الحرب الإعلاميّة على المقاومة: رواية "إسرائيليّة"... ترويج خليجي... وتبنّي داخلي

الحرب الإعلاميّة على المقاومة: رواية

 

Telegram

 

لا زال العدو الإسرائيلي يعتمد سياسة إثبات عجزه أمام الرأي العام داخل الكيان والعالم ولبنان، فهو في كل مرة يُؤكِّد أنه عاجز عن خوض أي حرب عسكرية ضد حزب الله، فيَستعيض عنها بشن حرب إعلامية، وبدل أن يُشوِّه من خلالها صورة المقاومة التي يهدف إليها، يُظهر صورته الحقيقية التي باتت مهزوزة داخلياً وخارجياً...


استبدل "الإسرائيلي" سياسة الفعل، برفع مستوى التهديدات بالقول فقط دون قدرة على التنفيذ، مُدعِّماً إياها بحملة تضليل إعلامية واسعة تُديرها غرفة عمليات واحدة، تنطلق من داخل الكيان مروراً بالإعلام الخليجي وصولاً الى اللبناني، الذي ينقل بعضه الرواية "الإسرائيلية" ويتبنّاها ويشارك بالحملة على المقاومة من حيث يَعلم، في مشهد يُظهِر جلياً توزيع وتقاسم الأدوار، يبدأ برواية "إسرائيلية" وترويج خليجي وتبنّي داخلي...


هذه المرة كانت حملة مزدوجة من الجنوب الى العاصمة بيروت، حيث تزامن الكلام من وزير الحرب "الإسرائيلي" عن إنشاء "ايران مطار الجبور في جنوب لبنان يبعد ٢٠ كيلومتراً عن الأراضي المحتلة"، باعتماد توصيف: "الأرض لبنانية، والسيطرة إيرانية، والهدف إسرائيل"، مع الخبر الذي نقلته قناة "الحدث" السعودية عن "استخدام مطار بيروت الدولي لتهريب أسلحة من ايران الى حزب الله"، كلام تبنّاه بعض الإعلام اللبناني، ونقَل التهديد "الإسرائيلي" بقصف المطار (الإعلام العبري)... واللافت أن المشترك بين هذين الخبريْن اتهام الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر وليس الإكتفاء بحزب الله، مما يَطرح علامات استفهام حول الهدف من ذلك:

- الهدف الأول من خلال اعتماد هذه السياسة التأثير على جزء من الرأي العام اللبناني، وتكرار فكرة أن المقاومة في لبنان هي إيرانية وليست لبنانية، تخدم أهداف ومصلحة ايران وليس لبنان، ولا يُخفى على أحد أن هذا الكلام تُردده شريحة لبنانية، ما يعني أنهم نجحوا الى حد ما بإدارة جزء من الرأي العام، بعمل منهجي يُصوِّب الأمور باتجاه معين من خلال نشر وقائع غير واقعية.

 

- الهدف الثاني من أجل الضغط على المقاومة ووضعها بموقع الدفاع عن النفس بشكل دائم بعد كل اتهام، وبذلك يكون "الإسرائيلي" عوّض ولو بشكل جزئي عن الحرب العسكرية، التي لا يستطيع خوضها ويعرف أن ثمنها يفوق قدرته.

ولا يُستبعد أن يكون هناك هدف ثالث دولي إقليمي، يُوضع في سياق الضغط الأميركي والخليجي على ايران من أجل المفاوضات، وهدف داخلي يصب في مصلحة فكرة يُروَّج لها دائماً، ألا وهي فتح مطار آخر في مكان لا يَخضع لسيطرة حزب الله وفق تعبيرهم...

وبهذه الإستراتيجية، نسيَ "الإسرائيلي" على ما يبدو انعكاس ما يقوله على الرأي العام داخل الكيان، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالحدود الجنوبية، فتزداد أزمته الداخلية وتكثر الأسئلة التشكيكية بقدرته على الرد والتي تُذكّره دائماً بعجزه، فالعدو يقف عاجزاً أمام خيمة، فكيف مطار يَعتبره الداخل بمثابة تجاوز خط أحمر كبير بالنسبة للكيان، ويعتبره قادة العدو تغييراً في المعادلات القائمة. فكيف سيُبرِّرون عدم ردّهم على ذلك لمستوطنيهم؟ وهل يكفي القول انهم يعملون على المستوى الإعلامي والديبلوماسي في مرحلة يعيش فيها الكيان أصعب أزماته، خاصة بعد أن انتقل تشريع تقليص تَدخُّل القضاء في الحكومة الى المحكمة العُليا، بفترة استطاعت أن تُخدِّر الشارع بانتظار القرار الذي سيَصدر عنها، إلا أن حتى "القرار" لن يكون الحل بحال صدر دون اتفاق، لأنه سيؤدي لأزمة دستورية، ويَخرج البعض ليقول إن هذه المحكمة ليست المرجعية لاتخاذ القرار، فتتعمق الأزمة أكثر على مستوى السلطة، ويُوضَع نتنياهو بموقع لا يستطيع فيه التراجع، لأن ذلك سيؤدي لخلاف داخل الحكومة، ولا يستطيع الإصرار عليه لأن ذلك سيؤدي لتعميق الخلاف مع المعارضة التي فقدت ثقتها به بشكل تام، واقع يُنذِر بإستحالة التوصّل الى تسوية بظل الإنقسام الداخلي العميق، ما يعني أن الإنفجار آتٍ لا محالة...


أما على مقلب المقاومة، فهي كعادتها تدرس كل خطوة، أحياناً تَختار الصمت وتترك "الإسرائيلي" يتخبّط بقلقه، وأحياناً ترد عندما ترى أن الوقت قد حان لوضع حدّ لكل هذا التمادي والتجنّي الذي يُقال بحقها، باعتبار أن في لبنان ليس هناك مَن يُحاسب وسيلة إعلامية على تضليلها، ولو كان ذلك يؤدي الى عدوان اسرائيلي على لبنان، فتأخذ المقاومة على عاتقها إظهار الصورة الحقيقية، خاصة عندما يتعلّق الأمر بمرفق رسمي كالذي قيل عن مطار بيروت الدولي، وما لهذا الإتهام من تداعيات على البلد بأكمله، كتغطية لأي عدوان اسرائيلي، فتَعتبر أن من مسؤوليتها دحض كل الأكاذيب التي يَمتهنها كل مَن يُعاديها...

إذاً... يُحاول العدو تحقيق نصر إعلامي يَعجز عنه ميدانياً، إلا أنه يَفشل في كل محاولة، ويُثبِت مُجدداً وبكل الميادين والوسائل ومن خلال كل ما يقوله ويدّعيه أنه بات أضعف من أي زمن مضى، يَبحث عن إنجازات وهمية بعد تعذّرها بالواقع، فيتنقل بين أزمته الداخلية وأزماته على مختلف الحدود، وتحديداً في جنوب لبنان، ليقف عند حدوده ويَسمع مُجدداً صدى العبارة التي قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ٢٣ عاماً... أن "اسرائيل هذه... أوهن من بيت العنكبوت"...

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram