افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو وبلينكن ومجلس الحرب إلى الملاجئ هربا من صواريخ المقاومة… وبايدن يصل الخميس
زحمة وزراء وموفدين إلى بيروت… وبري: إذا نجح تهجير غزة سقط الأمن العربي وبدأ التقسيم
عبداللهيان: محور المقاومة إلى خطوات استباقية… والقسام : الأسرى 250 وسنفرج عن الأجانب
توزّع الحركة السياسي والدبلوماسية في المنطقة بين تل أبيب وبيروت، في تل أبيب اجتمع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بمجلس الحرب في كيان الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، قبل أن تداهمهم صواريخ المقاومة وتجبرهم على النزول إلى الملاجئ، ناقلاً الأجواء التي عاد بها من جولته على دول المنطقة الحليفة لواشنطن، والتي سمع فيها ما لخصه بالدعوة الى وقف النار وتأمين المساعدات إلى غزة كأولوية، بينما يصل اليوم المستشار الألماني أولاف شولتز متضامناً، ويصل بعد غد الرئيس الأميركي جو بايدن، للمشاركة في تقدير الموقف، لجهة فرص البدء بالعملية العسكرية البرية، أو مواصلة عملية القتل والتدمير، أو فتح الطريق للمسار التفاوضي، بينما في بيروت فقد جالت وزيرة الخارجية الفرنسية على المسؤولين ناقلة التحذيرات من خطورة انخراط حزب الله في حرب غزة، بينما يصل وزير الخارجية التركية للتشاور، وذلك بعدما غادر وزير الخارجية الإيرانية بيروت، حاملاً التحذيرات من خطر انفجار المنطقة إذا تواصلت عمليات القتل والتدمير في غزة، مجدداً أمس الكلام عن احتمال قيام محور المقاومة بخطوات استباقية ما لم يتوقف العدوان الوحشيّ على غزة.
في المواقف كان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام المؤتمر البرلماني لدول العالم الإسلامي، مخصصاً للحديث عن حرب غزة، داعياً لكل أشكال المساندة، محذراً من نجاح مشروع تهجير غزة باعتباره إعلان سقوط الأمن القومي العربي وبداية مشروع تقسيم دول المنطقة إلى دويلات.
في المواقف أيضاً، وبما يوحي بوجود مساعٍ تفاوضية نشطة تحدث الناطق بلسان قوات القسام، كاشفاً العدد الإجمالي للأسرى بـ 250، منهم 200 لدى قوات القسام، مشيراً الى قرار القسام بالإفراج عن الأجانب بصفتهم ضيوفاً مؤقتين ريثما تسمح الظروف بإطلاقهم.
وحذّر الرئيس نبيه بري، من مشروع «ترانسفير» الذي يحاول العدو الإسرائيلي فرضه على الفلسطينيين عبر تهجير أهالي غزة الى سيناء، منبهاً الى أن نجاح هذا المشروع سيؤدي الى سقوط الأمن القومي العربي.
وخلال كلمة ألقاها عبر تقنيّة “الفيديو كول”، في المؤتمر الطّارئ لرؤساء المجالس النّيابيّة لاتحاد مجالس الدّول الأعضاء في “منظمة التعاون الإسلامي”، شدد الرئيس بري على أنّ “الدّفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤوليّة فصيل فلسطيني بعينه، وليس مسؤوليّة الفلسطينيّين وحدهم، بل هو مسؤوليّة الأمّة جمعاء”، مشدّدًا على أنّ “المشروع الإسرائيلي الّذي ينفَّذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدّم والنّار والتّدمير، والّذي يتبارى المستويان السّياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي على التّباهي بإعلانه وكشف نواياه، من خلال العودة إلى التّلويح بمخطّط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة باتجاه شبه جزيره سيناء، إذا ما قدّر لهذا المخطّط أن يمر هو ليس سقوطًا وقضاءً على القضية الفلسطينية، إنّما هو سقوط للأمن القومي العربي والإسلامي، ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة؛ تكون “إسرائيل” فيها هي الكيان الأقوى”.
وطالب بري الدّول الأعضاء في المنظّمة الّتي تقيم اتفاقيّات مع الكيان الصّهيوني، إلغاء هذه الاتفاقيّات فورًا، أو تجميد العمل بها إذا لم يكن متاحًا إلغاؤها. ما دعا الى المسارعة فورًا إلى تشكيل وفود حكوميّة من دول المنظّمة، تتحرّك وتتوزّع على عواصم القرار كافّة في العالم، لوقف حرب الإبادة الّتي تشنّها آلة الحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضّغط أيضًا من أجل وقف كلّ مشاريع التّهويد الّتي تستهدف المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس والمسجد الأقصى؛ لا سيّما مشاريع تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
الى ذلك، يعيش لبنان سباقاً محموماً بين انفجار الجبهة الجنوبية على نطاق واسع وبين نجاح الضغوط الديبلوماسية لاحتواء الوضع على الحدود، إذ يشهد لبنان حركة ديبلوماسية كثيفة ولافتة محورها واحد هو الضغط على حزب الله لعدم التوغل أكثر بالحرب بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال.
وتقدمت هذه الحركة الديبلوماسية وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي جالت أمس، على كبار المسؤولين اللبنانيين لاجراء جولة محادثات مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل اليوم، بحسب الخارجية التركية، للغاية نفسها، وأيضاً موفد بريطاني خلال الأسبوع الحالي وفق ما علمت “البناء”.
والتقت الوزيرة الفرنسية الرئيس بري في عين التينة بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. واستمرّ اللقاء لأكثر من ٤٥ دقيقة غادرت بعده كولونا دون الإدلاء بتصريح.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “كولونا نقلت للرئيس بري قلق بلادها من الأوضاع الأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتزايد احتمال تدهور الاشتباك القائم الى حرب شاملة”، وشددت الوزيرة الفرنسية للرئيس بري على ضرورة بذل المساعي للضغط على حزب الله لتفادي الحرب، ونقلت تحذيرات بأن أي حرب سترتب تداعيات كبيرة على لبنان والمنطقة، كما أكدت ضرورة الحفاظ على الاستقرار على الحدود من خلال بقاء لبنان بمنأى عن المواجهة المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”.
وشدد على أن “الاتصالات تتم بعيداً من الإثارة الاعلامية حرصاً على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس”. معتبراً أن “الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع”. وفي خلال لقاءاته في السراي قال ميقاتي “هناك وحدة لبنانية كاملة تضامناً مع فلسطين، لكن لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”.
وفي موازاة ذلك، واصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لقاءاته الديبلوماسية، حيث التقى على التوالي سفراء دول كل من: الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف، اليابان ماغوشي ماسايوكي، الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الارجنتين موريسيو أليس، وبريطانيا هاميش كاول. وقد تمّ التشاور مع سفراء الدول المذكورة في آخر التطورات في غزة والجنوب، حيث شدد الوزير بو حبيب على عدم رغبة لبنان في التصعيد، محذراً من عواقب الدعم اللامحدود لـ”إسرائيل” على الأمن والسلم الإقليميين، وتجاوزاتها للقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب من خلال قيامها بعقاب وحصار جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني في غزة.
الى ذلك استمرت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وأصدرت المقاومة الاسلامية في لبنان سلسلة بيانات عن عملياتها ضد مواقع وتحركات قوات الاحتلال، فأعلنت أن المقاومين “هاجموا موقع الضهيرة الإسرائيلي واستهدفوا دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ المُوجّهة وأصابوها إصابة مباشرة، كما استهدفوا خمسة مواقع إسرائيلية هي: موقع مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، وحققوا فيها إصابات مؤكدة”.
وتشير أوساط مطلعة على الجبهة الجنوبية لـ”البناء” الى أن المقاومة مستمرة في عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال وأن الوضع الميداني تحت السيطرة والمقاومة على أهبة الاستعداد وهي تفرض معادلة صعبة على العدو، مؤكدة أن استهداف مواقع العدو لن يتوقف وسيستمر بشكل يومي وكل مواقعه وثكناته وتحركاته وآلياته ستكون هدفاً للمقاومة، متوعّدة العدو بمفاجآت في الوقت المناسب، مبينة أن عمليات المقاومة ستتصاعد بشكل تدريجي بمستوى يرتبط بالتطورات الميدانية في فلسطين المحتلة وفي غزة تحديداً.
ومساء أمس، أطلق جيش الاحتلال من مواقعه في مزارع شبعا قنابل مضيئة فوق قرى العرقوب وتزامن ذلك مع تحليق للطيران التجسسيّ من حين لآخر في سماء المنطقة. كما أطلقت قذائف فسفور على بلدة الضهيرة جنوب لبنان، وقنابل مضيئة فوق كفرشوبا ومزارع شبعا.
في المقابل لا يزال الذعر يسيطر على كيان الاحتلال والمستوطنين في شمال فلسطين المحتلة خوفاً من حدث ما قد يحصل في أي وقت.
وأعلن جيش الاحتلال تفعيل خطة لإجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية، محذراً من أن “إذا قرر حزب الله مهاجمة “إسرائيل” سيكون الرد عنيفاً”، وقال: “عززنا وحداتنا على حدودنا الشمالية وسنرد بحزم وقوة على كل عملية ضدنا”.
كما أمر الجيش سكان منطقة المطلة الحدودية مع لبنان بدخول الملاجئ تحسباً لوجود عملية تسلل.
بدوره، توجّه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لإيران وحزب الله بالقول: “احذروا ولا تختبروا إسرائيل في حدودنا الشمالية وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً”، مشدداً على أن “الرد سيكون بحجم الجريمة».
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، الى أننا “لا نريد للنزاع أن يتسع ونبقي أعيننا على الجبهة الشمالية لـ”إسرائيل”، ولم نرصد أي مؤشرات على رغبة حزب الله في توسيع المواجهات مع “إسرائيل»”.
ويعتقد خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بأن الحزب سيدخل المعركة بحال استمرت قوات الاحتلال بحرب الإبادة على قطاع غزة، موضحين لـ”البناء” بأن فتح الجبهات سينسّق بين الغرفة المشتركة لمحور المقاومة الذي يضمّ لبنان وفلسطين وسورية والعراق واليمن. وقد تفتح هذه الجبهات تدريجياً ويطلق صواريخ من كل الجبهات على كامل المستوطنات الإسرائيلية في وقت واحد، مع احتمال دخول فرق خاصة من حزب الله وحركة حماس الى المنطقة الشمالية والجليل وربما تدخل مجموعات أخرى موجودة في سورية الى الجولان. وقد يستهدف حزب الله أو حركة حماس ميناء حيفا بالصواريخ الدقيقة ما يؤدي الى تعطل التجارة الخارجية وبطبيعة الحال نقل النفط والغاز الى أوروبا، ومن السيناريوات ايضاً استهداف حقل كاريش بمسيرات تابعة للحزب. كما وقد تقصف إيران بالصواريخ البعيدة المدى المدن الإسرائيلية وبحال تطورت الحرب قد تغلق مضيق هرمز أمام الملاحة الغربية ويغلق أنصار الله في اليمن مضيق باب المندب. وهنا وفق الخبراء نكون قد دخلنا في حرب إقليمية كبيرة لن تنتهي بأشهر وربما بعام.
وبعد الفرنسيين والألمان، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أن “الكنديين في لبنان يجب أن يفكروا في المغادرة بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة”. وبدورها، أعلنت الخطوط الجوية السويسرية تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول “بسبب الوضع في الشرق الأدنى والتوترات على الحدود بين “إسرائيل” ولبنان».
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
حزب الله: ربط الجبهات قبل فتح الساحات؟
ينزلق حزب الله الى الحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس أم يبقى على مسافة منها دونما تحييده عنها؟ لا احد يملك ان يجيب تأكيداً او نفياً. للحقائق المتوالية على الارض جواب محدد مقدار ما هو مهيأ للاجتهاد: كل يوم يمر لا يشبه الامس
ليس خافياً ان حزب الله، يوماً تلو آخر، يطوّر دوره في الحرب الدائرة بين اسرائيل وحماس. ما فعله غداة اندلاعها اضحى على صورة مغايرة تماماً الآن، كما لو انه يتحضر لربط الجبهات على طريق فتح الساحات عندما يحين أوانه.
التصعيد الميداني العالي النبرة في جولات الاحد اعطى الاشارة الاولى الى ان ساحة الحزب ليست في مزارع شبعا فحسب. الحجة التي دافع فيها عن اطلاقه صواريخه في اليوم الاول تصويبها الى منطقة محتلة يملك حقاً شرعياً في المقاومة فيها لتحريرها. في الايام التالية وصولاً الى الاحد الفائت، اضحى الخط الازرق مسرح عملياته دونما ان يقصره على نفسه. انضمت «كتائب القسام» و«الجهاد الاسلامي» الى حزب الله على نحو اظهر تقاسم الادوار والجبهات. في الوقت نفسه لا يتوقف الحزب عن تأكيد تمسكه بقواعد الاشتباك المرعية في مزارع شبعا، متأنياً في الانتقال من مرحلة الى اخرى. ذلك ما يجعل موقفه الفعلي لغزاً محيِّراً الى الآن رغم اصراره على انه لن يقف مكتوفاً حيال الهجوم البري على غزة. على طرف نقيض من حرب 2006 التي يستعيد الحزب دروسها باستمرار، وكانت التجربة الاكثر اكتمالاً في مساره واحالته مذذاك قوة اقليمية، لن يستدرج اسرائيل الى ارضه كما فعل وقتذاك بأسر جنود اسرائيليين، بل سيذهب اليها في الارض التي تحتلها.
اكثر المُحيِّر في لغزه ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يقل بعد كلمته في ما حدث او سيحدث.
يقارب الحزب ما انتهت اليه الايام العشرة الاولى في الحرب الدائرة في اسرائيل وغزة تبعاً لمعطيات منها:
1 - مع تمسكه بقواعد الاشتباك في مزارع شبعا، لن يتوقف عن إشغال اسرائيل بالجبهة الشمالية لتخفيف الضغط العسكري على غزة، وهو ما يعدّه الحزب الحد الادنى المطلوب في الوقت الحاضر. اخيراً تساوت الجبهات من مزارع شبعا الى الناقورة بعضها مع بعض، وأضحت عنده شريطاً واحداً. لكل منها هدف استخدامها وتوقيته.
2 - يعتقد حزب الله ان ثمة تقدّماً في الموقف الغربي من حرب غزة يمهّد لاعادة النظر في كل ما رافق الايام الاولى ما ان مُنحت اسرائيل تفويضاً مطلقاً للقضاء على حماس. مذذاك سارعت الى التعبير عنه بالطلب من فلسطينيي غزة مغادرتها توطئة لمهاجمة القطاع واحتلاله نهائياً بعد تدميره كلياً. لم تعد الآن الاولوية نفسها. في المواقف الاخيرة للغرب افصح عن احدها الاكثر اهمية الرئيس الاميركي جو بايدن برفضه تهجير غزة، بات المطلوب رد الاعتبار الى الجيش الاسرائيلي وهيبته وسمعته المحلية والاقليمية بالاكتفاء بهجوم بري - لا بالهجوم البري - دونما الوصول الى تهجير غزة. لم يعد القطاع برمته الهدف، بل جزء منه على انه يمثل انتقام اسرائيل منه بعدما دمر مدنه.
3 - تصل الى حزب الله اصداء ما يقوله سفراء غربيون في بيروت امام المسؤولين اللبنانيين، في محاولة يقترن فيها توجيه رسائل تطلب عدم تورطه في الحرب الدائرة، وفي الوقت نفسه اعتقاد هؤلاء ان حكوماتهم لم يعد يسعها انتظار الحلول العسكرية المدمرة. ما تبصره من تدمير وقتل وحشي في القطاع يحمل حكوماتهم على مقاربة الجانب الانساني في الحرب تلك بتنديدها بخرق القواعد الاخلاقية المتفق عليها في الحروب والمعاهدات الدولية وحقوق الانسان. على ان اياً منهم لم يشر الى ان امتعاضهم تحوّل الى ضغوط مباشرة على اسرائيل. عزز التحوّل هذا تعيين الرئيس الاميركي موفداً خاصاً للمساعدات الانسانية هو الديبلوماسي المخضرم الواسع الالمام بالشرق الاوسط ودوله دافيد ساترفيلد، المشهود له ابان وجوده في سفارة بيروت مطلع التسعينات بعداء غير مشروط لحزب الله. دلّ تعيينه على ان ثمة مؤشراً جديداً الى ان ابواب التفاوض السياسي قابلة للحياة في وقت ما.
4 - في نهاية المطاف ستنتهي حرب 2023 في غزة الى ما انتهت اليه حرب 2006 في لبنان. آنذاك هاجمت اسرائيل لبنان بقرار تصفية حزب الله، اذا الحرب تنتهي باجلائها وترسيخ بقاء الحزب على ارضه يحتفظ بسلاحه تحتها وفوقها. انتصر حزب الله دونما ان يربح الحرب لمجرد ان حال دون القضاء عليه، وخسرت اسرائيل مع انها ربحت الحرب العسكرية بالتدمير واخفقت في الوصول الى الهدف الذي توخته. اما ما يراهن الحزب عليه فعلياً، فهو ان النتائج السياسية لحرب غزة لن تكون اقل اهمية من تلك التي افضت اليها حرب لبنان: بقاء حماس هو انتصارها الفعلي كحليفها اللبناني. مفهوم كهذا ملتبس في المنطق السياسي كما القانوني كما العسكري، بيد ان حزب الله جعله شعاراً حقيقياً أقنع به جمهوره وخصومه وأعداءه.
هذه المرة لن يصيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ما اصاب اسلافه عندما خسروا حروبهم كإيهود اولمرت في حرب 2006 ومن قبله مناحيم بيغن في حرب 1982، ومن قبله غولدا مائير في حرب 1973، بتنحيهم جميعاً وذهابهم الى العزلة. ما يقدم عليه نتنياهو - الموصوف منذ مهاجمة حماس غلاف غزة بالجثة السياسية - مجازفة غير مأمونة. لا يملك سوى الخيارات السيئة. المحسوب انه ما ان يخرج من منصبه بعد وضع الحرب أوزارها لن يمضي السنوات الباقية في تقاعد هادىء كأسلافه. بل قد يكون مصيره اسوأ. لن يجلو غبار ما حدث في الجيش الاسرائيلي واجهزة استخباراته وذعر المجتمع والرهاب المحدث الذي بات يعيشه، الا بعد وقف النار والتفاوض السياسي الحتمي.
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
النزاع يشتدّ بين الديبلوماسية الساخنة والتصعيد الميداني… كولونا: على المسؤولين منع جرّ لبنان إلى الصراع
لم يتبدل المشهد اللبناني كثيرا مع مطلع الأسبوع لجهة “تنازعه” الشديد بين مؤشرات التدهور الميداني عند الحدود الجنوبية مع #إسرائيل والرهان على ديبلوماسية بدأت تتصاعد لمنع الوضع من بلوغ الانفجار الحربي الواسع. ولكن العاملين الجديدين اللذين برزا امس تمثلا في حضور لبنان بقوة في قلب الديبلوماسية الساخنة التي تسعى الى تحييد لبنان عن الالتحاق بحرب #غزة وذلك من خلال زيارة #وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبيروت، كما في ما كشفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي عن شبكة اتصالاته الواسعة مع العواصم الغربية والعربية المعنية بما أوحى بتزخيم كبير للجهود الديبلوماسية. ومع ان الوضع الميداني شهد في ساعات بعد الظهر والمساء تصعيدا ملحوظا الا انه قياسا بالايام السابقة لم يكن بحدة التصعيد إياها، ولو ان الوضع يبقى مفتوحا على شتى الاحتمالات. وإذ بدا واضحا ان مستوى رهان بعض الأوساط الديبلوماسية المعنية والمطلعة على طبيعة ما يطرح في الزيارات والمشاورات الجارية على خط لبنان قد ارتفع لجهة امكان مرور العاصفة الحربية من دون اشعال حرب شاملة على الجبهة اللبنانية، تعتقد هذه الأوساط ان تطورات الساعات الأخيرة في شأن غزة وما ارتسم من معالم فرض “خط احمر” ضمني أميركي امام إسرائيل لمنعها من اجتياح بري لغزة سيساهم الى حد واسع في تقليص المخاوف التي كانت ماثلة حيال اشتعال الجبهة الثانية بين إسرائيل و”#حزب الله”.
وكانت كولونا اجتمعت عقب وصولها من القاهرة عصرا الى بيروت بالرئيس ميقاتي الذي شدد “على اجراء كل الاتصالات والعمل الدؤوب لابقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة”، معتبرا” أن وقف اطلاق النار يساهم في تحقيق هذا الامر”.وشدد على” ضرورة تكثيف الاجتماعات الدولية والعربية الرفيعة المستوى لتلافي التصعيد”.
بدورها ابدت كولونا قلقها من الاوضاع في المنطقة. وقالت”ان #فرنسا تؤيد اقتراح #مصر عقد اجتماع لقادة بعض الدول العربية والاوروبية المعنية بالاضافة الى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، كما انها تبذل جهدا لايجاد اطار حل للقضايا المطروحة حاليا والبحث في الحلول التي تمنع التصعيد غير المحسوبة”.
وقالت”يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على ابقاء #جنوب لبنان خارج التشنجات لان الصراع الراهن قد يمتد لمهلة غير محددة”.
بعدها توجهت كولونا والوفد المرافق إلى عين التينة حيث اجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لثلاثة ارباع الساعة وجرى عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ثم زارت قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة .
ومساء عقدت كولونا مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر أكّدت فيه أنها توجّهت إلى تل أبيب والقاهرة وبيروت “لأن الوضع مقلق وخطر”. وقالت: “أناشد من بيروت تحمّل المسؤولية والسيطرة على الوضع”. وأشارت كولونا إلى أن “حجم هجوم حماس الارهابية على إسرائيل يُظهر أنّه كان مخطّطاً ومنظّماً” مطالبةً “بالإفراج عن الأسرى من دون مدّة ولا شروط ويجب التنبه إلى ضرورة عدم الخلط بين حماس والشعب ال#فلسطيني”. ودعت الى “فتح ممر إنساني لكي تصل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني” وشددت على انه “لا يمكن لحماس أن تأسر شعباً بأكمله”. ورأت ان “على المسؤولين اللبنانيين أن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الأحداث الإقليمية “مؤكدة ان”فرنسا تقارب ما يحصل بجدية تامة ولن توفر جهداً لترميم مسار السلام”.
ورأت “أن هناك حالة طارئة إنسانية وديبلوماسية، وعلينا أن نفعل كل ما هو ممكن لتفادي اشتعال الاوضاع، لقد قلت ذلك عدة مرات، والسبب الأساسي لزيارتي هي استمرار العمل لتفادي اشتعال يمكن أن يطال المنطقة باكملها، وفرنسا تعمل على ذلك من اليوم الأول، ونحن نجري اتصالات متكررة مع دول المنطقة ومع شركائنا من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونمرر كل الرسائل الضرورية ونريد ان تلتقي كل الرسائل التي توجهها الدول لتحقيق هذا الغرض، ولهذا السبب انا في لبنان اليوم جئت الى لبنان للتذكير بحرصنا على هذا البلد ودعمنا لاستقرار لبنان وأيضا لأقول لكل وضوح انه ما من مجموعة يجب أن تعتقد انه بامكانها محاولة استغلال هذا الوضع، وهذه رسالة واضحة. وعلى المسؤولين اللبنانيين أيضا ان يتحملوا مسؤولية في هذا المجال لتفادي أن ينجر لبنان قسرا الى مثل هذه المسألة لأن الوضع لا يحتمل، هذا نداء للعقل للمسؤولية ولضبط النفس، ولا يجب أن ينجر لبنان وان اي انزلاق قسري وعن غير عمد لا يمكن أن يكون في مصلحة احد. فرنسا تأخذ الوضع الحالي بكل جدية ولن نألو جهدا لتفادي تدهور الوضع ولاعادة الهدوء لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وان تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر”.
شبكة الاتصالات
في هذا السياق، برز ما اعلنه ميقاتي امام زواره امس من “أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”. وقال “هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”.وكشف انه “تبادل الاتصالات مع الادارة الاميركية، مع نيولاند، باربرا ليف، آموس، وايضا مع رئيسة وزراء ايطاليا والرئيس الفرنسي والرئيس اردوغان ووزير خارجية تركيا. كذلك تواصلت مرات عدة مع وزير خارجية الاردن ورئيس وزراء قطر، الامين العام للامم المتحدة مرات عدة، ووزير خارجية بريطانيا ووزيرة خارجية كندا”. وتابع “نحن نقوم بما يلزم من اتصالات بشكل هادئ وبعيدا من الاستعراض الاعلامي، لان المبالغة في الحديث عن هذه الاتصالات سيولد نوعا من الخوف الاضافي عند الناس. البعض يسأل لماذا لم ندع المجلس الاعلى للدفاع الى الاجتماع، والمجلس يرأسه رئيس الجمهورية، فهل المطلوب اثارة اشكالية داخلية اضافية؟ ومن باب الحرص على الجميع دعوت القادة الامنيين جميعهم الى جلسة مجلس الوزراء”. أضاف: “في مقابل هذا العمل الهادئ نرى البعض ينتقد من باب الانتقاد او التحامل ويسأل اين الحكومة؟ وتابع “في اسرائيل شكلوا حكومة في اسرع وقت فلتتوحد الارادات اللبنانية لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جامعة لاظهار الحرص الكامل والجامع على الوطن. هل هناك اخطر من هذا الظرف ليتنازل الجميع عن شروطهم وينتخبوا رئيسا جديدا في اسرع وقت وتكليف رئيس حكومة بتشكيل حكومة جديدة ومنحها الثقة سريعا لتمكينها من العمل؟”.
التوتر جنوباً
على الصعيد الميداني وبعد هدوء حذر ساد المنطقة الحدودية في ساعات النهار في ظل استنفار متبادل بين اسرائيل و”حزب الله” تبددت الاجواء بعد الظهر وعاد التوتر. وقد تم استهداف كاميرات المراقبة في موقع جورداح في بلدة الضهيرة وموقع ظهر الجمل مقابل بلدة راميا في الجنوب ورد القوات الاسرائيلية باستهداف أطراف الضهيرة بقذائف المدفعية. كما استهدفت بلدة يارين بقصف عنيف من مختلف الاعيرة. وتجدد لاحقا القصف المدفعي الاسرائيلي على بلدة الضهيرة والبستان وبركة ريشا، مترافقا مع تحليق مكثف لطائرة استطلاع فوق المنطقة. كما افيد عن سماع رشقات نارية من مستعمرة مسكافعام، وعن قصف مدفعي عنيف على خراج بلدة رميش.
وافادت معلومات عن سقوط20 قذيفة فوسفورية على الضهيرة ورمايات رشاشة قرب مستعمرة مسكافعام، فيما اطلقت صفارات الإنذار من مقر اليونيفيل في الناقورة.واصدرت “المقاومة الإسلاميّة” بيانا أعلنت فيه استهدافها خمسة مواقع اسرائيلية وهي: موقع مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة وتحقيق إصابات مؤكدة فيها ”
وفي بيان لاحق، اعلنت “المقاومة الإسلامية” انها “هاجمت موقع الضهيرة الإسرائيلي واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ المُوجّهة وأصيبت إصابة مباشرة”.
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه “تعرضت مواقع عدة للجيش الإسرائيلي لاطلاق نار من أسلحة خفيفة في منطقة الحدود اللبنانية. كما أطلقت قذيفة مضادة للدروع نحو دبابة إسرائيلية دون وقوع إصابات، ردًّا على ذلك يقوم جيش الدفاع بقصف مدفعي نحو مصادر النيران”.
وسجلت حالات اختناق في الضهيرة والبستان وعلما الشعب ويارين نتيجة رمي الجيش الإسرائيلي قنابل فوسفورية فوق مناطق الاشتباك .
وفي ارتدادات الوضع المتوتر أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أن “الكنديين في لبنان يجب أن يفكروا في المغادرة بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة”. وذكرت جولي أنه “مع استمرار الأزمة في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، صار الوضع الأمني في المنطقة متقلبا بشكل متزايد”.
ومساء امس أعلنت الخطوط الجوية السويسرية تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول “بسبب الوضع في الشرق الأدنى والتوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان”، حسبما ذكرت الشركة في بيان.
كما تحدثت تقارير إعلامية عن أن الأمم المتحدة في لبنان بدأت بنقل موظفيها وعائلاتهم من بيروت الى الأردن في إجراء إحترازي تخوفا من نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل وان الموظفين وعائلاتهم أبلغوا بأن مدة النقل ستكون لأسبوع الى حين جلاء الصورة في لبنان .
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“حزب الله” يهاجم مواقع وإسرائيل تُجلي 27 ألف مستوطنٍ عن الحدود
رسالة كولونا تُحذّر بيروت: تحييد لبنان مسؤوليتكم
الرسالة التي نقلتها أمس وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت وأبلغتها الى المسؤولين نصت على الآتي:»ابذلوا ما في وسعكم لتفادي إنزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، إنها مسؤوليتكم للحؤول دون انجرار لبنان في دوامة لن يتمكن من الخروج منها».
موقف كولونا بدا بعيداً من «اللغة الديبلوماسية»، على حدّ وصف أوساط قريبة من مرجع كبير. وهي قالت لـ»نداء الوطن» إنّ كولونا «لم تأتِ الى لبنان كي تستمع الى مضيفيها، وإنما جاءت برسالة حازمة لتحذّر من انزلاق لبنان الى الحرب الدائرة في غزة».
وخلال الساعات التي أمضتها في بيروت التقت الوزيرة الفرنسية تباعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وعقدت كولونا مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر، قالت فيه إنه لا ينبغي «على أي مجموعة أن تستغل الوضع (…) هذا هو السبب الرئيسي للزيارة لتجنب اشتعال قد يهدد المنطقة بأكملها».
وأشارت الى أنّ فرنسا «تأخذ الوضع الحالي بكل جدية، ولن تألو جهداً لتفادي تدهور الوضع ولإعادة الهدوء، لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وأن تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر».
وشدّدت كولونا التي زارت إسرائيل ومصر قبل لبنان، على أهمية التحرك «الديبلوماسي الملح» في هذا الصدد.
ورداً على سؤال: هل يتمكن لبنان من تفادي التوترات والحرب؟ قالت: «يجب أن يحصل ذلك، والرسالة التي نقلتها الى السلطات اللبنانية ذكّرت بحرصنا على لبنان واستقراره ومحبتنا لهذا البلد، وهذا موقف ثابت، ولبنان بمساعدة أصدقائه يجب أن يفعل كل ما بوسعه للبقاء في منأى عن هذه الدوامة، ولكي لا تحصل هذه الحرب» .
في المقابل، استبقَ ميقاتي وصول كولونا، فأعلن أنّ «الحكومة تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة».
وزيارة المسؤولة الفرنسية، هي أول زيارة لمسؤول غربي على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الجاري. ومن المقرر ان يستقبل ميقاتي ظهر اليوم وزير خارجية تركيا تعيين هاكان فيدان.
وترافقت الزيارة مع تصعيد ميداني مستمر على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، إذ شهدت الجبهة أمس تبادلاً للقصف بين «حزب الله»، الذي أعلن استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية في المنطقة الحدودية، والجيش الإسرائيلي الذي أعلن أنه ردّ على مصادر النيران بقصف مدفعي.
وأعلن الجيش اللبناني أنه عثر إثر عملية تفتيش للمناطق الحدودية، على «20 منصة إطلاق صواريخ، أربع منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق» في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية في قضاء صور.
وفي إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام أنّ «منظمة «حزب الله» فتحت الإثنين النار من أسلحة خفيفة على عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، وأطلقت صاروخاً على دبابة، دون وقوع إصابات».
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أنهما يخططان لإجلاء المدنيين الذين يعيشون في بلدات تصل إلى كيلومترين من الحدود اللبنانية، بسبب الهجمات الصاروخية المتكررة من قبل «حزب الله» والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه في الأيام الأخيرة. وقالت «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة للوزارة إن السكان الذين يقدر عددهم بنحو 27 ألفاً سينقلون إلى دور الضيافة التي تموّلها الدولة». وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري قال صباحاً إنّ «حزب الله» سيواجه رداً «مميتاً» إذا استمر في تنفيذ هجمات على إسرائيل.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
قصف حدودي متبادل بين «حزب الله» وإسرائيل
الجيش اللبناني يفكك منصات صواريخ
عاد التوتر بعد ظهر الاثنين إلى المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني بعد ساعات من الهدوء الحذر، وذلك مع استهداف «حزب الله» لخمسة مواقع إسرائيلية، فيما عثر الجيش اللبناني على منصة صواريخ في إحدى البلدات الجنوبية وعمل على تفكيكها.
وفي بيان له أعلن «حزب الله» أن عناصره «استهدفت خمسة مواقع إسرائيلية وهي: موقع مسكاف عام، وخربة المنارة، وهرمون، وموقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة والمناسبة وحققت فيها إصابات مؤكدة».
وأفاد الإعلام اللبناني بوقوع اشتباكات في الضهيرة جنوب لبنان بعد استهداف كاميرات مراقبة لأبراج تابعة للجيش الإسرائيلي وسقوط قذيفة قرب مركز للجيش اللبناني مصدرها الجيش الإسرائيلي.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بتعرض الضهيرة وأطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي قضاء صور إلى قصف مدفعي، مشيرة إلى تضرر منزلين في بلدة الضهيرة واشتعال النيران بداخلهما، جراء القصف على البلدة.
وكذلك أعلنت «المقاومة الإسلاميّة» في بيان أنه «قُبيل الساعة السادسة من عصر اليوم الاثنين، هاجمت مجموعة الشهيد علي كامل محسن في المقاومة الإسلامية موقع الضهيرة الإسرائيلي واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ المُوجّهة وأصابتها إصابة مباشرة».
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه «قصف بالمدفعية مصدر إطلاق النار داخل لبنان»، بعدما أعلن إعلامه «أن قوة تابعة للجيش تعرضت لإطلاق نار على الحدود مع لبنان»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات، ومعلناً أنه رد بمهاجمة مصدر إطلاق النيران في الأراضي اللبناني بالمدفعية.
وصباحاً، كان قد بث الإعلام الحربي في «حزب الله» فيديو لعملية كان قد نفذها يوم الأحد، مشيراً إلى أنها تأتي «في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا»، مشيراً إلى أن «المقاومة استهدفت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) تجمع مدرعات للجيش الإسرائيلي في موقع حانيتا عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالصواريخ المُوجّهة وحققت إصابات دقيقة ومباشرة».
في موازاة ذلك، كان قد أعلن الجيش اللبناني أنه وبعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحداته على 20 منصة إطلاق صواريخ، 4 منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكها.
مع العلم، أن الإعلام الإسرائيلي كان قد وصف الوضع، ظهر يوم الاثنين، بـ«المستقر»، مشيراً إلى أنه «لم يتسلل أي مسلح إلى مدينة تقع قرب الحدود مع لبنان»، وذلك بعدما كان قد ذكر في وقت سابق أن الأوامر صدرت للسكان بالبقاء في منازلهم بعد الاشتباه في أن هجوماً كان يحدث.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت، صباح الاثنين، عن تنفيذ خطة لإجلاء سكان 28 تجمعاً سكنياً متاخماً للحدود مع لبنان، وقال بيان مشترك للجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية إن الخطة تقضي بإجلاء سكان شمال إسرائيل الذين يعيشون في منطقة تبعد ما يصل إلى كيلومترين عن الحدود اللبنانية، ونقلهم إلى دور ضيافة تمولها الحكومة.
وأتى ذلك، بعد ليل متوتر شهده القطاع الغربي والمناطق المتاخمة للخط الأزرق على الحدود الجنوبية اللبنانية مع القصف الذي تعرضت له أكثر من منطقة، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى توسيع دائرة استهدافات القوات الإسرائيلية ليصل إلى رأس الناقورة حيث وجود مقر الكتيبة الماليزية التي استهدف بصاروخ مباشر دون تسجيل إصابات. وذلك بعدما كان قد سقط صاروخ أيضاً في مقر الكتيبة الإندونيسية ظهر الأحد.
وكان قد أفيد مساء الأحد عن استهداف القوات الإسرائيلية مواقع تابعة لـ«حزب الله» من خلال مسيّرة أغارت بصاروخين على هدفٍ في تلة العويضة غربي كفركلا قرب مركز للجيش اللبناني من دون وقوع إصابات، وأشارت المعلومات إلى استهداف مستوعب لجمعية «أخضر بلا حدود» (التابعة لحزب الله) من دون وقوع إصابات.
******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : ميقاتي: قرار الحرب بيد إسرائيل .. وعبد اللهـيان: إحتمالية التحرّك الوقائي متوقعة
على وقع استمرار المواجهات المتقطعة على الحدود الجنوبية بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، والتي ما تزال محكومة بقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار ١٧٠١، تتصاعد التوقعات باحتمال توسيعها الى مواجهة مفتوحة فيما تتكاثر الدعوات الدولية إلى تفادي انزلاق لبنان إلى الحرب الدائرة بين حركة «حماس» وإسرائيل في غزة والتي تدخل يومها الحادي عشر وسط استمرار التهديد الاسرائيلي باجتياح عسكري بري لقطاع غزة الذي يتعرض يومياً لقصف تدميري ممنهج. في وقت اعلن وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان انّ احتمالية التحرك الوقائي لمحور المقاومة متوقعة في الساعات المقبلة».
ونقلت وكالة «إرنا» الايرانية الرسمية عن عبداللهيان قوله: «إذا لم ندافع عن غزة اليوم فسنضطر غداً للتعامل مع القنابل الفوسفورية الإسرائيلية في مستشفياتنا». واضاف: «الأميركيون أرسلوا لنا رسالة وطلبوا ضبط النفس وعدم توسيع الحرب، نجيب أميركا أننا لا نسعى الى توسيع الحرب، لكن ضبط النفس الأحادي الجانب. لا يمكنك أن تطلب من «حزب الله» أن يمارس ضبط النفس ثم تطلب من نتنياهو أن يرتكب أي جريمة يريدها»، فيما قال أردوغان في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نشرته الرئاسة الإيرانية، امس الاثنين: «أعمال مثل قدوم حاملات الطائرات الأميركية إلى المنطقة وقصف مطاري حلب ودمشق، قد يتسبب بانتشار الصراع إلى أجزاء أخرى من المنطقة وندين هذه التصرفات».
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة امام الكنيست أمس «أقول لإيران و«حزب الله» احذروا». وقال: «لا تجرّبوا امتحاننا في شمال البلاد لأن الثمن سيكون باهظاً».
ويأتي هذان الموقفان الايراني والاسرائيلي فيما يستعد لبنان لاستقبال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم، بعد ان استقبل امس وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي حضّت السلطات اللبنانية على بذل اكثر ما في وسعها لتفادي انجرار لبنان إلى «دوامة لن يتمكن من الخروج منها».
وقد التقت كولونا كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون، طالِبةً تفادي انزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. ورافقها في هذه اللقاءات مديرة أفريقيا الشّماليّة والشرق الأوسط في الخارجيّة الفرنسيّة آن غريو ومستشارون والسّفير الفرنسيّ لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
وفيما لم يعرف ما اذا كانت كولونا قد التقت وفدا من قيادة «حزب الله» ام لا، علمت «الجمهورية» من مصادر متابعة لزيارتها أنها نقلت الى المسؤولين ما يشبه التحذير للبنان، بضرورة اخذ كل الاجراءات لمنع توسّع حرب غزة الى الجبهة الجنوبية، «لأن وضع المنطقة كله متشنج، ولا تعطوا حجة لإسرائيل لتصعيد الموقف كي لا تذهب الامور الى اماكن اخرى اكثر صعوبة وخطورة».
لكن المصادر نفت ان تكون كولونا قد نقلت اي رسالة تحذير من اسرائيل او اي طرف آخر، وقالت انها «جاءت الى بيروت لتستطلع الاجواء السياسية والامنية عن قرب ونقلها للرئاسة الفرنسية ولِنقل الموقف الفرنسي الرسمي مما يجري في غزة وجنوب لبنان».
تفادي الاشتعال
وقالت كولونا في مؤتمر صحافي عقدته في قصر الصنوبر في ختام لقاءاتها:
«زرتُ المنطقة وذهبت الى تل أبيب والقدس والقاهرة صباح اليوم والآن انا في بيروت. جئت بطلب من رئيس الجمهورية الفرنسية لأن الوضع مقلق لا بل خطير. في نهاية هذه الجولة أود أن اطلق من هنا نداء بالمسؤولية والتحكّم بالنفس. كنت أمس في إسرائيل حيث تعرّض آلاف المدنيين لأعمال إرهابية مروعة لا مبرر لها، اسرائيل تعرضت لهجوم إرهابي لا سابق له في تاريخها، ولا شك انه تم التحضير والتخطيط والتنظيم لهذا الهجوم اضافة الى التجاوزات وجرائم القتل الجماعية التي حصلت، وهناك 19 فرنسياً قتلوا في هذه العمليات الارهابية، ورجال ونساء وأطفال قد أخذوا رهائن، وهناك العديد من مواطنينا الفرنسيين رهائن، وانا اطالب بإطلاق سراح كل الرهائن من دون تأخير ومن دون شروط». واعلنت «وقوف فرنسا الى جانب إسرائيل التي يحق لها الدفاع عن نفسها باحترام القانون الدولي ومع السهر على حماية السكان المدنيين»، وقالت: «إنّ المدنيين ليسوا مسؤولين عن الوضع الحالي، لا يجب أن نخلط بين «حماس» والشعب الفلسطيني بكامله».
وقالت: «هناك جهود جارية لفتح ممر إنساني لتصل مساعدة الأمم المتحدة الى غزة والى المدنيين الذين يحتاجون إليها. هذه المساعدة جاهزة وتنتظر فتح معبر وهذا امر مُلح. وأقول اخيرا بشكل رسمي: كل المدنيين يجب ان يتمكنوا من مغادرة غزة اذا أرادوا ذلك، ولا يمكن لحماس أن تأخذ الشعب رهينة. اذاً، أولوياتنا هي وصول المساعدات الانسانية وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الانساني». واوضحت ان «السبب الأساسي لزيارتي هي استمرار العمل لتفادي اشتعال يمكن أن يطال المنطقة بأكملها، وفرنسا تعمل على ذلك من اليوم الأول، ونحن نجري اتصالات متكررة مع دول المنطقة ومع شركائنا من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونُمرَر كل الرسائل الضرورية ونريد ان تلتقي كل الرسائل التي توجهها الدول لتحقيق هذا الغرض، ولهذا السبب انا في لبنان اليوم. جئت الى لبنان للتذكير بحرصنا على هذا البلد ودعمنا لاستقراره، وأيضا لأقول بكل وضوح انه ما من مجموعة يجب أن تعتقد انه بإمكانها محاولة استغلال هذا الوضع، وهذه رسالة واضحة. وعلى المسؤولين اللبنانيين أيضا ان يتحملوا مسؤولية في هذا المجال لتفادي أن ينجَرّ هذا البلد قسراً الى مثل هذه المسألة لأن الوضع لا يحتمل، هذا نداء للعقل للمسؤولية ولضبط النفس. لا يجب أن ينجرّ لبنان، وان اي انزلاق قسري وعن غير عمد لا يمكن أن يكون في مصلحة احد. فرنسا تأخذ الوضع الحالي بكل جدية ولن نألو جهداً لتفادي تدهور الوضع ولاعادة الهدوء لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وان تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر».
وردا على سؤال حول هل سيتمكن لبنان من تفادي التوترات والحرب؟. قالت: «يجب أن يحصل ذلك، والرسالة التي نقلتها للسلطات اللبنانية ذكرت بحرصنا على لبنان واستقراره ومحبتنا لهذا البلد وهذا موقف ثابت، ولبنان بمساعدة أصدقائه يجب أن يفعل كل ما بوسعه للبقاء بمنأى عن هذه الدوامة ولكي لا تحصل هذه الحرب».
ورأت كولونا «أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنّ واجبها أن تفعل ذلك باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الانساني، ما يعني عدم قصف المدنيين وحمايتهم».
ولدى سؤالها اذا كانت قد تحدثت مع السلطات الإسرائيلية عن أمن الصحافيين العاملين في المنطقة؟ قالت: «ان الصحافيين من الأشخاص الذين طلبنا حمايتهم، يجب احترام الصحافيين واحترام المهنة التي هي خطرة في كثير من الاحيان. نحن قلنا ذلك علناً في المحادثات وفي وسائل الاعلام، اعتقد مرة أخرى بأنه يجب أن تنصب جهودنا نحو السماح بوصول المساعدات الانسانية لغزة، والسماح لمن يريد مغادرتها، واحترام حماية الصحافيين في ممارستهم لعملهم».
وخلال لقائها مع ميقاتي أبدت كولونا قلقها من الاوضاع في المنطقة، وقالت: «ان فرنسا تؤيد اقتراح مصر عقد اجتماع لقادة بعض الدول العربية والاوروبية المعنية بالاضافة الى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، كما انها تبذل جهدا لإيجاد اطار حل للقضايا المطروحة حاليا والبحث في الحلول التي تمنع التصعيد غير المحسوبة». واضافت: «يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على ابقاء جنوب لبنان خارج التشنجات لأنّ الصراع الراهن قد يمتد الى مهلة غير محددة».
بدوره، شدد ميقاتي على «اجراء كافة الاتصالات والعمل الدؤوب لابقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة»، معتبرا أن «وقف اطلاق النار يساهم في تحقيق هذا الامر»، واكد ضرورة «تكثيف الاجتماعات الدولية والعربية الرفيعة المستوى لتلافي التصعيد».
ميقاتي واتصالاته
الى ذلك قال ميقاتي انّ «لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهّن بما قد يحصل». واشار الى «ان الامور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الاحداث، ولا أحد يمكنه توقع اي شيء. لكن الاكيد أن اسرائيل تسعى الى مضاعفة استفزازاتها».
وقال ميقاتي: «البعض يسأل عمّن بيده قرار الحرب والسلم، وفي الظروف الراهنة نحن نعمل للسلام، اما قرار الحرب فهو بيد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف استفزازاتها لعدم خلق توترات». واكد ان الحكومة «تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لإبقاء الوضع هادئا وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة». ولفت الى «انّ الاتصالات تتم بعيداً عن الاثارة الاعلامية حرصاً على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس» معتبرا ان «الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع». وأكد ان «لا مصلحة لأحد في القيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لأنّ اللبنانيين غير قادرين على التحمّل». وقال: «يبدو من خلال الاتصالات الاقليمية الدولية الجارية أن هناك ضغطاً كبيراً للتوصل الى وقف اطلاق نار في غزة».
بري يحذر
الى ذلك حذر رئيس مجلس النّواب نبيه بري، خلال كلمة ألقاها عبر تقنيّة «الفيديو كول»، في المؤتمر الطّارئ لرؤساء المجالس النّيابيّة لاتحاد مجالس الدّول الأعضاء في «منظمة التعاون الإسلامي»، من انّ «مخطّط «الترانسفير» للشعب الفلسطيني من قطاع غزة في اتجاه شبه جزيره سيناء، إذا ما قُدّر له المخطّط أن يمر فهذا يعني انه ليس سقوطًا وقضاءً على القضية الفلسطينية، إنّما هو سقوط للأمن القومي العربي والاسلامي، ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة؛ تكون إسرائيل فيها هي الكيان الأقوى». وأوصى بري المؤتمر «باسمي وباسم المجلس النيابي وباسم الشعب اللبناني»، بالآتي:
ـ أوّلًا: مطالبة الدّول الأعضاء في المنظّمة الّتي تقيم اتفاقيّات مع الكيان الصّهيوني، إلغاء هذه الاتفاقيّات فورًا، أو تجميد العمل بها إذا لم يكن متاحًا إلغاؤها.
ـ ثانيًا: المسارعة فورًا إلى تشكيل وفود حكوميّة من دول المنظّمة، تتحرّك وتتوزّع على عواصم القرار كافّة في العالم، لوقف حرب الإبادة الّتي تشنّها آلة الحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضّغط أيضًا من أجل وقف كلّ مشاريع التّهويد التي تستهدف المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس والمسجد الأقصى؛ لا سيّما مشاريع تقسيمه زمانيّا ومكانيّا.
ثالثًا: التّأكيد على حقّ الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكلّ الوسائل المتاحة، من أجل تحقيق حلمه بالعودة وإقامة دولته الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس الشّريف».
الوضع الميداني
على الصعيد الميداني اطلق الجيش الإسرائيلي مساء امس 3 قذائف مدفعية فوسفورية وقذائف مضيئة على بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وسط تحليق مكثف لطائرات التجسس.
وكان قد قصفَ بالمدفعية بلدات الضهيرة والبستان وبركة ريشا، في ظل تحليق مكثف لطائرة استطلاع فوق المنطقة. وطاولَ القصف وادي الجبين قبالة الضهيرة التي تضرر فيها منزلان واشتعلت النيران فيهما. كذلك اطلقت قوات العدو الاسرائيلي قنابل مضيئة فوق مستعمرة مسكفعام قبالة بلدة العديسة الحدودية، فيما حلقت طائرات مسيرة على علو مخفوض فوق بلدتي كفركلا والوزاني. وأمر الجيش الإسرائيلي سكان منطقة المطلة «بدخول الملاجئ تحسّباً لوجود عملية تسلل».
واعلن «حزب الله» أنّ «مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا خمسة مواقع إسرائيليّة، هي: موقع مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، موقع ريشا وموقع رامية، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، وحقّقوا فيها إصابات مؤكّدة».
وفي السياق أكد رئيس حركة «حماس» في الخارج خالد مشعل «انّ «حزب الله» قام مشكورا بخطوات، لكنّ تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كافٍ». ورأى «انّ المطلوب اليوم أكثر من طوفان، هكذا يصنع التاريخ، ليس بالخطوات المحدودة الخجولة المترددة، بل يُصنع بالمغامرات المدروسة».
الموقف الاسرائيلي
وافادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة أنّ «وزيرَي الدّفاع والخارجيّة الأميركيَّين، لويد أوستن وأنتوني بلينكن، نقلا رسائل من الإدارة الأميركية إلى الحكومة الإسرائيلية، خلال زيارتهما تل أبيب الأسبوع الماضي، تتعلّق بالحرب الّتي تشنها على قطاع غزة، ومطالبتها بعدم توسيعها إلى حرب إقليميّة».
وبحسب الصّحيفة، سعى أوستن إلى التّأكّد من أنّ إسرائيل لن تبادر إلى مهاجمة«حزب الله«، وتعهّد في المقابل بأنّ الولايات المتحدة الأميركية ستدخل طيّارين وطائرات أميركيّة إلى الحرب، في حال بادرَ الحزب إلى هجوم ضدّ إسرائيل؛ وذلك في ظلّ رسو حاملتَي طائرات أميركيّتَين قبالة سواحل لبنان.
على ان صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن مصادر ان تأخر الهجوم البري الإسرائيلي على غزة يعود لأسباب عدة، منها «القلق من فتح «حزب الله» لجبهة حرب بمجرد الدخول البري».
وأضافت: «تأخير الهجوم البري على غزة جاء حتى تعزز إسرائيل الجبهة الشمالية». وكذك سببه ايضاً «االضغط الأميركي والمخاوف في شأن الرهائن».
كندا وسويسرا
في غضون ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن «الكنديين في لبنان يجب أن يفكروا في المغادرة بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة». وقالت انه «مع استمرار الأزمة في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، صار الوضع الأمني في المنطقة مُتقلباً بنحو متزايد».
وفي هذه الاثناء أعلنت الخطوط الجوية السويسرية، في بيان امس، «تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول بسبب الوضع في الشرق الأدنى والتوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وقالت: «بعد دراسة معمّقة للوضع في لبنان، قررنا تعليق رحلات الذهاب والإياب بين سويسرا وبيروت، نظرًا لعدم إمكان استبعاد توسّع النزاع في الوقت الحالي.
وفي ضوء هذا القرار، أُلغيت أربع رحلات بين زوريخ والعاصمة اللبنانية». وأشارت إلى أنها «استدعت خبراء لتقويم المخاطر، وانّ استئناف الرحلات الجوية بين زوريخ وبيروت سيعتمد على المستجدّات الجيوسياسية».
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إنشغال رئاسي دولي بـ«جبهة لبنان».. وبايدن لحزب الله: لا تفعلها!
كولونا تتوقع حرباً طويلة.. وجلسة نيابية اليوم
يكاد الوضع الميداني في القرى والقطاعات الجنوبية على امتداد الحدود مع اسرائيل يقترب من الروتين اليومي، ما لم تطرأ تطورات تكسر قواعد الاشتباك.
ومع ذلك، فحركة الاتصالات الدولية تتجه بوصلتها، من جهة اسرائيل إلى «الجهة الشمالية» ومن جهة لبنان إلى ما يمكن تسميته «جهة ثانية من لبنان بوجه اسرائيل الغارقة في حسابات يرجح انها خاطئة، وفقاً للقراءة الاميركية، إذا ما اجتاحت غزة براً.
والابرز في حقل الاشغال الرأي الدولي والاميركي، على وجه التحديد، ما أعلنه الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي سيكون في وقت قريب في الشرق الاوسط واسرائيل للمشاركة في قمة شرم الشيخ العربية – الدولية لوقف الحرب على غزة، من أن «إعادة احتلال قطاع غزة تمثل خطأ جسيماً» وما خص به حزب الله، في معرض الإجابة عن سؤال يتعلق باحتمال فتح جبهة الجنوب الثلاث مرات: لا تفعلها..
إذاً هدف واحد، تلتقي عليه الحركة الدبلوماسية الغربية والاقليمية باتجاه لبنان: عدم التسرع والابتعاد ما أمكن عن الوقوع في محظور جبهة عسكرية ثانية انطلاقاً من جنوب لبنان.
وكانت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا من طلائع الوزراء الذين وصلوا إلى بيروت ، ووصفت من قصر الصنوبر الوضع بأنه قلق، وناشدت الجميع تحمل المسؤولية والسيطرة على الوضع ويجب عدم الخلط بين حماس والشعب الفلسطيني.
وبعد لقاء الرئيس نبيه بري دعت كولونا المسؤولين لأن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الاحداث الاقليمية وفرنسا لن توفر جهداً لترميم مسار السلام.
وتوقعت كولونا أن يمتد الصراع الراهن لمهلة غير محددة، مطالبة لتجنب الحسابات الخاطئة والعمل على ابقاء الجنوب خارج التشنجات.
وشدد الرئيس نجيب ميقاتي أمام الوزيرة الفرنسية على أنه يجري الاتصالات لابقاء لبنان بمنأى عن التوترات في المنطقة.. مشدداً على ضرورة وقف اطلاق النار.
والوضع في الجنوب، والدور الذي يقوم به الجيش اللبناني لضبط الامور هناك، حضر خلال اللقاء بين الوزيرة الفرنسية وقائد الجيش جوزاف عون، بمشاركة السفير هيرفيه (Herve) ماغرو والسفيرة آن غريو، التي تشغل مديرة شؤون افريقيا الشمالية والشرق الاوسط في الادارة المركزية لوزارة الخارجية.
وزير الخارجية التركي
ويصل إلى بيروت اليوم، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من نظيره اللبنانية عبد الله بو حبيب، وعلى جدول الاعمال : قضايا ثنائية والتطورات في غزة ولبنان.
دبلوماسياً، تسلم الرئيس ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية الافريقية الخامسة في 11 ت2 المقبل.
وسلَّم الدعوة سفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري كما جرى عرض لتطور الاوضاع في ضوء حرب غزة.
في مجال متصل، دعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي رعاياها في لبنان بالتفكير بمغادرة البلد ما دام بإمكانهم ذلك، بسبب المخاطر الامنية المتزايدة في المنطقة.
وأعلنت الخطوط الجوية السويسرية تعليق رحلاتها المتجهة إلى بيروت حتى 25 ت1 بسبب الوضع في الشرق الادنى والتوترات على الحدود بين لبنان واسرائيل.
نيابياً، وفي وقت بدأت فيه لجنة المال والموازنة دراسة مواد موازنة 2024، دعا الرئيس بري إلى عقد جلسة نيابية اليوم لانتخاب أمين سر وثلاثة موظفين.
وكان الرئيس بري اعتبر أن «المشروع الإسرائيلي الذي يُنفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية، بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة».
وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن «الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء». ودعا برّي اتحاد المجالس إلى «مُطالبة الدول الأعضاء في المنظمة التي تقيم اتفاقيات مع إسرائيل. مطالباً بإلغاء هذه الاتفاقيات فورية.
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة سيدعو إليها الرئيس ميقاتي قريباً، أبرزها عرض الاوضاع في الجنوب، وأكثر من 39 بنداً تتوزع بين نقل اعتمادات من موازنة 2023 إلى موازنات بعض الوزارات والادارات العامة، وأمور توظيفية وإدارية منها تعيين مدرسين في ملاك الجامعة اللبنانية.
رئاسياً وجَّه بطاركة الشرق الكاثوليك من روما نداء الى اللبنانيين والاسرة الدولية دعوا فيه الى انتخاب رئيس والاعتراف بحياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية وتسوية الصراع الإسرائيلي والفلسطيني. وقالوا اثر اجتماع عقد بدعوة من الكردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان: صحيح انّ وطننا لبنان يواجه تحديات جدّية وخطيرة، نرى انّه من الضروري البدء بانتخاب رئيس للجمهورية يعمل على استعادة عمل المؤسسات الدستورية وتطبيق الإصلاحات المطلوبة. فنطلب من رئيس مجلس النواب فتح أبواب المجلس ودعوة السادة النوّاب في اسرع وقت إلى جلسات نيابية متتالية. وندعو السادة النواب إلى القيام بواجبهم البرلماني والوطني وانتخاب رئيس وفق أحكام الدستور.
الوضع الميداني
عسكرياً أشارت المقاومة الاسلامية إلى أنه قبل السادسة من عصر أمس، هاجمت وحدة منها موقع الضهيرة الاسرائيلية واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ الموجهة وأصابتها إصابة مباشرة.
ورد الجيش الاسرائيلي برمي قذائف فوسفورية حارقة في محيط الضهيرة.
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
ديبلوماسية التهويل الغربي تتصاعد… وتدابير احترازية في لبنان… و«إسرائيل» تستعد للأسوأ
المقاومة تواصل استهداف «العيون الإسرائيليّة»… وحرب إلكترونيّة تُربك الجبهة الشماليّة
بايدن لحزب الله: لا تفعلوها!… «طوفان» الطبيعة يُغرق الطرقات بالسيول وانهيار مبنى – ابراهيم ناصرالدين
في مواجهة الطبيعة غرق البلد «بشبر ماء»، وانهار احد المباني في المنصورية، وتحولت الكثير من الطرقات الرئيسية الى مستنقعات، في مشهد سيتكرر طوال موسم الشتاء، في ظل ترهل البنى التحتية وغياب ابسط قواعد السلامة العامة في الدولة المترهلة.
اما في مواجهة تداعيات «زلزال» «طوفان الاقصى»، فلا تزال الاسئلة الصعبة مفتوحة على كل الاحتمالات، مع استمرار الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وسط تواطؤ غربي مشين يحرك ديبلوماسيته، لحماية «ظهر الآلة العسكرية الاسرائيلية» المصابة بالهلع، في ظل الغموض الذي يكتنف طبيعة الخطوة التالية لحزب الله، الذي يترجم يوميا معادلة «نحن لسنا على الحياد» الى افعال اخرجت «العيون الاسرائيلية» على مواقعه الحدودية من الخدمة، فيما يستمر اصطياد الدبابات على نحو تصاعدي.
الحراك الديبلوماسي لم يهدأ في بيروت، فبعد زيارة وزير خارجية فرنسا كاترين كولونا بالامس، يصل اليوم وزير الخارجية التركي حاقان فيدان، فيما حراك واتصالات السفيرة الاميركية دوروثي شيا يتواصل على مدار الساعة، لضمان ان يبقى فتح الجبهة اللبنانية ضمن الضوابط القائمة راهنا. وفيما جدد الاميركيون بعث «رسالة» الى حزب الله بان لا يتورط بالحرب، مع تسريب معلومات عن قيام وزير الدفاع الاميركي لويد استون بابلاغ اسرائيل «رسالة» واضحة بان لا تشن حربا استباقيا ضد لبنان، لم يحصل احد على اي ضمانة من الحزب حول ما يمكن ان يفعله بعد ساعة وليس خلال الايام المقبلة، وهو يصر على ضرورة ان تبذل الجهود الدولية لوقف عملية القتل في غزة، لان المعالجة تكون للأسباب، ومن غير المنطقي الذهاب الى تطويق النتائج.
ولهذا ارتفعت لغة التهديد مجددا، وتوجه رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو لإيران وحزب الله بالقول «لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً»، موضحا « اننا سنواصل الحرب في الجنوب، وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية». وذكر نتانياهو بما كرره بالامس الرئيس الاميركي جو بايدن، قائلا، لقد قال لكم لا «تفعلوها»؟!
اذا الحرب جنوبا تخاض وفق وتيرة ممنهجة لن تسمح لقوات الاحتلال بيوم من الراحة، بحسب مصادر مطلعة، الارباك سيستمر على مدار الساعة، ولهذا فان الزيارات التي يقوم بها السفراء والديبلوماسيون العرب والاجانب الى المقار الرسمية، تعتبر كلها من دون جدوى، وهي لن تقدم او تؤخر في جدول اعمال المقاومة ، الذي ضبط على «ساعة» دقيقة موجودة في غرفة العمليات المشتركة.
تدابير احترازية؟
وفي ظل السباق بين الديبلوماسية والميدان، ومع تداول معلومات عن قمة في شرم الشيخ نهاية الاسبوع بحضور الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي يزور «اسرائيل» التي تواصل التدمير الممنهج لقطاع غزة، بدأت الاستعدادات على جانبي الحدود الجنوبية تحسبا للأسوأ، وفيما اعاد جيش العدو الاسرائيلي تفعيل خطة لاجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية وتشمل 28 مستوطنة، تعقد هيئة ادارة الكوارث اجتماعها السادس اليوم في السراي الحكومي للاعداد لخطة طوارىء، في حال حصول حرب واسعة. وقد اتخذت في بعض القرى الجنوبية تدابير احترازية شملت انتقال عدد كبير من السكان الى مناطق آمنة.
في هذا الوقت اتخذت شركة «طيران الشرق الأوسط» قراراً بإرسال ست طائرات من أسطولها الذي يبلغ عدده نحو عشرين طائرة إلى تركيا لإبقائها هناك كإجراء احترازي، فيما بدأت شركات كبرى تتخذ اجراءات تحسبا لاندلاع الحرب، ووجه عدد من السفارات رسائل تحذيرية لرعاياها.
اما منظمة الصحة العالمية ارسلت الى لبنان امس الاول امدادات عاجلة «للاستجابة لأي ازمة محتملة، على خلفية تصاعد وتيرة الاشتباكات الحدودية بين مقاتلي حزب الله وإسرائيل. وقد وصلت بالفعل شحنتان من مركز الخدمات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وتشمل ما يكفي من الأدوية والإمدادات الجراحية لتلبية احتياجات ما بين 800 إلى 1000 مريض ومصاب». وبدأت الأمم المتحدة في لبنان بنقل موظفيها وعائلاتهم من بيروت الى الأردن ، في إجراء إحترازي تخوفا من نشوب الحرب، وقد ابلغ هؤلاء أن مدة النقل ستكون لأسبوع لحين جلاء الصورة في لبنان.
من جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، أن «الكنديين في لبنان يجب أن يفكروا في المغادرة بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة». وذكرت جولي أنه «مع استمرار الأزمة في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، صار الوضع الأمني في المنطقة متقلبا بشكل متزايد». كما اعلنت الخطوط الجوية السويسرية امس، تعليق رحلاتها المتّجهة إلى بيروت حتى 28 تشرين الأول «بسبب الوضع في الشرق الأدنى والتوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان، وفي ضوء هذا القرار، أُلغيت أربع رحلات بين زوريخ والعاصمة اللبنانية».
الحرب الالكترونية
ميدانيا، شنّ حزب الله هجوماً جديداً على مواقع قوات الاحتلال، واعلن استهداف خمسة مواقع «إسرائيلية»، هي: مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، ريشا وراميا، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، مؤكداً تحقيق إصابات فيها. ووفقا للمعلومات استهدف المقاومون كاميرات المراقبة في موقع جورداح في بلدة الضهيرة وموقع ظهر الجمل مقابل بلدة راميا، وكذلك كاميرات المراقبة في موقع العباد مقابل بلدة حولا، وشمل رد العدو أطراف الضهيرة وبلدة يارين، واطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي. وقد تضرر منزلين في الضهيرة جراء القصف المعادي. وقد استمر حالة الارباك لدى قوات العدو الذي اشتبه بمحاولة تسلل باتجاه فلسطين المحتلة، قوبلت بقصف «اسرائيلي» في محيط الرميش وبتمشيط للمنطقة الحدودية، وقد تبين لاحقا ان الانذار كان خاطئا.
وفي هذا السياق، تلفت مصادر مطلعة الى ان هذا الانذار الذي ينضم الى عشرات الانذارات الخاطئة بات يثير قلق قيادة الشمال «الاسرائيلية»، في ظل مؤشرات على وجود حرب إلكترونية يقودها حزب الله تسبّبت حتى الآن في هذه الاحداث، وهو امر يؤشر الى وجود مخاطر جدية في المستقبل، اذا قررت المقاومة توسيع دائرة الاشتباك، لان ما يجري يؤكد وجود قدرات تقنية متقدمة تسمح له بتعطيل «القيادة والسيطرة» على طول الحدود وفي «العمق الاسرائيلي».
وفيما كرر نتانياهو بالامس تحذيراته لحزب الله، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الاسرائيلية» ، أن «إسرائيل» وافقت على عرض أميركي بألا تقوم بالمبادرة بشن هجوم على لبنان، مقابل التزام أميركي بالتدخل حال مبادرة حزب الله إلى الهجوم. لكن، لا شيء يضمن عدم مبادرة الحزب الى ذلك. مع العلم ان التقديرات والتوقّعات لدى قيادة قوات الاحتلال، تركّز على «أن حزب الله ليس معنياً بالمواجهة». لكن، بعد «طوفان الاقصى» باتت الشكوك كبيرة في القدرة الاستعلامية لدى «الاستخبارات الاسرائيلية»، ويؤكد الحزب يوميا انه غير «مردوع»، وهو وسع عملياته من مزارع شبعا المحتلة إلى كامل مواقع «الجيش الاسرائيلي «على طول الحدود البرية مع فلسطين المحتلة. ويزادد قلق قيادة الجبهة الشمالية بعدما جرى ضرب نحو 27 نقطة إلكترونية للمراقبة على طول الحدود، بالرصاص أو بالقذائف الموجّهة، وهذا يزيد من التساؤلات حول خلفية هذا الاستهداف الممنهج، الذي يجعل «القوات الاسرائيلية عمياء» في طقس سيء لا يمكن الرهان فيه على الطائرات المسيرة؟!
في هذا الوقت، اعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان انه وبعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش على 20 منصة إطلاق صواريخ، 4 منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكها»…
متى يدخل حزب الله الحرب؟
اسرائيليا، لا يزال السؤال المركزي متى يدخل حزب الله الحرب على نحو واسع؟ وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «معاريف» الى ان سلسلة الأحداث على الحدود الشمالية تعبِّر جيداً عن ميل تصعيد في هذه الجبهة أيضاً. واشارت الى أنها تدريجية، لكن من الواضح أن حزب الله يوجهها بيد عليا، ليس فقط رداً على أعمال نفذها «الجيش الإسرائيلي» في لبنان، لكن حزب الله يبادر إلى هجمات قد تتعاظم كلما اقتربت ساعة الدخول البري في قطاع غزة من التحقق. وبرأي الصحيفة فان «الجيش الإسرائيلي» بات جاهزا لبضعة أيام قتال ذات مغزى أكبر في الأيام القريبة المقبلة، حين ستؤدي تبادل الضربات مع حزب الله إلى حافة حرب في جبهة أخرى.
وتعبيرا منها عن الغموض على هذه الجبهة ، قالت الصحيفة» في الجنوب الحرب حيال حماس هي مع علامة تعجب. بينما في الشمال مع حزب الله لا تزال توجد علامة استفهام. ومع ذلك، فإن «إسرائيل» يجب أن تكون وكأنها منذ اليوم في حرب في ساحتين. بمعنى انه عندما سيبدأ الهجوم البري في غزة، فستكون هذه النقطة التي يقرر فيها حزب الله الدخول بشكل رسمي إلى المعركة، فالإحداث في الساحة الشمالية هي منذ الآن جزء من المعركة الشاملة. لكن في ضوء الإخفاق الكبير والعمى التام في كل ما يتعلق بخطط حماس في الجنوب، فإن المنطق يفيد بإمكانية انه في الشمال أيضاً هناك فجوة استخبارية تجاه حزب الله.
وبراي «يديعوت احرنوت» فإن «تجنيد الاحتياط باعداد ضخمة يعطي «للجيش الإسرائيلي» مرونة في إدارة المعركة في عدة ساحات، ومع الحاجة الى هزيمة واضحة لحماس، الا ان التهديد وساحة الحرب المركزية ستكونان في الشمال حيال حزب الله. وعليه فاذا أدارت «إسرائيل» جهدين بالتوازي، فإن الجهد المركزي سيكون في لبنان، حتى لو اضطررنا إلى تأخير هزيمة حماس إلى نهاية الحرب».
كولونا: الوضع مقلق وخطير
وفيما يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للدعوة إلى جلسة للحكومة للبحث في عدد من البنود، يتواصل «الحج» الديبلوماسي الى بيروت، حيث اجرت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا جولة محادثات مع كبار المسؤولين، مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل اليوم. واكّدت كولونا من قصر الصنوبر، بعد لقاءات شملت ميقاتي وبري وقائد الجيش، أنها توجّهت إلى «تل أيب» والقاهرة وبيروت، لأن الوضع مقلق وخطر، وقالت: «أناشد من بيروت تحمّل المسؤولية والسيطرة على الوضع»، ورأت أنه «على المسؤولين اللبنانيين أن يلعبوا دورهم في منع جرّ لبنان إلى الأحداث الإقليمية، وفرنسا تقارب ما يحصل بجدية تامة، ولن توفر جهداً لترميم مسار السلام».
من جهته، اكد ميقاتي «أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة». وشدد على ان» الاتصالات تتم بعيدا من الاثارة الاعلامية حرصا على نجاحها ولعدم اثارة الهلع عند الناس». معتبرا أن «الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على ارض الواقع». وخلال لقاءاته في السراي قال ميقاتي «هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لاحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل». وقال: «لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لاحد أن يتكهن بما قد يحصل. الامور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الاحداث، ولا أحد يمكنه توقع اي شيء. لكن الاكيد أن اسرائيل تسعى الى مضاعفة استفزازاتها». وقال «البعض يسأل عمن بيده قرار الحرب والسلم، وفي الظروف الراهنة نحن نعمل للسلام، اما قرار الحرب فهو بيد اسرائيل».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتبر أن «المشروع الإسرائيلي الذي يُنفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية، بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة». وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن «الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء». ودعا برّي اتحاد المجالس إلى «مُطالبة الدول الأعضاء في المنظمة التي تقيم اتفاقيات مع إسرائيل إلغاء هذه الاتفاقيات فوراً أو تجميد العمل بها، والمسارعة إلى تشكيل وفود حكومية تتحرّك وتتوزّع على كافة عواصم القرار في العالم لوقف حرب الإبادة على قطاع غزّة.
سيول وانهيار مبنى
على صعيد آخر، وبينما طافت طرق لبنان بالسيول والامطار، التي انهمرت بغزارة صباحا وعلق المواطنون بسياراتهم لساعات، انهار مبنى بعد الظهر، وهو بلوك في سنتر يزبك 10 السكني في حي بدران في الديشونية – المنصورية. وتوجهت فرق الإنقاذ على الفور إلى المكان، حيث تم انقاذ سيدة فيما بقي 3 اشخاص تحت الانقاض حتى ساعات متقدمة من الليل. المبنى المنهار مؤلف من 5 طوابق وواحد تحت الأرض، وقد بقي منه 3 فقط وقد تم اخلاء 4 مباني مجاورة.
وقال مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار « كان هناك عمودان متصدّعان، ونتيجة السيول انهار المبنى وقد أخلينا المبنى المجاور. وطلب الدفاع المدني والأجهزة الأمنيّة إخلاء المكان قرب المبنى المنهار في المنصورية بالكامل بعد سماع أصوات تهدّد بسقوط ما تبقّى منه. وتفقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي المبنى الذي انهار، وقال: ان البلدية وجهت انذارا للسكان بأن هذه الابنية تحتاج الى تدعيم اعمدتها، وسيتحمل كل مقصر المسؤولية لان ارواح الناس غالية. لقد تواصلنا مع التنظيم المدني ومع فريق من المهندسين ولا يمكن لاحد التنصل من المسؤولية. والمطلوب من الجميع المساهمة في عمليات الاغاثة والانقاذ وفق القوانين المرعية تحت طائلة المسؤولية.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق
سباق بين التصعيد والتهدئة وصواريخ القسام تقطع جلسة الكنيست
يحار اللبنانيون من اين تأتيهم الضربات. من أقصى الجنوب حيث تحصد الاعتداءات الاسرائيلية الشهداء من مدنيين واعلاميين الى وسط جبل لبنان مع انهيار مبنى سكني في المنصورية على رؤوس قاطنيه بفعل اهمال وانعدام ضمير البعض. صفعة تلو الاخرى يتلقونها تباعا حتى لباتت قدرتهم على التحمل شبه منعدمة.
لغة النار تراجعت نسبيا على حدود لبنان قبل ظهر امس بعدما تسيّدت المشهد الجنوبي ليلاً. ولكن الجبهة انفجرت مساء مع استهداف حزب الله لخمسة مواقع اسرائيلية جديدة ليرد العدو بقصف مدفعي طاول عددا من المناطق وفيما بقي الاستنفار على حاله بين القوات الاسرائيلية وحزب الله، ارتفعت لغة التهديد اذ توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لإيران وحزب الله بالقول “ لا تختبروا إسرائيل وإلا ستدفعون ثمناً كبيراً”، موضحا “اننا سنواصل الحرب في الجنوب وجاهزون للحرب في الجبهة الشمالية”.
ووسط سباق محموم بين انطلاق نيران المعركة والمساعي الديبلوماسية لسد فوهة المدافع وتجنيب لبنان كارثة يفتقد القدرة على مقاومتها، وصلت الى بيروت بعد الظهر وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا لاجراء جولة محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، مستبقة نظيرها التركي هاكان فيدان الذي يصل غدا، بحسب الخارجية التركية، للغاية نفسها. في المقابل افيد ان الرئيس الاميركي جو بايدن سيزور تل ابيب.
حذر وتنبيه
ميدانيا، اعلن الجيش الإسرائيلي امس تفعيل خطة لإجلاء سكان الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى 2 كم من الحدود اللبنانية، محذرا من أن “إذا قرر حزب الله مهاجمة إسرائيل سيكون الرد عنيفا”، ومؤكدا أن “إيران هي من أعطت التوجيهات لحزب الله لتنفيذ هجمات أمس الأحد على الحدود”. وقال: عززنا وحداتنا على حدودنا الشمالية وسنرد بحزم وقوة على كل عملية ضدنا.
منصات
واعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه في بيان ان “بتاريخ اليوم (امس)، وبعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش على 20 منصة إطلاق صواريخ، 4 منها تحمل صواريخ معدّة للإطلاق في خراج بلدتَي القليلة والشعيتية، وعملت الوحدات المختصة على تفكيكها”… وكان القطاع الغربي عاش ليلًا متوترًا وحذرًا بعد القصف الذي تعرضت له أكثر من منطقة.
اتصالات ميقاتي
في الاثناء، وبينما بدأت كولونا لقاءاتها من السراي والتي من المقرر ان تشمل وعين التينة وقصر بسترس، في مساع دولية لمنع تفجر الاوضاع على الحدود الجنوبية، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أن الحكومة تواصل اتصالاتها داخليا وخارجيا لابقاء الوضع هادئا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وابعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”.
اتصالات استباقية
الى ذلك، وفي إطار الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة لمنع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ، وبالتشاور المفتوح مع رئيس مجلس الوزراء، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب سلسلة اجتماعات حيث التقى على التوالي سفراء دول كل من: الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف اليابان ماغوشي ماسايوكي الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الارجنتين موريسيو أليس، وبريطانيا هاميش كاول.
بري
وكان رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتبر أن “المشروع الإسرائيلي الذي يُنفّذ اليوم ليس قضاءً على القضية الفلسطينية، بل سقوط للأمن القومي العربي ومشروع تجزئة للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفية متناحرة”. وفي الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لفت برّي إلى أن “الدفاع عن فلسطين مسؤولية الأمّة جمعاء”.
نداء من الفاتيكان
في الغضون، وجه بطاركة الشرق الكاثوليك من روما نداء الى اللبنانيين والاسرة الدولية دعوا فيه الى انتخاب رئيس والاعتراف بحياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية وتسوية الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني. وقالوا اثر اجتماع عقد بدعوة من الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان: صحيح انّ وطننا لبنان يواجه تحديات جدّية وخطيرة، قد تجعله يفقد هوّيته ودعوته ورسالته ودوره في المجتمع الدولي. إنّه يعاني من الانهيار الاقتصادي والنقدي والاجتماعي الذي أدى إلى تدهور اوضاع مواطنينا المعيشية، ما دفعهم إلى الفقر والهجرة، وبخاصّة شبابنا والمثقّفين من بيننا وعائلات بأكملها نحو آفاق جديدة. إنّه يعاني أيضًا من دخول اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة، حتى باتوا يشكّلون عبئًا ثقيلًا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية لا يستطيع لبنان تحمّله. ولمعالجة الازمة اللبنانية المستفحلة والمستمرّة، نرى انّه من الضروري البدء بانتخاب رئيس للجمهورية يعمل على استعادة عمل المؤسسات الدستورية وتطبيق الإصلاحات المطلوبة. فنطلب من دولة رئيس مجلس النواب فتح أبواب المجلس ودعوة السادة النوّاب في اسرع وقت إلى جلسات نيابية متتالية. وندعو السادة النواب إلى القيام بواجبهم البرلماني والوطني وانتخاب رئيس وفق أحكام الدستور.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :