افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 2 تشرين الاول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 2 تشرين الاول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء

تفجير انتحاري في أنقرة… وحزب العمال يتبنى… وأردوغان يلوح بالعملية العسكرية / الموفد القطري يعرض مقايضة سحب ترشيح فرنجية بسحب ترشيح قائد الجيش / حردان في احتفال «القومي» بـ 1000 منتمٍ جديد: قانون الانتخاب سبب الفراغ الرئاسي /

الانفجار الانتحاري الذي هز أنقرة صباح أمس، تحوّل إلى حدث بارز مع إعلان حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عنه، وإعلان الرئيس التركي رجب أردوغان أن العملية العسكرية التي تستهدف قواعد الحزب شمال شرق سورية باتت وشيكة بعد تأجيلها عدة مرّات، محمّلاً المسؤولية للأميركيين دون تسميتهم، لأنهم مَن يحتضن الجماعات التي تقدّم الدعم للحزب المسؤول عن هذه العمليات، ولم يتضح طابع وحدود العملية التي تحدّث عنها أردوغان، ولا ما إذا كانت ستتم بالتنسيق مع الدولة السورية والشريكين الرئيسيين في مسار أستانة روسيا وإيران، وكيف ستتعامل مع الاحتلال الأميركي في المنطقة المفترضة للعملية، ولا ما إذا كانت ستنشط مساعي المصالحة التركية مع سورية وفقاً للمبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أم أنها تجمّدها؟
لبنانياً، نقلت مصادر نيابية عن مضمون المساعي التي تقوم بها الدوحة في مسار استحقاق رئاسة الجمهورية، أن جوهر الهدف القطري المتفق عليه مع واشنطن هو السعي لسحب ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وأن القطريين لا يمانعون بسحب ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون مقابل سحب ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بعدما فشلت مساعي مقايضة سحب ترشيح فرنجية مقابل سقوط ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وقبله النائب ميشال معوض.
على الصعيد الوطني والقومي، مناسبتان لاحتفالين حاشدين للحزب السوري القومي الاجتماعي، الأولى في ذكرى عملية الويمبي التي كانت الإشارة الأهم لنهوض العاصمة بيروت في إطلاق مسيرة مقاومة الاحتلال وصولاً للتحرير، والثانية حفل تخريج ألف منتسب جديد للحزب، تحدّث خلاله رئيس الحزب أسعد حردان الذي اعتبر أن الفراغ الرئاسي هو ثمرة النتائج المشوّهة للانتخابات النيابية، بسبب القانون السيئ للانتخابات، داعياً الى الإسراع بالسير بقانون الانتخاب الذي نص عليه الدستور من خارج القيد الطائفي وفق نظام النسبية، وإنشاء مجلس الشيوخ.

ولا يمكن القول، بحسب مصادر سياسية لـ»البناء» إن هناك غموضاً يكتنف الملف الرئاسي، بقدر ما يمكن القول إن لا بوادر إيجابية لإيجاد حل للأزمة الرئاسية، فحتى الساعة لا شيء تظهّر من اتصالات المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في السعودية يوحي أن الحل الرئاسي على الأبواب، وسط تأكيد المصادر نفسها أن الرياض تدعم التوجه القطري لجهة دعم الخيار الثالث بعيداً عن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وانتخاب رئيس مرشح على مسافة واحدة من كل الأطراف، مع تشديد المصادر على أن المبادرة القطرية ليست مرفوضة من إيران، وأن هناك تواصلاً مستمراً بين المسؤولين القطريين وحزب الله رغم ان الأخير لا يزال يؤكد تمسكه بترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية.
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان خلال احتفال أقامه الحزب في “دار سعاده الثقافية الاجتماعية” في ضهور الشوير، احتفاء بنحو ألف من المنتمين الجدد والذين أتموا الحلقات الإذاعية: “نحن نريد للبنان المنعة والقوة والسيادة والكرامة، نريده نطاق ضمان للفكر الحرّ، ودولة مؤسسات ومواطنة وعدالة اجتماعية. ولذلك نؤكد على الدوام، بأن يذهب الجميع إلى تطبيق الدستور الضامن لوحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، لا إلى صناعة دساتير فتنوية تفتت وتقسم. لو أن الدستور طبق في لبنان، لما وصلنا إلى قانون انتخابي هجين، نرى نتائجه اليوم تعطل انتخاب رئيس للجمهورية، وتفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية. نعم، نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، هي التي أوصلت لبنان إلى الفراغ والتعطيل، لا بل إلى مربع خطير مفتوح على كل احتمالات الفوضى. وما هو مؤسف أن البعض يعرف مكمن الخطر وحجمه ويصرّ على التعطيل ورفض الحوار. العناوين كثيرة، لكن ما يهمنا نحن عنوان رئيس، هو تثبيت هوية لبنان المقاوم، وتأكيد حقيقة انتمائه إلى محيطه القومي، وتحصين وحدته وصون سلمه الأهلي”.
وكانت نظمت منفذية بيروت في “القومي” احتفالاً بذكرى “تحرير العاصمة بيروت في 29 أيلول 1982 وتحية للشهيد خالد علوان وشهداء الحزب والمقاومة”، في قاعة الشهيد خالد علوان، تحدّث فيه رئيس الحزب السابق حنا الناشف حيث عرض للوضع اللبناني الداخلي، لافتاً إلى أن “غالبية السياسيين لا يزالون يتلهون بخلافهم على نوع الملائكة”. وقال: “مع أن النيران تحيط بهم من كل جانب، والمخاطر تحدق بهم والانهيار الكامل على قاب قوسين منهم وأدنى والناس ترمقهم بعين الغضب والازدراء وقد عضّ الجوع والعوز والفقر غالبيتهم، فهم لا يزالون يستولدون من كل مطلب مطباً ومن كل موقف قضية، ومن كل استحقاق أزمة..”.
الى ذلك يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في الثامنة من مساء اليوم خلال المهرجان المركزي الذي يقيمه الحزب بمناسبة ذكرى المولد النبوي. وسيتطرّق بحسب مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى عدد من الموضوعات السياسية المحلية والإقليمية، لا سيما الملف الرئاسي بعد التحرك القطري ومآل الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فضلاً عن التطورات في سورية والقضية الفلسطينية لا سيما بعد التواصل السعودي – الاسرائيلي.
وقال عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق : “إن جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعهم الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالهم المبادرات والتوافقات، صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنهم هم سبب كل هذه الأزمات، ولا يريدون الحل”. وأوضح أن “هناك مبادرات خارجية ودولية وداخلية لحل الأزمة الرئاسية، ولكن لا يوجد أي تقدم باتجاه الحل، والسبب أن جماعة التحدي والمواجهة أفشلوا كل هذه المبادرات لرهانات خاسرة، لأن لديهم مشروع المواجهة، فلا يريدون لا الحل ولا التوافق ولا التفاهم”.
وأكّد رئيس حزب التيار الوطنيّ الحر النائب جبران باسيل، أنّ الهدف هو نقل لبنان إلى نظام اقتصاديّ ماليّ جديد فيه الإنتاج والمبادرة الفردية والتخلّص من النموذج الحاليّ القائم على الريع والزبائنية السياسية.
وأوضح خلال جولة بقاعية أنّ “التيار يطرح ضمن الطائف قانون اللامركزية الموسعة، وأنّه يتحاور في خصوصه مع حزب الله ومستعدون للتحاور مع الجميع، كما طرح من ضمن خطّة الإنقاذ، قانون الصندوق الائتمانيّ الذي منافعه ومردوده أهمّ بكثير من ديون صندوق النقد الدوليّ”.
وشدّد على أنّ المنظومة كرّست التفاوت الإنمائيّ بين المناطق من خلال مركزية القرار الإداريّ والماليّ، مثلًا، بعلبك – الهرمل تملك قدرات كبيرة تحوّلها اللامركزية إلى أقوى المناطق اقتصاديًا.
ودعا باسيل الى انتخاب رئيس للجمهورية “منو رابي بكنف المنظومة بيتنشق هواها وبياكل من منافعها».
وقال: “ننبّه من خطر وجودي حتمي على لبنان، ونطالب بإغلاق الحدود، يتهموننا اننا نتناولهم بالرئاسة، كل همّهم الرئاسة وارضاء الخارج”. وتابع: “وجودنا مهدّد والمسؤولية ليست على النازح المغلوب على أمره او المدفوع بالتحريض وبالوعود والحاجة، المسؤولية على المتآمرين”.
وفي ما خصّ ملف النازحين فإن الداخل يترقب الاجتماع المرتقب بين وزير خارجية لبنان ونظيره السوري فيصل المقداد للبحث في ملف عودة النازحين، علماً أن مصادر مطلعة على الملف تشير لـ”البناء” إلى أن هناك اعتراضاً محلياً على تولي وزير الخارجية هذا الملف خاصة أنه يحاول دائماً التملّص من مسؤوليته في هذا الشأن. واعتبرت المصادر أن الموقف السوري ليس إيجابياً من بوحبيب الذي لم يبد ترحيباً بتسلمه الملف فهو بدل ان يوازن بين مطالب الغرب في هذا الملف ومصلحة البلدين (لبنان وسورية)، فإن مواقفه غالباً ما تكون على حساب لبنان. وشدّدت المصادر على ضرورة الإسراع في زيارة الوفد اللبناني الى سورية، من أجل وقف تدفق النازحين السوريين عبر الحدود والذي يتطلب تعاوناً أمنياً وسياسياً بين البلدين.

ولفتت المصادر الى أن لبنان لا يزال بحاجة الى الداتا التي لا تزال مفوضية اللاجئين ترفض تسليمه إياها، فالسلطة السياسية والأجهزة الأمنية لا يمتلكون أي إحصاءات رسمية حيال الأرقام الحقيقية للنازحين. واذ شددت المصادر على أهمية دور الجيش عند المعابر دعت الى عدم تحميله مسؤولية تقاعس بعض المعنيين والأحزاب، واعتبرت أن إطلاق الحملات المنظمة على الجيش وقائده في هذه الفترة ليست الا سياسية، فمن هو مهتم بحل ملف النازحين لا يقاطع جلسات مجلس الوزراء التي تخصص لهذا الملف على وجه التحديد، مع إشارة المصادر الى ان هناك 25 ألف متسلل سوري تم توقيفهم من قبل الجيش، وهذا يؤكد أن الجيش يقوم بواجبه رغم كل امكانياته وعديده.
وأوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب أنه “إذا ذهبت الى دمشق “مش رح شيل الزير من البير” في ملف النازحين، وتمّ الاتفاق أنه حين عودتي إلى لبنان أحدد مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تاريخاً للقاء، وأنا أخذت المبادرة بزيارة سورية وسأكرر الزيارة وهناك ضغط دولي علينا “حتى ما نعمل شي” في ملف النازحين.
في المقابل توجه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين لوزير الخارجية بالقول: “إنت لسانك طويل وأنا تحملتك المرة الماضية وإنت بشو شاطر؟ انت خانع ومهادن ومتواطئ”. ورداً على كلام بوحبيب بأنه لا جدوى من زيارة سورية، قال شرف الدين: “هلق منشوف”.
الى ذلك، تعقد لجنة المال والموازنة جلسة غداً، لمتابعة موضوع إنفاق أموال حقوق السحب الخاصة، ومناقشة السند القانوني الذي اتبعته الحكومة لهذا الإنفاق.

*****************************


افتتاحية صحيفة الأخبار:

خيارا باسيل: فرنجية أو الخروج من السلطة!

 

 اللحظة اللبنانية الراهنة ليست لحظة التنازلات التي تنتج حلاً. فالداخل غير قادر على فرض خياره على الخارج إلا شكلاً، لأن لبنان يحتاج إلى خيار يفكّ الحصار المفروض عليه من الغرب وبعض العرب. والخارج الذي يستطيع أن يهدّد ويتوعّد، غير قادر على تمرير حل من دون توافقات داخلية كبيرة، وبالتالي، لم تعد المعضلة الرئاسية رهن اتفاقات جانبية. وبما أن المقدّمات لا تقول بأن في لبنان غالبية معقولة تريد انتهاج سياسات خارجية واقتصادية مختلفة، فنصيبنا هو الفراغ، في انتظار لحظة إقليمية تتقاطع مع لحظة داخلية فيكون الحل.

إعلان فرنسا، بلسان موفدها الرئاسي جان إيف لودريان، الذي فشل في محاولة تمرير سليمان فرنجية رئيساً، عدّل في أدوات المعركة لا في وجهتها. كان الداعمون لفرنجية يسعون إلى توفير عدد من الأصوات له يتجاوز الـ 75، وهو خيار يحتاج إلى تفاهمين كبيرين، واحد مع جبران باسيل وآخر مع وليد جنبلاط. لكنّ المساعي التي قادها حزب الله والرئيس نبيه بري لم تحقّق المطلوب. فيما لم تنجح فرنسا في الحصول على أي تغطية فعّالة من الولايات المتحدة أو السعودية.

بعد إعلان لودريان، تحمّس القطريون للعب دور الوسيط، وعاد الجميع إلى متاريسه السابقة. صحيح أن الفريق الداعم لفرنجية لا يحتاج إلى مناورة لتثبيت موقفه، لكنّ الفريق المعارض لفرنجية يحتاج إلى صيانة لمشروع التقاطع، لأن اسم جهاد أزعور لم يعد صالحاً للاستخدام، والرجل نفسه بدأ يشعر بتعاظم الضرر الذي يصيبه جرّاء استمرار الأمر على حاله، وهو قد يكون مضطراً للقيام بخطوة في حال لم يبادر المتقاطعون إلى وضع إستراتيجية منطقية، خصوصاً أن أزعور يعرف الوقائع بصورة جيدة، ويدرك أن تحوّله إلى مرشح مواجهة مع الفريق الآخر، يسقط عنه صفة «رجل المهمة الوطنية» كما كان يفترض لنفسه.

لكنّ مشكلة فريق التقاطع تكمن في فقدان البديل، لذلك، يواصل هؤلاء الحديث عن بقاء أزعور مرشحاً، ولكلّ حساباته: البطريرك الماروني لا يريد الوقوع مجدّداً في وحول الترشيحات، وسمير جعجع يريد مقايضته بفرنجية، وجبران باسيل يريد أن يكون أزعور عنوان الإطاحة بكل مرشحي الفئة الأولى: أزعور وفرنجية وجوزيف عون أيضاً!

لا تملك قطر قدرة الادّعاء بأنها مفوّضة من دول اللجنة الخماسية. لكنها تحظى بدعم أميركي جدّي، ولا ممانعة مصرية، وغضّ طرف سعودي، حتى «النقزة» الفرنسية لا تمنعها من المبادرة. لكنّ الدوحة لاعب في الفريق الأميركي، وقدرتها على تدوير الزوايا لا تتجاوز حدود استعمال المغريات المسهّلة لاتفاق يحقّقه آخرون. وما تملكه قطر اليوم هو أنها تمسك بورقة «إعلان الفشل الفرنسي» وبـ«الموقف الأميركي - السعودي المتشدّد»، وهي فوق ذلك قادرة على تمويل العملية برمّتها: تبدي استعداداً لدفع ثمن انسحاب سليمان فرنجية. وتمويل تأييد جبران باسيل وكتل نيابية كثيرة لاختيار بديل لا يعارضه حزب الله، وتقديم مساعدة مالية في قطاع أساسي يعاني منه لبنان.

لكن، كيف يمكن لقطر أن تفرض اسماً توافقياً؟

حتى اللحظة، يعرف القطريون، كما فرنسا ودول الخارج، أن ثمن انسحاب فرنجية من السباق لا يتعلق بتسوية شخصية معه، بل بصفقة تخصّه من جهة، لكنها تخصّ بشكل أكبر القوى الداعمة له، وحزب الله على وجه التحديد. والحزب، هنا، ليس بحاجة إلى دولارات الدوحة، ولا إلى رضى وزارة الخزانة الأميركية، ولا هدنة لفظية من قناة «العربية». بل يحتاج إلى من يلبّي الشرط الذي وجده متوفراً في شخص سليمان فرنجية، أي ضمان عدم طعن المقاومة في الظهر. وهو عندما وافق على مبادرة سليمان فرنجية - نواف سلام، كان يعرف ما الذي يريده. أما في حال الإطاحة بفرنجية، فإن المعادلة كلها ستسقط، وعندها سيكون المرشح لرئاسة الحكومة، كما تشكيلة الحكومة وتوزيع الأدوار فيها، ساحة لمعركة كبيرة يخوضها حزب الله، وأي انقسام جدّي حول الحكومة المنتظرة، يمكن أن يعطّل العهد الجديد من اليوم الأول، وعندها يكون من وصل إلى القصر الجمهوري قد فاز بلقب فخامة الرئيس لا أكثر.

في الموازاة، لا يبدو أن الرئيس نبيه بري مستعدّ هو الآخر لبيع مرشحه بأيّ ثمن. ومهما كثر الكلام عن خشيته من فرض عقوبات أميركية على مقرّبين منه، أو شن حملة أوروبية ضده، يعي بري أن المهمة المنوطة بأيّ رئيس جديد تحتاج إلى توافقات يومية معه، كما هي حال أي رئيس جديد للحكومة، وبالتالي، فإنه لا يجد أن الوقت قد حان لإدخال تعديلات جوهرية على إستراتيجيته، وإن كان -كما جنبلاط وفرنجية نفسه - في موقع من يقدر على أفعال تصبّ كلها في خانة إضعاف خصومهم الداخليين، من سمير جعجع إلى جبران باسيل. حتى إنه صار يتردّد في صالونات هؤلاء بأنه في حال انسحاب فرنجية، فإن الثلاثة، سيصوّتون لمرشح لا يريده جعجع وباسيل أو يخافان منه، مع إشارة مباشرة إلى اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون. علماً أن الأخير، وإن كان سعيداً بالأخبار عن تعثّر مبادرة إيصال فرنجية، إلا أنه بات يخشى أن يكون رأسه هو أول أثمان التنازل عن فرنجية.

بذلك، نعود إلى النقطة التي تتعلق بموقف باسيل. صحيح أن معادلات كهذه تعطي دوره وموقفه وزناً كبيراً، إلا أن الثمن لم يعد كما كان عليه سابقاً. بمعنى، أنه بعدما رهن قبوله بفرنجية بإقرار اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني، فهو قد تخلّى عن «عرض الضمانات» الذي قدّمه له السيد حسن نصرالله في بداية النقاش حول الملف الرئاسي. يومها، كان بمقدور نصرالله القول بأنه يمون على بري وفرنجية للسير معه في «عرض الضمانات». إلا أن الظروف تغيّرت، وبات على باسيل أن يدرك جدياً أن قواعد اللعبة تغيّرت، وأن بري وفرنجية ومعهما آخرون، لن يقبلوا بمقايضة دعمه فرنجية بأدوار تشكل مصدر إزعاج لهم لاحقاً. لذلك، ربما يجد هؤلاء، ومعهم جنبلاط ومستقلون، أن ما يناسبهم، هو بالضبط من لا يناسب باسيل، وليتمتع الأخير بجنّة المعارضة.

المعروض الآن، وفق فرضية انسحاب فرنجية، خيارات لا تناسب باسيل على وجه الخصوص:

- إما صياغة تفاهم يوصل قائد الجيش إلى القصر الجمهوري، ما يعني خسارة كبيرة للتيار الوطني الحر.

- أو نجاح الخارج في ترتيب تسوية بين حلفاء السعودية وغالبية إسلامية وازنة تأتي برئيس يكون خصماً أكيداً للتيار، ولو لم يكن حليفاً أكيداً للآخرين. وفي هذا خسارة إضافية لباسيل.

- أو تسوية تقوم على فكرة «الرئيس الضعيف» الذي لا يشكل خطراً لا على مصالح التحالف الإسلامي بكل عناصره، ولا يشكل بعبعاً بوجه القوى المسيحية ذات الوزن. وفي هذا الخيار إضعاف جديد للرئاسة الأولى، وهو ما قد ينسحب على أمور كثيرة في بلد تتغيّر فيه موازين القوى بصورة متسارعة، وهذا ما يوجّه ضربة كبيرة إلى تصورات باسيل.

عملياً، وفي ظل امتناع أكيد من جانب حلفاء حزب الله عن السير بمرشح (غير فرنجية) يكون على هوى باسيل، فإن دعوة رئيس التيار لحزب الله وحلفائه إلى الاتفاق على اسم جديد، فقدت قوتها. ما يعني، أنه بقيت هناك فرصة وحيدة لإعادة إنعاش المبادرة الفرنسية، من خلال انضمام باسيل وجنبلاط ومستقلّين إلى الفريق الداعم لفرنجية، ونجاح هذه الفرصة رهن بباسيل وحده: فهل يريد اختيار صفقة جوزيف عون ليحصد جوائز خارجية أولاً، أم أنه يريد التنازل جزئياً ويسير بفرنجية فاتحاً الباب أمام دور من نوع مختلف، أم أنه فعلياً يريد خوض مغامرة الخروج من السلطة نهائياً...؟ وفي هذه النقطة، لم يعد التحايل على الوقائع نافعاً ولا التشاطر على شكل مناورات، لأن النتيجة ستكون بأن يمضي باسيل العهد المقبل لاجئاً إلى لعبة التقاطعات بالمفرق!

********************************

افتتاحية صحيفة النهار

“الحزب” يهدّد وباسيل يرفع السقوف! أرقام السحب الخاص في المجلس اليوم

ما كان لـ “النوبة ” العصبية الانفعالية التي طبعت تصريحات ومواقف شريكي “تفاهم مار مخايل” سابقا، “#حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل، ولو من منطلقات حسابات منفصلة لكل منهما هذه المرة، ان تتخذ دلالات بارزة من شانها ان تستدعي التدقيق والتفحص، لولا انها جاءت في سياق اثبات عودة مجمل الواقع السياسي الى مربع بدايات الازمة الرئاسية على رغم تشاطر كثيرين في تجميل قتامة المشهد الداخلي. فاذ انبرى “الحزب” على السنة بعض “صقوره” الى التهجم الحاد على خصومه من قوى المعارضة الى حدود الانسياق الى التهديد السافر، انبرى في المقابل رئيس “التيار الوطني الحر” الى التهجم التشهيري على قائد الجيش العماد جوزف عون من “منبريات” جولة في #البقاع الشمالي غداة جولة مثيرة للتحديات في زحلة . بذلك بدا واضحا للجهات الراصدة التحركات المتصلة ب#الوساطة القطرية وما تواجهه من تحديات واحتمالات سلبية بعد #الوساطة الفرنسية بان “الحزب” وحليفه القديم يتقدمان لائحة القوى التي تمارس لعبة رفع السقوف السياسية والإعلامية في وجه القطريين بعدما ارتفع ضباب الغموض الكثيف فوق مصير التحركات الخارجية والوساطات المتدافعة الواحدة تلو الأخرى من دون أي فرص حقيقية بعد لتحقيق اختراق فعلي في جدار الازمة. وفيما تقدم كل من “حزب الله” ورئيس “التيار الوطني الحر” واجهة المشهد الهجومي على خصومه الداخليين، اكدت الجهات المعنية نفسها ان الأيام الطالعة مرشحة لان توضح الكثير من دوافع المناورات السياسية في ظل لقاءات إضافية سيستكمل بها الموفد القطري جولته التي بدأت قبل أسبوعين، كما ان هذه الجهات توقعت ان تتبلغ المراجع المعنية في بيروت معطيات من باريس عن التحرك المقبل للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، وسط تاكيدات فرنسية وقطرية ان لا تصادم بين التحركين بل التقاء حيال المسالة الجوهرية المتصلة بالتوصل الى تفاهم لبناني عريض على اعتماد الخيار الثالث الرئاسي .

 

ومن هذه الزاوية فسرت جهات عدة الهجمات “العشوائية” والمركزة التي طبعت جولتي رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل في منطقتي زحلة وبعلبك الهرمل يومي السبت والأحد الماضيين في اطار السعي الى “تثقيل” الغنائم السياسية المطلوبة. فهو بعدما أراد ارسال رسالة حسن نية الى “حزب الله” من زحلة حصرا بتحذيره المعارضين من الرهانات على هزيمة #النظام السوري او الصفقة #السعودية الإيرانية على حساب الحزب، راح يسدد سهامه الى قائد الجيش من بعلبك تحت شعار التحذير من خطر زحف النازحين. وأشار إلى أن “آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي”، محذّراً من “خطر وجودي حتمي على لبنان”، مطالباً بـ”اقفال الحدود”. واعتبر باسيل أن “أفراداً وضباط وقادة في الجيش متواطئين سياسياً ومستفيدين مادياً من شبكات التهريب”، مشدّداً على أن “لبنان مهدّد بالزوال وشعبه مهدّد بالتهجير”.

 

وأكّد “أننا لسنا مستعدين لأن نكون بأي حوار معلّب ومفروض بشروطه يأخذنا لمسرحيّة ممجوجة، ولا نريد حواراً شكلياً، فأنتم تدعوننا إلى حوار ضبابي بشكله وبرنامجه، “وما في حدا ريّس على حدا”. وطالب “برئيس ملتزم على رأس السطح اعادة النازحين إلى بلدهم مهما كلّف الأمر، رئيس سيادي بطبعه وليس تابعاً لمحور ولا مسيّر، ملتزم بضميره الوطني وبالدستور. وليس مخالفاً الدستور بجلسة انتخابه”، في إشارة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يحتاج انتخابه الى تعديل دستوري .

 

بدوره ذهب عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق في هجماته على القوى المعارضة الى حدود التهديد “بانهم صاروا عبئا على البلاد “. وقال أن ” أن جماعة التحدي والمواجهة أفشلوا كل المبادرات لأحقاد دفينة ورهانات خاسرة، لأنه لديهم مشروع المواجهة، فلا يريدون لا الحل ولا التوافق ولا التفاهم، وإنما يريدون الصدام والمواجهة الداخلية، وجر البلد إلى الفتنة، ومشروعهم يتقاطع مع أهداف حرب تموز العام 2006، وليكن معلوماً، لن نقبل ولن يأتي يوم نقبل فيه أن يمرر أحد أي هدف إسرائيلي أسقطناه في وادي الحجير وسهل الخيام”. وقال: “إن جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعهم الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالهم المبادرات والتوافقات، صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنهم هم سبب كل هذه الأزمات، ولا يريدون الحل”.

 

ارقام السحب الخاص

 

بعيدا من الأجواء السياسية هذه تنعقد لجنة المال والموازنة النيابية قبل ظهر اليوم لبحث مسألة الصرف من حقوق السحب الخاصة للبنان وهذه الحقوق قررها مجلس المحافظين في صندوق النقد الدولي، على أثر جائحة كورونا وما خلفته من آثار سلبية على الاقتصادات العالمية. فقرر توزيع مخصصات حقوق السحب الخاصة من أجل دعم سيولة البلدان الأعضاء ولاسيما الفقيرة منها، فكانت حصة لبنان 607,2 مليون وحدة من وحدات حقوق السحب باعها لقاء حوالي /1,140/ مليار دولار أميركي.

 

وقد أودعت الحكومة هذا المبلغ في حساب خاص فُتح لدى مصرف لبنان لهذه الغاية.

وبتاريخ 11 نيسان 2022 كان رصيد هذا المبلغ /1.139.951.437/ دولار أميركي، أي حوالى /1,140/ مليار دولار اميركي، ولم تكن الحكومة قد تصرفت بأي مبلغ منه.

ومنذ 12 نيسان 2022 بدأ التصرف بالمبالغ الناتجة عن حقوق السحب، ومازال، لدرجة أن المعلومات تفيد بأن المبلغ قد صرف بالكامل.

 

في لائحة حصلت عليها “النهار” تتضمن ما تم التصرف به لغاية 8 كانون الأول 2022، يتبين بأن مبلغاً يزيد على /636,1/ مليون دولار أميركي قد تم التصرف به لتغطية النفقات التالية:

– الكهرباء221,59 مليون د.أ.

– الأدوية190,05 مليون د.أ.

– القمح112,08 مليون د.أ.

– القروض 95,54 مليون د.أ.

– جوازات السفر13,24 مليون د.أ.

– تكاليف حقوق السحب 4,09 مليون د.أ.

– رسوم لوزارة العدل0,683 مليون د.أ.

وقد برّرت الحكومة هذا الإنفاق بأنه تم في سبيل تحقيق المصلحة العامة.

 

وعن إجتماع اليوم قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان لـ”النهار”: ” أن البحث سيتمحور حول قانونية هذا الانفاق أكثر من مدى جدواه ومسؤولية كل من الحكومة ومصرف لبنان بإجازة هذا الصرف وفق الآلية التي إعتمدت دون مراعاة مبدأ الشمولية والعودة الى مجلس النواب من خلال موازنة أو اعتمادات إضافية أو إستثنائية ومن خلال حساب خاص خارج حساب 36 للخزينة ما يعني بإختصار دون أي رقابة”.

 

وعلمت “النهار” أن تقييم قانونية الانفاق الحاصل من حقوق السحب سيتم في جلسة لجنة المال من خلال الاجابة على الاسئلة الاتية:

 

١- القرارات والمراجع والمستندات التي جرى على أساسها دفع تلك المبالغ من حقوق السحب الخاصة، ومن أي بند من بنود الموازنة جرى التصرّف بها

 

٢- أين أودع المبلغ المترتب لصالح لبنان من حقوق السحب الخاصة؟وهل جرى إدراجه في حساب الدولة وفي الموازنة العامة؟ وفي حال عدم حصول ذلك، فعلى أي اساس يتم صرف اجزاء منه وبناء لأي قانون؟

 

٣- ايداع لجنة المال نسخة واضحة عن لائحة الصرف حتى تاريخ اليوم.

 

************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل يواصل التهشيم الجوّال بالمؤسسة العسكرية!

لا خيار دولياً إلا “الثالث”

 

في مرحلة انتظار استئناف اللجنة الخماسية تحركها مجدداً على صعيد الاستحقاق الرئاسي، يواصل فريق الممانعة نعي جهودها. وبدا «حزب الله» الطرف الأنشط في هذا الفريق على هذا الصعيد، إذ لا يمر يوم من دون أن يطلق فريق الصف الأول في «الحزب» مواقف تستهدف النيل من اللجنة، وما يلوح في أفق الحلول لأزمة الانتخابات الرئاسية. ووصل الأمر بالنائب ابراهيم الموسوي الى حدّ الحديث عن «تهجير المسيحيين من لبنان»، سائلاً: «إذا كانوا حريصين على المسيحيين فليش بدهم يفللوهم من لبنان؟ في مؤامرة أكبر بكتير من المسيحيين في لبنان. هل سألوا عنهم في العراق؟ ليش سألوا عنهم في سوريا؟ هل عم يسألوا عنهم في فلسطين؟».

 

مقابل حملة التهديد والوعيد التي يمارسها «حزب الله» ضد خصومه، هل من معطيات عن تحرك «الخماسية» في اتجاه الاستحقاق الرئاسي؟

 

تفيد أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» أنّ هناك تحركاً مزدوجاً للمبادرتَين الفرنسية والقطرية لا يزال قائماً. ففي انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مجدداً الشهر الجاري الى لبنان، لا يزال الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني في لبنان.

 

ولفتت الأوساط الى أنّ الخيار الرئاسي الثالث أصبح «مدوّلاً»، وأنّ اللجنة الخماسية بكل مكوناتها واضحة في قرار الخيار الثالث. وأكدت أنه «صار من الصعب على ايران مواجهة هذا التوجه، وهي (أي طهران) ستبحث في نهاية المطاف في كيفية التموضع مع التوجه الدولي الجديد». وقالت: «توجه «الخماسية» هذا عملي، أي لا يشبه الكلام على القرارات الدولية مثل 1559 و1701 وغيرهما من النصوص المرجعية. أما الواقع الحالي فيتصل بتوجه ينحصر بالرئاسة في كل الأحوال. ومهما تأخّر «حزب الله» في الانسجام مع هذا التوجه الدولي فسيتحمل المسؤولية ولن تنفع سياسة شراء الوقت». وخلصت الأوساط الديبلوماسية الى القول: «إننا أمام تطور كبير».

 

وفي إطار الاستحقاق الرئاسي، نقل عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح الموجود ضمن الوفد النيابي الذي يزور الولايات المتحدة عن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ايفان غولدريتش قوله للوفد إنه «سيزور لبنان في كانون الأول المقبل، وسينتخب للبنانيين رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ».

 

وفي سياق متصل، واصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل حملاته على المؤسسة العسكرية، وفي خلفيته محاربة خيار انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وكانت آخر هذه الحملات «الجوالة» من القاع في منطقة بعلبك، فقال: «حان الوقت والحقائق تنكشف للمغشوشين بالمظاهر، يلوموننا كيف نصوّب على قيادة الجيش والأجهزة… نعرف أين يوجد التلكؤ والتقاعس، نتكلم على أفراد وقادة متواطئين سياسياً ومستفيدين مادياً من شبكات التهريب»!

 

الى ذلك، نفت لجنة الإعلام والتواصل في «التيار الوطني» في بيان أصدرته «نفياً قاطعاً خبر تعرض موكب الرئيس العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل لأي مضايقات أو وقوع أي حادث من أي نوع خلال جولة اليومين في البقاعين الأوسط والشمالي، والتي تكللت بالنجاح واتسمت بالحفاوة الشعبية والانفتاح والتواصل مع فاعليات عدة».

************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

استمرار تعطيل انتخاب الرئيس يُدخل لبنان في «غيبوبة» سياسية

لافتقاده مقومات الصمود للتعايش مع فراغ مديد

بيروت: محمد شقير

 

يقف لبنان على مسافة شهر من مرور عام على الشغور في سدة الرئاسة الأولى من دون أن يلوح في الأفق ما يدعو للتفاؤل بأن انتخاب رئيس للجمهورية أصبح وشيكاً، إلا في حال عاد الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت في زيارة رابعة، حاملاً بيده عصاه السحرية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم لتفعيل مسعاه بحثاً عن رئيس توافقي من خارج المنافسة بين رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور لمصلحة مرشح توافقي يتحلى بالمواصفات التي حددتها اللجنة الخماسية.

 

 

ولا يبدو حتى الساعة أن الشغور الرئاسي لن يتمدّد طويلاً، وهذا ما تُجمع عليه الكتل النيابية المعنية بانتخاب الرئيس من موقع اختلافها حول الخيارات الرئاسية، رغم المبادرات الناشطة والمتعددة مع دخول قطر على خط الوساطات في محاولة تود من خلالها استطلاع المواقف، وتجميع المعطيات، وصولاً لاستدراج الكتل النيابية لتسمية مرشحين من خارج فرنجية وأزعور، وإن كانت ليست في وارد التشويش على المهمة الموكلة إلى لودريان بحثاً عن الخيار الرئاسي الثالث بدعم من اللجنة الخماسية التي تضم، إضافة إلى فرنسا وقطر، الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر.

 

«الخيار الثالث»

فدولة قطر التي لا تتطلع، من خلال موفدها إلى بيروت جاسم بن فهد آل ثاني، للقيام بدور منافس للودريان، بمقدار ما تهدف إلى تزخيم المبادرة التي ترعاها اللجنة الخماسية لحث الكتل النيابية على إنهاء الشغور الرئاسي بذهابها إلى الخيار الثالث.

 

ومع أن الموفد القطري حرص على استمزاج آراء الكتل النيابية بسؤالها عن موقفها حيال ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، والنائب نعمت أفرام، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، لأنها من الأسماء المصنّفة من وجهة نظره في خانة الخيار الثالث، فإنه حرص، كما تقول مصادر مواكبة للقاءاته لـ«الشرق الأوسط»، على استدراج العروض بإلحاق أسماء جديدة باللائحة التي عرضها من باب استطلاع آراء الكتل النيابية لتوسيع مروحة الخيارات الرئاسية من دون أن يقدّم نفسه على أنه البديل للودريان، وأن لديه إصراراً للتكامل معه لوضع حد لاستمرار الشغور الرئاسي.

 

وبالنسبة إلى ما تردد بأن الموفد القطري يمهّد الطريق أمام مجيء وزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي إلى بيروت فور انتهاء لودريان من جولته الرابعة على الكتل النيابية فإنه لن يخرج عن الإطار الذي رسمته الخماسية باعتماد الخيار الرئاسي الثالث لإنهاء الشغور الرئاسي.

 

أما بخصوص ما أشيع بأن الموفد القطري حاول استمزاج رأي فرنجية حول مدى استعداده للعزوف عن ترشّحه للرئاسة في مقابل إشراكه بوصفه واحداً من الأساسيين في التسوية السياسية التي تلي انتخاب الرئيس، فقد تبين، كما يقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط»، بأن لا صحة لما قيل حول قيام الموفد القطري بتقديم لائحة من الإغراءات السياسية للحصول على موافقته بخروجه من السباق الرئاسي.

 

وكشف المصدر النيابي في معرض دحضه كل ما تردد في هذا الخصوص، بأن ما أشيع لا يمت بصلة إلى الحقيقة، وسأل: كيف يروّج البعض لمثل هذه الأخبار استباقاً للقاء فرنجية بالموفد القطري؟ وبالتالي من أين استمد هؤلاء «معلوماتهم» استباقاً للاجتماع المرتقب بينهما؟

 

ولفت إلى أن الموفد القطري سعى لاستمزاج رأي «حزب الله» عندما التقى المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل حول موقفه في حال أن فرنجية اتخذ قراره بخروجه من المنافسة الرئاسية، وقال إنه صارحه بقوله: ما عليك إلا الذهاب إلى فرنجية للوقوف على رأيه، وبعدها لكل حادث حديث، ونحن لن نسمح بأن ننوب عن حليفنا في الإجابة عن سؤال يتعلق به شخصياً، مع تأكيدنا أننا نتمسك بتأييده، وأن لا مجال للعودة عن قرارنا، إلا في حال اتخذ قراره بملء إرادته بعزوفه عن الترشُّح ونحن من جانبنا نحترم ما يقرره.

 

وأكد المصدر النيابي أن الثنائي الشيعي لا يزال يتمسك حتى الساعة بترشيح فرنجية، ونقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله بأن دعوته لحوار نيابي غير مشروط مدة أسبوع يليه انعقاد البرلمان في جلسات متتالية لانتخاب الرئيس تبقى الممر الإلزامي لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، تاركاً القرار النهائي للنواب، وليتحمل كل طرف وزر قراره، وأنا لا أستجدي أحداً للحوار، ولن أدخل في سجال سياسي مع الذين اعترضوا على دعوتي.

 

لذلك فإن التوافق على انتخاب رئيس من خارج الانقسامات السياسية لا يزال يصطدم بحائط مسدود، ولا يبدو في ضوء المعطيات المحلية أن هناك إمكانية لإحداث خرق في الملف الرئاسي، وبالتالي يبقى الانتظار، كما يقول مصدر نيابي، سيد الموقف، بينما يتواصل الجهد القطري بلا ضجيج لعل موفد الدوحة إلى لبنان يتمكن من تعطيل مفاعيل الألغام السياسية المؤدية إلى ترحيل انتخاب الرئيس.

 

وعليه فإن وقف ترحيل انتخاب الرئيس يبقى عالقاً على خشبة عدم نضوج الظروف الدولية والإقليمية لتسهيل إخراجه من التعطيل، بالتلازم مع انقطاع التواصل بين الكتل النيابية بحثاً عن الخيار الرئاسي الثالث في ظل تمسك الثنائي الشيعي بدعم ترشيح فرنجية.

 

فالمشكلة ليست محصورة محلياً فحسب، وإنما هي معطوفة على ما يدور في المنطقة من تطورات تدخل الآن في مرحلة جديدة في ضوء المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، على أساس أن «حزب الله» لن يبيع موافقته على الخيار الرئاسي الثالث ما لم تحصل إيران على ما تريده لكسر الحصار الدولي المفروض عليها، سواء من واشنطن أو دول الاتحاد الأوروبي.

 

وإلى أن تنضج الظروف الخارجية لفك أسر الاستحقاق الرئاسي من «الاحتجاز»، فإن لبنان يمضي حالياً في غيبوبة سياسية جراء تعطيل جلسات الانتخاب، إلا إذا حصلت مفاجأة من العيار الثقيل تدفع باتجاه تأمين التوافق الدولي للعبور به إلى مرحلة التعافي، بدءاً بالإفراج عن اسم الرئيس العتيد قبل فوات الأوان، لأن إبقاءه على لائحة الانتظار يعني حكماً تدحرجه بسرعة نحو الأسوأ لافتقاده إلى ما تبقّى لديه من مقومات الصمود للتعايش مع فراغ رئاسي مديد.

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الأزمة الرئاسية جزء من معضلة أكبر لــم تنضج ظروف حلها

 

11 شهراً من الفشل المتمادي مرّت على الشغور الرئاسي، وإذا حسبنا، وفق الدستور، مهلة الشهرين اللتين تسبقان تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حيث من واجب مجلس النواب انتخاب الرئيس، فنكون قد تجاوزنا السنة الأولى للفراغ ودخلنا السنة الثانية من الفشل القاتل للبلد.

وعلى رغم جولات الموفدين التي تتسارَع حيناً وتبرد احياناً، ورغم كل التحليلات والتسريبات، فإنّ الفراغ الناجم عن تعادل ميزان القوى في مجلس النواب ورفض البعض مبدأ الحوار، يمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات بعد. ولا شيء يَشي بقرب اقتراح الحل وخروج لبنان من النفق المظلم.

 

ومن شأن استمرار هذا الشغور أن يشل الحكم، ويترك مقاليد السلطة في يد حكومة مؤقتة منقسمة وضعيفة، ويزيد من تعطيل الإصلاحات الاقتصادية ويعيق الاتفاق مع صندوق النقد الدولي في وقت يحتاج فيه لبنان بشدة إلى طَي صفحة أربع سنوات من الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وتجنب خطر عدم الاستقرار.

 

وتشير مصادر دبلوماسية الى ان اللجنة الخماسية لا تملك قوة الدفع اللازمة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية اللبنانية لأنّ قرار محاصرة لبنان وخنقه لم يرفع بعد، وبالتالي ان الازمة الرئاسية هي جزء من معضلة أكبر لم تنضج ظروف إيجاد حل لها.

 

في مقابل هذا المشهد القاتم، تستمر معاناة اللبنانيين من أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية، من دون أي خطة جدية لمعالجته. وتتبارى القوى السلطوية والسياسية في الثرثرة علانية ولا تفعل شيئاً في الواقع.

 

بو حبيب يتحدث لـ«الجمهورية»

في هذا السياق، عاد لبنان الرسمي من نيويورك، كما ذهب، خالي الوفاض من اي حلول لأزمة النازحين، نتيجة التصلب الغربي لا سيما الاميركي، في منع عودتهم قبل الحل السياسي في سوريا، والذي يريد الغرب فَرضه على السلطات السورية الرسمية.

 

وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لـ«الجمهورية»، بعد مشاركته مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الجمعية العامة للامم المتحدة واللقاءات التي عقداها مع زعماء وممثلي الدول، انّ القرار الدولي يتلخص بأن «لا عودة للنازحين» ولن يدفعوا لهم اذا عادوا، فيفضّل النازح عندها البقاء حيث هو».

 

وكشف بو حبيب ان دول الغرب مهتمة اكثر بالوضع في اوكرانيا، وقال رداً على سؤال عن البدائل التي يمكن ان يلجأ اليها لبنان وسوريا: سندرس البدائل، وهناك فريق مختص في وزارة الخارجية يقوم بوضع الاقتراحات، وسنبحثها خلال زيارة دمشق بعد عودتي، ونستمع الى المقترحات السورية البديلة. (راجع مقابلة الزميل غاصب المختار).

 

جلسة حكومية: مجرد فكرة

وفي هذه الاجواء ترددت معلومات عن تحضيرات لتوجيه دعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء في وقت قريب، لكن مصادر حكومية اكدت لـ«الجمهورية» ان لا جدول اعمال حاضراً بعد وإن كانت القضايا الملحّة المؤجلة من جلسات سابقة او تلك التي باتت على هذه اللائحة متعددة ومتنوعة وتتناول مختلف القضايا المعروفة من الجميع.

وأضافت المصادر أن رئيس الحكومة الذي سيعود غداً الثلاثاء الى مكتبه في السرايا بعدما عاد من الأردن حيث امضى أياماً عدة الى جانب عائلة شقيقته وشارك في مراسم دفنها، سيبدأ درس مشروع الدعوة الى جلسة بعد ان يكون قد تقبّل التعازي اليوم من قبل المسؤولين اللبنانيين والديبلوماسيين المعتمدين في لبنان على مرحلتين ظهراً ومساء بوفاة شقيقته في البيال.

 

بري يعزّي ميقاتي

وكان ميقاتي قد تلقّى في منزله تعازي رئيس مجلس النواب نبيه بري ترافقه عقيلته، حيث اقتصر الحديث في حضور أفراد العائلتين وعائلة شقيقه طه ميقاتي على قضايا اجتماعية، وان تطرّق الحديث الى قضايا سياسية فقد اقتصر على العموميات في ظل اجواء أوحَت بأن كل شيء على حاله ولا جديد يمكن التوقف عنده، وان المواقف ما زالت كما هي مفروزة ولم يتحقق اي خرق على اي مستوى بعد، وانّ البلاد تنتظر مساعي موفدي اللجنة الخماسية من أجل لبنان.

 

لا موعد للودريان بعد

وقالت مصادر سياسية وحكومية مطلعة لـ«الجمهورية» ان لا موعد محدد للزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي الشخصي الوزير جان ايف لودريان، الذي عاد نهاية الاسبوع الماضي الى باريس مُنهياً زيارته الى الرياض حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والوزير المفوض نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.

 

المهمة القطرية مستمرة

وعلى مستوى الوسيط القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، فقد أفادت مراجع مطلعة «الجمهورية» انه ما زال في بيروت يحصي نتائج جولته غير المعلن عنها ليستأنفها الأسبوع الجاري بزيارة متوقعة الى السرايا الحكومية، بعد ان يعود ميقاتي غداً الى مكتبه في أعقاب الزيارة المطولة الى نيويورك حيث شارك في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن لأسباب عائلية، للتشاور في ما آلت اليه مهمته.

 

ولفتت المصادر الى أنّ مهمة الموفد القطري السرية مستمرة ولا حاجة للحديث عن مستقبلها وما تحقق منها وما يمكن ان تؤدي اليه. فهو ما زال في مرحلة استكشافية دقيقة يُحصي المواقف ويبحث عما يمكن ان يقوم به في المرحلة المقبلة للنفاذ باتجاه اي خطوة عملية ايجابية، سواء أكملَ الموفد الفرنسي مهمته او علّقها لاسباب مختلفة، فهما متكاملان يتبادلان المعلومات بطريقة منتظمة سواء بالوسائل الديبلوماسية أو عبر اللقاءات غير المعلنة والاتصالات المباشرة بين أعضاء فريق عمل كل منهما.

 

نصرالله يتحدث اليوم

وفي هذه الأجواء، يطل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الثامنة مساء اليوم في خطابٍ يتناول فيه المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية.

باسيل يحذّر من إلغاء لبنان

من جهته، اعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل انّ تَدفق النازحين بالآلاف على الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة، يتم بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي، واكد انّ لبنان «لم يعد يحتمل والخطر اصبح كبيرا».

 

أضاف: «هذا النوع من النزوح الجديد، المكوّن من شباب، نخاف ان يكون لديه خلفيات او نتائج امنية، ونكون قد انتقلنا من النزوح القسري للاقتصادي للأمني للالغائي، بمعنى إلغاء لبنان. من جديد، نُنبّه من خطر وجودي حتمي على لبنان، ونطالب بإغلاق الحدود. يتهموننا اننا نتناولهم بالرئاسة، كل همّهم الرئاسة وارضاء الخارج».

 


واشار الى أنّ «أعداء لبنان هي الجهات الدولية التي ترسم خرائط تفكيكية وتهجيرية في المنطقة، وتضرب فكرة الدولة فيها، وتعمل لإفقارنا وتحمي منظومة النهب الداخلي التي سرقت اموالنا. المنظومة التي رَهنت قرارها للخارج، كبّلت لبنان بالفساد، وهجرت المواطن بدل أن ترسّخه بأرضه من خلال مشاريع الإنتاج».

 

وقال: «نحن غير مستعدين أن نكون بأي حوار معلّب ومفروض بشروطه يوصلنا الى مسرحيّة مَمجوجة – يَلّي داعي عليها مش مصَدّقها – ونحن دائماً مستعدون لأي حوار منتج وجدّي، وليس شكلياً ومضيعة وقت».

 

من جهة أخرى، أطلقت شائعة عن تعرّض موكب الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل لاعتداء ومضايقات خلال جولة لهما في البقاعين الاوسط والشمالي، غير أنّ «التيار» نفى ذلك لاحقاً.

 

عوده يجدّد تحذيراته

أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، امس، أن «الدول المهتمّة بلبنان منزعجة من تصرُف كافّة الأطراف فيما يتمادى المسؤولون في عدم تحمُّل المسؤولية وإطالة عمر الفراغ». وقال انّ «بلدنا بحاجة إلى سلطة تُعالج كافة المشاكل التي تعترضة وتُثقل كاهل أبنائه، وكلّما طال المأزق كلّما فرغ لبنان من أبنائه».

 

أضاف: «مؤسف أيضاً ما نسمعه على لسان الزعماء والمسؤولين الذين يتهم واحدهم الآخر ويتبادلون اللوم والتعيير والإدانة، مَدفوعين بغايات ومصالح لا تفيد البلد ولا تخرجه من الهوة الواقع فيها. كل طرف يُلقي بتهمة تعطيل انتخاب رئيس على عاتق الآخرين. قد يكون الأمر صحيحاً، ولكن من منهم يسهل الأمر، تاركاً مصالحه وشروطه وارتباطاته، داعياً فقط إلى تطبيق الدستور وانتخاب رئيس يكون قائداً ملهماً وملهماً، صاحب رسالة إصلاحية، لا زعيماً يتبعه الناس ظالما كان أو مظلوما؟

 

«الشتوة الاولى»

في مشهد يتكرر كل عام، غرق عدد من الطرق والشوارع في مناطق متعددة، بهطول الأمطار الأولى هذا الخريف أمس، وحوصر مواطنون داخل سياراتهم وفي منازلهم.

 

وأفيد أن عناصر الدفاع المدني في جونيه عملت على سحب سيارتين وإنقاذ مواطنين احتجزوا بداخلهما مساء أمس على المسلك الشرقي للأوتوستراد قرب جسر «معهد الرسل»، بسبب تشكّل برك المياه نتيجة غزارة الأمطار. كذلك اجتاحت السيول المطاعم وكاراجات السيارات وسحبت دراجتين الى البحر. كما أفيد عن غرق أوتوستراد شكا بمياه الأمطار.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الوساطات في الدوامة.. و«مجلس اليأس» لا إصلاحات ولا رئيس!

إنتخابات تنافسية في المجلس الشرعي.. وباسيل يهاجم الأجهزة وفرنجية

 

أسبوعان، وتكون انقضت اربع سنوات على اندلاع تظاهرات واحتجاجات 17 (ت2) 2019، قبل ثلاث سنوات من نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وحدث ان جرت انتخابات نيابية، في العام 2022، وأتت بالمجلس النيابي الحالي، الذي عجز عن تحقيق اي تشريع يتصل بقوانين تسهم بتجاوز الازمة، كدمج المصارف او الاصلاح المصرفي والكابيتال كونترول، واعادة الاموال المهربة الى الخارج، وايجاد آلية، تمكّن من تسديد ودائع المواطنين.

مع هذا العجز، الذي لا يحتاج الى دليل، بات اللبناني، يوما إثر يوم يعيش صدمة عجز نوابه، من القدامي والجدد، والمنتمين للمنظومة والمتحررين منها، فضلا عن التغييريين.. عن ملء الشغور الرئاسي، او السير في اية خطوة من شأنها ان تعطي الامل للمواطن، بيوم افضل او حل على الطريق ولو بعد حين.

والسؤال يستمر: متى انتخاب الرئيس، وماذا عن عروض ممثلي المجموعة الخماسية في البحث عن رئيس يقبل به نواب لبنان، عبر الكتل المؤلفة للمجلس النيابي، لا سيما الكتل المسيحية، التي اصطفت حول رفض النائب السابق سليمان فرنجية، لسبب واحد اوحد: انه مرشح حزب الله، والمنظومة..

وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، فإن الوساطات، سواء الفرنسية او القطرية والمصرية ما تزال في الدوامة، لا تراجع ولا تقدم، بانتظار جلاء المشهد الاقليمي، على مستوى الازمات المتفاقمة، في عدد من النقاط الساخنة.

وتضيف المصادر ان المجلس الحالي مصاب بالعجز، الامر الذي ادخل اليأس إلى الوسطاء، في ظل تعثر عمليات التعافي والاصلاح والانتقال الى ادارة سياسية ودستورية جديدة.

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التنسيق بين قوى الممانعة لم يتوقف يوما في الملف الرئاسي وإن الخيار الثالث لا يزال غير مكتمل الصورة بالنسبة لها، وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن تعليقه الدعوة إلى الحوار لن يُقدم على أي مسعى جديد وهو في انتظار الحراك الجاري في الوقت الراهن.

وأوضحت المصادر نفسها إلى أن المعارضة في الوقت نفسه لم تقترب إلى الاتفاق على أي خيار جديد  لأن في اعتقادها أن الأساس يبقى العمل على الدعوة لجلسات انتخاب متتالية ، مؤكدة أن الجهد لإزالة مسألة التحفظات التي يملكها كل فريق  متروك للمسعى الجديد والإمكانات المتوافرة في هذا الشأن، ولذلك من المرتقب أن تتوسع دائرة الأسماء المرشحة والتي تدخل ضمن الخيار الثالث الجديد، إلا أن الإشكالية تبقى في السير به من قبل القوى السياسية.

واشارت مصادر ذات صلة الى ان مسار ازمة الانتخابات الرئاسية، مايزال يدور في حلقة مفرغة بسبب استمرار الخلاف الداخلي بين طرفي الازمة  على حاله ، وتعثر المساعي والجهود الاقليمية والدولية في احداث خرق بجدار الازمة،بفعل تضارب المصالح بين دول اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي تتولى مهام الوساطة لمساعدة لبنان على تجاوز ازمته،مع ايران التي تعطل كل الجهود المبذولة بواسطة حليفها حزب الله، لتبقي ملف الانتخابات الرئاسية ورقة بيدها للمقايضة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب عموما،ما يبقي الازمة تراوح في دوامة طرح الحوار كشرط مسبق لاجراء الانتخابات الرئاسية ، او بالابقاء على مرشح الحزب سليمان فرنجية ، او طرح مواصفات تعجيزية لأي مرشح للرئاسة؟ ما يُبقي الازمة تراوح مكانها،بل وتستفحل ضررا وخرابا على كل المستويات.

وتنفي المصادر السياسية علمها بموعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان الى لبنان مجددا، وقالت ان اي مسؤول لم يتبلغ موعد هذه العودة بعد ، بالرغم من كل ما تردد عن احتمال عودته في غضون ايام معدودة. ولكنها شددت على ان ما رشح من معلومات شحيحة عن اجتماع الرياض الذي جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع لودريان مؤخرا، وتم خلاله بحث نتائج المهمة التي يقوم بها الموفد الرئاسي حتى الان ، تصب في خانة تجديد الثقة بالموفد الرئاسي الفرنسي واعطائه مهلة اضافية لكي يتمكن من انجاز  مهمته .

واعتبرت المصادر ان الموفد الرئاسي الفرنسي،يعمل ما بوسعه لجوجلة الافكار والطروحات التي تكونت لديه منذ تكليفه بهذه المهمة، وبالتنسيق مع الموفد القطري الذي يجول على القيادات والمسؤولين اللبنانيين في هذا الوقت بالذات للبناء عليها، والانطلاق منها بالمرحلة المقبلة، لكي يستطيع تحقيق الاختراق المقبول في جدار الازمة المعقدة، لئلا تكون زيارته المقبلة عديمة الجدوى وكسائر الزيارات السابقة.

 

انتخاب المجلس الشرعي

 

على خط انتخابي، فاز 24 عضواً، بانتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في بيروت والمناطق، طغى عليها التنافس.

ووصف المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان اجراء الانتخابات بأنه تطبيق للقوانين المرعية الاجراء، حرصا على النهوض «بمؤسساتنا التي هي جزء من النظام العام للدولة».

وكانت صناديق الاقتراع افتتحت عند الساعة التاسعة من صباح امس، واستمرت حتى الواحدة ظهرا، بإشراف المفتي دريان ومساعديه.

عند الواحدة، بدأت عمليات فرز الاصوات، واسفرت النتائج، التي جرت في اجواء ديمقراطية عن دخول عناصر تجديدية للمرة الاولى، فازت بعضوية المجلس.

ففي بيروت، فاز كل من عبد الحميد التقي ومازن شربجي، ومحمد مكاوي كأعضاء جدد، وفي الشمال فاز كفاح الكسار.

وفي طرابلس، الفائز الجديد وائل زمرلي، ومظهر الحموي الذي لم يفز في الدورة الماضية.

وفي البقاع عضوان جديدان: محمد العجمي ويونس عبد الرزاق، وفي جبل لبنان، فاز كعضو جديد حمزة شرف الدين.

 

هجوم باسيل

 

وجدد امس رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل هجومه على فرنجية من دون ان يسميه، فليس هدفنا «رئيس تربى بكنف المنظومة بيتنشق هواها وبياكل من منافعها»، بل هدفنا ان ننقل لبنان الى نظام اقتصادي مالي جديد فيه الانتاج والمبادرة الفردية، وهذا يتطلب انتخاب رئيس جمهورية ملتزم بهكذا النموذج وباصلاح بنيوي للدولة».

واعلن باسيل من زحلة: «كل الذين ينتظرون تغير موازين القوى لايصال مرشحهم الى الرئاسة واهمون، كالرهان على ضربة لحزب الله او لايران، او سقوط الاسد، او الرهان على تفاهم سوري- سعودي او سعودي – ايراني.

وقال باسيل: مسؤوليتنا ان نتصدى لخطة النزوح.. مسؤوليتنا ان نفضح الذين يتآمرون على وجودنا، من الخارج ومن الداخل، ومن يستثمر في الوضع الحالي للوصول الى الرئاسة ويعطي اوراق اعتماد بسكوته عن التوطين».

وقال: آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي»، محذّراً من «خطر وجودي حتمي على لبنان»، مطالباً بـ«إقفال الحدود».

وقال باسيل في كلمة من بعلبك – الهرمل: «أعداد النازحين باتت أكبر من قدرة الأرض على استيعابهم، وسياسيًّا نحن صمدنا وتحمّلنا كلّ الضغوط لدرجة العقوبات، لكن لبنان لا يحتمل والخطر أصبح كبيراً»، متسائلاً: «أين الحكومة اللبنانية من الموقف الخطير الذي يبشّرنا ببقاء النازحين؟ أين القرار السياسي والعسكري الأمني الذي يمارس النأي بالنفس عن ضبط الحدود؟ الوقت حان والحقائق تنكشف تباعاً ويلوموننا كيف نصوّب على قيادة الجيش والأجهزة».

وشدد على اهمية اقرار اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني امام الهيئات الاقتصادية في البقاع الاوسط وزحلة.

ومن المفترض ان يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له في احتفال بعيد المولد النبوي الشريف الى الاوضاع الداخلية، وما يجري في الاقليم، فضلا عن دلالات المناسبة.

نيابياً ومالياً، تتمثل حكومة تصريف الاعمال ممثلة بوزير المالية يوسف خليل امام لجنة المال والموازنة بحضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لسؤالها عن كيفية صرف الحكومة اموال الـ SDR دون وجه قانوني.

وكانت لجنة المال، طلبت من وزير المالية ايداعها تقريرا مفصلا عن عملية السحب حيث قدم جردة بها، وعلى ضوء هذه الجردة ستقوم لجنة المال بمساءلة الحكومة عن «كيفية صرفها ولماذا خالفت ما تعهدت به، اي عدم صرف اي مبلغ قبل العودة الى المجلس النيابي؟».

 

بوحبيب: ما  حدا ح يشيل الزير من البير

 

وحول مهمة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب انه بعد عودته الى بيروت من نيويورك، سيجري اتصالا بنظيره السوري فيصل المقداد لتحديد موعد لزيارته للبحث في ملف اعادة السوريين الى بلادهم.

واعرب بوحبيب عن اعتقاده ان لا هو ولا غيره «ح يشيل الزير من البير» نظرا للمواقف الدولية والسورية المتعلقة بعدم التحمس لعودة النازحين.

وهاجم وزير المهجرين عصام شرف الدين الوزير بوحبيب ووصفه بالخانع والمتواطئ.

وهكذا، بدا السجال الوزاري يتقدم على معالجة كيفية وقف النزوح السوري.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الديار

لبنان في «نفق رئاسي طويل»… الحراك الفرنسي ــ القطري «دون بركة»… فهل يتوسّع الى «الخماسيّة» بكاملها؟

«عين الحلوة» أمام اختبار تسليم المطلوبين

إنتخابات سلسة لـ«الشرعي الإسلامي الأعلى»… والرياض تلملم صفوف السنّة – بولا مراد

 

ينسحب الاستعصاء الداخلي في مقاربة الملف الرئاسي اللبناني، وبخاصة بعد المعلومات عن تعثر مسار الحوار بين «التيار الوطني الحر» وحزب الله، على المساعي الخارجية. فهي وان تبدو ناشطة على الخط الفرنسي- القطري، الا انها في الواقع تُختصر بكونها «حركة بلا بركة» كما يؤكد أكثر من مصدر، الا ان مصادر متابعة لهذا الحراك قالت: ان التحرك الفرنسي – القطري قد يتوسع ليشمل «اللجنة الخماسية» بكامل اعضائها.

فيتوات مضادة!

 

وينتظر الجميع عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، والتي لم يُحدد موعدها بعد، لاعادة تحريك المياه الرئاسية الراكدة، اذ لم يرشح حتى الساعة اي شيء عن اجتماعه بوزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان. وتؤكد مصادر مطلعة لـ«الديار» ان «الموقف السعودي، وان كان لم يتغير منذ بدء الازمة الرئاسية، ومفاده ان على اللبنانيين ان يُحسنوا الاختيار والمملكة ستتعامل مع اي عهد جديد تبعا لأدائه، الا انه تبلور مؤخرا لجهة ارسال اشارات لعدم حماسة لتغطية ترشيح رئيس «تيار المردة «سليمان فرنجية، ما دفع لودريان الى الاعلان صراحة عن وجوب البحث عن مرشح ثالث غير فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور».

 

وتعتبر المصادر ان «الامور تعقدت اكثر بعد الموقف الفرنسي، لجهة ان حزب الله لم يستسغ ما حصل، وقرر بدوره رفع «فيتو» مضاد بوجه قائد الجيش العماد جوزيف عون، لعلمه بأن أزعور ورقة احترقت منذ مدة طويلة، بينما عون هو الورقة الفعلية التي تحظى بشبه اجماع غربي- خليجي وحماسة قوى المعارضة اللبنانية لها».

 

وتشير المصادر الى انه «من المرتقب ان يؤخر لودريان قدر المستطاع زيارته الى بيروت آملا في تبلور معطيات جديدة ، لان لا شيء في جَعبته سيطرحه الا اجتماعات ثنائية وثلاثية ، كانت قوى المعارضة عبّرت عن امكان ان تشارك فيها كبديل عن الحوار الوطني الموسع. لكن هذا الطرح ايضا قد لا يكون ميسرا ايضا في ظل اصرار «القوات» و«الكتائب» على عدم الجلوس مع حزب الله للحوار حول الرئاسة».

 

وتضيف المصادر: «اما الدور القطري فسيتبلور فعليا بعد اعلان انتهاء الدور الفرنسي وفشله، باعتبار ان كل ما فعله الموفد القطري هو لملمة اسماء قد تحظى بتوافق وجمعها في لائحة، من دون ان تكون لديه اي آلية للدفع بأحدها قدما باتجاه قصر بعبدا».

 

وبدا ما أعلنه يوم أمس عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق منسجما تماما مع ارتفاع حدة الكباش الرئاسي بين واشنطن وحزب الله، اذ تحدث بـ «فيتو خارجي على التوافق والتلاقي في لبنان، وهذا واضح تماماً في الموقف الأميركي، بحيث إنه ممنوع على اللبنانيين التلاقي والتوافق والجلوس معاً، وعندما دعت السفارة السويسرية إلى لقاء يجمع الأطراف اللبنانية، اعترضت أميركا، وتم إلغاء اللقاء».

 

واشار الشيخ قاووق الى إن «جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعها الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالها المبادرات والتوافقات، صارت عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنها هي سبب كل هذه الأزمات، ولا تريد الحل».

انتخابات «سلسة»

 

هذا، وشهد لبنان يوم أمس انتخابات سلسة لـ «المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى»، وصادق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على نتائج الانتخابات التي جرت في بيروت والمناطق كافّة.

 

وقال دريان إن الانتخابات هي «تأكيد أننا كنّا وسنبقى ملتزمين بالأنظمة والقوانين»، مؤكداً أن «دار الفتوى هي دار جامعة وحاضنة لكل العلماء والعاملين بالجهاز الديني، إضافةً إلى مهامها الوطنية الجامعة، وستبقى دار الفتوى دار الاعتدال والوسطية والانفتاح والحرص على وحدة المسلمين واللبنانيين جميعاً».

 

وتأتي هذه الانتخابات في وقت تحاول الرياض لملمة صفوف السنّة في لبنان، وهذا ما بدا جليا من خلال جمعها النواب السنّة مع لودريان وفي حضور المفتي في دارة سفيرها في بيروت. وقالت مصادر مطلعة لـ» الديار» ان «ما تريده المملكة رص الصفوف السنية، ورأب الصدع قدر الامكان بين القوى السنية الاساسية، من دون ان تحاول تزكية زعيم معين بديلا عن سعد الحريري»، مضيفة: «الانخراط السعودي الكلي في الساحة اللبنانية ولى عليه الزمن، فاهتمامات السعودية هي داخل المملكة اولا، ولتأمين مصالحها الخارجية، وكل مَن لم يفهم بعد هذه السياسة سيفهمها مع مرور المزيد من الوقت والاستحقاقات».

«عين الحلوة» تحت الاختبار

 

امنيا، وبعد نجاح البندين الاولين من الاتفاق، الذي ادى الى وقف الاشتباكات في مخيم «عين الحلوة» بين حركة «فتح» والقوى المتشددة، تترقب القوى اللبنانية والفلسطينية على حد سواء تطبيق البند الاهم المرتبط بتسليم المطلوبين بعملية اغتيال القيادي الفتحاوي اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه. وتقول مصادر «فتح» لـ «الديار»: «صحيح ان الامور تسير بوتيرة ممتازة لجهة تطبيق الاتفاق، وبخاصة بعد موافقة المتشددين على الانسحاب من المدارس، الا ان النقطة الاساس والتي لا يمكن ان نحيد عنها هي تسليم القتلة. ونحن لا نزال مقتنعين انهم سيراوغون ولن يسلموهم ، لان ذلك سيؤدي الى ضعضعة صفوفهم. كما اننا نخشى حقيقة ان يقدموا على تهريبهم خارج المخيم».

 

ومن المتوقع ان تستلم وكالة «الاونروا» اليوم الاثنين مجمع المدارس لتحدد الخسائر والاضرار، وتنطلق في اعادة الاعمار والترميم باطلاق العام الدراسي لـ١١ الف طالب فلسطيني ولو متأخرا.

مواجهات في اللبوة

 

امنيا ايضا ، سجلت مواجهات يوم امس في منطقة اللبوة بين مسلحين من المنطقة والجيش اللبناني. واعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه في بيان، انه «بتاريخ 1/ 10/ 2023، أثناء احتجاجات في منطقة اللبوة على خلفية مقتل مواطن خلال تنفيذ حاجز ظرفي في بلدة العين بتاريخ 30/ 9/ 2023، قطع المحتجون طريق بعلبك – حمص الدولي. كما تعرضت الوحدة العسكرية المكلفة فتح الطريق للرمي بالحجارة».

 

ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى ضبط النفس والتعاون مع التدابير الأمنية، واكدت أنها «باشرت إجراء تحقيق في جميع المجريات لكشف ملابسات الحادثة».

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بدء الشهر الثاني عشر لنفق الشغور ولا ضوء في الأفق

 

هل يدلّ السكوت والصمت اللذان يلفان الحركة الدولية المواكبة للاستحقاق الرئاسي على فشلها حتى الساعة في فتح اي ثغرة في جدار الازمة التي تقترب من شهرها الحادي عشر؟ ام انهما متعمّدان لإنضاج حلٍّ ما بعيدا من الاضواء وتفادي حرق الطبخة التي يُعمل عليها بين اطراف الخماسية الدولية؟ السيناريوهان واردان، الا ان المواقف التي تصدر عن القوى السياسية اللبنانية وتحديدا عن الثنائي الشيعي المتمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعن الاخير الذي تنفي اوساطه اي توجّه لديه نحو الانسحاب من السباق الى بعبدا، لا تدفع الى التفاؤل بنجاح المساعي الفرنسية او القطرية المنسّقة مع “الخماسي”، في كسر المراوحة السلبية المتحكّمة بالاستحقاق، أقلّه في المدى المنظور.

 

لودريان والخليفي

 

وسط هذه الاجواء الضبابية، الساحة الداخلية غارقة في جمود رئاسي تام وباتت الكلمة للخارج. فرئيس مجلس النواب نبيه بري لم يعد يتحدّث عن الحوار، كما انه في المقابل لا يعتزم الدعوة الى اي جلسة انتخاب ويصرّ على ان لا فتح لأبواب المجلس الا بعد المرور بمعبر “الحوار”، في موقف تعتبره المعارضة انتهاكا واضحا للدستور. عليه، تترقب البلاد ما اذا كان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيعود الى لبنان ام لن يعود في الايام القليلة المقبلة، وتترقب ايضا ما اذا كانت ستُسجّل اي زيارة لوزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، الى بيروت، لتلمّس اتجاه “الرياح” الرئاسية في المرحلة المقبلة، وتبيان احتمال الانتخاب قريبا من عدمه. وهنا، تشير مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” الى ان لا بد للعواصم الخمس وعلى رأسها الدوحة ان تكون تواصلت مع طهران لتسهيل حصول الاستحقاق، ماذا والا فإن كل المساعي ستبقى تصطدم بالحائط المسدود.

 

يريد التمديد

 

في المواقف المحلية، الانقسام كبير والاصطفافات الحادة على حالها.  في السياق، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انه مع انتهاء ولاية ميشال عون، يصر على التجديد لنفسه 6 سنوات أخرى من خلال الإتيان بمرشحه، ولكن كانت “المعارضة” في المرصاد وقامت بعمل جبار كي تمنع هذا التجديد ولو ان هذا الامر لم يكن سهلا”.

 

لا انتخاب

 

بدوره، جزم النائب مارك ضو أن ليس هناك رئيس في المدى المنظور، ولا يظهر ان هناك رئيسا في الفترة المقبلة”، مشيراً في حديث اذاعي الى ان “حركة الموفدين والبعثات تدل على ان هناك معادلة فريقين: واحد يتمسك بخيار فرنجية وبرأيه أن نفسه أطول وفريق آخر غير مقتنع بتسليم البلد الى حزب الله والدخول في تسويات كالتي سبقت”.

 

الثنائي وفرنجية

 

على الضفة الاخرى، الحزب لا يخفي تمسكه بفرنجية. فقد  أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي “حرص حزب الله على الانفتاح والحوار مع الآخرين لتأمين وصول شخصية تتمتع بمواصفات وطنية صلبة لرئاسة الجمهورية تستطيع الوقوف في وجه الاملاءات الخارجية، وتضع حسابات ومصلحة البلد وأهله أولًا فوق أي اعتبارات، لذلك جددنا وشددنا كثنائي وطني تمسكنا بترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية”.

 

باسيل في البقاع

 

وفي انتظار ما يمكن ان يحمله حوار التيار الوطني الحر وحزب الله الذي يتقدم ببطء شديد، اعتبر النائب جبران باسيل الذي جال في محافظة بعلبك – الهرمل، ان “اللامركزية تسمح لكل قضاء أو وحدة جغرافية متنوعة وخسرنا 33 عاماً بسبب عدم اقرار اللامركزية”. وأضاف في حوار مع الهيئات الإقتصادية في زحلة والبقاع: اذا لم يكن هناك صندوق ائتماني لن يأتي أحد للإستثمار في لبنان. ورأى باسيل أن “قيمة الصندوق الإئتماني تحفظ أملاك الدولة وتزيد قيمتها وأن القطاع الخاص في الداخل والخارج يؤدي الى توفر المال وتحقيق الثقة مع تجاوز التعقيدات الحكومية لتمويل المشاريع الكبرى كمطار رياق وسكك الحديد”.

 

النزوح

 

في الغضون، يبقى النزوح السوري في الواجهة، فارضا نفسه اولى الاولويات في ظل ارقامه المخيفة وتداعياته الخطيرة على لبنان امنيا واقتصاديا وديموغرافيا ووجوديا. وهنا، تستغرب مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” غياب اي معالجات رسمية جدية وتسأل عن الزيارة التي كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يعتزم القيام بها الى سوريا للتنسيق معها في الملف، رغم تشكيكها (اي المصادر) بجدوى هذه الزيارة.

 

دهم مخيم

 

في السياق، دهمت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات مخيمًا للنازحين السوريين في منطقة صحراء الشويفات وأوقفت 7 سوريين و5 بنغلادشيين لتجولهم من دون أوراق ثبوتية، واللبناني (ع.ح.) لحيازته أعتدة عسكرية وذخائر حربية.

 

سوق الرحاب

 

وغداة وقفة احتجاجية ضد الوجود السوري المتفلّت في الاشرفية، أقفلت بلدية الغبيري سوق سويدان الواقع ما بين تقاطع الرحاب ودوار السيد عباس الموسوي (الجندولين). ويضم السوق اكثر من 50 محلا تجاريا ومطاعم معظمها مؤجر لاجانب او يعمل فيه عمال أجانب خلافا للقانون.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram