حذرت اختصاصية تغذية من استهلاك هذه المقتطعات، وقالت: “الستيرويد مادة هرمونية يحقن بها الدجاج، خاصة في مناطق الرقبة والارجل والاجنحة لينمو بشكل سريع”
ليس فلسفة، ولا تذمرا او نفاقا او تهويلا، ولا أرقاما وهمية مبالغا فيها عن واقع الحال الذي وصل اليه الناس. بل ابعد من هذا كله، هو لسان حال الواقع الاقتصادي والحياتي والمعيشي بجزيئيات الأمور ووقائعها، بالإسهاب والشرح والتحليل، عسى ولعلّ ان يستفيق المسؤولون من غيبوبتهم، ويعوا وضع اللبنانيين الموجع والمزري على الصغار والكبار، حتى بات التوتر والاكتئاب والقلق والخوف من الغد، جزءا لا يتجزأ من يومياتهم، وصار يؤثر ف اعصابهم وقدرتهم وجلدهم على التحمّل.
اذلال المواطنين امام المستشفيات، الصيدليات، عند “الخضرجي” و “الدكنجي” واللحام، وامام محطات البنزين، وفي شراء أكثر المستلزمات ضرورة دون فائض ، لان الشراء غدا أصلا بالقطعة. حتى بات الناس ارتالا امام صندوق “السوبرماركات” يسألون عن السعر قبل الشراء، ويعيدون اصنافا أساسية لأنها تتجاوز قدرتهم على الدفع، وبعضهم يصل الى الصندوق ويطلب من المحاسب الا تتخطى فاتورته مبلغا معينا، لأنه كل ما يحمل في محفظته.
من المخجل والمعيب ان يقاسي الشعب، دون أدنى شعور بالمسؤولية من جانب ازلام الدولة المحصنين بودائع الشعب، وسرقة أموالهم على “عينك يا مواطن”، لا بل يعيشون حياتهم بشكل أكثر من طبيعي في قصورهم ذات البروج الشاهقة، ويتنعمون بما لذّ وطاب من المأكل والمشرب، ويتمتعون بالحياة لحظة بلحظة، والناس تتهافت على شراء بقايا طعام قد لا يصلح للحيوانات.
وفي هذا السياق، قال بسام عجاج لـ “الديار”، وهو صاحب مسلخ ومحلات لبيع الدجاج في منطقة البقاع الأوسط ، “ان أكثر من 80% من الناس يطلبون شراء “رقاب الدجاج”، وهذا الجزء كان يخصص لإطعام الكلاب والقطط، اليوم ازداد الطلب على شراء “الرقبة”، وبحسب السيدات اللواتي يشترينها، يتم طهوها مع الشوربة لإعطائها نكهة ومذاقا غنيا ليس الا، عدا ذلك ان هذا الجزء لا يحتوي على “السفينة” او لحم، بل كناية عن عظام فقط”.
الحالة ليست افضل في صيدا، فبحسب محمد وهو صاحب محل لبيع الدواجن المجمّدة، “انه بعد الازمة الاقتصادية بتنا نرى زبائن كانت أوضاعهم ميسورة ولا ينتقون الا النخبة من الفروج وصدور الدجاج، الا ان الأوضاع تبدلت اليوم مع انهيار قيمة العملة الوطنية امام سعر صرف الدولار، بحيث اضحى هؤلاء يشترون “أرجل الدجاج” و”القوانص”، وهي اجزاء كنا نرميها سابقا او يأتي من يأخذها الى حيواناته الاليفة من دون أي مقابل”.
اضاف: “نعاين الكثير من الحالات القاسية التي لم نكن نشهدها في لبنان من قبل، تخيّلوا ان هناك من يشتري العظام الرقيقة الفارغة من اللحم، فقط لتَنْكيه طعامه بها ولإضافة بعض المرق، او كما يقول لنا الأهالي “الزفرة” من اجل الأطفال الصغار”.
حذرت اختصاصية التغذية كاتيا قانصوه في حديث لـ “الديار” من استهلاك هذه المقتطعات، وقالت: “الستيرويد مادة هرمونية يحقن بها الدجاج، خاصة في مناطق الرقبة والارجل والاجنحة لينمو بشكل سريع خلال فترة زمنية قصيرة، مما يجعل تركيز هذه المادة كبير في هذه الاجزاء، ولهذا الهرمون اعراض خطرة ومثيرة للخوف، اذ يعمل على تسريع نمو الخلايا وتكاثرها لزيادة وزن الدجاجة”.
اضافت : “بينت الدراسات ان أثرها الأكثر خطورة على هرمونات النساء، هذا الى جانب الجلد الذي يعتبر مخزنا للدهون، والذي يؤثر سلبا في صحة القلب ويزيد من الكوليسترول الضار، كما يؤدي الى زيادة في الوزن”.
وعن اعراض هرمون الستيرويد، قالت قانصوه “لهذا الهرمون نتائج جانبية جسيمة على الجسم، واضراره كبيرة على الهرمونات الطبيعية الموجودة عادة عند النساء، مما يجعل الرحم عُرضة لظهور الأورام والتكيسات”.
واكدت “ان دراسة حديثة أظهرت ناحية من النواحي السيئة للحقن بهذه الهرمونات، فقد تبين ان النساء اللواتي يتناولن الدجاج وبكثرة خاصة الاجنحة والرقاب والارجل، ان أولادهم الذكور لديهم أعضاء تناسلية أصغر من الطبيعي. لذا على النساء تجنب تناول الدجاج المحقون بالستيرويد، والذي ينتج منه اضطراب في هرمونات الجسم، وهو ما يؤثر في نمو الجنين”.
واكدت قانصوه “ان أرجل الدجاج تحتوي على نسبة عالية من الكولاجين، وتتكون من نسيج ضام، وتضم الغضاريف والاوتار والعظام، التي تتوافر فيها كمية لا بأس بها من الفيتامينات، شرط ان تكون هذه الدجاجة قد نمت بشكل طبيعي، ولم تخضع الى عملية حقن بهرمون الستيرويد لان الضرر يكمن في جانبين: الأول النتائج السلبية على صحة الشخص جراء الحقن بهذا الهرمون، والثاني ان هذه الاجزاء تُقدّم مقلية ، مما قد يلغي أيا من فوائدها المحتملة التي تكون غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة (TFA)، والتي تضر بصحة القلب، وعلى وجه التحديد ترفع هذه الدهون من علامات الالتهاب، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، وكوليسترول (LDL) الضار مع تراجع الكوليسترول ((HDL الجيد، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين او تكدس الترسبات في الاوردة، والنوبات القلبية. ويرتبط TFA بمضاعفة خطر الإصابة بسرطان البروستات والثدي”.
واشارت الى أرجل الدجاج تفتقر الى النظافة، بحيث ان ذلك الجزء متسخ ويكون الجلد الذي يغطيها قد احترق بالأمونيا، وهو إشارة على وجود الاوساخ والجراثيم والقمامة والنفايات فيها، والتي تبدو كأنها مسامير متضخمة، وغالبا ما تنتج من وقوف الدجاج على فضلاتهم، وهذا وحده كفيل للإصابة بأمراض مختلفة منها: الإصابة ببكتيريا السالمونيلا التي من المحتمل ان تسبب التسمم الغذائي، أيضا التهاب في المسالك البولية، والأخطر زيادة فرص الإصابة بالسرطان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :