افتتاحية صحيفة البناء
بايدن يطلق صفارة الحرب من تل أبيب… ويفرج عن مساعدات إنسانية / صفي الدين للأميركيين: عندنا أكثر مما عندكم ولدينا أقوى مما لديكم فاحذرونا / العمليات جنوبا تسجل أعلى أيام التصعيد… والمقاومة العراقية تستهدف الأميركيين
حطّ الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب مرتبكاً بعد فشل رهانه على إمكانية الضغط على الثلاثي العربي السعودي المصري الأردني لتمرير مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة أولاً ثم الضفة الغربية، الى كل من مصر والأردن، وكان مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية قد أكد رفض التهجير، ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بوقف النار وفك الحصار، وأدان مواقف الدول التي توفر الدعم والحماية لكيان الاحتلال. وحاول بايدن أن يظهر عزم حكومته على دعم جيش الاحتلال في عملية برية في غزة، مضيفاً إليها اتفاقاً مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة، بعدما سقطت الرواية الإسرائيلية عن استهداف المستشفى المعمداني، رغم دعم بايدن وتبنيه لهذه الرواية.
أطلق بايدن صافرة الحرب وعاد إلى واشنطن، حيث تظاهر اليهود المؤيدون للسلام واقتحموا أحد مباني الكونغرس، منددين بموقف بايدن، محاولاً التركيز في تصريحاته على المساعدات الانسانية بعدما بدا أن الشارع الغربي عموماً سحب الغطاء عن الدعم الأميركي لكيان الاحتلال، وتحولت جرائم جيش الاحتلال إلى سبب لنزول التظاهرات في عشرات العواصم والمدن تنديداً بالعدوان الهمجي الذي يقتل الأطفال بتغطية أميركية.
في لبنان تظاهرات حاشدة انطلقت تضامناً مع فلسطين، كان أهمها الحشد الذي دعا إليه حزب الله في الضاحية الجنوبيّة تحدّث خلاله رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، وكان أبرز ما قاله صفي الدين، إن المقاومة في قلب معركة الدفاع عن غزة، وإن مشروع التهجير في غزة لن يمر، بما يشبه رسم الخطوط الحمراء، متوجهاَ للأميركيين قائلاً: أنتم تحذروننا لكن يجب أن تحذروا أنتم منا، فما لدينا أكثر مما لديكم وما عندنا أقوى مما عندكم.
ميدانياً سجلت العمليات على الحدود الجنوبية أعلى حصاد لها في مواقع الاحتلال المقابلة، وكان اليوم الأعلى في درجة التصعيد، بينما سجلت المقاومة العراقية اول دخول على الخط بإعلان استهدافها قاعدة عين الأسد، حيث القواعد الأميركية.
ولا تزال المجزرة الإسرائيلية في مستشفى المعمداني في غزة وتداعياته الحدث الأبرز الذي يطغى على المشهد الداخلي، بالتوازي مع اشتداد حدّة المواجهة والمعارك العسكرية والإلكترونية والاستخبارية بين فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ما أدّى الى خسائر فادحة بشرية ومادية في صفوف الاحتلال، وقد اعترف إعلام العدو عبر قناة «كان» بأن «هذا اليوم (أمس) كان أقوى الأيام قتالاً على الحدود الشمالية مع لبنان».
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن حزب الله كثّف عملياته العسكرية النوعية ضد مختلف مواقع الاحتلال غداة ارتكاب العدو المجزرة بحق المدنيين في المعمداني، وشدّدت على أن مستوى العمليات سيتوسّع كل يوم الى ما هو أبعد من الحدود، وقد يتفاجأ العدو بأنواع أخرى من العمليات التي ستؤلمه. وكشفت المصادر أن العدو تكبّد خسائر كبيرة لكنه يمارس التعتيم الإعلامي، كما أنه يتهيب الحرب مع المقاومة في لبنان من خلال التخفيف من تحركاته الحدودية واختباء جنوده وضباطه في الآليات العسكرية.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلي أن جيش الاحتلال بدأ في إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» الى أن احتمالات توسّع الحرب تتزايد بظل ما يجري من مجازر وحرب إبادة في غزة، مرجحة أن يبادر محور المقاومة الى تسديد ضربات موجعة ضد أهداف إسرائيلية لا سيما الموانئ والمطارات وحقول النفط والغاز وقواعد عسكرية حساسة، وأخرى تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة لا سيما في سورية والعراق. ويشير الخبراء الى أن الحشد الدولي الأميركي – الغربي بتواطؤ بعض الأنظمة العربية يشكل مظلة دعم لكيان الاحتلال ويمنحه مزيداً من الوقت لاستمرار الحرب وقتل المدنيين لتنفيذ مشروعه القديم – الجديد أي تفريغ غزة من المدنيين وتهجيرهم الى سيناء، إضافة الى أن حاملات الطائرات والبوارج الحربية الأميركية تشكل عامل اطمئنان لكيان الاحتلال كقوة ردع ضد محور المقاومة، لكن محور المقاومة في المقابل أيضاً يملك أوراق قوة كثيرة على امتداد المنطقة سيُخرجها في الوقت المناسب يمكنها من إيلام «إسرائيل» والولايات المتحدة وأوروبا وتهديد مصالحهم الحيوية في المنطقة وأمن كيان الاحتلال بحال توسّعت الحرب الى حرب شاملة».
وردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المدنيين اللبنانيين بسلسلة عمليات هاجمت خلالها مواقع وأهدافًا لجيش الاحتلال الصهيوني على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، موقعة قتلى وجرحى في جنود العدو، ومحققة إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة مهاجمة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة (أقصى القطاع الشرقي)، بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة من بينها سلاح 57 ملم، مما أدّى إلى تحقيق إصابات مباشرة في الموقع.
كما هاجمت مواقع: جل العلام، وثكنة زرعيت، وموقع البحري، الواقع مقابل رأس الناقورة (أقصى القطاع الغربي) بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة، واستهدفت مركزاً لتجمع جنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات الواقعة جنوب مستوطنة المنارة (القطاع الأوسط) بالصواريخ الموجّهة وأوقعت فيها عددًا من الإصابات بين قتيل وجريح.
وفي وقت لاحق عاود مجاهدو المقاومة الإسلامية مهاجمة موقع الطحيات، حيث قامت مجموعة الشهيدين علي حسن حدرج، وعلي رائف فتوني، باستهداف الموقع للمرة الثانية هذا اليوم بالأسلحة المناسبة، إضافة الى موقع المالكية الصهيوني (القطاع الأوسط) بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأصابته بشكل مباشر، موقعة فيه عددًا من جنوده بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير جزء كبير من تجهيزات الموقع الفنية.
كذلك استهدفت مجموعة أخرى موقع المطلة الصهيوني (القطاع الأوسط) بالأسلحة المناسبة.
وأعلنت وسائل إعلام العدو، استهداف المواقع الصهيونية المذكورة بالصواريخ والأسلحة الرشاشة الثقيلة، مؤكدة أن أكثر من 10 صواريخ مضادة للدروع، أصابت المواقع المستهدفة.
وفي وقت لاحق أعلنت وسائل إعلام العدو مصرع ثلاثة جنود وإصابة 4 آخرين بجروح في الهجوم الذي استهدف موقع تلة الطحيات، فيما لا تزال تتكتم على خسائر العدو في المواقع الأخرى.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو يجمع مشاهد من استهداف الدبابات الإسرائيلية جنوبي لبنان، بصواريخ مضادة للدروع، تحت عنوان كُتب بالعربية والعبرية: «دباباتكم قبوركم».
وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله مساء أمس استشهاد اثنين من مجاهديه في الاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي، هما الشهيد طه عباس عباس (علي الرضا)، والشهيد علي محمد مرمر «مرتضى» من بلدة عيترون جنوب لبنان.
إلى ذلك، نظمت وقفات احتجاجية في عدد من المناطق اللبنانية في ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكاراً لمجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، كان أبرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه حزب الله «تضامناً مع غزة واستنكاراً للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الأطفال والعدوان الإرهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك، إضافة الى التحرك أمام السفارة الأميركية في عوكر الذي تحول ساحة اشتباك بين المتظاهرين والجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في الوقفة التضامنية مع غزة التي دعا اليها الحزب، في باحة الشورى في حارة حريك، «ان الكيان الصهيوني قائم في الأساس على المجازر وقتل الأبرياء من دون رادع، فكيف إذا كان مدعومًا بالأميركي والغربي». وقال: «نقف هنا لنعلن استنكارنا وغضبنا الشديد لما ارتكبه الصهاينة من مجازر متتالية، وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني»، مشيراً الى أن «السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب». وأعلن ان «في كل دقيقة، كان العدو يرتكب مجازر إبادة بحق عائلات بأكملها في قطاع غزة، من دون أن يتحرّك الضمير العربي».
وقال صفي الدين: «القصف الذي استهدف أمس مستشفى يؤكد أنّ الاستهداف هو بقرار وتصميم مُسبق»، موضحاً «ان إدارة المستشفى والمسؤولين قاموا بكل جهد من أجل تأمين المستشفى الذي يُمنع بحسب كلّ القوانين أن يُستهدف». وقال: «وقاحة الصهاينة أمس ظهرت، بمحاولة التنصّل بشكل فاضح من المسؤولية وتحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما حصل».
واندلعت مواجهات في محيط السفارة الأميركية في عوكر بين المتظاهرين والقوى الأمنية على أثر التظاهرة التي نُظمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني واستنكاراً لمجزرة المستشفى «المعمداني» في غزة. وحاول المحتجون اجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة، التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين. وكان الجيش أقام سلسلة حواجز في الضبية قرب الـ»ABC» وعلى كافة المداخل المؤديّة إلى عوكر. وسجلت حالات اختناق كثيرة في صفوف المتظاهرين جراء إلقاء القوى الأمنية أعداداً كبيرة من القنابل المسيّلة للدموع في محيط السفارة.
وليس بعيداً، حثت السفارة الأميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان». وقالت عبر حسابها على منصة «اكس»: نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ»، ما دعت السفارة «المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم (أمس) نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان».
بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان «الذين يرغبون زيارة لبنان بالذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة».
ونصحت السفارة السعودية في بيروت مواطنيها في لبنان بالمغادرة بشكل فوري. ولفتت الى ان «سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية لبنان تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، حيث تدعو كافة المواطنين التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً».
ودعت سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية «جميع المواطنين البحرينيين الكرام بضرورة الالتزام بالبيانات الصادرة عن الوزارة مسبقًا حول عدم السفر نهائيًا إلى لبنان».
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان على الإطلاق بسبب المخاطر المرتبطة بالصراع الدائر بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
كما شجعت المواطنين البريطانيين الموجودين في لبنان على مغادرة البلاد الآن «بينما لا تزال خيارات (الرحلات) التجارية متاحة».
وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أكد في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدّة، على ضرورة «توقف الاستفزازات الإسرائيلية على حدودنا الجنوبية كما يجب أن ينتهي العدوان على غزة».
وشدد بو حبيب، أن «على المجتمع الدولي اليوم مسؤولية كبرى، أن يوقف المعايير المزدوجة والدعم الأعمى للمحتل. إن الحصار المفروض على غزة، والذي يؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني، يشكل جريمة صارخة ضد الإنسانية».
وأشار الى أن «لبنان، هذا البلد المحبّ للسلام، يوجه تحذيراً صارخاً اليوم: استمرار العدوان على غزة يمكن أن يشعل نيراناً قد تلتهم المنطقة بأكملها».
***************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سفارات ومنظّمات دولية تبحث في خطط إخلاء: المقاومة تستكمل عملية «فقء العيون» على الحدود
لم يُفضِ الاستنفار الدبلوماسي على أعلى المستويات إلى تهدئة الجبهة الجنوبية. يُغادِر الموفدون الأجانب لبنان كما يأتون إليه، خالي الوِفاض بلا أي معلومة أو موقف أو حتّى توقّع عمّا يُمكن أن يقوم به حزب الله. وما من جهة سياسية أو أمنية يقصدها الزوار والسفراء الغربيون يمكنها التخمين في ما يفكّر وما الذي يريد أن يفعله. وعليه، تتعامل الدول مع لبنان وكأنّ الحرب باتت على الأبواب، ويستمر السجال حول السيناريوهات المقبلة، مع إجراءات احترازية مكثّفة لحالات الطوارئ بدأ يشهدها لبنان.
فبعد إعلان شركة طيران الشرق الأوسط أن الشركة وضعت خمساً من طائراتها الـ 24 في تركيا كإجراء احترازي، علمت «الأخبار» أنه «يجري إخلاء المطار من بعض المحتويات المهمة، مع عمليات نقل لأوراق وملفات». كما كشفت مصادر أمنية أن «الأمن الخاص للمنظمات الدولية أعدّ خطة لإجلاء الموظفين والعاملين في هذه المؤسسات، بالتنسيق مع الجيش اللبناني». وعلمت «الأخبار» أن «الجيش سيسمح لهؤلاء باستعمال المطارات العسكرية والموانئ الصغيرة للخروج في حال إقفال مطار بيروت الدولي». كما طلبت شركات ومؤسسات إعلامية أجنبية لها مكاتب كبيرة في بيروت من موظفيها تحضير أنفسهم للانتقال إلى دول في المنطقة من بينها الإمارات، مع الإبقاء على عدد محدود جداً من الموظفين في بيروت.
وكشفت مصادر أمنية أن سفارات أجنبية وعربية رفعت من مستوى إجراءاتها، وأجلَت أعداداً إضافية من طواقمها فضلاً عن عائلاتهم، خصوصاً بعدَ التحركات التي بدأت أول من أمس رداً على مجرزة المستشفى الأهلي المعمداني.
وتوالت أمس تحذيرات الدول التي شدّدت على رعاياها بعدم السفر إلى لبنان أو مغادرته. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى تحذيرها من السفر إلى «عدم السفر»، مشيرة إلى «الوضع الأمني المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بين إسرائيل وحزب الله». وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت «بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان». كذلك دعت الخارجية الكويتية «المواطنين الراغبين بزيارة لبنان إلى التأني خلال هذه المرحلة». وأهابت بالمتواجدين هناك «العودة الطوعية نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها المنطقة حرصاً على سلامتهم». ودعت المملكة العربية السعودية أيضاً مواطنيها الموجودين في لبنان إلى المغادرة فوراً. وقالت السفارة السعودية في بيروت إنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، و«تدعو كلّ المواطنين إلى التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو في لبنان حالياً». ونصحت السفارة الفرنسية في بيروت الفرنسيين الذين «يرغبون بزيارة لبنان أو الإقامة فيه بالتراجع عن ذلك، إلا لأسباب ملحّة، نظراً إلى التوترات الأمنية، وبخاصة على الحدود الجنوبية».
في السياق، كشفت مصادر مطّلعة أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السفراء العرب إلى اجتماع اليوم. وكان بو حبيب حذّر خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الاستثنائي العاجل لمنظّمة التعاون الإسلامي في جدة من «اشتعال النيران في المنطقة بأكملها في حال استمرار العدوان على قطاع غزة».
وأمس، كانت ساعات القتال على «الجبهة الشمالية» هي «الأكبر خلال الأيام الأخيرة»، على ما لخّصت قناة «كان» العبرية أحداث الأربعاء. وقد افتُتحت الأحداث أمس عند الثالثة والربع فجراً مع استهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع الراهب، واعترفت إذاعة جيش الاحتلال بإصابة أربعة جنود. وخلال النهار، أعلن حزب الله عن سلسلة عمليات ضد مواقع لجيش الاحتلال في جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري مقابل رأس الناقورة. كما هاجم مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجّهة وأوقع فيها عدداً من الإصابات بين قتيل وجريح. ورداً على الاعتداءات الصهيونية بحق المدنيين اللبنانيين، أعلن الحزب مهاجمة موقع المالكية الصهيوني بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية. وعصراً استهدفت المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالقذائف الصاروخية والأسلحة المتنوعة، وكذلك موقع المطلة، كما استهدفت موقع الطيحات للمرة الثانية أمس. ونعى حزب الله أمس الشهداء علي عدنان شقير (ميس الجبل) وطه عباس عباس (عيترون) وعلي محمد مرمر (عيترون).
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف من لبنان تجاه مواقع في مزارع شبعا. وتحدثت صحيفة «معاريف» عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة، وأحصى إعلام العدو سقوط أكثر من عشرة صواريخ موجّهة على مواقع جيشه عند الحدود مع لبنان.
في الأثناء، تعيش المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان حالة الخوف والهلع نتيجة تسارع التطورات على الجبهة، ونقلت قناة «كان» عن رئيس مجلس مستوطنة المطلة دعوته المستوطنين إلى الخروج منها قائلاً: «من بقي منكم فليغادر الآن ولا ينتظر». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال بدأ إنشاء مستشفى ميداني في الجليل ضمن الاستعدادات لاحتمال اندلاع مواجهة مع حزب الله.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الجبهة الثانية” تسابق دعوات السفارات إلى الترحيل
ازداد لوحة الغموض التي تغلف الوضع اللبناني برمته في ظل الاخطار المتصاعدة من حرب #غزة والتي ادت منذ يومين الى وقوع المذبحة المدنية الافظع في تاريخ المجازر الحربية الإسرائيلية أي مجزرة المستشفى الأهلي – المعمداني سابقا، من جهة، ومضي الوضع الميداني على #الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل في وتيرة تصعيد متدرجة من جهة أخرى. واحتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين “#حزب الله” والقوات الإسرائيلية على نحو واسع فيما كان لبنان بالكثير من مناطقه شهد وقفات احتجاجية وتظاهرات تنديدا بمجزرة المستشفى الأهلي في غزة، في حين برز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.
ولعل هذا المؤشر اظهر ان التوقعات المتصلة بلبنان لا تزال تميل نحو التخوف من اتساع الحرب خصوصا ان عاصفة الغضب التي عمت معظم العواصم العربية حيال المجزرة لم تبق أي مجال لتوقعات متفائلة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما تنصلت تل ابيب من المجزرة واتهمت بها حركة “الجهاد الإسلامي” وجاراها في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن . ذلك ان التصعيد الذي حصل امس على جبهة الجنوب بدا بمثابة مواكبة ميدانية للاحتقانات الكبيرة التي عمت المنطقة ولم يكن ادل على مستوى التصعيد الميداني من اعتراف الجيش الإسرائيلي مساء بان تسعة صواريخ مضادة للدروع وقذائف اطلقت من لبنان واعترض أربعة منها خلال ساعات .
وبازاء هذا الواقع القاتم لم تسقط الرهانات على تحرك دولي يلجم اتساع الحرب واتساعها. وفي السياق ابلغ مصدر ديبلوماسي اوروبي مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان فرنسا ايدت مشروع القرار الذي قدمته البرازيل في مجلس الامن بالنسبة الىً الصراع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين لانه يجمع تأييد 9 اصوات على الأقل في مجلس الامن وتضمن في مقدمته تأييد جهود الاسرة الدولية من اجل وقف القتال و حماية المدنيين. كما ادان حماس وهذا مهم لفرنسا. وطالب المشروع بتحرير جميع الرهائن دون شروط فورا وضرورة معاملتهم بشكل انساني. وذكر بحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينيةً وتأييد الجهود لايقاف التصعيد في كل المنطقة .
اما المشهد اللبناني فطغى عليه امس “استنفار” الاحتجاجات الواسعة ضد المجزرة في غزة وشارك لبنان الرسمي عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شارك في وقفة تضامنية أمام وزارة الصحة. وقال ميقاتي “الوقفة اليوم لها معنيان، الاول هو التضامن مع أهل غزة، والثاني ان القيم الانسانية تنتهك في غزة” وسأل “اين هي الامم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الامم المتحدة؟هذا الامر يجب وضع حد له ،وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسك بالقيم الانسانية والحفاظ على النظام العالمي الذي تعلمنا ان اساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تضرب اليوم في الصميم”.
اما في التحركات الحزبية فنظم “حزب الله” اعتصاما في حارة حريك تحدث خلاله رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين واعتبر “ان الكيان الصهيوني قائم في الأساس على المجازر وقتل الأبرياء من دون رادع، فكيف إذا كان مدعومًا بالأميركي والغربي”. وقال: “نقف هنا لنعلن استنكارنا وغضبنا الشديد لما ارتكبه الصهاينة من مجازر متتالية، وآخرها مجزرة مستشفى المعمداني”، مشيرا الى ان “السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب”. وقال: “وقاحة الصهاينة أمس ظهرت ، بمحاولة التنصّل بشكل فاضح من المسؤولية وتحميل الفصائل الفلسطينية مسؤولية ما حصل”.
غوغاء في عوكر
وتكررت الدعوة الى تظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر غداة تحركات عنيفة استهدفت محيط السفارة وايضا سفارتي فرنسا ومقر الاسكوا، وتم تعزيز الاجراءات الامنية في محيط عوكر. وبعد الظهر اندلعت مواجهات في محيط السفارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية والجيش بعدما حاول المحتجون إجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين. وكان الجيش أقام سلسلة حواجز في الضبية وعلى المداخل المؤديّة إلى عوكر. واقدم المحتجون مجدداً على اشعال مبنى يضم بعض المحال التجارية قرب #السفارة الأميركية، وعمد الدفاع المدني الى اخماد النيران التي قضت على الموجودات. وبدا لافتا الإصرار من افراد مشاركين في التظاهرة على اشعال اعمال الشغب باحراق ممتلكات خاصة الامر الذي اثار شبهة حيال اندساس متعمد ضمن التظاهرة لافتعال الغوغاء . وقد عمد الجيش الى دفع المتظاهرين وتفريقهم ولكنهم تجمعوا في طريق المغادرة عند اوتوستراد الضبية وحاولوا قطع السير على المسربين الامر الذي دفع الجيش الى التدخل مجددا وتفريقهم. وأعلنت السفارة الأميركية في بيان ان المتظاهرين الحقوا اضرارا بالممتلكات الخاصة في الحي المحيط بالسفارة لكن موظفي السفارة ظلوا امنين ولم يلحق بهم أي ضرر. وأثارت الاعتداءات على الممتلكات الخاصة في عوكر استنكارات واسعة وأصدرت قوى مسيحية أساسية ابرزها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب بيانات ادانة لهذه الاعتداءات داعية الى التحقيق فيها والتعويض على المتضررين .
ووسط هذه الأجواء تلاحقت دعوات السفارات الى رعاياها لمغادرة لبنان فحضت السفارة الاميركية مواطنيها “على عدم السفر إلى لبنان”. وقالت: “نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ” .
بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان “الذين يرغبون زيارة لبنان بالذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة” .
كما دعت سفارة المملكة العربية السعودية “جميع المواطنين الى التقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً، وذلك بعد متابعة تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان”
الجبهة الجنوبية
على الصعيد الميداني بدأ التوتر منذ قبل الظهر حيث تعرضت المنطقة الحرجيّة في أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي في وقت تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن سماع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. وكانت مجموعة من “حزب الله” قامت صباحا بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع الراهب وبعد الظهر استهدف الحزب موقع جل العلام قبالة علما الشعب، في حين اطلق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة. وعصرا، قصفت المدفعية الإسرائيلية اطراف مزارع شبعا وتلال #كفرشوبا وتلة السماقة وحلتا والخريبة وطاول القصف المزارع في كفرشوبا . ثم اعلن الحزب مهاجمة مواقع جل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري الواقع مقابل رأس الناقورة “بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة”. واحتدم القصف الإسرائيلي مساء وطاول عيترون وبليدا وميس الجبل وكفرشوبا . وليلا اعلن الحزب انه هاجم موقع المالكية “وتمت اصابته بشكل مباشر مما أدى الى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية ” ، كما اعلن مهاجمة مواقع أخرى منها رويسات العلم في تلال كفرشوبا والمطلة
******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
السعودية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان “فوراً”
تظاهرة “عوْكر” انتهت إلى تخريب وتصعيد الجنوب شمل القطاع الأوسط
شهد لبنان أمس حداداً عاماً على مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، فأقفلت المؤسسات التربوية، وسارت تظاهرات وأقيمت اعتصامات أطلقت فيها مواقف نددت بالجريمة النكراء، وطالبت بمحاسبة اسرائيل التي تشنّ حرباً على القطاع لا تفرق فيها بين الأهداف المدنية والعسكرية.
ووسط هذا المشهد الوطني الجامع، توجهت تظاهرة فريق الممانعة بعد ظهر أمس في اتجاه عوكر حيث مقر السفارة الأميركية، لتعكر هذا المشهد، إذ هاجم المتظاهرون القوى الأمنية المكلفة ضبط الأوضاع واشتبكوا معها ما أدّى إلى إصابات وحالات إغماء في صفوف المتظاهرين. كما أصيب عدد من أفراد القوى الأمنية. ولوحظ أن جنود الجيش قاموا بما يجب ان تقوم به قوات مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي.
ولم يكتفِ المتظاهرون بالصدام مع القوى الأمنية، بل عمدوا الى تخريب بعض المحال وتكسير نوافذ البيوت والسيارات، حتى أنّ المبنى الذي أحرق قسم منه ليل الثلثاء، نال نصيبه مجدّداً. وأتى الحريق على معرض للمفروشات «تعتاش منه عشر عائلات»، كما صرح مالكه. وكان المبنى مقراً لسكن نحو 200 طالبة، لكنه تضرر بشكل كبير بسبب الحريق. والسؤال: من يعوّض المتضررين ما الحقته بهم تظاهرة الممانعين؟
ومن يوم الحداد وما رافقه من تخريب، الى جبهة الحدود الجنوبية التي شهدت سلسلة عمليات شنّها «حزب الله» على المواقع الإسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود، وكان لافتاً في مواجهات أمس امتدادها للمرة الأولى الى القطاع الأوسط الذي يضم بلدات كبيرة في قضاء بنت جبيل على غرار ميس الجبل التي استهدفتها قذائف الجيش الإسرائيلي. كما طال القصف أطراف عيترون وبليدا في القضاء نفسه.
وفي آخر بيانات «حزب الله» الحربية الذي جاء قبل استهداف مارون الراس وعيترون أن مجموعة تابعة له «هاجمت موقع المالكية الصهيوني بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، وتمت إصابته بشكل مباشر ما أدى الى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية».
ومن القطاع الأوسط الى القطاعين الشرقي والغربي تحدث «الحزب» ليلاً عن أنّ حريق «جل علام» على المقلب الاسرائيلي الغربي ما زال مندلعاً. أما في الشرقي فكانت شبعا وكفرشوبا وحولا في دائرة الاستهداف.
ونعى «الحزب» أمس عنصراً هو السادس من المجموعة التي قضت في القصف الإسرائيلي على مارون الراس، متأثراً بجروحه التي أصيب بها أول من أمس ويدعى علي عدنان شقير من بلدة ميس الجبل .
وعلى الجانب الإسرائيلي، نقل الإعلام عن الجيش «أن تسعة صواريخ أطلقت من لبنان، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في كريات شمونة وعدة بلدات مجاورة». وقال الجيش «إن نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية اعترض أربعة منها. وإن الصواريخ استهدفت مناطق قريبة من مستوطنات المطلة والمالكية وكيبوتس منارة وروش هانيكرا». وأضاف «استهدف إطلاق النار عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة»، ولم يبلغ الجيش على الفور عن وقوع إصابات في صفوف جنوده. وأعلن مستشفى رمبام في حيفا، «أنه استقبل شخصاً كانت جروحه متوسطة نتيجة لإحدى الهجمات الصاروخية»، من دون توضيح كيف أصيب أو أين.
على صعيد آخر، وعلى وقع الأحداث في جنوب لبنان، دعت السلطات السعودية رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً. وأوردت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن السفارة قولها في بيان إنّها «تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان»، ودعت «المواطنين كافة للتقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو موجود في لبنان حالياً». وتوجهت الى الموجودين في لبنان طالبة منهم «توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن التي تشهد تجمعات أو تظاهرات».
وجاء القرار السعودي غداة قرار مماثل من الكويت «حرصاً على أمن مواطنيها وسلامتهم».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
قصف لـ«حزب الله» يرفع سقف التهديد
دول بينها السعودية تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان
رفع «حزب الله» سقف تهديداته لإسرائيل، بينما بلغت قذائفه الصاروخية نقاطاً عند حدود لبنان الجنوبية لم تبلغها من قبل، وذلك منذ بدء المواجهات الأخيرة بعد العملية التي نفذتها حركة «حماس» داخل إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال «حزب الله» إن «مقاتليه قصفوا موقع المالكية داخل إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة وأصابوا عدداً من الجنود، كما تم تدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية». وأعلن الحزب أيضاً، استهداف عناصره مواقعاً للجيش الإسرائيلي مقابل رأس الناقورة، وهي النقطة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، بالصواريخ الموجهة.
وردّت القوات الإسرائيلية بقصف مناطق حدودية وبلدات لبنانية في اللبونة وخراج بلدة الناقورة والضهيرة وصولاً إلى راميا وعيتا الشعب. واستهدف القصف الإسرائيلي أيضاً، القطاع الشرقي، في محيط بلدة ميس الجبل، في ظل تحليق لطيران الاستطلاع والطيران المروحي الإسرائيلي. وذكر الحزب كذلك أن عناصره استهدفوا دبابة «ميركافا» إسرائيلية.
وفي سياق رفع سقف التهديد، حذّر هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله»، من أن الحزب أصبح «أقوى بآلاف المرات» من ذي قبل. وقال في كلمة أمام أنصار الحزب في مظاهرة احتجاجاً على الغارات الإسرائيلية على غزة: «نحن ما زلنا المقاومة الحاضرة والقوية… نحن اليوم أقوى بآلاف المرات، عزائمنا أقوى، إراداتنا أقوى، سلاحنا أقوى، تجاربنا أقوى، معادلاتنا أقوى».
من جهة أخرى، توالت تحذيرات السفارات الأجنبية في بيروت لمواطنيها ورعاياها الموجودين في لبنان بالمغادرة أو بعدم زيارة لبنان في الظروف الحاضرة، وكان آخرها السفارة الفرنسية والسفارة الأميركية، بعد دعوات مماثلة من قبل سفارات كندا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا وبريطانيا.
بدورها، طلبت السفارة السعودية في لبنان من المواطنين السعوديين، التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان، كما طلبت من الموجودين فيه حالياً المغادرة على الفور. ودعت الموجودين في لبنان إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن التي تشهد تجمعات أو مظاهرات لحين مغادرتهم.
وبعدما كانت السفارة الأميركية قد حذّرت من السفر إلى لبنان، رفعت مستوى التحذير من السفر من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الأعلى، وسمحت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من سفارتها في بيروت.
**********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : تنديد بمجازر إسرائيل..”الحزب”: حذار الخطأ معنا..الغرب يُحذِّر من فتح جبهة الجنوب
العالم مصدوم، والغضب شامل كلّ الأرجاء العربيّة والدوليّة، جرّاء المجزرة التي ارتكبت بحقّ الأبرياء في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، الّا انّ هَول هذه المجزرة الفظيعة يفوقه هول تجهيل الفاعل، وتنَصّل اسرائيل منها.
لبنان بكلّ مستوياته، تضامنَ من ضحايا المجزرة، بمسيرات وتظاهرات وتجمعات واحتجاجات في مختلف مناطقه، وأكد وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني مُندداً بحرب الإبادة الجماعيّة التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، ومُستنكراً الغطاء الدولي الذي يبرر لإسرائيل ما يسميه «حقها في الدفاع عن نفسها»، وكأنّه بذلك يمنحها إجازة مفتوحة لضرب كلّ النداءات العربية والدولية لوقف هذه الحرب عرض الحائط، والمضي في ارتكاب المزيد من المجازر.
وضمن هذه الإجازة الدولية الممنوحة لإسرائيل، التي توّجها الرئيس الاميركي جو بايدن بتبرئتها من قصف المستشفى المعمداني وإلقاء المسؤولية على من سمّاه الجانب الآخر، دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة يومها الثاني عشر، بوتيرة العنف ذاتها، والقصف المركّز وبشدة على الأهداف المدنيّة، فيما مساحة المخاوف تتسِع يوماً بعد يوم من أن تَنزلق المنطقة برمتها إلى سيناريوهات كارثية، تبعاً لما تبيّته اسرائيل لقطاع غزة، سواء بتغيير معالمه، او تفريغه من سكانه. وانظار العالم كله شاخصة نحو جبهة الجنوب اللبناني، التي انضبَطت منذ بداية هذه الحرب على وقع العمليات العسكرية المتلاحقة يومياً على طول الحدود.
مخاطر أكبر
وقال مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: «نحن أمام عالم سقطت فيه كلّ القيَم، يتفاخرون بالحرية وحقوق الانسان، فيما هي وهم، وتصبح باطلة المفعول عندما تتعلق بالشعب الفلسطيني. ومن هنا لست متفاجئاً ابداً من تبرئة اسرائيل من مجزرة مستشفى المعماري، اذ كيف لمن يرعى هذه الحرب ويديرها ويسلحها أن يدين نفسه؟».
وأضاف: «حضر الرئيس الاميركي في زيارة تضامن مع اسرائيل، من دون ان يحثّها على وقف عدوانها، بل قال للاسرائيليين أنتم لستم وحدكم، وكأنه يقول لهم استمرّوا في حربكم. ومن هنا، اعتقد انّ الوضع في غزة ما بعد هذه الزيارة، سينحدر نحو مخاطر اكبر ليست فقط على الشعب الفلسطيني في غزة، بل على المنطقة. خصوصاً انّ اسرائيل لم تخف هدف حربها بإفراغ غزة من اهلها بشكل نهائي».
تحذير غربي
وعلى خط مواز، وتزامناً مع وجود مسؤولَين في وزارة الدفاع البريطانية في بيروت. كشفت مصادر سياسية موثوقة لـ«الجمهورية» انّ رسائل عاجلة نقلتها الى بيروت جهات أمنية غربية، بضرورة أن تتخذ الدولة اللبنانية اجراءات عاجلة لتأكيد التزامها بالقرار 1701، ومنع الخروقات للحدود الجنوبية. وبحسب المعلومات فإنّ تلك الرسائل التي تغلّفت بالحرص على امن لبنان واستقراره، انطوَت على تحذير واضح من ان مبادرة «حزب الله» الى إشعال الجبهة الجنوبية قد تخلق واقعا عسكريا يخرج عن السيطرة، وتترتّب من جرّائه عواقب وخيمة على لبنان».
ولفتت المصادر الى ان الموقف اللبناني جاء تأكيدا على التزام لبنان بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701، ومشددا على ان الجيش يقوم بدوره كاملا في هذا المجال وهو على تنسيق عال مع قوات اليونيفيل في منطقة عملها، ومؤكداً في الوقت نفسه على انه من الضروري جداً ان كانت ثمة رغبة بالامن والاستقرار، النظر اولاً الى عامل التفجير الاكبر والاخطر الذي تمثّله اسرائيل، وخروقاتها المستمرة للقرار 1701، الذي تعدّ بالآلاف من دون أن تلقى رادعاً من اي طرف دولي.
إستبعاد الجبهة الجديدة
في هذه الاجواء المُحتدمة جنوباً، ابلغت مصادر حزبية الى «الجمهورية» قولها ردا على سؤال عن احتمالات فتح الجبهة الجنوبية: «كل شيء وارد، ولكن من المستبعد ان تنزلق الجبهة الجنوبية الى تدهور واسع في الوقت الراهن، فالعمليات التي تحصل مدروسة ومحددة وتوجِع العدو بدقتها ونوعيتها، فضلاً عن انها حققت هدفاً كبيراً جداً، بإرغام العدو على إخلاء مستوطناته بالكامل، يعني انه ذاق طعم التهجير. الا اذا اراد العدو ان يوسّع نطاق الحرب، مع اننا نشكّ في قدرته على تَحمّل جبهتين في آن واحد، فعندها ستأخذ الامور منحى آخر».
تقديرات «الحزب»
وعلمت «الجمهورية» من مصادر مطلعة على تقديرات «حزب الله» لسير المعركة، انه يقوم بتجميع كل المعطيات وباتت لديه معطيات مهمة لمسار الأمور، لكنه يحتفظ بها لنفسه ويعلن عنها في الوقت المناسب «لأننا في حالة حرب وليس خلاف حول موضوع لبناني داخلي»، و»الحزب» يعلم ماذا يفعل، ويقوم بتوجيه ضرباته يوماً بيوم الى مواقع العدو الإسرائيلي حسب مقتضيات الوضع.
وأوضحت المصادر أن أجوبة الحزب على الأسئلة التي توجه اليه سياسياً وإعلامياً متروكة للميدان الذي يتكلم عنها. وأن لا إطلالة قريبة للأمين العام السيد حسن نصر الله.
وكشفت المصادر أن عدد شهداء «الحزب» منذ بدء المواجهة 11 شهيداً، لكن في المقابل خسائر العدو كبيرة، ويكفي أن مستشفى نهاريا لوحده أعلن في بيان رسمي «أنه تم التعامل مع 160 حالة بين قتيل وجريح منذ بدء الحرب في الجبهة الشمالية».
إستنكار واستغراب
إلى ذلك، استنكرت مصادر سياسية وسطية ما سمّته «النفخ بالنار لإشعال جبهة لبنان»، وقالت لـ«الجمهورية»: «كأنّه لا يكفي الشعب اللبناني حال القلق التي يعيشها، ليأتي البعض ويلعب بمصيره. سواء ما صدر عن الايرانيين لناحية فتح جبهات اضافية مع اسرائيل، او بالنسبة الى ما قاله مسؤول «حماس» في الخارج خالد مشعل، الذي لا يبدو راضياً على ما قام به «حزب الله» من عمليات على الحدود وصَفها بالمحدودة والمتردّدة، فذهبَ الى دعوة الحزب للقيام بمغامرات. فكل هذا الكلام مستغرب لا بل مرفوض، خصوصاً انّ كل المنطقة امام لحظة مصيرية، مهدّدة بسيناريوهات خطيرة، ولبنان بحالته الراهنة أضعَف من أن يتحمّل تبعات ونتائج وآثار أي حرب يكون طرفاً فيها».
في هذه الأجواء، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في جدة أمس، وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، واكد خلال اللقاء ان لبنان يعوّل على دور المملكة المحوري لإعادة التوازن للشرق الاوسط. كما التقى وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان، واعربَ بعد اللقاء عن قلقه «من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد».
الإحتجاجات
وشهدت المناطق اللبنانية، امس، سلسلة تحركات احتجاجية، كان البارز فيها في فترة بعد الظهر، التجمّع امام السفارة الاميركية في عوكر، الذي اتسَم بالتصعيد، ومواجهات بين المحتجين والقوى الامنية، بعد محاولتهم إزالة العوائق والحواجز الحديدية، وهو الامر الذي أدى الى تدافع ومشاحنات، استخدمت خلالها القوى الامنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجّين، الذين أطلقوا هتافات تضامن مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، ونَددوا بالجرائم الاسرائيلية، وبالموقف الاميركي الداعم لها، فيما عَمد بعضهم لليوم الثاني على التوالي على تخريب بعض الاملاك الخاصة.
يأتي ذلك، في وقت رفعت فيه وزارة الخارجية الأميركية مستوى تحذيرها من السفر إلى لبنان إلى «عدم السفر»، مشيرة إلى الوضع الأمني المتعلّق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين إسرائيل و«حزب الله». كذلك سمحت بالمغادرة الطوعية والموقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت، بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان».
وتبعتها السفارة الفرنسية بإعلانها انه «نظراً للتوترات الامنية في المنطقة، وبخاصة على الحدود الجنوبية للبنان، لا نَنصح الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة لبنان والاقامة فيه بالذهاب الى هذا البلد، الّا لأسباب مُلحّة». ثم تلتها السفارة السعودية التي دعت «كافة المواطنين السعوديين الى التقيّد بقرار منع السفر ومغادرة الاراضي اللبنانية بشكل فوري لِمن هو متواجد في لبنان حالياً. كما انها تدعو المواطنين المتواجدين في لبنان الى توخّي الحيطة والحذر والابتعاد عن الاماكن التي تشهد تجمعات او تظاهرات الى حين مغادرتهم».
«حزب الله»
وتضامناً مع غزة واستنكاراً للجرائم الإسرائيلية، نظّم «حزب الله» سلسلة تحركات وتجمعات في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، كان البارز فيها التجمع الحاشد في حارة حريك، وتحدث فيه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، الذي دانَ المجزرة واعتبر أنّ «السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب».
وحملَ صفي الدين بعنف على الولايات المتحدة، وتوجه الى الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والاوروبيين بالقول: «إنّ مشروع تهجير أهل غزة لن يمر». مضيفاً: «إن كنتم تحذروننا فإنّ جوابنا لكم أنه عليكم أن تحذروا منّا، فالخطأ الذي قد ترتكبونه مع مقاومتنا سيكون الجواب عليه مدويًا وصاخبًا، وما عندنا هو أقوى ممّا عندكم بكثير، وما لدينا هو أكثر مما لديكم. وفي يوم من الايام جئتم الى لبنان ببوارجكم وكان قرارنا المواجهة، وحين واجَهناكم فَررتم من لبنان كالفئران. ونحن ما زلنا المقاومة الحاضرة والقوية بل نحن اليوم أقوى بآلاف المرات وحذار أن تخطئوا».
ميقاتي
وظهر أمس، شارك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الوقفة التضامنية أمام وزارة الصحة استنكاراً وادانة للمجزرة الاسرائيلية في مستشفى المعمداني. وفي كلمة له سأل: أين هي الامم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الامم المتحدة؟ ما يحصل هو سيطرة لشريعة الغاب والقوي يقتل الضعيف من دون خوف، والمجتمع الدولي ينظر الى ما يحصل من دون ردة فعل، لا بل يقف مع الجلّاد. هذا الأمر يجب وضع حد له، وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسك بالقيم الانسانية والحفاظ على النظام العالمي الذي تعلّمنا أنّ أساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تُضرَب اليوم في الصميم».
«حماس»
وفي مؤتمر صحافي عقدته حركة «حماس» في نقابة الصحافة، دعت في بيان تلاه القيادي في الحركة اسامة حمدان الى «الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة، وعلى دولنا وأمتنا العربية والاسلامية». وطلبت من «أحرار العالم التحرّك الجاد والمستمر لوقف حرب الابادة الجماعية».
الوضع الميداني
أمنياً، أجواء التوتر ظلت مسيطرة أمس على المنطقة الحدودية، مع استمرار العمليات العسكرية والقصف الاسرائيلي على محيط بعض البلدات الجنوبية، حيث أفيد عن قصف اسرائيلي مركّز على محيط بلدات عيتا الشعب والضهيرة وميس الجبل وسهل الخيام وتلة الحمامص وحانين، ورامية واللبونة. وأفيد عن إصابة مزارع لبناني بجراح في احد الحقول في خراج بلدة عيترون بعد إطلاق النار عليه من موقع «المالكية» الإسرائيلي الحدودي، وتسبب القصف الاسرائيلي ايضاً باندلاع حريق. كما تعرضت للقصف الاسرائيلي اطراف كفرشوبا، مزرعة بسطرا، واطراف حلتا والهبارية والفرديس. وكانت المنطقة ما بين سهل الخيام وتلة العباد مروراً بتلال العديسة قد شهدت ليلاً اشتباكات عنيفة بين عناصر من «حزب الله» والجيش الاسرائيلي استُخدمت فيها القذائف الصاروخية الموجهة التي أصابت المواقع الاسرائيلية إصابات مباشرة. كما افيد عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة.
وفي بيان لها، اعلنت المقاومة الاسلامية عن إصابة دبابة ميركافا في موقع الراهب ما أدى إلى قتل وجرح طاقمها. واستهداف مركز تجمّع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة ومواقع المالكية وجل العلام وثكنة زرعيت وموقع البحري الواقع مقابل رأس الناقورة. وقد أدى القصف الى تعطيل أبراج التجسس والمراقبة داخل الموقع، الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان.
إخلاء المستوطنات
وفيما سُمعت صفارات الإنذار في المستوطنات القريبة من الحدود، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ جيش الإحتلال طلبَ مجَدّداً من سكان مستعمرة المطلة وباقي المستعمرات الشمالية في الجليل الأعلى المُغادرة فوراً او التزام الملاجىء خوفاً من عمليات تسلل. يأتي ذلك في وقت سمحت فيه الحكومة الاسرائيلية لوزير الدفاع يواف غالانت بإخلاء المستوطنات التي تبعد مسافة 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية إذا دعت الحاجة.
******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان بلا غطاء.. وحسابات الحرب على الطاولة!
اشتباكات الجنوب تتصاعد.. وسفارات لمغادرة رعاياها فوراً
بعد يومين، أي بعد غد السبت في 21 الجاري، يكون قد انقضى اسبوعان على عملية «طوفان الأقصى» التي قادتها حركة «حماس» ضد غلاف غزة، وتمكنت من دخول 11 مستوطنة، وخطف أسرى من جنسيات متعددة اميركية وفرنسية والمانية لدى فصائل المقاومة التي دخلت إلى الغلاف، ثم الرد الحربي من حكومة اسرائيل التي توحدت تحت عنوان الثأر من الفلسطينيين، واللجوء إلى المجازر ضد الآمنين، وتدمير المنازل والمدارس وصولاً إلى قطع المساعدات والكهرباء والمياه، واستهداف المستشفيات العاجزة عن تقديم المعالجات، وآخرها كان قصف لحدّ التدمير لمستشفى المعمداني في القطاع، والذي أدى إلى سقوط 500 شهيد من الأطفال والنساء والرجال المسنين ربما في ذلك طاقم المستشفى الطبي والإداري.
تحرك العالم بين داعم لاسرائيل بكل همجيتها من الولايات المتحدة الأميركية الذي حلّ رئيسها ضيفاً ثقيلاً على المنطقة إلى الأوروبيين (فرنسا – المانيا وسواهما) وهبّ العالمان العربي والإسلامي إلى نصرة غزة وشعبها، وإعلان «الغضب الساطع» بوجه اسرائيل والولايات المتحدة، والاستعداد للمواجهة وغصت شوارع وأحياء بيروت والضاحية بالمعتصمين تنديداً بالجرائم الإسرائيلية، مع حداد وطني في لبنان وإقفال للمدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية والخاصة.
وفي المشهد المتقدم، معارك صاروخية ومدفعية بين المقاومة الاسلامية وجيش الاحتلال على طول الخط الممتد من القطاع الغربي إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في القطاع الشرقي.
والسؤال، بقي هو هو منذ اليوم الأول لبدء العمليات الحربية: هل يدخل حزب الله في الحرب على نطاق واسع، وعلى نحو ما حصل في حرب تموز 2006 .
بعضٌ من الجواب جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي أكد أن لا البوارج الأميركية ولا التهديدات الإسرائيلية ترهب المقاومة في لبنان التي لن تترك الفلسطينيين.
وحسب خبراء عسكريين، فإن ردود حزب الله، أو العمليات التي نفذها في ساعات الماضية، تجاوزت الخطوط ؟؟، ضمن ما كان يعرف بـ «خطوط الاشتباك» إلى إرسال إشارات واضحة عن استعداده للانخراط، كما الفصائل الفلسطينية في معارك طويلة وحاسمة.
وفي التقديرات أن موضوع الحرب وضع على الطاولة جدياً، بعد جولة وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، ولقائه مع قيادات المقاومة، ومع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
حكومياً لفتت مصادر مطلعة لـ « اللواء» إلى أن ما من قرار بعد حول إمكانية إبقاء جلسات مجلس الوزراء مفتوحة، وقالت انه متى استدعى الأمر ذلك فإن الفكرة تصبح قيد النقاش.
وأوضحت المصادر نفسها أن هناك ترقبا للتطورات على جبهتي غزة والجنوب، وأن الاجتماعات التي تعقد وتتخذ طابع الإحاطة تتركز على الإمكانات المتاحة لمواجهة الحرب في حال اندلعت لأن جميع السيناريوهات من بينها تلك السيئة، وأوضحت أن المسألة لم تصبح طارئة انما لا بد من اتخاذ تدابير مسبقة .
اقتحام السفارة
وبعد ليل عاصف أمام السفارتين الأميركية في عوكر والفرنسية في قصر الصنوبر، تجددت الإحتجاجات أمام الأولى بعد ظهر أمس، والجديد أنه بعد تقدم المتظاهرين، وقعت مواجهات في محيط السفارة الاميركية في عوكر والقوى الامنية التي لجأت إلى استخدام الحجارة بوجه الحجارة، ثم ألقت قنابل مسيلة للدموع، وتمكنت من توقيف بعض الناشطين الذين شاركوا في محاولة كسر الحاجز الحديدي بمحيط اسفارة.
وتحدث الجيش اللبناني عن إصابة عدد من العسكريين بجروح اثناء تنفيذ مهمات حفظ أمن التظاهرات ودعا إلى الإلتزام بالتعبير السلمي عن الرأي وعدم التعرض للعسكريين والاملاك العامة والخاصة.
مغادرة رعاياه عرب وأجانب
ومع هذه التطورات، دعت سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان رعاياها إلى التقيد بقرار منع السفر أو مغادرة الأراضي اللبنانية فوراً لمن هو متواجد، وعزت ذلك إلى تطورات الأحداث الجارية في منطقة الجنوب.
وحثت السفارة الاميركية في بيروت موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان».
وقالت عبر حسابها على منصة «أكس» : نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد.
ونشرت السفارة الأميركية في عوكر بيانًا عبر منصة «أكس» جاء فيه: على المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان.
كما ونشر أمس موقع السفارة الفرنسية انه «ستعقد تجمعات في أحياء مختلفة من بيروت (الضاحية الجنوبية، وسط المدينة، الطرق الرئيسية)، ابتداءً من منتصف النهار.
ومن المرجح أن تخلق هذه التجمعات صعوبات في الوصول والتنقل داخل هذه المدن.
لقاءات
وفي الرياض، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، كُلاً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وطالب بالعمل على «دور المملكة المحوري في إعادة التوازن إلى الشرق الاوسط».
وأمام نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعرب عن «قلقه من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد».
وفي التحركات سجلت أمس في لبنان كما في العالم، وقفات احتجاجية تنديدا بالمجزرة. ففي ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكارا لمجزرة المستشفى الاهلي المعمداني، تمّ تنظيم تحرّكات شعبية غاضبة في المناطق اللبنانية، كان ابرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه «حزب الله» «تضامنا مع غزة واستنكارا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الاطفال والعدوان الارهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك.
الاشتباكات تتوسع
وتوسعت الاشتباكات في الجنوب، وكان الفجر وصباح أمس متوترين. فقد تعرضت أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي وسمع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. الى ذلك، وعند الثالثة والربع فجرا، قامت مجموعة من حزب الله بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع الراهب وتمت إصابتها بشكل مباشر مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها، كما أطلق الحزب صاروخاً مضاداً للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة.
وقررت حكومة نتنياهو توسيع إخلاء البلدات الحدودية مع لبنان إلى 5 كلم باتجاه الداخل.
وبعد ظهر أمس، أعلن حزب الله عن مهاجمة موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأدى الهجوم إلى إصابة عدد من الجمود وتدمير جزء من التجهيزات الفنية.
وفي أول إعلان من نوعه، منذ بدء العمليات، أعلنت قوات الفجر(الجناح العسكري للجماعة الإسلامية): قمنا بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو في الاراضي المحتلة وحققنا إصابات.
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
العالم يقف على قدم واحدة والساعات المقبلة حاسمة وغزة لن تسقط
جبهة الجنوب ستفتح للتنظيمات الفلسطينية واللبنانية… والجماعة الاسلامية تقصف المواقع الاسرائيلية؟
كل اميركا في «اسرائيل»… السيسي يهدد بالحرب… وسلسلة عمليات نوعية للمقاومة – رضوان الذيب
كل الولايات المتحدة الاميركية في اسرائيل.من بايدن الى وزيري الخارجية والدفاع وقائد الاركان و٢٠٠٠ مقاتل من قوات النخبة، واضخم حاملتي طائرات في العالم، فورد وايزنهاور، وجسر جوي ينقل الذخائر والصواريخ، وحشد من الجنرالات من كل الدول الاوروبية، وبارجتين بريطانيتين، وطائرات مقاتلة ومسيرة، واسلحة فرنسية والمانية، واجهزة استخبارات عالمية، كلهم جاؤوا لانقاذ اسرائيل وابادة شعب غزة والقضاء على منظمة حماس التي تملك بضعة الاف من المقاتلين المؤمنين بعدالة قضيتهم وتحرير ارضهم، والمنتشرون على ٣٦٠ كلم مربع، والمحاصرون من كل الجهات ويعانون اسوا اوضاع اقتصادية في التاريخ، ورغم ذلك،غيروا المعادلات ووضعوا المداميك الاولى لتحرير فلسطين.
ومن الطبيعي في ظل هذه السياسات الغربية، ان يقف العالم متفرجا على المذبحة الإسرائيلية في حق غزة وأهلها، وعلى العكس، فانها تحظى بغطاء شامل ودعم عالمي غربي غير محدودين، فيما ردود الفعل العربية الرسمية لم ترتق إلى المستوى المطلوب وما زالت خجولة وفي الإطار الكلامي الهادئ وهذا ما ظهر في الاجتماع الطارئ الوزاري لمجلس دول التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة، وباستثناء كلمة وزير الخارجية الإيراني عبد الأمير عبد اللهيان الذي قال للاميركيين والاسرائيليين: «الوقت انتهى» واتهم وزير الخارجية الاميركي بالتواجد في غرفة العمليات الإسرائيلية التي قادت الحرب وإصدرت الأوامر بقصف مستشفى المعمداني، وطالب بمحاكمة اسرائيل، بالمقابل، شهدت معظم العواصم العربية تظاهرات حاشدة في بيروت والاردن والمغرب ورام الله وصنعاء ومصر وسوريا وتونس والجزائر، كما نزل ٣ ملايين ايراني الى الشوارع، اعلنوا استعدادهم للانضمام الى جبهات القتال في غزة، كما طالت الاحتجاجات بعض الساحات الاوروبية ودول اميركا الجنوبية، ويبقى السؤال موجها ايضا إلى دول محور المقاومة، ماذا تنتظرون لردع إسرائيل واجبارها على وقف عدوانها فورا؟ فواشنطن وتل أبيب وباريس ولندن اخذوا قرارهم بالقضاء على حماس وترحيل قياداتها ومقاتليها مع الجهاد والجبهة الشعبية إلى الدول العربية والإسلامية بشكل مشابه لترحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن بيروت عام ١٩٨٢، ووضع غزة تحت إشراف دولي وتسليم السلطة الفلسطينية مقاليد الإشراف على الإدارة المدنية في غزة، وحسب الوقائع فان محمود عباس رفض هذا السيناريو وادارة شؤون غزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية وكذلك مصر والاردن وقطر والسعودية.
مذبحة العصر
«مذبحة العصر» الإسرائيلية في مستشفى المعمداني تمت بسلاح أميركي، والقنبلة التي ألقيت على المستشفى صناعة اميركية، من نوع مارك 84 او بي ال يو 117، وهي قنبلة متعددة الأغراض، غير موجهة، تعد جزءا من سلسلة قنابل مارك 80 وأكثرها شيوعا، تزن القنبلة 2049 باوندا منها 945 بوصة وزن المادة المتفجرة، وقد اكدت صحيفة « وال ستريت» الاميركية ان القصف للمستشفى تم بقذيفة اميركية زودت بها اسرائيل مؤخرا.
جريمة العصر» في مستشفى المعمداني، لم تردع إسرائيل من مواصلة جرائمها واستمرار غاراتها وارتفاع وتيرتها مع وصول الرئيس الأميركي بايدن لتل أبيب الذي قال لنتنياهو «أردت الحضور إلى إسرائيل حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره اننا نقف معها» كما برأ إسرائيل من جريمة مستشفى المعمداني بقوله « الفريق الاخر وراء ذلك وليس انتم» وأضاف: جئت لكي اتأكد من امتلاك إسرائيل كل ما تحتاجه لمحاربة حماس، وانني حزين لما تعرضت له اسرائيل الاسبوع الماضي «كما اعطى لنتنياهو الضوء الاخضر لاستمرار عدوانه ومجازره» وتنفيذ عملية الترانسفير» الجماعي لسكان غزة، ولم يحمل بايدن اية مقترحات لوقف إطلاق النار او إدخال المساعدات، وزيارته انحصرت فقط بدعم الكيان والبدء بحملته الرئاسية بدماء الشعب الفلسطيني، كما كشفت تسريبات من اجتماعات «الكابينت» العسكري وحسب الصحف الاسرائيلية، ان بايدن اعطى الضوء الاخضر لاسرائيل لتوسيع الحرب وضرب حزب الله والمنظمات الفلسطينية في بيروت، فيما رد نتنياهو بالتأكيد « على القضاء على حماس متهما الجهاد الإسلامي بقصف مستشفى المعمداني».
السيسي يهدد اسرائيل بالحرب
وقال الر يس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الالماني اولاف شتراوس، ان مصر قد تذهب الى الحرب ضد اسرائيل اذا هجرت الفلسطينيين الى سيناء، وقال: ما يحدث في غزة الان هو محاولة لدفع المدنيين الفلسطينيين الى اللجوء والهجرة الى مصر، ودعا الى السماح بدخول المساعدات الانسانية، محذرا من استمرار العمليات العسكرية سيكون له تداعيات على المنطقة ويمكن ان تخرج عن السيطرة.
واضاف: ان فكرة تهجير الفلسطينيين الى سيناء يعني جر مصر الى حرب ضد اسرائيل.
المفاوضات بشان الاسرى
اما الاتصالات بشأن إطلاق بعض الأسرى الاميركيين المدنيين فقد ذكرت قيادات فلسطينية في بيروت، انها تجري في الدوحة ومسقط، وعلم ان حماس طالبت بإطلاق كل الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية وفي مقدمهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعدم استثناء اي أسير، وترفض حماس حتى الآن إعطاء اي معلومات عن عددهم قبل وقف العدوان بإستثناء بعض الأسرى المدنيين الأجانب لأسباب انسانية، وابلغت حماس المعنيين في الدوحة ومسقط مقتل ٢٢ اسيرا بالقصف الاسرائيلي وزودتهم ببعض الأسماء..
اما الغاء اجتماع عمان بين بايدن والملك عبدالله الثاني والسيسي ومحمود عباس، فكشفت قيادات فلسطينية في بيروت، ان الالغاء تم بقرار أميركي تجنبا لاحراج الرؤساء العرب أمام شعوبهم بعد مجزرة مستشفى المعمداني، حيث تبلغوا مسبقا، ان بايدن لن يدين المجزرة وسيحمل حماس المسؤولية، ويعلن عن استمرار دعمه لإسرائيل.. في المقابل، شنت حركة فتح هجوما على زيارة بايدن وانتقدت انحيازه المطلق الى اسرائيل وتبريره للهجمات الاسرائيلية.
الساعات المقبلة حاسمة
العالم يقف اليوم على قدم واحدة، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات والساعات المقبلة حاسمة عند محور المقاومة، والاتصالات على أعلى مستوياتها والقرار متخذ وواضح « ممنوع سقوط غزة»، ومحور المقاومة عبر حماس حصد الثمن منذ الضربة الأولى لعملية طوفان الأقصى، وغير المعادلات ورسم مسارا جديدا للمنطقة وانهى عصر التفوق الاسرائيلي، وبايدن وكل «زبانيته عاجزون عن ترميم الردع الاسرائيلي الذي ظهر من» كرتون» وهذا سيترك نتائج كارثية على وظيفة إسرائيل في المنطقة، وفي المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان الهدف الاسرائيلي من قصف المستشفى، خلق حالة رعب في صفوف أبناء غزة تدفعهم إلى الرحيل الفوري باتجاه معبر رفح واجبار مصر على فتحه وانتقال اهل غزة إليها، اما الهدف الثاني ضرب بنية المقاومة وشل قدراتها وشبكة اتصالاتها وتشتيت مقاتليها واضعاف معنوياتها.
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان الأهداف الإسرائيلية لم تتحقق مع الصمود الفلسطيني الذي اذهل العالم جراء التمسك بالأرض رغم كل الاهوال، فيما بنية المقاومة القتالية ما زالت سليمة، والصواريخ تدك مناطق فلسطين المحتلة واجهزة حماس العسكرية والصحية والامنية والاجتماعية تمارس أعمالها بشكل فاعل، فالصمود الاسطوري يقابله اصرار اسرائيلي على الهجوم المتواصل بغطاء من بايدن ومعه كل الجوقة الاوروبية العنصرية حتى القضاء على حماس كونه الممر الإجباري لترميم القوة العسكرية الاسرائيلية وإعادة الهيبة والتفوق للجندي الإسرائيلي الذي انتهى مع طوفان الأقصى وبات من الماضي.
جبهة الجنوب
وحسب ما يتردد لدى جهات المقاومة، فان جبهة الجنوب ستكون مفتوحة أمام حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية واللبنانية لاجتياح مستعمرات شمال فلسطين كما حصل في غلاف غزة والمشاركة بالقتال وتنفيذ العمليات على كل المستعمرات القريبة من الحدود، وستكون منطقة غوش دان محط الصواريخ لما تحويه من اماكن حيوية للعدو، وحسب ما يتردد ايضا، فان دخول الجيش الأميركي في المعركة وتواجده على الأرض سيعرضه للهجمات ويعطي الذريعة لكل قوى محور المقاومة للتدخل وفتح جبهة الجولان. بالمقابل، ذكرت وسائل اعلام العدو، ان الحكومة الاسرائيلية وافقت على اخلاء المستعمرات المتواجدة على الحدود مع لبنان بعمق ٥ كيلومترات.
عملية للجماعة الاسلامية ردا على قصف شبعا وكفرشوبا
وفي ظل هذا التوجه المقاوم، اعلنت قوات الفجر – الجناح العسكري للجماعة الاسلامية في بيان، انه ردا على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال اهلنا في الجنوب اللبناني من مدنيين وصحافيين حيث سقط منهم عددا من الشهداء والجرحى، فضلا عن قصف المنازل والمساجد وتدميرها، قامت قوات الفجر بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو الصهيوني في الاراضي المحتلة وحققت فيها اصابات مباشرة.
واضاف البيان: اننا نعد بالمزيد من الرد على اي عدوان يطال اهلنا في الجنوب، نؤكد على تضامننا ووقوفنا مع اهلنا في غزة شعبا ومقاومة في مواجهة اجرام العدو الصهيوني الغاشم الى ان يرتدع عن غيه وعدوانه.
وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية علي بو ياسين للديار: البيان واضح، والعدو استهدف منازل اهلنا في شبعا وكفرشوبا وسقط شهداء، فمن الطبيعي ان نرد على الاعتداءات الاسراىيلية، والرد على الاعتداءات شرعته الحكومة.
وعن التنسيق مع حزب الله قال: من الطبيعي ان يكون هناك تنسيق مع المقاومة المنتشرة على خط المواجهة،والتنسيق بيننا امر طبيعي في مواجهة العدوان.
واضاف : قرار العملية العسكرية اتخذته قيادة الجماعة ردا على الاعتداءات الاسرائيلية، واكد ان العمليات ستستمر وتتطور وواجب علينا حماية شعبنا، وختم، البيان واضح وليس بحاجة لتفسيرات،ونقوم بواجبنا لا اكثر.
لا قواعد للاشتباك وسلسلة عمليات نوعية لحزب الله
وحسب مصادر متابعة للاوضاع في الجنوب، فان قواعد الاشتباك التي سادت في الجنوب ما بين حرب تموز ٢٠٠٦ و٧ تشرين الاول ٢٠٢٣ انتهت و باتت من الماضي، والجبهة مع العدو اليوم على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وطولها يقارب الـ ١٠٠ كلم، وليست محصورة بمنطقة الغجر وتلال كفرشوبا وشبعا المتنازع عليها، اما اليوم فان مجاهدي المقاومة الإسلامية ينفذون عمليات نوعية داخل فلسطين المحتلة ادت الى مقتل ضباط وجنود للعدو باعترافه وتم الرد من قبل العدو بقصف مناطق واسعة في الجنوب، وسقوط شهيدين مدنيين ومصور وكالة رويترز وعدد من الجرحى والامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
وظهر امس، هاجمت مجموعة الشهيدين ابراهيم حبيب الدبق وعلي عدنان شقير في المقاومة الاسلامية مواقع» جل العلام وثكنة زرعيت، وموقع البحري الواقع مقابل راس الناقورة بالصواريخ الموجهة والاسلحة المناسبة»، وقد ردت المدفعية الاسرائيلية بالقصف على محيط بلدات الظهيرة ورامية وعلما الشعب ومروحين، وافادت قناة المنار عن اصابة مزارعين لبنانيين في خراج بلدة عيترون بعد اطلاق النار عليهما من موقع المالكية الاسرائيلي.
وفي بيان اخر، اعلنت المقاومة الاسلامية، ان مجموعة الشهيدين محمد طحان واحمد قصاص في المقاومة الاسلامية، هاجمت مركز تجمع لجنود الاحتلال ومنظومة مراقبة واستطلاع في تلة الطحيات جنوب المنارة بالصواريخ الموجهة واوقعت فيها عددا من الاصابات بين قتيل وجربح، كما هاجمت مجموعة الشهيدين حسين كامل المصري وعلي يوسف علاء الدين في المقاومة الاسلامية موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة بالقذائف الصاروخية والاسلحة المتنوعة من بينها سلاح 57 ملم مما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة في الموقع، كما تم استهداف الية للعدو في مستوطنة المطلة، وطالت صواريخ المقاومة مستوطنة كريات شمونة، وردت مدفعية الاحتلال في قصف حلتا وكفرشوبا وكفرحمام واطراف شبعا وعدد من البلدات الجنوبية، واسـتمر القصف العنيف لمدة 45 دقيقــة.
تهديدات للسفارات الأميركية والاسرائيلية في العالم
وفي ظل الرد على الدعم الأميركي المكشوف لإسرائيل، أعلنت المقاومة الاسلامية في العراق عن اسـتهداف قاعــدتين عسكريتين اميركيتين هما عين الاسد وحرير بصواريخ عبر طائرات مسيرة، كما تم إخلاء مدرسة يهودية في وسط روما بعد إنذار عن وجود قنبلة، وفي فرنسا جرى إخلاء ٦ مطارات بعد تهديدات باعتداءات، وذكرت صحيفة بديعوت احرنوت، ان وزارة الخارجية اجلت الى تل ابيب طواقم السفارتين في مصر والمغرب بعد تظاهرات كبيرة بسبب الاحداث في غزة.
تحركات تضامنية في الضاحية وامام السفارة الاميركية
وفي الضاحية الجنوبية، اقام حزب الله مهرجانا شعبيا حاشدا تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقال السيد هاشم صفي الدين، ربما تكون الساعة قد حانت لتعلن شعوب المنطقة كلمتها في وجه الطغيان الاميركي، وخاطب الولايات المتحدة بالقول : المقاومة في لبنان اقوى بالاف المرات عزيمة وقوة ومعادلات، وحذار ان تخطئوا.
وامام السفارة الاميركية في عوكر، حصلت مواجهات عنيفة بين اعداد كبيرة من الشبان من مختلف الاحزاب والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية، قدموا الى مدخل السفارة في عوكر للاحتجاج على الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل، وحصلت مواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني الذي استخدم خراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين ردوا باطلاق المفرقعات النارية باتجاه مدخل السفارة ونجحوا في تجاوز الاسلاك الحديدية وحرق احد المداخل، وقد سقط عشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين، كما استقدم الجيش تعزيزات اضافية وتمكن من ابعاد المتظاهرين عن مدخل السفارة مستخدما الرصاص المطاطي. كما شهد محيط السفارة الالمانية في الدكوانة تظاهرة حاشدة نددت بالموفف الالماني، كما شهدت طريق الجديدة تحركات داعمة لصمود غـزة.
السعودية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان
دعت سفارة المملكة العربية السعودية رعاياها لمغادرة الاراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حاليا والتقيد ايضــا بمنع السفر الى لبنان بعد التطورات في الجنوب.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق
غزة تلملم جراحها وبيروت تتضامن وبايدن يغطي الإبادة الجماعية
وقفات احتجاجية وواشنطن والرياض تدعو رعاياهما للمغادرة
ليست غزة وحدها تحت وطأة الجريمة الوحشية المروّعة التي ارتكبتها اسرائيل في حق المدنيين العزَّل انتقاما لهزيمتها ومحاولة لاستعادة هيبة فقدتها في “طوفان الاقصى، بل العالم، او ما تبقى منه من اصحاب الضمائر الحيّة. جريمة يندى لها الجبين، اطفال وشبان، نساء ورجال، اطباء، ممرضون، مسعفون قضوا جميعهم معا في استهداف نفذته آلة القتل الاسرائيلية المجنونة. جريمة قطعت كل اوصال الحوار الذي كان يتوقع ان يشكل اليوم مدخلا لتفاوض يفرمل الحرب ويوقف نهر الدم الهادر، فطارت قمتا عمان بقرار عربي، الا ان الرئيس الاميركي جو بايدن مناصر اسرائيل رغم مجازرها، حضر الى تل ابيب لتبرئة ساحتها من جريمتها المقززة.
مجزرة مستشفى المعمداني في غزة طغت على الحدث المحلي والاقليمي والدولي من دون منازع امس، وهيمنت على زيارة بايدن لتل ابيب. في حين عمت موجات من الغضب ارجاء دول عربية نددت بالمجزرة الاسرائيلية كان للبنان النصيب الاوفر منها، وقد خرج بعضها عن قواعد الاخلاق ليتحول الى هجمات ممنهجة على الاملاك الخاصة تكسيرا وحرقا واضرارا فاق جزء منها مئات الاف الدولارات.
نقف مع اسرائيل
من اسرائيل، قال بايدن، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، “ أردت الحضور لإسرائيل حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره، أننا نقف مع إسرائيل”. وادّعى بايدن أنّه “حزن وغضب بشأن الانفجار في المستشفى المعمداني أمس”، زاعمًا “يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم”. وهذا ما يعني تغطية اميركية صريحة للابادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل بحق الفلسطينيين.
وقفات احتجاجية
في لبنان كما في العالم، وقفات احتجاجية تنديدا بالمجزرة. ففي ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكارا لمجزرة المستشفى الاهلي المعمداني، تمّ تنظيم تحرّكات شعبية غاضبة في المناطق اللبنانية، كان ابرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه “حزب الله” “تضامنا مع غزة واستنكارا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الاطفال والعدوان الارهابي على المستشفى المعمداني”، في باحة الشورى في حارة حريك.
مع الجلاد
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي شارك في الوقفة التضامنية أمام وزارة الصحة. وقال “أصبحنا اليوم في شريعة الغاب. فالقوي يأكل الضعيف والمجتمع الدولي يقف مع الجلاد”، مضيفاً: “رسالتنا نقولها من باب الانسانية”. وتابع ميقاتي: “الوقفة اليوم لها معنيان، الاول هو التضامن مع أهل غزة، والثاني ان القيم الانسانية تنتهك في غزة”، مشدداً على اننا “نقف جميعا مع هذا الجسم الطبي، وهذا الامر لا يمكن أن يستمر”. وسأل ميقاتي: “منذ 75 عاما ولبنان يحمل في قلبه قضية فلسطين، واليوم لدينا قضية فلسطين وضرورة العمل ليرى المجتمع الدولي بالتوازي ما يحصل من ضرب لكل القيم الانسانية، اين هي الامم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الامم المتحدة؟” وختم: “هذا الامر يجب وضع حد له ،وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسك بالقيم الانسانية والحفاظ على النظام العالمي الذي تعلمنا ان اساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تضرب اليوم في الصميم”.
واشنطن السبب
بدوره، أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، في الوقفة التضامنية مع غزة التي دعا اليها الحزب، في باحة الشورى في حارة حريك، ان “السبب في إراقة دماء الشعوب هو الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب”.
عوكر
وفي وقت تمت الدعوة الى تظاهرة امام السفارة الاميركية في عوكر غداة تحركات عنيفة استهدفت اول امس محيط السفارة وايضا سفارتي فرنسا ومقر الاسكوا، تم تعزيز الاجراءات الامنية في محيط عوكر اليوم. وبعد ظهر اليوم اندلعت مواجهات في محيط السفارة بين المتظاهرين والقوى الأمنية على أثر التظاهرة التي نُظمت تضامنا مع الشعب الفلسطيني واستنكارا لمجزرة المستشفى “المعمداني” في غزة. وحاول المحتجون إجتياز السياج الشائك ورموا الحجارة باتّجاه القوى الأمنيّة، التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين.
غادروا
ليس بعيدا، حثت السفارة الاميركية في بيروت عبر حسابها على تويتر موطنيها “على عدم السفر إلى لبنان”. وقالت عبر حسابها على منصة “اكس”: نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد. تظل الخيارات التجارية متاحة حاليًا. نوصي مواطني الولايات المتحدة الذين يختارون عدم المغادرة بإعداد خطط طوارئ لحالات الطوارئ.. لاحقا، نشرت السفارة في عوكر بيانًا عبر منصة “أكس” جاء فيه: على المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان.
ودعت سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان كافة المواطنين التقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حالياً، وذلك بعد متابعة تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان.
بدورها، نصحت السفارة الفرنسية في لبنان “الذين يرغبون زيارة لبنان بعدم الذهاب إلى هذا البلد إلا لأسباب ملحة”.
ميركافا
على الحدود الجنوبية، كان يوم امس متوترا. فقد تعرضت المنطقة الحرجيّة في أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي قبل الظهر في وقت تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن سماع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. الى ذلك، وعند الثالثة والربع فجرا، قامت مجموعة من حزب الله بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع الراهب وتمت إصابتها بشكل مباشر مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها. وبعد الظهر استهدف حزب الله موقع جل العلم قبالة علما الشعب، في حين اطلق صاروخ مضاد للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة.
وقررت الحكومة الإسرائيلية توسيع إخلاء البلدات الحدودية مع لبنان إلى 5 كلم.
فرعون: كل التعاطف مع الشعب الفلسطيني
كتب الوزير السابق ميشال فرعون على منصة “إكس”: “المجزرة المدانة التي ارتُكبت ضدّ مدنيّين في مستشفى في غزّة، على فظاعتها إنسانيّاً، ستشكّل نقطة تحوّل ليس فقط في الحرب داخل الأراضي المحتلّة، بل في المشهد الدّولي والمواقف من هذه الحرب. كلّ التّعاطف مع الشعب الفلسطيني، والحذر من زجّ لبنان في حربٍ لا نتحمّل نتائجها في ظلّ الانهيار”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :