افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال مدعوماً من أميركا والغرب إلى مذبحة شاملة في غزة تقتل الآلاف وتدمر البيوت /
المقاومة تقاتل خارج غزة وتطلق صواريخها على عمق الكيان… وتستعدّ لتغيير قواعد الاشتباك/
الحدود اللبنانيّة أمام تصعيد يهدّد بالانزلاق إلى الحرب مع استهداف مواقع للمقاومة وارتقاء 3 شهداء/
في اليوم الثالث لعملية طوفان الأقصى واصلت المقاومة سيطرتها على مواقع عديدة خارج غزة، فبقيت المعارك في سديروت وجنوب عسقلان وقاعدة زكيم البحرية، ودفعت المقاومة بمساندة قتالية لمقاتليها في مواقع سيطرتها خارج قطاع غزة، وفشل جيش الاحتلال رغم مرور أكثر من يومين على بدء العملية في استعادة السيطرة على المناطق الحدودية التي وقعت بيد المقاومة خلال اليوم الأول، وكان الحضور الوحيد لجيش الاحتلال هو القتل والمزيد من القتل، عبر غارات لم تتوقف على الأحياء السكنية والأسواق والأبراج، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي المعلن بلا حدود لشنّ حملة عسكرية تردّ الاعتبار للجيش المتهالك، ومقابل القصف الاسرائيلي الوحشي واصلت المقاومة إطلاق صواريخها، على مواقع عديدة ومؤسسات حيوية للكيان مثل مطار بن غوريون الذي توقف نصف ساعة بسبب تساقط الصواريخ.
رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو دعا قادة المعارضة بتشجيع أميركي الى حكومة طوارئ وطنيّة تضم الجميع، تقدم التغطية للحملة العسكرية التي بدأ الإعداد لها ضمن خطة استدعاء ثلاثمئة ألف من الاحتياط، للإفادة من الدعم الأميركي، بخلفية التفكير بعمل برّي يتضمن مجازفات كبرى، وليس مضموناً أن يخرج منها جيشه معافى.
على جبهة لبنان تبدو مخاطر التدحرج نحو حال الحرب إلى تزايد مع جرعة الدعم الأميركي لقيادة الكيان، حيث إن جيش الاحتلال بعد عملية تسلل لسرايا القدس نتجت عنها إصابات في جيش الاحتلال منها نائب قائد اللواء الغربي، ورغم استشهاد عناصر السرايا برصاص جيش الاحتلال، قام باستهداف مواقع لحزب الله ما أدّى لاستشهاد ثلاثة من عناصر الحزب، وقيامه بالردّ بقصف صاروخيّ على مقر قيادة الجليل ومعسكرات أخرى، ولم تستبعد مصادر أمنية أن يتسارع الوضع على جبهة الحدود نحو المزيد من التصعيد والتدحرج نحو الحرب الأوسع.
وبعد الهدوء الحذر الذي شهدته الحدود اللبنانية – الفلسطينية عقب عملية المقاومة الإسلامية في لبنان باستهداف عدد من مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، عاد الوضع إلى التصعيد بوتيرة أكبر بدءاً من عصر أمس، وذلك بعد تسلل عناصر من المقاومة الفلسطينية من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واشتبكوا مع دورية «إسرائيلية» ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو.
وبعد وقت قليل، أعلنت “سرايا القدس”، مسؤوليتها عن العملية و”أدّت إلى إصابة ضابط صهيونيّ كبير و7 جنود “إسرائيليين”، بينهم إصابة خطيرة”.
وأصيب نائب قائد اللواء الغربي الصهيوني في الاشتباك مع مجاهدي “سرايا القدس” عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية إضافةً لسبع إصابات أخرى بينها إصابات حرجة.
بدورها، تحدثت وسائل إعلام العدو عن محاولة تسلل 4 مسلحين من لبنان، قرب قرية عرب العرامشة، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، مضيفةً أنّ جيش الاحتلال أغلق عدّة طرقٍ في الجليل الغربي بعد محاولة التسلل من لبنان.
وعقب ذلك، قصف العدو “الإسرائيلي” خراج بلدة عيتا الشعب وبلداتٍ محاذية لها، حيث بدأ العدوان على بلدتي الضهيرة ويارين الحدوديتين، قبل انتقاله إلى خراج عيتا الشعب، وقد استهدفت غارات الاحتلال مراكز لحزب الله ما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء.
وزفت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة المجاهدين: “حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، علي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط – بيروت، والشهيد المجاهد علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت (سكان بلدة حناويه الجنوبية)، والذين ارتقوا نتيجة العدوان الصهيوني على جنوب لبنان عصر اليوم الاثنين 9/10/2023”.
وأشارت مصادر مطلعة على أجواء المقاومة لـ”البناء” الى أن القصف الإسرائيلي ضد مراكز حزب الله هو خرق لقواعد الاشتباك وسيستدرج ردة فعل من المقاومة في لبنان ستكون مؤلمة للعدو. ولفتت الى أن الاحتلال الذي يعيش حالة من الهيستيريا والإرباك بعد الضربة التي تعرّض لها في غلاف غزة، هو من يأخذ الأمور الى التصعيد وسيلقى الرد المناسب. وحذرت المصادر من أن الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات من ضمنها تفجير جبهة الجنوب على نطاق واسع، ما سيدفع المقاومة في لبنان إلى الدخول الى الجليل في أي وقت تراه مناسباً، ما سيغيّر مسار المعركة ومصير الحرب. وكشفت أن المقاومة في لبنان رفعت درجة الجهوزية الى نسبة كبيرة وهي مستعدّة لخوض حرب طويلة الأمد ستنتهي بالنصر، كما وعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وعلمت “البناء” أن الحكومة اللبنانية تتعرّض لضغوط خارجية أميركية – أوروبية للضغط على حزب الله لتحييد لبنان عما يجري في غزة وتفادي فتح جبهة من الجنوب. كما علمت عن اتصالات تجري بين المراجع السياسية والرئاسية للتباحث بالتطورات على الحدود وفي غزة، وما يمكن اتخاذه من قرارات وإجراءات لمواكبة الأحداث الخطيرة والتداعيات المحتملة للحرب في غزة.
وبعد حوالي الساعة أعلن “حزب الله”، في بيان، أنه “بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة”.
ولم تسلم ثكنات الجيش اللبناني من همجية الاحتلال، إذ أعلنت قيادة الجيش، أنه “بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/٩ تعرضت مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة».
وكان جيش الاحتلال أعلن “قصف مواقع لبنانية بالمدفعية رداً على القذائف التي أطلقت تجاه إسرائيل”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى أننا “نعمل على تحصين حدودنا مع لبنان والضفة الغربية، ونريد تأمين دعم دولي حتى نتحرك بهامش حرية كبير”.
وسجل مساء أمس، تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية نوع “ام كا” على علو شاهق فوق مزارع شبعا تلال كفرشوبا وصولاً حتى سماء منطقة حاصبيا وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي على علو شاهق فوق المناطق المحتلة.
في المواقف الداخلية، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة”.
وخلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك. تابع “معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع، قدّمنا وسنقدّم الشهيد تلو الشهيد حتى يتم التحرير، وتعود الأمة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمة وكل عاشقي الحرية”.
بدوره، كشَف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّه “بعد خمسَ عَشَرَة دقيقة تمت إعادة نصب الخيمة من قبل المقاومين الذي مكثوا في محيطها لحمايتها، فيما لم يتجرأ جيش العدوّ على إطلاق رصاصة واحدة باتجاههم خشية أن يتورط بمواجهة لا يريدها”.
وأكد اننا “صدقناكُم الكلام حين قُلنا لكم منذ حرب تموز وانتهائها إلى الآن، ونحن نردد هذا الكلام بأنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة في المواجهة مع المقاومة انتهت”، معتبراً أن “الإسرائيلي لم يعُد أسطورة، وأصبح هشًّا وهو كالروبوت مُصنّع ومن داخله فارغ، والإسرائيلي يركّب القوة لديه من فقرات في العمود الفقري، لكن بدون عصب والآن الإسرائيلي لا يستطيع أن يحمي الكيان الذي يحتلّه”.
ولفت الى أنّ “الدول الحريصة على التطبيع هي التي تهتم بإيجاد تخفيفٍ للتصعيد، ووقفٍ لإطلاق النار من أجل تسوية الموضوع ولو مؤقتاً ليستعيد الإسرائيلي توازنه حتى يتفاهموا معه”. ورأى أن “الإسرائيلي لا يستوعب ما حصل معه ولن يستوعب، لأن ما حصل أكبر من أن يوصف والإسرائيلي في مأزق كبير، لأن هذه العملية التي صدّعته وصدّعت دوره ستكون إن شاء الله تمهيداً لإزالة كيانه”. وأكد أن “هذا الكيان المؤقت آن له أن يزول وأن تتخلّص البشرية في منطقتنا على الأقل من أعبائه وتسلّطه”.
بدوره، طلب النائب السابق وليد جنبلاط، من “حزب الله ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة وسأتواصل مع الحزب وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”.
واعتبر أن “الأمور تجاوزت الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والدول الحاضنة، وعلى المقاطعين أن يحضروا لتكون الحكومة حاضرة وتجتمع وكفانا مزايدات واسم بالزايد أو بالناقص بالرئاسة”.
وشهد لبنان سلسلة تحركات واعتصامات شعبية في عدد من المناطق لا سيما على الحدود مع فلسطين المحتلة وبيروت.
بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي رداً على سؤال حول الإجراءات التي ستتبعها “اليونيفيل” للتعامل مع التظاهرات على الخط الأزرق، أن “بحسب بعض التقارير، تجمّع بعض الأشخاص بالقرب من الخط الأزرق، ولكن لم نشهد أي تجمعات كبيرة”. أضاف “نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وجنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على استعداد للانتشار لتخفيف التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة على طول الخط الأزرق”.
وعقب توتر الوضع على الحدود، غصّ المشهد الاعلامي بسيل من الاشاعات والاخبار الكاذبة التي مصدرها إعلام العدو وأدواته في لبنان في اطار الحرب النفسية والاعلامية التي يشنها العدو ضد لبنان واللبنانيين، لا سيما الحديث عن نزوح أهل الجنوب من القرى والبلدات، الأمر الذي نفته مصادر الأهالي والبلديات، مشيرة لـ”البناء” الى أن النزوح اقتصر على بعض المواطنين من القرى الأمامية التي تعرّضت للقصف فقط.
وإذ جرى تعميم مناخ من الحرب وانقطاع المحروقات والازدحام على المحطات، طمأن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، اثر اللقاءات التي حصلت بينه وبين أمين سر نقابة المحطات وأعضاء النقابة، الى أن “مادتي البنزين والمازوت متوافرتان بشكل طبيعي وبكميات كبيرة في الأسواق اللبنانية، ولا داعي للهلع، بفعل الشائعات التي يتم تداولها، والتي تسببت بزحمة على عدد من محطات المحروقات في بعض المناطق”، مؤكداً أن “الأمور طبيعية”، متمنياً على المواطنين “عدم الأخذ بالشائعات، بل متابعة بيانات وزارة الطاقة ونقابة المحطات وموزعي المحروقات”. وأشار الى انه “يوم غد سيشهد انخفاضاً في أسعار مادة البنزين، في الأسواق اللبنانية، وفق الجدول الذي سيصدر عن وزارة الطاقة”.
وطلبت السفارة الأميركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مواطنيها في بيروت “توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تابع الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. كما تلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الإطار ذاته. وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وجواً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.
على صعيد آخر، أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب أمس اتّصالاً بنظيره السوري فيصل المقداد، حيث قدّم له مرةً أخرى تعازيه لأرواح الشهداء الذين سقطوا أخيراً في الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية في حمص. كما تناول الوزيران التطورات في غزة والتحضيرات لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة. كما تباحث الوزيران في الزيارة المرتقبة للوزير بوحبيب الى سورية لمناقشة مسألة النازحين السوريين وسبل معالجتها.
وكان رئيس الحكومة اجتمع مع بو حبيب الذي أعلن بعد اللقاء “أطلعت دولة الرئيس على الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في القاهرة بشأن الأوضاع في غزة وفلسطين. كما عرضنا لموضوع النازحين السوريين والزيارة التي سأقوم بها هذا الشهر لسورية، وأنني سألتقي أيضاً بوزير الخارجية السوري في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة”. ورداً على سؤال قال: “نحن لا نريد ان يدخل لبنان في الحرب الدائرة، ونسعى لذلك، ويقوم رئيس الحكومة باتصالات كثيرة في هذا الشأن وإن شاء الله خيراً، وكل الأطراف الدولية تدعونا أيضاً لعدم الدخول في الحرب، وهذا هو موقف لبنان”.
******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
قوى محور المقاومة تدرس الخطط لنصرة غزة ومقاومة فلسطين: إسرائيل تستنجد بأميركا عسكرياً ضد حزب الله
الجنون الدموي الذي كان عنواناً واضحاً لردّ العدو على «طوفان الاقصى»، بدأ أمس بموجة غير مسبوقة من القصف العشوائي للأحياء في قطاع غزة، وقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين. ولم يكن قرار حكومة إسرائيل مفاجئاً في ضوء كل أشكال التمهيد التي سبقته، خصوصاً لناحية حصول العدو على تغطية أميركية وغربية واسعة للجرائم التي كان متوقّعاً أن يقوم بها، على خلفية الانتقام ومحاولة رد الاعتبار بعد الهزيمة الكبيرة التي تسبّبت بها العملية النوعية لحماس في غلاف غزة.
وبعد مرور أقل من يومين على بدء المواجهات، يمكن تفصيل المشهد سياسياً وميدانياً وفق الآتي:
أولاً، تولّى الغرب توفير تغطية للمجازر الإسرائيلية ضد قطاع غزة بعد تبني السردية الإسرائيلية التي تقول إن حركة حماس ليست سوى نسخة من «داعش»، وتبنّي رواية أن مجموعات المقاومة قتلت مدنيين من جنسيات مختلفة، وأن لإسرائيل الحق برد متناسب، مع إضافة نوعية تتمثل في عدم وضع الغرب سقفاً زمنياً للجنون الإسرائيلي.
ثانياً، ألزمت الولايات المتحدة حكومة بنيامين نتنياهو بإجراء تعديل وزاري سريع، وتولّت الحكومة الأميركية حث قادة المعارضة في الكيان على قبول تشكيل حكومة طوارئ «وطنية»، في سياق تقليص حجم حضور من تعتبرهم الولايات المتحدة عناصر منفرة لأصدقائها في العالم، ولخلق توازن في التعامل مع الوضع عامة، وتوفير غطاء «وطني» لمجازر جيش الاحتلال، خصوصاً في ضوء الانقسامات القائمة وتحميل قسم كبير من الإسرائيليين نتنياهو شخصياً مسؤولية تدهور الوضع العسكري والأمني والاقتصادي.
ثالثاً، بذل الغرب نشاطاً سياسياً ودبلوماسياً واسعاً لتهديد أطراف محور المقاومة ولا سيما حزب الله، نحو عنوان منع توسّع الجبهات التي تقاتل إسرائيل. وبلغ التهديد حد القول بأنه في حال قرّر الحزب الدخول في المواجهة فإنه لن يواجه الجيش الإسرائيلي فحسب، بل الجيش الأميركي أيضاً، وحرص العدو على تعميم هذه الأجواء على الإعلاميين والدبلوماسيين في إسرائيل، وزعم أنه نقل هذا التهديد إلى الحزب بواسطة الفرنسيين.
رابعاً، تتولّى الولايات المتحدة إجراء اتصالات مع دول عربية وغربية تملك علاقات مع سوريا والعراق واليمن لحث هذه الدول على عدم التورط في الحرب، بعد ورود معطيات إليها بأن قوى وحكومات محور المقاومة انتقلت إلى البحث العملاني في خطط للتدخل ربطاً بمجريات الأحداث في فلسطين.
خامساً، محاولة إشاعة مناخ بأن هدف العملية الإسرائيلية في غزة هو الانتقام والردع، وهذا بخلاف ما تعلنه إسرائيل بأنها تريد القضاء على مقدرات المقاومة من جهة، وعلى كي وعي الشعب الفلسطيني من جهة ثانية. وقد رفع العدو من سقف أهدافه ليبرر الجنون الدموي الذي لا يوفر شيئاً في غزة، وترافق مع أوامر الى قواته المنتشرة في الضفة الغربية بقتل كل من يحاول القيام بأعمال مناصرة لغزة، بالترافق مع تهديدات عنصرية ضد أبناء الـ 48 خشية أن يبادروا الى تحركات تضامنية.
سادساً، السعي الى فصل ملف الأسرى وتحويله الى قضية إنسانية عالمية، من خلال بدء تحركات غربية تدعو المقاومة الى إطلاق سراح النساء والمستوطنين من غير العسكريين، ومن خلال الحملة على حماس، خصوصاً بعد تهديد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة بإعدام الأسرى في حال واصل العدو قصف المناطق السكنية من دون سابق إنذار.
ردود المقاومة
في غضون ذلك، استمرّت المواجهات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال خارج القطاع، فيما أعلن العدو أنه لم ينجز بعد استكمال «تنظيف مناطق غلاف غزة من المسلحين». وأبلغت قيادة غزة فصائل المقاومة خارج فلسطين بأن قوتها الصاروخية قادرة على التعامل مع العدو لفترة طويلة جداً، وأن الاستعداد للحرب البرية كبير أيضاً.
في لبنان، وبعد عملية حزب الله في مزارع شبعا صباح الأحد، شنّت مجموعة من حركة الجهاد الإسلامي عملية ضد مستوطنة شتولا القريبة من الحدود مع لبنان في القطاع الغربي. ودارت مواجهة قاسية استشهد خلالها مقاومين، بينما أصيب 9 جنود إسرائيليين قبل أن يتبين أن بينهم قتيلين أحدهما ضابط. لكن اللافت أن العدو الذي بادر الى قصف المناطق القريبة من الحدود، تعمّد توجيه ضربات صاروخية مباشرة الى نقاط يتواجد فيها مقاتلون من حزب الله ما أدى الى استشهاد ثلاثة منهم، فردّت المقاومة بقصف قواعد للعدو في المنطقة. وقال بيان حزب الله إنه «رد أولي» على العملية.
محاولة تعديل القواعد
وقد تبيّن من معطيات محددة، أن مبادرة العدو الى قصف مواقع معروفة بأنها لحزب الله في الشريط الحدودي، تعكس من جهة حالة التوتر التي تعيشها قوات الاحتلال في المنطقة، لكنها تشكل رسالة واضحة أرادت إسرائيل من خلالها تحميل حزب الله مباشرة أي عمل يُشن ضدها انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. وهي تحاول عبر عمليات القصف المتعمّد وإيقاع قتلى في صفوف المقاومة القول لحزب الله: «أنت مسؤول مباشرة عن أي عمل ينطلق ضدنا من لبنان، وأنت مسؤول عن أي نشاط يقوم به الفلسطينيون في لبنان سواء بعلمك أو من دونه».
هذه المعادلة، هي بالضبط ما يعمل حزب الله على منع تكريسها، ولذلك فإن القصف الذي تعرّضت له ثكنات العدو بعد قصف مواقعه، شكّل رداً أولياً بحسب بيانه، وهذا يشير الى أن الحزب، كما هو معروف عنه، يدرس الأمر من زاوية «قاعدة التماثل» التي يعمل بها منذ فترة طويلة، والتي تقتضي منه القيام بعمل عسكري يؤدي الى قتل ثلاثة جنود للعدو على الأقل، وما سينتج عن ذلك من رد فعل لدى العدو، وهو ما قد يقود الى تدحرج الأمور نحو مواجهة واسعة. ولهذه المواجهة شروطها بالنسبة إلى الحزب، وهو لا يراها موضعية وتخصّه في لبنان، بقدر ما يراها ويريدها في سياق المواجهة التي تفيد في معركة حماية المقاومة في فلسطين وإفشال مشروع العدو الهادف الى محاولة إزالة الآثار الإستراتيجية لعملية «طوفان الأقصى».
التدحرج نحو الحرب الكبرى
وإذا كان المهم للجميع هو الإجابة عن سؤال حول طريقة تصرف قوى ودول محور المقاومة، فقد علمت «الأخبار» أن التنسيق القائم تركّز على تجديد التوافق على نصرة الفلسطينيين، ثم الحديث عن سقف معين قد رُسم، ما قد يسمح بالحديث عن الانتقال الى مرحلة الاستعداد لاحتمال الانخراط في معركة كبرى ضد العدو. وقد تبلّغت قوى المقاومة من الفلسطينيين بأنهم في وضع يمكّنهم من تحمل أي مواجهات عسكرية، لكن ذلك لم يمنع المقاومة في فلسطين من طلب الإسناد في جبهات أخرى. ويجري العمل على خلق ظروف ووقائع من شأنها تخفيف الضغط عن غزة، أو إلزام العدو بوقف جنونه الدموي.
كذلك جرى نقاش حول التهديدات بالآلة العسكرية الأميركية، خصوصاً بعد الذي تسرّب ليل أمس عن أن العدو يتصرف وفق قاعدة تقول بأن الولايات المتحدة ستكون شريكة معه في القتال في حال انضمت قوى المقاومة الى «حماس» في المعركة القائمة. وكان لافتاً أن حكومة العدو أشارت الى حاملة الطائرات الأميركية «فورد» المتوجهة الى منطقتنا، وقد سرّب العدو بما اعتُبر تهديداً للبنان بأن للحاملة دوراً عملانياً الى جانب قواته في مواجهة حزب الله.
وفي وقت لاحق على تسريبات العدو، نقلت شبكة «ان بي سي نيوز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين «كبار»، حاليين وسابقين، أن قرار إدارة بايدن إرسال حاملة الطائرات هو «رسالة واضحة إلى إيران». ونسبت الشبكة إلى أحد المسؤولين الحاليين قوله إن فحوى هذه الرسالة هو أن «عليكم التراجع، خاصة عندما يتعلق الأمر بإطلاق العنان لحزب الله». وأضاف: «الأمر كله يتعلق بردع إيران»، مشيراً إلى أن هذا الدعم لإسرائيل يعطيها «قدرة كبيرة على ردع أي عدوان إيراني أو أي توسيع للعمليات». ونقل إعلاميون في واشنطن عن مسؤول أميركي في وزارة الدفاع بأن الحاملة أُرسلت لردع حزب الله على وجه التحديد. وقال المسؤول: «نحن قلقون بشدة من احتمال اتخاذ حزب الله قراراً خاطئاً وفتحه جبهة ثانية».
وعلمت «الأخبار» من مصادر معنية، أن لجوء العدو العلني الى استجداء التدخل الأميركي فيه إشارة ضعف الى عدم ثقته بقدرته منفرداً على مواجهة أي توسع للحرب، وأن الجميع ينتظر توضيحات من الجانب الأميركي، خصوصاً أن واشطن كانت أبلغت عواصم معنية بأن إرسال الحاملة ليس عملاً حربياً بل هو عمل ردعي، وأن الحكومة الأميركية لم تطلب ولم تحصل على تفويض للمشاركة في عمليات عسكرية.
يحاول العدو فرض معادلة جديدية: حزب الله مسؤول عن انشطة الفلسطينيين
وقالت المصادر إنه رغم ذلك، وفي حال قرّر الأميركيون المشاركة في الحرب، فإن هذا يعني أنهم يضعون كل مصالحهم ومنشآتهم الرسمية المدنية والعسكرية في المنطقة في دائرة الاستهداف المباشر. كما أن الولايات المتحدة تعلم أن لدى المقاومة في لبنان وفي عواصم أخرى القدرات القتالية القادرة على توجيه ضربات مباشرة الى أي إدارة عسكرية أميركية تشارك في القتال بما في ذلك حاملة الطائرات نفسها. ولفتت المصادر الى أن طلب العدو مساندة عسكرية أميركية لا يفيد بشيء، لأن الأهداف العسكرية التي لا تطاولها إسرائيل لن تطاولها القوات الأميركية، أما إذا كان المقصود هو الحصول على كثافة نارية وقتل للمدنيين، فهذا يعني أن على الأميركيين تحمّل النتائج، كما من شأن ذلك فتح «باب جهنم» على الإسرائيليين أنفسهم.
ومع ذلك فإن مصادر إعلامية في واشنطن أعربت عن اعتقادها بأن الأميركيين لا ينوون توسيع دائرة الحرب، ومصلحتهم هي في حصر المواجهة مع حماس، وأن جلّ همهم إجراء مقارنة بهجمات الحادي عشر من أيلول. لكنّ المصادر نفسها نقلت «مخاوف أميركية من وجود خسائر بشرية فادحة في غزة ما سيجبرها على بدء الضغط على نتنياهو». ولفتت المصادر الى «حملة مسعورة في الكونغرس الأميركي للربط المباشر بين حركات المقاومة وأفعالها وبين إيران».
وقالت المصادر إنه يجب الأخذ في الاعتبار أن الحكومة الإسرائيلية «لا تحظى بشعبية في الولايات المتحدة، وأن هناك حساسية جديدة في المجتمع الأميركي، حيث صار للقضية الفلسطينية صوتها المسموع إعلامياً وشعبياً، وأن جزءاً من الخطاب الإعلامي يبرز معاناة الفلسطينيين».
***********************************
افتتاحية صحيفة النهار
تصعيد خطير يقرب الجنوب من المواجهة المفتوحة
من زاويتين الأولى ميدانية والثانية إعلامية – ديبلوماسية مثيرتين للقلق الشديد، بدا لبنان في اليوم الثالث من التداعيات الملتهبة لعملية “طوفان الأقصى” عرضة لمزيد من الانزلاق نحو التوريط او التورط في الحرب المتدحرجة بين #إسرائيل و#حركة “حماس” وفصائل #فلسطينية أخرى في قطاع غزة. في الجانب الميداني وفيما الاعين ترصد “#حزب الله” وما يمكن ان تقود اليه مواقفه المتكررة من عدم الوقوف على حياد في الحرب المتصاعدة بشكل جنوني في غزة وإسرائيل، شكل اعلان “سرايا القدس” عصر امس مسؤوليتها عن عملية تسلل من لبنان الى الحدود الجنوبية حيث نفذت عملية ضد الإسرائيليين أوقعت سبعة جرحى مؤشرا مقلقا للغاية خصوصا انه اطلق العنان للقصف الجوي والبري الإسرائيلي للمنطقة الحدودية الامر الذي اسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين من “حزب الله” الذي بدا انه يدرس طريقة الرد. بذلك تبدو تعقيدات الوضع الميداني جنوبا ذاهبة نحو تفاقم يصعب التكهن بما اذا كان سيكشف فصولا أخرى من الحرب ادرج لبنان فيها قسرا ام ان التورط المتوقع سيبقى مقننا ومحدودا بفعل خطوط حمراء تأخذ في الاعتبار الواقع الانهياري الذي يعيشه لبنان مع ما يرتبه ذلك من احتمالات دراماتيكية في حال تمدد الحرب اليه. اما الزاوية الإعلامية – الديبلوماسية فتمثلت في جانب اشد سلبية من خلال ما تردد على نطاق واسع من معطيات عن اضاءة الإشارات لهجوم حماس على إسرائيل من غرفة عمليات إيرانية في بيروت، ولو نفت طهران تورطها في الحرب. اذ ان ادراج بيروت في هذه الخانة بدا مؤشرا خطيرا خصوصا انه اثير في الاعلام الأميركي.
بإزاء ذلك اكتسب الموقف الرسمي الأول من التطورات الميدانية دلالات بارزة لجهة محاولات استدراك تفلت الوضع في الجنوب ومنع انزلاق لبنان الى متاهة الحرب من دون ان يحجب ذلك المخاوف المتعاظمة من عجز السلطة اللبنانية عن لجم الاخطار المحدقة بدليل التباين الواسع بين الخطاب الاحتوائي الرسمي وخطاب “حزب الله” وافرقاء “الممانعة”. في هذا السياق اعلن رسميا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تابع الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية مشددا على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”. وجدد ميقاتي التأكيد “أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات”.
اما في ما يتصل باقحام بيروت في التخطيط المزعوم لعملية “طوفان الأقصى” فقد أفادت معلومات أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس يوم السبت على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. وقالت إن ضباط الحرس الثوري الإيراني عملوا مع حماس منذ آب الماضي لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية ، وهو الخرق الأكثر أهمية لحدود إسرائيل منذ عام 1973. وكشفوا أنه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال اجتماعات عدة في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، وحزب الله في لبنان. في حين أعلن مسؤول أميركي عن الاجتماعات، بأنه ليس لدى بلاده أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية . كما ان البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة نفت ضلوع طهران، في هجوم “طوفان الأقصى”.
وفي المواقف الداخلية برز قول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ” لا أفهم بعض التصريحات من بعض أقطاب الممانعة في لبنان حول تدمير إسرائيل فلسنا بحاجة الى صراع يهودي – إسلامي”. ولفت في حديث تلفزيوني الى انه “من حق الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية الحصول على سلاح ودعم وأنصح بعودة حركة فتح والسلطة الفلسطينية الى أصولها وكفى سلطة وهمية لا علاقة لها بالواقع”. وطلب جنبلاط من “حزب الله” ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة، وقال: “سأتواصل مع الحزب وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”. واعتبر أن “الأمور تجاوزت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان”. وقال :”على الدول الحاضنة وعلى المقاطعين أن يحضروا لتكون الحكومة حاضرة وتجتمع كفانا مزايدات وإسم بالزايد أو بالناقص بالرئاسة” . وكشف أنه تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، معلنًا استعداده لأي تحرك “والأهم الآن هو ضبط الجنوب وعدم تجاوز حدود معينة”.
تصعيد حدودي
وسط هذه المعطيات كان الوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل يشهد جرعات إضافية من التوتر الى ان انفجر قرابة الثالثة والنصف بعد ظهر امس حيث قصفت القوات الاسرائيلية بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة. واعلن الجيش الإسرائيلي عن اشتباك وقع في الجبهة الشمالية بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام الإسرائيلي عن مقتل اثنين من المتسللين بنيران الجيش الإسرائيلي فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جنديين وجرح جنديين اخرين في المواجهات على الحدود مع لبنان . ولكن “حزب الله” فقد مجموعة من مقاتليه دفعة واحدة استهدفهم قصف إسرائيلي في احد المراكز الميدانية في عيتا الشعب .
وكانت المعلومات أفادت ان مجموعة فلسطينية حاولت التسلل الى داخل الأراضي المحتلّة وكانت تضم ثلاثة فلسطينيّين قتل اثنان منهم وعاد الآخر الى لبنان . وتوسعت رقعة القصف المدفعي الاسرائيلي مستهدفة اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب. وتجدد القصف لاحقا ووصل الى مشارف بيت ليف ورميش وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، والاودية والتلال المحيطة ببلدات شمع يارين ومروحين والزلوطية. وسجلت حركة نزوح كثيفة من الناقورة إلى صور.
واعلنت “سرايا القدس” مسؤوليتها عن تنفيذ عملية في جنوب لبنان بعد ظهر امس عند الحدود مع فلسطين المحتلة وقالت ان العملية في جنوب لبنان تأتي ضمن معركة “طوفان الأقصى” وانها أدت الى جرح سبعة جنود إسرائيليين .
وقال مصدران مقربان من “حزب الله” ومصدر أمني لبناني لـ”رويترز” إن أحد عناصر “حزب الله” قُتل في القصف الإسرائيلي وقال الجيش الإسرائيلي انه قصف ثلاثة مواقع لـ”حزب الله”. ولكن الحزب نعى ليلا تباعا ثلاثة من مقاتليه هم : حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، وعلي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط ” ثم علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت سكان بلدة حناويه”. وعلى الأثر اطلقت ليلا قذائف هاون قدرت بـ 13 قذيفة هاون من الجنوب في اتجاه مناطق الجليل ردت عليها المدفعية الاسرائلية بقصف لبعض المناطق الحدودية . وأعلنت “المقاومة الإسلامية ” انها في “رد اولي على استشهاد مجاهديها قامت بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل وثكنة افيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي بواسطة الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون واصابتهما إصابات مباشرة “.
وشهدت الطرق العامة في قضاءي صور وبنت جبيل زحمة سير خانقة باتجاه العاصمة بيروت، بسبب حركة النزوح من المناطق التي تعرضت للقصف .
ومع توسع رقعة القصف اعلنت قيادة الجيش أن خراج بلدتَي الضهيرة وعيتا الشعب ومناطق حدودية أخرى تعرضت إلى قصف جوي ومدفعي إسرائيلي . ودعت المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظًا على سلامتهم. وفي المقابل، افيد ان الجيش الإسرائيلي أمر سكان 29 مستوطنة قريبة من الحدود اللبنانية بالدخول للملاجئ فوراً .
واعلن قال الناطق الرسمي بإسم قوة “#اليونيفيل” أندريا تيننتي “ان جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل رصدوا بعد الظهر انفجارات بالقرب من بلدة البستان في جنوب غربي لبنان”. وأضاف: “بينما نعمل على جمع المزيد من المعلومات، فإن رئيس بعثة اليونيفيل اللواء أرولدو لاثارو، على اتصال مع الأطراف المعنية، ويحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها “اليونيفيل” لمنع المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح”.
********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الجهاد” يخرق القرار 1701 ومقتل وإصابة 13 عنصراً لـ”حزب الله”
لبنان ينزلق نحو الحرب… وغطاء غربي لإسرائيل يشمل الجنوب
انزلق لبنان نحو الحرب الجديدة في الشرق الأوسط، في اليوم الثالث من التطورات العاصفة في غزة ومحيطها. وإذا كان الجنوب بقي على مدى 23 عاماً خلت في يد «حزب الله» يقرّر فيه حرباً أو سلماً، فقد دخلت أمس الى مسرحه حركة «الجهاد الاسلامي» التي تمثل الشريك الرئيسي لحركة «حماس» في الحرب الدائرة في غزة.
واستكمالاً للتطورات العسكرية في الجنوب، نقلت وسائل الاعلام العالمية مشاهد الحشد العسكري الإسرائيلي في شمال الدولة العبرية في اتجاه الحدود مع لبنان. وأبلغت مصادر ديبلوماسية الى «نداء الوطن» أنّ هناك غطاءً اميركياً واوروبياً لإسرائيل على الحدود مع لبنان، مماثلاً للغطاء في حرب غزة. وقالت إنّ «لبنان سيترك لقدره ومصيره إذا نفّذ «حزب الله» أي عمل عسكري على الحدود الجنوبية».
وعلى الرغم من أنّ «الحزب» نأى بنفسه عن تبنّي العملية التي نفذها «الجهاد» أمس في منطقة القرار الدولي 1701، إلا أنه نعى مساء 3 من عناصره، وهم : حسام محمد ابراهيم الملقب بـ «حسام عيترون» من بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، وعلي رائف فتوني «حيدر» من منطقة زقاق البلاط – بيروت، وعلي حسن حدرج «فداء» من بيروت، وسكان بلدة حناويه في قضاء صور. ولم يذكر «الحزب» مكان سقوط عناصره الثلاثة، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن قصف 3 مواقع لـ»الحزب» على الحدود مع لبنان. وليلاً، أصدرت «المقاومة الإسلامية في لبنان» الجناح العسكري لـ»الحزب» بياناً جاء فيه: «بعد استشهاد ثلاثة من الإخوة المجاهدين عصر اليوم (امس) نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت، وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة».
وأفادت معلومات أن خسائر «الحزب» البشرية» وقعت في أحد المواقع التي قصفتها اسرائيل، وكان فيه 13عنصراً وقضى منهم 9 عناصر، فيما أصيب 4 آخرون بجروح بالغة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «قتل مسلّحَين تسلّلا من لبنان وفرّ ثالث عائداً الى لبنان». وفي المقابل، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية بعد ظهر أمس من جنوب لبنان «عند الحدود مع فلسطين المحتلة». وأشارت على صفحتها الإلكترونية إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين بينهم إصابة خطرة، معتبرة أنّ «العمليّة تأتي في إطار تطبيق «سرايا القدس» مبدأ «وحدة الساحات».
وأعلن الجيش اللبناني ليلاً إصابة ضابط بجروح طفيفة بعد سقوط عدد من قذائف الهاون في باحة مركزٍ له في محيط بلدة رميش الحدودية. وكان الجيش دعا في وقت سابق «المواطنين إلى اتّخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجّه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم». وحضّ قائد قوّة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لازارو، الأطراف المعنية على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها «اليونيفيل» لمنع المزيد من التصعيد».
وفي سياق متصل، ذكرت معلومات رسمية أن الطرق العامة في قضاءي صور وبنت جبيل شهدت زحمة سير في اتجاه بيروت،» بسبب حركة النزوح من المناطق التي تعرضت للقصف المعادي». وأعلنت المدارس في قضاءي مرجعيون وبنت جبيل إقفال أبوابها اليوم. وليلاً أفادت المعلومات الرسمية، أنّ «القصف المعادي على القرى الحدودية في الظهيرة ويارين والبستان في قضاء صور أدى الى تضرر عدد من المنازل والمحال التجارية».
ومن الميدان الى السياسة، كان لافتاً موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي قال: «لسنا في حاجة إلى جبهة جديدة وعلى «حزب الله» ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أنّ ثمّة تنظيمات قد تقوّض الأمن من الجنوب، ووعي القادة في «حزب الله» يجب أن يكون فوق فخّ الاستدراج. ولم أتواصل مع «حزب الله» لكنني سأتواصل».
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الجيش الإسرائيلي: مقتل نائب قائد لواء 300 في اشتباك مع مسلحين تسللوا من لبنان
«حزب الله» يعلن مقتل 3 من أعضائه مع تمدد الصراع
أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل نائب قائد لواء 300 في فرقة الجليل المقدم عليم عبد الله.
وقال أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس» («تويتر» سابقاً)، إن عبد الله قُتل في اشتباك مع مسلحين اقتحموا منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية. ولم يقدم الجيش أي تفاصيل أخرى.
بدوره، أعلن «حزب الله» اللبناني أن ثلاثة من أعضائه لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان، أمس الاثنين، مع تمدد الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وحذّر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، «حزب الله» من مغبة اتّخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل في خضم تصدّيها لهجمات حركة «حماس» في قطاع غزة. وأعرب المسؤول في تصريح لصحافيين عن «قلق بالغ إزاء (احتمال) اتّخاذ (حزب الله) القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان نشره عبر منصة «إكس» مقتل ما يزيد عن 900 إسرائيلي وإصابة 2616 منذ بداية هجوم «حماس» على مستوطنات غلاف غزة. وذكر البيان أن «حماس» أطلقت 4500 صاروخ من غزة على إسرائيل منذ بدء هجومها، بينما قال إن الجيش الإسرائيلي قصف 1290 هدفاً تابعاً للحركة منذ بدء العملية.
وقالت إسرائيل، يوم الاثنين، إنها استدعت عدداً غير مسبوق من جنود الاحتياط قوامه 300 ألف جندي وتفرض حصاراً كاملاً على قطاع غزة، في أحدث مؤشر على عزمها شن هجوم بري رداً على هجوم مسلحي حركة «حماس» المدمر، يوم (السبت).
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
توتر وتسلّل وقصف على الحدود الجنوبية… واشنطن تُحذِّر رعاياها… لبنان الرسمي: ملتزمون القرار 1701
الميدان الفلسطيني جحيم مشتعل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والعالم كله يرصد تطوراته المتسارعة، وخصوصاً انّه بات مشرّعاً على احتمالات تدميرية وسيناريوهات اكثر دموية مما شهده هذا الميدان بعد عملية «طوفان الاقصى» التي نفّذتها حركة «حماس» في عمق المستوطنات الإسرائيلية، وأدّت حتى الآن الى ما يزيد عن 1000 قتيل اسرائيلي، وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية.
وفي موازاة العمليات الحربيّة التي نحت في الساعات الاخيرة الى عنف غير مسبوق، تجلّى في تكثيف الغارات الجوية الاسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، والتي ترافقت مع اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنتيامين نتنياهو بأنّ «ردّنا على «حماس» سيغيّر شكل الشرق الاوسط»، تبدو المنطقة برمتها وكأنّها باتت قابعة على فوّهة بركان بدأ يتحرّك، وتغلي بمخاوف جدّية من الّا تبقى نارها محصورة نطاقها، بل من ان تتدحرج كرة النار اليها، ويفلت الزمام على اوسع نطاق.
عوامل القلق تتزايد وإذا كانت العمليات الحربية في الميدان الفلسطيني تنذر بحرب طويلة الأمد أطلقتها اسرائيل ضدّ قطاع غزة لتعويض ما مُنيت به من خسائر، فإنّ لبنان بكل مستوياته السياسية وغير السياسيّة، قد دخل منذ السبت الماضي في ما بدا أنّه رصدٌ حذر للمجريات المتسارعة لهذه الحرب في غزة، وما بات يُعرف بغلافها، وعينه على حدوده الجنوبيّة التي دخلت في حال من التوتر الشديد، جرّاء الاستنفار المتبادل على جانبيها، والعمليات العسكرية التي تحدث عبرها، وقد رصدت عمليات إخلاء للمستوطنات المحاذية للشريط الحدودي، وحركة عسكرية ودبابات في الجانب الاسرائيلي، في الوقت الذي كشف الإعلام الاسرائيلي عن طلبات من القيادة العسكرية الاسرائيلية الى المستوطنين في المستوطنات القريبة من الحدود، للبقاء في منازلهم والدخول الى الملاجئ. وهو الامر الذي أدّى الى تفاعل عوامل القلق من بروز وقائع ميدانية انطلاقاً من الحدود، من شأنها الاّ تُبقي لبنان بمنأى عن تداعيات هذه الحرب وارتداداتها، بل تضعه في عين العاصفة.
تسلّل واشتباك في الوقائع الميدانية على الحدود الجنوبية، فبعد التوتر الذي شهده القطاع الشرقي امس الاول الأحد، بعد القصف الصاروخي الذي نفّذه «حزب الله» لبعض المواقع الاسرائيلية في تلال كفرشوبا، انتقل هذا التوتر الى القطاع الغربي، بالإعلان عن عملية تسلّل عبر الشريط الشائك الفاصل على الحدود مقابل الضهيرة الجنوبية، نفّذتها مجموعة فلسطينية تردّد انّها تنتمي الى «حركة الجهاد الاسلامي»، ترافقت مع اشتباكات وتلاها قصف مدفعي وجوي اسرائيلي لبعض قرى وبلدات قضاءي صور وبنت جبيل. حيث أُفيد عن غارة جوية اسرائيلية على بلدة مروحين، وقصف عنيف استمر لاكثر من ساعتين لأطراف الناقورة وبلدتي عيتا الشعب وبيت ليف. وتردّد انّ قتيلاً سقط جراء هذه الاشتباكات، ذكرت قناة العربية انّه ينتمي الى «حزب الله».
وفيما سُجّلت في اثناء ذلك مغادرة العديد من المواطنين لمناطق التوتر، اعلن الجيش اللبناني عبر «إكس» انّ «خراج بلدتي الضهيرة وعيتا الشعب ومناطق حدودية اخرى تتعرّض الى قصف جوي ومدفعي من جانب العدو الاسرائيلي، وتدعو قيادة الجيش المواطنين الى اتخاذ اقصى تدابير الحيطة والحذر، وعدم التوجّه الى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم».
«الحزب»: سنرد واكدت مصادر حزب الله لـ «الجمهورية» أن المقاومة سترد حتماً على القصف الإسرائيلي الذي استهدف برج مراقبة لها وأدى الى استشهاد ثلاثة من عناصرها، وجرح عدد آخر، ولم تكن هي من قام بعملية التسلل من القطاع الغربي للجنوب. وهنا لا بد من ترقب حجم الرد ونوعيته ليتبين ما اذا كانت ساحة المواجهة العسكرية ستتوسع أكثر وتكبرأكثر، خاصة ان إسرائيل أقرت رسمياً مساءً بقصف ثلاثة مواقع للمقاومة. وفي وقت لاحق، أصدر حزب الله بياناً أعلن فيه أنه «بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين عصر أمس الاثنين، نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتبية تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة».
وفي بيانات متتالية أكدت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن عدد المجاهدين الذين استشهدوا في القصف الصهيوني بعد ظهر امس هم ثلاثة فقط ولا صحة للاشاعات التي تتحدث عن اعداد غير ذلك. والشهداء هم: حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، و علي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط-بيروت، و علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت.
«الجهاد الإسلامي» وفيما نفى «حزب الله» علاقته بعملية التسلل وأبلغ مسؤول في الحزب الى وكالة «رويترز» قوله «أن لا صحة للمعلومات المتداولة عن اشتباك بين «حزب الله» واسرائيل، او اي عملية تسلّل الى الداخل»، اعلنت «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي)، في بيان بعد ظهر امس، تبنّيها لهذه العملية. واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي «انّ قوات تابعة لجيش الدفاع الاسرائيلي قتلت عدداً من المسلحين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الاراضي الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية، كما وتشن المروحيات الغارات في المنطقة». وبالتوازي مع ما اعلنته «القناة 14» الاسرائيلية عن مقتل اثنين من المتسللين، تحدثت معلومات عن انّ مصير اثنين آخرين ما زال مجهولاً، فيما اشار الاعلام الاسرائيلي الى اصابة 6 جنود اسرائيليين بجروح، بينهم حالة ميؤوس منها. وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، انّ «جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل رصدوا بعد ظهر هذا اليوم (أمس)، انفجارات بالقرب من بلدة البستان في جنوب غربي لبنان».
وأضاف: «وبينما نعمل على جمع المزيد من المعلومات، فإنّ رئيس بعثة «اليونيفيل»، الجنرال أرولدو لاثارو، على اتصال مع الأطراف المعنية، ويحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها «اليونيفيل» لمنع المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح». يُشار الى انّ مستجدات الوضع عند الحدود الجنوبية، كانت مدار بحث امس، في لقاء عُقد في اليرزة بين قائد الجيش العماد جوزف عون والجنرال لاثارو.
الوضع مفتوح الى ذلك، أبلغ مصدر أمني إلى «الجمهورية» قوله، انّه «تبعاً للتطورات المتسارعة على الحدود الجنوبية، فإنّ الوضع مفتوح على شتى الاحتمالات، واشتعال المنطقة وارد في اي لحظة». يتقاطع ذلك مع دعوة أممية، اكّدت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّها وُجّهت الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لاحتواء اجواء التوتر القائمة على الحدود، وممارسة القدر الأعلى من ضبط النفس، والحؤول دون الانزلاق الى ما يهدّد الاستقرار على جانبي الحدود. مشيرةً الى انّ قيادة «اليونيفيل» تجري اتصالات حثيثة في هذا المجال، مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
واشنطن تُحذّر الى ذلك، حذّر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية حزب الله من مغبة اتّخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل في خضم تصدّيها لهجمات حركة حماس في قطاع غزة.
وأعرب المسؤول في تصريح لصحافيين عن «قلق بالغ إزاء (احتمال) اتّخاذ حزب الله القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
«المقاومة الإسلامية» في أقصى جهوزيتها وفي السياق ذاته، اكّدت مصادر قريبة من «حزب الله»، انّ «المقاومة الإسلامية في أقصى جهوزيتها تحسباً لأيّ طارئ، نافية في الوقت ذاته ما حُكي عن رسائل وجّهها عبر جهات عربية، مرتبطة بالحرب الدائرة في غزة، ذلك أنّ «حزب الله» الذي يعتبر نفسه في قلب هذه المعركة، ليس معنيًّا بأيّ اختلاقات او ما شاكلها من ترويجات لا أساس لها، بل ليس معنياً اصلاً بأن يراسل أحداً بما يمكن ان تقوم به المقاومة، فخطوات المقاومة هي التي تخبر عن نفسها، في مكانها وزمانها». ويبرز في هذا السياق ما قاله رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك: انّ «كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة». مؤكّداً انّ «معركة «طوفان الأقصى» هي معركة الجميع، قدّمنا وسنقدّم الشهيد تلو الشهيد حتى يتمّ التحرير، وتعود الأمّة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمّة وكل عاشقي الحرّية».
العدو مصدوم
الّا انّ مرجعاً مسؤولاً أبلغ الى «الجمهورية» قوله، انّ ما حصل في فلسطين، أحدث صدمة عنيفة لن يستفيق منها الكيان الاسرائيلي بسهولة، سواء من حيث عدد القتلى والجرحى والأسرى، او من حيث إذلاله في الاماكن التي يحتلها، وكسر هيبة جيشه ومعنوياته. وواضح انّه يسعى الى التعويض عن ذلك بالحرب التدميرية التي يشنّها على غزة». ولا يقلّل المرجع عينه من حدّة الأجواء المشحونة السائدة على الحدود الجنوبية، الّا انّه يؤكّد انّه لا يرى في الأفق حتى ما يستدعي الخوف من أن تأخذ الامور مساراً تصاعدياً نحو إشعال الجبهة الجنوبية، فالإسرائيلي عالق في مأزق غزة، مشكّكاً في الوقت ذاته في قدرة هذا العدو على فتح جبهة جديدة، يدرك انّها الجبهة الأصعب عليه، والتي من شأنها ان تجرّ عليه جبهات اخرى. وفي مؤشر إلى تجنّب الاسرائيلي إشعال الجبهة الجنوبية، هو انّ عمليات القصف التي نفّذها امس، بالتزامن مع عملية التسلّل عبر الشريط في منطقة الضهيرة، تركّزت في معظمها على خراج البلدات، وحاذر التركيز على أحيائها السكنية.
السفارة تنبّه وميقاتي يحذّر وفي تطور لافت، قالت السفارة الأميركية في لبنان، إنّ الوضع في إسرائيل لا يمكن التنبؤ به، في ضوء الاشتباكات الدائرة بينها وبين فصائل فلسطينية. وشدّدت في حسابها على منصة «إكس»، إنّه على المواطنين الأميركيين في جميع أنحاء المنطقة أن يتوخّوا الحذر». وقد تابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوضع في الجنوب مع قائد الجيش العماد جوزف عون، وكذلك عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية، كما تلقّى اتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الإطار ذاته.
وشدّد ميقاتي، خلال هذه الاتصالات، على»انّ الاولوية لدى الحكومة هي لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وجواً، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة». وأشار إلى «انّ الاتصالات التي قمت بها أكّدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته». وجدّد ميقاتي التأكيد «أنّ تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الإسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدّد لبنان لا يصيب فئة معينة او تياراً سياسياً واحداً، بل ستكون له، لا سمح الله، انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته». وقال: «في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ فيها المنطقة، لم يعد مقبولاً ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الأحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الإرادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات». واعتبر «انّ ما يجري داخل الاراضي الفلسطينية هو نتيجة حتمية لنهج العدو الاسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني ومطالبه المحقّة»، معتبرا أنّ «أما الحل لهذا الصراع المفتوح على الدم فيبدأ بتحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في الضغط على إسرائيل لحملها على العودة الى خيار السلام بمرجعياتها المعروفة، لا سيما مبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمّة بيروت العام 2002، وما عدا ذلك فهو إمعان في الدوران في دوامة العنف التي لن تفيد أحداً».
جنبلاط وبرز في هذا السياق، ما قاله الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حيث اعتبر انّ «حزب الله ليس بحاجة إلى فتح معركة اليوم، وهناك شعب فلسطيني جبّار يقاتل». وقال: «إننا نملك إمكانات هائلة في العالم العربي لمساعدة فلسطين ولا حاجة لنا لحفنة مساعدات من الغرب العنصري». ورأى انّ «فلسطين ستعود والاستعمار الإسرائيلي سيزول كما زالت الحروب الصليبية»، وقال: «إذا أرادت إسرائيل محو غزة فسندخل في المجهول والشعب الفلسطيني جبار والمعركة في بدايتها». وخلص الى سؤال: «لماذا ينحاز الغرب لإسرائيل؟ هناك شعب فلسطيني محتل ويجب الوقوف مع حقّه»، معتبراً أنّ «تصريحات المتطرّفين الإسرائيليين تشبه تصريحات الاستعمار، وهذا تطرّف عنصري»، مشدّداً على انّه «يجب أن يكون هناك موقف عربي واحد يدعو إلى رفع الاحتلال».
«الإسرائيلي لم يعد أسطورة» وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من بلدة كفرملكي: «إنّ الإسرائيلي لم يعد أسطورة وأصبح هشاً»، مضيفاً انّه «بعد 15 دقيقة تمّت إعادة نصب الخيمة من قِبل المقاومين الذين مكثوا في محيطها لحمايتها، فيما لم يتجرأ جيش العدو على إطلاق رصاصة واحدة باتجاههم خشية من أن يتورط بمواجهة لا يريدها»، وقال: «نحن صدقناكم الكلام حين قلنا لكم منذ حرب تموز وانتهائها ونحن نردّد إلى الآن بأنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة في المواجهة مع المقاومة انتهت». وقال: «هذا الكيان الموقت آن له أن يزول وأن تتخلّص البشرية في منطقتنا على الأقل من أعبائه وتسلّطه». واضاف: «نشدّ على أيدي من ينتهز الفرصة ويطالب جدّياً بحقوقه من أجل أن يستعيد مقدّسات الأمّة التي يعبث بها الإسرائيلي ويستبيح من خلال العبث بها كرامات كل أبناء المنطقة ودينهم».
ورأى أنّ «الدول الحريصة على التطبيع هي التي تهتم بإيجاد تخفيف للتصعيد ووقف لإطلاق النار من أجل تسوية الموضوع ولو موقتاً ليستعيد الإسرائيلي توازنه حتى يتفاهموا معه»، معتبراً انّ «الإسرائيلي لا يستوعب ما حصل معه ولن يستوعب، لأنّ ما حصل أكبر من أن يوصف، والإسرائيلي في مأزق كبير لأنّ هذه العملية التي صدّعته وصدّعت دوره ستكون إن شاء الله تمهيداً لإزالة كيانه».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الجنوب على خط النار.. وحزب الله ينعى 3 شهداء
ميقاتي يدرس دعوة الحكومة للإجتماع.. وجنبلاط لضبط الوضع
بقي قرار حزب الله في ماخص مدى وحجم مشاركته في نصرة المقاومة الفلسطينية من لبنان، في دائرة الضوء، بمعزل عن المجريات اليومية، وآخرها المواجهة المحدودة في عيتا الشعب وارتفاع منسوب القلق مما يجري، في ضوء بدايات نزوح من قرى قريبة من الحدود، سواء في القطاع الغربي او الشرقي بعد الاشتباك الذي حصل بين وحدة من المقاتلين التابعين لحركة الجهاد الاسلامي الذين حاولوا التسلل الى الداخل، واصطدموا بقوة اسرائيلية، لكن القصف الاسرائيلي طاول القرى المذكورة، مع برج مراقبة لحزب الله، الذي امتنع عن الردّ، بعد قصف دام اكثر من ساعتين.
وفي حين نعت المقاومة الاسلامية الشهيد علي رائف فتوني، سارع ممثل الجهاد في بيروت إحسان عطايا الى الاعلان ان عملية الجهاد لا تهدف الى توريط لبنان او جره الى الحرب.
تحدثت معلومات عن سقوط 3 شهداء لحزب الله، كان بعضهم في مهمة اختراق السياج الفاصل عن منطقة الجليل الاعلى، وليلاً افيد عن اطلاق صواريخ اسرائيلية باتجاه قرى الجنوب، بعدما تحدث اعلام العدو عن اطلاق 11 قذيفة هاون من منطقة قريبة من رميش باتجاه ثكنة عسكرية اسرائيلية.
كما نعى حزب الله كُلاًّ من علي حسن حدرج وحسام محمد ابراهيم وعلي رائف فتوني.
وتبنت المقاومة الاسلامية ما وصفته الرد الاولي على استشهاد ثلاثة مقاومين من حزب الله، باطلاق صواريخ مواجهة وقذائف هاون على ثكنة برانيت، وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة افيغليم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، واعلن الجيش الاسرائيلي عن شن قصف مدفعي رداً على نيران اطلقت من لبنان باتجاه اسرائيل.
وكان القصف المعادي بعد ظهر امس طاول بلدات عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، مروحين، رميش، بيت ليف، ويارون وصولاً الى حقول في ياطر وزبقين.
واعلن الجيش اللبناني، ان بعض القذائف المعادية سقطت في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش، مما ادى الى اصابة ضابط بجروح طفيفة.
ونفت العلاقات الإعلامية في حزب الله كل ما يشاع وينشر عن إخلاء مواقع أو الطلب للإخلاء لأي جهة، لا سيما مراكز الجيش اللبناني.
وحذر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية من اتخاذ «قرار خاطئ» وفتح جبهة ثانية مع إسرائيل.
ولئن كانت الحكومة عبر الاتصالات غير المباشرة تلقت «وعداً» على حدّ ما كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب بأن الحزب لن «يتدخل» في حرب غزة إلا اذا «تحرشت» اسرائيل بلبنان، فإن لبنان الرسمي يسعى الى التحرك عربياً لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب حول تطورات الموقف في غزة.
وحضر موقف لبنان مما يجري في قطاع غزة والمواجهات المستمرة لليوم الثالث على التوالي في اجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الوزير ابو حبيب، ثم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي كان التقى في مكتبه في اليرزة قائد قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء آرلدو لازارو (Aroldo Lazaro).
وكان موضوع البحث ضبط الوضع عند الحدود الجنوبية، ومنع اية محاولات للاختراق، وابقاء التنسيق قائماً مع تفعيله عبر لجنة الارتباط العليا التي تجتمع في الناقورة دورياً.
ومن السراي كشف بو حبيب ان لبنان لا يريد ان يدخل في الحرب الدائرة، والرئيس ميقاتي يجري الاتصالات والاطراف الدولية تدعونا لعدم الدخول في الحرب، وهذا هو موقفنا.
وقال رئيس الحكومة: «ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته».
ودعا لتجاوز التجاذبات ولتوحيد الارادات اللبنانية، في حين علمت «اللواء» ان اتصالات بدأت لعقد جلسة لمجلس الوزراء يحضرها الوزراء المقاطعون، لاظهار ارادة الوحدة الداخلية ازاء ما يجري، والبحث لاحقاً بكيفية إحداث تقارب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سياسياً، قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن التطورات الأخيرة في غزة وما سجل بعدها على جبهة الجنوب أدت إلى تراجع الاهتمام بالملف الرئاسي الذي كان من المفترض أن يتواصل التحرك بشأنه من خلال المساعي القطرية ورأت أن المسعى حاليا في اجازة إلى حين تبلور المشهد بعد هذه التطورات مشيرة إلى أن أي طارىء يستجد في البلاد يدفع إلى عقد مجلس الوزراء استثنائي.
وافادت هذه المصادر أن هناك رأياً يقول أن انسداد الأفق الرئاسي مرشح أن يطول جراء ما حصل مع العلم أن انتخاب رئيس للبلاد لم يشكل اولوية في حين أن راياً آخر يتحدث عن قلب الأوراق والدفع في اتجاه تسريع عملية الإنتخاب ومن هنا لا بد من انتظار سير الأمور.
جنبلاط ينتقد
وانتقد جنبلاط كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، من ان «هذا الكيان المؤقت آن له ان يزول، وان تتخلص البشرية في منطقتنا، من اعبائه وتسلطه»، وقال: هذا كلام غير مفيد.
وقال جنبلاط: لا اعتقد اننا بحاجة الى جبهة جديدة، وأتمنى من حزب الله ضبط الجنوب اكثر من اي وقت مضى خاصة من بعض التنظيمات التي قد تتسلل الى الجنوب لتقويض الامن، معرباً عن اعتقاده ان «وعي القادة في الحزب يجب ان يكون فوق استدراج الوقوع في الفخ» وسأتواصل مع الحزب.
نيابياً، انطلقت في مجلس النواب نقاشات لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمشروع موازنة ٢٠٢٤، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل. واشار كنعان بعد الاجتماع الى ان «عددا من النواب اعترض على مرسوم احالة مشروع الموازنة من دون توقيع كل الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، وبنتيجة التصويت تقرر نقاش المشروع باعتراض 3 نواب أنا من بينهم»، موضحا أن «موازنة 2024 المحالة من الحكومة تشغيلية، لم يتم فيها توحيد سعر الصرف فيها ولا تحمل توجهاً عاماً للاصلاح الضريبي». ولفت الى ان «الايرادات المتوقعة في موازنة 2024 غير مضمونة التحقيق في ضوء مواد عدة ستسقط في الهيئة العامة بفعل الاعتراض عليها، وتأمين الاموال يكون بطرق اخرى منها ضبط التهرب الضريبي»، مشيرا الى ان «لا يمكن الموافقة على موازنة العام 2024 من دون الحسابات المالية الشفافة عن السنة السابقة بحسب الدستور». وحمّل «الجميع مسؤولية ضرورة السير بالاصلاحات والاخذ بالاعتبار وجع الناس من دون أي تباطؤ».
وأدى تدهور الوضع في الجنوب الى تعليق الدروس في فروع الجامعة اللبنانية في صيدا والنبطية وصور، كما قرر وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي تعليق التعليق الدروس في مدارس الجنوب.
دبلوماسياً، طلبت السفارة الاميركية من مواطنيها في بيروت، توخي الحذر، لان الوضع في اسرائيل غير قابل للتنبؤ.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
الموجات الارتداديّة لـ«طوفان الأقصى» تصل الجنوب… و«إسرائيل» تلامس «الخطوط الحمراء»
حزب الله يبدأ الردّ بقصف مُتدحرج لقواعد عسكريّة… ولن يسمحَ بتعديل «قواعد الاشتباك»
واشنطن تمارس الضغوط وتهوّل على لبنان… ميقاتي يسعى الى تمرير التمديد لقائد الجيش – ابراهيم ناصرالدين
الموجات الارتدادية لـ «طوفان الاقصى» لا يزال يغرق دولة الاحتلال الاسرائيلي في اسوأ «كوابيسها». ومع دخول المواجهة يومها الرابع، لا تزال تتخبط امنيا وعسكريا ونفسيا، وتسعى الى استعادة الهيبة المفقودة عبر سفك دماء المدنيين الفلسطينيين بغارات وحشية على غزة، التي كسبت الحرب منذ الساعات الاولى، وكل «الثرثرة» الاسرائيلية «لا تغني ولا تسمن عن جوع»، وتهديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو بمعركة حاسمة ستغير وجه الشرق الاوسط، لم يرفع معنويات المجتمع «الاسرائيلي» المنهارة، واثارت التهكم لدى الجانب الآخر، حيث اكد مسؤول رفيع في محور المقاومة لـ «الديار» ان نتنياهو لم يدرك بعد ان وجه الشرق الاوسط قد تغير فعلا في السابع من تشرين!
وفيما تشير التوقعات بان يبدأ الهجوم «الاسرائيلي» البري على غزة خلال ال24 ساعة المقبلة، ارتفع منسوب الضغط الاميركي على لبنان لمنع فتح جبهة الجنوب، حيث ارتفع منسوب التوتر على جانبي الحدود. والجديد بالامس، محاولة «اسرائيلية» لتجاوز «الخطوط الحمراء»، ورسالة موقعة باسم «طوفان الاقصى» اوصلها مقاومون من حركة الجهاد الاسلامي الى العدو، بعد تسلل عناصر من «سرايا القدس» الى فلسطين المحتلة، حيث خاضوا مواجهة ضارية ادت الى جرح سبعة جنود «اسرائيليين».
هذا التوتر، كان يمكن أن يكون مضبوطا لو اقتصر الرد «الاسرائيلي» على التمشيط المعتاد للمناطق المفتوحة في خراج البلدات الجنوبية، لكنه تجاوز «قواعد اللعبة» باستهدافه مركز مراقبة تابعا لحزب الله الذي نعى ثلاثة شهداء. ووفقا للمعلومات، فان قرار المقاومة بالرد متخذ ولا يقبل اي تأويل، وقد بدأ برد اولي مساء عبر استهداف ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة افيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، بواسطة صواريخ موجهة وقذائف هاون، وسيكون الرد متدحرجا ضمن قواعد الاشتباك التي سبق وحددها بوضوح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، واوقف حينذاك كل شمال فلسطين المحتلة على «اجر ونصف»، حتى جاء الرد على محاولة «الاسرائيليين» تعديل هذه القواعد. وهذه المرة لن يكون الامر استثناءً ، وسيكون الرد رادعا وبحجم الاعتداء.
التطورات الميدانية
ميدانيا، قصفت قوات الاحتلال المناطق الحدودية في القطاع الغربي والاوسط، وفي خطوة تهدد بتصعيد خطر للموقف، اعلن الجيش «الاسرائيلي» انه قصف 3 مواقع تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان، وقد نعى حزب الله 3 شهداء سقطوا في قصف احد ابراج المراقبة على الحدود: وهم الشهداء حسام محمد إبراهيم «حسام عيترون» من بلدة عيترون الجنوبية، علي رائف فتوني «حيدر» من بلدة زقاق البلاط – بيروت، علي حسن حدرج «فداء» من مدينة بيروت ، فيما اعلن الجيش اللبناني عن اصابة ضابط في رميش، اثر استهاف ثكنة عسكرية.
وقد عمدت قوات الاحتلال الى قصف بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي، وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية بعد ظهر امس. وتوسعت لتشمل اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة، وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب. واشار جيش العدو الى اشتباك وقع في الجبهة الشمالية، بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام العبري عن مقتل اثنين من المتسللين.
وقد نفى حزب الله تنفيذ أي عملية داخل الاراضي المحتلة. وأعلنت «سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين»، مسؤوليتها عن العملية التي نفذت عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وقالت انها أدت الى إصابة 7 جنود صهاينة بينهم إصابة خطرة، وقالت السرايا «ضمن معركة طوفان الأقصى سرايا القدس تعلن مسؤوليتها عن العملية التي تأتي في إطار تطبيق سرايا القدس لمبدأ وحدة الساحات».
ووفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فان «إسرائيل» حذّرت الحزب عبر فرنسا بضرب الضاحية الجنوبية في بيروت ودمشق إن تدخّل في الحرب، وأن نظام الرئيس السوري سيكون في خطر!
ساعات حاسمة
وقد لامس الاعتداء الاسرائيلي بالامس المنازل في القرى الحدودية، وتم تدمير منزل في الضهيرة، ومنزل في مروحين خلال ساعة ونصف الساعة من القصف، الذي نفذته مدفعية جيش الاحتلال التي قامت بتمشيط الاحراج في خراج المستوطنات. وسادت حالة من الذعر في «المطلة»، حيث تم اقفال تام في المستوطنة، وتحولت الى ثكنة عسكرية حيث انتشر عشرات الجنود وسط ارباك اعلامي وامني اسرائيلي.
وفيما اكدت مصادر مطلعة ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة، علق وزير التربية الدروس اليوم في الجنوب، وشهدت الطرقات زحمة سير خانقة نتيجة انتقال سكان بعض القرى الى مناطق آمنة، تحسبا لانفجار الاوضاع على نطاق واسع.
وقد حشد جيش الاحتلال عشرات الآلاف من جنود الاحتياط من قطاعات الجيش «الإسرائيلي» كافة، ونشر دباباته على الحدود مع لبنان، تحسباً لأي طارئ، بينما أوعز وزير الجيش يؤواف غالانت بالاستعداد لإخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية بعمق عشرة كيلومترات، حيث قام جنود الاحتلال منذ صباح امس، بوضع حوائط إسمنتية على طول السياج الشائك عند حدود مستعمرة المطلة قبالة تلة الحمامص عند مثلث الخيام -الوزاني، مدعومين بآليات ودبابة ميركافا. وقد رفع العدو جهوزيته بعد اقتراب شبان من الشريط الشائك في اليومين الماضيين على متن دراجات نارية تشبه دراجات المقاومين التي اخترقت غلاف غزة.
في المقابل، نصب الجيش اللبناني نقاط تفتيش عديدة من مدخل منطقة جنوبي الليطاني عند جسر الخردلي باتجاه سهل الخيام، وقام بالتدقيق في هويات المارة للتثبّت من عدم وصول غير لبنانيين، لا سيّما فلسطينيين، إلى الحدود الجنوبية. كما نفذت قوات «اليونيفيل» دوريات على طول الحدود.
ارباك وحشود
وفي مشهد يدل على ارباك كبير، دوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، وبعد ان أفادت وسائل إعلام العدو عن إطلاق 12 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ، تبين ان الخبر غير صحيح وصفارات الانذار انطلقت دون اي مبرر. وقد اصبحت مستعمرة المطلة المحاذية للبنان ثكنة عسكرية إسرائيلية تتجول فيها الدبابات بعد اخلائها من السكان.
ووفقا للاعلام «الاسرائيلي» طلب من سكان 29 مستوطنة قريبة من الحدود الدخول الى الملاجىء حتى اشعار آخر. وتناقل سكان الجليل الاعلى ومنطقة شمالي شرق حيفا «فيديوهات» تظهر ارتالا من الدبابات وناقلات الجند تتجه صوب الحدود الشمالية لفلسطين، مع انتشار عدد كبير من العسكريين. وقد اعلن الاستنفار العام في صفوف حزب الله، اشتمل على إجراءات ميدانية لاحظها العدو على طول الجبهة، وقد تم وضع سقف محدد «للخط الأحمر» الذي يعرفه العدو، وأنه في حال تجاوزه تحت أي ظرف، فإن الجبهات ستشتعل وربما مرة واحدة.
حزب الله «والخطوط الحمراء»
وكانت مواقف مسؤولي حزب الله واضحة ولا تقبل اي التباس، فقد حذّر رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، من أنّه عندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سيرى ما لم يتوقعه من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة. وقال: إنّ كلّ المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين. واكد يزبك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي، ان معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع.
من جهته، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أنّ الإسرائيلي لم يعد أسطورة وأصبح هشاً، وهو كالروبوت مصنّع ومن داخله فارغ، والإسرائيلي يركب القوة لديه من فقرات في العمود الفقري لكن من دون عصب، والآن لا يستطيع أن يحمي الكيان الذي يحتله»، معتبراً «أنّ الإسرائيلي لا يستوعب ما حصل معه ولن يستوعب، لأنّ ما حصل أكبر من أن يوصف، والإسرائيلي في مأزق كبير لأنّ هذه العملية صدّعته، وصدعت دوره وستكون إن شاء الله تمهيدا لإزالة كيانه». وأضاف أنّ «هذا الكيان الموقت آن له أن يزول وأن تتخلّص البشرية في منطقتنا على الأقل من أعبائه وتسلطه».
ضغوط وتهويل اميركي
وفيما طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في لبنان توخّي الحذر «لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ»، يتواصل الضغط الدولي على لبنان لمنع انفجار الاوضاع على الحدود الجنوبية. ووفقا لمصادر مطلعة، يدير الجانب الاميركي ما يشبه «غرفة العمليات» نيابة عن «اسرائيل» للمارسة الضغوط على الدول المحيطة بـ «اسرائيل» لمنع انهيار شامل في المنطقة، فاضافة الى الاتصالات مع مصر والاردن، تم تكليف جهات عربية للاتصال بالرئيس السوري بشار الاسد للتحذير من اي تحرك يمكن ان يربك حسابات المعركة التي تديرها «اسرائيل» ضد حركة حماس.
وقد تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية، كما تلقى في الاطار نفسه اتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات، وفيما سمع ميقاتي كلاما عالي النبرة من قبل مسؤول اميركي رفيع حول تداعيات دخول لبنان في المواجهة، باعتبار ان الرد «الاسرائيلي» سيكون مدمرا، حسب تعبير ذلك المسؤول، شدد ميقاتي على ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة. واعلن ميقاتي ان الاتصالات التي قام بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته».
ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان واشنطن ابلغت القيادة «الاسرائيلية» خشيتها من ان يؤدي الإقدام على عمل عسكري واسع الى حرب شاملة في كل المنطقة. ولهذا تبذل واشنطن كل الجهود لمنع توسّع رقعة المواجهة، ولهذا طلبت من حكومة الملك الأردني اتخاذ كل الإجراءات التي تحول دون قيام أي تحركات شعبية أو غير شعبية من شأنها تهديد الأمن الإسرائيلي، كما طلبت من الحكومة المصرية ممارسة الضغط على الجانب الفلسطيني وتشديد الإغلاق على قطاع غزة، فيما طلبت من رئيس الحكومة «كبح» جماح حزب الله ومنعه من القيام بأي عمل عسكري دعماً للفلسطينيين.
قلق جنبلاط
من جهته، اعلن الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط انه تواصل مع الرئيسين بري وميقاتي، ومستعد لاي تحرك، والاهم الآن هو ضبط الجنوب وعدم تجاوز حدود معينة. وطالب حزب الله بضبط الجنوب اكثر من اي وقت مضى ، خصوصا من بعض التنظيمات التي قد تتسلل الى الاراضي المحتلة. واشار الى انه سيتواصل مع حزب الله، معتبرا ان كلام رعد عن زوال اسرائيل «غير مفيد».
ووفقا لمصادر مطلعة، فان جنبلاط قلق جدا من التطورات، ويخشى انزلاق الامور نحو الاسوأ، بعد ان سمع كلاما عالي النبرة من ديبلوماسيين غربيين تحدثوا عن ان «اسرائيل» لديها «ضوء اخضر» لفعل ما تشاء وبالقوة المطلقة، لاستعادة هيبتها المفقودة في غزة، وهو يريد تجنيب لبنان «دائرة الجنون» الحالية. ولهذا يعتبر جنبلاط انه يجب تحييد لبنان، لاننا «لسنا لجبهة جديدة».
التمديد لقائد الجيش؟
وفي هذا السياق، وعلى وقع ارتفاع المخاطر الامنية على الحدود الجنوبية، علمت «الديار» ان اتصالات سياسية رفيعة المستوى يديرها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لتجنب اي فراغ في قيادة الجيش في 10 كانون الثاني المقبل. ووفقا للمعلومات، فان مروحة الاتصالات تركز على ضرورة ايجاد مخرج قانوني مغطى سياسيا من اكثر من جهة سياسية في المعارضة وداخل الحكومة، لتثبيت نوع من الاستقرار على رأس القيادة العسكرية قبل ثلاثة اشهر من حصول الفراغ في قيادة الجيش، ولان الاوضاع تزداد تعقيدا في البلاد التي تواجه خطر اندلاع حرب مع «اسرائيل»، يضاف اليها «قنبلة» النازحين السوريين الموقوتة، فان تعيين رئيس اركان واعضاء للمجلس العسكري تدبير لا يتناسب مع حجم الخطر المحدق، كما ان خيار تكليف اللواء بيار صعب باعتباره الضابط الأعلى رتبة في المجلس العسكري بمهام القائد، دونه عقبات لوجستية وقانونية في قانون المؤسسة العسكرية، كما انه يضعف مؤسسة الجيش في توقيت خاطىء.
ولهذا ثمة افكار تطرح، ومنها تأجيل تسريح قائد الجيش بعد إعلان حالة الطوارئ، حيث ستتخذ الحكومة القرار بصفتها السلطة الاعلى في الدولة، وتحت عنوان الضرورات تبيح المحظورات يمكن تجاوز اعتراض وزير الدفاع موريس سليم الذي يرفض تقديم اقتراح التمديد، في ظل رفض التيار الوطني الحر لبقاء قائد الجيش جوزاف عون يوما واحدا بعد انتهاء ولايته.
ووفقا للمعلومات، يحاول ميقاتي الحصول على تغطية سياسية مسيحية من «القوات اللبنانية»، بعد ان حصل على اجوبة ايجابية من القوى السياسية داخل الحكومة على ان يُفعل اقتراحه في الايام المقبلة، خصوصا اذا شهدت البلاد تصعيدا عسكريا على الحدود الجنوبية.
بوحبيب الى دمشق
وفي ملف النازحين، يتوجه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب الشهر الجاري الى دمشق للقاء نظيره السوري فيصل المقداد، وقد اجرى بالامس اتصالا هاتفيا بالوزير السوري حيث تم البحث في التطورات في غزة والتحضيرات لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث اتفقا على عقد لقاء على هامش الاجتماع. كما تباحث الوزيران في الزيارة المرتقبة لبوحبيب الى سوريا قبل نهاية الجاري، لمناقشة مسألة النازحين السوريين وسبل معالجتها.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لبنان يرفض الدخول في الحرب.. والجنوب في حال توتر وخطر كبير
في السياسة، طمانة رسمية من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بأنه اجرى اللازم من اتصالات لابقاء لبنان في منأى عن طوفان المعارك بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومثله بدا حزب الله حتى الساعة متريثا ومحافظا على رباطة جأشه. الا ان حال الميدان الذي شهد توتيرا حدوديا متجددا بعد الظهر لا يبعث على الاطمئنان ولا الارتياح، لاسيما اذا استجد ما يحمل الحزب على جر لبنان الى اتون المعركة قافزا فوق “عبرة” مجازفة العام 2006 التي ما زال لبنان يدفع ثمنها حتى اللحظة، وقرار الحرب في يده.
لاحترام الـ1701
بعد اكثر من 24 ساعة على اطلاق حزب الله صواريخه نحو الشمال الاسرائيلي مساندا “طوفان الاقصى”، صدر موقف رسمي من التطورات الميدانية في الاراضي المحتلة. فقد تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. كما تلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الاطار ذاته. وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.
وقال رئيس الحكومة “ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته”.
وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد “أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدد لبنان لا يصيب فئة معينة او تيارا سياسيا واحدا، بل ستكون له، لا سمح الله، انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته”. وتابع “في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات”.
لقاءات
وفي السياق تابع ميقاتي مع زواره، بعد ظهر اليوم، في السرايا الحكومية، الأوضاع الأمنية الراهنة في الجنوب.
وفي هذا الإطار، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون. واجتمع أيضا مع سفير فرنسا هيرفي ماغرو. كما اجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران ريزا. وعرض مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني قرم شؤون وزارته.
الى القاهرة
وكان رئيس الحكومة إجتمع مع بو حبيب الذي أعلن بعد اللقاء “أطلعت دولة الرئيس على الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في القاهرة بشأن الأوضاع في غزة وفلسطين. كما عرضنا لموضوع النازحين السوريين والزيارة التي سأقوم بها هذا الشهر لسوريا، وانني سألتقي أيضا بوزير الخارجية السوري في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة”.
الحزب وفلسطين
في المقابل، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة”. جاء ذلك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك. وتابع “معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع، قدمنا وسنقدم الشهيد تلو الشهيد حتى يتم التحرير، وتعود الأمة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمة وكل عاشقي الحرية.
اليونيفيل تراقب
وسط هذه الاجواء، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي رداً على سؤال حول الاجراءات التي ستتبعها “اليونيفيل” للتعامل مع التظاهرات على الخط الأزرق، ان “بحسب بعض التقارير، تجمّع بعض الأشخاص بالقرب من الخط الأزرق، ولكن لم نشهد أي تجمعات كبيرة”. أضاف “نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وجنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على استعداد للانتشار لتخفيف التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة على طول الخط الأزرق”.
صواريخ؟
في الميدان، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ”إطلاق 12 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ”. وقرابة الثالثة والنصف، افيد عن قصف القوات الاسرائيلية بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية. وتوسعت لتشمل اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب.. واشار الجيش الإسرائيلي الى اشتباك وقع في الجبهة الشمالية بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام العبري عن مقتل اثنين من المتسللين وهم من حزب الله، بنيران الجيش الإسرائيلي.في المقابل، افادت المعلومات بأن المجموعة التي حاولت التسلل الى داخل الأراضي المحتلّة تضمّ أربعة فلسطينيّين استشهد اثنان منهما وفُقد الآخران. بدوره، قال مسؤول في حزب الله لرويترز: لم ننفذ أي عملية داخل إسرائيل. وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي قتل عددًا من المسلحين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وتابع “ يواصل المقاتلون عمليات التمشيط في المنطقة. كما وتشن المروحيات حاليًا الغارات في المنطقة”.
الى ذلك، طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت، توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ.
تعليق الدراسة في الجنوب
أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي في بيان، “إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، اليوم الثلاثاء في 2023/10/10 في الأقضية المتاخمة للحدود الجنوبية الدولية، نتيجة التوتر الذي تشهده القرى الواقعة في الأقضية المذكورة، وخشية تعرض سلامة المعلمين والمتعلمين والأهالي للخطر، لا سمح الله”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :