افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 1 كانون الأول 2020

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 1 كانون الأول 2020

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

إيران تعتبر لقاء نيوم لنتنياهو وبن سلمان ‏وبومبيو مرجعيّة قرار اغتيال شيخ ملفها ‏النوويّ النصف الثاني من كانون الأول فرصة لتحرّك المسار الحكوميّ بدعم فرنسيّ ‏أميركيّ / ربط نزاع حول ترسيم الحدود عند خط الناقورة... والمعركة حول ‏أنبوب الغاز

 

 

حسمت‎ ‎إيران‎ ‎قرارها‎ ‎بالردّ‎ ‎على‎ ‎عملية‎ ‎اغتيال‎ ‎شيخ‎ ‎ملفها‎ ‎النووي‎ ‎العالم‎ ‎الفيزيائي‎ ‎محسن‎ ‎فخري‎ ‎زادة،‎ ‎كما‎ ‎حسمت‎ ‎ما‎ ‎أعلنه‎ ‎وزير‎ ‎خارجيتها‎ ‎محمد‎ ‎جواد‎ ‎ظريف‎ ‎لجهة‎ ‎تحميل‎ ‎لقاء‎ ‎نيوم‎ ‎في‎ ‎السعودية‎ ‎الذي‎ ‎ضمّ‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎مايك‎ ‎بومبيو‎ ‎وولي‎ ‎العهد‎ ‎السعودي‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎سلمان‎ ‎ورئيس‎ ‎حكومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎بنيامين‎ ‎نتنياهو،‎ ‎مسؤولية‎ ‎قرار‎ ‎الاغتيال،‎ ‎وأجمع‎ ‎القادة‎ ‎الإيرانيون‎ ‎على‎ ‎ردّ‎ ‎يكون‎ ‎قوياً‎ ‎وحاسماً،‎ ‎ويطال‎ ‎معاقبة‎ ‎الذين‎ ‎نفذوا‎ ‎والذين‎ ‎خططوا‎ ‎والذين‎ ‎سهّلوا‎ ‎وتورّطوا‎ ‎ببعض‎ ‎الأدوار‎ ‎المساعدة،‎ ‎ما‎ ‎جعل‎ ‎المصادر‎ ‎الدبلوماسيّة‎ ‎المتابعة‎ ‎للتورط‎ ‎الناشئ‎ ‎بعد‎ ‎العملية‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎توقعات‎ ‎مقلقة‎ ‎من‎ ‎تداعيات‎ ‎تشمل‎ ‎اتساع‎ ‎دائرة‎ ‎التصعيد‎ ‎لتطال‎ ‎دول‎ ‎الخليج‎ ‎وكيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎على‎ ‎الأقل‎.‎


في‎ ‎لبنان‎ ‎محاولة‎ ‎لفهم‎ ‎علاقة‎ ‎تجميد‎ ‎المفاوضات‎ ‎الخاصة‎ ‎بترسيم‎ ‎الحدود،‎ ‎والتوتر‎ ‎الإقليمي،‎ ‎بعدما‎ ‎أعلن‎ ‎قادة‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎إلغاء‎ ‎جولة‎ ‎الغد‎ ‎المقرّرة‎ ‎لمواصلة‎ ‎المفاوضات،‎ ‎واستبدالها‎ ‎بمسعى‎ ‎أميركي‎ ‎على‎ ‎ضفتي‎ ‎التفاوض‎ ‎تحت‎ ‎عنوان‎ ‎السعي‎ ‎لتدوير‎ ‎الزوايا،‎ ‎فيما‎ ‎دعت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎لملف‎ ‎الغاز‎ ‎والصراعات‎ ‎التي‎ ‎تدور‎ ‎حوله‎ ‎في‎ ‎المنطقة،‎ ‎الى‎ ‎التوقف‎ ‎أمام‎ ‎الصراع‎ ‎الأعمق‎ ‎من‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎حول‎ ‎لبنان‎ ‎والمتصل‎ ‎بصراع‎ ‎الأنابيب‎ ‎التي‎ ‎تنقل‎ ‎الغاز‎ ‎من‎ ‎سواحل‎ ‎المتوسط‎ ‎الى‎ ‎أوروبا،‎ ‎حيث‎ ‎هناك‎ ‎الأنبوب‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎الأميركي‎ ‎الذي‎ ‎يضمّ‎ ‎مصر‎ ‎واليونان‎ ‎وقبرص‎ ‎وإيطاليا،‎ ‎ومقابله‎ ‎هناك‎ ‎الأنبوب‎ ‎الروسي‎ ‎الذي‎ ‎يمرّ‎ ‎في‎ ‎تركيا،‎ ‎والذي‎ ‎نجح‎ ‎الأتراك‎ ‎بحمايته‎ ‎من‎ ‎الأنبوب‎ ‎المسمّى‎ ‎بأنبوب‎ ‎بومبيو‎ ‎عبر‎ ‎ترسيم‎ ‎بحري‎ ‎تركي‎ ‎ليبي‎ ‎شطر‎ ‎المتوسط‎ ‎الى‎ ‎نصفين‎ ‎يستحيل‎ ‎العبور‎ ‎بينهما‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎موافقة‎ ‎تركية،‎ ‎وفيما‎ ‎يسعى‎ ‎الأميركيون‎ ‎لضمّ‎ ‎لبنان‎ ‎وثروات‎ ‎الغاز‎ ‎التي‎ ‎سيثبت‎ ‎حقوقه‎ ‎فيها‎ ‎عبر‎ ‎الترسيم‎ ‎الى‎ ‎أنبوب‎ ‎بومبيو،‎ ‎ويشكل‎ ‎دور‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎فيه‎ ‎عائقاً‎ ‎أمام‎ ‎شراكة‎ ‎لبنان‎ ‎يشتغل‎ ‎الروس‎ ‎على‎ ‎ضمّ‎ ‎الغاز‎ ‎اللبناني‎ ‎والسوري‎ ‎في‎ ‎المتوسط‎ ‎الى‎ ‎الأنبوب‎ ‎الروسيّ‎ ‎التركيّ‎. ‎وتقول‎ ‎المصادر‎ ‎طالما‎ ‎لم‎ ‎يبدأ‎ ‎التفاوض‎ ‎الروسي‎ ‎الأميركي‎ ‎حول‎ ‎أنابيب‎ ‎غاز‎ ‎المتوسط‎ ‎فالمفاوضات‎ ‎على‎ ‎الترسيم‎ ‎التي‎ ‎حققت‎ ‎للبنان‎ ‎تثبيت‎ ‎خطه‎ ‎المعتمد‎ ‎لتثبيت‎ ‎حقوقه‎ ‎كأساس‎ ‎للتفاوض،‎ ‎باتت‎ ‎تعبئة‎ ‎للوقت‎ ‎الضائع‎.‎


في‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي‎ ‎الذي‎ ‎يتوقع‎ ‎أن‎ ‎يشهد‎ ‎تحريكاً‎ ‎عبر‎ ‎تقديم‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎مسودة‎ ‎حكوميّة‎ ‎أوليّة‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون،‎ ‎لا‎ ‎توقعات‎ ‎بإحداث‎ ‎اختراقات‎ ‎جدّية‎ ‎قبل‎ ‎النصف‎ ‎الثاني‎ ‎من‎ ‎شهر‎ ‎كانون‎ ‎الأول‎ ‎الحالي،‎ ‎حيث‎ ‎يراهن‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماركون‎ ‎على‎ ‎تحويل‎ ‎الدعم‎ ‎الذي‎ ‎حصل‎ ‎عليه‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎الى‎ ‎سياسة‎ ‎فعلية‎ ‎عندما‎ ‎يكون‎ ‎المجمع‎ ‎الإنتخابي‎ ‎قد‎ ‎انعقد‎ ‎وأعلن‎ ‎فوز‎ ‎بايدن‎ ‎المرتقب،‎ ‎ووافق‎ ‎الرئيس‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎على‎ ‎إجراءات‎ ‎التسليم‎ ‎كما‎ ‎وعد،‎ ‎لتصير‎ ‎أيدي‎ ‎بايدن‎ ‎طليقة‎ ‎لترجمة‎ ‎سياساته‎ ‎الخارجية،‎ ‎بخطوات‎ ‎عملية‎ ‎في‎ ‎الملفات‎ ‎الساخنة،‎ ‎والتي‎ ‎إن‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎لبنان‎ ‎بينها‎ ‎أميركياً،‎ ‎ففرنسا‎ ‎تقع‎ ‎في‎ ‎طليعة‎ ‎الاهتمامات‎ ‎لإدارة‎ ‎بايدن،‎ ‎ولبنان‎ ‎بات‎ ‎آخر‎ ‎المواقع‎ ‎التي‎ ‎يتطلع‎ ‎إليها‎ ‎ماكرون‎ ‎لتجديد‎ ‎شباب‎ ‎الدور‎ ‎الفرنسي‎.‎


وعشية‎ ‎انعقاد‎ ‎المؤتمر‎ ‎الذي‎ ‎تستضيفه‎ ‎باريس‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎تقديم‎ ‎مساعدات‎ ‎انسانية‎ ‎للبنان،‎ ‎حركت‎ ‎التسريبات‎ ‎عن‎ ‎زيارة‎ ‎سيقوم‎ ‎بها‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎المياه‎ ‎الحكومية‎ ‎الراكدة‎.‎
فقد‎ ‎كشف‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎مصطفى‎ ‎علوش‎ ‎أمس،‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎سيزور‎ ‎بعبدا‎ ‎في‎ ‎الساعات‎ ‎القليلة‎ ‎المقبلة‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا،‎ ‎حيث‎ ‎سيقدّم‎ ‎رؤيته‎ ‎للحكومة‎ ‎العتيدة‎ ‎بالأسماء‎ ‎والحقائب،‎ ‎وهو‎ ‎بذلك‎ ‎يمارس‎ ‎دوره‎ ‎على‎ ‎أكمل‎ ‎وجه‎. ‎وأكد‎ ‎علوش‎ ‎أن‎ ‎الاتجاه‎ ‎نحو‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين،‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎تم‎ ‎الاتفاق‎ ‎عليه‎ ‎سابقاً‎ ‎في‎ ‎خطوطه‎ ‎العريضة‎.‎


وعن‎ ‎موقف‎ ‎ثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎قال‎: ‎‎"‎هذا‎ ‎أيضاً‎ ‎ما‎ ‎تمّ‎ ‎التفاهم‎ ‎بشأنه‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎"‎،‎ ‎مذكراً‎ ‎بأن‎ ‎الحريري‎ "‎لم‎ ‎يحاور‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎بهذه‎ ‎القضيّة‎ ‎بل‎ ‎اتفق‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎حول‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎".‎


وتردّد‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎كان‎ ‎يجري‎ ‎مروحة‎ ‎مشاورات‎ ‎واسعة‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎الإعلام‎ ‎خلال‎ ‎الأسبوع‎ ‎الماضي‎ ‎وقد‎ ‎تواصل‎ ‎مباشرة‎ ‎مع‎ ‎بعض‎ ‎القوى‎ ‎السياسيّة‎ ‎للاتفاق‎ ‎معها‎ ‎على‎ ‎أسماء‎ ‎ممثليها‎ ‎في‎ ‎الحكومة‎ ‎وشملت‎ ‎هذه‎ ‎القوى‎ ‎تيار‎ ‎المردة‎ ‎وحزب‎ ‎الطاشناق‎ ‎والحزب‎ ‎الاشتراكي‎ ‎أما‎ ‎الوزراء‎ ‎المسيحيين‎ ‎والسنة‎ ‎فسيحتفظ‎ ‎الحريري‎ ‎لنفسه‎ ‎بحق‎ ‎اختيارهم‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎التشاور‎ ‎مع‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎أما‎ ‎الحصة‎ ‎الشيعية‎ ‎فتم‎ ‎التوافق‎ ‎على‎ ‎ممثليها‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎بغياب‎ ‎أي‎ ‎تواصل‎ ‎مع‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎لكن‎ ‎مصادر‎ ‎عين‎ ‎التينة‎ ‎تتكتم‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎المعلومات‎.‎


لكن‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎أكدت‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎الفرنسيين‎ ‎نصحوا‎ ‎الحريري‎ ‎بالتريّث‎ ‎والتروي‎ ‎وأن‎ ‎لا‎ ‎يُقدِم‎ ‎على‎ ‎أي‎ ‎خطوة‎ ‎في‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎قبل‎ 12 ‎الشهر‎ ‎الحالي‎ ‎موعد‎ ‎اجتماع‎ ‎المجمع‎ ‎الانتخابي‎ ‎الاميركي،‎ ‎إذ‎ ‎إن‎ ‎اجتماع‎ ‎المجمع‎ ‎يحمل‎ ‎دلالات‎ ‎ومؤشرات‎ ‎بأن‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎ستشهد‎ ‎انتقالاً‎ ‎سلساً‎ ‎وسلمياً‎ ‎للحكم‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎ترامب‎ ‎وبايدن‎".‎


وشدّدت‎ ‎مصادر‎ ‎الثنائي‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎على‎ ‎أن‎ "‎الثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎لن‎ ‎يقبلا‎ ‎بأن‎ ‎يصادر‎ ‎أحد‎ ‎اختيار‎ ‎ممثليهما‎ ‎وحتى‎ ‎لو‎ ‎كان‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎"‎،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎التشاور‎ ‎والتوافق‎ ‎مع‎ ‎مختلف‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎". ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎في‎ ‎الأفق‎ ‎قبل‎ ‎انجلاء‎ ‎حقيقة‎ ‎التطورات‎ ‎الإقليمية‎ ‎وداخل‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎واتضاح‎ ‎المشهد‎ ‎الأميركي‎ ‎وموقع‎ ‎واشنطن‎ ‎المقبل‎ ‎وسياساتها‎ ‎على‎ ‎الساحة‎ ‎الدولية‎ ‎والإقليمية‎ ‎وتحديداً‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎الشرق‎ ‎الأوسط‎".‎


وأكدت‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎أن‎ ‎التشكيل‎ ‎يتم‎ ‎بالاتفاق‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ولا‎ ‎دور‎ ‎لأي‎ ‎طرف‎ ‎ثالث‎ ‎فيه‎. ‎وذلك‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎مكتبها‎ ‎الإعلامي‎ ‎نفت‎ ‎فيه‎ ‎أي‎ ‎دور‎ ‎لرئيس‎ "‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎" ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التشكيل‎"‎،‎ ‎مضيفة‎ "‎هذه‎ ‎المعلومات‎ ‎كاذبة‎ ‎ولا‎ ‎تمتّ‎ ‎الى‎ ‎الحقيقة‎ ‎بصلة،‎ ‎وهي‎ ‎تتكرّر‎ ‎من‎ ‎حين‎ ‎الى‎ ‎آخر‎ ‎وتعمم‎ ‎من‎ ‎وسيلة‎ ‎إعلامية‎ ‎الى‎ ‎أخرى‎ ‎بتنسيق‎ ‎واضح‎ ‎من‎ ‎جهات‎ ‎معروفة‎ ‎ولأهداف‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎خافية‎ ‎على‎ ‎أحد‎". ‎كما‎ ‎نفى‎ ‎مكتب‎ ‎باسيل‎ ‎هذه‎ ‎المعلومات‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ ‎التيار‎ ‎لم‎ ‎يطلب‎ ‎اي‎ ‎شرط‎ ‎بل‎ ‎طالب‎ ‎بوضع‎ ‎معيار‎ ‎موحّد‎ ‎لعملية‎ ‎التأليف‎.‎
وقللت‎ ‎مصادر‎ "‎البناء‎" ‎من‎ ‎اهمية‎ ‎الحملة‎ ‎الإعلامية‎ ‎التي‎ ‎تسوّق‎ ‎لمرحلة‎ ‎سوداء‎ ‎مقبلة‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎تترجم‎ ‎بانهيار‎ ‎اقتصادي‎ ‎ومالي‎ ‎ونقدي‎ ‎وفوضى‎ ‎اجتماعية‎ ‎ومجاعة،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎تضخيم‎ ‎الأزمات‎ ‎هي‎ "‎إحدى‎ ‎وسائل‎ ‎الضغط‎ ‎السياسي‎ ‎والإعلامي‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎ليرضخ‎ ‎للشروط‎ ‎والإملاءات‎ ‎الأميركية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎".‎


وذكرت‎ ‎صحيفة‎ "‎وول‎ ‎ستريت‎ ‎جورنال‎" ‎أن‎ ‎مسؤولين‎ ‎وديبلوماسيين‎ ‎في‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎الأميركية‎ ‎وغيرهم‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎إنفاذ‎ ‎القانون‎ ‎المالي‎ ‎والدبلوماسي‎ ‎يمارسون‎ ‎ضغوطًا‎ ‎على‎ ‎البنك‎ ‎المركزي‎ ‎اللبناني‎ ‎كجزء‎ ‎من‎ ‎حملة‎ ‎دوليّة‎ ‎لتهميش‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎المدعوم‎ ‎من‎ ‎إيران‎ ‎ومعارضة‎ ‎الفساد‎ ‎وتخفيف‎ ‎الأزمات‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والسياسية‎ ‎في‎ ‎البلاد‎.‎


وقال‎ ‎مسؤولون‎ ‎غربيون‎ ‎إن‎ ‎واشنطن‎ ‎وحلفاءها‎ ‎يطالبون‎ ‎منذ‎ ‎أشهر‎ ‎بإجراء‎ ‎تدقيق‎ ‎جنائي‎ ‎للبنك‎ ‎المركزي،‎ ‎ويعتقدون‎ ‎أنه‎ ‎قد‎ ‎يكشف‎ ‎عن‎ ‎أدلة‎ ‎على‎ ‎غسل‎ ‎الأموال‎ ‎والفساد‎ ‎وعلاقات‎ ‎كبار‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎بحزب‎ ‎الله‎.‎


وفي‎ ‎سياق‎ ‎ذلك،‎ ‎أرجأت‎ ‎جلسة‎ ‎مفاوضات‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎البحريّة‎ ‎بين‎ ‎لبنان‎ ‎والعدو‎ ‎الاسرائيلي‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎مقرّرة‎ ‎غداً‎ ‎الأربعاء‎ ‎في‎ ‎الناقورة‎. ‎وبحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فإن‎ ‎لبنان‎ ‎تبلّغ‎ ‎رسمياً‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎الأميركي‎ ‎المفاوض‎ ‎جون‎ ‎دو‎ ‎روشيه‎ ‎سيحضر‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎للقاء‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎. ‎وقالت‎ ‎مصادر‎ ‎معنية‎ ‎بمفاوضات‎ ‎الترسيم‎ ‎إنها‎ "‎أرجئت‎ ‎الى‎ ‎إشعار‎ ‎آخر‎ ‎بعدما‎ ‎وصلت‎ ‎الأمور‎ ‎الى‎ ‎نقطة‎ ‎تحتاج‎ ‎الى‎ ‎وساطة‎ ‎لإعادة‎ ‎إطلاقها‎". ‎واضافت‎ "‎رئيس‎ ‎الوفد‎ ‎الاميركي‎ ‎سيسعى‎ ‎مع‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎لخفض‎ ‎سقف‎ ‎الشروط‎ ‎المتصلة‎ ‎بالمساحة‎ ‎المتنازع‎ ‎عليها‎".‎


أما‎ ‎أسباب‎ ‎التأجيل‎ ‎برأي‎ ‎أوساط‎ ‎متابعة‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎تعود‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ "‎الاسرائيلي‎ ‎ومعه‎ ‎الاميركي‎ ‎ظن‎ ‎بأنه‎ ‎سيذهب‎ ‎الى‎ ‎الناقورة‎ ‎في‎ ‎رحلة‎ ‎الى‎ ‎حديقة‎ ‎يقطف‎ ‎منها‎ ‎الزهرة‎ ‎التي‎ ‎يريد‎ ‎ويعود‎ ‎سالماً،‎ ‎لكنه‎ ‎ذهب‎ ‎خلاف‎ ‎ما‎ ‎توقع‎ ‎ووجد‎ ‎في‎ ‎الناقورة‎ ‎موقفاً‎ ‎لبنانياً‎ ‎لا‎ ‎يتأثر‎ ‎بالانهيار‎ ‎النقدي‎ ‎والمالي‎ ‎الاقتصادي‎ ‎القائم‎ ‎ولا‎ ‎بالعقوبات‎ ‎على‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎ولا‎ ‎بالضغط‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎بل‎ ‎وجد‎ ‎وفداً‎ ‎يعمل‎ ‎بتوجيهات‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والدولة‎ ‎اللبنانية‎"‎،‎ ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎‎"‎الوفد‎ ‎أعاد‎ ‎الاعتبار‎ ‎للوثائق‎ ‎المرجعية‎ ‎الثلاث‎ ‎وهي‎ ‎اتفاقية‎ ‎بول‎ ‎نيو‎ ‎كامب‎ ‎واتفاقية‎ ‎الهدنة‎ ‎وقانون‎ ‎البحار،‎ ‎كما‎ ‎عمل‎ ‎الوفد‎ ‎على‎ ‎تثبيت‎ ‎نقطة‎ ‎الأساس‎ ‎على‎ ‎البر‎ ‎كمنطلق‎ ‎للتوجّه‎ ‎نحو‎ ‎البحر‎ ‎كما‎ ‎استعان‎ ‎لبنان‎ ‎بأعلى‎ ‎التقنيات‎ ‎والخبرات‎ ‎القانونية‎ ‎ليفسروا‎ ‎تأثير‎ ‎الجزيرة‎ ‎البحرية‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎الوسط‎ ‎وكل‎ ‎ذلك‎ ‎فاجأ‎ "‎إسرائيل‎" ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تعتقد‎ ‎أن‎ ‎طرحها‎ ‎للجزيرة‎ ‎كنقطة‎ ‎انطلاق‎ ‎بحريّة‎ ‎سيؤدي‎ ‎الى‎ ‎قضم‎ ‎أراضٍ‎ ‎لبنانية‎ ‎بمساحة‎ 1430 ‎كلم‎ ‎مربع،‎ ‎ولكن‎ ‎لم‎ ‎يحصل‎ ‎ذلك‎".‎


وتوقعت‎ ‎الأوساط‎ ‎مفاوضات‎ ‎صعبة‎ ‎وشاقة‎ ‎مع‎ ‎الاسرائيلي‎ ‎الذي‎ ‎يقف‎ ‎بين‎ ‎موقعين‎ ‎وخيارين‎ ‎إما‎ ‎أن‎ ‎ينتزع‎ ‎ما‎ ‎يريد‎ ‎من‎ ‎المفاوضات‎ ‎وإما‎ ‎ينسحب‎ ‎منها‎". ‎لكن‎ ‎لبنان‎ ‎برأي‎ ‎الأوساط‎ ‎بكافة‎ ‎الأحوال‎ ‎يستند‎ ‎على‎ ‎ثلاثة‎ ‎مرتكزات‎ ‎قوة‎: ‎الأولى،‎ ‎موقف‎ ‎الدولة‎ ‎المتمثل‎ ‎بموقف‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الحاسم‎ ‎وبالمرجعيات‎ ‎الدولية‎ ‎القانونية‎ ‎وبقوة‎ ‎المقاومة‎ ‎وسلاحها‎ ‎القادر‎ ‎على‎ ‎حماية‎ ‎المفاوض‎ ‎والارض‎ ‎والحدود‎ ‎من‎ ‎أي‎ ‎عدوان‎ ‎وقرصنة‎ ‎اسرائيلية‎".‎


وربطت‎ ‎الأوساط‎ ‎ما‎ ‎بين‎ ‎إرجاء‎ ‎المفاوضات‎ ‎وبين‎ ‎التصعيد‎ ‎الاسرائيلي‎ ‎الايراني‎ ‎بعد‎ ‎اغتيال‎ ‎العالم‎ ‎النووي‎ ‎الايراني،‎ ‎إذ‎ ‎شعرت‎ "‎اسرائيل‎" ‎بفائض‎ ‎من‎ ‎القوة‎ ‎وأرسلت‎ ‎رسالة‎ ‎تصعيد‎ ‎باتجاه‎ ‎لبنان‎ ‎مفادها‎ ‎بأنها‎ ‎تفاوض‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎قوة‎ ‎فرضتها‎ ‎وقائع‎ ‎ميدانيّة‎ ‎جديدة‎ ‎على‎ ‎الارض،‎ ‎وبالتالي‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎تقديم‎ ‎تنازلات‎ ‎وإما‎ ‎إلغاء‎ ‎المفاوضات‎ ‎أو‎ ‎تجميدها‎".‎


ودانت‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎اللبنانية‎ ‎جريمة‎ ‎اغتيال‎ ‎العالم‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني‎ ‎محسن‎ ‎فخري‎ ‎زادة،‎ ‎ودعت‎ ‎جميع‎ ‎الأطراف‎ ‎إلى‎ ‎ممارسة‎ ‎أقصى‎ ‎درجات‎ ‎ضبط‎ ‎النفس‎ ‎تفادياً‎ ‎للانزلاق‎ ‎نحو‎ ‎السيناريو‎ ‎الأسوأ‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎. ‎واعتبرت‎ ‎أنّ‎ ‎من‎ ‎شأن‎ ‎عمليات‎ ‎القتل‎ ‎والاغتيال‎ ‎تأجيج‎ ‎الصراعات‎ ‎وزعزعة‎ ‎الاستقرار‎ ‎وهي‎ ‎جرائم‎ ‎مرفوضة‎ ‎ومدانة‎ ‎في‎ ‎القانون‎ ‎الدولي‎ ‎وفي‎ ‎كافة‎ ‎المواثيق‎ ‎الدوليّة‎. ‎وتقدّمت‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎بأحرّ‎ ‎التعازي‎ ‎من‎ ‎الجمهوريّة‎ ‎الإسلاميّة‎ ‎الإيرانيّة،‎ ‎حكومةً‎ ‎وشعباً،‎ ‎إزاء‎ ‎هذا‎ ‎الاعتداء‎ ‎وتنقل‎ ‎تعازيها‎ ‎الخالصة‎ ‎لذوي‎ ‎الضحايا‎.‎


في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎أثار‎ ‎الاهتمام‎ ‎ما‎ ‎كشفه‎ ‎الصحافي‎ ‎في‎ ‎راديو‎ ‎فرانس‎ ‎انترناسيونال‎ ‎بول‎ ‎خليفة‎ ‎في‎ ‎تغريدة‎ ‎على‎ "‎تويتر‎" ‎بأن‎ ‎السلطات‎ ‎الفرنسية‎ ‎رفضت‎ ‎طلب‎ ‎لبنان‎ ‎تسليمه‎ ‎صور‎ ‎الأقمار‎ ‎الاصطناعية‎ ‎لانفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎بحجة‎ ‎أن‎ ‎الأقمار‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎تعمل‎ ‎في‎ ‎الرابع‎ ‎من‎ ‎آب‎ ‎فوق‎ ‎هذا‎ ‎الموقع‎. ‎وأكد‎ ‎خبراء‎ ‎عسكريون‎ ‎وأمنيون‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ "‎رفض‎ ‎فرنسا‎ ‎تسليم‎ ‎صور‎ ‎الأقمار‎ ‎الصناعية‎ ‎بذريعة‎ ‎تعطل‎ ‎القمر‎ ‎الصناعي‎ ‎يزيد‎ ‎الشكوك‎ ‎ويعزّز‎ ‎فرضية‎ ‎العمل‎ ‎العدواني‎ ‎الخارجي‎". ‎وكشفت‎ ‎مصادر‎ "‎البناء‎" ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎تواصل‎ ‎مع‎ ‎الفرنسيين‎ ‎عبر‎ ‎قنوات‎ ‎مشتركة‎ ‎للاستفسار‎ ‎عن‎ ‎سبب‎ ‎الرفض‎ ‎الفرنسي‎ ‎فجاء‎ ‎الجواب‎ ‎بالاعتذار‎ ‎عن‎ ‎تسليم‎ ‎الصور‎ ‎لأسباب‎ ‎تقنية‎.‎
وتخوّف‎ ‎الخبراء‎ ‎من‎ ‎عمليات‎ ‎أمنية‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ (‎تفجير‎ ‎أو‎ ‎اغتيالات‎) ‎لضرب‎ ‎الأمن‎ ‎الداخلي‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎الصراع‎ ‎المحتدم‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎. ‎وهذه‎ ‎المخاوف‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎بعيدة‎ ‎عن‎ ‎حسابات‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎ ‎المختصة‎ ‎التي‎ ‎بدأت‎ ‎التحضيرات‎ ‎لوضع‎ ‎خطة‎ ‎مشتركة‎ ‎بين‎ ‎مختلف‎ ‎الأجهزة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎بعد‎ ‎قرار‎ ‎إعادة‎ ‎فتح‎ ‎البلد‎ ‎واقتراب‎ ‎شهر‎ ‎الأعياد‎.‎

‎وقد‎ ‎رأس‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎الدكتور‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎اجتماعًا‎ ‎أمنيًا‎ ‎حضره‎ ‎الوزيران‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎ ‎وحمد‎ ‎حسن‎ ‎وقادة‎ ‎الأجهزة‎ ‎الأمنية‎.‎


على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎يعقد‎ ‎مجلس‎ ‎إدارة‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎اجتماعاً‎ ‎هذا‎ ‎الاسبوع‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎مصير‎ ‎الدعم‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎تناقص‎ ‎الاحتياطي،‎ ‎ودعا‎ ‎الرئيس‎ ‎بري‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎ ‎الى‎ ‎جلسة‎ ‎مشتركة‎ ‎غداً‎ ‎لدرس‎ ‎موضوع‎ ‎الدعم‎ ‎والاحتياط‎ ‎الإلزامي‎.‎


على‎ ‎خط‎ ‎المواجهة‎ ‎بين‎ ‎مجلس‎ ‎القضاء‎ ‎الأعلى‎ ‎ووزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الاعمال‎ ‎العميد‎ ‎محمد‎ ‎فهمي،‎ ‎استدعى‎ ‎النائب‎ ‎العام‎ ‎التمييزي‎ ‎القاضي‎ ‎غسان‎ ‎عويدات،‎ ‎الوزير‎ ‎فهمي‎ ‎للاستماع‎ ‎الى‎ ‎أقواله‎ ‎حول‎ ‎ما‎ ‎أدلى‎ ‎به‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎ ‎الخميس‎ ‎الماضي‎ ‎بحق‎ ‎القضاة‎. ‎وكان‎ ‎مجلس‎ ‎القضاء‎ ‎الأعلى‎ ‎طلب‎ ‎من‎ ‎عويدات‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎استثنائي‎ ‎عقده‎ ‎الجمعة‎ ‎الماضي‎ ‎اتخاذ‎ ‎الإجراءات‎ ‎المناسبة‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الخصوص‎. ‎وكان‎ ‎الوزير‎ ‎فهمي‎ ‎أكد‎ "‎ألبناء‎" ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎يتراجع‎ ‎عن‎ ‎كلامه‎ ‎ولن‎ ‎يعقد‎ ‎تسوية‎ ‎حبية‎ ‎مع‎ ‎القضاء،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎يتراجع‎ ‎عما‎ ‎يقتنع‎ ‎به‎ ‎ولن‎ ‎يخشى‎ ‎طالما‎ ‎ينطق‎ ‎بالحق‎. ‎ودعا‎ ‎فهمي‎ ‎القضاء‎ ‎الى‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎مكامن‎ ‎الفساد‎ ‎في‎ ‎صفوفه‎ ‎أينما‎ ‎وجد‎ ‎بدل‎ ‎التركيز‎ ‎على‎ ‎نسبة‎ ‎مئوية‎ ‎معينة‎. ‎متسائلاً‎: ‎لماذا‎ ‎يحضر‎ ‎القضاء‎ ‎الى‎ ‎مكاتبهم‎ ‎عند‎ ‎العاشرة‎ ‎صباحاً‎ ‎فيما‎ ‎الدوام‎ ‎الرسمي‎ ‎للموظفين‎ ‎في‎ ‎القطاع‎ ‎العام‎ ‎هو‎ ‎الثامنة‎ ‎صباحاً؟

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

واشنطن تُلوّح بعقوبات على مصرف لبنان‎!‎

 

 تتصاعد الضغوط الأميركية على لبنان، وهي لم تعد تقتصر على المقاومة ‏أو حلفائها، بل أصبحت "داخل البيت" الأميركي. فبدت لافتة أمس تهديدات ‏أميركية لمصرف لبنان - لا لحاكمه رياض سلامة المحمي من واشنطن - ‏عبر صحيفة "وول ستريت جورنال". العقوبات - إن فرضتها الولايات ‏المتحدة - ليست عقوبات على المصرف المركزي، بل إعلان حربٍ على ‏لبنان بنيّة تدمير اقتصاده الهش أصلاً.


فمعاقبة المصرف المركزي تعني ‏عزل لبنان نهائياً عن النظام المالي العالمي
يمثّل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في نظر الولايات المتحدة الأميركية، "الثقة"، وممنوع تحميله مسؤولية ‏الانهيار المالي والنقدي في البلد. الكلام قالته السفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيّا في حزيران الماضي خلال ‏مُقابلةٍ لها مع قناة "أو تي في"، مُعتبرةً ردّاً على سؤال حول دور سلامة أنّه "لا يصحّ اتّخاذ أي شخص أو مؤسسة ‏ككبش فداء عن انهيار لبنان الاقتصادي"، وأكّدت أنّه يحظى "بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي". لم تكتف شيا ‏بـ"إعطاء رأيها" بسلامة، بل استنفرت كلّ وسائلها الدفاعية بمُجرّد أن فُتح موضوع إقالته، لتمنع المسّ به. زارت ‏رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسّان دياب، مُعبّرةً بكلّ وضوح عن رفض بلادها استبدال سلامة بحاكم مصرف ‏مركزي آخر. لذلك، حين تنشر "وول ستريت جورنال" تقريراً بعنوان "مصرف لبنان يُؤجّج مخاوف جدّية من ‏الفساد"، يكون ذلك "مؤشّراً" إلى أنّ الضغوط الأميركية على لبنان تتجه إلى المزيد من التشدد. فالمقصود هنا ليس ‏سلامة، ثقة الأميركيين ووديعتهم الاولى في لبنان، بل المصرف المركزي كمؤسسة‎.‎


‎"‎وول ستريت جورنال" هي الصحيفة التي نشرت خبر فرض عقوبات على رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران ‏باسيل، قبل ساعات من إعلان القرار رسمياً. يستحوذ عليها "قطب الإعلام"، روبرت مردوخ، المالك أيضاً لتلفزيون ‏‏"فوكس نيوز". مردوخ، الأسترالي الأصل، يُصنّف في السياسة يمينياً، ويدعم معنوياً ومادياً حملات الحزب ‏الجمهوري الأميركي. نَشرُ "وول ستريت جورنال" للتقرير عن مصرف لبنان، ليس أمراً عابراً، ولا يُمكن إلّا التعامل ‏معه كـ"جرس إنذار"، وتهديد جدّي. فالمقال نفسه اعتبر أنّ "التهديد بعقوبات مُحتملة، خطوة عادةً ما تُنفّذها واشنطن ‏تجاه أعدائها، ككوريا الشمالية وإيران وفنزويلا"، ولكنّ الولايات المتحدة قرّرت استغلال "حاجة لبنان الماسّة إلى ‏التمويل الطارئ، للمطالبة بالتدقيق الجنائي أملاً في الكشف عن عمليات المصرف المركزي الغامضة". تعترف ‏الصحيفة هنا بأنّ واشنطن تستغل الأزمة اللبنانية، لا بل تعمل على تأجيجها، بهدف انتزاع مكاسب سياسية. ويُسرّب ‏‏"مسؤولون أميركيون" معلومات عن أنّه لن تتم الموافقة على أي "خطة إنقاذ من دون اعتماد البرنامج الذي يُريده ‏صندوق النقد الدولي. أزمة لبنان توفّر فرصة فريدة لاستخدام الدبلوماسية المالية لكبح نفوذ حزب الله". وينقل التقرير ‏عن "مسؤولين ودبلوماسيين أميركيين وغربيين" أنّ الضغوط على المصرف المركزي "في إطار حملة دولية ‏لمحاربة حزب الله، المدعوم من إيران، ومكافحة الفساد، وتخفيف حدّة الأزمة الاقتصادية والسياسية"، مُتهمين رياض ‏سلامة "بعرقلة التدقيق الجنائي، بالتعاون مع جهات حكومية مُرتبطة مع حزب الله‎".


بخُبثٍ، اجتزأ التقرير من خطاب الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله حين أطلّ موضحاً عدم وجود علاقة بين ‏النظام المصرفي اللبناني وحزب الله، نافياً أن يكون الأخير يتسبّب في الضغط على الليرة وخلق أزمة دولار في ‏السوق، لأنّ "حزب الله يأتي بالدولارات إلى لبنان". فاستخدمت "وول ستريت جورنال" هذه العبارة لإيهام الرأي ‏العام الغربي بأنّ "سلامة كان على علمٍ بأنشطة حزب الله المالية"، رغم الإشارة إلى أنّ "سلامة أغلق بعض الحسابات ‏التابعة لحزب الله بناءً على طلب المسؤولين الأميركيين‎".


طلبت الصحيفة مقابلة سلامة إلا أنّه رفض ذلك، فنقلت عن "المسؤولين الغربيين" أنّ ضعف إشراف البنك المركزي ‏على النظام المصرفي "ساعد في تعزيز الفساد المُستشري". وقد اختارت "أولى الضحايا"، العضو السابق في لجنة ‏الرقابة على المصارف، أحمد صفا، مُتهمةً إياه بأنّه "كان يُسيّر أعمال حزب الله المالية‎".


التهديدات الأميركية لمصرف لبنان لا يُفترض أن "تُفرح" اللبنانيين المُتضررين من سياسات رياض سلامة التدميرية ‏للمُجتمع والاقتصاد، فمُحرّك واشنطن لم يكن يوماً "مُكافحة الفساد"، لا عبر العقوبات التي تفرضها ولا بالتقارير ‏الإعلامية التي تعاقدت مع قناتَي "ال بي سي" و"ام تي في" لتنشرها. ما هي معايير الفساد التي تعتمدها الولايات ‏المتحدة؟ لماذا هدّدت الحكومة بوقف إقراضها إن أقالت سلامة؟ ألم تكن على اطلاع وثيق على سياسات مصرف لبنان ‏والألاعيب المالية التي ينتهجها، حتى تفاجأت بها، علماً بأنّه لم يبخل عليها يوماً - ولا أي من المصارف التجارية - ‏بمعلومات حول زبائن "مُشتبه فيهم" أميركياً؟‎


ما تقوم به الولايات المتحدة عبارةٌ عن مشروع خطير، وهي "تُبرّر" قرارها بأنّ "المنظومة الحالية تآخت مع حزب ‏الله إلى درجة أنّها لا تصلح لمواجهته"، لذلك لا حلّ أمامها سوى بترك لبنان ينهار بشكل تامّ، علّها تستطيع فرض ‏نظامٍ جديد وانتقاء "مُمثلين" جُدد لها، بعد أن انتهت "مهمة" المسؤولين الحاليين. هذا الكلام عبّرت عنه مؤخراً ‏دوروثي شيا أمام عددٍ من الأشخاص، من دون أن يُقنعها كلام بعضهم بأنّ "نسبة تأثّر حزب الله من كلّ تلك ‏الضغوطات لا تتعدّى الـ10%، لما لديه من قدرات اكتفاء ذاتي‎".


الرسالة الأميركية لا تبدو موجهة ضد رياض سلامة، بل هي موجهة ضد لبنان. ومن غير المستبعد أن تكون في إطار ‏التنافس الأميركي - الفرنسي على وراثة سلامة في حاكمية مصرف لبنان، وتهويل بقدرة واشنطن على فرض عقوبات ‏شاملة على لبنان، عبر معاقبة مصرف لبنان (لا حاكمه، لأن معاقبة سلامة تنتهي مفاعيلها "القانونية" العامة، لا ‏الشخصية، بإقالته وتعيين بديل له‎).‎

ويوم أمس، كان يوم رياض سلامة في الإعلام الغربي. فعدا عن "وول ستريت جورنال"، شنّت صحيفة "لو ‏موند" الفرنسية هجوماً عليه، عبر نشرها تقريراً بعنوان: "مصرف لبنان، دولة ضمن الدولة لا يُمكن المسّ بها". ‏يأتي التقرير بعد زيارة سلامة باريس لمدّة أسبوع، وإشاعته - عبر مُقرّبين - أجواءَ عن موافقته على مُباشرة ‏المصرف المركزي الفرنسي تدقيقاً جنائياً في حسابات مصرف لبنان. نفى مقال "لو موند" هذه المعلومة، مؤكداً ‏أنّ "بنك فرنسا لا ينوي القيام بأي تدقيق، وهو مُلتزم فقط بتقديم المساعدة التقنية بصفته طرفاً ثالثاً موثوقاً به". ‏وكشفت الصحيفة الفرنسية، بعد اطلاعها على تقرير شركتي "ديلويت" و"ارنست اند يونغ" لسنة 2018، زيادة ‏‏"مشبوهة في أصول مصرف لبنان بقيمة 6 مليارات دولار بسبب إجراءات حسابية مشكوك فيها"، وأنّ المُدققَين ‏لم يكونا "مُخوّلين الاطلاع على احتياطي الذهب الذي يملكه مصرف لبنان". تصف الصحيفة التدقيق الجنائي بأنّه ‏‏"عنصر أساسي لإنقاذ لبنان اقتصادياً، ولكنّه يواجه خطر عدم إبصار النور". وتُضيف مصادر فرنسية ‏لـ"الأخبار" أنّ رياض سلامة "لا يوافق على تدقيق خارجي، وهو يدّعي تعامله مع شركات تدقيق تشهد على دقّة ‏حساباته، وهذا غير صحيح. مصرف لبنان لا يتّسم بالشفافية، وسوابقه تدفع الجهات الدولية وصندوق النقد إلى ‏طلب التدقيق الجنائي الخارجي". أما بالنسبة إلى بنك فرنسا المركزي، "فتقديمه المساعدة لا يُعتبر تدقيقاً‎".‎

لا يُنكر مُقرّبون من سلامة "الفيتو" الفرنسي عليه، ولكنّهم يربطون بين ما نشرته "لو موند" وأحد مالكيها، ماثيو ‏بيغاس، الذي كان مُدير "لازار" في فرنسا حتى استقالته عام 2019. بصرف النظر عن الخلفيات، تؤكد معلومات ‏‏"الأخبار" أنّ سلامة خلال زيارته فرنسا "لم يلتق أي مسؤول مالي له علاقة بالملفّ اللبناني"، فالحاكم "فقد ثقة ‏الجهات الدولية به، التي وضعت مواصفات الحاكم الجديد، بأن لا يملك طموحاً سياسياً، وأن يكون مُطلعاً على ‏تفاصيل الإدارة اللبنانية، ويُزوّد الجهات الدولية بالتقارير المالية المطلوبة. والاسم أصبح جاهزاً". التدخل في ‏قرار على هذا القدر من الأهمية الاستراتيجية لا يتوقّف على اختيار حاكم المصرف المركزي، بل يتعدّاه إلى ‏‏"وضع خطّة جديدة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، على الحاكم الجديد أن يُنفّذها". القرار الخارجي مُتّخذ بعدم ‏‏"إقراض لبنان حتى ولو شكّل سعد الحريري حكومته، فالمطلوب تنازل سياسي من جانب حزب الله، وإجراء ‏التدقيق الجنائي‎".
من ناحية أخرى، دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي اللجان النيابية المشتركة إلى جلسة غداً لدرس موضوع دعم ‏المحروقات والقمح والمواد الغذائية والدواء وتخفيض الاحتياط الإلزامي، بالتزامن مع الجلسة التي يعقدها المجلس ‏المركزي لمصرف لبنان في اليوم نفسه، لمناقشة آليات الدعم في المرحلة المقبلة‎.‎

 

********************************************************************

 

 

افتتاحية صحيفة الديار :

 

اللواء ابراهيم ان حكى... في حوار مع "الديار" : الاجواء ‏الخارجية لا توحي بحكومة قريبة لا معلومات لدي ان باسيل فاسد وعون رئيس يٌنجز ولو ‏على حافة الهاوية ! قلت للاميركيين : سياسة الضغوط لن توصل لاي مكان !‏

اذا قَصَدتَ، كصحافي، في هذه الايام المديرية العامة للامن العام بغية انجاز معاملة ما ‏بعد اغلاق طويل الامد فرضته جائحة كورونا ، وتسنى لك ان تلتقي، صدفة، المدير ‏العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم فتستوقفه للسلام وبعض الكلام، لكان اي صحافي ‏قد بادر بديهيا، تماما كما فعلت، فانهالت على اللواء ابراهيم اسئلة تطال ملفات عدة، ‏طالبة منه بالحاح ان اصيغ اجوبتها في مقال لصحيفة "الديار". تردد اللواء ابراهيم ‏بداية مؤكدا ان اكثر من شخص طلب منه مقابلة ورفض في هذه الفترة فاصريت ‏باعتبار ان المسألة لم تكن منسقة مسبقا وعلى قاعدة"رب صدفة خير من الف ميعاد"، ‏لم يكسفن المدير العام للامن العام المعروف عنه اصلا بعده الاعلامي عن دائرة الضوء ‏لكن لا يمكن ان تلتقي برجل بحجم اللواء ابراهيم وان تتركه وشأنه كأن شيئا لم يكن...‏


عن العقوبات الاميركية "الافتراضية" بحقه وما اذا كانت صفحتها طويت نهائيا، وهو ‏العائد حديثا من واشنطن حيث التقى اهم المسؤولين الامنيين في البيت الابيض واولهم ‏مستشار الامن القومي الاميركي روبرت اوبراين ومساعد وزير الخارجية الاميركية ‏لشؤون الشرق الادنى دايفيد هايل ومديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل والذي ‏اجتمع مع السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا بعيد عودته من واشنطن وكذلك ‏التقى موفدا اميركيا؟ سالنا فرد مدير عام الامن العام بحزم قائلا : لا ادري اذا طويت ‏هذه الصفحة نهائيا لكن بالنسبة لي فانا مطمئن.‏


يكمل اللواء ابراهيم في حديثه فيقول : "ان احتمال ان يمر مشروع القانون(‏Bill‏) ‏بحسب الدراسات في اميركا هو اصلا دون ال 5 بالمئة، والاسباب الموجبة الواردة فيه ‏لا اساس لها وغير موجودة وبالتالي عندما يريد ان يأخذ مجراه القانوني يسقط بنفسه ‏تلقائيا.‏
فيضيف : "لا شيء "ينقزني" او يدفعني لاكون حذرا في علاقاتي مع اميركا لكن في ‏الولايات المتحدة الاميركية المؤسسات التشريعية شيء والادارة شيء اخر وفي النهاية ‏التسمية تعود للادارة".‏
نستوقفه لنسأل: يعني تلقيت رسالة اطمئنان من السفيرة الاميركية وكذلك الموفد الذي ‏زارك؟ يضحك ابراهيم ليتبع الضحكة ب طبعا!‏
عن "الثرثارين" الذين سبق وتحدث عنهم اللواء ابراهيم قائلا "كتار وبنعرفن"، سألنا: ‏من "يحرتق" اليوم على اللواء عباس ابراهيم ولماذا؟
سريعا يجيب اللواء بالتالي :" من هو متضرر سواء في الداخل او الخارج من دوري ‏الشخصي والوطني ومن اعادة اظهار لبنان على الخارطة الدولية بوجه ايجابي.‏
اما لهؤلاء الثرثارين فرسالة من عباس ابراهيم مفادها:"لست متأثرا بثرثراتكم ‏‏...مستمر بعملي وملتزم بواجباتي الوطنية وسأقوم بكل ما انا مقتنع به"!‏
ابراهيم: لا معلومة ضد باسيل بالفساد ! ‏
من العقوبات "الافتراضية" بحقه الى العقوبات "الواقعة" على رئيس التيار الوطني ‏الحر جبران باسيل، فسالنا، اليست سياسية او هناك فعلا تهمة فساد؟ هنا رد اللواء ‏بالتالي:‏
بموضوع الفساد ليس عندي اية معلومة ضد الوزير جبران باسيل وهو اي باسيل يدرك ‏تماما كيف يدافع عن نفسه وهو بكل الاحوال يقوم بذلك بثقة مطلقة بالنفس ونعم ممكن ‏ان تكون العقوبات عليه سياسية لا علاقة للفساد بها.‏
ولكن هل لمست خلال اجتماعاتك بواشنطن امكان فرض عقوبات على الرئيس سعد ‏الحريري ولذلك الاخير يتريث بموضوع الحكومة والاصرار على عدم تمثيل حزب الله ‏فيها ؟ على هذا السؤال يؤكد اللواء ابراهيم انه لم يتطرق في جولته الاميركية لموضوع ‏العقوبات لا من قريب ولا من بعيد كما ان احدا لم يفاتحه بها، مشيرا الى ان جولته ‏كانت ذات طابع امني سياسي انساني.‏
ليضيف: تحدثنا عن الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة بشكل عام واجرينا ‏تقييما وما اذا كانت هذه السياسة ستؤدي الى النتيجة المتوخاة او ستكون نتائجها عكسية ‏وانا قلت ان هذه السياسة (سياسة الضغوط) لن توصل لاي مكان فالحوار وحده هو ‏الذي يوصل للهدف المنشود، فالضغوط، بحسب ابراهيم، سياسة قد تدفع المضغوط عليه ‏الى اتجاه لا تريده الولايات المتحدة.‏

الاجواء الخارجية لا توحي بحكومة قريبة! ‏
عن الحكومة التي سبق ولعب اللواء عباس ابراهيم دور الوسيط في تشكيلها سابقا في ‏اكثر من محطة، لدرجة ان بعضهم لقبه "بالدينامو الحكومي" والرجل الذي يستطيع ‏تقريب وجهات النظر حيث يكثر الهوات ويفشل الاخرون، سالنا : اين اللواء ابراهيم ‏اليوم من هذه المسالة ولم لا تلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الرئيس ‏المكلف سعد الحريري والوزير باسيل او عبر رئيس الجمهورية؟
انا اعتبر اليوم ان الظروف غير مؤاتية للعب دور الوسيط لان الضغوط الخارجية ‏كبيرة جدا ومحاولة تاليف حكومة على وقع الاداء الدولي متقدمة على تاليف حكومة ‏على وقع الاداء السياسي الداخلي.‏
ولكن : متى سنكون امام حكومة في لبنان؟"، الجواب على هذا السؤال اختصره ‏ابراهيم بجملة مفادها: الاجواء الخارجية لا توحي بحكومة قريبة!‏

اغتيالات سياسية؟ ابراهيم: الوقت قد يكون ملائما لتصفيات! ‏
ولان الوضع الراهن بظل عدم تشكيل حكومة ينذر بالاسوأ كان لا بد من السؤال عما ‏كشفه منذ يومين وزير الداخلية السابق مروان شربل عندما قال : اتوقع حصول ‏اغتيالات سياسية خلال هذه الفترة"، الا ان المدير العام للامن العام يقف لحظة متريثا ‏بالتعليق على هذا الكلام فيفكر لبرهة قبل ان يقول : "في هذه الفترة يجب ان يأخذ كل ‏مسؤول حذره لان الامور ضائعة خصوصا بعد نتائج الانتخابات الاميركية اذ ان هناك ‏اجهزة كثيرة في المنطقة والعالم تجد اليوم ان الوقت ملائم لتصفية حسابات قد تصل ‏لحدود "التصفيات".‏
من السيناريو الاسوأ انتقلنا الى ملف النزوح السوري الذي سبق للواء ابراهيم والامن ‏العام ان لعب دورا اساسا في عودة عدد كبير من النازحين الى ديارهم فشكل اسم ‏عباس ابراهيم نقطة مضيئة في ملف ارهق لبنان على المستويات كافة ، ولكن هل ‏سيصل هذا الملف لخواتيم سعيدة بظل رفض طرف لبناني التفاوض المباشر مع ‏سوريا؟
لافتة كانت صراحة اللواء ابراهيم في رده على هذا السؤال سريعا اذ قال مصارحا :هذا ‏الملف هو دولي اكثر منه محلي او لبناني سوري ، وما نحاول القيام به في الوقت ‏الضائع هو تخفيف الضرر عن المجتمع اللبناني والاقتصاد اللبناني وليس الغاء الضرر ‏لان الغاء الضرر كليا يتطلب جوا دوليا ومقاربة لحل الازمة السورية عبر حل سياسي ‏في سوريا لا يزال غير متوفر حتى اللحظة.‏
لا يمكن للحديث مع اللواء ابراهيم الذي تربطه علاقة مميزة مع رئيس الجمهورية ان ‏يمر من دون السؤال عما اذا كان الرئيس عون لا يزال قادرا على انقاذ عهده؟ على ‏هذا السؤال يحيلك اللواء ابراهيم بجوابه الى تاريخ "الجنرال" ليقول :" معروف عن ‏الرئيس عون عبر تاريخه انه الرئيس الذي يُنجِز ولو كان واقفا على حافة الهاوية".‏

ابراهيم : عون هو الرئيس الذي لا يستسلم! وسيُنجز طبعا! ‏
ليكمل : انه الرئيس الذي لا يستسلم " يقول ابراهيم فنقاطعه لنسال ولكن حضرة اللواء ‏هناك من يسأل : ماذا حقق الرئيس عون من انجازات تذكر في عهده فيرد ابراهيم ‏سريعا بسؤال اخر مفاده : "كيف ما عمل انجازات؟ ليكمل سائلا : بعهد من اقر قانون ‏الانتخاب الذي نقل لبنان الى مكان اخر ووضعه على سكة التأسيس لوطن بادخال ‏النسبية ؟ وبعهد من انجزت الموازنة وحسابات الدولة واقرت مراسيم النفط والغاز؟ كل ‏هذا حصل بعهد الرئيس عون وهو طبعا قادر على انجاز المزيد وهو مصمم على ذلك، ‏يختم اللواء ابراهيم جازما!‏
ولان اثنين لا يختلفان على العلاقات القوية جدا التي تمكن اللواء ابراهيم من نسجها مع ‏الولايات المتحدة الاميركية التي ترى فيه "رجل الثقة" وكذلك علاقته الوطيدة والمتينة ‏مع سوريا باعتباره "ر جل الامن والامان" فكان لا بد من السؤال عن العلاقة مع ‏المملكة العربية السعودية الا ان البارز هنا كان ما كشفه اللواء ابراهيم بقوله:"انها ‏علاقة عادية اخوية مع السعودية والمسؤولين السعوديين وهناك تواصل عند الحاجة ‏وتبادل معلومات لما يخدم مصلحة وامن البلدين عند الحاجة".‏
وبما انني بطبعي احب "الاسئلة غير التقليدية" ولا سيما مع شخصية بحجم اللواء ‏عباس ابراهيم فكان لا بد قبل الختام من سؤال لطالما دار في ذهني منذ ان سمعت ‏باسم" اللواء" يخرج الى الضوء منذ سنوات طويلة "فخاطرت" وسألت :" اسم واحد ‏يتردد لخلافة الرئيس نبيه بري، يوما ما، هو عباس ابراهيم فهل سنراك في لحظة ما ‏رئيسا لمجلس النواب؟
يضحك اللواء ابراهيم قبل الاجابة ثم يردف قائلا:علاقتي جيدة جدا بالرئيس بري ‏واللواء ابراهيم اليوم يسعى لينجح حيث هو ليضيف:"نا عسكري ابن المدرسة الحربية ‏وبالتالي اكون حيث يجب ان أكون في خدمة لبنان سواء في السياسة او غير ‏السياسة...‏
انتهى الحوار الدَسِم مع اللواء ابراهيم . الا ان الحديث بلا قفازات مع المدير العام للامن ‏العام لا ينتهي فصولا فرجل "المهمات الصعبة" الذي يعمل "عالسكت" بلا ضجة ولا ‏بروباغندا اعلامية ، يحوي على كنوز امنية وسياسية كثيرة كثيرة لكن ما يميز ‏‏"اللواء" انه لا يبحث عن ضوء يخرجه الى العلن انما كلما اقترب منه الضوء ابتعد ‏هو اكثر فاكثر ليصح به القول :"دع انجازاتك تتحدث عنك ".‏
ما ان غادرت مبنى المديرية العامة للامن العام بعيد انتهاء اللقاء حتى فهمت لم ‏اللبنانيون يرتاحون لاسم عباس ابراهيم!‏

 

 

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء :

 

رسالة "مؤتمر باريس" غداً: تجاوز الطبقة الحاكمة والتشكيك بدورها‎!‎ ‎"‎التدقيق الجنائي" في صلب دبلوماسية الضغط المالي الأميركي.. ولا أجندة واضحة للقاء التأليف

 

 

غداً، يوجه مؤتمر "المساعدات الانسانية" الباريسي، الذي ينظمه قصر الاليزيه، باشراف مباشر من الرئيس ‏ايمانويل ماكرون، اكثر من رسالة، لعلَّ اقساها: سحب الثقة، او الاهلية بمؤسسات السلطة القابضة على مقدرات ‏الامور، وبرموز الطبقة السياسية (ولا حاجة للتفصيل)، والمضي بالتشكيك بأمانة هؤلاء لرعاية مصالح الشعب ‏اللبناني، الذي سحب الثقة بهم، تحت شعار "كلن يعني كلن" في انتفاضة 17 ت1 (2019)، وما تلاها من ‏تظاهرات، واعتصامات، واحتجاجات‎.‎


والرسالة الثانية، هي ان المجتمع الدولي، ليس بوارد التخلي عن الشعب اللبناني وتركه الى مصيره‎..‎


وبصرف النظر عن تراتبية سلم الأولويات لدى الرؤساء والوزراء والمسؤولين، تدقيق جنائي، أم تشريع، أم حكومات ‏على "غير الطريقة اللبنانية"، فإن الرئيس ميشال عون يشارك عبر تقنية الفيديو في المؤتمر الذي تنظمه فرنسا، ‏بالتعاون مع الامم المتحدة، ويلقي كلمة، يتطرق فيها للواقع اللبناني، والتزامه بالمبادرة الفرنسية‎.‎


وعلمت "اللواء" انه يجري تحضير كلمة الرئيس عون وستنتهي اليوم، وهي تركز على عرض واقع لبنان وحاجاته، ‏ولم يُعرف ما إذا كان عون سيطالب اموراً محددة من المؤتمرين. لكن فهم ان المداخلة الرئاسية ستتناول الاوضاع التي ‏يشهدها لبنان من جميع النواحي، وشرحاً مفصلاً عن الاسباب التي آلت اليها هذه الاوضاع‎.‎


ولم يستبعد مصدر لبناني مطلع ان يحض المؤتمر الانساني على الاسراع في تشكيل الحكومة في المؤتمر الدولي حول ‏المساعدات للبنان‎.‎


وقال مصدر مطلع ان باريس ابلغت مَنْ يعنيه الامر ان لا بأس ان تنسق وزيرة الدفاع وثانية رئيس حكومة تصريف ‏الاعمال زينة عكر تنسيق هذه المساعدات، مع الجانب الفرنسي لا سيما السفير بيار دوكان، المعني مباشرة بتنسيق ‏مؤتمر المساعدات‎.‎


الحكومة: جمود ولا تأليف قريباً


حكومياً، لم تشهد الحركة الحكومية امس، اي خرق، فاللقاء المتوقع بين الرئيسين في بعبدا لم يعقد لكن مصادر مطلعة ‏اوضحت لـ "اللواء" انها تتوقع حسم ايجابي للملف في وقت معقول‎.‎


واشارت هذه المصادر الى ان هذه "الكربجة" الحاصلة في الملف الحكومي من الصعوبة ان تعالج، لان القواسم ‏المشتركة لم تصل بعد الى النقطة المطلوبة‎.‎


واكدت مصادر بيت الوسط لـ"اللواء" ان لا جديد حول تشكيل الحكومة، او حول زيارة الحريري الى بعبدا‎.‎


وفيما نفى المكتب الاعلامي في رئاسة جمهورية اي دور لرئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل في عملية ‏التشكيل، جدد التأكيد ان تشكيل الحكومة يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ولا دور لأي طرف ‏ثالث فيه‎.‎


وكشف الرئيس بري انه سلَّم الرئيس المكلف تشكيلة اسماء من 20 مرشحاً شيعياً للتوزير (جميعهم من الاختصاصيين) ‏ولا علاقة لهم بحركة "امل"، تاركاً للحريري خيار اختيار اسمين من التشكيلة، وهم من الشخصيات المقبولة من ‏المبادرة الفرنسية‎.‎


وحسب رئيس المجلس: ليس المهم زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا، انما الاهم هو الاتفاق، والخروج بتشكيلة وزارية.. ‏مع الاشارة الى ان الوزارات المقترحة، او المثبتة للشيعة هي: المال، الاشغال، العمل، التنمية الادارية‎.‎


وذكر النائب السابق، والقيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش، ان الرئيس الحريري سيزور في الساعات القليلة ‏المقبلة قصر بعبدا، حيث سيقدّم رؤيته للحكومة العتيدة بالاسماء والحقائب، وهو بذلك يمارس دوره على اكمل ‏وجه.واكد علوش ان الاتجاه نحو حكومة اختصاصيين، الامر الذي تم الاتفاق عليه سابقا في خطوطه العريضة‎.‎


وعن موقف الثنائي الشيعي، قال علوش: هذا ايضا ما تم التفاهم بشأنه مع الرئيس نبيه بري، وان الحريري لم يحاور ‏حزب الله بهذه القضية، بل اتفق مع الرئيس بري حول تأليف حكومة اختصاصيين‎.‎



التدقيق الجنائي


وفي ما خصَّ التدقيق الجنائي، الذي يعتبره الرئيس عون قضية شخصية، يتابعه مباشرة، ولا يرى حرجاً بذلك، وفي ‏اطار متابعة القرار الصادر عن مجلس النواب، احالت رئاسة الجمهورية الى رئاسة مجلس الوزراء ظهر امس نص ‏القرار الذي صدر عن مجلس النواب في شأن "اخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة ‏والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة بالتوازي للتدقيق الجنائي دون أي عائق او تذرع بسرية مصرفية او ‏خلافها‎".‎


وطلبت رئاسة الجمهورية المبادرة الى اتخاذ الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبي المركز على ‏حسابات مصرف لبنان والجهات ذات الصلة وفقاً لقرار مجلس الوزراء الرقم 3 تاريخ 26/3/2020‏‎.‎


ونقلت صحيفة "وول ستريت" في تقرير لها ان مسؤولين اميركيين وحلفاء يرون إن الرقابة الضعيفة في مصرف ‏لبنان ساعدت على انتشار الفساد الذي ذكر في سلسلة من العقوبات الأميركية. وقال المسؤولون إن مصرف لبنان كان ‏محوريا في تمويل الجماعة المصنفة بالإرهابية لدى أميركا وهي حزب الله بما في ذلك هجمات ضد حلفاء أميركا. ‏وهناك أدلة غذت القلق، منها وثائق اطلعت عليها الصحيفة وتكشف أن مصرف لبنان سمح لحسابات معروفة لحزب ‏الله في بنك خاص وظلت سارية حتى بعد طلب الولايات المتحدة إغلاقها‎.‎


واعتبر المسؤولون الأميركيون إن سلامة أغلق بعض الحسابات التابعة لحزب الله بناء على طلبهم، إلا أن قدرة الحزب ‏على الوصول إلى النظام المالي جعلته يزدهر. واوضح المسؤولون اللبنانيون إن أزمة لبنان تعطي فرصة لعمل ما ‏كافحوا من أجله في الماضي وهو استخدام الدبلوماسية المالية لتقييد تأثير حزب الله وإصلاح النظام السياسي الفاسد‎.‎


وذكر المسؤولون الأميركيون إنه لا حزمة إنقاذ دون تدقيق شامل وتطبيق السياسات التي يطلبها صندوق النقد الدولي. ‏ورأى المسؤولون السابقون والحاليون أنه بدون تدقيق شامل فلا يمكن تقييم المشاكل المالية اللبنانية بما فيها معرفة إن ‏كان مصرف لبنان لديه احتياط من العملة الأجنبية لمنع العملة اللبنانية من الانهيار وبالتالي زيادة التضخم‎.‎


وحسب التقرير اياه، فإن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة رفض التعليق على اسئلة الصحفية منكراً الاتهامات ‏عن علاقته بالفساد وحزب الله‎.‎


وقف المفاوضات


الى ذلك، اقفلت ابواب المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، واعلن عن تأجيل ‏الاجتماع الذي كان مقرراً غداً الى موعد لاحق، لاسباب لم تعرف، وسط التطورات التي طرأت بعدما حدد لبنان ‏حصته في المنطقة الاقتصادية الخالصة والحدود البحرية وفق خرائط جديدة رفضها وفد العدو الاسرائيلي وطرح ‏خرائط تقضم مزيداً من مساحة حدود لبنان. فيما زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ‏امس، ولم يرشح شيء عن سبب الزيارة ولا مضمونها الذي تكتمت عليه اوساط عين التينة‎.‎


وحسب معلومات "اللواء" فإن الجانب الاميركي هو وراء طلب تأجيل التفاوض لكن رئيس الوفد جون ديروشر ابلغ ‏لبنان رسمياً انه سيزور بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين، في مسعى منه لمعالجة الخلافات التي نشأت بين الوفدين ‏اللبناني والاسرائيلي‎.‎


وقال مصدر عسكري لبناني لـ"فرانس برس" "تبلّغنا رسمياً تأجيل جلسة المفاوضات غير المباشرة، واستبدالها بجلسة ‏خاصة مع الجانب اللبناني"، من دون تحديد الأسباب، لافتاً إلى أن الجانب الأميركي هو من طلب التأجيل. وأوضح أن ‏الدبلوماسي الأميركي ديروشر، الذي يضطلع بدور الميسّر في الجلسات، سيحضر الى بيروت في موعد الجلسة‎.‎


وأضاف "يمكن خلالها استكمال النقاشات او محاولة إيجاد أرضية مشتركة". وجاء الاعلان اللبناني بعد اتهام وزير ‏الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس في العشرين من الشهر الحالي لبنان بأنّه "غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع ‏إسرائيل سبع مرات"، محذراً من احتمال أن تصل المحادثات الى "طريق مسدود‎".‎


وقبيل استلام ادارة الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن مهامه الدستورية في 20 كانون الثاني المقبل، نُقل عن ‏السفيرالاميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ان التركيز الاميركي المقبل، بعد التركيز على الملف النووي ‏الايراني، سيطرق الى بناء "اطار عمل لمفاوضات الحدود البحرية‎".‎


ونقل عن فيلتمان ان لبنان ليس على جدول اعمال السياسة الخارجية الاميركية الجديدة‎.‎


وفي تطور ذي دلالة تحدثت قناة "الحدث" عما اسمته "أنباء متضاربة عن نقل مجموعة اميركية من قاعدة رياق ‏شرق لبنان الىبيروت" لكن مصادر عليمة علقت: "الوضع عادي‎".‎



‎50 % ‎إلى المدارس


وفي اليوم الاول، بعد اعادة فتح المدارس، انسجاماً مع اعادة فتح البلد انطلقت امس المدارس الرسمية والخاصة في ‏رحلة جديدة من التعليم المدمج بعد انتهاء فترة الإقفال القسري بسبب جائحة كورونا، وسط مخاوف من الاهالي وعدد ‏من الجمعيات المدنية من هذه العودة لا سيما ان الجائحة مستمرة وبوتيرة عالية رغم الاقفال مما دفع البعض الى اعتبار ‏العودة الى المدارس مجزرة وجريمة كبرى، وهو ما نفاه وزيرا التربية الدكتور طارق المجذوب والصحة الدكتور حمد ‏حسن حيث اكدا ان منظمة الصحة العالمية اوصت في المرحلة الثالثة بفتح المدارس كما ان وجود الاطفال في المدارس ‏سيكون آمناً اكثر من البيت لا سيما ان نسبة نقل العدوى عند الاطفال منخفض جداً كما اثبتت التجربة المنصرمة‎.‎


وعادت شوارع بيروت مع انتهاء فترة الاقفال لتزدحم من جديد، واتخذت المدارس الرسمية والخاصة سلسلة اجراءات ‏وقائية اعتمدت على الكمامة الالزامية والتباعد الاجتماعي تحت مراقبة الهيئة التعليمية والادارية واخذ الحرارة عند ‏الدخول الى المدرسة، ولكن الازدحام امام بعض المدارس اثناء الدخول والخروج وايضاً اثناء التنقل في الباصات رسم ‏عدة مخاوف، لا سيما ان كثيراً من الاهالي لم يرتدوا الكمامة اثناء اصطحاب اولادهم الى المدرسة،واعتمدت الادارات ‏بتوجيهات من وزارة التربية على تقسيم الصفوف التي يزيد عدد طلابها عن 15 طالباً ولم تسمح للطلاب الذين يعانون ‏من الانفلونزا او الكريب من الدخول اليها‎ .‎


وعزا وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن العودة الى المدارس بأنها تنسجم مع توصية عدد من ‏المؤسسات الصحية الدولية بابقاء التلامذة في المدارس، مشيرا الى ان الاصابات عند الاولاد دون العشر سنوات لا ‏تتجاوز 3 %، تم تسجيلها منذ بداية الجائحة‎.‎


وبرر وزير التربية في الحكومة المستقيلة في مؤتمر صحفي اعتماد خيار التعلم المدمج لمراعاة الاوضاع الصحية ‏والتربوية والنفسية، في ظل غياب مقومات التعلم عن بعد خصوصا الانترنت وعدم توفر الاجهزة الالكترونية لجميع ‏الطلاب، ولعدم خسران العام الدراسي‎.‎



‎127903‎


صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها امس عن تسجيل 1000 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و14 حالة وفاة ‏خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الى 127903 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي‎.‎

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية :‏

 

"العناد" يولّد مسودّة صداميّة. ‏وباريس حاضرة وواشنطن تسأل عن ‏التأخير

 

 دخل تكليف الرئيس سعد الحريري يومه الحادي والأربعين، ولا ‏مؤشرات الى تَمكّن الحكومة الموعودة من سلوك طريق التفاهم ‏عليها بينه وبين الشريك في تأليفها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال ‏عون.‏
وفي ظلّ هذا الجو، دخل لبنان في شهر كانون الأول، وهو كما هو ‏معلوم شهر يغلب عليه طابع العطلة والأعياد، التي ضاعت أصلاً في ‏المعاناة التي يكابدها اللبنانيون، الذين صاروا محرومين حتى من ‏الشعور ببهجة العيد، فهل تحصل معجزة تقود الرئيسين عون ‏والحريري الى جادة التفاهم، فيفرجان عن الحكومة، ويقدّمانها كهدية ‏تزرع لدى اللبنانيين بعضاً من الأمل بقلب صفحة المعاناة وفتح ‏صفحة الإنقاذ الموعود؟
‏ ‏
خيبة وإحباط وأيام صعبة
حتى الآن، لا توضيحات من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف حول ‏المانع الحقيقي لتفاهمهما، وحول ما يوجِب استمرار التخبّط في ‏الملف الحكومي، الذي بات يمثّل مصدر خيبة في كل الدوائر الدولية ‏المهتمة بلبنان، والفرنسية منها على وجه الخصوص، ومصدر إحباط ‏كلّي لجميع اللبنانيين الذين بات يجمعهم أمر وحيد، هو الخوف من ‏أيام صعبة مُقبلين عليها، تمهّد لها سياسة صمّ الآذان المتّبعة على ‏حلبة التأليف، عن تحذيرات خبراء الاقتصاد والمال من الداخل والخارج ‏بأنّ باب النهاية الكارثية يوشِك أن يفتح على مصراعيه، ويُفقد لبنان ‏واللبنانيين حتى قدرة الانحناء أمام نسمات هوائية، فكيف اذا كانت ‏رياحاً وعواصف هوجاء تهبّ عليهم؟!‏
‏ ‏
وما عدا لقاءات متتالية بين شريكي التأليف، أصابت اللبنانيين بملل ‏من دورانها حول نفسها بلا أي طائل، لم يقدّم المعنيون بهذا الملف ‏عنصراً مقنعاً او سبباً موجباً وموضوعياً، يبرّر هذا العبث الذي يُقارَب ‏فيه تأليف الحكومة منذ تكليف الحريري تشكيلها في 22 تشرين الاول ‏الماضي، او يعكس امتلاك هؤلاء المعنيين إرادة مشتركة للنظر إلى ‏احتضار البلد أو للإصغاء إلى صرخات الجائعين، أو للاستفادة من ‏فرصة الإنقاذ التي أتاحتها المبادرة الفرنسية، وتحصين البلد بما يجعله ‏قادراً على امتصاص الصدمات أيّاً كان حجمها وايّاً كان مصدرها، بعيداً ‏من الشعارات الشعبوية والألاعيب الصبيانيّة التي أغرقت البلد، على ‏كلّ تفصيل مهمّاً كان أو تافهاً. وأيضا بعيداً من أيّ مقامرة تدفع ‏بتأليف الحكومة الإنقاذية من تأجيل الى تأجيل!‏
‏ ‏
الشريكان: لا تراجع!‏
صورة التأليف جامدة هنا، والمتحرّك فقط هو أجواء التشنّج الممتدة ‏من القصر الجمهوري الى "بيت الوسط"، بالتوازي مع احتقان متورّم ‏بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر". وتسريبات من هنا ‏وهناك بأنّ لا مجال لتراجع أيّ من شريكي التأليف أمام الآخر حول أيّ ‏تفصيل مرتبط بالحكومة الجديدة، فلكل منهما معاييره، التي يبدو أنّها ‏صاغت لدى كلّ منهما ثابتة مفادها "أنّ التراجع والتسليم بمنطق ‏الآخر، معناه الانتحار أو الغاء الذات"!‏
‏ ‏
وبحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ هذا الإنسداد، بات مسلّماً به ‏لدى غالبية القوى السياسية بانّه محكم الإقفال بعقليتين متصادمتين ‏على حلبة التأليف، ليس ما يجمع بينهما حتى الآن، وذهبتا الى الحدّ ‏الأقصى في تصلّبهما وباتتا أسيرتين له. وعلى ما تقول مصادر ‏سياسيّة مطّلعة على الخلفيات المانعة لتفاهم الرئيسين على ‏الحكومة، فإنّ "العناد هو الحاكم لكلّ هذا المسار، والقشور ‏والسطحيات هي جوهر المشكلة، ولا ترى انّ البلد على وشك أن يفلت ‏من ايدي الجميع. ومع الأسف، كل ذلك يدفع لبنان الى الدخول في ‏حال فراغ وشلل في السلطة الإجرائية اشهراً طويلة".‏
‏ ‏
لقاء تفاهم ام صدام؟
تبعاً لذلك، يتسارع الحديث في مختلف الاوساط السياسيّة عن ‏استئناف وشيك لمسلسل اللقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس ‏المكلّف، إلاّ أنّ الاجواء السابقة للقاء المفترض بينهما في الساعات ‏المقبلة، تنعى سلفاً امكانية تلاقيهما حول نقاط مشتركة، بل وتقدّمه ‏كموقعة صداميّة، تُنذر بارتدادات سلبية، تفتح بدورها المشهد ‏الحكومي على فصول جديدة من الخلاف والصراع لا يُعرف مداها.‏
‏ ‏
فأوساط الطرفين متفقة على انّ الحريري سيقدّم مسودة حكومية الى ‏الرئيس عون، وجزمت اوساط الرئيس المكلّف، انّ الثابت لدى الحريري ‏هو الحكومة الاختصاصية اللاسياسية واللاحزبية التي يحتاجها لبنان ‏في هذه المرحلة، لتشكّل العامل الاساس للإنقاذ، وتمتلك القدرة على ‏استعادة الثقة الداخلية والخارجية بلبنان، وتكون قادرة بثقة على ‏التعاون مع المجتمع الدولي، في ما يحقق مصلحة لبنان وفتح باب ‏المساعدات الضرورية التي يحتاجها انقاذ الاقتصاد واعادة اعمار ‏بيروت".‏
‏ ‏
في المقابل، اكّدت اوساط قريبة من رئيس الجمهورية لـ"الجمهورية"، ‏انّ عون سيرفض اي مسودة حكومية يقدّمها الحريري من دون التشاور ‏معه، اياً كانت الاسماء التي تتضمنها. ذلك انّ هناك معايير يُفترض ان ‏تكون موحّدة، ويجب ان تراعى بالكامل في عملية تأليف الحكومة.‏
‏ ‏
واستغربت الاوساط إمعان البعض باللجوء الى عملية تمويه حقيقة ‏ما يجري، والهروب الى الامام، بمحاولة زجّ اسم رئيس "التيار الوطني ‏الحر" النائب جبران باسيل واتهامه بالتدخّل في تأليف الحكومة، لافتة ‏الى انّ باسيل سبق ان اكّد الثقة بموقف رئيس الجمهورية وبما يقرّره، ‏وعلى اساس ذلك يقرّر التيار المشاركة في الحكومة او عدمها. وكان ‏المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية قد اصدر امس بياناً مقتضباً ‏جاء فيه: "التشكيل يتمّ بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ‏ولا دور لأي طرف ثالث فيه".‏
‏ ‏
ماذا في المسودة؟
ووسط التكتم الذي يحيط المسودة الحكومية، التي قيل إنّ الحريري ‏قد انجز وضعها تمهيداً لتقديمها لرئيس الجمهورية، تتداول الاوساط ‏السياسية بمعلومات غير مؤكّدة، حول انّ هذه المسودة لا تتضمن ‏ثلثاً معطلاً لأي طرف، وهي مستندة بشكل اساسي على المسودة ‏التي وضعت خلال تأليف حكومة مصطفى اديب قبل اعتذاره، حيث ‏تتضمن مجموعة من الاسماء التي تتمتع باختصاصات نوعية وكفاءات ‏مشهودة، ويفترض الحريري ان تحظى بموافقة كل الاطراف عليها.‏
‏ ‏
وبحسب المعلومات المتداولة، فإنّ من بين الاسماء المتداولة كلاً من: ‏جو صدي - وزارة الطاقة ( يؤيّده الفرنسيون)، كارول خوزاني - وزارة ‏العدل، لينن طحينة - وزارة الثقافة، سليم ميشال اده، شارل الحاج، ‏يوسف خليل - وزارة المال، واضيف اليه اسم وائل الزين، فراس ‏الابيض - وزارة الصحة، عباس الحلبي - وزارة التربية، العميد المتقاعد ‏جميل الجميل - وزارة الدفاع، العميد جان سلوم او العميد نقولا الهبر - ‏وزارة الداخلية (حتى الآن لم يبرز اي اتفاق بين عون والحريري على ‏الاسم، فرئيس الجمهورية يرغب بإسناد الداخلية الى العميد سلوم، ‏فيما يرغب الحريري بإسنادها الى العميد الهبر).‏
‏ ‏
ايجابية .. ولكن!‏
على أنّ اللافت للانتباه عشية اللقاء، انّه خلافاً للاجواء السلبية الطاغية ‏على المشهد الحكومي، أوحى الحريري بأنّ الأمور ليست سلبية.‏
‏ ‏
وفي هذا الاطار، علمت "الجمهوريّة" انّ الحريري اجرى في الايام ‏الاخيرة حركة اتصالات مكثفة مع جهات سياسية مختلفة، من بينها ‏اتصال اجراه برئيس مجلس النواب نبيه بري، معزياً بوفاة خاله. وكان ‏هذا الاتصال مناسبة للحديث عن ملف التأليف، حيث استفسر بري ‏الحريري عما بلغته اتصالات التأليف، فردّ بالقول ما مفاده "انّ الامور ‏منيحة". وتقول مصادر المعلومات، انّ بري تمنّى له التوفيق، علماً انّ ‏رئيس المجلس يحث على التعجيل في تشكيل الحكومة، لأنّ حالة البلد ‏‏"صارت بالويل".‏
‏ ‏
حضور فرنسي
وتأتي هذه الحركة المتصلة بالشأن الحكومي، عشية انعقاد مؤتمر ‏الدعم الدولي والإنساني، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون يوم غد الاربعاء، وسط تأكيدات فرنسية بأنّ لبنان لن ينال منه ‏دعماً مالياً، بل اقصى ما يمكن ان يحصل عليه هو تأمين بعض ‏مستلزمات هذا الدعم على الصعيدين الدوائي والغذائي.‏
‏ ‏
وفي السياق نفسه، اكّدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، ‏أنّ باريس ما زالت تأمل في تحقيق خرق ايجابي على صعيد تأليف ‏حكومة سعد الحريري في المدى المنظور، وهي في هذا السبيل ‏بصدد تفعيل حضورها اكثر، وذلك استكمالاً لرسالة الرئيس ماكرون ‏الى الرئيس ميشال عون قبل أيّام قليلة.‏
‏ ‏
وإذ لفتت المصادر الى أنّ الإيليزيه يعبّر عن غضب شديد من المنحى ‏التعطيلي الذي يُفتعل امام تشكيل حكومة في لبنان، بما يزيد من ‏الوضع الصعب الذي يعانيه هذا البلد، الذي يضعه الرئيس الفرنسي ‏في صدارة أولويّاته، وهو يتطلّع الى استجابة المسؤولين في لبنان ‏لمضمون رسالة الرئيس ماكرون، والتعجيل في تشكيل حكومة بمهمة ‏محدّدة بوضع لبنان على سكة الاصلاح والإنفراج وانعاش وضعه ‏الخطير.‏
وعما اذا تعرّض ماكرون لخيبة جديدة من المسؤولين اللبنانيين، لفتت ‏المصادر الديبلوماسية من باريس، الى "انّ المسؤولين في الايليزية ‏وفي الـ" كي دورسي" مشمئزون من لعبة تضييع الوقت التي تُمارس ‏في لبنان، ومن الطبيعي مع استمرار هذه اللعبة اللامسؤولة أن ‏تنتقل باريس الى مرحلة اقسى توازيها".‏


واشنطن: لماذا تتأخرون؟
في هذا الوقت، تحدثت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية"، عن ‏استياء اميركي من التأخّر في تشكيل حكومة في لبنان، تبدأ في اتخاذ ‏الخطوات الاصلاحية الضرورية والملحّة التي يطالب بها المجتمع ‏الدولي، وهو ما جرى ابلاغه عبر القنوات الديبلوماسية الى العديد من ‏المسؤولين والشخصيات اللبنانية، مع طرح اسئلة واستفسارات حول ‏الاسباب التي تمنع ولادة الحكومة حتى الآن.‏
‏ ‏
وقالت مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ"الجمهورية"، انّ ‏واشنطن تنظر بقلق بالغ الى الوضع في لبنان، وكانت لها رسالة ‏واضحة عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، وكذلك عبر السفيرة الاميركية ‏في بيروت دوروثي شيا، بأنّ الولايات المتحدة الاميركية تتطلع الى ‏تشكيل حكومة لبنانية تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات ‏لمعالجة الوضع الاقتصادي الصعب، وتلبّي متطلبات اللبنانيين وفي ‏مقدّمها وضع حدّ للفساد المستشري، الّا انّ ذلك لم يلقَ استجابة من ‏المسؤولين في لبنان حتى الآن، ويُخشى أن يكون ذلك مؤشراً لعدم ‏وجود رغبة جدّية في إجراء هذه الاصلاحات.‏
‏ ‏
وعمّا يقال عن انّ الولايات المتحدة تلعب دوراً معطلاً في تشكيل ‏الحكومة، قالت المصادر المطلعة: "الولايات المتحدة تعتبر تشكيل ‏الحكومة شأناً لبنانياً داخلياً، وترغب في أن ترى حكومة فاعلة مستقلة، ‏تُجري اصلاحات وتكافح الفساد، والكلّ يعلمون انّ تعطيل الحكومة ‏داخلي، ولكن ثمة اطرافاً تهرب الى الامام بإلقاء مسؤولية التعطيل ‏على واشنطن او غيرها، لإثارة الغبار حول دورها التعطيلي".‏
‏ ‏
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت الولايات المتحدة ستمارس ضغطاً ‏معيناً للتعجيل في تشكيل الحكومة، قالت المصادر: "انّ واشنطن ‏تعتبر انّ على اللبنانيين ان يشكّلوا حكومة تعبّر عن طموحات الشعب ‏اللبناني، واجراء الاصلاحات الهيكلية التي يطالب بها اللبنانيون في ‏انتفاضة 17 تشرين الاول من العام الماضي".‏
‏ ‏
وعمّا اذا كانت هناك دفعة جديدة من العقوبات، قالت المصادر: "انّ ‏لدى الادارة الاميركية برنامج عقوبات واسعاً ومكتملاً، وبناء عليه فإنّ ‏توجّه الادارة الاميركية لمحاسبة السياسيّين الفاسدين في لبنان ‏سيستمر ولن يتوقف، والدفعة الجديدة من العقوبات قد لا يتأخّر ‏الوقت على صدورها".‏


مأزق الاحتياطي والدعم
بعدما تردّد انّ رئيس الجمهورية طلب من حاكم مصرف لبنان في خلال ‏زيارة الأخير الى قصر بعبدا، الاستمرار في دعم المواد الاساسية، دخل ‏امس مجلس النواب على خط الأزمة. فقد دعا رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري لجان المال والموازنة، الادارة والعدل، الاقتصاد الوطني ‏والتخطيط، الصحة العامة، العمل والشؤون الاجتماعية الى جلسة ‏مشتركة قبل ظهر غد الاربعاء لدرس موضوع الدعم والاحتياطي ‏الالزامي.‏
‏ ‏
من خلال تسارُع التطورات، وبعدما تبيّن أنّ المجلس المركزي في ‏مصرف لبنان يميل الى رفض المسّ بالاحتياطي الالزامي، تكشفت ‏الحاجة الى تدخّل سياسي لمواكبة هذا الملف، خصوصاً انّ حاكم ‏المركزي سبق وأعلن انّه لا يرغب في تحمّل مسؤولية قرار بهذه الدقة ‏والخطورة.‏
وفي المعطيات، انّ دعوة بري سوف تُلزم الكتل النيابية بدراسة ‏الموضوع، لتحديد موقفها. وستكون القوى السياسية بلا شك مُحرجة ‏في هذا الملف، لأنّها في أي خيار ستتخذه، ستتعرّض لانتقادات ‏ولموجة رفض. ومن المفيد التذكير انّ الخيارات المتاحة محدّدة، وكلها ‏مريرة وموجعة، ويمكن حصرها بأربعة خيارات:‏
‏ ‏
اولاً- الاستمرار في الدعم مع التوصية بتقليص لوائح المواد ‏المدعومة.‏


ثانياً- خفض تدريجي للدعم من خلال تغيير نسب هذا الدعم من 1500 ‏ليرة للدولار، الى 3900 ، في مرحلة اولى ومن ثمّ وقف الدعم.‏


ثالثاً- تغيير جذري في الدعم وتحويله الى دعم مباشر للمحتاجين من ‏خلال بطاقات تموينية أو تمويلية.‏


رابعاً- وقف الدعم فوراً، ومنع المسّ بالاحتياطي تحت أي ظرف.‏
وفي المعطيات، انّ القوى السياسية لن تجرؤ ولن تُقدم على وقف ‏الدعم نهائياً، كذلك لن تجرؤ على التشجيع على تبذير ما تبقى من ‏ودائع، وبالتالي، هناك ترجيحات تشير الى مواقف رمادية سيتمّ ‏اعتمادها، على طريقة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".‏
‏ ‏
التدقيق
وفي سياق متصل، لفتت الانتباه امس، أنّ رئاسة الجمهورية احالت ‏الى رئاسة مجلس الوزراء نصّ القرار الذي صدر عن مجلس النواب في ‏شأن "اخضاع حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة ‏والمجالس والصناديق والمؤسسات العامة بالتوازي للتدقيق الجنائي، ‏من دون أي عائق او تذرّع بسرية مصرفية او خلافها".‏
‏ ‏
ولوحظ في الاحالة الرئاسية، "انّ رئاسة الجمهورية طلبت المبادرة الى ‏اتخاذ الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبي ‏المركّز على حسابات مصرف لبنان والجهات ذات الصلة، وفقاً لقرار ‏مجلس الوزراء الرقم 3 تاريخ 26/3/2020. فيما لم تأتِ الاحالة على ذكر ‏سائر الوزارات والمؤسسات والقطاعات الواردة في القرار الصادر عن ‏مجلس النواب.‏
‏ ‏
وعلمت "الجمهورية"، انّ لدى رئاسة الحكومة جملة ملاحظات على ‏القرار في شكله ودستوريته، وقد تطلب احالته الى هيئة الاستشارات ‏والتشريع. ولكن ما هو اهم يمكن ترجمته بالسياسة.‏
‏ ‏
وفي الوقت عينه، ردّت مصادر نيابية على ملاحظات رئاسة الحكومة ‏بالقول، انّ من صلاحية مجلس النواب اصدار قرارات تُرفع الى كل من ‏رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة عملاً بمواد واضحة في النظام ‏الداخلي لمجلس النواب.‏
‏ ‏
ضغوط على البنك المركزي
توازياً، سجلت أمس حملة في صحف أميركية وفرنسية على مصرف ‏لبنان، وقالت "وول ستريت جورنال" أن المسؤولين الأميركيين وغيرهم ‏من الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين عن إنفاذ القانون المالي ‏يمارسون ضغوطاً على البنك المركزي اللبناني كجزء من حملة دولية ‏لتهميش "حزب الله" المدعوم من إيران ومواجهة الفساد وتخفيف ‏الأزمات الإقتصادية والسياسية في لبنان.‏
‏ ‏
ونقلت عن مسؤولين غربيين أن واشنطن وحلفاءها يطالبون منذ ‏شهور بإجراء تدقيق جنائي في البنك المركزي إعتقاداً منهم أنه قد ‏يكشف عن أدلة على غسل أموال وفساد، وروابط لكبار المسؤولين ‏اللبنانيين بـ"حزب الله" ، بما في ذلك في البنك المركزي.‏
‏ ‏
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الضغط على البنك المركزي، بما في ‏ذلك التهديد بفرض عقوبات محتملة، وفقاً لمسؤولين غربيين، هو ‏خطوة نادرة تحتفظ بها الولايات المتحدة عادة لخصوم ألداء مثل ‏كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا.‏
‏ ‏
وقالت إن واشنطن وحلفاءها يستفيدون من حاجة بيروت الماسة ‏للتمويل الطارئ، ويطالبون بالفحص على أمل إلقاء الضوء على ‏عمليات البنك المركزي الطويلة الغامضة.‏
‏ ‏
وأضافت إن أصحاب النفوذ في المجالات السياسية والإقتصادية في ‏لبنان عرقلوا حتى الآن الجهود الدولية لإخضاع البنك المركزي لمراجعة ‏شاملة.‏
‏ ‏
ونقلت عن مسؤولين غربيين "إن مِن بين الذين يعرقلون جهود ‏التدقيق محافظ البنك المركزي منذ فترة طويلة ومسؤولون حكوميون ‏مرتبطون بـ"حزب الله"، مما يجعلهم أهدافاً محتملة للعقوبات من ‏الولايات المتحدة وحلفائها".‏
‏ ‏
وذكّرت بأنه خلال رحلة إلى بيروت في آب، أوضح وكيل وزارة الخارجية ‏الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل مخاوف الولايات المتحدة. ‏وقال للصحافيين "هناك كثير من التركيز على البنك المركزي والحاجة ‏إلى مراجعة البنك المركزي حتى نتمكن من فهم ما يحدث بالضبط ‏هناك."‏
‏ ‏
وعلى رغم أن الصحيفة ذكرت أن الحاكم رياض سلامة رفض مراراً ‏مزاعم التورط في الفساد وتسهيل عمليات مالية لـ"حزب الله"، وأن ‏البنك المركزي كان هدفاً للإحتجاجات، نقلت عن مسؤولين أميركيين إن ‏البنك المركزي "كان له دور محوري في تمويل جماعة "حزب الله"، بما ‏في ذلك الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها".‏
‏ ‏
وأضافت أن "الأدلة التي تغذي هذه المخاوف هي سجلات البنك ‏المركزي - التي راجعت صحيفة وول ستريت جورنال نسخاً منها - تُظهر ‏أنها سمحت لحسابات "حزب الله" المعروفة في أحد البنوك اللبنانية ‏الخاصة بالعمل حتى بعد أن طلبت الولايات المتحدة إغلاقها".‏
‏ ‏
الترسيم
من جهة ثانية، أُعلن امس عن تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات ‏غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية، التي كانت مقرّرة غداً ‏الاربعاء، ولكن من دون ان يتمّ تحديد موعد لانعقادها.‏
‏ ‏
ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عمن سمّته "مصدراً اميركياً رسمياً ‏يلعب دوراً في المفاوضات" قوله: "انّ الطاقم الاميركي الذي يلعب ‏دوراً بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، قرّر التركيز حالياً على القيام ‏بجولات مكوكية بين الجانبين لتمهيد الطريق الى الجولة المقبلة".‏
‏ ‏
وكان لبنان قد تبلّغ بالوسائل الديبلوماسية تمنياً اميركياً بتأجيل جلسة ‏المفاوضات، بناء لرغبة الوسيط الاميركي السفير جون دو روشيه. وقد ‏تبلّغ لبنان خلال عطلة نهاية الاسبوع من السفارة الاميركية في بيروت ‏برغبة السفير دو روشيه بالقيام بجولة على كبار المسؤولين اللبنانيين ‏للتعرف اليهم ومناقشة ما آلت اليه المفاوضات، نتيجة ما يسمّيه ‏الجانب الاميركي بـ "المواقف المتصلبة" للطرفين وتمسك لبنان ‏بموقفه من الخط المقترح لترسيم الحدود البحرية.‏
‏ ‏
وعلمت "الجمهورية"، انّ دوروشيه سيحضر الى بيروت في الثاني من ‏الشهر الجاري، في الموعد الذي كان مقرراً لاستئناف الجولة الخامسة ‏من المفاوضات، وقد أُعدّ له برنامج الزيارة الذي يبدأ بلقاء مع رئيس ‏الجمهورية، على ان تشمل الجولة مسؤولين حكوميين وعسكريين.‏

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن :

 

عون للحريري: "تعا ولا تجي‎"!‎ أميركا تضغط على سلامة: معنا أو مع "حزب الله"؟

 

 حدثان منفصلان يلتقيان عند مسار الضغط الدولي المتصاعد لتحقيق الإصلاح في لبنان، ‏سيلقيان بثقلهما على الساحة الداخلية هذا الأٍسبوع. الأول مع انعقاد مؤتمر باريس الدولي ‏بالشراكة مع الأمم المتحدة غداً لاستكمال البحث في المساعدات الطارئة للبنانيين وحثّ السلطة ‏السياسية على الإقلاع عن لعبة التعطيل الهدّامة والإسراع في تأليف "حكومة مهمة" تعمل ‏على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والحدث الثاني يترقبه المتابعون خلال الأيام المقبلة من ‏واشنطن حيث تواترت معلومات عن اتجاه لإصدار حزمة عقوبات جديدة لن يكون المصرف ‏المركزي بعيداً منها، ربطاً بدوره في عرقلة التدقيق الجنائي واستمراره في تغطية المنظومة ‏السياسية الفاسدة، وصولاً إلى اتهام مسؤولين في مصرف لبنان بلعب دور "مركزي" في تأمين ‏‏"بعض الخدمات" المصرفية لـ"حزب الله" المدرج على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية‎.

فمن حيث لم يحتسب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، دخلت الولايات المتحدة بقوة ‏على خط "التدقيق الجنائي" في حسابات المصرف، موجهةً سلسلة رسائل مباشرة وغير ‏مباشرة إلى سلامة لا تحتمل التموضع الرمادي: "إما معنا أو مع حزب الله"! وتحت هذا ‏العنوان، لاحظت أوساط مالية مواكبة للأجواء الأميركية أنّ التلويح المباشر خلال الساعات ‏الأخيرة بإدراج مسؤولين كبار في المصرف المركزي اللبناني على قائمة العقوبات، وضع ‏الحاكم أمام خيارين: "إما الإصطفاف إلى جانب المجتمع الدولي والمضي قدماً في كشف ‏المستور وتسليم المستندات المطلوبة عن حسابات الدولة للتدقيق بها حتى ولو أدت إلى الإطاحة ‏برؤوس كبيرة، أو الاستمرار في تغطية المنظومة السياسية واعتباره بالتالي اختار التموضع ‏على ضفة هذه المنظومة التي يهيمن عليها "حزب الله" وآثر عدم التراجع عن حماية أركانها‎".

وأوضحت المصادر أنّ المقال الذي نُشر في "وول ستريت جورنال" أمس والذي يصوّب ‏مباشرةً على تمويل المصرف المركزي للفساد في لبنان، إنما يبيّن أنّ "الإدارة الأميركية تتبنى ‏بشكل حاسم مطلب التدقيق الجنائي وستضغط بقوة خلال الفترة المقبلة لإنجازه، وهذا التوجه ‏بدا واضحاً على لسان المبعوث الأميركي ديفيد هيل خلال زيارته الأخيرة بيروت حين قال: ‏‏"هناك تركيز كبير على المصرف المركزي وعلى الحاجة للتدقيق في حساباته لنفهم ماذا ‏حصل بالفعل هناك". ولفتت الانتباه في هذا المجال إلى أنّ "مهمة التدقيق الجنائي من المنظور ‏الأميركي تهدف بشكل أساس إلى محاولة كشف النقاب عن كافة المعلومات ذات الصلة ‏باستفادة "حزب الله" من النظام المصرفي اللبناني لتمويل أنشطته، وفي ذلك تذهب واشنطن ‏باتجاه تأكيد تلازم المسارات بين مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد‎".

ومن بين المسؤولين المصرفيين الموضوعين تحت المجهر الأميركي، برز اسم أحمد ابراهيم ‏صفا الذي كان يشغل موقعاً في لجنة الرقابة على المصارف في المصرف المركزي وتتهمه ‏الولايات المتحدة بأنه عمل من خلال موقعه على تسهيل عمليات مصرفية لأشخاص متصلين ‏بـ"حزب الله" وكان عنصراً مساعداً في تأمين حركة أموالهم عبر عدة حسابات وعمليات ‏مصرفية. وإذ لا تخفي المصادر خشيتها من "تداعيات هائلة" على النظام المصرفي في لبنان ‏في حال إدراج مسؤولين رفيعين في المصرف المركزي على قائمة العقوبات الأميركية، تؤكد ‏في المقابل أنّ الإدارة الأميركية تبدو عازمة على إحكام الخناق على "حزب الله" لاعتبارات ‏تتصل من جهة بكونه مصنفاً "منظمة إرهابية" على مستوى لبنان والمنطقة والعالم، ومن جهة ‏ثانية بوصفه "حامي المنظومة السياسية الفاسدة في لبنان ولا يريد لها السقوط لكونها تؤمن ‏المظلة الرسمية لسطوته على البلد‎".

أما حكومياً، فلا جديد يُعتدّ به خارج إطار حالة "الرهاب" التي يمرّ بها العونيون إزاء احتمال ‏إقدام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على خطوة تقديم تشكيلة اختصاصيين إلى رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ووضعه بالتالي أمام مسؤولياته الدستورية في قبولها أو رفضها، مع ‏ما سيعنيه الرفض من ظهور رئيس الجمهورية في موقع المعرقل لولادة الحكومة الإصلاحية ‏المطالب بها شعبياً والمطلوبة دولياً‎.

وتحت هذا الهاجس، بدا عون من خلال تسريبات قصر بعبدا الإعلامية خلال الساعات الأخيرة ‏كمن يقول للحريري: "تعا ولا تجي"... بحيث أتى بهذا المعنى تعميم دوائر الرئاسة الأولى ‏أجواء ترحّب من ناحية بزيارة الرئيس المكلف المرتقبة إلى القصر الجمهوري إذا كان الهدف ‏منها "التشارك مع الرئيس عون في وضع التشكيلة الحكومية"، وتحذره من ناحية أخرى من ‏أنه إذا كان ينوي التوجه للقاء عون بغية وضع "تشكيلة أمر واقع تتجاوز المعايير الموحدة ‏فهذا أمر لن يوصل إلى مكان"، مع التشديد على أنّ "العقدة لا تزال في الأسماء، ورئيس ‏الجمهورية ليس بوارد القبول أن يكون مفتاح التسمية بيد الحريري وحده‎".

وعلى هذا الأساس جاءت خلاصة الرسالة الرئاسية الإعلامية لتقول للرئيس المكلف: "ليس ‏المهم أن تتوجّه إلى بعبدا أم لا، المهم ماذا ستحمل معك وكيف ستتصرّف؟‎".‎

 

*******************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق :

 

الجهود الحكومية معلّقة ومفاوضات الترسيم حتى إشعار آخر

 

 

 فُتحت البلاد وعادت الحياة الى شرايين الاقتصاد والتربية، وسط خشية واسعة من ان تسّد شرايين القطاع الصحي الذي ‏التقط انفاسه على مدى اسبوعين في ما لو لم تطبق الدولة الاجراءات بصرامة ولم يلتزم المواطنون، لكن مسالك ‏تشكيل الحكومة بقيت مقفلة بسواتر الشروط والمطالب وبيانات الاخذ والرد، على رغم الحاجة الملحّة لحكومة يطل بها ‏لبنان على الدول المانحة التي ستجمع لشعبه المساعدات في مؤتمر الدعم بعد يومين. واضيف الى سجل الاقفالات ‏ايضا ملف مفاوضات ترسيم الحدود بعدما ارجئت جلسة الاربعاء من دون تحديد موعد جديد في اشارة غير مطمئنة ‏الى المسار الذي تسلكه والابعاد التي يتطلع اليها البعض من خلف اقفال باب التفاوض ولو موقتاً‎.‎
‎ ‎
لا تقدم
عشية المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، الذي دعت إليه فرنسا، غدا الأربعاء، والمخصص للبحث في تقديم مساعدات ‏إنسانية للشعب اللبناني، وسط تساؤل عن مضمون الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ظل ‏الهريان المستشري في الدولة والتمنع عن تشكيل حكومة بعد اربعة اشهر على انفجار المرفأ، وما يمكن ان يخاطب به ‏المجتمع الدولي الذي يحصر مساعداته بالمنظمات غير الحكومية لانعدام ثقته بالمسؤولين في لبنان، في ظل هذه ‏الاجواء، لا يبدو ثمة توجه نحو اي حلحلة سياسية - حكومية‎.‎
‎ ‎
اطلالة دياب لماذا؟
وليس بعيدا، ادرجت مصادر سياسية معارضة اطلالة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الفريدة لجهة ‏نوعيتها وتوقيتها، بعدما كان طوال فترة رئاسته الحكومة وقبل الاستقالة يتحاشى اي اطلالة الا لتلاوة بيانات رافضا ‏التواصل المباشر مع الاعلام، في خانة تهيئة الاجواء لتمديد فترة عمل حكومة تصريف الاعمال و"التمريك" على ‏الرئيس المكلف لجهة عجزه عن التشكيل في وقت يسرد دياب انجازاته ويعدد مآثره الحكومية. واعتبرت ان خلف ‏الاطلالة ما خلفها من اهداف لا بد ستتكشف يوما ما‎.‎
‎ ‎
بعبدا ترد
في السياق الحكومي ايضا، وبعد الكلام عن دور لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عملية تشكيل ‏الحكومة اكدت رئاسة الجمهورية ان التشكيل يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف ‏سعد الحريري ولا دور لأي طرف ثالث فيه. وذلك في بيان صدر عن مكتبها الإعلامي اشارت فيه الى ان تناقل ‏‏"معلومات مختلقة عن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما الإشارة الى دور لرئيس "تكتل لبنان القوي" النائب ‏جبران باسيل في عملية التشكيل"، مضيفة "هذه المعلومات كاذبة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، وهي تتكرر من حين ‏الى آخر وتعمم من وسيلة إعلامية الى أخرى بتنسيق واضح من جهات معروفة ولأهداف لم تعد خافية على احد. ‏وجدد مكتب الاعلام التأكيد ان تشكيل الحكومة يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف ‏سعد الحريري ولا دور لاي طرف ثالث فيه‎".‎
‎ ‎
ارجاء المفاوضات
وسط هذه الاجواء، وفي تطور غير مشجّع، تم تأجيل جلسة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل التي ‏كانت مقررة الاربعاء في الناقورة. وبحسب المعلومات فإن لبنان تبلغ رسمياً ان رئيس الوفد الاميركي المفاوض جون ‏دو روشيه سيحضر الى بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين. وقالت مصادر معنية بمفاوضات الترسيم انها ارجئت الى ‏اشعار آخر بعدما وصلت الامور الى نقطة تحتاج الى وساطة لاعادة اطلاقها. واضافت "رئيس الوفد الاميركي سيسعى ‏مع المسؤولين اللبنانيين لخفض سقف الشروط المتصلة بالمساحة المتنازع عليها‎".‎
‎ ‎
بري - شيا
وفي سياق متصل، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس سفيرة الولايات الأميركية في لبنان دوروثي شيا، في ‏مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. واشارت مصادر متابعة الى ان اهداف الزيارة غير بعيدة عن قضية توقف ‏المفاوضات اللبنانية- الاسرائيلية لترسيم الحدود الى جانب ملفات اخرى‎.‎
‎ ‎
الاحتياطي والدعم
اما على الخط المالي، وفي وقت يعقد مجلس ادارة المصرف المركزي اجتماعا هذا الاسبوع للبحث في مصير الدعم في ‏ضوء تناقص الاحتياطي، دعا بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم غد ‏الاربعاء لدرس موضوع الدعم والاحتياط الالزامي‎.‎
اما جديد التدقيق الجنائي فبرز على خط احالة رئاسة الجمهورية الى رئاسة مجلس الوزراء نص قرار مجلس النواب ‏في شأنه. وطلبت المبادرة الى اتخاذ الإجراءات القانونية والعملية في موضوع التدقيق المحاسبي المركز على حسابات ‏مصرف لبنان والجهات ذات الصلة وفقاً لقرار مجلس الوزراء الرقم 3 تاريخ 26-3-2020‏‎.‎
‎ ‎
كورونا
كورونيا، بدأ امس الخروج التدريجي من الاقفال العام . وفي السياق، وعلى الصعيد التربوي، اكد وزير التربية ‏والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الصحة العامة حمد ‏حسن،‎ ‎اكد "استكمال التعلم المدمج الذي يوازن بين البعد الصحي والبعد الاجتماعي"، مشيرا الى انه "سيتم تتبع ‏حالات "كورونا" في المدارس وسيتم إعلان عدد الاصابات في كل مدرسة إيمانا منا بمبدأ الشفافية‎".‎
‎ ‎
الاقمار والمرفأ
على صعيد التحقيقات في تفجير المرفأ، كشف الصحافي في راديو فرانس انترناسيونال بول خليفة في تغريدة عبر ‏حسابه على "تويتر" قائلا: "جوابا على طلب لبنان لفرنسا تسليمه صور الاقمار الاصطناعية لانفجار مرفأ بيروت ‏اجابت السلطات الفرنسية أن الاقمار لم تكن تعمل في الرابع من آب فوق هذا الموقع‎."‎
‎ ‎
استدعاء فهمي
في ملف قضائي آخر، استدعى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وزير الداخلية محمد فهمي للاستماع الى ‏اقواله حول ما ادلى به في حديث تلفزيوني الخميس الماضي بحق القضاة. وكان مجلس القضاء الاعلى طلب من ‏عويدات في اجتماع استثنائي عقده الجمعة الماضي اتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الخصوص‎.‎
‎ ‎
علوش: الحريري سيقدم تشكيلة كاملة
أشار نائب رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش الى ان "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حين يزور بعبدا ‏للقاء الرئيس ميشال عون سيحمل تشكيلة حكومية كاملة، ولكن لا علم لي بموعد الزيارة، وأوضح ان "التشكيلة لو تم ‏تقديمها فهي للتشاور ولكن الحريري هو من يشكل الحكومة، وفي السابق كان هناك احتجاج بأن التشكيلة التي تم ‏تقديمها للرئيس عون لم تكن كاملة، وعليه في الزيارة المقبلة الحريري سيقدم التشكيلة كاملة‎.‎

*******************************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط :‎ "

 

‎الدعم للبنان" تجتمع غداً إنسانياً ... برعاية فرنسية ـ أممية ماكرون عازم على المضي قدماً في مبادرته الإنقاذية رغم نكساتها وترامب لن ‏يشارك

 

 

 رغم النكسات المتلاحقة التي أصابت "المبادرة" الفرنسية الهادفة إلى إنقاذ لبنان ‏من تردي أوضاعه المالية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والسياسية، ‏وتراجع الزخم الذي انطلقت به مباشرة عقب كارثة تفجيرات مرفأ بيروت، فإن ‏الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مصرّ" على المضي قدماً في جهوده. ‏والدليل على ذلك المؤتمر، الثاني من نوعه، لـ"مجموعة الدعم للبنان"، الذي ‏سيرعاه غداً (الأربعاء) ماكرون بالاشتراك مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو ‏غوتيريش؛ من أجل توفير المزيد من المساعدات الإنسانية الطارئة للبنان. ‏ويفترض أن يشارك فيه ما لا يقل عن 30 رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى ‏مجموعة من الوزراء والمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، وعلى رأسها ‏صندوق النقد الدولي‎.


ويأتي هذا المؤتمر الافتراضي الذي سيلتئم عبر تقنية "الفيديوكونفرنس" وسيدار ‏من قصر الإليزيه مباشرة في حين الوضع اللبناني مستمر في التآكل. فلا الرئيس ‏سعد الحريري نجح في تشكيل حكومة جديدة رغم تكليفه منذ نحو أربعين يوماً، ‏ولا الحكومة المستقيلة أثبتت قدرتها على التعامل مع وضع بالغ التعقيد. ولا ‏خطة تنفيذ التدقيق المالي الجنائي بوضع البنك المركزي وضعت على السكة بعد ‏تخلي شركة "مارسال أند ألفاريز" عن العقد الذي أبرمته مع وزارة المال ‏اللبنانية، وحجتها أن المستندات التي طلبتها لتحقيق المهمة التي كلفت بها لم تسلّم ‏لها، ولا ترى أنها ستتسلمها في الأشهر الثلاثة الإضافية التي منحت لها. ‏والتدقيق الجنائي شرط من شروط صندوق النقد والأطراف المانحة لمد يد العون ‏للبنان‎.


وبغياب حكومة جديدة، لا آمال بتحقيق إصلاحات، ولا تفاوض مجدداً مع ‏صندوق النقد الدولي، ولا مساعدات تنتظر، ولا تفعيل لوعود المانحين التي ‏أغدقت على لبنان في مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس برعاية ماكرون في ‏ربيع عام 2018. لذا؛ فإن مؤتمر الغد سيركز فقط على المساعدات الإنسانية، ‏وسيكون فرصة، وفق مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، للنظر فيما ‏تحقق من وعود المؤتمر الأول الذي عقد في 9 أغسطس (آب) الماضي، ‏والتحقق من كيفية صرفها، وتقييم الحاجات الإضافية التي يحتاج إليها ‏المتضررون من تفجيرات المرفأ، إضافة إلى الوضعين الصحي والإنساني. ‏وفي أي حال، وبوجود حكومة أو من غير وجودها، فإن المساعدات لن تمر ‏عبر مؤسسات الدولة؛ الأمر الذي يعكس فقدان الثقة بها وتآكل صورتها لدى ‏الأطراف المانحة‎.


وكان المؤتمر الأول قد وفر للبنان وعوداً بمساعدات بلغت 250 مليون دولار، ‏وهو مبلغ ضعيف قياساً لما اعتبر خسائر مترتبة على انفجارات المرفأ التي ‏تفاوتت تقديراتها ما بين 5 و10 مليارات دولار‎.‎


تشير الأوساط الفرنسية المتابعة للوضع اللبناني، إلى أن الرئيس ماكرون الذي ‏ندد في مؤتمر صحافي شهير بـ"خيانة" الطبقة السياسية اللبنانية وتراجعها عن ‏الالتزامات التي تعهدت بها للإسراع في تشكيل حكومة جديدة وقبول خطة الإنقاذ ‏الفرنسية والعمل بموجبها، "عازم على الوفاء بوعده للبنانيين" عندما أكد لهم أنه ‏‏"لن يتخلى عنهم". وتجدر الإشارة إلى أنه زار لبنان مرتين في 6 أغسطس ‏وفي الأول من سبتمبر (أيلول)، وأرسل مستشاره للشؤون العربية والشرق ‏أوسطية باتريك دوريل مؤخراً إلى بيروت، وهو شخصياً مواظب على التواصل ‏مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين. ولكن حتى اليوم، ما زال الوضع اللبناني ‏يراوح مكانه إن لم يكن يزداد سوءاً وتعقيداً بحيث انحصر الدور الفرنسي ‏‏"الفعلي" في الجوانب الإنسانية؛ الأمر الذي يعكسه مؤتمر الغد‎.
ولا تخفي الأوساط المشار إليها "دهشتها وخيبتها من انعدام المسؤولية" لدى ‏سياسيي لبنان، وتغليبهم "المصالح الحزبية والفئوية والطائفية والشخصية على ‏المصلحة العامة‎".


رغم ما تقدم، فإن باريس ماضية في جهودها، وهي من جهة، تسعى لجمع مزيد ‏من المساعدات الإنسانية إلى لبنان من خلال المؤتمر مع ما يحمله من بعد ‏سياسي و"ضغوط" على الطرف اللبناني. وكان يمكن لماكرون أن يكلف وزير ‏الخارجية أو الاقتصاد مهمة الاضطلاع بالمؤتمر. إلا أنه فضّل أن يقوم بذلك ‏شخصياً من أجل جذب أرفع تمثيل ممكن على المستوى الدولي لمجموعة الدعم ‏للبنان، والدفع باتجاه توفير أكبر قدر من المساعدات؛ نظراً للحاجات اللبنانية ‏الضخمة. وفاقمت جائحة "كوفيد - 19" الوضع الصحي وحالة المستشفيات ‏وقدراتها على التجاوب مع الحاجات الطارئة، وهي أحد الأسباب التي تفسر ‏الإصرار الفرنسي‎.


من جهة أخرى، فإن ماكرون عازم على زيارة لبنان نهاية العام الحالي. لكن ‏صورة هذه الزيارة "يمكن أن تتعدل وفق التطورات" التي قد تحصل في لبنان ‏لجهة تشكيل الحكومة وعودة مؤسسات الدولة للعمل. فإذا بقي الفراغ ‏المؤسساتي على حاله، فإن ماكرون سيكرس زيارته لتمضية بعض الوقت في ‏إطار أعياد نهاية العام مع الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل في جنوب ‏لبنان. وتجدر الإشارة إلى أن تقليداً فرنسياً يقوم على زيارة كبار المسؤولين ‏‏(رئيس الجمهورية، وزير- ة الدفاع...) الوحدات الفرنسية العاملة خارج البلاد ‏نهاية العام‎.


وتشدد باريس على أن المبادرة الفرنسية هي "الوحيدة" المطروحة اليوم على ‏الطاولة لإنقاذ لبنان. لذا؛ سيكون لزيارة ماكرون "مدلول" سياسي كبير لجهة ‏التزامه إزاء لبنان، رغم أن "مهلة الأربع أو ستة أسابيع" التي منحها للطبقة ‏السياسية من أجل لتشكيل الحكومة الجديدة، قد انقضت كما انقضت قبلها مهلة ‏الـ15 يوماً التي أعطاها لها بداية سبتمبر بمناسبة اجتماع في قصر الصنوبر، ‏مقر السفير الفرنسي في بيروت‎.


ولا يبدو اليوم، في ظل التطورات الإقليمية، خصوصاً الأميركية - الإيرانية ‏واستمرار إدارة الرئيس دونالد ترمب في فرض عقوبات على طهران وعلى ‏الأحزاب والجهات الحليفة لها وعلى رأسها "حزب الله"، وتزايد التعقيدات ‏والحسابات الداخلية والرهانات اللبنانية أن باريس، بحسب مصدر فرنسي سياسي ‏غير حكومي "تملك ما يكفي من الأوراق للتأثير في الوضع اللبناني". فلا هي ‏نجحت من جهة في دفع طهران وواشنطن إلى تسهيل مهمتها، ولا هي ‏استطاعت أن "تغري" الأطراف اللبنانية بالمساعدات، ولا أن "تردعهم" ‏بالتلويح بفرض عقوبات، كما أنها لم تحصل على مقابل من "حزب الله" الذي ‏أعادت تعويمه. والوعود كافة التي تلقتها، سريعاً ما تبخرت رغم ضغوط كارثة ‏المرفأ والأوضاع المتدهورة وتأكيدها أن مبادرتها "محض اقتصادية‎".


وفي حين تستبعد المصادر أن يشارك ترمب في المؤتمر، يتوقع أن يصدر عن ‏المؤتمر بيان سيكون شبيهاً جداً ببيان 9 أغسطس. وأهم ما سيحتويه، أنه سيعيد ‏التأكيد على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وعلى ضرورة القيام ‏بالإصلاحات المعروفة والتي تضمنتها الورقة الفرنسية، والتي ما زالت الأسرة ‏الدولية ومجموعة الدعم تطالب بما تضمنته منذ مؤتمر "سيدر" أي قبل عامين ‏ونصف العام، فضلاً عن إعادة تأكيد اهتمام مجموعة الدعم الدائم بمساعدة لبنان‎.‎

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram