افتتاحية صحيفة البناء:
مجزرة بايدن في المستشفى المعمداني: 500 شهيد لبدء تنفيذ مخطط التهجير
هنية يدعو… والشارع العربي يتحرّك… واليوم مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي
الخامنئي: لا يمكن إيقاف محور المقاومة إذا استمرّ القتل… وتصاعد في جبهة لبنان
بعد طول انتظار لانطلاق الحملة البرية لجيش الاحتلال مع دخول اليوم الثاني عشر للحرب، نفذ طيران الاحتلال غارات منظمة على المستشفى المعمداني في شمال وسط غزة مستهدفاً تدمير وحرق المستشفى على رؤوس من فيه، لقتل أكبر عدد من النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى بالآلاف، إضافة لمرضى المستشفى وطاقمه الطبي والإداري، والعملية المدروسة كفاتحة للانتقال إلى تنفيذ مخطط التهجير عشية استقبال قادة الكيان للرئيس الأميركي جو بايدن، تصحّ تسميتها مجزرة بايدن، الذي منح الضوء الأخضر لقادة الكيان بفعل ما يرونه مناسباً للفوز بالمعركة، وهو يعلم أن لا شيء يستطيعونه إلا القتل المفتوح للآلاف حتى يتحقق التهجير، وقد تهرّبوا من العملية البرية لعشرة أيام.
أراد بايدن المجزرة عشية قدومه لجسّ نبض عناصر التعطيل للمشروع المتفق عليه مع قادة الكيان، ومدى قدرتها على التحرّك، فمن جهة الموقف العربي والإسلامي الرافض لمشروع التهجير والمذبحة المفتوحة بحق غزة، خصوصاً مصر والأردن والسعودية، حيث أمن البلدين على المحك، ومعهما السعودية التي يرتبط استقرارها عضوياً باستقرار مصر والأردن. واليوم ينعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، وتظهر حدود وسقوف الموقف، وما إذا كانت الأنظمة الحاكمة لا تزال تملك بعض الشجاعة اللازمة لتضرب بيدها على الطاولة وبيدها أوراق قوة كثيرة، فأوروبا تعتاش على نفط الخليج، وأميركا تخشى مزيداً من الانزياحات العربية والإسلامية نحو المحور الروسي الصيني، ويكفي إقفال قناة السويس ووقف بيع النفط حتى يتغير وجه العالم.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية توجّه الى المؤتمر، لكنه دعا الشارع العربي والإسلامي الى التحرك الفوري، وكانت التظاهرات العفوية قد خرجت فور انتشار خبر المجزرة، فحوصرت السفارة الإسرائيلية في عمان، وغصّت شوارع عواصم عربية وإسلامية بالمتظاهرين، بينما في رام الله تصدّت الشرطة الفلسطينية للمتظاهرين، فيما قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحداد على شهداء المجزرة.
على مستوى محور المقاومة، كان كلام الإمام السيد علي الخامنئي قبل المجزرة واضحاً بأن أحداً لا يستطيع إيقاف محور المقاومة عن التحرك بما يتناسب مع العدوان إذا استمرّ القتل في غزة، بينما كان الوضع على جبهة جنوب لبنان يسجل تصاعداً ملحوظاً يكشف قرار المقاومة بتوسيع نطاق التحرك تمهيداً لما هو أكبر.
ارتكبت «إسرائيل» مجزرة صادمة بالتجرؤ على استهداف ساحة المستشفى الأهلي المعمداني في غزّة والذي كان ملجأ للنازحين من قصف العدو الإسرائيلي العنيف على القطاع، ما أدى الى سقوط أكثر من 800 شهيد ومئات الجرحى، وفيما أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، انسحابه من القمة الرباعيّة المقررة اليوم، مع الرئيس الأميركي جو بايدن والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، توصلت الإدارات المحليّة لما ترتبه «اسرائيل» من مجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري «إسرائيل» تصفع الإنسانية على وجهها بجريمة إبادة لا تُصدَّق، مئات الشهداء وعداد القتل الإسرائيلي لا يتوقف، فهل يصحو ضمير العالم لكبح جماح آلة الإبادة الإسرائيلية، التي صدّقوني لا تستهدف الشعب الفلسطيني إنما تستهدف البشرية والإنسانية على حد سواء.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الإجرام الإسرائيلي والضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق. فإلى متى؟
ودعت وزارة الخارجية والمغتربين الى التدخل الفوري للمجتمع الدولي لوقف المجازر الإسرائيلية وإطلاق النار، بغية إدخال المساعدات الإنسانية والطبية الى قطاع غزة، ومعالجة الجرحى والمصابين.
وحمّل رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي أسعد حردان مسؤولية المجزرة التي ارتكبتها «إسرائيل» باستهدافها المستشفى المعمداني، وقتل وإصابة المئات من الأطفال والنساء والرجال، للقوى الدولية التي تقدّم جرعات الدعم وكلّ أشكال المؤازرة للكيان الصهيوني الذي يستثمر في هذا الدعم لرفع منسوب غطرسته العدوانية ومجازره الوحشية.
ودعا حردان إلى طوفان شعبي في كلّ الساحات على امتداد أمتنا والعالم العربيّ وفي العالم أجمع، تنديداً بمجازر العدو «الإسرائيلي»، وإلى ممارسة كلّ أشكال الضغط لوقف حرب الإبادة ضدّ أبناء شعبنا في فلسطين، ومحاكمة قادة العدو الصهيوني وعصاباتهم ورعاتهم وداعميهم على ارتكابهم جرائم حرب ضدّ الإنسانيّة.
وشدّدت مصادر مقربة من حزب الله لـ «البناء» على أن استمرار المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سيؤدي الى نهاية المطاف إلى الرد على «إسرائيل» من جبهات مختلفة خاصة أن ما حصل امس لا يمكن أن يبقى دون رد صاعق، معتبرة أن من شأن ما ترتكبه «إسرائيل» من دون تحرك المجتمع الدولي وإيقاف هذا العدو عن همجيه أن يدفع المحور إلى التدخل في الحرب وعدم الوقوف على الحياد.
وكانت الجبهة الجنوبية شهدت أمس، سخونة منذ ساعات الصباح الأولى. تصاعدت وتيرتها بعد الظهر، فاستهدف حزب الله خيمة لقوات العدو الإسرائيلية في داخلها جنود في مستوطنة راميم مقابل بلدة مركبا في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني رداً على الاعتداءات الاسرائيلية. ما أعقبه قصف إسرائيلي على خراج بلدتي رميش ويارون. وأشار جيش العدو الإسرائيلي إلى صاروخ مضاد للدبابات أطلق على أحد مواقعه على الحدود اللبنانية. وقامت المدفعية الاسرائيلية باعتداءات داخل الأراضي اللبنانية. وأفاد إعلام العدو عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد قصف المقاومة دبابة إسرائيلية بصاروخ موجّه، تلاه صاروخ ثان مضاد للدروع، ضد هدف لجيش الاحتلال. ولاحقاً، سمع دوي اطلاق نار ورشقات وقصف في محيط عيتا الشعب وراميا، وطال القصف مارون الراس. ثم استهدفت المقاومة بصاروخ مضاد للدروع هدفاً في مستوطنة يفتاح. كما استهدف حزب الله أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط. ولاحقاً تبنى الحزب عملية قصف آلية للجيش الإسرائيلي، معلناً استهداف موقع زرعيت والصدح وجل الدير والمالكي وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة.
في السياق، أعلن الصليب الأحمر اللبناني ان ٤ فرق توجهت إلى منطقة علما الشعب لنقل جثث ٤ شهداء جراء القصف الإسرائيلي، وتردّد أنها تعود للمتسللين.
واشارت مصادر مطلعة لـ «البناء» الى ان حزب الله من خلال توسيعه نطاق عملياته في الجنوب ضد العدو الإسرائيلي تقصد إبلاغ حكومة بنيامين نتنياهو أنه على أتمّ الجهوزية والاستعداد للمواجهة على طول الحدود الجنوبية وليس فقط في القطاع الغربي.
في مقابل هذا التصعيد، استهل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان جولته على المسؤولين اللبنانيين للدفع نحو التهدئة. فزار نظيره عبدالله بوحبيب في الخارجية. وأكّد بوحبيب أنّ الاعتداءات الإسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية خرق للقرار 1701. واعتبر، إثر لقائه هاكان أنّها تؤدي إلى توتر الجبهة بشكل يصعب احتواؤه. وأعلن فيدان من جهته أن تركيا تعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى وأنّها تتضامن مع الموقف المِصري بشأن ما يجري في غزة. وطالب المجتمع الدولي بأخذ خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967. وأشار إلى أنّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ يجتمعون، غدًا (اليوم) في جدة.
لاحقاً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فيدان في السرايا. وأكد «أن الاولوية الراهنة يجب أن تكون وقف الحرب الاسرائيلية الدائرة في غزة والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان». أما وزير خارجية تركيا فأشار «الى التواصل مع الاسرائيليين لحضهم على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الى قطاع غزة والعمل على إيجاد حل نهائي للصراع انطلاقاً من حل الدولتين».
ومن السراي، أكد النائب السابق وليد جنبلاط اننا نعمل بشكل متواضع على النفس ذاته مع رئيس الحكومة ولكن لا شك أن جهود الأخير جبارة، على أمل أن تثمر وأن ترمم ايضاً الجبهة الداخلية، لان بعض الناس في الجبهة الداخلية وكأنهم في واد ثانٍ. كنا نأمل مثلاً أن يفرج هذا الظرف عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان دون مقاطعة…الخ. يبدو ان بعض الناس في عالم آخر.
وتابع الوزير عبدالله بوحبيب لقاءاته الديبلوماسية التي كان بدأها يوم أمس، بهدف التشاور ومنع التصعيد في المنطقة، والتقى مع عدد من سفراء الدول المشاركة في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وقال بوحبيب إن «البحث خلال اللقاء تناول الوضع في جنوب لبنان وغزة»، طالباً من جميع السفراء «المساعدة لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية وأن تتوقف اسرائيل عن القصف، خصوصا أن الرد من لبنان هو على مزارع شبعا اللبنانية المحتلة». وسيتابع الوزير بوحبيب لقاءاته الديبلوماسية بعد الظهر. وكان ميقاتي اجتمع مع بو حبيب في السراي صباحاً.
وكانت عقدت جلسة لمجلس النواب خصصت لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، لم تغب عنها المستجدات الأمنية. فقد سجلت مطالبة عدد من نواب المعارضة بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض وأعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك. ولاحقا وأثناء لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين، سأل بري «أمام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟».
يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر يوم غد الخميس في السراي الكبير، للبحث، إضافة الى البنود الواردة على جدول الاعمال، في عرض وزارة الاشغال العامة والنقل للتقرير الشامل حول وضعية وطبيعة وآلية ومعوقات سير العمل في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، وخلاصة الإجراءات والتدابير المطلوبة لمعالجة الثغرات وتأمين حسن انتظام سير العمل والسلامة العامة في المطار. كما والبحث في عرض رئيس مجلس الوزراء لموضوع تشغيل مطاري القليعات ورياق.
على الصعيد الاقتصادي والمالي، وفي وقت استقبل ميقاتي حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، ابلغت مؤسسة «كهرباء لبنان» وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل في كتاب رسمي بتاريخ 09/10/2023، تذكيراً بوجوب تسوية كافة فواتير الكهرباء المستحقة على الإدارات العامة والمؤسسات العامة بما في ذلك مصالح المياه وغيرها، على أن يتم دفع هذه الفواتير نقدًا (Fresh Lebanese Liras)، في حساب مؤسسة كهرباء لبنان لدى مصرف لبنان، تجنّباً لانقطاع التيار الكهربائي عنها، وذلك بدءاً من يوم الثلاثاء الواقع فيه 24/10/2023 وفقاً للأنظمة المرعية الإجراء.
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
المذبحة تلغي قمّة عمان… ومطالب أميركا قائمة: وصاية خارجية كاملة على غزّة لتجنّب الغزو البري
ليس بمقدور أحد بدء حوار سياسي متجاوزاً المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو في المستشفى المعمداني في غزة أمس، لذلك كان قرار إلغاء قمة عمان التي كان يُفترض أن تجمع اليوم الرئيس الأميركي جو بايدن وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بهدف احتواء الغضب الشعبي الذي تفجّر ليل أمس، وتجنّباً لموجة غضب يُتوقّع أن تكون أكبر اليوم في كل العواصم العربية وحتى الغربية. وفوق ذلك، يهدف القرار إلى إعفاء الرئيس الأميركي من اتخاذ موقف قد لا يناسب «جيشه الإسرائيلي» الذي يواصل جرائمه.
ومع علم الجميع أن جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تُحجب بمواقف وتصريحات أو تنديد رسمي فقط، فإن أحداً لا يمكنه التكهّن بما إذا كان الغرب، بقيادة أميركا، سيستخدم دماء مئات الأبرياء الذين سقطوا أمس لإنزال قادة العدو عن الشجرة. علماً أن العاملين في صناعة القرار الغربي كانوا، حتى قبل ساعات من المجزرة، يعدّون التصوّرات التي تهدف إلى تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة لهذه الحرب المجنونة. علماً أن لبنان شهد تجربة مشابهة لما يجري حتى الآن إلى حد التطابق، عندما حفلت الأيام العشرة الأولى من عدوان 2006 بعروض سياسية ودبلوماسية من العواصم نفسها، والقوى الحليفة لها في لبنان، تطلب استسلام المقاومة.
وفي آخر ما تمّ تداوله حيال برنامج عمل الرئيس الأميركي في المنطقة، تبيّن الآتي:
أولاً، أن يُترك له الإعلان عن «هدنة إنسانية» تؤمّن وقفاً لإطلاق النار لساعات معدودة، للسماح لـ«الأجانب» بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح، مقابل دخول جزء من المساعدات الإغاثية، شرط أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف على توزيع هذه المساعدات.
ثانياً، أن يصار إلى بلورة مقترحات ترد في سياق «صيغة حل سياسي»، تقوم على فكرة أميركية مفادها أنه في حال لم يرد الآخرون لإسرائيل مواصلة العملية العسكرية، فالمطلوب أن توافق الدول العربية المؤثّرة في الملف الفلسطيني، ولا سيما مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، إلى جانب قطر والسعودية وتركيا، على اقتراح بفرض وصاية خارجية على القطاع، من ضمن خطة تستهدف نزع سلاح قوى المقاومة.
ثالثاً، أن تقبل هذه العواصم بمبدأ «الوصاية» من خلال قرار يقضي بإعادة مؤسسات السلطة الفلسطينية وقواتها إلى القطاع، وحل كل المؤسسات التي تديرها حماس وتسليمها للسلطة الفلسطينية التي ستتلقّى دعماً لتعزيز قواتها العسكرية في القطاع وإدارته عسكرياً وأمنياً وإدارياً.
رابعاً، التثبت، من خلال آلية محددة، من أن لا يعود الوضع إلى ما كان عليه، والبحث في فكرة نشر قوات أجنبية على طول الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، وتوسيع المنطقة العازلة بين القطاع وغلافه، ولو تطلّب الأمر تجريفاً لأحياء ومدن ومخيمات.
خامساً، وضع آلية تضمن نزع القوة الصاروخية للمقاومة وإزالة كل البنى التحتية التي تُعتبر سلاحاً خاصاً للمقاومة، بما في ذلك تدمير الأنفاق.
سادساً، تسليم كل الأسرى للسلطة الفلسطينية على أن تتولى إدارة عملية تبادل للأسرى مع قوات الاحتلال، بعد إطلاق سراح فوري لجميع المدنيين، ومن دون شروط.
سابعاً، أن تتولى دول عربية أي عملية لإعادة الإعمار والإشراف المباشر عليها وضمان عدم استفادة حماس وبقية قوى المقاومة من الأمر، وأن تفرض مصر واقعاً أمنياً جديداً يتيح لها الإشراف المباشر على كل ما يجري داخل القطاع، ما يعني إدارة القاهرة الوضع الأمني والسياسي في القطاع.
وفيما كان الموفدون الغربيون وحاملو الرسائل يردّدون عبارات مختلفة تدور حول الفكرة نفسها، واصلوا التهديد بأن إسرائيل أعدّت خطة عسكرية كبيرة لشن هجوم «يسحق حماس ومعها من يقف إلى جانبها في القطاع». وترافق ذلك مع رفع مستوى التهويل ضد لبنان وحزب الله، وصولاً إلى تسريب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية معلومات إلى الصحافة بأن حكومة العدو ناقشت مقترحاً أمنياً - عسكرياً للقيام بعملية عسكرية استباقية ضخمة ضد حزب الله وأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفضها.
بايدن الذي يصل اليوم، سيشارك في اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغّرة، ويجلس على طاولة واحدة مع إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، قبل أن ينضمّ إليهم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي أعلن أنه سيقوم أيضاً بزيارة «تضامنية» لإسرائيل، وقد سبقهما أمس المستشار الألماني أولاف شولتس الذي ردّد لازمة التخاطب الغربي مع داعمي الفلسطينيين «اجلسوا جانباً، ودعونا نتكتّل لنسحق حماس».
في غضون ذلك، واصل قادة العدو الحديث عن العملية البرية. ونقلت وكالة «رويترز» عن أحد كبار المسؤولين «أن القضاء على حماس، قد يستغرق شهوراً أو حتى سنوات»، فيما توقّع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن «تتدخّل» الولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب في غزة إلى حدّ دخول إيران وحزب الله إلى جانب حماس. علماً أن التدخّل الأميركي أصبح قائماً مع الإعلان عن وضع نحو ألفي جندي في حالة تأهّب دعماً لإسرائيل في حربها مع «حماس»، ما يزيد قدرة واشنطن على الاستجابة سريعاً للوضع الأمني المتطوّر. لكنّ الأخيرة أوضحت أنه «لم يُتّخذ أيّ قرار بشأن نشر قوات في الوقت الراهن»، فيما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن الاستعداد لنشر الجنود «يتعلّق بإرسال إشارة ردع».
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يهتز للمجزرة على وقع احتدام المواجهات الحدودية
اهتز لبنان واللبنانيون على وقع الانباء الصادمة والصاعقة عن المجزرة الجماعية البشعة التي ارتكبتها #إسرائيل في قصفها للمستشفى الأهلي – المعمداني في غزة والتي تشكل جريمة حرب مروعة ووجهت الدعوات ليلا في كل المخيمات ال#فلسطينية في لبنان للخروج بمسيرات غضب رفضًا للجريمة. وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي بالقصف لذي طال المستشفى وقال: “مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الاجرام الاسرائيلي والضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق فإلى متى؟”.
وإذ انهالت الاستنكارات الرسمية والسياسية والشعبية للمجزرة التي حصلت عشية زيارة الرئيس الأميركي جو #بايدن لإسرائيل والأردن كان الوضع على الحدود الجنوبية يسجل ما يمكن اعتباره اليوم الثاني الأشد عنفا بعد “الاحد الصاروخي” الاخير حيث التهبت المواجهة المباشرة امس بين “#حزب الله” والقوات الإسرائيلية. وبدا لافتا ان تبادل الهجمات الصاروخية والقصف المدفعي تحول الى مواجهة متواصلة لم تنقطع طوال النهار وفي ساعات المساء وفاق عدد المواقع والاهداف العسكرية الإسرائيلية التي استهدفها الحزب العشرات باعتراف إسرائيل التي لاحظت زيادة أنشطة الحزب وعاودت التهديد بإعادة لبنان الى العصر الحجري. ومع ازدياد معالم التصعيد الميداني هذه بدا واضحا ان لبنان الرسمي، عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، يخوض حملة ديبلوماسية استباقية تصاعدية تمثلت في الاجتماعات الموصولة في السرايا والخارجية في انعكاس واضح لازدياد المخاوف من المواجهات الميدانية كما في ظل سيل التحذيرات التي يتلقاها المسؤولون اللبنانيون وعبرهم “حزب الله” من تبعات التورط في توسيع الحرب الجارية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. ويترقب لبنان في هذا السياق باهتمام شديد ما ستنتهي اليه الحركة الديبلوماسية الاستثنائية التي ستشهدها إسرائيل والأردن اليوم مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن ولقاءاته في إسرائيل ومن ثم مشاركته في قمة رباعية في عمان، خصوصا لجهة ما اذا كانت ستبلور اتجاهات الى لجم الحرب ومنع اتساعها نحو لبنان .
ولكن المعالم الميدانية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عكست تصعيدا لافتا وسخونة عالية عشية وصول الرئيس بايدن الى المنطقة . اذ شهدت الجبهة الجنوبية تصعيدا منذ ساعات الصباح الأولى وبعد الظهر وكان من ابرز الوقائع استهداف “حزب الله” خيمة للقوات الإسرائيلية في داخلها جنود في مستوطنة راميم مقابل بلدة مركبا. وردّت القوات الاسرائيلية بالقصف على خراج بلدتي رميش ويارون. ثم اعلن الجيش الإسرائيلي ان صاروخا مضادا للدبابات أطلق على أحد مواقعه على الحدود اللبنانية، وان المدفعية الاسرائيلية ردّت مستهدفة مواقع إطلاق النار. واكدت مصادر اسرائيلية سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد استهداف دبابة عسكرية بصاروخ موجه على الحدود بين لبنان واسرائيل، قبل ان يعلن الاعلام الاسرائيلي عن إطلاق صاروخ ثان مضاد للدروع كما افيد ان “حزب الله” استهدف أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط. ولاحقا تبنى الحزب عملية قصف آلية للجيش الاسرائيلي، معلنا استهداف موقع زرعيت والصدح وجل الدير والمالكي وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية الطريق بين بلدتي كفركلا والعديسة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قتل 4 مسلحين حاولوا التسلل عبر الشريط الحدودي لمحاولة زرع قنبلة في مستوطنة حانيتا. في السياق، اعلن الصليب الأحمر اللبناني ان ٤ فرق توجهت إلى منطقة علما الشعب لنقل جثث ٤ شهداء جراء القصف الإسرائيلي، وتردد انها تعود للمتسللين. ونعى “حزب الله” امس خمسة من مقاتليه .
وبازاء هذا التصعيد شدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي على أن “إسرائيل ستتصدى لأي عملية عسكرية تنطلق من المنطقة الشمالية”. وهدد بقوله : “سنعيد لبنان إلى العصر الحجري إذا هاجمنا حزب الله” لافتًا إلى أنه “إذا تدخّل أعداؤنا بسبب الحرب على غزة فالولايات المتحدة ستتدخّل”.
“التحرك الاستباقي”
وسط هذا الاحتدام رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا لـ”هيئة ادارة الكوارث والازمات الوطنية” في السرايا أوضح خلاله “إن مروحة الاتصالات الخارجية والداخلية التي أجريناها أظهرت حرصا على لبنان والاستقرار فيه، وابعاده قدر المستطاع عن النيران المشتعلة من حوله”. وقال “نحن نواصل اتصالاتنا لاعادة الاستقرار الى الجنوب، والاولوية في هذا السياق هي ضرورة ان يكون الموقف اللبناني موحدا تجاه القضية الفلسطينية وهذا ما لمسناه في هذه المحنة، ونتمنى الثبات عليه من كل القيادات. الوحدة اللبنانية اساسية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتقوية الموقف اللبناني من التطورات”.
وأعلنت وزارة الخارجية انه “في اطار الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ وبالتشاور المفتوح مع رئيس مجلس الوزراء”، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سلسلة اجتماعات حيث التقى على التوالي سفراء ٢٦ دولة لبحث آخر التطورات في غزة والجنوب . وشدد بو حبيب على “اننا في لبنان لسنا هُواة أو دُعاة حرب بل نرغب في الحفاظ على الهدوء والاستقرار لذلك يجب وقف الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة على الحدود الجنوبية، والقتل المتعمد للصحافيين وإستهداف المدنيين والجيش اللبناني ومراكزه، ومواقع اليونيفيل، وقصف القرى والبلدات المأهولة بالمدنيين”. وشدد على “ضرورة وضع حد لإستمرار التصعيد في غزة المستمر منذ احد عشر يوما ما قد يؤدي الى ما لا تُحْمَدُ عُقباه على الشعوب والدول في المنطقة، وعلى المصالح الدولية.”
وغداة زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا استقبلت بيروت وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي اعلن أن بلاده” تعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى وأنّها تتضامن مع الموقف المِصري بشأن ما يجري في غزة”. وطالب المجتمع الدولي “بأخذ خطوة لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967.” وأشار إلى أنّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلاميّ يجتمعون اليوم في جدة.
المعارضة… و#جنبلاط
اما في المشهد السياسي الداخلي فأصدر امس نواب قوى المعارضة بياناً عبّروا فيه عن تضامنهم التام مع الشعب الفلسطيني ورفضهم لجرّ لبنان إلى حرب أو تحويله الى ساحة صراع ومواجهة. وقالوا من مجلس النواب “يملك لبنان من خلال جيشه وقواه العسكرية الحق الدستوري في الدفاع عن كل شبر وكل مواطن على الأراضي اللبنانية عند الاعتداء عليه ولكننا نرفض بشكل مطلق جر لبنان الى حرب سيكون ثمنها غاليا جدا على لبنان، الذي بذل غاليا وما يزال في سبيل القضية الفلسطينية، لكنه يرفض ان يكون وقودا في نار مصالح دولة أخرى، تحاول تحقيق المكاسب على حساب دم أبنائنا ودمار بلادنا وهي وحلفائها في لبنان كانوا السبب في الانهيار الكامل الذي أصابنا”. وتابعوا: نحن كنواب في البرلمان اللبناني، وممثلي الشعب والأمة، جئنا نقول لا، لا للحرب، لا لجرّ لبنان نحو الدمار، لا لتحكم اي كان بسيادة لبنان وبقرار الحرب والسلم، لا لإدخالنا في مجهول مغامرات لا مصلحة للبنان فيها. لقد دفع وطننا أثمانا باهظة في الأمس القريب والبعيد نتيجة الصراعات الإقليمية إلى أن تفككت مؤسساته وانهارت مقوماته وهاجر جزء كبير من شعبه”.
وعقدت جلسة لمجلس النواب أعاد خلالها انتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية . وسجلت مطالبة عدد من نواب المعارضة بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض واعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك. ولاحقا واثناء لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين، سأل بري “امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها”؟
ومساء استقبل الرئيس ميقاتي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور. وقال جنبلاط على الاثر: “يعمل دولة الرئيس جاهدا على طريقته، كما نعمل نحن، على محاولة تجنيب لبنان الحرب باتصالاته العربية والدولية. نحن بشكل متواضع نعمل على النفس ذاته، ولكن لا شك في أن جهود دولة الرئيس جبارة، على أمل أن تثمر وأن ترمم ايضا الجبهة الداخلية، لان بعض الناس في الجبهة الداخلية كأنهم في واد ثان”. أضاف: “كنا نأمل مثلا أن يفرج هذا الظرف عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان من دون مقاطعة الخ. يبدو ان بعض الناس في عالم آخر، سنبقى الى جانب دولة الرئيس في كل الجهود التي يقوم بها، على أمل ألا نستدرج إلى الحرب” .
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تركيا بعد فرنسا تدعو من بيروت إلى تحييد لبنان
الجنوب يتدهور و”الحزب” ينعى 5 عناصر
شهدت الحدود الجنوبية أمس تصعيداً بدا معه أنّ المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تمضي يوماً بعد يوم نحو الجبهة المفتوحة، وكانت نتيجة المواجهات سقوط خمسة قتلى لـ»الحزب»، فيما أعلنت إسرائيل جرح ثلاثة، اثنين من جنود الاحتياط في الجيش ومدني واحد. وفي موازاة ذلك، ظهر تحرك رسمي لملاقاة ملف النزوح من مناطق التوتر في الجنوب متزامناً مع تحذيرات خارجية، وآخرها تركية، من توريط لبنان في حرب جديدة مع اسرائيل.
بداية من التطورات الميدانية، نعى «حزب الله» خمسة من عناصره قتلوا في الجنوب، ما يرفع عدد القتلى في صفوفه الى عشرة منذ بدء التصعيد الحدودي. وأفادت معلومات أنّ عناصر «الحزب» الذين سقطوا أمس قضوا في قصف اسرائيلي لبلدة مارون الراس قرب «حديقة ايران» في قضاء بنت جبيل.
وفي السياق، لفت الصليب الأحمر اللبناني إلى أنّ 4 فرق توجهت إلى منطقة علما الشعب لنقل 4 جثث جراء القصف الإسرائيلي، وتردّد أنّها تعود لمتسلّلين فلسطينيين، على أثر محاولتهم استهداف الجدار الفاصل.
وأعلن «الحزب» تباعاً في بيانات منفصلة مقتل خمسة من عناصره، وقال إن كلاً منهم قضى «أثناء قيامه بواجبه الجهادي». وفي بيانات متلاحقة، أعلن «الحزب» أيضاً أنه استهدف سبعة مواقع عسكرية إسرائيلية على الأقل، بينها ثكنة برانيت، إضافة الى دبابة وآلية اسرائيليتين.
ونصحت دول عدة، بينها فرنسا وكندا وبريطانيا، رعاياها بتفادي السفر غير الضروري إلى لبنان، فيما أعلنت شركات طيران وقف رحلاتها إلى بيروت.
وغداة زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا للبنان، وصل أمس الى بيروت وزير خارجية تركيا هاكان فيدان. وخلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين، صرّح بأن اتصالات بلاده تتركز على «منع تمدّد الحرب الى الدول الأخرى، ولا سيما الى لبنان»، وقال: «نحن ندعم لبنان ونرفض زعزعة استقراره».
وفي إسرائيل، أفادت وسائل إعلام هناك، أنّ الجيش الإسرائيلي قتل أربعة مسلحين من «حزب الله» حاولوا التسلل إلى شمال البلاد عبر لبنان صباح أمس. ونشر لقطات تظهر طائرة بدون طيار تغير على الخلية. وبعد ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ موجّهة مضادة للدبابات أطلقت من لبنان على مستوطنة المطلة، وهي واحدة من 28 بلدة يجلى سكانها من الشمال تحت التهديد المتزايد بالحرب. وأصيب ثلاثة أشخاص، اثنان من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ومدني واحد. وأفاد المستشفى أن أحدهما، وهو جندي احتياط، كان في حالة متوسطة إلى خطيرة، بينما أصيب الرجلان الآخران بجروح طفيفة.
بعد ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن أربعة صواريخ موجّهة أخرى مضادة للدبابات أطلقت من لبنان، أحدها على موقع عسكري قرب بلدة مرغليوت الشمالية، واثنان قرب كيبوتس يفتاح، وآخر في بلدة زرعيت. كما أنّ عدداً من المواقع العسكرية الأخرى على طول الحدود اللبنانية تعرضت لإطلاق النار.
وفي فترة بعد الظهر، أطلق صاروخان من لبنان على شمال إسرائيل، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنة كريات شمونة. وقال الجيش إنّ أحد «المقذوفات» اعترضه نظام الدفاع الجوي «القبة الحديدية»، بينما سقط الثاني في حقل مفتوح، دون التسبب بأي أضرار.
وأضاف إنّ القبة الحديدية اعترضت طائرة بدون طيار كانت متوجهة نحو المجال الجوي الإسرائيلي فوق الحدود اللبنانية.
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل ترتكب جريمة فظيعة في غزة والتنديد يعمّ العالم.. والتوتر يتصاعد على الحدود
درّجت اسرائيل حربها على قطاع غزة، من حرب تدميرية وارض محروقة، إلى إبادة جماعية اختزلتها الجريمة الفظيعة التي ارتكبها بقصف مستشفى المعمداني في غزة، موقعة نحو الف قتيل وعددا هائلا من الجرحى.
هي جريمة أقل ما يقال فيها انها ضد الإنسانيّة، قوبلت بموجة عارمة من الاستنكار على مستوى العالم، تنديداً بهذه الجريمة، وتخللتها تظاهرات وتجمعات شعبية في المدن الفلسطينية، وكذلك في العديد من الدول والعواصم العربية، ولاسيما في الأردن التي حاول المتظاهرون اقتحام السفارة الاسرائيلية، وكذلك في تركيا وتونس، فيما نددت ايران بهذه الجريمة النكراء وأعلنت الحداد على الضحايا الذين سقطوا.
إحتجاجات عمّت المناطق اللبنانية
وأما في الداخل اللبناني، فقد أعلنت الدولة اللبنانية اليوم الاربعاء يوم حداد وطني على الضحايا، فيما شهدت العديد من المناطق مسيرات وتجمعات استنكاراً، ولاسيما أمام السفارة الأميركية في عوكر، حيث تجمع متظاهرون في ساحة عوكر على مقربة من السفارة الأميركية، وهتفوا ضد الدعم الأميركي لإسرائيل ورموا حجارة وحاولوا اختراق الحواجز والأسلاك، فيما رشتهم القوى الأمنية المولجة بحماية السفارة بالمياه، ورمت عدداً من القنابل المسيلة للدموع. كذلك حاول متظاهرون إقتحام مبنى الاسكوا في بيروت وأضرموا نيراناً في مدخله.
كذلك تجمع عدد من المحتجين أمام السفارة الفرنسية ليلا حتى ساعة متقدمة.
ودعت «الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية»، إلى المشاركة في تظاهرة الغضب أمام السفارة الأميركية في عوكر، اليوم الأربعاء في الرابعة عصراً، «تنديداً بحرب الإبادة التي تشنها آلة الحرب الصهيونية». كذلك شهدت المخيمات الفلسطينية تحركات منددة، وأيضاً في الضاحية الجنوبية، حيث دعا «حزب الله» الى تجمع في باحة عاشورا، حيث ترتقب كلمة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
بري يندد
وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الجريمة وقال: الإدانة للكيان الإسرائيلي على سفكه الدم الفلسطيني مساء اليوم في المستشفى المعمداني في قطاع غزة وعلى النحو الذي حصل وحدها لا تكفي.
أضاف: بعد قانا والمنصوري وقبلهما دير ياسين وصلحا وحولا وبحر البقر، هي … هي إسرائيل تصفع الإنسانية على وجهها بجريمة إبادة لا تصدق، مئات الشهداء وعداد القتل الإسرائيلي لا يتوقف، فهل يصحو ضمير العالم لكبح جماح آلة الابادة الإسرائيلية، التي صدقوني لا تستهدف الشعب الفلسطيني إنما تستهدف البشرية والإنسانية على حد سواء.
جبهة الجنوب
وفي سياق متصل، فإن الحدود الجنوبية على خط النار؛ صارت العمليات العسكريّة ملازمة لها منذ العمليّة التي نفّذتها حركة «حماس» ضدّ اسرائيل قبل أحد عشر يوماً. وأخضعت المنطقة لتوتر شديد، أصعد الشكوك الى الذروة، في أن تبقى قواعد الاشتباك الحاكمة لوقائع الميدان العسكري بين «حزب الله» واسرائيل بها منذ العام 2006، صامدة امام عوامل تصدّعها وانهيارها التي تراكمها التطوّرات الحربية التي تتسارع بوتيرة تصاعدية يوماً بعد يوم، وتوحي وكأنّ طبول حرب وشيكة قد بدأت تقرع.
الميدان: غليان
الخط الحدودي كان في الساعات الأخيرة مسرحاً لعمليات عسكرية وقصفاً مدفعياً وصاروخياً على المواقع العسكرية، وما بات يُعرف بالمناطق المفتوحة على جانبي الحدود دون ان يطال عمق المستوطنات الاسرائيلية التي أخلاها العدو الاسرائيلي من المستوطنين، او إحياء البلدات اللبنانية المحاذية للحدود، حيث قصف العدو خراج علما الشعب، ومارون الراس، وبلدة الضهيرة بالقذائف الفوسفورية، ما ادّى إلى اندلاع حرائق وتضرّر بعض المنازل والمزروعات وعمل الجيش اللبناني على إجلاء اهلها، وكذلك قصف طريق عام كفركلا – العديسة، ومرتفعات البلدتين وتلال مركبا، واطراف بلدة البستان وعيتا الشعب، إضافة الى تلة الحمامص وسهل الخيام. وفي فترة المساء اطلق الطيران الاسرائيلي صاروخين على خراج بلدة رامية لجهة بيت ليف.
وفيما لفت الإعلام الاسرائيلي الى انّ اسرائيل بدأت تشهد تزايداً في أنشطة «حزب الله» على الحدود، اعلن الجيش الاسرائيلي صباح امس، عن مقتل 4 اشخاص حاولوا التسلّل من لبنان. وقال المتحدث العسكري افيخاي ادرعي انّ قذيفتين مضادتين للدروع أُطلقتا من داخل لبنان الى منطقة قريبة من كيبوتس بفتاح على الحدود اللبنانية، بالاضافة الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة نحو مواقع عسكرية على الحدود. وردّ الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي وبنيران الدبابات نحو مواقع عسكرية لـ«حزب الله». واعلن انّه سيطلق النار على اي شخص يقترب من الحدود، في وقت هدّدت اسرائيل على لسان رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي تساحي هنغبي بقوله: «سنتصدّى لأي عملية عسكرية تنطلق من الحدود الشمالية. وإذا هاجمنا «حزب الله» سنعيد لبنان الى العصر الحجري».
الحزب يصعّد
وبالتوازي مع التهديدات المتتالية التي تطلقها اسرائيل، صعّد «حزب الله» من وتيرة عملياته، حيث أُفيد عن اطلاق صاروخ مضاد للدروع على موقع اسرائيلي في مستوطنة المطلّة، حيث اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط ثلاث اصابات في الجانب الاسرائيلي إحداها خطيرة. كما أُفيد عن استهداف «حزب الله» لأجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الاوسط.
وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان انّها استهدفت مواقع اسرائيلية بالأسلحة المباشرة وهي: ثكنة برانيت، وموقع بياض بليدا، زرعيت، الصدح، جل الدير، المالكية، وبركة ريشا، وموقع المطلة، ونقطة تمركز لقوات العدو قبالة بلدة راميا. ونعت 5 عناصر منها وهم: حسين عباس فصاعي من بلدة كونين ومحمود احمد بيز من بلدة مشغرة، حسين هاني الطويل من بلدة خربة سلم، ومحمد مهدي عطوي من بلدة كونين، وابراهيم حبيب الدبق.
الاشتعال وارد
ولاحظت قوات «اليونيفيل» تزايداً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية على جانبي الحدود، وكرّرت التحذير من انزلاق الامور إلى صراع اكبر واوسع جراء اي خطأ او سوء تفاهم يحصل على الحدود.
وأمام تسارع العمليات العسكرية، تخوّفت مصادر ديبلوماسية غربية من تفاقم الوضع اكثر، وقالت لـ«الجمهورية»: «يبدو انّ المساعي الجارية لم تحقق المرجو منها. وأبلغنا المسؤولين في لبنان ضرورة تجنّب ايّ تصعيد من جانبه، فحدود لبنان الجنوبية كما نراها باتت تعيش حالاً من الغليان الخطير، ونلمس في الجانب اللبناني تحرّكات غير مطمئنة تنذر باقتراب هذه المنطقة شيئاً فشيئاً من احتمالات حربية على نطاق واسع».
وعندما قيل للمصادر الديبلوماسية الغربية انّها تتجاهل عامل التصعيد الاسرائيلي، استدركت وقالت: «موقفنا واضح، نحن نحث كل الاطراف على تجنّب اي تصعيد».
القواعد صلبة
الّا انّ مصادر امنية لبنانية أبلغت الى «الجمهورية» قولها: «اقتربنا من نهاية الاسبوع الثاني للحرب التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، ولو كانت ثمة نوايا من الاطراف في توسيع هذه الحرب إلى الجبهة اللبنانية، لحصل ذلك في بدايتها. ولكن ما يجري على الحدود هو حرب مضبوطة حتى الآن بقواعد تبدو صلبة حتى الآن».
ولفتت المصادر الى «انّ اسرائيل، وعلى لسان مستوياتها السياسية والعسكرية قالت انّها لا تريد اشعال الجبهة مع لبنان، ليس لأنّها لا تريد ذلك فعلاً، بل لأنّها لم تستوعب بعد حجم الضربة التي تلقّتها من عملية «حماس»، وفي الوقت نفسه هي غير قادرة على فتح جبهة ثانية، قد تكون الأصعب عليها من جبهة غزة، والواضح انّ «حزب الله» قد دخل في جهوزية تامة تحسباً لأي عدوان، وهو يظهر ذلك علناً، وبالعمليات العسكرية التي ينفّذها يمارس حرب استنزاف واضحة لاسرائيل، وضمن قواعد الاشتباك، تاركاً في الوقت نفسه كلّ الخيارات مفتوحة امامه. وهذا الامر يبدو انّه متواصل، ومآل الامور على الجبهة الجنوبية يحدّده ما قد يُستجد من تطورات في غزة، مع الاشارة هنا الى انّ السقف العالي الذي رفعه العدو، أكان بالهدف الذي حدّده رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو لهذه الحرب بسحق «حماس» وتصفيتها، او بالتهديدات المتتالية التي اطلقتها المستويات السياسية والعسكرية باجتياح برّي لقطاع غزة، قد بدأ ينخفض، والاعلام الاسرائيلي والحليف لاسرائيل بدأ يتحدث عن صعوبة كبرى تحول دون تحقيق اي من الهدفين».
حراكان متوازيان
الى ذلك، وبالتوازي مع الحراك الدولي المكثف على كل المستويات السياسية والعسكرية والاأمنية والاستخبارية، داعماً لإسرائيل في حربها التدميرية لقطاع غزة، ومغطياً لما يعتبره حقها في الدفاع عن نفسها، ردّاً على عمليّة «حماس»، حراك متتابع تجاه لبنان حاملاً رسائل دولية جوهرها الحفاظ على الأمن، والنأي بالنفس عمّا يجري في غزة، ومنع «حزب الله» من إشعال الجبهة مع اسرائيل انطلاقاً من الحدود الجنوبية. وضمن هذا الاطار تندرج الحركة المستمرة في هذا الاتجاه للسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
المجتمع الدولي في غالبيته، وكما بات معلوماً، يريد لإسرائيل ان تتفرغ لحربها، وان تبقى هذه الحرب محصورة في غزة من دون أن يدخل على خطّها، ما يربك اسرائيل أو يعوقها او يمنعها من تحقيق هدفها الذي حدّدته بالقضاء على «حماس»، وعينه على «حزب الله» بالتحديد، الذي لم يتمكن الحراك الدولي المكثف، سواء عبر الموفدين الى لبنان او الاتصالات اليومية التي ترد الى المستويات السياسية، من أن يلتقط ولو اشارة طفيفة تبدّد قلقه ممّا قد يُقدم عليه الحزب لجهة فتح جبهة ثانية مع إسرائيل.
ضمن هذا الحراك، حضرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بمهمّة واضحة جوهرها «ابتعاد لبنان عن حرب غزة»، وفي محادثاتها ارادت ان تسمع تأكيداً صريحاً بألاّ يبادر «حزب الله» الى فتح الجبهة الجنوبية، لكنّها، غادرت خالية الوفاض من دون ان تتمكن من قراءة ما يدور في خلد «حزب الله» حيال تلك الجبهة. وبالأمس، حضر وزير الخارجية التركية هاكان فيدان في سياق جولة عنوانها «إنهاء الصراع في غزة وعدم تمدّده الى جبهات اخرى»، وبعده جنرال بريطاني رفيع.
وأجرى الوزير التركي محادثات مع كبار المسؤولين، واعلن «أنّ تركيا تعمل لعدم تمدّد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى»، مؤكّداً انّ «هذه الحرب قد تؤدي الى حروب كبيرة جداً ومدمّرة لكنها قد تؤدي الى حل تاريخي»، مشدّداً على «انّ الرئيس رجب طيب اردوغان يؤمن انّ من الممكن الخروج من هذه الازمة الى السلام».
ولفت الى انّ «الوقت حان ليقوم المجتمع الدولي بخطوة نحو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، والسلام لن يحلّ في المنطقة اذا تمّ تأجيل موضوع قيام دولة فلسطين».
بري: هل نتلقف الفرصة؟
داخلياً، كان البارز امس، الجلسة التي عقدها مجلس النواب، وانتخب فيها اعضاء لجانه الدائمة، وأميني السر والمفاوضين الثلاثة. وغلب عليها الفوز بالتزكية، بحيث طرأت تعديلات طفيفة على بعض اللجان. وبعد ذلك، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رؤساء اللجان النيابية والمقرّرين، وقال امامهم: «امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها»؟
«في ناس بغير عالم!»
من جهة ثانية، واصل الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط اتصالاته الداخلية، وزار امس، يرافقه رئيس الحزب تيمور جنبلاط والنائب وائل ابو فاعور، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في دارته، وقال جنبلاط بعد اللقاء: «يعمل دولة الرئيس جاهدًا على طريقته، كما نعمل نحن، على محاولة تجنيب لبنان الحرب باتصالاته العربية والدولية. نحن بشكل متواضع نعمل على النَفَس ذاته، ولكن لا شك أنّ جهود دولة الرئيس جبّارة، على أمل أن تثمر وأن ترمّم أيضًا الجبهة الداخلية، لأنّ بعض الناس في الجبهة الداخلية وكأنّهم في وادٍ ثانٍ».
أضاف: «كنا نأمل مثلاً أن يفرج هذا الظرف عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان دون مقاطعة…الخ. يبدو أنّ بعض الناس في عالم آخر، مؤكّدًا أننا سنبقى الى جانب دولة الرئيس في كل الجهود التي يقوم بها، على أمل ألا نُستدرج الى الحرب».
ميقاتي
وكان ميقاتي، قد اكّد خلال ترؤسه امس، اجتماع «هيئة ادارة الكوارث والأزمات الوطنية» أنّه يواصل اتصالاته الخارجية والداخلية بهدف العمل على إبعاد لبنان قدر المستطاع عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة، بالتوازي مع تكثيف الاجتماعات الحكومية لاتخاذ خطوات وقائية لمواجهة أي طارئ قد يحصل».
ولفت الى انّ «مروحة الاتصالات الخارجية والداخلية التي أجريناها أظهرت حرصاً على لبنان والاستقرار فيه، مشدّدا على أنّ الوحدة اللبنانية اساسية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتقوية الموقف اللبناني من التطورات».
واستغرب ميقاتي اصرار البعض «على توجيه الاتهامات الينا والى الحكومة بالتقصير، من دون ان يقدّم في المقابل اقتراحات عملية وحلولاً بديلة، ويكتفي بالتحامل واطلاق المواقف الشعبوية. الظرف الراهن ليس مناسباً للسجالات أبدًا، وهذا ما يجب أن يعيه الجميع. ونحن نتحمّل المسؤولية في هذا الظرف للإبقاء على عجلة الدولة ومؤسساتها قائمة، وسنستمر في هذه المسؤولية ولن نتأثر بالتجنّي والحملات»
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل و«حزب الله»
تل أبيب تهدد «بإبادة الحزب»
تصاعدت أمس حدة الاشتباكات بين إسرائيل و«حزب الله» عبر حدود لبنان الجنوبية، وارتفعت حدة المخاوف والتوقعات من احتمال انجرار لبنان إلى معركة يسعى المسؤولون فيه إلى تجنب التورط فيها، نظراً لانعكاساتها المتوقعة على الوضع الاقتصادي المنهار. وقتل أمس خمسة من عناصر «حزب الله» في تبادل للقصف مع القوات الإسرائيلية، فيما زادت وتيرة الاشتباكات واتسع مداها منذ عملية «حماس» في غزة، وامتدت إلى مناطق خارج نطاق مزارع شبعا ومنطقة كفرشوبا، حيث تركزت العمليات في الأيام الماضية. وهدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي «حزب الله» بأنه «ستتم إبادته إذا ارتكب خطأ».
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ثلاثة أشخاص، بينهم عسكريان ومدني واحد، جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان تجاه شمال إسرائيل.
وذكرت وكالة «رويترز» أن أربعة أشخاص قتلوا بقصف إسرائيلي قرب قرية علما الشعب في جنوب لبنان، بعدما كانوا يحاولون عبور السياج الحدودي بين البلدين، وزرع عبوة ناسفة.
ودوت عصراً صافرات الإنذار في مستوطنة كريات شمونة على الحدود اللبنانية، بينما أكد «حزب الله» تنفيذ عدد من العمليات ضد القوات الإسرائيلية، كما أعلن استهداف خيمة للقوات الإسرائيلية في داخلها جنود في مستوطنة راميم مقابل بلدة مركبا في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني، لتعود القوات الإسرائيلية وترد عبر قصف خراج بلدتي رميش ويارون.
في موازاة ذلك، نفت الأمم المتحدة المعلومات التي أشارت إلى نقل موظفيها من لبنان إلى الأردن وبلدان أخرى، وأكد مكتبها في لبنان أنه لم «تحدث عمليات إجلاء من هذا القبيل لموظفيه الأمميين ولا لأسرهم»، وقال: «تستمر عمليات وأنشطة الأمم المتحدة في لبنان من دون انقطاع، ولا تزال الأمم المتحدة ملتزمة دعم لبنان وشعبه خلال هذه الفترة العصيبة». من جهة أخرى، قام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة إلى بيروت التقى خلالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وأكد أن حكومته تسعى لمنع توسع الاشتباكات وانتشار الحرب إلى دول أخرى من بينها لبنان. وأضاف فيدان «هذه الحرب قد تؤدي إلى حروب كبيرة جداً ومدمرة، لكنها قد تؤدي إلى حل تاريخي».
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
حصة لبنان في الزيارة الأميركية: سنواجه حزب الله إذا دخل الحرب
حداد وطني وإقفال للجامعات والمدارس.. ومحاولة اقتحام السفارة الأميركية ليلاً
فيما يشاهد العالم وضع الولايات المتحدة الأميركية يدها على ملف «أمن اسرائيل الوجودي» حرباً أو سلماً، يكاد لبنان، بعد فلسطين متروكاً للغزائرية المتوحشة لدى اسرائيل المدعومة من الغرب بالقصف بأعتى أنواع الأسلحة والإكتفاء فلسطينياً بتحرير الأسرى الأجانب، ولبنانياً بالضغط على لبنان وحكومته التي في مرحلة تصريف الاعمال منذ أكثر من سنة وبضعة اشهر، والتهويل بالدمار والخراب، إذا فتحت الجبهة الجنوبية على نطاق واسع.
وليلا تجمع حشد من المتظاهرين الغاضبين بالقرب من السفارة الأميركية في عوكر حاملين الأعلام الفلسطينية ومحاولين اقتحام مبنى السفارة . و قد جرى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين من أجل تفريقهم.
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية، فإن لوصول جو بايدن إلى المنطقة، هو جزء من استعراض للقوة يهدف إلى التوضيح لإيران وحزب الله أنه إذا أطلقوا صواريخ وقذائف على العمق الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستشارك في اعتراضها..
وحسب الصحيفة، فإن بايدن يعتقد بأنه بمجرد وجوده في الشرق الأوسط، فهو إشارة لإيران بأنه لا ينبغي أن تبدأ حرباً شاملاً مع اسرائيل.. وإيران وحزب الله ولبنان ككل سيدفعون ثمناً باهظاً مماثلاً للثمن الذي تدفعه غزة».
وسط هذا المناخ الضاغط، تستمر الحياة «عادية» في البلد، باستثناء ما يجري على طول الحدود اللبنانية، الغسرائيلية من قصف وردّ على القصف وسقوط شهداء من المقاومة وقتل من جيش الإحتلال.
وافادت أوساط سياسية مطلعة لـ « اللواء» أن سلسلة تحركات سياسية بدأت تشق طريقها في سياق التحذير من تجنيب لبنان الدخول في الحرب ورأت أن النصائح الغربية التي اسديت إلى المسؤولين اللبنانيين تركزت على هذا المضمون.
وأوضحت أن هناك صعوبة في التكهن بمسار التطورات حتى أن أية اتصالات مع حزب الله لم تسجل
وقالت أن الضغوط انطلقت ولاسيما من قبل المعارضة التي رفعت الصوت في مجلس التواب ضمن سياق منع جر لبنان إلى الحرب مع إسرائيل وانعكاسات ذلك على الوضع في البلد ، وهذه الضغوط مرشحة للتفاعل.
وافادت ان الأنظار تتجه إلى الجلسة الحكومية التي يدعو اليها الرئيس نجيب ميقاتي مع العلم انه باشر اتصالات بشان الوضع، معتبرة أن الجلسة الأخيرة اظهرت انقسامات وتباينات وهناك هواجس من تكرارها.
وفي الوقت، الذي جددّ فيه مجلس النواب «مطبخه التشريعي» في جلسة لم يشعر بها أحد، وتجتمع حكومة تصريف الأعمال غداً للبحث في جدول أعمال لم يعد يقتصر على الضروريات، في وقت كان يسال فيه رئيس مجلس النواب رؤساء ومقرري اللجان بعد إعادة انتخابهم السؤال المشروع: ألم يحن الوقت لتلقف فرصة انتخاب رئيس للجمهورية.
بالمقابل، مرت سنوات أربع، من على ذكرى 17 ت1، حيث نزل الناس إلى الشوارع، واحتلت قضية غزة الاهتمام في الوقفة مساء في ساحة الشهداء، وإضاءة الشموع عن أرواح الشهداء، وشكل هؤلاء مجلس قيادة لـ «مجموعات 17 ت1» طالب نواب التغيير بالاستقالة فوراً أو طردهم من اي تجمع أو «إجتماع للثوار».
الجلسة
وحضرت اجواء الوضع الجنوبي المتوتر في جلسة مجلس النواب التي خصصت لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، من خلال مطالبة عدد من نواب المعارضة لا سيما من حزب الكتائب بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض واعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك ، كما اعلن الرئيس بري امام رؤساء اللجان أنه «امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟».
فقد اعاد النواب انتخاب مطبخهم التشريعي، ففازت لجنة الأشغال ولجنة الخارجية بالتزكية. كما جدد مجلس النواب للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان بالتزكية من دون أي تغيير في أعضاء اللجنة. وجدد ايضا للجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة برئاسة النائب فريد البستاني بالتزكية، مع تغيير في أعضاء اللجنة حيث استقال النائب ميشال الضاهر من العضوية، وتم انتخاب النائب وضاح الصادق كعضو في اللجنة. كذلك تم اختيار النائبة حليمة قعقور لِعضوية لجنة التربية، بعد انسحاب النائب غسان سكاف، فيما فاز النائب جميل عبود بعضوية لجنة الأشغال العامة والنقل، كما فاز النائب حيدر ناصر بعضوية لجنة الشؤون الخارجية، وأيضاً تم التجديد للنائب ميشال موسى والنائب هاغوب بقرادونيان كمفوضين للهيئة العامة.
والبارز ان انسحاب بعض نواب المعارضة من الجلسة بعد رفض الرئيس بري مناقشة توصية عن ما يجري، ولكن بعض نواب المعارضة انسحبوا وبقي نواب «القوات اللبنانية» الذين شاركوا بانتخابات لجنة الإدارة والعدل.
سياسياً، أعلن النائب السابق وليد جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب وائل أبو فاعو، أن ميقاتي يعمل على تجنب لبنان الحرب، ونحن نعمل على النفس ذاته، معرباً عن أمله في الإفراج عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان من دول مقاطعة، وستبقى إلى جانب رئيس الحكومة.
وفي السياق، رفض نواب قوى المعارضة ، جرّ لبنان إلى حرب أو تحويله إلى ساحة صراع ومواجهة.
فيدان لاطلاق الرهائن
دبلوماسياً، كشف وزير الخارجية التركي حقان فيدال أن بلاده بدأت العمل لإطلاق جميع الرهائن الأجانب.
والتقى فيدان نظيره عبدالله بو حبيب، ثمزار السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي، مشيراً إلى سعي تركيا مع اسرائيل لوقف النار وادخال المساعدات، وفي ما خص لبنان العمل لعدم «تمدد الحرب إلى لبنان، ودول أخرى».
كهربائياً، استقبل الرئيس ميقاتي حاكم مصرف لبنان بالإنابة، سمير منصوري وجرى البحث في كتاب مؤسسة كهرباء لبنان إلى وزير المال بوجوب تسوية فواتير الكهرباء المستحقة على الإدارات والمؤسسات العامة، على أن يتم الدفع نقداً Fresh lebanes liras.
الوضع الميداني
وتطور الوضع الميداني على الارض فدارت اشتباكات بعد استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي، الذي ردّ باستهداف مواقع لحزب الله بين القطاعين الغربي والشرقي مما أدى إلى سقوط 5 شهداء لحزب الله، وضابط كبير لجيش الإسرائيلي وعدد من الجنود بين قتلى وجرحى.
واستهدفت المقاومة الإسلامية بالقصف أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط، وقصف اسرائيل بلدة مارون الراس.
وليلاً، أطلق الجيش الاسرائيلي صاروخين على خراج بلدة رامية، كما شنّ أكثر من غارة جوية.
وتفاعل قصف المستشفى المعمداني في غزة الذي تديره كنائس غربية، وسقوط 500 شهيداً من الأطفال والنساء والرجال والمسنين لبنانياً، فأدان الرئيس بري الجريمة، ودعا حزب الله إلى تجمع تضامني كبير في باحة الشورى في حارة حريك اليوم.
وأصدر الرئيس ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الوطني على شهداء مستشفى المعمداني في غزة.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، يوم غد الأربعاء تضامناً مع غزة الصمود، واستنكاراً للمجازر الصهيونية.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
بايدن بين الدعم الذي تطلبه «اسرائيل» وبين خطر انهيار الانظمة العربية «الاميركية»
المعادلة اصبحت: اذا حصل الاجتياح البري لقطاع غزة فلا ضمان بعدم نشوب حرب تشمل الشرق الاوسط – صونيا رزق
يصل الرئيس الاميركي بايدن اليوم الى فلسطين المحتلة على وقع جريمة الحرب التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في غزة حيث استهدف مستشفى الأهلي المعمداني وسقط ما يزيد عن 500 شهيد. ويجتمع بايدن مع قيادة ما يسمى بمجلس الامن القومي الاسرائيلي الذي يرأسه رئيس وزراء العدو نتانياهو، ويضم وزراء الحرب والامن ورئيس الاركان وقادة امنيين في الكيان الصهيوني، ويدرس معهم الوضع العسكري الذي تحتاج اليه «اسرائيل» لتوجيه ضربة، على ما يطلب الكيان الصهيوني من اميركا، ان تكون الضربة قاضية ضد حماس وايضا الجهاد الاسلامي. وانها تريد هذا الثمن بكل الاحوال بعد الضربة التي وجهتها حماس للمستوطنات وجيش الاحتلال في غلاف غزة، بعد الحصار الاسرائيلي الذي دام 16 سنة على قطاع غزة.
ان الرئيس الاميركي بايدن الذي سيقارب الانتخابات الرئاسية سنة 2024 من جهة، يريد ارضاء المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة، وايضا الراي العام الاميركي الذي حركته الصهيونية بعد صور كاذبة نشرتها عن قطع رؤوس اطفال في غلاف غزة وفي المستوطنات. كما ان الاعلام الاميركي متطرف جدا ضد حركة حماس وضد المقاومة الفلسطينية في غزة، ومن جهة اخرى يريد ان يبحث بايدن الا تكون ردة الفعل الاسرائيلية تهدد وجود الانظمة العربية التي توالي الولايات المتحدة وتتكل على امنها من خلال حماية الاتفاقات الاستراتيجية وغير الاستراتجيية، وان اي ضربة كبرى اسرائيلية على قطاع غزة واجتياح بري سيؤدي الى اشتعال حرب في المنطقة كلها. وكما قلنا في العناوين، ان المعادلة اصبحت انه اذا قام جيش العدو الاسرائيلي باجتياح بري لشمال قطاع غزة خاصة والعاصمة غزة، فان ذلك سيشعل حربا لا احد يستطيع ضبط حدودها، وبالتالي فان ازمة كبرى ستقع في اوروبا وفي الولايات المتحدة، ذلك ان ان سعر برميل النفط قد يصل الى 150 دولارا، كما ان سعر الغاز سيرتفع بنسبة 40 الى 50%، واوروبا التي قطعت عنها الامدادات الروسية من الغاز والنفط حاليا تستوردهما باكثرية من دول الخليج العربي. واذا اشتعلت هذه الحرب، فان طاقة النفط والغاز ستنقطع بشكل كبير عن الاتحاد الاوروبي ودوله ال 27. كذلك ستنقطع بشكل كبير عن كندا، وحتى عن الولايات المتحدة التي عندها مخزون كبير من النفط والغاز، لكنها تعتبر ان هذا الاحتياط هو استراتيجي ولا يجب التفريط به.
بايدن سيحاول اعطاء اشارة ضوء اخضر لعملية محدودة في شمال قطاع غزة ضد المدينة. كما ان الجيش الاميركي قام بتزويد جيش العدو الاسرائيلي بصواريخ متطورة يمكنها خرق لعمق 6 امتار وتدمير انفاق تحت الارض في قطاع غزة. لكن لا احد يعرف عمق الانفاق، ذلك ان ما فوق الارض في قطاع غزة شيء وما تحت الارض هو شيء اخر. والانفاق تحتوي مدنا وتحتوي مراكز عسكرية فيها كل انواع القدرة على الاستمرار في القتال والحياة والمواد الغذائية. كما ان هنالك معامل تصنع صورايخ تحت الارض، وهذه الصواريخ ما زالت تستعملها حماس. والامر في صناعة الصواريخ في قطاع غزة لا يتوقف على الصواريخ لدى حماس، بل ان هنالك معامل تحت الارض تنتج يوميا ما بين 600 صاروخ الى 1000 صاروخ، وهذه المعلومات ذكرتها قناة ان بي سي الاميركية وفقا لمصادر استخباراتية.
على صعيد اخر، بالنسبة للقتال الجاري والصراع والمعارك، فانه لليوم العاشر تستمر الطائرات الاسرائيلية في قصف قنابل بوزن 4 طن على قطاع غزة. غير ان هذه القنابل الثقيلة جدا لا تستطيع الطائرات الاسرائيلية، وحتى لو كانت من طراز اف 35، ان تقصفها، بل ان الطائرات الاميركية من طراز ب ،1 وهي طائرات شبحية قادرة على حمل 8 قنابل بوزن 4 طن، قد تكون هي التي تقصف قطاع غزة، اضافة الى الطائرات الاسرائيلية.
رغم كل هذا القصف والمجارز على قطاع غزة، فان صورايخ المقاومة ما زالت تستمر في القصف على كل غلاف غزة، وتقصف المستوطنات على مسافات بعيدة من القطاع، كما انها تقوم بقصف تل ابيب باستمرار، وتصيب شوارع وابنية وشركات ومعامل، كما انها تقصف مطار بن غوريون وتعطل جزءا كبيرا من حركته لساعات. ورغم استعمال العدو الاسرائيلي لمنظومة باتريوت والقبة الحديدية ومقلاع داود الذي هو منظومة متطورة، فان ذلك لم يمنع المقاومة من استهداف المستوطنات، سواء في النقب ام في غلاف غزة ام في تل ابيب ام في كامل المدن الاسرائيلية في فلسطين المحتلة والمستوطنات.
اما بالنسبة للبنان، فقد قام وزير الحرب الاسرائيلي بزيارة قاعدة جوية في صحراء النقب، وقال ان في حال اشترك حزب الله في المعارك والحرب فان «اسرائيل» ستعيد لبنان الى العصر الحجري، وهو تكتيك مستمر على لسان القادة الصهاينة في «اسرائيل»، في حين ان المقاومة جاهزة لاطلاق عشرات الالاف من الصواريخ الدقيقة الاصابة على كامل الكيان الصهيوني واصابته بخسائر كبيرة. ولكن ربما قائل في لبنان، خاصة من قادة الطوائف الذين يريدون رؤية حزب الله في الحرب، انه ماذا سيفيد لبنان اذا دمر قسم كبير من الكيان الصهيوني وتمت اعادة لبنان الى العصر الحجري او تم الحاق خسائر كبيرة جدا في لبنان، والجواب ان لبنان لم يشترك في الحروب الكبرى، ولم يحجز له مكانا بعد ذلك في الشرق الاوسط، ووقع اسير السيطرة الفلسطينية على منطقة الجنوب وتوقيع اتفاق القاهرة والتخلي عن سيادة لبنان، واليوم اذا لم يشارك لبنان في الحرب فانه سيفقد دوره في الشرق الاوسط في حين ان وزراء خارجية هذه الدول كلها الاوروبية وغيرها وسفراء الدول يقومون بكل الادوار لطلب عدم مشاركة المقاومة اللبنانية في الحرب اذا اتسع القتال في قطاع غزة، وما لم يشترك لبنان في هذه الحرب فانه سيفقد دوره في المنطقة.
بين الجنوب وغزة
هذا وما زال المشهد الجنوبي مقلقاً جداً، بالتزامن مع التطورات العسكرية في غزة، والقصف الاسرائيلي اليومي على البلدات الجنوبية الحدودية. اما المشهد الفلسطيني، فينقل معاناة اهل غزة المحرومين من الكهرباء والمياه والادوية والطبابة والى ما هنالك من ادنى مقومات الحياة، وسط ما يتعرّضون له من قصف متواصل وتهديد بالاجتياح، من دون ان تلقى غزة الاهتمام الدولي المطلوب والصامت عن قول الحق. مع المزيد من التهديدات الاسرائيلية، آخرها مساء امس بعد اعلان تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط والتجهيزات، استعدادا لتنفيذ مجموعة من الخطط الهجومية في قطاع غزة.
من جهة اخرى، برزت الديبلوماسية بقوة في اليومين الماضيين لتأدية دورها في محاولة للجم الحرب، كذلك حجم الاهتمام بالساحة اللبنانية وتحديداً الجنوبية لإبقائها خارج مرمى النيران، بهدف منع المواجهة على مستوى المنطقة، وعدم انزلاق لبنان في أتون الحرب، اي الاستعانة بالطرق السياسية منعاً لإحداث تطورات عسكرية على صعيد المنطقة ككل. وفي هذا الاطار، كانت الانظار تتجه الى القمة الرباعية التي تعقد اليوم في عمان، وتضّم ملك الأردن عبدالله الثاني، والرؤساء الأميركي جو بايدن، والمصري عبد الفتاح السياسي، والفلسطيني محمود عباس(انسحب بعد مجزرة المستشفى في غزة)، غير ان وزير الخارجية الاردني اعلن الغاء القمة نتيجة مجزرة مستشفى المعمداني في غزة.
الوساطة التركية : إقتراح « صيغة ضمان»
وفي السياق تبرز وساطة تركية، لوضع حد لحرب «اسرائيل» على قطاع غزة، وهذه الوساطة اعلن عنها وزير الخارجية التركية هاكان فيدان الذي زار القاهرة قبل ايام، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري سامح شكري، واجرى سلسلة اتصالات مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية . وفي الامس زار بيروت تلبية لدعوة من نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، والتقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وأشار الى انّ التواصل قائم مع الاسرائيليين لحضّهم على وقف اطلاق النار، وادخال المساعدات الى قطاع غزة، والعمل على ايجاد حل نهائي للصراع انطلاقاً من حل الدولتين.
وتقوم «صيغة الضمان» التي تقترحها تركيا على طرفين: الأول يتألف من دول ضامنة للجانب الفلسطيني في المنطقة، من بينها تركيا، والآخر تمثله دول ضامنة لـ «إسرائيل».
وفي هذا الاطار أوضح وزير خارجية تركيا: « انه بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، ينبغي على الدول الضامنة أن تتحمل مسؤولية تنفيذ المتطلبات، واذا كانت إسرائيل تريد أمنها، فيجب أن يكون للفلسطينيين أيضا دولة، وإذا كانت تريد السلام الدائم فيجب أن يكون للفلسطينيين دولة «، وأشار الى انّ الصيغة التي تقترحها بلاده هي عبارة عن «عرض»، وفي حال كانت هناك عروض أفضل سيأخذونها على محمل الجد بالطبع، وسيعمل ضامنو الطرفين بشكل مستمر لضمان عدم انتهاك الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها. مع الاشارة الى ان تركيا ترى أن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني تعمّق بسبب الفشل في التوصل الى حل الدولتين، في نطاق اتفاق السلام الدائم.
ميقاتي يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية
وفي الوساطات الداخلية، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، التأكيد على متابعة مباحثاته االخارجية والداخلية، بهدف العمل على إبعاد لبنان قدر المستطاع، عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة، بالتوازي مع تكثيف الاجتماعات الحكومية لاتخاذ خطوات وقائية لمواجهة أي طارئ قد يحصل، موضحاً خلال ترؤسه الاجتماع السابع لـ «هيئة ادارة الكوارث والازمات الوطنية « أنّ مروحة الاتصالات الخارجية والداخلية التي أجريناها، أظهرت حرصاً على لبنان والاستقرار فيه، وابعاده قدر المستطاع عن النيران المشتعلة من حوله».
ومساءً زار الوزير السابق وليد جنبلاط الرئيس ميقاتي، واعلن بعد اللقاء « أنّ جهود رئيس الحكومة جبّارة، وهو يعمل على محاولة تجنيب لبنان الحرب باتصالاته العربية والدولية «.
لا معطيات ايجابية من سفراء دول القرار
في غضون ذلك ووفق قراءة سياسية وعسكرية لما يجري في غزة وجنوب لبنان، قالت مصادر مطلعة لـ «الديار»: «بعد نتائج الاتصالات التي أجراها كبار المسؤولين مع سفراء الدول الكبرى، لوقف التصعيد القائم خصوصاً على الحدود الجنوبية، لا تبدو الاجواء تفاؤلية، بعد الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على البلدات الجنوبية، وسقوط الضحايا والجرحى، لذا لم تتبدّد اجواء القلق، وأبدت تشاؤماً حيال المرتقب من الايام المقبلة، لانّ لا شيء مطمئناً، بل الى المزيد من التوتر الجنوبي.
وافيد وفق معلومات « الديار» بأنّ سفراء دول القرار لم يعطوا ايضاً اي معطيات إيجابية مطمئنة، من قبل دولهم الى المسؤولين اللبنانيين، لانّ الاستعانة بالطرق الديبلوماسية، وعلى ما يبدو، لم تصل الى مبتغاها، لكن طرحها ما زال قائماً مع الوساطات، علّها تصل الى تسوية بعد كل الذي جرى، مما يعني ان نسبة وقوع الحرب تطغى وستمتد الى الجنوب اللبناني وغيره من المناطق، وأن اهتمامات هؤلاء تركّز على دور فاعل للحكومة والسياسيين، بضرورة تفادي الحرب. فيما جبهة الجنوب مستنفرة بقوة من قبل المقاومة، مقابل تعزيزات عسكرية كبيرة في المستوطنات القريبة من الحدود، واعلان مستوطنة المطلّة منطقة عسكرية.
اعتداءات اسرائيلية وقصف عنيف على الجنوب
امنياً سُجّل يوم امس قصف اسرائيلي عنيف على البلدات الجنوبية، وسقوط قنابل فوسفورية على سهل مرجعيون – الخيام، وبلدات كفركلا والعديسة وعيتا الشعب، مع تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق الحدود الجنوبية، وسط تهديدات اسرائيلية بإطلاق النار على اي شخص يقترب من الحدود مع لبنان، وبتدمير لم يعهده لبنان من قبل، فيما ردّت المقاومة بقصف المطلة وأهداف اسرائيلية عديدة.
سقوط خمسة شهداء للمقاومة استهداف ثكنة «برانيت» بالصواريخ الموجهة
كما أعلنت المقاومة « أنّ مجموعة الشهيدين محمود أحمد بيز وحسين عباس فصاعي، قامت عصر امس باستهداف تجمّع لجنود الاحتلال في ثكنة «برانيت» بالصواريخ الموجّهة وأوقعت عدداً من الإصابات بين قتيلٍ وجريح».
إنتشال جثة من تحت انقاض مبنى المنصورية
وفي إطار الكوارث التي تخيّم على لبنان، تمّ انتشال جثة مواطنة من تحت ركام المبنى الذي انهار يوم الاثنين في منطقة المنصورية، ما يرفع عدد الضحايا الى ثلاثة، وما زال عناصر الدفاع المدني يواصلون إتمام المهام الموكلة إليهم منذ ظهر يوم الاثنين، وقد تمكنوا من إنقاذ أربع ناجيات من تحت الانقاض، وانتشال ثلاث جثث، ما يجعل عدد المفقودين خمسة أشخاص.
جلسة حكومية الخميس
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم غد الحميس لعرض الاوضاع في الجنوب، وعلى جدول الاعمال أكثر من 39 بنداً تتوزع بين نقل اعتمادات من موازنة 2023 إلى موازنات بعض الوزارات والادارات العامة، وأمور توظيفية وإدارية منها تعيين مدرسين في ملاك الجامعة اللبنانية.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تستقبل بايدن بأبشع مجزرة.. مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة
في مجزرة جديدة ترتقي الى منزلة «جريمة حرب» قام سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإغارة على مستشفى وسط قطع غزة، مخلفاً أكثر من 800 ضحية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة مستشفى الأهلي المعمداني في غزة إلى ارتفاع، وأن معظمهم من النساء والأطفال. ثم أكدت الوزارة، ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على المعمداني إلى 800، إضافة إلى عشرات المصابين من المدنيين.
وأفيد أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من انتشال أي ضحية، وبعض الضحايا تحولوا إلى أشلاء مبعثرة، والوضع كارثي وصادم ومرعب، ومن الواضح أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت وسط ساحات المستشفى الذي يلجأ إليه مئات من اللاجئين والنازحين.
ويبدو من مقاطع الفيديو التي أظهرت لحظة تعرض المستشفى للقصف أنه تم قصفه بصواريخ موجهة استهدفت وسط المستشفى تحديداً، ما تسبب بمجزرة كبيرة مع وجود مئات من النازحين والعديد من العائلات التي تلجأ إليه بصفته مكاناً آمناً.
من ناحيته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال ارتكب جريمة حرب جديدة في قصفه ساحة مستشفى الأهلي.
في حين قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني جريمة إبادة جماعية.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس «الحداد العام لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، على شهداء مجزرة مستشفى المعمداني، وعلى جميع شهداء شعبنا».
ودعت مصر إلى اجتماع دولي لبحث الموقف.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :