توالت السنوات عليه ليس كالبرق ولا كالسهم بل كانت نهاراته مُرهقة ولياليه موحشة .
كان فادي ذلك الزوج الذي همّه الأول أن يعيش هو وعائلته بكرامة، وأن لا يمد يده للغريب ..
أثمر زواجهما ولدين ...
مشكلته الوحيدة انه كان لا يظهر الأسى ولا يشكو عيشه المرير.. نعم كنت أرى ذلك من خلال عينيه البارقتين اللتين تحبسان خلفهما دمعًا وحزنًا كما واستشعر ذلك من طراطيش كلماته .أنا ما أعرته اهتمامًا خاصًا او أطلقت عليه أحكامًا أو حتى خدشت رجولته أمامي.. لأنني لطالما قلت بأنه سيخبرني يوما ما بكل شيء.
كان يعمل أيام الأسبوع في عمله ضمن شركة معينه، وفي خواتيم الأسبوع معي (اخته) في عملي الجديد ..
إكتسبت مزيدًا من الوقت لأرقب تصرفاته وتحركاته وملامحه وأدق التفاصيل فيه..
وجدته طفلًا بجسم رجل وشيخًا حكيمًا بعقل شاب أربعيني.. وجدته كتومًا كي لا يزيد الطين بلة وفاصحًا عما يبدد هموم الآخرين او يزرع فيهم الأمل والأمان .
كل ذلك جعلني أشعر بفخر أمي لوحيدها فادي فقدّرت قوة تعلقها به وسامحت نفسي عن غيرتي منه.
فادي ذلك العامل الطيب والأخ الحنون والابن الذي يسعى للاستقلالية.. ذلك الذي بنى بيته من عرق جبينه ومساعدة المحبين له.. إضطر لأن يشهد أفظع الأمور وهو الزنا في بيته الزوجي وعلى فراشه..
فادي ولأكثر من مرة في الأشهر القليلة الماضية كان يشكو لي هجر زوجته جسديًا عنه.. تلك نفسها كانت تستقبل زوارها التي تريد وعشاقها فتحلل جسدها لهم وليس لزوجها..
وها نحن بأمر وأبشع الظروف ترسل لنا أخانا جثة متفحمة ومشوّهة..
ها نحن أمام صورة من أبشع الصور..
ها نحن أمام أمرأة لعوب زانية سفاحة مجرمة..
ماذا تركت لنا ماذا تركت لأب ثمانيني يبكي بكره؟؟؟
أنا لا اعترض حكم الله في موته بل ما يبكيني هو طريقة تخطيطها وتنفيذها للجريمة.
لعنة الله عليها ...لعنة الله على كل ام عاهرة..
على كل زوجة ماكرة مخادعة.. ما ذنب الاولاد يا ابنة الشيطان؟؟! ألم يربطكما ذكرى واحدة فقط ؟
ألم تناما على مخدة واحدة يوما؟ ألم تتقاسما الرغيف مرة؟؟؟
ما هذا يا ربي !؟ ما هذا؟!
لعنة الله عليها
نعم لأشد أنواع التعذيب
نعم لرجمها في ساحة البساتين وشنقها أمام الأعين
من قلب محروق
(أخته)
نسخ الرابط :