افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 16 تشرين الأول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الخميس 16 تشرين الأول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة النهار

“تخريجة” للتمديد في جلسة مجلس الوزراء اليوم؟

اتخذ استحقاق استباق الشغور في قيادة الجيش وما يتصل به من تعقيدات وسط الاخطار التي تمر بها البلاد والمؤسسات العسكرية والأمنية قاطبة طابعا متوهجا برز بوضوح مع طغيان هذا الاستحقاق على معظم الحركة السياسية الداخلية ولو ان جانبا آخر منها شغلته التطورات الميدانية في الجنوب التي، وان حافظت على موجات ساخنة، سجلت انحسارا ملحوظا في اليومين الأخيرين.

 

وإذ وجهت الدعوة امس الى جلسة “استلحاقية” لمجلس الوزراء صباح اليوم بجدول اعمال مرجأ من الجلسة السابقة التي ارجئت الثلثاء ولم تنعقد بعد تطيير نصابها، ترك توجيه الدعوة الى الجلسة اليوم وليس الى الأسبوع المقبل كما كان مقررا سابقا انطباعات عن احتمال حصول تطور جديد في ملف التمديد املى تقديم الجلسة .

 

والواقع ان مصادر معنية بالاتصالات والمشاورات التي واكبت توجيه الدعوة الى الجلسة اليوم بدت مساء امس متفائلة بحذر شديد بإمكان بت ملف التمديد في الجلسة وقالت لـ”النهار” ان الأمور سالكة حتى اللحظة ويبدو ان ثمة “تخريجة ما ” يجري العمل عليها وعلى استكمالها لملف التمديد، مشيرة الى ان الأجواء إيجابية حتى اللحظة (مساء امس) ولكن ذلك لا يسقط ضرورة الحذر حتى انعقاد الجلسة “.

 

وعلم ان الاتجاه المطروح هو الى تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة اشهر او حتى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

كذلك شهدت الحركة النيابية المتصلة بملف التمديد تطورا تمثل في تقديم

نواب كتلة “الاعتدال الوطني” اقتراح قانون يرمي الى التمديد لقادة الاجهزة الامنية مدة سنة بما يتلاقى عمليا مع موقفي “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي. والتقى نواب “التكتل” رئيس المجلس نبيه بري واوضح النائب محمد سليمان ان بري “ابدى كل تعاون لما فيه مصلحة البلد والحرص عليه وانه كان واضحا وأبلغ ذلك لكتلة “القوات” واليوم أبلغنا بأن الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء واذا تعذر فهو جاهز لإخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة”. أضاف “نحن نطالب بالمساواة والعدالة في هذا الإطار، ما ينطبق على العماد ينطبق على الألوية العاملة”.

 

واشارت مصادر مقربة من عين التينة  الى ان التمديد سالك كصلاحية مناطة اولاً بالحكومة واذا لم يتم ذلك فالرئيس بري جاهز لعقد جلسة عامة تشريعية الشهر المقبل على أن يكون من ضمن جدول أعمالها بند التمديد وذلك حرصاً على عدم وقوع المؤسسات في براثن الفراغ .

وبحث عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابوفاعور هذا الملف مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واعتبر ان “الصيغة الفضلى أن يتم التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري. وإذا كان هناك منطق انه لا يجوز تعيين قائد للجيش بغياب رئيس الجمهورية، فالرد على هذا الأمر إضافة إلى مؤهلات ومواصفات القائد الحالي للجيش يكون بالتمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري كي نضمن أن هذه المؤسسة تحظى بالاستقرار وكي لا يكون حول مؤسسة الجيش أي شعور من عدم اليقين يمكن أن يؤثر على المهمات الوطنية التي تقوم بها”.

 

غير انه في المقابل هاجم المجلس السياسي لـ”التيارالوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل، ما وصفه بـ “حملة سياسية إعلامية تهويلية مبرمجة تدعو للتمديد للعماد قائد الجيش بحجة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش” واعتبر انها “حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، اذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة #المؤسسة العسكرية لأن الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصا ان الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة”. وإذ لفت الى أن “الحرص المستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه”، حذر من أن “أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصة بوجود الوزير، او اعتماد نظريات عجيبة تقلب كل الهرميات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة”.

 

روسيا وايران ولبنان

 

اما في ما يتصل بالوضع على #الحدود الجنوبية مع #إسرائيل وتداعياته فبرز امس تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن “طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع ال#فلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات” ، بحسب وكالة “نوفوستي”. وقال: “لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير”.

 

وقبيل اجتماع مجلس الامن الدولي الأربعاء المقبل لتقويم مسار القرار 1701 والتطورات الجارية في الجنوب، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جولة افق مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي التقت أيضا وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كما زارت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي اعتبر “أن ما يجري في الجنوب اللبناني لا يخدم احداً خصوصًا لبنان وشعبه من هنا وجوب ضمان الاستقرار على الحدود من خلال إعادة ترسيخ مفاعيل القرار 1701 وحسن تطبيقه، على ان يتولّى الجيش اللبناني هذه المهمة بمؤازرة قوى حفظ السلام الدولية ، عندها نكون حافظنا على أمن وسلامة اللبنانيين وحمينا مصالحهم وأنقذناهم من النيران المستعرة في الجنوب”.

 

اما على الصعيد الميداني فتجدد القصف الإسرائيلي على مناطق حدودية في الجنوب ولا سيما منها محيط بلدتي الناقورة و طيرحرفا. كما طاول القصف عددا من المناطق في القطاع الغربي وابرزها راس الناقورة، شيحين، الجبين ومن ثم الخيام، واطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون – تل النحاس، واطراف برج الملوك.

 

في المقابل اعلن “#حزب الله” انه إستهدف ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية كما استهدف موقع رويسات العلم ‏في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما إستهدف موقع “الحدب” مقابل بلدة يارون ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي عنيف على اطراف يارون واطراف ميس الجبل.

واعلن الحزب عصرا  استهداف تجمع لقوة مشاة إسرائيلية غرب وجنوب بركة ريشا كما استهدف آلية إسرائيلية في مثلث الطيحات .

 

وبعد إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه اصبع الجليل و سقوط صواريخ في محيط كريات شمونة، استهدفت ‏مدفعية الجيش الاسرائيلي أطراف حولا و رب ثلاثين و مركبا واللبونة جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلا في حولا. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان تجاه منطقة الجليل. على الاثر تجدد القصف المدفعي الاسرائيلي على تلة سعسع اطراف بلدة رميش وعلى يارون وعيتا الشعب .

 

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“اليونيفيل” تتأكد من “إطلاق المتّهم بقتل الإيرلندي بدلاً من محاكمته”

خامنئي يتخلّى عن غزة: إيران و”الحزب” لن يدخلا الحرب

 

في تطور غير مسبوق في الموقف الإيراني من الحرب في غزة، قالت أمس وكالة «رويترز» إن المرشد الإيراني السيّد علي خامنئي أوصل رسالة واضحة إلى رئيس المكتب السياسي لـ»حركة حماس» إسماعيل هنية مفادها: «لن ندخل الحرب، وأسكِت الأصوات التي تنتقدنا و»حزب الله». ووفق معلومات لـ»نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسة عربية أنّ إيران أبلغت مصر أنها لن تدخل في الحرب المفتوحة وكذلك «حزب الله».

 

وفي انتظار معرفة كيف تتفاعل هذه المعطيات، يتصدر لبنان الجهات التي تتأثر بهذا التحول الإيراني انطلاقاً من الارتباط العضوي بين «حزب الله» وايران، علماً أنّ الموقف المعلن لـ»الحزب» قبل نشر ما نسب الى خامنئي هو الاستمرار في المواجهات مع إسرائيل، على الرغم من أنّ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال أمس: «أمَّا هل تحصل الحرب الآن أم لا؟ فهذا مرتبط بالتطورات التي تحصل في غزة، ومرتبط أيضًا بقرار إسرائيل أن تبادر في الحرب، وهذه من الأمور التي نجهلها الآن».

 

ماذ جاء في تقرير «رويترز»؟ أوردت إستناداً الى ثلاثة مسؤولين كبار، قولهم إنّ خامنئي «أوصل رسالة واضحة» إلى هنية عندما التقيا في طهران أوائل تشرين الثاني الجاري: «أنت لم تقدّم لنا أي تحذير في شأن هجوم 7 تشرين الأول على إسرائيل، ولن ندخل الحرب نيابة عنك». وأضاف إن إيران – الداعم القديم لـ»حماس» – «ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للجماعة، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر»، حسبما قال مسؤولون في إيران و»حماس» اطلعوا على المناقشات، وطلبوا أن تبقى أسماؤهم طي الكتمان.

 

وقال مسؤول في «حماس» لـ»رويترز» إن المرشد الأعلى ضغط على هنية لإسكات تلك الأصوات في الحركة التي تدعو علناً إيران وحليفها اللبناني «حزب الله» إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.

 

ووفق الوكالة، فإنّ «حزب الله» فوجئ أيضاً بالهجوم المدمّر الذي شنته «حماس» الشهر الماضي، وأسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي. وقالت ثلاثة مصادر قريبة من «الحزب» إنّ مقاتليه لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود التي كانت بمثابة الخطوط الأمامية في حربها مع إسرائيل عام 2006، وكان لا بد من استدعائهم بسرعة. أما أحد قادة «حزب الله» فقال: «لقد استيقظنا على الحرب».

 

وقال مصدران أمنيان إسرائيليان، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، «إنّ إسرائيل لا تسعى إلى انتشار الأعمال العدائية»، لكنهما أضافا «أن البلاد مستعدة للقتال على جبهات جديدة، إذا لزم الأمر لحماية نفسها». ولفتا الى أنّ مسؤولي الأمن يعتبرون أنّ التهديد المباشر الأقوى لإسرائيل يأتي من «حزب الله».

 

وفي سياق متصل، علمت «نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسية عربية أنّ طهران أبلغت القاهرة أنها لا تريد الدخول في الحرب المفتوحة، كما لا تريد أن يفعل «حزب الله» ذلك. وأوضحت أنّ الجانب الإيراني أبلغ الجانب المصري أنه يتطلع الى دور مصري يؤدي الى ممارسة ضغوط دولية، ولا سيما أميركية، على اسرائيل كي توقف عدوانها على غزة. وأشارت الى أنّ مصر التي وقفت ضد تهجير سكان غزة الى سيناء، تقف اليوم ضد نزوح هؤلاء السكان من شمال غزة الى جنوبها، ولفتت المصادر الى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجهد كي «يورّط» الولايات المتحدة «أكثر فأكثر» في الحرب، كما أنّ نتنياهو يعاني مشكلة النازحين الإسرائيليين من المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان، وكيف سيرتب عودتهم الى هذه المستوطنات في ظل التطورات الميدانية المستجدة على تلك الحدود. وتوقعت المصادر أن تستمر الحرب في غزة حتى نهاية السنة الحالية.

 

وفي السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة تلفزيونية، أنّ طهران وبيروت «لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات».

 

في المقابل، أكّد منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث أنه ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بحثا في المخاوف في شأن ما قد يترتب على توسّع الحرب في غزة، وقال غريفيث خلال إحاطة صحافية في جنيف: «إذا نشبت حرب في الشمال بين حزب الله وإسرائيل، فأنا أخشى الأسوأ» .

 

ومن حرب غزة الى ملف قوات «اليونيفيل» في الجنوب. وبعد المعلومات التي أوردتها «نداء الوطن» أمس عن إفراج المحكمة العسكرية عن محمد عياد المتهم بقتل الجندي الإيرلندي شون روني، في حادث إطلاق النار في الصرفند على جيب تابع للقوة الدولية، أعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أنّ «بعثة حفظ السلام اطلعت على التقارير التي تفيد أنّ السلطات اللبنانية أطلقت الليلة الماضية سراح الشخص الذي اعتقلته، بعد الهجوم الذي أدّى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع لليونيفيل شون روني بسبب تدهور حالته الصحية». وقال: «نعمل على التأكد من هذه المعلومات من المحكمة العسكرية». وذكّر بأنّ «الحكومة اللبنانية أعلنت في مناسبات عدة التزامها تقديم الجناة إلى العدالة»، مشيراً إلى أنّ «اليونيفيل» تواصل «الحض على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته». وقال مسؤول لبناني إنّ عياد أفرج عنه بكفالة تبلغ 1.2 مليار ليرة لبنانية (حوالى 13,377 دولاراً).

 

ومن ناحيته، شبّه النائب أشرف ريفي إفراج المحكمة العسكرية عن عيّاد بـ»الإفراج عن المتهم بقتل الرائد الطيار سامر حنا»، وبـ «محاكمة عشائر العرب في أحداث خلدة»، وقال: «النتيجة واحدة: المحكمة العسكرية أداة في يد «حزب الله»، ولبنان يدفع الثمن»، سائلاً: «كيف يُبنى وطن بصيفٍ وشتاء تحت سقفٍ واحد؟».

******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

موسكو : لبنان وايران لا يريدان الحرب .. وتأخير التسريح بين ضرورته والتلويح بـ«الدستوري»

 

تتابع اسرائيل إجهازها على كلّ مقومات الحياة في قطاع غزة، وتعميق ما وصفه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بـ»كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات». ولعل أسوأ تجليات حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على القطاع ما اعتبرته إنجازاً لها بتمكّن جيشها من اقتحام «مجمع الشفاء الطبي» في القطاع، ممهّدة لذلك بدعاية انّ حركة «حماس» تحتجز الاسرى الاسرائيليين فيه، وتتخذ من هذا المجمع ملاذاً لمقاتليها، وانها تقيم مركز قيادتها الرئيسي داخله وتحته، وهو الأمر الذي دَحضه الاعلام الاسرائيلي الذي أكد بعد اقتحام المحمّع «عدم وجود اي مؤشر الى وجود للأسرى فيه، وكذلك عدم وجود أيّ أثر لمقاتلي حماس».

وبرغم هذا «الإنجاز» الذي سجّلت فيه اسرائيل انتصاراً على المرضى والاطفال والأطباء والممرضين، قبل ان تنسحب منه وفق ما ذكرت وكالات الانباء، فإنّ أفق حرب الإبادة القائمة ما يزال مفتوحاً على شتى الاحتمالات، في ظل المواجهات الضارية في غزة، واستمرار القصف الصاروخي الذي لم يتوقف على المدن والمستوطنات الاسرائيلية. وكذلك على ما تعتبرها اسرائيل جبهتها الشماليّة مع لبنان التي ارتفعت فيها حدة المواجهات في الآونة الأخيرة الى ما فوق الغليان، وباتت تُنذر بانزلاق هذه الجبهة الى انفجار كبير.

واذا كان اقتحام مجمّع الشفاء قد فرضَ حالة من الترقّب لما ستؤول اليه المواجهات الجارية في القطاع، خصوصاً ان الاعلام الاسرائيلي بدأ يتخوّف مما سمّاها «حرب الشتاء، فبعد اسبوعين ونصف داخل القطاع يوجد خطر ان تصبح القوات في غزة، التي لم تعمل في الاحياء بعد، في حالة عدم تحرّك وقابلة للاستهداف» على ما أوردته صحيفة «هآرتس». فإنّ الجبهة مع لبنان، وعلى ما يؤكد المحللون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون، باتت تشكّل عامل ضغط كبير جدا على المستويين السياسي والعسكري الإسرائيليَّين. وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية انّ التطورات العسكرية على جبهة الشمال تشكل قلقا اضافيا لدى اسرائيل التي تواجه مقاومة شرسة في غزة. وعَكست خوفا بالغا لدى سكان المستوطنات في الشمال التي اصبحت منطقة أشباح، ونقلت عن رئيس المجلس الإقليمي، ماتيه ايشر موشيه دفيدوفيتش، قوله ان السكان لن يعودوا إلى الشمال لأنّ نصرالله وعناصره لا يزالون هناك».

تهديدات وإزاء تصاعد التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، وآخرها ما اعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من انه وجّه الجيش الاسرائيلي بالاستعداد لجميع السيناريوهات للتعامل مع «حزب الله» في الشمال»، وقال: هدفنا اولاً، وقبل كل شيء هو الانتصار الكامل على حركة «حماس» وعودة الاسرى، وبعدها سنتعامل مع الشمال»، أعلن «حزب الله» على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم «اننا لا نخشى تهديدات اسرائيل، واذا قررت حرباً فسنواجه بكل ما أوتينا من قوة، ولنا كل الثقة في اننا سنربح كل حرب ممكن ان نخوضها مع الكيان الاسرائيلي».

«الحزب»: مستمرون وقالت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «انّ استنزاف العدو سيستمر بوتيرة تصاعدية، والعمليات ستتواصل طالما انّ عدوانه مستمر على قطاع غزة، وهو ما أكّد عليه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله». ولفتت المصادر الى «انّ «حزب الله» في ذروة جهوزيته لأيّ احتمال على الحدود، وقد صَعّد من وتيرة عملياته في الآونة الاخيرة، لأنّ أي تَراخ امام هذا العدو سيجعله يتمادى في عدوانه اكثر، فالعدو تجاوز قواعد الاشتباك وحاول ان يفرض قواعد جديدة بتماديه في اعتداءاته الى عمق الاراضي اللبنانية لمسافة اربعين كيلومترا عن الحدود، حيث وصلَ الى الزهراني واقليم التفاح والبقاع الغربي، ولذلك كان لا بد للمقاومة من أن ترسل رسالة واضحة للعدو، لتكرّس من خلالها معادلة: مدني – مدني، بيت – بيت، عسكر – عسكر، وعمق – عمق». وكما هو واضح فإنّ العدو، وبعد العمليات المكثفة التي نفذتها المقاومة كمّاً ونوعاً وشمولية مطلع الاسبوع الجاري، فهمَ الرسالة، وهو الامر الذي دفع الجيش الاسرائيلي الى طلبه للمستوطنين في مستوطنات الجليل العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية». وبحسب المصادر عينها فإنّ «حزب الله» يبقي الاحتمال قائماً بأن تبادر اسرائيل الى عدوان على لبنان. وإنّ تطوّر الامور، كما قال السيد نصرالله، رهن بتطورات الميدان العسكري، كما يُبقي على جهوزيّته في اقصى مداها لمواجهة اي احتمال». واستخلصت المصادر من اجواء الحزب ما مفاده انه «يتوعّد اسرائيل بمواجهة شرسة لأي عدوان تقوم به، ولن يترك لها ان تسبيح لبنان، ويخبىء للاسرائيلي ما يعلمه لديه، وما لا يعلمه».

الأميركيون مجدداً على انّ اللافت في هذا السياق هو انّ القنوات الاميركية بقيت مفتوحة مع لبنان، في ما بَدا انه جهد متواصل تبذله الولايات المتحدة الاميركية لاحتواء الموقف وعدم انزلاقه الى مواجهات اكبر، وعلى ما قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية» ان واشنطن لا تريد تصاعد حدة المواجهات لكي لا ينتج عنها واقع اكثر خطورة، وما زالت تشدد على منع «حزب الله» من جَرّ لبنان الى حرب». وفسّر المسؤول عينه كثافة الحضور الاميركي على خط التهدئة، فإنه تعبير عن خشية كبرى لدى الولايات المتحدة من أنّ تطوّر الامور في الجنوب اللبناني قد يؤدي الى أن تتدحرج في المنطقة الى حرب واسعة النطاق لا يُعرف مداها، وما قد ينتج عنها، والتدحرج الى الحرب يشكل تهديداً لمصالح اميركا في المنطقة».

باريس: حماية لبنان وضمن هذا السياق، يأتي تحرك المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في اتجاه المسؤولين، وكذلك تتحرّك قوات اليونيفيل في الجنوب مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لدرء مخاطر الانزلاق الى حرب، وفق ما أكده قائدها العام الجنرال ارولدو لاثارو، الذي قال انّ الوضع على الحدود يُنذر بمخاطر، بالتوازي مع حراك فرنسي في هذا الاتجاه. وعلمت «الجمهوريّة» ان وفدا فرنسيا يزور بيروت حاليا، نقل اجواء تفيد بأنّ باريس، ومنذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، تحرّكت على خطين: الأول مع لبنان، وأرسلت رسائل مباشرة بوجوب حماية لبنان وتجنّب مفاقمة التصعيد العسكري في الجنوب. والثاني مع اسرائيل، بتوجيه تحذيرات مباشرة من حرب اسرائيلية تجاه لبنان وعدم انفاذ التهديدات التي اطلقتها اسرائيل باستهداف مدنه، لا سيما بيروت».

الموقف الروسي وبرز في هذا السياق، تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب وكالة «نوفوستي»، بأنّ طهران وبيروت لا تريدان التورّط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات». وقال لافروف: «لا أعتقد أنّ إيران أو لبنان يرغبان في التورّط في هذه الأزمة، ولا أرى أيّ رغبة من جانب أيّ من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير».

الوضع الميداني في هذه الاجواء، حافظت منطقة الحدود الجنوبية على وتيرة عالية من التوتر، في ظل استمرار عمليات القصف الاسرائيلية للجانب اللبناني من الحدود، حيث استهدف بالقصف أطراف بلدات: طير حرفا، عيتا الشعب، جبل بلاط، حولا، العديسة، مركبا، رب ثلاثين، الخيام، كفر شوبا، الناقورة، علما الشعب ويارون، شيحين، الجبين، بليدا، سهل الخيام، تل النحاس، برج الملوك، اللبونة ومحيط مركز الجيش في قرية سردا. فيما أعلن «حزب الله» عن تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت آلية عسكرية اسرائيلية في مثلث الطيحات، موقع حدب يارون، موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، تجمعاً للمشاة غرب بركة ريشا وجنوبها، ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية). فيما دَوت صفارات الانذار في المطلة، وكريات شمونة وكفرجلعادي ومنطقة الجليل الاعلى والاوسط.

اليونيفيل لتحقيق العدالة في سياق جنوبي آخر، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي إنّ «بعثة حفظ السلام اطلعت على التقارير التي تفيد بأنّ السلطات اللبنانية أطلقت الليلة الماضية سراح الشخص الذي اعتقلته، بعد الهجوم الذي أدّى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع لليونيفيل شون روني بسبب تدهور حالته الصحية». ولفت تيننتي الى أننا «نعمل على التأكد من هذه المعلومات من المحكمة العسكرية، والحكومة اللبنانية أعلنت في مناسبات عدة التزامها تقديم الجناة إلى العدالة». وقال: «اليونيفيل تواصل الحَث على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته».

التمديد لقائد الجيش سياسياً، بقيت قضية تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون البند الابرز الطافي على مائدة المتابعات الداخلية، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ هذا الملف لم يخرج بعد من دائرة التجاذب حوله، في الوقت الذي تتكثّف فيه الاتصالات لحسم هذا الملف، وضمن فترة لا تتعدى الاسبوع المقبل. فيما برز في موازاة ذلك اقتراح نيابي جديد قدّمه نواب كتلة الاعتدال ويرمي الى تمديد ولاية قادة الاجهزة الامنية لمدة سنة. وزار مقدّمو الاقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال النائب محمد سليمان بعد اللقاء: الرئيس كان متجاوباً وواضحاً وأبلغ ذلك لكتلة «القوات». واليوم أبلغنا بأنّ الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء، واذا تعذّر ذلك فهو جاهز لأخذ القرار في المجلس النيابي لِما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة».

ونقل زوار الرئيس بري من النواب لـ«الجمهورية» عنه، بعد تقديم اربعة اقتراحات قوانين لتمديد مهام قائد الجيش والقادة الامنيين من رتبة عماد ولواء، انه يتفهّم شمولية التمديد ولا يعارضه، لكنه ما زال ينتظر خروج الحل لملء الشغور في المواقع العسكرية والامنية من الحكومة، واذا تعذّر على الحكومة ذلك لأسباب سياسية وإجرائية فإنه سيدعو الى جلسة نيابية عامة مطلع الشهر المقبل يضع في جدول اعمالها الاقتراحات النيابية من ضمن البنود الاخرى. واكدت المصادر النيابية أهمية شمولية التمديد، ليس لأسباب طائفية او مذهبية بل لأنّ ظروف البلد في ظل التوتر الاقليمي لا تحتمل اي تأخير او فراغ في اي موقع عسكري وامني، لا سيما ان المؤشرات تدل على انّ انتخاب رئيس للجمهورية موضوع على الرَف ولا يوجد اي حراك حوله. وقالت: انّ الضرورة تفرض استمرار إمساك القادة الحاليين بقرار مؤسساتهم افضل من الوكيل او الموقت. ورجّحت المصادر ان يتم حل الموضوع عبر مجلس الوزراء خلال الاسبوعين المقبلين، من خلال مراسيم تعيين قائد جديد للجيش ورئيس للأركان واعضاء جدد للمجلس العسكري، اذا نجحت المساعي القائمة، أو يتم تمديد تسريح قائد الجيش اذا لم تسفر الاتصالات عن التوافق على التعيين، خاصة انّ التعيين يجب أن يتم عبر اقتراح لوزير الدفاع بحسب القانون. مشيرة الى انّ وزير تيار المردة سيحضر جلسة مجلس الوزراء التي ستبحث موضوع الشغور العسكري، كما اشارت الى وجود ثلاثة اسماء مرشحة لقيادة الجيش يتم التداول بها.

مُمانعة وعوائق وعلمت «الجمهورية» انّ ممانعة حسم هذا الملف لجهة تأخير تسريح قائد الجيش باتت محصورة في التيار الوطني الحر، فيما بادر «حزب الله» قبل ايام الى ابلاغ الجهات المعنية بهذا الملف بأنه لا يشكل عائقاً لأي خطوة يتفق عليها لحسمه، وبالتالي فإنّ الحزب لا يمانع تأخير تسريح العماد عون، ولا يمانع ايضاً تعيين قائد جديد للجيش، أو تعيين رئيس للاركان أو تعيين مجلس عسكري جديد، المهم هو ان توجِدوا الحل لهذه المسألة وتتفاهموا عليه». على انّ العائق الاساس الذي ما زال يعترض تأخير تسريح قائد الجيش يتمثّل في موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرافض لذلك، خصوصا انّ اقتراح التمديد سيأتي اولاً من قائد الجيش الى وزير الدفاع موريس سليم الذي يلتزم بقرار مرجعيته السياسية (التيار)، ثم انّ اتخاذ مجلس الوزراء لأي خطوة في هذا الاتجاه ما زال محل اشكالية برغم ان دراسة قانونية تجري مراجعتها في هذا الصدد». واذا كان ثمة من يعتبر انّ هناك مخرجاً من شأنه تدارك كل الاشكالات، ويتمثّل في الاكتفاء بتعيين رئيس جديد للاركان ينوب عن قائد الجيش في حال انتهاء ولايته في 10 كانون الثاني المقبل، الا انّ هذا الامر محل اعتراض جنبلاطي حيث أفيد بأنّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يُمانع ان يتولى رئيس الاركان (الدرزي) ادارة الجيش في هذه المرحلة الحساسة.

ويعكس ذلك ما قاله النائب وائل ابو فاعور بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس: الصيغة الفضلى أن يتم التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري. وإذا كان هناك منطق انه لا يجوز تعيين قائد للجيش بغياب رئيس الجمهورية، فإنّ الرَد على هذا الأمر، إضافة إلى مؤهلات ومواصفات القائد الحالي للجيش، يكون بالتمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري كي نضمن أن هذه المؤسسة تحظى بالاستقرار وكي لا يكون حول مؤسسة الجيش أي شعور من عدم اليقين يمكن أن يؤثّر على المهمات الوطنية التي تقوم بها»، مشيراً الى أن المداولات الأخيرة تقول إنّ هناك شبه تفاهم بين عدد كبير من القوى بأنّ المسؤولية الوطنية والضرورات الوطنية تقتضي بأن يكون هناك تمديد وتعيين مجلس عسكري».

المجلس الدستوري وبحسب ما تم تداوله في الاوساط المعنية بهذا الملف، فإنّ تعيين قائد جديد للجيش من قبل مجلس الوزراء دونه اشكالات ايضاً برغم انه يشكّل مطلباً صريحاً للتيار الوطني الحر، حيث لا اجماع عليه، بل انّ الغالبية الساحقة من المكونات السياسية باتت تميل الى تمديد ولاية قائد الجيش. وحتى ولو طُرح موضوع التمديد لقائد الجيش في مجلس النواب، الذي يشدد رئيس المجلس نبيه بري على صلاحية السلطة التنفيذية في حسم هذا الامر سواء بالتمديد او التعيين، فإنّ الاقتراح المقدّم من قبل كتلة القوات اللبنانية لتأخير تسريح من هم في رتبة عماد، والمحصور فقط بقائد الجيش، أمامه عقبة اساس حتى ولو تم إقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب، تتمثّل بالمجلس الدستوري، حيث قد يُبادر المعارضون لهذا الامر الى تقديم مراجعة طعن الى المجلس الدستوري، الذي سيقبلها فوراً ويبطل قانون التمديد، ارتكازاً على القاعدة القانونية القائلة بعدم جواز التشريع لشخص بعينه.

يبقى انّ الايام القليلة فاصلة حيال هذا الملف، الذي قد يطرح في جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، علماً انّ مصادر مسؤولة كشفت لـ«الجمهورية» انها بعد فرط انعقاد جلسة مجلس الوزراء بداية الاسبوع الجاري، كانت في اجواء ان تعقد الجلسة اليوم الخميس (للبَت بهذه المسألة) وتأجيلها الى الاثنين أمر يثير الاستغراب».

جعجع و«التيار» وفيما اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «ضرورة عدم التفريط بتماسك المؤسسة العسكرية او زَجها في مغامرات وتجارب غير مضمونة النتائج، فضلاً عن تجنيبها اي عملية تغيير في خضمّ المرحلة الدقيقة»، اعتبرَ التيار الوطني الحر، في بيان لمجلسه السياسي بعد اجتماعه برئاسة النائب باسيل أمس، ما سمّاها «حملة سياسية إعلامية تهويلية مُبرمجة تدعو الى التمديد للعماد قائد الجيش بحجّة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش مع بلوغ قائده السن القانونية، أنها حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، إذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأنّ الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصًا انّ الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبّب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة؟».

ولفت إلى أنّ «الحرص المُستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه، كما لا يلغي حرص التيار الوطني الحر على الجيش، وهو السبب الوحيد لرفض المساس والتلاعب به وبقوانينه وإقحامه في السياسية». وأوضح المجلس أنّ «الاحتكام للدستور وللقانون الذي احتاط لهذه الحالات هو الحل لمعالجة اي مشكلة، لذلك يحذّر المجلس من أن أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصةً بوجود الوزير، أو اعتماد نظريّات عجيبة تقلب كل الهرميّات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة، او مخالفة مبدأ شمولية التشريع او اي مخالفة اخرى ستمسّ حُكماً بوحدة المؤسسة العسكرية وانتظامها وستجعل أي اجراء مماثل ساقطًا وقابلًا للطعن لا بل مُنعدم الوجود».

**************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«الفراغ الممنوع» في الجيش: قائد جديد أم بقاء عون؟

«حزب الله» يدعو وزراء باسيل إلى الجلسة.. وليس إلى المراسيم الجوالة

 

لم تحجب الاشتباكات الدائرة في الجنوب بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، وبعض الفصائل المرتبطة به، الانشغال بعدد من المسائل ذات الصلة باحتمال توسع الحرب في غزة الى جنوب لبنان والعمق اللبناني، او الى حرب اقليمية شاملة، ابرزها، على الصعيد العسكري والأمني، الحؤول دون وقوع الشغور في قيادة الجيش اللبناني، عبر انجع الحلول، بإبقاء قائد الجيش جوزاف عون على رأس المؤسسة العسكرية، مع تعيين رئيس للاركان وملء الفراغ، حيث يلزم في المجلس العسكري.

‎وقالت أوساط سياسية لـ«اللواء» أن التعجيل في انعقاد مجلس الوزراء بعد جلسة تطيير النصاب هدف إلى التأكيد أن الحكومة لا تريد تعليق اي جلسة لها وهذا ما حصل سابقا، واشارت إلى أن موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون قد يحضر وقد لا يحضر مع العلم أن دراسة قانونية قد أنجزت بشأن ما يمكن أن تقرره الحكومة في هذا الصدد أو الخيار الذي يعتمد كما يجب بعيدا عن تعريض القرار لأي طعن.

 

‎وأشارت إلى أن طرح الملف داخل المجلس يتوقف عند ما يقرره الرئيس ميقاتي مع العلم أن التيار الوطني الحر لن يسكت عما يعتبره مخالفة قانونية وقالت أنه في كل الأحوال قد لا يصدر اي قرار اليوم عن المجلس.

‎وفي مجال آخر، افادت أن موضوع تجنيب لبنان الانخراط في الحرب يتوقع له أن يتنقل في لقاءات وتصريحات قوى المعارضة وكذلك تحاول هذه القوى العمل في اتجاه تأجيل تسريح قائد الجيش انطلاقا من مسلمات أمنية.

‎واعتبرت مصادر سياسية ان المماطلة في التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة عام كامل، بحجة تأمين التوافق ألذي اتى لدعم الرئيس نجيب ميقاتي، لم يكن مقنعا، لانه من المستحيل تحقيقه، بسبب تشبث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، برفضه لهذا التمديد، لاسباب ومصالح شخصية، تبدأ من الخلافات التي حكمت العلاقة بين الرجلين خلال عهد الرئيس ميشال عون، واستفحلت بعدحادثة قبر شمون بسبب رفض القائد الزج بالجيش اللبناني في هذا الخلاف لمصلحة باسيل وحلفائه ضد الحزب التقدمي الاشتراكي، وصولا إلى معركة الترشح للانتخابات الرئاسية والتي يبرز فيها قائد الجيش كاقوى مرشح رئاسي، متقدما على باسيل باشواط.

 

‎ وقالت المصادر انه من المستحيل تحقيق التوافق المطلوب في ظل تمسك باسيل بموقفه الرافض، مايعني ضمنا، اما صرف النظر عن التمديد وطي صفحته نهائيا اكراما لرئيس التيارالوطني الحر، او اقراره بمجلس الوزراء باقرب وقت ممكن حفاظا على سمعة وصدقية الجيش اللبناني ألذي يتحمل اعباء وموجبات اضافية ضاغطة ومتواصلة للحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار العام.

‎واعتبرت استمرار المماطلة بالتمديد لقائد الجيش في غضون الأسابيع المقبلة، تارة كرمى عيون جبران باسيل، وتارة اخرى بحجةالتفتيش عن صيغة قانونية لتفادي الطعن بقرار مجلس الوزراء، كله يعني الاستمرار بسياسة تشويه سمعة القائد ومحاولة التأثير سلبا على معنويات الجيش للقيام بالمهمات المنوطة به في المرحلة المقبلة، وهي تبدو مهمات حساسة ومتشعبة وتتطلب جهوزية وتماسكا وثقة بالنفس، في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد عموما، وتفادي كل محاولات احداث الفراغ في القيادة او التأثير سلبا على المهمات المنوطة بالجيش.

 

مجلس الوزراء

لكن الاتصالات التي جرت، لمنع دخول مجلس الوزراء في محظور التعطيل، من المنتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة عند التاسعة من صباح اليوم في السراي الكبير.

وعشية الجلسة، نقل عن الرئيس نجيب ميقاتي انه مطمئن لأي خطوة سيقدم عليها، فلديه ما يكفي من الاصوات لتأجيل تسريح قائد الجيش، وان ابقاء عون حيث هو يحظى بدعم من بكركي وبعض الاحزاب المسيحية الكاملة، والنواب المسيحيين المستقلين.

 

ونقل عن وزير الدفاع موريس سليم قوله انه لا يمكن تجاوز وزير الدفاع في اي اجراء، وهو جاهز لتعيين قائد جديد للجيش وملء الشواغر في المجلس العسكري، والحديث عن تأخير التسريح مخالف لقانون الدفاع الوطني وفقاً للمادة 55.

وقالت المصادر التي نقلت عن سليم هذه المواقف، ان رئيس الاركان واعضاء المجلس العسكري، فضلاً عن قائد الجيش انيط امرهما بوزير الدفاع، مشيرة الى انه في كل دول العالم لا يبقى قائد الجيش في موقعه اكثر من ثلاث او اربع سنوات.

ونقلاً عن مصادر مطلعة في الثنائي الشيعي ان الضرورات الامنية تبيح الذهاب الى اي خيار من شأنه الحفاظ على انتظام وهيكلية المؤسسة العسكرية.

واضافت المصادر: « لقد تم ابلاغ باسيل بأن حزب الله معه في اي خيار يتخذه سواء بالتمديد لعون او بتاجيل تسريحه او بانتخاب قائد جديد» ولكن «اذا اردت انتخاب قائد جديد فلا بد من اجتماع مجلس الوزراء كاملا اي حضور كل وزرائك، وليس عبر مراسيم جوالة او اية صيغة اخرى»… نقطة على السطر…

 

وحسب المصادر فإن لبنان لن يذهب الى شغور في رأس السلطة العسكرية، وبموازاة هذا الاطمئنان تؤكد المصادر ان قرار البت بمصير قائد الجيش اما تمديدا او تاجيلا لتسريحه سيحسمه مجلس الوزراء بموافقة باسيل ممثلا بوزير الدفاع موريس سليم او رفضه … واستبعدت المصادر خيار التمديد، في موازاة الاشارة الى ان تاجيل التسريح يبدو الخيار الاقرب للتطبيق نظرا لتوافق كل القوى السياسية حوله باستثناء باسيل، مشيرة الى ان تاجيل التسريح قد يكون لستة اشهر فقط.

ومن زاوية نيابية، تبلغ الرئيس نبيه بري من وفد كتلة الاعتدال الوطني انه قدم مع بعض النواب المستقلين «اقتراح قانون للمجلس النيابي للتمديد الى رتبة لواء وعماد»، ناقلاً عن انه مستعد للتعاون بما فيه مصلحة البلد.

وردا على سؤال حول أي من المسارات سوف يسلكها التمديد؟ أجاب سليمان: الرئيس نبيه بري كان واضحا وأبلغ ذلك لكتلة «القوات». واليوم أبلغنا بأن الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء واذا تعذر مجلس الوزراء هو جاهز لإخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة.

 

اجتماعات بروكسيل

دبلوماسياً، يشارك وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الاسبوع المقبل في اجتماعات الاتحاد الاوروبي في بلجيكا، حيث من المتوقع ان يقدم تصور لبنان لما يجري في المنطقة، وحرص لبنان على الالتزام بالقرارات الدولية.

مواجهة احتمالات توسُّع الحرب

وحول توفير ما يلزم من ادولية ومستلزمات طبية، كشف وزير الصحة فراس الابيض انه بحث مع الرئيس ميقاتي ادراج بند يتعلق بسلف للمستشفيات الحكومية لرفع جهوزيتها، على ان يعرض اليوم على مجلس الوزراء.

وابلغ منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة مارتن غريغيت وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان خلال لقاء به انه اذا نشبت حرب في الشمال بين حزب الله واسرائيل فأنا أخشى الأسوأ.

 

الوضع الميداني

وفي اليوم الـ40 للحرب، وعلى وقع الارباك الاسرائيلي بعد اقتحام مجمع الشفاء الصحي، وتجدد القصف الإسرائيلي العدواني على مناطق حدودية في جنوب لبنان أمس واستهدف جيش العدو  بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتي الناقورة وطيرحرفا. كما طال القصف المدفعي عددا من المناطق في القطاع الغربي وابرزها راس الناقورة، شيحين، الجبين. ايضا قصفت مدفعية العدو بلدة الخيام، واطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون – تل النحاس، واطراف برج الملوك.

واعلن حزب الله انه إستهدف بعد ظهر امس ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف موقع رويسات العلم ‏في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة.

كما إستهدف الحزب موقع «الحدب» الاسرائيلي مقابل بلدة يارون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان فرد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي عنيف على اطراف يارون واطراف ميس الجبل.

واعلن الحزب عصرا استهدافه تجمعاً لقوة مشاة إسرائيلية غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ الموجهة، كما استهدف عند الساعة 03:35 من بعد ظهر اليوم «آلية إسرائيلية في مثلث الطيحات بالصواريخ الموجهة وحققوا فيها إصابات مباشرة»، وعند الساعة 04:20 من بعد الظهر استهدف الحزب ثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة.

وبعد إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه اصبع الجليل وسقوط صواريخ في محيط كريات شمونة، استهدفت ‏مدفعية جيش العدو الاسرائيلي أطراف حولا ورب ثلاثين ومركبا و»اللبونة» جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلا في حولا.

وبعد ظهر امس، قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدات حولا والعديسة ومركبا، والقيت القذائف المدفعية والفوسفورية باتجاه بلدة كفرشوبا.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

  القضاء على حماس يدشن السيطرة الاميركية على غاز غزة والحسم للميدان

«اسرائيل» تهدي انتصارها على اطباء واطفال وجرحى مستشفى الشفاء للعالم

نواب يطالبون بالتمديد لـ«العماد» و«اللواء» بمرسوم واحد وصفقات بـ«التراضي» في الفيول والبريد

الكلمة للميدان، والتفويض الاميركي الاوروبي العربي لاسرائيل باستمرار عدوانها الوحشي ومجازرها وعمليات الابادة مفتوح لاشهر وليس لاسابيع كما تدعي واشنطن، بانتظار ان ترفع حماس راياتها البيضاء، هذا ما ينتظره معظم الرؤساء والملوك العرب قبل الاميركيين والاسرائيليين، كونه يفتح لهم ابواب التطبيع مع العدو الاسرائيلي، وعندما خاطب الرئيس السوري بشار الاسد الملوك والرؤساء العرب في القمة العربية عام 2006 « يا اشباه الرجال « انتفضوا عليه، وقاطعوا سوريا، واعلنوا رفضهم لهذا الكلام الذي يمس «الشرف والكرامات العربية»، بينما «مسح» نتنياهو قرارات قمة الرياض «بحذائه « خلال ساعات، واهان «كرامات الرؤساء والملوك العرب» باحتلاله مجمع الشفاء واستمراره باطلاق النار، ورفض فتح معبر رفح، ولم يعترض اي رئيس عربي ولو بكلمة او يصدر بيانا.
 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الخطط الدولية لترتيب ادارة غزة بعد الحرب وضعت من قبل اميركا واسرائيل بموافقة اوروبية وعربية بعد القضاء على حماس واخراجها من القطاع، وحسب المعلومات، القرار الاميركي – الاسرائيلي -الاوروبي – العربي بالقضاء على حركات المقاومة او تحجيمها في لبنان وسوريا وفلسطين اتخذ، والحرب الشاملة تتقدم، لان المحور الغربي وصل الى معادلة مفادها: « استحالة فرض مشاريع التطبيع وصفقة القرن والعلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بوجود حركات المقاومة وتفوقها في كل الساحات بدعم مباشر من ايران.

 

هذه هي الاجواء الاميركية الاسرائيلية العربية حسب قيادات فلسطينية في بيروت، وتترجم على الارض باستمرار حرب الابادة ورفض كل الهدن ومفاوضات تبادل الاسرى والاصرار على اطلاقهم بالقوة، وتدمير كل مظاهر الحياة في غزة، واحتلال المستشفيات بعد معلومات قدمتها مخابرات دول عربية وتقاطعت مع معلومات الموساد عن وجود غرفة عمليات المقاومة وقياداتها الاساسية من يحي السنوار ومحمد الضيف وابو عبيدة في انفاق تحت مباني المستشفيات وتحديدا مبنى مجمع الشفاء، ولذلك كان الاصرار الاميركي الاسرائيلي على احتلال مجمع الشفاء الصحي والخروج للعالم بنصر وهمي وصور عن احتلال الجنرالات الاسرائيليين غرفة عمليات المقاومة او اسر احد من قيادييها الاساسيين او تصوير جثثهم للعالم، لكنه تبين للعالم ان هذه المعلومات لا اساس لها من الصحة ومستشفى الشفاء مرفق مدني صحي.

 

وفي المعلومات ايضا، ان الهدف الاساسي والمركزي وراء القرار الدولي بالقضاء على حماس وابعادها عن القطاع له علاقة بغاز غزة واستحالة استثماره واستغلاله اذا بقيت حماس في غزة، بعد ان وقعت الصفقة على الغاز الموجود مقابل شاطىء شمال غزة، ويقدر مخزونه بتريليون دولار، والالتزام رسا على شركة أميريكية عبر صفقة كبرى تتضمن حوافز مالية للأردن و مصر وتركيا.

 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الحرب قرارها اميركي، ووقف اطلاق النار بيد بايدن، وذكرت وكالة «بلومبيرغ «، ان الذخائر والصواريخ الاميركية تصل اسرائيل بشكل يومي، وتشمل الاف الصواريخ الموجهة بالليزر، والقنابل الخارقة للحصون، ومركبات مصفحة، واجهزة رؤية ليلية وقذائف مدفعية، بالمقابل، واصلت وكالة رويترز، الحديث عن التوصل لهدنة انسانية لـ 3 ايام يتم خلالها اطلاق 50 اسيرا عند حركة حماس مقابل اطلاق اسرى في السجون الاسرائيلية وادخال مواد تموينية وطبية ومحروقات لوكالات اممية، لكن هذا الامر بقي ضمن التداول الاعلامي حتى الان بسبب الرفض الاسرائيلي، فيما اعلنت حركة الجهاد الاسلامي انسحابها من المفاوضات.

 

انشاء اجهزة امنية جديدة في الضفة والقطاع

 

وفي المعلومات ايضا، ان خطة امنية اميركية – بريطانية بتعاون مصري – اردني – اسرائيلي وضعت لاعادة هيكلة اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة والقطاع وربطها بالاجهزة الاسرائيلية عبر قناة مركزية وباشراف اميركي بريطاني وعربي، وتتضمن الخطة : انشاء وزارة جديدة تسمى وزارة الامن الداخلي وعلى راسها وزير يعينه رئيس السلطة الفلسطينية بعد حل وزارة الشؤون المدنية ودمجها بوزارة الداخلية، على ان يتم تعيين وكيل لكل من وزارتي الداخلية والامن الداخلي في غزة وتكون صلاحيته كصلاحية الوزير في الضفة.

 

وتتضمن الخطة ايضا : تقليص ودمج الاجهزة الفلسطينية بجهازين امنيين فقط مع جهاز الدفاع المدني ويخضعون لاشراف وزير الامن الداخلي، ويكون وكيله في غزة نائبا لغرفة العمليات المشتركة.

 

دمج جهازي الامن الوقائي والمخابرات العامة في جهاز واحد يسمى الامن العام وكذلك انشاء جهاز مخابرات جديد كليا ليس من مهامه الاحتكاك بالناس وله علاقات بالخارج والبحث والتحليل المعلوماتي ورفعها للرئيس ووزير الخارجية فقط.

 

احالة ثلث العناصرالامنية الحالية والضباط الى التقاعد

 

الغاء كل القوانين المتعلقة بالاجهزة الامنية الحالية والابقاء على جهاز الحرس الرئاسي.

 

دمج عناصر الامن الداخلي في غزة بجهاز الامن العام،

 

تعيين نائب لقادة الشرطة والامن العام والدفاع المدني من غزة ويكون مقره فيها.

 

حل جهاز الامن الوطني والاستخبارات ودمجهم في الشرطة، على ان يتم اتباع الية جديدة للتنسيق مع اسرائيل عبر قناة مركزية باشراف اميركي بريطاني وعربي وانهاء كل قنوات التنسيق الفرعية في المديريات الامنية.

 

اعطاء ضمانات بعدم اقتحام اسرائيل المدن الفلسطينية وانهاء اي ارتباطات بين اي جهاز امني وعناصره واي فصيل فلسطيني بما فيهم حركة فتح.

 

صمود غزة يقلب كل المعادلات

 

هذه الصفقة معرضة للخطر، مع غيرها من صفقات بايدن ونتنياهو والتامر العربي، في ظل الصمود الاسطوري للفلسطينيين والهجمات على القواعد الاميركية في سوريا والعراق والعمليات النوعية لحزب الله في جنوب لبنان التي تشغل اكثر من ثلث الجيش الاسرائيلي وهجرت المستوطنين من جميع المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة بالاضافة الى القصف الحوثي على ايلات، فمحور المقاومة قرر خوض حرب استنزاف مفتوحة ضد الاميركيين والاسرائيليين في جميع مناطق تواجدهم في المنطقة، كما قررت حماس والفصائل الفلسطينية اغراق الجيش الاسرائيلي في رمال غزة، وهو تقدم في المناطق « الرخوة نسبيا « المجاورة لشاطئ غزة، وسيحاول الدخول الى المقرات الحكومية التابعة لحماس والمراكز المدنية ووممارسة الحرب النفسية، مع تقطيع غزة والسيطرة على الطرقات الرئيسية « والعقد» ولن يتمكن من التوغل حسب مصادر فلسطينية في بيروت، في احياء غزة الداخلية والقضاء على المجموعات القتالية التي لم تتاثر بالتقدم البري الاسرائيلي وما زالت تطلق صواريخها بمعدلات مرتفعة كاليوم الاول لطوفان الاقصى، وما زالت القذائف تتساقط على تل ابيب بينما عمليات الاستهداف للدبابات والجنود الاسرائيليين على وتيرتها المرتفعة، واجبرت الاسرائيلي على الاعتراف بجزء من خسائره.

 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان اسرائيل لاتستطيع ان تتحمل حرب استنزاف طويلة، وشل حركة الحياة وتعطيل المرافق العامة واستخراج الغاز من بحر غزة، حيث وصلت خسائر اسرائيل الى اكثر من 50 مليار دولار، واحالة موازنات 4 وزارات الى المجهود الحربي مع عمليات تقشف واسعة، وحرب الاستنزاف ستكون نتائجها كارثية على الكيان وصورته التي اهتزت امام العالم، وباتت وحشيته ومجازره بحق الاطفال والنساء والمستشفيات ومستودعات القمح والمطاحن وصمة عار على جبين البشرية جمعاء، وما قام به العدو في مجمع الشفاء جريمة حرب، بعد ان اقتحم المستشفى بعشرات الدبابات مستخدما غزارة نارية غير مسبوقة، رغم انه لم تطلق رصاصة واحدة من داخل المستشفى ولم يجد في الطوابق الارضية الا غرف العمليات واقسام غسل الكلى والتخدير.

 

عمليات حزب الله

 

واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم النوعية، ونفذو امس 7 عمليات نوعية ضد اهداف متحركة، فيما قصفت اسرائيل اكثر من 30 بلدة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وقد استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية امس، ثكنة « راميم « في قرية هونين اللبنانية المحتلة « بالقذائف الصاروخية، كما استهدفوا تجمعا لقوة مشاة في جيش الاحتلال غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ الموجهة وحققوا فيه اصابات مباشرة، كما استهدفوا الية في مثلث الطيحات بالصواريخ الموجهة، كما قصفوا موقع حدب يارون وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالاسلحة المناسبة والقذائف الموجهة وحققوا فيها اصابات مباشرة. كما قصفوا موقع جل الدير بالاسلحة المناسبة وثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة.

 

كما سقط اكثر من 20 صاروخا على كريات شمونة و دوت صفارت الانذار في المستوطنة ومرجليوت في شمال فلسطين المحتلة، واستخدمت اسرائيل القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ وانفجر احد صواريخ» الباتريوت « في سماء الخيام.

 

وردت مدفعية العدو بقصف اطراف بليدا وميس الجبل والعديسة ويارين وعيترون وبلاط واللبونة ومروحين والخريبة بين الخيام وابل السقي كما استهدفت منزلا في حولا، وقصفت اطراف مركبا ورب ثلاثين في قضاء مرجعيون وخراج كفرشوبا وشبعا. كما قصف الطيران الاسرائيلي رب ثلاثين.

 

التمديد لقائد الجيش

 

مراجع قانونية عليا، ابلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ان طلب استشارتها القانونية في موضوع التمديد لقائد الجيش بالاتي:

 

1- القانون لا يجيز التمديد مطلقا وهو باطل.

 

2- لا شيء في القانون يقول « الذي يليه « اي تجيير مهام قائد الجيش لاكبر الاعضاء سنا.

 

3 – لا يمكن تجاوز قرار وتوصية وامضاء وزير الدفاع في موضوع تعيين قائد الجيش كما يصر ميقاتي، وهو تجاوز لاتفاق الطائف وسابقة خطيرة.

 

4- القانون يقول، في حال شغور موقع القيادة لاي سبب من الاسباب تذهب مهام القائد الى رئيس الاركان كما حصل مع اللواءين سمير القاضي وشوقي المصري.

 

واقترح المرجع القانوني، تعيين قائد جديد للجيش لمدة سنة او سنتين فقط، ويمكن تجاوز الخلافات بمرسوم جوال على الـ 24 وزيرا، وهذا الحل يحتاج الى توافق سياسي لكنه المخرج الوحيد، والا تعيين رئيس للاركان.

 

ويؤكد المرجع القانوني، ان المخرج لتعيين قائد للجيش ورئيس للاركان سياسي بالدرجة الاولى مع احترام المعايير القانونية، وحتى الان لا توافق سياسي على الملف رغم كل التسريبات، فالقوى المسيحية الاساسية ضد التمديد، القوات اللبنانية قدمت مشروع القانون للمجلس النيابي بالتمديد لسنة وبمادة وحيدة، وبري يفضل الحل حكوميا، مع تاكيده ان المجلس النيابي سيد نفسه وهو من يحدد جدول الاعمال واعلن بري، انه في حال تعثر المخارج في مجلس الوزراء فان مجلس النواب سيمارس دوره وسيعقد جلسة تشريعية الشهر القادم، واللافت ان كتلة الاعتدال الوطني مع نواب مستقلين اقترحوا اصدار مرسوم واحد يقضي بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لسنة واحدة . ومن المتوقع ان يلاقي هذا الطرح معارضة من العديد من القوى السياسية لانه يخالف ما اعتمد في الامن العام وحاكمية مصرف لبنان وقائد الدرك.

 

وفي المعلومات، ان حزب الله ما زال معارضا للتمديد، والمردة ايضا رغم تصريحات فرنجية الاخيرة، وجوني القرم وزياد مكاري لن يحضرا اي جلسة للتمديد لقائد الجيش، والنصاب الحكومي لن يكتمل رغم كل التسريبات، حتى محاولات تيمور جنبلاط خلال جولته في البترون لم تصل الى نتيجة والمواقف على حالها، ووصفت مجلة الانباء الالكترونية التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي الزيارة للبترون بالسياحية، وعاد تيمور جنبلاط والتقى وفد الجمهورية القوية والنائب طوني فرنجية.

 

وفي ظل هذه الاجواء، هل تعقد جلسة لمجلس الوزراء اواخر كانون الاول بحضور جميع الوزراء لمرة واحدة واستثنائية ويتم تعيين قائد للجيش لمدة سنة او سنتين او عبر مرسوم جوال، والا، هناك مشكلة حقيقية في الجيش اللبناني لم تجد طريقها الى الحل بعد خصوصا ان جنبلاط مصر على عدم تولي رئيس الاركان الدرزي في حال تعيينه مهام قائد الجيش في هذا الظرف العصيب والاستثنائي، والاتصالات ستبقى مفتوحة، فهل يطرح ملف التمديد في جلسة مجلس الوزراء صباح اليوم ويتم اقراره بتوافق سياسي وتجاوز القانون، ام يتعطل النصاب او تتجاهل الحكومة الملف بانتظار ظروف افضل ؟.

 

صفقتا البريد والفيول

 

المشاكل التي تعصف بالحكومة ليست متعلقة بقيادة الجيش فقط، بل بروائح الصفقات في الفيول والبريد وغيرها من الوزارات، وفيما لبنان يمر باخطر مرحلة في تاريخه منذ الاستقلال وسط حرب اسرائيلية مفتوحة فان مجلس الوزراء يحاول تمرير صفقات بالتراضي في البريد والفيول خارج ديوان المحاسبة والقوانين المرعية مع دعم رئيس الحكومة للوزير جوني القرم في تلزيم البريد لشركة لبنانية فرنسية لمدة 9 سنوات رغم الرفض القاطع من ديوان المحاسبة، علما انها الشركة الوحيدة التي دخلت المناقصة وهذا مخالف للقانون، ويربط وزيرا المردة حضور جلسات مجلس الوزراء باقرار تلزيم البريد للشركة المذكورة، في حين يصر وزير الطاقة وليد فياض على شراء باخرة الفيول رغم رفض ديوان المحاسبة للصفقة كونها مخالفة للشروط القانون وعمليات الشراء . ومن المتوقع ان يناقش الملفين في الجلسة الحكومية اليوم.

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

  مستشفى الشفاء يفضح نتانياهو وإسرائيل تؤخّر صفقة الأسرى

مع دخول اليوم الـ40 على الحرب لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي من تل أبيب إلى ميناء إيلات مرورا بمنطقة غلاف غزة، فضلا عن تصديها لمحاولات التوغل البري في كل المحاور.

 

وللتغطية على عجزه في مواجهة المقاومين وتحقيقا لانتصار زائف، اقتحم الاحتلال مستشفى الشفاء الطبي وقام بتفجير مبنى المجلس التشريعي في غزة، وذلك بعد احتلاله من قبل لواء غولاني.

 

ووفق تقرير، فقد ضربت صواريخ المقاومة تل أبيب التي تبعد عن غزة بمسافة 220 كيلومترا وإيلات التي تبعد بـ250 كيلومترا، فضلا عن رشقها عسقلان وعددا من مستوطنات منطقة الغلاف بقذائف الهاون كونها لا تبعد بأكثر من 7 كيلومترات.

 

وميدانيا، تركز القتال في الجزء الشمالي من قطاع غزة حيث وقعت ضربات متبادلة بين الجانبين فيما طاول القصف الإسرائيلي مناطق في الشمال والجنوب.

 

وقصف الاحتلال خان يونس ودير البلح والنصيرات فضلا عن قصفه المركز على مدينة غزة، وهو ما ردت عليه المقاومة بعمليات استهداف للجنود والآليات من المسافة صفر.

 

وأعلنت كتائب عز الدين القسام  قتل اثنين من جنود الاحتلال في بيت حانون التي دمرت بالكامل تقريبا جراء القصف العنيف أول أيام الاجتياح البري.

 

واكد الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت أن مقاتليها تمكنوا منذ صباح الثلاثاء من قتل 9 جنود إسرائيليين وتدمير 22 من الدبابات والآليات، كليا أو جزئيا، في كافة محاور التوغل بقطاع غزة.

 

واستهدفت المقاومة أيضا آليات الاحتلال التي توغلت باتجاه شارع الرشيد ومنطقة الكرامة ومحيط مجمع الشفاء الطبي وحي الرمال وأعطبت عددا منها.

 

وقالت القسام إنها استهدفت مع سرايا القدس وألوية الناصر دبابتين إسرائيليتين بقذائف جنوب غرب مدينة غزة.

 

وأفيد بإصابة جنديين إسرائيليين بجروح بين متوسطة وخطيرة في إطلاق قذيفة على آلية قرب كيسوفيم شرق خان يونس، في حين أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين أحدهما بجروح خطيرة في إطلاق قذيفة على جرافة قرب كيسوفيم.

 

وقالت كتائب القسام إنها استهدفت جرافة عسكرية غرب مدينة غزة بقذيفة “الياسين 105”.

 البحرية الاميركية تسقط مسيّرة

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البحرية الأميركية أسقطت طائرة مسيرة من اليمن في وقت سابق اليوم في البحر الأحمر.

وفي الضفة الغربية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طاولت 78 فلسطينيا في الضفة الغربية، بينهم 17 طالبة جامعية.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

البحث في خطوات إجرائية للتمديد لقائد الجيش اللبناني

بقرار من مجلس الوزراء أو بإقراره في جلسة تشريعية لمجلس النواب

بيروت: محمد شقير

 

يُفترض أن يسلك التمديد للعماد جوزف عون في قيادة الجيش طريقه إلى التنفيذ؛ إما من خلال مجلس الوزراء، باقتراح يتقدم به الرئيس ميقاتي من خارج جدول الأعمال لإقراره، أو أن يكون البديل باقتراح قانون يتقدم به عدد من النواب للتصديق عليه وإقراره في جلسة تشريعية، وهذا ما تعهَّد به الرئيس نبيه بري في حال تعذَّر على الحكومة السير بالتمديد له إلى بر الأمان، خصوصاً أن النصاب النيابي مؤمن لانعقادها بتأييد من الثنائي الشيعي، كما تؤكد القوى السياسية التي تتواصل مع رئيس المجلس وقيادة «حزب الله»، وتؤكد أنهما اتخذا قرارهما ولا عودة عنه.

 

وعليه، يُفترض أن يقترن التمديد للعماد عون بمبادرة الحكومة، وبتعهُّد من الرئيس ميقاتي إلى تأمين النصاب لانعقاد المجلس العسكري بتعيين رئيس للأركان ومديرين للإدارة والمفتشية العامة، لأن التمديد لا يكفي ما لم يُستكمل بهذه التعيينات لتفعيل المؤسسة العسكرية وتأمين مَن ينوب عن قائد الجيش في حال غيابه بملء الشغور في رئاسة الأركان.

 

وفي هذا السياق، تأتي مروحة الاتصالات التي يقوم بها رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور وليد جنبلاط، وهي الأوسع منذ انتخابه رئيساً للحزب، تحت عنوان كسر الجمود السياسي بالتواصل مع جميع القوى السياسية، أكانوا من الحلفاء أو الخصوم، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد تتطلب التواصل بدلاً من الانقطاع، ولو من موقع تنظيم الاختلاف، للدخول في حوار بلا شروط، بغية السعي لتقريب وجهات النظر في مقاربة للملفات السياسية العالقة، وأبرزها انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وقطع الطريق على إقحام المؤسسة العسكرية في الفراغ، مع اقتراب إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، وضرورة تفادي ذلك بتحضير الأجواء للتمديد له.

 

واللقاءات التي يواصلها جنبلاط الابن أرادها أن تكون شاملة، كما أكد مصدر في «التقدمي» لـ«الشرق الأوسط»؛ كونه الأقدر على التواصل مع الجميع، وينطلق من ضرورة تبريد الأجواء وصولاً إلى تطبيع علاقاته بالخصوم وتعزيزها بحلفائه، لتبديد ما يشوبها من حين لآخر.

 

وكشف المصدر في «التقدمي» أن جنبلاط سيختتم لقاءاته، في بحر الأسبوع المقبل، بلقاء رئيسَي حزب «الكتائب»، النائب سامي الجميل، وحركة «الاستقلال»، النائب ميشال معوض، وآخرين، وقال إنه لم ينقطع عن التواصل مع عدد من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» في ظل التنسيق القائم بينهم وبين النواب الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي»، في الأمور التشريعية المدرجة على جدول أعمال اللجان النيابية المشتركة.

 

ولفت إلى أن تواصل جنبلاط مع القوى السياسية يأتي في ظل انفتاحه على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سواء عبر اللقاءات المباشرة التي يعقدها معه، أو من خلال تلك التي يتولاها الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.

 

ورأى المصدر نفسه أن تنظيم الاختلاف بين «التقدمي» و«حزب الله» لا يزال قائماً ولم ينقطع، وقال إن القيادي في الحزب النائب السابق، غازي العريضي، يتولى هذه المهمة بتواصله مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، إضافة إلى التواصل من حين لآخر بين جنبلاط الأب ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، بينما يتولى النائب وائل أبو فاعور الاتصالات برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لمواكبة القضايا السياسية والمعيشية الملحّة، وضرورة توفير ما أمكن من حلول لها.

 

وكشف أن جنبلاط التقى مطولاً، مساء أول من أمس، النائب طوني سليمان فرنجية، بدعوة من والد زوجة الأخير، رجل الأعمال محمد زيدان، وقال إن النائبين وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ شاركا في اللقاء، إضافة إلى النائب السابق علاء الدين ترو، ومستشار جنبلاط حسام حرب.

 

وقال إنه تخللت اللقاء خلوة اقتصرت على جنبلاط وفرنجية، ووصف الأجواء بأنها كانت إيجابية، وأن اختلافهما في مقاربة الملف الرئاسي لا يبدل من عمق العلاقة التاريخية بين عائلتي جنبلاط وفرنجية. وقال إنهما توافقا على ضرورة تأمين الاستقرار في المؤسسة العسكرية وعلى التمديد للعماد عون، وتأمين النصاب في المجلس العسكري بتعيين رئيس للأركان ومديرين للإدارة العامة والمفتشية العامة.

 

وتوافقا أيضاً، بحسب المصدر في «التقدمي»، على دعم الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار في المؤسسة العسكرية، وعدم شل قدرتها في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان انطلاقاً من العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه.

 

وفي هذا السياق، كشف المصدر نفسه أن العماد عون اعتذر عن القيام بزيارات عمل إلى الخارج بدعوة من عدد من الدول الصديقة والمانحة. وقال إنه اعتذر عن زيارة الكويت لغياب مَن ينوب عنه في إشارة إلى شغور رئاسة الأركان.

 

وتوقف المصدر أمام الأجواء الإيجابية التي سادت لقاء جنبلاط بوفد نيابي يمثل كتلة «الجمهورية القوية»، وقال بأن لا مشكلة في التمديد للعماد عون، وأن كتلة «القوات» لا ترى ضرورة ربط التمديد له بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لأنه من المبكر الخوض فيه؛ كونه يُحال إلى التقاعد، في مايو (أيار) المقبل.

 

لكن كتلة «القوات» لم تعطِ جواباً على طلب «التقدمي» بأن تعيد النظر في موقفها الرافض لعقد جلسات التشريع للضرورة، لأنه من غير الجائز تعطيل دور المجلس النيابي.

 

وبالنسبة للقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بجنبلاط، علمت «الشرق الأوسط» أن الأخير لبَّى دعوة باسيل إلى البترون، بعد أن تبلَّغ منه بطريقة غير مباشرة بأنه يؤيد تعيين رئيس للأركان، لكنه فوجئ بربط تعيينه بتعيين قائد للجيش ومديرين للإدارة والمفتشية، وهذا ما أدى إلى اقتصار اللقاء على تبريد الأجواء السياسية وتنشيط عمل اللجان المشتركة في مدن وبلدات الجبل بغية تنقية الأجواء وخفض منسوب الاحتقان والتوتر للحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك.

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

القرار 2271 لمجلس الأمن: هدنة لعدة أيام وممرات إنسانية وتأمين المساعدات
القناة 12: المفاوضات تنضج وتقترب من النهايات وتبادل اللوائح الاسمية للأسرى
اقتحام مجمع الشفاء: فضيحة تل أبيب وواشنطن وحماس تربح حرب الرواية مجدداً

 اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2712 الذي يدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة في جميع أنحاء قطاع غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن بتأييد 12 عضواً وامتناع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة المتحدة عن التصويت. وقبل التصويت اقترح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إضافة تعديل يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية. ولم يُعتمد التعديل لعدم حصوله على العدد الكافي من الأصوات. ثم عرض مشروع القرار الذي تقدّمت به مالطا، وتم إقراره بامتناع روسيا وأميركا وبريطانيا. ويدعو القرار إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة لفترات أطول في جميع أنحاء قطاع غزة لعدد كافٍ من الأيام لتمكين الوكالات الإنسانية الأممية وشركائها من الوصول الكامل والعاجل ودون عوائق لتقديم المساعدة الإنسانية. كما يدعو القرار إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ولا سيما الأطفال، الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الجماعات. ويهيب القرار بجميع الأطراف الامتناع عن حرمان السكان المدنيين في غزة من الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.

يأتي القرار بالتوازي مع تقدّم ملموس في مفاوضات القاهرة للاتفاق على هدنة لثلاثة أيام، كما قالت وكالة رويترز، فيما أفاد مسؤول إسرائيلي للقناة 12 في تل أبيب، بأن المفاوضات حول تحرير الأسرى تنضج وتقترب من النهاية، بينما نقل عن مسؤول قطري يشارك في المفاوضات، أنه بموجب الاتفاق المحتمل سوف يتم الإفراج عن عدد يتراوح بين 50 من جانب حماس و120 من جانب «إسرائيل» من النساء والأطفال، بدأ تبادل الأسماء الخاص بهم، وبينما تستمرّ المفاوضات حول تبادل الأسرى بين «إسرائيل» وحركة حماس، أفادت «هيئة البث الإسرائيلية» بوجود تقدّم في الملف. وانه بموجب الاتفاق ستسمح «إسرائيل» أيضاً بزيادة دخول المساعدات الإنسانية لغزة.

الحدث الأبرز كان في مجمع الشفاء الطبي الذي اقتحمته قوات الاحتلال بعدما حصلت على التغطية الأميركية، إثر انقلاب الرئيس الأميركي جو بايدن على موقفه الرافض للاقتحام للحديث عن غرف عمليات لحماس والجهاد في مجمع الشفاء، وكانت الحصيلة فضيحة أميركية إسرائيلية بعد العجز عن تقديم أي إثبات يدعم الرواية الأميركية عن غرف العمليات، والرواية الإسرائيلية عن الأنفاق ووجود الرهائن، ووفق مصادر إعلامية غربية كان ثمة إجماع على أن حماس ربحت مجدداً حرب الرواية.

وفيما تتقدّم فرص وقف إطلاق النار في غزة والتوصل الى هدنة إنسانية وانطلاق عملية تبادل الدفعة الأولى من الأسرى على إيقاع فشل جيش الاحتلال بتحقيق إنجاز ميداني في القطاع، حافظت الجبهة الجنوبية على وتيرتها التصعيدية في ظل تكثيف المقاومة في لبنان عملياتها العسكرية النوعية التي أرهقت جيش الاحتلال على الجبهة الشمالية وتزايد الخسائر البشرية والمادية وسقوط وعود رئيس حكومة الاحتلال وحكومة الحرب بإعادة الأمن الى منطقة الشمال تمهيداً لاستعادة المستوطنين الذين تم إجلاؤهم منها.

ونقلت وسائل إعلام العدو عن رئيس مجلس “الأمن القومي” الصهيوني السابق غيورا آيلند، قوله: “إن الوضع في الشمال (مع لبنان) أكثر تعقيدًا من الجنوب (مع غزة)، مضيفًا: “حتى لو كان يوجد وقف تام لإطلاق النار مع حزب الله فإنّ السكان (المستوطنين) لن يعودوا”.

وتشير أجواء ميدانية لـ”البناء” الى أن وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة زادت أمس، حيث تمّ استهداف عشرات المواقع وثكنات جيش الاحتلال مع دخول أنواع جديدة من السلاح الصاروخي والتكتيكات الميدانية التي يعجز الاحتلال عن التعامل معها ومواجهتها”، لافتة الى أن عمليات المقاومة فاجأت العدو، لكنه لا يعلم أنها جزاءٌ بسيطٌ مما تملكه المقاومة من أسلحة وصواريخ وبنك أهداف إذا استخدمته ستغير مسار الحرب”. وأكدت الأجواء الميدانية أن “جيش الاحتلال يزيد كل يوم من نسبة استنفاره على كامل منطقة الشمال ويستخدم تقنيات جديدة لرصد الحدود والتجسس على تحركات المقاومة بعد تدمير الجزء الأكبر من الجدار الإلكتروني طيلة أيام الحرب، كما لم يقم العدو بنقل جزءٍ من قواته من الشمال الى جبهة غزة، ما يعكس حجم قلقه وخوفه من توسع الجبهة الشمالية”. وشددت الأجواء على أن “المقاومة في مسار تصاعدي في الميدان الذي ستكون له الكلمة الفصل في الحرب، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”، موضحة أن استمرار العمليات في الجنوب مرهونة بمجريات الحرب في غزة. ملاحظة أن رد المقاومة القاسي على جريمة عيناتا لجمت العدو عن استهداف المدنيين.

واستهدفت المقاومة أمس، مجموعة من المواقع وتجمعات العدو، منها تجمعٌ لقوّة مُشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ الموجهة وحققوا فيهما إصابات مباشرة. كما قصفت موقع الحدب وثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحققت فيها إصابات مباشرة، وكذلك موقع رويسات العلم ‏في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة وموقع جل الدير.

واستهدفت المقاومة آلية “إسرائيلية” في ‏مثلث الطيحات بالصواريخ الموجهة وحقق فيها إصابات مباشرة. كما استهدفت ثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة.

كما أطلقت رشقة صاروخية من لبنان تجاه إصبع الجليل وسقطت صواريخ في محيط كريات شمونة.‏

وأفادت القناة 14 الإسرائيلية، عن تسلل طائرات مسيّرة إلى منطقة زرعيت عند الحدود الشمالية مع لبنان.

في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، واستهدفت ‏مدفعية الاحتلال أطراف حولا ورب ثلاثين ومركبا و”اللبونة” جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلاً في حولا. كما استهدف العدو بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتي الناقورة وطيرحرفا. كما طال القصف المدفعي عدداً من المناطق في القطاع الغربي وأبرزها رأس الناقورة، شيحين، الجبين. أيضاً قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الخيام، وأطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون – تل النحاس، وأطراف برج الملوك.

على صعيد آخر، بقي ملف التمديد لقائد الجيش في الواجهة قبيل حوالي شهر من انتهاء ولاية القائد الحالي العماد جوزاف عون، في ظل خلاف سياسي حول التمديد والآلية القانونية له.

ولفتت مصادر مطلعة على الملف لـ”البناء” الى 3 احتمالات: إما التمديد لقائد الجيش الحالي من خلال رفع سن التقاعد بقانون في مجلس النواب، وإما تسلم الضابط الأعلى رتبة، أو تعيين قائد جديد للجيش وملء الشغور في رئاسة الأركان والمجلس العسكري بقرار في مجلس الوزراء باقتراح من وزير الدفاع. إلا أن الإشكالية للحل الأخير أن كتلاً وطوائف أخرى ستطالب بشمول التعيينات مناصب أمنية وعسكرية أخرى مثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.

ولهذه الغاية قدّم نواب كتلة “الاعتدال الوطني” التي تضم النواب: أحمد الخير، وليد البعريني، سجيع عطيه، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد واحمد رستم اقتراح قانون يرمي الى التمديد لقادة الأجهزة الأمنية مدة سنة، وذلك في مؤتمر صحافي في المجلس النيابي.

والتقى نواب “الاعتدال” في عين التينة رئيس المجلس نبيه بري. وبعد اللقاء قال النائب محمد سليمان “قدمنا اقتراح قانون للمجلس النيابي للتمديد الى رتبة لواء وعماد، لما نراه في هذه الظروف التي تمرّ بالبلاد ضرورة، وأبلغنا دولة الرئيس هذا الإطار وأبدى دولته كل تعاون لما فيه مصلحة البلد والحرص عليه”. وأضاف: “الرئيس نبيه بري أبلغنا بأن الصلاحية منوطة بمجلس الوزراء واذا تعذر مجلس الوزراء فهو جاهز لأخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة”. أضاف: “نحن نطالب بالمساواة والعدالة في هذا الإطار، ما ينطبق على العماد ينطبق على الألوية العاملة».

ولفتت مصادر مقربة من عين التينة الى أن “التمديد سالك كصلاحية منوطة اولاً بالحكومة واذا لم يتم ذلك فالرئيس بري جاهز لعقد جلسة عامة تشريعية الشهر المقبل على أن يكون من ضمن جدول أعمالها بند التمديد وذلك حرصاً على عدم وقوع المؤسسات في براثن الفراغ”.

في المقابل لفتت أوساط السراي الحكومي لـ”البناء” أن أحد المخارج المطروحة هو أن يطرح رئيس الحكومة مشروع التمديد على مجلس الوزراء ويُصار الى التصويت عليه بالأغلبية، استناداً إلى الفتوى القانونية التي يعدّها الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة”.

وعلمت “البناء” أن التيار الوطني الحر يفضل تعيين قائد جديد للجيش ورئيس للأركان والأعضاء في المجلس العسكري، ويرفض أي شكل أو صيغة من صيغ التمديد لقائد الجيش على غرار رفضه التمديد لحاكم مصرف لبنان وللمدير العام للأمن العام، وإلا تطبيق القانون وتعيين الضابط الأعلى رتبة.

وفي سياق ذلك، أكد المجلس السياسي لـ”التيار الوطني الحر” في اجتماعه الدوريّ برئاسة النائب جبران باسيل، بأنه “لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأن الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصًا أن الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبّب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة”.

وحذر المجلس من أن أي مخالفة للقانون او اعتماد اي إجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصةً بوجود الوزير، أو اعتماد نظريّات عجيبة تقلب كل الهرميّات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة، او مخالفة مبدأ شمولية التشريع او اي مخالفة اخرى ستمسّ حكماً بوحدة المؤسسة العسكرية وانتظامها وستجعل اي إجراء مماثل ساقطًا وقابلًا للطعن لا بل منعدم الوجود Acte inexistant».

وعلمت “البناء” أن الثنائي حركة أمل وحزب الله منفتح على كافة الخيارات التي تحول دون حصول فراغ في قيادة الجيش، مع الحرص بأن يكون أي خيار ينسجم مع الدستور والأصول القانونية.

وأوضح وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم حول مسألة التمديد لقائد الجيش أنّه “لم يصدر عنّا موقف رسمي بعد والأمر يحتاج إلى حوار”.

**********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

مستشفيات عائمة شرط تثبيت خيم النازحين جنوب غزة | أميركا تقود معركة التهجير: تدمير الشمال أولاً!

 

 لن ينقضي وقت طويل قبل أن تتوقّف سردية الاحتلال حول المجمّع الاستشفائي في شمال غزة. النتيجة الوحيدة التي حقّقها العدو، هي تعطيل مرفق صحي يحتاج إليه الناس في أيام السلم، فكيف في زمن الحرب. عملياً، قاد العدو حملة، انجرّ إليها البعض في الجانب العربي، تحت عنوان اعتبار المشافي عنوان الحرب.

ليس سهلاً على أحد تقبّل واقع أن يضرب أيّ جيش في العالم مرفقاً صحياً. لكنّ العدو أعطى رمزية سياسية وحتى عسكرية للمستشفيات في القطاع، بهدف تحقيق مكاسب لا تتعلق بالنتائج العسكرية والسياسية لحملته البربرية، بل لتحقيق هدف وحيد، قرّره قادة العدو، ووافق عليه الأميركيون والبريطانيون والألمان وآخرون من دول عربية تتقدّمهم الإمارات العربية المتحدة، يهدف إلى القضاء على كل علامات الحياة في قطاع غزة.

ورطة العدو في وحول غزة ستبدأ في الظهور قريباً. ليس بمقدور أحد أن يرسم صورة مختلفة للتاريخ. ولعنة غزة ستعود لترسم وجوه كل المشاركين في حرب الإبادة القائمة. لكنّ العنصر المركزي في ما حصل حتى الآن، هو أن العدو يسعى إلى إطاحة كل أشكال الحياة في القطاع، وهو لن يفعل ذلك دفعة واحدة. ومثلما حصد صمتاً ومشاركة وتآمراً مع الجولة التي يقودها الآن، سيكرّر الأمر جنوباً. وهدفه الأول والأخير، طرد أبناء غزة منها، قسراً إذا أمكن، أو بالتعاون والتواطؤ مع شركاء عرب وغربيين في حال تيسّر الأمر، وفي حالة ثالثة، جعل عيشة الغزيين غير ممكنة، ما يجعل خروجهم من القطاع عملية طوعية لإنقاذ أنفسهم.

على هذا الأساس، يمكن الابتعاد قليلاً عن المشهد الميداني لما جرى خلال الساعات الـ 24 الماضية في القطاع، ولا سيما في منطقة مجمّع الشفاء الطبي، لمراقبة الخطوات الجارية من دون توقف لفرض أمر واقع يقوم على منع عودة أبناء شمال غزة إليه. وبحسب ما علمت «الأخبار»، فإن الخطة التي يعمل عليها العدو، بمشاركة لصيقة من الجانب الأميركي ودول أوروبية وعربية، تنقسم إلى مرحلتين:

الأولى، تهجير كل من تبقّى في شمال غزة، من خلال القصف المتواصل للأماكن السكنية من دون تمييز، وقطع كل إمدادات الحياة عمن بقي من السكان في شمال أو وسط أو غرب مدينة غزة، وتضييق الحصار على أحياء المدينة ومخيمَي الشاطئ وجباليا، وممارسة ضغط على السكان للخروج في ساعات محدّدة والاتجاه جنوباً. ويستلزم هذا الخيار مواصلة الحرب على المنطقة، وربما يستمر الأمر أكثر من شهر أيضاً، مع الحديث بصورة دائمة عن أمكنة عامة أو خاصة يريد العدو الوصول إليها بحجّة أنها تخفي المقاومين أو الأسرى.

الثانية، البحث في طريقة إلزام الدول الداعية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، بحصر اهتمامها بمنطقة جنوب غزة، مع مواصلة ضرب قطاعات في الجنوب، خصوصاً تلك التي يعتقد العدو أنها تشكّل تهديداً لقواته في حال قرّر الدخول إلى تلك المنطقة.

المؤقّت والدائم

في ما خصّ المرحلة الأولى، أظهرت المفاوضات الجارية تحت عنوان إنساني، أو المتصلة بصفقة تبادل أسرى جزئية مصحوبة بهدنة مؤقّتة، أن العدو لا يريد إدخال شمال غزة في البحث، إلا لناحية تسليم أسرى في حال تواجدهم هناك. لكنه يرفض بصورة مطلقة إدخال المساعدات على أنواعها إلى الشمال، ولا يقبل بإعادة تنشيط الحياة في أي مرفق عام أو خاص. وهو أبلغ جميع الأطراف بأن شمال غزة صار منطقة عسكرية، وأن وقف إطلاق النار سيشمله فقط لإنجاز عملية إطلاق الأسرى، لكنّ أعماله العسكرية «الباردة» ستتواصل، أي التدمير والجرف، وكذلك عمله الاستطلاعي بواسطة الطيران.

أما في ما خصّ المرحلة الثانية، فإن الحديث يجري بعيداً عن ضجيج الحرب، ويستفيد العدو من دعم أميركي وغربي هائل، وهو دعم أدّى أيضاً إلى منع وسائل الإعلام من التركيز على ما يخطّط له في الجنوب. وبحسب المعطيات، فإن حكومة العدو، بعدما تلقّت رفضاً من الأمم المتحدة لطلبها أن تقوم المنظمة الدولية بالإشراف على إنشاء «منطقة آمنة» في جنوب غرب القطاع، لإيواء أكثر من مليون ونصف مليون نازح، اتجهت للبحث مع الجهات العربية ومع منظمات دولية مباشرة، وتحاول أن تخلق أمراً واقعاً يستهدف إقامة هذه المنطقة، من خلال تحديد مسار المساعدات المقبلة وفق ما يناسب الخطة.

وقالت المصادر إن المناقشات التي جرت يقودها بصورة فعلية المبعوث الأميركي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد. وتبيّن أن الحملة المكثّفة التي تقودها إسرائيل ضد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا تتعلق فقط بمواقفه المعلنة بضرورة وقف حرب الإبادة، بل في أنه يعمل مع فريق في مكتبه، لرفض توريط المنظمة الدولية في المخطط الأميركي - الإسرائيلي.

وكشفت المصادر أن الأميركيين، بمساعدة أوروبية، استمالوا بعض العاملين في مكتب غوتيريش من المكلّفين بأمور في الشرق الأوسط، وأن اثنين من هؤلاء، هما تور وينسلاند منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومساعده البلغاري ميروسلاف زافيروف، يلعبان دوراً قذراً بصورة واضحة. وقد تبنّى الاثنان الرؤية الأميركية - الإسرائيلية، ويحثّان منظمات دولية وقوى سياسية وحكومات في المنطقة، على السير في الفكرة، تحت عنوان: «إنها حاجة مؤقتة لإيواء السكان إلى أن تنتهي الحرب».

وبحسب المعطيات، فإن أكثر ما استفزّ الجانبين الإسرائيلي والأميركي، هو أن مكتب الأمين العام، أشار في معرض رفضه توريط المنظمة في فكرة المخيم – السجن، إلى أن أي خطوة تتطلب موافقة جميع أطراف الصراع في المنطقة، في إشارة إلى ضرورة الكلام مع طرف فلسطيني لديه نفوذ على الأرض، وهو ما يرفضه الإسرائيليون والأميركيون بصورة قاطعة. وهم يحاولون بالتعاون مع مصر والإمارات العربية المتحدة خلق أمر واقع من نوع مختلف، بحيث يصار إلى تقديم القيادي المنشقّ عن فتح محمد الدحلان كشريك فلسطيني، في تكرار لتجربة السلطة الفلسطينية التي ينتهي بها الأمر خادمة للعدو.

المخيم والمشفى العائم

في غضون ذلك، واصل ساترفيلد بالتعاون مع بعض المسؤولين الأمميين، الضغط لمنع إدخال مساعدات كبيرة إلى غزة، ومنع الدول من إرسال طواقم طبية كبيرة إلى القطاع، أو حتى إقامة مستشفيات ميدانية فيه. وقالت المصادر إن اختيار منطقة المواصي، ليس سببها أن المنطقة زراعية وخالية من السكان، بل لملاصقتها الخط البحري، ما يساعد على جعل الخدمات الموفّرة للنازحين فيها من البحر وليس من مواقع ثابتة ودائمة على الأرض، شرط أن تتم عملية التنسيق حصراً عبر «وحدة التنسيق الإسرائيلية في المناطق» (غودات) التابعة لوزارة الدفاع والتي تنسّق عملياتها مع الجيش.

وقالت المصادر، إن ساترفيلد، يحتكر القرار النهائي بشأن من يسمح له المشاركة في الدعم الإنساني والصحي للفلسطينيين في جنوب القطاع، وهو أبلغ كل الأطراف برفض طلبات حكومة غزة إدخال حاجات الجسم الطبي إلى القطاع، أو إدخال فرق إغاثة طبية. وأضافت المصادر أن ساترفيلد يناقش ملف الخدمات الصحية عبر الآتي:

1- يتم تكليف مؤسسة ASPEN الأميركية بإرسال السفينة الطبية العائمة.

2- عدم الترحيب بالفرنسيين الذين يريدون لعب دور بأي ثمن مثل إرسال سفينة عائمة طبية.

3- تعزيز دور الصليب الأحمر البريطاني والهلال الأحمر الإماراتي.

4- مناقشة اقتراح قطري ببناء مستشفى ميداني مؤقّت في سيناء، مع تعزيزه بسكن مؤقّت لاستيعاب الجرحى وعائلاتهم، وأُطلق على المشروع اسم «المدينة الإنسانية».

من جهة أخرى، يواصل ساترفيلد تغطية العرقلة الإسرائيلية لإخلاء عائلات موظفين أجانب من غزة، وهو أبلغ إدارات منظمات دولية في غزة بأن «حماس» تمنع الموظفين الأجانب وعائلاتهم من الخروج، وأن عليهم شن حملة إعلامية ضد الحركة. وهو الكلام نفسه الذي سمعته المنظمات نفسها من مسؤولين في وحدة التنسيق الإسرائيلية (غودات).

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram