افتتاحية صحيفة البناء
تثبيت وقف النار في عين الحلوة مع انتشار القوة المشتركة بين فتح وحماس في مناطق الاشتباكات/ الحراك القطري يضيف اسم زياد بارود إلى لائحة المرشحين لقطع الطريق على حوار التيار والحزب/ الجيش مستنفر على تخوم مزارع شبعا… وقوى الأمن توقف مطلق النار على السفارة الأميركية/
خطا وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة خطوة مهمة إلى الأمام بانتشار القوة المشتركة في مناطق خطوط التماس خلال الاشتباكات، والقوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح، وحركة حماس وعصبة الأنصار وعدد من الجماعات الإسلامية غير المنخرطة في الاشتباكات. ووفقاً لمصادر متابعة فإن الضغوط التي مارسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وشارك فيها حزب الله، وفرت المناخ المناسب لإعادة العمل المشترك بين فتح وحماس كنواة للانخراط الجامع فصائلياً في صيغة تفاهم فتح وحماس. والتفاهم يقوم على ثلاثة بنود، وقف النار وتسليم المطلوبين، وتكريس التعددية السياسية وبين الفصائل الفلسطينية، وعدم السعي لتحقيق أي مكاسب عسكرية بذريعة الأزمة.
رئاسياً، مع عودة نشاط الموفد القطري، أكدت مصادر نيابية أنه يقترح على مَن يلتقيهم مجموعة أسماء تضم قائد الجيش العماد جوزف عون والنائب نعمة افرام ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وقد أضيف مؤخراً اسم الوزير السابق زياد بارود. وقالت المصادر إن إضافة اسم بارود يعود الى أن جوهر مهمة الموفد القطري هو التشويش على مسار الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خشية أن يفتح نجاح الحوار الطريق لعبور رئاسة الجمهورية بنيل المرشح سليمان فرنجية الأغلبية اللازمة للفوز بالرئاسة، في جلسة لا يتمّ تعطيل النصاب فيها، بعدما انتبه القطريون أن وضع الأمور بين ثنائية سليمان فرنجية وقائد الجيش سترجّح كفة فرنجية بنظر التيار عبر المضي سريعاً في الحوار نحو نهاية إيجابية، بينما طرح أسماء سبق للتيار أن قام بطرحها، فسوف يعني إرباك مسار الحوار مع حزب الله لمراعاة فرضية فرصة مرشح ثالث قريب من التيار.
أمنياً، يواصل الجيش اللبناني تحركاته الجنوبية، خصوصاً في منطقة تخوم مزارع شبعا متصدياً، لكل الخروقات التي يقوم بها جيش الاحتلال، بينما أعلنت قوى الأمن الداخلي نجاحها بتوقيف مطلق النار على السفارة الأميركيّة.
لم تسجّل جولة الموفد القطري السرية على القيادات السياسية أي جديد في ظل ترقب لما سيقدّمه من مقترحات بديلة بعد سقوط طرحه أسماء لمرشحين من خارج المرشحين المعروفين بسبب رفض ثنائي حركة أمل وحزب الله الخيار الثالث وتمسكه بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما يستمرّ الموفد القطري بملء الوقت الضائع إلى حين وصول وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي مطلع الشهر المقبل بالتزامن مع زيارة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان الى لبنان.
ووفق معلومات “البناء” سيحاول الموفد القطري محمد الخليفي أن يستكمل ما يقوم به فهيم بن جاسم آل ثاني بإقناع القوى السياسية بالانتقال الى الخطة ب أي طرح أسماء لمرشحين يشكلون نقطة وصل بين القوى الثلاث: المعارضة والتيار الوطني الحر وفريق 8 آذار.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” الى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيجري جولة تقييم نهائية مع الموفد الفرنسي عند وصوله، ويتخذ الخطوة التالية ويقرّر بشأن الحوار، ولا تستبعد المصادر أن يدعو الرئيس بري الى جلسة لانتخاب الرئيس بحال تمّت عرقلت مبادرته للحوار في مجلس النواب.
ولفتت مصادر إعلامية الى أن “لائحة أسماء المرشحين الاربعة (العماد جوزيف عون واللواء الياس البيسري والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة افرام) وُضعت لتحاكي تطلعات بعض القوى السياسية، إلا أن شيئاً لم ينضج بعد في الداخل مع استمرارِ الاختلاف الكبير في مواقف القوى”.
وذكرت المصادر أن “جديد اللائحة المتداولة من القطري تَوجُّه أحد أفرادها وهو النائب نعمة افرام الى القاهرة صباح اليوم (امس) وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الرحلة ستحط رئاسياً في عاصمة أخرى أم أنها رحلة عمل”.
إلا أن أوساطاً مطلعة في فريق “الثنائي” تؤكد لـ”البناء” “التمسك بدعم ترشيح فرنجية والجميع بات على علم بأن لا تنازل ولا بحث بخيارات أخرى قبل الجلوس على طاولة الحوار”، مشيرة الى أن فرنجية لا يزال الرقم الصعب ويمتلك دعم كتل نيابية صلبة وثابتة وقد تتوسع بحال توافرت ظروف محلية أو خارجية وهناك كتل نيابية تدعم فرنجية لكن لا تستطيع الآن لحسابات واعتبارات معينة التصويت له، ولكن في مراحل مقبلة لن تتردّد بذلك. موضحة أن “تمسك الثنائي بدعم ترشيح فرنجية لا ينطلق من كيدية سياسية أو عناد سياسي، بل من اعتبارات وطنية تتعلق بمصلحة البلد وضرورة وصول رئيس يتمتع بمواصفات وطنية وسيادية قادرة على إنقاذ البلد والعمل بعيداً عن المصالح الشخصية ولا يرضخ للضغوط والإملاءات الخارجية، نريد رئيساً يقول لا لأي دولة تريد فرض شروطها على لبنان، رئيس لا يقبل بأي مخطط أو مشروع للتآمر على المقاومة وسلاحها ويتمتع بعلاقة جيدة مع الدولة السورية ويمتلك الجرأة للتواصل مع الحكومة السورية لإيجاد الحل لأزمة النازحين وإعادة تصحيح العلاقات مع سورية”، وأضافت الأوساط: “البلد بحاجة الى رئيس يضع التوجّه الى الشرق خياراً جدياً لمعالجة الأزمات التي استنزفت الاقتصاد اللبناني لا سيما أزمة الكهرباء، ويقف في وجه كل الضغوط لعرقلة استخراج الثروة الغازية والنفطية من البلوكات اللبنانية في المياه الإقليمية”، ولذلك شددت الأوساط على أن “دعم ترشيح فرنجية هو خيار استراتيجي وليس تكتيكياً بل له علاقة بمستقبل لبنان ومصيره ولا تنازل عنه، وأي كلام عن خيارات أخرى تبحث على طاولة الحوار ومستعدّون لذلك».
وفي سياق ذلك، جدد حزب الله تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. في السياق، أشار رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد خلال لقاء حواري سياسي، نظمته العلاقات العامة للحزب في بلدة بدنايل البقاعية، إلى أن “هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع تأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير فرنجية”.
وأكد أن “لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جدية في الحل للحرب على اليمن، وهذا ما علمناه من جهات متعددة، وهناك ملفات إنسانية لها علاقة بالأسرى والرواتب وفك الحصار والمطار والمرافئ، بالإضافة إلى ملفات سياسية لم يكشف عنها، فمحادثات وفد صنعاء الأخيرة في الرياض، تختلف عن سابقاتها”.
في غضون ذلك، لا تزال الأوساط الداخلية تتابع باهتمام وقلق شديدين ما أعلنه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ بأن “الظروف غير المؤاتية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم”. ولفت مصدر سياسي لـ”البناء” الى أن هذا الكلام كشف حقيقة الموقف الأميركي الذي يعمل بالتعاون مع الأوروبيين على عرقلة عودة النازحين الى بلادهم والعمل على إبقائهم في الدولة المضيفة ودمجهم فيها. وهذا ما قرره المجلس الأوروبي منذ أشهر قليلة”. أما السبب وفق المصدر فهو “إبقاء الأزمة مستمرة لاستنزاف الاقتصاد السوري واللبناني والضغط السياسي على الدولة السورية وعلى لبنان وتحويل المخيمات الى ورقة أمنية لإرباك حزب الله”، وحذر المصدر من أن “ربط عودة النازحين الى سورية بالحل السياسي في سورية، يعني تأجيل عودتهم الى سنوات طويلة الأمر الذي سيفاقم الأزمات في لبنان على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية”. وحمّل المصدر الحكومة اللبنانية ورئيسها بالدرجة الأولى مسؤولية المماطلة بمعالجة الأزمة قبل تفاقمها من خلال رفض التواصل الرسمي مع سورية على مستوى حكومة للتنسيق من أجل عودتهم وذلك استجابة للإملاءات الخارجية الأوروبية – الأميركية، كما حمّل القوى السياسية التي شجعت وسهلت دخول النازحين الى لبنان منذ العام 2013، وتساءل أي داتا المعلومات عن النازحين التي تسلمتها الحكومة والأجهزة من مفوضية شؤون اللاجئين؟ وهل فعلاً تمّ تسليمها؟ وأين أصبح تنفيذ القرارات الأخيرة التي اتخذها مجلس الوزراء في جلسته مطلع الشهر الحالي للحد من النزوح السوري الى لبنان؟
وفي سياق ذلك أشار المكتب السياسي لـ”حركة أمل”، الى أنه “أمام حالة الانسداد السياسي وإرباك الدول المعنية وعدم القدرة على صياغة موقفٍ موحّد في مقاربة الأزمة الوطنية ومواقف القوى الداخلية التي عطلّت فرص التواصل للوصول إلى حل مقبول، نرى أنه على جميع القوى التراجع عن المواقف المسبقة التي أوصلتنا إلى هذه الحالة وإدراك المخاطر الوجودية التي تواجه لبنان على المستويات كافة، لا سيما تحدي النزوح السوري وانعكاساته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في ظل غياب سياسة حكومية واضحة تبدأ من فتح تواصل مباشر ومركزي مع الحكومة السورية”.
على صعيد آخر، أنجزت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة أمس، انتشارها في مخيم عين الحلوة من دون اي اشكالات. وكان المخيم شهد قبل الظهر خطوة عملانية على طريق تنفيس الاحتقان الذي عاشه المخيم على اثر الاشتباكات الاخيرة التي شهدها تمثلت بانتشار القوة في منطقة الصفصاف – الرأس الأحمر – الطيري وسنترال البراق وهي مناطق كانت تعد خطوط تماس بين طرفي النزاع داخل المخيم “حركة فتح” “وتجمع الشباب المسلم” وشهدت أعنف الجولات القتالية بينهما.
وأكد قائد القوة المشتركة داخل المخيم اللواء محمود العجوري، أن “القوة المشتركة ممثلة من كل القوى الفلسطينية بمن فيهم حماس وعصبة الانصار والحركة الإسلامية المجاهدة، والجميع توافق على هذه الخطوة خلال اجتماع هيئة العمل الفلسطيني وبالطبع لدينا ضمانات لتنفيذ الانتشار دون حصول أي مشاكل اليوم”. أضاف “ان هذه الخطوة من شأنها سحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة وبالتالي تنفيس الاحتقان داخل المخيم وطمأنة الأهالي من اجل ضمان عودتهم الى المخيم”. وختم “ان هذا الامر سيتم استتباعه في وقت لاحق بالخطوة التالية، وهي إخلاء المدارس من المسلحين لتسليمها الى ادارة الاونروا، فيما يبقى ملف تسليم المطلوبين قيد المتابعة من أجل سحب كل فتائل التفجير وعودة الحياة الى طبيعتها داخل المخيم”.
ولفتت مصادر فلسطينية مواكبة للجهود السياسية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لـ”البناء” الى أن المساعي أثمرت بتوافق بين كافة الفصائل من بينها فتح على انتشار القوة الأمنية المشتركة كقوات فصل بين المتقاتلين ولديها صلاحيات بالتدخل لقمع أي محاولة لإطلاق النار أو التقدم من كلا الطرفين”، ولفتت الى أن تثبيت الاتفاق يتوقف على تعاون الجميع لا سيما فتح والمجموعات الإسلامية”، لأنها أكدت بأن قيادة فتح لا تزال تشترط وقف إطلاق النار بتسليم المطلوبين بمقتل الهرموشي والانسحاب من المدارس”. ولا تستبعد المصادر انفجاراً جديداً في المخيم في اي لحظة بحال لم يتم تسليم المطلوبين، كما تريد فتح.
في المقابل تشير مصادر حركة حماس لـ”البناء” الى أن لا وجود كبيراً للحركة في المخيم، بل يقتصر على دائرة معينة، وبالتالي ليست طرفاً في الاشتباكات بل لعبت دوراً هاماً في إطفاء النار لا سيما في الاتفاق الأخير لوقف النار أكان في اجتماع السفارة الفلسطينية أو الاجتماع في عين التينة مع الرئيس بري، موضحة أن حماس تلعب دور الوسيط بين المجموعات المتطرفة وبين فتح وتنسّق مع عصبة الأنصار والشباب المسلم بهدف إنهاء الاشتباكات وتسليم المطلوبين والانسحاب من المدارس. ولكن المشكلة وفق المصادر أن “بعض المطلوبين في مقتل الهرموشي يواجهون مذكرات توقيف من الدولة اللبنانية ويخشون أن يجري فتحها من قبل القضاء اللبناني، لذلك يترددون بتسليم أنفسهم ويطلبون ضمانات من الدولة اللبنانية بذلك”.
في شأن أمني آخر، أرجأت محكمة التمييز العسكرية جلسة محاكمة المتهمين في أحداث خلدة الى ١٦ تشرين الأول المقبل، وذلك بسبب تغيب المحامي أنطوان سعد وكيل الدفاع عن متهمين (٢) في الملف. وأرسل سعد محامياً متدرجاً مع العلم أن محكمة التمييز لا تقبل وكالة المحامين المتدرجين أمامها، وقد انتظرت المحكمة وصول سعد لمدة أربعين دقيقة تقريباً. وعندما وصل كانت الجلسة قد أرجئت. هذا التغيب، أثار امتعاضاً لدى الأهالي وبعض المحامين في الملف.
افتتاحية صحيفة الأخبار
إخبارات إلى القضاء: هكذا أفلس شبيب وعيتاني بلدية بيروت
وصلت بلديّة بيروت إلى حافة الإفلاس. ليس ذلك نتيجة الأزمة الماليّة فحسب، بل حصيلة «طبيعيّة» لعمليّة نهب ممنهجة استمرت سنواتٍ طويلة، «شفط» خلالها القيّمون على المجلس البلدي الأموال من دون حسيب ولا رقيب، إمّا مباشرة أو عبر سماسرة تغصّ بهم أروقة البلديّة، قبل أن يهجرها الجميع بعدما أُفرغت من أموالها قبل أن يأكل التضخم ما تبقّى
أكثر من 15 إخباراً إلى القضاء قدّمها ناشطون في حق محافظ بيروت السابق زياد شبيب (انتهت ولايته منذ أكثر من 3 سنوات) الذي يفترض أن يمثل أمام القضاء قريباً في أكثر من ملف، فيما «تنام» ملفات أخرى في أدراج قضاة أحيل بعضهم إلى التقاعد. الإخبارات، في حال صحتها، تجعل من شبيب أبرز مهندسي «إمبراطوريّة الهدر». كذلك، تطال إخبارات أخرى رئيس البلدية السابق جمال عيتاني الذي يبدو أنه كان «متنبّهاً» للأمر حين حاول، في الفترة الأخيرة قبل استقالته، إقناع المجلس بالتعاقد مع إحدى شركات المُحاسبة للتدقيق في حسابات البلديّة، وتدبير «إخراجٍ قانوني» للأموال التي هُدرت في عهده، ومن بينها، على سبيل المثال، مليون دولار لجمعيّة «Beasts» لإقامة حفل رأس السنة 2018/2019 وتزيين الشوارع ونصب شجرة الميلاد وتزيين الشوارع في عيد المولد النبوي عام 2018 وفي شهر رمضان 2019... وهي «مشاريع» لم يُنفّذ بعضها أساساً! فيما وقّع شبيب استثنائياً على صرف المبلغ لـ«Beasts» رغم عدم تقديم اللجنة التي عيّنها تقريراً بالموافقة على الصرف لعدم وجود مستندات تبرره!
وبحسب مستندات اطّلعت عليها «الأخبار»، أنفقت البلديّة خلال ثلاث سنوات، بين أيلول 2016 وتشرين الأوّل 2019، نحو 121 ملياراً و400 مليون ليرة (نحو 83 مليون دولار) على مشاريع نُفذت بشكل مخالف للقانون أو لم تنفّذ أساساً، ومنها قرار بمعالجة النفايات الصلبة بداية عام 2019 مقابل 29 مليار ليرة، وآخر في تموز 2017 برفع مستوى الخدمات في رأس بيروت مقابل 7 مليارات و700 مليون ليرة، ونحو 12 مليار ليرة دُفعت لشركة جهاد العرب لصيانة الأرصفة وتزفيت الطرقات نهاية عام 2016، والمبلغ نفسه للشركة نفسها في التاريخ نفسه لرفع مستوى الخدمات في منطقة صبرا وتأهيل البنى التحتيّة في بعض شوارع الطريق الجديدة، ومبلغ مُشابه لشركة «هايكون» التي يمتلكها عماد الخطيب (ترشح إلى انتخابات 2018 عن تيار المستقبل في منطقة مرجعيون) لرفع مستوى الخدمات في منطقة كرم الزيتون وبعض شوارع الأشرفيّة، و9 مليارات ليرة للشركة نفسها لتنفيذ مشروع زراعة شوارع المنطقة، بالإضافة إلى مليون و700 ألف دولار دُفعت للشركتين المتحدتين «رفيق الخوري وشركاه» و«Vladimir Djurovic» لدراسة مشروع تطوير الواجهة البحرية الممتدة من عين المريسة إلى الحمام العسكري والذي لم يُنفّذ!
لبنان يتهيّأ لـ«تشرين» ساخن
افتُتِح الأسبوع السياسي على مزيد من التأزيم في ظل المأزق الرئاسي الذي يبدو أنه سيُعمّر طويلاً قبل أن تحين الساعة الإقليمية والدولية. أما الداخل فلا يزال «مُشتبكاً» مع مقاطعة القوى المسيحية للحوار الذي ينوي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إليه بداية الشهر المقبل، إذ إن الدعوة قائمة، وفقَ ما أكّدت مصادر عين التينة، «إلا إذ بقي المعارضون على موقفهم، ساعتئذ يُمكن تأجيل الدعوة».
واشتدّت ملامح المأزق في الأيام السابقة مع تكرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الترحيب بالحوار لكن ضمن شروط، ما زاد من تشاؤم رئيس المجلس الذي تقول أوساطه إن «لا أحد يفهم ما يريده جبران».
وفيما يواصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني جولته في بيروت، قال مطّلعون إن «رئيس المجلس يبدي شكوكاً وارتياباً، وهو يعتبر أن كل ما يحصل هو لكسب الوقت»، فـ«أطراف الصراع الخارجيون، أي أميركا والسعودية وإيران، لم يتّفقوا بعد، لذلك لن نشهد أيّ متغيّرات حقيقية في الداخل»، فضلاً عن «المواقف الداخلية، حيث وضع البعض نفسه في موقع متقدّم من التصعيد يصعب معه التراجع». ويُنقل عن رئيس المجلس تأكيده أنه «لا يزال عند موقفه من الحوار وهو سيدعو إليه»، ويقول: «قلنا ما لدينا، فليقدّم الآخرون الأفكار بدلاً من السلبية التي يتعاطون بها».
الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري
بعد أسابيع الانشغال بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جاء دور الانشغال بزيارة الموفد القطري للأيام المقبلة حول وساطة، تارة يقال إنها مكمّلة لباريس وطوراً إنها مستقلّة عنها أو معاكسة لها. تناقضهما الأساسي ليس الأسلوب ولا مزاج الزائر ولا المتوخّى منها، بل ما في الجعبة
حدّد الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هدفاً واضحاً لمهمته في بيروت، والمفترض أنها ستحدد مصير زيارة وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي، في ضوء ما ستسفر عنه لقاءات الأيام المنصرمة وما سيليها. كَمَنَ هدف المهمة الجديدة في قصرها على الثنائييْن اللذين يمثلان العقبتين الفعليتين أمام انتخاب الرئيس والمتعذّر الاستغناء عنهما: الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي. الأول فريق واحد، يمثله الرئيس نبيه برّي وحزب الله، والثاني يتقاطع فريقاه مرحلياً على رفض انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية ولا يتفقان على أي أمر آخر سواه.
لم يزرْ آل ثاني سوى برّي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. هم المعنيون الوحيدون بمهمته الحالية الحصرية، إلى أن يتمكن من إحداث مفاجأة في وساطته تحمله بعد ذلك على توسيع نطاق لقاءاته. تعويله الفعلي على نجاحه - المتعذّر في أي حال - في إيجاد فجوة في الانقسام الدائر بين الثنائييْن المستعصييْن حتى إشعار آخر.
الموت «اختلس» هاني نقشبندي
أول من أمس، رحل الصحافي والكاتب السعودي المتنوّر (1963ـــ 2023) بشكل مفاجئ، تاركاً الوسط الثقافي والصحافي في ذهول. لعلّ روايته «اختلاس» تلخّص الخطوط الكبرى في مشروعه الروائي الذي طرح جملة من المحظورات الاجتماعية والسياسية في مناخ من الكوميديا السوداء، إلى جانب جدلية الحب والموت والبحث عن المعنى في الأزمنة الحديثة
«كثيراً ما كنت أشعر أن الحياة تكرّر نفسها من دون إرادة منّا. أتخيّل الله يهبنا الفرصة لإعادة اكتشاف أنفسنا، والتخلّص من خطايانا، لنصبح أكثر نقاء وقُرباً منه. لكنّ ذلك لا يأتي من دون الاعتراف بهذه الخطايا التي ستتكرّر بدورها إن بقينا مختبئين وراء الممنوع بلا سبب والحرام في غير حُرمة! ربما يشاركنا الآخرون في الخطايا نفسها. لكنّ دورنا ليس إصلاح ثقوب الكرة الأرضية، بل إصلاح ثقوبنا نحن وليُصلح الآخرون ثقوبهم. هي محاولة للعلاج إذاً، لكني لن أكون الطبيب هنا، بل لعلّني المريض أكثر مني الطبيب. وكلّي ثقة أنّ المريض هو أفضل طبيب لدائه. كلنا اليوم يختلس شيئاً من الآخَر: قبلة، نظرة، أو ابتسامة رغبة. وبالنسبة إليّ أنا، فقد اختلستُ روايتي من كلّ ذلك، وأيضاً من قصص امتزج فيها الواقع بالخيال فأصبحَت واقعاً محضاً، فمن قال إن تصف الواقع المحض ليس خيالاً محضاً؟». لعلّ هذه الأسطر التي صدّر بها الروائي السعودي الراحل هاني نقشبندي (1963ــــــ 2023) عمله الأبرز «اختلاس» (دار الساقي ــــــ 2007) تلخّص الخطوط الكبرى في المشروع الروائي للكاتب المتنور الذي بدأ مسيرته في الصحافة والإعلام منذ عام 1984، بعدما تنقّل في أكثر من صحيفة سعودية وترأس تحرير مجلات «سيدتي» و«المجلة» باللغة العربية في لندن. قدم أيضاً البرنامج التلفزيوني «حوار مع هاني» على شاشة تلفزيون «دبي» وكان أحد وجود قناة «المشهد» التي انطلقت في عام 2022 في دبي.
افتتاحية صحيفة النهار
الوساطة القطرية تتوغل في “حقل الألغام”
ليس من المغالاة ان تمثل “الحدث” الأبرز داخليا امس في قرار لمصرف لبنان يضمن المضي في توفير رواتب القطاع العام بتغطية “دولارية”، اذ ان مجمل الكلام “الطائر” فوق رؤوس اللبنانيين وعبر المنتديات الإعلامية في ملف الازمة الرئاسية بات اشبه بالمخدر الذي فقد مفعوله وسقط امام حاجات الناس المتعاظمة عند أبواب الخريف والشتاء كل بقايا صدقية الساسة والسياسيين. وليس أسوأ من تهاوي المشهد السياسي المتصل بالازمة الرئاسية وتداعياتها سوى معالم تهاوي الوساطات الخارجية تباعا، الواحدة تلو الأخرى، على غرار الانطباعات التي تسود الأوساط السياسية والديبلوماسية منذ أيام حيال ما بدأ يواجهه التحرك القطري بعد تهاوي الوساطة الفرنسية بما يوحي بخلاصات “مستعجلة” تحذر من التحاق الوساطة الثانية بمصير الأولى على رغم فوارق بينهما قد تكون لمصلحة إطالة الفرصة المفتوحة امام التحرك القطري اقله الى حين اتضاح الخيط الأبيض من الخيط الأسود في التنسيق المفترض بين دول #المجموعة الخماسية واي اتجاه ستسلكه تاليا “المهمة المعلقة” للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف #لودريان بعد الاجتماع الأخير الملتبس للمجموعة الخماسية في #نيويورك .
وطبقا لهذا الغموض التصاعدي في المشهد السياسي، عادت القضايا المتصلة بالواقع المالي والاجتماعي لتخرق هذا المشهد، اذ كان التطور البارز امس ان اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان خلص الى التوافق على استمرار مصرف لبنان بدفع رواتب القطاع العام بالدولار الأميركي على سعر صرف 85,500 أقلّه للشهرين المقبلين. ويأتي قرار المجلس المركزي انطلاقاً من أن نسبة الـ 5 في المئة التي يحصل عليها الموظف كفارق بين سعر صرف السوق (90 ألف ليرة) وبين الدولارات التي يؤمنها مصرف لبنان على سعر 85 الفا و500 ليرة تريح القطاع العام. إضافةً الى ذلك، فإن الفارق لا يعتبره مصرف لبنان خسارة لأنه يأخذ في الاعتبار عدم الضغط على الليرة في حال ضخت الرواتب بالسوق دفعة واحدة لشراء الدولار على نحو قد يهز استقرار سعر الصرف.
اما في المشهد السياسي فلم يطرأ أي تطور خارج الترقب والانتظار لبلورة نتائج التحرك الواسع الذي قام به الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الذي شارف على انهاء جولته التي شملت تقريبا جميع القيادات والقوى السياسية والحزبية من كل الاتجاهات. وإذ صار شبه مؤكد ان التحرك القطري يتركز حول الدفع نحو مرشح رئاسي توافقي ولو ان نوابا مطلعين نفوا بشدة تخلي الدوحة عن دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون، فان معلومات اشارت الى ان الموفد القطري عرض على قيادة “#حزب الله” العمل على تزكية مرشح شرط ان يكون “غير مستفز” لكل من الرياض وواشنطن. ولم يتلق الموفد القطري اي رد من الحزب على هذا الطرح سوى تكرار تأكيده التمسك بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية . كما ان الموفد القطري كان سمع الكلام نفسه من رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولكن تفيد المعلومات ان للدوحة رأيا اخر سمعه الثنائي الشيعي من موفدها وهو ان رئيس “تيار المردة” يواجه معارضة شديدة في الداخل والخارج وان مرد هذا الكلام يرجع الى خريطة توزع القوى في مجلس النواب وان ليس لديها مشكلة مع الرجل ولكن في حال انتخابه سيكون رئيسا لـ “تسيير ازمة” وسيستمر لبنان بهذه الحالة في المراوحة في ازماته المفتوحة. اما بالنسبة لبري فافادت المعلومات انه استمع الى اقتراحات الموفد القطري ولم يعط رأيه فيها لكنه لا يعترض على مساعدة الخارج ولا يرفضها بعد التطورات السلبية التي تواجه دعوته الى الحوار.
مواقف
في أي حال جدد “حزب الله” علنا امس تمسكه بترشيح فرنجية. وفي هذا السياق، أشار رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد خلال لقاء سياسي في بلدة بدنايل البقاعية، إلى أن ” هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى إنتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير فرنجية”.
في المقابل، برز موقف لافت لعضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله تعليقا على كلام نسب الى معاون الامين العام لـ” حزب الله” حسين الخليل أمام الموفد القطري أبو فهد بن جاسم آل ثاني من “ان مرشح الحزب أولاً وثانياً وثالثاً هو سليمان فرنجيه”، وقال عبد الله ان “الحزب الاشتراكي كان اول من دعا الى الحوار وتكلمنا بداية مع حزب الله ودعوناه الى الخروج من دائرة مرشح التحدي وما زلنا على موقفنا “. وأضاف: “نعتبر ان هناك فريقا آخر في لبنان يجب احترام رأيه والتسليم ان لا أحد يستطيع فرض رئيس في لبنان”، وسأل “هل يتحمل لبنان أجواء مرشح تحد؟ وحتى لو وصل هذا المرشح كيف سنشكل حكومة؟”، لافتا الى ان “اذا كان المطلوب حكومة إنقاذ سريعة بقرارات جريئة لتحافظ على ما تبقى من البلد، فهي بحاجة الى جو من التوافق الوطني”.
وسط هذه الاجواء، تصاعدت الترددات المتصلة بملف النزوح السوري وابرز ما سجل في هذا الاطار امس تعليق جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية” على ما أعلنه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ حول الظروف غير المؤاتية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم. وأكدت “القوات” في ردها ان “الامكانية باتت متوفرة لعودة السوريين المتواجدين في لبنان الى واحدة من المناطق السورية “التي توقف فيها القتال” ولفتت الى “إن عدد اللاجئين السوريين الفعليين والخائفين على حياتهم من النظام بات يعد بالآلاف مقارنة مع عدد المهاجرين السوريين غير الشرعيين والوافدين الجدد الذين بات مجموع عددهم يناهز المليون ونصف سوري متواجد على الاراضي اللبنانية بشكل غير قانوني وغير شرعي . ولا يمكن الشعب اللبناني انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين الى بلادهم، فالبنى التحتية معدومة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي والديموغرافي يرقى الى أزمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية”.
الاعتداء على السفارة
في سياق اخر افادت قوى الامن الداخلي عن عملية نوعيّة لشعبة المعلومات أسفرت عن توقيف المدعو م.خ (تولّد 1997/ لبناني) في محلة الكفاءات. الذي اعترف بقيامه باطلاق النار على السفارة الاميركية في عوكر.وقد تم ضبط السلاح المستعمل في العمليّة.التحقيق جار باشراف القضاء المختص
وكان مسلح اطلق النار على بعد حوالى 60 مترا من حرم السفارة العاشرة والدقيقة 37 ليلا من بندقية من نوع كلاشينكوف تركها في المكان مرمية على الارض مع مخزن السلاح المستعمل. واستبعدت هذه المصادر امكان التعرف الى وجه الفاعل نظرا الى الوقت الذي حصل فيه الحادث ليلا ومن مسافة بعيدة ، ويحتاج الى كاميرات مراقبة متطورة. واعتبرت ان ما ذكر عن تفاصيل الحادث لجهة خرق المسلح المكان هو من باب الاستنتاج. وكان التحقيق ترك شخصين اثنين من التابعية السورية لهرولتهما بعد الحادث بداعي الخوف بعد سماعهما اطلاق النار. وضبطت كاميرات مراقبة في محيط السفارة يتولى العمل عليها فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي . وكان القاضي عقيقي كلف جهاز المخابرات في الجيش التحقيق توصلا لمعرفة الفاعلين والمحرضين.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
مخيّم عين الحلوة أمام “الخيارات المرّة” بعد الانتشار المحدود لـ”القوّة المشتركة”
الدور القطري ينتظر شيئاً ما… من طهران
على الرغم من ضجيج الثنائي الشيعي رئاسياً، يمضي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني بكتمان في المبادرة التي انطلق بها بعد الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في نيويورك الأسبوع الماضي. وبحسب معلومات ديبلوماسية قريبة من «الخماسية»، فإنّ التحرك القطري ما زال في مرحلة استطلاع المواقف، ويحمل لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة الأولى، على رأسها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. لكن الموفد القطري، يحجم عن طرح الأسماء. وتشير المعلومات الى أنه إذا لم يتخلَ الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فمعنى ذلك «أنّ الحل الجدي لم يبدأ بعد البحث في احتمالات أخرى». وتؤكد أن التوصيف الفعلي للمبادرة القطرية هو أنّ الدوحة هي في موقع صلة وصل بين اللجنة الخماسية وايران. وقالت:» يبدو ان الدوحة تنتظر شيئاً ما من طهران».
ما هي الخلاصة مما سبق؟ أجابت المصادر الديبلوماسية بالآتي:
هناك ثلاثة تحديات أمام القطري، هي:
التحدي الأول – أن تصبح ايران جزءاً غير معلن من «الخماسية».
الثاني – أن ينتزع القطري من «الثنائي» تخلّيه عن مرشحه فرنجية.
الثالث – أن يصل القطري الى مرحلة طرح الاسم الذي سيرسو عليه السباق الرئاسي.
وبحسب قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب الله» فإن الموفد القطري «مدّد» إقامته في لبنان من أجل إجراء جولة جديدة من المشاورات.
من السياسة الى الأمن، شهد مخيم عين الحلوة أمس تطوراً هو الأول من نوعه منذ 55 يوماً بعد اندلاع الاشتباكات الدامية بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم»، وتمثل هذا التطور بانتشار «القوة الأمنية المشتركة» في بعض أرجاء المخيم.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ «نداء الوطن»، أنّ الانتشار جاء كخطوة من خطوات مسار معالجة الاشتباكات، بعد وقف إطلاق النار وتعزيز القوة الأمنية بالعناصر من مختلف القوى الفلسطينية، وستستكمل الانتشار في المناطق الأكثر حساسية سواء في حطين أو الطوارئ بعد إخلاء مدارس وكالة «الأونروا» من المسلحين.
وعلى خط موازٍ، علمت «نداء الوطن» أنّ «القوى الإسلامية» لم توقف مساعيها في قضية تسليم المطلوبين الذين يتحصنون في منطقة الطوارئ، وهي تواصل جهودها بسرّية وكتمان شديدين، آملة في الوصول إلى نتائج في المدى القريب دون أن تحدّد مهلاً زمنية.
وتعتبر الأوساط الفلسطينية أن التحدي الكبير يبقى في إخلاء مدارس «الأونروا»، وسحب المسلحين من الشوارع وإزالة الدشم والمتاريس والسواتر، والأهم في كيفية التعامل مع قضية المطلوبين المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. ورأت الأوساط نفسها أنه إذا فشلت مساعي تسليم المطلوبين، يكون المخيم أمام «الخيارات المرّة».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الكتمان يحيط بزيارة استطلاعية لموفد قطري إلى لبنان
«حزب الله»: متمسكون حتى الآن بترشيح فرنجية للرئاسة
تحاط زيارة يقوم بها موفد قطري إلى بيروت بكثير من التكتم، في حين لا تزال المواقف السياسية على حالها لناحية تمسك كل فريق بموقفه إن لجهة الحوار، بين الداعم والرافض له، أو لجهة دعم مرشح دون آخر.
وبعد خمسة أيام من وصول الموفد القطري إلى بيروت، لم يصدر حتى الساعة أي موقف رسمي عنه أو عن الذين التقاهم باستثناء بعض المعلومات التي أشارت إلى أن الجهود القطرية هي استطلاعية مترافقة مع طرح الانتقال إلى الخيار الثالث، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه يسير بإيجابية، لا سيما من جانب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) المتمسك حتى الآن بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في حين أعلن أكثر من طرف في المعارضة (التي كانت قد دعمت الوزير السابق جهاد أزعور) استعداده للانتقال إلى خيار جديد.
لقاءات القطري
وبحسب المعلومات، التقى الموفد القطري كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيسي حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، و«التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومعاون الأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، إضافة إلى مسؤولين أمنيين.
«الخماسية» تنصح اللبنانيين بالتوصل إلى «قواسم مشتركة» للرئيس العتيد
وجدد رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» إبراهيم أمين السيد تمسك فريقه بترشيح فرنجية. ولفت في لقاء حواري سياسي، في البقاع، إلى «أن هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج من جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية».
وردّ النائب بلال عبد الله (الحزب «التقدمي الاشتراكي») على موقف «حزب الله» والمعلومات التي أشارت إلى أن مسؤوليه أكدوا أمام الموفد القطري تمسكهم بفرنجية، مجدداً التأكيد على أن لبنان لا يحتمل مرشح تحد.
وينظر عبد الله بتشاؤم إلى المسار السياسي الذي يحيط بالانتخابات الرئاسية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الموفد القطري يقوم بلقاءات ومشاورات تمهيدية، وهو مشكور على جهوده كما الجهود الفرنسية وغيرها من الدول، لكن المشكلة تكمن في غياب الجهود اللبنانية، حيث لا يزال التصلب في المواقف على حاله»، مضيفاً «وهذا يعني أن الجهود الخارجية غير كافية». ويوضح: «المطلوب من الجميع خطوة إلى الوراء للتأسيس على أمر ما جديد علّنا نصل إلى حل يرضي الجميع».
بدوره، عدّ النائب رازي الحاج («القوات اللبنانية»)، أن «الأزمة الرئاسية لا تزال عالقة في المربع الأول بسبب تعنت فريق الممانعة المسؤول أيضاً عن تعطيل الدستور».
وقال في حديث إذاعي: «لن نقبل برئيس مرتهن لمحور الممانعة، ونحن لم نتمسك بأي مرشح، ولكننا إذا توافرت الظروف لوصول مرشح من المواصفات التي طرحناها، سننتخبه وسننتقل من مرشح إلى رئيس».
ورأى «أن مهمة الموفد القطري إقليمية أكثر منها داخلية، وهو يعتقد أنه باستطاعته إقناع الطرف الإيراني لارتباط الطرف الآخر، الذي يجاهر علناً بأنه جندي في ولاية الفقيه»، في إشارة إلى «حزب الله».
وجدد الحاج التأكيد على أن «القوات» يرفض فرض أعراف جديدة «ولا بفرض مرشح علينا من خارج مفاهيمنا السياسية، يكرس لبنان ساحة للصراعات التي يخوضها (حزب الله)»، وقال «لن نقبل بأن تكون الدعوة للحوار لذر الرماد في العيون».
ورأى أن «فريق الممانعة يستشعر التغييرات في المنطقة والمعركة الأساسية اليوم هل نسمح بسقوط لبنان بيد الممانعة؟»، مضيفاً: «نحن أمام خيارين، إما أن يتحول لبنان ساحة صراع وخراب، أو ليستعيد عافيته، ويستعيد دوره التاريخي، وهذان خياران لا ثالث لهما».
دريان – المشنوق
في إطار الجهود الرئاسية، قال النائب السابق نهاد المشنوق بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: إن الأخير «سيقوم بجهود جدية باتجاه جميع الأطراف، مكملة لجهوده التي بدأت حين التقى المبعوث الرئاسي الفرنسي مع النواب السنة في دارة السفير السعودي وليد بخاري الأسبوع الماضي، حيث كانت جلسة هادئة ومثمرة أكد خلالها إمكان التفاهم على موقف وطني موحّد يساعد على إنقاذ ما تبقى من الوطن».
ونقل المشنوق عن المفتي دعوته إلى التسريع في «إعادة تكوين السلطة وانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، وعدم تعريض اللبنانيين إلى مزيد من الانهيارات»، قائلاً: «إن سماحته يوصل هذه الدعوة إلى كل من يلتقيهم من أعضاء اللجنة الخماسية وممثلي الدول الخمس فيها، والأطراف اللبنانية التي تدعو إلى الحوار، وأولهم رئيس البرلمان نبيه بري».
في موازاة ذلك، عدّ المشنوق أن «المبادرة القطرية هي استكشاف للآراء أكثر مما هي قرار بالوقوف إلى جانب مرشح دون آخر»، وسماها «عملية استكشاف، يعود بعدها الجانب القطري إلى اللجنة الخماسية، وبعد الاستكشاف سيعرض القطريون نتائج جولتهم للخروج بخلاصات»، مضيفاً «لا أتوقع فشل أو نجاح المسعى القطري، لكنه سينجح في استكشاف مواقف الجميع بشكل جدي من سلة الأسماء التي يحملها
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : المسعى القطري صمت وسريّة: التوافق أولويّة… بري لـ”الجمهورية”: أدّيتُ قسطي للعُلى
بعدما انكفأت اللجنة الخماسيّة، وبعدما طارت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وبعدما قطعت الطريق على المبادرة الحواريّة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ودفعت اعتراضات واشتراطات بعض الأطراف منها برئيس المجلس الى طَيّ صفحتها بحيث باتت غير موجودة، تحوّلت كل الحواس السياسية الى رصد الحركة الصامتة التي يقوم بها الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني.
ظاهر الصورة الداخلية يوحي وكأنّ ثمّة مبادرة قطرية تمتلك من الزخم ما يمكّنها من اختراق جدار التعطيل الرئاسي الذي يُنهي بعد ايام قليلة شهره الحادي عشر، وتؤسّس الى حلّ يبعث الدخان الابيض من المدخنة الرئاسية. الا أن في باطن الصورة، وبناء على التجارب السابقة التي آلت كلها الى الفشل، تستوطن علامة استفهام كبرى حول ما اذا كانت هذه المبادرة محصّنة فعلاً وتستبطن افكاراً وطروحات جدية تجعلها تسري في هشيم التناقضات الداخلية، وتلقى التجاوب معها الذي ينجيها من ان تلقى المصير ذاته الذي انتهت اليه المساعي السابقة؟
نريد الخير للبنان
الموفد القطري يطبق على حركة لقاءاته كتمانا شديدا، ووطّن نفسه خلف جدار من الصمت. ويواصل مهمته داخل الغرف المغلقة، من دون ان تبدر منه ايّ اشارة ولو طفيفة تؤكّد تحليلات وسيناريوهات منجّمي الداخل، التي تسيل بالتوازي مع حركته. بل انّ مصدراً على صلة بحركة لقاءاته، وعندما استوضحته «الجمهورية» حول دقة ما قيل عن ان مهمة الموفد القطري محددة بطرح خيار رئاسي معيّن، اكتفى بالقول: «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، لسنا معنيين بالتعليق على ما ينشر او يقال». ثمّ استدرك وأضاف: «ما نريده هو الخير للبنان واهل لبنان، وإن شاء الله نصل وإيّاكم الى هذا الخير».
على انّ مرجعا مسؤولا مطلعا على تفاصيل المهمة القطرية أكد لـ«الجمهورية» انّ «الموفد القطري يحمل شيئا يبدو جديا، لن أدخل في تفاصيله».
وعما تردد أنّ هذا الطرح يمكن أن يعجّل بانتخاب رئيس للجمهورية خلال فترة قصيرة، قال المرجع: كما سبق وقلت، هناك شيء ما، ولكن لا نستطيع ان نصدر حكما مسبقا عليه. فالافضل أن ننتظر ما سينتهي اليه، وساعتئذ يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، وإن شاء الله نصل الى توافق. وحسناً فعل (الموفد القطري) بالتعتيم على حركته والسرية التي ينتهجها في لقاءاته ومداولاته بعيدا عن الاضواء فهذا يخدم مهمته، خلافاً للصخب السياسي والإعلامي الذي رافقَ مهمة لودريان، واغرق الداخل بتحليلات وقراءات مختلفة وطروحات مُختلقة، شَوّشت المزاج العام. وفي النتيجة غادر لودريان خائبا، حتى لا نقول اكثر من ذلك».
المهمة ليست سهلة
اللافت في هذا السياق ان بعض الاوساط قدمت زيارة الموفد القطري على انها تخدم حصرا وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى رئاسة الجمهورية، الا انّ مصادر سياسية واسعة الاطلاع ابلغت الى «الجمهورية» قولها ان هذا الامر ليس بجديد، ولنفرض ان ذلك صحيحاً، فهل في استطاعة قطر ان تجعله أمراً واقعاً لا بد منه، في واقع لبناني متمترس خلف بلوكات سياسية مختلفة عجزت كل المحاولات المحلية والخارجية عن ان تدفع بها نحو مساحات مشتركة او أن تحدث نقاط تقاطع في ما بينها»؟.
واذا كانت المصادر عينها تؤكد جازمة انّ مهمة الموفد القطري، وبمعزل عما يحمله من طروحات، ليست بالسهولة التي يفترضها البعض، فالانقسام الداخلي يُعيقها، فإنها في الوقت نفسه تُعرب عن رَيبتها مما سمّتها الروايات الوهمية غير البريئة التي تنسجها بعض المنصات السياسية وغير السياسية حول هذه المهمة. والتي تحاول أن تأخذها في الاتجاه الذي يخدم طروحات وتوجهات بعض اطراف الصراع الرئاسي. الا انّ معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» كشفت الوقائع التالية:
اولاً، برنامج تحرك ولقاءات وزيارات الموفد القطري محاط بسرية تامة، وحتى الآن، لم يعرف حقيقة من هي الشخصيات التي التقاها الموفد القطري، فقد قيل إنه التقى الرئيس نبيه بري في عين التينة قبل ايام قليلة، ويرجّح انه التقاه، الا انّ الرئيس بري لم يؤكّد او ينفِ حصول هذا اللقاء. وعندما سألته «الجمهورية»: يقال انك التقيت الموفد القطري؟ جاء جوابه مقتضباً: «فليقولوا ما يشاؤون». ولم يضف اي تفصيل آخر
لم يلتقِ رعد
ثانياً، حتى الآن، وخلافاً لما جرى ترويجه في الأيّام الأخيرة، فإنّ الموفد القطري تواصلَ مع «حزب الله» عبر لقاء أجراه بعيدا عن الاعلام مع المعاون السياسي لأمين عام الحزب الحاج حسين خليل، ولم يلتق في زيارته الحالية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. علماً انّ رعد سبق له ان التقاه في زيارته السابقة منذ نحو شهرين، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل اي تواصل، وحتى الآن لم يطلب الموفد القطري ايّ موعد للقاء رعد. مع الإشارة هنا الى ان زيارة بروتوكولية للتعارف قام بها السفير القطري الجديد في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني قبل ظهر امس، لمقرّ كتلة الوفاء للمقاومة حيث التقى النائب رعد. وكان حديث عام مُنعزل تماماً عن مهمة الموفد القطري، غلبت عليها مشاعر عاطفية أبداها السفير القطري تجاه لبنان، وتمنيات في ان يخرج من أزمته وينعم بالاستقرار والامان.
لرئيس بالتوافق
ثالثاً، بحسب ما تجمّع لدى مستويات سياسية مسؤولة حول مهمة الموفد القطري، فإنّ جوهر حركته في لبنان لا يتناول تسويق ايّ من المرشحين لرئاسة الجمهورية لا قائد الجيش ولا غيره. بل ان الاولوية التي يتحرك على اساسها، هي دفع اللبنانيين نحو التوافق على رئيس للجمهورية. وبالتالي، فإنّ حصر مهمة الموفد القطري ببند وحيد هو تحضير الارضية اللبنانية لفتح باب الرئاسة الاولى امام مرشّح معيّن، هو ظلم للمهمة وحكم مُسبق عليها بالفشل، فالقطريون من البداية كانوا متحمسين لقائد الجيش على اعتبار انهم افترضوا انه يشكل مرشّح اجماع عليه من قبل كل الاطراف، الا ان هذا الإجماع ليس متوفّراً، لا على قائد الجيش ولا على اي مرشّح آخر. وهذا الـ»لا اجماع» يقرأ بوضوح في مواقف الاطراف المحلية حول ايّ من الاسماء المدرجة في خانة الترشيح، وهذا المشهد الداخلي ليس خافياً عن القطريين. وبناء عليه، فمن الطبيعي أن يعدّل القطريون موقفهم، ولا يسعون الى تسويق مبادرة يدركون بأنها فاشلة سلفاً، ومن هنا يأتي سعيهم الى صياغة توافق بين اللبنانيين.
رابعاً، انّ الجدية التي يعتمدها الموفد القطري في التوجه نحو توافق لبناني، دفعت بعض المستويات السياسية الى افتراض انّ المسعى القطري الحالي، الى ان تضع في حسبانها ان هذا التوجّه له محطة لبنانية حالياً، وربما تكون له محطة قطرية تكمّله، حيث أن فكرة دعوة الاطراف الى حوار في الدوحة، وإن كانت غير مطروحة علناً حتى الآن، الا انها غير مستبعدة، على غرار ما حصل عشية انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في ايار 2008.
خامساً، وهنا الأساس، إنّ أيّاً من الأطراف السياسية المعنية بالملف الرئاسي لم يبدل موقفه، ولو قيد انملة، عن المواقف المعلنة منذ بدء ازمة الشغور الرئاسي، بل على العكس من ذلك، حيث ان التصلّب هو سيد الساحة، وفشلت كلّ المساعي والجهود التي سعت الى تليينها لتسهيل انتخاب رئيس الجمهورية. وهو الامر الذي يؤشّر الى بقاء الملف الرئاسي في دائرة التعطيل الى أجل بعيد، ريثما تنشأ ظروف محلية او خارجية، او قوة دفع غير منظورة حتى الآن، تفرض نفسها كصاحبة الامر الرئاسي في لحظة ما، وتلزم جميع الاطراف بالانصياع لها، والذهاب كرهاً الى انتخاب رئيس للجمهورية.
التوافق يعني الحوار
واذا كان هدف مهمة الموفد القطري هي خلق توافق بين اللبنانيين، فإنّ هذا التوافق يتطلب حواراً، والحوار كما بات معلوماً الطريق اليه مقطوعة. حيث ان هذه الاطراف نفسها عاكست كل المطالبات الخارجية التي حثّت على حوار لبناني لبناني، بدءاً من المبادرة الفرنسية وصولاً الى اللجنة الخماسية، وكذلك قد فشّلت كلّ المبادرات التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للجلوس على طاولة الحوار. فكيف يمكن بلوغ هذا التوافق إن كان طريق الحوار الذي يؤسّس لهذا التوافق مقطوعة، وبعض الاطراف رفعت سقف شروطها الرافضة لمثل هذا الحوار، الى مستوى لم يعد في استطاعتها النزول عن سقوفها؟
بري: أدّيتُ قسطي للعُلى
وسط هذه الاجواء، تدخل مهمة الموفد القطري كم يجرّب حظه، في حقل صعب ومعقد، مثقلة بانفراط اللجنة الخماسية، وتراجع المسعى الفرنسي، ووصول مبادرة بري لحوار السبعة ايام الى حائط مسدود جرّاء الاعتراضات المباشرة عليها من القوات اللبنانية وبعض حلفائها، والرفض المُغطّى باشتراطات من قبل التيار الوطني الحر.
الرئيس بري الذي ينتظر ما ستؤول اليه مهمة الموفد القطري، ويأمل ان يتوج كل مسعى لحل الازمة بما يمكنه من تحقيق الغاية المنشودة وانهاء الازمة القائمة. ابلغ الى «الجمهورية» ما يفيد أنّ مبادرته باتت غير موجودة، وقال ردا على سؤال: «لقد أديتُ قسطي للعُلى، وطرحت مبادرة الحوار ورفضوها، ولم يعد لديّ شيء، وليتفضّل من رفضوها ان يقدموا لنا بديلاً عنها، فهل يملكونه»؟!
أضاف: «هذه المبادرة كانت تشكل الفرصة الثمينة لتجاوز هذه الازمة، لا بل كانت تشكل المعبر الاسهل لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن خلالها فتحنا باب الحل الرئاسي، وحَدّدنا طريق الخلاص فأقفلوه. فقد كان في مقدورنا ان نجتمع، فإن توافقنا فهذا خير للبلد، وإن لم نتوافق، فلا يعني ذلك نهاية الطريق، بل في كلا الحالين ننزل الى مجلس النواب ونَحتكم الى صندوقة الاقتراع في جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة حتى نتمكّن من انتخاب رئيس للجمهوريّة، وليربح من يربح، ولكن مع الأسف عارضوها ورفضوا الحوار. اخشى انّ هناك من لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، بل واكثر من ذلك، لا يريد للأزمة ان تنتهي».
ورداً على سؤال حول المرحلة المقبلة وما قد تحمله من صعوبات: قال بري: «المؤسف انّ هناك مَن يتعمّد قطع كل طرق الحل الداخلي، وإن بقينا على هذا المنوال، فلا أرى في الافق اي انفراجات».
توقيف مُطلق النار على السفارة الأميركية
وليلاً، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان، بأن «عملية نوعيّة لشعبة المعلومات أسفرت عن توقيف المدعو م.خ (تولّد 1997/ لبناني) في محلة الكفاءات، والذي اعترف بقيامه بإطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر. وقد تم ضبط السلاح المستعمل في العمليّة». ولفتت الى أن «التحقيق جار بإشراف القضاء المختص».
الموقوف يدعى محمد مهدي حسين خليل وهو أطلق النار بعد إشكال سابق بينه وبين أمن السفارة على خلفية توصيل طعام. وهو يعمل في شركة توصيل خاصة.
وتبين في التحقيق أن خليل هو من أصحاب السوابق حيث كان قد أطلق النار في وقت سابق على مركز للأمن العام.
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
آلية تشاور جديدة لإنتقاء الرئيس.. والترياق القطري يجدِّد الرهانات
توقيف مطلق النار على السفارة الأميركية.. وعين الحلوة في الواجهة مجدداً
جددت اتصالات الموفد القطري جاسم فهد آل ثاني (أبو فهد) الرهانات على إمكانية الاقتراب من آلية جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة التشاور مع الكتل ورؤساء الأحزاب ومعاونيهم، على ان يبلور «خلاصة عملية» وفقاً لمصدر مطلع، يضعها بتصرف وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، الذي يعتزم زيارة لبنان، لإحداث «خرق ما» الشهر المقبل.
ولم يُعرف ما اذا كان ثمة صلة بين زيارة الوزير القطري، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي انقطعت الاخبار حول مهمته، وموعد مجيئه الى بيروت.
وفي المعلومات حول مهمة الموفد القطري، فإن جاسم آل ثاني (أبو فهد) قرَّر اعطاء فرصة اضافية لاتصالاته.
وحسب المعلومات إياها، فالموفد القطري، يثير مع رؤساء الكتل والأحزاب الذين يلتقيهم، الملاحظات على الاسماء المقترحة للرئاسة. (راجع «اللواء» امس)
وحسب خطة الوسيط القطري، فإن ما تتفق حوله غالبية الآراء، يمكن اعتماده، لدى «الخماسية الدولية»، تمهيداً للاتفاق على جلسة لانتخابه.
ولئن كان الرئيس نبيه بري يتابع الموقف ساعة بساعة، لا سيما مشاورات «أبو فهد» البعيدة عن الاضواء، فإن مصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي» على الرغم من اعلان التمسك بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، تعتقد ان «الإنفراج الاقليمي» وتعزيز الاتفاق الايراني – السعودي من شأنه أن يعزز فرص الانتقال الى اهتمام خاص بالوضع اللبناني، ويسمح «بحلحلة» أكيدة للمواقف، وصولاً الى الالتقاء عند «منتصف الطريق» من زاوية ان الرئيس يجب ان يُرضي طموحات اللبنانيين، ولا يشكل تحدياً لأي فريق او كتلة.
وتوقفت مصادر متابعة عند الكلام الذي قاله رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد من ان موقف الحزب «حتى الآن» هو دعم ترشيح فرنجية، مشيراً الى جدية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بايجاد حلّ للحرب في اليمن.
وكشف متابعون للحراك القطري لـ«اللواء» انه باقٍ في لبنان فترة طويلة حتى وصول الموفد الرسمي وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي والموفد الفرنسي جان إيف لودريان في شهر تشرين اول المقبل، ولذلك سيلتقي في فترة الانتظار مزيدا من القوى السياسية، لكن لم يحدد بعد موعد لقائه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الموجود خارج لبنان، وربما يلتقيه الاسبوع المقبل بعد عودته نهاية هذا الاسبوع، ما لم يلتقِ قبل ذلك وليد جنبلاط.
واشارت المصادر المتابعة الى ان اسماء المرشحين التي يتم تسريبها ليس بالضرورة ان تكون دقيقة، وربما كانت بهدف جس النبض او تمرير الوقت لحين إنضاج ظروف التوافق على اسم مرشح او اثنين لخوص الاستحقاق الرئاسي.
وفي تطور أمني بارز ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على مطلق النار على السفارة الأميركية في عوكر قبل أيام.
واشارت المعلومات إلى أن المتهم الموقوف لبناني، يبلغ من العمر 26 عاماً، ولا ينتمي الى اي جهة سياسية.
وأجرى وزير الداخلية القاضي بسام مولوي اتصالاً بالسفيرة الأميركية، وأبلغها بتوقيفه وانه يخضع للتحقيق.
الشامي وشيا والاصلاحات
على الصعيد المالي والاقتصادي، استقبل نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور سعادة الشامي، السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع نائبة البعثة والمستشار السياسي والاقتصادي. وتناول البحث «الوضع الاقتصادي ومسار الإصلاحات المطلوبة، وكذلك نتائج الزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولي وتقييم فريق الصندوق للوضع في ضوء البيان الذي صدر عند انتهاء مهمة البعثة».
واتفق الجانبان، وفق بيان لمكتب الشامي على «ضرورة السير بكل الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تضع لبنان على سكة التعافي، مما يسمح للمجتمع الدولي بمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الراهنة».
وعلى صعيد النزوح، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية «سام ويربيغ» ان الظروف غير مؤاتية بعد لعودة النازحين الى بلادهم.
وسارعت «القوات اللبنانية» الى الرد على الموقف الاميركي مشيرة الى ان مجموع الوافدين الجدد والمقيمين، بات يناهز المليون ونصف مليون سوري متواجد بصورة غير شرعية، محذرة من ازمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية.
القوة المشتركة تنشر في عين الحلوة
وعلى الارض، في مخيم عين الحلوة، وللحؤول دون تجدد الاشتباكات، انتشر ما يقرب من 165 عنصراً وضابطاً من القوة الفلسطينية المشتركة في النقاط الساخنة.
وأكد قائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري في بيان «ان جميع القوى الفلسطينية والاسلامية شاركت بهذه الخطوة والجميع باركها.وطمأن العجوري الى أنه «في حال نجحت هذه الخطوة ستستكمل بخطوات ثانية من اجل استتباب الامن والاستقرار في المخيم وعودة الاهالي الى احيائه».
وأعلن «انه بعد هذه الخطوة سيتم خلال 48 ساعة الاتفاق على اخلاء وانسحاب المسلحين من مدارس الاونروا، فيما يبقى ملف تسليم المطلوبين قيد المتابعة من اجل سحب كل فتائل التفجير وعودة الحياة الى طبيعتها داخل المخيم».
جنوباً، شق الجيشُ اللبناني طريقا في مزرعة بسطرة الحدودية بموازاةِ الطريقِ العسكري الذي شقه الجيش الاسرائيلي قبلَ أيامٍ في المنطقة، وسطَ استنفارٍ بينَ جنودِ العدو وحضورِ عناصرِ قواتِ اليونيفيل.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الرئاسة اللبنانيّة بين المحاولة القطريّة الحصريّة والدور الهام لفرنسا ن
جاح مساعي التهدئة في عين الحلوة بانتشار القوّة الأمنيّة… فهل يُسلّم التكفيريّون قتلة العرموشي؟
إنكشاف شبكات تهريب النازحين… هل يبحث بوحبيب مع دمشق إشراكها في وقف النزوح؟ – بولا مراد
لا صوت يعلو رئاسيا فوق صوت المساعي الفرنسية والقطرية، لاخراج الازمة التي اقتربت من اتمام عامها الاول من عنق الزجاجة. فقد سلمت معظم القوى اللبنانية بتعذر الحلول الداخلية، وبخاصة بعد وصول مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حائط مسدود، بعد اطاحة القوى المسيحية بها، وبالتحديد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي بعدما كان قد بعث باشارات اوحت بانه قد يشارك في أي دعوة يوجهها بري، عاد وتراجع عن ذلك بتبنيه موقف قوى المعارضة، التي اعلنت منذ البداية رفضها للحوار التقليدي الموسع، ومشاركتها في حوارات ثنائية او ثلاثية، على غرار تلك التي ادت الى التقاطع مع «الوطني الحر» على اسم جهاد أزعور. كما ان «القوات اللبنانية» لم تهضم «حوار بري»، معتبرة ان لا معنى له قبل انتخاب رئيس للجمهوريّة، وانه مخالف للدستور، وترفض تكريس أعراف جديدة على هذا المستوى.
الرئاسة رهن قطر
ورغم ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان قد يصل قبل الموفد الرسمي القطري، فان معظم القوى ما عادت تثق بقدرة الوسيط الفرنسي على تحقيق خرق في جدار الازمة، خاصة مع تأكيد اكثر من مصدر ان لا طرح لدى الفرنسيين، وهم يسوّقون انفسهم كطرف قادر ان يتواصل مع الجميع من دون ان يمتلك اي مفتاح للحل.
لكن مصادر متابعة للحراك الفرنسي اكدت لـ «الديار» ان «دور لودريان لم ينته بعد، رغم الخلافات القوية بين اعضاء «اللجنة الخماسية»، وسيستمر في مساعيه بتوجيه من الرئيس ايمانويل ماكرون».
واشارت المصادر الى «ان دخول قطر على الخط، لا يُلغي الدور الفرنسي الهام في العملية الرئاسية»، واكدت المصادر «انه لا يجب ابدا تخطي الدور التاريخي لفرنسا في لبنان».
وتقول مصادر مطلعة على المسعى القطري لـ «الديار»: «الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني حمل الى جانب اسم قائد الجيش اسمي النائب نعمة افرام والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. وهو يحاول ان يدقق في امكان ان يكون هناك تقاطع بين مختلف القوى اللبنانية على احد هذه الاسماء ليدفع بها قدما».
ويبدو بحسب المصادر ان «الثنائي الشيعي» متجاوب تماما مع المسعى القطري، وهو ما يطرح علامات استفهام حول ما اذا كان قد اصبح مستعدا للسير بمرشح غير مرشحه الرسمي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، رغم ان مسؤولي الحزب يكررون يوميا تمسكهم بمرشحهم.
ولعل ابرز ما يؤكد هذا التوجه، قول رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد يوم أمس، أن «هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج من جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية».
في وقت أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى أن «قطر ضمانة لحل الأزمة اللبنانية ويعَوَّل عليها الكثير»، واصفا الحركة الديبلوماسية القطرية النشطة تجاه لبنان بانها «بالغة الأهمية وتنطوي على دور إيجابي وفعال».
جولة مؤجلة في عين الحلوة؟
وقد خرق المشهد اللبناني يوم امس، تطور ايجابي في ملف مخيم «عين الحلوة»، اذ نجحت مساعي التهدئة في انتشار45 عنصرا وضابطا في موقعي حي الطيرة والبراق، اللذين شكلا خطي تماس في المعارك السابقة. ووصفت مصادر فلسطينية بارزة في المخيم الخطوة بـ «الممتازة»، معتبرة ان «المهم استكمالها بخروج المسلحين من المدارس، وتسليم قتلة القيادي الفتحاوي اللواء أبو أشرف العرموشي». واشارت المصادر لـ«الديار» الى ان «فتح اتخذت قرارا حاسما برفض الرضوخ لمبدأ العفو عما مضى اي عن قتلة قائدها، وهي ستعطي المساعي السلمية الوقت اللازم، ولكن اذا تبين لها انها دون جدوى، فهي ستسارع الى عمل امني او عسكري للاقتصاص من القتلة».
ولا تستبعد المصادر «اللجوء الى عمليات امنية نوعية ، في حال اعلن المتشددون رفضهم تسليم المرتكبين قد تكون اشبه بعمليات اغتيال مباشرة تستهدف هؤلاء تباعا»، وتضيف: «السكوت عن اغتيال العرموشي يعني اقرار «فتح» بضعفها، وبأن شوكتها قد كُسرت، وهو ما لن تقبله ايا كان الثمن».
أزمة النزوح
في هذا الوقت، عادت أزمة النزوح السوري لتنافس على الملفات الاساسية ذات الاهمية القصوى لبنانيا. وقد نجح الجيش اللبناني في كشف معظم شبكات تهريب النازحين، ولا يمر يوم الا ويحبط عملية تهريب عبر المعابر غير الشرعية، او يداهم اماكن يرصدها .
ولكن السؤال المطروح: هل سيبحث وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في دمشق كيفية مساعدة سوريا لوقف نزيف النزوح؟
واعتبرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان «كل ما يملكه لبنان للمواجهة في هذا الملف هو الصراخ، لكن ما دام لا قرار لدى المجتمع الدولي كما لدى الدولة السورية باعادة النازحين، فكل الصراخ سيذهب سدى». واضافت المصادر لـ «الديار»: «في وقت سابق هدد اكثر من مسؤول لبناني بفتح الحدود اللبنانية لهجرة النازحين الى اوروبا، لكن هل من يجرؤ حقيقة على التنفيذ؟؟ لو كان كذلك لكان الوضع مختلفا، ولحسبت اوروبا الف حساب قبل استكمال سياستها اللامبالية بوضع لبنان نتيجة النزوح، ولأغدقت عليه الاموال لعدم السماح بانتقالهم الى اراضيها».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
التحرّك القطري استكشافي ويحمل أسماء عون والبيسري وافرام وبارود؟
مع ان المبادرة الفرنسية تنحت لمصلحة القطرية التي تعمل في الظل حتى الساعة، يصر الثنائي امل –حزب الله على اعتبار حصانه رابحاً واسهم مرشحه سليمان فرنجية مرتفعة. هو يلعب على مختلف التناقضات ويستفيد منها في مجال اضاعة الوقت واختلاق اشكاليات سياسية تارة وامنية تارة اخرى للتعمية على دوره التعطيلي في انتخاب رئيس جمهورية مع دخول الشغور عامه الاول بعد نحو شهر مستفيدا من فشل الخارج حتى الآن في تحقيق خرق في جدار الازمة.
الا ان المحاولات هذه تقترب من نهايتها مع ملامسة الامن خطه الاحمر استنادا الى معطيات الميدان ومواقف الخارج التحذيرية، لا سيما امير قطر تميم بن حمد آل ثاني من على منبر الامم المتحدة حينما قال: “من المؤسف ان تطول معاناة الشعب اللبناني والخطر اصبح محدقا بمؤسسات الدولة ونؤكد ضرورة ايجاد حل للفراغ”، وقد اعقبته ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا باشارتها الى “ان الفراغ الرئاسي والمأزق السياسي والازمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية الممتدة، كلها عوامل تقوض قدرة مؤسسات الدولة على القيام بوظائفها مما يعمق الفقر وعدم المساواة ويعرض الاستقرار للخطر”.
على خط منع الانفجار تحركت قطر عبر موفدها الامني في بيروت أبو فهد بن جاسم آل ثاني في اطار مهمة انقاذية سريعة انطلق من خلالها في اتجاه القوى السياسية المؤثرة لا سيما الثنائي الشيعي وعدد من قادة الاحزاب المسيحية. فهل تنجح الدوحة حيث اخفقت باريس؟
“الحزب” وفرنجية
وفي وقت يواصل الموفد القطري اتصالاته ولقاءاته بعيدا من الاضواء، جدد حزب الله تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. في السياق، أشار رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد خلال لقاء حواري سياسي، نظمته العلاقات العامة للحزب في بلدة بدنايل البقاعية، إلى أن “ هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى إنتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير فرنجية”.
قدرة لبنان
في المقابل، علّق عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله على كلام معاون الامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل أمام الموفد القطري أبو فهد بن جاسم آل ثاني “ان مرشح الحزب أولاً وثانياً وثالثاً هو سليمان فرنجية”، وقال في حديث اذاعي “الحزب الاشتراكي كان اول من دعا الى الحوار وتكلمنا بداية مع حزب الله ودعوناه الى الخروج من دائرة مرشح التحدي وما زلنا على موقفنا”. أضاف: “نعتبر ان هناك فريقا آخر في لبنان يجب احترام رأيه والتسليم ان لا أحد يستطيع فرض رئيس في لبنان”، وسأل “هل يتحمل لبنان أجواء مرشح تحد؟ وحتى لو وصل هذا المرشح كيف سنشكل حكومة؟”، لافتا الى ان “اذا كان المطلوب حكومة إنقاذ سريعة بقرارات جريئة لتحافظ على ما تبقى من البلد، فهي بحاجة الى جو من التوافق الوطني”.
مسؤولية بري
من جانبه، أكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “الخلاف في الثقافة السياسية والمفاهيم والقناعات عميق جداً بين طرف الممانعة الذي يشل البلد، ويريد أن يكون بإمرته وإدارته وبين الفريق السيادي المعارض الذي لن يتراخى لأن أي تراخٍ يعني انتهاء لبنان”، معتبراً أن “من هذا المنطلق، المسؤولية في معظمها تقع على عاتق رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمتنع عن الالتزام بالدستور، وبمجرد الدعوة الى جلسة انتخابية بدورات متتالية، ننتخب رئيساً للجمهورية”. ورأى كرم في حديث صحافي أن “كل الأمور واردة، والمعركة كبيرة وعميقة جداً، لذلك، تتخذ أصداء اقليمية ودولية”.
مسار الاصلاحات
اقتصاديا، استقبل نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع نائبة البعثة والمستشار السياسي والاقتصادي. تناول البحث الوضع الاقتصادي ومسار الإصلاحات المطلوبة، وكذلك نتائج الزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولي وتقييم فريق الصندوق للوضع في ضوء البيان الذي صدر عند انتهاء مهمة البعثة. واتفق الجانبان، وفق بيان لمكتب الشامي على “ضرورة السير بكل الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تضع لبنان على سكة التعافي، مما يسمح للمجتمع الدولي بمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الراهنة”.
تعزيز امن عين الحلوة
امنيا، أنجزت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة امس انتشارها في مخيم عين الحلوة من دون اي اشكالات. وكان المخيم شهد عند الأولى من بعد الظهر، خطوة عملانية على طريق تنفيس الاحتقان الذي عاشه المخيم على اثر الاشتباكات الاخيرة التي شهدها تمثلت بانتشار القوة في منطقة الصفصاف – الرأس الاحمر – الطيري وسنترال البراق وهي مناطق كانت تعد خطوط تماس بين طرفي النزاع داخل المخيم “حركة فتح” “وتجمع الشباب المسلم” وشهدت اعنف الجولات القتالية بينهما. وأكد قائد القوة المشتركة داخل المخيم اللواء محمود العجوري، أن “القوة المشتركة ممثلة من كل القوى الفلسطينية بمن فيهم حماس وعصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة، والجميع توافق على هذه الخطوة خلال اجتماع هيئة العمل الفلسطيني وبالطبع لدينا ضمانات لتنفيذ الانتشار من دون حصول أي مشاكل اليوم”. أضاف “ان هذه الخطوة من شأنها سحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة وبالتالي تنفيس الاحتقان داخل المخيم وطمأنة الاهالي من اجل ضمان عودتهم الى المخيم”. وختم “ان هذا الامر سيتم استتباعه في وقت لاحق بالخطوة التالية، وهي اخلاء المدارس من المسلحين لتسليمها الى ادارة الاونروا، فيما يبقى ملف تسليم المطلوبين قيد المتابعة من اجل سحب كل فتائل التفجير وعودة الحياة الى طبيعتها داخل المخيم”.
سلة قطر
علمت “الشرق” ان الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني يحمل سلة اسماء مرشحين للرئاسة يستطلع مواقف الافرقاء منها، وتشمل قائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري، والنائب نعمت افرام، والوزير السابق زياد بارود.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :