افتتحت وزارة الصحة العامة الاقسام الجديدة في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي الممولة من الدولة الايطالية، برعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض، وفي حضور السفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري، في مبنى المستشفى.
حضر الحفل الى جانب الابيض، النائبان: آلان عون وفادي علامة، المدير العام للمستشفى فريد صباغ، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل عدنان الجسر، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المدير العام لوزارة الصحة العامة فادي سنان، عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد موسى، القاضي وسيم ابي سعد، مديرة الوكالة الايطالية للتعاون والتنمية اليساندرا بيرماتيه وفريق عمل الوكالة، المديرون العامون وفريق عمل وزارة الصحة وفاعليات.
وبعد النشيد الوطني والنشيد الايطالي، القى صباغ كلمة، شكر في مستهلها وزير الصحة العامة على رعايته لهذا الحدث، وعلى "دعمه الدائم لمستشفى بعبدا الحكومي الجامعي ولكل المستشفيات الحكومية".وقال :"واخيرا جاء اليوم المنتظر لتسليم المرحلة الاخيرة من ترميم مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي. لا يسعنا الا ان نقدم كلمة شكر كبيرة من القلب الى دولة ايطاليا الممثلة بالسفيرة نيكوليتا بومباردييري على تمويلها ودعمها لعملية اعادة ترميم وتأهيل المستشفى وزيادة قدرته الاستيعابية الى مئة سرير مع كل ما يتطلبه من بنى تحتية تتناسب مع صفته الجامعية ونوعية الخدمات الطبية التي يقدمها. كما ونشكر مجلس الانماء والاعمار ورئيسه والمهندسين المسؤولين والمتعهدين والاستشاريين الذين نفذوا هذا المشروع والذي يتضمن ترميم وتوسيع اقسام الطب العام والجراحة والاطفال والطوارىء والاشعة والمختبر وجناح الاطباء المقيمين والمتمرنين والمعاينات الخارجية وقسم التنظير وقاعة المحاضرات".
وختم:" أخيرا، اشكر كل من ساعد على انجاز هذا المشروع واتمنى من دولة ايطاليا ان يستمر ويتوسع الدعم للمستشفى لزيادة مروحة خدماته الطبية واتمنى من الابيض الداعم دائما لنا مساعدتنا بمساهمة تشغيلية ليتسنى لنا تشغيل الاقسام الجديدة المسلمة وتوسيع القدرة الاستيعابية ليخدم اكثر عدد ممكن من المستفيدين كونه منذ العام 1902 بحسب الكتاب الذهبي وهو كتاب تاريخي هام جدا وكتب عليه منذ العام 1902 لتاريخ اليوم ونتمنى ان تضعوا عند خروجكم كلمة او فكرة عن المستشفى واود القول ان هذا المستشفى كان وسيبقى مستشفى محافظة جبل لبنان. نشكر حضوركم ودعمكم جميعا ودمتم للمصلحة العامة عاملين".
ثم القى الجسر كلمة، قال فيها: "نلتقي اليوم، لنحتفل بإنجاز العمل في مشروع تأهيل وتطوير مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي، هذا الصرح الذي استمر بتأدية خدماته للمواطنين حتى خلال اعمال التاهيل والتطوير وعلى الرغم من الظروف القاهرة التي عانى منها القطاع الصحي خلال السنوات الاخيرة ولا يزال. وتم تنفيذ هذا المشروع على ثلاث مراحل: انجزت الاولى عام 2017 والثانية عام 2019 والثالثة مطلع العام الماضي، وبقيت بعض الاشغال التي لم تنفذ لعدم توافر التمويل".
أضاف الجسر :"هذا المشروع لم يكن ليرى النور لولا مبادرة الحكومة الايطالية، مشكورة، لتامين هبة بقيمة حوالى 3 مليون يورو لتمويل مراحل المشروع الثلاث. مع الاشارة الى ان البنك الاسلامي للتنمية مول سابقا مشكورا اعمال تاهيل وتجهيز لاقسام من هذا المستشفى. كما كان لوزارة الصحة العامة ولادارة المستشفى الدور الاكبر في تأمين مستلزمات انجاح إنجاز هذا المشروع. فالشكر للوزارة ممثلة بالوزير الصديق الدكتور فراس الابيض وفريق عمله ولادارة المستشفى وعلى راسها الاستاذ فريد صباغ".
وختم:"اما الشكر الاكبر، فهو للدولة الايطالية ممثلة بالسفيرة نيكوليتا بومباردييري التي لم تأل جهدا، هي وفريق السفارة ووكالة التعاون الدولي من اجل انجاز هذا المشروع بافضل المواصفات. كما اود ان اشكر فريق عمل مجلس الانماء والاعمار وكلا من المتعهد والاستشاري على الجهود التي بذلوها. على أمل ان تكون مثل هذه المشاريع شموعا تضاء وسط هذا الظلام الذي يلف الوطن من كل الجهات".
بدورها، قالت السفيرة بومبارديير:"أتى الوقت لافتتاح مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي بصورة رسمية وتم الوصول الى هذه النتيجة الممتازة على الرغم من كل الصعوبات التي يمر بها لبنان. لقد تمت اعادة تاهيل المبنى الجديد من خلال هبة من الحكومة الايطالية بقيمة 3 مليون يورو وتمت زيادة سعة المستشفى من اربعين الى مائة سرير.وقد جرت عملية اعادة التاهيل على مدى ثلاث مراحل وكل مرحلة كانت لاعادة تاهيل طابقين وذلك لكي يبقى المستشفى في العمل وتقديم الخدمات الطبية".
وأشارت الى "ان نموذج التعاون بين ادارة مستشفى بعبدا ومجلس الانماء والاعمار والاستشاري ومنفذ الاعمال كان ناجحا جدا وقد سمحت اعمال اعادة التأهيل بان تتم في مراحلها كافة وان تتخذ كل الاجراءات والتدابير لتفادي ان يتم وقف العمل لاسيما في الاوقات العصيبة جدا التي شهدها لبنان في الاعوام الثلاثة الاخيرة خصوصا في ظل جائحة كورونا".
وتابعت:"لطالما التزمت ايطاليا دعم لبنان في بناء النظام الصحي من اجل ضمان الرعاية الصحية ذات الجودة للجميع وهذه احدى ركائز التعاون الايطالي في لبنان. ان الوصول الى الصحة هو حق للجميع وايطاليا تبقى ملتزمة في اطار مشاريع تهدف الى دعم النظام الصحي اللبناني الذي يعاني بشدة من الازمة الحالية. وتشكل اعادة تأهيل مستشفى بعبدا الحكومي خطوة ملموسة في اتجاه التغطية الصحية الشاملة وهي احدى اولويات الخطة الصحية الوطنية التي اطلقتها اخيرا وزارة الصحة العامة".
من جهته، قال الأبيض: "نجتمع اليوم، معا، في هذه المناسبة المهمة، للاحتفال باستلام الاقسام التي أعيد تأهيلها في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي بدعم من شركائنا في الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، وتنفيذ مجلس الانماء والاعمار".
وتابع: "هذه المبادرة،المدعومة بما يفوق ثلاثة ملايين يورو من الحكومة الإيطالية، تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين خدمات وزارة الصحة العامة في لبنان، وقد مكننا الصندوق من زيادة سعة أسرة المستشفى من 60 إلى 100 سريرا، وهي حاجة ملحة في هذه الأوقات العصيبة. وسوف يكون لنا في الايام القادمة لقاءات اخرى لافتتاح اقسام جديدة ومشاريع متعددة في مستشفيات حكومية اخرى، وان وزارة الصحة العامة جادة وحريصة على القطاع الاستشفائي العام، وعلى دعمه، و زيادة مقدراته و توسيع وتحسين خدماته".
واضاف:" يشكل دعم المستشفيات الحكومية وتوسعة خدماتها هدفا اساسيا للاستراتيجية الوطنية للصحة والتي اطلقتها وزارة الصحة في كانون الثاني الماضي، فالمستشفيات الحكومية لا تزال تثبت انها الملاذ الاول والاخير لمرضى الشرائح الهشة في مجتمعنا، وهي المؤسسات التي يعول عليها أوقات المحن، من أزمة مالية، او جائحة كورونا، او فاشية كوليرا".
وقال:"يخدم مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي عددا كبيرا من السكان الذين يعيشون في جبل لبنان وبيروت، وكثير منهم من الفئات الأكثر هشاشة في مجتمعنا. ولا يمكن التقليل من اهمية دور المستشفيات الحكومية في ضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية لهذه المجتمعات، وخاصة خلال الازمة المالية الخانقة التي نمر بها، وما تسببه وما نراه من تفاوت كبير بين قدرات شرائح المجتمع، وما نتج عن ذلك من عدم قدرة الكثيرين على الوصول الى ابسط حقوقهم من الخدمات الاساسية وخاصة الصحية. ونحن هنا لخدمة الناس، ولضمان حصول كل مواطن على خدمات رعاية صحية جيدة بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي".
وتابع :"تشكل العلاقة المميزة بين المستشفيات الحكومية والمؤسسات التعليمية، وعلى رأسها الجامعة اللبنانية، سببا آخر لدعم هذه المستشفيات، فأيضا، يشكل الاستثمار في اعداد وتدريب الكوادر الصحية والطبية هدفا أساسيا للاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي حددت النقص في الموارد البشرية في قطاع الصحة كاكبر تحد للقطاع الصحي مستقبلا. وهنا لا بد من ان نوجه تحية للكوادر الصحية و جميع العاملين في المستشفيات الحكومية على جهودهم المستمرة، ونأمل ان تصرف لمؤسساتهم المساعدات الاجتماعية هذا الاسبوع، كما وعدتنا وزارة المالية".
وقال :"تعود الشراكة بين وزارة الصحة العامة والوكالة الإيطالية للتعاون التنموي إلى عام 2000م. وقد ادت هذه الشراكة الى دعم القطاع الصحي في مختلف المجالات ، مثل إعادة تأهيل بنية تحتية لمؤسسات ومنشآت صحية، وتفعيل أقسام مستشفيات حكومية مثل قسم الطوارئ او المختبرات وغيرها، ودعم جهود التحول الرقمي في وزارة الصحة مثل مشروع تتبع الادوية Meditrack ، والتبرع بالأدوية وخاصة ادوية سرطان الاطفال، كما ودعم السياسات والخدمات لبرنامج الرعاية الصحية الأولية".
واردف: "في هذه الأوقات الصعبة ، حيث تواجه بلادنا أزمة متعددة الأبعاد ، فإن هذا الشعور بالتضامن والتعاون وخاصة مع شركائنا الدوليين مثل الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي هو الذي يوفر منارة للأمل. وهذا المسعى في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي هو خطوة ملموسة نحو هدفنا المتمثل في التغطية الصحية الشاملة ، بما يتماشى ايضا مع إستراتيجية الصحة الوطنية".
وختم: "الرعاية الصحية حق اساسي. ومن واجبنا والتزامنا ضمان تحقيق هذا الحق لجميع مواطنينا. اليوم ، نجدد التزامنا بهذه المهمة ، ونتقدم بخالص امتناننا للوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي لوقوفها معنا في هذه الرحلة.معا ، نبني لبنانا أكثر صحة".
ثم جال الحضور على الاقسام الجديدة واطلعوا على سير العمل فيها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :