يأتي هذا استمرارا لهطول الأمطار منذ السبت الماضي حتى مساء الإثنين، على عدة مدن بجنوب غرب ليبيا، بنسبة جيّدة إلى غزيرة، وفق المركز الوطني للأرصاد الجوية، بينما تشير التوقعات المناخية إلى استمرار الموجة، وتحديدا في جبال "تيبستي وأكاكوس" ومدينة غات قرب الحدود مع الجزائر، وتكون أخف في مناطق الساحل شمالا في مدن سرت ومصراتة حتى طرابلس.
"بحيرة" أوباري
رصد المجلس المحلي للشباب في بلدية أوباري تشكّل بحيرة ضخمة في أحد الأودية "القاحلة" قرب المدينة؛ ما جذب الأطفال للهو في مياهها؛ إذ لم يشهدوا طيلة عمرهم هطول أمطار بهذه الكمية.
بينما أعلنت بلدية أوباري وقوع أضرار بحي المشروع في المدينة جراء الأمطار التي تسببت في انهيار 4 منازل، ويجري حصر الأسر المتضررة بالتعاون مع فريق جمعية الهلال الأحمر وذلك لتقديم المساعدة لهم.
شلالات الهروج
في الهروج، صبّت الأودية المحيطة بها مياهها في المنطقة، وهي عبارة عن "براكين خامدة منذ آلاف السنين"، وصارت الجيوب والحفر الوعائية بها إلى خزانات مياه طبيعية، كما أصبحت الجروف "شلالات" للمياه، وهو ما رصده الموظف في شركة الهروج للعمليات النفطية، مصباح أعويد.
وما حدث في الجنوب سبق أن شهدته المنطقة الشرقية بعد العاصفة "دانيال"، التي تسببت في أضرار جسيمة خصوصا بمدينة درنة الشهر الماضي، حيث تشكّلت بحيرات مياه في مناطق صحراوية عدة، أشهرها منطقة المخيلي.
امتدت البحيرة الكبيرة في المخيلي على طول عدة كيلومترات، ما دفع قوات الجيش الليبي في حينه إلى "استخدام الزوارق" لعبور البحيرة المتشكلة وسط الصحراء، وذلك لتنفيذ مهام بحث وإنقاذ.
جدب 12 عاما
لم تشهد الكثير من المناطق الصحراوية في الجنوب الليبي هطول أمطار تذكر طيلة 12 عاما ماضية، كما يشير الخبير الليبي بالمعهد الدولي للتنمية المستدامة، خالد البدري.
تقع أوباري في نطاق ما يعرف بـ"الصحراء الكبرى" في إفريقيا، وهي الأقل تسجيلا لهطول الأمطار حول العالم، لكن تلك الموجة تدل على بداية التأثيرات الواضحة لتغيّر المناخ، وربما يسهم في انحصار التصحر، وفق البدري.