شكّل الإعلان الرسمي عن عودة الحوار المباشر بين حزب الله والتيار الوطني الحر وعلى أعلى المستويات بعد قطيعة لأشهر، أهم تطور على صعيد المشهد السياسي الداخلي والذي قد يكون له تأثير مباشر على ملف الانتخابات الرئاسية ويتزامن مع الحراك المستمر للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وإنعقاد الاجتماع الخماسي للدول المهتمة بالشأن اللبناني ( قطر والسعودية وفرنسا واميركا ومصر) في الدوحة.
فما هي دلالات عودة الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله؟ وما هو تأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية؟ وهل سيؤدي الى إعادة تعزيز خيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو البحث عن خيار ثالث يرضي الطرفين؟ وما موقف الرئيس نبيه بري من هذه التطورات؟ وهل من علاقة لعودة الحوار مع الحراك الفرنسي والاجتماع الخماسي؟
تقول المصادر المطلعة على أجواء حزب الله والتيار الوطني الحر لـ "جسور" إن عودة الحوار بين الطرفين جاء بعد اقتناع بأن الاستمرار بالمواقف السابقة لن يوصل الى نتيجة، فلا الرفض المطلق لخيار فرنجية من قبل رئيس التيار جبران باسيل سيصل الى نتيجة، ولا تمسك الحزب بفرنجية وعدم الحوار حول خيارات أخرى سيفيد، بل ذلك أدى وسيؤدي الى نتائج سلبية عديدة وأهمها انتشار الأصوات المتشددة في البيئة المسيحية، ولذلك تقرر عودة الحوار بينهما من دون شروط مسبقة وفتح الباب للنقاش حول الخيارات ومن ضمنها فرنجية من دون إقفال الباب أمام الخيارات الاخرى التي قد يطرحها رئيس التيار الوطني جبران باسيل.
وعلى ضوء ذلك تقول المصادر إن الاتصالات بين الطرفين عادت الى وتيرة ايجابية وعقدت لقاءات حوارية مباشرة بين مسؤولي الطرفين وذلك تمهيدًا للبحث المعمق في الانتخابات الرئاسية وأن هذا الحوار قد يشكّل عنصرًا ايجابيًا وداعمًا لحراك المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان ودعم دعوته للحوار الوطني الشامل عندما يتم اتخاذ القرار حوله كما حرص الوزير باسيل على وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أجواء الحوار كي يلقى دعم بكركي في حال التوصل الى نتيجة ايجابية.
وتؤكد المصادر أن الرئيس بري يدعم عودة هذا الحوار وهو منفتح أيضا على اية نتائج قد يصل إليها ، خصوصا أن الرئيس بري قد بدأ التحضير عمليًا لإمكانية تبني خيارات أخرى غير فرنجية في حال حصل التوافق عليها، وهذا ما أشار اليه خلال لقائه وفد نقابة محرري الصحفيين اللبنانيين عندما دعا لعدم الممانعة من وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون في حال حصل التوافق حول ترشيحه للرئاسة وإن كانت بعض المصادر المطلعة على أجواء الرئيس بري تقول إن لديه العديد من الخيارات والأسماء في حال وصول ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الحائط المسدود وفي حال توصل الأطراف اللبنانية الى التوافق على شخصية بديلة.
وقد تزامنت عودة الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر مع عودة الحرارة القوية للعلاقة بين حركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي من خلال زيارة التهنئة التي قام بها وفد من حركة أمل لرئيس الحزب الجديد النائب تيمور جنبلاط ومن ثم قيام جنبلاط الابن بزيارة الرئيس نبيه بري على رأس وفد من الحزب التقدمي وإعلانه دعمه للحوار الداخلي للتوصل الى حل للأزمة الرئاسية.
إذاً، نحن أمام مرحلة جديدة من الحوارات الثنائية قد تمهّد الى نتائج ايجابية على صعيد الملف الرئاسي وفتح الباب أمام خيارات متعددة وعدم التمسك باسم معين، وقد تشكل التطورات الأمنية المتسارعة في جنوب لبنان مع العدو الصهيوني وكذلك الخوف من تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والخوف من الفراغ في قيادة الجيش اللبناني بعد انتهاء ولاية العماد جوزيف عون عوامل ضاغطة ومؤثرة على الأطراف اللبنانية للعودة الى الحوار الوطني والتوصل الى تفاهم حول الانتخابات الرئاسية.
فهل ستنجح هذه الحوارات في الوصول الى تفاهم جديد؟ أم ان الخلافات بين القوى اللبنانية ستبقي الأجواء مقفلة مما يعني المزيد من المخاوف من توترات أمنية والمزيد من الانهيار الاقتصادي والمالي؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :