افتتاحية صحيفة البناء:
الأميركيّون يحيون ذكرى استهداف المارينز في بيروت… وقواتهم تتلقى الضربات في سورية والعراق
ضغوط مالية وسياسية لتقييد حركة حزب الله جنوباً… والدعوة لترك غزة تسقط تفتح باب توطين اللاجئين
القسام تطلق رهينتين… وماكرون في تل أبيب… ومناشدات لمقايضة الرهائن الفرنسيين بجورج عبدالله
تتواصل المذبحة الإسرائيلية المفتوحة بحق النساء والأطفال والشيوخ والجياع والجرحى في غزة، بالتوازي مع مواصلة حصار قاتل لا تخفّف من وطأته الشاحنات المعدودة التي تدخل من معبر رفح، وفقاً لاعترافات مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والأسئلة الكبرى مرفوعة بوجه الحكومات العربية التي غسلت يديها من دم الشعب الفلسطيني مكتفية ببيانات الإدانة، بينما ينخرط الغرب كله وفي مقدّمته الأميركي بتفاصيل الحرب الإسرائيلية، وبيد العرب الكثير الكثير ليفعلوه وبين أيديهم ممرات التجارة العالمية في قناة السويس والبحر الأحمر، ومصادر الطاقة تذهب من بلادهم وقد باتت مورداً وحيداً لتبقى أوروبا تضيء بيوتها وشوارعها وتشغّل معاملها، ولا تتحوّل الى غزة ثانية. ويجري تسليط الضوء على ما سيفعله حزب الله، من جهة بخلفية تصوير عدم ذهابه إلى الحرب الشاملة تخلياً عن الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتحميله مسؤولية المذبحة الفلسطينية، بينما يحمل وحده من بين العرب أعباء فتح جبهة إسناد لفلسطين واستنزاف لجيش الاحتلال.
الأميركي الذي أحيا ذكرى تفجير مقرّ قواته في بيروت عام 1983، والتي سقط فيها أكثر من مئتي قتيل ومثلهم من الجرحى، أمام معادلة أخذ العبرة والتعلّم من التجربة، فهل تعلّم؟
المقاومة لا تريد حرباً معه، لكنها ستدافع عن حقها بفعل ما يجب عليها فعله لنصرة غزة، وبما يتعدى كثيراً ما تفعله اليوم إذا اقتضى الأمر ذلك، غير آبهة بتهديدات البوارج والحاملات، والرسائل النارية تصل للأميركي الذي انضم عملياً الى جبهة القتال الى جانب جيش الاحتلال. ففي سورية استهدفت قواعد أميركية في حقل العمر وحقل الشدادة، وفي العراق استهدفت قاعدة أميركية قرب مطار بغداد، بعد استهداف متكرّر لقاعدة عين الأسد.
في غزة، حيث الحرب الإسرائيلية التي تنتظر قرار الحرب البرية المؤجل من يوم إلى يوم، وسط تقاذف المسؤولية عن التأجيل بين رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو وحليفه الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن منهما سيتكفل بالمواجهة مع حزب الله، فيقول نتنياهو هذه مسؤولية أميركية ويردّ بايدن، لم نتعهد بذلك ولسنا بوارد خوض حرب، ويجري ابتكار أعذار من نوع ربط التأجيل بملف الرهائن، او المقايضات الجارية بين الرهائن والمساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق سجل دخول عشرين شاحنة إضافية من المساعدات الى غزة، بينما أعلنت قوات القسام إطلاق سراح رهينتين جديدتين، وبينما يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون الى تل أبيب، ويدخل المناضل جورج عبدالله سنته الأربعين في السجن، رغم انتهاء محكوميته منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، خرجت مناشدات لقيادة القسام بربط الإفراج عن سبع رهائن فرنسيين لديها بمقايضتهم بالإفراج عن المناضل جورج عبدالله.
في لبنان محاولات أميركية لتصعيد الضغوط المالية والاقتصادية، في ملف التأمين والطيران، وتحريك جبهة سياسية مناوئة للمقاومة للضغط على حزب الله، لضمان عدم تشكيل ضغط على جيش الاحتلال، تحت شعار تحييد لبنان، رغم أن حزب الله يدير بكل حكمة ومسؤولية معركته الحدودية ويقدّم فيها كل يوم المزيد من الشهداء، يطرح السؤال على دعاة التحييد، هل يصدّقون أن جيش الاحتلال إذا نجح في التخلص من غزة ومقاومتها سوف يدع لبنان دون الاستدارة نحوه، بحيث يصير مطلب التحييد مجرد دعوة لتمكين جيش الاحتلال من الفوز بحلقة أولى للاستعداد لجعل لبنان حلقة ثانية؟ وهل يتوهم دعاة التحييد أن هناك مشروعاً سياسياً يتضمّن حق العودة للاجئين إذا تمّ ضرب المقاومة في غزة؟ وهل من بديل غير التوطين للاجئين عندما يسقط حق العودة؟
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها رغم تراجع حدة الاشتباكات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإسرائيلي قياساً بالأيام الماضية، وقد واصلت المقاومة عملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال في عمق الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة ملحقة خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال الذي رفع درجة الاستنفار الى الحد الأقصى خوفاً من توسيع حزب الله رقعة العمليات والدخول المسلّح الى المستوطنات المحاذية للحدود. وتعزّز هذا الخوف مع تحطيم المقاومة للجدار الإلكتروني وللمواقع الأمامية الحسّاسة التي تشكل خط الدفاع الأول وحائط الحماية للجيش الإسرائيلي وللمستوطنات وفق ما تشير مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»البناء». وفي مقابل إرباك الاحتلال الإسرائيلي على جبهة شمال فلسطين وتكبّده خسائر كبيرة بشرية ومالية، تصاعدت الحرب الإعلامية والنفسية ضد لبنان التي تقودها غرفة عملية أميركية – إسرائيلية – داخلية لبث الرعب والذعر في نفوس اللبنانيين والتسويق لرسائل التهديد الخارجية وتعظيم مفاعيلها للضغط على حزب الله لكي يوقف عملياته ضد الاحتلال ولثنيه عن توسيع الحرب بحال الدخول البري الاسرائيلي الى قطاع غزة، بموازاة تولي بعض وسائل الإعلام الإضاءة على التداعيات الاقتصادية والسياسية للحرب على الجبهة الجنوبية على لبنان ومحاولة تحميل حزب الله مسؤولية أي حرب مفترضة على لبنان، والتعمية على التداعيات السلبية الكبيرة السياسية والاقتصادية والنفسية لحرب الشمال على كيان الاحتلال والتي تنشرها معاهد ووكالات إعلامية غربية وعربية وحتى إسرائيلية.
وأشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى أن “قوى سياسية وإعلامية لبنانية تشكل جزءاً من الحرب الإعلامية والنفسية الأميركية – الإسرائيلية التي تقودها السفارة الأميركية في عوكر ضد لبنان، من خلال الحديث عن تداعيات عمليات المقاومة في الجنوب والتداعيات المحتملة لتوسيع حزب الله مشاركته في الحرب”. ولفتت الى أن الأميركيين يجمعون كافة أوراق وأدوات الضغط السياسية والاقتصادية والإعلامية على لبنان لمنع الحزب من توسيع الحرب ضد “إسرائيل”، ولكي ينأى بنفسه عن حرب غزة، وإحدى الأدوات المعلومات المسربة عن عدم وجود نفط وغاز في البلوك 9، وتحذير الرعايا الأجانب والعرب بمغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وتوقف شركات التأمين عن التغطية التأمينية لمطار بيروت وشركات الطيران ولمرفأ بيروت وتخفيض رحلات الطيران ونقل طائرات الى الدول المجاورة، كل ذلك تحت ذريعة الإجراءات الاستباقية فيما الحرب لا تزال محدودة في المنطقة الحدودية ولا مؤشرات على توسعها الى حرب صواريخ بين الحزب و”إسرائيل” لتطال العاصمة والمرافق الحيوية. ومن المبكر الحديث عن حربٍ إقليمية وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء”. و”هذه الإجراءات وفق مصادر اقتصادية تؤدي الى ارتفاع نسبة مخاطر الاستيراد وبالتالي تهدد الأمن الغذائي والاستشفائي والنفطي ويحدث فوضى في الأسواق حتى قبل اندلاع الحرب في لبنان”. وتتساءل المصادر عن الجهة التي طلبت من شركات الطيران هذا الأمر، وخاصة طيران الشرق الأوسط المملوكة من مصرف لبنان! ولماذا لم تنسق هذه القرارات مع الحكومة والوزارات والأجهزة المعنية خاصة في ظروف حساسة يمكن لأي قرار أن يعرض الأمن الاقتصادي لمزيد من الخطر؟
وفي سياق ذلك، كشف وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، أنه “عندما اتخذت شركات التأمين في الخارج قراراً كهذا كان يمكن لنا أن نتدخل قبل الوصول الى هذه المرحلة لتحقيق شروط أفضل. وقد تأكدت اليوم من شركات التأمين أنه تتوفر خيارات أخرى: الخيار الأول، كان يمكن تعديل البند المتعلق بالطائرات أو برفع قيمة التأمين وإبقاء جزء أكبر من الرحلات أو الطائرات قائمة، فهو موضوع إدارة مخاطر. وكان هناك خيار آخر أنه لا يمكننا إلغاء 80 بالمئة من الرحلات، حتى لو تم رفع الكلفة، ولا يمكننا بشركة واحدة وبقرار واحد وبند واحد أن نعطل 80 بالمئة من حركة السفر من وإلى لبنان”.
وذكر أن “ثمة أموراً استباقية كان يمكن القيام بها، فقد قلنا سابقاً بأن هناك مطار الشهيد رينيه معوض في الشمال وهو بعيد عن الخطر، ويمكن ركن الطائرات فيه لتكون بأمان وسلام بدل نقلها الى الخارج وتكبّدنا أكلافاً مالية لقاء ذلك”.
وأكد سلام أنه “يجب أن يكون لقطاع التأمين اللبناني نسبة أو حصة ولو ضئيلة في التأمين لشركة الشرق الاوسط، من أجل تأمين ظروف ومفاوضات أفضل مع الشركات الأجنبية في تأمين طائراتنا، في وقت هذه الشركة هي المرفق الأساسي والوحيد على صعيد نقل الركاب”.
وأضاف سلام: “في ملف الأمن الغذائي وتوفر المواد الاستهلاكية. لقد دعونا كل النقابات المعنية وقطاع المحروقات والنقل الى اجتماع موسّع لنكون على بينة مما لدينا من مخزون ومواد غذائية، وضرورة توفر المحروقات للنقل والدواء والمعدات التي نحتاجها”.
بالعودة الى الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية، واصلت المقاومة ضرباتها على مواقع العدو على طول الحدود، وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا أمس باستهداف موقع المرج مقابل مركبا بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة”.
وأعلنت “قناة 12” الإسرائيلية، عن سقوط “إصابتين جراء سقوط صاروخ اطلق من لبنان على مستوطنة كريات شمونة، وتسجيل أضرار في بعض المباني”.
في المقابل واصلت مواقع الاحتلال قصفها على القرى والبلدات الحدودية ووسّعته ليطال أطراف بلدات طلوسة ومركبا وبني حيان. كما قصفت مسيّرة إسرائيليّة خراج بلدة كفرحمام بصاروخين. فيما نجحت فرق الصليب الأحمر بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”، بسحب 3 جثامين من مرتفعات حلتا، بعد منتصف ليل أمس الأول، تعود إلى مدنيّين من آل عبدالعال من حاصبيا.
وأعلن الصليب الأحمر في بيان أن “طواقم الصليب الأحمر اللبناني نقلت من خراج بلدة كفرحمام إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، جثمان شهيد و4 جرحى، تمّ استهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وجرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل”. ونعى “حزب الله” أمس شهيدين في العدوان الإسرائيلي على الجنوب، هما عباس علي السوقية “علي الهادي” من بلدة عيناثا جنوب لبنان، ومصطفى حسين زعيتر «أبو الهدى” من بلدة جلالا في البقاع.
إلى ذلك واظبت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، على مواقفها الإستفزازية وتهديداتها للبنان، وأشارت خلال إحياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، الى أن “الشعب اللبناني، يرفض تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرّون في نبذ أي محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم “مقاومة” نبيلة والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات – أو قيم – الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق”.
وإذ تتواصل رسائل التهديد الغربية للحكومة اللبنانية بأن لبنان سيدفع ثمناً كبيراً بحال وسع حزب الله الحرب ضد “إسرائيل” خلال العملية البرية العسكرية ضد غزة، أكدت أوساط مطلعة في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “كل رسائل التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور التي تصل إلى لبنان عبر السفراء والمسؤولين الديبلوماسيين الغربيين والعرب الى لبنان لمنع تدخل حزب الله بالحرب الى جانب غزة، لن تثني الحزب عن فعل ما يراه مناسباً لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولن تغيّر بالخطط التي وضعتها غرفة عمليات محور المقاومة لمواجهة كل السيناريوات المحتملة بما فيها الاجتياح البري لغزة”، وجزمت المصادر بأن محور المقاومة اتخذ القرار بكافة ساحاته بالدخول بالحرب الموسعة بحال دخل الإسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون بحرب عسكرية برية وتدميرية شاملة لقطاع غزة والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية وتهجير أهلها الى سيناء”، موضحة أن “هذا هو العنوان العام أما توقيت دخول الحرب وتكتيكاتها والساحات التي ستتحرك والأهداف فتبقى رهن تقييم قيادة المحور ومجريات المعركة في غزة”.
على المستوى الرسمي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “الاتصالات الديبلوماسية مستمرة، ونحن نحضّ الجهات التي تتكلم معنا على وقف الاستفزازات الإسرائيلية التي تحصل في الجنوب، ومن ناحيتنا نسعى مع الأطراف المحلية لضبط النفس، وعدم انجرار لبنان لأي مخاطر معينة».
ولفت ميقاتي، في حديث تلفزيوني الى أننا “أبلغنا هذا الموقف الى الجهات الدولية والاطراف المحلية”، مؤكداً أنني “لا اطمئن لنتيجة هذه الاتصالات الا عندما يحصل وقف إطلاق نار في غزة، وطالما وقف النار غير موجود، والاستفزازات الاسرائيلية لا تزال مستمرة، سيبقى الحذر لديّ قائماً”.
وأشار ميقاتي الى أننا “في جو متشنج جداً في المنطقة، وكل الدول المحيطة بنا وضعها ليس أفضل من وضعنا. جميعنا ينتابنا الخوف مما يحصل، أما الخطوات العملانية التي نقوم بها فتتمثل باجتماعات لهيئة الكوارث ولدينا خطة طوارئ كاملة، وعقدنا اجتماعات مع كل الهيئات الدولية، ودعونا الأمم متحدة للمساعدة، لأنه لا مقومات أساسية لدينا لمواكبة كل الاوضاع ومواجهتها”.
على الصعيد السياسي، تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اتصالًا هاتفيًّا عن طريقٍ آمن من رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، حيث عرضا مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.
ومن ضمن جولة بدأها باسيل على القيادات المحلية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، وجرى عرض للتطورات الراهنة. كما التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، على ان يزور اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وتأتي زيارة باسيل الى السراي من ضمن جولة يقوم بها على القيادات السياسية “في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي والأحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، عنوانها “حماية لبنان والوحدة الوطنية”.
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الامنية والعسكرية. كما استقبل بري سفير البرازيل لدى لبنان تاركسيو كوستا وتناول اللقاء الوضع في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وحيا بري الدور الذي تلعبه البرازيل لا سيما رئيس الجمهورية لولا دا سيلفا وجهوده الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء في مجلس الأمن الدولي اوعبر المشاركة في مؤتمر القاهرة. وأكد بري بأن لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وهو يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان.
على مقلب آخر، استقبل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر الوزارة، في دمشق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب والوفد المرافق.
وصدر بيان مشترك عن الوزيرين جاء فيه: “تدارس الجانبان الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف”.
وشرح المقداد وفق البيان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سورية ترحب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك. وأعرب بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتمّ الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
قواعد جديدة تفرضها المقاومة على وقع ميدان غزّة
صمتٌ رهيب على الأرض، يخرقه طنين الطائرات المُسيّرة، وهي تجوب السّماء على شريط الحدود الفلسطينية ـ اللبنانية. آثار دخان ترتفع من أحد مواقع العدوّ، يقابلها عمود دخانٍ سبّبته غارة للطيران الحربي المعادي، في محاولةٍ للردّ على مصادر نيران المقاومة اللبنانية.
هي أوقات قصيرة بين الجولة والجولة، يمكن استراق التنقّل فيها على الطرقات المحاذية للجدار الإسمنتي، بعدما تحوّلت أطراف القرى وطرقاتها الطرفية إلى مناطق مستهدفة بالقصف الإسرائيلي. لكنّ التقاط هواء عكا والكرمل العابر مع الريح الجنوبية من شبّاك السّيارة المسرعة، على الطريق بين عيتا الشعب ورامية، يستحقّ المغامرة.
يدبّ السكون داخل قرى المواجهة الحدودية. بعض الحيوانات الأليفة، هجرها أهلها، بعد أن فضّل جزء من السكان الانتقال المؤقّت إلى مناطق أخرى بعيدة، بينما التزم جزء آخر بيته ولا يخرج منه إلّا للضرورة القصوى. أمّا المقاومون، فظلالٌ تظهر وتختفي من دون أن تترك أثراً.
في شريط بعمق خمسة كيلومترات تقريباً داخل الأراضي اللبنانية، ومثله على الجانب الفلسطيني المحتلّ، تدور حربٌ حقيقيّة. منذ الثامن من تشرين الأول الحالي، تُلهب المقاومة خط الجبهة من بحر الناقورة في الغرب، إلى سفوح جبل الشيخ في العمق الشرقي. فلا تهنأ عينٌ لجندي إسرائيلي في موقع من المواقع الـ 31 المنتشرة على طول خط الحدود الوهمي، بعدما حوّلت جرأة المقاومين وقبضات صواريخ الكورنيت الموجّهة، التحصينات الإسمنية والملاجئ إلى سجون لا يفارقها جنود الاحتلال.
قبل شهرٍ من الآن، كان قادة جيش العدوّ يتحدّثون عن استعدادهم لـ«أيام قتالية» على «الجبهة الشمالية» مع حزب الله، بينما أطلق رموز الحكومة الإسرائيلية التهديد والوعيد. أحدهم قال إن «إسرائيل ستعيد لبنان إلى العصر الحجري».
لكنّ الواقع في جنوب لبنان عكس ذلك. خلال أسبوعين من القتال، غيّرت المقاومة قواعد الاشتباك القديمة، لصالح قواعد جديدة، عنوانها التماهي العسكري مع الميدان في غزّة، وترتبط بظروف المرحلة وتطوّراتها، بما لا يشبه ما كان قائماً منذ ما بعد حرب تمّوز 2006.
صحيح أن حزب الله يدير المعركة بدقّة متناهية ويتدرّج بالتصعيد، لكنّ حجم الضربات التي يسدّدها، وتوزّعها على خطّ جبهة يتجاوز طولها الـ 100 كلم، يُظهران اندفاعاً هجوميّاً عالياً مع تطوّر العدوان على فلسطين، وجرأة أعلى كلّ يوم، يعاكسان محاولات جيش الاحتلال لاحتواء الهجمات والانتقام بقصف الصحافيين والمدنيين.
في الحساب، الاستهدافات الكثيفة لمعدات التجسّس والتنصّت والتصوير والاستعلام ووسائط التشويش الإلكتروني والإنذار المبكر، تضرّرت بما يزيد على 40%، وهذا ما يفسّر اعتماد العدوّ الكبير على الطائرات المُسيّرة لتعويض النقص في الجمع المعلوماتي الذي كانت تؤمّنه هذه الوسائط. إلّا أن ذلك، وعلى الرغم من التفوّق الجوي وسقوط ما يزيد على 27 شهيداً للمقاومة، لم يعطِ جيش العدوّ القدرة على تعطيل حركة أطقم الكورنيت و«صائدي الدبابات» ولا من استمرارهم في تحقيق الضربات.
في المقابل، تمكّن المقاومون من شلّ حركة قوات العدوّ، على مستوى الأفراد وتجمّعات الجنود وفي النقاط المموّهة والمستترة، وعلى مستوى الآليات والمدرّعات التي تحوّلت إلى أهداف في أقلّ حركة وأسرع وقت، حتى بات الضبّاط والقادة يتنقّلون بالسيارات المدنيّة خشية الموت في الآليات العسكرية. دبابات الميركافا أيضاً لم تسلم من الضرب والحصار، فبات يلاحظ غيابها عن الخط الأمامي وضيق هامش مناورتها مع اختبائها في تحصينات الخطوط الخلفية، خشية استهدافها بالصواريخ التي يصل مداها إلى حوالي 5 كلم.
وظهرت مشكلة أخرى لدى جيش الاحتلال في الجدار الإسمنتي نفسه، إذ إن تطوّرات الأيام الأخيرة، كشفت هشاشة الجدار الذي كلّف المليارات لإنجازه، من حيث تمكّن المقاومة من الاحتفاظ بامتيازات جغرافية على طول خطّ الجبهة تسمح لها باستهداف واسع وعميق من مناطق متاخمة للجدار أو مشرفة عليه، عدا ظهور الكثير من الثغرات التي سمحت للمقاومين الفلسطينيين مثلاً، باختراق الإجراءات أكثر من مرة والدخول من لبنان إلى العمق الفلسطيني، ما حوّل الجدار الإسمنتي إلى «جبنة سويسرية»، على غرار خطّ بارليف الشهير.
ولا يخلو سير المواجهات، من محاولة كلّ طرف استكشاف الأسلحة المجهولة التي يستخدمها الطرف الآخر، خصوصاً في الجوّ، إذ إن المقاومة تختبر باستمرار ردود فعل الدفاعات الجويّة الإسرائيلية، بينما يحاول العدوّ فعل الأمر نفسه.
أكثر من أسبوعين بقليل، كانت كافية لتظهر صورة الردع الإسرائيلي أمام حزب الله على حقيقتها: سقطت كلّ أوهام «الأيام القتالية» قبل أن تبدأ الحرب الواسعة، وتحوّلت قوات الجيش إلى انتشار دفاعي، بينما تكتظّ المستوطنات الفارغة من المستوطنين بالجنود. وحزب الله لا يرتدع ويصعّد ضرباته، بما يُفقد الاحتلال أي سيطرة على التحكّم بوتيرة المعركة أو قوّتها، وطبعاً نهايتها.
كلّ يوم يمرّ في الجنوب، تتآكل صورة الرّدع الإسرائيلي أكثر فأكثر أمام حزب الله من دون القدرة على تعويضها، مع اضطرار العدوّ للقبول بالتحوّلات… على وقع التطورات الميدانية في غزّة، تتصاعد المواجهة من دون أفق واضح. وإذا ما قرّر العدوّ الدخول البري إلى غزّة والاستمرار في العدوان، فإن التدحرج العسكري، على قواعد الأسبوعين الأخيرين، سيكون السيناريو الأكثر ترجيحاً في الجنوب اللبناني، حيث القبضات مشدودة على الزّناد لتسدّد من دون أي رادع، أو حسابات، لكلّ ما ساد سابقاً.
التوتّر جنوباً مستمرّ
رغم انخفاض وتيرة العمليات والعمليات المضادّة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بقي منسوب التوتر مرتفعاً في «الجبهة الشمالية» بما فيها من مواقع عسكرية ومستوطنات، وزاد من حدّة التوتر الغموض الذي يحيط نوايا حزب الله حيالَ المعركة المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن رصد جسم مشبوه يحلّق في سماء كيبوتس دان عند الحدود مع لبنان، مرجّحة دخول طائرة مُسيّرة. فيما دوّت صفّارات الإنذار في كريات شمونة إثر سقوط صاروخ فيها منطلقاً من لبنان، ما أدّى إلى جرح مستوطنَيْن بحسب اعتراف الإعلام العبري.
وفي السياق، أعلن المتحدّث باسم جيش العدو عن إطلاق نار من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام. فيما أعلن حزب الله استهداف موقع المرج مقابل مركبا بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة. كما أعلن عن استشهاد مصطفى حسين زعيتر (بلدة جلالا في البقاع)، وكذلك أعلنت «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي» استشهاد علي كمال عبد العال وحسين حسان عبد العال (من بلدة حلتا في العرقوب).
وفي وقت متأخر من ليل أمس، سُجل سقوط صاروخ إسرائيلي استهدف منطقة الحرج قرب تل النحاس شمالي بلدة كفركلا، كما نفّذ الطيران الحربي للعدو غارة جوية جنوب بلدة عيترون.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
أخطر تحذير فرنسي: الضربة الإسرائيلية للبنان حتمية!
الانحسار النسبي في عنف المواجهات الميدانية نهار امس عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل لا يعني تبدد الوضع المشدود القابل للاشتعال الواسع في أي لحظة، اذ ان ساعات بعد الظهر والمساء عادت لتشهد تصعيدا ملحوظا من جانب إسرائيل فيما الاعين على معالم المحاولات الدولية ولا سيما منها الأوروبية لاحلال هدنة إنسانية تفرض وقفا لاطلاق النار في غزة، بما سينسحب حتما على الجبهة الجنوبية في لبنان. وفي أي حال بدا تكثيف المواقف الدولية والاوروبية المحذرة من انتقال الحرب الى لبنان دليلا اضافيا على ان الأيام الأخيرة من المواجهات الميدانية العنيفة بين “#حزب الله” والجيش الإسرائيلي عبر خطوط المواجهة قد فاقمت المخاوف الدولية كما رفعت وتيرة الاستنفار والضغوط الديبلوماسية سعيا الى منع تحول هذه المواجهات الى حرب واسعة، علما ان وسائل إعلام إسرائيلية وصفت امس ما يجري في الشمال بانها جولة القتال الأكبر بين إسرائيل و”حزب الله” منذ حرب تموز 2006. وعلى رغم تصاعد المخاوف من اتساع المواجهات وما يرصد من تكثيف النزوح من المناطق الحدودية الجنوبية، فان بعض الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الكثيفة التي تجري للجم الاندفاعات الحربية في غزة ومنع تمددها الى لبنان لا تزال ترجح حاليا بقاء “الستاتيكو” الميداني. ولذا توقعت هذه الأوساط تفعيلا واسعا للجهود الحكومية والوزارية في اطار تحصين الواقع اللوجستي الداخلي على غرار ما بدأت تنفذه الوزارات الأساسية في مجالات العمل الاجتماعي والصحي والاغاثي والتحسب لكل احتمالات المرحلة المقبلة.
هذه الأجواء لم تحجب الدلالات البارزة لاطلاق مزيد من المواقف الغربية المحذرة من تورط لبنان في الحرب، وجاء ابرزها امس على لسان السفيرة السفيرة الأميركية دوروثي شيا في مناسبة احياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983 والذي تزامن مع الظروف الحالية بما اضفى على الموقف الأميركي دلالات استثنائية. فقد اعلنت السفيرة شيا اثر وضعها والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو إكليلا من الزهر على النصب التذكاري في السفارة الأميركية “نحن هنا لنقول بشكل لا لبس فيه أن التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب. اليوم، نحن نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم “مقاومة” نبيلة والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات – أو قيم – الشعب ال#فلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق”.
ولكن الخطير في هذا السياق ما نقلته مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي من ان ما يقوم به حاليا “حزب الله” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من ارسال قذائف وصواريخ وقصف مدرعات إسرائيلية يجعل توقع ضربة إسرائيلية للبنان حتميا. وأضاف انه “لم يبق هناك شك في ان إسرائيل ستضرب لبنان ولكن تاريخ الضربة غير معروف لان إسرائيل لن تستمر دون رد على الاختبار الذي يقوم به حاليا حزب الله”. أضاف المصدر “ان فرنسا وجهت تحذيرات مباشرة الى حزب الله حول الموضوع ووزيرة الخارجية الفرنسية #كاترين كولونا اكدت للمسؤولين في لبنان ضرورة عدم الدخول في الحرب ولكن ما يحدث حاليا على الحدود يجعل الضربة الإسرائيلية حتمية”. وأشار الى انه سبق لفرنسا ان وجهت رسالة الى الحكومة الإسرائيلية بمعنى انه ينبغي عدم توسيع الحرب الى الشمال مع لبنان وكل مرة كان رد رئيس الحكومة نتنياهو اذا لم يحدث شيء من الحدود الشمالية لن نفعل شيئا ولكن الآن يرسل حزب الله يوميا قذائف وصواريخ الى إسرائيل وسترد بالقصف على لبنان لا نعرف كيف ومتى ولكن هذا حتمي”. وقال المصدر انه خلال الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي كانت لهجة رئيسي لهجة تهجم. وأوضح ان الرئيس الفرنسي يرى انه من الضروري ان يعود مبعوثه جان ايف لودريان الى بيروت قريبا لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس لأن الخطر كبير جدا على لبنان ودون رئيس وحكومة كيف يمكن مساعدة البلد؟ .
الوضع الميداني
في غضون ذلك سجل الوضع الميداني انحسارا ملحوظا في المواجهات قبل ظهر امس الى ان عاودت إسرائيل عمليات القصف بعد الظهر فقصفت مسيّرة خراج بلدة كفرحمام بصاروخين، في وقت اعلن الجيش الإسرائيلي “ان الدفاعات الجوية اعترضت مسيرة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا”.
كما افيد عن قصف مدفعي اسرائيلي طال خراج بلدة رميش، فيما اشارت معلومات ان 12 قذيفة أطلقها الجيش الاسرائيلي في اتجاه مركز الجدار للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش وقد أصيب المركز بقذيفة من دون اصابات وسقطت 11 قذيفة في محيطه. كما سجل سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة الواقعة قرب الحدود مع لبنان .
واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حصول إطلاق نار من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام في اسرائيل، فيما تعرضت بلدات مركبا وبني حيان ومجدل سلم للقصف وقامت ومسيرة اسرائيلية بقصف محيط بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي بثلاثة صواريخ .
جولة #باسيل
في المشهد الداخلي برزت الجولة التي بدأها امس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على بعض القيادات كتحرك سياسي هو الأول من نوعه بعد الجمود القائم منذ اندلاع #حرب غزة والمواجهات في #جنوب لبنان . فزار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد #جنبلاط واعرب بعد اللقاء عن “سعادته بهذا اللقاء، ووجدت الكثير من نقاط التفاهم مع جنبلاط وحرص على مواضيع أساسية، بينها تأييد قضية الشعب الفلسطيني وحق لبنان في الدفاع عن نفسه، وبذل كل الجهود لتجنيب لبنان واللبنانيين الحرب التي يهددونا بها، وألا يكون ثمة سبب لأن يحملنا أحد مسؤوليتها”.
واعتبر باسيل أن “الظرف يحتم علينا العمل أكثر من أجل التفاهم الوطني الذي يحفظ الوحدة اللبنانية ويؤدي إلى إعادة تكوين السلطة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولا وتأليف حكومة”. وأضاف: “المطلوب أن نكون سوياً صوت العقل، نحن حريصون على البلد والحفاظ عليه وعلى بعضنا البعض، لأننا في مواجهة حرب أكبر من لبنان، وعلينا أن نرى كيف سنحمي لبنان”.
من جهته، أشار جنبلاط إلى أن “القواسم المشتركة بيننا وباسيل والتيار الوطني الحر، وفي طليعتها كيف نستطيع أن نوفر على البلاد اندلاع أو اتساع الحرب، وهذا يعني أن نكون سوياً صوتاً واحداً من أجل نصح بعض القوى ألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل. من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا، من جهتنا، علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الأخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي . لاحظنا أن بعض التنظيمات المعنية تنتشر في الجنوب، نحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية وأمرة حزب الله، أما أن تنتشر وتجرنا إلى المجهول، فهذا أمر خطير جداً”.
بالنسبة لرئاسة الجمهورية، قال جنبلاط: “إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، لا مانع لدي، ولا اسم لنا، بل نختار سوياً مع الفريق العريض”. وحذّر من أن ” هذه المرحلة قد تكون أخطر مرحلة من الحروب طيلة حياتي السياسية، مصير لبنان على المحك”.
وبدا لافتا ان اللجنة المركزية في “التيار الوطني الحر” والعلاقات الإعلامية في “حزب الله” اعلنتا مساء في بيان أن “الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تلقى اتصالا هاتفيا عن طريق آمن من رئيس التيار النائب جبران باسيل”. وأشار البيان إلى أنهما “عرضا مجموعة من الملفات، لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، خصوصا تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتم الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين”. وهي المرة الأولى منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب يعلن فيها عن اتصال بين نصرالله وشخصية سياسية لبنانية . ومن المتوقع ان يزور باسيل اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري .
*****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
دول “اليونيفيل” تسأل عن الـ1701 وبري: نلتزم الشرعية الدولية
لم تتوقف الدعوات الحازمة الى تحييد لبنان عن الحرب في غزة، واتخذت هذه المرة منحىً جديداً يتمثل بموقف دول «اليونيفيل» من «الانتهاك الفاضح» لالتزامات لبنان بموجب القرار الدولي الرقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006. وكان لافتاً الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس وأكد فيه «أنّ لبنان ملتزم الشرعية الدولية»، وكأنه يجيب عن سؤال يتعلق بالموقف الرسمي من الانتهاكات المتصاعدة للقرار1701. وهذه الانتهاكات جعلت الأعمال العسكرية التي يمارسها حالياً «حزب الله» ومعه فصائل فلسطينية، بمثابة «قواعد اشتباك جديدة» على طول «الخط الأزرق» على الحدود الجنوبية.
ماذا في المعطيات الديبلوماسية الجديدة حول انتهاكات القرار 1701؟ يكشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ أبرز ما يركّز عليه الموفدون الدوليون في محادثاتهم مع القيادات السياسية والعسكرية والأمنية هو السؤال عن التزامات الدولة اللبنانية بمنع خرق القرار الدولي؟
وقال المصدر إنّ وزراء الخارجية والدفاع وسفراء الدول التي تشارك في قوات «اليونيفيل»، «حمّلوا الدولة اللبنانية مباشرة المسؤولية عن أمن ضباطها وجنودها وسلامتهم، تعبيراً عن خشية متعاظمة من تعرّض هذه القوات لاعتداءات من جماعات مسلحة تنشط في منطقة الجنوب وسط عجز الدولة اللبنانية عن ردعها».
وأشار المصدر الى أنّ «دولاً عدة تحدثت صراحة عن اتجاهها الى سحب قواتها أو خفض عديدها الى أدنى حدّ». وهذا ما ألمح اليه وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس، عندما قال من بيروت «إنّ الوقت ليس مناسباً لخفض عديد «اليونيفيل».
ورأى المصدر «أنّ بدء سحب وحدات من هذه القوات، سيكون مؤشراً سلبياً جداً الى أنّ الأمور ذاهبة في الجنوب الى أسوأ مما كانت عليه قبل الاجتياح الاسرائيلي عام 1982».
وفي سياق متصل، استقبل أمس الرئيس بري قائد الجيش العماد جوزاف عون. ووزعت دوائر بري على هامش نشاطه أمس «أنّ لبنان ملتزم الشرعية الدولية، وهو يمارس حقّه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان».
في المقابل، خرج الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من دائرة الابتعاد عن الأضواء بعد احتجاب بدأ عملياً مع بدء تطورات غزة في السابع من الجاري. ولم يقطع هذا الاحتجاب سوى لقاء جمعه ووزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عندما زار لبنان في 13 الشهر الجاري. وأورد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» أنّ نصرالله تلقى اتصالاً هاتفياً عن «طريق آمن» من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وعلم من مصادر «التيار» أنّ تحرّك باسيل أمس يستجيب رغبة من «حزب الله» في تأمين «غطاء» واسع له في المرحلة الراهنة. وزار باسيل لهذه الغاية كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.
ورداً على سؤال قال جنبلاط: «إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، لا مانع لديّ، وليس لدي اسم، بل نختار سوياً مع الفريق العريض».
ومن المواقف البارزة التي دعت أمس الى تحييد لبنان عن حرب غزة، ما جاء خلال إحياء السفارة الاميركية في بيروت الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، إذ أعلنت السفيرة الأميركية دوروثي شيا: «نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران و»حزب الله»، بل أيضاً عن «حماس» وآخرين».
ومن المواقف البارزة أيضاً، ما ورد على لسان مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي شدّد على وجوب»منع امتداد الحرب إلى لبنان والبلدان المجاورة، لأنّ ذلك من شأنه أن يزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها ويؤثر على أوروبا أيضاً».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
19 ألف نازح من القرى اللبنانية الحدودية
«سرايا المقاومة» فصيل جديد في معركة «حزب الله»
نعت «سرايا المقاومة» عنصرين قتلا في المعارك التي اندلعت الاثنين في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع استمرار القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، ما يؤشر إلى دخول مزيد من الفصائل المسلحة إلى جانب الحزب، فيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 19 ألف شخص فروا من القرى الحدودية باتجاه مدينة صور.
وأصدر «حزب الله» بياناً قال فيه: «تنعى السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي الشهيدين المجاهدين، علي كمال عبد العال (جهاد) وحسين حسان عبد العال (بلال)، من بلدة حلتا – العرقوب جنوب لبنان، اللذين ارتقيا أثناء قيامهما بواجبهما الوطني». ولاحقاً، نشر إعلام الحزب صوراً لتشييعهما في بلدة حلتا، حيث ظهر علماء دين سنة يصلون على الجنازتين.
ويأتي نعي العنصرين، بموازاة نعي آخرين من الحزب قتلا في تبادل إطلاق النار الاثنين، فيما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في شبعا وتلال كفرشوبا بالقطاع الشرقي، ومواقع أخرى مقابلة للحدود اللبنانية في القطاع الأوسط.
وكان الصليب الأحمر اللبناني أفاد بـ«نقل طواقمه قبيل منتصف ليل الأحد، من تلة بسطرة الحدودية في خراج بلدة حلتا جثامين 3 شهداء تم استهدافهم بالقصف الإسرائيلي»، تبين أن اثنين منهم من «سرايا المقاومة» والثالث من «حزب الله» لم يتم الكشف عن اسمه.
كذلك أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن نقل جثمان قتيل و4 جرحى إلى مستشفى مرجعيون الحكومي استهدفهم قصف إسرائيلي على الحدود، لافتاً إلى أن العمليتين نفذتا بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل).
وبث الحزب فيديو يُظهر مشاهد وثّقت استهداف كاميرات مراقبة وأجهزة رصد واستشعار في عدد من المواقع الإسرائيلية، وقال في بيان تعليقاً على مقطع الفيديو: «مجاهدو المقاومة الإسلامية يستهدفون كاميرات الرصد وتجهيزات الجمع الحربي في عدد من المواقع التابعة لجيش العدو عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية».
وفي المقابل، قصفت مسيّرة إسرائيلية بـ3 صواريخ محيط بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي، كما قصفت بلدات مركبا، وبني حيان، ومجدل سلم في القطاع الأوسط، علماً بأن مجدل سلم تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود الدولية، وهو المدى الأكبر الذي وصل إليه القصف الإسرائيلي داخل العمق اللبناني، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، فيما سجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
في غضون ذلك، نزح أكثر من 19 ألف شخص في لبنان بسبب التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الاثنين. وأوردت المنظمة في تقرير، أن «ارتفاع الحوادث عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان»، أدى إلى نزوح 19.646 شخصاً «ضمن الجنوب وفي مناطق أخرى في البلاد»، مشيرة إلى ازدياد في عدد النازحين يومياً منذ بدء التصعيد في لبنان.
ارتفاع عدد النازحين
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث الإقليمي باسم المنظمة محمّد علي قوله: «نتوقع ارتفاعاً في الأعداد» في حال استمرار الوضع أو التصعيد أكثر في المنطقة الحدودية. والتحق غالبية النازحين، وفق أبو النجا، بأفراد من عائلاتهم فيما لجأ آخرون إلى 3 مدارس تحولت إلى مراكز إيواء في مدينة صور الجنوبية. وتكتظ 3 مدارس بالنازحين في صور، حيث تعمل السلطات المحلية، التي استقبلت أكثر من 4 آلاف نازح، على فتح مركز إيواء جديد. وحذر أبو النجا من أنه «على وقع التدهور الاقتصادي والارتفاع الكبير في معدلات الفقر (…) في لبنان، قد يزيد النزوح من الضغط على موارد المجتمعات المضيفة». وقال إن «القطاع الصحي يواجه نقصاً قاسياً في الموارد بينها الأدوية (…) فضلاً عن الأطباء والممرضين الذي غادروا البلاد جراء الأزمة الاقتصادية»، مضيفاً: «في هذا السياق، فإن الاستجابة للنزوح الواسع (…) قد تربك نظاماً صحياً هشاً أساساً».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
واشنطن: نرفض جرّ لبنان الى حرب… ودمشق تؤكد التعاون بملف النازحين
ليس معلوماً أيّ التقديرات ستصيب: هل تلك التي تجزم بأنّ الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ستتوسّع وتشعل كل المنطقة بما يؤسّس لشرق أوسط جديد لإسرائيل، ام تلك التي تجزم بدورها أنّ هذه الحرب ورغم قساوتها، وكثرة داعميها ورعاتها، ستبقى محصورة بالميدان الغزّاوي، ولن تتمكن خلالها إسرائيل من بلوغ السقف العالي الذي حدّدته بالقضاء على «حماس» وتصفيتها؟
ليس في الامكان الجزم بأيّ من تلك التقديرات هو الأكثر دقة، وإنْ كانت الحرب الواسعة هي الاكثر ترجيحاً ربطاً بحرب الدمار الشامل التي تشنها اسرائيل على غزة بدعم مباشر وغير مسبوق من الولايات المتحدة الاميركية والغرب، واستعداداتها لاجتياح برّي للقطاع، وبالأجواء الحربيّة التي تسود المنطقة التي تبدو وكأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تنزلق الى حرب قد يُعرف كيف تبدأ، ولكن لا يُعرف كيف ستنتهي، وأيّ جبهات ستشمل وأي نتائج ستتأتّى منها على كل دول المنطقة.
على أنّ تلك التقديرات تتقاطع جميعها عند ثابتة وحيدة وهي أنّ ما بعد عمليّة حركة «حماس» في السّابع من الشهر الجاري، والحرب التدميريّة التي تلتها، ليس كما قبله؛ أيْ واقع جديد تأثيراته ستنسحب على كلّ المنطقة، سواء حققت اسرائيل النصر الذي تريده على «حماس» او لم تتمكّن من تحقيق ذلك. وهو واقع لا يمكن التكهّن فيه سوى بسيناريوهات مخيفة وبأثمان كبرى ستُدفع.
في موازاة تلك السيناريوهات، تتصاعد المخاوف من أن يكون لبنان أكثر من يدفع الثمن، فحدوده الجنوبية باتت شبه مفتوحة، وصعدت الى ذروة التوتّر جرّاء العمليّات الحربيّة بين «حزب الله» واسرائيل، التي تسارعت في الايام الاخيرة بوتيرة مكثّفة وعنيفة على طول الخط الحدودي، وأشاعت قلقا جديّا من احتمال انهيارها بشكل أخطر وأوسع، تبعاً لأيّ طارىء قد يحصل في أي لحظة.
الا انّ اللافت للانتباه في الجو المتوتر على الحدود، هو ان العمليات العسكرية سجلت نهار امس تراجعا لافتا عمّا كانت عليه في الأيّام السّابقة، من دون ان يعني ذلك ان باب الاحتمالات الحربية قد اغلق، حيث ظل التوتر مسيطرا، في ظل تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي في أجواء الحدود وصولاً الى النبطية واقليم التفاح، ليعود الوضع الى التوتر في فترتي بعد الظهر والمساء تخلله قصف لخراج بلدة كفرحمام وعمليات تمشيط نفذها العدو لمحيط موقع رويسات العلم في القطاع الشراقي، وأفيد عن قصف اسرائيلي على مركز الجدار التابع للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش. وسمعت صافرات الانذار بوضوح داخل «كيبوتس دان» القريب من الحدود اللبنانية. واعلن جيش العدو عن «اعتراض مسيرة قادمة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا، وانّ سلاح الجو الاسرائيلي هاجَم خلية كانت تخطط لإطلاق صواريخ في مزارع شبعا. كما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن تعرّض موقع مسكافعام لإطلاق نار من الجانب اللبناني، فيما تحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة ما أدى الى اصابة مستوطنين بجروح.
توتر فوق الجمر
وشَبّه مصدر امني مسؤول الوضع على الحدود بـ»التوتر فوق الجمر»، وابلغ الى «الجمهورية» قوله ردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع تفجيرا واسعا في الجنوب: تطورات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، او بمعنى أدق تحضيرات جيش العدو لعملية برية في القطاع هي التي تحدّد إشعال فتيل التفجير او اطفائه. ولكن حتى الآن يبدو ان اسرائيل ما زالت في حال تخبّط ازاء هذه العملية، وهو ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي بوضوح وحديثه تارة عن إنهاء تلك التحضيرات، وتارة اخرى عن خلاف حاد بين نتنياهو والجيش الاسرائيلي على خلفية هذه العملية. وآخر الذرائع ما كشفته اذاعة الجيش الاسرائيلي بأنّ اسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري الى غزة حتى وصول قوات اميركية اضافية».
امام هذا التخبط، يضيف المصدر: «يبدو ان اسرائيل تعوض عن ذلك بتكثيف غاراتها التدميريّة لقطاع غزة، امّا الجبهة الجنوبية فتبدو انها شديدة الهشاشة، ولكن رغم التوتر الشديد الذي يسودها لا توجد اي مؤشرات الآن الى تفاقم الامور بشكل واسع الا اذا حصل ما ليس في الحسبان، ولكن الوضع بصورته الحالية خلاصته انّ ما يحري من عمليات عسكرية وقصف ما زال تحت سقف قواعد الاشتباك الجديدة. وهذا السقف قد يشهد ارتفاعا في بعض الاحيان، كما قد يشهد انخفاضا في احيان اخرى».
وأوضح المصدر «انّ اتّساع رقعة العمليات العسكرية يبدو انه عدّل في ما كانت تسمى قواعد الإشتباك المعمول بها منذ العام 2006 بين «حزب الله» وجيش العدو الاسرائيلي التي كانت محصورة فقط بالمناطق غير المحرّرة، فيما العمليات اليومية التي نفّذها «حزب الله» ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود، وكذلك الامر بالنسبة الى القصف الاسرائيلي الذي يتجنّب عمق البلدات الجنوبية واحيائها السكنية، ويتركز على اطراف البلدات وما تسمى المناطق المفتوحة، بما يؤشّر الى ما يبدو انه توسيع غير معلن لمساحة قواعد الاشتباك، بحيث باتت شاملة جانبي الحدود الجنوبيّة امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا شرقاً الى الناقورة غرباً».
خوف… وحسابات
يلاقي ذلك مصدر سياسي مسؤول بقوله لـ»الجمهورية» انه «على الرغم من الاجواء السائدة، سواء في غزة او على الحدود الجنوبية، فحتى الآن، لست ارى ان العملية البرية التي تحدثت عنها اسرائيل ضد قطاع غزة مُيسّرة، ولو انها كانت كذلك لما تأخرت لحظة. كما انني حتى الآن لست ارى تدحرجا خطيرا للوضع على الحدود، فبتقديري انّ الهواجس المانعة للتدهور ما زالت موجودة بقوة، اولها الخوف الذي يعتري جميع الاطراف من الحرب الواسعة، وثانيها الحسابات. فالاميركيون وكما هو واضح يشجعون اسرائيل في حربها الانتقامية ضد «حماس»، وفي الوقت ذاته يسعون جهدهم لعدم توسيع هذه الحرب، بدليل تحذيراتهم المتتالية لـ»حزب الله» من فتح الجبهة، وكذلك بمحاولة مغازلة ايران والقول بعدم وجود دليل على وقوفها خلف هجوم حماس، او خلف العمليات التي تشنّ ضد الاميركيين في العراق. فالاميركيون يعرفون مسبقاً وقبل غيرهم، أيّ نتائج ستؤدي اليها أيّ حرب تقع، وتؤذي جميع اطرافها من دون استثناء».
اضافة الى ذلك، يضيف المصدر عينه، «فإنّ الدول الاوروبية ورغم تغطيتها لحرب اسرائيل على غزة، فهي قلقة جدا من الحرب بل لا تريدها، ذلك ان اوروبا قريبة من الشرق الاوسط، ودولها قد تكون الاكثر تأثراً بما قد ينتج عن هذه الحرب من سلبيات ومخاطر على مصالحها في المنطقة، وكذلك مما قد تحرّكه تلك الحرب من هجرة واسعة وكثيفة اليها، وهذه الهجرة قد تكون عاملا قويا في تسلل ما تعتبره الدول الاوروبية الارهاب اليها. اما ثالث هذه الهواجس، فهو ميزان الربح والخسارة لدى اطراف الحرب المفترضة، والاكلاف الصعبة التي سيدفعها مَن راهن على ربح هذه الحرب فخسرها، حيث سيتسحيل عليه في حال خسارة الحرب، حتى اعادة ترميم نفسه».
حراك دولي
بالتوازي مع التركيز الدولي على الجبهة الجنوبية والمساعي المكثفة لمنع انزلاقها الى حرب واسعة، والتحذيرات المتتالية من اكثر من مستوى دولي، تَبدّى حضور اميركي مكثف على هذا الخط، وكذلك جولات مستمرة، وبعضها غير منظور، يقوم بها السفير الفرنسي في لبنان إيرفيه ماغرو في اتجاه الاطراف اللبنانية. وضمن هذا السياق اندرجت زيارات سائر الموفدين الغربيين وآخرهم وزير الدفاع الايطالي الذي وصل الى بيروت امس، والتي حملت جميعها رسالة بمضمون واحد الى المسؤولين اللبنانيين: النأي بلبنان عمّا يجري في غزة، والحفاظ على الامن في منطقة الحدود مع اسرائيل، وثَني «حزب الله» عن القيام بأيّ عمل يؤدي الى تدهور الوضع، بما قد يلحق الضرر الكبير بلبنان». ولفت في هذا السياق ما قاله وزير الخارجية الايطالية من أنّ انتقال العنف الى لبنان سيُفضي الى عواقب وخيمة للغاية».
بري: الخطر مصدره إسرائيل
يُشار هنا الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى امس قائد الجيش العماد جوزف عون، قد أبلغ الموفدين الغربيين ما مفاده بأنّ المشكلة ليست عندنا، بل اسرائيل هي مصدر الخطر، وليس لبنان، وعليكم ان توجّهوا كلامكم الى اسرائيل».
واكد بري ايضاً «أن لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وهو يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه»، منوّهاً خلال لقائه السفير البرازيلي بموقف البرازيل ورئيسها لولا دا سيلفا وجهوده الرامية لوقف العدوان الاسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء في مجلس الامن الدولي وعبر المشاركة في مؤتمر القاهرة».
قلق غربي
وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر ديبلوماسية غربية الى «الجمهورية» قولها: إنّ الوضع على حدود لبنان الجنوبية لا يبعث على الاطمئنان، ونلاحظ تكثيفا للعمليات العسكرية من قبل «حزب الله»، ومن شأن هذا الامر أن يخلّ بالإستقرار ويخلق وضعا متفجرا، وهو ما نسعى الى تجنّبه، وقد أبلغنا القادة اللبنانيين بأن ليس من مصلحة لبنان ان ينزلق الى حرب، ولمسنا حرصاً لدى رئيس الحكومة اللبنانية في هذا الاتجاه، وأكد ان جهوداً تُبذل لاحتواء اي امر يتسبّب بمفاقمة التوتر. ولكن ما نراه مِن تعمّد «حزب الله» تكثيف الأعمال العسكرية يثير القلق البالغ لدينا».
شيا تهاجم «الحزب»
ولفت في هذا السياق ما قالته السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا خلال الإحتفال الذي أقامته السفارة الأميركية في الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ المارينز في بيروت في 23 تشرين الأول 1983: «نقول بشكل لا لبس فيه إنّ التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب». واضافت: «اليوم، نحن نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب. وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران و»حزب الله»، بل وأيضاً عن «حماس» وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم «مقاومة» نبيلة، والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات أو قيم الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق».
الوضع الداخلي
داخلياً، الصورة العامة جمود كامل بالنسبة الى ما يتصل بالملف الرئاسي، ونشاط خجول في المجلس النيابي، والعمل الحكومي يتحرّك على خطين: مواكبة تطورات المنطقة، وتوفير ما أمكن ممّا يتطلبه الداخل من متطلبات. فيما برزت أمس، حركة لافتة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حيث قام بزيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد فترة طويلة من انقطاع الهجومات العنيفة بين الجانبين، وكذلك زيارة باسيل للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وتردد انه سيقوم بزيارة الرئيس بري في الساعات المقبلة. كما أفيد بأنّ الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله تلقى اتصالا هاتفيا عن «طريق آمن» من باسيل، عَرضا فيه مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.
وأدرجت مصادر سياسية متابعة تحرّك باسيل في سياق ليونة حول بعض الملفات الداخلية، ولا سيما الملف المتعلق بالمؤسسة العسكرية، سواء ما يتعلق بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون او بإكمال المجلس العسكري وتعيين رئيس جديد للاركان.
ولم تستبعد المصادر ان يكون الملف الرئاسي بنداً للنقاش في هذا الحراك، خصوصاً ان الايام الاخيرة شهدت موقفين لافتين حول رئاسة الجمهورية، الاول لجنبلاط قال فيه كفانا حسابات رئاسية، والثاني للرئيس بري حيث قال: نحن امام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقّفها».
بوحبيب والمقداد
من جهة ثانية، زار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال دمشق والتقى نظيره السوري فيصل المقداد. ولحظَ بيان مشترك انّ الجانبين تدارسا الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تَحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. وشرح الوزير المقداد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سوريا ترحّب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك»، فيما أعرب الوزير بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصّين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك».
وضع أسس للعودة
وعلمت «الجمهورية» من مصادر رسمية تابَعَت زيارة دمشق، ان لقاء الوزيرين بو حبيب والمقداد أسفرَ عن وضع أسس للتعاون لعودة النازحين: عسكرياً من خلال وقف تهريب الاشخاص بين البلدين، وأمنياً من خلال إجراءت الامن العام بتسوية اوضاع المخالفين او ترحيلهم اذا اقتضى الامر، ودبلوماسياً وسياسياً من خلال اتصالات مع لجنة المساعي العربية التي شكّلتها القمة العربية الاخيرة لمتابعة الوضع في سوريا ولا سيما اعادة النازحين. ومع دول الاتحاد الاوروبي المعنية بموضوع اللجوء، ولو اضطر الامر الى ممارسة ضغط عربي على اوروبا لتسهيل العودة ودفع المساعدات المالية للنازِح في بلده ليستطيع اعادة بناء منزله المدمر والمساعدة في اعادة إعمار سوريا بدل دفعها في لبنان.
واشارت المصادر الى انّ رفض الغرب عودة النازحين يؤدي الى تدني العمالة التي تحتاجها سوريا لإعادة الاعمار طالما انّ غالبية اليد العاملة خارج البلاد. ولذلك لا تستطيع سوريا وحدها ولا لبنان وحده معالجة ازمة النازحين التي تحتاج اموالا ضخمة، من دعم مالي عربي وغربي.
*****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
رسائل تطمين أميركية لحزب الله: المعركة اليوم مع حماس
باسيل يتصل بـ«نصرالله» ورئاسة الجمهورية بند أول مع ميقاتي وجنبلاط
هل ثمة من يدفع منطقة «الشرق الأوسط» وتحديداً دول الشرق الأدنى إلى غمار حرب طويلة، بصرف النظر عن حجم الدول والأطراف المشاركة، والمخاطر المترتبة على ذلك؟
من الوجهة هذه، وفي ضوء تلمُّس الإجابات الممكنة، والأقرب إلى التشخيص الصحيح، يمكن التماس مصير المواجهة الجارية عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية من الناقورة وقراها غرباً إلى مزارع شبعاً جنوباً، وعلى امتداد الخط الأزرق.
والأخطر، أن اسرائيل، وخلفها الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الغرب الأوروبي تتحدث عن حرب قد تطول، ولا بأس بين 4 أشهر أو 6 أشهر، ضمن أهداف تبدو بالغة العنصرية والعدوانية كالقضاء على حماس، ولو اقتضى الأمر اقتلاع شعب غزة من أرضه وجذوره، أو إحراقه بالحديد والنار والركام؟
والنقطة المحورية في الموضوع أن تطور الموقف جنوباً، باتجاه حرب شاملة، يتوقف إلى حد كبير على ما يجري على جبهة غزة، فإذا انكفأ العدوان، وسقط خيار الحرب البرية، انتفت الحاجة إلى انهيار الهدوء والحذر على الجبهة الجنوبية..
تشير مصادر المقاومة إلى أن ما يحدث عند الحدود الجنوبية ما يزال تحت سقف قواعد الإشتباك حتى اللحظة، مع اعتبار الامور مفتوحة على كل الإحتمالات.
وكشفت المصادر للمرة الاولى عن تغير اللهجة الاميركية في مقاربة مسألة الحرب على الجبهة الجنوبية ، فبعد التهديد والوعيد واستقدام حاملات الطائرات الى شرق المتوسط ، ارسلت واشنطن طلبات متكررة إن لم نقل تمنيات عبر اكثر من وسيط للطلب من حزب الله وقوى المقاومة عدم الدخول في الحرب ، وانها لا تريد اي تصعيد في المنطقة سواء على الجبهة الجنوبية او اية جبهة اخرى…
يشار إلى ان السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، ولمناسبة، إحياء ذكرى مرور 40 عاماً على تفجير مقر مشاة البرية الأميركية في بيروت في 23 ت1 1983، وأدى إلى مقتل 241 جندياً من «المارينز» الأميركي، قالت أن بلادها «ترفض – ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة»..
أما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فلخص نتيجة اتصالاته بالقول:
«لا أطمئن إلا عندما يحصل وقف إطلاق نار في غزة، وطالما وقف النار غير موجود، والاستفزازات الإسرائيلية لا تزال مستمرة، سيبقى الحذر لدي قائماً.
ونقل عن الرئيس ميقاتي أن هناك اتصالات دولية لوقف الإستفزازات الإسرائيلية التي تحصل في الجنوب، كاشفاً: أتواصل مع أطراف الداخل لوقف إطلاق الصواريخ من الجنوب.
وحضرت كل هذه التطورات في جولة بدأها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحت عنوان حماية لبنان والوحدة الوطنية.
بدأت الجولة صباحاً بزيارة إلى السراي الكبير، حيث التقى الرئيس ميقاتي، وجرى البحث في الفكرة، وما يترتب من خطوات على هذا الصعيد، ثم زار عند الخامسة من بعد ظهر أمس كليمنصو والتقى النائب السابق وليد جنبلاط، على أن يزور عين التينة اليوم للقاء الرئيس نبيه بري.
وتطرق الجانبان (باسيل وجنبلاط) إلى إمكانية التوصل إلى مقاربة تؤدي إلى إنهاء الشغور في الرئاسة الاولى، من دون الإعلان عن شيء ملموس على هذا الصعيد.
وتطرق البحث إلى بذل جهد مشترك لإقناع حزب الله بعدم الإنجرار إلى حرب واسعة، والإكتفاء بقواعد الإشتباك.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تحرك باسيل وإن كان ربطه البعض بالمراكز الأمنية الشاغرة إلا أنه يحمل في طياته هواجس من تعرض البلاد لأي انتكاسة في ظل التطورات الراهنة.
وأكدت المصادر نفسها انه في خلال اللقاءات التي عقدها ويستكملها لم يفتح أي نقاش بشأن التمديد لقائد الجيش وكان التركيز على المخاوف الأمنية وصون الاستقرار والدور المطلوب من القوى السياسية في هذه المرحلة.
إلى ذلك لم يتأكد ما إذا كانت جولة باسيل تشمل افرقاء من المعارضة .
وفي مجال آخر، قالت أوساط في التيار الوطني الحر لـ «اللواء» أن مسألة عودة الوزراء المقاطعين والمحسوبين على التيار إلى حضور مجلس الوزراء لم تبت بعد، وأن المسألة تتصل بالمبدأ وأن أي قرار بالعودة يدرس بين النائب باسيل والوزراء والاسس التي يتم اعتمادها ايضا في حال عاد هؤلاء الوزراء عن المقاطعة وشاركوا في جلسات الحكومة المقبلة.
وعن أهداف الجولة، قال باسيل: «نجد ان الظرف اليوم يحتم علينا العمل اكثر على تفاهم وطني يحفظ الوحدة الوطنية ويؤدي الى اعادة تكوين السلطة بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة».
وقال:«تداولنا بمواضيع كثيرة اخرى نترك الحديث عنها لوقت لاحق، لكن اعتقد اننا نستطيع ان نكون سوياً لنتساعد ونكون صوت العقل والحريصين على البلد وعلى بعضنا البعض لأننا اليوم بمواجهة حرب اكبر من لبنان علينا ان نحمي البلد منها».
واعتبرجنبلاط ان القواسم المشتركة مع التيار والوزير باسيل كبيرة وفي طليعتها كيف نستطيع ان نوفر على البلاد اتساع الحرب، ويعني ذلك ان نكون سويا صوتا واحدا لنصح بعض القوى في هذا الاطار لأن الحرب قد تندلع من جهة اسرائيل اما من جهتنا فعلينا ان نضبط الامور بالتشاور ونصح الاخوان في حزب الله ان تبقى قواعد الاشتباك كما هي، مشيرا الى اننا لاحظنا ان بعض الفصائل في الجنوب تنتشر ونحن نتمنى ان يكون الانتشار تحت امرة ووصاية حزب الله لان بغير ذلك سنذهب الى المجهول .
وحول رئاسة الجمهورية اكد جنبلاط انه اذا امكن ان نتفق على الاسم فلا مانع لدينا وليس لدينا إسما محددا ونحن لم نناقش موضوع رئاسة الاركان لان اليوم مصير لبنان على المحك بسبب ما يجري في المنطقة.
وليلاً، عمم فريق باسيل ،ما أسماه «معلومة» مفادها أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تلقى اتصالاً هاتفياً عن «طريق آمن من رئيس التيار الوطني الحر، حيث عرض لمجموعة من الملفات، لا سميا التطورات الأخيرة في المنطقة، ربما يهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية، وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم، بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.
وفي إطار ترتيبات خطة الطوارئ، ومواجهة الاوضاع المالية سألت لجنة المال والموازنة الحكومة عن خطة الطوارىء للحرب وكيفية تمويلها، داعية مصرف لبنان الى جلسة مقبلة للاطلاع على الاثر المالي والنقدي حول الاجراءات التي تقوم بها الحكومة في حال تدهورت الاوضاع اكثر. وانتهت جلسة لجنة المال أمس حول التعديلات الضريبية في الموازنة وسجلت اللجنة رفضها الاجتزاء المعتمد من دون رؤية ضريبية شاملة تترافق مع الاثرين الاقتصادي والنقدي، مطالبة الحكومة بتزويدها بما حققته المادة ٢٢ المكررة من موازنة العام ٢٠٢٢ امتداداً الى ٢٠٢٣ فضلا عن لائحة مفصلة عن المؤسسات المختلطة بين القطاعين العام والخاص ورواتب موظفيها للبناء على الشيء مقتضاه.
وفي شأن متصل، أعرب وزيرا خارجية لبنان عبد الله بو حبيب وسوريا فيصل المقداد عن دعمهما لحق الفلسطينيين بمواجهة الاحتلال، وفي ما خصَّ عودة النازحين السوريين، صدر عن الجانبين بيان مشترك تضمن أن الجانبين تدارسا الهدف من الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمُّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف.وشرح الوزير المقداد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سوريا ترحب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك.وأعرب الوزير بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
اليوم 17 للعدوان
وفيما استمر القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الاسرئيلي والمقاومة الإسلامية، عبر المدفعية والصواريخ والمسيّرات في جولة من القتال وصفتها وسائل إعلام الاحتلال بأنها الاكبر بين اسرائيل وحزب الله منذ تموز 2006 نجحت فرق الصليب الأحمر بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل»، بسحب 3 جثامين من مرتفعات حلتا، بعد منتصف الليل، تعود إلى مدنيّين من آل عبد العال من حاصبيا، كانا يحاولان سحب جثمان أحد عناصر «حزب الله»، قبل أن يستهدفهما القصف الإسرائيلي. وامس، اعلن الصليب الأحمر في بيان ان طواقم الصليب الأحمر اللبناني نقلت بعد ظهر أمس من خراج بلدة كفرحمام إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، جثمان شهيد و4 جرحى، تم إستهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وجرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
**************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» تقرّ بخسارة قدرات الرصد التجسسيّة: حزب الله قد يشلّ شمال فلسطين الى الأبد!
الاعتداءات الإسرائيليّة تعاكس التطمينات الأميركيّة… والاحتلال يفقد عنصر المفاجأة
الحراك الداخلي دون أوهام كبيرة رئاسياً… وصيغتان لتجاوز الفراغ في قيادة الجيش؟ – ابراهيم ناصرالدين
تجاوزت وقاحة السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، وقاحة جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يدعي العفة ويمارس هواية القتل الممنهجة في غزة، ويواصل حربه على لبنان، فالسفيرة منحت لنفسها حق تصنيف المقاومة في لبنان وفلسطين بالارهاب، فيما دولتها ترعى وتشارك في اكبر مذبحة في التاريخ الحديث، وترسل بوارجها لتهديد حزب الله ومنعه من تعديل موازين القوى في حرب الابادة المستمرة منذ الثامن من الجاري.
واذا كان اي من مسؤولي الدولة في لبنان لم ولن يجرؤ على وضع حد للسفيرة، التي تجاوزت كل الاعراف الديبلوماسية وتتصرف دون حياء، فان المقاومة على طول الحدود الجنوبية ترد بالنار على تهديدات واشنطن، وتدير معركة ممنهجة مع قوات الاحتلال التي لن تحصل على اي نوع من التطمينات حيال طبيعة وحدود المعركة الدائرة، لانها غير معنية بطمأنة العدو الذي يفرغ مستوطناته على الحدود.
في هذا الوقت، وفيما اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان «الاتصالات الديبلوماسية مستمرة»، قال انه «لن يطمئن الا عندما يحصل وقف إطلاق نار في غزة، وما دام وقف النار غير موجود، والاستفزازات الاسرائيلية لا تزال مستمرة، سيبقى الحذر قائما». وفي هذا السياق،علمت «الديار» ان المسؤولين اللبنانيين لا يأخذون التطمينات الدولية حيال تحييد لبنان عن حرب غزة على محمل الجد، فالحركة الديبلوماسية الواسعة التي يشهدها لبنان، وآخرها مكالمة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع ميقاتي، لم تحمل اي ضمانات اميركية على المدى الطويل، وانما هدفت الى الحصول على تطمينات لبنانية لـ «اسرائيل»، لمنع حزب الله من فتح جبهة بتوقيت لا يناسب دولة الاحتلال التي تتخبط في قراراتها، وهو امر لا يملكه ميقاتي، فالتطمينات من واشنطن تحديدا، تشير الى ان «اسرائيل» لن تكون المبادرة الى فتح حرب مع لبنان الآن، والى أن الولايات المتحدة نجحت في إقناعها ومنعها من الذهاب نحو اي تصعيد راهنا… لكن ماذا عن الاسابيع المقبلة؟ وماذا لو قررت «اسرائيل» الهروب الى الامام من مأزقها في غزة؟ كل هذا تحدده المعطيات الميدانية ساعة بساعة، ولن تقع المقاومة في «فخ» اي خديعة قد يكون ثمنها باهظا، خصوصا ان ثمة مَن في «اسرائيل» قد اصابه «الجنون»، ويسير بعيون مفتوحة نحو ارتكاب اخطاء تتجاوز في تداعياتها اسرائيليا ما حصل في «طوفان الاقصى».
عنصر المفاجأة؟
وفي النتائج العملانية، اكدت مصادر مطلعة ان حزب الله افقد «حكومة الحرب المصغرة الاسرائيلية» عنصر المفاجأة، الذي كان يخطط له بعض من اعضائها، وفي مقدمتهم وزير الحرب يوآف غالانت بتوجيه ضربة مفاجئة للمقاومة، ووصلت الى قمة الجهوزية بما يجعلها تتحكم بمسار الميدان وتطوراته ، وقد اعترفت صحيفة «اسرائيل هايوم» المقربة من رئاسة الحكومة، بان حزب الله نجح في ضرب 75 في المئة من تقنيات الرصد والتجسس الاسرائيلية التي لا تغطي فقط جنوب لبنان وانما المنطقة باسرها، ولفتت الى ان «اسرائيل» باتت مضطرة الى استخدام المسيّرات على مدار الساعة، لتغطية النقص الحاد في المعلومات حول الجبهة المقابلة.
ولفتت الصحيفة الى ان التوتر في الشمال عمّق المخاوف من مفاجأة جديدة من جهة لبنان، في الوقت الذي تستثمر فيه «اسرائيل» قوات كبيرة في معركة برية داخل غزة. ولفتت الى ان بامكان حزب الله أن يشل «إسرائيل» إلى الأبد ويدفع ثمناً هامشيا جدا مقارنة بالثمن الذي تدفعه، سواء من خلال إخلاء السكان من بلدات الشمال، وتجميد الاقتصاد، والامتناع عن عملية واسعة في غزة.
«اسرائيل» فقدت المبادرة
وفي سياق الحديث عن فقدان «اسرائيل» المبادرة، نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن مسؤول امني «اسرائيلي» تأكيده انه سيتعين على «كابينت الحرب» أن يتخذ في الأيام القريبة المقبلة، وربما في الساعات القريبة المقبلة، وقال انه «قرار ذو أهمية مصيرية». ولفتت الصحيفة الى ان ثمة أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش داخل «الكابينت» الضيق و»الكابينت» الموسع، فنتنياهو منع قراراً للمبادرة بحملة عسكرية في الشمال، رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت أوصيا بها. كان في مركز الجدال طلب أميركي للامتناع عن «ضربة إسرائيلية» مسبقة إلى لبنان. وضم الأميركيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، ومرابطة حاملتي طائرات أمام شواطئ لبنان، وتعهدت بإسناد «الجيش الإسرائيلي» إذا فتح حزب الله الحرب. لكن لا ضمانة بالا يفعل ذلك؟!
الحرب كانت الاسبوع الماضي؟!
اقر الون بن ديفيد في صحيفة «معاريف» ان «اسرائيل» كانت قريبة جداً الأسبوع الماضي من فتح جبهة أخرى مع حزب الله في الشمال. وكشف ان بعضا من المتحملين للمسؤولية عن قصور السبت الأسود دفعوا إلى هذا، ربما على أمل محو الأخطاء التي أدت إلى النتائج الرهيبة. لكن كثيرين في جهاز الأمن عارضوا وحذروا من أن «إسرائيل» غير جاهزة لحرب شاملة في عدة جبهات. ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، فان منظومة العلاقات بين نتنياهو ووزير الدفاع تصعّب العمل المشترك على مختلف الجبهات. واحتدمت الامور بعد أن سرّب نبأ استخدام نتنياهو «الفيتو» على عملية عسكرية مبادر إليها ضد حزب الله. وفي أثناء زيارة بايدن إلى البلاد، منع نتنياهو غالنت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأميركي، واكتفى غالنت بابلاغ وزير الخارجية انتوني بلينكن أنه أراد مهاجمة الحزب على نحو مفاجىء، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى، اي نتانياهو.
القضاء على حزب الله!
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان حرب غزة يجب ان تنتهي بإنجاز لا لبس فيه، والأهم أن يكون مقدمة للمرحلة التالية التي هي تفكيك حزب الله… فـ «إسرائيل» برأيها لا يمكن ان تتحمل تهديد الحزب، الذي يبث خطراً من حدودها الشمالية على أراضيها، لهذا يجب تفكيكه من جذوره. وتفكيك حماس في القطاع سيعمق الثقة في «إسرائيل» والولايات المتحدة والعالم الحر، بشأن ضرورة استمرار المعركة للقضاء على حزب الله.
اخلاء المستوطنات
ميدانيا، تواصلت حرب الاستنزاف واشغال قوات الاحتلال على طول الخط الحدودي الفاصل مع فلسطين المحتلة، ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية ما يجري في الشمال بانه جولة القتال الأكبر بين «إسرائيل» وحزب الله منذ حرب تموز. ونقلت عن وزارة الحرب انه تم اجلاء 27 الف مستوطن من 28 بلدة على الحدود مع لبنان، كما تم اجلاء 23 الفا من مستوطنة كريات شمونة، وسيتم اخلاء 11 الفا آخرين من 14 مستوطنة. وقد اصبح مجموع المستوطنين النازحين 61 الفا مع احتمال ارتفاع هذا العدد في الايام المقبلة.
المواجهات الميدانية
وتجدد القصف بعد ظهر امس على الحدود الجنوبية، وبلغ قصف مدفعي اسرائيلي أطراف بلدة رميش، فيما افادت معلومات بأن 12 قذيفة أطلقها جيش العدو في اتجاه مركز الجدار للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش، وقد أصيب المركز بقذيفة من دون اصابات وسقطت 11 قذيفة في محيطه. وسبق ذلك قصف مسيّرة إسرائيليّة لخراج بلدة كفرحمام بصاروخين، وقصفت مسيرة معادية بثلاثة صواريخ محيط بلدة كفرشوبا. كما قصفت مدفعية الاحتلال بلدات مركبا وبني حيان ومجدل سلم. واعلن حزب الله استهداف موقع المرج مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجهة.
في هذا الوقت، اعلن جيش الاحتلال ان الدفاعات الجوية اعترضت مسيّرة من لبنان اخترقت من جهة البحر قبالة عكا. كما سجل سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة الواقعة قرب الحدود مع لبنان. وتحدث الاعلام الاسرائيلي عن اصابة مستوطنين اثنين بجروح جراء سقوط صاروخ على مستوطنة كريات شمونة. كما تعرض موقع لقوات الاحتلال لاطلاق صواريخ في مسكاف عام.
في هذا الوقت، نجحت فرق الصليب الأحمر بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل»، في سحب 3 جثامين من مرتفعات حلتا بعد منتصف الليل، تعود إلى عنصرين من سرايا المقاومة هما علي كمال عبدالعال وحسين حسان عبدالعال من حاصبيا، كانا يحاولان سحب جثمان أحد عناصر المقاومة، قبل أن يستهدفهما القصف الإسرائيلي. واعلن الصليب الأحمر في بيان ان طواقم الصليب الأحمر اللبناني نقلت بعد ظهر امس من خراج بلدة كفرحمام إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، جثمان شهيد و4 جرحى، تم استهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وجرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
من جهته، نعى حزب الله بعد ظهر امس الشهيد مصطفى حسين زعيتر من بلدة جلالا البقاعية، وعباس علي السوقية «علي الهادي» من بلدة عيناتا.
19 الف نازح في الجنوب
في غضون ذلك، اكدت «المنظمة الدولية للهجرة» التابعة للامم المتحدة ارتفاع عدد النازحين من المنطقة الحدودية في الجنوب إلى أكثر من 19 ألف شخص ، وأوردت المنظمة في تقرير أنها وثّقت نزوح 19,646 شخصاً «ضمن الجنوب وفي مناطق أخرى في البلاد»، مشيرةً إلى ازدياد في عدد النازحين يومياً منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب. وأوضحت المنظمة أن معظم النازحين التحقوا بأفراد من عائلاتهم، فيما لجأ آخرون إلى ثلاث مدارس تحوّلت إلى مراكز إيواء في مدينة صور الجنوبية.
الموقف الاميركي «الوقح»
وفي موقف يخالف كل المعايير الديبلوماسية، اعلنت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، خلال احياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، ان بلادها ترفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. وقالت «نحن مستمرون في نبذ أي محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ، وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم «مقاومة» نبيلة، والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات أو قيم الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق»!
لا مقترحات لدى باسيل
في هذا الوقت، لم تحمل جولة بدأها امس رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اي مبادرة واضحة لاخراج البلاد من حالة الاستعصاء السياسي، ولا اوهام رئاسيا، كما تقول اوساط مطلعة. فبعد قطيعة طويلة ومشادات سياسية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، وجرى عرض للتطورات الراهنة، دون حصول اتفاق على عودة اللقاءات. وفيما يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم، التقى باسيل رئيس الحزب «الاشتراكي» السابق النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، وقال بعد اللقاء « وجدت الكثير من نقاط التفاهم مع جنبلاط، وحرصا على مواضيع أساسية، بينها تأييد قضية الشعب الفلسطيني وحق لبنان في الدفاع عن نفسه، وبذل كل الجهود لتجنيب لبنان واللبنانيين الحرب التي يهددونا بها، وألا يكون ثمة سبب لأن يحملنا أحد مسؤوليتها». من جهته، أشار جنبلاط إلى أن «القواسم المشتركة مع باسيل في طليعتها كيف نستطيع أن نوفر على البلاد اندلاع أو اتساع الحرب، وهذا يعني أن نكوناً معا صوتاً واحداً من أجل نصح بعض القوى ألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل. من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا، من جهتنا، علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الأخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي». وتابع: «لاحظنا أن بعض التنظيمات المعنية تنتشر في الجنوب، نحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية حزب الله وإمرته، أما أن تنتشر وتجرنا إلى المجهول، فهذا أمر خطر جداً». وحذّر جنبلاط من أنها «قد تكون هذه المرحلة أخطر مرحلة من الحروب طوال حياتي السياسية، مصير لبنان على المحك»؟
ماذا عن قيادة الجيش؟
وقبيل اللقاء مع جنبلاط، اشارت مصادر «الاشتراكي» انه على باسيل عدم الخلط بين قائد الجيش ومصلحة المؤسسة العسكرية، وبالتالي القبول بتعيين رئيس للاركان تلافياً للشغور. ووفقا للمعلومات، ثمة صيغتان يعمل عليهما لتفادي الشغور في قياددة الجيش: الاولى اقتراح صيغة للتمديد لرئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم واستدعاؤه من الاحتياط، بعد إحالة قائد الجيش على التقاعد وتلافيا للفراغ في رأس المؤسسة العسكرية. ووفقا للقانون من الممكن استدعاء اللواء العرم من الاحتياط في حال لم يمرّ 15 شهراً على تقاعده، وإعادة تعيينه رئيساً للأركان، ففي حال انتهت ولاية قائد الجيش، يحلّ رئيس الأركان مكان القائد. في المقابل يسوق نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بموافقة ضمنية من الرئيس نبيه بري لصيغة عرضها على وزير الدفاع موريس سليم وتقضي بالتمديد لقائد الجيش سنة واحدة؟ والحسم يبقى بيد باسيل الذي تجنب فتح الملف مع جنبلاط بالامس.
«معضلة» النزوح السوري
في هذا الوقت، اتفق وزيرا خارجية لبنان وسوريا عبد الله بو حبيب وفيصل المقداد في دمشق امس على الاستمرار في التنسيق لمتابعة عودة السوريين من لبنان وضبط الحدود وتبادل تسليم المطلوبين. وتدارس الجانبان، وفق بيان مشترك، معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان»، وشددا على»أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجّرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. ووفقا لمصادر مطلعة، كان اللقاء ايجابيا لكن لا شيء ملموس حتى الان لكيفية ترجمة النيات الحسنة الى وقائع خصوصا ان مسألة عودة النازحين تحتاج الى تغيير جذري في موقف الدول الغربية التي تبدو معنية حتى اليوم بابقاء النازحين في لبنان، وهذا يعني ان «المعضلة» مستمرة ولا حل قريب.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هدوء نسبي وحذر جنوباً وأوروبا تحذّر من تمدّد الحرب
ذبذبات في الهواء اللبناني بُثت في الساعات الاخيرة عبر اثير مواقف محلية وخارجية اشّرت الى ابتعاد شبح الحرب عن لبنان بضعة سنتمرات. صحيح هي غير مطمئنة الى درجة النوم على حرير، الا انها هدأت من روع اللبنانيين الذين لا حديث لهم سوى الحرب. من اعلان اسرائيل ارجاء اجتياح غزة الى هدوء جبهة الجنوب. ومن مواقف الرئيس نجيب ميقاتي حول ان الاجراءات المتخذة احتياطية لا تعني حتمية حصول الحرب الى الاعلان الاميركي عن ان الاساطيل ليست للاستفزاز بل للردع.
اسبوع ثالث من “طوفان الاقصى” بدت معه التطورات تنحو انحداريا نسبياً على المستوى اللبناني، في حين بقيت غزة على الوتيرة نفسها وعاشت ليلة قصف هي الاعنف، فيما اعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري إلى قطاع غزة حتى وصول قوات أميركية إضافية إلى المنطقة، وسط ترقب لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى تل ابيب اليوم.
العواقب الوخيمة
وفي السياق، رأى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن “الحل في تفعيل خيار الدولتين للوصول إلى دولة فلسطينية”. وكشف، بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، عن أنه سيطلب “فرض هدنة إنسانية وتوافقا على هذه المسألة من دول الاتحاد الأوروبي كافة”. ورأى ألباريس، أن “انتقال العنف إلى لبنان أو الضفة الغربية سيفضي إلى عواقب وخيمة للغاية”.
هدوء حذر
اما في الميدان فهدوء خرقته مسيّرة إسرائيليّة قصفت بعد الظهر خراج بلدة كفرحمام بصاروخين. ونجحت فرق الصليب الأحمر بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”، بسحب 3 جثامين من مرتفعات حلتا، بعد منتصف الليل، تعود إلى مدنيّين من آل عبدالعال من حاصبيا، كانا يحاولان سحب جثمان أحد عناصر “حزب الله”، قبل أن يستهدفهما القصف الإسرائيلي. واعلن الصليب الأحمر في بيان ان طواقم الصليب الأحمر اللبناني نقلت من خراج بلدة كفرحمام إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، جثمان شهيد و4 جرحى، تم إستهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وجرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل”. ونعى “حزب الله” فجرا عنصراً جديداً سقط في القصف الإسرائيلي على الجنوب، هو عباس علي السوقية “علي الهادي” من بلدة عيناثا جنوب لبنان، ليرتفع إجمالي ضحاياه منذ بدء العمليات العسكرية إلى 27.
لقاءات
في الاثناء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات الامنية والعسكرية.
اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فاستقبل السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :