افتتاحية صحيفة البناء:
حكومة وحدة في الكيان ونتنياهو وبني غانتس وغالانت يقرعون الطبول… هآرتس تدعو للتفاوض
حزب الله يقصف موقعاً حدودياً ويوقع قتلى… والرعب يدفع قيادة الجليل لتوهّم طائرات شراعية مسلحة
عمان تتصدّر المشهد العربي المتضامن مع غزة بعد صنعاء… وفيينا دولياً بعد نيويورك وبوسطن
بعدما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن وصول الشحنات العسكرية النوعية من الأسلحة والذخائر الأميركية التي ينتظرها جيش الاحتلال لبدء الهجوم على غزة، أعلن بحضور وزير الحرب السابق وأحد زعماء المعارضة بني غانتس، ووزير الحرب الحالي يوآف غالانت، عن تشكيل مجلس حرب وحكومة وحدة، فاتحاً الباب لانضمام زعيم المعارضة يائير لبيد لمجلس رباعيّ يرأسه نتنياهو ويضم لبيد وغانتس وغالانت، وضمّ خمسة وزراء للمعارضة كوزراء دولة في حكومة تلتزم بعدم اتخاذ أي قرارات إلا تلك المتصلة بالحرب، وتجميد قضايا النزاع، وتمديد التعيينات تلقائياً. وبناء على هذا الاتفاق أعلن الثلاثة نتنياهو وغالانت وغانتس عن بدء الهجوم على غزة، دون توضيح ما إذا كان المقصود إطلاق العملية البرية، التي يجري الحديث عنها.
بالتوازي، دعت صحيفة هآرتس في مقالتها الافتتاحية الى بدء التفاوض، وقالت: «يجب المضي قُدماً على الفور في عملية تبادل الأسرى، بما في ذلك الاستعداد لإطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل». كما أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة دليل إلى أن إعادة هؤلاء الإسرائيليين لا تأتي على رأس أولويات حكومة نتنياهو.
على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يواصل حزب الله ردّه على قيام جيش الإحتلال بقتل ثلاثة من مجاهدي المقاومة، فيقصف بصواريخ دقيقة موقع الجرداح المقابل لبلدة الضهيرة، واستهدف مجموعة من الجنود أظهرهم فيديو مسجّل بثته المقاومة بعد العملية، بينما واصلت قيادة الجليل في جيش الاحتلال حالة الذعر من المقاومة، فأعلنت الاستنفار ودعت السكان إلى الملاجئ مع التقاط الرادارات والكاميرات لمشهد طيور البجع في سرب تقليديّ في مثل هذه الأيام، معلنة أن حزب الله أرسل خمس عشرة طائرة شراعية مسلحة لبدء عملية إنزال في مستوطنات ومدن الجليل، قبل أن تعلن أن النبأ كان خاطئاً.
في الموقف الشعبي والسياسي المؤيد للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان وتجاهل الحقوق، سجلت العاصمة الأردنية عمّان لليوم الثاني الحضور العربي الأول الداعم لغزة بعد صنعاء التي أخرجت تظاهرات حاشدة بمئات الآلاف من اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، بينما شهدت العاصمة النمساوية فيينا بعد جنيف حشوداً مساندة لفلسطين وشعبها، بعدما كانت نيويورك وبوسطن قد سجلتا تظاهرات حاشدة.
وفيما تشتد المعارك العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومختلف الأراضي المحتلة، بقي التوتر سيد الموقف على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في ظل حالة من الرعب والذعر تخيم على المستوطنين الصهاينة وأجواء من الإرباك والضياع تسود جيش الاحتلال وحالة من الصدمة تعيشها الحكومة وكافة المجتمع الإسرائيلي مما يحصل على جميع الجبهات من تضعضع الجيش والجبهة الداخلية بفعل العمليات النوعية الناجحة التي تنفذها المقاومة في فلسطين ولبنان.
وبعد الرد الأول والثاني على استهداف مركز لحزب الله واستشهاد ثلاثة مقاومين، أعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أن و»في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023 والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام إبراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء (أمس) باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء».
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مقطع فيديو يظهر لحظة استهداف تجمع لعدد من الجنود الإسرائيليين قرب موقع الجرداح مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة رداً على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى سقوط عدد من عناصر «حزب الله»، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات الإسرائيلية المؤكدة في صفوفهم بين قتيل وجريح.
على الأثر، نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي قصفاً على مناطق مفتوحة في بلدة الضهيرة جنوب لبنان. وخلّفت الاعتداءات الإسرائيلية الصباحية أضراراً كبيرة في الممتلكات والحقول الزراعية، حيث أصيب ثلاثة اشخاص بجروح في بلدة مروحين، بالإضافة الى اصابة نحو عشرة منازل اصابات مباشرة. كما تم استهداف الخزان الرئيسي الذي يغذي بلدة يارين بالمياه فضلاً عن الحرائق التي بقيت تتصاعد في خراج بلدتي الضهيرة ومروحين بانتظار الدفاع المدني.
وتشير مصادر مطلعة على المجريات الميدانية على الحدود لـ»البناء» إلى أن «المواجهة الدائرة بين الحزب والقوات الاسرائيلية لا تزال ضمن نطاق محدود رغم تضرّر بعض الوحدات السكنيّة على ضفتي الحدود، وباستثناء استهداف مركز لحزب الله منذ يومين، إلا أن المواجهة بقيت ضمن قواعد الاشتباك، أي من دون استهداف الأبنية السكنية والمدنيين ولا البنى التحتية ولا المرافق الحيويّة، ما يعكس حرصاً من الطرفين على عدم توسيع رقعة الحرب في الوقت الراهن على الأقل»، موضحة أن «حزب الله يتصرّف بحكمة وذكاء في توجيه الرسائل للكيان الإسرائيلي والتي يفهمها جيداً». ولفتت المصادر إلى أن «الحزب بدأ بضرب أهداف ضمن المنطقة التي تعتبرها الدولة اللبنانية أرضاً لبنانية لا سيما في مزارع شبعا، لكن الإسرائيلي هو الذي أخطأ في حساباته وردّ باستهداف مركز للحزب ما استدرج ردات الفعل والقصف المتبادل على مدى اليومين الماضيين»، وإذ رجحت المصادر «أن تبقى الجبهة هادئة نسبياً في الوقت الحالي، لكن من دون أن تستبعد انزلاق الأوضاع الى مرحلة أسوأ وتوسيع رقعة البحر لا سيما أن المؤشرات السلبية تتراكم وتزداد الحرب سخونة والوضع خطورة مع تأليف حكومة إسرائيلية جديدة من ائتلاف الموالاة والمعارضة لتغطية العملية العسكرية البرية المتوقعة على غزة، ما سيغير حسابات مختلف القوى المعنية بالحرب ويبدّل مسار الحرب، من خلال تسخين الجبهة الجنوبية ودخول جبهات جديدة في المنطقة على خط المواجهة من لبنان والجولان في سورية ومن العراق واليمن وربما من جبهات أخرى لم يكشف عنها بعد».
وكانت المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، قد عاشت يوماً من الرعب القاتل، نتيجة الاشتباه بدخول مسيرات جوية تحمل مسلحين الى داخل الأراضي الفلسطينية، وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بالاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم. لكن إعلام العدو نفى دخول أي من المسيرات الجوية عبر الأجواء فوق فلسطين المحتلة.
وعكس ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية حالة الرعب الشديد في شمال فلسطين، بقولها إن «حزب الله أرعب جيشنا وسكان الشمال، وفي المعلومات التي حصلت عليها القناة من قيادة المنطقة الشمالية أن الحزب أطلق عدداً من طيور البجع المهاجرة التي ربط بأقدامها أضواء أثارت الرعب لدى الجيش والشرطة الاسرائيليين».
وأفاد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الى أنه «استكمالًا إلى البلاغ حول اختراق المجال الجوي من داخل لبنان تجاه السيادة الإسرائيلية، لم يتمّ رصد سقوط أي صاروخي ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات».
وذكر أفيخاي، أن «قوات جيش الدفاع تقوم في هذه الأثناء بمسح المنطقة برًا وجوًا. بالإضافة إلى ذلك، وفي أعقاب التقرير الأولي عن تفعيل الإنذار في منطقة خوف هكرميل، تمّ رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة. لم يتم إطلاق أي صواريخ اعتراضية عملًا بالسياسة المتبعة».
ومساء أمس، أطلقت قوات الاحتلال النار على شبان رموا الحجارة باتجاه موقع العباد المعادي، الذي يقع مقابل بلدة حولا، من دون وقوع إصابات. كما تسلق أحد الشبان، السياج التقني في سهل مرجعيون، مقابل مستعمرة المطلة، حيث رفع راية حركة «أمل»، وألقى أحد عناصر جيش الاحتلال قنبلة صوتية في المحلة من دون وقوع إصابات.
وقللت أوساط سياسية وعسكرية من أهمية إرسال المدمرات الأميركية الى المتوسط، مشيرة لـ»البناء» الى أن هذه المدمّرات لا تستطيع تغيير موازين القوى العسكرية الذي فرضته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولا الذي كرّسته المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان. موضحة أن الأميركيين يحاولون رفع معنويات كيان الاحتلال وتشجيعه على إكمال الحرب عبر عملية برية في غزة بهدف تحسين شروطه التفاوضية في أي مفاوضات مقبلة على كل الملفات العالقة بين الجانبين لا سيما الأسرى.
وبرز موقف أميركي من المواجهات الدائرة في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، حيث أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن «الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه».
وأشار كيربي خلال مقابلة أجرتها معه قناة «إم.إس.إن.بي.سي» التلفزيونية، إلى أننا «نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان إلى شمال «إسرائيل»، نحن نتابع هذا بقلق بالغ بكل تأكيد. لا نرغب في أن نشهد تفاقم هذا الصراع أو اتساع نطاقه»، وأضاف: «لا يعتقد أن من مصلحة «إسرائيل» أن تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها».
وإذ أشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «البوارج الإسرائيلية والمدمرات الأميركية ستكون أهدافاً لصواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية بحال اعتدت على لبنان وفلسطين»، مذكرة بتدمير بارجة «ساعر» خلال عدوان تمووز 2006. وأكدت المصادر إخلاء قوات الاحتلال كل مستوطنات الخط الحدودي مع لبنان بعمق لا يقلّ عن خمسة كيلومترات وأكثر. مشددة على أن منطقة الشمال بحالة شلل شبه تام وبحالة إرباك كبيرة، أما الحركة العسكرية فهي حذرة جداً.
وشدّد حزب الله في بيان على أنّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمدّ هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدّة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
واعتبر أنّ «الولايات المتحدة شريك كامل في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروّعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ».
على الصعيد السياسي والديبلوماسي وعشية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال اليوم لمناقشة الأوضاع الأمنية على الحدود وملف النزوح السوري، تواصلت الضغوط الخارجية على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية والعربية، تحذر من فتح حزب الله الجبهة الجنوبية لمساندة الفلسطينيين، إذ تلقى ميقاتي ووزير الخارجية المزيد من الاتصالات المحذرة والمستفسرة عن نيات حزب الله والى أين يمكن أن تصل تهديداته وحجم انخراطه وحدوده في الحرب القائمة، وفق ما علمت «البناء»، إلا أن الحزب لم يكشف عن نياته وترك العدو في حيرة تامة، ولم ينف دخوله في أية حرب مقبلة بحال تطورت الحرب في غزة. ووفق ما يقول خبراء عسكريون لـ»البناء» فإن احتمالية دخول الحزب بالحرب بشكل موسّع وفتح جبهات أخرى تتزايد بسبب تزايد الهمجية الإسرائيلية باستهداف غزة وتأليف حكومة ائتلاف أي حكومة حرب لتغطية العدوان الميداني، فضلاً عن دخول بوارج ومدمّرات أميركية الى المتوسط.
وتتجه الأنظار الى السراي الحكومي التي تشهد جلسة لمجلس الوزراء وسط ترقب لأمرين: الأول حجم المشاركة الوزارية بالجلسة لا سيما من جانب وزراء التيار الوطني الحر والثاني موقف الأطراف المؤلفة للحكومة وموقف الحكومة الرسمي من أحداث غزة والتحرّك العسكري للمقاومة وما إذا كان موقفاً جامعاً أم لا، وتوقّعت مصادر حكومية لـ»البناء» أن يصدر رئيس الحكومة الموقف الرسمي بعد انتهاء المناقشات، مشيرة الى أن الموقف سيكون منسجماً مع البيان الوزاري للحكومة والتزام لبنان القرار 1701 والحرص على الاستقرار في الجنوب مع التأكيد على حق لبنان بردع العدوان عليه والدفاع عن أرضه وشعبه وفي تحرير أرضه المحتلة وتحميل «اسرائيل» مسؤولية الاعتداءات على الجنوب وأي تطور للأوضاع على الحدود.
ولفتت التصريحات المتتالية للنائب السابق وليد جنبلاط إزاء الأحداث الأخيرة، إذ جدّد في حديث لقناة الـ»LBC»، نصيحته لحزب الله «بألا يُستدرجوا للحرب»، وقال: «سهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن حركة «حماس» تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال».
عما اذا كان خائفًا من انجرار لبنان إلى حرب غير متوقعة، ذكر أنه «من حقي أن أخاف على المواطن اللّبناني. وفي النهاية إذا كان قدرنا حرباً جديدة، فيجب علينا توحيد أنفسنا وترك السجالات الداخلية التي عشناها في الملف الرئاسي لنتفرّغ إلى حماية المواطن». ووجّه جنبلاط رسالة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قائلاً: «أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل إقليمية، اذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرّر أو لا، ولكن أكرر التمني بألا يُستدرج».
واشار جنبلاط في تصريح آخر، الى «اننا نتمنى ألا تحدث حرب لكن لا أحد يعلم المخططات الاسرائيلية، وعلينا أن نكون على أتم الجهوزية للتصدّي لأي عدوان، ونحن مع كل مقاوم ضد إسرائيل».
وفيما سرت إشاعات عن إجلاء السفارة الأميركية موظفيها والطلب من رعاياها مغادرة لبنان، أكدت السفارة الأميركية في بيان، بأنه «لم يتم إخلاء السفارة في بيروت وهي مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، والتقارير التي تقول خلاف ذلك كاذبة».
على صعيد آخر، وكما سبق وكشفت «البناء» عن زيارة مرتقبة لوفد وزاري مؤلف من خمسة وزراء الى سورية للتباحث بأزمة النزوح السوري الى لبنان، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب، أنه اتفق مع نظيره السوري فيصل المقداد، على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد إلى دمشق في 23 تشرين الأول الحالي لبحث القضايا المشتركة، لا سيما النزوح السوري.
وكان بو حبيب التقى المقداد على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية التي تعقد اليوم في القاهرة لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وكانت قيادة الجيش أشارت في بيان إلى أنه «خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو ١٥٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من مغبة المشاركة في أعمال التهريب لكونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة».
***************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو
وسط تقدم الحضور الاميركي في ادارة القرار الاسرائيلي السياسي والعسكري في الهجوم البربري على الفلسطينيين، استجاب قادة العدو لطلب واشنطن تشكيل حكومة طوارئ لضم من تريد الولايات المتحدة ان يكونوا شركاء في القرارات. وصار واضحاً ان بني غانتس هو رجل البيت الابيض في حكومة الحرب الجديدة، كما تبين ان جنرالات أميركيين صاروا في قلب فريق العمل للاشراف على الخطط في غزة، وفي مواجهة ساحات اخرى، مع رسم خطوط لمنع العدو من القيام بأعمال من شأنها جرّ المنطقة الى مواجهة شاملة.
وعلمت «الاخبار» من متابعين في عاصمة غربية معنية ان التحشيد الاميركي غير المسبوق، سياسياً وعسكرياً، الى جانب اسرائيل، سببه التيقن من صحة ما كان لديهم من تقديرات عملانية حول عدم جهوزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة تحديات كبيرة، وهي تقديرات اعدّها قادة شاركوا في مناورات مشتركة مع الجيش الاسرائيلي. وأوضح هؤلاء ان لدى واشنطن «خشية جدية من امرين، الاول عدم قدرة جيش اسرائيل على تحقيق اي انجاز فعلي غير الايغال في ضرب المدنيين، والثاني، إقدام العدو على ما قد يورّط الولايات المتحدة ودول الناتو في مواجهة واسعة تستهدف ليس قوى المقاومة في فلسطين ولبنان فحسب، بل ايران ايضاً». ولفتوا الى جهود كبيرة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالتعاون مع حلفاء في الغرب، لتحميل ايران وحزب الله المسؤولية عن عملية «طوفان الاقصى»، فيما يعمل المجمع الاستخباراتي في واشنطن وعواصم غربية، في المقابل، على تسريبات بعدم وجود أي مؤشر على ذلك.
عملياً، ما بات واضحاً في الساحة الفلسطينية أن عجز قوات الاحتلال عن منع صواريخ المقاومة من استهداف المدن الفلسطينية المحتلة، يشكل اشارة على عجزها عن تحقيق انجازات ميدانية. أضف إلى ذلك عدم صحة مزاعم العدو عن اعادة الامساك بالامور في منطقة غلاف غزة، إذ أن مجموعات المقاومة لا تزال تنتقل الى هذه المنطقة التي تشهد مواجهات في اكثر من نقطة. كذلك، لمس الاميركيون حالة الارتباك لدى القيادتين السياسية والعسكرية، والفوضى التي تعمّ المسؤولين عن الجبهة الداخلية، مع توالي الفضائح، خصوصاً لناحية ترويع المستوطنين جراء الانذارات الخاطئة التي تعكس ارباكا وعجزاً امنياً.
كل ذلك، دفع الجانب الاميركي إلى وضع خطة عمل على عدة جبهات، أمكن للجهات المعنية في فلسطين والمنطقة الاطلاع على بعض جوانبها:
اولاً، لا تزال واشنطن تعتبر ان الفرصة مفتوحة امام جيش الاحتلال للانتقام من سكان غزة والوصول الى نتائج على صعيد تدمير قدرات المقاومة. ومع فشل محاولات تأليب الرأي العام الغزاوي ضد المقاومين، واستمرار قدرة المقاومة على التحكم ببرنامج قصف صاروخي فعال وبعيد المدى وبأعداد كبيرة، وفي ارسال مزيد من المقاتلين الى المستوطنات، يشعر الاميركيون بالحاجة الى خطوات اكثر فعالية.
ثانياً، الضغوط الناجمة عن الجرائم الكبيرة في غزة دفعت الاميركيين الى استغلال هذه الجرائم لفتح ثغرة في ملف الاسرى لدى المقاومة. وقد ناقشت واشنطن مع المصريين والقطريين خطة عمل، تقضي بفتح معابر تتيح نقل نحو ربع مليون فلسطيني بحاجة الى الايواء بعدما دمرت منازلهم، وتأمين انتقال نحو خمسة الاف مصاب من ابناء القطاع للاستشفاء خارجه، والسماح بوصول مساعدات غذائية وطبية عاجلة.
ثالثاً، طرحت الولايات المتحدة فكرة عملية عاجلة لاطلاق الاسرى الاميركيين او الكشف عن مصير المفقودين منهم، ضمن صفقة تأخذ طابعاً انسانياً. وفرض اصرار الولايات المتحدة على العملية بدء اتصالات قطرية ومصرية مع «حماس» وبقية الفصائل. وجاء الرد الاولي من حماس بإطلاق إمرأة اسرائيلية مع طفليها للتأكيد على ان البعد العملاني لعملية الاسر لا يستهدف حجز حرية مدنيين كما يفعل العدو. إلا أن حماس ترفض فكرة اطلاق المعتقلين كبادرة حسن نية، وقد أبلغت الوسطاء بأنه سيكون هناك مقابل فوري لمثل هذه العملية.
رابعاً، حصل جس نبض من وسطاء عرب لمعرفة السقف الذي سترفعه حماس في ملف الاسرى. وعلمت «الاخبار» ان الجانب الفلسطيني لن يقبل بأقل من وقف العدوان، والحصول على ضمانات اميركية عملانية وعلنية بوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع، أو ضمانات بوقف التعرض للمدنيين مقابل وقف قصف المستعمرات، مع استمرار المعركة العسكرية بينها وبين العدو.
الجبهة مع لبنان
في غضون ذلك، واصل الاميركيون استخدام كل قنواتهم الاوروبية والعربية لمنع توسع الجبهة لتشمل الحدود الشمالية لكيان الاحتلال. وبعد العمليات المحدودة على الحدود، كرر الاميركيون نقل رسائل الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، ومن خلالهما الى حزب الله، بأن واشنطن ستكون الى جانب اسرائيل، لكنها ليست طرفاً في الحرب، وانها لن تمنع اسرائيل من تنفيذ اي ضربات قاسية ضد لبنان، بما في ذلك بيروت، في حال لجأ حزب الله الى اجتياح المستوطنات الاسرائيلية في الشمال، مع طلبات مباشرة من الجيش والحكومة بمنع اي تحرك لعناصر فلسطينية على الحدود.
من جهته، قرر حزب الله عدم استقبال اي رسالة او موفد يحمل تهديداً، وهو ابلغ من يعنيهم الامر بأن التهويل لا ينفع لا معه ولا مع المقاومة في فلسطين، وان الوسيط المرحّب به هو فقط من يحمل طلباً في سياق مشروع وقف العدوان الاسرائيلي، وانه لا يمكن سؤال المقاومة - فضلاً عن مطالبتها - بأي خطوة تتعلق بعمل مقاومين فلسطينيين عبر الحدود اللبنانية.
والى جانب العملية التي نُفّذت أمس لإفهام العدو بأن لا تغيير لقواعد الاشتباك، واصلت المقاومة في لبنان الاستنفار والتعبئة في صفوفها، والتنسيق مع بقية قوى المقاومة. وتتواصل الاتصالات التنسيقية بين حزب الله والحرس الثوري الايراني وحماس والجهاد الاسلامي لدرس الخيارات التي تساعد المقاومة في فلسطين على الصمود وافشال خطة العدو.
وقالت مصادر معنية لـ «الاخبار» ان على قوى المقاومة خارج فلسطين القيام بكل «العمليات الذكية» التي تربك جيش الاحتلال وتمنعه من حشد كل طاقاته في وجه القطاع، وإفهام العدو بأن غزة ليست متروكة لقدرها، اضافة الى درس الخطوات في حال تورط الجيش الاميركي في الحرب مباشرة الى جانب العدو.
واشارت المصادر الى ادلة كثيرة ظهرت في الساعات الـ 48 الماضية تشير إلى ان قيادة العدو العسكرية والامنية لا تقل تخبطاً عن قيادته السياسية، رغم حملة التهويل في الاعلام العالمي، مع تفاصيل كثيرة ترد لحظة بلحظة عن حجم الفوضى التي تعاني منها الجبهة الداخلية في اسرائيل.
إرباك وتوتّر يسيطران على الاحتلال جنوباً
شهدت جبهة الجنوب أمس أحداثاً «مثيرة» بالنسبة إلى الإسرائيليين، ثبت أن غالبيتها ناتجة عن إنذارات خاطئة وأخطاء في تشخيص الخطر، وعبّرت عن الإرباك الذي يتخبّط فيه العدو وسط توتّر شديد حيال أيّ مفاجآت من لبنان.
وتوالت الأنباء العاجلة على شاشات التلفزة العبرية عن عمليات اشتباكات مع مجموعات مسلّحة قدمت من لبنان، وتسلّل عشرات الطائرات الشراعية والمُسيّرات عبر «الحدود الشمالية»، وتحدّث الإعلام العبري عن دخول أكثر من مليون إسرائيلي في الشمال والوسط إلى الملاجئ، استجابة لتحذيرات قيادة الجبهة الداخلية، بعدما دوّت صفّارات الإنذار إثر الاشتباه بتسلّل مُسيّرات من لبنان. ترافق ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال القنابل المضيئة فوق المناطق الحدودية في جنوب لبنان. وتحدّثت القناة 12 الإسرائيلية عن «الاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم»، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن «حدث أمني في منطقة ديمونا». وبقي التوتر مسيطراً على الأداء الأمني والإعلامي الإسرائيلي لأكثر من ساعتين قبل أن يعلن جيش الاحتلال أن الإنذار المتعلق بالمُسيّرات ناجم عن «خطأ تقني».
إرباك المشهد الإسرائيلي شمالاً كان له ما أسّس له عملانياً، إذ استهدف حزب الله، لليوم الثاني على التوالي، موقعاً لقوات الاحتلال على الحدود مع فلسطين. وأعلن الحزب في بيان أنه استهدف موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، في ردٍّ على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة من عناصره الاثنين الماضي. وأكّد الحزب أنه «سيكون حاسماً في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء» ووزّع الإعلام الحربي التابع للمقاومة شريطاً للعملية، فيما نقل الإعلام العبري عن «مسؤول أمني كبير» أن «الحدث في الشمال يغيّر قواعد اللعبة».
**********************************
افتتاحية صحيفة النهار
أي موقف للحكومة من إسقاط القرار 1701؟
أي موقف ستتخذه الحكومة اللبنانية، حكومة تصريف الاعمال، اليوم في الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء، هذا اذا عقدت الجلسة واستجاب الوزراء المقاطعون عادة لنداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحضور نظرا لجسامة الاخطار والتحديات التي يواجهها لبنان امام اهوال الحرب الدائرة بين #إسرائيل والفصائل ال#فلسطينية في #غزة والتي بدأت تتطور بتمددها الى الجنوب اللبناني واضعة لبنان برمته عند مهب اخطر ما قد يواجهه في قابل الأيام والاسابيع؟ فهل ستكون الحكومة قادرة على “استخراج” موقف موحد من الاخطار الماثلة مع بداية توريط لبنان في الحرب ومعالم ترنح بل انهيار القرار 1701 الدولي الذي يرعى الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ عام 2006 وما يستتبعه ذلك من تداعيات ؟ ام ستفشل في ذلك وتنتهي الى لاقرار او الى تطيير الجلسة وتاليا ينكشف لبنان عن واقع اكثر اثارة للقلق من أي وقت مضى فيما تزدادا معالم “التحاق” الجنوب ميدانيا بغزة ؟
هذه التساؤلات اكتسبت الطابع الملح مساء امس حين بدا واضحا ان الخوف من تهاوي القرار 1701 وتسارع التطورات المؤدية الى تورط لبنان في الحرب صار امرا واقعا مع الوتيرة المتدرجة للاحداث اليومية ومن ثم تسليط الأضواء على الجبهة الجنوبية. وكانت المعلومات عن شن “هجمات جوية بالمسيرات التي تحمل مقاتلين من جنوب لبنان وتنفيذ عمليات انزال في الجليل” نموذجا حيا للمخاوف من انفجار غير محسوب في أي لحظة في حين قفز الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الى أولويات المواقف التي عبرت عنها دول وفي مقدمها الولايات المتحدة ، بما يرسم صورة شديدة القلق حيال لبنان .
ومع ان المعطيات المدققة في الوقائع التي حصلت مساء امس شابها الكثير من التخبط وعدم الدقة بفعل التخبط في التقارير التي تبثها وسائل الاعلام الإسرائيلية وتنقلها عنها وسائل الاعلام العربية وسواها، غير ان الانباء عن “انزال لكوماندوس” في منطقة الجليل في شمال إسرائيل انطلق من لبنان على اكثر من 15 مسيرة وقيل لاحقا ان هدفه الأساسي، رفع مستوى “الأولوية” المتصلة بالمواجهة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية بحيث صار الوضع عند الحدود الجنوبية يطغى على انباء القصف الوحشي الإسرائيلي لغزة وما يخلفه من خسائر بشرية ودمار وبلوغ القصف الصاروخي لـ”حماس” مدينة حيفا. ولاحقا نفى الجيش الإسرائيلي حصول أي تسلل من لبنان او أي اختراق لمسيرات للحدود.
وافيد ليلا ان “#حزب الله” اطلق نيران المضادات الارضية باتجاه طائرات مسيّرة اسرائيلية كانت تحلق في أجواء اقليم التفاح ومنطقة جبل الريحان.
قصف موقع إسرائيلي
سبق ذلك نهارا اعلان “المقاومة الإسلامية” تنفيذ “ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين” باستهداف موقع الجرداح قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة “مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح”. على الاثر، نفذ الجيش الاسرائيلي قصفا على مناطق مفتوحة في بلدة الظهيرة جنوب لبنان. واعلنت قيادة الجيش انه “بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه”. من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، رداً على بعض الإشاعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ان ” اليونيفيل تواصل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس”.
#البيت الأبيض
وفي المواقف الخارجية البارزة قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه. وقال “نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان الى شمال إسرائيل نتابع هذا بقلق بالغ بالتأكيد لا نرغب في تفاقم هذا الصراع او اتساع نطاقه” وأوضح انه لا يعتقد ان من مصلحة إسرائيل ان تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها .
وجرى مساء تداول شائعات عن أن السلطات الأميركية بدأت بعمليات إخلاء السفارة الأميركية في لبنان، كما طلبت من مواطنيها مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن. وردًا على ذلك، أوضحت السفارة الأميركية أنه “لم يتم إخلاء السفارة الأميركية في بيروت وهي تعمل بشكل طبيعي، كما أن كل التقارير التي تقول خلاف ذلك كاذبة.”
وفي المواقف السياسية البارزة علّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مواقف للرئيس الأميركي جو بادين الداعمة لإسرائيل فقال : “لكن سيد بايدن، أنت ترى جانبًا واحدًا فقط من الصورة لأن نتنياهو اتصل بك بالأمس، ماذا عن الشعب الفلسطيني، وماذا عن غزة، أكبر معسكر اعتقال في العالم، هل ستتركهم ليحرقوا بالقنابل الإسرائيلية؟”. وفي مجال اخر شدّد جنبلاط ” على انه “في ما يتعلق بلبنان، نسير في مرحلة خطيرة جدا، ونصحت رسميا وغير رسميا “حزب الله” بألا يُستدرج، وكان ثمة تبادل لإطلاق النار بين الحزب والإسرائيليين، وأصدر الحزب بيانا واضحاً بأنه رد على الاعتداء نتيجة إطلاق صواريخ من جهة ما، ومجّدداً اليوم أطلقت الصواريخ أو القذائف، أجدد كلامي بألا يُستدرجوا، فسهل جداً أن يبدأ المرء بالحرب وصعب أن يعرف كيف تنتهي، وحتى هذه اللحظة فإن #حركة “حماس” تُسيطر على مجريات الأمور بالرغم من كل ما يُقال”. وأكد جنبلاط “الوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي وكل من يتعرض للاعتداء من قبل إسرائيل، وعلينا ان نعي في لبنان كأفرقاء سياسيين، أن ما من أحد يستطيع أن يقدّم او يؤخر، نستطيع ان نعمل شيئا في الداخل وهو أن نرمم تلك الحكومة، كون قضية رئاسة الجمهورية في الوقت الحاضر أُجّلت، وهو أن ندعم الحكومة كي تستطيع عند الاسوأ ان تقوم بواجباتها صحيا واجتماعيا وعبر الهيئة العليا للاغاثة وسواها”. ووجه جنبلاط رسالة إلى السيد حسن نصرالله، قائلاً: “أعلم أن حساباته ليست فقط لبنانية، بل اقليمية، اذ إنه لاعب أساسي في الإقليم، وقد يكون هو الذي يقرر أو لا، ولكن أكرر التمني بألا يُستدرج”.
في المقابل حذر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من أن “منظومة “حزب الله” تعرّض لبنان للخطر”، منبها من “جرّ لبنان إلى هذا الصراع وبلدنا غير قادر على دفع الثمن” . وقال “الجميع يعلم أن حزب الله وحماس وإيران حلفاء في محور واحد يدعو الى وحدة الساحات والشعب اللبناني بأكمله معرّض للضرر اليوم ونحذر من أي خطوة يقوم بها حزب الله”، داعيا الدولة اللبنانية إلى نشر الجيش بشكل واسع في الجنوب بالتنسيق مع اليونيفيل والالتزام بالقرار 1701. وقال: “لسنا على استعداد لجرّ بلدنا الى الحرب والشعب اللبناني دفع بما فيه الكفاية ثمن الصراع العربي الاسرائيلي، الجميع يتحدث بإسم لبنان للأسف إلا اللبنانيين فلبنان رهينة ولا يتحمّل المزيد من الأثقال التي تُلقى على عاتقه”.
اما “حزب الله” فهاجم بعنف الولايات المتحدة واعلن “إننا نعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ”. وقال : “إننا نطالب جماهير أمتنا العربية والإسلامية التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان أن تدين التدخل الأميركي وشركائه الدوليين والإقليميين وفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية”.
********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
قصف متبادل… و”إنذار كاذب” روّع سكان شمال إسرائيل
جبهة الجنوب على “التوتر العالي”
عاشت الجبهة الجنوبية مساء أمس «توتراً عالياً» وضعها على مدى ساعتين ونصف الساعة في أجواء توحي بأنها متجهة الى الاشتعال على خلفية أخبار عن دخول مسيرات وطائرات شراعية من لبنان، ما أثار الهلع في شمال اسرائيل. وأظهرت أشرطة مصورة اندفاع هستيري للسكان في حيفا نحو الملاجئ، لكن بعد مرور الوقت تبيّن أنّ لا صحة لهذه المزاعم، التي رافقتها صفارات إنذار انطلقت في شمال إسرائيل، وتبيّن أنها «إنذارات كاذبة»، كما أعلن الجيش الاسرائيلي.
وعكس هذا الاختبار التوتر الشديد على الحدود التي باتت مسرحاً لمواجهات محدودة بين «حزب الله» واسرائيل، وتشترك فيها أيضاً من الجانب اللبناني حركتا «حماس» و»الجهاد» الاسلاميتين. وكان أبرز التوترات تبنّي «الحزب» أمس إطلاق صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي، رداً على مقتل ثلاثة من عناصره قبل يومين، في استهداف ردّت عليه إسرائيل بقصف مكثف طال جنوب لبنان وأوقع ثلاثة جرحى مدنيين.
وانطلق التوتر عبر الإعلام الإسرائيلي الذي قال إنه «يجري التحقق من اختراق 15 إلى 20 مسيّرة من لبنان نحو مستوطنة أفيفيم وجوارها». وتحدثت «القناة 12» الإسرائيلية عن «الاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم». ولفتت الى أنّ هناك «عملية إنزال شراعي نفذه كوماندوس».
وسارعت واشنطن عبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الى الاعلان «أنّ الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن كثب، ولا ترغب في تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه». وقال: «نرى صواريخ تنطلق من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل. نتابع هذا بقلق بالغ بكل تأكيد. لا نرغب في أن نشهد تفاقم هذا الصراع أو اتساع نطاقه». وأوضح أنه «لا يعتقد أنّ من مصلحة إسرائيل أن تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها».
في المقابل، انتقد «حزب الله «المواقف السياسية والإجراءات الميدانية التي اتخذتها الإدارة الأميركية دعماً لإسرائيل. وقال إن «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية»، وبالتالي «حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل». وأكد أنّ الخطوة «لن تخيف فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة».
وفي سياق متصل، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري :»نحن مستعدون لأي سيناريو. يراقب «حزب الله» ما تفعله إسرائيل في غزة، ويرى حجم الدمار»، معرباً عن اعتقاده بأنّ «حزب الله» «يرى ذلك ويفهمه» .
وفي موازاة هذه التطورات المتسارعة، غاب لبنان الرسمي على كل المستويات عن إعلان أي موقف أو القيام بتحرك ما، وكأن ما يجري في الجنوب منذ الأحد الماضي، يحصل في بلد آخر، علماً أنّ حكومة تصريف الأعمال ستعقد جلسة اليوم، لا يؤمل في أنها ستغيّر نهج دفن الرأس في رمال التجاهل والتخاذل.
كيف تسلسلت التطورات الميدانية أمس؟
بداية المسلسل كانت باطلاق «حزب الله» صاروخاً موجهاً على موقع عسكري اسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة الحدودية في قضاء صور. وتولى تصوير الإطلاق. ثم أعلن في بيان استهدافه «موقع الجرداح الصهيوني»، في ما وصفه بأنه «ردّ حازم على الاعتداءات الصهيونية (…) التي أدّت إلى استشهاد عدد من الإخوة المجاهدين».
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة تابعة له «قصفت موقع مراقبة عسكرياً» تابعاً لـ»حزب الله»، بينما قصفت مدفعيته المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ «رداً على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على جنود جيش الدفاع الإسرائيلي» .
وتعرّضت أطراف بلدات حدودية عدة، بينها الضهيرة ويارين، لقصف مدفعي إسرائيلي. وبدت الضهيرة ظهراً شبه خالية من سكانها، بعد نزوح غالبيتهم على وقع القصف الذي أدى الى أضرار في الممتلكات وحريق في منطقة حرجية. وتفقدت دورية للجيش المنازل التي طالها القصف الاسرائيلي وطلبت من المواطنين إخلاء المكان خوفاً من تجدد القصف وحفاظاً على سلامتهم.
واعترف الجيش الإسرائيلي أنّ التنبيه الذي يطلب من السكان الاحتماء كان إنذاراً كاذباً، وقال: «هذا خطأ، لا توجد مثل هذه التعليمات. كان بسبب خطأ بشري، وليس بسبب هجوم إلكتروني».
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
واشنطن وباريس حذرتا «حزب الله» من اتخاذ «القرار الخاطئ»
واشنطن: علي بردى
كشف مسؤولون أميركيون أن «حزب الله» رد على تحذيرات غربية بأنه لن ينخرط في الحرب ضد إسرائيل حالياً، على رغم استمرار عمليات إطلاق الصواريخ المتبادلة عبر الحدود اللبنانية، في وقت ترسل فيه الولايات المتحدة قوات ومعدات عسكرية لـ«ردع» أي طرف من المشاركة في العمليات العسكرية التي بدأت السبت الماضي مع هجوم حركة «حماس» ضد المواقع والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها أنهم وجهوا هذه التحذيرات على رغم ترجيح المسؤولين الأميركيين الكبار في الإدارة أن «(حزب الله) لن ينضم إلى حرب (حماس) ضد إسرائيل»، و«على رغم من بعض التصعيد على الحدود» اللبنانية – الإسرائيلية.
وكشفت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن الرسالة نقلت إلى «حزب الله» عبر عدد من القنوات، وبينها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد ذكر مسؤولون في الإدارة الأميركية بري في إحاطة الكونغرس يوم الأحد باعتباره وسيطاً، وفقاً لشخص مطلع على الإحاطة الإعلامية. ولن تتعامل الولايات المتحدة رسمياً مع «حزب الله» المصنف على أنه جماعة إرهابية، لذا فإن بري هو قناة طبيعية واحدة.
ونقلت أيضاً عن مصدر لم تسمه أن «فرنسا أبلغت (حزب الله) أيضاً، بناء على طلب إسرائيل، أنه يجب عليه البقاء بعيداً عن الحرب وعدم التصعيد أكثر وإلا سترد إسرائيل بشكل كبير»، مضيفاً أن «هذه المناقشات نسقت أيضاً مع الولايات المتحدة».
وأكد دبلوماسي غربي أن «الحلفاء الغربيين الذين لديهم علاقات غير رسمية مع حزب الله نقلوا بعض الرسائل»، مضيفاً أن رد «حزب الله» يشير إلى «إرادة موجودة مسبقاً بعدم التصعيد في الوقت الراهن».
وكان مسؤول دفاعي كبير قال: «نحن قلقون للغاية في شأن اتخاذ حزب الله القرار الخاطئ واختيار فتح جبهة ثانية لهذا الصراع»، مضيفاً: «نحن نعمل مع إسرائيل ومع شركائنا في كل أنحاء المنطقة لاحتواء هذا الأمر في غزة».
وعلاوة على الرسائل، أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنشر مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» في شرق البحر الأبيض المتوسط، في «جزء كبير منها كرسالة إلى حزب الله وداعميه الإيرانيين بالامتناع عن دخول الحرب».
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان: «دعوني أكون واضحاً، نحن لم نحرك الحاملة لـ(حماس)»، بل «قمنا بتحريك حاملة الطائرات لتوجيه رسالة ردع واضحة إلى الدول الأخرى أو الجهات الفاعلة غير الحكومية التي قد تسعى إلى توسيع نطاق هذه الحرب».
ووصف محللون دعم «حزب الله» لـ«حماس» بأنه كان «رمزياً حتى الآن»، علماً بأن التنظيم اللبناني الموالي لإيران هنأ «حماس» على هجوم السبت. كما تبادل إطلاق بعض الصواريخ عبر الحدود مع إسرائيل. ولكن «يبدو أن تلك الهجمات هي لفتات رمزية للدعم وليست مقدمة لعمل عسكري جدي».
ونسبت «سي إن إن» للزميل في معهد واشنطن مايك نايتس أن «حزب الله يوفر أيضاً بعض الدعم العسكري السلبي، من خلال جذب القوات الإسرائيلية واحتجازها على الحدود الشمالية وتقسيم الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية».
وقال المسؤول الاستخباري السابق نورم رول إن «المنطق يخبرك بأنه إذا كنت من حزب الله اللبناني، فأنت تريد البقاء خارج هذا الصراع»، مضيفاً: «أنت تريد أن تدع الإسرائيليين و(حماس) يمضغون أنفسهم حتى تصير أنت الطرف القوي».
ورأى القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية فرانك أن «حزب الله لا يهتم بشكل خاص بمصير غزة».
**********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
قصف على الحدود وإسرائيل تستقدم تعزيزات.. ورسائل غربية لمنع فتح جبهة الجنوب
بعيداً عن الحماسيات، والغرق في المبالغات، والانسياق مع التحليلات التي تقارب الحرب الدائرة في الميدان الفلسطيني وفق الأهواء، ينبغي الإعتراف بأنّ كل ذلك لم يلامس خفاياها، الكامنة امام أكمة هذه الحرب وخلفها، التي ليس معلوماً كيف ومتى ستضع أوزارها، وأيّ واقع سينتج عنها.
المشهد كارثي، ودخان النار وغبار الدمار في قطاع غزة لم يحجبا علامات الاستفهام العابقة في اجواء هذه الحرب، والكَمّ الهائل من الاسئلة التي تتلاحق من كلّ حدب وصوب، باحثة عن اجابات واضحة تُميط اللثام حول ما يعتريها من الغاز، بدءاً بعملية «طوفان الاقصى» التي نفذتها حركة «حماس» ضد المستعمرات الاسرائيلية يوم السبت الماضي، لناحية توقيتها ونوعها وكمّها وسهولة اجتياحها لتلك المستعمرات، واسقاطها هذا الكمّ الكبير من القتلى والجرحى والاسرى في صفوف المستوطنين والجنود الاسرائيليين، وصولاً الى الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة. لناحية ما اذا كانت فعلاً كرد انتقامي على عملية «حماس»، او انها حرب مُحضّرة بسيناريوهات أبعد من غزة، خصوصاً انّ الولايات المتحدة الاميركية حضرت بأسطولها وحاملات طائراتها إلى المنطقة، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال صراحة وعلناً إن ما بعد غزة سوف يكون شرق أوسط جديداً؟
توتّر متصاعد
في موازاة هذا المشهد المروّع الذي ينحى في اتجاه اكثر دموية ودماراً، تصعيد متصاعد على حدود لبنان الجنوبية، يعزّز المخاوف من انفلات الامور في اي لحظة، حيث ان الوقائع الامنية تتلاحق بوتيرة متسارعة، مُرخية حالاً من التوتر الشديد على امتداد الحدود، ومولّدة حالاً من النزوح، الذي بَدت معه منطقة جنوبي الليطاني شبه خالية من سكانها.
على انه بالرغم من اجواء التوتر القائمة، فإنّ العمليات العسكرية والقصف المتبادل على جانبي الحدود تبدو وكأنها ما زالت محصورة في نطاق محدود، ومضبوطة حتى الآن بقواعد الاشتباك المتبعة بين «حزب الله» والعدو الاسرائيلي منذ العام 2006.
القواعد تحكم الحدود
وقالت مصادر امنية لـ«الجمهورية»: حتى الآن يمكن القول انّ قواعد الاشتباك التي تحكم الجبهة الجنوبية ما زالت مستقرة ولا تخرج عن الفعل ورد الفعل المتوقع. بدليل ان العمليات التي تحصل في هذه الجبهة، والتراشق الذي يواكبها، تحصل في اطار محدّد ومحدود في آن معاً على جانبي الحدود، تسود بعده حال من الهدوء، وهو ما شهدناه في الايام الاخيرة، ما يعني ثبات قواعد الاشتباك من دون أي تغيير فيها. لكن هذا لا يمنع إمكانية تطوّر الأمر أكثر تِبعاً لتطورات الميدان، وتبعاً لحصول ما سمّاه المتحدث باسم قوات اليونيفيل «سوء فهم» قد يتطوّر إلى تسخين الجبهة الجنوبية.
وإذ لفتت المصادر الى انّ «حزب الله» باركَ عملية «حماس» وتفاعل معها بتأكيده على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو، الا انّ الثابت لدينا انه لم يكن في جوّ هذه العملية، ومن هنا استبعدت المصادر «أن يُقبل الحزب على فتح جبهة قتال واسعة مع اسرائيل، والامر نفسه بالنسبة الى اسرائيل، التي اكدت الوقائع المتلاحقة منذ عملية «حماس» انّ اولويتها استهداف غزة، وتتجنّب بالتالي إرباكها بفتح جبهة جديدة في الشمال، وهو ما عكسَه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بتحذيره مَن سمّاهم «أطرافاً أخرى» من انتهاز الفرصة لفتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية»، وهو ما عكسته ايضاً التحذيرات المتتالية التي اطلقتها واشنطن على لسان الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من فتح جبهات اخرى. وضمن هذا السياق، ابلغت رسائل اميركية واوروبية مباشرة الى الجانب اللبناني تؤكد العمل للحفاظ على هدوء الجبهة الجنوبية».
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» في هذا السياق، فإنّ الجانب اللبناني رد على هذه الرسائل بتأكيد الالتزام بمندرجات القرار 1701، وانّ مصدر الخطر على المنطقة الجنوبية ليس من لبنان بل هو من جانب اسرائيل، وهو ما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل مباشر الى السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا خلال زيارتها الى عين التينة ظهر امس الاول».
وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش امس: من الضروري تجنّب امتداد الصراع إلى الجوار، وقلقون من تقارير الهجمات من جنوب لبنان.
الحرب الواسعة مستبعدة
وقال خبير عسكري لـ«الجمهورية»: ان العمليات العسكرية بالشكل الذي تجري فيه من استهداف لبعض المواقع والنقاط العسكرية ضمن الاراضي اللبنانية المحتلة، وما يليها من تراشق مدفعي وصاروخي ضمن ما تسمّى «المناطق المفتوحة» على جانبي الحدود الجنوبية لا يَصِل الى القوى والبلدات اللبنانية او المستوطنات الاسرائيلية، تؤكد بما لا يقبل ادنى شك ان لا اسرائيل ولا «حزب الله» معنيان بإشعال هذه الجبهة والدخول في حرب على نطاق واسع. وتبعاً لذلك فإنّ اتساع الحرب الراهنة لتشمل جبهة لبنان هو أمر غير وارد الحدوث».
ولفت الخبير عينه الى انّ كل الدلائل تؤكد ان اداء «حزب الله» ومنذ عملية «طوفان الاقصى» لا يخرج عن ضوابط قواعد الاشتباك بينه وبين اسرائيل، وينم عن ادراك كامل بأنّ الصدمة التي تلقّتها اسرائيل اكبر من ان تستوعبها، وأسّست لتغيير المعادلة القائمة في الداخل الفلسطيني، وفرض معادلات جديدة.
وردا على سؤال، قال الخبير: لست واثقاً بأن تكون لـ«حزب الله» صلة او شراكة بعملية «حماس»، بل اكاد أجزم بأنه ربما فوجىء بها. وهنا ينبغي التوقف عند ما اعلنه المرشد الايراني علي خامنئي قبل يومين، حينما سارعَ الى نفي علاقة ايران بالعملية، والاشاعات التي اطلقها أنصار اسرائيل وبعض افراد الحكومة الاسرائيلية بأنّ ايران تقف وراءها. وقال ما حرفيّته: «هم مخطئون، بالطبع نحن ندافع عن فلسطين وعن النضال. لكن من يقول إن عمل الفلسطينيين سببه غير الفلسطينيين… يخطئ في حساباته. فالهجوم هو «من عمل الفلسطينيين».
على أن الخطر الاكبر، كما يقول الخبير العسكري، كامِن في غزة، حيث انّ المستويات السياسية الامنية والعسكرية والسياسية في اسرائيل قررت ان تحوّلها ارضاً محروقة وتدمّرها بالكامل بما يمهّد لاجتياح برّي للقطاع. وما ورد على لسان بعض القادة الاسرائيليين بدعوة فلسطينيي غزة الى الرحيل الى شبه جزيرة سيناء، يكشف بوضوح عن مشروع إسرائيلي مُعد مسبقاً، يبدو انه مدعوم بأكبر حشد دولي تتصدره الولايات المتحدة الاميركية، لفرض واقع فلسطيني جديد وربما تغيير في خريطة المنطقة. وهذا المشروع يشكل بالتأكيد الشرارة لاشتعال واسع النطاق، وضمن هذا الاطار أنظر بقلق بالغ الى اتفاق نتنياهو والمعارضة الاسرائيلية على تشكيل حكومة حرب موسعة».
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت المنطقة الحدودية حالاً من التوتر الشديد في فترة ما قبل ظهر امس، ترافقَ مع قصف اسرائيلي لخراج بعض البلدات في القطاع الغربي، شمل محيط بلدتي الضهيرة ومروحين، حيث شاركت بالقصف مسيرات اسرائيلية. وأفيد عن اصابة ثلاثة اشخاص بجروح، كما ألحَقَ القصف أضراراً كبيرة في المزروعات واصاب بعض المنازل. كما أصاب الخزان الرئيسي الذي يغذّي بلدة يارين بالمياه، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي.
وفي هذه الاثناء، تفقدت دورية للجيش اللبناني المنازل التي طالها القصف الاسرائيلي، وطلبت من المواطنين اخلاء المكان خوفاً من تجدد القصف حفاظاً على سلامتهم.
واعلنت قيادة الجيش، في بيان، انه «بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس الاول، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه».
الحزب يرد
وكانت «المقاومة الاسلامية» قد اصدرت بياناً أعلنت فيه انه: «في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023، والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام ابراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء 11/10/2023 باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء».
ونشر الحزب شريط فيديو يُظهر استهداف المقاومة لمجموعة من الجنود الاسرائيليين في تلة الجرداح.
واثناء القصف، دوّت صافرات الإنذار في مراكز «اليونيفيل» في البلدات التي يطالها القصف الاسرائيلي. واعلن الجيش الاسرائيلي انه تمّ «استهداف أحد مواقعنا في الجبهة الشمالية بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان»، وأضاف أن هناك امكانية «الاشتباه في عملية تسلل في منطقة رأس الناقورة الحدودية مع لبنان». وافادت وسائل إعلام إسرائيلية انه «طُلب من السكان في رأس الناقورة الدخول إلى الأماكن المحصنة».
وقال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي، في بيان: «تواصل اليونيفيل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتَحضّ على ضبط النفس».
وأفيد في فترة المساء انّ اجواء التوتر عادت لِتخيّم على المنطقة الحدودية، حيث اعلنت اسرائيل انّ صفارات الانذار دَوت في كل مستوطنات الجليل الاعلى والغربي بسبب خرق جوي من جهة لبنان. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان صاروخا سقط في مستوطنة المطلة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن شبهات تسلل من لبنان في المجال الجوي الاسرائيلي، فيما انطلقت صفارات الانذار في المدن والبلدات في المنطقة الحدودية الشمالية وطلبَ الجيش من سكان بلدات بيت شان وصفد وطبريا الاختباء حتى إشعار آخر تخوّفاً من هجوم واسع النطاق.
إستنفار وتعزيزات
وعلى رغم اجواء الهدوء الحذِر التي سادت في فترة ما بعد الظهر، فإنّ جو الاستنفار هو الحاكم على جانبي الحدود الجنوبية، ولوحِظ في هذا السياق استقدام العدو الاسرائيلي لتعزيزات الى الجانب الآخر من الحدود بالتزامن مع تعزيزات مماثلة في اتجاه منطقة الجولان. في وقت أُعلن فيه انّ «الجبهة الداخلية الإسرائيلية وجّهت دعوات الى سكان المناطق الحدودية الشمالية لالتزام الملاجىء والاماكن المحصنة». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: انّ «السوريين و»حزب الله» يشاهدون ما تفعله إسرائيل في غزة».
الحزب والتدخل الاميركي
الى ذلك، اعلن «حزب الله» في بيان للدائرة الاعلامية فيه انه «يعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحمّلها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزّل من الأطفال والنساء والشيوخ».
وطالبَ «جماهير أمتنا العربية والإسلامية، التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان»، بـ«أن تدين التدخل الأميركي وشركاءه الدوليين والإقليميين وتفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية».
واعتبر الحزب انّ «إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المُحبطين يكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر. وبالتالي، حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمد هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة. ولذلك نؤكد أنّ هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل».
النزوح… تابع
من جهة ثانية، يبدو ان موجات النزوح السوري غير الشرعي، ما زالت في تدفّق مستمر من دون توقف في اتجاه لبنان. وفي هذا الاطار اعلن الجيش احباط محاولة تسلل نحو ١٥٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية خلال الاسبوع الحالي. وحذّرت قيادة الجيش المواطنين من مَغبّة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرّضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدّد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة.
وقد حضر ملف النازحين في اجتماع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية في القاهرة. واتفقا على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد الى دمشق في ٢٣ تشرين الاول الجاري لبحث القضايا المشتركة، لا سيما النزوح السوري.
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
قلق أميركي من هجمات حزب الله.. وبني غانتس: سنزلزل لبنان
مجلس الوزراء اليوم بين النصاب والغياب.. ومسيرة تضامن في بيروت غداً
لا غروّ أن الوضع في لبنان مع عمليات «طوفان الاقصى» الآخذة بالاتساع والاستمرار بين اسرائيل بكل آلتها الحربية وحركة «حماس» ومعها كل الفصائل الفلسطينية المقاومة، فضلاً عن التعاطف المتعاظم من العرب والمسلمين ودول صديقة في العالم، بات كجزء مترابط مع متغيرات الشرق الاوسط، الآخذة بدورها بالتشكل بعد احداث 7 ت1 الجاري، والتي مرّ عليها لتاريخ امس 5 أيام بنهاراتها ولياليها، وكأنها قرن كامل.
وبموازاة العمليات العسكرية، التي يشكل حزب الله عبر المقاومة الاسلامية، العامود الفقري، والتي سجلت ضربات موجعة منذ الصباح مع اعلان الحزب استهداف موقع الجرداح، وتأكيده على وقوع اصابات مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال «بين قتيل وجريح»، شكل البيان الذي اصدره الحزب تعليقاً على ما تضمنه بيان الرئيس الاميركي جون بايدن تحولاً في التعاطي ومؤشراً على ان الشرق الأوسط يمر اليوم بوضع مشابه للمواجهة التي حصلت بين اطراف «حلف بغداد» والبلدان المناوئة بقيادة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، ونزول الاسطول الاميركي على شواطئ لبنان، والذي ادى الى حسم الانتخابات الرئاسية، التي اوصلت الجنرال فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني حينها الى قصر بعبدا.
تحدث حزب الله، بوصف كلامه يعبّر عن دول واطراف محور «الممانعة» او المقاومة، وجاء في البيان ان «إرسال حاملات الطائرات الى المنطقة لا يخيف فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة»، معتبراً ان تصريحات بايدن «وقوف سافر وإعلان لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني»، معتبراً ان «الولايات المتحدة شريك كامل في العدوان، محملاً إياها المسؤولية عن القتل والاجرام والتدمير، مطالباً بفضح هذا التدخل على المستويات كافة».
وقال النائب السابق وليد جنبلاط: أنت ترى جانباً واحداً فقط من الصورة، لأن نتنياهو اتصل بك أمس، فماذا عن الشعب الفلسطيني وغزة، وهي اكبر معسكر اعتقال في العالم، هل تتركهم ليحترقوا بالقنابل الاسرائيلية، داعياً إياه الى الدعوة لوقف النار، والحل الوحيد التسوية السياسية بدل الهبوط الى الجحيم.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيري: نتابع بقلق بعض الهجمات الصاروخية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ومصدرها بطبيعة الحال حزب الله.
وهدّد وزير الدفاع السابق بني غانتس الذي انضم لحكومة طوارئ مع نتنياهو انه «اذا لزم الامر سنزلزل لبنان».
وكشف الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيري إذا اقتضى الامر فإن حاملة الطائرات يو إس – إس دوايت ايزنهاور ستبحر الى المتوسط وتلتحق بالحاملة جيرالدفورد.
وسط ذلك، تصاعدت الحرب النفسية الى جانب الحرب الميدانية، وسارعت السفارة الاميركية الى نفي انباء عن توقف العمل، ومغادرة الموظفين، وقالت: السفارة ما زالت تواصل العمل بشكل عادي والتقارير خلاف ذلك كاذبة.
وفي اطار الحرب النفسية، نقلت القناة 13 الاسرائيلية من أن حزب الله ارعب جيشنا وسكان الشمال، وفي المعلومات، حسب القناة، ان حزب الله اطلق عدداً من طيور البجع المهاجرة التي ربط بأقدامها اضواء اثارت الرعب لدى الجيش والشرطة الاسرائيلية.
وتحسباً لعمليات التسلل او اطلاق النار، اطلقت اسرائيل قنابل مضيئة بين راميا ومروحين، وصولاً الى بلدة حمامص الحدودية في قضاء مرجعيون، وسط تحليق مروحي للطيران الاسرائيلي.
مجلس الوزراء: نصاب أم لا؟
ومجمل التطورات بأبعادها الميدانية والدبلوماسية ستحضر امام جلسة مجلس الوزراء اليوم، حيث تنحصر المناقشات ببند يتعلق بالوضع الجنوبي، وبند آخر يتعلق بعرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء المتعلق بموضوع النزوح السوري.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الكلام عن عدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم بفعل فقدان النصاب ليس منطقيا لاسيما أن الجلسة محددة المواضيع وتتصل بالوضع الذي استجد بفعل تطورات غزة،وقالت إن رئيس الحكومة يفضل أن تعكس هذه الجلسة توافقا على الموقف اللبناني الرسمي في ظل ما صدر من اتهامات في تقاعس الحكومة عن مناقشة الموضوع، معتبرة أن التهدئة مطلوبة،وكذلك بالنسبة إلى التعاون مع قوات اليونيفيل والالتزام بالقرارات الدولية.
إلى ذلك أوضحت هذه المصادر أن موضوع النزوح لا يحتمل أي تأجيل انطلاقا من المعطيات التي تكونت، أما إذا كان المقصود النقاش في التطورات الأخيرة من دون أي قضايا أخرى فذاك يعني تأجيل موضوع النازحين وهذا أمر ليس محسوما.
وفي التحركات، تنظم الاحزاب والقوى السياسية والنقابية والشبابية والفصائل الفلسطينية مسيرة وفاء لفلسطين الساعة الثانية بعد ظهر غد تنطلق من ساحة البربير الى وسط بيروت امام الاونيسكو.
****************************
افتتاحية صحيفة الديار
ارباك اسرائيلي غير مسبوق بعد بيانات عن دخول 20 طائرة شراعية من لبنان
حزب الله دمر ناقلتي جند بصواريخ «كورنيت» وقتلى وجرحى
واشنطن واوروبا تطالبان بمعلومات عن الاسرى وحماس ترد: وقف العدوان أولا – رضوان الذيب
اهتزت اسرائيل ليل امس، ونزل اكثر من مليوني اسرائيلي الى الملاجئ من حيفا الى جميع مناطق الشمال، وسط ارباك غير مسبوق منذ قيام دولة اسرائيل. وهذا الارباك ناتج من خبر اسرائيلي عن دخول 20 طائرة شراعية تحمل مقاتلين من حزب الله من الجنوب والجولان ووصلوا الى مستوطنة افيفيم والمستعمرات الاسرائيلية الاخرى، تبين انه غير صحيح، وانطلقت صافرات الانذار من الشمال حتى الجولان وحيفا والناصرة وبيسان، وبثت محطات التلفزة صورا لمئات الاسرائيليين يهرولون في الشوارع باتجاه الملاجئ، وتوالت البيانات الاسرائيلية المتناقضة عن مسار الطائرات الشراعية ووصولها الى حيفا وحصول اشتباكات وانفجارات، مع دعوات للاسرائيليين لالتزام منازلهم، فيما ذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان المسيرات التي دخلت ليست مفخخة وليست شراعية، وان مسيرة دخلت من لبنان ووصلت الى ديمونا بالقرب من المفاعل النووي، وتبين لاحقا ان صافرات الانذار في حيفا انطلقت بالخطأ جراء سقوط صاروخ من غزة، فيما تحدثت معلومات اخرى عن اختراق طائرات مسيرة فوق الجولان المحتل للتشويش على عمل الطائرات الاسرائيلية والحد من غاراتها على غزة.
وفي ظل الارباك الاسرائيلي، قال رئيس مجلس الجليل الاعلى: «شوهدت طائرات شراعية تدخل من لبنان وعلى متن كل طائرة مقاتلين» وهذا ما يؤكد على الارباك الاسرائيلي بعد طوفان الاقصى بالاضافة الى الخلل الفاضح في اجهزة الدفاع الاسرائيلية، وفيما اكتفى حزب الله بمراقبة المشهد الاسرائيلي» الكاريكاتوري»، اطلقت «اسرائيل» عشرات القذائف المضيئة، ولم تسجل اي عمليات قصف. في حين رجحت معلومات ان يكون ما حصل في المطلة ناتج من اشتباك بين مجموعتين من الاحتلال عن طريق الخطأ.
وعند الساعة السابعة والنصف من مساء امس عاد الهدوء الى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والجولان، في حين صدر بيان اسرائيلي متناقض يتحدث عن اختراق مسيرات من لبنان وعدم وقوع اي اصابات، ويقوم الجيش الاسرائيلي بعمليات تمشيط، ودعا البيان الاسرائيليين الى اليقظة والتنبه والتزام منازلهم. واللافت ان البيان يعكس مدى العجز الاسرائيلي، فيما اعلنت المستشفيات الاسرائيلية عن نقل المرضى من مستشفيات الشمال تحسبا لتطورات عسكرية في هذه المنطقة.
غزة تحترق
المنطقة على أبواب مرحلة جديدة وطويلة من الصراعات، وما قبل 7 تشرين الاول انتهى لمصلحة مرحلة مختلفة جذريا كتبها المقاومون في غزة، وكشفت بالملموس ان إسرائيل «اوهن من بيت العنكبوت – وكيان من كرتون» فقد هيبته وتفوقه في غلاف غزة وسيترك ذلك نتائج كارثية عليه مهما بلغ حجم الدعم الأميركي له بالتزامن مع تدشين بايدن حملته الانتخابية الرئاسية باعطاء الضوء الاخضر لنتنياهو لاحراق غزة وابادة شعبها وتأمين الغطاء الأوروبي والعربي لاجتياحها وتوجيه الإنذارات لحزب الله ولبنان بالمصير نفسه اذا فتح جبهة الجنوب وصولا الى مشاركة طائراته في الحرب واعطاء الاوامر لجيشه بالقيام بعمليات خاصة داخل غزة، حيث وصلت إلى تل أبيب قوات اميركية مدربة على اطلاق الاسرى وتنفيذ عمليات خاصة.
وفي المعلومات ايضا، ان الانذار الأميركي شمل سوريا بعد القصف المدفعي من الاراضي السورية على المواقع المعادية في الجولان المحتل ورد العدو بقصف بعض المواقع للجيش السوري، لكن هذا التهويل وهذه الإنذارات، لم توقف المقاومة عن دك كل قرى فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ ومهاجمة المستوطنين وتحقيق معادلة «التهجير مقابل التهجير» فتهجير أبناء غزة يقابله تهجير المستوطنين في عسقلان وسديروت وغلاف غزة واحراق المستوطنات وازالتها من الوجود، فيما رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية يتم بشكل مدروس ودقيق عبر تنفيذ عمليات نوعية بعد استشهاد ثلاثة من عناصره، وهذا ما يؤكد حسن ادارة حزب الله للأمور بشكل عقلاني وحكيم، وحرصا على البلد وسلامته ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لكن قرار الحرب الشاملة بيد نتنياهو وليس عند حزب الله، واذا أصر رئيس حكومة العدو على اجتياح غزة « وركب راسه « فان الأمور ستتدحرج بشكل حتمي إلى الحرب الشاملة على كل الجبهات، فسقوط غزة يعني تنفيذ نتنياهو عملية «ترانسفير» جماعية لاهالي غزة باتجاه الاردن وسيناء «الوطن البديل» وقتل وتصفية قيادات حماس، والجهاد، والشعبية، وكل الفصائل، وانهاء القضية الفلسطينية واسقاط محور المقاومة برمته، هذا الإجراء الاسرائيلي لن يسمح به مهما كانت الأثمان، وسيفجر المنطقة بدءا من لبنان الى سوريا والاردن والعراق، وباتت المعادلة واضحة: اذا قرر نتنياهو اجتياح غزة فان المنطقة ستشتعل من الجنوب حتى العراق، رغم ان قيادات فلسطينية في بيروت تستبعد لجوء نتنياهو إلى الاجتياح البري لتكاليفه الباهظة على الجيش الاسرائيلي، بالإضافة الى وجود 369 اسيرا اسرائيليا في غزة حسب تقديرات اعلامية فلسطينية، التي اعادت واكدت ان العدد الحقيقي والنهائي للاسرى والاسماء بات في عهدة قيادة حماس، ولن تعلن اي شيء، ولن تكشف عن اي اسم الا بعد ان توقف اسرائيل العملية العسكرية بشكل كامل، وحماس لن تقوم باي اتصالات في موضوع الأسرى مع أي طرف، ولم تقدم اي معلومة في هذا الشان لاي كان، الا اذا قتل اي أسير خلال القصف الاسرائيلي فانها ستعلن عن ذلك، مع تأكيدها بوجود 7500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية بينهم300 طفلا وعشرات النساء، في حين تضع مصادر فلسطينية في حساباتها امكان قيام «اسرائيل» بمحاولات انزال وتنفيذ عمليات خطف او اغتيال قيادات لرفع معنويات جيشها والضغط في موضوع الاسرى.
زيارة وزير خارجية اميركا الى الاردن و«اسرائيل»
يصل اليوم وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن الى الاردن و«اسرائيل» في رسالة دعم لكيان العدو واعلان الوقوف الى جانبه بعد ان وصلت امس حاملة الطائرات الاميركية الى شرق البحر المتوسط « يو – اس – اس جيرالد ار فورد» لتزويد كيان العدو بالاسلحة المناسبة، وفي المقابل، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان اطلاق المحتجزين الاميركيين اولوية لواشنطن وعنوان زيارة وزير الخارجية، وطلبنا ممن لهم علاقة بحماس ابلاغها رسالة واضحة باطلاق الرهائن.
فيما اعلن رئيس الحكومة الفرنسية عن مقتل 10 فرنسيين واختفاء 18 اخرين بينهم اطفال، كما وصل وزير خارجية بريطانيا الى كيان العدو ليل امس للبحث في ملف الاسرى البريطانيين .
عملية حزب الله
اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله بيانا اعلنت فيه، أنه في رد حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق 9- 10-2023 والتي ادت الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين وهم الشهداء، حسام ابراهيم، علي فتوني، علي حدرج، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح امس باستهداف موقع الجرداح مقابل منطقة الظهيرة بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الاصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح.
وجدد بيان العلاقات الاعلامية، التاكيد ان المقاومة الاسلامية ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء، وختم بيان الحزب «وما النصر الا من عند العزيز الحكيم». واعترف اعلام العدو بأن حزب الله دمر ناقلتي جند مدرعتين بصواريخ كورنيت.
وبعد العملية وقعت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة والصاروخية بين عناصر المقاومة وجنود الاحتلال من مسافات قريبة في منطقة الظهيرة – الجرادح، كما قصفت مدفعية الاحتلال بلدتي الظهيرة وحومين، مما أدى إلى إصابة مواطنين هما المفتش الاول في الامن العام مصطفى سويد وشقيقته، كما استهدفت القذائف الاحياء السكنية وجامع بلدة الظهيرة.
و اكد مسؤول امني اسرائيلي، ان استخدام حزب الله لصواريخ كورنيت غير قواعد اللعبة، فيما اشارت وسائل أخرى، ان بيان حزب الله عن الاستهداف هو ارتقاء تدريجي واضح للاحداث في الشمال، كما قالت وسائل اعلام معادية، ان هناك نتائج قاسية جدا للصاروخ المضاد للدروع الذي استهدف موقعا اسرائيليا، فيما طلبت القيادة الإسرائيلية من كل المستوطنين في المستوطنات المحاذية للحدود في الشمال الموجودة من خط صفر حتى 4 كلم الدخول إلى الأماكن المخصصة لهم، ويشمل هذا الاجراء القرى السورية المحتلة في الجولان، وافادت المعلومات مساء امس عن حشود اسرائيلية في هذه المناطق .
مجازر غزة
وحسب قيادات فلسطينية في بيروت، فان ما يجري من مجازر في غزة، يتم وسط تآمر عربي غريب لم يتمكن حتى الآن من فتح معبر رفح وايصال المساعدات.
وحسب المصادر الفلسطينية، فان الاتصالات الدولية والعربية متوقفة كليا بسبب رفض «اسرائيل» اجراء اي اتصالات والتركيز على العمل العسكري، ولذلك لم يجر اي تحرك عربي لفك الحصار ووقف الهجوم الاسرائيلي في ظل الغطاء الأميركي، وعلم ان رئيس المكتب السياسي في حماس خالد مشعل أجرى بعض الاتصالات العربية ووضعهم في اجواء ما يجري.
وحسب القيادات الفلسطينية في بيروت، فإنه رغم كل الوحشية الصهيونية التي تمثلت امس بمئات الغارات، فان أسطورة «إسرائيل» سقطت على أيدي 1000 مقاتل انتصروا بايمانهم على عشرات آلالاف من المرتزقة الذين تجمعوا من كل اصقاع العالم في غلاف غزة وفروا هاربين، وانهاروا واستسلموا خلال المواجهات المباشرة، وخلافا لكل المزاعم الإسرائيلية وحسب قيادات من حماس فإنه لم يقتل اي طفل او امرأة إسرائيلية بنيران المقاومين خلال عملية طوفان الأقصى، وترك عناصر المقاومة ممرات آمنة للنساء والأطفال كي يغادروا المستوطنات وكتبوا داخل منازلهم «نحن لا نقتل الأطفال والنساء» والذين اعتقلوا يعملون في الجيش والامن، وقد تمت الاعتقالات حسب اللوائح الاسمية التي تملكها المقاومة وبينهم امنيون كبار في الموساد وأبناء قادة في الجيش، وهذا ما يكشف مدى الجهد الأمني في التحضير للعملية.
وحسب المصادر الفلسطينية، فان المقاومين انتصروا على كل الآلة الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية والامنية، واثبتت العملية ان جسم المقاومة في لبنان وفلسطين سليم امنيا وخال من الخروقات، وهذا ما ادى الى نجاح العملية من خلال عنصر المفاجأة والمباغتة والاسترخاء لدى جنود العدو، رغم ان المخابرات المصرية حسب المعلومات، أبلغت الموساد منذ شهرين عن تحضيرات ما في غزة لم تعرف طبيعتها ونجحت حماس في سد هذه الثغرة عبر المزيد من إجراءات التخفي والمراوغة والتضليل، وتفوقت في الحرب الأمنية، والسؤال: هل تعرضت إسرائيل لهجوم سيبراني قبل بدء طوفان الأقصى عطل الاتصالات، وقام بالتشويش على الأجهزة الإسرائيلية وبث المعلومات المضللة.
وحسب المصادر نفسها، فإنه ولليوم الخامس للحرب الإسرائيلية على غزة، ورغم عشرات آلالاف من الصواريخ من البر والبحر والجو فان قدرات المقاومة الصاروخية لم تتاثر ولم تتراجع عمليات القصف باتجاه كافة مناطق فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى السيطرة على الأرض والتحكم بالميدان والاتصالات وعمليات التبديل ونقل الشهداء والجرحى والتحكم بمسار التطورات والمبادرة إلى الهجوم والدخول إلى المستوطنات الواقعة في غلاف غزة وآخرها عسقلان وسديروت، فيما القيادة العسكرية الإسرائيلية لم تصح من الضربة بعد، وما زالت تتخبط في الفوضى.
وحسب المتابعين للاتصالات في بيروت فان المعادلة باتت واضحة، اي هجوم بري على غزة فان جبهات لبنان والجولان وصولا الى العراق ستشتعل كلها، وستصيب القوات الأميركية في العراق وسوريا، وسيناريو «طوفان الأقصى» قد ينفذ من جنوب لبنان، وفي المعلومات، ان مصر أبلغت تل أبيب بأن جبهة جنوب لبنان ستشتعل في حال اقدمت «إسرائيل» على الهجوم البري على غزة، وهذا ما دفع واشنطن إلى ممارسة كافة الضغوط على حزب الله وصولا الى توجيه تحذيرات للمسؤولين اللبنانيين من مغبة دخول حزب الله في المواجهة، وهذه التحذيرات نقلتها السفيرة الأميركية، ومن المعلوم ان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال ردا عليها في خطابات سابقة: «إسرائيل» ستعود للعصر الحجري وليس لبنان في اي مواجهة مقبلة .
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، الحرب طويلة، والمقاومة استعدت لكل الاحتمالات، «وغزة تحت الارض وفوق الأرض» قادرة على المواجهة لسنوات ولديها كل الامكانات، و «إسرائيل» عاجزة عن خوض الحروب الطويلة ولا تستطيع تحمل الخسائر البشرية والاقتصادية، ودخول غزة لن يكون نزهة مع سقوط مئات الصواريخ يوميا على كيان العدو من كل الجبهات. وحسب المصادر الفلسطينية، من بادر إلى الهجوم وطوفان الأقصى وضع كل الاحتمالات ورسم كل السيناريوات.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تمعن في قتل الفلسطينيين والعالم يتفرّج
وفي اليوم الخامس على الحرب، استمرت آلة القتل الاسرائيلية العشوائية في استهداف قطاع غزة بوحشية انتقاما لعملية “طوفان الاقصى” محددة بنك اهداف لم تستثن منه المدنيين ولا المستشفيات المهددة بالاقفال نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد الادوية، فيما اعداد القتلى من الطرفين بات ألوفا مؤلفة، لم تفلح اتصالات الوساطات الدولية الجارية حتى الساعة في الحد من نهر الدم الجارف للعودة الى المفاوضات والتقاط الانفاس.
اما حدود لبنان الجنوبية فعلى كف عفريت، حيث شهدت المنطقة صباحا جولة تصعيد جديدة، فيما تستمر حركة نزوح المدنيين خشية توسع رقعة الصراع الى الداخل، وسط دعوات سياسية خصوصا من فريق المعارضة لتحييد لبنان عن اتون بركان غزة، ومجلس الوزراء المدعو الى الاجتماع غدا لاتخاذ موقف حاسم ازاء التصعيد على الحدود.
رد حازم
ميدانيا، اعلنت المقاومة الاسلامية في بيان ان و”في ردٍّ حازم على الاعتداءات الصهيونية يوم الاثنين الموافق في 09/10/2023 والتي أدّت إلى استشهاد عدد من الأخوة المجاهدين وهم الشهداء: حسام ابراهيم، علي فتوني، علي حدرج. قام مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح اليوم (امس) الأربعاء 11/10/2023 باستهداف موقع الجرداح الصهيوني قبالة منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح. إنّ المقاومة الإسلامية تؤكد مُجدّدًا أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خصوصا عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء”.
قصف واضرار
على الاثر، نفذ الجيش الاسرائيلي قصفا على مناطق مفتوحة في بلدة الضهيرة جنوب لبنان. وخلّفت الاعتداءات الاسرائيلية الصباحية اضراراً كبيرة في الممتلكات والحقول الزراعية، حيث اصيب ثلاثة اشخاص بجروح في بلدة مروحين، بالاضافة الى اصابة نحو عشرة منازل اصابات مباشرة. كما تم استهداف الخزان الرئيسي الذي يغذي بلدة يارين بالمياه فضلاً عن الحرائق التي لا تزال تتصاعد في خراج بلدتي الضهيرة ومروحين بانتظار الدفاع المدني لإخمادها.
العثور على منصة
واعلنت قيادة الجيش في بيان ان “بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم أمس، وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه”. من جانبه، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي في بيان، رداً على بعض الشائعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ان “في أوقات النزاعات تنتشر الشائعات”. وأضاف “تواصل اليونيفيل حضورها ومهامها العملياتية. عملنا الأساسي مستمر وقيادة اليونيفيل على اتصال دائم مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وتحض على ضبط النفس”.
الحكومة غائبة
في السياسة، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن “الثابت ان لبنان في دائرة الخطر والاشتباك بسبب وجود قوى عسكرية خارج القوى الشرعية على الاراضي اللبنانية وهي ضمن اللعبة الاقليمية وقد تستدرج الاشتباك الى الاراضي اللبنانية مع تطور المواجهة”.
لا نتحمل
بدوره، علّق عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش على تداعيات الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني على جنوب لبنان كاتبًا على منصة “اكس”: “كل لبنان لا يريد الحرب، لأننا لا نتحمل أي ضربة ولأننا تعلمنا، وكما قال محمود درويش: ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل”.
لا نريد
من جانبه، كتب النائب مارك ضو عبر منصة “إكس”: لا نريد أن ننجر لحرب… بدأتها مصالح غيرنا يستفيد منها غيرنا وتفرغ وطننا من شعبه.
لا أزمة
في التداعيات الداخلية لتطورات الاراضي المحتلة والجنوب، تهافتٌ على تكديس المواد الغذائية والاولية. في السياق، أعلن أمين سرّ نقابة اصحاب محطات المحروقات في لبنان حسن جعفر عبر “صوت لبنان” أن ما حصل على الحدود أدى الى التهافت على السوبرماركات ومحطات البنزين ولكن لا أزمة بنزين ومخزوننا يكفي لعشرين يوماً”. وأضاف “أحداث غزة أدت الى رفع سعر برميل النفط عالمياً وسنشهد انخفاضاً في سعر صفيحة البنزين يوم الجمعة المقبل في حال لم يرتفع سعر برميل النفط العالمي”. جعفر ختم متمنيا أن لا نصل إلى مرحلة نخزن فيها المحروقات في المنازل، وحتى حينه “لم نصل إليها”.
النزوح غير الشرعي
في الاثناء، موجات النزوح السوري غير الشرعي مستمرة. فقد صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي: خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو ١٥٠٠ سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من مغبة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة.
الى سوريا
ملف النزوح حضر في اجتماع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع نظيره السوري فيصل المقداد على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري العربي في دورته غير العادية التي تعقد اليوم في القاهرة لبحث العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني. وقد تشاور الوزيران في بالاوضاع الحالية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وإتفقا على تحديد موعد زيارة بوحبيب على رأس وفد الى دمشق في ٢٣ تشرين الاول الجاري لبحث القضايا المشتركة لا سيما النزوح السوري.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :