افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 29 أيلول 2023

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 29 أيلول 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء 


شعبة المعلومات تقدم رواية متكاملة عن علاقة الدليفري بإطلاق النار على السفارة الأميركية الأمن العام يحذر الجمعيات التي تعمل في ملف النزوح من تجاوز حدود الترخيص أو العمل دونه الجيش يسجل وقفة جديدة قرب مزرعة بسطرة في مزارع شبعا وينجح بفرض التراجع على الإحتلال
غابت السياسة فحضر الأمن إلى الواجهة، حيث الأحداث الأمنية المتلاحقة تفرض إيقاعها على خلفية هشاشة الوضع السياسي الناتج عن الفراغ الرئاسي ووجود حكومة تصريف أعمال وغياب التشريع النيابي، وفي الملفات الأمنية زيادة الفوضى الأمنية وعمليات إطلاق النار، والخطف والاغتصاب والقتل والجريمة العادية، بصورة توحي بحجم الانهيار الاجتماعي وما يوفره من أرضية خصبة لنمو الجريمة.
إطلاق النار على جدار غرفة حرس السفارة الأميركية الذي استحوذ على اهتمام سياسيّ وإعلاميّ بخلفية استخدامه منصة لتوجيه الاتهام نحو حزب الله، باعتباره منصة توجيه رسائل من الحزب ومن خلفه إيران للأميركيين، كان موضوع التفاصيل التي كشفت عنها شعبة المعلومات بعد الإعلان عن أن إطلاق النار لا علاقة له بأي خلفيات سياسية، وأنه مجرد فعل فردي على خلفية تلاسن بين عامل دليفري وحراس السفارة، وتعليق أصحاب الاتهام السياسي بعدم تصديق الرواية. وجاء في التفاصيل أن عامل الدليفري سبق وأطلق النار على مقر الأمن العام على خلفية غضبه لعدم حصوله على جواز سفر، وأن حادث التلاسن مع حراس السفارة موثق، وأن المعنيين بأمن السفارة اطلعوا على التفاصيل واعتبروها كافية وأشادوا بمهنية التحقيق ونتائجه.
في الأمن أيضاً كشف الأمن العام عن وجه آخر أشدّ خطورة، حيث الجمعيات التي تعمل تحت عنوان رعاية النازحين السوريين، تتوزّع بين جمعيات تتجاوز حدود الترخيص الممنوح لها، أو أنها جمعيات غير مرخّصة، محذراً الفريقين من الوقوع تحت طائلة المسؤولية ما لم تسارع الجمعيات إلى ترتيب أوراقها القانونية ومطابقة نشاطاتها مع حدود الترخيص.
جنوباً، كان الجيش اللبناني لمرة جديدة يسجل موقف شجاعاً في مواجهة بلطجة قوات الاحتلال، متبادلاً معها القنابل الدخانية، ليفرض في النهاية عليها الانسحاب، ومواصلة الجيش عمله لشق الطريق الى الأراضي الواقعة في المناطق المحررة من مزرعة بسطرة.
لم يسجل المشهد السياسي أيّ مستجد بانتظار ما سيحمله مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان من جديد بعدما نعى بتصريحاته الأخيرة الصيغة الأولى من المبادرة الفرنسية، وسط توقعات بأن يعود الى بيروت حاملاً صيغة الخيار الثالث لعرضها على القوى السياسية، لا سيما على الثنائي حركة أمل وحزب الله والفريق الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وذلك بعدما أجرى لودريان جولة مشاورات مع أعضاء الخماسية لا سيما السعودية لبلورة موقف موحّد إزاء الملف اللبناني.
واجتمع لودريان خلال اليومين الماضيين في الرياض مع وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان تم خلاله البحث في الملف الرئاسي.
ووفق معلومات »البناء«، فإن المبعوث الفرنسي يجري مروحة لقاءات خارجية واتصالات مع مرجعيات سياسية لبنانية لتكوين رؤية نهائية عن الوضع اللبناني لتحديد الخطوة الثانية التي سيقوم بها فور عودته الى بيروت. والمرجّح أن تكون دعوة لرؤساء الكتل النيابية الى لقاءات تشاورية منفردة في قصر الصنوبر كبديل عن مبادرة الحوار التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري التي سحبت من التداول، بسبب رفض قوى المعارضة والطرفين المسيحيين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المشاركة فيها، فضلاً عن الخلاف بين أعضاء الخماسية حول تغطية المبادرة. ولفتت المعلومات الى أن »لقاء بن فرحان ولودريان هو محاولة إنعاش أخيرة للمبادرة الفرنسية«.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء« أن الفرنسيين لن ينسحبوا من الساحة اللبنانية وإن سقطت الصيغة الأولى من المبادرة الفرنسية بسبب غياب التوافق بين الخماسية والانقسام السياسي الداخلي على المقاربة الرئاسية. مشيرة الى أن »هذا الانقسام والاصطفاف الخارجي سيؤدي إلى تعطيل متبادل للانتخابات الرئاسية والى توازن سلبي في الاستحقاق الرئاسي«.
وإذ أكد مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ«البناء« جمود الحوار مع حزب الله في الاستحقاق الرئاسي، وأن التيار لا يزال يمانع دعم ترشيح فرنجية ويرفض ترشيح قائد الجيش، أكدت أن التيار لن يسمّي أي مرشح، بل ينتظر تقديم أسماء ليقرّر موقفه منها. في المقابل جددت مصادر الثنائي لـ«البناء« تأكيدها عدم التنازل عن فرنجية، مشدّدة على أن كل الضغوط السياسية والاقتصادية لن تدفعنا للتراجع عن خياراتنا الاستراتيجية والوطنية التي تتجسّد بفرنجية في ظل أجواء التصعيد الأميركي الإسرائيلي في المنطقة ومحاولة القوى الغربية فرض مشاريع جهنمية تدميرية على المنطقة وعلى لبنان.
ويواصل الموفد القطري لقاءاته مع القوى السياسية عارضاً الملف الرئاسي بعيداً من الأضواء.
وعرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع السفير القطري لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأوضاع العامة ولا سيما الملف الرئاسي.
وجدّد جعجع مطالبته الرئيس بري بالدعوة الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية لا تنتهي إلا بانتخاب رئيس جديد.
وكشفت مصادر إعلامية أنه »سيكون للموفد القطري جولة ثانية مع الأطراف السياسية المؤثرة في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه حتى اللحظة لم يجد قاسماً مشتركاً بين التيار الوطني الحر والقوات ولم يستطع أن يجمعهما على اسم واحد من الأسماء الثلاثة التي طرحها«.
ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء« الى أن جولات الموفد القطري لا تقدم ولا تؤخر وستصطدم بعقدة الخلاف السياسي على غرار المبادرة الفرنسية، وكل الأسماء التي يتم تداولها ليست جدية، لسبب أن الخيار الثالث ليس محل توافق كل الأطراف السياسية، وإذا كان الموفد القطري فشل بإيجاد مرشح مشترك بين التيار والقوات فكيف سيستطيع جمع فريق المعارضة والثنائي وفريق فرنجية على مرشح واحد؟«.
ورأت الأوساط أن »كل المبادرات ليست سوى تقطيع الوقت بانتظار نتائج المفاوضات الدائرة في المنطقة على المحور الأميركي – الإيراني، وعلى المثلث السعودي – الإيراني – اليمني، الأمر الذي سينعكس على لبنان بطبيعة الحال، لكون الملف اللبناني يقع في آخر الأجندة الدولية – الإقليمية«، لكن الأوساط حذرت من رهان القوى السياسية اللبنانية على المفاوضات الخارجية والتي قد تأخذ وقتاً طويلاً، ما سيطيل أمد إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأشهر طويلة قد تمتد للعام المقبل، ما سيترك تداعيات سلبية كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان.
وأكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أنّه »لا يُمكن للبنانين أن يخرجوا من الفراغ الرئاسي إلا باللقاء والتفاهم والحوار والاعتراف كل بالآخر«.
وخلال رعايته انعقاد اللقاء العلمائي الوحدوي في مدينة صيدا أكّد الشيخ يزبك أنّ »من يعوّل على أميركا فهو يعوّل على سراب، ولا يمكن للبنانين أن يخرجوا من الفراغ الرئاسي إلا باللقاء والتفاهم والحوار والاعتراف كل بالآخر«، متسائلًا »كيف تكون المواطنة بدون التلاقي والتفاهم؟«، لافتًا إلى مدّ اليد للجميع للعمل على بناء الوطن، مشيرًا إلى أنّه »لولا المقاومة في لبنان لما نعم بالأمن والاسقرار في داخله وعلى حدوده«. وتساءل: »إذا كان التعويل على اللجنة الخماسية فبشائرها سمعناها ورأيناها في جولة وزير السياحة الصهيوني في شوارع الرياض والمدينة المنورة«، مشددًا على »الصبر وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف«.
وفي ظلّ انسداد الأبواب الرئاسية المحلية والخارجية، عاد الخطر الأمني الى الواجهة، من بوابة النزوح السوري، حيث أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه »أثناء محاولة دورية من الجيش في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية اليوم، إيقاف آلية فان هيونداي تُقل سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، أقدم سائق الآلية على صدم أحد عناصر الدورية محاولًا دهسه والفرار من المكان رغم إطلاق بقية العناصر طلقات تحذيرية في الهواء، ما اضطرهم لإطلاق النار نحو إطارات الآلية. أسفر ذلك عن إصابة السائق وفقدانه السيطرة على الآلية واصطدامها بعمود كهربائي ومن ثم وفاته. وقد نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص«.
وواصل وزير العدل هنري الخوري جولته في إيطاليا ولقاء كبار المسؤولين في المجال القضائي والمنظمات الحقوقية، وكان التقى في روما أمس الأول، نظيره الإيطالي كارلو نورديو في مبنى وزارة العدل. وتم التباحث في ملف النزوح السوري ووضع القضاء في لبنان إذ أبلغ خوري نظيره موقف الحكومة اللبنانية من ملف النازحين كاشفاً أنهم »يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحون اقتصاديون«. وحذر من أن »الأمر سينعكس سلباً على أوروباً لأنها الهدف الحقيقي والمبطن للنازحين السوريين أما لبنان فهو محطة بالنسبة لهم«. كذلك، كشف الخوري لنظيره عن »حدّة وخطورة الإكتظاظ في السجون اللبنانية الذي يسبّبه زحف النازحين وتجاوزاتهم التي ترفع نسبة الجريمة وعدد المساجين«، لافتاً الى أن »البنية التحتية للسجون في لبنان لا تتحمل الاكتظاظ الناتج عن ارتفاع عدد المساجين«.
على صعيد آخر، أكد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أنه »لن يتم طبع الليرة لتمويل الدولة ولا استكتاب سندات خزينة«. وشدّد على أن تمويل الدولة بالدولار أمر غير وارد.
وأوضح منصوري خلال لقاء مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن »الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف«. كما لفت إلى أنه »تجب إعادة إطلاق القطاع المصرفي عبر إعادة ثقة المودع«. وقال: »ستستمر الدولة اللبنانية بدفع رواتب القطاع العام بالدولار الأميركي. ونحن كمصرف لبنان نوافق على هذه الآلية من منطلق نقدي بحت. وهذا أمر يؤمن استقراراً معيشياً واجتماعياً لحوالي 400 الف عائلة ويحافظ على الاستقرار النقدي«.
وأكد منصوري »أن هذه الأموال المدفوعة هي بالكامل من الدولة اللبنانية ومن مداخيلها«. قال »إن مصرف لبنان منذ 1 آب 2023 لم يخرج من عنده ولا دولار واحد لتمويل الدولة اللبنانية ولن يصدر أي تمويل إطلاقاً. ونحن نجمد الحالة المالية والنقدية الى حد ما في انتظار وصول حلول. وهذا الأمر لا يمكن ان يستدام ولا بد من وجود حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة والمواطن لا يستطيع ان يكمل بهذه الطريقة«.
ويشير خبراء ماليون واقتصاديون لـ«البناء« إلى أن »إعلان مصرف لبنان دفع رواتب القطاع العام بالدولار يعكس استمرار المصرف المركزي بتمويل الدولة، وذلك من خلال استخدام الدولارات التي كان الحاكم السابق رياض سلامة قد ادخرها قبل نهاية ولايته، وكذلك أيضاً من حصة المصرف المركزي في الحساب 36 بالليرة اللبنانية الموجود في وزارة المالية، كما أن المركزي جمع عبر صرافين كميات كبيرة من الدولار من السوق السوداء الذي شهد فائضاً من الدولار جراء دخول الدولار الاغترابي إلى لبنان«.

********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار 

نجاح سلام... صوت «هدّد» إسرائيل


انطفأت في بيروت أمس مطربة من زمن آخر... صوتها اختزن تاريخاً كاملاً... مطربة العروبة والقضايا الوطنية، غنّت مصر وسوريا ولبنان وجنوبه الصامد، كما غنّت لعمالقة الطرب والموسيقى على رأسهم السنباطي، وأتقنت الشعبي والطربي والتواشيح والبدوي في أعمال و«طقاطيق» ردّدتها الجماهير من المحيط إلى الخليج

لودريان للسعودية: أعطوني فرصة ثانية!

بعدَ إعطاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف – لودريان إشارة الالتحاق بموقف «الخماسية» الخاصة بلبنان، وحثّ اللبنانيين على البحث عن خيار ثالث للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية، توجّهت الأنظار إلى الخطوة الجديدة المنتظرة من الأطراف الخارجية، ولا سيما بعدَ التهديد الذي أطلقه لودريان بإجراءات عقابية، مثل وقف التمويل عن مؤسسات لبنانية رسمية في حال عدم التجاوب.

وجديد الاتصالات، كان لقاء الرياض بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ولودريان بحضور المستشار نزار العلولا وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري، وهو ما أرادته فرنسا للتأكيد على عودة باريس إلى ركب «الخماسية». لكن مع تبدل في موقفها، والتراجع عن دعمها مبادرة تتبنى انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين رئيس حكومة يُسمّيه الطرف الآخر. وقال منشور لوزارة الخارجية السعودية على منصة «X» إنه «جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني»، وعلمت «الأخبار» أن «الاجتماع استمر حوالي الساعة، وتناول محطات المبادرة الفرنسية وما وصلت إليه»، وقد عبّر الجانب السعودي عن «ارتياحه وسروره لجهة أن باريس اقتنعت بوجهة نظر المملكة في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية، وعادت لتتبنّى طروحات الرياض التي تقول بوجوب انتخاب رئيس لا ينتمي إلى أي جهة». وقالت المصادر إن «المجتمعين أكّدوا على طي صفحة المبادرة الفرنسية بالشكل الذي كانت عليه، والذهاب إلى طرح صيغ توافقية بالتنسيق مع الدول الخمس، استناداً إلى نتائج الاجتماع الخماسي الأول في باريس والثاني في الدوحة، وأن لقاء الرياض وفّر مناخاً جديداً وتجاوزاً للتباينات التي ظهرت في اجتماع نيويورك الأخير». ولفتت المصادر إلى أن «باريس ليست مرتاحة لفكرة أن تتولّى قطر دور الوساطة بدلاً منها، وأن الفرنسيين يريدون غطاء السعودية لاستكمال المهمة بالتنسيق مع الدول الخمس، كون فرنسا تريد أن تحافظ على دورها في المنطقة من خلال لبنان».

المقاومة تفرض شروطها للتهدئة: تعليق فعاليات غزة مقابل عدم الاعتداء في «الأقصى»

بعد مباحثات مكوكية أجراها الوسطاء بين حركة «حماس» في قطاع غزة، وبين العدو الإسرائيلي، رضخ الأخير لمطالب الفلسطينيين في ما يتعلّق بعدم التصعيد في المسجد الأقصى، والعودة إلى «التفاهمات» السابقة بخصوص الأوضاع الاقتصادية في القطاع، مقابل وقف الفعاليات الحدودية التي تقودها وحدات «الشباب الثائر» التابعة بشكل غير رسمي لفصائل المقاومة، وذلك بعدما فشل الضغط الإسرائيلي في وقفها عبر إغلاق المعابر وقصف مراصد المقاومة في المنطقة الحدودية، على مدار 5 أيام.

تطوير المناهج التربوية: 12 مليون دولار للموظفين واللجان... ولا أموال للكتاب المدرسي

حتى الآن، لم يصرف أي مبلغ من القرض الممول من البنك الدولي، وقدره 100 مليون دولار، على مشروع تطوير المناهج التربوية»، هذا ما تقوله رئيسة المركز التربوي هيام إسحق، لكنها تشير إلى أن نحو 12 مليون دولار حوّلت للمشروع منذ عام 2016 (أكثريتها مصاريف تشغيلية) من هبة شارفت على الانتهاء، من دون أن تكون هناك خطة واضحة للمشروع ولا مهل زمنية ولا مواعيد ثابتة لإنجازه ولا تقديرات لكلفته
تحيط الضبابية بمشروع تطوير المناهج التعليمية في المركز التربوي للبحوث والإنماء، إذ تصعب معرفة حجم الأموال المرصودة للمشروع والمحوّلة من البنك الدولي، المموّل الأساسي بواسطة بقرض بقيمة 100 مليون دولار وهبة بقيمة 104 ملايين دولار. فيما تنفي رئيسة المركز، هيام إسحق، صرف أي مبلغ من القرض على المناهج حتى الآن، من دون أن تجيب بوضوح عن سؤال «الأخبار» عما إذا كان القرض محجوزاً، أم أن هناك شروطاً يضعها البنك الدولي ليسمح باستعماله؟ مكتفية بالقول: «لم نصرف حتى الآن أيّ قرش من القرض، والأمر لا يتعلق بالمركز، وإنما باستراتيجية تتبعها وزارة التربية».

*******************************

افتتاحية صحيفة النهار

تأزّم داخلي تصاعدي وسط تزاحم الوساطات


لم يعد خافيا ان ما استجمعته الوساطة القطرية “المستجدة” من مناخات واجواء ومواقف جراء عملية الكشف الاستطلاعي التي تولاها #الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني عبر لقاءاته في لبنان ولو محاطة بقدر واسع من الكتمان، عكس تفاقم الازمة وازدياد منسوب تعقيداتها قياسا بما كانت خلصت اليه الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان بما اثار مجموعة معطيات جديدة لا تساهم اطلاقا في تزكية التقديرات المتفائلة في امكان “تقاطع” الوساطتين عند بعض المشاركات الأساسية، ولا سيما منها رفع لواء “الخيار الثالث” الذي شكل الرسالة الجوهرية الى جميع الافرقاء اللبنانيين. ذلك ان ثمة جهات مطلعة على معطيات الوساطتين والأجواء الداخلية التي تسود المشهد السياسي في المرحلة الراهنة تخوفت في ظل هذه المعطيات ان تكون القوى الداخلية بمجملها تصلبت اكثر من السابق وتمترست وراء مواقفها وترشيحاتها الثابتة في ظل تلمسها أجواء تستبعد توافق الدول الخمس المنضوية ضمن المجموعة الخماسية على منهج موحد مجددا بعدما اطلق عدم اصدار المجموعة بيانا مشتركا عقب اجتماع ممثلي دولها في نيويورك رسالة سلبية في شأن الملف اللبناني، مهما صدر لاحقا من تصريحات تنفي وجود تباينات بين أعضاء “الخماسية”. وقالت انه على رغم “تقاطع” الاتجاهات الناشئة بين #فرنسا وقطر حيال “الخيار الثالث” الذي يشكل مبدئيا الخيار الأنسب والاصح للاتجاه نحو تسوية تخرج الاستحقاق الرئاسي من ازمته التي ستطوي بعد شهر سنتها الأولى، فان هذا التقاطع لم يقترن بعد بمعطيات حاسمة تؤكد او تثبت ان الدول الخمس تتبنى هذا الخيار بما يطلق حينذاك مناخا دوليا ضاغطا بقوة على القوى اللبنانية من شأنه تهديد معطلي هذا الخيار بالانكشاف وتحمل تبعات الخروج عن حالة تسوية لا بد من بلورتها وتقريب موعد اختراق الازمة. وتبعا لذلك تعترف هذه الجهات بان الازمة تجتاز الان مرحلة شديدة الالتباس في انتظار معرفة المسار الذي ستسلكه “الوساطات”. فمع ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عاد الى التنسيق الثنائي مع المملكة العربية #السعودية لم يتبين تماما بعد جدول تحركه المحتمل حيال لبنان وما اذا كان سيمضي ببرنامج سبق ان طرحه لاجراء لقاء موسع في قصر الصنوبر بما يعكس استمرار الوساطة الفرنسية ولو بظروف وحيثيات وطروحات مغايرة عن المرحلة السابقة. كما ان الترقب يسود الجولة التالية للوساطة القطرية لتبين المضمون السياسي والانتخابي لهذه الوساطة وهو ما لم يتضح بعد. وبدا لافتا ان شيئا لم يرشح او يتسرب بعد عن الاجتماع الذي عقد الأربعاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في #الرياض . وكانت المعلومات الرسمية عن اللقاء أفادت انه جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. وحضر الاستقبال، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.

 

وفي المقابل تفيد المعلومات ان القطريين لم يلمسوا الى الان اي جديد او تبديل في مواقف الافرقاء، لا بل على العكس يظهر ان البعض يزداد تصلبا وعدم تزحزح عن مرشحه للرئاسة ولا القبول بالاسم الذي يخالفه في التوجهات والخيارات.ولكن رغم الطريق الرئاسية الصعبة لم يصل الموفد القطري الى القول انه سيتراجع عن مواصلة مهمته في حال حصر الوساطات بالدوحة بتفويض “خماسي” . وهو ما لا تستبعده مراجع متابعة عن كثب لازمة الرئاسة وترجع اسباب ذلك الى انه لم يعد في امكان باريس القيام بأكثر مما بذلته ولا يعني ذلك تخليها عن لبنان وشجونه المفتوحة. ومن المتوقع ان يبدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي زيارة لبيروت في الايام المقبلة استنادا الى الحصيلة التي يجري تجميعها بهدوء .

 

المشهد الداخلي

 

في غضون ذلك حافظ المشهد الداخلي على رتابة الانتظار فيما تواصل تسجيل المواقف السجالية حيال الازمة . في هذا السياق اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير #جعجع امس “ان محور الممانعة والتيار الوطني الحر غير جديرين بالحكم وان هذا المحور “عايش على غير كوكب” اذ ان اهتماماته مختلفة تماما لديه “الشيطان الاكبر والشياطين الصغار” ويصب اهتمامه على كيفية مواجهتها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يطالب هذا المحور برئيس للجمهورية يحمي “ضهر المقاومة” اي يسعى الى الاتيان برئيس يوافق على ما يقوم به، فيما نحن نرغب بانتخاب رئيس للبلاد يهتم بالصناعة والتجارة والزراعة والبنى التحتية وبتطوير كل القطاعات في لبنان”. وأضاف : “اما “التيار” فـ”قصة ثانية”، لها علاقة بكل شيء الا بالشان العام فهذا من آخر اولوياته، باعتبار ان جل ما يهمه مجموعة اولويات ترتبط ببقائه في السلطة والسيطرة عليها وتأمين مصالحه الشخصية”.

 

وتطرّق جعجع الى مسألة طرح الحوار، قائلا: “صديقنا العزيز الرئيس بري تحدث عن خطة للخروج من الازمة اي القيام بحوار لمدة اقصاها 7 ايام في مجلس النواب، على ان ينتهي مهما كانت النتيجة بالدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة، ولأننا في هذا الظرف الصعب لن ندخل بألاعيب لا جدوى منها، رفضنا الطرح. وفي الامس اعلن رئيس المجلس انهاء طرح هذه المبادرة لأن عددا من الكتل لن يشارك فيه، ما يعني انه على الرئيس بري اعتبار الحوار قد فشل وعليه عندئذٍ، كما قال سابقا، الدعوة الى عقد جلسة بدورات متتالية لا تنتهي الا بملء سدة الرئاسة، ولكنه للأسف ما زال يرفض ذلك”. وأضاف : “ان اتهام الموارنة بالتعطيل على الموضة اليوم، اذ يقوم البعض بذلك حاليا وكأن النواب الموارنة من يخرجون من الجلسات فور انتهاء الدورة الاولى. من الممكن ان نجد قسما من الموارنة “عاطلين او مناح” كما كل الطوائف، ولكن هذا لا يبرر هذه الموضة الجديدة لتنصل الآخرين من المسؤولية”.

 

تباينات الوزراء

 

اما الجانب الاخر البارز الذي تصاعد امس في المشهد الداخلي، فتمثل في تجدد المبارزات داخل الحكومة حول ملف #النزوح السوري وخصوصا بين الوزراء المصنفين “عونيين” ووزير المهجرين “الإرسلاني” عصام شرف الدين. فوزير العدل هنري الخوري من خلال جولته في إيطاليا حيث التقى نظيره الإيطالي كارلو نورديو أبلغ نظيره “موقف الحكومة اللبنانية من ملف النازحين” قائلا ان النازحين “يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحين اقتصاديين”. وحذر من أن “الأمر سينعكس سلبا على أوروبا لأنها الهدف الحقيقي والمبطن للنازحين السوريين اما لبنان فهو محطة بالنسبة لهم”. كذلك حذر من “حدة وخطورة الإكتظاظ في السجون اللبنانية الذي يسببه زحف النازحين وتجاوزاتهم التي ترفع نسبة الجريمة وعدد المساجين”.

 

في المقابل رأى الوزير عصام شرف الدين، أن “القرارات التي اتخذتها الحكومة في ملف النازحين خجولة، ولقد سجلت اعتراضي على الوفد الذي شُكّل”. وقال “هناك تواطؤ خارجي على لبنان في ملف النازحين وسكوت داخلي، و”مستوطيين حيطنا”، مشيرا إلى أن “الحلّ يبدأ في سوريا”. وأضاف: “مأخذي على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه يكبّل وزراءه الأربعة المعنيين بملف النازحين السوريين”. وأشار إلى “أنني طالبت بعقد اجتماع أمني مركزي طالما لا يمكن لمجلس الدفاع الأعلى الانعقاد بغياب رئيس الجمهورية وهذه مسؤولية وزارة الداخلية، وأنا أضع نفسي بخطر لأنني أرفع الصوت ضد المتخاذلين وضد الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتواطؤ علينا”. وقال “على وزير الخارجية عبدالله بو حبيب التنحّي بالكامل عن ملف النازحين السوريين وتكليف وزير آخر القيام بهذه المهمة”.

 

وسط هذه الأجواء أكد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أن “لن يتم طبع الليرة لتمويل الدولة ولا استكتاب سندات خزينة”. وشدد على أن “تمويل الدولة بالدولار أمر غير وارد”. وأوضح منصوري خلال لقاء مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن “الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف”. وقال: “ستستمر الدولة اللبنانية بدفع رواتب القطاع العام بالدولار الاميركي. ونحن كمصرف لبنان نوافق على هذه الآلية من منطلق نقدي بحت. وهذا امر يؤمن استقرارا معيشيا واجتماعيا لنحوالي 400 الف عائلة ويحافظ على الاستقرار النقدي”.

********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

العدد الأكبر في قضاء بعلبك ولجنة الإدارة تتصدّى لمذكرة الـ UNHCR

“تسونامي” سوري يُغرق لبنان: 2,113,761 مليون نازح

 

لا يمر يوم إلا ويطالعنا جديد حول حجم النزوح السوري الى لبنان. والى جانب مسلسل الحوادث الذي لا يتوقف، أظهرت الأرقام التي أعلنت أمس فداحة حجم قضية النزوح التي تتعدد التوصيفات لها، والجوهر واحد: إنه «تسونامي» بشري يهدّد الديموغرافيا اللبنانية بالغرق الكامل.

 

ومن المفارقات التي تنطوي عليها هذه القضية التي تهدّد وجود لبنان، أنّ المعالجة الرسمية غائبة تماماً، حتى أنّ التحرك الحكومي الموعود منذ أسابيع والمتصل بزيارة مرتقبة للوفد الذي يترأسه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب لدمشق لمتابعة ملف النزوح مع نظيره السوري فيصل المقداد صار في مرتبة «إنتظار غودو». علماً أنّ التفتيش عن حل عند نظام تسبّب ولا يزال بتهجير ملايين السوريين هو بمثابة مهزلة لتضييع الحقيقة.

 

ما هو الجديد في قضية النزوح؟ في تغريدة رئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب فريد البستاني على منصة «اكس»، التي تضمّنت جدولاً إحصائياً يبيّن توزّع وجود النازحين السوريين في المناطق والأقضية اللبنانية الـ26، أظهر الجدول «أنّ الرقم الإجمالي للنازحين هو 113,761, 2 مليون وأنّ العدد الأكبر منهم استقر في قضاء بعلبك، وبلغ نحو 300 ألف و842 نازحاً».

 

وتزامن إعلان هذه الأرقام الصادمة حول عدد النازحين السوريين، مع جولة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ووفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في منطقة بعلبك الهرمل. وسمعت المسؤولة الدولية من المحافظ بشير خضر تفاصيل «التحديات والصعوبات التي نواجهها، ولا سيما بسبب أزمة النزوح السوري»، وأن عدد النازحين السوريين في هذه المنطقة «هو أكثر بكثير من عدد اللبنانيين القاطنين في المحافظة والذي يبلغ حوالى 250 ألفاً». كما سمعت من رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، أنّ «أبرز ما يعانيه المجتمع المضيف للنازحين السوريين هو غياب رعاية الدولة، في حين ان النازح السوري يحصل على كل التقديمات من الأمم المتحدة». وردّت فرونتسكا بالحديث عن «أهمية التعاون المستمر بين الأمم المتحدة والسلطات اللبنانية، خصوصاً في استجابة الاحتياجات المتزايدة للسكان». وشدّدت على أنّ «بعلبك، مثل المناطق اللبنانية الأخرى، ستستفيد من تنفيذ الإصلاحات الضرورية في لبنان ومن عمل مؤسسات الدولة بكامل طاقتها لخدمة الناس!».

 

وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه عن حادث عند الحدود الشمالية حيث كادت آلية «تُقلّ سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية» أن «تدهس أحد عناصر دورية عسكرية حاول وقف الآلية التي أصيب سائقها خلال اطلاق النار وتوفي بعد اصطدام الآلية بعمود كهرباء».

 

على المستوى النيابي، حطت قضية النزوح السوري رحالها على طاولة لجنة الإدارة والعدل برئاسة النائب جورج عدوان، فطالبت اللجنة الحكومة بوقف العمل بمذكرة مبرمة عام 2016 مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وتعطي إفادات سكن للسوريين في لبنان. وأكدت اللجنة أن «الإتفاقية الوحيدة المعنيين بها هي الموقعة عام 2003 مع الأمن العام اللبناني، وهي إتفاقية رسمية وتنص على أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء».

 

******************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

معلوف أميناً عامّاً «أبدياً» للأكاديمية الفرنسية

أمين معلوف أديب «بين بلدَين» كرّس مسيرته لمد الجسور بين الحضارات

يُعدّ الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف، الذي انتخب الخميس أميناً دائماً جديداً للأكاديمية الفرنسية، أحد رموز الرواية التاريخية المستلهمة من الشرق، وقد كرّس إنتاجه الأدبي طوال عقود للتقارب بين الحضارات.

 

وإثر انضمامه إلى الأكاديمية عام 2012، نقش معلوف على سيفه الخاص بأعضاء المؤسسة العريقة رمز «ماريان» (شعار الجمهورية الفرنسية) وأرزة لبنان.

 

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، توجه جان كريستوف روفان، صديق معلوف وزميله في الأكاديمية ومنافسه في انتخابات الخميس على رئاسة المؤسسة العريقة، إلى معلوف تحت قبة الأكاديمية قائلاً: «كل أعمالك، كل أفكارك، كل شخصيتك، هي جسر بين عالمين… يحمل كل منهما نصيبه من الجرائم، ولكن أيضاً من القيم. هذه القيم هي التي تريد توحيدها».

 

وكان أمين معلوف، الصحافي السابق المقيم في فرنسا منذ عام 1976، قد فاز بجائزة غونكور الأدبية المرموقة عام 1993 عن رواية «Le Rocher de Tanios» (صخرة طانيوس) التي تدور أحداثها في الجبال اللبنانية خلال طفولته.

 

ويزخر سجل الروائي المتميز بكتب حصدت نجاحاً كبيراً، بينها «Leon l’Africain» (ليون الأفريقي) عام 1986، و«Samarcande» (سمرقند) عام 1988، و«رحلة بالداسار» عام 2000، و«Nos freres inattendus» (إخوتنا الغرباء) سنة 2020.

 

 

ومن مؤلفات معلوف «Les Croisades vues par les Arabes» (الحروب الصليبية كما رآها العرب) عام 1983، و«Les Echelles du Levant» (موانئ المشرق) سنة 1996، و«Les Identités meurtrières» (الهويات القاتلة) سنة 1998، و«Le Dérèglement du monde» (اختلال العالم) عام 2009، و«Un fauteuil sur la Seine» (مقعد على ضفاف السين) عام 2016، حيث يروي حياة الأكاديميين الـ18 الذين سبقوه إلى الكرسي التاسع والعشرين (رقم مقعده في الأكاديمية الفرنسية) منذ عام 1635.

 

كما كتب معلوف نصوصاً للأوبرا، خصوصاً للمؤلفة الفنلندية كايا سارياهو. وقد أُنجزت إحدى هذه القصص الأوبرالية، بعنوان «L’Amour de loin» (الحب عن بعد) في مهرجان سالزبورغ سنة 2000.

 

وتحتل موضوعات المنفى والترحال والاختلاط الثقافي والهوية، موقعاً مركزياً في منشوراته المكتوبة بالفرنسية بلغة عميقة لا تخلو من المتعة السردية.

 

ففي كتاب «Origines» (بدايات) سنة 2004، تحدّث معلوف عن شعوره بالالتزام تجاه أسلافه. وكتب أن المرء في بلده الأم يولد محباً للترحال ومتعدد اللغات. والعائلة هي التي تؤسس «الهوية الشتاتية» لأبناء جلدته الذين يتركون مثله لبنان ليشقوا طريقهم حول العالم.

 

الحنين إلى «المشرق»

 

ولد أمين معلوف في بيروت في 25 فبراير (شباط) 1949، وهو ابن رشدي المعلوف، الصحافي والكاتب والمعلم والرسام والشاعر والشخصية اللامعة في العاصمة اللبنانية بين أربعينات القرن العشرين وثمانيناته.

 

وعلى خطى والده، خاض أمين معلوف غمار الصحافة بعد دراسات في الاقتصاد وعلم الاجتماع. ولمدة اثني عشر عاماً، عمل مراسلاً رئيسياً، وغطّى سقوط النظام الملكي في إثيوبيا ومعركة سايغون الأخيرة (في حرب فيتنام)، وتولى بعدها إدارة «النهار العربي والدولي».

 

وفي عام 1975، شهد الاشتباكات الأولى إثر اندلاع الحرب اللبنانية، قبل أن يقرر هذا المثقف الإنساني السفر إلى فرنسا.وقال أمين معلوف: «لقد غادرتُ لبنان بعد عام من الحرب، لكنني لا أشعر بالذنب لأنه، في مرحلة معينة، كان علي اتخاذ قرار المغادرة من أجلي ومن أجل عائلتي».

 

وفي باريس، انضم إلى مجلة «Jeune Afrique» («جون أفريك» أي «أفريقيا الشابة») الأسبوعية التي أصبح رئيس تحريرها.

على خطى أدباء لبنانيين ناطقين بالفرنسية من أمثال شارل قرم وناديا تويني وصلاح ستيتية، يكتب أمين معلوف بأسلوب يمزج بين القوة والسلاسة بنفحة شرقية. لكنه يقول: «إذا وجدوني في الغرب شرقياً، فإنهم في الشرق سيجدونني غربياً جداً!».

 

انتظر هذا الرجل المتحفظ المبتسم حتى عام 1993 ليستحضر لبنان في كتاب «صخرة طانيوس»، موضحاً: «لم أبتعد يوماً عن لبنان، بل بلدي هو الذي ابتعد عني».

 

وقال عند عودته إلى بلده الأم عام 1993 بعد غياب استمر عشر سنوات: «لا أحاول أن أعرف إلى أي بلد أنتمي، فأنا أعيش هذه الجنسية المزدوجة، اللبنانية والفرنسية، بطريقة متناغمة».

 

في كتاب «Les Désorientés» (التائهون) سنة 2012، استرجع معلوف بحنين سنوات دراسته الجامعية، مستذكراً مناخ التعايش في أرضه الأمّ «المشرق» قبل الحرب.

 

وبحسب قوله، فقد «اختفت نوعية التعايش التي كانت موجودة بين المجتمعات المختلفة وما كان ينبغي أن تختفي أبداً، بل كان يجب أن تكون نذيراً للمستقبل، وهي اليوم تنتمي إلى الماضي».

 

ويوزع أمين معلوف، وهو أب لثلاثة أبناء، إقامته بين باريس وجزيرة يو في منطقة فانديه الفرنسية. وهو عمّ عازف الترومبيت إبراهيم معلوف.

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية: اللبنانيون يغادرون والسوريون يتدفقون والإنتظار سيد الموقف رئاسياً

يستمر «الفيلم الأميركي الطويل» ثقيلاً على صدور اللبنانيين، وهو من بطولة وإخراج وتمثيل مجموعة من القوى السياسية اللبنانية الفاشلة، التي لم تسأم بعد من تبادل السجالات والاتهامات، ولم تكتفِ بما ارتكبته من فظائع في حق البلد والشعب، ولا تخجل من سمعتها السيئة بين الأمم، والسبب واحد، هو ان ليس هناك من يحاسبهم، وهم طبعاً لن يحاسبوا انفسهم.

 

كل تحذيرات العالم لا تحرّك سياسيين من كوكب آخر، يتفرّجون على وطن يستمر في النزف، وشباب وشابات يسلكون معبر الهجرة، فيما الغرباء يجتاحون المعابر تحت عنوان النزوح، ويُغرقون البلد في نزيف اكبر وأخطر.

لا جديد في ملف الرئاسة اللبنانية، غير الثرثرة السياسية والتصريحات الغوغائية، بعدما تخلّت معظم القوى السياسية عن واجباتها ودورها في التزام الدستور والاحتكام الى اللعبة الديموقراطية، وسلّمت رقبتها ورقبة البلد إلى الخارج. ولم يعد على اللبنانيين سوى انتظار نضوج التسويات الكبرى الدولية الإقليمية، حتى يأتي دور لبنان فينال نصيبه بعد خراب البصرة.

 

الرهان على الخارج

 

في السياق، قالت أوساط معارضة مواكبة للحراك السياسي الرئاسي لـ»الجمهورية»، انّ الرهان اليوم هو على الدور القطري لإنهاء الشغور لسببين أساسيين:

 

السبب الأول، لأنّ المسار الداخلي مقفل في ظلّ الخلاف والانقسام وغياب المساحات المشتركة، وبالتالي فإنّ التعويل على لبننة الاستحقاق لم يعد في محله، إنما أصبحت الحلول الممكنة، مع الأسف، رهن دور الخارج لا الداخل.

 

السبب الثاني، لأنّ قطر تربطها أفضل العلاقات مع إيران التي لا يمكن تغييبها عن المفاوضات حيال الأزمة في لبنان، إنما من الضرورة إشراكها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نظراً لتأثيرها على غرار دول أخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية.

 

ورأت الأوساط، انّه يمكن لقطر ان تحقِّق الخرق المطلوب، كونها تتحرّك في ظلّ لحظة مؤاتية أميركياً وسعودياً، حيث انّ العلاقة بين الرياض وطهران تشق طريقها أكثر فأكثر نحو الأفضل، بعد الاتفاق بينهما في بكين وانتقال علاقتهما من التوتر إلى تنظيم الخلاف، فيما أظهرت الأسابيع الأخيرة انّ واشنطن منفتحة على اتفاقات غبّ الطلب مع طهران، ما يعني انّ الخطوط غير مقطوعة وإمكانية فتحها لتشمل لبنان غير مقفلة ولا موصدة.

 

واعتبرت الأوساط، انّه عندما تصبح اللجنة الخماسية + إيران على الموجة نفسها، يصبح عبور الحواجز بين اللبنانيين ممكناً. وأسفت لكون معالجة الأزمات اللبنانية تنطلق من عواصم العالم باتجاه بيروت بدلاً من ان تكون الحلول لبنانية صافية.

 

قراءة 8 أذار

 

غير أنّ مصادر قيادية في قوى 8 آذار، اعتبرت انّ مهمّة الموفد القطري معرّضة للاصطدام بحائط مسدود، أسوة بالوساطات الخارجية الأخرى في الوقت الراهن، لكنها قد تأخذ زخمها عندما تنضج التسويات في المنطقة.

 

«ناطرين»… هي كلمة السرّ التي تتناقلها كل القوى السياسية، وتجمع عليها في أجوبتها حول مصير الملف الرئاسي. حيث قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ «الانتظار هو سيّد الموقف، وانّ مرحلة ما بعد نعي المبادرة الحوارية الرئاسية لرئيس مجلس النواب نبيه بري هي كما قبلها.

 

انتظار اللاشيء…

 

وتابعت المصادر: «ليتحمّل كل فريق مسؤولية أفعاله ويأخذ الطريق الذي يحب، لبنان دولة تسير والرب راعيها من دون قيادة، والجديد الآن اننا ننتظر القطري بعدما انتظرنا الفرنسي وقبلها الاميركي والسعودي والايراني، وصولاً إلى البلجيكي (مقولة ناطرين بلجيكا)».

 

وتضيف المصادر: «اعتدنا الانتظار ولم يتغيّر علينا شيء، والرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس قبل وضوح الصورة وتبلور المشهد الرئاسي في أعقاب المسعى القطري».

 

لودريان في السعودية

 

في هذا الوقت، لفت الأنظار اجتماع ضمّ في الرياض وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وتسرّب انّه تمّ خلاله البحث في الملف الرئاسي، غير انّ مصدراً ديبلوماسياً اشار الى انّ لودريان موجود في السعودية في مناسبة العيد الوطني السعودي، وعشية تولّيه منصبه الجديد خلفًا لجيرار ميستراليه (Gérard Mestrallet) رئيس الوكالة الفرنسية للتنمية في المملكة العربية السعودية، وبالتالي ليس لسبب ظهور عنصر جديد في ملف الرئاسة اللبنانية المعطّل.

 

تحذير من مخاطر النزوح

 

من جهة أخرى، يستمر عجز الحكومة عن مواجهة ملف النازحين منذ اكثر من 12 عاماً، الاّ في التصريحات والاقوال لا الأفعال. وقد رفع وزير العدل القاضي هنري خوري الصوت عالياً خلال جولته في إيطاليا، ولقائه كبار المسؤولين في المجال القضائي والمنظمات الحقوقية، وكان التقى في روما أمس، نظيره الإيطالي كارلو نورديو، واثار معه خطورة مسألة النزوح السوري وأعبائه، ووضع القضاء في لبنان.

 

وأبلغ خوري إلى نظيره الايطالي موقف الحكومة اللبنانية. كاشفاً انّهم «يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة، وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحين اقتصاديين». وحذّر من أنّ «الأمر سينعكس سلباً على أوروبا، لأنّها الهدف الحقيقي والمبطّن للنازحين السوريين، اما لبنان فهو محطة بالنسبة اليهم». كذلك، كشف خوري عن «حدّة وخطورة الإكتظاظ في السجون اللبنانية الذي يسببّه زحف النازحين وتجاوزاتهم التي ترفع نسبة الجريمة وعدد المساجين»، لافتاً الى أنّ «البنية التحتية للسجون في لبنان لا تتحمّل الاكتظاظ الناتج من ارتفاع عدد المساجين».

 

لا طبع لليرة

 

مالياً، أكّد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أنّ مصرف لبنان «لن يطبع الليرة لتمويل الدولة، ولا استكتاب سندات خزينة». وكشف أنّ «تمويل الدولة بالدولار أمر غير وارد».

 

وأوضح منصوري خلال لقاء مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أنّ «الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف». ولفت إلى أنّه «يجب إعادة إطلاق القطاع المصرفي عبر إعادة ثقة المودع».

 

واضاف: «ستستمر الدولة اللبنانية بدفع رواتب القطاع العام بالدولار الاميركي. ونحن كمصرف لبنان نوافق على هذه الآلية من منطلق نقدي بحت. وهذا امر يؤمّن استقراراً معيشياً واجتماعياً لنحو 400 الف عائلة ويحافظ على الاستقرار النقدي». وأكّد منصوري «أنّ هذه الاموال المدفوعة هي بالكامل من الدولة اللبنانية ومن مداخيلها». وكشف «أنّ مصرف لبنان منذ 1 آب 2023 لم يخرج من عنده ولا دولاراً واحداً لتمويل الدولة اللبنانية ولن يُصدر اي تمويل اطلاقاً».

 

وتابع: «نحن نجمّد الحالة المالية والنقدية الى حدّ ما في انتظار وصول حلول. وهذا الامر لا يمكن ان يُستدام ولا بدّ من وجود حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة. والمواطن لا يستطيع ان يكمل بهذه الطريقة». وقال: «اذا عملنا جميعاً يداً بيد نجد الحلول، والمسؤولية مشتركة. وانا اول مسؤول ومن بعدي مسؤولية الحكومة ومجلس النواب والطبقة السياسية. وكلنا مسؤولون ولا يجوز الاّ يحصل المودع على وديعته بالدولار».

 

تخبّط حكومي… فواتير الكهرباء بالدولار

 

بعد قرار مجلس الوزراء الذي اقرّ موازنة العام 2024 بأنّ لا جباية الاّ بالليرة اللبنانية عملًا بنصيحة وفد صندوق النقد، عادت الحكومة عن هذا القرار وسمحت لوزارة الطاقة، التي بدورها سمحت لمؤسسة كهرباء لبنان، ان تجبي فواتيرها بالدولار الاميركي اختيارياً. وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية»، انّ «ما حصل هو نتيجة تخبّط بالسياسات العامة المالية والانفصام بالاقتصاد اللبناني والتناقض».

 

واوضحت المصادر: «من الأساس تمّ طرح موضوع الجباية بالدولار أثناء مناقشة موازنتي الـ 2023 والـ 2024 وخصوصاً الجمارك، لأنّ الدولار موجود في الاقتصاد اللبناني الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار، اي انّ نصف الناتج المحلي «مدولر»، والتناقض انّه في المالية العامة لا إيرادات بالدولار، وما تستوفيه الشركات لصالح الدولة تُحصّل بطريقة غير مباشرة، في حين الجزء الأكبر من المدفوعات الخارجية هو بالعملة الاجنبية، وهذا هو التناقض بعينه ، ثم انّ الاستيراد الذي نحتاجه هو بالدولار، فلماذا لا نجبي بالدولار بدل المرور والضغط على مصرف لبنان؟».

 

وكشفت المصادر، انّ «عدداً من الوزراء عارضوا جباية الرسوم الجمركية بالعملة الاجنبية بحجة عدم رفع الكلفة على المواطنين، بينما كان همّهم حماية التجار الكبار وتجنيبهم دفع رسوم عالية، خصوصاً انّ العائدات الأساسية اليوم هي من الدولار الجمركي». واوضحت، انّ «هناك فرقاً بين الدولرة التي لا يسمح بها القانون وجباية الفواتير بالدولار، مثلما سيحصل الآن مع استيفاء فواتير الكهرباء بطريقة اختيارية، تسمح لمؤسسة كهرباء لبنان ان يكون لها حساب خاص بالعملة الأجنبية لا يمرّ عبر مصرف لبنان».

 

ردّ الموازنة

 

من جهة ثانية، قدّم رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تقريره حول مشروع موازنة 2023، الى رئاسة مجلس النواب، مفنّداً أسباب ردّ المشروع على إثر جلسة لجنة المال والموازنة التي انعقدت في 18 أيلول 2023، وذلك للأسباب التالية:

 

1- ورود مشروع موازنة 2023 بتأخير 9 أشهر عن الموعد الدستوري، أي في نهاية السنة المالية، ما يُفقد الموازنة أي معنى أو فائدة بحسب المادة الخامسة من قانون المحاسبة العمومية التي تحدّد الموازنة كإجازة للحكومة للجباية والإنفاق. فما الفائدة منها إذاً، عندما تكون الحكومة قد أنفقت وجبت وأتت الى المجلس النيابي بموازنة لتشرّيع ما قامت به ومن دون أية حسابات مالية؟

 


2- ورود مشروع الموازنة من دون أي رؤية إصلاحية أو إنقاذية. لا بل على العكس، فقد جاء المشروع، كسابقاته قبل الانهيار وبعده، مرتكزاً على المنطق المحاسبي والأرقام الوهمية التي تستند الى زيادات في الإيرادات غير مثبتة أو ممكنة في الواقع المالي والاقتصادي الحالي، وذلك من خلال زيادات لبعض الضرائب والرسوم.

3- إعلان الحكومة انتهاءها من درس وإقرار مشروع موازنة 2024. فما الداعي إذاً لإغراق المجلس النيابي بدراسة موازنتين، واحدة منها انتهت صلاحيتها وأصبحت تشرّع أقله لأمر واقع غير مدقق؟

 

4- ضرورة إحالة مشروع موازنة 2024 في الموعد الدستوري وفق المعايير الدستورية والميثاقية، كما إحالة قطع الحساب المدقق للسنة التي سبقت بحسب المادة 87 من الدستور.

*******************************

افتتاحية صحيفة اللواء

عجز الكتل في مختبر «المجموعة الخماسية».. والمدراء يديرون الدولة

اللقاء الفرنسي – السعودي يتنقل إلى الأسماء.. منصوري على ثوابته والتصدي بالقوة لوقف النزوح

 

بدا من المعلومات المتوافرة أن «المجموعة الخماسية» المعنية بمساعدة اللبنانيين على الإلتقاء على كلمة تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انتقلت الى التعامل مع النتائج السلبية لعدم انخراط الكتل النيابية والأحزاب التي تقف وراءها في تقارب جدّي لإنهاء الشغور الرئاسي.

وبصرف النظر عن فكرة الخيار الثالث، أي «المرشح الوسط» أو التسووي، المقبول من الكتل ذات الوزن إسلامياً ومسيحياً، خارج الإستقطاب بين المرشح سليمان فرنجية والمرشح جهاد ازعور، وربما غيرهما، فإن نقاشات المجموعة على مستوى ثنائي (المحادثات بين جان- ايف لودريان ونزار العلولا بمشاركة السفير في بيروت وليد بخاري) تناولت ما يتعين فعله مع استمرار المكابرة اللبنانية، والسير لشروط والشروط المضادة..

ومن زاوية، وصول العجز الداخلي، حتى الى مجرَّد عقد اللقاءات الى الحائط المسدود، يحاول الوسطاء الاقليميون والدوليون البحث عن نقطة التقاء بالتفاهم على رئيس وسطي، يتم جسّ كل نيابية وازنة لانتخابه، مع تأمين الميثاقية الوطنية، أي مسلمين ومسيحيين..

وأشارت مصادر سياسية إلى أن الانظار تتركز على معرفة نتائج اللقاء الذي جرى امس الاول بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان في الرياض بحضور  المستشار نزار العلولا وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري، وماهي الخطوات المقبلة التي ستقوم بها دول اللقاءالخماسي في التعاطي مع حل أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية،لاسيما بعد ان اعلن لودريان موقفه الاخير بدعوة الاطراف السياسيين، الى انتهاج الخيار الثالث بعد فشل انتخاب اي مرشح من مرشحي الثنائي الشيعي والمعارضة في جولات الانتخابات الرئاسية الاخيرة،وتلويحه بامكانية قطع مساعدات الدول المعنية عن لبنان في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ووصفت المصادر الاجتماع المذكور بالمهم،لانه قطع دابر كل ماتردد عن خلافات بين بعض دول اللقاءالخماسي والمبعوث الرئاسي الفرنسي،بل أكثر من ذلك اعطى الاجتماع انطباعا مؤكدا، بتناغم وتنسيق دول اللقاء مع بعضهم البعض، وكرس دعم لودريان للاستمرار بمهمته، بزحم في الايام المقبلة.

وتترقب المصادر حركة الموفد الرئاسي الفرنسي،وما اذا كان سيعرج على قطر للتنسيق للاطلاع على فحوى تحرك الموفد القطري ألذي يجول حاليا على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، بعيدا عن وسائل الإعلام، والانطباعات التي تكونت لديه بهذا الخصوص،او انه سيتوجه الي باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي على نتائج مهمته، قبل أن يقرر العودة إلى بيروت لاستئناف مهمته، او انه سيتريث لايام معدودة، بانتظار تحسن فرص نجاح مهمته بالداخل اللبناني، خشية ارتدادات سلبية وتفاعلات غير محمودة على استمرار تعثر مهمته، على الاوضاع في لبنان وانحدار الازمة إلى الأسوأ.

ولاحظت المصادر ان اي تقدم اواختراق ولو كان محدودا في جدار أزمة الفراغ الرئاسي، لم يحصل بعد، بالرغم من تحرك الموفد القطري الذي ما يزال في طور استكشاف المواقف، وإبداء النصائح والحرص على انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن،  بينما تخشى المصادر ان يستمر ربط انجاز الاستحقاق الرئاسي ،  بمسار المفاوضات الجارية بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية في الملفات والمواضيع الخلافية بينهما، كما حصل في أكثر من استحقاق رئاسي اوحكومي لبناني مهم، حصل سابقا،مايعني أن الازمة ستطول اذا لم تؤد اتصالات الجانب القطري مع ايران، التي يتواصل معها باستمرار إلى تذليل العقبات والعراقيل، وتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب.

تنقل الاستحقاق الرئاسي خلال اليومين الماضيين، بين باريس والرياض من خلال اجتماع وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بالمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان- إيف لودريان. مرورا بالحراك القطري في بيروت، الذي يقوم به سرا الموفد جاسم بن فهد آل ثاني والسفير القطري في بيروت سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي حطّ امس في معراب والتقى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. فيما ترددت معلومات عن زيارة موفد فاتيكاني خاص في الاسابيع المقبلة الى بيروت، لمواكبة الملف الرئاسي والتحرك الفرنسي والعربي في هذا المجال في محاولة لدفع الملف الى الامام.

وقد جرى في لقاء الرياض بين بن فرحان ولودريان «استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها»، حسبما ذكرت وكالة الانباء السعودية.

وحضر اللقاء المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية لبنان وليد بن عبدالله بخاري.

وذكرت معلومات اخرى ان الموفد القطري الى لبنان محمد الخليفي قد يزور السعودية ويتابع المناقشات، التي في حال تطورت ستُدعى اللجنة الخماسية للاجتماع في السعودية.

والى ذلك واصل السفير المصري دكتور ياسر علوي حراكه، فاستقبل امس النائب وائل أبو فاعور عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي». كما زار علوي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

وجرى خلال اللقاءين «البحث في آخر التطورات السياسية وسبل تجاوز حالة الانسداد السياسي الحالية وإنهاء الفراغ الرئاسي»، بحسب بيان للسفارة المصرية.

ثوابت منصوري في إدارة المركزي

وفي اليوميات، بدا أن ادارة الدولية انتقلت الى المديرين العامين وموظفي الفئة الأولى، فعلى الصعيد المالي، يتحرك حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري الرسم خارطة طريق للتعافي الاقتصادي، موضحاً ان المصرف يعمل لتأمين رواتب الموظفين ومعاشات التقاعد شهراً بشهر على قاعدة ان المصرف المركزي يجمّد الحالة المالية والنقدية بانتظار التوصل الى حلول..

أعاد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري التأكيد على: انه لن يتم طبع ليرة لتمويل الدولة، ولا استكتاب سندات خزينة وتمويل الدولة بالدولار غير وارد، والدولة لن تتمكن من اعادة اموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف..

وقال: ستستمر الدولة اللبنانية في دفع رواتب القطاع العام بالدولار الاميركي. ونحن كمصرف لبنان نوافق على هذه الآلية من منطلق نقدي بحت. وهذا أمر يؤمّن استقراراً معيشياً واجتماعياً لنحو 400 ألف عائلة ويحافظ على الاستقرار النقدي.

وأكد أن هذه الاموال المدفوعة هي بالكامل من الدولة اللبنانية ومن مداخيلها». وقال: إن مصرف لبنان منذ 1 آب 2023 لم يخرج منه دولار واحد لتمويل الدولة اللبنانية ولن يصدر اي تمويل اطلاقاً.

وأكد ان المصرف المركزي اللبناني هو مؤسسة قوية وجامدة ولديها امكانات. هناك عمل دؤوب في المصرف المركزي لتحسين كل آليات الحوكمة فيه. كما يعاد النظر في الآليات المالية الداخلية في المصرف المركزي، ويتم العمل واعادة العلاقة مع الدولة اللبنانية. والذي يمكنني قوله، ان المصرف المركزي هو مؤسسة تستحق ثقة المواطن اللبناني.

وكشف كان مقدار الجباية في الدولة اللبنانية الشهر الماضي في حدود العشرين تريليون ليرة وفي الشهر الحالي كانت كذلك، وإذا استمر الامر على هذا المنوال، فإن ورشة عمل مشتركة من الحكومة والبرلمان ومصرف لبنان والمجلس الاقتصادي بالصلاحيات المعطاة له، لاعطاء الاجابات في أسرع وقت ممكن. هناك مسؤولية عن هذا التأخير وكلنا نتحمّلها. إن مصاريف الدولة مؤمَّنة ما يعني انه يمكننا الحصول على توازن مقبول وعلى استقرار مقبول. ولكنني اود ان اكرر ان هذا الاستقرار يبقى هشاً اذا لم تحصل تسوية واتمنى ان تحصل في وقتها.

مالياً أيضاً، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، رد  رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تقريره حول مشروع موازنة 2023، الى رئاسة مجلس النواب، مفنّداً أسباب ردّ المشروع على أثر جلسة لجنة المال والموازنة التي انعقدت في 18 أيلول 2023 وذلك للأسباب التالية:

1- ورود مشروع موازنة 2023 بتأخير 9 أشهر عن الموعد الدستوري، أي في نهاية السنة المالية، ما يفقد الموازنة أي معنى أو فائدة بحسب المادة الخامسة من قانون المحاسبة العمومية التي تحدد الموازنة كإجازة للحكومة للجباية والانفاق. فما الفائدة منها إذاً، عندما تكون الحكومة قد انفقت وجبت وأتت الى المجلس النيابي بموازنة لتشرّيع ما قامت به ومن دون أية حسابات مالية؟

2- ورود مشروع الموازنة من دون أي رؤية إصلاحية أو إنقاذية. لا بل على العكس، فقد جاء المشروع، كسابقاته قبل الانهيار وبعده، مرتكزاً على المنطق المحاسبي والأرقام الوهمية التي تستند الى زيادات في الايرادات غير مثبتة أو ممكنة في الواقع المالي والاقتصادي الحالي، وذلك من خلال زيادات لبعض الضرائب والرسوم.

3- إعلان الحكومة إنتهاءها من درس وإقرار مشروع موازنة 2024. فما الداعي إذاً لأغراق المجلس النيابي بدراسة موازنتين، واحدة منها انتهت صلاحيتها وأصبحت تشرع أقله لأمر واقع غير مدقق؟

4- ضرورة إحالة مشروع موازنة 2024 في الموعد الدستوري وفق المعايير الدستورية والميثاقية كما إحالة قطع الحساب المدقق للسنة التي سبقت بحسب المادة 87 من الدستور.

وفي السياق الاقتصادي والمالي ايضا، عقد امس لقاء عمل تشاركي في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شارك فيه حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، بدعوة من رئيس المجلس شارل عربيد، وتم خلاله عرض للسياسات المالية والنقدية المتبعة من المصرف المركزي، وتخلله حوار حول الواقع المالي وكيفية الخروج من الأزمة.

أما مواجهة النزوح السوري، الذي أخذ بالتحول الى خطر كياني، فإن قائد الجيش العماد جوزاف عون يتولى الجانب المركزي من مواجهته عبر السيطرة على المعابر غير الشرعية، وكذلك الأمن العام، والمحافظين لا سيما في البقاع وعكار.

واعلن الامن العام اللبناني اللبناني عن تفشي ظاهرة تكاثر الجمعيات غير المرخصة التي تعنى بملف النازحين، ووصفها بأنها جمعيات مشبوهة الدور معروفة العودة الذي يصب بتحريض هؤلاء، وحثهم على عدم العودة بل تشجع المقيمين في بلدهم على النزوح الى لبنان..

ميدانياً.. الى ذلك استمر الحراك الرسمي الميداني والسياسي لمواجهة تدفق النازحين السوريين، وكان آخر العمل ما اعلنته قيادة الجيش امس، من انه «أثناء محاولة دورية من الجيش في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية، إيقاف آلية فان هيونداي تُقل سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، أقدم سائق الآلية على صدم أحد عناصر الدورية محاولًا دهسه والفرار من المكان برغم إطلاق بقية العناصر طلقات تحذيرية في الهواء، ما اضطرهم لإطلاق النار نحو إطارات الآلية. أسفر ذلك عن إصابة السائق وفقدانه السيطرة على الآلية واصطدامها بعمود كهربائي ومن ثم وفاته. وقد نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.

وافادت المعلومات ان سائق الفان يدعى حاتم محمد الصالح الملقب بـ«حاتم الواوي» لبناني من بلدة مشتى حمود – عكار.

في الحركة السياسية الرسمية، واصل وزير العدل هنري الخوري جولته في إيطاليا ولقاء كبار المسؤولين في المجال القضائي والمنظمات الحقوقية، وكان التقى في روما أمس، نظيره الإيطالي كارلو نورديو في مبنى وزارة العدل. وتم التباحث في ملف النزوح السوري ووضع القضاء في لبنان.

وأبلغ خوري نظيره موقف الحكومة اللبنانية من  ملف النازحين كاشفاً انهم «يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحين اقتصاديين». وحذر من أن «الأمر سينعكس سلبا على أوروبا لأنها الهدف الحقيقي والمبطن للنازحين السوريين اما لبنان فهو محطة بالنسبة لهم».

من جانبه، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي النائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي كولين أوسترلي، يرافقها المستشارين سيمون كان ولوكاس جراندجان والملحق العسكري في السفارة الفرنسية ايريك اوكيني، وتم البحث في مشاكل الهجرة غير الشرعية والنزوح السوري.

********************************

افتتاحية صحيفة الديار

التسوية اللبنانيّة رهينة صفقة التطبيع السعودي ــ «الاسرائيلي»… والإنتظار محفوف بالمخاطرالأمنيّة

 واشنطن تصعّد وتوقف المساعدة الماليّة للعسكريين… قطر تسوّق دون جدوى لـ«الخيار الثالث»!

تخبّط رسمي في مُقاربة ملف النزوح السوري… «مُنظمات فلتانة»… والجيش وحيداً في الميدان – ابراهيم ناصرالدين

 

الخروج الفرنسي من المشهد، والدخول القطري على خط التسوية، لم ولن يحركا «قيد انملة» في الملف السياسي وهما مجرد تقطيع وقت، ريثما تنضج ملامح التسوية «الصفقة» بين السعودية و«اسرائيل»، باعتبارها ستغير وجه المنطقة بالنسبة لبعض الخارج، وكذلك الداخل حيث يجري الرهان على الوقت لفرض توازنات جديدة على الساحة اللبنانية المصنفة اميركيا- و«اسرائيليا» بانها جزء من محور تقوده الصين في المنطقة! وهو ما قررت واشنطن مجددا تطويقه، ويدفع لبنان ثمنه انتظار مفتوح على كل المخاطر الامنية، في ظل تورط غربي «فج» في ازمة النزوح السوري، الذي يتحول الى ازمة وجودية كيانية بالنسبة للبنان، وجديده اعلان الامن العام تكاثر الجمعيات المشبوهة غير المرخصة للعمل في ملف النازحين، حيث يقومون بدور لتشجيعهم على البقاء حيث هم، ويشجعون مَن هم في سوريا على النزوح.

 

في هذا الوقت، برز بالامس كلام لمصدر في السفارة الاميركية في عوكر، اكد ان مشروع دعم عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي بمبلغ مئة دولار في الشهر، سيتوقف في تشرين الثاني المقبل بعد انتهاء فترة الستة اشهر، ولا خطة لتجديد الخطة بسبب ما اعتبره المصدر عدم اقرار الاصلاحات وانتخاب رئيس للجمهورية. واللافت اقراره بحصول استطلاع لراي الضباط والجنود حول كيفية صرفها، عبر طرف ثالث لم يسمه، معللا ذلك بالشفافية امام الكونغرس!؟

 

اقتصاديا، حذر حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري من بقاء الوضع على حاله، لافتا الى انه نجح حتى الآن بتجميد الحالة النقدية والمالية الراهنة، مؤكدا ان الوضع غير مستدام، ولا يمكن ان يستمر طويلا، وهو بحاجة الى سياسات حكومية وتشريعات لاعادة الانتظام المالي والنقدي الى الدولة.

باريس… والخطر الامني

 

اذا، لبنان في انتظار مسار التطبيع السعودي- «الاسرائيلي»، وحتى ذلك الحين لن يحصل اي تقدم جدي لا في السياسة ولا في الاقتصاد، وتبقى الخشية الوحيدة من تقدم الملف الامني الى الواجهة، باعتباره الوحيد القادر على فصل الساحة اللبنانية عن مسار التطورات الاقليمية والدولية التي وضعت لبنان في «ثلاجة» الانتظار. كلام سمعه بعض من التقوا مسؤولين فرنسيين في الآونة الاخيرة، حيث فهموا شبه استسلام فرنسي للواقع الراهن، بعد ان تم اخراج باريس عن «سكة» التسوية اللبنانية، وعادت الامور الى «نقطة الصفر»، بعد ان تبين ان كل ما يحصل مضيعة للوقت بعد ان قررت واشنطن العودة مجددا الى المنطقة، لاحتواء التغلغل الصيني المستجد.

 

ولفتت تلك الاوساط، الى انه بعدما بدأت الولايات المتحدة انسحابها من الشرق الأوسط، للتفرّغ لمواجهة تعاظم قوّة ونفوذ بكين، دخلت الصين لملء الفراغ، فعادت الولايات المتحدة إلى المنطقة لصد التمدد الصيني فيها. وباختصار خرجت الولايات المتحدة بسبب الصين، وعادت بسبب الصين. وما نشهده من حراك أميركي محموم لإتمام صفقة مع السعودية، يأتي بدافع كبح التقارب الصيني مع دول المنطقة.

 

وما لا يقال علنا حول موقع لبنان من «الطبخة» الراهنة، عبّرت عنه صراحة صحيفة «هارتس الاسرائيلية» التي اشارت الى ان هناك ألف سبب للشك في دوافع التطبيع الذي يطبخ بين السعودية و»إسرائيل». وقالت «لا يوجد حب حقيقي، لكن من الواضح للجميع أن الأميركيين يبذلون جهوداً كبيرة لمنع تعميق التحالف الصيني – العربي، وهو التحالف الذي أوجد محوراً استراتيجياً بين الصين وباكستان وإيران وسوريا وصولا الى لبنان». وهو امر لن تسمح به الولايات المتحدة؟

تشدد وتعقيدات ومخاوف

 

وفي هذا السياق، لفتت اوساط سياسية بارزة الى ان ما يعرقل التقدم على الساحة اللبنانية، اضافة الى الدخول الاميركي «الفج» على خط المبادرة الفرنسية والمساندة السعودية للموقف الاميركي، هو التأثير السعوي- الاميركي على حلفائهما في لبنان، وهم يتعمدون اقفال الابواب امام اي محاولات جدية لايجاد مخارج للانتخابات الرئاسية، التي تشكل مدخلا للبدء بالنقاشات الجدية لحل الازمات الاخرى، وهم يفضلون الانتظار لتبلور «الصفقة» المنتظرة، لانها برأيهم ستقلب موازين القوى في المنطقة، وسيكون لها انعكاس على الساحة اللبنانية، ولهذا لا مصلحة في منح حزب الله وحلفائه اليوم جوائز مجانية نتيجة اختلال هذا الميزان، وبرأيهم يبقى الافضل انتظار التحولات الكبرى ليبنى على الشيء مقتضاه.

 

وفي المقابل، بات «الثنائي الشيعي» اكثر تشددا في الملف الرئاسي، لان اي تنازلات في هذا التوقيت ستكون «رسالة» ضعف غير مقترنة بالوقائع، واذا كان التطبيع قاب قوسين او ادنى»، فهذا يعني حتما ان حزب الله سيتمسك اكثر بمواقفه لتحصين الوضع الداخلي وحماية مراكز القوى الرسمية، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية من الخيارات الخاطئة التي كلفت كثيرا في الماضي. ولهذا تبدو الامور معقدة للغاية، وتبقى الخشية من دفع الامور نحو التوتير الامني ، لمحاولة الضغط باتجاه حلول لا يمكن تمريرها على «البارد».

ما هي الرهانات؟

 

ووفقا للمعلومات، فان المراهنين على التطبيع في الداخل اللبناني، يتحدثون خصوصا في «معراب» عن حصول تفاهم مبدئي بين السلطة والسعودية، قوامه تحويل الرياض الى قوى اقليمية في المقابل، فان إطار المطالب الفلسطينية بالنسبة للاستيطان هو اتفاق العقبة واتفاق أوسلو الأصلي بالنسبة لبقية المطالب، مع إمكانية لفتح اتفاق باريس الاقتصادي من جديد، اي ما هو مطلوب من «اسرائيل» ليس إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانما تعزيز السلطة القائمة وليس الدولة الفلسطينية. وهم يتحدثون ايضا عن حاجة الرئيس الأميركي جو بايدن، لإنجاز سياسي قبل الانتخابات في تشرين الثاني 2024. وهذا يجعل من التفاهم يسيرا وممكنا في القريب العاجل.

صعوبة «التطبيع»؟!

 

في المقابل، يرى مقربون من حزب الله، ان الانتظار قد يطول لدى هؤلاء، لان احتمالات التطبيع من عدمه متساوية، فنتنياهو وبن سلمان وبايدن متفقون في مسعى مشترك لتحقيقه، لكن هناك عقبات قد تؤدي إلى عدم التوصل إليه. فهو قد يفشل «إسرائيليا» بسبب معارضة تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، وما يسمى «تنازلات» للفلسطينيين، وقد يفشل أميركيا لأن الكونغرس لن يصادق على معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، بسبب موقف التيار التقدمي في الحزب الديموقراطي، وعدم رغبة الجمهوريين في مساعدة بايدن بتحقيق إنجاز عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، دون استبعاد نشوب انتفاضة جديدة في الاراضي الفلسطينية «تقلب الطاولة» على الجميع.

 

وفي هذا السياق، تلفت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» الى ان بايدن لا يثق بأن نتنياهو وبن سلمان سيوفران «البضاعة»، فالأول لا يستطيع ولا يريد تغيير السياسة في الضفة الغربية لأن ائتلافه سيتفكك، والثاني لا يثقون به خصوصا ان ثمن الحلف الامني والعسكري مع السعودية يبدو باهظاً جداً لعدد من أعضاء الكونغرس.

الى اين؟

 

وفي الانتظار، لم يجد طرح «الخيار الثالث» صداه في بيروت، بعد اعلان فرنسا في الساعات الماضية انضمامَها بوضوح الى شركائها في «الخماسية» الداعمين لهذا الطرح، طاوية في شكل نهائي صفحة المقايضة بين رئاسة اولى لـ8 آذار ورئاسة مجلس وزراء للفريق الآخر. ولهذا غداة اجتماع ضم في الرياض وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان تم خلاله البحث في الملف الرئاسي، لم تحمل الساحة السياسية اي حركة رئاسية لافتة، في وقت تقدّم الاهتمام العسكري والسياسي الى ملف النزوح السوري.

 

وفي هذا السياق، تقول اوساط مطلعة على موقف «عين التينة» انه لا مجال للبحث «بالخيار الثالث»، بعدما جرى اجهاض مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عاد الى مربع التشدد، لان حشره في الزاوية يضر ولا يفيد ، بل يجعله امام حزب الله لا خلفه في الملف الرئاسي. واذا كانت باريس فشلت في تخطي عقبات الخارج والداخل، لا يمكن ان تحمّل «الثنائي» المسؤولية، لم يُهزم «الثنائي» بالسياسة في الداخل ولا في الاقليم، فلماذا وباي منطق سيدفع الثمن ؟ الحوار عادة يكون حول الاثمان وترتيب المرحلة المقبلة، ولا احد يرغب بالحوار حول ذلك، خصوصا القوى المسيحية التي باتت الكرة في «ملعبها» اليوم، وبري اطفأ محركاته ومن لديه حل ليتقدم الصفوف.

قطر تتبني البيسري؟

 

ما تقوم به قطر، التي يجول موفدها وسفيرها على القادة السياسيين تسويقا للخيار الثالث، الا انها لم تتمكن من احداث ادنى خرق في الازمة الرئاسية حتى الان ، على الرغم من طرح جديد متقدم على غيره من خلال تبني واضح من الدوحة لترشيح مدير الامن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، باعتباره على صلة جيدة مع كافة الاطراف، ويمكن ان يكون مرشح تسوية، بعدما اثبت خلال الاشهر القليلة الماضية انه على مسافة واحدة من الجميع، ولا يشكل استفزازا لاحد في الداخل والخارج.

 

ووفقا للمعلومات، عرض سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني حيثيات الموقف القطري على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب امس، لكن جعجع الذي لم يعلق سلبا على الاقتراح القطري، ولم يتبن صراحة دعم البيسري، رفع سقف مواقفه السياسية، واكد انه طالما لمحور الممانعة و»التيارالوطني الحر» «وزن» في اللعبة السياسية يجب الا نتأمل خيرا.

واشنطن و«الفيتو» حول النازحين

 

في هذا الوقت، عاد ملف النزوح السوري الى الواجهة من جديد ميدانيا، ومن خلال التواطؤ الدولي «الفج» لابقائهم في لبنان. وفي هذا السياق، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ إن بلاده لا تعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودة النازحين السوريين.. وفي تعبير واضح عن عدم الرغبة في عودتهم الى بلادهم قال إن واشنطن «تشكر لبنان دولة وشعبا على استضافتهم اللاجئين السوريين لسنوات طويلة، وعلينا مع الأمم المتحدة والدول الأخرى تقديم الدعم المالي للبنان، بسبب تحمله هذه الأعباء لفترة طويلة؟!

تخبط وصراع داخلي

 

وفيما تتخبط حكومة تصريف الاعمال، ويتقاذف المسؤولون المسؤوليات دون الاقدام على اي خطوة لمعالجة هذه الظاهرة الآخذة في التمدد في شكل مخيف، اشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الى ان عدد النازحين السوريين في المحافظة بلغ 350 الفا، وهو يتجاوز عدد اللبنانيين المقيمين في المنطقة وعددهم 250 الفا.

 

من جهته اعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن «القرارات التي اتخذتها الحكومة في ملف النازحين خجولة، وهناك تواطؤ خارجي على لبنان في ملف النازحين وسكوت داخلي، وقال «مستوطيين حيطنا»، مشيرا إلى أن «الحلّ يبدأ في سوريا». وانتقد شرف الدين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يكبّل وزراءه الأربعة المعنيين بملف النازحين السوريين، كما دعا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب التنحّي بالكامل عن ملف النازحين السوريين وتكليف وزير آخر القيام بهذه المهمة».

منظمات «فلتانة»!

 

في هذا الوقت، تعبث منظمات غير حكومية بالامن اللبناني دون حسيب او رقيب، وقد اعلنت المديرية العامة للأمن العام عن تزايد أعداد المنظمات والجمعيات التي تُعنى بأوضاع النازحين، لا سيّما أنّ عدداً منها لم يستحصل على إجازة، ترخيص أو علم وخبر تخوّلها ممارسة أي نشاط. كما لفتت في بيان، إلى أنّ بعض هذه الجمعيات يقوم بممارسة نشاطات مخالفة لطبيعة عملها ونظامها التأسيسي الذي صدر بموجبه الترخيص أو الإذن. لذلك، طلبت المديرية إلى «الجمعيات والمنظمات غير الحكوميّة، الامتناع من ممارسة أي نشاط مخالف لمضمون التراخيص والأذونات الممنوحة لها، والتقدم من المركز الإقليمي التابع لمكان مزاولة نشاطها مع نسخة عن الترخيص، الإذن أو العلم والخبر الذي استحصلت عليه». وحذّرت من أنّ قطعاتها العملانية «ستكثّف عمليّة مسح نشاطات كافة الجمعيّات والمنظمات غير الحكوميّة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين وفقاً للقوانين والأنظمة المرعيّة الإجراء».

الجيش في الميدان

 

ميدانيا، يبدو ان الجيش متروك لتنفيذ مهامه وحيدا دون اي معالجة سياسية جدية، وقد اعلنت قيادة الجيش عن تعرّض أحد عناصر دورية لحادث صدم ومحاولة دهس في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية، من قبل سائق آلية «فان هيونداي» تقلّ سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، وذلك أثناء محاولة الدورية توقيف الآلية. وقد اصدرت قيادة الجيش بيانا في هذا الخصوص جاء فيه: «أنّه بتاريخ اليوم (امس)، وأثناء محاولة دورية من الجيش في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية إيقاف آلية فان هيونداي، تُقل سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، أقدم سائق الآلية على صدم أحد عناصر الدورية، محاولًا دهسه والفرار من المكان، رغم إطلاق بقية العناصر طلقات تحذيرية في الهواء، ما اضطرّهم إطلاق النار نحو إطارات الآلية. أسفر ذلك عن إصابة السائق وفقدانه السيطرة على الآلية واصطدامها بعمود كهربائي ومن ثم وفاته. وقد نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة».

اموال المودعين؟

 

وفيما يدرس حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري تدابير تسمح للمودع بسحب مبالغ اكبر من ودائعه تصل الى حدود الف دولار شهريا، ومنح قروض بالدولار الفريش من المصارف على ان تسدد بنفس القيمة، اعلن بالامس انه «لن يتم طبع الليرة لتمويل الدولة ولا استكتاب سندات خزينة». وشدد على «أن تمويل الدولة بالدولار أمر غير وارد». وأوضح منصوري خلال لقاء مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي «أن الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف». كما لفت إلى أنه «يجب إعادة إطلاق القطاع المصرفي عبر إعادة ثقة المودع». وقال: «لا يجوز ان لا يحصل المودع على وديعته بالدولار. فاذا كانت الاموال موجودة فلنخبر الناس بذلك، واذا كان عليها لغط فلنخبرهم، واذا كانت ستعود فلنضع الالية لهذا الامر. اتمنى ان نبدأ ورشة عمل مشتركة من الحكومة والبرلمان ومصرف لبنان والمجلس الاقتصادي بالصلاحيات المعطاة له لاعطاء الاجابات في أسرع وقت ممكن. هناك مسؤولية عن هذا التأخير وكلنا نتحملها». من جهة اخرى، اكد ان الدولة اللبنانية «ستستمر بدفع رواتب القطاع العام بالدولار الاميركي».

استهداف السفارة

 

رسميا، اعلنت شعبة المعلومات عن نجاحها على مدى خمسة أيام متواصلة، من تحديد هوية مطلق النار على السفارة الاميركية وتوقيفه بتاريخ 25/09/2023 بعملية نوعية خاطفة في الضاحية الجنوبية لبيروت – منطقة الكفاءات، ويُدعى م. م. خ. (مواليد عام 1997، لبناني)، وقالت في بيان انه تم ضبط دراجته الآليّة والحقيبة الخاصة بإحدى شركات التوصيل، وبندقية الكلاشنكوف المستخدمة في إطلاق النار وبالتحقيق معه، اعترف بقيامه بإطلاق العيارات النارية باتجاه حائط مبنى السفارة الأميركية في محلة عوكر ليل تاريخ 20/09/2023، وإن سبب اقدامه على ذلك يعود الى حادثة حصلت معه أمام السفارة الأميركية منذ حوالي الشهرين، حين كان يقوم بتوصيل طلبية طعام بصفته سائقا لدى إحدى شركات التوصيل.

 

الصورة : صدام بين المتظاهرين والقوى الامنية خلال تظاهرة الطاشناق أمام السفارة الأذربيجانية في لبنان اعتراضًا على الإبادة والتطهير العرقي التي تنفّذها في آرتساخ بحق الأرمن

 

 

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

«الخماسية » تدور حول نفسها وموجة النزوح تتفاعل  

 

في الدائرة المقفلة ذاتها تقبع العقدة الرئاسية منذ بدء الشغور قبل نحو عام، من دون ان تتمكن المساعي والوساطات من كسرها حتى الساعة. اصطدام بجدار التعنت نفسه، كما في الداخل كذلك في الخارج. وما لم يتمكن من حله اهل الداخل الراغبون بإنهاء الازمة يواجهه الوسطاء في الخارج خصوصا دول الخماسية ولا سيما قطر التي يجول موفدها وسفيرها على القادة السياسيين تسويقا للخيار الثالث، الا انهما وعلى رغم التواصل القطري- الايراني، لم يتمكنا من احداث ادنى خرق في الازمة الرئاسية، وقد تولدت شبه قناعة ان ايران ومن خلالها الثنائي تنتظر شيئا ما غير معلوم للنزول عن شجرة فرنجية واعلان الموافقة على الخيار الثالث.

 

الجمود الرئاسي بفعل تمترس الثنائي خلف موقفه، أفسح المجال امام المتابعات الامنية وتحديدا في ملف النزوح السوري ومواجهته من جانب المؤسسة العسكرية التي يدفع جنودها ثمن التقاعس السياسي و”الترهل” الحكومي في معالجة الازمة من خلال اجراءات صارمة تمنع توافد المزيد من السوريين الى بيروت.

 

لا حركة

 

فغداة اجتماع ضم في الرياض وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان تم خلاله البحث في الملف الرئاسي، لم تحمل الساحة السياسية اي حركة رئاسية لافتة، في وقت تقدّم الاهتمام العسكري والسياسي، ملف النزوح السوري.

 

الجيش يتصدى

 

في السياق، اعلنت قيادة الجيش  في بيان أنه “أثناء محاولة دورية من الجيش في منطقة القبور البيض عند الحدود الشمالية امس، إيقاف آلية فان هيونداي تُقل سوريين دخلوا خلسة إلى الأراضي اللبنانية، أقدم سائق الآلية على صدم أحد عناصر الدورية محاولًا دهسه والفرار من المكان رغم إطلاق بقية العناصر طلقات تحذيرية في الهواء، ما اضطرهم لإطلاق النار نحو إطارات الآلية. أسفر ذلك عن إصابة السائق وفقدانه السيطرة على الآلية واصطدامها بعمود كهربائي ومن ثم وفاته. وقد نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة. بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص”.

 

خوري يحذّر أوروبا

 

في المواقف، واصل وزير العدل هنري الخوري جولته في إيطاليا بلقاء كبار المسؤولين في المجال القضائي والمنظمات الحقوقية، وكان قد التقى في روما أمس، نظيره الإيطالي كارلو نورديو في مبنى وزارة العدل. وتم التباحث في ملف النزوح السوري ووضع القضاء في لبنان إذ أبلغ خوري نظيره موقف الحكومة اللبنانية من  ملف النازحين كاشفاً انهم “يزحفون الى لبنان بأعداد كبيرة وهم بذلك لم يعودوا لاجئين بل نازحين اقتصاديين”. وحذر من أن “الأمر سينعكس سلبا على أوروبا لأنها الهدف الحقيقي والمبطن للنازحين السوريين، اما لبنان فهو محطة بالنسبة لهم”. كذلك، كشف الخوري لنظيره عن “حدة وخطورة الإكتظاظ في السجون اللبنانية الذي يسببه زحف النازحين وتجاوزاتهم التي ترفع نسبة الجريمة وعدد المساجين”، لافتاً الى أن “البنية التحتية للسجون في لبنان لا تتحمل الاكتظاظ الناتج عن ارتفاع عدد المساجين”.

 

مولوي ونائبة اوروبية

 

من جانبه، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه قبل الظهر، النائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي كولين أوسترلي، يرافقها المستشارين سيمون كان ولوكاس جراندجان والملحق العسكري في السفارة الفرنسية ايريك اوكيني، وتم البحث في مشاكل الهجرة غير الشرعية والنزوح السوري.

 

تحذير من التوطين

 

بدورها، حذّرت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب من تحويل النزوح السوري الى توطين، وطالبت التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” وحلفاءهما بالتوجه الى الدولة السورية بكلام صريح وواضح لناحية وجوب إغلاق الحدود أمام النزوح الاقتصادي الحاصل لأنه لم يعد نزوحاً إنسانياً، واصفةً ما يحدث بالاحتلال.

 

جعجع وسفير قطر

 

سياسيا، وفي وقت يواصل الموفد القطري لقاءاته مع القوى السياسية عارضا الملف الرئاسي بعيدا من الاضواء، عرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع سفير دولة قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأوضاع العامة ولا سيما الملف الرئاسي، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان.

 

لا طبع

 

اقتصاديا، أكد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، أن”لن يتم طبع الليرة لتمويل الدولة ولا استكتاب سندات خزينة”. وشدد على أن تمويل الدولة بالدولار أمر غير وارد. وأوضح منصوري خلال لقاء مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن “الدولة لن تستطيع إعادة أموال المودعين قبل إعادة هيكلة المصارف”. كما لفت إلى أنه “يجب إعادة إطلاق القطاع المصرفي عبر إعادة ثقة المودع”.

 

رد الموازنة

 

ليس بعيدا، قدّم رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان تقريره حول مشروع موازنة 2023، الى رئاسة مجلس النواب، مفنّداً أسباب ردّ المشروع على أثر جلسة لجنة المال والموازنة التي انعقدت في 18 أيلول 2023 وذلك للأسباب التالية:  1- ورود مشروع موازنة 2023 بتأخير 9 أشهر عن الموعد الدستوري، 2- ورود مشروع الموازنة من دون أي رؤية إصلاحية أو إنقاذية. لا بل على العكس، فقد جاء المشروع، كسابقاته قبل الانهيار وبعده، مرتكزاً على المنطق المحاسبي والأرقام الوهمية التي تستند الى زيادات في الايرادات غير مثبتة أو ممكنة في الواقع المالي والاقتصادي الحالي، وذلك من خلال زيادات لبعض الضرائب والرسوم.   3- إعلان الحكومة إنتهاءها من درس وإقرار مشروع موازنة 2024. فما الداعي إذاً لإغراق المجلس النيابي بدراسة موازنتين، واحدة منها انتهت صلاحيتها وأصبحت تشرع أقله لأمر واقع غير مدقق؟   4- ضرورة إحالة مشروع موازنة 2024 في الموعد الدستوري وفق المعايير الدستورية والميثاقية كما إحالة قطع الحساب المدقق للسنة التي سبقت بحسب المادة 87 من الدستور.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram