انطلقت قمة مجموعة “بريكس” الـ15، في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا أمس الثلاثاء، وينتظر أن يبحث قادتها توسيع العضويّة لتشمل مزيدًا من الدول، في حين استبعدت واشنطن تحوّل المجموعة إلى منافس جيوسياسي.
وناقش قادة المجموعة الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على السّاحة الدوليّة، فيما طالب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، دول “بريكس” بإجراء إصلاح جوهري في النظام المالي العالمي، مضيفًا أنّ: “المجموعة تُمثّل ربع الاقتصاد العالمي، وخُمس التبادلات التجارية، و40% من سكان العالم”. وأعلن رامافوزا أنّ بنك التنمية التابع لمجموعة “بريكس” مُستعدّ لمساعدة مختلف الدول، داعيًا رجال الأعمال إلى مدّ يد العون من أجل وضع أجندة للتنمية، تُخرج الجميع من قبضة الفقر.
ورحّب رامافوزا بالمستثمرين الأجانب، في البلدان الأفريقية، مشترطًا أن يقوموا بأعمالهم في أفريقيا، مشيرًا إلى أنّ لدى جنوب أفريقيا ثروات معدنيّة ضخمة، وهي محلّ جذب للمستثمرين والصناعيين. وأوضح أنّ المجتمعين في قمّة “بريكس” سيبحثون في مسألة توسيع عضويّة المجموعة.
بوتين: التخلّي عن الدولار عملةً عالميةً عمليّة لا رجعة عنها
من ناحيته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة مسجّلة، بُثت في افتتاح القمة: “إن “بريكس” تسير في طريقها لتلبية تطلعات “الأغلبية العالمية”. وأضاف بوتين أنّ: “الاستثمار الإجمالي لمجموعة “بريكس” ارتفع خلال العقد الفائت إلى الضعف، وبلغ 20% من الاستثمارات العالمية”، مشيرًا إلى أنّ: “التخلّي عن الدولار بصفته العملة العالميّة عمليّة لا رجعة عنها”.
وبيّن بوتين أنّ روسيا تفوّقت على ألمانيا من حيث تعادل القوّة الشرائيّة والحجم الاقتصادي، وهذا يُعَدّ مؤشرًا مهمًا، مضيفًا أنّ الوضع الحالي للميزانية في روسيا مُستقر وخالٍ من المخاطر. وأوضح بوتين أنّ بنك التنمية التابع لـ “بريكس” بات يُشكّل بديلاً من المؤسسات الغربية، ودعا دول المجموعة إلى مزيدٍ من التعاون لإيصال مصادر الطاقة إلى أنحاء العالم كلّه.
وشدّد الرئيس الروسي على أنّ الصادرات الروسية، من الحبوب إلى أفريقيا، استمرّت على الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو، مؤكدًا أنّ بلاده ستبقى موردًا موثوقًا به للغذاء لأفريقيا. وصرّح بأنّ موسكو مُستعدّة للعودة إلى اتفاق الحبوب، عندما تُستوفى التعهدات المتفق عليها تجاه روسيا.
وبيّن بوتين أنّه بالنسبة إلى روسيا، زاد حجم التجارة مع الشركاء في “بريكس”، بنسبة 40.5% وبلغ رقمًا قياسيًا يزيد عن 230 مليار دولار؛ وفي النصف الأول من هذا العام، مقارنةً بالمدة نفسها من العام 2022، زاد بنسبة 35.6%، ليصل إلى 134.7 مليار دولار.
مودي: “بريكس” تؤدي دورًا في إحداث توازن عالمي
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي :”إنّ مجموعة “بريكس” تؤدي دورًا مهمًا في إحداث توازن في ظلّ التقلبات العالمية”، مشيرًا إلى أنّ النمو الاقتصادي في الهند بلغ 5 تريليونات دولار. وكشف مودي أنّ :”الهند لديها ثلث الشركات التكنولوجيّة في العالم، ولا سيما في تكنولوجيا أشباه الموصلات”.
شي: “بريكس” تسعى لتعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء
بدوره، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمةٍ ألقاها، نيابةً عنه، وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، إنّ :”مجلس الأعمال في مجموعة “بريكس” يؤدي دورًا محوريًا في تعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء”. وشجّع الوزير الصيني، باسم الرئيس شي، نموذج “بريكس بلاس”، والذي يهدف إلى جعل النظام العالمي أكثر عدلًا وإنصافًا، لافتًا إلى أنّ أكثر من 20 دولة طرقت باب مجموعة “بريكس” من أجل الانضمام إليها. ورفض محاولة تأسيس تحالفات عسكرية، مبينًا أنّها ستسعى لزعزعة السلام والاستقرار العالميين.
وأعلن الوزير الصيني، باسم الرئيس شي، أنّ بكين لا تسعى لخوض أيّ “صراعٍ مع قوى كبرى”. وأضاف: “لا نُريد حربًا باردة جديدة، ولا كتلًا تتنازع فيما بينها، وإنما نريد الاستقرار والازدهار وهذا منطقُ التنمية الإنسانية”.
وتستضيف جنوب أفريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة “بريكس”، القمّة الـ15 للمنظمة، والتي تُقام في الفترة الممتدة بين 22 و24 آب/أغسطس الجاري. وتسعى مجموعة “بريكس” المكوّنة من: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، لمنافسة مجموعة الدول السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتّحدة).
ومجموعة “بريكس” هي تكتل دولي، تأسس في العام 2006 تحت اسم “بريك”، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، وتحوّل اسمها إلى “بريكس” العام 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها. وتهدف هذه المجموعة الدولية إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، على نحو يقلّل الاعتماد على الدولار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :