كلمة في ثلاثة مواضيع

كلمة في ثلاثة مواضيع

 

Telegram

 

اسامة المهتار
بالأمس، في يوم تذكّر عملية الويمبي، قال القوميون كلمتهم في ثلاث: رموزهم، خياراتهم، ومواجهة التحدي.

بالنسبة للرمز، أي عملية الويمبي وأصحابها الأبطال، قال القوميون إن الرمز مقدس والاحتفاء به كذلك. بالنسبة للخيارات المطروحة بين مركزين متناحرين، رفض القوميون أحد المركزين، دون أن يعني ذلك أنهم قبلوا الثاني. بالنسبة للتحدي، قالوا إن الدولة اللبنانية لا تستطيع منعهم من الاحتفال بالرمز، أو من تسجيل خياراتهم علناً. هذا ما قاله القوميون بالمختصر الشديد.

مع أن الحضور لا يمثل جميع القوميين، فإننا نعتقد انه يمثل غالبيتهم، سواء حضروا أم لم يحضروا، خاصة بالنسبة لقدسية الرمز، ولمواجهة التحدي بالتحدي. أما بالنسبة لموضوع الخيارات، فإننا نعتقد أن الحضور رَفَضَ مركز البريستول وصاحبه وكل ما يمثله في تاريخه. وكم نتمنى، وإن كنا لا نعقد أملاً، أن يقوم صاحب هذا المركز بإغلاقه والتنحي عن المناكفة.

قلنا إن زحف القوميين إلى ساحة الشهيد خالد علوان لا يعني بالضرورة قبولاً بمركز الروشة. بل إننا نعتقد آن معظم الذين حضروا من غير المنتظمين يرون ان هذا المركز لا يزال دون مستوى التحديات الكبرى التي تواجه الأمة والحزب، وأنه قد فشل في وضع الخطط التي وعد بها منذ ثلاث سنوات. أما الفشل الأكبر فهو في استقطاب الإمكانيات الحزبية المنتشرة في أنحاء المعمورة، ليس لعلة فيها، بل في استمرار هذا المركز بنفس النهج الذي يهيمن على حزب سعاده منذ عقود. إنه نهج الحليف الضعيف التابع، ووضع التمنيات موضع الحقائق، وعدم وضع القول موضع الفعل.

ماذا عن المعارضات؟ لا شيء. من بقي منها يدور في حلقة مفرغة من تكرار الفعل الفاشل مرة تلو المرة واستغراب النتائج! أفضل مثل على ما نقول هذا السؤال الذي نشره أحد قيادات المعارضة: “إلى متى سنبقى نبذل جهداً ونحصد أصفاراً؟” ومع أن الجواب بديهي، فإن السؤال يدل على عدم القدرة على استيعاب البديهي. والبديهي هو أن تقيّم عملك حين لا تنجح فيما تريد. والتقييم يجب أن يكون صادقاً وصارماً. بمعنى أن لا تكتفي بنقد ما قام به سواك، بل أن تبدأ بنفسك. هذا يعني أن تسأل، على سبيل المثال، هل حَدّدت المشكلة فعلاً؟ هل وضعت خارطة طريق للخروج منها؟ هل تمكنت من إقناع غيري بها؟ إذا لا، لماذا؟ هل كانت أعمالي صادقة في غاياتها؟ هل كان أسلوبي شريفاً؟ هل قمت بخطأ في مكان ما؟ هل اعترفت به؟ هل اعتذرت عنه؟ وهكذا.

هذه الأسئلة تسلسلية ولا يمكن القفز فوق أي منها. فإن فَعَلْتَ، سوف تعود إلى تكرار نفس الجهد لتلاقي نفس النتيجة، صفراً.

في الآونة الأخيرة، كثرت الاتصالات والتساؤلات بين القوميين وكلها تدور حول مستقبل الحزب. بعضهم يعلن خيبته من قيادات أيلول 2020. وبعضهم الآخر ينقل صورة عن النقمة على رئيس التنظيم الآخر. لن نقدم حلاً لمن يشكو من سوء خياراته. ولكننا نضع تصوراً لبعض الشروط الضرورية التي نقترح التفكير بها واعتماد منهجيتها.

أولاً، وضع عبارة تصف لنا المستقبل الذي نريد. في رأينا إن عبارة تقول: “حزب سوري قومي اجتماعي واحد يتنكب قضية الأمة، وبقيادة واحدة، تخطط وتعمل باستمرار لانتصار غاية الحزب“، هي عبارة يمكن ان يلتف القوميون حولها.

ثانياً، إن القيادات القائمة هي في موضع المساءلة عن الوضع القائم، إنها العلّة وليست الحل. عليها تقييم النتائج واستخلاص العبر.

ثالثاً، للوصول إلى عبارة المستقبل يلزمنا مرحلة انتقالية تقودها مجموعة من القوميين من ذوي الرؤية والقدرة والأخلاق.

رابعاً، المطلوب هو الآلية التي يمكن أن توصل إلى هذه المرحلة الانتقالية.

رب سائل، وعن حق، وما هي هذه الآلية؟ في الواقع هذه هي النقطة الأصعب. ولكن لا جدوى من البحث فيها قبل الاتفاق على عبارة للمستقبل، وقبل إجراء التقييم والنقد المطلوبين. إن هذه الأفكار كل متماسك ولا يمكن استخدامها انتقائياً.

هذه بعض الاُفكار التي ولدت من وحي مناسبة عملية الويبمي. ذلك ان التمسك بالرمز، ومواجهة التحدي لا يكفيان. كذلك لا يكفي أن نقول ما نرفض. علينا الوصول إلى ما نريد.

نتمنى أن تساهم هذه الكلمات في الدفع إلى مراجعة نقدية صادقة وشاملة للخروج مما نحن فيه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram