة التي ستعيّنه”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
مشروع لتطويع 8 آلاف جندي والراعي مع “القائد” إلى النهاية
قلق أميركي متزايد من حرب لبنان وإسرائيل تضغط لانسحاب “الحزب”
الوصول المفاجئ لآموس هوكشتاين مستشار الرئيس جو بايدن لأمن الطاقة الى اسرائيل أمس، على خلفية التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، أدّى الى انقلاب الصورة النمطية لهذا التوتر. فبعد زيارة مستشار بايدن بيروت في 11 الجاري، مركزاً على إبقاء المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل ضمن ما سميّ وقتذاك «قواعد الاشتباك»، انقلب المشهد أمس رأسا على عقب. ووفق ما صرّح به مسؤول أميركي لـ»رويترز»، فإن هوكشتاين أتى هذه المرة الى اسرائيل من أجل «التأكيد على أنّ استعادة الهدوء على امتداد حدودها الشمالية، له أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، ويجب أن يمثّل أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان».
لماذا اختار هوكشتاين اسرائيل وليس لبنان كي يتابع التطورات الجنوبية؟
يجيب عن السؤال موقع «اكسيوس» الالكتروني الاميركي، فيشير الى أن وصول هوكشتاين الى الدولة العبرية، هو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول منع نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان، حسبما قال مسؤولان أميركيان وإسرائيليان لـ»أكسيوس».
وعن أهمية زيارة مستشار بايدن لاسرائيل، يقول مسؤولون أميركيون إن هناك «قلقاً متزايداً» في البيت الأبيض من أنّ العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان يؤدي إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية. ويضيف هؤلاء المسؤولون: «يشعر البعض في إدارة بايدن بالقلق، من أنّ إسرائيل تحاول استفزاز «حزب الله» واختلاق ذريعة لحرب أوسع في لبنان يمكن أن تجرّ الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى مزيد من الصراع. وينفي المسؤولون الإسرائيليون ذلك صراحة».
ومن المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.
في موازاة ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير «إنّ إسرائيل تريد من الولايات المتحدة أن تعمل ديبلوماسياً للضغط على «حزب الله» لسحب قوة «الرضوان» النخبوية من الحدود مع إسرائيل». ولفت الى أنّ السلطات أجلت عشرات الآلاف من السكان من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود كإجراء احترازي، وأعلن «أن هؤلاء المدنيين لن يعودوا إلى منازلهم إذا اعتقدوا أنّ هناك تهديداً على الجانب الآخر من الحدود».
وفي وقت سابق، شدد هوكشتاين على أنّ ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر على حدود لبنان، وذلك ضمن فعاليات «منتدى حوار المنامة 2023- قمة الأمن الإقليمي 19».
وأكد هوكشتاين «أنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم»، مفترضاً «أنّ الخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية».
وتزامنت زيارة هوكشتاين لإسرائيل، مع تقديم مجلس الأمن موعد اجتماعه الذي كان مقرراً غداً الى اليوم، من أجل أن يُصدر تقريره الدوري المتعلق بالقرار الدولي 1701. ولم يذكر سبب تقديم موعد الاجتماع.
هذا في نيويورك. أما في بيروت، فكان لافتاً ما صرّح به السفير الروسي ألكسندر روداكوف بعد زيارته أمس وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، إذ قال:»تحدثنا عن الوضع في لبنان والجنوب وهو خطير جداً».
ومن التطورات السياسية الى التطورات الميدانية. فقد أعلن «حزب الله « استهداف تجمّعات عسكرية في شمال إسرائيل بطائرات مسيّرة هجومية ودفاعية، في إطار قصف طال مواقع عسكرية قرب الحدود بين البلدين». كما أفاد «الحزب» عن استهداف مواقع إسرائيلية عدّة بينها ثكنة برانيت بصاروخي «بركان».
في المقابل، توسعت مروحة الإعتداءات الإسرائيلية وآخرها إستهداف كنيسة مار جرجس في بلدة يارون (قضاء بنت جبيل)، بقصف مدفعي ألحق بها أضراراً كبيرة.
كما تعرّض منزل عضو هيئة الرئاسة في «حركة أمل» النائب قبلان قبلان، لأضرار جسيمة جرّاء استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي بقذيفتين مدفعيتين (عيار 155 ملم) في بلدة ميس الجبل. وتحدّث الجيش الإسرائيلي من جهته عن 25 إطلاقاً لرشقات من لبنان باتجاه مواقع قريبة من الحدود، معلناً اعتراض عدد منها وسقوط أخرى في مناطق مفتوحة.
على صعيد متصل، علمت «نداء الوطن» أنّ هناك بحثاً يجري في لبنان لتحضير الجيش للقيام بالدور المنوط به بموجب القرار 1701. ويقضي القرار بنشر 12 الف جندي في المنطقة الواقعة بين «الخط الأزرق» جنوباً ونهر الليطاني شمالاً، ولكن الجيش ينشر حالياً في تلك المنطقة 4 آلاف جندي فقط بسبب نقص عديده. وبحسب المعلومات، يجري البحث في تطويع 8 آلاف جندي لسد النقص.
في موازاة ذلك، أفادت «وكالة فرانس برس» أن وزارة الجيوش الفرنسية ستنقل في رحلة جوية عسكرية دفعة أولى من المساعدات الطبية التي تزن حوالى ثلاثة أطنان إلى القوات المسلحة اللبنانية.
في ما يتصل بقيادة المؤسسة العسكرية، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون وفداً من «الجبهة السيادية من أجل لبنان»، الذي أكد دعم الجيش. وأوضح العماد عون «أن ما يهمه هو تأدية واجباته من دون ان يكون في وارد السعي الى مكاسب شخصية».
وعلى هامش زيارة وفد تكتل «الجمهورية القوية» لبكركي، علم أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «يخوض المعركة حتى النهاية « دعماً لبقاء العماد عون على رأس قيادة الجيش. وربط موقفه هذا بتلازم تعيين قائد جديد للجيش مع انتخاب رئيس للجمهورية.
********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مواجهات على الجبهة الجنوبية .. إسرائيل تُهدّد .. وهوكشتاين في تل أبيب لمنع الحرب
حرب الإبادة التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة على احتدامها منذ نحو سبعة اسابيع، وتركّز استهدافاتها على المدنيّين، حيث ارتفع عدد الشهداء الى 13300، فيما بقيت وقائع الميدان العسكري مجهولة، وسط حديث اسرائيلي متواصل عن تحقيق انجازات، في مقابل اعلان حركة «حماس» عن مواجهات ضارية تخوضها ضدّ الجيش الاسرائيلي وتدمير عشرات الآليات العسكرية، على انّ الحدث الأبرز امس، كان تعرّض تل ابيب لقصف صاروخي تبنّته «حماس»، هو الأعنف من نوعه منذ بدء الحرب. فيما برز في المقابل، اعلان الرئيس الاميركي جو بادين عن انّ اتفاقاً للإفراج عن اسرى لدى «حماس» بات وشيكاً، كشف الاعلام الاسرائيلي انّ الجيش الاسرائيلي أعطى الضوء الأخضر للمستوى السياسي لتنفيذ صفقة تبادل مع حركة «حماس»، وبانتظار ردّ الأخيرة في غضون نصف يوم».. واما على الجبهة اللبنانية، فإنّ تصاعُدُ العمليّات العسكريّة على الحدود الجنوبيّة، يشي بتدرّج متسارع نحو حرب حقيقيّة. ولاسيما انّ هذه العمليات بدأت تتجاوز خط النار الممتد من رأس الناقورة الى مزارع شبعا، وتتوسع في اتجاه المستوطنات الاسرائيلية، وكذلك الى مديات بعيدة من الحدود، بالقصف الإسرائيلي المركّز على عمق البلدات الجنوبية. فيما لم يطرأ تبدّل على المشهد السياسي، أو ما يؤشّر إلى حلحلة وشيكة لملف قيادة الجيش العالق بين المطبّات السياسيّة والنكايات، في انتظار ما قد يستجد حول هذا الملف خلال الايام المقبلة.
الواضح على الحدود الجنوبية انّ الميدان العسكري سبق كلّ الدعوات إلى التهدئة وعدم توسيع دائرة الصراع، والعمليّات العسكريّة بالوتيرة العنيفة والمكثفة التي بلغتها في الأيّام الاخيرة، توحي وكأنّها على شفير أن تفقد ضوابطها وفق ما تسمّى قواعد الاشتباك المعمول بها بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي.
فقد شهدت منطقة الحدود امس، يوماً عالي التصعيد، تنقلت فيه العمليات العسكرية والقصف المعادي الاسرائيلي على طول خط المواجهة، امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولاً الى الناقورة. حيث بدت المنطقة مسيطراً عليها بالنار من كلا الجانبين. واللافت للانتباه انّ «حزب الله» مضى في رفع وتيرة التصعيد ضدّ المواقع العسكرية الاسرائيلية، الذي انتهجه منذ بداية الاسبوع الماضي، وشنّ في الساعات الماضية سلسلة هجمات، واعلن انّه حقق فيها اصابات مباشرة. وفي بيانات متلاحقة للحزب، اعلن انّ المقاومة الإسلامية استهدفت مراكز تجمّع وانتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي غرب كريات شمونة بالقذائف المدفعية، وتجمّع مشاة إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية، وتجمّع مشاة إسرائيليين في مثلث الطيحات بالصواريخ والقذائف المدفعية، وتلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخي «بركان» من العيار الثقيل، وثكنة زبدين في مزارع شبعا ومراكز تجمّع جنود الاحتلال غرب كريات شمونة بثلاث مسيّرات انقضاضية. واعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية انّ رادارات الجيش الاسرائيلي لم تكشف الطائرات المسيّرة، وذكرت القناة 12 الاسرائيلية أنّ «حزب الله» اطلق منذ صباح امس، 40 صاروخًا و3 طائرات إنتحارية تجاه مواقع الجيش «الإسرائيلي» في الجليل، أعنفها كان إطلاق صاروخ «بركان» على قاعدة برانيت والحق فيها اضراراً ضخمة، فيما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي انّ قذائف هاون أُطلقت من لبنان على منطقة برعام والجيش ردّ على مصادر النيران». واشار الاعلام الاسرائيلي الى انّه في اعقاب القصف من لبنان جرى إغلاق طرقات رئيسية في الشمال امام حركة السيارات في مستوطنات «مرغليوت» و»مالكية» و»راموت».
في هذا الوقت، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق والبلدات اللبنانية، حيث استهدف بالقصف بلدة الخيام، فأطلقت مسيّرة اسرائيلية صاروخاً في اتجاه احد المنازل في البلدة، ما ادّى الى احتراق المنزل. كما استهدفت منزلين آخرين، وتردّدت معلومات عن سقوط ضحايا، كذلك استهدفت كنيسة مار جرجس في يارون قضاء بنت جبيل، ومنزل عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب قبلان قبلان في ميس الجبل، وعلّق قبلان على القصف قائلاً: «الحمدلله لم يكن هناك احد في المنزل، وما استُهدف هو الحجر، وبالتالي «فدا دم المقاومين» فالحجر لا يساوي نقطة دم واحدة». وشمل القصف الاسرائيلي ايضاً، منطقة العزية، واطراف كفركلا، دير ميماس، رب ثلاثين، خراج علما الشعب، مركبا، حولا، محيبيب، مارون الراس، تلة المطران حمامص، وطى الخيام، حي المسلخ في الخيام، تلة العزية، وادي السلوقي، المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب، الجبين، يارين، طير حرفا، الضهيرة، حرش هورة بين ديرميماس وكفركلا، القوزح، رامية، وادي البياض، الطيبة، ياطر وكفرا. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنّ «الجيش أغار على مسلّحين حاولوا إطلاق قذائف مضادّة للدّروع في منطقة مروحين. كما أغار من خلال مقاتلات حربيّة ومروحيّة حربيّة ودبّابات، على بنى تحتيّة لـ«حزب الله» داخل لبنان، ردًّا على إطلاق قذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيليّة». وأشار، عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ «بالإضافة إلى ذلك، تمّ رصد إطلاق نحو 25 قذيفة صاروخيّة من لبنان نحو إسرائيل في نقاط عدّة على الحدود، حيث اعترضت الدّفاعات الجوّيّة قذائف عدّة، بينما سقطت باقي القذائف في مناطق مفتوحة». وقال إنّ «ثلاث مسيّرات متفجّرة سقطت بالقرب من موقع عسكري، دون وقوع إصابات»، لافتًا إلى أنّ «قوّات الجيش تردّ نحو مصادر إطلاق النّار».
جهود التبريد وفيما أُعلن أمس عن أنّ قيادة قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب تكثّف اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لاحتواء الموقف وعدم تفاقمه محذّرة من خروج الامور عن السيطرة، كان لافتاً للانتباه أنّ القنوات الديبلوماسية الغربية عادت لتتحرّك في الساعات الأخيرة، لتنقل رسائل متجدّدة الى المسؤولين اللبنانيين، تعبّر عن قلق بالغ من الوضع المتفجّر في منطقة الجنوب، وتحذّر من خطأ الانزلاق إلى تفجير اكبر، وتحث على بذل الجهود لتبريد جبهة الجنوب وإخراجها من دائرة التصعيد. وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الحركة الديبلوماسية المتجددة، تركّز في بعدها الأساسي على «حزب الله» وضرورة ثنيه عن توسيع دائرة الصراع، وأما في جانبها الآخر فهي انطوت على رسائل مباشرة، تفيد بعدم رغبة اسرائيل في توسيع نطاق الحرب تجاه لبنان. هذا في وقت بقيت فيه قنوات الاتصال الاميركية مفتوحة مع لبنان، وتؤّكد أنّ واشنطن تبذل جهداً مكثفاً مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لعدم رفع سقف التصعيد الى مواجهات واسعة».
هوكشتاين في إسرائيل واللافت في هذا السياق ما اعلنه موقع «اكسيوس» الاميركي عن «وجود الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في اسرائيل، لإجراء مباحثات في شأن تجنّب الحرب بين اسرائيل ولبنان».
ونقل موقع «والا» الاسرائيلي عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين انّ كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن عاموس هوكشتاين، وصل إلى إسرائيل، لبحث الجهود المبذولة لمنع نشوب حرب مع لبنان. ونقل الموقع عن المسؤولين تأكيدهم «أنّ هناك قلقاً متزايداً في الإدارة الأميركية من أن يؤدي التصعيد على الحدود الشمالية إلى تطوّر الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، الأمر الذي سيتطلّب تدخّلاً عسكرياً أميركياً أكبر». وذكر الموقع نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار، انّ من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين بوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ويناقش معهم الوضع على الحدود الشمالية. ووفق مسؤول أميركي للموقع المذكور، فإنّ «هوكشتاين سيؤكّد أنّ استعادة الهدوء على الحدود الشمالية يجب أن تكون أولوية قصوى»، فيما قال مسؤول اسرائيلي كبير: «إنّ إسرائيل تريد من الولايات المتحدة أن تعمل ديبلوماسياً للضغط على «حزب الله» لسحب قوة الرضوان الخاصة به من الحدود». الى ذلك، سألت «الجمهورية» جهات مسؤولة عمّا اذا كان هوكشتاين سيزور لبنان، فقالت: «إن صحّ ما يُقال عن أنّه حضر الى اسرائيل في مسعى لعدم تطور الامور في الجنوب الى حرب، فهذا يعني انّ زيارته الى لبنان ليست مستبعدة».
وكان هوكشتاين قد شارك في فعاليات منتدى المنامة – قمة الأمن الاقليمي، ونُقل عنه قوله «انّ ما يحصل في غزّة يجب ان لا يؤثّر على حدود لبنان»، مؤكّدا انّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل قائم، والخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية».
تهديدات وفيما أكّد «حزب الله» انّه يترك تطور الامور الى مجريات الميدان العسكري، بالتوازي مع جهوزية كاملة لأي احتمال، وعلى ما قال نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم، «بأنّ المقاومة هي الحل الوحيد، وكل كلام غير المقاومة لا ينفع في مواجهة التحدّيات، وسنبقى في الميدان، على الرغم من كل الأصوات التي لا يعجبها ذلك، لأنَّه لا يمكن أن نحمي بلدنا وخياراتنا وأجيالنا وتربيتنا إلَّا من خلال القوَّة التي نملكها، هذا الحقُّ الذي معنا لا يمكن أن يستقيم في واقع الحياة إلَّا بالقوة، سنواجه قوتهم بقوتنا مع حقنا وسننتصر». توالت في المقابل التهديدات الاسرائيلية بحرب مدمّرة للبنان، وعكس ذلك الإعلام الاسرائيلي الذي كشف عن نقاش داخل المستويين السياسي والعسكري الاسرائيليين، حول الوضع في لبنان، وقالت انّ انقساماً ملحوظاً بين جنرالات الجيش الاسرائيلي حول لبنان، مشيرة الى أنّ بعض هؤلاء الجنرالات يدفعون الى تصعيد المواجهة مع لبنان وضرب «حزب الله» الذي يمارس تصعيداً كبيراً ضدّ قوات الجيش وبلدات الشمال، فيما رفض البعض الآخر الإقدام على ذلك، لأنّ الحرب في الشمال ليست سهلة، فـ«حزب الله» ليس «حماس»، والحرب معه في هذا الوقت مكلفة للغاية وتؤدي الى خسائر باهظة».
ضغط اميركي واشار الإعلام الاسرائيلي الى انّ واشنطن تواصل ضغوطها على تل ابيب لعدم التصعيد مع لبنان، مع تشديدها على ان يكون الردّ على عمليات «حزب الله» دقيقاً ومدروساً، دون الانزلاق الى خطأ توسيع دائرة المواجهة، الذي قد يمهّد لاشعال جبهات اخرى». وفيما تُثار تساؤلات حول الموقف الاميركي وتغطيته الكاملة لحرب اسرائيل التي تشنها من دون ضوابط على قطاع غزة، في وقت ترفض فيه واشنطن توسيع دائرة الصراع الى لبنان تحديداً، نقل مسؤول كبير عن ديبلوماسي غربي قوله رداً على استفساراته حول حقيقة الموقف الاميركي: «إنّ اولوية واشنطن كانت ولا تزال الحرب الدائرة في اوكرانيا، إلّا أنّ تطور الوضع في غزّة، فرض وقائع جديدة عليها صرف تركيزها على الجبهة الاوكرانية، ولحضور في المنطقة انفاذاً لأولويتها أي «أمن اسرائيل»، لتشكّل عامل إسناد لها في حربها على «حماس»، وكعامل رادع لأي محاولة لتوسيع جبهات القتال ضدّ اسرائيل. فواشنطن تريد لاسرائيل ان تحسم حربها سريعاً، خلافاً لما يقوله قادة اسرائيل، لتعود بعد ذلك الى التركيز مجدداً على جبهة اوكرانيا، حيث ثمة استعدادات وتحضيرات وتحشيدات، تعزز الخشية من ان تبادر روسيا الى ما قد يفرض وقائع جديدة تقلب مجريات الحرب رأسا على عقب».
روسيا: الوضع خطير
وبرز في هذا السياق، موقف لسفير روسيا في لبنان ألكسندر روداكوف الذي قال بعد لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب: «الوضع في لبنان والجنوب وهو خطير جداً، ولا بدّ من وقفه، والأحداث في المنطقة خصوصاً في غزة، ونحن في كل المحافل الدولية ننادي بالسلام ووقف العمليات الحربية والعسكرية».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«حزب الله» يصعّـد… وأميركا تعمل لمنع الحرب
عشرات الهجمات بـ«مسيّرات» انتحارية وصواريخ ثقيلة
استمرّ، أمس، السباق بين التسخين المتصاعد الذي يقوم به «حزب الله» عند الحدود اللبنانية، ومساعي التهدئة التي تقوم بها الولايات المتحدة بزيارة قام بها مستشار للرئيس جو بايدن إلى إسرائيل.
وواصل «حزب الله» ضغطه العسكري على الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي في نسق هجمات متصاعد بلغ يومياً العشرات على المواقع الممتدة على الحدود، مستعملاً أسلحة جديدة في كل مرة، كان آخرها أمس هجمات بنحو 7 مسيّرات انتحارية، وهجمات بصواريخ «بركان» التي تصل زنتها القصوى إلى نحو نصف طن من المتفجرات.
في المقابل، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجمات انتقامية على أهداف يعتقد أنها لـ«حزب الله» عند أطراف القرى اللبنانية، مع تسجيل خرق استهدف به أمس منزلاً لنائب من حركة «أمل» التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري في بلدة حدودية، وكنيسة في بلدة أخرى.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي، أن آموس هوكستين، مستشار الرئيس بايدن لأمن الطاقة، توجّه إلى إسرائيل الاثنين لمناقشة قضايا متعلقة بالحدود الشمالية مع لبنان، بما في ذلك كيفية منع اتساع رقعة الصراع في غزة. وأضاف المسؤول: «هذه الزيارة تأتي متابعة لأخرى قام بها هوكستين الشهر الحالي لبيروت، حيث أوضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتصاعد الصراع في غزة ويمتد إلى لبنان». وأردف: «سيؤكد هوكستين خلال وجوده في إسرائيل على أن استعادة الهدوء على امتداد الحدود الشمالية لإسرائيل له أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، ويجب أن يمثل أولوية قصوى لكل من إسرائيل ولبنان».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تدخل أميركي مباشر لاحتواء انزلاق إسرائيل إلى حرب مع لبنان
«القوات» في بكركي لفرض التمديد لعون..وقرار بتعويم صفقة الفيول معدّلة
قررت الادارة الاميركية التحرُّك على وجه السرعة، بعد يوم عاصف على صعيد المواجهات الجارية في الجنوب، بالتزامن مع اختطاف سفينة تعود ملكيتها لإسرائيلي في البحر الاحمر، والضغوطات لإحتواء جبهة العراق.
فقد وصل الى اسرائيل على عجل الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، لثني تل ابيب عن الانزلاق الى حرب مع لبنان.
وحسب ما نقل عن هوكشتاين ان ما يجري في غزة لا يجب ان يؤثر على الحدود مع لبنان، يتضمن اشارة واضحة الى استمرار الاتفاق البحري بين لبنان واسرائيل، فضلاً عن رفض توسيع «نموذج غزة» التدميري باتجاه لبنان.
وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة فإن عودة هوكشتاين على وجه السرعة تعكس قلقاً اميركيا من انهيار الجبهة مع لبنان.
واشارت مصادر اخرى ان هوكشتاين، الذي بات على دراية الى حدّ ما بالملفات ما بين لبنان واسرائيل، يسعى للحؤول دون اي تدهور متوقع على جبهة لبنان.
وفي معلومات تسربت مع بدء هوكشتاين مهمته ان الجانب الاسرائيلي يشترط للتهدئة انصراف واشنطن لممارسة الضغوطات على حزب الله، لسحب «فرقة الرضوان» من الجبهة، وهي قوة النخبة لدى المقاومة الاسلامية.
قيادة الجيش
وعشية عيد الاستقلال الـ80، بقي موضوع حسم قيادة الجيش في الواجهة.. ومن المتوقع ان تتكثف الاتصالات بعد العيد، على ان تواصل كتلة الجمهورية القوية لقاءاتها من اجل العمل لهذه الغاية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحريك ملف تأجيل تسريح قائد الجيش من قبل المعارضة ولاسيما كتلة الجمهورية القوية ينتظر أن يخرج بنتيجة تصب في هذا السياق، بعدما حظي موقف الكتلة بتأييد من البطريرك الماروني الذي أعاد رفضه المساس بقيادة الجيش قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وفي اجتماعهما أمس تقاطعا على هذه النقطة بالتحديد. ورأت مصادر في كتلة الجمهورية القوية ل «اللواء» أنه لا يمكن لأحد أن يملي على سيد بكركي أية توجيهات وإن موقفه من قيادة الجيش والتمديد للعماد جوزف عون ثابت وإن الالتقاء معه جاء لهدف المصلحة الوطنية.
وفهم ان التوجه لدى فريق «القوات» هو لفرض التمديد مهما كلف الامر.
وعلى صعيد حسم مصير الخيارات في ما خص قيادة الجيش، عندما يُحال العماد جوزاف عون الى التقاعد، بقيت الامور تتحرك بين اتجاهات متعددة، بين تأجيل التسريح الذي يحتاج الى موافقة وزير الدفاع، على الرغم من الاجتهاد بأن مجلس الوزراء بإمكانه حسم الموقف كهيئة مجتمعة، او التمديد سنة لكل من رتبة عماد ولواء، او السير بما يجهد التيار الوطني الحر الى وضعه موضع التنفيذ، كتعيين الضابط الاعلى رتبة كمخرج قانوني، وهو العميد صليبا..
ولهذه الغاية زار وفد نيابي من كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) بكركي، وبحث مع البطريرك الماروني في الوضع الداخلي، وما يجري في الجنوب، كما تطرق الى احتمالات الشغور في القيادة العسكرية.
واعلن النائب بيار ابي عاصي باسم الوفد انه في ظل الوضع المتفجر في لبنان لا يجوز تغيير قيادة الجيش، كذلك لا يجوز تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس للجمهورية، مطالباً بقائد للجيش غير مسيَّس ولديه خبرة.
رفض الضرائب الجديدة على الرواتب
مالياً، تابعت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، وحضور اعضاء اللجة ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل البحث على الضرائب المستجدة، وتقدير الارقام كما هي، وفقاً للايرادات الصحيحة، وليس الارقام الوهمية.
وكشف كنعان: «لقد اتفقنا على رفض الزيادات بالنسب والشطور على الضريبة على الرواتب ولكن هذا لا يعني الغاء الضرائب القائمة والنافذة بمعزل عن الموازنة. وهناك من يقول إن الضرائب على الرواتب والأجور انخفضت من 4000 مليار بالسنة الى 1000 مليار، فالحل بزيادة النسب على الضرائب على الناس. فالتهريب مفتوح وأموال الناس في المصارف والنمو صفر وليقل لنا من ينظّر لهذه الزيادات على خلفية الحاجة الى ايرادات من اين ستدفع الناس بظل الوضع الاقتصادي المنهار وحجز ودائعها حتى اليوم في المصارف».
واعتبر الوزير السابق نقولا نحاس ان موازنة الـ2024 هي لتصحيح بعض الامور، وهي متواضعة، والاصلاح لا يحصل بالموازنات بل بالقوانين.
مناقصة الكهرباء: قرار بالسير وتقصير المدة الزمنية
كهربائياً، وفي محاولة لاحتواء اي تقنين اضافي، او تسجيل اية خطوة الى الوراء في ما خص الكهرباء، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي عصر امس في السراي الكبير اجتماع «اللجنة الوزارية المخصصة لقطاع الكهرباء»، وشارك في اللقاء وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي كشف ان اللجنة قررت ان يصار الى السير بهذه المناقصة مع الاخذ بعين الاعتبار ملاحظات هيئة الشراء العام، والبحث في تقصير المدة الزمنية للمناقصة.
الوضع الميداني
ميدانياً، كان التطور الابرز امس اعلان المقاومة الاسلامية عن ادخال صاروخ بركان في قلب المواجهة..
وحسب بيانات المقاومة، فقاعدة برانيت العسكرية تعرضت للقصف بأربعة صواريخ من نوع بركان الشديد الانفجار والاصابات، ثم انقضت 3 مسيرات للمقاومة على تجمعات للجيش الاسرائيلي في كريات شمونة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال منزل النائب قبلان قبلان في ميس الجبل، ضمن استهداف الاماكن السكنية والمنازل المأهولة.
وفي تطور خطير، استهدف طيران الاحتلال منزلين في بلدة الخيام الجنوبية، وادى القصف الى استشهاد عدد من الأشخاص كانوا في داخله.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
هوكشتاين في «إسرائيل» لمنع التدهور بعد مُؤشرات مُقلقة على جبهات القتال
«إسرائيل» تريد إبعاد فرقة «الرضوان» عن الحدود… وحزب الله يردّ ميدانياً
«بركان» المقاومة يُضلّل الصواريخ الاعتراضية… ويُحوّل «برانيت» الى حطام
فيما يخوض الساسة في لبنان حروبهم “الصغيرة” حول مصير قيادة الجيش، شعر الاميركيون باقتراب خروج الامور عن السيطرة على الحدود الجنوبية، فسارع مستشار البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتاين إلى “إسرائيل”، لمحاولة منع انزلاق الامور نحو الاسوأ.
جاء الرد الميداني من حزب الله برفع مستوى المواجهة باربعة صواريخ “بركان”، وثلاث مسيّرات مفخخة على مواقع الاحتلال. القوة التدميرية الهائلة لصواريخ “بركان” حولت اجزاء كبيرة من ثكنة “برانيت” التي تبلغ مساحتها 23 كلم مربع الى حطام، اراد حزب الله ابلاغ الاميركيين و “الاسرائيليين” عمليا، ان اي ضغط لن ينفع والحل الوحيد ايقاف المجزرة في غزة، وقبل ذلك لا حديث عن اي قواعد “اشتباك” جديدة او قديمة.
اما الاصرار “الاسرائيلي” على ابعاد قوات الرضوان الى ما بعد شمال الليطاني، فمجرد “ثرثرة” لن تجد اي صدى في خضم المواجهة المفتوحة على الحدود، لان المقاومة غير مسؤولة عن تقديم الطمانينة للمستوطنين او قوات الاحتلال، كما تقول اوساط مقربة من المقاومة.
هذا التصعيد الميداني جنوبا، تزامن مع تعرض “تل ابيب” لاكبر هجوم صاروخي من غزة منذ بدء طوفان الاقصى، وعرض انصار الله مشاهد عملية “الكومندوس” التي تمكنوا خلالها من السيطرة على السفينة “الاسرائيلية” في البحر الاحمر، فيما يتصاعد القلق في البيت الابيض من نيات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، وباتت الشكوك كبيرة في صدق نياته بعد تسريبات “اسرائيلية” عن نيته توسيع الحرب لمصالح شخصية، وابقاء القتال لمدة عام، ريثما يرحل الرئيس جو بايدن من البيت الابيض وعودة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يتبنى “دفن” حل الدولتين؟! ولهذا يحاول الاميركيون ضبط الموقف “الاسرائيلي” وانزال “الحكومة المتطرفة” عن “الشجرة” في اقرب وقت ممكن، ولا يتجاوز بضعة اسابيع.
لماذا جاء هوكشتاين؟
فمع بدء مستشار البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتاين محادثاته في “إسرائيل”، تفيد المعلومات بانه يركز مع “الاسرائيليين” على نقطة محددة عنوانها عدم التوسع في الهجمات ضد حزب الله، لكيلا تخرج الامور عن السيطرة، وذلك بعد ان اكدت التقارير الصادرة عن السفارة الاميركية في بيروت، ان بعض الضربات “الاسرائيلية” غير مفهومة، وهي خروج واضح عن قواعد الاشتباك الحالي ما يزيد من خطر استفزاز حزب الله وجره الى مواجهة مفتوحة.
ولهذا يريد هوكشتاين ان يضبط عدم انفلات الامور، خصوصا ان حزب الله لم يعط اي اشارة تفيد بانه مردوع، بل على العكس من ذلك فهو لا يتردد في الرد بقسوة. وتبقى المشكلة انه لم يحدد على نحو واضح “خطوطه الحمراء”، التي يخشى الاميركيون ان يتم تجاوزها.
في المقابل، تصر “اسرائيل” على ضمانات بابعاد فرقة الرضوان عن الحدود والى ما بعد شمال الليطاني، وهو ما لا يستطيع هوكشتاين ان يفعله. وقد اقرت وسائل الاعلام “الاسرائلية” بان هذا الامر لن يحصل في ظل الحرب القائمة، ولا احد يدرك ايضا اي قواعد اشتباك ستكون عليها الحدود بعد توقف الحرب في غزة بعدما سقط 1701 “بالضربة القاضية”.
الاولوية الاميركية
من جهته، ذكر مصدر اميركي لموقع “اكسيوس” ان اولوية هوكشتاين القصوى هي استعادة الهدوء على الحدود الشمالية، ولفتت الى انه اجرى محادثات مع كبار المسؤولين “الإسرائيليين” حول منع توسع حرب غزة إلى جبهة لبنان. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ هناك قلقًا متزايدًا في البيت الأبيض من أن العمل العسكري “الإسرائيلي” في لبنان إلى تفاقم التوترات على طول الحدود، مما قد يفضي إلى حرب إقليمية.
ووفق مسؤول أميركي، تشمل لقاءات هوكشتاين وزير الحرب “الإسرائيلي” يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي. ونقل “اكسيوس” عن مسؤول “إسرائيلي” كبير تأكيده أنّ “إسرائيل” تريد من الولايات المتحدة أن تعمل ديبلوماسياً للضغط على حزب الله لسحب قوة الرضوان الخاصة به من الحدود.
لا قلق من “سلاح النفط”!
وشدد هوكشتاين قبل وصوله الى “اسرائيل” على أن ما يحصل في غزة لا يجب أن يؤثر في حدود لبنان، وفي كلمة ضمن فعاليات “منتدى حوار المنامة 2023″، قمة الأمن الإقليمي 19 ، اكد أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”اسرائيل” قائم، معتبرا أن الخطة المستقبلية يجب أن تكون في ترسيم الحدود البرية. الى ذلك، أعرب هوكشتاين عن ثقته في أنّ الدول العربية لن تلجأ الى سلاح النفط، رغم تصاعد حدة الغضب بمختلف أرجاء المنطقة بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، التي وصلت إلى يومها الـ45 وراح ضحيتها أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5500 طفل و3500 امرأة. وقال هوكشتاين، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إنّ مستوى التعاون بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج المنتجة للنفط، بما فيها السعودية، ظل “قوياً جداً” على امتداد العامين الأخيرين. وأضاف: “لقد تم استخدام النفط كسلاح من وقت الى آخر، بعدما أصبح من السلع المتداولة، ولذا تساورنا دائماً مخاوف بهذا الخصوص، ونعمل على عدم حدوثه، لكن أعتقد أنه حتى الساعة لم يحدث ذلك.
خطر “البحر الاحمر”
وفي السياق نفسه، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان احد اهداف زيارة هوكشتاين يتعلق بالمستجدات في البحر الاحمر ، حيث باتت واشنطن غير قادرة على تجاهل بدء الحوثيين بتهديد امن الملاحة في باب المندب، باعتباره جزءا من مسار الملاحة الدولية الرسمية، وبات متوقعا ان يحصل تدخل اميركي غير واضح بعد لمحاولة وقف هذا التصعيد، وقد ابلغت واشنطن “تل ابيب” انها ستتدخل” وقت الحاجة” الذي يبدو انه بات ملحا.
ويعتقد الاميركيون ان المخاطر هناك مؤثرة جدا على الصعيد العالمي، بما لا يقاس على ما يجري على الجبهة اللبنانية، ولهذا يتم الضغط على “إسرائيل” كي تتحمل خسائرها، لان أميركا تخشى من إشعال ساحة أخرى في المنطقة والانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع إيران، في حال حصلت عملية محدودة في اليمن، في ظل الانتقادات المتزايدة للبنتاغون على الرئيس بايدن المتهم بالتردد في الرد على هذه المخاطر. ومن هنا، فان هوكشتاين يريد ضبط “اسرائيل” قدر الامكان كيلا تتورط واشنطن في نشاط واسع لا تريده، وتسعى كي يبقى محدودا لعلمها ان الانفجار الكبير الذي يصعب السيطرة عليه، يبقى على الجبهة الشمالية.
المؤشرات المقلقة من غزة
وفي هذا الاطار، لفتت تلك الاوساط الى ان التحرك الاميركي يأتي بعد ساعات على مؤشرات مقلقة بالنسبة اليهم، جاءت بالتواتر من قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، فهو ابلغ قيادة الحركة في الخارج رفع سقف المعركة بمعدل 6 أشهر إضافية، ووعد بالصمود والقتال لعام كامل، مع تأكيده ان قدرات قواته العسكرية لا تزال سليمة، وهو اوصل رسالة الى بقية اطراف المحور بممارسة المزيد من الضغط، ليس عبر فتح جبهات جديدة بصورة متكاملة، لكن من اجل رفع مستوى الاشتباك والتضامن عسكريا وبالنسبة التي تحتملها تلك الجبهات.
خلافات اميركية – “اسرائيلية”
من جهتها، كشفت صحيفة “هارتس الاسرائيلية” عن خلاف عميق بين نتانياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، حول إقامة الدولة الفلسطينية، وقالت انه هناك تصادم أيديولوجي مباشر بين بايدن ونتنياهو حول هذا الشأن. فبايدن يعتبر إبعاد حماس من غزة فرصة تاريخية لبعث حلم الدولتين، ويرى فيها خطوة أولى لتحقيق إعادة السلطة الفلسطينية مجدداً للحكم في غزة. في حين أوضح نتنياهو في خطابه الأخير أن الهدف الثالث للحرب، إضافة إلى إبعاد حماس وإعادة المخطوفين، هو منع إعادة السلطة للحكم في غزة، أي إحباط سياسة بايدن المعلنة لليوم التالي.
ولفتت الصحيفة الى ان لنتنياهو مصلحة واضحة في مواصلة الحرب، إلى أن يقصي ترامب بايدن من البيت الأبيض من أجله، فهذا سيساعده على تحقيق لاءاته الثلاث: لا لتحمل المسؤولية، لا للانتخابات ولا لدولة فلسطينية. ويعتقد نتنياهو أن بايدن هو الرئيس الأميركي الأخير – بعد كارتر وكلينتون وأوباما – الذي سيعمل على الضغط على “إسرائيل” من أجل الموافقة على حل الدولتين. وسيأتي بعده رئيس مريض نفسياً، لا تهمه حقوق الإنسان وحياة الناس أكثر من مضرب الغولف. هكذا ستضمن هذه الحرب استمرار بقاء مشروع حياة نتنياهو: الهذيان حول استئصال الحركة الوطنية الفلسطينية، حسب تعبير “هارتس” التي اكدت ان نتنياهو ليس وحده من ينتظر ذهاب بايدن. فبايدن أيضاً يأمل في ذهاب نتنياهو. كل منهما ينتظر نزول الآخر عن منصة التاريخ.
الخروج من “التاريخ”
بدورها اكدت القناة 13 “الاسرائيلية” ان نتنياهو سيواصل الحرب، ولن يتوقف حتى لو طلب منه جو بايدن التوقف، وقالت” يكفي أن نصغي لجوقة الأبواق من حوله، التي تقول إن نتنياهو هو الوحيد القادر على مجابهة الضغوط الدولية. فهو يدرك أنه يوشك على الخروج من التاريخ مع وصمة عار لم تكن لرئيس حكومة سابق. ولذلك ترجح القناة أن تستمر هذه الحرب لعدة شهور بسبب لقاء المصالح في الحكومة، اما سكان المستوطنات الحدودية في الجنوب والشمال فلن يعودوا الى بيوتهم، والسياح لن يأتوا الى “اسرائيل”، والاقتصاد يتورط بعجز كبير، علماً أن المبدأ الأساس الذي قامت عليه “إسرائيل” هو الحسم سريع.
يوم “البركان”
ميدانيا، رفع حزب الله من نسق عملياته بالامس، وكان الابرز مهاجمة ثكنة “برانيت” باربعة صواريخ “بركان”، وقد اظهرت مشاهد لقوات الاحتلال من داخل الموقع اضرار هائلة، حوّلت بعض اقسامها الى خراب. ووفقا للمعطيات نجحت المقاومة في التلاعب بمنظومة الصواريخ الاعتراضية “الاسرائيلية”، وتقول المعلومات، اطلقت وحدة الصواريخ دفعتين من صواريخ “بركان”، اثنتان في كل دفعة من زاويتين متعاكستين، فتمكنت من تضليل “المنظومة الاسرائيلية”، ما ادى الى اصابات مباشرة تسببت باضرار كبيرة ادت الى تدمير اجزاء كبيرة من ثكنة “برانيت”.
وتجدر الاشارة الى ان صاروخ “بركان” هو سلاح تدميري طورته المقاومة واستخدمته لاول مرة في سوريا ضد التكفيريين، قوته التدميرية والتفجيرية هائلة، وهو يحمل اوزانا متعددة من 60 الى 300 وصولا الى 500 وحتى 2000 كيلوغرام، هو قادر على تدمير التحصينات.
وتعليقا على هذا النسق في العمليات، اشارت وسائل اعلام “اسرائيلية” الى ان كامل مستوطنات الشمال ستكون خالية من سكانها خلال الفترة المقبلة، بعمق اكبر مما هو قائم حاليا. وقد اقرت مصادر امنية “اسرائيلية” بنجاح حزب الله في حرب الاستنزاف الحالية، وتوقعوا ان يزيد من وتيرة العمليات في ظل سوء الاحوال الجوية التي تلعب في مصلحته. ولفت احد المعلقين الى ان السيد نصرالله لن يحتاج الى اي جهد في التحكم بحياة “الاسرائيليين”، فيكفي ان يشرح نظريته كي يتم اخلاء منطقتين واسعتين داخل “اسرائيل”، واذا كان جدول الاعمال العسكرية سيطول الى نحو عام كما تقول الحكومة المصغرة، فهذا يعني ان السيد نصرالله لن يبذل الكثير من الجهد، لان انهيار “الاقتصاد الاسرائيلي” كفيل بنهاية “اسرائيل” لان الوقت ليس في مصلحتها.
يوم عمليات طويل
كما اعلن حزب الله عن استهداف 8 مواقع “اسرائيلية” وتجمّعات لجنود في شمال “إسرائيل” بطائرات مسيّرة هجومية ومدفعية. ولفت في بيانات متلاحقة الى مهاجمة مراكز تجمع جنود الاحتلال الاسرائيلي غرب كريات شمونة بثلاث مسيرات هجومية. وبعد وقت قصير، أفاد الحزب عن أن مقاتليه استهدفوا مجدداً مراكز تجمع وانتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي غرب كريات شمونة بالقذائف المدفعية، وذكر في البيانين أن مقاتليه حققوا إصابات مباشرة في الاستهدافين. وتحدّث جيش العدو الإسرائيلي من جهته عن 25 إطلاقا لرشقات من لبنان باتجاه مواقع قريبة من الحدود. وهاجمت المقاومة ايضا ثكنة زبدين وأعلنت انها حققت فيها إصابات مباشرة.
كما اعلنت “المقاومة الاسلامية” استهدافها بالأسلحة المناسبة قوة مشاة”إسرائيلية” في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون”. واعلن الحزب ايضا انه استهدف تجمع مشاة “إسرائيليا” في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية وحقق فيه اصابات مباشرة. واستهدف ايضا بالصواريخ والقذائف المدفعية تجمع مشاة “إسرائيلي” في مثلث الطيحات وحقق فيه إصابات مباشرة.
وتعرضت اطراف بلدات يارين ، الضهيرة وطيرحرفا ورب الثلاثين ومحيبيب والجبين ويارين لقصف مدفعي. كما قصفت المدفعية “الاسرائيلية” اطراف بلدة حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين ديرميماس وكفركلا. وسجل قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راعيا في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة ما بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز. واستهدفت المدفعية “الاسرائيلية” منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة” أمل” النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل في ميس الجبل. وقصفت مروحيات اسرائيلية أطراف بلدة مارون الراس.
مراوحة سياسية
وفيما، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية وسياسية وديبلوماسية في السراي، غاب ملف قيادة الجيش عن الواجهة بالامس، باستثناء تجديد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفضه امام وفد من تكتل “الجمهورية القوية” اي تعديل في قيادة المؤسسة العسكرية، لم تحصل اي حركة جدية باتجاه حسم الملف، وكان التوافق تاما على رفض تعيين قائد جيش جدي بغياب رئيس للجمهورية.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اسرائيل تفتك بالمستشفيات و «القسام » تقصف تل أبيب
جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف إطلاق النار في غزة فورا وإيصال المساعدات الإنسانية، كما دعا إلى البحث في حل الدولتين فور انتهاء الحرب. لافتا الى ان قصف المدنيين في غزة امر غير مسبوق.
وفي الوقت نفسه، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه لا يمكن أن يستمر الأطفال “بدفع ثمن الحرب الباهظ”، مؤكدا أنه لا مجال للالتباس بالقانون الدولي في هذا الصدد.
من جانب آخر، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي يتحملان مسؤولية تردي الوضع الإنساني وانعدام الغذاء في قطاع غزة.
وبالتوازي تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ45، حيث واصلت قوات الاحتلال قصف مستشفى الإندونيسي والعودة في شمالي قطاع غزة، ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى،يأتي ذلك فيما قال مسؤول طبي في مجمع الشفاء إن الاحتلال يحتجز أكثر من 200 من المرضى والطواقم الطبية ويستخدمهم دروعا بشرية.
ومثل العديد من المرافق الصحية الأخرى في قطاع غزة المحاصر، توقف المستشفى الإندونيسي عن العمل. لكن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قال إن هناك نحو 700 شخص، بينهم فرق طبية وجرحى، موجودون داخل المنشأة. وأوضح القدرة أن “الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي ونخشى أن يكرر ما فعله بمجمع الشفاء” الذي أخلي بعد حملة قصف كثيف وباتت تسيطر عليه القوات الإسرائيلية.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الهجوم على المستشفى الإندونيسي في غزة أثار فزع المنظمة.
وأكد أنه “لا ينبغي أن يتعرض العاملون في مجال الصحة والمدنيون للرعب خصوصا وهم داخل مستشفى”. وبالتوازي حملت اندونيسيا اسرائيل مسؤولية ما ينجم عن عدوانها على المستشفى الاندونيسي
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن عيادتها في مدينة غزة تعرضت لإطلاق نار صباح الاثنين.
وفي وقت سابق، عرض الجيش الإسرائيلي مقطعين مصورين قال إنهما يظهران رهينتين يتم اقتيادهما إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد احتجازهما في السابع من تشرين الأول، يوم هجوم “حماس” على جنوب إسرائيل.
ورفضت “حماس” المزاعم الإسرائيلية وقالت إن عناصرها نقلوا عديداً من الرهائن إلى المستشفيات لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية، خصوصا بعد إصابة البعض منهم نتيجة قصف الطائرات الإسرائيلية لهم.
وأجلي 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء، كما أعلن مدير المستشفيات في القطاع، بينما واصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف يقول إنها تابعة لـ”حماس”. وجاءت عملية الإجلاء في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها عثرت على نفق بطول 55 متراً تحت مستشفى الشفاء.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله، إن إسرائيل تخوض حرباً “متعددة الجبهات” حتى لو تركزت في غزة. وأضاف غالانت أن “حزب الله” اللبناني أطلق أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل، لكنه “يدفع ثمناً باهظاً” كل يوم.
وفي ما يتعلق بالضفة الغربية، قال غالانت إن هناك محاولات كثيرة للقيام بعمليات ضد إسرائيليين يتم إحباطها من قبل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك). وانتقد غالانت إيران، ووصفها بأنها “سبب كل العداء ضد دولة إسرائيل”. ومضى يقول “رصدنا اتجاهاً متزايداً من إيران لتكثيف الهجمات ضدنا عبر الوكلاء وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، اعلنت الاثنين، استشهاد الشاب محمد علي سعيد عويس (25 عاما) متأثراً بجروح حرجة، إثر إصابة برصاص الاحتلال في جنين قبل نحو أسبوعين”.
********************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مؤشرات أميركية "اسرائيلية" فلسطينية قطرية على قرب اعلان الهدنة والتبادل
المقاومة تلهب شمال غزة بوجه الاحتلال وعشرات الصواريخ تسقط على تل أبيب
4 صواريخ بركان تدمّر موقع برانيت… وهوكشتاين في تل أبيب لمنع توسع الحرب
بعد العملية النوعية لأنصار الله بحجز سفينة «إسرائيلية» في البحر الأحمر، بدا أن محور المقاومة يفتتح مرحلة جديدة من المواجهة، على قاعدة أن استنزاف جيش الاحتلال والدعم الغربي الذي يحظى به قد أنجز خلال خمسة وأربعين يوماً ما يكفي للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، وقد أظهرت عمليات أمس، أن المقاومة على كل الجبهات تحاكي في خطط التصعيد ما قام به أنصار الله، فيما بدا الأميركي عاجزاً عن تقديم جواب على عملية أنصار الله يتناسب مع لغة التهديدات التي أطلقها رغم أن الإسرائيلي أحال عليه هذه المسؤولية. وكان الردّ الوحيد على تصعيد قوى المقاومة وحجم الخسائر التي لحقت بجيش الاحتلال على جبهتي لبنان وغزة، هو تسريع مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، التي كانت حكومة بنيامين نتنياهو تريدها مجرد غطاء مطاطي للمضي بالعملية البرية أملاً بتحقيق نصر عسكري في الميدان يشبه بعض الكلام عن سحق حركة حماس وحركات المقاومة.
ألهبت المقاومة في غزة الأرض تحت أقدام الاحتلال، فتوسّعت العمليات من الشمال في بيت لهيا الى الوسط في الزيتون والثوم، والغرب في مخيم الشاطئ ونشرت قوات القسام تسجيلات لعمليات ظهرت فيها دبابات الاحتلال تحترق بضربات المقاومين، بينما كانت عشرات الصواريخ تتساقط في أحياء تل ابيب وضواحيها، في أوسع عملية قصف منذ يوم السابع من تشرين الأول الماضي. وكانت المقاومة اللبنانية تشن هجمات نوعية بالصواريخ الثقيلة والطائرات المسيّرة على مواقع الاحتلال في الجليل، وتستهدف تجمعات جنوده، وكانت عملية استهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان برؤوس متفجرة بمئات كيلوغرامات المتفجرات، قد نقلت عبر التسجيلات المصورة مشهد دمار شامل في القاعدة يحاكي مشهد ساحات الحرب.
القلق الأميركي من توسع نطاق الحرب، والخشية الإسرائيلية من المزيد من الخسائر بعد استنفاد ما يمكن فعله في الميدان، عبّرت عنهما مشاورات أميركية إسرائيلية أجراها عاموس هوكشتاين مستشار الرئيس الأميركي في تل أبيب، قبل أن تخرج هيئة البث الإسرائيلية بالإعلان عن موافقة حكومة الاحتلال على صفقة الهدنة والتبادل، فيتقاطع الإعلان مع كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرب التوصل لاتفاق هدنة وتبادل، وكلام مسؤول الإعلام في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن أن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى. وهو ما قاله رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي يلعب دور الوساطة. فيما نقلت مصادر فلسطينية معلومات عن اتصال بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة تناول المفاوضات حول صفقة التبادل.
ورفع حزب الله وتيرة العمليات العسكرية التي كانت الأقسى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تخللها إطلاق صواريخ بركان على مواقع في عمق الكيان خلفت دماراً هائلاً، ما أحدث حالة من الهلع والرعب في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها تجاوزت الخط الأحمر، جاءت في إطار هجمة مرتدّة تصعيدية لمحور المقاومة في ساحات متعددة في اليمن وجنوب لبنان وغزة والعراق ومفتوحة على مستويات أكبر من المفاجآت في الميدان في المرحلة المقبلة ارتباطاً بتطورات الوضع في غزة، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»البناء». وتحمل رسالة مزدوجة بالنار للإسرائيليين أولاً بأن استمرار حرب الإبادة على غزة فإن الجبهات ستتسع وتشتعل تدريجياً ضد أهداف داخل كيان الاحتلال وفي المنطقة، وللأميركيين ثانياً بأن محور المقاومة بصدد الرفع التصاعدي لوتيرة العمليات العسكرية الى مستوى لا يتوقعه الأميركيون والإسرائيليون ما يعكس استعداداً لمحور المقاومة لتدحرج المنطقة الى حرب موسعة بحال استمرار العدوان على غزة والتوتر في المنطقة.
وصعّد حزب الله من عملياته العسكرية واستهدف ثكنة زبدين وأعلن أنه حقق فيها إصابات مباشرة ثم أعلن “مهاجمته موقع ثكنة برانيت مركز قيادة الفرقة 91 بصاروخي بركان”، ما تسبّب بأضرار كبيرة فيها. كما أعلنت “المقاومة الإسلامية استهدافها بالأسلحة المناسبة قوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون”. وأعلن الحزب أيضاً انه استهدف تجمع مشاة إسرائيلياً في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية وحقق فيه إصابات مباشرة.
واستهدف أيضاً بالصواريخ والقذائف المدفعية تجمع مشاة إسرائيلياً في مثلث الطيحات وحقق فيه إصابات مباشرة. كما أعلنت المقاومة الاسلامية في بيان أن مجاهديها استهدفوا “بواسطة ثلاث مسيرات هجومية مراكز تجمع جنود الاحتلال الاسرائيلي غرب كريات شمونة وحققوا فيها إصابات مباشرة”.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد استهدافه لمقر فرقة الجليل (91) التابعة للجيش الإسرائيلي في ثكنة بيرانيت عند الحدود اللبنانية بصواريخ “بركان” من العيار الثقيل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوت في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة من لبنان.
وذكرت قناة 12 الإسرائيلية، أن “حزب الله أطلق منذ صباح اليوم (أمس) 40 صاروخًا و3 طائرات انتحارية تجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في الجليل، أعنفها كان إطلاق صاروخ بركان على قاعدة برانيت والتي أُلحقت بها أضراراً ضخمة”.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أنّ “الجيش أغار على مسلّحين حاولوا إطلاق قذائف مضادّة للدّروع في منطقة مروحين. كما أغار من خلال مقاتلات حربيّة ومروحيّة حربيّة ودبّابات، على بنى تحتيّة لـ”حزب الله” داخل لبنان، ردًّا على إطلاق قذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيليّة”.
في المقابل واصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية، وتعرّضت أطراف بلدات يارين، الضهيرة وطيرحرفا ورب الثلاثين ومحيبيب والجبين ويارين لقصف مدفعي. كما قصفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدة حولا ووادي السلوقي وحرش هورة بين ديرميماس وكفركلا. وسجل قصف على تلة العزية خراج ديرميماس، وحاصرت نيران القذائف راعياً في الوادي بين حولا ومركبا. وتعرضت المنطقة الواقعة بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي مركز. واستهدفت مدفعية الاحتلال منزل عضو هيئة الرئاسة في حركة” أمل” النائب قبلان قبلان في منطقة الجبل في ميس الجبل. وقصفت مروحيّات معادية أطراف بلدة مارون الراس.
ويشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الضربات التي تلقاها جيش الاحتلال خلال الـ 48 ساعة الماضية لا سيما في غزة وشمال فلسطين وفي البحر الأحمر، كانت الأشد منذ بداية العدوان على غزة في 7 الشهر الماضي، وألحقت خسائر فادحة ستترك تداعياتها الكارثية على كافة المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية والمعنوية لا سيما على معنويات جيش الاحتلال والجبهة الداخلية وستغير الكثير من مشاريع وتوجهات حكومة الحرب في “إسرائيل” والقرار الأميركي بدعم كيان الإحتلال، لا سيما قرار القضاء على حركة حماس وتهجير سكان شمال غزة الفلسطينيين الى جنوبها وإحداث تغييرات ديموغرافية وجغرافية في غزة”، لكن الخبراء يلفتون الى أن “الضربات التي تلقاها الكيان قد لا يستطيع رئيس حكومة الاحتلال بنيمين نتانياهو السكوت عنها في ظل الضغط الذي يأتيه من الجناح المتطرف في الحكومة الذي يدعو إلى اللجوء الى خيارات قاسية وتصعيدية في غزة وشمال فلسطين، وقد تقوم قوات الاحتلال بردة فعل قد تجرّ الى حرب موسعة بين حزب الله و”إسرائيل””. إلا أن الأميركيين وفق الخبراء لا يريدون توسّع الحرب لأسباب عدة.
وفي سياق ذلك، أشار مراسل موقع “واللا” الصهيوني إيلي أشكنازي، أن “العاصفة الشتوية التي وصلت بالأمس، جاءت بالتزامن مع تصعيد في المواجهة على الحدود الشمالية”، ولفت إلى أن “حزب الله أطلق بالأمس لساعات طويلة صليات أكبر من الأيام التي سبقته، كما بدأ صباح اليوم بصلية كثيفة حيث سقطت عدة قذائف صاروخية من جنوب لبنان في منطقة مفترق “هغوما” على بعد حوالي كيلومترين اثنين من جنوب “كريات شمونة”.
وبحسب الموقع المذكور، قال المتحدث باسم طاقم الطوارئ في مستوطنة “كفر بلوم” كوبي روزنبرغ إنه “منذ أمس نشعر بتفاقم الوضع، القذائف تقترب منّا”.
وتابع الموقع: “روزنبرغ” بقي ثلاثة أسابيع خارج منزله، لكنه قرر مؤخرًا العودة إلى “كفر بلوم”. إنه ليس الشخص الوحيد، هناك آخرون (الذين غادروا من تلقاء أنفسهم وبتوصية من “المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى”) كانوا قد توجّهوا إلى “الجنوب”، إلى منطقة الأعماق وإلى وسط “البلاد”، بدؤوا بالعودة إلى منازلهم”. وأردف موقع “واللا” “بذلك، فإن من بقي ومن غادر وعاد يعيشون في واقع حربي مستمر”.
وأوضح روزنبرغ “لقد بدأنا ندرك الفرق بين “صخب” سقوط الصواريخ وبين “صخب” قذائف مدفعيتنا. عندما يكون هناك إطلاق من عندنا، “نتنفس الصعداء”، وعندما تسقط صواريخ من نيران حزب الله، تهتز الأرض تحت أقدامنا”، وفق تعبيره.
بدوره، رئيس ما يُسمّى “المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى” غيورا زلتس، يثير هذه “الضائقة” منذ بداية الحرب ويُعرب عن غضبه من أنّه “منذ بداية الحرب، لا تزال مجموعات الجهوزية تعاني من نقص في المعدات والذخيرة”، وفق تعبيره.
الى ذلك، أعلن مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار أن آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، وصل إلى “إسرائيل”، لبحث الجهود المبذولة لمنع نشوب حرب مع لبنان.
نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن المسؤولين أن “هناك قلقاً متزايداً في الإدارة الأميركية من أن يؤدي التصعيد على الحدود الشمالية إلى تطور الحرب في غزة إلى حرب إقليمية، الأمر الذي سيتطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً أكبر”.
وذكر الموقع أنه “من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين بوزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ويناقش معهم الوضع على الحدود الشمالية، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار”.
الى ذلك، أعلن رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد في كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة البزالية، الى أنّ “حجم الخسائر قد بلغ أسس وجود وبقاء هذا الكيان، فلا الأساطيل الأميركيّة والأوروبيّة، ولا المواقف السّياسيّة الدّاعمة لـ”إسرائيل”، ولا المواقف المخزية في العالم، وخصوصًا في منطقتنا، تمكّنهم من استعادة ذلك. الموضوع انتهى والمسألة أصبحت مسألة وقت، بعد 45 يومًا من الدّعم العالمي الأميركي والأوروبي بالسلاح”.
وأشار أمين السيّد إلى أنّه “عندما أُعطي العدو الفرصة ليأخذ وقته، دمّر ودمّر، ووصل الرّقم إلى أكثر من 12 ألف ضحيّة، بينهم 8 آلاف طفل وامرأة، فهل بقتل الأطفال والنّساء يُستعاد دور الكيان؟ ما يفعلونه، لا يساوي حذاء مقاوم واحد”.
وركّز على أنّ “الأميركيّين والأوروبيّين كذّابون ولا يتحدّثون الحقيقة. هم لا يتحدّثون عن مصير الكيان وما حصل في هذا اليوم، إنّما يتحدّثون عن دمار، ما هو المستقبل؟ لم يعد من مجال أن يواصل المجتمع الدولي دعمه لـ”إسرائيل” كما كان قبل 7 تشرين الأوّل”، مبيّنًا أنّهم “يرون أنّ لا عرب ولا مسلمين أو فلسطينيّين أو شعوب، يرون “إسرائيل” فقط، هي الّتي تحلّ لهم مشاكلهم في المنطقة”.
على صعيد آخر، وغداة مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصارمة الرافضة أي تعديل في قيادة المؤسسة العسكرية، حط وفد من تكتل الجمهورية القوية في بكركي بتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وبعد لقائه الراعي، طلب الوفد “عدم المخاطرة بأمن لبنان وسلامة اللبنانيين وتطبيق القرار 1701”، مشيراً الى “اننا عبّرنا لسيد الصرح عن إرادتنا التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جوزف عون. ففي ظل الوضع المتفجّر وفي هذا الظرف لا يجوز تغيير قيادة الجيش كما أن لا يجوز تعيين قائد في غياب رئيس الجمهورية”، مؤكداً “أننا نريد قائداً للجيش غير مسيّس وأي قائد جيش سيتم تعيينه اليوم سيكون مسيّساً من قبل الجهة التي ستعيّنه”.
في المقابل، سأل عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور في حديث تلفزيوني: هل نص قانون الدفاع على التمديد لقائد الجيش؟ هناك أعراف طبقناها في قيادة الدرك ويمكن أن نطبقها اليوم في قيادة الجيش.
وأشارت مصادر مطلعة على الملف لـ”البناء” الى أن “المفاوضات على هذا الصعيد عادت إلى نقطة الصفر، ولم يحسم الملف حتى اللحظة، وبعد تعثّر خيار التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون خلال اليومين الماضيين، عاد الى الواجهة أمس غداة موقف الراعي وفي ظل العقد الدستورية أمام خيار تعيين قائد جديد للجيش بسبب الخلاف على الآلية القانونية للتعيين”، كاشفة أن حزب الله لم يعطِ موقفه النهائي وطلب التريث لمزيد من التشاور، لكنه لن يتخذ أي قرار يضر بالعلاقة مع التيار الوطني الحر”. وعلمت “البناء” أن المشاورات تتركز على تعيين قائد جديد للجيش لكن من دون الصيغة التي يريدها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهي توقيع الـ24 وزيراً مكان توقيع رئيس الجمهورية، بل فقط توقيع مرسوم التعيين من وزيري الدفاع والمالية ورئيس الحكومة. ومن الاقتراحات وفق المعلومات التمديد لقائد الجيش لمدة ستة أشهر أو سنة وبحال تمّ انتخاب رئيس للجمهورية يصار الى تعيين قائد جديد.
نسخ الرابط :