سلطت وكالة بلومبيرغ الأمريكية الضوء على القيادي لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار واصفة إياه بالعقل المدبر الذي خدع "إسرائيل"
وضع الكيان المؤقت يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة على رأس قائمة المطلوبين لديه، في سياق استهداف الشخصيات الرئيسية للحركة، ويصفه بـ "العنيد"، بحسب صحيفة هآرتز العبرية، فيما وصفه أحد عارفيه ب "شخص يرى نفسه بأن لديه مهمة في هذا العالم". وتقول صحيفة "Bloomberg" في مقال لها ترجمه موقع الخنـادق إن "السنوار فهم الوعي الإسرائيلي جيدًا، وأراد أن يجعل إسرائيل تعتقد أن حماس كانت تركّز على الاستقرار في غزة، وتعزيز الشؤون المدنية، لقد زرع هذه الفكرة الخاطئة في أذهان الإسرائيليين. واليوم، يظهر السنوار باعتباره العقل المدبر للهجوم" طوفان الأقصى.
النص المترجم:
- قضى يحيى السنوار 22 عامًا خلف القضبان، وكان يخطط ببطء.
- خدع الإسرائيليين وجعلهم يعتقدون أن حماس تخلت عن النزعة العسكرية.
قبل خمس سنوات، كتب زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ملاحظة على وثيقة كان يعلم أن الوسطاء المصريين سيسلمونها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كتبهاالسنوار باللغة العبرية، وفقًا لمستشار الأمن القومي السابق مئير بن شبات وذكر فيها "خذ خطوة جريئة لوقف إطلاق النار".
قبل ذلك بفترة قصيرة قال زعيم حماس شيئاً مماثلاً لصحفي إيطالي: "لا أريد الحرب بعد الآن. أريد وقف إطلاق النار". ما هو طموحك للقطاع الفلسطيني الساحلي الفقير؟ أجاب " يمكننا أن نكون مثل سنغافورا، مثل دبي".
بعد الهجوم العنيف الذي خططت له حماس منذ فترة طويلة في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل تنظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى كلماته بشكل جديد: ان كلماته كانت جزءًا من مخطط لخلق وهم أن حماس (التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية) كانت تقلل من اعتناقها للعنف وتركز على الحكم.
يعترف المسؤولون الإسرائيليون الآن بأن هناك شعوراً بالرضا عن الذات قد ساد في أوساط حماس في السنوات الأخير حيث قام الجيش بتقليص مراقبته للسياج الحدودي مع غزة بشكل كبير، بالاعتماد على أجهزة الاستشعار الإلكترونية ونقل القوات إلى خارج المنطقة لحراسة المستوطنات في الضفة الغربية.
وكما كتب المحلل الإسرائيلي "تشين أرتزي سرور" مؤخراً في صحيفة يديعوت أحرونوت " كان المحللون العسكريون الطامحون يفضلون التركيز على إيران وسوريا لأن العمل على القضايا الفلسطينية لم يعتبر ذات أهمية وجودية. وكان الشعور السائد هو أن حماس قد تم ردعها، وأن التحديات الحقيقية تكمن في أماكن أخرى".
قال "ميخائيل ميلشتاين"، الرئيس السابق للدراسات الفلسطينية في قسم المخابرات العسكرية "فهم السنوار الوعي الإسرائيلي جيدًا، أراد أن يجعل إسرائيل تعتقد أن حماس كانت تركّز على الاستقرار في غزة، وتعزيز الشؤون المدنية. زرع هذه الفكرة الخاطئة في أذهان الإسرائيليين واليوم بينما يحوّل الجيش الإسرائيلي جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض في مهمته لتدمير حماس، مما أسفر عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص في هذه العملية، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، يظهر السنوار باعتباره العقل المدبر للهجوم. إنه الهدف الرئيسي للاغتيال، ومن المفترض أنه مختبئ عميقاً في أحد أنفاق غزة، "مثل هتلر صغير في مخبأ" على حد تعبير نتنياهو مؤخراً.
وبينما تعيد هجمات ٧ أكتوبر تشكيل السياسات الإقليمية - بل والعالمية - وتثير خطر توسّع الحرب فمن الجدير بالذكر أن الذي أدى إلى ذلك هو قرب الأعداء من بعضهم البعض. فقد كان السنوار والإسرائيليون يراقبون بعضهم البعض ويحللون بعضهم البعض لعقود.
ولدالسنوار (61 عاما) في حي فقير بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وساعد في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس في أواخر الثمانينات عندما كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى جارية. وتولى فيما بعد مهمة القضاء على المتعاونين من الفلسطينيين مع إسرائيل، وكان مسؤولاً عن مقتل أربعة منهم، حكمت عليه السلطات العسكرية الإسرائيلية، التي كانت لا تزال تعمل في ذلك الوقت داخل غزة، بالسجن مدى الحياة في عام 1989.
خلف القضبان، اكتسب السنوار اللغة العبرية وأصبح لديه دراية عميقة بالمجتمع الإسرائيلي، حيث كان يقرأ بانتظام الصحف الإسرائيلية، بالإضافة إلى السير الذاتية لشخصيات إسرائيلية رئيسية. كما أصبح الزعيم، بلا منازع لأسرى حماس. وفقا لمسؤولين إسرائيليين وناشط سابق في حماس "استمر السنوار في إصدار أوامر بقتل المتعاونين (مع الاسرائيليين) أثناء وجوده في السجن، بما في ذلك شخص قطع رأسه بنفسه.
يصفه المسؤولون بأنه قائد بارد الدم، وجذاب، ورجل متين مفتول العضلات، تحول شعره ولحيته بمعظمها إلى اللون الأبيض. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أثناء وجوده في السجن بدأ السنوار يعاني من الصداع وعدم وضوح في الرؤية تم نقله إلى مركز "سوروكا" الطبي في بئر السبع حيث قام جراح بإزالة ورم في المخ وأنقذ حياته. وقالت "بيتي لاهات" رئيسة مخابرات نظام السجون في ذلك الوقت، في فيلم وثائقي تلفزيوني، إنها حاولت استغلال هذا الحدث لتجنيده كعميل. "قلت إن دولة إسرائيل أنقذت حياتك" اعتقدت أنه يمكنني تحويله إلى واحد منا، لكنه لم يكن مهتمًا. وظل يتحدث عن اليوم الذي سيتم فيه إطلاق سراحه. لقد أخبرته "أنك لن تخرج أبداً" قال: إن هناك موعدًا الله أعلم به.
كان الموعد في 18 أكتوبر 2011، عندما قامت إسرائيل بتبادل أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي المحتجز جلعاد شاليط. ومن بين المفرج عنهم – والرجل الذي أعد القائمة – السنوار.
نظرًا لأنه قتل فلسطينيين وليس إسرائيليين، ولم يكن شابًا بعد الآن، لم يعترض بعض المسؤولين الإسرائيليين على وجوده في القائمة. بينما اعترض آخرون. قال ميلشتاين ضابط المخابرات السابق كان هناك حديث عن أنه لم يكن يمثل تهديدًا وإنه لا يريد العودة إلى النشاط الخطير، لقد نسي كيفية التخطيط لهجوم إرهابي. حاولت أن أقول لهم "أنهم كانوا مخطئين. حماس هي مهمة حياته كلها. ولم يستغرق الأمر منه سوى أسبوع واحد للعودة إلى اتصالاته وأنشطته. اليوم حماس في غزة هي السنوار".
وانضم مرة أخرى إلى حماس على مستوى رفيع، وبحلول عام 2017 تم انتخابه قائدًا للجماعة في قطاع غزة بأكمله ليحل محل إسماعيل هنية، الذي تم إرساله إلى قطر.
قال أكرم عطا الله، الصحفي في جريدة الأيام الفلسطينية في الضفة الغربية، عبر الهاتف "لقد ضللت حماس والسنوار إسرائيل، وجعلتها تعتقد أن الحرب لم تكن خيارًا لحماس"، وأضاف "كانت حملة تضليل متطورة خدعت إسرائيل وصدقت أنهم يسعون إلى السلام والعمل والحياة الاقتصادية لسكان غزة". بعد الهجوم في أكتوبر، قال علي بركة، مسؤول كبير في حماس، لقناة RT الروسية شيئًا مشابهًا أن الحركة استعدت لـ ٧ أكتوبر لمدة عامين بينما كانت تخدع إسرائيل لتعتقد أنها "مشغولة بحكم غزة". تضمّن التخطيط ليس فقط الهجوم، ولكن أيضًا كيف ستحكم حماس بعد ذلك. كان هذا موضوع مؤتمر عقد في غزة عام ٢٠٢١ بعنوان "وعد الآخرة"، حيث ألقى السنوار الخطاب الرئيسي. كشفت وثيقة ملخصة أنه تناول موضوع ما يجب فعله بالخبراء والعلماء الإسرائيليين بعد هزيمة إسرائيل وقال "احتفظ بالعلماء والخبراء اليهود في مجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا والصناعة المدنية والعسكرية لفترة ولا تدعهم يغادرون بمعرفتهم وخبراتهم". بينما لم يتحدث المسؤولين في حماس مباشرة إلى السلطات الإسرائيلية، عمل السنوار من خلال وسطاء لإقناع إسرائيل بنوايا حركته الطيبة. كجزء من هذه الجهود، تعاون مع السلطة الفلسطينية للتفاوض على تصاريح عمل إسرائيلية لحوالي ١٨ ألف غزاوي، مما سمح لهم بالعمل كعمال مياومين داخل إسرائيل. كان بعض هؤلاء العمال هم من قال عنهم مسؤولو الأمن الإسرائيليون إنهم رسموا خرائط للمجمعات السكنية، وأعدّوا قوائم بالعائلات المحلية لتوجيه مقاتلي حماس قبل ٧ أكتوبر.
منذ الهجمات، لم يصدر السنوار أي بيانات أو يتحدث إلى الصحافة. في هذه الأثناء، على بُعد ٧٥ ميلاً من مكان وقوع الهجمات، تم تعليق ملصق على جدار وزارة الدفاع في تل أبيب يتضمن صور العديد من قادة حماس مع خطوط مرسومة على وجوه أولئك الذين تم قتلهم، السنوار في قمة هذا الملصق.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :